المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 15 حزيران 2008

إنجيل القدّيس متّى .1:11.42-40:10

مَن قَبِلَكم قَبِلَني أَنا، ومَن قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أَرسَلَني. مَن قَبِلَ نَبِيّاً لأَنَّه نَبيٌّ فَأَجرَ نَبِيٍّ يَنال، ومَن قَبِلَ صِدِّيقاً لأَنَّه صِدِّيقٌ فَأَجرَ صِدِّيقٍ يَنال ومَن سَقى أَحَدَ هَؤلاءِ الصِّغارِ، وَلَو كَأسَ ماءٍ باردٍ لأَنَّه تِلميذ، فالحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ أَجرَه لن يَضيع». ولَمَّا أتمَّ يسوعُ وَصاياه لِتَلاميذِه الاثنَي عَشَر، ذَهبَ مِن هُناكَ لِيُعَلِّمَ ويُبَشِّرَ في مُدُنِهم.

 

المطران الراعي: يجب أن تُعلن الحكومة ولـ"يزعل من يزعل"

وكالات/اعتبر راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي أن انتخاب الرئيس ميشال سليمان كان مميزاً على كل الصعد، ورأى في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" أن "الجو صافٍ ومميز بين البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الجمهورية العماد سليمان، ومخطىء من يظن ان هناك فتور بينهما والزيارة الأخيرة أثبت ماهية العلاقة".

وقال الراعي: "كان يجب ان يأخذ رئيس الجمهورية الاكثرية في الحكومة من اجل ان يمثل الشعب اللبناني وأن يكون لديه الفاعلية المطلوبة". وتابع: "الحقوق تعطى بالنصوص وليس بالكلام"، وأضاف: "يمكن للعماد ميشال عون بالسياسة ان يعتبر انه يُمثل اكثرية مسيحية كون لديه اكبر كتلة نيابية مسيحية، وهذا رأيه".

واعتبر الراعي أن "دور المسيحيين لا يكون بالحصص او بوزير بالزائد او بالناقص، وإنما بتثبيت هذا الدور في الدستور، فطريقة الحصص والمطالبة بها هي طريقة رخيصة ولا تمثل رأي المسيحيين". وأشار الراعي إلى أن "الحوار قبل تأليف الحكومة لا يفيد، وكل تأخير في تشكيل هذه الحكومة ليس لصالح الرئيس او العهد او لصالح البلد"، ولفت إلى أن السلطة مسؤولية وليس بالوقوف على خواطر البعض، فالصراع والنزاع السياسي مستمر، ولكن لا يجب ان يكون على حساب المصلحة العامة". وقال الراعي: "يجب على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف اعلان تشكيل الحكومة الآن، ولـ "يزعل من يزعل ويرضى من يرضى"". الراعي، أكد أن "الاستراتيجية الدفاعية والاقتصادية والاجتماعية تصنعها المؤسسات في الدولة اللبنانية". وفي موضوع ولاية الفقيه، قال: "يجب ان يتوضح موضوع ولاية الفقيه بشكل جدي، لأنه لا يكفي ما قاله السيد حسن نصرالله حول هذا الموضوع في خطابه الاخير".

 

الجيش يوقف شخصين في طرابلس بعد اطلاق نار على دورية له

وكالات/تعرضت دورية للجيش اللبناني لاطلاق نار من مسلحين في شمال لبنان السبت بدون ان يؤدي الحادث الى اصابات.

وافاد مسؤول امني لوكالة فرانس برس بان عناصر من الجيش كانوا يقومون بدورية روتينية في القبة في طرابلس "تعرضوا لاطلاق نار من مجموعة مسلحين، وحصل تبادل للنيران لكن لم تسجل اصابات". واضاف ان الجيش قام على الاثر بمداهمات "واوقف شخصين، احدهما يدعى جهاد الدندشي". وكان الجيش اللبناني فكك الخميس عبوة ناسفة كانت موضوعة قرب مطار القليعات في شمال لبنان حيث يقيم الجيش مركزا له. كما اسفرت عبوة في 31 ايار عن استشهاد جندي في مركز مخابرات الجيش في العبدة القريب من مخيم نهر البارد.

 

علوش: لا إعتقد أن انفتاح فرنسا على دمشق سيكون على حساب المحكمة

وكالات/رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى علّوش ان دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «خطوة متسرّعة جديدة تعطي فرصة للرئيس السوري بشار الاسد ليحسّن أوضاعه ويفك عزلته اقليميا وعربيا». وعما اذا كان يعتبر أن هذه الدعوة اشارة الى صفقة ما تحضّر على حساب المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، قال علوش لـ«الشرق الأوسط»: «لا اعتقد ذلك لأن المحكمة لا تتعلّق بدولة فرنسا بشكل احادي بل بكل الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي لا تتجرأ، وخاصة الدول الدائمة العضوية، على اجراء صفقة بشكل منفرد بهذا الخصوص. وبالتالي المحكمة الدولية ستسير بشكل طبيعي حتى الوصول الى اعلان هوية المتورطين».

