المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 13 حزيران 2008

إنجيل القدّيس متّى .33-27:10

والَّذي أَقولُه لَكم في الظُّلُمات، قولوه في وَضَحِ النَّهار. والَّذي تَسمَعونَه يُهمَسُ في آذانِكم، نادوا بِه على السُّطوح. لا تَخافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسد ولا يَستَطيعونَ قَتلَ النَّفْس، بل خافوا الَّذي يَقدِرُ على أَن يُهلِكَ النَّفْسَ والجَسدَ جَميعاً في جَهنَّم. أَما يُباعُ عُصفورانِ بِفَلْس؟ ومعَ ذلِك لا يَسقُطُ واحِدٌ مِنهُما إِلى الأَرضِ بِغَيرِ عِلمِ أَبيكم. أَمَّا أَنتُم، فشَعَرُ رُؤُوسِكم نَفسُه مَعدودٌ بِأَجمَعِه. لا تَخافوا، أَنتُم أَثمَنُ مِنَ العَصافيرِ جَميعاً. مَن شَهِدَ لي أَمامَ النَّاس، أَشهَدُ لَه أَمامَ أبي الَّذي في السَّموات.

ومن أَنْكَرَني أَمامَ النَّاس، أُنْكِرُه أَمامَ أَبي الَّذي في السَّمَوات.

 

معطيات دولية واقليمية من شأنها تسريع ولادة الحكومة

السنيورة ينتظر جواب المعارضة حول اقتراح السلتين وتنازل الاكثرية عن المال قابله "فيتو" على عودة المر الى الدفاع

المركزية - هل بدأ العد العكسي لكي تبصر حكومة العهد الاولى النور؟ ام لا يزال هناك بعض العقد التي تؤخر عملية التشكيل وتحتاج الى مزيد من الاتصالات لتذليلها؟ كل المؤشرات تدل الى ان اجواء التفاؤل الحذر تفرض نفسها بقوة مع بروز معطيات دولية واقليمية جديدة في المنطقة ما يدفع بالافرقاء المعنيين في لبنان الى الاسراع في تنفيذ البند الثاني من اتفاق الدوحة. وعشية وصول الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت والذي سيقابل عددا من المسؤولين اللبنانيين، برغم الطابع الاجتماعي لزيارته هذه المرة، تسارعت وتيرة الاتصالات في الساعات الـ 24 الماضية، اقليميا ومحليا، فيما لا يزال الرئيس المكلف فؤاد السنيورة في مرحلة انتظار.

السنيورة ينتظر: فقد أكدت مصادر حكومية لـ "المركزية" انه حتى بعد ظهر اليوم لم يكن الرئيس السنيورة حصل على أي جواب من المعارضة في شأن السلتين الوزارتين اللتين اقترحهما، حيث تضم الاولى - كما بات معلوما - المال، والاشغال، التربية، شؤون المهجرين، السياحة، البيئة، الشباب والرياضة، والثقافة، فيما تضم الثانية الخارجية، الطاقة، العدل، الاقتصاد، الصناعة، الزراعة، الشؤون الاجتماعية والصحة. وقالت اننا ننتظر الجواب لنعرف ما هي مطاليبهم ورأيهم. وأكدت المصادر الحكومية من جهة ثانية على الاجواء الايجابية التي سادت اجتماع النائب العماد ميشال عون مع موفد الرئيس السنيورة المستشاره محمد شطح.

قريطم على الخط: في هذه الاثناء لوحظ دخول قوي لقريطم على خط الاتصالات والمشاورات وسجل في الساعات الاخيرة اجتماع هو الثاني في اقل من 24 ساعة بين رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري وموفد رئيس مجلس النواب النائب حسن خليل في حضور النائب السابق الدكتور غطاس خوري. حيث جرت جوجلة للافكار ولحصيلة التحركات المتعلقة بالشأن الحكومي.

واذ اعربت مصادر المجتمعين لـ "المركزية" عن تفاؤلها تحدثت عن طروحات جدية لايجاد الحل.

مصادر الاكثرية: من جهتها، اتهمت مصادر الاكثرية قوى المعارضة بالسعي الى التعطيل والعرقلة وقالت: يظهر ذلك جليا من خلال ممارساتها، اذ ما ان تنازلت الاكثرية عن حقيبة وزارة المال حتى سارعت المعارضة الى فرض شروط جديدة ومنها رفض تولي الوزير الياس المر حقيبة الداخلية، ولكن حقيبتي الداخلية والدفاع مترابطتان ويجب ان تكونا من حصة رئيس الجمهورية، وتاليا ان رفض اسناد حقيبة الدفاع الى الوزير المر يخفي في طياته نيات مبيتة، في وقت يجب ان يكون من سيشغل هذا المنصب متناغما مع رئيس الجمهورية في عدد من الاستحقاقات واقربها استحقاق تعيين قائد للجيش، وتنفيذ القرارات الدولية. لكن مصادر الاكثرية لم تخف تفاؤلها بقرب التوصل الى حلول معينة.

المعارضة والحقائب السيادية: الا ان تفاؤل الاكثرية يقابله تشاؤم عند المعارضة التي اكدت مصادرها لـ "المركزية" ان الخلاف الاساسي ينحصر في الحقائب السيادية، واستغربت عروضات الرئيس المكلف فؤاد السنيورة ولاحظت وجود ثابتتين فيها. الاولى غياب وزارة الاتصالات عن السلتين، وهذا أمر مستغرب، والثانية وجود حقيبتين سياديتين لرئيس الجمهورية خلافا لما هو متفق عليه في الدوحة، اذ اتفقنا على اسناد حقيبة الداخلية الى شخص حيادي يكون من حصة رئيس الجمهورية.

 

استقبل الحص ورئيس البرلمان العربي نقل اليه تحيات امير الكويت

رئيس الجمهورية: اتفاق الدوحة سينفذ والجميع ملتزم ببنوده والقوى الامنية ستعمل على ترجمة الارادة الوطنية بالسلم الاهلي والاستقرار

المركزية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان اتفاق الدوحة سينفذ لأن الجميع ملتزم ببنوده وبضرورة توفير الاستقرار وصيانة السلم الاهلي، وإن القوى الامنية ستعمل على ترجمة الارادة الوطنية. كلام الرئيس سليمان جاء امام رئيس البرلمان العربي جاسم الصقر الذي زار القصر الجمهوري في بعبدا يرافقه السفير الكويتي في لبنان عبد العال سليمان القناعي. ونقل الصقر الى الى الرئيس سليمان، تحيات امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وتمنياته له بالتوفيق. واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة داخليا وعربيا واقليميا. وبعد اللقاء، تحدث الصقر الى الصحافيين فقال: "اتيت بالنيابة عن البرلمان العربي لتقديم التهاني لفخامة الرئيس، وان كنت شخصيا باركت له بانتخابه يوم جلسة الانتخاب. وتحدثنا عن الاوضاع في لبنان، وتشكيل الحكومة وتمنينا للبنان ان يستعيد عافيته وان تشكل الحكومة بسرعة، ويعود لبنان لممارسة دوره في وسطه العربي، وفخامة الرئيس ابدى تفاؤلا بتشكيل الحكومة وانشاء الله نرى قريباً حكومة وحدة وطنية تدير الشأن اللبناني".

* هل ابدى رئيس الجمهورية تفاؤلا بقرب تشكيل الحكومة؟

- "فخامة الرئيس متفائل جدا بقرب تشكيل الحكومة، ونحن نشاركه هذا التفاؤل".

الحص: وكان قصر بعبدا شهد قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واقتصادية واغترابية. واستقبل الرئيس سليمان، الرئيس سليم الحص وبحث معه في عدد من المواضيع السياسية الراهنة.

بعد اللقاء تحدث الرئيس الحص فقال: "هذه اول زيارة اقوم بها لفخامة الرئيس، بالطبع، تمنيت له التوفيق في مهمته في هذه الظروف الصعبة. وتحدثنا في مختلف المواضيع التي تهم المواطنين في هذه المرحلة. وكان فخامته متجاوبا وفي منتهى الايجابية حيال كل المواضيع المطروحة على الساحة. وتحدثنا في موضوع الحكومة وضرورة الاسراع في تشكيلها، وفي ازمة الكهرباء التي يعاني منها المواطنون في هذه الايام، والرئيس مطلع على معطيات هذه المواضيع ويتابعها عن كثب".

* هل لمستم لدى فخامته اجواء توحي باقتراب تشكيل الحكومة، وماذا نصحتم في هذا المجال؟

- "ليست كل المعطيات في يدي بالنسبة للحكومة. ويظهر أن هناك بعض البوادر الايجابية، واتمنى ان تتألف الحكومة في اسرع وقت لان البلد لا يحتمل ازمة وزارية طويلة".

* ما رأيكم بالطرح الجديد الذي قدمه الرئيس السنيورة حول السلتين؟

- "لست مطلعا على هذه التفاصيل".

* هل سيكون منبر الوحدة في المعارضة بعد تشكيل الحكومة؟

- "بطبيعة الحال، لانه لن يكون هناك معارضة اخرى، فما يسمى بالمعارضة اليوم سيصبح جزءا من الحكومة التي ستجمع المعارضة والموالاة معا. ونحن لن نبقى قوة ثالثة وسنكون في موقع المعارضة البناءة".

سفير الصومال: دبلوماسيا، التقى الرئيس سليمان سفير الصومال المقيم في الاردن ديريه جامع غيلي الذي حمل اليه رسالة تهنئة من نظيره الصومالي عبد الله يوسف احمد، ناقلا اليه تحيات المسؤولين الصوماليين.

وجاء في رسالة الرئيس الصومالي: "ان انتخابكم يشكل تعبيرا صادقا لارادة شعب الجمهورية اللبنانية في الوحدة. وقد عبر شعبكم عن ثقته العميقة بكم وبالرؤية التي طرحتموها للبنان".

وحملت الرسالة تأكيدا "على تعميق اواصر الصداقة والتعاون بين البلدين والشعبين الصديقين".

وفي خلال اللقاء، اطلع السفير الصومالي الرئيس سليمان على قرار حكومته فتح مقر للسفارة الصومالية في بيروت، لافتاً الى ان عددا من رجال الاعمال اللبنانيين بدأوا استثمارات في الصومال.

وحمّل الرئيس سليمان السفير غيلي تحياته الى الرئيس احمد، وحرصه على تعزيز علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين. كما تمنى ان يستتب الامن والاستقرار في الصومال وتنتهي معاناة الشعب الصومالي بتعزيز المصالحة الوطنية فيه.

وفد الكتلة الشعبية: واستقبل الرئيس سليمان وفدا من "الكتلة الشعبية" النيابية برئاسة النائب الياس سكاف الذي قدم اليه التهنئة بانتخابه رئيسا للجمهورية. وكان اللقاء مناسبة تطرق فيها البحث الى عدد من الشؤون المحلية والانمائية التي تهم منطقة البقاع ولاسيما في ما يتعلق بموضوعي الاوتوستراد العربي ومطار رياق.

واثر اللقاء، اكد النائب سكاف ان البحث تطرق الى المساعي الجارية لتشكيل الحكومة بالاضافة الى الاوضاع الامنية التي شهدها عدد من مناطق البقاع اخيراً ولاسيما في سعدنايل وتعلبايا، "وقد اكدنا لرئيس الجمهورية ضرورة السعي لايجاد حل جذري وحازم لهذه الاوضاع نظراً لدقة هذه المرحلة من تاريخ الوطن، متمسكين باتفاق الدوحة وبروحيته على الصعد كافة".

وضم الوفد الى النائب سكاف، النواب السادة : حسن يعقوب وسليم عون وعاصم عراجي وكميل معلوف.

المطران مطر: واستقبل رئيس الجمهورية راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر الذي هنأ الرئيس سليمان بانتخابه متمنياً له التوفيق في مهامه على رأس السلطة اللبنانية. وكانت جولة افق تناولت مواضيع الساعة وآخر المستجدات على الساحة المحيلة.

مطارنة الاغتراب: واستقبل رئيس الجمهورية وفدا من المطارنة الموارنة في بلاد الاغتراب ضم: رئيس اساقفة الموارنة في البرازيل المطران ادغار ماضي ومطران ابرشية كندا جوزف خوري ومطران الارجنتين شربل مرعي ورئيس اساقفة الولايات المتحدة المطران غريغوري منصور ومطران المكسيك جورج ابي يونس والاب عبد الله زيدان من الابرشية المارونية في الولايات المتحدة الاميركية. وقدم الوفد الاسقفي للرئيس سليمان التهنئة بانتخابه، وكانت مناسبة لعرض اوضاع الجالية اللبنانية في بلاد الاغتراب.

وخلال اللقاء، القى المطران خوري كلمة باسم الوفد اعرب فيها عن شكر الانتشار اللبناني "للفتة الرئيس سليمان الوطنية المسؤولة في خطاب القسم تجاه هذا القسم من لبنان في اصقاع الارض، في العمل على رد الاعتبار لحقهم في الهوية اللبنانية ومشاركتهم في صنع القرار الوطني".

وقال: " لن يكون لبنان وطنا ما لم يكن بين يدي قادة صانعي التاريخ. فالقائد صاحب رؤيا نبوية، يتحمل مسؤولية كاملة تجاه نفسه والتاريخ. ويكون الرقم الصعب في اية معادلة لكنه يبقى البناء الحكيم الطموح. والوطن لا يقوم الا بالمؤسسات، والمؤسسات اولوية لا يتقدم عليها شأن آخر. واحترام القوانين التي ترعى المؤسسات هي منها قدس الاقداس. ويتوّج الجميع ميثاق البلاد ودستورها، فهما ركيزتا الوطن.

الكل يعلم اننا امام مرحلة تاريخية ومفصلية من حياتنا اللبنانية، وعليه يجب ان تكون وقفتنا جريئة وشجاعة، وهذا ما انتم عليه يا فخامة الرئيس. نحن معكم ومع لبنان. نتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في مساعيكم ونأمل ان تلبوا دعوتنا لزيارة مواطنيكم في عالم الانتشار. ونحن بدورنا سننقل لهم وقع هذا اللقاء لندب فيهم الحماسة والقناعة ان للبنان رجاء ودورا وهو محفوظ بارادة ابنائه، وانكم يا صحاب الفخامة لن توفروا جهدا حتى تعيدوا لهذا الوطن منعته وحقه ودوره، وعلى هذا يقوم رجاء المستقبل وتعلق المنتشرين بلبنان".

ورد الرئيس سليمان، شاكرا للاساقفة الموارنة في بلاد الاغتراب عاطفتهم وحملهم تحياته الى اللبنانيين المنتشرين في البرازيل والارجنتين والولايات المتحدة الاميركية وكندا والمكسيك، مركزاً على اهمية استمرار التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، من خلال تنظيم رحلات دورية الى لبنان لاسيما للجيل الاغترابي الشاب للتعرف على الوطن الام، معربا عن امله في ان يتمكن خلال ولايته الرئاسية من زيارة دول الاغتراب وتفقد احوال المغتربين والاطلاع على اوضاعهم. وشدد الرئيس سليمان على ان ما اورده في خطاب القسم في ما خص موضوع المغتربين، هو التزام سيعمل بالتعاون مع مجلس النواب والحكومة على ترجمته على ارض الواقع. واثر اللقاء، اوضح المطران خوري ان رئيس الجمهورية اثنى على العمل الذي يقوم به المطارنة في بلاد الانتشار من متابعة لاوضاع اللبنانيين عموما والموارنة خصوصا وللدور الذي يلعبون لجهة تعميق التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب.

اما المطران ابي يونس، فاكد ان الوفد ابدى لرئيس الجمهورية دعم الجاليات اللبنانية له لاسيما في المكسيك ، معربا عن الامل في ان يشهد لبنان في السنوات المقبلة السلام والرخاء بما يمكن المغتربين من العودة الى ارضهم. واشار الى انه عرض للرئيس سليمان للتحضيرات لاقامة المؤسسات اللبنانية في المكسيك معرضا للاشغال الحرفية واليدوية وللمنتوجات الصناعية في مدينة مكسيكو في الفترة الممتدة من 25 وحتى 28 ايلول المقبل والذي تشارك فيه 40 مؤسسة لبنانية، ناقلا عن الرئيس سليمان تشجيعه لنشاطات من هذا النوع بما يعزز التواصل والانفتاح مع ابناء دول الاغتراب عموما وبين اللبنانيين خصوصا.

الحبتور: وتلقى الرئيس سليمان تهنئة من رئيس مجموعة الحبتور السياحية السيد خلف الحبتور الذي اكد لرئيس الجمهورية استعداد المجموعة للقيام بمشاريع سياحية واقتصادية في لبنان بما يعود بالفائدة على اللبنانيين وعلى تأمين فرص عمل لهم تحقق المزيد من الرخاء والاستقرار، مبديا ثقته "بحكمة الرئيس سليمان وقدرته على قيادة لبنان الى بر الامان".

 

سليم الصايغ: رئيس الجمهورية يعيد الـدور الى المسيحيين وتحرير شبعا ديبلوماسياً يهيئ لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية

المركزية - دعا نائب رئيس "حزب الكتائب" الدكتور سليم الصايغ الى ان "يكون رئيس الجمهورية اللاعب الاساسي في استعادة دور المسيحيين وان تكون له تاليا الحقائب الاساسية في الحكومة". ولفت الى "ضرورة تحرير مزارع شبعا ديبلوماسياً وبعدها يمكن البحث في استراتيجية حماية لبنان". وقال الصايغ في حديث تلفزيوني: " المطلوب عدم حصر بعض الحقائب ببعض الطوائف، ولتكن اللعبة مفتوحة ويكون رئيس الجمهورية اللاعب الأساسي لا سيما في استعادة دور المسيحيين في السلطة، وتكون له حقائب أساسية بخاصة أنه القائد الأعلى للجيش والقوى المسلحة. اضاف: البعض يعتقد أن الدفاع عن حقوق المسيحيين يكون بالمطالبة بأكبر عدد من الحقائب الوزارية، فيما نحن نعتبر أن المسيحيين استعادوا جزءا كبيرا من حقوقهم من خلال انتخاب رئيس الجمهورية، ويستعيدون المزيد من حقوقهم من خلال اعطائهم حقائب وزارية أساسية. واشار الى ان الحكومة المرتقبة هي حكومة سياسية، لها جدول أعمال واضح هو قضية مزارع شبعا، تنظيم الانتخابات النيابية، حماية لبنان، بحث موضوع الحياد الايجابي، اطلاق الحوار الوطني وفقا لما اتفق عليه في الدوحة. وقال: هنالك توازن ضعف، أكثر مما هو توازن قوى في لبنان، من هنا ضرورة العودة الى المؤسسات.

وعن الملفات والاستحقاقات المقبلة، قال: من الضروري أن يحصل تزامن سريع بين الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي: اذ لا يمكن لأحد أن يذهب الى الحوار والمسدس مصوب نحو رأسه، كما لا يمكن تأجيل الملف الاقتصادي في ظل الأزمة المعيشية الحادة. وقد ثبتت عدم فعالية السياسات الاقتصادية القائمة فقط على الخدمات، وبات من الضروري اعطاء الأهمية أيضا للقطاعات الانتاجية االزراعية والصناعية والافادة من فترات السماح التي أعطاها العرب للبنان ان في ما يتعلق باتفاقية التيسير العربي أو سواها. اضاف: خطاب نصرالله حرر الحكومة والبيان الوزاري اذ اعتبر أن المقاومة مستمرة بغض النظر عن اعتراف الحكومة والبيان الوزاري بها. إن جوابنا على منطق المقاومة المفتوحة هو بالعمل مع جميع الدول أصدقاء لبنان الاقليميين والدوليين على تحرير مزارع شبعا ديبلوماسيا حتى لا تبقى كقميص عثمان، وبعدها يمكن البحث مع جميع الأفرقاء في استراتيجية حماية لبنان. وقال: اقرار الرئيس الأسد خلال مؤتمر حزب البعث بلبنانية مزارع شبعا، ولو من دون وثائق ثبوتية يمكن اعتباره بداية دليل على لبنانيتها، ولكن تبقى المسألة رهن قرار الأمم المتحدة. اضاف: انسحاب اسرائيل من لبنان عام 2000، كان يهدف الى فصل المسارين: اللبناني والسوري، فظهرت قضية مزارع شبعا للابقاء على ربطهما، ونتمنى أن تكون قطر واعية لهذه المسألة، ويبقى المعيار في قدرتها على تنفيذ اتفاق الدوحة الذي رعته. علينا ان نتخذ العبر من الماضي لتحصين حماية لبنان للمستقبل، فاذا حصل يوما ما سلام مع اسرائيل فليكن سلام الأقوياء وليس الضعفاء. وختم: لدينا أدوات المواجهة الديبلوماسية، ولبنان محصن اليوم اكثر من أي وقت مضى بعلاقاته الدولية للمضي في معالجة موضوع مزارع شبعا وفصل المسار اللبناني عن أي مسارات أخرى، ومن هنا نرى اهمية مبدأ الحياد الايجابي.

 

فرنسا تدعو الرئيس السوري لحضور العرض العسكري في عيد الثورة

الأسد سيكون بين عشرات المدعوين للاحتفال 

باريس- رويترز

أعلنت الرئاسة الفرنسية الخميس 13-6-2008 عن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور العرض العسكري بمناسبة عيد الثورة الفرنسية في باريس يوم 14 يوليو، وهو ما وصفته وسائل إعلام بأنه علامة جديدة على بدء سريان الدفء في العلاقات الدبلوماسية. وقال مسؤولو الرئاسة إن الأسد واحد من عشرات من زعماء الدول الذين تمت دعوتهم للمشاركة في قمة يوم 13 يوليو في باريس بشأن اتحاد متوسطي مقترح. وتلقوا جميعا دعوات لحضور العرض الذي يقام في اليوم التالي. ولم يتضح بعد ما إذا كان الأسد سيحضر. وتلقت إسرائيل دعوة للقمة وأيضا للاحتفالات بذكرى اقتحام سجن الباستيل عام 1789 في بداية الثورة الفرنسية. وجمدت فرنسا الاتصالات الدبلوماسية مع سوريا العام الماضي متهمة دمشق بعرقلة اجراء انتخابات رئاسية في لبنان لكن العلاقات تحسنت منذ انفراج الجمود السياسي في بيروت الشهر الماضي. ووصل عضو بمجلس الوزراء السوري الى باريس قبل يومين، في اول زيارة وزارية من نوعها الى فرنسا منذ اكثر من 4 سنوات. كما من المقرر ان يسافر مساعدان مقربان من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق قريبا

 

منظمة حقوق الانسان: انظروا الى ممارسات النظام السوري, قبل تحسين العلاقة معه. 

حسين موسى |12/06/2008 ،

حثت منظمة حقوق الإنسان الدول الغربية على الانتباه إلى ملف حقوق الإنسان في سورية، وسط الدعوات المتزايدة في زيادة التعامل مع سورية بعد لمسها تغيرا في الموقف السوري من الملف اللبناني، ونبهت إلى ضرورة أن يكون تحسين معاملة الناشطين السوريين في صلب أي محادثات قد تجري في المستقبل مع السلطات السورية. وقالت المنظمة اليوم إن على الدول الغربية الساعية إلى تحسين علاقاتها مع سورية أن تعلم بأن السلطات السورية ما زالت تعتقل وتحاكم وتضايق الناشطين السياسيين وناشطي حقوق الإنسان. ومن المتوقع أن يصل الأحد القادم إلى دمشق مبعوثين للرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي هما جان دافيد ليفيت وكلود غيان، في خطوة لإذابة الجليد الذي اعترى العلاقات بين البلدين بعد قطع الاتصالات بينهما العام الماضي بسبب الأزمة السياسية في لبنان. وفي الأسبوع الماضي اشترك اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي هما جون كيري وتشاك هاغل في كتابة مقالة في صحيفة وول ستريت جورنال دعيا فيه إلى رفع مستوى التعامل مع سورية عقب الإعلان عن مفاوضات السلام بين إسرائيل وسورية، وإنجاز الاتفاق بين الأطراف اللبنانية في الدوحة. وقالت سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة "إن أي تعامل مع سورية يجب أن يشمل نقاشاً مفتوحاً حول قضايا حقوق الإنسان، بما فيها مصير المعتقلين السياسيين وباقي السوريين الذين يشكون من الاضطهاد".

