المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 10 حزيران 2008

إنجيل القدّيس متّى .7-1:10

ودَعا تَلاميذَه الاثَني عَشَر، فأَولاهُم سُلطاناً يَطرُدُونَ بِه الأَرواحَ النَّجِسَة ويَشْفونَ النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة. وهَذِه أَسْماءُ الرُّسُلِ الاثنَي عَشَر: أَوَّلُهم سِمعانُ الَّذي يُقالُ لَه بُطرُس، وأَندَراوسُ أَخوه، فيَعقوبُ بْنُ زَبَدى ويوحنَّا أَخوه، ففِيلِبُّس وبَرتُلُماوُس، فتُوما ومَتَّى الجابي، فيَعقوبُ بْنُ حَلْفى وتَدَّاوُس، فسِمعانُ الغَيور ويهوذا الإِسْخَريُوطيّ ذاكَ الَّذي أَسلَمَه. هؤلاءِ الاثنا عَشَر أَرسلَهُم يسوع وأَوْصاهم قال: «لاتَسلُكوا طَريقاً إِلى الوثَنِيِّين ولا تَدخُلوا مَدينةً لِلسَّامرِيِّين، بَلِ اذهَبوا إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ من بَيتِ إِسرائيل، وأَعلِنوا في الطَّريق أَنْ قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَوات.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 9 حزيران 2008

البلد

قال دبلوماسي غربي ان لديه قلقاً من ان يشهد لبنان في المرحلة المقبلة صعودا للمنطق المافيوي في اسلوب التعامل مع الملفات العالقة في الدولة.

قال مسؤول كبير في المعارضة، ان خطاب الامين العام لحزب الله في ذكرى التحرير لم يفهم على حقيقته، بل حمّل اكثر مما يحتمل.

لوحظ ان بيان جهة دينية لم يتجاوز مطلب الاعتذار من بيروت وابنائها لتجاوز ما حصل في 7 ايار الماضي وما تلاه.

النهار

لوحظ ان عدداً من العراقيين الذين لجأوا الى لبنان باشروا العودة الى بلادهم.

التطورات الاخيرة في لبنان والمنطقة جعلت سياسيين يتذكرون قول العميد ريمون اده: "ان لبنان هو ضحية سياسة اميركا في الشرق الاوسط".

تخشى اوساط سياسية ان يكون مصير اللجنة الوزارية العربية لمواكبة تنفيذ اتفاق الدوحة، مثل مصير اللجنة الثلاثية العربية العليا لمواكبة تنفيذ اتفاق الطائف.

السفير

لدى مراجعة أكثر من جهة بشأن حقيبة خدماتية "حساسة"، كان الجواب أنها صارت من حصة طائفة غير أساسية!

قرّرت قيادة تيار سياسي بارز في الموالاة إعادة الاعتبار للبنية العسكرية وكلفت ضابطين ما زالا في الخدمة إنجاز هذه المهمة ضمن سقف زمني محدد!

فوجئ مرجع حكومي بقرار تيار في الموالاة بشأن الحكومة، خاصة أنه لم يطلع عليه إلا عبر التلفزيون!

تبيّن أن جهة حزبية معارضة لم تحسم حتى الآن سوى اسم وزير واحد وربما يكون مفاجأة للجميع.

المستقبل

تبدي أوساط غربية اعتقادها ان دمشق ليس لديها مشكلة في إقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان، لكن ترسيم الحدود هو المسألة الصعبة.

تترقب أكثر من عاصمة عربية ودولية انعكاسات القمة الأميركية ـ الفرنسية التي ستنعقد في 13 الشهر الجاري على وضع العلاقات الإقليمية ـ الدولية.

أوضحت مصادر عربية ان الأسبوع الطالع سيشهد اتصالات سعودية ـ إيرانية على مستوى رفيع سيتركز جزء منها على حلّ مسألة الحكومة اللبنانية.

اللواء

توقعت أوساط مقرّبة من أجواء الدوحة أن تحسم المعارضة إيجاباً أمر مشاركتها في الحكومة العتيدة خلال فترة وجيزة، حتى ولو لم يتجاوب أحد أطرافها مع المساعي المبذولة لتعجيل التشكيلة الحكومية!·

استغرب سياسي مخضرم عدم حضور رئيس جمهورية سابق الغداء التكريمي للرئيس الفرنسي في قصر بعبدا وقال: إن الرجل يساعد على عزل نفسه ·· بنفسه!·

يتلقى مواطنون في بيروت اتصالات خليوية من جهات مجهولة تعرض عليهم كتباً ومراجع عن "ولاية الفقيه" بأسعار تشجيعية يعود ريعها إلى "المقاومة" حسب زعم المتصلين!·

 

ولادة الحكومة قبل نهاية الاسبوع والحوار يستأنف برعاية سليمان

الديبلوماسية اللبنانيـــــة تتابع الاتصالات بشأن مزارع شبعا ورئيس حكومة فرنسا في بيروت قريبا ترجمــة للوعود المقطوعة

المركزية - على رغم تشدد ملحوظ في المواقف وتقاذف تهم بين فريقي الغالبية والمعارضة وعودة الحملات الاعلامية المتبادلة، فإن الخروج من نفق ازمة تشكيل الحكومة لا يبدو بعيدا مع ترجيح ان تتبلور الصورة قبل نهاية الاسبوع الجاري لإعلان بشرى الولادة المرتجاة الى اللبنانيين وانهاء حال التنازع والتجاذب على الحصص والمكاسب بعد تذليل العقبات، في ظل حركة اتصالات كثيفة وضغوطات سياسية من اكثر من جهة لإقفال الملف الحكومي والانطلاق نحو مرحلة يستطيع معها العهد الجديد ان يخطو اولى خطواته في اتجاه ارساء اسس دولة "الحق والقانون".

استئناف الحوار: ويتوقع فور تشكيل الحكومة واعداد بيانها الوزاري ونيل الثقة من مجلس النواب ان يدعو رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الى استئناف الحوار الوطني برعايته في القصر الجمهوري فيجتمع الاقطاب الاربعة عشر لمتابعة البحث في المواضيع المتفق عليها سابقا من النقطة التي توقفت عندها، بحيث يصار الى معالجة دقيقة ومعمقة لكل ملف على حدة وصولا الى اتفاق شامل بشأن المواضيع الخلافية كافة يضع حدا للانقسام السياسي الحاد المستشري في البلاد منذ سنوات طويلة.

مزارع شبعا: في غضون ذلك، تتابع الديبلوماسية اللبنانية بما يتوفر لديها من معلومات عن اتصالات اقليمية ودولية قضية مزارع شبعا والمساعي الجارية لوضعها تحت السيادة الدولية موقتا في انتظار تثبيت ملكيتها، الامر الذي اكدت مصادر متابعة انه شكل نقطة ارتكاز اساسية في لقاءات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيروت السبت الماضي مع من التقاهم من مسؤولين من مختلف الكتل والتيارات بحيث اثار مسألة تحرير المزارع المحتلة بالوسائل الديبلوماسية مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي اشارت المصادر الى انه لم يبلغ ساركوزي ممانعته. واكدت المصادر ان ساركوزي ابلغ محاوريه اهتمامه بهذه القضية وعزمه على طرحها في خلال زيارته الى اسرائيل في 21 الجاري والدفع في اتجاه تبني الامم المتحدة آلية تقضي بوضعها في عهدة الامم المتحدة، علما انه تم التوافق على هذا الامر في مؤتمر الحوار الوطني في بيروت.

وتعلق المصادر اهمية بالغة على الموضوع باعتباره عاملا اساسياً في اعطاء الضوء الاخضر لبدء البحث الجدي في الاستراتيجية الدفاعية للدولة اضافة الى تنظيم العلاقات اللبنانية - السورية وما يستتبعها من ترسيم الحدود بين البلدين وتبادل السفارات، وهما ابرز بندين على طاولة الحوار المرتقبة في بعبدا.

متابعة فرنسية: وفي الموازاة، تترقب الاوساط السياسية النتائج العملية التي افضت اليها زيارة الرئيس ساركوزي وكيفية تثميرها في دعم العهد معنوياً ومادياً في ضوء الحديث عن زيارة قريبة لرئيس الحكومة فرنسوا فيون الى لبنان لترجمة الوعود الفرنسية على ان يليه عدد من وزراء حكومته يضعون موضع التنفيذ ما تم التفاهم بشأنه بين الرئيسين اللبناني والفرنسي، وخصوصا ما اشار اليه ساركوزي في خلال كلمته امام الجالية في قصر الصنوبر من عزم على تقديم مساعدات على اكثر من مستوى الى البلد الصديق، بالاستناد الى اتفاقات يصار الى وضع احرفها الاولى بين رئيسي حكومتي البلدين اللبناني فؤاد السنيورة والفرنسي فيون يتم استخدامها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والامنية، يضاف الى كل ذلك استئناف البحث في كيفية تنفيذ مقررات مؤتمر باريس-3 الذي افضى الى تعهد المجتمع الدولي بتقديم 7،6 مليارات دولار الى لبنان على مدى خمس سنوات.

 

وزير خارجية بريطانيا غادر بيروت عائدا الى بلاده

وطنية - 9/6/2008 (سياسة) غادر وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند، بيروت عائدا الى بلاده بعد زيارة الى لبنان استمرت أقل من 24 ساعة التقى خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة، حيث تم البحث في آخر التطورات.

وكان في وداعه في مطار رفيق الحريري الدولي سفيرة بريطانيا فرنسيس ماري غاي وشخصيات.

 

الرئيس الجميل ترأس اجتماع المكتب السياسي والمجلس المركزي للكتائب: لوقف التلاعب بأمن الناس ومصالحهم والعمل على انهاء كل اشكال التعديات

وطنية - 9/6/2008 (سياسة) عبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل عن قلقه "ازاء الوضع الامني والانتقال بمشاريع الفتنة من منطقة الى اخرى، وتوقف عند احداث سعدنايل وتعلبايا والقرى البقاعية تزامنا مع احياء ذكرى اربعين شهيدي الكتائب سليم عاصي ونصري ماروني في زحلة فيما لا يزال منفذو الجريمة احرارا يتمتعون برعاية ومظلة سياسية تعزز منطق الجريمة على حساب القانون والعدل والحق". ودعا الى "تشكيل الحكومة والقيام بمقتضيات اتفاقية الدوحة السياسية والامنية والوطنية". كلام الرئيس الجميل جاء في الاجتماع الموسع لاعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي لحزب الكتائب الذي انعقد عصر اليوم برئاسته، وخصص للبحث في التطورات الامنية والسياسية.

استهل الرئيس الجميل الاجتماع بالاشارة الى التطورات على الصعد المختلفة ولا سيما الوضع الامني فعبر عن قلقه البالغ "إزاء الوضع الامني والانتقال بمشاريع الفتنة من منطقة الى اخرى، فبعد بيروت ها هي العمليات الامنية تنتقل الى بلدات تعلبايا وسعدنايل ومناطق بقاعية لتزرع الخوف والرعب في صفوف المواطنين وترفع من نسبة التوتر في اكثر من منطقة".

وقال: "تزامنا مع احياء زحلة ذكرى اربعين الشهيدين الكتائبيين سليم عاصي ونصري ماروني اطلت الفتنة من جديد في المنطقة ومحيطها الامر الذي يضاعف من حجم الاسئلة المطروحة علينا وعلامات الاستفهام عن مصير منفذي جريمة زحلة، فهم معروفون من كل الناس بعدما ارتكبوا فعلتهم في وضح النهار وما زالوا أحرارا طليقين يتمتعون برعاية ومظلة سياسية تعزز منطق الجريمة على حساب احقاق الحق والعدل والقانون".

اضاف: "ان احداث بيروت وبعض المناطق اللبنانية وما اسفرت عنه من تداعيات امنية وسياسية على مستوى البلد تدفعنا الى الدعوة بالحاح الى كل من يعنيه الامر من مراجع سياسية، لوقف التلاعب بأمن الناس ومصالحهم، ومن السلطات الامنية والعسكرية العمل على انهاء كل اشكال التعديات سعيا وراء تطويق المخاوف والهواجس الموجودة لدينا وخصوصا بما يتصل بمدى التزام بعض الاطراف بمقتضيات اتفاقية الدوحة السياسية والامنية والوطنية في وقت دخلت فيه البلاد مرحلة جديدة بعد انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي العماد ميشال سليمان". وتابع: "على وقع الاشكالات الامنية المفتعلة لم نفهم حتى الساعة الاسباب التي تعيق تشكيل الحكومة الجديدة رغم اننا اجمعنا في الدوحة على شكل الحكومة وتركيبتها العددية، في وقت عبر فيه الاطراف كافة عن الحاجة للاسراع بتشكيلها والامساك بمقدرات البلاد وخصوصا الامنية منها والسياسية وليتفرغ من يعنيه الامر كل في إطار اهتماماته، على المستويات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية".

وأردف: "الجميع يدرك اهمية ان يتحقق الاستقرار السياسي والحكومي خصوصا، ذلك ان مثل هذا الوضع سينعكس مباشرة على الوضع الامني في البلاد ويصبح بالامكان العمل على ازالة اجواء التشنج وانهاء بؤر التوتر، عدا ما يعززه الوضع الجديد الذي سينشأ من مصداقية للعهد الجديد في بدايته فلا تضيع المبادرات الدولية والعربية الداعمة للبنان وخصوصا لجهة ما هو متوقع لها من نتائج اقتصادية ومالية ومعيشية".

وأسف الرئيس الجميل "لتعاطي الجهات السياسية مع التركيبة الحكومية الجديدة والسعي علنا لتقاسم الحقائب السيادية، علما ان السيادة لا تحتمل اي إشراك أو محاصصة أو اي تناقض في الولاء والعمل من اجل المصلحة الوطنية العليا، ذلك ان لا قيامة للدولة التي نطمح اليها ولا دور لأية سلطة ما لم تقم على استراتيجية واضحة في خدمة سيادة كاملة وحرية ناجزة واستقلال غير منقوص".

وتوقف عند "المفاهيم الخاطئة التي لا يتوانى البعض عن التعبير عنها في ولوجه الحكم وفي الطريق الى المشاركة التي لن تكتمل إلا بتوفر ابسط مقومات التعاون والتعاضد لمواجهة مسلسل الازمات التي تعيشها البلاد على اكثر من مستوى، وبوجود قرار واضح وصريح بالابتعاد عن كل ما يفرق ويعزز اجواء الانقسام والشرذمة والسعي الى كل ما يوحد ويجمع". ونوه بالزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بيروت و"بكل ما رافقها إن على مستوى الوفد الحكومي والسياسي والحزبي الجامع على مستوى فرنسا بكاملها والذي رافق الرئيس ساركوزي، كما بالنسبة الى ما لقيه في لبنان من استقبال ميزه حضور لبناني كامل، شامل وجامع على مستوى الوطن". وقال: "ان ما وفرته الزيارة من دعم للبنان على جميع المستويات يدعونا الى حسم خياراتنا الوطنية باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية وملاقاة الدعم الدولي بتفاهم لبناني يقودنا حتما الى قطاف وفير لنتائج هذا الدعم، ولا سيما على مستوى استكمال تنفيذ القرارات الدولية وخصوصا القرار 1701 عدا عن الحاجة الى البدء بتطبيق قرارات مؤتمر باريس 3 توفيرا لنتائجها الاقتصادية والمالية والمعيشية تمهيدا لعودة لبنان الى موقعه المتميز في المنطقة وفي ما بين الامم".

 

 صفير رأس اجتماعا لتقويم تطبيق المجمع البطريركي الماروني

 المركزية - رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي اليوم، اجتماعا لتقويم تطبيق المجمع البطريركي الماروني، في حضور الأساقفة الموارنة في لبنان والعالم والرؤساء العامين والرئيسات العامات والأمانة العامة.

بعد الصلاة المشتركة، ألقى رئيس المجمع البطريرك صفير كلمة قال فيها: "هذه هي السنة الثانية التي تنقضي على انعقاد المجمع البطريركي الماروني، وزهو مجمع لاقى الترحيب في كل الأوساط المارونية، غير أنه لم يطبق، يصبح وكأنه لم ينعقد. ولا ادري ما اذا كانت المجموعات المارونية، قد أقبلت عليه وحاولت ان تتفهمه في أعماقه، وسعت الى تطبيقه، وهو قد حاول أن يبحث في كل المناحي المختلفة من الحياة الروحية والكنسية والاجتماعية المارونية والسياسية. ولا بأس اذا ذكرنا أنه بحث قبل كل شيء في هوية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها وحضورها وانتشارها، وتوقف عند البطريركية والأبرشية والرعية المارونية، وتناول في بحثه الأشخاص على اختلاف هوياتهم ومراتبهم من البطريرك الى الاساقفة الى الكهنة والرهبان والعلمانيين والعائلة المارونية والشبيبة والطقوس والعمل الراعوي والتعليم المسيحي وتنشئة الراشدين المسيحية. وانتقل الى الحديث عن الكنيسة المارونية وعالم اليوم، فتناول الشأن التربوي على أنواعه والثقافة والسياسة والشأن الإجتماعي والإقتصادي والإعلام والأرض".

أضاف: "اما ما تطبق من أبحاث هذا المجمع، وما ينتظر التطبيق فهذا ما اعتقد ان امين عام المجمع سيادة المطران يوسف بشارة سيتولى الإعراب عنه في تقريره السنوي عن اعمال لجنة المتابعة، غير أن الواجب يقضي بأن نقول في ضوء رؤية ما يجري على الصعيد السياسي على الاقل، إن تأثير توجيهات هذا المجمع لم تكن بالقدر الذي كان الموارنة يتوخونه ويعملون على تحقيقه، فصفوفهم لا تزال منقسمة وهم حتى الساعة يهاجم بعضهم بعضا لاقتعاد هذا او ذلك من المقاعد الحكومية التي تجر اليهم الوجاهة وربما المال. والمسيح يقول: "كلكم اخوة والكبير فيكم فليكن لكم خادما. إننا لا نزال على مسافة بعيدة من تعاليم الإنجيل النيرة".

وتابع: "أجل، إن تطبيق المجمع، ككل مجمع، يقتضي له وقت وجهد وعمل وطول أناة، وتغيير الذهنيات ليس بالأمر اليسير، لكن علينا ان نتحلى بحسن الإرادة لنضع نفوسنا على الطريق المؤدي الى الغاية المطلوبة، وهي ترسيخ مفاهيم المجمع في النفوس والإرادات لتصبح هي الحافز الى العمل المرتجى".

وختم البطريرك بالقول: "وعلى أمل أن نكثف الصلاة واستلهام الروح القدس ومراجعة نصوص المجمع على ضوء تعاليم الإنجيل المقدس، نسأل الله بشفاعة السيدة العذراء سيدة لبنان أن يشدد منا العزائم لنعمل دائما بارادته، ونتم ما يطلبه منا عبر الأحداث التي يجب ان نواكبها بمثابرة لا تعرف الكلل ورجاء وطيد. حقق الله الآمال وهدانا السراط القويم وشملنا جميعا برضاه وبركاته". ثم قدم المطران بشارة التقرير السنوي للأعمال السنوية.

وقدم الامين العام للبطريركية المارونية الخوري ريشار ابي صالح الرؤيا لانشاء امانة عامة للصرح البطريركي مقرها بين بكركي والمجمع البطريركي في الزوق، معلنا بدء العمل بموجبها. وناقش المجتمعون مشاريع اقتصادية تطبيقا للمجمع الماروني سترى النور لاحقا ويعلن عنها قريبا.

 

"محاولات لعدم تنفيذ اتفاق الدوحة عبر "بدع امنية"

عــون: أملك وثائق على تورط مسؤولين بالفساد

المركزية - اتهم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون فريق الموالاة بمحاولة تعطيل اتفاق الدوحة، مشيرا إلى أن هناك محاولة لعدم تنفيذ الاتفاق ووضع العراقيل، عبر محاولة خلق "بدع" المشكلات الأمنية. وأعاد التذكير بأن اتفاق الدوحة شهد نوعاً من التوجه لدى قوى الموالاة بعدم التوصل لحل، "أرادوا أن تكون العرقلة أو التعطيل السياسي على حساب الخصم، وتحديدا على حسابي أنا شخصيا". كما أتهم عون خصومه بعدم رغبة وجوده في لبنان. وأشار إلى أن القضاء اللبناني يضم بعض العناصر الفاسدة، مؤكدا أنه يملك وثائق على وجود مسؤولين متورطين بقضايا فساد. وقال: "أنا كنت صريحا في كل أحاديثي بالخيار مابين الموقع والدور، أني سأختار الدور.."  كلام عون جاء في حديث الى صحيفة "العرب" القطرية مما قال فيه:

* نقلت مصادر مقربة من حوار الدوحة أن النقلة الإيجابية في الحوار بعد أن شارف على التعثر حدثت بعد لقاء ليلي مطول بينكم وبين سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لتنفرج الأزمة بعد ذلك، ما هي الخطوط العامة لتلك الجلسة؟

- كان الطريق مسدودا تقريبا، وكانت المقترحات موجودة بالأساس والتي على أساسها جاء الحل، قصة توزيع حكومة الوحدة الوطنية وقصة الانتخابات، والحل طبعا جاء في مساهمة الأمير في طرح التوزيع النهائي لمدينة بيروت.

* من كان يشكل حجر العثرة في طريق الحوار أو تأخير الاتفاق؟

- إذا لاحظنا من اليوم الأول وقبل أن ينعقد افتتاح الحوار، كان يسمع اللبنانيون من وسائل الإعلام المناهضة لنا أن العماد عون يعرقل تشكيل الحكومة الوطنية، ولم يكن الحديث حول الحكومة الوطنية قد بدأ أصلا، كان هناك نوع من التوجه لدى قوى الموالاة حتى لا نصل الى حل وأرادوا أن تكون العرقلة أو التعطيل السياسي على حساب الخصم وتحديدا على حسابي أنا شخصيا، ومن ينطلق من معتقدات خاطئة يصل لنتيجة معاكسة، فقد كانوا يعتقدون بأني سأعرقل كل الحلول، حتى أبقى المرشح للرئاسة وأصل إليها، بينما أنا كنت صريحا في كل أحاديثي قائلا "ما بين الموقع والدور، سأختار الدور.. وأنا عندي دور وعندي موقع لذلك سأختار الدور.. وعندما طرحت حلول معقولة للمطالب التي تخص حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات وتقسيم دوائر اتحادية، مباشرة قلت نعم، وما إن أجبت بنعم حتى أصبت الآخرين بالمفاجأة لموافقتي ولذلك الآن توجد صعوبات بالتنفيذ لأنه هناك محاولة عدم تنفيذ الاتفاق وخلق عراقيل، من خلال ابتداع قصة المشكلة الأمنية، وما هي هذه المشكلة، هذا الشاب زغلول الذي حصلت معه الحادثة، صدرت بحقه ستة أحكام غيابية، إذا هو ليس قديسا ولديه سوابق، ثم يقولون حادثة تفجير، من فعل ذلك؟ هل يعقل أن بلداً تتوقف فيه عجلة تشكيل حكومة لمثل هذا السبب..!!

* يرى حليفكم محمد رعد أن اتفاق الدوحة مجرد تسوية للخلاف وليس حلاً جذريا، كيف تراه أنت؟

- طبعاً الاتفاق مدخل للحل، وطبعا مشكلاتنا على مستوى الوطن أكبر بكثير من قصة قانون انتخاب وتأليف حكومة وحدة وطنية، لدينا أيضا مشكلات اقتصادية وأمنية، هناك مطامع حدودية وتتهددنا مجموعة أخطار، وأرى أن هذا الاتفاق مدخل، سيمنحنا فترة هدوء وتحضيراً للانتخابات النيابية، والحكم الذي سينبثق من نتائج الانتخابات المقبلة هو الذي سيحدد مرحلة استقرار أوسع لأنها ستكون نتيجة تمثيل صحيح، ولكن لا أحد يشكك بهذا الاتفاق أو هناك من يريد نسفه وكذلك السيد محمد رعد لا يريد نسف الاتفاق بل يريد القول إن هذه تسوية.

* هل تتفق معه بأنها تسوية؟

- نعم هي تسوية للانطلاق والوصول.

* أنت متفائل؟

- أنا متفائل لأن المرحلة الصعبة مضت ولا أعتقد بعد حلول الاستقرار أن هناك فئة من الشعب اللبناني تريد أن تخرب أو ترجع للقلق والخوف والمشكلات بل ما إن يعيش الناس الاستقرار حتى يشجعوا الحوار والحلول الهادئة.