 

فرنسا والولايات المتحدة تدعوان سوريا ولبنان الى اقامة علاقات دبلوماسية "كاملة" واقامة محكمة خاصة" لمقاضاة المتهمين في اغتيال الحريري

وكالات/دعت فرنسا والولايات المتحدة في بيان مشترك اصدره قصر الاليزيه السبت, لبنان وسوريا الى اقامة علاقات دبلوماسية "كاملة" و"علاقات حسن جوار" مبنية على "الامن" و"السيادة". وقال البيان الذي صدر في ختام لقاء بين الرئيسين جورج بوش ونيكولا ساركوزي في باريس "نعتبر من المهم ان تسارع سوريا ولبنان الى اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما بما يخدم مصلحة علاقات حسن الجوار التي نود قيامها بين البلدين على اساس الاحترام والمساواة والامن والسيادة".

وتابع البيان "ندعو بالحاح الى تطبيق كل قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بلبنان بحسن نية والى دعم التحقيق الدولي واقامة محكمة خاصة" لمقاضاة المتهمين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005. وكان الحريري قتل في اعتداء تحدثت على اثره لجنة دولية للتحقيق عن احتمال تورط مسؤولين في الاستخبارات السورية فيه. الا ان دمشق نفت تورطها في العملية. واكدت فرنسا والولايات المتحدة في البيان دعمهما "لاتفاق الدوحة واهدافه", وعبرتا عن "اشادتهما بقطر والجامعة العربية على جهودهما التي تكللت بالنجاح". وعبرت باريس وواشنطن عن املهما في "تطبيق كامل لهذا الاتفاق خصوصا في ما يتعلق بضرورة التوصل بسرعة الى اتفاق حكومة وحدة وطنية" في لبنان.

 

الـ OTV  في ذكرى حادثة أهدن

جوزف توتونجي

عضو المكتب السياسي الكتائبي سابقاً

ان محطة الـ OTV ومَن يشرف عليها وعلى سياستها قد غاب عن بالها وعن بال القيّمين عليها بالامس خلال البرنامج الذي أعدته في الذكرى الثلاثين لحادثة أهدن (طبعاً غاب عن بالهم لأنهم كانوا سنة 1978 صغاراً ، وما زالوا) أن الوزير السابق سليمان طوني فرنجية، وبمبادرة منه عام 1994 ، وبعد عدة اجتماعات مع أركان حزب الكتائب يومها، وجه دعوة لجميع أعضاء المكتب السياسي الكتائبي لزيارة بنشعي حيث جرت المصارحة والمصالحة التاريخية بين الكتائب والمردة، وحيث كان هو شخصيا في استقبال الوفد الكتائبي برئاسة المغفور له الدكتور جورج سعادة رئيس الحزب آنذاك، يحيط به رحمه الله النائب الدكتور عبدالله الراسي وأركان المردة وأذكر منهم المحامي جوزف عريجي والاب يمين.

أما أن تحاول الـ OTV و مَن ورائها ميشال عون، إعادة نكأ الجراح وتحريض الموارنة على بعضهم، ليبقى زعيم التيار الوطني هو المخلص الشريف والنظيف النازل من السماء، من سماء حرب التحرير وحرب الالغاء والحروب العبثية الاخرى التي دمرت "كل" المجتمع المسيحي أولاً واللبناني ثانياً، فهذا هو الفشل بعينه واليأس الذي أصاب الجنرال بعد اجتماع الدوحة الذي "طيّر" رئاسة الجمهورية من "جيب" ميشال عون وتحولت الى حلم مزعج يقـّض مضجعه كل مساء، وهو القائل منذ أيام:" تخلينا لهم عن الرئاسة، فليتركوا لنا الحكومة !!!" وكأنها كانت في جيـبه حقاً وحتماً !!

يريد ميشال عون وأركانه وأدوات التطبيل والتزمير لديه، وبغفلة من الزمن، تغيير مجرى التاريخ واتهام "كل" زعماء الموارنة الذين قدّموا الغالي والنفيس على مذبح الوطن، والذين لم يتخلوا عن وطنهم وعسكرهم، بانهم مجرمون فاشلون!!

سخيف هو منطق الجنرال، لأن من عايشوا الاحداث ورافقوها، ما زال العديد منهم حياً يرزق.

ونقول له اليوم مباشرة:" سنعض على الجراح وسننتظر ماذا سيبقى من ميشال عون من ذكريات تشرّف الوطن، وإذا كان سيبقى في ضمير الوطن بعد الغياب."

ونؤكد، أننا لن نردّ على السيدة سونيا فرنجية الراسي، لأننا نتفهّم أنها جريحة القلب، وقد اسُتدرجت واستُغلت من قبَل مَن أدار الحلقة، خاصة أننا نعتبر أن ما قاله وما أقدم عليه الوزير السابق سليمان طوني فرنجية فيما يتعلق بهذه الحادثة الاليمة بالذات، هو موقف مسؤول يدل عن شهامة وكبَر، وهذا يكفينا.