وأضافت "ما زالت السلطات في دمشق تضايق كل من يجرؤ على انتقادها"، وفق تعبيرها. وذكّرت المنظمة بأنه في أيار/مايو الماضي احتجزت السلطات السورية الكاتب السياسي حبيب عيسى (60 سنة) للمرة الثالثة على خلفية كتابته مقالات ينتقد فيها النظام السوري ويدافع عن المعارضة، كما أصدرت محكمة أمن الدولة السورية الاستثنائية حكماً بالسجن ثلاث سنوات بحق المدون الإلكتروني طارق بياسي (23 سنة) المعتقل منذ عام تقريباً بتهمة "الإساءة لأجهزة الأمن" و"إضعاف الشعور القومي". وأضافت أنه بدأت محاكمة الناشط الحقوقي محمد بديع دكّ الباب عضو المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في محكمة عسكرية بتهمة "نشر معلومات كاذبة تنال من هيبة الدولة"، بسبب كتابته مقالاً انتقد فيه السلطات السورية لقيامها باحتجاز كتّاب ومثقفين في الوقت الذي تحتفل فيه بدمشق كعاصمة الثقافة العربية للعام الحالي. كما قالت إنه لا يزال حالياً 13 ناشطاً سياسياً بارزاً (معتقلي إعلان دمشق) يقبعون قيد الاحتجاز بعد اعتقالهم في كانون الأول/ديسمبر الماضي على خلفية حضورهم اجتماعاً لقوى المعارضة، وينتظرون محاكمتهم بعدة تهم تشمل "إضعاف الشعور القومي وإيقاظ النعرات الطائفية"، و"نشر أنباء كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة"، و"الانتماء إلى جمعية تهدف إلى قلب نظام الحكم". كما تستمر السلطات السورية كذلك في تقييد حركة السفر خارج سورية بحق المئات من الناشطين. وقالت ويتسن "هؤلاء الناشطين يقبعون في السجن لأنهم تجرأوا على التعبير عن آرائهم"، وأضافت "نأمل أن يظهر الدبلوماسيون الغربيون خلال محادثاتهم مع سورية نفس الجرأة وأن يقوموا بإبلاغ السلطات السورية بأن عليها إطلاق سراح هؤلاء الناشطين". 

 

تأجيل محاكمة نائبين كويتيين شاركا في تأبين مغنية لرفع الحصانة عنهما

دبي- العربية.نت

قررت محكمة الجنايات في الكويت تأجيل النظر في قضية تأبين المسؤول العسكري الراحل لحزب الله اللبناني عماد مغنية، والمتهم فيها النائبان عدنان عبدالصمد وأحمد لاري إلى جلسة 23 يوليو/تموز المقبل، وذلك لرفع الحصانة عن عبدالصمد ولاري وتفريغ شريط تسجيل حفل التأبين من قبل وزارة الاعلام، وذلك وفقا لما ورد في صحيفة "السياسة" الكويتية الخميس12-6-2008. وكان مجلس الوزراء الكويتي دان في فبراير/ شباط الماضي قيام بعض المواطنيين بتأبين مغنية الذي اغتيل في العاصمة السورية دمشق، واعتبره "استفزازا لمشاعر الكويتيين"، في إشارة إلى اعتداءات إرهابية قيل أن مغنية قادها ضد الكويت وكان ابرزها اختطاف طائرة الخطوط الجوية الكويتية "الجابرية" العام 1988. وكانت مجموعة "التحالف الإسلامي الوطني" التي تعبر عن التيار المتعاطف مع فكر الثورة الإيرانية بين الشيعة الكويتيين - و تسميها الصحافة الكويتية "حزب الله الكويتي" - عقدت المجلس التأبيني ليلة16 فبراير الماضي في حسينة "الحسين" بمنطقة "الرميثية" جنوب شرقي العاصمة. وطوقت قوات الأمن وقتها الحسينية مع أوامر باعتقال كل من يقوم بمسيرات خارجها. وبرر أمين "التحالف" النائب عدنان عبد الصمد تأبين مغنية بأنه "لم يثبت ضلوعه باختطاف الجابرية" ووصف منتقدي مغنية في الكويت بأنهم "صهاينة وصداميون". وجاء في البيان المشترك الذي اصدر عبد الصمد ولاري في 22فبراير أن "ردود الأفعال التي أعقبت مجلس الـتأبين جاءت بصورة مبالغ فيها تبلغ حد الإفراط وبشكل يؤكد أن المغزى من ورائها يتجاوز هذا الحدث". وأوضح البيان أن تلك "الحملة الإعلامية" تذكر بـ"بالحملات التي حدثت قبل الغزو الصدامي الغاشم، وما انكشفت حقيقة ذلك إلا بعد أن دفعت الكويت وشعبها ثمناً باهظاً لا يزال جرحه غائراً ونازفا". يشار إلى أن طائرتين تابعتين للخطوط الجوية الكويتية إحداهما ايرباص والأخرى بوينغ 747 اختطفتا عام 1988من قبل مجموعات شيعية للمطالبة بالإفراج عن 17 ناشطا شيعيا معتقلين في الكويت، لتنفيذ اعتداءات ضد مصالح أمريكية وفرنسية وكويتية في الكويت

 

ولاية الفقيه وإمكانية حرية الإعلام 

منى فياض

الخميس 12 يونيو - أوان الكويتية

إن أول ما استفاق عليه سكان بيروت، غداة خطاب السيد نصرالله وانتشار المسلحين فيها وبدأت المعارك المستعيدة ذاكرة الحرب الاهلية وسيرتها، كان الهجوم على صحيفة «المستقبل» منذ السادسة صباحا، وإطلاق أنواع من الصواريخ والأسلحة أحرقت الطابق الرابع بأكمله، وأصابت الطابقين الثالث والخامس. لكن الوقت المبكر للهجوم قلل من عدد الضحايا. ثم تمّ الهجوم ايضا على تلفزيون «المستقبل»، وهوجمت إذاعة الشرق. أي هوجمت وسائل إعلام «تيار المستقبل» جميعها وتم تعطيلها. لن ندخل هنا في التفاصيل، لكن ما أود الإشارة إليه أن إقفال صحيفة «المستقبل» وتلفزيونها، في إطار غلبة إعلامية واضحة لحركة 8 آذار، يعني رفض الصوت الآخر، وقمعه، وعدم تقبل أي اختلاف في الرأي والتعبير. إن الهجوم على وسائل الإعلام هذا شكل ضربة كبيرة لحرية الإعلام وحرية الصحافة في بلد طالما كان مركزا للصحافة الحرة والمتنوعة. هذا الهجوم المبكر على وسائل الإعلام يعدّ مؤشراً أكيدا على ما ينتظر لبنان في حال سيطرة «حزب الله» وحلفائه على لبنان، كما أنه يذكّرنا بحركات الانقلاب العسكرية التي كانت تحصل في القرن الماضي في العديد من دول العالم الثالث، حيث كان يكفي احتلال الإذاعة وإذاعة البيان رقم واحد منها حتى يكون قد تم الاستيلاء على السلطة.

من الملاحظ انه منذ انتهاء حرب 2006 بدأت لهجة ممثلي «حزب الله» بالارتفاع واستخدام التهديد والوعيد بالكلام، وباستخدام الإشارات الجسدية ايضا المهددة والمتوعدة، او ما يطلق عليه لغة الجسد، لكل مخالف أو معترض على سياسة «حزب الله»، أو على طرح موضوع سلاحه. إلى أن انفجر الوضع كما رأينا في 6 و7 مايو (أيار) وما تبعها. هذا في وقت يؤكد لنا فيه السيد نصرالله: «أنا اليوم أعلن وليس جديدا، أنا أفتخر أن أكون فردا في حزب ولاية الفقيه، الفقيه العادل، الفقيه العالم، الفقيه الحكيم، الفقيه الشجاع، الفقيه الصادق، الفقيه المخلص. و أقول لهؤلاء: ولاية الفقيه تقول لنا، نحن حِزْبُهَا: لبنان بلد متنوع متعدد يجب أن تحافظوا عليه».

ما معنى المحافظة على بلد متنوع في هذا السياق بعد أن تكون وسائل الإعلام المخالفة لوجهة نظر الحزب، وإعلاميوها والعاملون فيها قد تعرضوا الى ما تعرضوا إليه؟ في المقابل فإن نموذج الدولة التي تطبق ولاية الفقيه هي إيران، حيث لا مجال للافتخار بالحريات على مختلف الصعد، لا حريات شخصية، ولا حرية صحافة أو إبداء الرأي، ولا حتى حرية الترشح للانتخابات!؟ فبماذا تعدنا ولاية الفقيه انطلاقاً مما حصل في لبنان ومما هو معلوم عن إيران؟

لا يمكن الحديث عن الرأي العام دون الحرص على حرية التعبير والاتصال، واذا كان الاتصال صعباً أو مختزلاً أو مقموعاً فإن الرأي العام يصبح أقل استعداداً لأن يتشكل أو يتغير. إذن يكون الرأي العام أقوى في مجتمع حر، منفتح ومتقدم، عما هو عليه في مجتمع منغلق وبدائي. على أنه حتى في هذا الأخير لا يمكن تجاهل الرأي العام. الجهود لمعرفة الرأي العام كانت دائماً ميزة المجتمعات الديمقراطية. ذلك أن قوة وفعالية الرأي العام الأميركي هي التي سمحت مثلاً بمحاسبة كلينتون على كيفية استخدامه للمطار وللطائرة الرئاسية (كممتلكات عامة) لمآربه الشخصية (كسلوك خاص). والأمثلة أكثر من أن تحصى في هذا المجال.

فهل يلعب الرأي العام opinion publique في بلادنا الدور نفسه الذي يلعبه في الغرب؟ الجواب بسيط، وهو لا... لماذا؟ لسبب بسيط، لعدم وجود الفرد، المستقل، المسؤول وغير التابع، ولتقلص الحرية وممارسة الرقابة الذاتية، معظم الأحيان، بسبب القمع الظاهر والمبطن. هنا تأتي أهمية التسامح، الفكرة التي أطلقها جون لوك في أواخر القرن السابع عشر والتي حملت عنوان «رسالة في التسامح».

هذا دون أن نغفل أن مفردة التسامح غالباً ما تترافق مع معاني التعالي والقبول المشروط. فالأقليات التي تتمتع بالتسامح من قبل الآخرين غالباً ما تشعر أنها مقبولة بدافع الشفقة من دون أن يكون وجودها مضموناً بشكل نهائي.

إن هناك حاجة لما هو أكثر من التسامح. هناك حاجة لاحترام الآخرين وتقبّل أفكارهم وعقائدهم.

وهنا يجدر بنا قبول أن حرية التعبير تنطوي على إمكان أن نثير غضب الآخرين وحنقهم، وأن يثير الآخرون غضبنا وحنقنا. هذا هو الجوهر الحقيقي لهذه الحرية. ليس لحرية التعبير ان تكون إرضاء لأحد، إنها تحدٍ وتحريض. هذا ما يتحتم على أوساط حزب الله إدراكه وتعلم التكيف معه. لكن كيف يمكن التوفيق بين حرية التعبير هذه ومفهوم ولاية الفقيه التي يعتنقها حزب الله؟

تشرح مصادر حزب الله موقفها من ولاية الفقيه كما يلي: «لا علاقة لموطن الولي الفقيه بسلطته كما لا علاقة لموطن المرجع بمرجعيته. فقد يكون عراقياً او ايرانياً او لبنانياً او كويتياً او غير ذلك (...) فالامام الخميني كوليّ على المسلمين، كان يدير الدولة الاسلامية في ايران كمرشد وقائد وموجه ومشرف على النظام الاسلامي هناك، وكان يحدد التكليف السياسي لعامة المسلمين في البلدان المختلفة... هذا «والارتباط بالولاية، كما يقول الشيخ نعيم قاسم – تكليف والتزام يشمل جميع المكلفين، حتى عندما يعودون الى مرجع آخر في التقليد، لأن الإمرة في المسيرة الاسلامية العامة للولي الفقيه المتصدي.... اما الولاية فهي «مطلقة وعامة»، وهي تشمل كل صلاحيات النبي والأئمة المعصومين من دون نقصان أو استثناء».

ألا تعد سابقة استخدام السلاح بهذا الشكل تأكيداً على ما يفرضه تطبيق ولاية الفقيه على الصعيد الاجتماعي وعلى صعيد حريات الصحافة الاعلام؟ وما بدأت محاولات تطبيقه؟ لقد نقلت صحيفة الحياة بتاريخ 8 يوليو الخبر التالي:

«ولم يمرّ أمس وقبله من دون حوادث أمنية سجلتها التقارير الرسمية. وأشارت مصادر أمنية الى ان عناصر من «حزب الله» اعترضوا فريقاً من محطة «ال بي سي» التلفزيونية ظهر أمس في منطقة بشامون وطالبوه بتسليم كاميرا التصوير والشريط الذي فيها وأصروا على هذا التدبير. ولم ينفع اتصال الفريق التلفزيوني بالجيش الى أن تدخلت إدارة المؤسسة واتصلت بقيادي في الحزب. ولم يُسلّم الشريط والكاميرا إلا بعد الاطلاع على ما يتضمنه».

أليس هذا دليلاً جديداً على الممارسات التي تنتظر لبنان في حال استمرار الوضع على ما هو عليه لجهة احتفاظ حزب الله بسلاحه الموجّه إلى الداخل؟

 

مسيرة شموع في دير القمر عشية تطويب الأب الكبوشي

وطنية - 12/6/2008 (متفرقات) تنظم بلدة دير القمر عشية تطويب الأب يعقوب الكبوشي، مسيرة شموع تنطلق من مستشفى راهبات الصليب حتى قمة جبل الصليب، الساعة السابعة والنصف مساء السبت 21 حزيران. وفي هذا الإطار، تكرس الكنيسة الأولى في العالم على اسم الأب يعقوب، الثلثاء في الرابع وعشرين منه، السادسة مساء، على قمة جبل الصليب في دير القمر بمشاركة راعي أبرشية صيدا للموارنة المطران الياس نصار.

 

أهالي صريفا والجوار شعروا بهزة أرضية

وطنية- 12/6/2008 (متفرقات) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور أن أهالي بلدة صريفا والجوار شعروا قرابة الثالثة و55 دقيقة بعد الظهر بهزة أرضية، قدرت بنحو ثلاث درجات على مقياس زختر.

 

البطريرك صفير التقى سفير مصر وشخصيات في بكركي

وطنية - 12/6/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في الصرح البطريركي في بكركي، سفير مصر احمد البديوي، وتم بحث في الأوضاع. بعد اللقاء، أمل السفير البديوي "أن تشكل الحكومة الجديدة قريبا، لافتا الى ان زيارته الى الصرح هي للتهنئة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وبسلامة عودة البطريرك من السفر". وردا على سؤال حول امكانية ان تساهم المصالحة المصرية - السورية في تشكيل الحكومة، أجاب: "هل يوجد مشكلة سورية مصرية"؟. وأمل "ان تتم المصالحة السورية - السعودية في أقرب وقت ممكن". وحول من يعرقل تشكيل الحكومة، قال: "اسألوا الرئيس السنيورة".

وأشار الى "ان مصر تقوم باتصالات مع جميع الأفرقاء اللبنانيين لحل المشاكل العالقة كافة".

ابو رزق

بعدها استقبل البطريرك صفير رئيس الحزب العمالي الديموقراطي الياس ابو رزق الذي قال بعد اللقاء: "في ظل اشتعال اسعار المحروقات والتي أحرقت في ارتفاعها جيوب كل اللبنانيين وخصوصا الطبقة الوسطى وذوي الدخل المحدود والتي انعكست سلبا على مجمل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، نشاهد على الساحة السياسية حفلة "تناتش" لوزارات الدولة في عملية تأليف حكومة الوحدة الوطنية حيث تشبه هذه العملية "لعبة اولاد صغار".

اضاف: "كم هي مسكينة الوحدة الوطنية في ظل عدد الجرائم التي ترتكب باسمها مثلا نتغنى باسمها نهارا ونتحارب ليلا بالمدافع والرشاشات، ومعظم القيادات لا تتلاقى مع بعضها البعض، وهذه الوحدة الوطنية مرفوضة بالنسبة لنا وهي كاذبة، ونحن نطالب فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف اعلان تشكيلة حكومية منسجمة وائتلافية وفرضها على الجميع، وندعو الأفرقاء وخصوصا الفريق الذي يعطل وسبق وقام بتعطيل مؤسسات الدولة الكف عن هذه الممارسات السيئة والمؤذية جدا للبنان واستقراره".

اتحاد الجمعيات الشمالية

كما التقى البطريرك صفير رئيس اتحاد الجمعيات الشمالية للتنمية والبيئة والتراث المهندس مازن عبود على رأس وفد بيئي عرض "للانتهاكات البيئية الحاصلة في عدد من الاديار من خلال المقالع والكسارات التي تعمل في الاملاك الديرية، داعيا جميع الرهبانيات الى العمل لبذل جهد اكبر لدرء الكوارث البيئية الناتجة عن سوء ادارة هذه المقالع والكسارات". ومن زوار الصرح البطريركي ايضا نقيب المحامين السابق عصام كرم.

 

الرئيس السنيورة عرض مع السفير المصري والنائب جنبلاط وغرازيانو التطورات

واتصل بوزيرة خارجية سويسرا وبحث معها في التحضيرات لمؤتمر اعمار البارد

وطنية - 12/6/2008 (سياسة)استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ظهر اليوم، في السرايا الحكومية، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، في حضور الوزير غازي العريضي، وتم عرض للمستجدات الراهنة، لا سيما بالنسبة لموضوع تأليف الحكومة. واستقبل الرئيس السنيورة السفير المصري أحمد فؤاد البديوي وعرض معه آخر المستجدات. والتقى الرئيس السنيورة قائد قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان كلاوديو غرازيانو، وتم عرض للأوضاع في جنوب لبنان وعمل قوات الطوارىء الدولية. واجرى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا بوزيرة خارجية سويسرا ميشال كالميري وعرض معها التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر الدول المانحة لأعمار نهر البارد والذي سيعقد في فيينا.

 

اجتماع موسع لممثلي الطوائف المسيحية المشرقية عند العماد عون: نطالب بنقل مقعدنا من الدائرة الثالثة الى الدائرة الأولى

وكل القوى الاساسية مدعوة الى مساعدتنا لاسترجاع هذا الحق

وطنية - 12/6/2008 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في الرابية، ممثلي الطوائف المسيحية المشرقية في اجتماع موسع ضم كلا من: القس الدكتور سليم صهيوني (رئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في لبنان وسوريا)، المطران جورج صليبا (مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الارثوذكس)، المطران ميشال قصارجي (مطران الكلدان)، المونسنيور انطوان بيلوني والمونسنيور جورج مصري (سريان كاثوليك)، المونسنيور فيلوباتير الانبا بيشوي (اقباط)، في حضور كل من زياد عبس وميشال دوشادرفيان عن "التيار الوطني الحر". وعرض الحضور، بحسب بيان وزعوه، "التاريخ المشرق لهذه الطوائف، والتحديات التي واجهتها عبر العصور ان كان في لبنان او في المنطقة والتضحيات التي قدمت على مذبح الحرية والمقاومة في لبنان.

ثم كان النقاش في الواقع المسيحي اجمالا والتعددية داخل المجتمع المسيحي، واكد المجتمعون اعتبارهم ان المسيحيين جميعا، الى اي طائفة انتموا، هم شركاء في المسيح، لا طوائف صغيرة ولا طوائف كبيرة، وما من اقليات واكثريات في المسيح الذي يجمعنا مساويا بيننا في الحقوق". وتمنى المجتمعون على جميع المعنيين "عدم استعمال تعبير الاقليات الموروث من حقبة الوصاية العثمانية واستبدالها ب "الطوائف المشرقية". استكمل النقاش حول وضع هذه الطوائف على المستويات التمثيلية والادارية والاجتماعية وخصوصا بعد اقصائها عن التمثيل العادل في المجلس النيابي، ناهيك بان اكثر من 7 طوائف تتمثل اليوم بنائب واحد، تم نقل مقعده النيابي في بيروت من الدائرة الاولى الى الثالثة بحيث لن يستطيع ناخبو هذه الطوائف ان يؤثروا بالنتائج. من هنا وبعد التشاور مع العماد عون، رئيس اكبر تكتل نيابي مسيحي نعلن:

1- رفضنا نقل مقعدنا النيابي الوحيد الى الدائرة الثالثة، ومطالبتنا كل القوى الاساسية وخصوصا المسيحية تفهم مطالبنا وضم جهدها الى جهود تكتل التغيير والاصلاح من اجل استرجاع هذا الحق.

2- متابعة النقاش من خلال لجنة مشتركة لطرح تعديل لقانون الانتخاب يسمح بتمثيل عادل لجميع هذه الطوائف دونما استثناء، تعديل لا يكون على حساب اي طائفة اخرى.

3- وضع خطة انقاذية لمتابعة التنسيق وتعزيز حضور ابناء هذه الطوائف في مختلف ادارات الدولة.

مع العلم ان الاهم في تشاورنا كان شعورنا بالثقة ان من يحاورنا يؤمن بان تفهم هواجس الطوائف، مهما كبرت او صغرت، هو المدخل الاساسي للشراكة التي تؤسس للوطن. وهذا التفهم هو اكثر ما نحتاج اليه في وقت يتعرض اهلنا لاغتيال جسدي في اكثر من دولة عربية، ولاغتيال معنوي- سياسي في البلد الذي كان طوال ألفي عاما ملجأ لكل المضطهدين والمظلومين. مع تأكيدنا ان اقتران تفهم كهذا بخطوات عملية سيشجع ابناءنا على التمسك بوجودهم في هذا الشرق ويعطي دفعا للمؤتمنين على هذه الحضارات حتى يستمروا في نضالهم من اجل الحرية".

المطران صليبا

وقال المطران صليبا: "بحثنا مع العماد ميشال عون الافكار والطروحات التي تخدم لبنان. نحن جزء لا يتجزأ من هذه الجمهورية ومن هذا الوطن الكبير لبنان. ونود ان تكون لنا مساهمات لكي نقدم ما هو مطلوب منا. نحن نقوم بكل الواجبات المترتبة علينا ولم ننتظر يوما ان ننال حقوقا تجاه هذه الواجبات، لكن آن الاوان والبلاد تسير في التطور ان يكون لهذه الطوائف ايضا دورها الرائد في صناعة القرار وتقرير مصير البلد بقدر ما نمثل. هذا ما لم ننله لا بالانتخابات ولا بالوزارات. في الفئة الاولى في مختلف دوائر الدولة، لا نمثل نحن الا جزءا صغيرا يكاد لا يذكر، فالطوائف الستة لها فقط ثلاثة موظفين فئة اولى. هذا لا ينصفنا.

رأينا التفات دولة الرئيس الذي يسعى مع معاونيه الى ان يوفروا شيئا من هذه الحقوق لهذه الطوائف فنحن نشكره ومعاونيه. ونحن نتطلع الى ان يقوم الرئيس المكلف الرئيس السنيورة في هذه الوزارة ان يكلف وزيرا يمثل الاقليات فنشعر بأننا جزء لا يتجزأ من الوطن".

كذلك نتمنى ان يتعدل موقع ممثل الاقليات في النظام الحالي ، فينقل كرسي الاقليات من الدائرة الثالثة الى الدائرة الاولى في بيروت او الى زحلة او الى المتن، لان اكثر ابناء هذه الطوائف موجودون في هذه المناطق فتكون هناك منافسة على هذا المقعد الذي لا يؤدي ما هو المطلوب، ولكن على الاقل نشعر باننا اخترنا من يمثلنا.

وفي المستقبل، نتمنى ان يعاد النظر في هذه التركيبة فيكون لكل طائفة مقعد. وطرحنا على دولته فكرة مشابهة في قبرص. فهناك ثلاث طوائف أقلية ولديها مقعد كل على حدة.

اذا لم تتوافر ستة مقاعد في البرلمان الآتي فلتكن ثلاثة عندها نكون أنصفنا على الاقل. وليوفق الله كل المخلصين الذين يحبون هذا البلد".

سئل: بوجود المقعد للاقليات في بيروت هل يعني هذا انه لا يمثلكم؟

اجاب: "هذا المقعد يمثلنا بالطبع نحن لا نعترض عليه. اليوم يمثلنا الاستاذ نبيل دو فريج. من ينتخب يمثلنا، المسلمون يمثلوننا والمسيحيون ايضا، ولكن الافضل ان ننتخب ممثلنا".

المونسنيور مصري

ثم كانت كلمة للمونسنيور مصري جاء فيها: "اذ نطمح ان يتحقق يوما حلمنا بوطن حر ومستقر، وبدولة علمانية تبعد عنا اشباح الطائفية والتخلف، وتعزز فينا المواطنية الحقة، نستنكر تكرارا تهميش المسيحيين عموما وما يسمى الاقليات المسيحية خصوصا، عن ممارسة حقهم في المشاركة الفاعلة بالشأن العام، وفي تسخير طاقاتهم المادية والبشرية الخلاقة في بناء وطن احبوه واخلصوا له الولاء وذادوا عنه بأرواحهم.