* تقدم التيار الوطني الحر بطلب شغل خمس وزارات واحدة منها سيادية وهي المالية، هل تلقيتم أي ردود رسمية على طلبكم؟ وهل تفكر شخصياً في تسلم حقيبة وزارية في الحكومة الجاري تشكيلها؟

- الوزارات الخمس ليست منحة، بل هي من ضمن اتفاق الدوحة، فإذا كنا سنقسم الحكومة نسبيا فنحن نستحق 13،5 موقع حسب النسبة المئوية لتمثيلنا في المجلس النيابي كمعارضة، وقد كنا متفقين سابقا على أن نعطي 2،5 لرئيس الجمهورية و2،5 للموالاة، ويكون توسيع 11 - 5 - 14 للموالاة، ولكن الموالاة تراجعت وأكملت النصف فقط.

أصبح التوزيع 11 و3 لرئيس الجمهورية منها وزارة الداخلية والتي من المتفق أن يتولاها محايد.باختصار لنا الحق في خمس وزارات وحزب الله وأمل لهما الحق في ست هذا من ناحية العدد، ومن ناحية التوزيع هناك وزارتان سياديتان للموالاة والمعارضة، والآن القوى السياسية الجديدة المتمثلة في الرئيس لها وزارة سيادية قد تكون الوزارة المخصصة للمارونية، وتبقى وزارة للأرثوذكس وواحدة للسنة وأخرى للشيعة الذين عبروا عن رغبتهم في وزارة الداخلية، وأنا اخترت المالية، ولم يطرح عرض آخر ولم يأت جواب نهائي. سمعت في أخبار أشك أنها مسربة من رئيس الوزراء أو مصدر مسؤول أنه لا يوجد للتيار الوطني الحر وزارة سيادية، أعتقد أنهم منزعجون مني وأي خيار لي لن يكون له مكان.

* انزعاج لما قيل عن دورك في تعطيل اتفاق الدوحة!، هل تشعر أنك مستهدف؟

- ليس مستحباً حتى أن أكون في لبنان، أنا لا أمزح، بإمكانكم سؤالهم.

* نسألك أنت، هل تعتقد بأنك مستهدف، ما السبب ومن يستهدفك؟

- لا أريد اتهامهم أو فتح سجال معهم، من ضمن حقي الطبيعي أن تكون لدي وزارة سيادية ضمن خمس حقائب وزارية، هذا متفق عليه، إنهم يقولون لا نريد وضع رقابنا تحت سيف العماد.

* سيف مثل ماذا؟

- الحق هو سيفي، يخشون تواجد شخص نظيف في أي مكان فيه فساد.

خياري الوطني كان يتطلب التضحية بالرئاسة التي بالمناسبة لم تكن مسألة تهمني بدرجة كبيرة.

* هناك بداية لمفاوضات سورية - إسرائيلية وفلسطينية - إسرائيلية، كيف ترى مستقبل لبنان والمقاومة في ظل هذه التطورات؟

- أؤمن منذ العام 1989 بأن الحلول بين لبنان وسوريا وإسرائيل مثلثة الأضلاع، يجب أن تكون هناك طاولة ثلاثية لحل مشاكلنا بما في ذلك مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

* هل تؤكد وجود فساد في اللعبة السياسية بلبنان؟

- (يصفر بفمه) أملك وثائق تثبت ذلك، لكن المشكلة أن القضاء نفسه به فساد.

 

التقى آرام الاول ودي فريج وحنــــا تلقى برقيـــــات واطلع على نشاطات الاونروا ومجلس العمل اللبناني في ابو ظبي

العماد سليمان: رئيس الجمهورية ليس لفئة ضد اخرى بل للجميع

المركزية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان أي دعم سياسي يحصل عليه رئيس الجمهورية من أي مجموعة سياسية لبنانية، يجب ان يستعمله لاحقاق الحق بين جميع الاطراف اللبنانيين وليس ليستقوي به ضد أي طرف، وقال : " رئيس الجمهورية ليس لفئة ضد اخرى، بل هو للجميع، ولا حزب له الا حزب لبنان".موقف الرئيس سليمان جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، كاثوليكوس الارمن الارثوذكس ارام الاول على رأس وفد من مطارنة الطائفة الارمنية في الابرشيات كافة، داخل لبنان وخارجه، اضافة الى مساعديه من المطارنة، الذين قدموا له التهاني بانتخابه رئيسا للجمهورية. وقال الكاثوليكوس في كلمة القاها باسم الوفد: "ان تكون يا فخامة الرئيس، رئيسا للجمهورية اللبنانية في هذه الظروف الصعبة والمعقدة، فهذا يشكل تحديا كبيرا. وندرك انكم ستتحملون مسؤولياتكم كما عهدناكم دائما، ولعل خطاب القسم الذي القيتموه خير معبِّر عن توجهاتكم للعمل مع كل الطوائف والاحزاب لفتح صفحة جديدة في حياة الشعب اللبناني". واكد الكاثوليكوس وقوف ابناء الطائفة الارمنية، الى أي فريق سياسي انتموا، الى جانب رئيس الجمهورية الذي هو رمز وحدة الوطن، والى جانب الجيش، ليبقى لبنان موحدا وحرا وسيدا ووطن العيش المشترك المؤتمن على القيم الانسانية. ورد الرئيس سليمان شاكرا للكاثوليكوس والمطارنة تهنئتهم، منوهاً بما قدمه ابناء الطائفة الارمنية لوطنهم لبنان والدور الذي يقومون به من اجل رفعة هذا البلد وتقدمه في المجالات كافة. واعتبر ان مطارنة الطائفة في الخارج، كما سائر رجال الدين من مختلف الطوائف، هم سفراء للبنان " البلد الغني بتنوعه والذي يقوى بوحدة ابنائه".

واطلع الرئيس سليمان على اوضاع ابناء الابرشيات الارمنية في لبنان والدول العربية والاجنبية مركزاً على اهمية تعزيز التواصل بينهم وبين لبنان انطلاقا من الرؤية التي حددها رئيس الجمهورية في خطاب القسم للبنانيين المنتشرين في دول العالم.

خاتشريان: وبعد اللقاء، تحدث مطران الارمن الاورثوذكس في لبنان كيغام خاتشريان فقال: "قام قداسة الكاثوليكوس آرام الاول، بزيارة فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان يرافقه اعضاء المجمع المقدس في كاثوليكوسية الارمن. وقدم قداسته التهاني الحارة لفخامته لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية، وتمنى في الوقت نفسه ان تكون ولايته موفقة وميمونة، وابدى كامل استعداد الكنيسة والطائفة الارمنية في لبنان، لمساندة فخامة الرئيس في مهمته الوطنية".

أضاف: "في ما يتعلق بالوضع الراهن الدقيق في لبنان، تمنى قداسته ان تتشكل الحكومة بأسرع وقت وتقوم بمهماتها الوطنية، وتلتف حول رئيس الجمهورية والدولة اللبنانية. وتأتي هذه الزيارة ايضا تعبيرا عن وقوف الارمن في لبنان الى جانب الدولة اللبنانية وايمانهم بالدولة الحرة، والكاملة السيادة والاستقلال".

المفوض العام للاونروا: واطلع الرئيس سليمان من المفوض العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" السيدة كارين ابو زيد على النشاطات التي تقوم بها الوكالة في لبنان، لاسيما مشروع اعادة اعمار مخيم نهر البارد والتحضيرات الجارية لمؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في فيينا نهاية الشهر الجاري، والتعاون القائم بين السلطات الرسمية والعسكرية اللبنانية لتمكين "الاونروا" من القيام بالمهمات المنوطة بها في مخيمات اللاجئين الفلسطينين في لبنان. وشكر الرئيس سليمان للسيدة ابو زيد للجهود التي تبذلها الاونروا في لبنان، مؤكدا على ضرورة الاسراع في تنفيذ الاجراءات الايلة الى الاهتمام بالاشقاء الفلسطينيين لاسيما سكان مخيم نهر البارد الذين عانوا نتيجة الاعتداءات التي شنها مسلحو " فتح الاسلام" ضد الجيش اللبناني قبل سنة، لافتاً الى اهمية التنسيق مع قيادة الجيش في كل ما يساعد في الاسراع بانهاء معاناتهم.

وبعد اللقاء، قالت السيدة ابو زيد: "جئت اولا لتهنئة الرئيس سليمان على انتخابه، واطلعته انني في لبنان للتحضير لمؤتمر فيينا في الثالث والعشرين من حزيران الجاري حول اعادة اعمار مخيم نهر البارد. وكان لدينا اجتماع تحضيري هذا الصباح حول وضع اللاجئين الفلسطينيين، في كل لبنان وخصوصا في نهر البارد، وكيفية تحسين اوضاعهم المعيشية داخل المخيمات".

ورداً على سؤال حول شكاوى الفلسطينيين من عمل الاونروا في لبنان، اجابت: "لقد التقيت بهم طيلة نهار الامس، وابدوا رضاهم عن عمل الاونروا اكثر مما فعلوا خلال زيارتي السابقة. واعتقد انهم ادركوا ان الامور التي نقوم بها تستغرق وقتا، واننا نبذل جهدا كبيرا لذلك. وهم كانت لديهم شكاوى دائمة، ويعتبرون ان بامكاننا القيام بالمزيد. لكنني اظن انهم يتفهمون الان ان مسألة اعادة اعمار المخيم والعودة الى منازلهم تستغرق عدة سنوات".

والتقى رئيس الجمهورية النائب نبيل دو فريج، الذي اوضح بعد اللقاء ان الزيارة كانت لتقديم التهنئة لفخامته، بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، وانه اغتنم الفرصة للتداول مع الرئيس سليمان في مختلف الشؤون العامة، اضافة الى البحث في ما يثار حاليا من مواضيع تحت عنوان حقوق وشؤون الاقليات. ثم التقى النائب عبدالله حنا، وعرض مع راعي الابرشية المارونية في الاراضي المقدسة المطران بولس صياح، لاوضاع ابناء الابرشية لاسيما اولئك الذين لجأوا الى اسرائيل في العام 2000 وسبل العمل لاستعادتهم.

مجلس العمل اللبناني في ابو ظبي: واستقبل الرئيس سليمان، وفد مجلس العمل اللبناني في ابو ظبي برئاسة المهندس البير متى الذي القى كلمة هنأ فيها رئيس الجمهورية بانتخابه، وقدم له صيغة مشروع لاقامة منطقة حرة للتكنولوجيا يدعمها المجلس بكل الوسائل الفنية والمادية بالتعاون مع السلطات المختصة في دولة الامارات العربية المتحدة، لافتا الى "ان هذه الخطوة تدعم الاقتصاد الوطني وتشجع الاستثمار الاغترابي، حيث يتطلع ملايين اللبنانيين، الذين ردهم خطاب القسم الى ارض الوطن واشعرهم بانهم لا يزالون مواطنين كاملي الحقوق، كي يستثمروا في لبنان ويسهموا بنهوضه الاقتصادي".

واطلع المهندس متى رئيس الجمهورية على اطلاق "جائزة الادب اللبناني" لمناسبة تسمية بيروت عاصمة عالمية للكتاب للعام 2009، وتبلغ قيمتها الاجمالية 50 الف دولار اميركي وهي تمنح سنويا الى ديوان شعر او رواية لمؤلف لبناني بالعربية من اصدار لم ينشر من قبل. وتم تشكيل لجنة تحكيم لهذه الغاية.

وشكر الرئيس سليمان للوفد تهنئته، مبديا اهتمامه بمشروع اقامة منطقة حرة للتكنولوجيا، واعطى توجيهاته لمتابعة الامر مع الجهات المختصة. كما هنأ رئيس الجمهورية رئيس المجلس واعضائه. ومن خلالهم ابناء الجالية اللبنانية في دولة الامارات العربية المتحدة، على الدور الذي يقومون به لتعزيز علاقات الاخوة بين لبنان ودولة الامارات في المجالات كافة، معربا عن امله في ان تساهم عودة الاوضاع الطبيعية الى لبنان بزيادة حركة الاستثمار فيه، لافتا الى الرعاية المشكورة التي يقدمها المسؤولون في دولة الامارات للبنانيين الموجودين فيها، سواء الذين اقاموا فيها قبل سنوات، او اولئك الذين انتقلوا اليها مؤخرا نتيجة الظروف الصعبة التي مر بها لبنان. برقيات تهنئة: الى ذلك، تلقى الرئيس سليمان المزيد من برقيات التهنئة، لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية من عدد من قادة الدول والمسؤولين الاقليميين والدوليين، ابرزها من : رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية نغويان مينه ترييه، رئيس جمهورية لاتفيا فالديس زالترز، الرئيس الروماني ترايان باسيسكو، ملكة الدانمارك مارغريت، رئيس جمهورية اذربيجان الهام علييف، رئيس البرتغال انيبال كافاكو سيلفا.

وابرق مهنئا ايضا كل من: رئيس جمهورية جزر المالديف مأمون عبد القيوم، رئيس وزراء موريشيوس نافيشندرا رام غولام، رئيس جمهورية سيشيل جايمس ميشيل، ورئيس جمهورية سنغافورة سير ناتان. وتلقى الرئيس سليمان برقيات تهنئة للمناسبة عينها من كل من : ولي عهد الكويت الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح، والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح.

 

 "قرار طرح توزير جعجع لا يعني عدم امكانية إعادة النظر به"

زهرا: لا شيء يمنع حصول عون على حقيبة سياديـــــة

المركزية - ابدى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا تفاؤله بإمكان ولادة الحكومة الجديدة هذا الاسبوع معتبرا ان لا شيء يمنع حصول النائب العماد ميشال عون على حقيبة سيادية. ولفت الى امكانية لإعادة النظر في ترشيح القوات اللبنانية رئيس هيئتها التنفيذية الدكتور سمير جعجع لمنصب وزاري.

كلام زهرا جاء في حديث لـ "المركزية" بشأن مطالبة العماد عون بحقيبة سيادية فقال: "لا شيء يمنع من حصوله عليها فهناك 4 حقائب سيادية : اثنتان منها امنية (الداخلية والدفاع) وهي يجب ان تكون في عهده اشخاص محايدين وغير متورطين وليس افضل في هذا المجال من ان تكون مع فريق عمل الرئيس العماد ميشال سليمان الذي هو المرجع الوفاقي الوحيد والرجل الذي توافق الجميع على انتخابه رئيساً للجمهورية، ومن غير المنطقي ان لا تكون واحدة منها مع فريق الاكثرية وهي وزارة المال، وتبقى وزارة الخارجية التي يحتفظ بها فريق سياسي واحد منذ 18 سنة وهو حليف للعماد عون، وليس ما يمنع فضاً للمشكلة من تخليه عنها لصالح حليفه بما يسمح بتشكيل الحكومة وانهاء حال المراوحة السائدة الآن .

وعما اذا كان متفائلاً بتشكيل الحكومة سريعاً، رد زهرا: "تفاءلوا بالخير تجدونه، نعم انا مرتاح للاجواء السائدة وارى امكانية ان يشهد الاسبوع الحالي ولادة الحكومة الجديدة بعد النيات التي ابدتها المراجع الامنية لضبط الوضع، وعودة الاتصالات بين الافرقاء، وشعور الجميع بضرورة تسهيل انطلاقة العهد كل هذا يدفعني الى التفاؤل والامل بإمكانية صدور التشكيلة الحكومية في خلال الايام المقبلة.

وعن التمسك بتوزير رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية اكد زهرا ان القوات قدمت افضل ما لديها في هذا الاقتراح واظهرت جديتها والتزامها بالاسهام السياسي الفاعل في عمل الحكومة، لكن ذلك لا يعني عدم امكانية اعادة النظر في هذا الترشيح ، او اعتباره امراً نهائياً

 

تهجير خفي للعمال السوريين من الضاحية الجنوبية لبيروت 

الإثنين 9 يونيو - شادي علاء الدين

شادي علاء الدين من بيروت :  يمكن وصف حال العمال السوريين في لبنان بأنها حال ملتبسة على الدوام، فقد ترافق وجودهم في السنوات الماضية مع الوجود العسكري والإستخباراتي السوري بحيث أصبحوا بعضا من ملحقاته . لم يستطع العمال الخروج من هذه الصورة التي كانت  السيطرة المخابراتية تجتهد في تثبيتها وجرت حوادث كثيرة تحول فيها العمال وبائعو الخضار مقاتلين لديهم تصريح باستخدام السلاح وصارت الأقسام الداخلية من عربات الخضار أحياناً عبارة عن مستودعات ذخيرة جاهزة للإستعمال وغالبا بدون أسباب .

لم يكن العمال الفعليون في هذه المعادلة إلا ضحايا ملحقة بصورة  المخابرات التي استعملت هذه الضحايا وجهدت في بسط ظل شامل وقاس يقول دائما إن كل ما هو سوري هو من جنس المخابرات ومن نوعها  . هكذا امتنع وجود " العامل" وصار عبارة عن شبح مخيف في حين أن الواقع اليومي كان يشهد زيادة في حجم هذا القمع الذي يتعرض له هذا العامل من ناحيتين  . فمن ناحية كانت هذه الصورة التي تحمله وزرا لا يستطيع دفعه تجعل الناس لا يتعاملون معه إلا مكرهين وفي حال قرروا استخدامه كانوا يختارون له المهمات الصعبة والشاقة والتي لا يقبل بتأديتها أي عامل لبناني ثم يدفعون له أجرا زهيدا . كما أن توظيفات هؤلاء العمال كانت خاضعة إلى حد كبير للإدارة الأمنية إذ كان الضباط يفرضون على أصحاب الورش تشغيل عدد من العمال ثم يتقاضون جزءا من راتبهم الهزيل كخوة ، فلا يبقى للعامل سوى ما يكفيه بالكاد ولا ينجح في ادخار أي مبلغ إلا من خلال تقتير وحرمان قاسيين صارا مضرب الأمثال في لبنان .

اللافت أن الإحتجاجات على الوجود السوري التي كانت نادرا ما تنتظم في عمل مسلح كانت تجعل من العمال ضحايا دائمة فلا يعرف الخاضعون للإرهاب الأمني السوري الإنتقام إلا ممن يعيش الوضع نفسه وربما بوتيرة أقسى بما لا يقاس.

وشهدت مرة مشهدا لا أعتقد انني سأرى مثله يوما وهو جرى إبان التجديد للرئيس السوري السابق حافظ الأسد . كنت مارا بالقرب من منطقة خلدة  فرأيت صفا طويلا من العمال ينتظرون دورهم لإعلان الولاء، ولكن يبدو أن عنصر لمخابرات كان يعتبر الأمر مجرد تحصيل حاصل لذا قرر أعتبار صدور هؤلاء العمال جدرانا يلصق عليها صورة الرئيس بعد مسحة من فرشاة يغطسها في سطل غراء. كان المشهد قاسيا غريبا وبدائيا، وكانت وجوه العمال بلا تعبير. فأي تعبير يمكن أن يرشح ممكن أن يؤول بما لا يسر عناصر المخابرات سيكون حتما بطاقة عبور إلى عالم صرنا الآن نعرف بعض أسرار جحيميته إثر خروج بعض الذين كانوا أسراه. وتحاول الاحزاب الموالية لسورية وإيران في لبنان حالياً صناعة مشهد  صفاء طائفي وأيديولوجي  كامل مما يستوجب إبعاد العمال السوريين من المنطقة التي تسيطر عليها ونفيهم منها بالتدريج لأنهم سنّة تحديدا ولأن الإلحاق بالنظام الامني السوري- اللبناني لم يعد قائما بعدما انفضت هذه السيطرة وتفككت إلى حد كبير . وتاليا أصبح هؤلاء العمال السنة اهدافا إثر حملات التحريض الطائفي التي سادت إثر غزوة بيروت والتي حاول أبطالها تصميم عناوين سياسية لها في حين أن ما سبقها وما حدث خلالها أثبت بما لا يقبل الشك عنوانها الطائفي وأنها كانت حربا ليس على السنة فقط ولكن على الجميع ولكن مع أولوية شبه مطلقة للعنوان السني لكونه يمثل حالة طائفية ترفض الدفاع عن مصالحها إلا من خلال مشروع الدولة الذي يعاديه هؤلاء عداء مطلقا ليس في السياسة فقط ولكن في الأيديولوجيا.

حملة بيروت سبقت وتليت بعمليات طرد واسعة لأعداد كبيرة من العمال السوريين من مناطق الضاحية بوسائل متعددة منها التخويف بأن يكونوا "عرضة لعمليات انتقامية من ميليشيا تيار المستقبل" التي ظلت ميليشيا وهمية طوال فترة الحرب وما بعدها، أو بالطرد المباشر لدواع أمنية. وقد شجعت الممارسات الغبية التي حدثت في بعض المناطق على دعم هذا المنطق إذ تعرض العمال السوريون فعلا لاعتداءات في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الموالاة كرد فعل على اجتياح بيروت. كما أن أبطال المعارضة قاموا بالأمر نفسه فقد شهدت منطقة الكولا حملة إعتداءات حيث تعرض عشرون عاملا سوريا للضرب على خلفية انتمائهم الطائفي.

 أما الأسباب الحقيقية لعمليات التهجير  فتعود إلى واقع أن معظم العمال الموجودين اليوم في لبنان هم من السنّة وهؤلاء لا يكنون تأييدا لأعمال المعارضة إلا باللفظ وخوفا من نظامهم، ولكن عواطفهم الحقيقية هي مع "تيار المستقبل" . يمكن استشفاف هذا الامر من عوامل عديدة لعل أبرزها أن هويات الذين قاموا بالإعتداء على بيروت تبنوا هذا الإعتداء وأعلنوا عنه ولم يكن بينهم أشخاص سوريون كما درجت العادة في الكثير من المحطات السابقة التي كان فيها هذا النظام وحلفاؤه يستعملون السوريين الموجودين في لبنان وقوداً جاهزاً للإستعمال في كل مفصل. ولم يكن الإمتناع عن استعمال هذا السلاح من قبيل التعفف بل لأن أرباب الغزو كانوا متأكدين أن السوريين عمالا وأفرادا هم في موقع آخر تماما وأنهم أذا ما استعملوا تحت الضغط والإكراه فقد يثورون وينقلب السحر على الساحر وهذا الموضوع يثبت طبيعة العنوان الطائفي للغزوة التي طاولت بيروت.

يمكن ملاحظة أن معظم العاملين السوريين  في مناطق الضاحية يجاهرون بالولاء لنظامهم بشكل استعراضي وعلني ولكنهم يتعايشون ويتقربون من السنّة الذين يقطنون في المنطقة  وهم ما أن يطمئنوا إلى هوية محدثهم حتى يجاهروا بالعداء للنظام السوري ولأتباعه في لبنان ويعبرون بوضوح عن حبهم للرئيس الشهيد رفيق الحريري  وبعضهم  يخفي صورا له في مسكنه.

ولا تقتصر عمليات التهجير على العمال السوريين وحدهم بل أنها تشمل الشيعة من سكان المنطقة الذين لا يدينون بالولاء المطلق للحزب المطلق، فهؤلاء عرضة لاستجوابات يومية مزعجة تهدف إلى إقناعهم بالخروج من المنطقة دون  أن يبدو الأمر إكراهيا .

 هكذا تناقص تناقص عدد السنة إلى حد كبير في المناطق الخاضعة لسلطة "حزب الله" بعد الحوادث الأخيرة  في حين ان وجودهم لا يزال ملحوظا في المناطق الواقعة تحت سلطة حركة "أمل". سبب هذا الأمر يعود إلى أن "حزب الله" هو حزب أيديولوجي شمولي يمارس السياسة من باب المطلق لذلك اتخذ تعامله مع السنة في مناطقه شكل إنضاج عوامل تجعل من الهجرة الجماعية حلا وحيداً ،  في حين أن حركة "أمل" ليست حزبا أيديولوجيا بل هي تقوم على تجمع مصالح خاص بالطائفة الشيعية . وقد ارتبطت منذ القدم مصالح عدد كبير من المنضوين تحت لواء الحركة مع أبناء الطائفة السنية  خصوصاً في منطقة الشياح  حيث يملك السُنّة  أقدم المحلات التجارية كما أن أقامتهم في المنطقة تعود إلى فترة ما قبل الحرب الأهلية. سبب إضافي يمكن رصده في هذا الصدد هو أن عددا من مسؤولي الحركة هم من السنّة ، إذ انضم إلى صفوف حركة "أمل" منذ نشوئها عدد لا باس به من السنّة وهؤلاء شاركوا الحركة في كل حروبها وخصوصاً حروبها مع "حزب الله"، فالحركة تصنف نفسها في بيان تأسيسها على أنها تيار علماني . هذا التصنيف سمح بخلق خروق طائفية داخل المد الشيعي الذي تتألف منه الحركة ولكن الأمر هو غير ذلك تماما في ما يخص الحزب الإلهي.