رحم الله شهداء الوطن.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 14 حزيران 2008

الشرق

سياسي شمالي أمضى ليلة الاربعاء - الخميس متنقلاً بين قيادات في المعارضة من دون ان يحصل على ما يعزز شروط احد حلفائه للحصول على وزارة سيادية يرفض مسؤول في قوى 8 آذار التخلي عنها؟!

شخصية روحية اعترفت بفشل مشروع جمع قيادات سياسية مارونية بعد الشروط الذي وصفها احدهم من بينهم الاعتراف بزعامته!

مسؤول سابق وصف ما قيل في بعض وسائل الاعلام عن استعداده لتقبل فكرة توزيره بالمعلومات التي يستحيل تصديقها!

النهار

تبيّن من آخر استطلاع للرأي أن نسبة تدني شعبية العماد عون في كسروان هي أدنى من مناطق اخرى.

تتعرض مؤسسة "مدنية" لهزة داخلية نتيجة تلكؤ الناطقين باسمها عن اتخاذ الموقف المنسجم مع الغاية من تأسيسها حيال احداث "خطيرة" في نظر بعض اعضائها.

لم يتلق نائب بيروتي سابق اي اتصال رغم ترشيحه جدياً من جهة سياسية نافذة لتولي حقيبة وزارية.

السفير

قال وزير خارجية سابق لأحد الدبلوماسيين الاميركيين ان العرب ما زالوا يكرهونكم، واللبنانيون بمعظمهم لا يصدقونكم.

وعد مرجع حكومي دبلوماسيين راجعوه في الحملات التي تشن على دولهم، بأنه سيعمل على اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوضع حد لهذا الأمر.

قال مسؤول دولي ان المحكمة الدولية لا تزال بحاجة لقرارات قضائية لبنانية على مستوى عال، لا سيما لجهة انتداب القضاة وتعيين نائب المدعي العام.

المستقبل

لفتت مصادر معنية الى ضرورة متابعة مقابلة تلفزيونية غداً لنائب المرجع الاول في الحزب الذي يقود "المعارضة" ينتظر ان تكشف توجهات الحزب حيال الداخل اللبناني.

تردد ان رئيس تيار "معارض" يتهم مرجعاً نيابياً حليفا ب "التآمر" عليه، على خلفية عدد من الاشكالات السياسية بينهما.

اكدت اوساط متابعة ان محاولة بعض "المعارضة" اعتبار رئاسة الحكومة بمثابة "حقيبة" وزارية من شأنها الدفع باتجاه مزيد من التأزيم.

اللواء

تدور تساؤلات في بعض الأوساط الدبلوماسية عمّا إذا كانت المواجهات التي حصلت في 7 أيار ستتكرّر مرة جديدة؟!·

وُجّهت نصائح لشخصيات بارزة مرشّحة لمواقع في المرحلة المقبلة باتخاذ احتياطات غير عادية خوفاً من تعرّضهم للاغتيال!·

لم تساهم جولة لقاءات قام بها وفد حزبي على شخصيات في العاصمة بتخفيف الاعتراض على سياسة التهميش المتبعة حيالها·

 

الرئيس سليمان عرض مع الرئيس المكلف نتائج الاتصالات لتأليف الحكومة الجديدة

وطنية - 14/6/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في السادسة مساء اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة المكلف الرئيس فؤاد السنيورة، وأجرى معه جولة أفق تناولت نتائج الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة.

وبعد اللقاء الذي استمر 50 دقيقة، تحدث الرئيس السنيورة إلى الصحافيين فقال: "كنت على تواصل يومي ومستمر مع فخامة الرئيس، من أجل التشاور وإحاطته بكل جديد. واليوم، مع نهاية هذا الأسبوع، جرى استعراض لكل الخطوات التي قمنا بها حتى الآن، وما سنأخذه من خطوات خلال الأيام القليلة المقبلة. ونحن مستمرون في المسار نفسه على أساس أن نتقدم ونزيل كل العقبات التي تعترضنا واحدة تلو الأخرى، مع الأخذ في الاعتبار أننا نزيل أحيانا عقبة فتبرز عقبة ثانية. ولكن لدينا الإصرار، والموقف ما زال هو هو، أي السعي من أجل تأليف هذه الحكومة. وإن شاء الله نستطيع أن نحقق تقدما مع مطلع الأسبوع المقبل".