ونحن كطائفة سريانية نطالب بعدم دمجنا ضمن طوائف الاقليات الاخرى، التي تشكل 61 في المئة من مجموع ناخبيها بموجب لوائح الشطب، أي اكثر من ثمانية وعشرين الف صوت في لبنان. وهذا عدد يستحق نائبا في المجلس ووزيرا في الحكومة تحقيقا للعدالة واحتراما للدستور اللبناني.

هذا وقد بحثنا مع الجنرال عون، الذي نؤيد ونجل، آلية تطبيق تمثيلنا السياسي على صعيدي الحكومة والبرلمان، مؤيدين مبدأ الكفاءة والاخلاص في ملء مراكز الدولة، مع مراعاة التوزيع العادل لطوائف لبنان كافة.

المطران قصارجي

وصدر عن رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران قصارجي بيان جاء فيه: "ان التحرك الذي بدأته الطائفة الكلدانية في لبنان منذ اكثر من سنة، والذي تضمن تنظيم معارض وندوات، واصدار منشورات، يستند الى مأساة مسيحيي العراق، لكنه يهدف بشكل أشمل الى طرح مصير مسيحيي الشرق. وان هذا التحرك المبني على مبادىء واسس الدين المسيحي لا يشجع ابدا على مواجهة التطرف بأساليب عنيفة، ولا الى ايجاد تقوقع او تطرف في المقابل".

واضاف: "ان هدف ابرشية بيروت الكلدانية هو توعية المسيحيين في لبنان والشباب منهم خصوصا، على معاناة المسيحيين في العراق اليوم ونزوحهم بمئات الآلاف من وطنهم، والى حقيقة ازمة المصير التي واجهت اتباع المسيح منذ التاريخ في هذه المنطقة من العالم.

ونأمل ان تكون مجلة "صدى المشرق" الجديدة حافزا للقارىء كي يعود الى الدين المسيحي الحق، وبالتالي كي يساهم مع أترابه في الوطن في بناء مجتمع سليم متين، حصانته الوحدة المسيحية وعماده الاخلاق.

كما ندعو الى ان تتشكل عبر هذا العدد الخاص، حركة توعية في المؤسسات التربوية والاجتماعية المسيحية، من ضمن مساعي الكنيسة اللبنانية والسلطات الروحية في العالم لحماية المجتمع المسيحي". وختم: "وفقنا الله كي نعمل معا لاعادة تكوين المجتمع المسيحي بشكل صلب يحول دون اقتلاعنا من هذا المشرق".

 

فوز بالتزكية للائحة التوافقية لنقابة موظفي الريجي وعمالها

وطنية - 12/6/2008 (اقتصاد) صدر عن مديرية العلاقات العامة في ادارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) بيان جاء فيه: "سجلت الريجي حدثا نقابيا وانتخابيا مميزا بحيث جرت امس انتخابات نقابة موظفي وعمال ادارة حصر التبغ والتنباك. وقد فازت اللائحة التوافقية بالتزكية والتي ضمت كل اطياف القوى السياسية: حركة "أمل"، "حزب الله"، "التيار الوطني الحر"، الكتائب، "المستقبل"، و"القوات اللبنانية". وجاءت النتائج بنسب اصوات متقاربة عكست الاجواء الايجابية والمنتجة التي تسود عقول وقلوب كل العاملين في هذه المؤسسة والنتائج هي: كمال محمد يتيم 796 صوتا، طانيوس نصر حدشيتي 777 صوتا، مارون نجيب الخراط 778 صوتا، ميرنا عبدالله منيمنة 735 صوتا، بطرس يوسف قرياقوس 775 صوتا، كابي فريد صليبا 775 صوتا، الياس شحادة جعجع 778، علي سلمان حيدر 787 صوتا، طارق احمد الذهب 768 صوتا، عبد الهادي احمد الموسوي 792 صوتا، علي مصطفى مصطفى 790، وميراي طنوس فرح 773 صوتا.

 

إستشهاد مواطن وجرح عامل سوري بانفجار لغم من مخلفات العدو في القنطرة

وطنية - 12/6/2008 (أمن) أفاد مندوبو "الوكالة الوطنية للاعلام" في الجنوب عن إستشهاد المواطن هشام جميل غصين، مواليد 1972، من بلدة القنطرة - مرجعيون، بانفجار لغم من مخلفات العدو الاسرائيلي أثناء قيامه باستصلاح أراضيه بواسطة جرافة في منطقة "مرج القصب" بين بلدتي الطيبة والقنطرة. وقد وأصيب عامل سوري يعمل معه ويدعى تركي أحمد الحسين البالغ من العمر 36 عاما بجروح طفيفة. وتم نقل جثة الشهيد والعامل السوري الى مستشفى النجدة الشعبية في النبطية حيث حضر طبيب القضاء لمعاينة الجثة. وحضرت الى مكان الحادث الفرقة الهندسية للجيش اللبناني، حيث تبين لها ان الانفجار ناتج عن لغمين من نوع "ميم دال" مضادين للدبابات. كما حضرت إلى المكان فرقة طبية تابعة للكتيبة الاسبانية العاملة في القوة الدولية. ونقل جثمان الشهيد غصين سيارة للصليب الاحمر اللبناني الى بلدته القنطرة حيث سيشيع عند الرابعة عصرا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 12 حزيران 2008

البلد

توقفت اوساط عند تصاعد وتيرة الحديث أخيرا لدى بعض السياسيين عن ضرورة بد? الحوار في بعبدا قبل البت بمصير الحكومة.

تسرّبت معلومات على نطاق محدود بأن وزارة الطاقة لن تكون عبئاً على من سيتولاها بعد التداول بمعلومات عن امكانية تأمين المشتقات النفطية بأسعار النقل في دولتين عربيتين. بدأت الفاعليات السياسية بقرا?ة متأنية لبيانات تصدر عن لقا?ات دينية وسياسية ضيقة لما تحمل من دلالات رغم صدورها عن فاعليات من الدرجة الثانية.

الشرق

حزبي يقول ان بوسعه التأكيد ان الحكومة الجديدة ستبصر النور قبل نهاية الاسبوع الجاري "مهما اختلفت المواقف منها".

سياسي بيروتي اعاد التأخير في تأليف الحكومة الى خلافات بين المعارضين على الحصص الوزارية ولم يستبعد حصول تغيير في المعادلات جراء عدم التوافق على طروحات وزارية بديلة؟!

نائب بقاعي معارض نفى ان يكون على استعداد للتخلي عن حصته الوزارية لمصلحة احد زملائه من الطائفة السنية؟؟

النهار

عاتب سياسيون الرئيس نيكولا ساركوزي خلال زيارته لبنان، على تسرعه في اتخاذ مواقف ايجابية من النظام السوري.

لم يتم حتى الآن عقد لقاء بين الامين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري رغم استمرار التوتر الامني على الارض.

يبدي نواب في "تكتل التغيير والاصلاح" استياءهم من حصر التوزير بالحزبيين في التكتل من دون سواهم.

السفير

بدأت التناقضات بين مرجعين كبيرين على خلفية اتخاذ قرارات خارج التوافق والتشاور.

وقعت شخصيات محسوبة على قوى 14 آذار عقود عمل في دولة قطر بعد تحفظ دولة خليجية أخرى على التعاقد معهم.

تؤكد شخصية مسيحية لحلفائها ضرورة العمل على تحسين صورة قوى 14 آذار التي اهتزت بعد اتفاق الدوحة

ساهمت الأحداث الأمنية الأخيرة في إعادة ترتيب أوضاع حزب علماني، لكن مع بروز توجه عام لانعقاد مؤتمر استثنائي لإعادة قراءة ما جرى.

المستقبل

تتكرر في الآونة الأخيرة معلومات بحاجة الى تأكيد عن تخطيطات تستهدف أمنياً مناطق كانت بعيدة نسبياً عن "غزوة أيار".

لوحظ أن إعلام الحزب الذي يقود "المعارضة" يركز حملة شبه يومية على وزير حالي مقرب من مرجع رسمي ومرشح لتولي حقيبة سيادية حساسة.

لفتت أوساط متابعة الى أن مرجعاً روحياً بارزاً في صدد تقويم لمجمل المرحلة السابقة توصلاً الى توجهات للمرحلة المقبلة.

اللواء

تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء لإصلاح ذات البين بين مسؤول كبير ومسؤول سابق، من دون إعلان نتائج مباشرة حولها!·

تدرس شخصيات حزبية ووزارية مسيحية فكرة تشكيل جبهة جديدة، من زاوية إظهار تميّز بين القوى المسيطرة على الشارع!·

 

اللواء المصري اطمأن الى صحة الضابط الجريح في مستشفى حمود وتفقد لواءي المشاة في محيط عين الحلوة واللوجستي في كفرشيما: مصرون على التصدي للارهاب وأمن اللبناني والفلسطيني مسؤولية الجميع

وكالات/تفقد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري قبل ظهر اليوم، بقعة انتشار لواء المشاة الثالث في محيط مخيم عين الحلوة.

وزار مستشفى حمود في صيدا، للاطمئنان الى صحة الضابط الجريح الذي اصيب خلال مواجهة المسلحين الذين اعتدوا على عناصر الجيش مساء امس، مثنيا على اداء العسكريين وجهوزهم، "بعدما تمكنوا من احباط محاولتي اعتداء على مراكزهم، الامر الذي ادى الى طمأنة المواطنين وترسيخ ثقتهم بالمؤسسة العسكرية".

واشار الى ان "مثل هذه الاعمال المخلة بالامن، هو جزء من المخططات الارهابية التي تستهدف الوطن، والتي تجعلنا اكثر اصرارا على التصدي لها واكثر استعدادا لتقديم التضحيات حفاظا على مسيرة الامن والاستقرار". واكد ان المخيمات الفلسطينية في لبنان "لن تكون ملاذا آمنا للارهابيين"، لافتا الى اهمية التعاون مع الاخوة الفلسطينيين على هذا الصعيد، "خصوصا ان امن الشعبين اللبناني والفلسطيني هو مسؤولية الجميع، في ظل اجواء التفاهم والوفاق التي تتطور يوما بعد يوم بين الفرقاء اللبنانيين مع انطلاقة العهد الجديد". ثم زار اللواء الركن المصري قيادة اللواء اللوجستي في كفرشيما، حيث اطلع على سير العمل، واجتمع الى الضباط والعسكريين، وشرح لهم التدابير الامنية التي بدأت وحدات الجيش باتخاذها في العاصمة والمناطق، بالتعاون مع قوى الامن الداخلي، مشددا على "ان قوى الجيش لن تتهاون في التعامل مع مثيري الشغب، وان اللجوء الى القوة هو من الخيارات الاساسية في حدود القوانين والانظمة المرعية". وختم: "ان الاهتمام بالوضع الداخلي لن يثني الجيش عن البقاء عينا ساهرة على الحدود الجنوبية، لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي، او اي تجاوز للسيادة الوطنية".

 

جعجع: على الاجهزة الأمنية التحرك وعدم التحجج بالقرار السياسي الموجود أصلا

الابتزاز السياسي للسيطرة على السلطة مرفوض ولا يؤدي الى بناء بلد 

وكالات/استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اليوم في معراب، وفدا من حزب الاتحاد السرياني برئاسة ابراهيم مراد.

وأعلن جعجع على الاثر، أن اللقاء "تمحور حول أوضاع وحقوق الطائفة السريانية وما يجب القيام به في هذا المجال". وقال: "وضعتهم في أجواء مؤتمر الدوحة، كما اتفقنا على خطة عمل لتحقيق مطالبهم، ولو أن المسألة ليست بسهلة لن نسمح بان تبقى طائفة مغبونة ونحن نؤيد المطالب التي يطرحونها وسنعكف على محاولة تلبيتها تباعا، وإن الخطوة الأولى ستكون من خلال اقتراح قانون تتقدم به كتلة القوات اللبنانية في المجلس النيابي يتعلق بالمقاعد النيابية في بيروت".

وعن المشكلة الحكومية، قال: "منذ ثلاث سنوات وقوى 8 آذار تقول ان مطلبها هو المشاركة التي لا تتحقق إلا بالحصول على الثلث المعطل، وبعد أخذ ورد أعطيناها الثلث المعطل، بعدها دعت هذه القوى إلى وجوب توزيع الحقائب بشكل متوازن، فحصل ذلك ومن ثم طالبت بوجوب عدم احتكار أي فئة لوزارة المال، فوافقناه الرأي وحين تقدمنا باقتراح إعطائها وزارة المال في مقابل وزارة الخارجية، رفضت الإجابة وانتقلت الى مطالب اخرى متسائلة عن سبب حصول رئيس الجمهورية على وزارتين أمنيتين". ورأى "أن فريق 8 آذار يقوم بابتزاز سياسي كبير وهو لن يوقف هذا النهج الى أن يسيطر على السلطة بأكملها"، مشيرا الى "أن هذا المنطق مرفوض ولا يؤدي الى تشكيل الحكومة أو الى بناء البلد"، وقال: "هناك حد أدنى من اللعبة السياسية، وما اتفق عليه في الدوحة يجب احترامه، ولا اتصور وجود إيجابية اكثر من طرح الرئيسين ميشال سليمان وفؤاد السنيورة لجهة تشكيل الحكومة بحيث انه حصل إعادة توزيع لمجمل الحقائب لدرجة أنه عرض على قوى المعارضة وزارة المالية التي جعلوا منها قميص عثمان". اضاف: "لا ادري إذا كانت ستحل الأمور بعد ساعة أو بعد اسبوع، ولكن ما هو مؤكد بالنسبة إلي عملية الابتزاز السياسي الذي يمارسه فريق 8 آذار بصرف النظر عن وضع البلد والحالة الاقتصادية والمعيشية".

سئل: يتهمونكم بافتعال احداث امنية وهذا الأمر يؤخر تأليف الحكومة ايضا، وتقارير الجيش اللبناني تقول ان افرادا من "تيار المستقبل" هم من قام بتلك الحوادث؟

اجاب: "إذا صحت تقارير الأجهزة الأمنية فما عليها الا اعتقال هؤلاء، وفي حال حاول اي طرف اعتراضهم فليعلنوا ذلك، ولكن لا يمكنهم التعرض لافراد من "تيار المستقبل" وتجاهل افراد من اطراف اخرى تتسبب بالاشكالات. ومنذ البداية، نحن نطالب الاجهزة الأمنية بالتحرك وممارسة صلاحياتها وعدم التحجج بالقرار السياسي الموجود أصلا إن كان من "تيار المستقبل" او غيره، فهذه حجج واهية لعرقلة تشكيل الحكومة والكل يعرف ان الواقع مخالف لذلك".

سئل: الا تعتقد ان فريق 8 آذار هو الخاسر من عدم تشكيل الحكومة لكونها حكومة تصريف أعمال تقوم بكل المهام؟

اجاب: "هذه الحكومة لا تقوم بكل المهام وانما بالحد الأدنى لتسيير شؤون المواطنين، وإن فريق 8 آذار يحاول الضغط اكثر فأكثر للحصول وإنتزاع اكبر قدر من المكاسب السياسية في حجم تحركه العسكري في 8 أيار وهذا شيء غير مقبول".

سئل: أين أصبحت المطالب النقابية للشعب في ظل تنازع 8 و 14 آذار على السلطة وما زال الشعب حتى الآن يعاني اوضاعا معيشية صعبة؟

أجاب: "ان الوضعين الاقتصادي والاجتماعي هما من مسؤولية الجميع، والمدخل الصحيح لذلك هو إصلاح الوضع الدستوري الذي ننادي به منذ ستة اشهر، فهم من عرقل انتخاب الرئيس سليمان منذ 6 اشهر ولو إنتخبوه منذ البداية لوفروا على المواطنين كل هذه المعاناة والأعباء، واليوم يعيدون الكرة في مسألة تشكيل الحكومة ولا ندري الى متى ستطول أزمتهم المفتعلة، ينادون بمطالب ثم مطالب.

لكل شيء حدود وهناك منطق يتحكم بالأمور، وللاجابة عن كل ذلك ما عليكم سوى توجيه السؤال إلى قوى 8 آذار".

سئل: هل ما زال توزيرك مطروحا؟ وهل تصرون على مقعد ماروني داخل الحكومة؟

أجاب: "من الطبيعي أن تتمثل القوات اللبنانية بوزير ماروني، اما في ما يتعلق بتوزيري فإن المسألة ما زالت مطروحة على بساط البحث وما زلنا في طور التفكير".

سئل: ما هي الحقائب التي تطالبون بها؟

اجاب: "لقد أطلعنا الرئيسين سليمان والسنيورة على تصورنا لتمثيل "القوات" في الحكومة وأخذنا علما بذلك".

سئل: أليس هناك من وزارة محددة وهل ستبقى وزارة السياحة للقوات اللبنانية؟

اجاب: "لقد "سحنا" بما فيه الكفاية، ويلزمنا الاستقرار قليلا، وحان الآن دور الآخرين للسياحة".

سئل: لماذا تمتنعون عن الإعلان عن اسم الوزارة؟

اجاب: "لأن هذا الأمر يتم بحثه في الغرف المغلقة فمن يريد حقيقة حلا للمشكلة يبحثها في مكانها الصحيح ويمتنع عن وضع "العصي في الدواليب".

سئل: الا تخافون من المطالبة بوزارة معينة ثم يأتي الرفض من قوى 14 آذار؟

أجاب: "لا احد يمكنه فرض اي شيء، وكل المسائل تحل بالحوار".

وإذ أبدى جعجع إرتياحه لعودة الحياة الى القصر الجمهوري "بعد غياب قصري لمدة 15 عاما"، أشار إلى أنه "في بداية هذا العهد يجب التصرف بشكل منطقي وعدم افتعال المشاكل الواحدة تلو الأخرى".

وقال: "البعض يتساءل: لماذا تسلم الرئيس سليمان وزارتي الداخلية والدفاع؟ لمن يريدون تسليم حقيبة الدفاع؟ أذا لم يرضوا بأن يتسلمها الرئيس، استطيع انا تسلمها، وبالتالي هناك امور غير منطقية على الإطلاق".

سئل: يقال ان هناك مشكلة حول توزيع المقاعد المارونية وعددها، هل ما زالت المشكلة قائمة، وحكي ان الرئيس السنيورة متمسك بالوزير ازعور؟

اجاب: "بحسب معلوماتي فإن الرئيس السنيورة غير متمسك بأحد لتولي اي وزارة، كما أنه غير متمسك أيضا بوزارة المال، وإذا أحب فريق 8 آذار يستطيع الحصول على وزارة المال".

سئل: هناك اقتراح لبعض قوى 14 آذار بوجوب بدء الحوار في بعبدا قبل تشكيل الحكومة؟

اجاب: "هذا كان اقتراحي، وعلينا التحاور حول البيان الوزاري ونقاط الخلاف فيه هي نفسها موضوع الحوار الذي اطلق في الدوحة، من هنا المنطق يقول ان تتشكل الحكومة وبعدها تعقد طاولة حوار في بعبدا بإشراف الرئيس سليمان ثم نتفق على البيان الوزاري، والا فاقترح اعتماد خطاب القسم بأكمله كبيان وزاري".

مراد

وبعد اللقاء قال مراد: "زيارتنا للدكتور جعجع تأتي في سياق الزيارات والجولات التي نقوم بها على القيادات السياسية والمرجعيات الروحية بهدف رفع الغبن الذى لحق بالطائفة السريانية بما يختص بمعقد الاقليات. ووجودنا اليوم في معراب هو لشكر الدكتور جعجع ونطلع منه على ما تقوم به كتلة القوات اللبنانية لمساعدتنا في تحصيل حقوقنا كطائفة سريانية بعدما تم تهميشنا بإبقاء المقعد السرياني في الدائرة الثالثة ولم ينقل الى الدائرة الاولى.

واضاف: "البعض يحاول تحميل المسؤولية لنواب كتلة القوات اللبنانية باتهامها انها وراء الاصرار على ابقاء مقعد الاقليات في الدائرة الثالثة". وقال: "انهم كانوا على تواصل مستمر مع جعجع وكتلة القوات للاطلاع على القوانين التى تقوم الاخيرة بتحضيرها وتقديمها الى المجلس النيابي، فضلا عن الخطوات التى تقوم بها القوات من أجل قضيتنا". ودعا "جميع الكتل السياسية التى يهمها الوجود المسيحي الفاعل والحر والتوازن الوطني ان تخطو خطوة القوات اللبنانية وتقدم اقتراح قانون عبر مجلس النواب الامر الذى يفيد قضيتنا وليس التصاريح من هنا وهناك". وختم: "إننا كحزب إتحاد سرياني لن نرضى بأن تبقى حقوق الطائفة السريانية مهمشة ومغبونة وسنواصل تحركنا لتحقيق هدفنا المنشود".

 

الأربع وعشرين ساعة الأخيرة التي قلبت طاولة الحوار اللبناني: الرياض ودمشق وطهران... و40 مليون دولار دفعت لأحد الزعماء المسيحيين

تفاصيل جديدة تتكشف عن الهواتف الأخيرة التي أنجحت الحوار اللبناني

ايلاف/سلطان القحطاني من لندن:

لا تزال الأنباء تتوالى حول قصة الأربع وعشرين ساعة الأخيرة التي قلبت طاولة الحوار اللبناني في العاصمة القطرية، ممهدة السبيل أمام إنتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية، عقب أشهر عاصفة من الشد والجذب بين أطراف المعارضة والموالاة في ذلك البلد الصغير على شرفة المتوسط.

ووصل الحوار الذي كان تحت رعاية أمير قطر إلى طريق مسدود لولا اتصالات قام بها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم في اللحظات الأخيرة مع أطراف مؤثرة في كل من الرياض ودمشق وطهران، بغية إقناع حلفائهم بتقديم تنازلات لإنهاء جو التوتر المشحون على الأرض كما قالت مصادر "إيلاف" سابقًا. وتعود المصادر من جديد لتتحدث حول أن المال السائل الأخضر قد شكل دورًا موازيًا في هذه الاتفاقية من خلال دفع قطر مبلغًا يقدر بأربعين مليون دولار لأكثر من زعيم شارك في حوار المصالحة لإنفاقه على شؤونه ونشاطاته الحزبية مقابل التنازلات التي قدمها خلال المفاوضات المضنية التي جاءت بعد قيام ميليشيات حزب الله بالنزول إلى الشارع.

إلا أن مصدرًا لبنانيًا كان من ضمن المتواجدين في المفاوضات أشار إلى أن الحكومة القطرية دفعت مبلغ " 40 مليون دولار لأحد الزعماء المسيحيين فقط" دون أن يكشف عن اسمه في حديث مع "إيلاف" عبر الهاتف من بيروت. ويرى بعض المتسائلين القطريين يرون أن دخول بلادهم في الرمال السياسية اللبنانية لا يخلو من المخاطر، بل هو "خطيئة سياسية سيكتشف القطريون صعوبة مسالكها في المستقبل القريب"، خصوصًا وأن "حالة اللا معقول" هي القانون السائد في المعترك اللبناني.

وحاولت "إيلاف" الحصول على تعليق قطري رسمي لكن لم يتسنَّ لها ذلك في حين رفض رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري التعليق على هذه الأنباء. وأبدى الأكاديمي القطري محمد المسفر فخره بهذا الاتفاق خلال حديث عبر الهاتف من الدوحة قائلاً :" علينا أن ننظر إلى التحركات الدبلوماسية المقبلة .. أنظر إلى الصومال مثلاً". وتقود قطر، التي يمكن أن توصف بأنها دولة صغيرة ذات أفكار كبرى، تحركًا سياسيًا نشطًا في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط عبر جهازي حكم ودبلوماسية شابين مما يجعلهما أكثر قدرة على قراءة كف القرن الجديد بشكل دقيق حسب ما يراه محللون سياسيون.

وقال مصدر قطري وثيق الإطلاع في سياق تعليقه على أنباء الدفعة المالية الكبيرة التي أنفقتها بلاده لإتمام هذا الاتفاق قائلاً:" إنه أمر طبيعي فكثير من رعاة المفاوضات دفعوا .. أنظر إلى إتفاق الطائف. لقد تكبدت الحكومة السعودية الملايين لإنجاحه. وعليك أن تقيس على ما تبقى من المصالحات التي رعتها، خصوصًا في أفريقيا". ومعروف أن الحكومة السعودية أنفقت الملايين من الدولارات خلال مراحل إتفاق الطائف الذي أنهى حربًا أهلية شرسة بين الطوائف اللبنانية. غير أن ذلك كان أحد ال بنود السرية التي لم يكشف عنها النقاب بشكل رسمي حتى هذه اللحظة، مما يفتح باب التكهنات على مصراعيه.

وأكد مصدر دبلوماسي بريطاني في الرياض في تصريح لـ"إيلاف" أن أحد بنود اتفاقية المصالحة التي رعتها السعودية بين كل من السودان وتشاد نص على أن تدفع السعودية مبلغًا يقدر بنحو مليار ريال لاستثمارات في البلدين.