 وبالنسبة إلى هذا الحزب لم يعد ممكنا تصنيف العامل السوري إلا كسُنّي لذلك تحدث عمليات تهجير منظمة وخفية غاب معه  مشهد الإكتظاظ العمالي السوري الذي كان ملحوظا وغابت عربات الخضار التي كانت تجوب الاحياء الداخلية في الضاحية الجنوبية ليل نهار على ما تلاحظ ربات البيوت، كما أن فترة ظهورهم اقتصرت على النهار فما أن يطل الليل حتى يختفون في شكل شبه كامل في حين إنهم كانوا سابقا لا يكفون عن التجوال في الليل والنهار على السواء.

ويعود سبب هذه الظاهرة إلى صناعة حالة حصار تبدأ من التفاصيل الصغيرة حتى تصل إلى  تحويل المغادرة التامة حلا وحيدا. فقد دمرت على سبيل المثال معظم اكشاك الهواتف العامة إثر الحوادث الأمنية الأخيرة  بدعوى أنها "تابعة للدولة الظالمة". وكانت هذه الأكشاك التي تعمل على كروت وزارة الإتصالات ذات الأسعار المخفضة هي الوسيلة الأبرز التي يستعملها العمال  للحديث مع أهلهم واقاربهم.

وهذا التهجير لم يكن بلا بدائل، فما ان يتم إقصاء عدد من العمال السوريين حتى يتم استبدالهم بعمال من الشيعة العراقيين . فالوجود العراقي أصبح ملحوظا في الضاحية، وهو لم يأخذ لنفسه مكانا خاصا بل احتل المكان الذي كان يشغله العمال السوريون خصوصاً أن مجالات العمل موحدة بينهما . هكذا لا يجد العامل السوري المطرود أي سبب يدعوه للعودة بعدما سدت في وجهه ابواب الرزق التي كانت دافعه الأساسي للعمل في لبنان.

وهكذا ينجز الحزب الإلهي صفاءه الطائفي ويكون العامل السوري ضحية في كل الأحوال. ومن نافل القول إن وقائع كهذه تسقط تلقائياً السؤال عما إذا كانت غزوة بيروت سياسية أم طائفية .

 

رئيس الحكومة في رسالة الى عائلات القضاة الأربعة: الحق لن يموت ودماؤهم المراقة تحت قوس المحكمة لن تذهب هدرا مهما طال الزمن الدولة مصممة على كشف المجرمين ومعاقبتهم 

أرسل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ، في الذكرى التاسعة لاستشهاد القضاة الأربعة: حسن عثمان ووليد هرموش وعاصم بوضاهر وعماد شهاب، نتيجة جريمة الاغتيال التي استهدفتهم على قوس المحكمة في قصر العدل في مدينة صيدا في الثامن من حزيران 1999، رسالة إلى أهاليهم وعائلاتهم، جاء فيها:

"جانب عائلات الشهداء القضاة الأبطال الأربعة، ليس من الجائز أن أتوجه إليكم بعد مرور تسع سنوات برسالة رثاء لأبطالنا الأربعة. بل كان من الواجب أن يكون هذا اليوم، ذكرى للشهداء وقد تمكنت الدولة والعدالة في لبنان من إلقاء القبض على المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء بحق أبناء الحق والعدالة وفي بيت العدالة والقانون. لكن ما أود أن أقوله بصدق، أن هذه الجريمة التي استهدفت هؤلاء الأبطال، كانت جريمة هدفها وما يزال استهداف كل اللبنانيين في دولتهم وأمنهم واستقرارهم وعيشهم الكريم. لقد شكلت هذه الجريمة بتفاصيلها وتوقيتها أكبر المحاولات لضرب لبنان والدولة المدنية، وهي بمثابة تكثيف مؤلم لما واجه لبنان وما يزال يواجهه من تعسف وظلم وتطاول على حقوقه وسيادته، ومحاولات لتقويض كيانه ونظامه السياسي وسيادة سلطته الشرعية.

أيها الإخوة عائلات الشهداء الأبطال، بالرغم من مرور تسع سنوات على الجريمة البشعة، وبالرغم من عدم التقدم في الكشف عن المجرمين أو إلقاء القبض عليهم لتحصيل حقوق الشهداء وحقوق لبنان، لكني أود أن أقول لكم إن هذه الجريمة بمعانيها وتداعياتها شكلت وتشكل امتحانا كبيراً لوجود الدولة ولوجود لبنان.

وإذا كان الذين نفذوا هذه الجريمة لم يقعوا في يد العدالة، فاني أعلنها صراحة أمامكم أن الدولة اللبنانية ومهما طال الزمن مصممة على المضي قدماً حتى كشف المجرمين لكي ينالوا عقابهم العادل. كونوا على ثقة أن الحق لن يموت، كما أن الدماء الزكية التي أريقت تحت قوس المحكمة، لن تذهب هدرا. صحيح أن الدولة بأجهزتها لم تتمكن حتى الآن من الإيفاء بتعهداتها في حماية حق الشهداء، لكن الدولة واللبنانيين لن يتخلوا عن دماء الشهداء الأبرار ولن يتنازلوا عن حقهم في إعادة بسط سلطة الدولة وعدالتها على كل اللبنانيين وفي كل أرجاء لبنان، مهما صعبت الظروف، وإذا كان للباطل جولة فان للحق إلف جولة ".

 

النائب جنبلاط : متمسكون بكل بنود اتفاق الدوحة ونصيحة الاسد لمباشرة التفاوض مع اسرائيل فخ لن نقع فيه

 الأنباء/اعتبر رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط عبر موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا، انه "لا بد من إعادة تأكيد الموقف الذي سبق أن أشرنا فيه إلى التقاطع الايجابي بين الكلام الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته الهامة إلى بيروت وبين خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقد تم فيه التأكيد على مشروع الدولة الحاضنة لجميع الأطراف وعلى أهمية دور المؤسسات الدستورية التي يمكن من خلالها معالجة كل النزاعات والخلافات السياسية. كما أن خطاب الرئيس ساركوزي يلتقي مع خطاب القسم في موضوع سيادة وإستقلال لبنان وفي موضوع المحكمة الدولية وضرورة محاسبة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء. إن هذه المسائل هي بمثابة ثوابت وطنية من المفترض أن تلتف حولها جميع الأطراف لأنها تؤسس لمستقبل جديد. بالإضافة طبعا إلى مسألة الاستراتيجية الدفاعية التي تحدث عنها بوضوح إتفاق الدوحة. مؤكدا أن البحث فيها يبدأ فور تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". اضاف "لقد تحدث البند الرابع في اتفاق الدوحة بوضوح عن حظر اللجوء الى استخدام السلاح او العنف، او الاحتكام اليه في ما قد يطرأ من خلافات، أيا كانت هذه الخلافات وتحت أي ظرف كان بما يضمن عدم الخروج عن عقد الشراكة الوطنية القائم على تصميم اللبنانيين على العيش معا في اطار نظام ديموقراطي، وحصر السلطة الامنية والعسكرية على اللبنانيين والمقيمين بيد الدولة، بما يشكل ضمانة لاستمرار صيغة العيش المشترك والسلم الاهلي للبنانيين كافة. وهذا ما يصب أيضا في كلام رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم حول الموضوع نفسه. وبالتالي نحن متمسكون بكل بنود إتفاق الدوحة بغية الوصول إلى واقع سياسي جديد يكون عنوانه الرئيسي الشرعية والمؤسسات والدولة أسوة بكل دول العالم التي يكون فيها قرار الحرب والسلم بيد الدولة وتكون لديها القدرة الكاملة على حماية حدودها واراضيها والدفاع عنها" . وتناول جنبلاط الكلام الاخير للرئيس السوري بشار الاسد "الذي يبدو انه لا يزال يفتش عن مخارج للهروب من طوق المحكمة الدولية بما في ذلك التضحية بالضباط الاربعة وأحد رموز نظامه المقربين منه، فهو يؤكد مرة جديدة بشكل غير مباشر تورطه الاكيد في الاغتيالات السياسية في لبنان وهذا الكلام يناقض كلام حلفاء سوريا في لبنان حول الضباط الاربعة وبرائتهم المزعومة لذلك من الافضل انتظارالتحقيق الدولي حتى خواتيمها وصولا الى المحكمة الدولية.اما المضحك في كلام الاسد فهو تلك النظرية التي ابتدعها حول دور الاجهزة الامنية في لبنان من انها كانت مسؤولة حصرا عن امن الاجهزة السورية. فهل من عاقل يستطيع ان يصدق هذا الكلام؟ الم يكن الوجود الامني السوري في لبنان يتدخل في كل شاردة وواردة تبدأ بإختيار رئيس الجمهورية ولا تنتهي عند تعيين اصغر حاجب في هذه الوزارة او تلك . انه فعلا كلام سخيف لن ينجح في تبييض وجه مطلقه". وختم "اما لناحية نصيحة الاسد للبنان بمباشرة التفاوض مع اسرائيل، فنشكره على هذه النصيحة " الاخوية" فعلا وهي بمثابة فخ لن يقع فيه لبنان الذي يتمسك بحق العودة وباتفاقية الهدنة على ان يعود للتفاوض مع اسرائيل لتحقيق السلام بعد عودة الجولان كاملا وربما بعد رؤية الاسد وهو يقوم بزيارة ودية لبحيرة طبريا ولاحقا للقدس عندئذ تصبح المسالة قابلة للبحث وفقا لظروف موضوعية بعيداً عن النصائح "الاسدية الغدارة".

 

النائب الجراح دعا الجيش الى اتخاذ الاجراءات لحماية الآمنين: ممارسة الضغط الامني فعل واضح وصريح لافشال مضامين اتفاق الدوحة

وكالات/دان عضو "كتلة المستقبل" النائب جمال الجراح في تصريح اليوم، "الاعتداءات المسلحة لاحزاب قوى المعارضة على الامنين والمدنيين في سعدنايل وتعلبايا وجلالا". واعتبر ان "ممارسة الضغط الامني والارهاب المنظم لتحقيق مكاسب سياسية امر يناقض، ما تم الاتفاق عليه في الدوحة، لا بل انه فعل واضح وصريح لافشال مضامين هذا الاتفاق لجهة تشكيل حكومة وحدة وطنية ومناقشة الملفات الاخرى". وسأل: "هل اصبحت سعدنايل وتعلبايا وجلالا وغيرها من قرى البقاع الاوسط بلدات عدوه؟ وهل الشراكة التي يطالب بها بعض احزاب المعارضة تقضي بدك هذه البلدات بسلاح المدفعية والصواريخ وغيرهما من اسلحة الفتك؟".

اضاف: "ان الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بابناء هذه المنطقة جراء اعتداءات قوى الامر الواقع، تدفعنا للتأكيد ان السلاح الوحيد الذي يجب ان يكون على كل مساحة الوطن هو سلاح الشرعية وسلاح الجيش اللبناني وليس اي سلاح آخر، مهما كانت العناوين التي يرفعها". ودعا قيادة الجيش الى اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية الآمنين، "لان الجيش والشرعية هما الضمانة للبنان".

 

سمير فرنجية: ميشال عون لم يكتشف لغاية الآن أن اللعبة انتهت

اللواء/ رأى النائب سمير فرنجية أن تكليف فؤاد السنيورة بتشكيل الحكومة المقبلة يشكل هزيمة للمعارضة، معتبرا أن فتح المجلس النيابي وانتخاب الرئيس ميشال سليمان وفك الاعتصام من وسط بيروت والتعهد بعدم استخدام سلاح المقاومة في الداخل "يشكّل هزيمة لمشروع المعارضة، وفشلا انقلاب "حزب الله" الذي اعتدى على بيروت وقرى الجبل". فرنجية، وفي حديث إلى صحيفة "اللواء"، لفت إلى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أقوى رئيس جمهورية للبنان، فهو كسب تأييد العرب والمجتمع الدولي، ولكن الدعم الداخلي ناقص". وهاجم فرنجية رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، قائلا: "بعد اجتياح بيروت، تصرّف ميشال عون كمنتصر، وانه الرئيس المقبل، وهو لم يكتشف لغاية الآن أن اللعبة انتهت"·

 

عون يرفض الدخول في الحكومة الا بالحصول على حقيبة سيادية

السفير/ ذكرت مصادر متابعة لـ«السفير» ان لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة في القصر الجمهوري بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خُصص لعرض الامور العامة ولا سيما الاتصالات لتشكيل الحكومة. وفهم ان تقدما حصل في مكان ما وأن هناك فرصة حقيقية للتوصل الى مخارج معينة، لكن بقيت بعض القضايا عالقة وبحاجة لمتابعة ومنها مطلب رئيس تكتل "التغيير والصلاح" العماد ميشال عون الخاص بالحقيبة السيادية. وفي هذا الإطار، علمت «السفير» أن التواصل استمر، أمس، بين الرئيس المكلف من جهة وقوى المعارضة من جهة ثانية وخاصة مع «التيار الوطني الحر» من دون أن تتبلور مخارج أو عروض جدية لعقدة الحقيبة السيادية، «حيث ظلت الأمور مقتصرة على ابداء النيات الطيبة وتأكيد الرغبة بالأخذ والرد لا أكثر ولا أقل» على حد تعبير مصادر قيادية بارزة في المعارضة. وفيما رفضت الأوساط المقربة من العماد عون الحديث عن الاتصالات ونتائجها، اكتفت بالقول لـ«السفير» اننا ما زلنا عند تمسكنا بحقيبة المالية، ولا أحد قدم الينا شيئا محددا حتى الآن لكسر الحلقة المفرغة التي ندور فيها منذ انطلاق مشاورات التأليف قبل أكثر من اسبوع.

وعلمت "السفير" انه في خلال بعض الاجتماعات المفتوحة التي عقدتها قيادات المعارضة في اليومين الماضيين، تبلغت قيادتا «حزب الله» و«امل» ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية وقيادة «اللقاء الوطني» قرارا واضحا اتخذه العماد عون يقضي بعدم الدخول الى الحكومة الا اذا أعطي حقيبة سيادية.

وقال قيادي في المعارضة لـ«السفير» اننا تبلغنا من العماد عون أنه يرفض «أي محاولة لمقايضة الحقيبة السيادية بحقائب خدماتية على أهميتها، كما يرفض أي مقايضات عبر المشاركة في تسمية هذا الوزير السيادي أو ذاك». والأهم من ذلك، تابع القيادي نفسه، أن عون "أبلغ الجميع أنه لن يرضى بالدخول الى حكومة لا يحصل فيها كل من الشيعة أو السنة على حقيبة سيادية، وهذا موقف مبدئي لا عودة عنه مهما كانت عواقبه... وطالما أن ممثلي الغالبية الشيعية والسنية يقررون من يمثلهم في الحقيبتين السياديتين المحسوبتين عليهما، فإن هذا الأمر يسري على من يمثل الغالبية المسيحية".

وأضاف القيادي المعارض نفسه أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تبنى موقف العماد عون وهو أبلغ رئيس الحكومة المكلف صراحة "كيف تفكر يا دولة الرئيس بتشكيل حكومة اذا لم تعط العماد ميشال عون حقيبة سيادية". وشدد القيادي نفسه على أن قيادة «حزب الله» تفهمت مطلب عون كحق سياسي وليس كتنازل من الآخرين، خاصة أن اتفاق الدوحة حسم نقطة وحيدة في موضوع الحقائب السيادية لجهة اسناد وزارة الداخلية الى شخصية محايدة محسوبة على رئيس الجمهورية، لكن بتوافق الموالاة والمعارضة، أما بقية الحقائب السيادية، فقد تقرر أن توزع مناصفة بين الجانبين، "لذلك فإن مشكلتنا كمعارضة، ونعتقد أن هذا هو جوهر موقف العماد عون ايضا، ليست مع رئيس الجمهورية، بل مع الموالاة، فالسنيورة هو من يشكل الحكومة وهو الذي يجب عليه أن يقترح الصيغ والحلول وليس غيره".

النائب علوش: لا يمكن للمعارضة ان تحصل على حقيبتين سياديتين وتضخيم حصة العماد عون والعناد يعيقان تشكيل الحكومة

صوت لبنان/"حزب الله" يضع 14 آذار وتيار المستقبل تحت الضغط الأمني ويسعى الى موافقة مسبقة على التشكيلات الأمنية قبل إعلانها 

قال عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، ردا على سؤال عما اذا كانت الحكومة ستبصر النور خلال الأيام المقبلة "من المنطقي ان تبصر الحكومة النور خلال الأيام المقبلة خصوصا ان التركيبة تقضي بتوزيع الحقائب بين قطبي الحكومة، ولكن تضخيم حصة العماد ميشال عون هي على ما يبدو تشكل إعاقة للمسألة، وقد تكون القضية بينه وبين رفاقه في المعارضة". وهل هناك من تطور في موقف العماد عون وهو يشترط الحصول على حقيبة سيادية والا فإنه لن يشارك في الحكومة ويبدو ان هناك تأييدا من جانب المعارضة لهذا الطرح اي ان المعارضة باتت تطالب بحقيبتين سياديتين، أجاب: "اذا استمرت المعارضة بهذا الطرح هذا يعني عمليا بأنها تعيق تشكيل هذه الحكومة لأن المنطق يقول أنها لا يمكن ان تحصل على حقيبتين سياديتين وهذه المسألة أصبحت واضحة والإستمرار بالعناد في هذه القضية يعني إعاقة إنشاء وتشكيل هذه الحكومة وعدم الإلتزام بروحية اتفاق الدوحة". وردا على سؤال اذا كانوا يتمسكون بتقسيمة الرئيس فؤاد السنيورة، إعتبر "ما قاله الرئيس المكلف هو التقسيمة المنطقية الوحيدة ليكون هناك عدالة في التوزيع وبناء على ما تم الإتفاق عليه في اتفاقية الدوحة بالنسبة لتوزيع الحقائب بين المولاة والمعارضة". وعن تعليقه على الأمن المهتز الذي انتقل الى تعلبايا وسعدنايل ولماذا لم تنفذ الإجراءات الأمنية المشددة في العاصمة، أعرب عن إعتقاده "بأن القوى الامنية والجيش لا يزالون تحت تأثير عدم القرار الواضح بالحسم بشكل كامل والخوف بأن يكون "حزب الله" اتخذ قرارا باستمرار وضع قوى 14 آذار وتيار المستقبل بالذات تحت الضغط الأمني الدائم وذلك لأهداف أخرى". وقال: "أعتقد ان ما يريد ان يسعى اليه مسبقا "حزب الله" هو تأكيد حصوله، او على الأقل الموافقة، على التشكيلات الامنية بشكل مسبق قبل ان تعلن".

 

"حزب الله" أبلغ ساركوزي أنه لا يمانع تحرير شبعا دبلوماسياً

الحياة/ في وقت قالت مصادر مقربة من الأكثرية ان عدداً من قادتها دعوا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى احتساب خطواته بالانفتاح على سوريا في شكل جيد حتى لا يصاب بخيبة أمل مثلما حصل معه عند مبادرته الى التحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد من اجل تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية في الخريف الماضي، مشيرة الى انه استمع باهتمام الى ملاحظات بعضهم، فإن مصادر في الأكثرية والمعارضة اتفقت على ان المحادثة التي جرت بين الرئيس الفرنسي وعدد من أقطاب طاولة الحوار كانت مفيدة جداً، ولا سيما منها حديثه مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد. وأوضح عدد من المسؤولين الرسميين والسياسيين ان الرئيس الفرنسي من النوع الذي يفتح النقاش مع محدثيه بالتطرق فوراً الى الموضوع الجوهري الذي يريد بحثه، ولذلك وقف لدقائق مع قلة من القادة الرئيسيين أثناء الغداء الرسمي الذي أقامه على شرفه رئيس الجمهورية سليمان وناقش مع كل منهم مواضيع محددة وسأل أسئلة مركزة. كما استمع الى آراء محددة بمواضيع محددة.

وقالت مصادر متطابقة لـ«الحياة» ان الجميع لاحظ ان المحادثة الأطول كانت بين ساركوزي والنائب رعد، ليس فقط بسبب الحاجة الى ترجمة الحوار بينهما، والذي تولاه في البداية الرئيس سليمان الذي جال معه على طاولات بعض المدعوين الذين اختار ساركوزي محادثتهم، قبل ان تنضم مترجمة الرئيس الفرنسي إليه، بل نظراً الى المواضيع التي أثيرت مع رعد. وعلمت «الحياة» ان بين ما ناقشه ساركوزي مع رعد هو قضية تحرير مزارع شبعا بالوسائل الدبلوماسية. وسأل الرئيس الفرنسي: «هل تعتقدون بإمكان تحرير المزارع عبر العمل الديبلوماسي، خصوصاً ان هذا يؤدي الى حل مشكلة أرض لبنانية محتلة؟»، وقالت مصادر اطلعت على فحوى المحادثة ان «حزب الله» أبلغ ساركوزي انه لا يمانع في ذلك.

وذكرت مصادر لبنانية لـ «الحياة» ان موضوع الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا كان مدار حديث أيضاً أثناء المحادثات بين الرئيس الفرنسي وبين الرئيس سليمان الذي اعتبر ان الانسحاب الإسرائيلي يمهد لاتفاق بين اللبنانيين على استراتيجية دفاعية ومعالجة مسألة السلاح. كما ان موضوع تحرير مزارع شبعا أثير في أحاديث بين ساركوزي ورسميين آخرين منهم رئيس الحكومة المستقيلة، والمكلف تأليف الحكومة الجديدة، فؤاد السنيورة.

وأكدت المصادر نفسها ان ساركوزي التقط المناسبة وأبلغ محاوريه في شأن هذا الموضوع أنه سيطرحه خلال زيارته المرتقبة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بين 21 و24 الجاري وسيدفع باتجاه تبني الأمم المتحدة آلية في هذا الصدد تقضي بوضع المزارع في عهدة الأمم المتحدة تمهيداً لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في هذه المنطقة واستعادتها الى السيادة اللبنانية من قوات «يونيفيل» لاحقاً. وهي آلية سبق ان وافق عليها مؤتمر الحوار الوطني وتضمنتها النقاط السبع التي أقرتها الحكومة إبان العدوان الإسرائيلي في تموز عام 2006، وتطرق إليها من دون تفاصيل القرار الدولي 1701 داعياً الأمم المتحدة الى النظر في تطبيقها.

 

ميليباند بعد لقائه بري: بريطانيا تدعم إتفاق الدوحة بقوة

وكالات/أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بعد لقائه الرئيس بري أنه يزور لبنان باسم الحكومة البريطانية كصديق للبنان. وقال: "نحن نؤمن ان مستقبل لبنان ليس مهما بالنسبة للبنانيين فحسب, بل لمستقبل المنطقة ايضا. وفي لقائي مع الرئيس بري ووزير الخارجية ركزنا على الفرصة التي خلقها اتفاق الدوحة, والمملكة المتحدة هي داعم قوي لهذا الاتفاق وتطبيق كل بنوده". أضاف: "لاحظنا ان الاستقرار في لبنان مهم وحيوي للتقدم في المنطقة, وأنا اعتقد ان التقدم الذي حصل في لبنان يؤسس لتقدم اوسع". وقال أنه في كل لقاءاته سيبحث في الخطوات الاخرى في لبنان كتشكيل الحكومة الجديدة وإقرار قانون الانتخابات، وكذلك ان يرى اللبنانيون تقدما على الصعيد الامني والاقتصادي, الأمر الذي لحظ في اتفاق الدوحة، كما اعتقد ان التطورات في لبنان والبحث في قضية مزارع شبعا, من شأنها ان تساعد في احراز تقدم واسع في المنطقة وليس في لبنان فقط". وختم بالقول: "اخيرا فإن المملكة المتحدة واضحة بموقفها لجهة تطبيق كل القرارت الدولية ومتابعتها, وفي كل محادثاتي اركز على اننا نتطلع الى تطبيق بنود القرار 1701 وما يمكن ان يسفر عن ذلك من تقدم".

 

المطران الراعي : نصلي للرئيس سليمان كي يوفق في ايجاد الحلول للازمات المستعصية

وكالات/احتفلت ابراشية جبيل المارونية بترقية كاهن رعية بلاط الاب جوزف معوض الى درجة الخوراسقفية, وذلك في خلال قداس إحتفالي في باحة كنيسة مار عبدا الرعائية في بلاط، ترأسه راعي الابرشية المطران بشاره الراعي الذي عيينه نائبا عاما اسقفيا على الابرشية. وقد عاون المطران الراعي في القداس لفيف من الكهنة في حضور رؤساء بلديات وقضاة ومخاتير وجمعيات خيرية وانسانية وفاعليات سياسية واجتماعية وتربوية وحشد من المصلين.