سئل: هل ما زالت حقيبتا الدفاع والداخلية لرئيس الجمهورية وحقيبتان سياديتان واحدة للموالاة وأخرى للمعارضة؟

أجاب: "هذا الأمر أصبح معروفا عند الجميع، وأنا قلت في أكثر من مناسبة أن هناك مصلحة حقيقية للبنان وللبنانيين، وخصوصا في هذه الآونة التي يرتدي فيها أهمية الشأن الأمني أهمية كبيرة، أكان ذلك بالنسبة لوزارة الدفاع أم بالنسبة لوزارة الداخلية، ولاسيما أننا مقبلون إن شاء الله مع تحسين وزيادة الجهود من أجل بناء الوحدة الداخلية بين اللبنانيين للالتزام، وهذا يجب أن يكون عهدا على هذه الحكومة، بإجراء الانتخابات. وبالتالي من الأهمية بمكان بالنسبة لهذه الحقائب، أن تكون وزارة الداخلية، كما تم التعهد في الدوحة، لشخص يشعر جميع الأطراف أن لهم فيه وليس عليهم. يبقى ثلاث حقائب سيادية، فخامة الرئيس اختار حقيبة الدفاع، وأنا أرى أن وجهة النظر هذه سليمة مئة بالمئة، وأؤيد هذا الموقف. ويبقى هناك حقيبتان سياديتان أخريان، وهذا ما تعارف عليه اللبنانيون لسنوات طويلة، وهما المالية والخارجية. وبالتالي هاتان الحقيبتان مطروحتان للمعارضة أن تختار أيا منهما. ليس هناك تمسك على الإطلاق بأي حقيبة منهما، إذا اختاروا المالية فليكن وإذا اختاروا الخارجية فليكن".

سئل: وإذا اختاروا الاثنين معا لأن العماد عون يعتبر أن الأكثرية حصلت على أهم حقيبة وهي رئاسة الحكومة؟

أجاب: "هذا المبدأ هو خطأ في المقاربة كليا، الرئاسات الثلاث لا ينطبق عليها إطلاقا مبدأ التصنيف الحقائبي. فهذا الموضوع غير وارد، والتفكير بالمقاربة ليس واردا على الإطلاق. كان هناك مسعى من أجل الحلحلة، وبالتالي لتوزيع هذه الحقائب بطريقة معقولة، فليكن هذا الأمر بالنسبة للمالية. أنا قلت أكثر من مرة، بأننا لا زلنا عاملين بشكل جدي. وأنا لا أؤمن بالديبلوماسية عبر وسائل الإعلام، بل بالديبلوماسية عبر الاتصال المباشر، وأنا أقوم بالاتصال المباشر بشكل يومي مع فخامة الرئيس وأيضا مع الرئيس بري وأطراف الموالاة والمعارضة أو ما كان يسمى بالموالاة والمعارضة أو 14 و8 آذار، بعيدا عن الأضواء وأتمنى أن نستمر بهذا الأمر لحلحلة الكثير من الإشكالات".

سئل: هل من موعد محدد لإعلان التشكيلة الحكومية؟

أجاب: "لا أريد أن أحدد موعدا أو أعطي مزيدا من الأفكار حول العقد من هنا وهناك".

سئل: ألا ترى أن العقدة باتت اليوم عند العماد عون الذي لا يريد لرئيس الجمهورية أن يحصل على حقيبتين سياديتين وهذا ما قاله بوضوح النائب الياس سكاف قبل يومين؟

أجاب: "شرحت الموقف في هذا الشأن وكيفية المقاربة، وأنا من النوع الذي يعتبر أن بإمكاننا أن نقول الكلمة الجيدة والكلمة غير الجيدة وأنا أفضل الجيدة. أنا على تواصل مع الجنرال عون بشكل مباشر وأحيانا غير مباشر، ولدي ثقة أنه في محصلة الأمر الجنرال عون يدرك أهمية ودقة المرحلة التي نحن فيها، وبالنهاية سيقدم على خطوة في اتجاه إيجاد حلول حقيقية".

سئل: هل هو مقتنع بحصول الرئيس على حقيبتين سياديتين؟

أجاب: "لا أود التفكير عنه، هو يفكر ويأخذ القرار بنفسه، تقديري الشخصي أن الجنرال عون يأخذ في النهاية المواقف التي يرى فيها مصلحة حقيقية للبنان واللبنانيين. واللبنانيون يرغبون حقيقة بإنجاز هذا العمل، لأنه أمام هذه الحكومة مجموعة كبيرة من التحديات ومن المسائل التي علينا أن نتصدى لها من تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين اللبنانيين، إلى جانب الأمور الحياتية التي تهم اللبنانيين، وأيضا التحضير للانتخابات وإقرار قانون الانتخاب، فهذه مجموعة كبيرة من القضايا والمسائل، وأنا أحببت أن أنقلها إليكم وأن أزور في نهاية الأسبوع فخامة الرئيس ونتشاور بهذا الموضوع. وأغتنم المناسبة لأتمنى للبنانيين عطلة نهاية أسبوع طيبة، وإن شاء الله موسم الاصطياف بدأ يزهر ويجب أن نكون كلنا على استعداد له".