ويبدو أن الفوائض النقدية المتأتية بسبب ارتفاع أسعار النفط ستجعل من دول الخليج "متعهدة حفلات زفاف المصالحات السياسية" في الشرق الأوسط وأفريقيا. إلا أن السؤال الأهم هو من منهم يجرؤ على أن يتعهد بحفل المصالحة السياسية في العراق بعد أن أفلس المتعهد الأميركي بسبب المدرجات الفارغة من السنة والشيعة والكرد. ويقول المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان، الذي يرأس تحرير جريدة الجزيرة التي لم تصدر بعد، أن قطر وجدت نفسها وسط شبكة علاقات موسعة تجعلها قادرة على التشاور مع جميع الأطراف المعنية مثل سوريا وإيران والسعودية ومصر، إضافة إلى حلفائها من الدول الغربية.

ويضيف في حديثه مع "إيلاف" قائلاً بتفصيل أوسع: "تمكنت قطر من تحقيق "اتفاق الدوحة" بفضل مجموعة عناصر: فهي استفادت من الغطاء العربي الذي تمثل بقرارات مجلس وزراء الخارجية، وكذلك من العمل الدؤوب الذي قام به الأمين العام للجامعة العربية وفريقه خصوصًا انه اشبع الاقتراحات درسًا ونقاشًا، فلما وصل الأقطاب اللبنانيون إلى الدوحة كانت الحلول جاهزة بنسبة كبيرة".

كما أن تفجر الأزمة في لبنان قد أدى إلى وضع غير مريح لجميع الأطراف: "المعارضة التي اعتبرت نفسها "منتصرة عسكريًا لكنها لا تعرف ماذا تفعل بهذا الانتصار، والأكثرية التي اعتبرت "مهزومة عسكريًا" مع أنها كانت تخوض أزمة سياسية وتريد لها حلاً سياسيًا. لذلك وجدت الوساطة القطرية نفسها أمام طرفين راغبين في البحث عن حل". وأشار إلى أن القطيعة السياسية بين مصر والسعودية من جهة وسوريا من جهة أخرى" عطلت الحل العربي وأفسحت في المجال لطرف ثالث كي يقود الوساطة وصولاً إلى حل". واستبقت قطر قبولها المهمة بجملة اتصالات ومشاورات لتحصل على تعهدات بالدعم وعدم العرقلة، ولم تلق من أي طرف تحفظًا على قيامها بالوساطة. وتعاونت الدوحة على نحو متكافئ مع مختلف الفرقاء اللبنانيين واحتفظت بمسافة واحدة مع كل منهم على الرغم من أنها كانت قبل ذلك تعتبر أقرب إلى المعارضة كما يقول بدرخان الذي يضيف: "يمكن القول إنها خرجت من هذه الوساطة بفكرة مختلفة عن فريق الأكثرية، وكان لها تقدير خاص لتعاونه من أجل إيجاد حلول واستكمال عناصر الاتفاق". وليس سرًا أن الدوحة اضطرت إلى ممارسة ضغوط على فريق المعارضة عندما أدركت أن هناك اتفاقًا جاهزًا عمليًا، لكن هناك عرقلة غير مبررة بسبب بعض التفاصيل المتعلقة بقانون الانتخاب. وقد استعانت بدمشق وطهران والرياض لإنجاح هذه الضغوط.

 

النائب الحجار:المدخل لتخفيف الاحتقان اعتذار "حزب الله" من اهل بيروت ونشدد على بيروت مدينة آمنة وعاصمة لا يكون فيها الا السلاح الشرعي فقط

وكالات/استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني النائب محمد الحجار الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت واستمتعت بلقاء سماحة المفتي قباني، ودار حديث عام عن الاحوال العامة وما تعرضت له بيروت خلال أحداث أيار وما نتج منها من اشكالات على الساحة الداخلية اللبنانية. وكان تأكيد من سماحته لتنفيذ ما ورد في بيان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لجهة نقطتين: النقطة الأولى هي ضرورة العمل في اتجاه تخفيف الاحتقان والتشنج الداخلي الحاصل، والعمل في اتجاه إزالة آثار وانعكاسات ما جرى على الساحة الداخلية والساحة الوطنية والوحدة بين المسلمين سنة وشيعة، والمدخل الصحيح لهذا الأمر هو أن يعترف من قام بهذه الخطيئة، أعني بذلك "حزب الله"، بجسامة ما حصل، وبالتالي أن يعتذر من بيروت وأهلها والمناطق التي أصابها ما أصابها في تلك الأحداث. النقطة الثانية هي التركيز، كما أعلن المجلس الشرعي، على أن تكون بيروت مدينة آمنة وعاصمة منزوعة السلاح، يكون فيها فقط السلاح الشرعي والإمرة فيها فقط للجيش اللبناني والقوى الأمنية والمؤسسة الشرعية".

سئل: متى تتوقع ولادة الحكومة الجديدة؟

أجاب: "كنا قد تمنينا في السابق ومع انتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيسا للجمهورية نتيجة للاتفاق الذي حصل في الدوحة أن تكون هنالك انطلاقة سلسة للعهد ويتم من خلال ذلك العمل في اتجاه تأليف حكومة بشكل سريع، ولكن للأسف لا أرى ذلك يحصل اليوم، فهناك تعثر في تأليف الحكومة يعود إلى أمر أساسي وهو أن المعارضة لا تريد أن تطبق ما جاء في اتفاق الدوحة، ولنقل ذلك صرحة، بحيث أن الاتفاق ارسى توازنا معينا، وطرح موضوع النسب من حيث عدد الوزراء بين مختلف الأطراف، موالاة ومعارضة ورئيس الجمهورية بنسبة 16-11-3، كما حكي في موضوع أهمية إعطاء رئيس الجمهورية الدور الأساس خصوصا في المرحلة المقبلة، ومن الضرورة أن تكون الوزارات الحساسة والمسؤولة بشكل مباشر عن الانتخابات النيابية المقبلة في يد طرف محايد، فمن يكون محايدا أكثر من الرئيس الوفاقي والحيادي؟ من هنا أتت التشكيلة أو التوليفة التي اقترحها الرئيس المكلف فؤاد السنيورة حين طرح أن تقسم الحقائب السيادية الأربع على شكل حقيبة سيادية للموالاة وحقيبة سيادية للمعارضة وحقيبتين لرئيس الجمهورية هما وزارتا الداخلية والدفاع لما لهاتين الوزراتين من أهمية من حيث العمل على التأسيس بشكل جيد للاستقرار المطلوب على الصعيد الداخلي وخصوصا الشق الأمني، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة. ولم يكتف الرئيس السنيورة بذلك، بل ذهب إلى ابعد بحيث قال انه لا يحق لأحد أن يحتكر موقعا وزاريا معينا، وقرن هذا القول بالفعل وارسل إلى قادة المعارضة بحسب معلوماتي تشكيلتين أو ما سمي السلتين، يعني تمت إعادة توزيع الحقائب على الموالاة وعلى المعارضة بحسب تشكيلة معينة، كان أن ركز في هذه التشكيلة على أن تكون هناك حقيبة سيادية للموالاة وأخرى للمعارضة، عملا بما جاء في اتفاق الدوحة لجهة التوازن ما بين كل الأطراف. هذا ما أرسل بالأمس والآن الرئيس السنيورة هو في انتظار رد المعارضة الذي يتوقع أن يكون خلال الساعات المقبلة بحسب علمي".

وأضاف: "إن كان ما تناوله قادة حزب الله في السابق من رغبتهم في أن تهدأ الأمور وسعيهم الى ان يكون هذا الصيف هادئا، يجب قرن القول بالفعل والعمل في اتجاه تسهيل تأليف الحكومة وعدم وضع العراقيل أو عدم دفع بعض الواجهات لتتولى هي مسؤولية العرقلة تحت مسميات مختلفة".

سئل: ما رأيكم بما يقوله بعض أعضاء "تكتل التغيير والإصلاح" من أن الرئيس السنيورة لم يرسل لهم حتى الآن أي تشكيلة حكومية نهائية؟

أجاب: "هذا الكلام غير دقيق على الاطلاق، فمعلوماتي تقول إن مستشار الرئيس السنيورة الأستاذ محمد شطح قد زار رئيس كتلة الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون وقدم اليه السلتين، وكان هناك قبول مبدئي بهذا الأمر على أن يصار إلى إعداد رد من قادة المعارضة كافة حول هاتين التشكيلتين اللتين تقدم بهما الرئيس السنيورة. وفي المناسبة، فإن من الملاحظ أن قادة "حزب الله" وحركة "أمل" عندما تكون الأمور هادئة يقومون بالمطالبة بحصة لتكتل التغيير والإصلاح، وعندما يمس الأمر بهم مباشرة يدفعون العماد ميشال عون كي يسوي الأمر وحده مع رئيس الجمهورية أو مع الموالاة أو مع رئيس الحكومة، كما يحصل الآن تحديدا. فالمعلوم أن العماد ميشال عون هو ركن من أركان المعارضة، وبما أن الطرح كان اعطاء حقيبة سيادية واحدة للمعارضة، وبدا أن العماد عون يطالب بحقيبة سيادية لنفسه، تم الدفع بالعماد عون كي يطالب بذلك منفردا من دون تدخل من باقي أطراف المعارضة. وهذا نوع من المحاصصة بين أركان المعارضة وليس توزيعا للادوار. وبالطبع الهدف من ذلك هو تحقيق ما يمكن من مكاسب سياسية، خصوصا أن في اعتقادهم أن امتلاكهم لبعض الوزارات التي يطالبون بها حاليا سيفيدهم في الانتخابات النيابية المقبلة، وفي اعتقادي أنهم على الصعيد الشعبي باتوا في حاجة الى ذلك".

سئل: كيف تنظرون إلى ما جاء على لسان النائب محمد رعد بالأمس أن قوات اليونيفيل إذا تمركزت في مزارع شبعا فإن ذلك يعتبر انتقاصا للسيادة؟

أجاب: "هو كلام غير صحيح وغير سليم، بمعنى أن استرجاع مزارع شبعا إلى السيادة اللبنانية كان مطلبا للبنانيين جميعا، وهو بالتالي مطلب المتحاورين في جلسات الحوار في آذار 2006، فموضوع استرجاع مزارع شبعا وموضوع ترسيم الحدود شكل نوعا من الإجماع الوطني، أما حديث النائب محمد رعد فقد فاجأني بالفعل، وذكرني بحديث مماثل جاء على لسان السوريين عندما حرر الجنوب عام 2000، وكانت هذه الحالة من الإرباك موجودة في ذلك الوقت عند بعض قادة النظام السوري عندما بدا لهم أن اسرائيل سوف تنسحب في العام 2000، ما سبب حالة من الإرباك، وحديث النائب محمد رعد ذكرني تماما بتلك الحالة التي شاهدتها في ذلك الوقت، وبتصوري أن الحديث بهذه الطريقة هو إحساس موجود عند النائب رعد وعند غيره بقرب استرجاع مزارع شبعا بالوسائل الديبلوماسية فلذلك يحاول قطع الطريق عليها بتصريحات لا تفيد البلد ولاالسيادة ولا تؤتي ثمارها بتوفير المقومات اللازمة لاستعادة استقلال لبنان".

 

فتفت: مطالبة عون بحقيبة سيادية تعدٍ على حصة رئيس الجمهورية

وكالات/إعتبر الوزير أحمد فتفت أن المعارضة عاودت رفع سقف مطالبها الأمر الذي يهدد من استمرار اتفاق الدوحة ونجاحه، متهما إيران بأنها تسعى إلى تحسين شروط اتفاق الدوحة لأنها لا تراه ملائما لمصالحها بعد أن وافقت مرغمة عليه. فتفت، وفي حديث لصحيفة "العرب" القطرية في القاهرة -عقب مشاركته في اجتماعات الدورة الـ 21 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، قال "إن حزب الله انكشف في الداخل اللبناني، لم يعد حزبا لبنانيا وإنما أصبح قوة إيرانية موجودة على الأرض اللبنانية وينفذ السياسة الإيرانية". ورأى فتفت أن الصراع الأساسي في لبنان يكمن في دور لبنان الحقيقي والمستقبلي في المنطقة.. وهل سيستمر كساحة صراع وتصفية حسابات في المنطقة بين سوريا وإسرائيل بديلا عن الجولان، أو بين إيران والولايات المتحدة بديلا عن الخليج. أضاف: "ان مطالبة النائب ميشال عون بوزارة سيادية يعنى التعدي على حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الوزارات لأن اتفاق الدوحة كرس لرئيس الجمهورية ثلاث وزارات بما معناه وزارتان أساسيتان ووزارة دون حقيبة"، متابعاً: "نحن تفهمنا أن الوزارات الأمنية من حق رئيس الجمهورية حتى يتم تحييد الأمن في الأزمات الداخلية".

واعتبر أن عون يريد مطالب تفوق كثيرا تمثيله السياسي حيث يطالب بخمس حقائب وزارية، وهذا غير ممكن لأن حصته في الوزارة 5 مقاعد ويجب على الأقل أن يكون بينهم وزير دولة أو وزيرا دولة على أكثر تقدير، أي أن ما يطالب به يخرج عن اتفاق الدوحة الذي حدد حصة المعارضة بـ 11 وزيرا تشمل 8 حقائب وزارية و3 وزراء دولة في حين تصر المعارضة اليوم على الحصول على 9 أو 10 حقائب وهو ما يعد تجاوزا لاتفاق الدوحة من قبل المعارضة. ورغم ذلك، استبعد فتفت أن تتحول مسألة التشكيل الحكومي إلى أزمة كبيرة تطيح باتفاق الدوحة، وقال: "إن اتفاق الدوحة هو اتفاق عربي وبغطاء دولي وعلى الجميع أن يسعى لتطبيقه وعلى الدول العربية أن تكون فاعلة وضاغطة من أجل تطبيقه، إنما الاتفاق يتعرض الآن لاهتزازت كبيرة". أما على الصعيد الميداني، فانتقد فتفت المعارضة لأنها لم تضبط أتباعها في الشارع حتى الآن حيث ما زالوا يقومون باعتداءات على المواطنين الآمنين في بيروت وخارجها ولم يسمحوا فعليا رغم كل بياناتهم بأن يكون للجيش والقوى الأمنية دورا فاعلا ولم يؤمنوا الغطاء الفعلي السياسي له. وحول موضوع سلاح حزب الله، قال: "لا يوجد تأجيل في هذا الموضوع لأن الموضوع طرح في اتفاق الدوحة بشكل مباشر، وقد طرحت في الدوحة نقطتان في هذا الشأن الأولى هي منع عودة استعمال السلاح في الداخل لتحقيق مآرب سياسية وهذا ما يحدث الآن من جانب الطرف الذي يملك السلاح والجميع يعلم من يملك السلاح في لبنان، والنقطة الثانية هي أن الشأن الأمني والعسكري من اختصاص الدولة اللبنانية فقط وهذا يعني أنه على حزب الله أن يتدارس مع الجيش اللبناني موضوع تواجده المسلح ودوره المسلح في المرحلة المقبلة".

 

"حزب الله" يحضّر لتنفيذ عملية رداً على اغتيال مغنية

وكالات/كشفت تقارير استخبارية إسرائيلية أن التحذيرات العينية الأخيرة، تشير إلى أن "حزب الله" يحاول القيام بعملية نوعية ضد أهداف إسرائيلية.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن "حزب الله" يحاول تنفيذ عملية "لتصفية الحسابات" مع إسرائيل في أعقاب اغتيال القيادي في "حزب الله"، عماد مغنية، في شباط الماضي في دمشق. حيث يحمل "حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن اغتياله. وذكرت التقارير الإسرائيلية أن هنا سببا آخر للمخاوف من احتمال قيام "حزب الله" بتنفيذ عملية، وهو أن يستخدم الأخير العملية لصد الانتقادات التي أطلقت أخيرا ضده في لبنان. وكتبت صحيفة "هآرتس" أن أحد السيناريوهات الممكنة هو التعرض لشخصية إسرائيلية، وخاصة من ذوي الخلفيات الأمنية. وأشارت إلى قلق الجيش من إمكانية التعرض لكبار الضباط. ولذلك فقد تم تعزيز الحراسة الشخصية على كبار الضباط أخيرا، من باب أن "حزب الله" سوف ينظر إلى اغتيال شخصيات من هذا النوع على أنها الرد المناسب على اغتيال مغنية، الذي كان يقف على رأس جهاز العمليات النوعية للحزب.

ورغم أن اغتيال مغنية لم يعد قائما على جدول أعمال الإعلام الإسرائيلي، إلى أن تقديرات الاستخبارات تشير إلى أن "حزب الله" لا يزال يخطط للرد على عملية الاغتيال، التي ينسبها للموساد الإسرائيلي. ومن هنا فإن حالة التأهب التي أعلنت في شباط الماضي لا تزال سارية المفعول، وبناء على ذلك فقد تم اتخاذ سلسلة إجراءات لتعزيز الحراسة على الحدود الشمالية وحول أهداف إسرائيلية في دول كثيرة في العالم. وعلم أن هناك تحذيرات بهذا الشأن، وهي عينية أكثر في الآونة الأخيرة، في ظل التقدم الذي تم التوصل إليه في الاتصالات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل و"حزب الله"، بوساطة ألمانية، حول صفقة تبادل أسرى. وأضافت الصحيفة أن تقديرات كبار المسؤولين في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) تشير إلى أن هذه الطريقة التي حقق فيها "حزب الله" النصر من الممكن أن تؤدي إلى عملية توجه ضد إسرائيل. وهذه التقديرات كان قد عرضت في عدة مناقشات بهذا الشأن قد جرت اخيرا، وبضمنها في تقارير المخابرات التي عرضت على وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك. وادعت هذه التقارير أن الأحداث الأخيرة التي حصلت في لبنان سوف تدفع "حزب الله" إلى المصادقة على عملية ضد إسرائيل على الحدود الشمالية.

 

 عين الحلوة" برميل بارود بعد سيطرة أصوليي سوريا على أمنه

 السياسة/نقلا عن "السياسة": شككت مصادر فلسطينية مطلعة بقدرة لجنة الطوارئ في مخيم "عين الحلوة" والمشكلة من قوى منظمة التحرير بزعامة حركة "فتح" وقوى التحالف بزعامة حركة "حماس" في تنفيذ قرارها باجراء مسح أمني للمخيم لضبط العناصر الغريبة والدخيلة، بعد أن تبين لكل هذه القوى أن الانتحاري الذي قتله الجيش على أحد حواجزه قبل عشرة أيام، هو من أحد هؤلاء الدخلاء على المخيم. وعرضت المصادر لأسباب التشكيك بقدرة لجنة الطوارئ على الشكل التالي:

أولاً: رغم النوايا الحسنة المعلنة من حركتي "فتح" و"حماس"، اللتين تركتا خلافاتهما جانباً لتتفرغا الى معالجة الخطر الداهم على المخيم، فان قواهما العسكرية داخل "عين الحلوة" لا تخولهما اجراء هذا المسح، فنفوذ حركة "فتح" تراجع في السنوات الأخيرة بفعل التضييق عليها منذ أيام الوصاية السورية على لبنان وبأمر منها نفذته سلطة الأمر الواقع اللبنانية، وفي الوقت نفسه لم تستفد حركة "حماس" من هذا الوضع لأن سلطة الوصاية تلك جعلت من مخيم "عين الحلوة" مرتعاً لمجموعات مختلفة من الأصوليين المتطرفين، الذين كانوا يحضرون من دون عدة عبر سوريا الى لبنان.

ثانياً: كانت البداية مع تشكيل ما يسمى "عصبة الأنصار" التي نمت وقويت بسرعة هائلة مستفيدة من الدعم السوري، وسرعان ما تفرع عن العصبة مجموعات أخرى مثل "جند الشام"، و"أنصار الله"، و"الحركة الاسلامية المجاهدة" وغيرها، وانضمت اليهم أيضاً "مجموعة الضنية"، الهاربة من المواجهة مع الجيش آخر أيام العام 1999. ويسود اعتقاد راسخ لدى الأوساط الفلسطينية المتابعة، أن ثمة خيطاً واحداً يربط كل هذه المجموعات ويحركها تبعاً للموقف والظروف في عملية توزيع أدوار كان أحد فصولها الأكثر وقاحة، هو الاشتباك مع الجيش قبل عام من الآن، ابان حرب مخيم نهر البارد ضد تنظيم "فتح الاسلام" الارهابي، في ما بدا أنه مساندة لهذا التنظيم، وكان الطرف الذي فتح النار على الجيش هو "جند الشام"، أما الأطراف التي عملت على وقف الاشتباك وسيرت دوريات أمنية في المخيم وتعهدت للجيش بضبط الوضع فكانت بالضبط تلك المجموعات الأصولية مثل "عصبة الأنصار" و"أنصار الله" و"الحركة الاسلامية"، وليس حركتا "فتح" و"حماس" اللتان وقفتا عاجزتين يومها.

ثالثاً: عندما تقرر مسح المخيم أمنياً، وقع حادث فوري لجم الجميع، وكأن الصدفة تلعب دوماً لصالح تلك المجموعات الأصولية، فقد أطلق "مجهولون" النار على المواطن الفلسطيني جلال حسنين ليل الاثنين-الثلاثاء ما أدى الى مقتله، على حدود حي الطوارئ معقل تلك القوى، وقد تحول هذا الحي الى مخيم داخل المخيم، ومن غير المستبعد أن تكون العناصر الغريبة والدخيلة تتمترس فيه بحماية "عصبة الأنصار".

رابعاً: مع احياء الذكرى العاشرة لاغتيال القضاة الأربعة الذين قتلوا برصاص أصوليين فلسطينيين لجأوا الى مخيم "عين الحلوة" خرج زعيم الحركة الاسلامية الشيخ جمال خطاب ليعلن نفسه وصياً على أمن المخيم، بدعوة السلطات اللبنانية للتنسيق معه لاعتقال وتسليم قتلة القضاة الأربعة، وهنا تبدو أيضاً هشاشة موقف حركتي "فتح" و"حماس".

خامساً: تتزامن تطورات "عين الحلوة" مع عودة ظهور الارهابي شاكر العبسي مرتين، وهو المعروف أن له علاقات وثيقة مع بعض مجموعات هذا المخيم، وقد ظهرت هذه العلاقات جلية يوم اشتعل "مخيم الطوارئ" برصاص الابتهاج لخبر عدم مقتله يوم سقوط مخيم البارد، والظهور الأخير للعبسي الذي جندته المخابرات السورية ابان سجنه في دمشق، هو الأخطر لأنه نصب نفسها طرفاً أساسياً في الصراع الدائر في مناطق لبنانية عديدة، بين "حزب الله" وحلفائه من جهة، وأنصار "تيار المستقبل" من جهة أخرى، وقد اتخذ العبسي لغة تهديد صارمة ضد الطرفين على حد سواء.

سادساً: وهنا الأخطر، اذ أن مؤشرات كثيرة تدل على أن النظام السوري الذي أمر مجموعات مسلحة تابعة له مباشرة بالمشاركة في اشتباكات البقاع، يأمل بتصعيد الموقف وفتح معركة باردة جديدة في مخيم "عين الحلوة" تلهي الجيش اللبناني لوقت طويل وتنهكه، فتمنعه من القيام بواجبه في المناطق اللبنانية المختلفة.

لذا يبقى مخيم "عين الحلوة" برميل البارود الذي يهدد الوضع اللبناني برمته حتى اشعار آخر، واذا كانت المصادر الفلسطينية لا تتهم "حزب الله" بالاشتراك في هذا السيناريو، الا أن التحليل المنطقي للمسألة يظهر أن الحزب يستفيد موضوعياً من الهاء الجيش وانهاكه، ليبقى وحده قوة عصية على الكسر.

 

 العبسي" ينتقل الى عين الحلوة

علي الأمين

 تبدو الرسائل التي وجهها شاكر العبسي اخيرا، تفتتح مرحلة جديدة تتسم بسمة امنية تستند في الشكل الى تداعيات احداث ايار الاخيرة، وفي المضمون الى برنامج امني سياسي لبناني بادارة اقليمية. لقد حدد العبسي بالصوت والصورة خمسة اهداف يفترض ان تكون على جدول اعماله الامني وهي: الولايات المتحدة، ايران، حزب الله، سنّة الاكثرية، الجيش. فيما لم يشر العبسي الى سورية التي ساعدت الجيش اللبناني بالسلاح من اجل القضاﺀ على تنظيم فتح الاسلام خلال الصيف الماضي في مخيم نهر البارد. وبمعزل عن دلالة ومعنى هذه الاشارة، يلفت مصدر امني غير لبناني، الى ان رسالة العبسي الاخيرة "تأتي على خلفية المواجهات الاخيرة التي اتسمت بالنزاع السياسي الذي اتخذ بعدا مذهبيا سنيا- شيعيا. من دون ان يقلل المصدر من شأن الاحداث التي شهدها نهر البارد وردود الفعل عليها.