المطران الراعي

بعد الانجيل المقدس، القى المطران الراعي عظة, تحدث فيها عن مزايا النائب العام الاسقفي الجديد المونسنيور معوض، "التي تخوله خدمة حضارة المحبة بفضل ما حباه الله من تقوى وعلم واخلاق وغيرة كهنوتية"، مشيرا الى "ان مجتمعنا اضحى بأمس الحاجة الى ان نزرع في نفوس ابنائه كلمة الحب لكي تثمر حقيقة وخيرا وعطاء وتضامنا في وطننا الذي يعيش اليوم فجرا جديدا". وتابع:" نشكر الله على بداية ما جرى في لقاء الدوحة من مصالحة سياسية وتسوية تاريخية ثم انتخاب رئيس جمهورية من بلاد جبيل من عمشيت، هو فخامة العماد ميشال سليمان الذي يحمل كل اصالة بلاد جبيل وتاريخها العريق، نحن نرسل له تحياتنا وتقديرنا، ونأمل ان يوفق بايجاد الحلول للازمات المستعصية، ونرفع الصلاة من اجل مساعيه وخطواته التي من شأنها ان تفضي لانقاذ الوطن من معاناته، ونتمنى له النجاح في مهمته الصعبة والخطيرة وان يعضده الله لكي يواصل بمؤازرتنا جميعا عبر الالتزام بولائنا للبنان ورص صفوفنا وانجاز وحدتنا ومصالحتنا داخل رعايانا ومجتمعنا، حمل هذه الوديعة فيستعيد لبنان دوره في جمعية الامم الدولية والمشرقية، وان يبقى هذا البلد كما دعاه البابا يوحنا بولس الثاني رسالة ونورا، وان يظل غنيا بالقيم الانسانية والروحية والوطنية. وفي ختام الاحتفال القى المونسنيور معوض كلمة, شكر فيها المطران الراعي على الثقة التي اولاه اياها، معتبرا ان هذه المسؤولية ترسخه في خدمة الانسان وتحفزه الى انطلاقة راعوية متجددة في التعليم والتقديس والتدبير. ثم كانت كلمة تهنئة لرئيس البلدية كمال القصيفي.

 

السنيورة لم يتلق أجوبة من المعارضة على تشكيلته الحكومية

النهار/أكدت مصادر معنية بالاتصالات الجارية لتاليف الحكومة ان التشكيلة الحكومية التي وضعها رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة قبل اربعة ايام لا تزال كما هي دونما تغيير، اذ لم يتلق السنيورة عنها اجوبة سلبية من افرقاء المعارضة، في ما عدا موقف العماد ميشال عون الذي يتمسك بمطالبته بخمس حقائب وزارية يعتبرها بمثابة حق مستعاد، الأمر الذي يعني انه سيأخذ معظم حقائب المعارضة. ورأت هذه المصادر ان السنيورة اطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وسائر الافرقاء على تشكيلته، لكنه لم يتبلغ حتى البارحة اجوبة قاطعة عنها. ومعلوم ان هذه التشكيلة تعطي رئيس الجمهورية حقيبتين سياديتين (الداخلية والخارجية) ووزارة دولة، والغالبية حقيبة سيادية واربعة وزراء دولة و11 حقيبة خدماتية والعارضة حقيبة سيادية وثلاثة وزراء دولة وسبع حقائب خدماتية. وأشارت إلى ان الاسبوع الطالع يكتسب اهمية بالنسبة الى الجهود المبذولة لتخطي عقبات التأليف، ذلك ان الايام القريبة تشكل اختبارا جديا للقوى السياسية من حيث التزام تسهيل ولادة الحكومة وعدم تأخيرها لابقاء الزخم القوي للعهد الجديد وتسوية الدوحة وعدم تبديدهما في متاهة جديدة من التعقيدات والشروط والشروط المضادة. وذهبت المصادر الى حد القول ان هذا الاسبوع سيكون الاختبار الفاصل بين حقيقة ما يطرح من عقبات تتصل بتوزيع الحقائب الوزارية وامكان ان تكون هناك عقبات اخرى اكبر تتصل بخلفيات لا تقتصر على البعد الداخلي. لكنها لاحظت ان كل القوى المعنية لا تزال تدرج هذه العقبات في اطار طبيعي وعادي مما يحمل على الاعتقاد ان الايام المقبلة قد تبلور حلا لها من غير الاضطرار الى "تحكيم" الوسيط القطري في عملية تأليف الحكومة.

 

 بري: أسجل للسنيورة جديته وحزمه في الملف الأمني

السفير/ قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة "السفير" "اننا لا نفهم السبب وراء عدم تنفيذ مقررات "مجلس الأمن المركزي" الا اذا كان المطلوب من المتخاصمين أن ينفذوها بدلا من الأجهزة المعنية بالأمر"، مسجلا في الوقت نفسه لرئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة "جديته وحزمه في التعاطي مع الملف الأمني في العاصمة وبقية المناطق". وشدد بري على وجوب ان تأخذ القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي دورها في مجال الامساك بالوضع الامني وملاحقة كل المخلين والمرتكبين الى اي فئة انتموا، وذلك انفاذا للخطة التي تبناها مجلس الامن المركزي. ورأى بري ان الامور يجب ان تنتهي خلال اسبوع كحد اقصى، فالوضع لا يحتمل، فضلا عن أن هذا التأخير يعني من جهة ثانية، فرملة العهد الجديد في مستهل انطلاقته، وهذا أمر لا يجوز على الاطلاق. وردا على سؤال قال بري "ان الجميع يدرك أن اتفاق الدوحة هو كل متكامل، ولا يستطيع احد ان يعطله، ومن سيعطله فسيُفتضح امره بسرعة".

 

كيف ألحِق حي الأبيض بسلطان "المربع الامني" في الضاحية؟"

لبنان الآن

شهادة هارب من بيته في حي الأبيض - الجزء الأول 

تروي هذه الشهادة بعضًا من محطات السيرة السكانية لـ"حي الابيض" على تخوم "المربع الامني" في الضاحية الجنوبية. وهي ترسم بعضًاً من أحوال فئات وسطى شيعية مدنية ومستقلة خنقتها "دولة حزب الله" الأمنية.

سنة 2000، بعد مدة قصيرة على جلاء الجيش الاسرائيلي عن الشريط الحدودي المحتل جنوب لبنان، انتقلت وزوجتي وطفليّ الى بيتنا الجديد الذي اشترناه في بناية جديدة بحي الابيض الناشئ حديثاً في ناحية من حارة حريك، والمستمد اسمه من احدى عائلات ملاّكها المسيحيين الذين أُرغموا على بيع املاكهم فيها والرحيل عنها في سنوات الحرب، وما تلاها من سيطرة "حزب الله" عليها وجعلها "مربعاً امنيا" لقياداته واجهزته ومؤسساته.

أوتوستراد السيد هادي

مطالع التسعينات من القرن الماضي، وبعد نهاية الحرب، تكاثر العمران الجديد في حي الابيض على مساحات من بقايا بساتين حارة حريك، قبل ان يخترقها الاوتوستراد الجديد الذي سمي أوتوستراد السيد هاي نصرالله، النجل الشهيد للسيد حسن نصرالله الامين العام لـ"حزب الله". في النصف الثاني من التسعينات، ازدهر تشييد البنايات الجاهزة في الحي، فأقبلت فئات شيعية جديدة من الموظفين والمهنيين المتوسطي الحال، على شراء شققها المتوسطة الجودة والاسعار، وغير الشعبية، بمعايير العمران في الضاحية الجنوبية. وقد يكون شق الاوتوستراد الجديد الذي صار يتفرع من جهته اليمنى في جنوب حارة حريك، الشارع المؤدي الى حي الابيض، من الاسباب التي عجّلت في تبدل نمط الحياة الخاص في الحي وسيرورته نحو التجانس مع النمط العام السائد في ضاحية "حزب الله" وعاصمة دولته في "المربع الامني" بعدما شكل أوتوستراد السيد هادي نصرالله الساحة العامة الجديدة لاحتفالات الحزب ومناسباته الكثيرة التي يحشد فيها جمهوره العريض المدرب تدريبا آليا على الاحتشاد والتعبئة في الايام المشهودة.

أسر نواتية فتيّة

كانت شقق بنايتنا السكنية قد امتلأت بملاكها نهايات سنة 2001. الساكنون كانوا مثلنا في معظمهم تقريبا: اسر نواتية شيعية فتية وجنوبية المنبت، لكن هذا الانتساب الموروث الذي يشمل معظم سكان بنايات الحي الجديد، لم يكن ليتجاوز التسمية والتعريف العاديين للسكان، فلا يشكل هوية اهلية وعضوية، حية ويومية وجامعة، لا في العلانية العامة للحي، ولا في الحياة الخاصة لسكانه الذين لم يجعلوا شيعيتهم وجنوبيتهم حدّا في تعارفهم ومبادلاتهم وعلاقاتهم التي لم تكن لتقتصر على الحي والمنطقة، بل تمتد الى خارجهما، فتتوزع شبكاتها وتتنوع في المدينة، ولو على نحو متفاوت.

ثم ان بنايتنا وبعض البنايات الاخرى في الحي لم تكن تخلو من بعض ملاك وساكنين من طوائف ومنابت غير شيعية، ومن زواجات مختلطة بين شيعة وسنة ودروز. وهذا حال اختي المتزوجة من سني والمقيمة واسرتها في بنايتنا، وحال قريب لي متزوج من درزية ومقيم في بناية قريبة. لكن قلة الاختلاط الطائفي في السكن والزواج في حينا، ما كانت لتحمل سكانه على الشعور بأنهم متجانسون طائفيا، او ان شيعيتهم تشكل حدّا جامعاً مانعاً في سلوكهم ونمط حياتهم اليومية اللذين كان يغلب عليهما قاسم مشترك عام مثاله نمط الحياة المدنية للأسر النواتية من الفئات الوسطى وما دونها بقليل في الوسط الشيعي المديني اللبناني في بعض احياء الضاحية الجنوبية.

قد يكون الوسط الاجتماعي الشيعي هذا، هو الذي عمل "حزب الله" في بدايات ظهوره اواسط ثمانينات القرن الماضي، على "تطهير" الطائفة الشيعية منه، فشن عليه حملات الحصار والترويع، وقام بتصفية ناشطيه من القوميين واليساريين واغتيالهم في الضاحية الجنوبية وبيروت والجنوب. هذا قبل ان يعمل لاحقا على خنق بقايا فئات هذا الوسط الشيعي واستتباعها وتحطيمها، طوال تسعينات القرن الماضي وبعد أعراسه التحريرية سنة 2000. والارجح ان حي الابيض بسكانه واجتماعه على تخوم مربع "حزب الله" الامني، كان من ضحايا سعي الحزب المحموم الى احتلال الطائفة الشيعية أمنياً وجغرافياً وسياسياً، وتحويلها حزباً شمولياً وجمهورية عسكرية شمولية للخوف والتخويف.

بعد مضي سنة او سنتين فقط على امتلاء بنايتنا المؤلفة من 6 طبقات و12 شقة، بملاّكها وساكنيها، شأن غيرها من بنايات حي الابيض، بدأ ينهار سريعاً نمط الحياة في حينا. أي النمط الذي كان مثاله انشاء علاقات مدنية عادية، تنطوي على الاحترام المتبادل ووئام التجاور بين الساكنين، وعلى تشاركهم في تدبير شؤون الخدمات في البناية الواحدة، بعيدا من الانقياد الى تشنجات العصبيات الاهلية والحزبية التي لم يكن يركب مركبها سكان الحي الجديد المنصرفين الى حياتهم واعمالهم وعلاقاتهم المختلطة، والمنفتحة في امتداد شبكاتها الخاصة للزيارات البيتية واللقاءات غير البيتية، خارج الحي السكني، من دون تجاوز الحدود المتعارفة بين الخاص والعام.

مهانة المسح الأمني

في بدايات اقامة كل اسرة في شقتها من بنايتنا الجديدة، لم تكن تتصور ان وجودها وحياتها اليومية العادية في بيتها وفي الحي، سوف يكونان مصدر ريبة لأجهزة "المربع الامني" التي تقوم بين كل خمسة اشهر او سبعة، بحملة "مسح امني" شاملة للسكان. لكن قبل ان نتعوّد على هذا المسح الدوري العام المهين، كان شبانه يأتون الى بنايتنا وغيرها من البنايات الجديدة في الحي، كلما نزلت فيها اسرة جديدة.

اتذكر نهار طرق احدهم باب بيتي وفتحته، بعد مضي ايام، وربما اكثر من اسبوع على انتقالنا واقامتنا في البناية. حين بادرني الشاب بتحية "السلام عليكم" ورأيت لحيته النابتة قليلا، علمت من يكون وماذا يريد، قبل ان يقول انه يرغب في الحصول على بعض المعلومات عني وعن اسرتي. ليس للتأكد مما فكرت فيه، بل انسجاماً مع نفسي ومع المنطق العادي الذي ينظّم العلاقات السوية بين الناس، سألته عن السبب ومن يكون، فجاوبني بأنه من المنطقة، ثم امسك استمارة وقلما وتهيأ لتدوين ما يطلبه من معلومات، وراح يسألني اسئلته الاولى عن اسمي واسم ابي، كأن ما قاله عن غايته ومن يكون يكفي لتجاوبي مع ما يريد.

كغيري من سكان البناية الذين اخبروني بأنهم سبقوني في هذا الاختبار، كنت ادرك انني سأستجيب رغبته اخيرا، لكن كمن يؤجل هنيهات سقوطه مرغما وصاغراً في تجربة ممضّة ومهينة واستحضاراً مني لبقية منطق الحياة العادية، سألته ان كان يكفي ان يكون من المنطقة لأجاوبه عن اسئلته، فقال انه من الحزب، معتبرا ان ال التعريف تعوّض عن ذكر كلمة الله التي تعرف بحزبه وتخصصه. "حزب الله" جاوبني، بعدما سألته اي حزب يقصد. "لكن ما ادراني انك من "حزب الله"؟ قلت، فتابع بأن "كلنا اخوان، ومقاومة" وان ما يطلبه مني غايته "حماية المقاومة من اسرائيل".

بعد قليل من الصمت الحائر والمختنق، سألته عن المطلوب، فجلس على سفرة الدرج متهيئاً لتدوين أجوبتي في استمارة معلومات "المسح الأمني" التي شعرت، فيما هو يدوّن عليها ما أقوله، أن كل شاردة وواردة من حياتي لم تعد ملكاً لي: أسماء أبي وأمي وزوجتي وأولادي، ومن أي منطقة وقرية أنا، وأين كنت أسكن من قبل ومنذ متى أسكن هنا، وماذا أعمل وتعمل زوجتي وأين، وفي أي سنة ولدت وأرقام سيارتي وهاتفي وسجل قيد نفوسي، وأن كنت انتمي الى حزب ما، وهل عندي أصدقاء من طائفة أخرى، ومن يأتي من خارج الحي والمنطقة الى زيارتي في بيتي، وإن كنت أدخن وأشرب الخمرة؟... الخ.

فيما هو يغادر ملقياً عليّ تحية "السلام عليكم"، وفيما أنا أتراجع عن باب بيتي وأغلقه خلفي، لم أشعر بأي سلام، بل بالتعب والإنهاك والضيق والانتهاك، لكن بالخلاص والراحة المشوبة بالخور والاستسلام أيضاً، كأنني أنهيت محاكمة اتهامية أويت بعدها الى بيتي الجديد الذي بدأ شيء من الغموض والريبة يخالط صناعتي لإلفتي معه وفيه. فالوقت الذي تركته خلفي، حينما كنت واقفا في الباب مستجيباً لأسئلة شاب "المسح الأمني"، أفقدني ذلك الشعور الحقيقي أو العادي بالوقت. كأنه كان وقتاً خارج الزمن، ومسكوناً بواقع افتراضي حوّلني رغماً عني شخصاً انتُزعت منه إرادتُه وخصائصه، من دون ان يقوى على الرفض او الإعتراض، مما خلّف لديّ شعوراً بالذنب والهوان وبقلة الثقة بالنفس.

أطفال الحشد السلطاني

"المسح الأمني" الأول لبيتي الجديد، كان بداية غيثهم في مسلسل القهر الشمولي الذي ستتكرر محطاته ومواقيته ومناسباته في مسوح اخرى جزئية للسكان الجدد، وشاملة غايتها تذكيرية وتدريبية إلى جانب الأمنية، بين كل خمسة أشهر أو سبعة، لئلا ينسى السكان أين يقيمون وفي عهدة من يقحمون، فيتحررون من رقابة الجهاز الامني وولايته عليهم وعلى حياتهم، وقد يشتطون وتسوّل لهم أنفسهم إتيان المعاصي والخروج في سلوكهم وعلاقاتهم على جادة الصراط المستقيم، فلا يقيم كل منهم من نفسه وفي دخيلتها رقيباً ذاتياً عليها.

أما العراضات والهرجات والتظاهرات والاحتفالات فكثيرة على أوتوستراد المربع الأمني. وهي ايضاً مناسبات في مسلسل القهر الشولي الذي يتحول البشر في حشوده المرصوصة أطفالا لاهين وممتلئين فرحاً طفلياً بلهوهم الجامع تحت أنظار القائد وغضب كلماته الطوطمية التي تمتدح طفولتهم اللاهية وتزهو بها، فيتراقصون لها طرباً ملوحين بالأيدي والقبضات.

وفي حال لم ياخذ اللهو الطفولي البائس هذا شخصاً ما من سكان المربع الأمني وجواره، فأبدى سلوكاً ينمُّ عن أنه شخص عام ومسؤول عن نفسه وأفعاله، وأن شؤون حياته الخاصة والبيتية وشواغله العامة ومواقيتها، تتصل بإيقاع الحياة العامة ونظامها في المدينة، سرعان ما يقول له نظّار مهرجان اللهو الطفولي، معاتبين: "ولو نحن كلنا إخوان وأولاد منطقة واحدة، ومقاومة".

لكن وراء دماثة قولهم الإخواني المعاتب هذا، هناك تلك الإرادة السلطانية الجامحة والجامعة والممتلئة بصلافة خفيّة هدفها تحويل هذا الشخص طفلا، أو شخصاً مغفلا وبلا خصائص وإرادة خاصة وحياة خاصة، وتذويبه في قوة الجمع السلطاني الهادر.

-الاحد المقبل حلقة ثانية من هذه الشهادة

 

 سباق بين تدابير القوى الأمنية والإشكالات المتنقلة من بيروت الى البقاع

وكالات/باشرت القوى الامنية المعنية تطبيق الخطة التي اقرها مجلس الامن المركزي فسيّرت دوريات مشتركة من الجيش وقوى الامن الداخلي في منطقتي رأس النبع والطريق الجديدة على ان يتوسع نطاق الدوريات تباعا وسط "تعليمات مشددة بتطبيق حازم للقوانين"، بحسب ما صرح به مرجع امني.

ولم يمر السبت وقبله من دون حوادث أمنية سجلتها التقارير الرسمية. فقد أشارت مصادر أمنية الى ان عناصر من "حزب الله" اعترضوا فريقاً من محطة "ال بي سي" التلفزيونية ظهر السبت في منطقة بشامون وطالبوه بتسليم كاميرا التصوير والشريط الذي فيها وأصروا على هذا التدبير. ولم ينفع اتصال الفريق التلفزيوني بالجيش الى أن تدخلت إدارة المؤسسة واتصلت بقيادي في الحزب. ولم يُسلم الشريط والكاميرا إلا بعد الاطلاع على ما يتضمنه.

كما حصل إطلاق نار أ من أحد مناصري المعارضة في بلدة تعلبايا البقاعية وطاول أحد مناصري تيار "المستقبل"، فيما حصل اشكال بين أنصار "المستقبل" في منطقة الطريق الجديدة وأحد مناصري حركة "أمل" ويدعى علي صبرا الذي نقل الى المستشفى.

وقامت القوى الامنية بملاحقة الذين اعتدوا على صبرا في الطريق الجديدة. وكان الرئيس السنيورة طلب من المسؤولين الامنيين "اتخاذ الاجراءات القانونية في حق من شارك في هذا الحادث والتعامل معه بحزم باعتبار ان ما حصل هو اعتداء على الدولة". وشارك النائب الحريري في الاتصالات المرتبطة بهذا الحادث داعياً الى معاقبة الفاعلين. وقالت المصادر الأمنية أن دورية لقوى الأمن أوقفت سيارة زجاجها أسود في منطقة حي السلم – الشويفات في ضاحية بيروت، تبين أن لا أوراق رسمية لها. وعندما قررت حجزها، تم تطويق الدورية وطلب الى عناصرها تسليم السيارة الى سائقيها...

 

 سباق بين تدابير القوى الأمنية والإشكالات المتنقلة من بيروت الى البقاع

وكالات/باشرت القوى الامنية المعنية تطبيق الخطة التي اقرها مجلس الامن المركزي فسيّرت دوريات مشتركة من الجيش وقوى الامن الداخلي في منطقتي رأس النبع والطريق الجديدة على ان يتوسع نطاق الدوريات تباعا وسط "تعليمات مشددة بتطبيق حازم للقوانين"، بحسب ما صرح به مرجع امني.

ولم يمر السبت وقبله من دون حوادث أمنية سجلتها التقارير الرسمية. فقد أشارت مصادر أمنية الى ان عناصر من "حزب الله" اعترضوا فريقاً من محطة "ال بي سي" التلفزيونية ظهر السبت في منطقة بشامون وطالبوه بتسليم كاميرا التصوير والشريط الذي فيها وأصروا على هذا التدبير. ولم ينفع اتصال الفريق التلفزيوني بالجيش الى أن تدخلت إدارة المؤسسة واتصلت بقيادي في الحزب. ولم يُسلم الشريط والكاميرا إلا بعد الاطلاع على ما يتضمنه. كما حصل إطلاق نار أ من أحد مناصري المعارضة في بلدة تعلبايا البقاعية وطاول أحد مناصري تيار "المستقبل"، فيما حصل اشكال بين أنصار "المستقبل" في منطقة الطريق الجديدة وأحد مناصري حركة "أمل" ويدعى علي صبرا الذي نقل الى المستشفى. وقامت القوى الامنية بملاحقة الذين اعتدوا على صبرا في الطريق الجديدة. وكان الرئيس السنيورة طلب من المسؤولين الامنيين "اتخاذ الاجراءات القانونية في حق من شارك في هذا الحادث والتعامل معه بحزم باعتبار ان ما حصل هو اعتداء على الدولة". وشارك النائب الحريري في الاتصالات المرتبطة بهذا الحادث داعياً الى معاقبة الفاعلين. وقالت المصادر الأمنية أن دورية لقوى الأمن أوقفت سيارة زجاجها أسود في منطقة حي السلم – الشويفات في ضاحية بيروت، تبين أن لا أوراق رسمية لها. وعندما قررت حجزها، تم تطويق الدورية وطلب الى عناصرها تسليم السيارة الى سائقيها...

 

اقتراح بتجهيز 50 فرقة من مقاتلي الميليشيات كظهير للجيش

100 ضابط لبناني يتدربون في أوروبا وأميركا على الطائرات تمهيداً لتنفيذ القرار 1559 وتجريد »حزب الله« من سلاحه

 كتب - حميد غريافي:السياسة

أبلغت عناصر غير مدنية مؤيدة »لحزب الله« مسؤولين كبارا ان المؤسسة العسكرية اللبنانية »تتجه تحت ضغوط عربية ودولية هائلة للتخلي عن حياديتها« التي هي مسار للجدلين الداخلي والخارجي, اذ »حسب موفدين اميركيين من وزارة الدفاع (البنتاغون) الشهر الماضي فإن الحياد لا يكون بين الدولة ومصالحها السيادية ومسؤوليتها في الحفاظ على الشعب اللبناني من الجهات الرتبطة بايران وسورية وبين منظمات واحزاب وان كانت تحمل الهوية اللبنانية الا انها تنفذ سياسات هاتين الدولتين المارقتين الموضوعتين على لوائح الارهاب والعزل والحصار الدولية والعربية »بالتالي فإن الجيش اللبناني هو في مثل هذه الظروف الطرف الاكثر تمسكا بمصالح الدولة وديمقراطيتها واستقلالها من الاطراف السياسية الاخرى حتى ولو كانت هذه الاطراف هي التي جاءت بالاستقلال والقرار الحر عبر ثورة الارز التي انهت مرحلة سوداء من تاريخ لبنان تمثل طوال ثلاثة عقود من الزمن باحتلال أجنبي لاراضيه وبالوصاية على مقدراته وقراراته في مختلف الميادين«.