سئل: البعض تخوف من أحداث أمنية الأسبوع المقبل إذا لم تعلن الحكومة في الساعات الثماني والأربعين المقبلة؟

أجاب: "قالوا: بشر ولا تعسر، فلماذا تعسرونها؟".

 

موسى بحث مع الرئيسين بري والسنيورة والوزير صلوخ في تطورات تشكيل الحكومة وتنفيذ بنود اتفاق الدوحة

وطنية - 14/6/2008 (سياسة) زار الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ظهر اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري. بعد اللقاء قال موسى:" من الطبيعي ان يكون حضوري أساسا لتهنئة الرئيس بري بالمناسبة السعيدة، ومن الطبيعي ايضا ان نتكلم عن تطورات تشكيل الحكومة والانتهاء من تنفيذ اتفاقية الدوحة، وفي الحقيقة هناك إمكانات كبيرة في هذا الامر والنقاش كان نقاشا إيجابيا ونرجو ان تجير كل الظروف لتحقيق ما نريد في وقت قريب ان شاء الله ".

سئل: الى أين وصل موضوع تشكيل الحكومة؟.

أجاب:" هناك اتصالات تجري وهي ناشطة، وبالامس التقيت بفخامة رئيس الجمهورية واليوم بدولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب والجميع يتحدث في الاتجاه نفسه والتوجه الايجابي".

سئل: هل هذا يعني انهم سيصلون الى حل قريبا وأين تكمن المشكلة؟.

أجاب:" لا تطلبوا مني تفصيلات في هذا الامر وهو أمر داخلي بحت، ونحن نتابعه وفي الصورة تماما".

سئل: هل هناك من مساع تقوم بها كأمين عام للجامعة في هذا الموضوع؟.

أجاب:" لا، هناك متابعة وكلام ايجابي، ولكن المساعي والتشكيل وابتغاء الاتفاق على كل هذه الامور هي أمور لا أتدخل بها".

سئل: هل تتوقعون إعلان تشكيلة الحكومة قريبا؟.

أجاب:"أرجو هذا".

سئل: هل طلبت مساعدة عربية لتذليل الصعوبات؟.

أجاب:" لا، هذه مناقشات تجري في طبيعة الامور عند كل تشكيل للوزارة، فالوزارة دائما يأخذ تشكيلها أسبوع أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر ونحن ما زلنا في هذا الإطار الزمني".

سئل: هل سمعتم خلال جولتكم على المسؤولين ان الصعوبات تكمن في مكان ما ويمكن حلها في وقت قريب؟.

أجاب:" في محل يمكن حلها ونرجو ان يكون الوقت قريبا".

سئل: أين أصبحت جهود الجامعة العربية على صعيد العلاقات اللبنانية - السورية؟.

أجاب:" أنا أتوقع ان التحرك داخل لبنان سيؤدي الى كثير من الإيجابيات في هذا المجال أيضا".

سئل: قلتم ان المشكلة لبنانية، فهل ستحل من قبل اللبنانيين؟

أجاب:" ستحل من قبل اللبنانيين".

سئل: اذن هي لا تستدعي أي تدخل اقليمي وهذا التدخل سمعنا انه عرقل الأمور؟.

أجاب:" لا أتحدث عن مثل هذا الأمر في الوقت الحالي".

الرئيس السنيورة

وكان موسى زار السراي الكبير صباحا، والتقى الرئيس المكلف فؤاد السنيورة في حضور المستشارين محمد شطح ورولا نور الدين.

بعد اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة قال موسى:" لمست من الرئيس السنيورة تصميما على اتصالاته المستمرة مع رئيس الجمهورية للمضي قدما في موضوع تأليف الحكومة والتغلب على ما هنالك من عقبات، ليس هناك من عقبات لا يمكن التغلب عليها، العقبات كافة يمكن التغلب عليها، طالما ان المصلحة مصلحة لبنان واستقراره. وأنا اعتقد ان على الجميع ان يتعاونوا بالكامل مع الرئيسين سليمان والسنيورة لتيسير الأمور، وهي ليست صعبة ولا مستحيلة، واعتقد انه يمكن حلها".

سئل:أي نوع من العقبات تتحدث عنها؟.

أجاب:"كما قلت سابقا انا لا أتدخل في نوعية المشاكل والحقائب او الاختيارات او الأسماء، هذه مسألة لبنانية، والكل يعلم ولا داعي للتكرار، المهم ان نتغلب عليها، وهذا ما فهمته من الرئيس السنيورة ومن فخامة الرئيس أيضا".

سئل:يقال ان اتفاق الدوحة أعطى فقط رئيس الجمهورية حقيبة الداخلية، ما صحة هذا الأمر؟.

أجاب:"اتفاق الدوحة لم يتدخل ولم يتعرض لتوزيع الحقائب، الصحيح هو ان الروح العامة كانت تتحدث عن وزير داخلية محايد فقط".

سئل:هل طلب منك المسؤولون اللبنانيون أي مساعدة في هذا الملف؟.