مصدر قريب من الاكثرية يعتقد ان ظاهرة العبسي وغيرها من المجموعات الامنية ذات البعد السلفي هي في مجملها اما: 1- مكشوفة من قبل الاجهزة السورية بسبب عراقة النفوذ السوري في لبنان وهي كانت تنسق مع اجهزة سورية لنقل مقاتلين عرب وفلسطينيين من لبنان عبر سورية الى الاراضي العراقية بعد الاحتلال الاميركي في العام 2003. ويضيف المصدر ان هذا التعاون استمر حتى بعد الانسحاب العسكري السوري من لبنان.

2- او هي بالفعل مجموعات تأتمر بشكل مباشر من اجهزة سورية وكانت نشأت في زمن الوصاية السورية وقامت بعمليات امنية في المخيمات الفلسطينية وغيرها.

هذا الموقف او الاستنتاج، لا يلغي مقولة وجود برنامج خاص لدى هذه المجموعات كتعبير عن الاحباط السني، حيث يرصد بعض المراقبين ان اول ظهور جدي وفعلي لهذه الاطر السلفية الجهادية كان في نهاية العام 1999 في منطقة الضنية في الشمال، والتي واجهها الجيش عسكريا ونجح في ضربها، ويربط هؤلاﺀ نشوﺀ هذه الظاهرة مع السياسة السورية التي اقصت الرئيس رفيق الحريري عن السلطة، وادارت حملة اعلامية وامنية وسياسية مدروسة عليه عبر الرئيس اميل لحود منذ نهاية العام 1998. اما اليوم فيحيل بعض المراقبين هذه الظاهرة التي يعبر عنها العبسي علنا، الى رد فعل عن الاحباط السني الذي سببه حزب الله عبر العمليات الامنية الرشيقة التي قام بها في طول بيروت وعرضها وفي غيرها من الحواضر السنية.

لا يقلل مصدر قريب من الاكثرية النيابية من شأن مقولة الاحباط السني وبالتالي من شأن تداعياته على مستويات سياسية وامنية وغيرهما... لكنه يشير الى ان "اي عمل امني ينفذه العبسي في الاتجاهات التي حددها لن تكون نتائجه لصالح السنة في لبنان، او التيار المعتدل والاكبر في الطائفة السنية، لذا نتائج اي عملية امنية سلفية، هي تبيض صفحة حزب الله، اولا ولو كان هو المستهدف، لانها ستساهم في التخفيف من الصورة البشعة التي ارتسمت في اذهان فئات لبنانية وعربية واسعة بعد اجتياحه لمدينة بيروت. وهي ستظهر ان خطر هذه المجموعات هو اكبر من خطر سلاح حزب الله".

وينهي المصدر الاكثري كلامه "ان السلفية الجهادية هي في مضمونها مشروع ضرب للاعتدال السني، ومحاولة تجميل صورة حزب الله وتأمين شروط ملائمة لتقدم العماد ميشال عون لدى المسيحيين، خصوصا في مشروع التحالف مع حزب الله وسورية".

المصدر الامني غير اللبناني، في قراﺀته الموجزة لما تفوه به العبسي من رسائل تهديد، يتوقع ان "يشهد اللبنانيون والفلسطينيون سيناريو جديداً شبيهاً بسيناريو نهر البارد"، لافتا الى ان هناك شهية دولية واقليمية ومحلية عالية لتكرار مشهد البارد، مرجحا ان يكون مخيم عين الحلوة هو المسرح، وقلل المصدر من احتمالات تنفيذ عمليات امنية خارج المخيمات الفلسطينية، مشيرا الى ان الجيش قد يكون هدفاً لهذه المجموعات، وختم: يبدو ان كلام العبسي سيأخذ بالفعل وجهة فلسطينية...

 

الرئيس سليمان عرض مع الكتلة الشعبية التطورات وإستقبل المطران مطر

الرئيس الحص:بوادر إيجابية في تشكيل الحكومة والبلد لا يحتمل أزمة وزارية

وطنية - 12/6/2008 (سياسة) إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في قصر بعبدا، قبل ظهر اليوم الرئيس الدكتور سليم الحص، وكان عرض للاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الراهنة، لاسيما على صعيد تشكيل الحكومة والمراحل التي قطعتها المشاورات في هذا الخصوص، وعلى صعيد الازمة الاجتماعية المتفاقمة، وكان تأكيد ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة.

الرئيس الحص

وقال الرئيس الحص، بعد اللقاء: "هذه أول زيارة أقوم بها الى فخامة الرئيس، بالطبع، تمنيت له التوفيق في مهمته في هذه الظروف الصعبة، وتحدثنا في مختلف المواضيع التي تهم المواطنين في هذه المرحلة، وكان فخامة الرئيس، بالطبع، متجاوبا وفي منتهى الايجابية حيال كل المواضيع المطروحة على الساحة".

واضاف: "تحدثنا في موضوع الحكومة وضرورة الاسراع في تشكيلها، وتحدثنا في موضوع الازمة التي يعاني منها المواطنون في هذه الايام وهي ازمة الكهرباء، وفخامة الرئيس مطلع على معطيات هذه المواضيع ويتابعها عن كثب".

سئل: هل لمستم لدى فخامة الرئيس قربا في تشكيل الحكومة؟ وماذا نصحت في هذا المجال؟

أجاب: "المعطيات كلها ليست في يدي، وبالنسبة الى الحكومة يظهر بأن هناك بعض البوادر الايجابية، وأتمنى ان تتألف في وقت سريع والبلد لا يحتمل أزمة وزارية طويلة".

سئل: ما رايكم بالطرح الجديد الذي قدمه الرئيس السنيورة حول السلتين؟

أجاب: "لست مطلعا على هذه التفاصيل".

سئل: هل يكون منبر الوحدة في المعارضة بعد تشكيل الحكومة؟

أجاب: "في طبيعة الحال، أن يكون هناك معارضة أخرى، وما يسمى معارضة اليوم ستصبح جزءا من الحكومة، والحكومة جامعة للمعارضة وللموالاة معا، ونحن لن نعود قوة ثالثة بل سنكون في موقع المعارضة البناءة".

وعرض الرئيس سليمان مختلف التطورات العامة وخصوصا تلك المرتبطة بتشكيل الحكومة مع الكتلة الشعبية النيابية برئاسة النائب إيلي سكاف.

والتقى الرئيس سليمان رئيس أساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر، وكان عرض لاخر المستجدات. ثم التقى وفدا من المطارنة الموارنة في بلاد الاغتراب، وكان عرض لاوضاع الجالية اللبنانية في البلدان التي يمثلونها.

وإستقبل الرئيس سليمان سفير الصومال في لبنان الذي جدد تهاني القيادة الصومالية بإنتخابه، وكان عرض للعلاقات الثنائية.

 

مخزومي:لا يجوز التنصل من مسؤولية استفحال الاوضاع خصوصا بعد دخول منظمات أصولية على خط التوتر

وطنية - 12/6/2008 (سياسة) رأى رئيس حزب "الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي في بيان اليوم، أنه "لم يعد جائزا تنصل بعض القوى السياسية من المسؤولية عن استفحال الأوضاع الأمنية وتحويل مسألة تشكيل الحكومة إلى أزمة جديدة تكاد تستفحل بالتزامن مع التوترات والصدامات اليومية في شوارع بيروت وصيدا وبعض مناطق البقاع، خصوصا بعد دخول منظمات أصولية على خط التوتر القائم حاليا ما بين الشيعة والسنة". وسأل: "هل كان المطلوب من اتفاق الدوحة أن يسمي الوزراء أو أن يقسم الحقائب الوزارية أيضا؟ وهل يحتاج البلد أو تشكيل الحكومة إلى اتفاق جديد ورعاية جديدة؟". وقال: "إن ما يجري يذكر اللبنانيين بالأوضاع التي كانت سائدة في مرحلة ما بعد الطائف حين كان السياسيون يلجأون لحل مشاكلهم، حتى الشخصية منها، إلى دولة الرعاية آنذاك، فهل حن سياسيو هذا البلد إلى تلك الأزمنة وهل يراد لهذا البلد أن يبقى في غرفة العناية الفائقة لا تقوم لقضية فيه قائمة إلا عبر الوسطاء وأصحاب الوصاية؟ ومن يضمن عدم انفجار البلد في وجه الجميع؟".

 

المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية استقبل النائب دو فريج ووفد التيار الحر: لتخصيص مقعد للطائفة في مجلس النواب وعدم تغييبها عن وظائف الدرجة الأولى

وطنية-12/6/2008(سياسة) إستقبل المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية في لبنان برئاسة أنطوان حكيم وحضور رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، النائب نبيل دو فريج ووفدا من التيار الوطني الحر. وأفاد بيان صدر عن المجلس،"ان البحث تناول التقسيمات الادارية لمدينة بيروت وشؤون وطنية وسياسية منها ما يتعلق بقانون الانتخابات النيابية. ونوه المجلس ب"الجهود من أي جهة أتت والهادفة إلى إنصاف الطوائف المسيحية المسماة "أقليات" عبر تمثيلها بشكل كامل في مجلس النواب، وتحييد هذه الجهود عن التجاذبات السياسية". وطالب المجتمعون ب"تخصيص مقعد للطائفة الكلدانية في مجلس النواب وعدم تغييب الطائفة عن وظائف الدرجة الأولى في مؤسسات الدولة".

 

الرئيس الجميل التقى سفير الصين ووفدا من الكنيسة الانجيلية في النروج

وطنية - 12/6/2008 (سياسة) استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي وفدا من الكنيسة الانجيلية في النروج ضم كلا من القس شل هالتورب والقس تول، وراعي كنيسة الروح القدس الانجيلية في لبنان القسيس مجدي بسطة، وتم خلال اللقاء بحث في الاوضاع العامة. كذلك، التقى الرئيس الجميل في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم سفير الصين ليو زيمينغ، في حضور النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور سليم الصايغ. وتم خلال اللقاء الذي استمر ساعة عرض لآخر التطورات على الساحة اللبنانية من جوانبها المختلفة. وقدم الرئيس الجميل خلال اللقاء عرضا لموقف الحزب من التطورات وأطلعه على حصيلة لقاءاته التي أجراها خلال الأيام القليلة الماضية على أكثر من صعيد، والمساعي التي يبذلها لتقريب وجهات النظر والبحث عن مخرج للمأزق الحكومي.

 

المجلس الشيعي ناقش تطورات الاوضاع على الساحة الداخلية وتشكيل الحكومة

وطنية - 12/6/2008 (سياسة) عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعه الدوري بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان.

وتوجه المجتمعون بالتعزية من المسلمين في ذكرى إستشهاد السيدة البتول فاطمة الزهراء التي "مثلت مدرسة في الطهر والفضيلة والمعرفة وفي المواقف المبدئية دفاعا عن الحق والعدل". وأبدوا "أسفهم للأحداث الأمنية التي تعرضت لها البلاد وأدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، ولتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد". وتوقف المجتمعون عند انجاز انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية الذي صادف يوم التحرير والمقاومة الذي يعني تأكيدا من اللبنانيين على أهمية المقاومة للحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وكرامة أبنائه. ودان المجتمعون "الانتهاكات الصريحة والواضحة لأحكام الشريعة الإسلامية التي تقوم بها حكومات بعض الدول الإسلامية وذلك بإصدار قوانين تخالف أحكام الدين الحنيف".

وبعد التداول في تطورات الأحداث في لبنان والمنطقة أصدر المجتمعون بيانا تلاه سماحة القاضي الشيخ علي الخطيب عضو الهيئة الشرعية في المجلس:

أولا: يتوجه المجلس بالشكر إلى دولة قطر وكل الدول الشقيقة والصديقة والجامعة العربية التي ساهمت في انجاز اتفاق الدوحة، ويأمل المجتمعون أن يكون هذا الاتفاق وضع حدا للأزمة السياسية التي أدت إلى انقسام وطني خطير وتوترات أمنية متنقلة كادت أن تأتي على كل شيء.

ثانيا: إن اتفاق الدوحة هو كل متكامل لا بد من استكماله بتنفيذ سائر البنود، ومن هنا فإن المجلس يشدد على وجوب الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واقرار قانون الانتخاب بغية تعزيز المناخات الايجابية وتثبيت التسوية السياسية وتأمين انتظام عمل المؤسسات الدستورية للخروج من الأزمة السياسية وهو ما يساعد على الاستقرار الأمني والبدء بمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتأزمة، من هنا يدعو المجلس إلى وجوب تقديم التنازلات لمصلحة الوطن للوصول إلى تشكيلة عادلة ومتوازنة لأن اللبنانيين لم يعد بمقدورهم تحمل المزيد من الأزمات التي تدفع لبنان في كل مرة نحو الفوضى وتجعلهم غير مطمئنين إلى حاضرهم ومستقبلهم.

ثالثا: يرى المجلس أن العودة الى الخطاب السياسي المتشنج والمبارزات الإعلامية الحادة والبيانات التي تدعو الى الشحن المذهبي والطائفي لا تتوافق ولا تنسجم مع روحية إتفاق الدوحة الذي وضع أسس عودة الإستقرار للخروج من الأزمة ويهبب بجميع المسوؤلين والمرجعيات والهيئات الإبتعاد عن هذا النهج الذي يرفضه اللبنانيون ولا يخدم مصلحتهم الوطنية العليا.

رابعا: يرفض المجلس كل أشكال الفتن والاثارات الطائفية والمذهبية التي تهدد وحدة البلاد وصيغة العيش المشترك، وفي هذا المجال يطالب المجلس القوى الأمنية والتي تحظى بدعم كل الأفرقاء الى ممارسة دورها كاملا وتحمل مسوؤلياتها في حفظ الأمن وصيانة الإستقرار وحماية المواطنين وملاحقة المخلين بالأمن وتثبيت سلطة الدولة دون مداراة أو تهاون ويرفض رفضا قاطعا الاعتداء على الجيش اللبناني.

خامسا: يستحضر اللبنانيون في هذه الأيام ذكرى الإجتياح الاسرائيلي لعاصمتهم بيروت عاصمة المقاومة والوحدة والعروبة والعيش المشترك والتي نستذكر في مثل هذه الايام انطلاقة المقاومة التي حررت العاصمة وبقية المناطق وهي المقاومة التي أثبتت أنها كانت وما تزال عنصر المنعة والقوة للبنان لردع العدوان ولتحرير الأرض والدفاع عن الوطن، وستظل بيروت عاصمة للوطن لجميع أبنائها فهي ليست حكرا لفئة أو لطائفة أو لجهة مهما علا ضجيج البعض والخطاب العنصري الفئوي.

سادسا: يأمل المجلس أن يبادر الأخوة الفلسطينيين إلى استئناف الحوار للوصول إلى تفاهمات تخدم القضية الفلسطينية وتحقق آمال الشعب الفلسطيني بإخراجه من حالة الانقسام التي لن تفيد سوى العدو المتربص بهم.

سابعا: يدين المجلس الضغوط التي تمارس على العراق لتوقيع اتفاقية أمنية تكون في خدمة القوى الغازية، وتضر بمصلحة الشعب العراقي الشقيق، ويدعو إلى التضامن العراقي لتعزيز موقفه خدمة لمصلحة أبنائه، علما أن القانون الدولي يعتبر هكذا اتفاقية في ظل الاحتلال اتفاقية مشوبة بعيب الاكراه وهي باطلة.

 

إرجاء دعوى العماد عون ضد صحافيين في "المستقبل" الى 11 تموز

وطنية- 12/6/2008 (قضاء) أرجأ قاضي التحقيق في بيروت ماجد مزيحم الى الحادي عشر من تموز دعوى النائب العماد ميشال عون ضد الصحافيين في صحيفة "المستقبل" بول شاوول وفارس خشان، والمدير المسؤول توفيق خطاب، في جرم القدح والذم، بعدما تبلغ المحامي حماده حماده قرار الهيئة الاتهامية برد الدفوع الشكلية التي تقدم بها شاوول واستمهل للرد عليها.

 

المفتي قباني أكد ضروة تنفيذ مضمون بيان المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى

النائب الحجار:المدخل لتخفيف الاحتقان اعتذار "حزب الله" من اهل بيروت ونشدد على بيروت مدينة آمنة وعاصمة لا يكون فيها الا السلاح الشرعي فقط

وطنية - 12/6/2008 (سياسة) استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني النائب محمد الحجار الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت واستمتعت بلقاء سماحة المفتي قباني، ودار حديث عام عن الاحوال العامة وما تعرضت له بيروت خلال أحداث أيار وما نتج منها من اشكالات على الساحة الداخلية اللبنانية. وكان تأكيد من سماحته لتنفيذ ما ورد في بيان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لجهة نقطتين: النقطة الأولى هي ضرورة العمل في اتجاه تخفيف الاحتقان والتشنج الداخلي الحاصل، والعمل في اتجاه إزالة آثار وانعكاسات ما جرى على الساحة الداخلية والساحة الوطنية والوحدة بين المسلمين سنة وشيعة، والمدخل الصحيح لهذا الأمر هو أن يعترف من قام بهذه الخطيئة، أعني بذلك "حزب الله"، بجسامة ما حصل، وبالتالي أن يعتذر من بيروت وأهلها والمناطق التي أصابها ما أصابها في تلك الأحداث. النقطة الثانية هي التركيز، كما أعلن المجلس الشرعي، على أن تكون بيروت مدينة آمنة وعاصمة منزوعة السلاح، يكون فيها فقط السلاح الشرعي والإمرة فيها فقط للجيش اللبناني والقوى الأمنية والمؤسسة الشرعية".

سئل: متى تتوقع ولادة الحكومة الجديدة؟

أجاب: "كنا قد تمنينا في السابق ومع انتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيسا للجمهورية نتيجة للاتفاق الذي حصل في الدوحة أن تكون هنالك انطلاقة سلسة للعهد ويتم من خلال ذلك العمل في اتجاه تأليف حكومة بشكل سريع، ولكن للأسف لا أرى ذلك يحصل اليوم، فهناك تعثر في تأليف الحكومة يعود إلى أمر أساسي وهو أن المعارضة لا تريد أن تطبق ما جاء في اتفاق الدوحة، ولنقل ذلك صرحة، بحيث أن الاتفاق ارسى توازنا معينا، وطرح موضوع النسب من حيث عدد الوزراء بين مختلف الأطراف، موالاة ومعارضة ورئيس الجمهورية بنسبة 16-11-3، كما حكي في موضوع أهمية إعطاء رئيس الجمهورية الدور الأساس خصوصا في المرحلة المقبلة، ومن الضرورة أن تكون الوزارات الحساسة والمسؤولة بشكل مباشر عن الانتخابات النيابية المقبلة في يد طرف محايد، فمن يكون محايدا أكثر من الرئيس الوفاقي والحيادي؟ من هنا أتت التشكيلة أو التوليفة التي اقترحها الرئيس المكلف فؤاد السنيورة حين طرح أن تقسم الحقائب السيادية الأربع على شكل حقيبة سيادية للموالاة وحقيبة سيادية للمعارضة وحقيبتين لرئيس الجمهورية هما وزارتا الداخلية والدفاع لما لهاتين الوزراتين من أهمية من حيث العمل على التأسيس بشكل جيد للاستقرار المطلوب على الصعيد الداخلي وخصوصا الشق الأمني، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة. ولم يكتف الرئيس السنيورة بذلك، بل ذهب إلى ابعد بحيث قال انه لا يحق لأحد أن يحتكر موقعا وزاريا معينا، وقرن هذا القول بالفعل وارسل إلى قادة المعارضة بحسب معلوماتي تشكيلتين أو ما سمي السلتين، يعني تمت إعادة توزيع الحقائب على الموالاة وعلى المعارضة بحسب تشكيلة معينة، كان أن ركز في هذه التشكيلة على أن تكون هناك حقيبة سيادية للموالاة وأخرى للمعارضة، عملا بما جاء في اتفاق الدوحة لجهة التوازن ما بين كل الأطراف. هذا ما أرسل بالأمس والآن الرئيس السنيورة هو في انتظار رد المعارضة الذي يتوقع أن يكون خلال الساعات المقبلة بحسب علمي".

وأضاف: "إن كان ما تناوله قادة حزب الله في السابق من رغبتهم في أن تهدأ الأمور وسعيهم الى ان يكون هذا الصيف هادئا، يجب قرن القول بالفعل والعمل في اتجاه تسهيل تأليف الحكومة وعدم وضع العراقيل أو عدم دفع بعض الواجهات لتتولى هي مسؤولية العرقلة تحت مسميات مختلفة".

سئل: ما رأيكم بما يقوله بعض أعضاء "تكتل التغيير والإصلاح" من أن الرئيس السنيورة لم يرسل لهم حتى الآن أي تشكيلة حكومية نهائية؟

أجاب: "هذا الكلام غير دقيق على الاطلاق، فمعلوماتي تقول إن مستشار الرئيس السنيورة الأستاذ محمد شطح قد زار رئيس كتلة الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون وقدم اليه السلتين، وكان هناك قبول مبدئي بهذا الأمر على أن يصار إلى إعداد رد من قادة المعارضة كافة حول هاتين التشكيلتين اللتين تقدم بهما الرئيس السنيورة. وفي المناسبة، فإن من الملاحظ أن قادة "حزب الله" وحركة "أمل" عندما تكون الأمور هادئة يقومون بالمطالبة بحصة لتكتل التغيير والإصلاح، وعندما يمس الأمر بهم مباشرة يدفعون العماد ميشال عون كي يسوي الأمر وحده مع رئيس الجمهورية أو مع الموالاة أو مع رئيس الحكومة، كما يحصل الآن تحديدا. فالمعلوم أن العماد ميشال عون هو ركن من أركان المعارضة، وبما أن الطرح كان اعطاء حقيبة سيادية واحدة للمعارضة، وبدا أن العماد عون يطالب بحقيبة سيادية لنفسه، تم الدفع بالعماد عون كي يطالب بذلك منفردا من دون تدخل من باقي أطراف المعارضة. وهذا نوع من المحاصصة بين أركان المعارضة وليس توزيعا للادوار. وبالطبع الهدف من ذلك هو تحقيق ما يمكن من مكاسب سياسية، خصوصا أن في اعتقادهم أن امتلاكهم لبعض الوزارات التي يطالبون بها حاليا سيفيدهم في الانتخابات النيابية المقبلة، وفي اعتقادي أنهم على الصعيد الشعبي باتوا في حاجة الى ذلك".

سئل: كيف تنظرون إلى ما جاء على لسان النائب محمد رعد بالأمس أن قوات اليونيفيل إذا تمركزت في مزارع شبعا فإن ذلك يعتبر انتقاصا للسيادة؟

أجاب: "هو كلام غير صحيح وغير سليم، بمعنى أن استرجاع مزارع شبعا إلى السيادة اللبنانية كان مطلبا للبنانيين جميعا، وهو بالتالي مطلب المتحاورين في جلسات الحوار في آذار 2006، فموضوع استرجاع مزارع شبعا وموضوع ترسيم الحدود شكل نوعا من الإجماع الوطني، أما حديث النائب محمد رعد فقد فاجأني بالفعل، وذكرني بحديث مماثل جاء على لسان السوريين عندما حرر الجنوب عام 2000، وكانت هذه الحالة من الإرباك موجودة في ذلك الوقت عند بعض قادة النظام السوري عندما بدا لهم أن اسرائيل سوف تنسحب في العام 2000، ما سبب حالة من الإرباك، وحديث النائب محمد رعد ذكرني تماما بتلك الحالة التي شاهدتها في ذلك الوقت، وبتصوري أن الحديث بهذه الطريقة هو إحساس موجود عند النائب رعد وعند غيره بقرب استرجاع مزارع شبعا بالوسائل الديبلوماسية فلذلك يحاول قطع الطريق عليها بتصريحات لا تفيد البلد ولاالسيادة ولا تؤتي ثمارها بتوفير المقومات اللازمة لاستعادة استقلال لبنان".