وحذرت تلك العناصر غير المدنية »حزب الله« و»حركة أمل« من ان دولا اجنبية وعربية تضع كل ثقلها في مؤسسة الجيش اللبناني للتقيد بقرارات الحكومة الشرعية دون سواها من المسؤولين الاخرين او الاحزاب والتيارات الهجينة التي لا علاقة لها مباشرة بلبنان.

كما ان تلك الدول تستعجل تسليح الجيش بكل ما يتناسب مع ما تحتويه ترسانة »حزب الله« من السلاح المتطور وخصوصا مد المؤسسة العسكرية بطائرات هليكوبتر هجومية وسربين او ثلاثة اسراب من المقاتلا الجوية الاميركية والاوروبية قبل ان تكشف خططها للبدء بتنفيذ القرار 1559 الداعي الى تجريد »حزب الله« والميليشيات الاخرى من اسلحتها, وهذا ما كشف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عنه النقاب اول من امس من القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا بطريقة تمويهية حين أكد على »إحياء الدولة اللبنانية القوية والمستقلة ومساعدة الجيش اللبناني »مستدركا« ضمن ستراتيجية دفاعية »من خلال حوار صادق بين اللبنانيين« في محاولة منه لطمأنة اللبنانيين الى ان خططا لتسليح الجيش قائمة على قدم وساق والايحاء الى »حزب الله« وايران بأن هذا التسليح لن يكون خارج الاتفاق معه على ستراتيجية دفاعية وبالتالي فهو ليس موجها ضده تحديدا فيما واقع الحال في اعلان ساركوزي هذا يؤكد اسباب زيارتي مساعد وزير الدفاع الاميركي اريك ادلمان وقائد المنطقة العسكرية الوسطى الاميركية الجنرال ديفيد بترايوس وغيرهما من مسؤولين في ادارة جورج بوش والكونغرس خلال الاسابيع القليلة الماضية وخصوصا بعد اجتياح »حزب الله« بيروت واطراف الجبل, وما انطوت عليه تلك الزيارات من مفاوضات جادة حول متطلبات المؤسسة العسكرية اللبنانية من السلاح لمواجهة »الفصائل المسلحة« (الواردة في بيان مؤتمر الدوحة) على اراضي لبنان, من ضمنها اقتراحات عسكرية اميركية بمدها بأنواع استثنائية« من السلاح المطلوب خصيصا لتنفيذ هذه المهمة التي وعد المقربون من نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني بأن يجري تطبيق بند نزع السلاح قبل نهاية هذا العام, اي قبل انتهاء ولاية بوش في يناير المقبل.

واماطت اوساط دفاعية عسكرية بريطانية اللثام امس ل¯ »السياسة« في لندن عن ان الاميركيين حضوا الحكومة البريطانية على »المشاركة العملية« في الجهود الاميركية الفرنسية والاوروبية (الالمانية والايطالية والاسبانية خصوصا), وبسرعة, لتسليح الجيش وقوى الامن الداخلي اللبناني حيث اضطرت حكومة غوردون براون في لندن الاسبوع الفائت عن الاعلان على وصول مبعوث دفاعي عسكري بريطاني الى بيروت اليوم الاثنين للانخراط في »المعمعة الغربية لتطوير القدرات الحربية للجيش اللبناني تمهيدا لقيامه هو بمهمة تطبيق القرارات الدولية, بعدما ابدى قادة عسكريون لبنانيون كبار وكذلك مسؤولو وزارة الدفاع في اليرزة استعدادهم الكامل لتنفيذ هذه المهمة قبل مطلع العام المقبل, اذا حصلوا على الطلبات التسليحية بأنواعها المختلفة والمناسبة للوضع الحالي وتدريب ما بين 50 و100 ضابط طيار لبنانيين على انواع مختلفة من المقاتلات الجوية في الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية« حيث تقول معلومات وزارة الدفاع البريطانية »ان بعض هؤلاء الضباط وصلوا فعلا الى واشنطن وباريس وبرلين وروما ومدريد في مطلع مايو الماضي للقيام بالتدرب على تلك المقاتلات الذي لا يتطلب اكثر من 3 - 5 اشهر (حتى نهاية سبتمبر) اذ - حسب المعطيات الغربية - فإن ضباط سلاح الجو اللبناني هم الاكثر والاسرع استيعابا بين ضباط العالم الثالث للطائرات والاسلحة الغربية كما دلت معظم التدريبات السابقة منذ مطلع السبعينات حتى الان على ذلك«.

واعربت الاوساط الدفاعية البريطانية عن اعتقاد خبراء الدفاع الاوروبيين ان »من الافضل بل يمكن ان يكون من الضروري تدريب عناصر ميليشياوية لبنانية سابقة وراهنة ذات تجارب مهمة ومتقدمة في حروب الشوارع, وتشكيل فرق من هذه الميليشيات لتكون ظهيرا للقوات المسلحة اللبنانية في حال خوضها حرب نزع السلاح, على الاقل في حماية المناطق اللبنانية المعادية لحزب الله وايران وسورية كي يتفرغ الجيش اللبناني لهذه الحرب دون الخوف على مؤخرته او تشتيت جهوده في حماية سكان تلك المناطق عوضا عن نقل معاركه الى الطرف الاخر«.

وقدرت الاوساط الدفاعية البريطانية ل¯ »السياسة« عدد الفرق المدنية اللبنانية »المطلوب تدريبها هي الاخرى على الاسلحة المطلوبة تحت شعار »انصار الجيش« بما بين 40 و50 فرقة تتألف الواحدة منها من 100 الى 200 عنصر بحيث يصل مجموع هؤلاء الانصار الى ما بين خمسة الاف وعشرة الاف مقاتل يقوم دورهم على تأمين درع عسكرية حول المناطق اللبنانية المسيحية والسنية والدرزية وعلى انتشار ما بين 2000 و3000 منهم في مناطق حدودية مع سورية لمنعها من ادخال الاسلحة والجنود الى اراضي لبنان لمساعدة الميليشيات المسلحة خلال عمليات نزع السلاح«.

ونقلت الاوساط عن مسؤولين عسكريين لبنانيين اصرارهم على »تحييد اسرائيل والقوات الدولية الموجودة في لبنان عن مشاركة الجيش حملته لتطبيق القرارين الدوليين 1559 و1701 الا في حالة حصول تدخل عسكري سوري او ايراني لدعم »حزب الله« والفصائل الفلسطينية التابعة لدمشق وطهران على ان تكون تلك المشاركة من قوات »يونيفيل« تحت امرة القيادة العسكرية اللبنانية التي طالب المبعوثان الاميركيان العسكريان (ادلمان وبترايوس) بوجوب اشراف الولايات المتحدة واوروبا على اختيار قائدها الجديد خلفا للرئيس ميشال سليمان وهيئة اركانها كأحد اهم الشروط الدولية لتسليح الجيش واسناد مهمة تطبيق القرارين الدوليين له وحده دون سواه«. وقالت »الاوساط »انه بسبب هذه الاتفاقات التي تمت في عهد وزير الدفاع الراهن الياس المر »يعارض »حزب الله« وحلفاؤه مثل »حركة امل« وتيار ميشال عون اعادة اسناد حقيبة وزارة الدفاع للوزير الراهن كما يحاولون مستميتين المشاركة في اختيار قائد الجيش الجديد وهيئة اركان وقادة ألويته الذين سيتم تعيينهم خلال الاسابيع الثلاثة التي ستعقب تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة كي يضمنوا عدم إقدام الدولة اللبنانية على محاولة تنفيذ القرارات الدولية بجهودها الخاصة دون الحاجة الى مساعدة لوجستية خارجية بعد تسليح الجيش وتحويله الى المؤسسة الدفاعية الاهم في البلاد«.

 

 توقعات بارتفاع وتيرة الاتصالات تمهيدا لولادة الوزارة 

الأكثرية: سلاح "حزب الله" أول بند على طاولة الحوار عقب تشكيل الحكومة 

 بيروت - "السياسة" والوكالات:

من المتوقع ان تنشط وتيرة الاتصالات والمشاورات الداخلية على اكثر من صعيد, بهدف ازالة العقبات التي لا تزال تحول دون تشكيل الحكومة العتيدة, وينتظر ان يزخم الرئيس المكلف فؤاد السنيورة, من حركة لقاءاته مع الاطراف المعنية في الموالاة والمعارضة, بهدف التوصل الى اتفاق على توزيع الحقائب والأسماء في اطار ما تم الاتفاق عليه في هذا الموضوع. واكدت اوساط نيابية في الاكثرية, امس, ان الاسبوع الجاري سيشهد تكثيفا للاجتماعات السياسية للعمل من اجل صدور التشكيلة الحكومية في اواسطه او في نهايته على ابعد تقدير, من دون ان تخفي ان هناك اطرافا تحاول وضع عراقيل اضافية من خلال رفض التنازل عن الشروط التي تضعها امام الرئيس المكلف. وفي هذا السياق, توقع وزير الاتصالات مروان حمادة ان ترى الحكومة النور في غضون اسبوع, مشيدا بالخطاب التاريخي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, واصفا اياه بأنه خطاب قسم ثان. من جانبه, اتهم النائب عن "القوات اللبنانية" انطوان زهرا المعارضة, بأنها لا تزال تروج الى انها انتصرت في غزو بيروت, موضحا ان ما شهدته العاصمة هو انزلاق لهذه القوى "الى التجربة التي عزلتهم عن الواقعين العربي والاسلامي".

واشار الى ان اتفاق الدوحة أعاد تأكيد مشروع الدولة في لبنان, وهو "ستراتيجية قوى 14 آذار", وقال "لبنان هو بلد التنوع والاعتراف بالآخر, وقد عاد اليوم الى السكة الصحيحة", لافتا الى ان "الذين يريدون العبث بالأمن باتوا مكشوفين".

واكد ان موضوع السلاح سيكون اول وجبة دسمة على طاولة الحوار بعد تشكيل الحكومة.الى ذلك, قال النائب محمد الحجار "ان التوازن الذي ارادوا ضربه في الشارع عبر الميليشيات سنعيده في المؤسسات وبالوسائل الحضارية الديمقراطية وعبر صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة, لنؤكد ونثبت مسيرة استرداد الدولة ومؤسساتها", مؤكدا ان الحوار وحده كفيل بتبريد أجواء التشنج والتباعد.

وشدد الحجار على انه ينبغي تنفيذ اتفاق الدوحة لجهة رعاية رئيس الجمهورية لحوار بين الفرقاء السياسيين, يبحث في العمق مسألة الستراتيجية الدفاعية وسلاح "حزب الله" والسلاح غير الشرعي", متسائلا "كيف يمكن ضمان نزاهة وديمقراطية الانتخابات المقبلة اذا لم يبت موضوع السلاح, طبقا لما ورد في اتفاق الدوحة".

وأكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني, أن سلاح "حزب الله" سيكون مطروحا على الطاولة كأول بند للحوار الوطني بعد تشكيل الحكومة, مشيرا الى ان اسمه مطروح لدخول الحكومة المقبلة لكنه يرفض ان يكون في وزارة شاهد زور على امتداد دويلة على حساب الدولة, وعلى حساب أمن وطمأنينة المواطن.

من جانبه, أكد مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "أمل" النائب علي بزي, امس, أن "الحكومة ليست ملكا لتنظيم ولفئة ولحزب, وان بيروت فوق الاحزاب والطوائف والمذاهب", معتبراً ان "من يعطل هذا الاتفاق سوف يحرق يديه قبل ان يحرق يدي الآخرين, ومن يعطل تنفيذ هذا الاتفاق فانه يعطل أمل اللبنانيين بحياة مطمئنة ومزدهرة". ورأى أن كل اللبنانيين مسؤولون تمام المسؤولية عن فتح نافذة هذا التمادي وعن اغلاقها, مشدداً على أن المعارضة الوطنية ستبقي كل نوافد الحوار مفتوحة التي بدورها توصل الى الاستقرار والسلم الاهلي وبناء الدولة, داعياً الى الوقوف "في مواجهة كل أسباب التفرد والغلبة والهيمنة والتسلط, وكل الرياح الخارجية التي لا تريد مصلحة أهلنا في هذا البلد".

ونوه "بأهمية الحوار وما له من دور في الانتقال من الشارع الى المؤسسات, وفي الانتقال من اثارة الغرائز والعصبيات والمساجلات الى بناء الدولة وبناء الانسان والوطن". الى ذلك, أكد رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب أسامة سعد, امس, أهمية انجاز ما تم الاتفاق عليه في الدوحة بالسرعة الممكنة لجهة تشكيل الحكومة واقرار قانون الانتخاب والسير بالعمليات السياسية الى نهايات تريح الوضع اللبناني وتحصنه في مواجهة كل الأوضاع المحتملة في المنطقة, وأيضا من معالجة الأزمات المتعددة. واعرب سعد خلال استقباله رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية علي الشيخ عمار, عن امله في انجاز تشكيل الحكومة في وقت قريب, مشيرا ان محاولة ربط الأحداث الأمنية بموضوع تشكيل الحكومة هو أمر مبالغ فيه, "لذلك يجب أن ننتقل فورا الى اطلاق الحكومة الجديدة والبدء بالحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية حتى تستقر الأمور". واوضح انه لا يعتقد ان هناك عاقلاً يسعى الى افشال اتفاق الدوحة الذي هو الأمل الوحيد المتبقي للخروج من هذه الأزمة, وأي محاولة من أي فريق لافشال هذا الاتفاق يعني أنه يدفع البلد نحو المجهول". من جانبه, أكد الشيخ عمار أهمية أن يسعى الجميع من أجل اشاعة أجواء الاستقرار السياسي وبالتالي الاستقرار الأمني, وشدد على أهمية أن يتعاون مختلف الأفرقاء السياسيين أكان هذا في اطار الموالاة أو المعارضة, من أجل الاسراع في الانتهاء من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية القادرة على اشاعة أجواء من الاستقرار.

 

المقاومة السنية" تهدد بضرب "حزب الله" ومن وراءه بـ "يد من حديد"

 السياسة/هددت "كتائب المقاومة الاسلامية السنية والوطنية اللبنانية", امس, ب¯"الضرب بيد من حديد والرد على المسؤولين عن الجرائم المتكررة بحق الطائفة السنية", في حال تقاعست القوى الامنية والقضائية عن فتح تحقيق فوري وشامل, وتقديم كل من تثبت علاقته بجريمة إطلاق النار على عماد زغلول, والتي ادت الى اصابته بجروح بالغة. وقالت "كتائب المقاومة", في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه, "قام عدد من مرتزقة حزب ولاية الفقيه الاسبوع الماضي, بارتكاب جريمة جديدة بحق الطائفة السنية وتيار المستقبل وبحق الديمقراطية والامن والاستقرار في لبنان, حيث اقدموا على اطلاق النار على الاخ عماد زغلول ما ادى الى اصابته بجروح خطيرة". واذ اكدت انها تنظر ببالغ الخطورة الى استمرار من أسمته "حزب ولاية الفقيه" في جرائمه بحق لبنان عموما وبحق سنته خصوصا, طالبت "كتائب المقاومة" المؤسسات الامنية والقضائية بالتحرك, محذرة من انها "لن تتردد في الضرب بيد من حديد على المسؤولين عن هذه الجرائم, وعلى كل من يدعمهم ويوجههم ويمولهم ويرسم لهم الاهداف مهما كانت مكانته ومهما بلغت سطوته". وخلصت في بيانها الى القول "دمنا ليس مباحا وارواحنا ليست رخيصة, وستقطع اي يد تمس بنا وقد أعذر من أنذر".

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 8 حزيران 2008

ورد في الصفحات الداخلية للصحف هذه الاسرار

النهار

اسرار الآلهة : أيد عدد من الدول التي ساهمت في انجاح اتفاق الدوحة، ادخال تعديل في الحقائب الوزارية التي كانت محسوبة على طوائف.

من المسوؤل : آثر مرجع بارز عدم إثارة ملف حساس مع مسؤول أجنبي، تفادياً لاغاظة دولة اخرى ذات نفوذ في لبنان.

لماذا : توقعت مصادر عليمة ان يعتذر مسؤول كبير عن عدم تلبية دعوة وجهت اليه لحضور احتفال في الخارج، لمصادفتها ومناسبة عائلية.

المستقبل

تجري الدول الأعضاء في اللجنة العربية لحل الأزمة اللبنانية اتصالات مكثفة في ما بينها، سعياً لاستكمال تنفيذ "اتفاق الدوحة".

قالت أوساط غربية إن لدى سوريا وإسرائيل مصلحة متوازية في موضوع التفاوض غير المباشر، بغض النظر عن النتائج التي سيؤدي إليها.

تساءلت مصادر عربية حول طبيعة الأداء الإسرائيلي لدى تشكيل الاتحاد المتوسط مع أوروبا وما إذا كان سيشبه الأداء في موضوع الشراكة الأوروبية المتوسطية.

البلد

تردد ان مرجعاً سياسياً كبيراً سيزور اليوم صرحاً روحياً لمناسبة اجتماعية، يلتقي خلالها مرجعاً روحياً كبيراً.

يقوم سفير معتمد لدى لبنان لتسيير شؤون اللاجئين بجمع معلومات ووثائق من مصادر مختلفة لمعرفة التفاصيل الدقيقة جداً لمضمون اتفاق الدوحة لرفعه الى مسؤول في بلاده.

لفت المراقبين عدم حضور الرئيس السابق العماد اميل لحود الى مائدة الغدا? في القصر الجمهوري التي دعي اليها الرؤسا? السابقون للجمهورية وفقا للبروتوكول الرئاسي.

 

الرئيس سليمان عقد خلوة مع البطريرك صفير وأثنى على بيان المطارنة "الذي نادى بالمشاركة الحقيقية والاصلاح في الشأن الاقتصادي والاجتماعي"

الرئيس شدد على لبنان- الرسالة ونبذ العنف ودعا المسيحيين الى الانفتاح

وطنية - 8/6/2008 (سياسة) وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى الصرح البطريركي في بكركي الحادية عشرة وثماني دقائق من قبل الظهر, وكان في استقباله القيم البطريركي جوزف البواري, الى مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن جورج خوري, المستشار الاعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا, قائد الحرس الجمهوري العميد وديع الغفري.

خلوة وتصريح

وتوجه الجميع الى الصالون الكبير حيث كان البطريرك صفير في انتظاره على المدخل الداخلي للصالون, فهنأه ورحب به, وتوجها بعد ذلك مباشرة الى مكتب البطريرك وعقدا خلوة استمرت نحو نصف ساعة, قال بعدها الرئيس سليمان ردا على اجواء اللقاء: "عملا بالتقليد, جئنا لزيارة غبطته البطريرك في الصرح البطريركي, وكذلك لشكره وتهنئته بعودته من الخارج, وايضا للثناء على ما ورد في "بيان مجلس المطارنة" الذي عبر عن مسؤولية وطنية كبيرة وروح ابوية, حيث نادى بالمشاركة الحقيقية في ادارة شؤون البلاد, كما نادى ايضا بالاصلاحات, وتطلع الى الشأن الاجتماعي والاقتصادي. كل هذه الامور تناقلها البيان على اثر اجتماع المطارنة, وفي النتيجة هذه الزيارة هي للشكر, ونستذكر شهداء الوطن الذي يقام قداس من اجلهم اليوم".

وقال ردا على سؤال: "هذه الزيارة ليست للسياسة".

وعن الصعوبات التي تعترض تشكيل الحكومة؟ اجاب: لا صعوبات ولا مشاكل في تشكيلها".

وأفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بكركي جو حاج ان "الخلوة بين الرئيس سليمان والبطريرك صفير تناولت الاوضاع العامة والشؤون اللبنانية الراهنة, كما اشاد الرئيس سليمان بمضمون بيان مجلس المطارنة الموارنة لاسيما لجهة التركيز على ان لبنان هو بلد الرسالة, وعلى أهمية المصالحة ونبذ العنف ودعوة المسيحيين الى الانفتاح". ونوه الرئيس سليمان ب"اشارة "بيان مجلس المطارنة" الى دور المغتربين وتعزيز التواصل معهم وهو ما كان أكد عليه في خطاب القسم, وكذلك الدعوة الى إقامة أفضل العلاقات بين لبنان وجيرانه". وعرض الرئيس سليمان مع البطريرك صفير الاوضاع الداخلية، والسبل الآيلة الى تعزيز التوافق بين اللبنانيين والمسيحيين في ما بينهم". اما البطريرك صفير فقال ردا على سؤال حول علاقته بالرئيس :" ولو بدها سؤال".

الحفيد بارودي

بعد ذلك, توجه الجميع مع الرئيس سليمان وعقيلته السيدة الاولى وفاء الى كنيسة الصرح لحضور رتبة تنصير حفيده شريف نجل وسام بارودي وابنة الرئيس ريتا, وكان فخامته العراب والعرابة كارين بارودي - بركات, واقتصر حفل التنصير على افراد عائلة الرئيس. وغادر الرئيس سليمان الثانية عشرة ظهرا الصرح البطريركي مع افراد العائلة.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في بكركي والتقى شخصيات وفاعليات: ما ابعدنا عن التطويبات عندما نتزاحم على السلطة ونتغاضى عن مصالح الشعب

نسأل الله ان يهدينا سواء السبيل فيما نحن نتخبط للوصول الى حال الاستقرار/نحلم بلبنان التعاون والمحبة والتضامن وليس لبنان المنقسم على ذاته

الناس يتطاحنون على الغبار والسلطة يجب ان تكون مشاركة للشعب

وطنية - 8/6/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران شكرالله حرب الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت, القيم البطريركي الخوري جوزف البواري والاب جان صفير, وحضره الى الوزير السابق يوسف سلامة, القاضي كارمن عطاالله بدوي, الدكتور سامي بدوي, رئيس مجلس ادارة والمدير العام لمستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار, قنصل مولدوفيا ايلي نصار, السيدة منى نعمة, المهندس جو صوما, اعضاء رابطة قدامى المدارس الكاثوليكية في لبنان, اضافة الى فاعليات حزبية وسياسية ونقابية واجتماعية.

العظة

وبعد الانجيل المقدس, القى البطريرك عظة واصل فيها الحديث عن كتاب البابا بنديكتوس السادس عشر "يسوع الناصري" متطرقا الى خطبته على الجبل".

وقال: "نواصل الحديث عن كتاب البابا بنديكتوس السادس عشر: "يسوع الناصري", فنرى انه يتحدث عن خطبة يسوع على الجبل.

العظة على الجبل

بعد التجارب, نجد لدى متى حكاية قصيرة عن خدمة يسوع التي فيها عرض الجليل, على انه "جليل الامم", اي المكان الذي تنبأ عنه الانبياء حيث يشرق النور الكبير. وهكذا يجيب متى على الذين يتعجبون من ان الرب لم يأت من اورشليم واليهودية, بل من بقعة ارض معتبرة منذ زمن كأرض وثنية. هذا التفصيل الذي يعتبر, في عين اكبر عدد من الناس, كعنصر ليس في مصلحة ارسال يسوع المسيحاني - الواقع انه يأتي من الناصرة - هو البرهان على ان رسالته الالهية. منذ البدء وحتى بدقائق التفصيل, يلجأ متى, الى العهد القديم لصالح يسوع. ان ما تقوله اساسا رواية لوقا, دون ان تتوسع فيه, عن مماشاة يسوع تلميذي عماوس اي ان جميع الكتب تعود اليه, حاول متى ان يظهره في جميع دقائق حياة يسوع.

علينا ان نعود لاحقا الى ثلاثة عناصر من بداية متى المختصرة المتعلقة بنشاط يسوع. أما في ما خص تبشير يسوع, هناك اولا الاشارة وما فيها من محتوى جوهري وهو يختصر مجمل رسالته: "توبوا, لأن ملكوت (اي سيادة) السماء قريب. وبعد ذلك تأتي دعوة الاثني عشر, في اشارة رمزية, هي في الوقت ذاته عمل ملموس, يعلن فيها يسوع, ويبدأ تجديد شعب الاثنتي عشر قبيلة, اي دعوة اسرائيل الجديدة. واخيرا, على ما نراه توا الآن, ان يسوع ليس فقط سيدا, بل فادي الانسان بكامله. ان يسوع الذي يعلم هو ايضا يسوع الذي يشفي.