أجاب:"انا لم اعرض المساعدة، ولا طلبت مني، ولكن تكلمنا بكل صراحة لما تربطنا من صراحة وصدق بصفتي أمينا عاما للجامعة العربية، وسأنقل هذه الانطباعات إلى كل القيادات العربية والى اللجنة العربية بصفة خاصة والى سمو أمير قطر لأنه الرئيس المضيف والقوة الرئيسية في اتفاق الدوحة".

سئل:ألا تعتقد انه يحق لرئيس الجمهورية ان يمتلك حقيبتين سياديتين؟.

أجاب:" هو لا يملك ولا احد يملك، إنما يعمل على ان يكون له ثلاثة يرشحهم".

سئل:إذا اخذ رئيس الجمهورية حقيبة الداخلية، يبقى ثلاث حقائب سيادية، تتصارع عليها الموالاة والمعارضة، فهل هذه هي الأزمة فعلا؟.

أجاب:"هناك من يقول ذلك، وهناك من يقول شيئا مختلفا، وأنا مصر الا أتدخل أبدا في الموضوع".

سئل:الرئيس السنيورة عرض سلتين، فهل نتوقع في وجودك سلة ثالثة ترضي الطرفين؟.

أجاب:"كلا، التشكيل هو ما يجري الاتفاق عليه بين الرئيسين ورؤساء الكتل والزعماء اللبنانيين الذين لهم علاقة بالتشكيلة، انا لا أتدخل في هذا ولن أتدخل".

سئل:هل ترى ان مسألة تأليف الحكومة ستتم خلال أيام؟.

أجاب:"ممكن، فالأمر ليس مستحيلا".

سئل:هناك من يربط تأليف الحكومة باللقاء السعودي-الإيراني؟.

أجاب:"من يقول بذلك يبالغ كثيرا، فما علاقة الصراعات الإقليمية بمن يكون وزيرا للعدل في لبنان مثلا، يجب الا تربطوا هذه الأمور باجتماعات خارجية، المسؤولية لبنانية والمسؤول هذه المرة سيكون مسؤولا لبنانيا عن تحريك الأمور او إعاقة الأمور، البرلمان فتح، ورئيس الجمهورية انتخب، سوريا وتعاونت، فمن الذي يعطل؟.

سئل:إذا من يعطل؟.

أجاب:"انتم من يؤخر ويماطل، هذه هي طبيعتكم".

الوزير صلوخ

وزار موسى وزارة الخارجية، والتقى وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة المستقيلة فوزي صلوخ في حضور الامين العام للوزارة بالوكالة السفير بسام نعماني.

وتناول الاجتماع مختلف القضايا العربية المشتركة وتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الدوحة.

كما تم التطرق الى الدعوة الفرنسية الى الاجتماع الذي سيعقد في باريس في 13 تموز المقبل حول الاتحاد من اجل المتوسط والى الدعوة الموجهة من اندونيسيا الى اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والاسلامية لبحث القضية الفلسطينية فضلا عن الاجتماعات المرتقبة لدول عدم الانحياز.

بعد اللقاء سئل موسى:"ان الصحف اللبنانية صباح اليوم ركزت على دهشتكم وأسفكم وعتبكم لعدم تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى هذه الساعة، بعد جولتكم على المسؤولين اللبنانيين، هل زالت هذه الامور؟.

أجاب:" كلا لم تختف كل هذه الأمور، إنما زالت فقط أسباب الدهشة، أما العتب فما زال قائما".

سئل: على من العتب؟

أجاب:" عليكم، على كل اللبنانيين".

قيل له: هل العتب على آل المر، وهل المشكلة كما يقال تكمن في توزير الياس المر كوزير للدفاع؟

أجاب:" لا أرد على أي في تفصيل هذه الأمور".

سئل: لماذا لم تزل أسباب الدهشة؟.

أجاب:" لانني تشاورت واستمعت الى مواقف وشرح وطرح الأفرقاء كافة".

سئل: هل هناك أمل في ولادة قريبة للحكومة؟.

أجاب:" من الضروري ان نحتفظ بالأمل".

وعما اذا كانت التشكيلة ستبصر النور الاحد او الاثنين ؟.

أجاب:" لا أستطيع ان أقول ذلك، لا تنسوا ان غدا عطلة".

من جهته اكد الوزير صلوخ بعد مغادرة موسى في دردشة مع الصحافيين ان "الامل كبير في حلحلة الوضع وتأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن".

وعما نقله موسى من أجواء اجتماعاته أمس مع الاطراف السياسيين والأمل في ان ترى التشكيلة النور في اليومين المقبلين قال الوزير صلوخ:" ان شاء الله، اليوم قبل الغد ان تتألف الوزارة خدمة للبنان وللمواطنين".

وأشار صلوخ الى ان "الحديث مع موسى تناول اجتماعي وزراء الخارجية العرب ووزراء دول حركة عدم الانحياز والاجتماع الذي دعت اليه اندونيسيا على المستوى الوزاري لبحث القضية الفلسطينية".