"حركة التجمع الاسلامي"

ثم استقبل مفتي الجمهورية وفدا من "حركة التجمع الإسلامي" برئاسة سعد الدين حميدي صقر الذي قال بعد اللقاء: "في هذه الظروف التي تمر بها البلاد كان لا بد كوفد من حركة التجمع الإسلامي وبعض عائلات بيروت من زيارة سماحة المفتي لنتشاور معه في الظروف العصيبة التي نمر بها، والاوضاع الأمنية القلقة التي تشهدها أحياء بيروت. كما أكدنا لسماحته على ضرورة تضافر جهود جميع القوى وخصوصا لجهة توجيهات المراجع الروحية للوحدة الوطنية، في الدرجة الأولى، وعلى الأخص وحدة الصف الإسلامي ونبذ التفرقة والمذهبية التي لا تفيد أحدا في هذا البلد. كما عرضنا بعض التجاوزات التي تحدث في شوارع بيروت، هذه التجاوزات ونحن على أبواب عهد جديد، والآمال كلها معلقة في ذلك على حكمة قيادة الجيش وعلى القوى الأمنية اللبنانية، فنحن نطالب الأجهزة الأمنية بفرض سلطتها كاملة ولا يمكن أن يكون الأمن بالتراضي، ولكنه يكون بفرض سلطة الأمن بحزم وبقوة. وعندما نطالب بذلك فإن هدفنا هو حماية الوحدة الإسلامية بالدرجة الأولى، ولكي نحمي بلدن ونحمي الوحدة الوطنية، نحن اليوم لا ندق ناقوس الخطر حول خطورة وحدة الصف الإسلامي ولكننا ندعو الجميع الى العمل على تحصين هذه الوحدة". وختم: "إننا نعتبر مفتي الجمهورية المرجع الاسلامي الأول في هذا البلد ونؤكد دور دار الفتوى بالعمل على وحدة الصف الإسلامي، ووحدة المسلمين في ظل وجود من يريد العبث بوحدة الصف الإسلامي، وهناك من يريد بالمسلمين شرا في هذا البلد".

 

أيها الرئيس، "أرنا قيامته المجيدة"

الدكتور فيليب سالم

إثنان أعيا الدهر أن يبليهما لبنان والأمـل الـذي لذويه (إيليا أبو ماضي)

كما تعمَدوا بالحزن والألم! وكان اللبنانيون قد نسوا ان هناك شيئاً اسمه الفرح. لذا، فهم اليوم في دهشة وحيرة، يتساءَلون اذا كان هذا الفرح الذي جاء البارحة، قد جاء ليبقى! وهم، لا يزالون في خوف كبير على الوطن الصغير. يخافون ان يتسلل الأمل الى نفوسهم، يخافون ان يتسلل الفرح الى قلوبهم. كلهم، منتشرين ومقيمين، يتطلعون اليك ايها الرئيس ويقولون لك: لقد انتظرنا طويلا "فأرنا قيامته المجيدة". ولربما تعتقد ايها الرئيس، وبتواضعك المعهود، ان "قيامته" مؤجلة لأجل ما، ليوم ما، لان هذه القيامة تحتاج الى قوة تفوق قوتك. لذلك جئنا لنقول لك إننا نعتقد عكس ذلك. نحن نؤمن بأنك تمتلك فرصة تاريخية لم يمتلكها رئيس من قبلك، وبأنك بالفعل قادر على الوصول بنا الى "القيامة". هذا، اذا عرفت، وبكل موضوعية، اين تقف انت اليوم، واذا عرفت، وبكل جرأة، اي طريق تسلك بنا غدا.

ولنبدأ، بأين تقف أنت اليوم؟

لم يأت رجل، ايها الرئيس، الى سدة الرئاسة، في لبنان أو قل في العالم كله، بالاجماع الذي أتيت به أنت. لقد وصلت الى هنا بإجماع لبناني لا مثيل له، وإجماع عربي ودولي لم يشهده لبنان من قبل. وأهم من ذلك، انك وصلت الى هنا، وأنت لست مثقلا بالفساد والجرائم كالكثيرين ممن سيجلسون ال  الطاولة عينها معك. وحدك انت اليوم، تمثل الارض والشعب والمؤسسات. وحدك انت اليوم، تجسد الشرعية اللبنانية.

هنا تكمن قوتك. اما في الجهة الثانية، فيمكن ضعفك. انت تعرف، ايها الرئيس، ولربما، اكثر من غيرك، انك لست الحاكم الفعلي للبنان. فالحاكم الفعلي هو سيد المقاومة. فسيد المقاومة يمتلك القوة العسكرية التي لا تمتلكها انت. وهو اليوم، باتفاق الدوحة الجديد، يمتلك حق الفيتو في مجلس الوزراء، وهو حق لا تمتلكه انت. واهم من ذلك، فسيد المقاومة يمتلك حق صنع القرار المحوري، قرار الحرب والسلم مع اسرائيل وقرار التفاوض معها. وايضا، يكمن ضعفك ايها الرئيس، في انه ستكون مكبلا بحكومة، ستمثل، على الارجح، كل شعوب لبنان وطوائفه وحروبه، لكنها لن تمثل لبنان. وزراء يمثلون الغالبية، ووزراء يمثلون الاقلية، ووزراء يمثلونك انت. فاين الوزراء الذين يمثلون لبنان، كل لبنان؟ وأين الوزراء الذين لا ينتمون الى احد الا لبنان؟ وكيف ستصنع هذه الحكومة قراراتها وهناك من يمتلك حق الفيتو على قرارها؟

ونحن ايها الرئيس لسنا ببسطاء لنجهل انك تعرف كل ذلك، لكننا جئنا لنقول لك، انه على رغم الضعف الذي انت فيه، انت تمتلك اكبر قوة وهي قوة الشرعية اللبنانية. ونود ان نقول لك ايضا، كم مهم انك تمتلك هذه القوة الا ان الاهم هو كيف تستعملها.

تستعمل هذه القوة وتقف مكانك. إياك ان "تزيح أنمل شعرة" وإياك ان تخاف الموت. إياك ايها الرئيس ان تقبل بشيء اقل من "بسط سلطة الدولة على جميع اراضيها" ومن يعرف الارض وماذا تريد، اكثر منك؟ وإياك ان تقبل بشيء اقل من ان يكون "السلاح، كل السلاح في عهدة الدولة" وانت تعرف اكثر منا جميعا انه ليس هناك سلاح للداخل وسلاح للخارج. كما انه ليس هناك سلاح خارج المخيمات وسلاح داخلها. فالسلاح هو السلاح. ومن يمتلك السلاح، يمتلك القوة. ومن يمتلك القوة، يمتلك القرار السياسي. كيف نصل الى ذلك؟ نصل الى هذه الاهداف بالابتعاد عن سياسة الشعارات والتحدي، وسياسة الحقد والارتجال والارتفاع الى سياسة الديبلوماسية الجريئة والذكية وسياسة الحياد الفاعل. وفي موضوع الحياد. هناك نوعان منه: فإما ان تكون حيادياً من جميع الافرقاء وتدعهم يقودونك في كل اتجاه، ويكون هذا الحياد حياداً غير فاعل. واما ان تكون حيادياً وتقود جميع الافرقاء الى الهدف الذي تريد، ويكون هذا الحياد حياداً فاعلاً. وماذا عن الديبلوماسية الذكية؟ هي الديبلوماسية التي تكون مصلحة لبنان، وحده لا غيره، هدفها. وتقوم هذه الديبلوماسية على العقل ومعرفة العالم والقدرة على الحوار مع جميع الافرقاء في الداخل وجميع الافرقاء في الخارج وبالاخص مع الدول المتصارعة في لبنان: اميركا والسعودية وسوريا وايران. والقدرة على اقناع هؤلاء واولئك بأن لبنان يريد ان يكون صديقاً لكل منهم ولا يريد ان يكون عدواً لاحد. وترتكز هذه الديبلوماسية على مفاهيم عدة، نتكلم هنا عن بعضها:

اولاً: في يدك ايها الرئيس "ورقتان" لم تحلم يد من قبلك ان تمسك بهما: ورقة الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الامن، وورقة الشرعية العربية المتمثلة بقرارات مؤتمر الدوحة، كل هذه القرارات تقول "ببسط سلطة الدولة على جميع اراضيها". هذا هو المدخل الكبير للديبلوماسية ايها الرئيس. فلا بد ان تحول الديبلوماسية الذكية هاتين الورقتين حقيقة سياسية جديدة وواقعاً جديداً على الارض.

ثانياً: ومن الاخطاء الفادحة التي وقعنا فيها الاعتقاد ان "نزع" سلاح المقاومة يمكن ان يتم بواسطة القوة. اية قوة اكانت قوة "القوات المتعددة الجنسية" ام قوة قوات اخرى قد تطلبها الدولة اللبنانية. واكبر خطيئة يمكن ان ترتكبها الدولة هي ان توجه سلاحها ضد سلاح المقاومة. هذه القضية، قضية السلاح، لا تحل بالسلاح، بل تحل بالديبلوماسية الذكية. وان هذه القضية لا تحل بالحوار الداخلي، بل بالحوار مع سوريا وايران. نحن نرفض اذلال المقاومة او هزيمتها. ولكن في الوقت ذاته، نرفض ان يكون لبنان، كما هو الآن، دويلة في دولة المقاومة. وكذلك نرفض ان تعود المقاومة دويلة في دولة لبنان. نحن نريد دولة واحدة، لا دويلات فيها هي دولة لبنان.

ثالثا: نحن معك أيها الرئيس عندما قلت في خطاب القسم "ان نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة". ونحن معك ايضا عندما قلت "ان نجاحها في اخراج المحتل يعود الى بسالة رجالها وعظمة شهدائها". لكننا لسنا معك "على ان بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال، ومواصلة العدو تهديداته وخروقاته للسيادة يحتم علينا استراتيجية دفاعية". ان الاستراتيجية الوحيدة التي نؤمن بها لتحرير باقي الارض هي الديبلوماسية. والاستراتيجية الدفاعية الوحيدة التي نقبل بها هي ان يكون قرار الحرب وقرار استعمال القوة في يد السلطة اللبنانية وحدها. ونرفض وبكل قوة، ان يكون قرار الدفاع عن لبنان في يد المقاومة. كما نرفض ان يكون هذا القرار قرارا ثنائيا بين الدولة والمقاومة.

 رابعا: سوريا وفن التعامل معها. كيف ستتعامل معها يحدد من ستكون كرئيس. نحن نحثك بقوة على الحوار معها. لكننا نذكرك بأن هناك خطا رفيعا بين ارساء افضل العلاقات معها والاحتفاظ بالسيادة والاستقلال والحرية. هذا الخط تحدده الديبلوماسية. ونقول: ان سوريا اليوم هي غير سوريا البارحة. فسوريا اليوم تقوم بمفاوضات علنية بينها وبين اسرائيل. وتجري هذه المفاوضات في رعاية دولة اسلامية. وللمرة الاولى في غياب الراعي الاميركي. ان سوريا اليوم تحتاج الى غطاء الشرعية اللبنانية. لقد استعملت سوريا لبنان في الماضي ورقة للوصول الى أهدافها، فهل أنت حاضر أيها الرئيس لاستعمال سوريا اليوم ورقة للوصول الى أهدافنا؟ هناك زلزال سياسي آت الى الشرق أيها الرئيس، نتيجة الصراع بين الغرب وايران على مشروعها النووي. فهل نحن حاضرون لديبلوماسية جديدة، وعقلية جدية لاستثمار هذا الزلزال في مصلحة لبنان؟ قلنا ونكرر ان العداء لسوريا خطأ وان الخروج من الازمة يتطلب حوارا في العمق ليس فقط مع سوريا، بل مع ايران ايضا. ونطلب منك المغفرة ايها الرئيس ان كنا قد أسهبنا في النصح. فنحن نخاف عليك ونخاف أكثر على لبنان. نحن، نخاف ان تغادر القصر بعد ست سنوات، كما غادره غيرك، مباشرة الى النسيان. نحن نريدك ان تبقى حيا في ضمير لبنان. نحن نريد أن نرى قيامته المجيدة. ونتوجه الى المقاومة ونقول لها: ننحني أمام شهدائك، أيتها المقاومة، وننحني امام تضحياتك، ولن نكون يوما كافرين أمام بطولاتك. ولكن نرجو أن تسمحي لنا ولو مرة واحدة أن نكون صادقين معك، وأنت من يحترم الجرأة، ويحتقر الرياء، وان نبوح لك بأنه قد قامت في الماضي مقاومات اخرى غيرك في لبنان، ثم ما لبثت ان ذهبت، وبقي لبنان. لقد حان الوقت أيتها المقاومة ان ترتقي الى البطولة، وتنحني امام لبنان. لقد حان الوقت ان تعودي الى حضن الدولة، الى لبنان، انه الوحيد الباقي. وإياكم ان يصدق أحد. وحده لبنان "إلهي" اذ ان هذه الارض كانت قد سكنتها "الآلهة" قبل ان تسكنها البشر. سلوا الارض. ولماذا أنتِ صامتة أيتها الارض؟ تكلمي.

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

هآرتس": شرط المصالحة المصرية – السورية فتح سفارة لدمشق في بيروت

رندى حيدر     

النهار/رأى المعلق تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" امس أن ثمن المصالحة بين مصر والسعودية وسوريا هو فتح سفارة سورية في لبنان وكتب: "غياب حسني مبارك عن قمة الدول العربية المتوسطية التي دعا اليها الرئيس الليبي لم يكن مفاجأة. وإنما الاستمرار الطبيعي للمقاطعة التي فرضها الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على الرئيس السوري المشارك في القمة. بين الزعيمين المصري والسوري حساب عسير مستمر منذ ثلاثة اعوام. اما اسباب المقاطعة فتعود الى معارضة الرئيس الاسد تشكيل محكمة دولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري عام 2005، بالاضافة الى العراقيل التي وضعها في وجه حل الازمة اللبنانية منذ عام ونصف عام، ناهيك بالخطاب الذي القاه بعد حرب لبنان الثانية ووصف فيه الزعماء العرب الذين انتقدوا "حزب الله" بأنصاف الرجال.

ظهرت المقاطعة السعودية – المصرية بوضوح عندما امتنع الزعيمان عن المشاركة في القمة العربية التي عقدت في شهر آذار في دمشق. ولكن يبدو ان هذه المقاطعة ستزول في وقت قريب. فقد اشترطت مصر مصالحتها مع سوريا بمصالحة سعودية – سورية، وهذا ما يعمل عليه حاكم قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي جعل هذا هدفا له، بعد نجاحه في انهاء الازمة اللبنانية بتدخل الاسد. ويبدو ان مبارك يفضل تجيير الفضل في اتمام المصالحة مع سوريا الى امير قطر وليس الى معمر القذافي.

المطلوب من الاسد لدفع المصالحة العربية الاعلان للمرة الاولى عن فتح سفارة سورية في لبنان. ومن المنتظر ان يفعل ذلك بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة حيث سيزور الاسد بيروت من اجل افتتاحها. اذا تحققت هذه التوقعات فان هذا سيشكل تنازلا سورياً تاريخياً عن موقفها التقليدي الذي يعتبر لبنان جزءاً لا يتجزأ من سوريا. بهذه الطريقة لن يعجّل الأسد عودته الى البيت العربي فحسب، وإنما سيعود الى الحضن الاوروبي والفرنسي في صورة خاصة. هذا ما لمح اليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في اثناء زيارته الخاطفة لبيروت حين اعلن دعوته الاسد الى حضور قمة دول البحر المتوسط الذي سيعقد في باريس منتصف شهر تموز المقبل. كما وعد ساركوزي بزيارة دمشق اذا فتحت سوريا سفارة لها في لبنان.

تساهم قناة التفاوض غير المباشر المفتوحة بين اسرائيل وسوريا في عملية المصالحة وفي تقريب سوريا من دائرة الدول المعتدلة. هكذا يستعد الاسد للتعاطي مع الادارة الاميركية الجديدة ولاقامة علاقات طبيعية مع فرنسا ومصالحة تاريخية في لبنان وقناة اتصال باسرائيل وتحالف جديد مع مصر والسعودية حليفة الولايات المتحدة، كل ذلك من دون خسارة حقيقية. في لبنان اليوم رئيس جمهورية قريب من سوريا، و"حزب الله" يملك اوراقا قوية في الحكومة، تجري سوريا مفاوضات على استعادة الجولان(...) من المنتظر ان تعود سوريا لتصبح جزءا من الترويكا العربية التي تقود الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي".

 

كيف يتعامل "حزب الله" مع رسالة شاكر العبسي ؟

النهار/ ابراهيم بيرم     

كان يتعين ان يكون للرسالة العالية النبرة التي وجهها أخيرا من وراء الحُجب زعيم "فتح الاسلام" شاكر العبسي صدى أكبر، لو نجح "الانتحاري" الخليجي الجنسية، في أن يتخطى حاجز الجيش على مدخل مخيم عين الحلوة، ويتوجه بحزامه الناسف الى المكان المكتظ يومها ليفجر نفسه فيه.

وكان يمكن ان يكون لهذه الرسالة التهديدية المتعددة الهدف وقع أوسع لو قُيّض لعملية التفجير "الغامضة" التي وقعت في موقع لمخابرات الجيش في محلة العبدة في اقصى الشمال اللبناني ان تنجح في بلوغ الغاية المرسومة لها والتي سيأتي حين من الدهر تتضح للجميع فيه ملابساتها الحقيقية البالغة الخطورة.

لكن التقادير شاءت ان تأتي رسالة العبسي، وتمر من دون أن يكون لها المفعول الترويعي الذي أراده مطلقوها. وعند الجهة الاساسية المستهدفة أصلا بهذه الرسالة وبالتحديد جهة "حزب الله"، ومن يدور في فلكه السياسي.

فمنذ احداث أيار الاخيرة، بدأ اسم "السلفية التكفيرية" يطرح في بعض التنظيرات والكتابات وبعض الخطب السياسية خصوصا لدى "صقور" "تيار المستقبل" على أساس ان هذه "السلفية" ستكون الوارثة الوحيدة لهذا التيار في شارعه الطائفي والمذهبي، كنتيجة "حتمية" للضربة التي تعرض لها هذا التيار في بيروت على وجه التحديد. وقد أعطي لهذه "النظرية" التوريثية ترجمة عملانية من خلال تحميل "السلفيين" في البقاع المسؤولية المباشرة عن الاحداث الامنية التي أفضت الى قطع طريق المصنع، اضافة الى احداث طرأت في الشمال، ظهر فيها "الأصوليون" كأنهم باتوا أصحاب الكلمة الفصل في هاتيك المنطقة وأنهم جاهزون لاقامة ما يشبه "امارة اسلامية" كرد مباشر على أحداث بيروت.

ولم يعد خافيا أن ثمة من وجّه اصابع الاتهام الاساسية الى السلفيين التكفيريين، ليحمّلهم تبعة أحداث تعلبايا – سعدنايل. الخلاصة في الامر كله ان ثمة "مسعى" عُمل عليه بدراية وعناية لتسليط الاضواء على تمدد ونمو السلفية وصل الى حدود الامساك بمفاصل اللعبة الامنية في بعض المناطق، وان هذا التمدد هو بعض ثمار "الهجوم" على "تيار المستقبل" المتسم بالهدوء والعقلانية السياسية التي تقرّب بحدودها من النهج الليبيرالي والعلماني.

ولم يكن المنطق التهويلي بالسلفية الذي يستبطنه الخطاب السياسي المستجد اخيرا، بعيدا عن فحوى رسالة العبسي، ومن مقاصد تعميمها على هذا النحو، وفق قراءة أوساط في "حزب الله" والمعارضة، مهمتها الاساسية الاطلالة على هذا الموضوع ووضعه في دائرة الرصد والتحليل.

وأمر إفراد حيز واسع لـ"الاخطار السلفية" التكفيرية الآتية والتهويل بها يتصل في قراءة الاوساط عينها عند معتنقيها والداعين اليها بأمرين.

الأول: ان اتفاق الدوحة لم يؤد الى اسقاط ماء بارد على العلاقات الساخنة المتوترة بين المجموعات في الداخل اللبناني خصوصا بين السنة والشيعة وبالتالي تملكت بعضهم فكرة النيل من وهج هذا الاتفاق والعمل على تبديده اذا كان متعذرا الانقلاب عليه نتيجة ما ناله من رعاية وضمانة.

وفي هذا السياق يندرج اضافة الى ابراز الجانب التهويلي من "الاحتياط السلفي" تأخير ولادة الحكومة والبند المتعلق بقانون الانتخاب، فتبدو المعارضة خاسرة وتبدو الأكثرية كأنها ربحت بالسياسة بعدما بدت في موقع الخاسر بالعسكر، أو على الاقل تبدو في موقع الممسك بقوة بزمام اللعبة السياسية وخيوطها والقادر على التحكم فيها الى أجل غير مسمى.

الثاني: استهلاك مناخات مؤتمر الدوحة السياسية واعادة عجلة الامور الى مرحلة ما قبل 7 ايار الماضي والمؤتمر نفسه، عبر عنصرين، الاول هو التوتيرات الامنية المتنقلة من مكان الى آخر والثاني اعادة السجال السياسي الى ما كان عليه سابقا، مما يهدد كل منظومة الامان والاطمئنان والثقة التي بدأت تتولد وتكبر بين الاطراف المختلفة بفعل اتفاق الدوحة وما تلاه مباشرة خصوصا في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بالطبع وفق الاوساط نفسها لا يسقط "حزب الله" والمعارضة عموما، من حساباته أخطار "السلفية التكفيرية" التي أطلت برأسها صراحة برسالة العبسي وبحادثي عين الحلوة والعبدة، ولا تهمل رغبة هذه السلفية التي هي مظهر من مظاهر تنظيم "القاعدة" او رافد لها او عائش على وهجها. وفي الوقت عينه لا يخفى على هذه الاوساط ان "السلفيات التكفيرية" على اختلاف مشاربها وتوجهاتها، ينمو في اقتناعها ووجدانها منذ زمن رغبة عارمة في التمدد في الساحة اللبنانية، وتحويل وجودها فيها وجودا يجمع بين مفهومي "النصرة والجهاد"، وبالتالي لا تتجاهل الاوساط ذاتها رسائل عدة وردت بأشكال مختلفة من هذا التنظيم لبلوغ هذا المبتغى.

ولكن ذلك على بلاغته وأهميته لا يجعل "حزب الله" في وضع المضطرب أو الخائف من امكان "نجاح" هذا الفريق التكفيري، من دفع الامور في الساحة اللبنانية لخلق حالة "عرقنة" ثانية أو ما يدانيها او يشابهها، والتلويح والتهويل بها في بعض الاحوال.

وهذا "الاطمئنان" له لدى الحزب فلسفته ورؤيته المتكاملة المبنية على الآتي:

1 – ان "تيار المستقبل" لعب بالورقة الامنية الى حدودها القصوى الى درجة الاستنفاد ونما لديه أخيرا اقتناع بأن استمرار اللعب بها على هذا النحو لم يعد يخدم مصالحه وتوجهاته بل صارت له مفاعيل مضادة خصوصا بعد احداث تعلبايا – سعدنايل الاخيرة.

2 – ان من يعمل على تضخيم دور "السلفية التكفيرية" ويفرد الكثير لاظهار مدى اتساعها وتغلغلها سواء بقصد التهويل على الآخرين او بقصد شد العصبية المذهبية والاستغراق في لعبة استعادة وهج الزعامة المنكسرة او العمل على تغيير وقائع عنيدة تكرست بعد أحداث ايار يدرك تمام الادراك الاخطار الكبرى لاستحضار هذه السلفية واللعب بورقتها، فهي اذا ما تمادت ستلتهم أول ما تلتهم من أطلقها ورعاها وثمة شواهد وأدلة حية على ذلك.

3 – ان اللعب بهذه الورقة حقيقة او تلويحا وتهديدا ينم عن إرباك بالرؤية، وافراط في الاتكاء على حسابات ورهانات أظهرت خطأها في السابق، ويدل على ضعف في الرؤية السياسية لاتجاهات رياح التطورات في المنطقة عموما، فاتفاق الدوحة على سبيل المثال لم يوضع ليسقط، وما أقر فيه سينفذ بحذافيره.

4 – ان ظروف العراق التي سمحت لتنظيم "القاعدة" بضرب ضرباته الكبرى قبل ان ينكمش وجوده ويتلقى ضربات ساحقة، تختلف عن ظروف لبنان.

واذا كان ثمة من يرى ان الشحن والاحتقان الحاصل في الشمال والبقاع، ربما كان القاعدة الخصبة لتمدد ظاهرة "السلفية التكفيرية". إلا أن التنوع اللبناني وانقطاع التواصل الجغرافي من شأنه ان لا يفتح الباب واسعا امام هذه الظاهرة الوافدة.

5 – على رغم كل ما أحاط معارك مخيم نهر البارد من انقسامات في الرؤى لبدايات الحدث نفسه ولخواتيمه، إلا أن الثابت أن احدى أبرز تمظهرات هذه السلفية التكفيرية تلقى ضربة كبرى على يد الجيش اللبناني وبدعم سوري، ورغم ان فرار العبسي كان بمثابة ثغرة كبرى في هذا الانتصار.