في بضع سطور, اي في اربع عشرة اية, يرسم متى امام سامعيه لوحة اولى عن شخص يسوع وعمله. وتأتي بعدئذ, "عظة الجبل" في ثلاثة فصول. ما هي المسألة؟ ان متى, في هذا الفصل الكبير في شكل خطاب, يقدم لنا يسوع على انه موسى الجديد, وذلك في المعنى العميق الذي اتضح لنا سابقا, على اثر الوعد الذي قام به احد الانبياء في سفر تثنية الاشتراع.

ان الآية التي تبدأ الفصل, تعني اكثر من اطار عابر: "عندما رأى يسوع الجموع, صعد الى الجبل, وجلس, واقترب منه تلاميذه. اذذاك فتح فاه, وراح يعلمهم. وهذا ما يدل على ما له من سلطة, واخذ مكانا على "المنبر" الذي هو الجبل. وسيتكلم لاحقا عن الحاخامين الذين جلسوا في مقعد موسى، وهذا ما خلع عليه ما كان له من سلطة: ويجب التسليم بتعليمهم ولو كانت حياتهم تسير خلاف ما يعلمون، ولو لم يكونوا هم السلطة، وقد خلعها عليهم آخر. وجلس يسوع على "المنبر" كمعلم اسرائيل ومعلم البشرية عموما. ذلك ان متى - وهذا ما يظهره تحليل النص - لا يقصر كلامه على حلقة "التلاميذ"، الذين يتوجه اليهم بخطابه، فمن يسمع ويقبل الكلمة في امكانه ان يكون "تلميذا".

في المستقبل، المهم لا يكون الاصل، بل مسألة السماع والاتباع. ان تكون تلميذا هي امكانية في مقدور كل من الناس. كل الناس مدعوون. وعلى قاعدة سماع الكلمة، يولد اسرائيل جديد اشمل، اسرائيل متجدد، لا ينبذ ولا يلغي القديم، لكنه يتخطاه بفتحه اياه على ما هو شامل.

جلس يسوع على كرسي موسى، ولكن ليس كالمعلمين الذين تعلموا وظيفتهم في المدارس. وجلس هناك كموسى كبير مد عهده الى جميع الشعوب. ومفهوم الجبل يظهر جليا. ولا يقول لنان الانجيلي اي جبل من جبال يهوذا عنى. ولكن بما ان المسألة تتعلق بمكان الخطاب، فهذا يعني ببساطة "الجبل"، سيناء الجديد. "الجبل" هو مكان صلاة يسوع، ومواجهته للاب، ولهذا فهو المكان الذي يعلم فيه، ويخاطب الاب مخاطبة حميمة. "الجبل" يثبت في حد ذاته هويته، كجبل سيناء، وسيناء النهائي.

اي فرق بين هذا "الجبل" وكتلة الحجارة الضخمة الواقعة في الصحراء، وفقا للتقليد، ان جبل التطويبات هو مرتفع من الارض يقع شمالي بحيرة جناشر: ومن ذهب اليها يوما يحتفظ مطبوعا في نفسه المنظر الوسيع الذي يبدو امامه، ومياه البحيرة، والسماء والشمس، والاشجار والخمائل، والازهار وغناء العصافير، لا يمكنه ان ينسى هذا الجو الخلاب من السلام، وجمال الخلق، الذي يلقاه في ارض، لسوء الطالع، معذبة.

ايا يكن من امر "جبل التطويبات" هذا، فهو قد حمل، بنوع او بآخر، علامة هذا السلام وهذا الجمال. ان المنعطف الذي يمثله الاختبار الذي عاشه النبي ايليا على سيناء، ايليا الذي شعر بمرور الرب ليس في العاصفة، ولا في الهزة الارضية، ولا في النار، بل في حفيف النسيم الخفيف، وجد هنا كماله. ان الله يظهر الان قدرته في العذوبة، وعظمته في البساطة والاقتراب. وفي الواقع، ان هذه القدرة لا يسبر غورها. وان ما كان يعبر عنه سابقا بالعاصفة، والهزة الارضية، والنار، اخذ الان صورة الصليب، الاله المتألم، الذي يدعونا الى الدخول في هذه النار السرية، نار المحبة المصلوبة: "طوبى لكم اذا عيروكم واضطهدوكم.."ان قدرة الكشف في سيناء أخافت الشعب خوفا حمله على القول لموسى: "أنت، كلمنا فنسمع، لكن لا يكلمنا الله لأن ذلك يميتنا".

الآن يتكلم الله قريبا منا، إنه إنسان يكلم أناسا. وهو الآن واضع نفسه حتى إلى أعماق الألم، ولكنه يحمل وسيحمل دائما سامعيه-الذين يظنون أنهم تلاميذه-على القول: "إن ما يقوله لا يطاق، فلا يمكننا سماعه". جودة الرب الجديدة هذه لا تمر بسهولة. كثيرون هم الذين يجدون فضيحة الصليب غير مقبولة أكثر من الصاعقة على سيناء بالنسبة إلى الإسرائيليين. أجل إنهم كانوا على حق في قولهم: "لو كان الله يتكلم معنا، لكنا متنا".لأنه بدون "موت" وبدون غرق ما هو لنا فقط، لا وجود لشراكة مع الله ولا فداء، والوساطة في ما خص العماد قد اظهرت ذلك، ويستحيل رد هذا السر إلى طقس بسيط.

لقد سبقنا ما بإمكان التفكير وحده بالنص أن يظهره تماما، ويجب أن يكون واضحا الآن أن "الخطبة على الجبل" هي التوراة الجديدة التي حملها يسوع. لم يستطع موسى أن يأتي بتوراته إلا بدخوله أولا في ظلمة الله على الجبل. إن توراة يسوع تتضمن هي أيضا الانغماس في الشراكة مع الآب والعناصر الداخلية من حياته، هذه العناصر التي تتواصل بالنزول إلى مشاركة الناس في حياتهم وآلامهم. منذ البداية يضع إطارا خارجيا مختلفا. الخطبة على الجبل لديه تسبقها فورا دعوة الإثني عشر، وهي دعوة يقدمها على أنها ثمرة ليل أمضاه في الصلاة ويجعله على الجبل المكان المعتاد لصلاة يسوع. وبعد هذا الحدث الأساسي في مسيرة يسوع، ينزل الرب من الجبل صحبة الإثني عشر الذين اختارهم وسماهم بأسمائهم. ووقف منتصبا في الصحراء. بالنسبة إلى لوقا، إن انتصابه واقفا هو تعبير عن عظمة يسوع وسلطته. والسهل هو تعبير عن فسحة كبيرة يرسل فيها يسوع كلامه، فسحة كبيرة يشدد عليها لوقا بقوله انه ما خلا الإثني عشر الذين نزل برفقتهم من الجبل، كان حاضرا عدد كبير من التلاميذ وجمهور من الناس أتوا من اليهودية كلها وأورشليم وشاطىء صور وصيدا الذين كانوا قد أتوا ليستمعوا إليه ويستشفوا من أمراضهم. إن معنى الخطبة الشامل والواضح في هذا المشهد له ما يتميز به وهو أن لوقا على مثال متى يقول على التو: "ان يسوع ما إن رأى تلاميذه حتى قال ... إن هاتين الوجهتين متلازمتان: الخطبة على الجبل تتوجه الى كل الناس، في الحاضر والمستقبل، لكنها تطلب ان يكون هناك تلميذ، ولا يمكن فهمه وعيشه الا اذا تبعنا يسوع ورافقناه.

ان الافكار التي تلي لا تدعي انها تشرح آية آية الخطبة على الجبل. اني ارغب في ان اختار ثلاثة مقاطع تبدو فيها لنا رسالة يسوع وشخصه واضحين كل الوضوح. اولا يتناول الامر التطويبات. ثانيا اود ان اتأمل في صيغة التوراة الجديدة على ما عرضها يسوع. هنا انه يحاور موسى مع تقاليد اسرائيل. ان العالم اليهودي الكبير يعقوب نوسنر، في كتاب له هام، اختلط نوعا ما بالذين سمعوا الخطبة على الجبل ليفتح لاحقا حوارا مع يسوع اسماه:حاخام يخاطب يسوع. هذا النقاش المحترم والصادق الذي قام به هذا اليهودي المؤمن مع يسوع ابن ابراهيم، فتح عيني، اكثر من تفسيرات للخطاب على الجبل اعرفها، على عظمة كلمة يسوع، وعلى القرار الذي يواجهنا به الانجيل. ولذلك ارغب هنا ان اتدخل كمسيحي في الحوار الذي قام بين يسوع والحاخام، لافهم خير فهم، انطلاقا من ذلك، ما هو اصلا يهودي، وما يشكل سر يسوع. واخيرا، هناك قسم كبير من الخطبة على الجبل مكرس للصلاة. وكيف بالامكان ان يكون الامر خلاف ذلك؟ ان هذا الجزء الاخير من الابانا الذي اراد يسوع ان يعلم تلاميذه في كل زمن ان يصلوا لكي يضعهم في مواجهة وجه الله ويقودهم هكذا على طريق الحياة.

ان الخطاب على الجبل هو شرعة المسيحيين. وقد طوب فيه يسوع المسيح المساكين بالروح والودعاء والحزانى والجياع والعطاش الى البر، والرحماء والانقياء القلوب وفاعلي السلام والمضطهدين من اجل البر، وطوب المفترى عليهم، ان كل هؤلاء لهم اجر عظيم في السماوات.

ما ابعدنا عن هذه التطويبات وروحها، عندما نتزاحم على مقاعد السلطة، وجني المكاسب، واقتعاد مقاعد الصدارة، ونتغاضى عن مصالح الشعب الكادح وخبزه اليومي. هناك نظرة الى الحياة اليومية يجب ان نعود اليها، وهي نظرة الانجيل الذي يعلم الفضائل المسيحية وفي رأسها الصفح عن الاساءة، والتغاضي عن الاذى والمحبة المسيحية الحقيقية.

نسأل الله، ان يهدينا فيما نحن نتخبط للوصول الى حال الاستقرار، سواء السبيل".

استقبالات

وبعد القداس, استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في القداس, ووفدا من اتحاد رابطات قدامى المدارس الكاثوليكية في حضور الامين العام الاب مروان تابت, والقى رئيس الاتحاد ناجي الخوري كلمة باسم الوفد اكد فيها تمسك الخريجين بالقيم الاخلاقية والكنسية والوطنية للحفاظ على تربية ترسيخ المبادىء السامية خدمة لطلاب وشبيبة تسعى الى نهل العلم والمعرفة في وطن نسعى جميعا الى افتدائه بالحق والتصميم الاكيد على ابقائه واحة سلام ومحبة وحرية".

اضاف: "نحن مسيحيون: لا نبكي. لنا ثلاثة: المسيح والعذراء ولبنان, احلامنا تتحقق وستتحقق. وقد زودتنا المدرسة الكاثوليكية باسلحة من ايمان ورجاء ومحبة لنحقق كل احلامنا. فنحن رواد وحدة المسيحيين واللبنانيين ورواد التلاقي "المسيحي - الاسلامي" حول سيدتنا "مريم" ورواد العيش الكريم".

واكد الخوري بأن "ما لم يستطع ان يحققه رجال السياسة سنحققه في التأكيد بالثقافة, والتفاهم والانفتاح على الآخر".

البطريرك صفير

ورد البطريرك بالقول: "علينا ان نحلم" هذا قول جميل يجب تحقيقه, ولكن اليقظة ستكون حرة اذا كان الحلم جميلا جدا, نحن يجب ان نحلم بلبنان كما تركه لنا اباؤنا واجدادنا, لبنان التعاون, والمحبة والتضامن وليس لبنان الذي نراه اليوم منقسما على ذاته والناس يتطاحنون على الغبار, والسلطة فيه يجب ان تكون مشاركة للشعب كما تعودنا سابقا".

اضاف: "هناك مشاكل كثيرة لا نريد التعرض لها, انما يبقى ان المدارس يجب ان تعلم اولادنا ثقافة تدوم معهم مدى الحياة, وبموجب هذه الثقافة يتعلمون اولا خشية الله وومخافته ويتعلمون اللغات وما سوى ذلك مما تعلمهم من رياضات وحسابات وما الى سوى ذلك, ولبنان لا بترول لديه ولا مناجم ذهبية, انما ذهبه وبتروله هي الثقافة التي يجب الحفاظ عليها وان تبقى على مستواها وهذا يتم بفضلكم انتم معشر الاهلين ومعشر الاساتذة ورؤساء المدارس والطلاب التي تعلمون كما يجب يدا واحدة وقلبا واحدا في سبيل ايلاء شأن هذه الثقافة وفي التالي في سبيل المحافظة على بلدنا لبنان ليبقى بلد الاشعاع والنور, سائلين الله ان يحقق جميع آمالكم".

 

النائب زهرا:لا ولاية الفقيه ولا مليون فقيه يستطيعون تغيير وجهة لبنان وصورته

موضوع السلاح سيكون الوجبة الدسمة على أول طاولة حوار بعد تشكيل الحكومة

وطنية - البترون - 8/6/2008 (سياسة) رعى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا العشاء السنوي للحزب في بلدة آسيا في قضاء البترون، في حضور المهندس فادي حرب ممثلا النائب بطرس حرب، ممثلين عن قوى وتيارات 14 آذار، رئيس بلدية آسيا السفير السابق اميل بدران، مسؤول القوات في المنطقة الدكتور فادي سعد، رئيس نادي الصحافة الزميل يوسف الحويك، رؤساء بلديات، مخاتير، حشد من القواتيين، ومسؤولي القوات في مختلف المناطق.

قدمت الحفل، ماري باسيل ثم كلمة السفير بدران الذي هنأ اللبنانيين بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، داعيا الى "التعاون في سبيل انماء منطقة البترون والنهوض بها على المستويات كافة".

النائب زهرا

ثم كانت كلمة النائب زهرا التي استهلها بنقل تحية رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ثم أعلن عن اطلاق "ورشة عمل سياسية واجتماعية انمائية في منطقة البترون ستضع الامور في نصابها الصحيح والامانة في ايدي من يؤتمنون حقيقة ويتاجرون بالوزنات ويردون الخمسة وزنات عشر وزنات، وخمسة عشر وزنة عشرين وزنة، وبايدي الذين عندما احتاج لبنان للدم رووا ترابه من شماله الى جنوبه، والذين كل العالم عرف خلال أحداث ايار أنه عندما يدق الخطر على الابواب يكونون الضمانة وبايدي الذين تعودوا على مدى عشرات السنين ان يقدموا الشهداء ويتعبون ويشقون ويعملون، وفي النهاية يتسلل بعض الحاقدين لسرقة الانجازات وينسبوها اليهم، وستكون الأمانة بايدي تحالف الرابع عشر من آذار وفي صلبها في منطقة البترون القوات اللبنانية".

وقال: "عندما فوجئت سوريا بان المحكمة الدولية اصبحت على الأبواب لجأ حلفاؤها في لبنان الى محاولة تعطيل السلطة والحكومة والمحكمة بالاستقالة، واطلقوا شعار المشاركة والكل يعلم أنه بوجودهم وغيابهم لا يستطيع النمر أن ياخذ شبرا منهم، لأننا نحن في حاجة الى المشاركة وليس هم، لا بالسلطة ولا بالعلاقات الخارجية ولا بالأموال ولا بالسلاح ولا بالقرارات المصيرية، علما أنهم لم يكونوا غائبين الا عندما غيبوا حالهم عن الحكومة كي يغيبوا الحقيقة والعدالة، ورفعوا شعار المشاركة وبدأوا بمهاجمة حكومة على أوضاع اقتصادية. كلنا يعلم أنها دولية بسبب ارتفاع اسعار النفط، وارتفاع سعر العملات مقابل الدولار، وبسبب التضخم العالمي، أزمة طويلة عريضة طالت كل الكون، فأقفلوا وسط بيروت، واوقفوا الاستثمارات، والغوا المواسم السياحية الواحد تلو الآخر وراحوا يسألون عن الدولة ومقابل كل ذلك قوى 14 آذار أرادت رئيسا للجمهورية وانهاء الاعتصام وانهاء تعطيل أعمال الناس، وتريد استقرارا أمنيا وسياسيا لأن الاستقرار الاقتصادي هو تحصيل حاصل ليس بحاجة الى مساعدات لأن اللبنانيين في الخارج والداخل كفيلون بأن ينهضوا بالبلد. ومع كل ذلك وصلنا الى غزو بيروت وسقطوا في غزو بيروت وحتى اليوم يدعون أنهم منتصرون ويحاولون ترويج أخبار وتضليل الرأي العام، ولكن الذي حصل في بيروت هو أنهم وقعوا في التجربة وتعاظم شعور القوة لديهم أوقعهم في تجربة عزلتهم عن كل العالم العربي والاسلامي، وصورتهم بعكس كل الصورة التي عملوا عليها سنوات وسنوات، صورتهم ميليشيا تسعى لوضع اليد على البلد لا أكثر ولا اقل".

واضاف: "ذهبنا الى الدوحة، وظلت سياسة رفع الاصبع مستمرة حتى اللحظة الأخيرة، سلة الرئاسة والحكومة والانتخابات ولا حرف عن السلاح، هذا هو الذي طرحوه، أما نحن وبعكس ما كانوا يتصورون ويصورون للعالم أنهم ذاهبون ليشهدوا على انهيار وتشرذم وانقسام 14 آذار، ففوجئوا بصلابة وتماسك وارادة قوى 14 آذار ووضع السلاح على الطاولة رغما عن كل من لا يريده".

ورأى "أن بيان الدوحة الذي يعتبر اتفاقا أعاد تأكيد مشروع الدولة وأنتج انتخابا لرئيس جمهورية للبنان، واليوم (أمس ) كانت زيارة رسمية لرئيس دولة صديقة، كان هناك بروتوكول، واستقبال على المطار، كان هناك حرس جمهوري، كان هناك نشيد وطني، كان غداء في القصر."

وأكد "أن لبنان هو لبنان التنوع والانفتاح، لبنان الحضارة والتلاقي، لبنان الاعتراف بالآخر، لبنان التاريخ والتراث، ولا احد، لا ولاية الفقيه ولا مليون فقيه يستطيعون تغيير وجهة لبنان وصورته هذا الذي تأكد في الدوحة ومورس، وعدنا ليكون لنا رئيسا للجمهورية هو راس السلطات وماروني، وابن قرية لبنانية وعريق في وطنيته وبالتراث اللبناني، تسمعونه كل يوم، وفي كل كلامه اليومي، نحن اشتقنا كثيرا الى رئيس يتحدث كيف نحن نفكر، اشتقنا كثيرا الى رئيس يقول على شاشات التلفزة لموظفي الجمارك عندما يخجل المواطن بتقديم الرشوة لكم يراكم بعين كبيرة وهكذا تصحح الاوضاع من تحت الى فوق".

وتابع: "اليوم عادت الحياة الى لبنان ولو أنهم ما زالوا يحاولون العبث بالأمن، وقد اصبحوا مكشوفين ولا أحد مستعد لحمايتهم، لبنان عاد فعلا الى السكة اليوم، وليس عندما نزلوا ليدمروا بيروت والجبل، أما المشاركة فعرضناها عليهم منذ اليوم الأول"، واعتبر "ان ما أخذوه ليس محرزا مقابل التسوية التي تعيد الامل الى الوطن."

ولفت الى "أن 14 آذار سعت للذهاب الى قانون القضاء الاداري دائرة انتخابية، اما هم فوافقوا مع حلفائهم على اعتماد قانون الستين الذي يدمج بعلبك بالهرمل والبقاع الغربي براشيا وحاصبيا بمرجعيون، وهكذا يلغى الصوت المسيحي في هذه المناطق وما زالوا حتى اليوم يدعون أنهم استرجعوا حقوق المسيحيين".

وثمن الدور الذي لعبه الرئيس السنيورة، مؤكدا "أن اعادة ترشيحه لم تكن لا انتقاما ولا اذلالا لاحد انما انصافا للرجل وللدور الذي لعبه"، داعيا "كل من يريد حكومة وحدة وطنية أن يقدم ما يمكن انجاح عمل حكومة الوحدة الوطنية"، مؤكدا "أن موضوع السلاح سيكون الوجبة الدسمة على أول طاولة حوار بعد تشكيل الحكومة".

 

وزيرا خارجية سوريا وألمانيا بحثا هاتفيا أوضاع المنطقة ولبنان

وطنية - دمشق - 8/6/2008 (سياسة) تلقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، مساء اليوم، إتصالا هاتفيا من نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير، بحثا خلاله التطورات فى منطقة الشرق الاوسط ولاسيما فى لبنان، وعملية السلام، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

الرئيس بري استقبل وزير الخارجية البريطاني

وطنية - 8/6/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، عند الثامنة وخمس دقائق، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، يرافقه المبعوث البريطاني الخاص الى الشرق الأوسط الدكتور مايكل ويليامز، ورئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الدكتور جون جنكينز وعدد من المستشارين وسفيرة بلاده في لبنان فرنسيس ماري غاي، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة المستقيلة فوزي صلوخ، مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "أمل" النائب علي بزي والمستشار الإعلامي علي حمدان.

 

باسيل ممثلا النائب عون في العشاء السنوي للتيار الوطني الحر في عكار: إذا لم يجر تطبيق إتفاق الدوحة فإلاتفاق الذي سيليه سيكون لمصلحتنا أكثر

وطنية - عكار - 8/6/2008 (سياسة) أقام التيار الوطني الحر في منطقة عكار، عشاءه السنوي في مطعم المونتي فيردي في بلدة القبيات - عكار، في حضور ممثل رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب ميشال عون المسؤول السياسي في التيار الوطني الحر جبران باسيل، النائب مصطفى علي حسين، ، ممثل رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية النائب السابق كريم الراسي، ممثلة الوزير والنائب السابق مخايل ضاهر ماري ضاهر، النواب السابقين طلال المرعبي، محمد يحيي ووجيه البعريني، المنسق العام للتيار الوطني في لبنان بيار رفول، عدد من رؤساء ومسؤولي الأحزاب والفاعليات السياسية والاجتماعية في عكار ومنسقي المناطق ومناصري التيار. بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيب من جيمي جبور، ألقى رفول كلمة قال فيها: "لقد قالوا أن العماد عون همه رئاسة الجمهورية، فقال لهم خذوا الرئاسة وأعطونا الجمهورية ... قالوا أن العماد عون يسير بعكس التيار، أقول لقد كان العماد يضحي بحقوقه من اجل الجميع وما جرى في الدوحة كان تضحية كبيرة وانجاز كبير للبنانيين، وليس فقط للمسيحيين لان عودة الشراكة للوطن تهم كل اللبنانيين. ونحن كمعارضة همنا ارجاع الشراكة للوطن، وأن لا نحذف أحدا لان ابعاد أي فريق أو طائفة سيؤدي إلى انهاء الوطن".

وأضاف: "بعد عشرة أشهر سينتخب اللبنانيون النائب الذي سيحاسبونه أو يكافئونه، فممنوع بعد الآن انتقاء نائب لا يعرفونه، ولا يستطيعون سؤاله أو يطالبونه بأي شيء. هذه الأمور جرى الاتفاق عليها في الدوحة. نحن شعب له كرامته، وسنسترجع حقوقه بقوة صندوق الاقتراع. فتاريخنا لا وجود فيه لا لعمولة أو لعمالة أو نقطة دم في الضمير، نحن رسالة لبنانية صامدة، ونحن لنا أبعاد لبنانية في الخارج ولسنا أبعادا غير لبنانية في الداخل".

ثم ألقى باسيل كلمة قال فيها: "لا حكومة في لبنان من دون تكتل الاصلاح والتغيير، ولا حل في لبنان من دون تطبيق اتفاق الدوحة، لان هذا الاتفاق هو اتفاق متكامل في بنوده، ولا قوة لأي بند دون الأخر، فمن يريد الحل عليه المرور عبر هذا الاتفاق". وأضاف: "لا يعتقدن أحد أنه سيكرر تجربة الماضي وغلطاته بإبعاد التيار، كما في عام 2005، عن الحكومة. فبقاء التيار حينها خارج الحكومة هو الذي فجر الحكومة التي أوصلتنا هي إلى هذه المشكلة من لا دستوريتها ولا شرعيتها، وعلى الجميع الاستفادة من أخطاء الماضي". وتابع: "ليس هناك مشكلة عدد في الحكومة، ولا حقائب سيادية فالأمور كلها متفق عليها، واتفقنا على كيفية توزيعها ليس نسبيا ولكن عدديا وتمثيليا (...) أما إذا كان هناك من يريد انطلاقة سيئة للعهد فهو الذي سيتحمل المسؤولية، واقول بصراحة إذا لم يجر التطبيق فإن الاتفاق القادم الذي سيأتي سيكون لمصلحتنا أكثر من اتفاق الدوحة". ودعا باسيل "المجلس النيابي ورئيسه، بعد تخطي موضوع الحكومة وتشكيلها، إلى إقرار الدوائر الانتخابية في الجلسة المقبلة، وهذا لا يستطيع أحد عرقلته وفق البند الثالث من الاتفاق، ونتمنى أن لا ينكث أحد بوعوده أو يمسح بتواقيعه. نحن لا نريد غالب ولا مغلوب في لبنان، هذا ما قلناه أثناء وبعد أحداث بيروت، فالكل سينتصر للبنان وعلينا المحافظة على هذه المعادلة وعدم الذهاب والاستسلام لمنطق الهزيمة في عدم تطبيق هذه المعادلة". وكان تخلل الحفل فيلم وثائقي عن التيار الوطني الحر.