اضاف صلوخ:" تحدثنا عن دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدخول الاتحاد من اجل المتوسط وكيفية الخروج بموقف عربي موحد بشأن الانضمام لان الاتحاد يمكن له ان يفسخ مسار برشلونة، اذن من الضروري الوقوف على الفوائد التي ستعود للدول العربية في هذا الاتحاد الذي يدعو الى التعاون والتضامن والتكاتف البيئي والاقتصادي وفي مجال الاتصالات والمواصلات وغيرها من المجالات الا ان أي عنصر سياسي غير موجود".

وذكر الوزير صلوخ ان "الدول العربية سبق لوزراء خارجيتها ان اجتمعوا بالقاهرة وسيجتمعون قريبا لاتخاذ قرار بشأن الدخول في الاتحاد من اجل المتوسط الذي يضم الى الدول الاوروبية، الدول العربية التي تقع على البحر المتوسط".

 

النائب كنعان: لبنان قادم على تنفيذ بنود الدوحة رغم محاولات العرقلة

المرحلة الإنتقالية الحالية تتطلب شراكة حقيقية وتوزيعا عادلا للحقائب

وطنية- 14/6/2008 (سياسة) حذر أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان، في حديث تلفزيوني" من "إمكانية أن يكون هناك من لا يريد ولوج المرحلة التي تم التوافق عليها في الدوحة، وإلا لماذا لم يتم القبول ببحث وإقرار إقتراح القانون المعجل المكرر الذي تقدم به أحد الزملاء في جلسة القسم فيما يخص التقسيمات الإدراية، وجاء الرفض خاصة من رئيس تيار المستقبل وأحد نواب القوات اللبنانية"؟

ودعا النائب كنعان كل الأطراف السياسية "التي تتبنى كلاميا إتفاق الدوحة، إلى النزول إلى مجلس النواب الأسبوع المقبل لإقرار قانون تقسيم الدوائر الإنتخابية والإصلاحات التي وردت في ورقة الوزير فؤاد بطرس والتي تعتبر بأهمية تقسيم الدوائر".

وإستغرب النائب كنعان "كلام فريق السلطة عن وجود عقد وزارية بما أن الرئيس السنيورة لم يقدم حتى الآن أي تركيبة وزارية متكاملة، والموضوع ما زال محصورا بالسلل والإقتراحات". وإعتبر أن "المشكلة لا تكمن في توزيع الحقائب بل في رغبة أو خطة عند بعض الأطراف الداخليين أو الخارجين بإبقاء حال المراوحة وتمرير الوقت وتجييش الشارع على خلفية أن هناك عقد وزارية تضعها المعارضة للحؤول دون تشكيل الحكومة".

وأشار إلى "أن المطلوب اليوم أن يكون هناك إرادة حقيقية بالإنتقال من مرحلة المحاصصة وتقاسم السلطة إلى مرحلة الرؤية الوطنية الموحدة، وهذه المرحلة الإنتقالية تتطلب شراكة حقيقية وتوزيع عادل للحقائب وتثبيت الإتفاق الوطني الذي تم في الدوحة"، منبها من "محاولات إعادة مشهد ال2005 عبر الكلام عن العقد الوزارية إضافة إلى عملية المراوحة والحوادث الأمنية التي يجب على القضاء العسكري والنيابات العامة التحرك بسرعة للكشف عن خلفياتها"، معتبرا "أن لبنان قادم على تنفيذ بنود إتفاق الدوحة كاملة رغم كل محاولات العرقلة وتمرير الوقت التي ستبوء بالفشل".

وفي موضوع توزيع الوزارات السيادية، إعتبر النائب كنعان "أن الحقائب السيادية هي أربعة كما كانت في كل العهود السياسية وأن موقع رئاسة الحكومة، مع كل ما أعطاه الطائف من صلاحيات، هو حقيبة "سوبر سيادية" وقد حصل عليه فريق السلطة عبر تكليف الرئيس السنيورة، لذا من الحق والعدل أن تطلب المعارضة حقيبتين سياديتين". وأشار النائب كنعان إلى "نية فريق المعارضة بالوصول إلى حلول والدليل القاطع على ذلك هو قبوله بإعادة تكليف الرئيس السنيورة وتجاوز هذا الطرح- التحدي وهذه الحركة الإستفزازية إلتزاما منه بالروح الوفاقية التي تم إقرارها في الدوحة". وسأل "إذا كانت ثاني أكبر كتلة نيابية في لبنان وأكبر كتلة مسيحية لا يحق لها بحقيبة سيادية، فمن يحق له إذا؟"

وأكد النائب كنعان "أن تكتل التغيير والإصلاح لا يتردد أن يكون رأس حربة ضد الفساد في الإدارات وذلك لإصلاح مؤسسات الدولة"، وإعتبر "أن التيار الوطني الحر لا يضع العقد بل يريد الشراكة العادلة لأن الدستور حدد في بنوده أن الأمور المصيرية والوطنية تتطلب وجود أكثر من ثلثين لحصول توافق عليها".