6 – الأهم من كل ذلك ان القوى المضادة لمشروع السلفية التكفيرية، وفي مقدمها "حزب الله" تملك من أسباب القوة والجهوزية الشيء الكثير الذي شأنه كبح جماح المشروع السلفي.

ولا تخفي هذه الوساط أن المعارضة حققت خرقا في قواعد هذا المشروع سواء في داخل المخيمات الفلسطينية او في خارجها.

ولا تكتم الاوساط نفسها معلومات تؤكد ان "العملية الموضعية المحدودة" التي نفذتها المعارضة في بيروت في الاسبوع الاول من ايار حققت نجاحا لافتا في مواجهة المشروع عينه تمثل في وضع اليد على شبكات وبؤر أصولية وشبكات مخابراتية مهمة على علاقة بها.

7 – على رغم كل ما حصل فان "حزب الله" على وجه التحديد يمتلك رؤوس جسور مع مواقع مهمة في الطائفة السنية يطل عبرها على ملف الاصوليات السنية، ويمتد عبرها الى مواقع أصولية ذات حيثية تاريخية "نقية" مما يسمح له برؤية "الزوايا المعتمة" والدوائر السوداء في هذا العالم الذي يبدو في حالة ارباك وتشويش في الرؤية. وفي كل الاحوال ان "حزب الله" لا يزعجه "التهويل" بالسلفية او التهديد برسائل صوتية تصدر من وراء الحجب والغرف الموصدة، فهو يعرف حدود تأثيرها ومواطن ضعفها وقوتها ولكن ما يخشاه وفق الاوساط نفسها، هذا الرهان المتجدد في حسابات ثبت بالبرهان القاطع والدليل الساطع مدى خطأها وانعكاساتها السلبية على الوطن وعلى جمهور المراهنين عليها. واللافت، بالنسبة الى الاوساط ذاتها ان بعضهم يمهد للذهاب الى تجربة بالغة المرارة، هي تجربة "العرقنة" بينما يسعى أصحابها والمكتوين بنارها الى التخلص من تبعاتها والتبرؤ منها تماما كما راهنوا في السابق على تجربة "العسكرة" والتلويح بورقتها.

 

الشيعة بين مفهوم اللبننة ونظرية ولاية الفقيه [1 من 3]

طموحاتهم وقوتهم تقلق شركاءهم وتفتح المستقبل على أسئلة كثيرة

أحمد الأسعد: المشكلة في ارتباط "حزب الله" بالأجندة الإيرانية – السورية

عباس الصباغ     

( يتبع جزء ثانٍ)      

النهار/ حمل الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عدداً من التساؤلات بعد طرحه ان "حزب الله" يمثّل حزب ولاية الفقيه، ما دفع المراقبين الى التوقف عند اهداف نصرالله من هذا الإعلان الصريح وللمرة الأولى في تاريخ "حزب الله" منذ حوالى ربع قرن، علماً ان ولاية الفقيه التي يمثلها النظام الإسلامي في ايران ترتكز على ضرورة وجود الولي الفقيه، لأنه حسب بعض المعتقدات الشيعية فإن الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر لا بد ان يكون له نائبه في الأرض يتولى ادارة شؤون الأمة حتى ظهوره.

في هذا التحقيق من ثلاثة اجزاء قراءة لواقع الطائفة الشيعية ومحاولة لشرح ولاية الفقيه كما يراها "حزب الله" ومعارضوه.

قبل ثلاثة عقود ونيّف علا صوت الشيعة في لبنان مطالبين برفع الغبن والحرمان عن مناطقهم اولاً، واشراكهم في العملية السياسية ثانياً. وبرز مؤسس حركة "أمل" الإمام المغيب في ليبيا منذ العام 1978 السيد موسى الصدر كأحد ابرز الوجوه الشيعية، في ظل امساك الإقطاع السياسي بمفاصل الحياة السياسية في لبنان. واستطاع الإمام الصدر مأسسة الوجود الشيعي في لبنان عبر شرعنة مؤسسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1969. وجاءت الحرب الداخلية، التي اوقفها اتفاق الطائف، لتكرّس المحاصصة في الدولة على قاعدة المثالثة بين الطوائف الكبرى، وغدت "الترويكا" احد ابرز تجليات عهود ما بعد الطائف. واستطاع الشيعة فرض مشاركتهم في الحكم، كما انخرطوا في المقاومة ضد إسرائيل بعدما دفعوا مئات الشهداء لتحرير ارضهم.

وبعد العام 2000 ظهرت اشكالية سلاح المقاومة في ظل توازن داخلي اختل بعد خروج القوات السورية من لبنان في نيسان عام 2005. واخفق التحالف الرباعي بين "امل" و"حزب الله" و"تيار المستقبل" والحزب التقدمي الإشتراكي في تقديم تطمينات للشيعة، ما أدى الى تفجير الأزمة في ايار الفائت.

استاذ العلوم الإجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور طلال عتريسي يعتقد انه "ليس للشيعة في لبنان مشروعهم الخاص، وهم مؤمنون بنهائية الكيان اللبناني، لكن لديهم بعض الهواجس تبدأ بالخطر الإسرائيلي عليهم في الجنوب، ولا تنتهي عند تجربة اقصائهم وتهميشهم منذ تأسيس دولة لبنان الكبير عام 1920".

ويجزم عتريسي ان ادبيات الطائفة الشيعية في لبنان ترتكز على احترام مؤسسات الدولة والإنخراط الكامل في مشروعها، وخصوصاً بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989، والذي انصف الطوائف الكبرى في لبنان على قاعدة المناصفة ضمن المثالثة.

ويضيف: "ما حصل في بيروت والجبل الشهر الفائت لا يعني اطلاقاً ان الشيعة، ورغم قوتهم العسكرية والإقتصادية، يرغبون في تغيير النظام اللبناني او الحصول على مكاسب خاصة بحكم الأمر الواقع، والدليل ان ما طالبت به المعارضة اللبنانية وخصوصاً حركة "أمل" و"حزب الله" قبل الحوادث الأخيرة بقي على ما هو عليه بعد هذه الحوادث، وابرز مطالب المعارضة كانت ولا تزال المشاركة في السلطة".

من الحرمان الى السلطة

بعيد اعلان الجنرال الفرنسي غورو تأسيس دولة لبنان الكبير في العام 1920، وجد الشيعة انفسهم داخل هذا الكيان الذي لم يستشاروا في انشائه. لكن هذا الأمر لم يثن سكان جبل عامل عن مقاومة الوجود الفرنسي تماماً كما فعلوا مع العثمانيين.

الا ان تلاشي حلم الوحدة العربية منذ العام 1936 ارخى بظلاله على شيعة لبنان، ولم يكن امامهم سوى القبول بالكيان الهجين. وبعيد استقلال لبنان انخرطوا في مؤسسات الدولة بزعامة الإقطاع السائد في تلك الفترة، ولم تبدل الجمهورية اللبنانية من احوالهم الصعبة في الجنوب والبقاع. الى ان بدأت الحرب الأهلية بعد سنوات من بدء الإعتراف الرسمي اللبناني ببعض حقوق الشيعة، وكان انشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد حركة السيد موسى الصدر وما تركته من اثر عميق في نفوس الشيعة وبداية شعورهم بدخول الدولة، بعد بالحرمان التاريخي من جهة والتهديد الإسرائيلي الدائم لقرى الجنوب من جهة ثانية.

فلسطين: نكبة وتداعيات

منذ العام 1948 وجد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وخصوصاً في جنوبه، منطقة آمنة تقيهم شر الإحتلال الصهيوني لبلادهم.

وحضن الشيعة اخوانهم الفلسطينيين، لكن تمدد الوجود المسلح وقيام ما عرف لاحقاً بـ "فتح لاند" وممارسات بعض الفصائل الفلسطينية اوجدت هوة بين الجنوبيين والفلسطينيين، وتفجّر الصراع بين الطرفين بأشكال عدة.

اضافة الى الوجود الفلسطيني، كان المد اليساري بشقيه الشيوعي والبعثي يؤرق الإمام الصدر، وانعكس صدامات بين حركة "أمل" من جهة والشيوعيين والبعثيين من جهة ثانية. وتفجرت الحرب في البلاد، وحاولت الطائفة الشيعية عبر ما عرف بانتفاضة 6 شباط 1984 ان تحسّن شروط تفاوضها مع الأطراف اللبنانية الأخرى، الى ان جاء الطائف واعاد توزيع الحصص بين الطوائف الثلاث الكبرى في لبنان ودخل الشيعة بقوة في الكيان اللبناني، وسطع نجم رئيس حركة "أمل" نبيه بري الذي اضحى ولا يزال رئيساً لمجلس النواب، وعمل بري على انماء الجنوب على حساب تنازلات في السياسة احياناً. كل هذا ترافق مع ظهور منافس جديد وقوي لـ "أمل" وهو "حزب الله".

مقاومة وخدمات

منذ العام 1982 انخرطت الطائفة الشيعية في مقاومة اسرائيل بشكل لافت، وشكّل الشيعة العمود الفقري للأحزاب اليسارية، وخصوصاً الشيوعية، التي اطلقت المقاومة في 16 ايلول 1982. وبعد تراجع دور "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" وتسلّم المقاومة اللبنانية بقيادة "حزب الله" زمام مبادرة التحرير الذي انجز في ايار 2000، بدأ الشيعة يتطلعون الى تثبيت حضورهم في المؤسسات وادارات الدولة وكذلك محاولة تحصين موقعهم في الساحة الداخلية، وافادوا من التحالف مع سوريا والدعم الإيراني.

وبعد أعوام من المراوحة جاءت حرب تموز عام 2006، واستطاعت المقاومة الحاق الهزيمة الثانية بإسرائيل وكان من الطبيعي ان تثمّر انتصارها في الداخل ولو جاهرت عكس ذلك، الى ان وقعت حوادث 7 ايار الفائت واستطاع "حزب الله" و"أمل" وحلفائهما السيطرة على بيروت وقسم من الجبل بعد معارك عنيفة مع "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الإشتراكي.

وجاء اتفاق الدوحة ليكرس بعض مطالب المعارضة وشروطها. وقبل ايام وبالتزامن مع محاولات تشكيل حكومة العهد الأولى، لفتت مطالبة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان بمنصب نائب رئيس الجمهورية ويتولاه شيعي، مما اثار ردة فعل من بعض اقطاب قوى 14 آذار باعتبار ان هذا الطرح يخالف الدستور اللبناني.

إلا ان مجرد المطالبة بهذا المنصب يضع اكثر من علامة استفهام حول حقيقة طموحات الشيعة في لبنان، علماً ان طرح قبلان جاء بعد ايام من اعلان السيد نصرالله صراحة ان "حزب الله" في لبنان هو حزب ولاية الفقيه.

التصرفات الاستنسابية

بعد عدوان تموز 2006 تكفل "حزب الله" بدفع التعويضات للمتضررين من العدوان، وصرف قرابة نصف مليار دولار لبدلات الايواء وغيرها، في محاولة للتخفيف عن الجنوبين واهالي الضاحية الجنوبية من ويلات حرب لم يستشاروا في اتخاذ قرارها، من دون الاقلال من عدوانية اسرائيل واطماعها الدائمة في مياه لبنان وشنها الحروب عليه على مدار العقود المنصرمة.

إلا أن أداء بعض المسؤولين لـ "حزب الله" في بعض القرى والبلدات الجنوبية ترك اكثر من علامة استفهام. ورغم الشكوى من اعتماد الاستنساب في توزيع المساعدات وصرف التعويضات، الا ان قيادة الحزب لم تعالج هذا الامر وتركت مصير بعض المتضررين من عدوان تموز لما يعرف بـ "الرابط"، اي المسؤول المباشر للحزب في البلدة.

ولم تقتصر الشكوى على توزيع التعويضات، بل وصلت الى حد وصف توزيع المساعدات الغذائية بالاستنسابية. ففي بلدان حدودية عدة كانت الشكوى واحدة: "ناس بسمنة وناس بزيت". ففي احدى القرى الحدودية، وزع "حزب الله" التعويضات على اصحاب المزروعات، ولكن كما جرت العادة، جاءت التعويضات استنسابية للمقربين من الحزب. وتشكو (ر. ق.) من بلدة بنت جبيل من عدم دفع التعويض لها عن اشجار اللوز والزيتون ودوالي العنب التي احرقتها الصواريخ الاسرائيلية، في المقابل هناك من قبض التعويضات عن مزروعات وليس لديه حقل او شجرة.

والأمر ينسحب على توزيع خزانات المياه في بلدة عيناتا وكونين وعيترون وغيرها من القرى الجنوبية.

إلا ان احد مسؤولي الحزب في المنطقة ينفي ما يردده الأهالي ويضعه في خانة الطمع. لكن "النهار" تأكدت من صحة ما يقوله الأهالي في قرى جنوبية عدة. هذه التصرفات دفعت احدى المسنات في بنت جبيل الى الرد على احد مسؤولي الحزب الذي طلب منها الصمت: "عندما تأخذوننا الى المسيرات في وسط بيروت، لا تطلبون منا ان نصمت".

لكن هذه الثغر لا تغطي المد الجماهيري الواسع للحزب في اوساط الجنوبيين. حتى هؤلاء الذين يشعرون بالغبن، تجدهم في مقدمة المتظاهرين عند دعوة السيد نصرالله لهم للنزول الى الشارع.

الاسعد: ارتهان للمحور الايراني

رئيس لقاء "الإنتماء اللبناني" احمد الأسعد يعتبر ان اللبنانيين عموماً، بمن فيهم الشيعة، لا يزالون محرومين نظراً الى "سياسات المحور الإقليمي الذي لا يناسبه ان تقوم دولة في لبنان، لأن هذا المحور يريد استعمال لبنان كورقة وايران تريد تحقيق امبراطوريتها في المنطقة، وسوريا تسعى للمساومة على المحكمة الدولية، وبالتالي فإن لبنان محروم الإستقرار والهدوء".

ويعتقد الأسعد ان الهاجس الأوحد لدى الشيعة "ان يكون هناك افق للجيل الطالع، وخصوصاً في ظل الأحوال الإقتصادية السيئة، ولكن للأسف هناك قوى سياسية شيعية، وفي طليعتها "حزب الله"، يناسبها بقاء الأمور على ما هي عليه كي تقبض على مصير الناس".

ويرى الأسعد ان اتفاق الطائف حصّن موقع الطائفة الشيعية "لكن الممارسة ادت الى تشويه الطائف وخصوصاً ان الطبقة السياسية التي تحاصصت السلطة اساءت الى اتفاق الطائف وبالتالي منعت قيام الدولة القادرة".

اما عن المرحلة التي تلي حوادث ايار الفائت، فيعلق: "لقد اساءت تلك الحوادث الى الطائفة الشيعية، وتتحمل ايران مسؤولية ما آلت اليه الأمور.

من جهة ثانية لا يمكن الشيعة ان يعيشوا تحت ثقل الحروب المتتالية، ويجب معالجة موضوع سلاح "حزب الله" عبر مواجهة سياسية شاملة تضعف هذا الحزب وتقنعه بمشروع الدولة، اضافة الى ضرورة اضعاف المشروع الإيراني في المنطقة".

ويجزم الأسعد ان ولاية الفقيه بدعة اوجدتها الدولة الصفوية في ايران (بعيد القرن الرابع عشر ميلادي) و"الدليل ان هناك علماء دين شيعة يرفضون هذه النظرية لأن الله لم يمنح احداً "ولاية" مطلقة على الأمة، الا ان "حزب الله" المرتبط بالأجندة الإيرانية - السورية الى ابد الآبدين يعمل ضمن سياسة هذا المحور، مما يعقد الأمور في لبنان، وخصوصاً ان "حزب الله" فريق فاعل على الساحة الداخلية".

ويختم: "ان بقاء الوضع على حاله وسط الحرب الباردة بين ايران واميركا يدفع في اتجاه ضرورة بلورة مواجهة داخلية تضغط على "حزب الله" وتقنعه باللبننة".

عباس الصباغ     

( يتبع جزء ثانٍ)      

 

تشابيه

يحي جابر ، الخميس 12 حزيران 2008

أفتش عن صفة، عن وصف للمعارضة، عن تشبيه لهؤلاء الشركاء في الوطن، ولا أجد سوى أن الواحد منهم يشبه الزوج النكد، أو الزوجة النكدة ...

ما أن أصغينا إلى خطاب القسم وغمرنا الفرح، حتى جاء خطاب الغضب في اليوم التالي للتنغيص، ورحنا نغص غصة وراء غصة..! ممنوع الفرح شو فهمنا..!

هذه معارضة أم عورضة بالطريق؟ هذه سياسة "النغوزة والنكوزة والنعورة" ...معارضة "الفرفكة"، من فرك مناخير، وفرك آذان، سياسة "الجقمنة واللئمنة" ، وجحظ العيون وبرمة البوز ...ساعديني يا تشابيه لأصف هذه السياسة من الفركشة على يد فركوش كبير وفركوش زغير ... وعرقلة وعرقول. سياسة الترهيب، والتفريغ، والتخريع وخر وبر وهر ووز واز ولز وخز وجز وحز ... ممنوع النوم ما دام هناك طرطقة وطراطيق ودق ودقدقة وخبط وتخبيط وخربطة وخرابيط وشخبط شخابيط..ممنوع الراحة ما دام هناك قلاقل على يد قلقول مجلوؤ يعشق القلقلة والقلاقيل ...ممنوع السلام ما دام هناك قعقعة سلاح وقرقعة وفرقعة وتفقيع خطابات حارقة خارقة ...راجع يتعمر لبنان، وراجع اكثر من شاكر العبسي بثياب وزير أو مستوزر ...ولحق على كيد ونكد في أكثر من نهر بارد..!

 

المتن بين المطالب السورية والمعركة الانتخابية

نشرة ليسيس

تقول معلومات موثوقة ان النظام السوري يريد من عملية العرقلة التي تشهدها ولادة الحكومة الجديدة تحقيق امرين : احدهما داخلي والآخر اقليمي عربي ، وتضيف المعلومات ان دمشق تريد انفتاحاً عربياً وتحديداً سعودياً – مصرياً عليها يسبق تسهيل امور تشكيل الحكومة الجديدة ، واما الامر الداخلي فهو الاتفاق سلة واحدة على التعيينات الامنية والعسكرية قبل قيام الحكومة وحتى قبل الاتفاق على اسماء الوزراء (خصوصاً وزيري الدفاع والداخلية) وبالمختصر المفيد فإن المطلوب في هذه النقطة تحديداً هو عودة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 14-2-2005 ولو دون وجود عسكري سوري .

وفي تفاصيل اضافية يرمي النظام السوري الى تصفية حساباته مع الوزير الياس المرّ ! وما هو غير طبيعي في هذا المجال ان يُستخدم العماد ميشال عون في عملية تصفية الحساب هذه ، والسؤال الكبير هو : كيف يستطيع السوريون ان يدفعوا بعماد لبنان الى المطالبة بما يرونه ضرورياً للعودة الى الامساك بالقرار اللبناني وتحت اي حجج ؟ !

وما هو الافت للانتباه هنا ما نقله موقع الكتروني عن مصدر معارض حول اشتراط عون مقابل التخلي عن المطالبة بوزارة المالية ان يعين شخص يقترحه مديراً عاماً للوزارة من جهة ! وان يجري استبعاد الوزير الياس المرّ عن وزارة الدفاع من جهة ثانية !!

وفيما يردد بعض البسطاء ان طلب استبعاد المرّ يأتي من المواجهة المفترضة في انتخابات 2009 في المتن ، فإن اوساط عليمة تسخر من هذه الاقوال وتؤكد ان تعيين 30 وزيراً لعون وحلفاءه لا يغير في معادلة معركة المتن حرفاً واحداً ، وفيها ان تحالف بين المرّ وقوى 14 آذار يجعل معركة التيار العوني مستحيلة ، ويقدم فارقاً كبيراً جداً لا تسده اصوات شيعة حزب الله ! ولا حتى الاصوات الارمنية (اذا اصطفت في الجهة المقابلة للمر) وان هذا ليس السبب في الفيتو العوني على توزير الياس المرّ ! بل ان الاسباب اقليمية وتعود الى آواخر مرحلة الوصاية وتمر ... بمحاولة اغتياله ، ومن ثم عدم استجابته للاملاءات بالاعتكاف ثم بالاستقالة في مرحلة خروج الوزراء الستة من حكومة السنيورة ، وبالتالي سماحه باحتفاظ الحكومة المذكورة بالثلثين الضرورين للاجتماع والقرار .

ويعرف النظام السوري ان عودة الوزير المرّ الى وزارة الدفاع مع انتخاب الرئيس سليمان سيجعل من شبه المستحيل اعادة التركيبة الامنية – العسكرية التي كانت قائمة طوال مرحلة الوصاية ! وبالتالي سيكون لزاماً والحالة هذه البدء بالتفكير بالتعامل مع لبنان آخر سيد ، حر ، مستقل ، ومن هذه الجدلية بالذات يصير مفهوماً المسعى السوري للخربطة ! ويبقى في هذا المسعى علامة استفهام كبيرة تتعلق باستخدام عون في هذه العرقلة ودفعه الى الواجهة ! ما يخفي الاصابع السورية والحزب الهية العاملة على هذا الملف الحيوي لسوريا ولسلاح حزب الله واختراقاته العسكرية والامنية داخل الدولة في آن .

ويبقى ختاماً ان اصراراً رئاسياً (ومن قوى 14 آذار ايضاً ) على احتفاظ الرئيس بحقيبتي الداخلية والدفاع وحده الكفيل بالحفاظ والمحافظة على مكتسبات ثورة الارز السيادية ، وعلى ابقاء الامل لدى جماهير 14 آذار باستكمال المسيرة ، واي تراجع في هذه النقطة بالذات لا يقاس (ولا باي شكل) بالتنازل عن هذه الوزارة الخدماتية او تلك ، لأن الموضوع هو الفارق الجوهري بين مصالح انتخابية صغيرة لا يعول عليها من جهة ، ومصلحة لبنانية عليا هي في اساس انهاء مرحلة الوصاية وطيّ ملفها والعودة بلبنان الى دائرة الضوء من باب سيادته على ارضه ، وقراره المستقل الخاضع للمصلحة الوطنية العليا ... دون اي امر سواها.

 

كيف يتعامل "حزب الله" مع رسالة شاكر العبسي ؟ 

ابراهيم بيرم (النهار) ، الخميس 12 حزيران 2008

كان يتعين ان يكون للرسالة العالية النبرة التي وجهها أخيرا من وراء الحُجب زعيم "فتح الاسلام" شاكر العبسي صدى أكبر، لو نجح "الانتحاري" الخليجي الجنسية، في أن يتخطى حاجز الجيش على مدخل مخيم عين الحلوة، ويتوجه بحزامه الناسف الى المكان المكتظ يومها ليفجر نفسه فيه.

 وكان يمكن ان يكون لهذه الرسالة التهديدية المتعددة الهدف وقع أوسع لو قُيّض لعملية التفجير "الغامضة" التي وقعت في موقع لمخابرات الجيش في محلة العبدة في اقصى الشمال اللبناني ان تنجح في بلوغ الغاية المرسومة لها والتي سيأتي حين من الدهر تتضح للجميع فيه ملابساتها الحقيقية البالغة الخطورة.

لكن التقادير شاءت ان تأتي رسالة العبسي، وتمر من دون أن يكون لها المفعول الترويعي الذي أراده مطلقوها. وعند الجهة الاساسية المستهدفة أصلا بهذه الرسالة وبالتحديد جهة "حزب الله"، ومن يدور في فلكه السياسي.

فمنذ احداث أيار الاخيرة، بدأ اسم "السلفية التكفيرية" يطرح في بعض التنظيرات والكتابات وبعض الخطب السياسية خصوصا لدى "صقور" "تيار المستقبل" على أساس ان هذه "السلفية" ستكون الوارثة الوحيدة لهذا التيار في شارعه الطائفي والمذهبي، كنتيجة "حتمية" للضربة التي تعرض لها هذا التيار في بيروت على وجه التحديد. وقد أعطي لهذه "النظرية" التوريثية ترجمة عملانية من خلال تحميل "السلفيين" في البقاع المسؤولية المباشرة عن الاحداث الامنية التي أفضت الى قطع طريق المصنع، اضافة الى احداث طرأت في الشمال، ظهر فيها "الأصوليون" كأنهم باتوا أصحاب الكلمة الفصل في هاتيك المنطقة وأنهم جاهزون لاقامة ما يشبه "امارة اسلامية" كرد مباشر على أحداث بيروت.

ولم يعد خافيا أن ثمة من وجّه اصابع الاتهام الاساسية الى السلفيين التكفيريين، ليحمّلهم تبعة أحداث تعلبايا – سعدنايل. الخلاصة في الامر كله ان ثمة "مسعى" عُمل عليه بدراية وعناية لتسليط الاضواء على تمدد ونمو السلفية وصل الى حدود الامساك بمفاصل اللعبة الامنية في بعض المناطق، وان هذا التمدد هو بعض ثمار "الهجوم" على "تيار المستقبل" المتسم بالهدوء والعقلانية السياسية التي تقرّب بحدودها من النهج الليبيرالي والعلماني.