 

الوزير حمادة: مواقف ساركوزي شكلت خطابا ثانيا للقسم وتأتي بدعم معنوي للقيادات في السعي الى تشكيل الحكومة

أتوقع تأليف الحكومة خلال أسبوع وستبقى المال والإتصالات مع الأكثرية والسلطة التي يعاد تأسيسها ستحاول تطبيع ما يمكن في العلاقات مع سوريا

وطنية - 8/6/2008 (سياسة) وصف وزير الاتصالات مروان حمادة، في حديث للمجالس بالامانات من "صوت لبنان"، المواقف التي أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيروت بأنها شكلت خطابا ثانيا للقسم"، مشيرا إلى "أن الزيارة وما تخللها من لياقات سياسية وديبلوماسية في قصر بعبدا أظهرت أن بعضا من الإحترام والوهج بدأ يعود للدولة شيئا فشيئا". ورأى الوزير حمادة "أن الزيارة تأتي بدعم معنوي للقيادات في سعيها للحلول التي تؤدي إلى تشكيل الحكومة"، مشيرا إلى "أن طاولات الغذاء في بعبدا تحولت إلى طاولات عمل". وقال: "إن مباحثات ساركوزي كأول رئيس دولة غير عربي يصل إلى بيروت، لها أهمية خاصة، إذ أنه جاء ممثلا مجتمعا حضاريا، ويتمسك بلبنان كنموذج حضاري وتعددي وهو جاء برسالة تقول نحن معكم، وكان له لفتات بالحديث على طاولة الغذاء في بعبدا مع كل من محمد رعد ووليد جنبلاط وسمير جعجع وسعد الحريري وكأنه يريد أن يؤكد على ضرورة التوافق على الحكومة كمقدمة للوفاق حول الأمور المركزية الكبرى كالسياسة الدفاعية والعلاقات مع سوريا"، لافتا إلى "أن لفرنسا دورا أرادت أن تبتكره وهو الملتزم بالقضية اللبنانية والمسوق لها لدى دمشق".

واشار الى "أن كل الأمور تدل على أن هناك عودة للدور الفرنسي في المشرق العربي، وهو دور يتميز عن الدور الأميركي"، مشيرا الى "أن الرئيس الفرنسي أكد على ثوابت سلفه جاك شيراك في العلاقة مع لبنان ودول الجوار المتوسطي". وأكد "أن السلطة اللبنانية التي يعاد تأسيسها ستحاول تطبيع ما يمكن تطبيعه في العلاقات مع سوريا ولا سيما لجهة تطبيق ما يمكن تطبيقه من مقررات الحوار على صعيد إزالة السلاح خارج المخيمات على أن يتم ذلك بالتوازي مع الحوار اللبناني". واعتبر "أن هناك ورشة كبيرة أمام الرئيس سليمان والحكومة المقبلة"، مشيرا إلى "أن هناك عددا من الملفات الدقيقة التي من دون معالجتها ستستمر العراقيل في لبنان". وفي الموضوع الأمني، أكد الوزير حمادة "بدء العمل بالخطة الأمنية التي قال أنها تقسم إلى مرحلتين, الأولى تقضي "بضبضبة" جميع المسلحين، والثانية هي مرحلة البحث في أوضاع كل الأحزاب المسلحة انطلاقا من الوفاق اللبناني والعيش المشترك واتفاق الطائف وصولا إلى مصير القرار 1701".

وعن تشكيل الحكومة، أكد الوزير حمادة "أن لا مانع من استمرار المشاورات حولها في حال استتباب الوضع الأمني"، متوقعا أن تبصر الحكومة النور خلال أسبوع".

وعن العراقيل، لاحظ الوزير حمادة "أن هناك مزاجات كثيرة تتحكم بتشكيل الحكومة معظمها شخصي وبعضها ناجم عن شيء من الشهية الكبيرة على الوزارات". وإذ لاحظ "هجوما قريبا على بعض الحقائب مثل وزارة الدفاع"، أشار في المقابل إلى "أن حقيبتي المال والإتصالات ستبقيان مع الأكثرية".

 

تمام سلام: التظاهرة الفرنسية رسالة دعم دولي للبنان واتفاق الدوحة مدخل لتعزيز الثقة بين المقاومة والدولة

ما حصل في بيروت ترك قهرا كبيرا لدى أبناء الطائفة السنية وليس هناك ما يضر في الاعتذار والمدخل لتجاوزه تشكيل حكومة

وطنية - 8/6/2008 (سياسة) رأى النائب تمام سلام، في حديث ل"المجالس بالأمانات"، في "التظاهرة الفرنسية رسالة دعم دولي للبنان"، معتبرا "ان اتفاق الدوحة يشكل مدخلا لتعزيز الثقة بين المقاومة والدولة". وتوقف سلام عند الأحداث الأمنية في بيروت، فأكد "أن ما حصل هو اجتياح مدروس ومخطط له بهدف ترهيب العاصمة". وإذ حذر من "أن ما حصل ترك قهرا كبيرا لدى أبناء الطائفة السنية"، انتقد "مكابرة "حزب الله" وتجاهله مطلب ضرورة بلسمة الجرح بكلمة طيبة"، لافتا إلى "أن أضاف سلام: كنت أنتظر من السيد حسن نصرالله بلسمة جراح بيروت في خطابه الأخير وعندما اقترحت الأمر على أحدهم في الحزب أجاب مستهجنا، هل تريدون أن نعتذر من سعد الحريري؟"، وقال: "هذه المكابرة، ولدت نفوسا مقهورة جدا لدى الطائفة السنية، صحيح أن

وسأل سلام: "في السابق قيل لا يبنى وطن على الحرمان وبعد الطائف تجاوزنا الحرمان. اليوم هناك قهر، فهل يبنى وطن على القهر؟". وطالب المعارضة "بضبط جماعتها". وإذ أكد "أن ما يعزز الشرعية هو أداء القوى السياسية وليس الأمنية"، شدد على "أن من أبرز وأهم الأمور التي تحتاج إلى عناية هو موضوع المقاومة"، لافتا إلى "أن اتفاق الدوحة يشكل مدخلا جديدا لتعزيز الثقة بين المقاومة والدولة". وقال: "من أبرز وأهم الضوابط إلى جانب الخطط الأمنية، هو حكومة الوحدة الوطنية التي تشكل الغطاء الأقوى والأبرز لإعادة الثقة". أضاف: "صحيح أن المضي في اتفاق الدوحة سيساعد كثيرا لكن الجرح كبير والقهر لا يبني بلدا، وفي تقديري فإن تأليف الحكومة هو المدخل العملي". وقال: "إن الأمن بالتراضي ليس حلا لأنه يولد الكثير من المشاكل"، مضيفا "ان ممارسة الأمن تحتاج إلى هيبة، وهذه تتطلب تفاهما سياسيا بين القيادات".

وطالب سلام "الفرقاء الآخرين بأن يتراجعوا عن المواقف التي تصب ضررا وإيذاء، وأن يقولوا كلاما مبلسما وإيجابيا لأبناء بيروت لنتجاوز معا المرحلة الصعبة".

أعرب عن تفاؤله بتشكيل الحكومة الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، ملاحظا "إشارات إيجابية في تصريحات بعض أركان المعارضة من بعبدا والإجتماع الرئاسي الثلاثي". وقال: "إن اتفاق الدوحة معرض للإنتكاسة في كل لحظة"، لكنه توقع "أن يفعل هذا الإتفاق"، مشددا على "أن لا إمكانية لتجميد اتفاق، فالتجميد يعيد الأمور إلى ما كانت عليه". وأعرب سلام عن "ثقة كبيرة جدا بالرئيس العماد ميشال سليمان وبقدرته في تشكيل الحد الأدنى من الأرضية المطلوبة لإعادة الحوار وإراحة القيادات السياسية". وفي موضوع قانون الإنتخاب، وصف سلام قانون العام 1960 بأنه أفضل من "لا قانون"، وإذ توقع أن يشهد برلمان 2009 تغيرات في المواقع ولا سيما لجهة تقليص حجم البوسطات والمحادل وإفساح المجال أمام تعاط أكثر توازنا تحت قبة البرلمان"، طالب سلام "بتحصين عام 1960 بضوابط إعلامية ومالية"، مقترحا في هذا الإطار تشكيل هيئة وطنية للإشراف على الإنتخابات وإدخال التعديلات اللازمة على قانون الإنتخاب".

 

النائب رحال: زيارة ساركوزي تعطي دعما للعهد الجديد

نتمنى ان يستثمره كل الافرقاء السياسيين اللبنانيين

وطنية- 8/6/2008 (سياسة) رأى عضو كتلة "تيار المستقبل" النيابية النائب الدكتور رياض رحال، في كلمة القاها امام فعاليات واهالي عكار ووفود شعبية في دارته في بلدة الشيخ محمد في عكار، ان "زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي الى لبنان هامة جدا، خصوصا انها تأتي في بداية عهد فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان". وقال: "ان علاقة فرنسا بلبنان وشعبه منذ سنين طويلة وهي تكن له كل محبة ودعم . وأهمية هذه الزيارة انها تعطي دعما للعهد الجديد والذي نتمنى ان يستثمر هذا الاهتمام من قبل كل الافرقاء السياسيين اللبنانيين وان يتم العمل سريعا لتشكيل الحكومة وانطلاق عمل المؤسسات للوصول الى معالجة مختلف القضايا السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية وإزالة كل العراقيل والتعقيدات والتنازل". اضاف النائب رحال: "آن الأوان لشبك الأيادي بين الجميع حتى نصل الى الاستقرار الامني الذي يشكل انطلاقة للوصول الى استقرار اقتصادي واجتماعي وطبعا سياسي"، مضيفا: "كفى ضحايا أبرياء من سياسيين ومفكرين واعلاميين ومواطنين. على اللبنانيين جميعا ان يعملوا لانقاذ البلد". وردا على سؤال حول تغييب عكار من التشكيلة الحكومية، قال النائب رحال: "لا شك ان عكار منطقة محرومة ويوجد فيها كتلة نيابية، ولكن الظروف الدقيقة التي تمر بالوطن تتطلب منا جميعا عدم وضع العراقيل والتعقيدات والتنازل من اجل انطلاق التشكيلة الحكومية".

اضاف: "اننا في كتلة يترأسها النائب سعد الحريري الذي هو مفوض لتسهيل الامور وحتى ان عكار هذه المرة لم يكن لها نصيب في الحكومة".

 

قداس وجناز أربعين الكتائبيين عاصي وماروني في زحلة

الكلمات دعت إلى الوحدة وتغليب لغة العقل والإيمان

وطنية- 8/6/2008 (سياسة) أقيم قداس وجناز قبل ظهر اليوم في كنيسة مار انطونيوس الكبير في زحلة في ذكرى أربعين الكتائبيين سليم عاصي والزميل نصري ماروني، في حضور السيدة جويس الجميل، الشيخ سامي الجميل، النائب السابق خليل الهراوي، نائبي رئيس حزب الكتائب جوزف ابو خليل وسليم الصايغ، المطارنة: منصور حبيقة، اندره حداد وجورج اسكندر، نائب قائد منطقة البقاع الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد غسان بركات، مسؤول مخابرات الجيش في زحلة العقيد نبيل ابو صالح، مسؤول حزب "القوات اللبنانية" في البقاع الاوسط المحامي عادل ليون وحشد من قيادات وكوادر حزب الكتائب في البقاع وشخصيات سياسية وحزبية وفاعليات من المنطقة، اضافة الى ذوي المغدورين.

ترأس القداس المطران حبيقة وألقى عظة قال فيها: "خسرنا منذ نحو أربعين يوما الشهيدين الغاليين سليم عاصي ونصري ماروني، بفعل اعتداء جرى في وضح النهار، عينا بعين، دون معركة ولا مواجهة ولا مبرر معروفا. وقد أدى هذا الاعتداء ايضا الى سقوط جرحى، وكان يمكن ان يسقط من جرائه قتلى آخرون، وقد تناولت الخسارة بالدرجة الاولى عائلتي الفقيدين وحزب الكتائب اللبنانية، ولكنها هزت المدينة كلها ووصلت أصداؤها الى كل لبنان، وأدخلت الغضب الى القلوب، لان قدسية الحياة اذا ما امتهنت الى هذا الحد، تحول الانسان من كائن نفيس الى كائن رخيص، عرضة لان يقتل بسبب مزاج، خلافا لتعاليمنا المسيحية ولتراث هذه المدينة وحضارتها".

وأهاب "بذوي الضحايا وبالحزب ان يغلبوا العقل والايمان، وان يستوعبوا ما حدث وما أدى الى تقديم شهيدين جديدين على مذبح الوطن، ينضمان بجدارة الى من سبقهما حديثا على طريق الشهادة من نواب وسياسيين أفذاذ، كتائبيين وغير كتائبيين، ولا سيما منهم الشيخ بيار الجميل، الى شهداء زحلة وآلاف الشهداء الذين قضوا سابقا في سبيل الوطن، كما ندعوهم ان يأملوا خيرا من تحويل هذه المأساة الى المجلس العدلي ومن الادعاء الذي رفع امام المحاكم المختصة لكي يأخذ العدل مجراه، لانه ما زال صحيحا في كل بلدان العالم ان دواء الجريمة القانون، على أمل ان يطبق القانون عندنا ايضا".

وألقى رئيس اقليم زحلة الكتائبي المحامي ايلي ماروني كلمة، سأل فيها:" ماذا لو كنا لا نؤمن بالدولة وأجهزتها وكنا نحمل السلاح، فهل كان حصل ما حصل؟ هل قدرت هذه الدولة وأجهزتها مدى تفانينا في عملية بنائها ودعمها، وكيف تصرفت إزاء هذه الجريمة؟ وماذا لو كانت القوى الامنية متواجدة في مكان الاحتفال، فهل كان أصابنا ما أصابنا؟ الجريمة وقعت، والفعلة يسرحون ويمرحون، ولا أحد ينطق بكلمة أين هم، ماذا يفعلون، كلمة واحدة لم تسمح لبلسمة جراح أم أو أرملة أو أبن أو ابنة، وحتى لا يبقى السؤال في القلوب، نسأل: كيف حوصرت عميق ليلة الجريمة حسب ما أفادنا ضباط زاروا بيت الكتائب؟ ولم يتم اعتقالهم رغم كل المعلومات التي أشارت الى وجودهم هنا، كيف استطاع المجرمون الهرب لو أقفلت الطرقات؟ وماذا لو سلمنا جدلا بمنطقهم وقلنا ان هذه جريمة فردية، فكيف ينتصر مجرمون على دولة وما يزالون بعيدين عن قبضة العدالة؟ ولماذا وجد من يبرر فعل الفاعلين لو كانت الجريمة فردية؟ ولماذا وجد من ينقلهم من مكان الى آخر ويبسط عليهم الحماية؟ واعتبر ماروني ان "هذه الجريمة هي سياسية عن سابق تصور وتصميم، وكان مكتوبا لها ان تكون بداية الفتنة من زحلة وتتحول الى حرب لولا حكمة الحكماء"، وانتقد بلدية زحلة "التي لم تطلق اسمي الضحيتين على شارع الجريمة". وفي الختام، القى الصايغ كلمة القيادة الكتائبية طمأن فيها جمهور الكتائب ان "لا مساومة على دم الشهداء"، مؤكدا "استمرار السير بهذه القضية بالاتكال على الدولة رغم المآخذ على القوى الامنية واداء بعض الاجهزة"، وقال: لن نسمح بأن يفش أي كان خلقه فينا، او ان يجرب عضلاته كلما فتحنا بيتا للكتائب ، ولا احد يستطيع ان يستدرج الكتائب او ان يفكر بخطفها او شرائها او بيعها كما تخيل البعض. سنلتقي في زحلة لنفتح بيوتا كتائبية جديدة، وسنعمل من زحلة مدينة نموذجية في الصمود والعنفوان، ولكن ايضا في التنمية والانفتاح والأمل والرجاء".

وتمنى على الزحليين ان "يبقوا موحدين تجاه محاولات اللعب على الحساسيات الداخلية".

 

النائب غانم: كلمة الرئيس ساركوزي بمثابة خطاب قسم وليس مستغربا ان تدعم فرنسا لبنان من دون خلفيات

وطنية - 8/6/2008(سياسة) لفت النائب روبير غانم الى "ان الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى لبنان، وهي أول زيارة لرئيس دولة غير عربية بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان، أكدت التزام الرئيس الفرنسي لقيم الجمهورية التي تجسدها فرنسا وأهمها قبول الآخر واحترام حق الاختلاف في الديموقراطية التعددية والايمان بان الحرية والسيادة والاستقلال هي حق من حقوق الشعوب في الحياة". وشكر غانم "الرئيس الفرنسي والوفد المرافق له على دعم فرنسا المتواصل للبنان، وعلى الكلمة القيمة التي ألقاها في لبنان وهي بمثابة خطاب قسم يضاف الى خطاب قسم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية. والمهم في هذه الكلمة كما قال الرئيس الفرنسي ان كل فرنسا هي مع كل لبنان، وهو اللبنان الذي نطمح الى تحقيقه حيث تظهر الحاجة الماسة اليه موحدا في مبرر وجوده وصاحب الرسالة الحضارية في العالم". اضاف:" ليس بالشعائر والصور التي نحتفل بها بين الحين والآخر، بل في توحيد النفوس والمصالحة الحقيقية المطلوبة نتوصل الى تحصين وحدتنا اللبنانية". تابع:" لقد آن الأوان ان تتسامى القيادات اللبنانية وكافة المسؤولين عن الانانيات والمصالح الضيقة لتأمين مصلحة لبنان واللبنانيين. علينا ان نأخذ العبر من أحداث الماضي الأليمة ومما يدور حولنا في المنطقة لترسيخ هذه المصالحة الحقيقية التي دعا اليها فخامة رئيس الجمهورية لتقوية المناعة اللبنانية من اجل درء أية مخاطر مقبلة. لم يكن مستغربا من فرنسا ان تدعم لبنان دون خلفيات سياسية تتعارض ومصالحه لما بين البلدين من روابط صداقة تاريخية ومشاركة قيم ومثل واحدة بين الشعبين اللبناني والفرنسي". وختم:" لقد كان قدر لبنان ان يجمع بين الدول المتخاصمة احيانا لمساعدته وانتشاله من حروب عبثية ، فهل يصعب على اللبنانيين ان يتوحدوا حول مسلمات وثوابت وطنية تنقذ وطنهم وتؤمن لهم الاستقرار والطمأنينة لمستقبلهم".

 

درغام نبه الى خطورة التكاذب السياسي وهيمنة الحزب الواحد

وطنية- 8/6/2008(سياسة) نبه رئيس حركة الناصريين المستقلين - المرابطون محمد درغام في رسالة مفتوحة "إلى أهلنا في البقاع الشمالي" إلى "خطورة التكاذب السياسي وهيمنة الحزب المذهبي الواحد على طائفته وعلى باقي الطوائف"، وقال:"خرج علينا بالأمس نائب الأمين العام لحزب إيران في لبنان، الشيخ نعيم قاسم، واصفا ما جرى في بيروت بالعمل الموضعي النظيف، وهو دجل سياسي هدفه المناورة وتقطيع الوقت لاستكمال هيمنة هذا الحزب المذهبي الذي اختطف الطائفة الشيعية ويسعى للتوسع والسيطرة على أبناء الطوائف اللذين تسقط مناطقهم في قبضته ونفوذه". وحذر من "مغبة الصمت على هذا المخطط الجهنمي".

 

النائب فضل الله: المماطلة في تشكيل الحكومة مناورة مكشوفة لتبديد وهج اتفاق الدوحة وما تحقق من تثبيت لمبدأ الشراكة

وطنية - 8/6/2008 (سياسة) أكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله في احتفال تأبيني في بلدة تبنين، أن المماطلة في تشكيل الحكومة مناورة مكشوفة لتبديد وهج اتفاق الدوحة وما تحقق فيه من تثبيت لمبدأ الشراكة والتوافق، وما أشاعه من ارتياح كبير لدى اللبنانيين، لكنها مماطلة لن توقف مسار هذا الاتفاق الذي بات يشكل السقف السياسي والأمني لهذه المرحلة، وأي محاولة للاخلال به يترك انعكاسات سلبية يتحمل مسؤوليتها من يعرقل تطبيق بقية البنود"، داعيا إلى "الإسراع في تشكيل الحكومة لأن التأخير غير مبرر ويؤدي إلى تراكم المشكلات وتضييع الفرص أمام اللبنانيين".

وقال النائب فضل الله:" ان الموالاة غير قادرة على الخروج من هذا الاتفاق مهما حاولت التذاكي والتشاطر وكأنها لم تتعلم من تجربتها وفشل رهاناتها، فهي عاشت عاما ونصف على أوهام وأحلام السيطرة والتفرد والاستئثار قبل أن يصدمها تبخر الدعم الدولي الذي لم يستطع تثبيت سيطرتها، واضطرارها إلى القبول بالشراكة".

أضاف:" نلمس تباطؤا متعمدا في تشكيل الحكومة، ومرد ذلك إلى محاولة استحضار التدخل الخارجي، فضلا عن تهافت الجهات المتعددة في الموالاة على الحصص والحقائب لتوظيفها في المعركة الانتخابية"، مشيرا إلى "أن ما يطرح على المعارضة هو معادلة رقمية تصلح لإدارة شركات وليس لإدارة بلد يعاني من أزمات سياسية ومالية واقتصادية، فلا يمكن تشكيل حكومة بالاعتماد على الآلة الحاسبة بل يحتاج الأمر إلى اعتماد التمثيل الصحيح للكتل المشاركة من خلال توزيع الحقائب والوزارات السيادية بطريقة عادلة"، معتبرا "أن المعارضة أبدت كل إيجابية لتسهيل ولادة الحكومة بما يضمن حسن تطبيق اتفاق الدوحة وهو ما يعزز المناخ الايجابي ويحقق المصالحة الوطنية". وختم النائب فضل الله:" لقد حاولوا ابتزاز المعارضة للقبول بتشكيلهم للحكومة فأثاروا الوضع الأمني وعمدوا إلى التضخيم والتضليل"، مشددا على "أن مثل هذه الأساليب أصبحت مكشوفة، ولا يمكنها أن تغير في المعادلة أو في توجهات المعارضة"، مشيرا إلى أنهم "هم من أثاروا مشكلة مفتعلة، وهم تراجعوا عنها بعدما ارتدت سلبا عليهم، وأظهرت من الذي يعرقل ويثير القلق في فصل اصطياف يحتاج إلى إشاعة الهدوء وتثبيت الاستقرار حتى يتمكن اللبنانيون من استثماره، فإذا كان البعض يحاول تعبئة جمهوره وتنظيم صفوفه بعد الأحداث الأخيرة فإن التلاعب بأمن الناس واستقرارهم ليس الوسيلة الناجحة، لأن الأمن ليس سلعة تستخدم لحشد المؤيدين أو استنهاض الأتباع".

 

روحية السابع من ايار

عبدالله اسكندر - الحياة - 08/06/08//

مهما كانت الدوافع التي حملت الرئيس نيكولا ساركوزي على أن يعطي هذا الطابع الاستثنائي لزيارته بيروت لتهنئة الرئيس ميشال سليمان، يبقى ان هذه الزيارة كان يمكن ان تكون مناسبة استثنائية لتظهر الزعامات اللبنانية انها فعلا تتجه الى الانخراط في مرحلة جديدة تمثلت بانتخاب سليمان في 25 ايار (مايو) الماضي، وان هذا الانتخاب يجُبٌ ما حصل في السابع من ايار. لقد فشلت القيادات اللبنانية مرة أخرى في ان تؤسس لهذا التحول وتدفع البلد الى مسار سلمي. ولعل التفسيرات التي اعطاها كل من الغالبية والاقلية لعدم التوصل الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قبل زيارة ساركوزي لبيروت امس تكشف المدى الذي وصل فيه الانفصال بين حسابات هذه الزعامات ومصالح التوافق والسلم الاهلي والوطن. فمن جهة قُدم تفسير مفاده ان الغالبية لا تريد، بضغط من واشنطن، ان تتشكل الحكومة كي لا يُحسب ذلك في رصيد ساركوزي الداعم لاتفاق الدوحة. ومن جهة اخرى قُدم تفسير مفاده ان الاقلية تعرقل التشكيل كي لا يستقبل السنيورة ساركوزي كرئيس حكومة أصيل.

مثل هذه التفسيرات لا تظهر المدى التي وصل اليه استهتار مطلقيها باللبنانيين وذاكرتهم وحسهم السليم فحسب. وانما ايضا ان الجميع ما زال يتصرف بروح السابع من ايار، بما فيه من رفض الآخر والسعي الى اخضاعه بالقوة ورفض ملاقاته في منتصف الطريق. والأخطر من ذلك، ما زالت هذه القيادات ترفض ان تعتبر انتخاب الرئيس بداية مرحلة جديدة، تستند الى التفاهم السياسي الذي لخصه اتفاق الدوحة. وتتعامل مع الرئيس في اطار استمرارية العهد السابق، وكل النزاعات التي ارتبطت به، والفراغ الذي فصل بين العهدين، وما تراكمت خلاله من نزاعات.

بكلام آخر، ما زالت مفاوضات تشكيل الحكومة وما يرافقها من تبادل شكاوى أمنية ولوائح اتهامية تدور في روحية السابع من ايار، سواء لجهة علاقة الاطراف في ما بينها وسواء لجهة علاقتها بموقع الرئاسة. كما اظهرت هذه المفاوضات ان ثمة قناعة لدى المفاوضين ان هناك غالبا ومغلوبا وان على الرئيس التوافقي ان ينظم هذه الحصيلة. واذا كانت شهية الاستيزار، طمعا بمنصب، تفسر بعض السلوكيات المضحكة احيانا، فان التعقيد الفعلي يتصل بتلك الحسابات التي تنسف التوافق، خصوصا عندما ربطت وزارات معينة بطوائف محددة وبتيار سياسي واحد في الطائفة. بما يعزز شكوك في كيفية التعامل مع ملفات خلافية معينة، من اجل عرقلتها او دفعها الى امام. فالى خطورة تكريس وزارة لطائفة، لتصبح عرفا يستحضره مفاوضون حاليا للمطالبة بهذه الحقيبة وتلك، يكمن خطر كبير آخر يتصل بتسيير شؤون الوزارات المرتبطة بتوقيع الوزير الذي سيكون محكوما بحسابات طائفته واللون السياسي الذي جاء به. بما ينسف اي مساحة للتوافق على ادارة الدولة في ظل هذا الانقسام الكبير بين الطوائف. ومثل هذا التوجه الذي كرسته سنوات من الممارسة يلغي عمليا معنى مؤسسات الدولة، وفي مقدمها مؤسسة رئاسة الجمهورية التي ما تزال رمز البلد ووحدته وسيادته، وايضا المؤسسة الساهرة على حسن سير السلطات ومصلحة الوطن.

عندما اصطحب ساركوزي معه الى بيروت الوفد الجامع لكل القيادات السياسية في الحكم والمعارضة، لم يكن يسعى الى شرعية ما لرئاسته المنبثقة من صندوق الاقتراع. فعل ذلك لتأكيد ان الانتخاب والشرعية تجعل الرئيس رئيسا للجميع وان الحديث باسم الوطن يكون بصوت واحد. وليقول للقيادات اللبنانية ان الرئيس، عندما ينتخب، يصبح صوت الوطن وان سلطته المعنوية يستمدها من الاقرار بنتيجة الانتخاب. وفي هذا المعنى، يبرز الدعم الفرنسي لاتفاق الدوحة وللرئيس التوافقي في لبنان. وهو الامر الذي لم تعترف به بعد القيادات اللبنانية.

 

فرنسا تبدأ قريباً انفتاحاً تدريجياً على دمشق و«يونيفيل» قلقة من «القاعدة» في عين الحلوة

ساركوزي: العقاب لمنفذي الاغتيالات ... والاستراتيجية الدفاعية حتمية بالحوار

بيروت- الحياة - 08/06/08//

قدمت فرنسا جرعة دعم قوية لعهد الرئيس اللبناني الجديد العماد ميشال سليمان وللبنان، قبل أن تبدأ خطوات انفتاح تدريجي على سورية، وذلك خلال الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس نيكولا ساركوزي لبيروت أمس لزهاء خمس ساعات، التي سيتبعها إيفاده قريباً مستشاره جان دافيد ليفيت والأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان الى دمشق. وحرص ساركوزي الذي اصطحب معه رئيس حكومته فرانسوا فيون وعدداً من الوزراء وممثلي الأحزاب الفرنسية والكتل النيابية في الجمعية الوطنية، على الإشادة بسليمان معتبراً انتخابه «ضمانة أمل للبنانيين جميعاً الذين يقدرون الخصال الحميدة الكبرى لديكم»... وعلى تأكيد «رغبة فرنسا وأوروبا في مساعدة اللبنانيين على إحياء الدولة اللبنانية القوية والمستقلة»، والرغبة في «مساعدة الجيش اللبناني ضمن إطار استراتيجية دفاعية لا يمكن بعد اليوم تأجيل البحث فيها من خلال حوار صادق بين اللبنانيين».

وشدّد الرئيس سليمان أثناء تبادل إلقاء الكلمات بينه وبين ساركوزي في مأدبة الغداء الموسعة التي أقامها على شرف الضيف الفرنسي وحضرها رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة ونوابهم السابقون وأقطاب طاولة الحوار الـ14، على التزام لبنان الوثيق بالقيم الإنسانية الكبرى وحقوق الإنسان والحريات ومحاربة الإرهاب وأشكال التطرف. وأكد أن اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين لوقف الأحداث الدامية «يحضنا على إحياء دور المؤسسات الدستورية وأصبح كل خلاف سياسي يجد حلاً له في قلب هذه المؤسسات وعبر الحوار».

وفي موازاة إعلان مصدر رفيع المستوى في الرئاسة الفرنسية نية ساركوزي إرسال موفدين الى دمشق، فإن الرئيس الفرنسي حرص على تأكيد ضرورة ألا يبقى من ارتكب جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والاغتيالات الأخرى من دون عقاب، وسيوفد الأسبوع المقبل رئيس الحكومة فيون ووزير المال الى بيروت لمتابعة أشكال الدعم للبنان. وقال المصدر الرفيع المستوى في الرئاسة الفرنسية أن ساركوزي سبق أن قال للرئيس السوري بشار الأسد إن فرنسا «تريد العثور على قتلة الرئيس الحريري لكنها لا تريد قلب النظام السوري، وهذا ما تريده الأسرة الدولية».

كما أوضح المصدر أن ساركوزي يعتبر ان محاكمة قتلة الحريري موضوع غير خاضع للمساومة، وأشار الى أن زيارة الرئيس الفرنسي لسورية متوقفة على فتح سفارة لها في لبنان، وإذا استتب الأمن فيه وتوقفت الاغتيالات. لكن المصدر ميّز بين سورية التي «بدأت محادثات مع إسرائيل عبر تركيا» وبين إيران التي يعتبر ساركوزي انه لا يمكن التحاور معها لأن رئيسها (محمود أحمدي نجاد) ليس محاوراً مقبولاً، مع تصريحاته حول إزالة إسرائيل من الوجود».

وتخللت الغداء الذي أقامه سليمان لساركوزي، بعد خلوة بينهما، لقاءات سريعة أجراها الرئيس الفرنسي مع عدد من أقطاب الحوار، أبرزهم زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع. كما صافح زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون.

وفيما تكتمت مصادر الفرقاء الذين تحدث ساركوزي الى كل منهم لدقائق، أثناء قيامه بجولة على الطاولات القريبة من الطاولة الرئيسة، برفقة سليمان، أوضحت مصادر متفرقة أن كلاً منهم طرح رأيه في المواقف الفرنسية الأخيرة، وفي الوضع الحالي بعد اتفاق الدوحة والجهود من أجل استعادة لبنان عافيته.

ولقي خطاب ساركوزي ردود فعل من الحريري وجنبلاط، فقال الأول إن زيارة الرئيس الفرنسي «خير للعهد الجديد وكلامه كان واضحاً بالنسبة الى المحكمة ودعم لبنان». أما جنبلاط فرأى ان خطاب الرئيس الفرنسي يلاقي خطاب القسم للرئيس سليمان بأنه لا بد من أن يكون لبنان مستقلاً ودولة واحدة.

وكانت زيارة ساركوزي لمقر السفير الفرنسي حيث التقى أفراد الجالية الفرنسية، مناسبة للقاء بين الرئيس سليمان ورئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة لتقويم المحادثات مع ساركوزي والبحث في العقبات التي تواجه تشكيل الحكومة.

وعلمت «الحياة» ان الاجتماع الثلاثي انتهى الى انطباع بأن محاولات تذليل العقبات ليست سلبية، ولكن ليس هناك تقدم سريع في تأليف الحكومة لجهة مطالب الفرقاء بالحقائب الخدماتية ومطالبة العماد عون بحقيبة المال السيادية... والتقى عون في القصر الجمهوري نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، في حضور النائب ميشال المر، خصوصاً أن عون وأوساط المعارضة تعترض على تولي المر الابن حقيبة الدفاع في الحكومة الجديدة.

والتقى السنيورة على هامش الزيارة نظيره الفرنسي فيون، وهو تلقى لفتة خاصة من ساركوزي الذي امتدح شجاعته، في خطابه الذي ألقاه وأكد دعم حكومته التي يسعى الى تشكيلها. وفيما رأى جعجع ان الزيارة دعم للدولة اللبنانية وانها ستطلق بحثاً في زيادة المساعدات الفرنسية للبنان ومؤسساته، قال الحريري في تصريح في القصر الجمهوري أنه سيعود الى المشاركة في الاتصالات من أجل تشكيل الحكومة بعدما جمد مشاركته إثر تكاثر الاعتداءات على مناصرين لتياره في بيروت بالسلاح. وقال الحريري: «اتفاق الدوحة واضح ويقول بوقف التعديات وما صدر عن مجلس الأمن المركزي واضح واتفقنا على إزالة معظم الصور والأعلام ولا يكون استفزاز لأي مواطن من أي حزب».

وفي وقت استبعد العماد عون ولادة قريبة للحكومة قال النائب رعد ان لقاءات بعبدا تساعد على تبديد مناخات التوتر والاحتقان.

وقالت مصادر تيار «المستقبل» ان الحريري يراقب تطبيق الإجراءات الأمنية التي قررتها القوى الأمنية على الأرض في ما يخص وقف الاعتداءات على أنصاره في أحياء محددة آملاً بأن تكون جدية. وأوضحت ان عودة مناصري التيار الى منازل ومحلات غادروها بفعل الأحداث الأمنية، من دون أن يتعرضوا لتهديد هي قيد مراقبة أيضاً. وصدر أمس عن المجلس الإسلامي الشرعي بيان اعتبر أن «بيروت تكون آمنة بالاعتذار عن خطيئة استخدام السلاح».

ولم يمر أمس وقبله من دون حوادث أمنية سجلتها التقارير الرسمية. وأشارت مصادر أمنية الى ان عناصر من «حزب الله» اعترضوا فريقاً من محطة «ال بي سي» التلفزيونية ظهر أمس في منطقة بشامون وطالبوه بتسليم كاميرا التصوير والشريط الذي فيها وأصروا على هذا التدبير. ولم ينفع اتصال الفريق التلفزيوني بالجيش الى أن تدخلت إدارة المؤسسة واتصلت بقيادي في الحزب. ولم يُسلم الشريط والكاميرا إلا بعد الاطلاع على ما يتضمنه.

كما حصل إطلاق نار أمس من أحد مناصري المعارضة في بلدة تعلبايا البقاعية وطاول أحد مناصري تيار «المستقبل»، فيما حصل اعتداء من أنصار «المستقبل» في منطقة الطريق الجديدة استهدف أحد مناصري حركة «أمل» ويدعى علي صبرا فنقل الى المستشفى.

ولدى اطلاعه على الحادث الذي تعرض له صبرا أجرى السنيورة اتصالات بالمسؤولين الأمنيين طالباً منهم «اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من شارك في هذا الحادث»، معتبراً أن «أية مخالفة أو حادثة إخلال بالأمن أو اعتداء على مواطنين، يجب التعامل معها انها بمثابة اعتداء على الدولة». وشدد على انه «يجب التعامل مع أي مخل بالأمن أو أي معتدٍ على أي مواطن، بحزم مع التشدد في تطبيق القانون».

وقالت المصادر الأمنية أن دورية لقوى الأمن أوقفت سيارة زجاجها أسود في منطقة حي السلم – الشويفات في ضاحية بيروت، تبين أن لا أوراق رسمية لها. وعندما قررت حجزها، تم تطويق الدورية وطلب الى عناصرها تسليم السيارة الى سائقيها...

موران و«يونيفيل»

وكان وزير الدفاع الفرنسي الذي رافق ساركوزي في زيارته بيروت، تفقد الوحدات الفرنسية التابعة لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. وأشاد بالمهمة الصعبة التي تنفذها «يونيفيل» في ظل «ظروف حساسة». وذكر موران بـ «الاعتداء الإرهابي الذي حصد أرواح ستة جنود من اليونيفيل قبل سنة، ومعارك نهر البارد واستمرار طلعات الطيران الاسرائيلي والمواجهات التي حصلت قبل فترة لا تزيد على شهر في بيروت وطرابلس». وقال إن تلك الأحداث «تثبت لنا انه لم تتم بعد تسوية أي مسألة نهائياً، وان السلام لم يتحقق بالكامل». وأضاف في الكلمة الرئاسية التي ألقاها في مقر الكتيبة الفرنسية في «يونيفيل» في الطيرة: «انجزت خطوة كبيرة مع انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية» اللبنانية. ودعا الى «العمل كي يؤول الحوار الذي بدأ بين كل الأطراف الى إعادة الوضع السياسي في لبنان والمنطقة الى طبيعته». وزاد: «في هذه الظروف الحساسة، تبدو مهمة يونيفيل صعبة»، داعياً الى «مضاعفة الجهود لمساعدة الجيش اللبناني في أن يضمن بمفرده أمن جنوب لبنان، وتسهيل ممارسته السيادة اللبنانية الكاملة في هذه المنطقة البالغة الحساسية». واعتبر رئيس أركان «يونيفيل» الجنرال الفرنسي فرانسوا استرات رداً على أسئلة لوكالة «فرانس برس» ان «مصدر الخطر الأساس هنا هو التطرف السنّي الذي يجد دعماً لوجستياً في المخيمات الفلسطينية». واعتبر أن «مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الأكثر خطورة في لبنان، والواقع قرب صيدا، مسرح لحركة شبه متواصلة لجماعات مرتبطة في شكل أو آخر بالقاعدة». وصرح قائد «يونيفيل» الجنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو بأن الوضع رغم ذلك «تحت السيطرة» لجهة إتمام القوات الدولية مهمتها الأساسية وهي «الحفاظ على وقف النار

 

قاسم: أحداث بيروت عمل موضعي نظيف

المستقبل - الاحد 8 حزيران 2008 - وصف نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ما حصل قبل اتفاق الدوحة في بيروت بأنه "عمل موضعي نظيف".

وقال في حديث الى صحيفة "الدار" الكويتية: "كنا امام خيارين، فاما ان نخضع لنظرية خطوط التماس والفتنة الداخلية بالتقاتل على خطوط تماس ونصبح أمام مأزق في الداخل، واما ان يتسلم الجيش الموضوع الامني في بيروت بعد وضع حد لهذه البؤر التي أرادت ان تفتعل مشكلة في داخل بيروت، فاخترنا الحل الثاني. لذلك كانت كل العملية في يوم واحد بعدها استلم الجيش الامن وانتهت المشكلة. ان ما حصل في بيروت حمانا وحمى لبنان من فتنة مذهبية وداخلية وحمانا من توريط للجيش في الازمة الداخلية". ورفض الربط بين حادثة استهداف احد مناصري "تيار المستقبل" وتعليق المفاوضات من اجل تأليف الحكومة اللبنانية، مشيراً الى أنه "عندما تحصل اي حوادث امنية، هناك مرجعية امنية طبيعية في الدولة وهي القوى الامنية والقضاء اللبناني، ولا أعتقد ان الاشارة المتكررة الى وجود مسلحين، أو رفع المظلومية بهذا الشكل سوف يعالج المشكلات الموجودة عمليا، إذ لا مسلحين على الارض، والجيش هو الذي يمسك مع القوى الامنية بكل الوضع في بيروت. المطلوب ربما اعطاء هذه الحادثة أبعادا يحتاجها البعض لاثارة نعرات معينة". ورأى ان قانون الانتخاب الذي تم الاتفاق عليه في الدوحة "يعطي أرجحية للمعارضة"، متوقعاً ان "تكون الاغلبية في البرلمان الجديد لمصلحة المعارضة لان الاغلبية الشعبية هي لمصلحتنا، والمعارضة متفقة على الحقائب في ما بينها ولا يوجد مشكلة في حين أن هناك مشكلة توزير لدى الموالاة وتحديدا في المقاعد المارونية".

ونفى ان يكون اتفاق الدوحة مجرد هدنة سياسية طويلة، "فهو أنهى أزمة وفتح بابا للحل"، مؤكدا "استعداد المعارضة للحوار في كل ما يمكن على طاولة الحوار من هواجس وقضايا ومعالجات". واعتبر ان "عهد الرئيس ميشال سليمان يمكن ان يكون فاتحة لحوارات متعددة ومعالجات من خلال الحكومة للقضايا التي توقفت في البلد، فنكون قد سرنا في الطريق الصحيح. كما يمكن الا يستجيب الطرف الآخر للآليات الدستورية فتتحول هذه الفترة حتى الانتخابات النيابية فترة انتظار وترقب لمعرفة نتائج هذه الانتخابات".

 

ماذا يعني أن تكون مع 14 آذار اليوم؟

غسان جواد ، السبت 7 حزيران 2008

ماذا يعني أن تكون مع 14 آذار اليوم؟ سؤال يطرح نفسه بقوة على جميع من آمنوا بمبادئ ثورة الأرز من غير أن يكونوا منحازين إلى طوائفهم وأحزابهم وتياراتهم المنضوية في 14 آذار. سؤال مشتقٌ من الأحداث والتجربة والتراكمات، من النجاحات والإخفاقات، من الخيبات والأنباء السارة، من الواقع الجديد الذي فرض نفسه على الجميع وطرح الأسئلة المحرجة والإشكالية والنقدية. سؤال الحساب مع الإدارة والأداء والتجربة والأهداف والصعوبات والتضحيات. سؤال المستقبل والاحلام الصعبة والمستحيلة أحيانًا، سؤال الجدوى من الانحياز إلى مشروع بناء الدولة كمنطلق لكل خطوة سياسية، والتأكيد على الاستقلال والحرية والسيادة كمعطيات موضوعية وأكيدة في مسيرة بناء هذه الدولة.

ماذا يعني أن تكون مع 14 آذار اليوم؟

أن تكون مع 14 آذار اليوم، يعني أنك تشعربالذهول والخيبة وربما الانكسار إزاء ما جرى مؤخرًا ضد أفكارك ورؤيتك للبلد وموقعه ودوره، وأن تحزن لغزوة بدأت من بيروت وتفرح لتحطّم هذه الغزوة على صخور الجبل. وأنك خائف أو كنت خائفًا ومصدومًا وفي حيرة من أمر خياراتك وطموحاتك وتعلّقك بالبلد المتنوع المتعدد والمستحيل.

أن تكون مع 14 آذار اليوم، يعني أنك غير راض تمامًا عن أداء الجيش والقوى الامنية في هذه الأزمة، هذا الجيش هو نفسه الذي هتفت له في ساحة الشهداء معلنًا: "ما بدنا جيش بلبنان غير الجيش اللبناني". ومع ذلك لا زلت تردّد هذا الشعار في صدرك وعقلك رغم العتب الكبير، مرحبًا بقائده السابق ميشال سليمان رئيسًا توافقيًا للجميع وأنت منهم.

وأنك فكرت للحظة أو أكثر لماذا لا تمتلك السلاح لكي تقاتل، وعدلت عن هذا الجنون لأنه ضدّ مشروعك في الأساس وعلى نقيض منه ومن فهمك لطريقة بناء الأوطان.

أن تكون مع 14 آذار اليوم، يعني أنك غير راض عن اتفاق الدوحة كليًا، لكنك تعتبره بديلا جيدًا مقابل خيار الحرب والحرق والقتل والتدمير الأهلي. ومخرجًا لائقًا للجميع، مع رجحان "مضمر" لمصلحة الطرف الآخر الذي خرج على الدولة بسلاحه وأمّن شروطه السياسية بالاستناد عليه. وانك لم تطمئنّ على أمنك في بيروت بعد، ولم تقتنع جيدًا أنّ ما جرى لن يتكرر وقد تكون في صدد الاستعداد للأسوأ.

أن تكون مع 14 آذار اليوم، يعني أنك عاتب على أداء بعض القيادات في ثورة الأرز، وغير مقتنع بمعظم أدبيات الإدارة السياسية منذ ثلاث سنوات حتى اليوم. لكنك لن تستطيع إشهار اعتراضك ورفضك ونقدك اليوم مرجئًا الحساب والاعتراض والصراخ  إلى أن تستعيد توازنك وثقتك ووعيك.

أن تكون مع 14 آذار اليوم، يعني أنك ناقم ومترقب وحذر ومشوش ومقهور ومنتظر ومتحفّز ومتململ. وأنك تحنّ إلى ذلك اليوم العظيم، حين صرخت بحنجرة مدماة في وجه القمع والاستتباع والوصاية والاحتلال، ووقفت في ساحة الحرية تتفيّأ بالعلم اللبناني وترسم بقبضتك المرتفعة حلم الوطن الحر الآمن والشعب الواحد المستقر. حين أدهشت العالم بتلك الرغبة العارمة في الانعتاق والتحرّر. وأثرت غيرة وحسد الشعوب، وكذلك حفيظة الأنظمة والحكام. تحنّ إلى الشهداء الذين سقطوا إلى جانبك على طريق الأمل الذي افتتحه رفيق الحريري بدمائه، وأكمله باسل وسمير وجورج وجبران وبيار ووليد وانطوان وفرنسوا ووسام من بعده. تحنّ إلى الصدق والصفاء والنبل والحقيقة في لهاث رفاقك في الانتفاضة. إلى اللحظة التي شعرت فيها أنك فرد ينتمي إلى شعب منتفض، ووطن ينبعث إلى الضوء، وبلاد تشهر هويتها وصمتها وخياراتها في وجه من أخضعها وركنها على قارعة الموت السريري البطيء.

   أن تكون مع 14 آذار اليوم، يعني أنك تنتظر العدالة والاقتصاص من القتلة والجناة، وأنك لم تفقد الأمل بالمحكمة الدولية بالرغم من كل شيء. وأنك تخشى المزيد من الاغتيالات وأعمال العنف والاستباحة والتنكيل. تنتظر رؤية القتلة وراء القضبان، عندها سيكون في وسعك أن تتنفس الصعداء وتنظر نحو السماء ملوحًا بيديك للشهداء: لقد اذنت ساعة الحقيقة ايها الرفاق.

أن تكون مع 14 آذار اليوم يعني أنك لا زلت تحب الحياة، وتتشبّث بالامل والمستقبل، وأنك ترى في مشروع بناء الدولة كما حلمت بها طريقًا نحو الخلاص على الأرض، وأنك تنبذ العنف سبيلا لتحقيق المكتسبات، وتنظر إلى عيون أهلك وأولادك وأصدقائك لتجد فيها "ربيع بيروت" الآتي. مستذكرًا ربيع"براغ" الذي سحقته الدبابات وعاد لينبت حرية مخملية الملمس بعد عقود من الكفاح.

أن تكون مع 14 آذار اليوم، يعني أنك كما أجدادك وأسلافك ومن سبقوك، تقارع حملات التنكيل والإخضاع والترهيب والتأديب، ثم تتقدم بخطوات ثابتة نحو الحياة.

أن تكون مع 14 آذار اليوم يعني أنك لبناني منذ أكثر من ألف عام، وأنك تمسك هويتك بيد وحلمك بيد أخرى، فينبت من بين أصابعك البلد الصغير الذي إسمه لبنان.