ولم يكن المنطق التهويلي بالسلفية الذي يستبطنه الخطاب السياسي المستجد اخيرا، بعيدا عن فحوى رسالة العبسي، ومن مقاصد تعميمها على هذا النحو، وفق قراءة أوساط في "حزب الله" والمعارضة، مهمتها الاساسية الاطلالة على هذا الموضوع ووضعه في دائرة الرصد والتحليل.

وأمر إفراد حيز واسع لـ"الاخطار السلفية" التكفيرية الآتية والتهويل بها يتصل في قراءة الاوساط عينها عند معتنقيها والداعين اليها بأمرين.

الأول: ان اتفاق الدوحة لم يؤد الى اسقاط ماء بارد على العلاقات الساخنة المتوترة بين المجموعات في الداخل اللبناني خصوصا بين السنة والشيعة وبالتالي تملكت بعضهم فكرة النيل من وهج هذا الاتفاق والعمل على تبديده اذا كان متعذرا الانقلاب عليه نتيجة ما ناله من رعاية وضمانة.

وفي هذا السياق يندرج اضافة الى ابراز الجانب التهويلي من "الاحتياط السلفي" تأخير ولادة الحكومة والبند المتعلق بقانون الانتخاب، فتبدو المعارضة خاسرة وتبدو الأكثرية كأنها ربحت بالسياسة بعدما بدت في موقع الخاسر بالعسكر، أو على الاقل تبدو في موقع الممسك بقوة بزمام اللعبة السياسية وخيوطها والقادر على التحكم فيها الى أجل غير مسمى. الثاني: استهلاك مناخات مؤتمر الدوحة السياسية واعادة عجلة الامور الى مرحلة ما قبل 7 ايار الماضي والمؤتمر نفسه، عبر عنصرين، الاول هو التوتيرات الامنية المتنقلة من مكان الى آخر والثاني اعادة السجال السياسي الى ما كان عليه سابقا، مما يهدد كل منظومة الامان والاطمئنان والثقة التي بدأت تتولد وتكبر بين الاطراف المختلفة بفعل اتفاق الدوحة وما تلاه مباشرة خصوصا في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بالطبع وفق الاوساط نفسها لا يسقط "حزب الله" والمعارضة عموما، من حساباته أخطار "السلفية التكفيرية" التي أطلت برأسها صراحة برسالة العبسي وبحادثي عين الحلوة والعبدة، ولا تهمل رغبة هذه السلفية التي هي مظهر من مظاهر تنظيم "القاعدة" او رافد لها او عائش على وهجها. وفي الوقت عينه لا يخفى على هذه الاوساط ان "السلفيات التكفيرية" على اختلاف مشاربها وتوجهاتها، ينمو في اقتناعها ووجدانها منذ زمن رغبة عارمة في التمدد في الساحة اللبنانية، وتحويل وجودها فيها وجودا يجمع بين مفهومي "النصرة والجهاد"، وبالتالي لا تتجاهل الاوساط ذاتها رسائل عدة وردت بأشكال مختلفة من هذا التنظيم لبلوغ هذا المبتغى.

ولكن ذلك على بلاغته وأهميته لا يجعل "حزب الله" في وضع المضطرب أو الخائف من امكان "نجاح" هذا الفريق التكفيري، من دفع الامور في الساحة اللبنانية لخلق حالة "عرقنة" ثانية أو ما يدانيها او يشابهها، والتلويح والتهويل بها في بعض الاحوال.

وهذا "الاطمئنان" له لدى الحزب فلسفته ورؤيته المتكاملة المبنية على الآتي:

1 – ان "تيار المستقبل" لعب بالورقة الامنية الى حدودها القصوى الى درجة الاستنفاد ونما لديه أخيرا اقتناع بأن استمرار اللعب بها على هذا النحو لم يعد يخدم مصالحه وتوجهاته بل صارت له مفاعيل مضادة خصوصا بعد احداث تعلبايا – سعدنايل الاخيرة.

2 – ان من يعمل على تضخيم دور "السلفية التكفيرية" ويفرد الكثير لاظهار مدى اتساعها وتغلغلها سواء بقصد التهويل على الآخرين او بقصد شد العصبية المذهبية والاستغراق في لعبة استعادة وهج الزعامة المنكسرة او العمل على تغيير وقائع عنيدة تكرست بعد أحداث ايار يدرك تمام الادراك الاخطار الكبرى لاستحضار هذه السلفية واللعب بورقتها، فهي اذا ما تمادت ستلتهم أول ما تلتهم من أطلقها ورعاها وثمة شواهد وأدلة حية على ذلك.

3 – ان اللعب بهذه الورقة حقيقة او تلويحا وتهديدا ينم عن إرباك بالرؤية، وافراط في الاتكاء على حسابات ورهانات أظهرت خطأها في السابق، ويدل على ضعف في الرؤية السياسية لاتجاهات رياح التطورات في المنطقة عموما، فاتفاق الدوحة على سبيل المثال لم يوضع ليسقط، وما أقر فيه سينفذ بحذافيره.

4 – ان ظروف العراق التي سمحت لتنظيم "القاعدة" بضرب ضرباته الكبرى قبل ان ينكمش وجوده ويتلقى ضربات ساحقة، تختلف عن ظروف لبنان.

واذا كان ثمة من يرى ان الشحن والاحتقان الحاصل في الشمال والبقاع، ربما كان القاعدة الخصبة لتمدد ظاهرة "السلفية التكفيرية". إلا أن التنوع اللبناني وانقطاع التواصل الجغرافي من شأنه ان لا يفتح الباب واسعا امام هذه الظاهرة الوافدة.

5 – على رغم كل ما أحاط معارك مخيم نهر البارد من انقسامات في الرؤى لبدايات الحدث نفسه ولخواتيمه، إلا أن الثابت أن احدى أبرز تمظهرات هذه السلفية التكفيرية تلقى ضربة كبرى على يد الجيش اللبناني وبدعم سوري، ورغم ان فرار العبسي كان بمثابة ثغرة كبرى في هذا الانتصار.

6 – الأهم من كل ذلك ان القوى المضادة لمشروع السلفية التكفيرية، وفي مقدمها "حزب الله" تملك من أسباب القوة والجهوزية الشيء الكثير الذي شأنه كبح جماح المشروع السلفي.

ولا تخفي هذه الوساط أن المعارضة حققت خرقا في قواعد هذا المشروع سواء في داخل المخيمات الفلسطينية او في خارجها.

ولا تكتم الاوساط نفسها معلومات تؤكد ان "العملية الموضعية المحدودة" التي نفذتها المعارضة في بيروت في الاسبوع الاول من ايار حققت نجاحا لافتا في مواجهة المشروع عينه تمثل في وضع اليد على شبكات وبؤر أصولية وشبكات مخابراتية مهمة على علاقة بها.

7 – على رغم كل ما حصل فان "حزب الله" على وجه التحديد يمتلك رؤوس جسور مع مواقع مهمة في الطائفة السنية يطل عبرها على ملف الاصوليات السنية، ويمتد عبرها الى مواقع أصولية ذات حيثية تاريخية "نقية" مما يسمح له برؤية "الزوايا المعتمة" والدوائر السوداء في هذا العالم الذي يبدو في حالة ارباك وتشويش في الرؤية.

وفي كل الاحوال ان "حزب الله" لا يزعجه "التهويل" بالسلفية او التهديد برسائل صوتية تصدر من وراء الحجب والغرف الموصدة، فهو يعرف حدود تأثيرها ومواطن ضعفها وقوتها ولكن ما يخشاه وفق الاوساط نفسها، هذا الرهان المتجدد في حسابات ثبت بالبرهان القاطع والدليل الساطع مدى خطأها وانعكاساتها السلبية على الوطن وعلى جمهور المراهنين عليها.

واللافت، بالنسبة الى الاوساط ذاتها ان بعضهم يمهد للذهاب الى تجربة بالغة المرارة، هي تجربة "العرقنة" بينما يسعى أصحابها والمكتوين بنارها الى التخلص من تبعاتها والتبرؤ منها تماما كما راهنوا في السابق على تجربة "العسكرة" والتلويح بورقتها.

 

تفعيل المبادرة العربية برسم الإدارة الأميركية الجديدة

هدى الحسيني (الشرق الأوسط) ، الخميس 12 حزيران 2008

 هل كان من الخطأ المراهنة أو الاعتماد على وعود فريق محدد في الإدارة الأميركية؟ وهل شعر بعض المسؤولين اللبنانيين، أو شعر آخرون فلسطينيون بأنهم استُعملوا من ذلك الفريق الأميركي؟ لقد صدّق هؤلاء الوعود التي أغدقها عليهم مكتب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، وما رافقتها من وعود من قبل ايليوت ابرامز نائب مستشار الامن القومي الاميركي.

الفريقان اللبناني والفلسطيني انطلقا في تطلعاتهما بعدما تأزمت ظروفهما، لأن مناوئيهما في لبنان وفلسطين يتلقون دعماً مفتوحاً من ايران وسوريا، والفريق اللبناني بالتحديد دفع ثمناً غالياً من اغتيالات في صفوفه وقلق على مستقبله، وكان في حاجة الى التمسك بكل دعم دولي يتلقاه رغم ما كلفه ذلك من اتهامات كثيرة.

لكن المشكلة الكبيرة، انه في خضم ما كان يعاني منه وما كان يتمناه، لم يتنبه الى انه جرى استعماله، ليس لقلب النظام السوري، إنما للضغط على سوريا كي تقف مع واشنطن في العراق. اي انه لم يحدث ابداً ان فكرت الإدارة الاميركية بقلب النظام في سوريا. ثم بعد «الفياسكو» في العراق، لم يعد في استطاعة اميركا ان تضرب بلداً ثانياً. ولن يحقق كبار عسكريي البنتاغون خطة تشيني، المتجددة دائماً، في ضرب اهداف داخل ايران. وكان سكوت كاربنتر، نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى حتى فترة قصيرة، كشف اخيراً عن أن رئاسة الأركان الاميركية رفضت خطة اقترحها تشيني الصيف الماضي لقصف منشآت نووية إيرانية. لا تزال ايران هي المشكلة الأولى لأميركا وليس سوريا. الخطأ ان الطرفين اللبناني والفلسطيني صدقا وعود ابرامز، لكنه لم يعطهم اكثر من الكلام المعسول. والخطأ الآخر ان اللبنانيين والفلسطينيين حاولوا الوصول الى آذان الرئيس الاميركي عن طريق مساعد غير مهتم بالمصالح اللبنانية او الفلسطينية، وفشلوا بالتالي في فتح قنوات مع الرئيس مباشرة أو عبر افراد لهم علاقة بالرئيس.

استغل ابرامز موقعه كونه قريباً من البيت الأبيض، ولأن ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي ضعيف، زاد هذا الضعف من نفوذ ابرامز عند الفريقين اللبناني والفلسطيني. وليس هذان الفريقان فقط من اخطأ، فكثيرون من العرب لم يعرفوا القنوات التي كان بإمكانها ايصالهم الى الرئيس الاميركي بموضوعية، والذي زاد من البلبلة ان مسؤولين اميركيين يقولون صراحة، عند الاتصال بهم: «ان مصالحنا في العالم العربي غير مهددة، فلماذا نغير سياساتنا؟».

لقد حاول ابرامز، جاهداً، ان يسبب مشاكل بين مصر والسعودية واميركا، والخطاب الذي القاه الرئيس جورج دبليو بوش في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الأخير، تضمن أفكار ونصائح ابرامز. ويروي لي مسؤول اميركي مخضرم، اساليب ابرامز غير البريئة، قال: «خلال زيارة الرئيس بوش الاولى الى الشرق الاوسط في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، واثناء التحضير لها، اقترح ابرامز ان يدعو بوش الرئيس المصري حسني مبارك الى الرياض لمقابلته هناك. سبّب هذا الاقتراح عاصفة احتجاج داخل الادارة، وتدخل عدد من المسؤولين السابقين وابلغوا الرئيس ان هذا التصرف يُعتبر اهانة، وساهمت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بمساعدة بعض المسؤولين السابقين في ادارة والده، في اقناع بوش بالسفر الى مصر».

وحسب محدثي، اراد ابرامز التسبب بمشاكل «لأنه لو حصل هذا لكانت ردة فعل مصر عنيفة، وهذا كان سيؤدي الى مشاكل بينها وبين اميركا».

لكن، ما دفعه الى ذلك؟ يقول المسؤول الاميركي: «ان ابرامز لا يريد أي علاقة قوية بين اميركا ومصر، أو بين اميركا والسعودية، كي تقبل الدولتان العربيتان بالسياسة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية».

لقد اتخذت رايس ما تتطلبه المصلحة الاميركية من علاقات جيدة مع مصر والسعودية، وحاولت جهدها لاقناع رئيسها كي يتدخل في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وهي لذلك، استعانت ببعض الفعاليات الاميركية المؤثرة كي تقنع الرئيس بأن يكون انشط. لكن الآن، رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت مصاب بالشلل السياسي، والفلسطينيون تأخروا كثيراً عن الإصغاء إلى مصر في فتح حوار في ما بين السلطة في الضفة و«حماس» في غزة.

ولم تسلم رايس من هجوم المحافظين الجدد عليها. ففي مؤتمر «ايباك» الأخير، شنت اليزابيث تشيني النائبة السابقة لمساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى، هجوماً قوياً على رايس، وعلى جهودها لتحقيق اطار سلام بين الفلسطينيين واسرائيل قبل مغادرة بوش الرئاسة واعتبرت مؤتمر «انابوليس» مضيعة للوقت «مقارنة بأهمية التركيز على ايران»، وقالت: «عندما نركز على هذا النوع من الترتيبات (مفاوضات سلام بين اسرائيل والفلسطينيين)، لا يعود لدينا وقت للتركيز على ايران..»، وأضافت: اذا لم يقتنع الايرانيون بضرورة الالتزام بطلبات مجلس الأمن بوقف تخصيب اليورانيوم، «فإنهم سيواجهون عملاً عسكرياً».

هذا الهجوم أحرج رايس، فاضطرت للدفاع عن نفسها في كلمتها امام مؤتمر «ايباك»، كما عبرت عن شكوكها باحتمال التوصل الى وضع اطار لاتفاقية سلام بين الفلسطينيين واسرائيل قبل نهاية ولاية بوش.

ان ولاية بوش تقترب من نهايتها، وفعلياً، بعد انتخاب الرئيس المقبل في شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، يُفترض بالرئيس الحالي ان يستشير الرئيس المنتخب في كل قرار سيُقدم عليه. ويقلل محدثي الاميركي من تهديدات دانيال بايبس وهو من البارزين في المحافظين الجدد، بأنه اذا انتخب باراك اوباما المرشح الديموقراطي، «فإن الرئيس بوش سيشن حرباً على ايران، قبل ان يغادر البيت الأبيض»، وكأنه واثق بأن جون ماكين سيشن تلك الحرب!

من هنا، على العالم العربي أن يفكر في تفعيل المبادرة العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002، لاقناع الإدارة الاميركية الجديدة بأن هدف العرب الاستراتيجي هو السلام، ولأنه اذا انتخب اوباما، فإن الاولوية عنده ستكون ايجاد مخرج لمشكلة العراق، ولأنه مضطر لإيجاد الحل مع بداية العام 2010 فإنه في حاجة الى السعودية، والاردن، وسوريا وايران وتركيا.. فهل يتعامل معه العرب بواقعية؟

أما اذا جاء جون ماكين المرشح الجمهوري، فهو قد يعين جو ليبرمان وزيراً للخارجية، وعدد كبير من مستشاري ليبرمان من المحافظين الجدد أو الجمهوريين التقليديين، وحتى لو انتخب ماكين، فإنه لن يسير كلياً حسب سياسة الرئيس بوش، وان كان لمح الى «احتلال دائم».

يلفتني محدثي الى ان الاتجاه الآن لتخفيف التشنجات في الشرق الأوسط، وليس لحل كل الأزمات الاستراتيجية، وعلى الفريق اللبناني وأيضا الفلسطيني، اللذين راهنا على وعود ابرامز ان يسترجعا عبارة مأثورة لوزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر تقول: «ان ما خسرته في ساحة المعركة لا يمكن ان تسترجعه على طاولة المفاوضات». ويصر على توجيه النصيحة الى الفريق اللبناني، بألا يكرر نفس الأخطاء حيث كانت امامه فرصة التوصل الى اتفاق قبل اشهر وقبل حوادث بيروت (7 أيار/ مايو) التي اثبتت عبرها ايران وسوريا و«حزب الله» عدم الخوف من اميركا.

على اللبنانيين الاسراع في ايجاد حل سياسي وتشكيل حكومة كما نص اتفاق الدوحة، وعليهم ان يدركوا ان ما يفعله القطريون يكون موافقاً عليه من بعض الدوائر الاميركية المؤثرة، التي ترى انه لا بد من تهدئة الازمات الكبرى التي تهدد السلام في المنطقة، استعداداً لاطلاق توجه ديبلوماسي «يساعد في اعادة ايران الى دورها التقليدي في التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة من اجل تأمين استقرار الخليج» (زبيغنيو بريجنسكي في «واشنطن بوست» يوم 27 ايار/ مايو).

اما بالنسبة الى سوريا فليس من مصلحتها التسبب في اي مشكلة، لأنها تتطلع الى الادارة الاميركية المقبلة، ولأن انتخاب العماد ميشال سليمان في لبنان، وهو ليس ضدها، فتح في وجهها ابواب قصر الاليزيه. وبالتالي على اللبنانيين ان يعرفوا، ان ادارة بوش، رغم كلام المساندة اليومي للحكومة، ظلت وحتى الآن، مترددة في اظهار «عضلاتها».

 

بيروتُ معذرةً

العلامة السيد علي الأمين(*)

المستقبل - الخميس 12 حزيران 2008 -

بيروتُ معذرةً قد جئتُ اعتذرُ

يا نجمةً في سماء الشرق ساطعةً

هبَّت عليها من الغوغاء عاصفةٌ

قد حاولوا عنوةً إطفاء شُعلتها

إن يكسفوا بدخان النار عاصمةً

ان الكسوف ظلامٌ لا دوام له

 

بيروتُ ستٌّ لدنيانا وسيدةٌ

مِنْ قبلُ كانت لهم أمّاً كما زعموا

يا منكراً فضل بيروتٍ عليكَ، أفِق

إن يجهلوا قدرها السامي فلا عجبٌ

 

بيروتُ ان تصفحي فالصفح مكرمةٌ

او تصبري تكسبي أجر الألى صبروا

بيروتُ ما خضعتْ يوماً لغازيةٍ

بيروتُ لا تفجعي قلباً بكاكِ دماً

والقلبُ معترفٌ بالذنب منكسرُ

عاث الجناةُ بها واجتاحها الخطرُ

هوجاء لم ينجُ منها الناس والحجرُ

لم تنطفئ شعلة بالحق تعتمرُ

يمضي الكسوفُ ويبقى الشمسُ والقمرُ

هذا الدليلُ بأن النور ينتصرُ

 

ما ادركت قدرها الأحزابُ والزُّمرُ

يا ويحهمُ بحقوقِ الأمِّ قد كفروا

البدو تعرفُ ما أنكرتَ والحضرُ

فالنور يعرفه من عندهُ بَصَرُ

 

أنتِ الكريمة منكِ الصَّفحُ يُنتظرُ

أو تغفري زللاً (طوبى لمن غفروا)

إكليلها الغارُ والتيجانُ والظفرُ

وهو الذي نالهُ منْ جَوْرهمْ قَدَرُ

(*) مفتي صور وجبل عامل

 

الوثائق الجديدة للبنانية المزارع محاضر من الشؤون الجغرافية في الدفاع

خليل فليحان     

النهار/نصحت مصادر قيادية وفاعليات حزبية بعدم التجاوب مع اي عرض لمعاودة التفاوض مع اسرائيل المجمّد منذ الجولة الثانية عشرة في شباط 1994 والتي تعثرت وما لبثت ان توقفت نهائيا بعد ارتكاب اسرائيل مجزرة الحرم الابرهيمي. وتفضّل تلك القيادات البقاء عند الثابتة التي اتبعت منذ عهد الرئيس الياس الهراوي وهي ان يكون لبنان آخر من يوقع على اتفاق سلام مع اسرائيل، مستفيدة مما جرى منذ مؤتمر مدريد للسلام ومن التجارب السابقة التي تلته في هذا المجال والتي ادت الى انقسامات سياسية واسعة عربية - عربية وعربية - لبنانية ولبنانية - لبنانية.

ودعت الى رفض اي ترغيب أو تشجيع في هذا الاتجاه سواء من دولة كبرى او عربية شقيقة، وعلى الاخص من اسرائيل ومن رئيس وزرائها إيهود اولمرت الذي اعرب أول من امس عن امله في ان "يعلن لبنان استعداده للشروع في مفاوضات سلمية مباشرة مع اسرائيل". ولفتت الى توضيح من مصدر اسرائيلي آخر هو ان اولمرت كان يتحدث في جلسة مغلقة، معرباً عن أمله في "ان تتهيأ الظروف لإجراء مفاوضات مع لبنان ولم يكن يطالب بمحادثات معه". وأيدت رد الرئيس المكلف فؤاد السنيورة على اولمرت الذي رفض اي تفاوض سياسي لبناني مع اسرائيل لان عليها ان تطبق القرارات الدولية الملزمة والصادرة عن مجلس الامن ذات الصلة لتنسحب من منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

الا انها سألت السنيورة هل نفذت اسرائيل قرارات مجلس الامن التي اتخذها منذ عام 1978 واولها القرار 425 ومن ابرزها الـ 1701؟ وهل التزمت ما ورد فيها ومنه الانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية التي تحتلها ووقف الخروق الجوية والبرية والبحرية والافراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية ووقف اعتداءاتها على لبنان واخرها كان عام 2006؟

ورأت ان لا بد من تحرك دولي في اتجاه اسرائيل لارغامها على تطبيق تلك القرارات لا سيما بعدما أبدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استعداده لوضع ثقله الشخصي وثقل بلاده بما لها من علاقات وطيدة بها لجعلها تنسحب من منطقة مزارع شبعا ولنشر عناصر من قوة "اليونيفيل" في مواقع جنودها الى حين حلول التسوية الشاملة للنزاع العربي - الاسرائيلي.

واشارت الى ان ساركوزي ينتظر تقريرا عن الوثائق الجديدة التي ابلغه عنها الرئيس ميشال سليمان حول لبنانية مزارع شبعا ومصدرها لبناني، وهي عبارة عن دفعة جديدة من محاضر لجلسات عقدت حول حدودها وطبيعتها. ويتولى التدقيق فيها ضابط كبير واختصاصي في مديرية "الجيوديزيا" اي الشؤون الجغرافية التابعة لوزارة الدفاع الوطني. كما ان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند طلب تلك الوثائق للتحقق من اهميتها مع الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الاسبوع المقبل في لندن، ووعد ايضا بتحرك مع الاميركيين والفرنسيين في مجلس الامن لاصدار قرار ما على غرار ما كان قد حصل قبل الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006.  ومما يشجع القيادات تلك على مطالبة لبنان الرسمي رفض التجاوب مع اولمرت لان التفاوض غير المباشر الجاري بين سوريا واسرائيل بوساطة تركية باق على حاله ولن يتحول مباشراً الا اذا اعترفت اسرائيل بالمتطلبات الاساسية التي تريدها دمشق لعقد اتفاق سلام معها مستندة الى تصريحات لمسؤولين سوريين بأن لا شيء في الافق يؤشر الى تغيير جذري في الموقف الاسرائيلي وفقا لنائب وزير الخارجية فيصل المقداد الذي قال إن المحادثات في تركيا " في مقدمتها وبدايتها." وقلّل وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط من اهمية اللقاءات غير المباشرة السورية - الاسرائيلية في تركيا لانها وفق تعبيره لا تزال "استكشافية ولم ترق بعد الى مستوى تمثيل يؤدي بها الى تحقيق نتائج". واوضح انه استقى معلوماته من الوسيط التركي.

وشددت على اهمية التركيز في الوقت الحاضر على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تطبيقاً للبند الثاني من "إتفاق الدوحة" وضبط الامن بالتجاوب مع مقررات مجلس الامن المركزي، وبذلك تنتقل البلاد الى مرحلة جديدة من الشراكة السياسية الفعلية وعودة الحياة الى طبيعتها والافساح في المجال للانتاج ومعالجة غلاء المعيشة الذي يرهق كاهل الناس.