وفي موضوع موقف الكنيسة المارونية مما يحصل، نوه النائب كنعان ب"ضرورة التواصل مع بكركي وجميع المراجع الدينية"، وأشار إلى "الإستراتيجية التي أطلقتها الكنيسة منذ أكثر من سنة وهي حكومة الوحدة الوطنية، إقرار قانون إنتخابات، إنتخاب رئيس للجمهورية وإنتخابات نيابية، وهذا ما توصل إليه العماد عون وتكتل التغيير والإصلاح بفضل موقفهم الممانع على مدى ثلاث سنوات، رغم كل الكلام عن أن تمسك العماد عون بالسلة المتكاملة هو أمر مستحيل ومن شأنه أن يعرقل مسيرة الحل". وردا على سؤال حول أسماء مطروحة من تكتل "التغيير والإصلاح" لتولي وزارات، أوضح النائب كنعان "أنه لا كلام عن أسماء قبل معرفة ماهية الحقائب التي ستسند للتكتل لأن موضوع الكفاءة والإختصاص وقدرة الشخص على النجاح في تولي حقيبة معينة هو معيار أساسي، أما موضوع الأشخاص فثانوي، وكل شخص يمثل التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح يمثلنا جميعا".

وعن إتجاه سير تحالفات "التيار الوطني الحر" المتنية في ال2005، أكد النائب كنعان "أن خارطة التحالفات لن تخضع للعلاقات الشخصية بل لقناعاتنا وخياراتنا السياسية والوطنية، ونحن سننطلق اليوم من تحالفنا السياسي الثابت مع حزب الطاشناق لتحديد وجهة سير المرحلة الإنتخابية المقبلة".

وختم بالقول "أن سنة 2009 ستحمل بالنسبة الى "التيار الوطني الحر" عنوان "الخيارات في الطليعة" ولن يكون هناك مساومة على هذه الخيارات وحقوق اللبنانيين والمسيحيين خاصة، وهي ستكون موعد اللبنانيين مع تثبيت الحقوق التي ناضلنا نحن وإياهم لإنتزاعها".

 

الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة اقام عشاءه السنوي والكلمات شددت على دور وسائل الاعلام في التقارب والحوار

وطنية - 14/6/2008 (متفرقات) اقام الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة لبنان عشاءه السنوي الثامن، في مطعم قصر السفراء في ضبيه، في حضور وزير الثقافة طارق متري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب نعمة الله ابي نصر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران رولان ابو جودة ممثلا البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، مدير الوكالة الوطنية للاعلام اندريه قصاص ممثلا وزير الاعلام غازي العريضي، النائب كميل خوري ممثلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، طوني ابي نجم ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، طوني فرنسيس ممثلا نقيب المحررين ملحم كرم، رئيس دير مار الياس انطلياس الاب جوزف عبد الساتر ممثلا الرئيس العام للرهبانية الانطونية المارونية الاباتي بولس تنوري، امين عام مجلس البطاركة والاساقفة في لبنان الخوري ريشار ابي صالح، امين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الاب مروان ثابت، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، رئيس كاريتاس - الشرق الاوسط جوزف فرح وشخصيات رسمية وسياسية وروحية ونقابية واعلامية واجتماعية.

خضره

والقى رئيس الاتحاد الاب طوني خضره كلمة بالمناسبة، تضمنت جردة فكرية عن الوضع الوطني العام في شقيه المسيحي والاعلامي ومساهمات الاتحاد فيه، واعتبر ان الازمة التي تهدد كامل الوطن تحتاج الى تنشيط دور الجماعة المسيحية التي شكلت الرابط بين مقومات الوطن منذ قيام لبنان الكبير"، وقال: "ان الوجود المسيحي الفاعل والحر والشاهد يشكل ضمانة للعيش معا ليس بين الطوائف اللبنانية كافة وحسب بل ضمانة وشهادة لامكانية حوار الحياة في العالمين العربي والاسلامي والغربي".

ورأى الاب خضره "ان انتخاب الرئيس ميشال سليمان شكل الخطوة الاولى في هذه الرحلة، لذلك من الضروري دعم العهد الجديد في مسيرة الانقاذ واعادة البناء"، مؤكدا ضرورة العمل على تطوير النظام السياسي اللبناني كي يشكل مجددا ارضية تعايش ووفاق بين مكونات الوطن ويعيد بناء مؤسسات الدولة الضامنة لحقوق الفرد والجماعات". وشدد على "ضرورة ان يكون للمسيحيين دور رئيسي في المرحلة القائمة وان يكون لهم رؤية ومشروع وخطة عمل ينشطون على اساسها حفاظا على وجودهم ودورهم لان استمرارية الكيان اللبناني مشروطة بهذا الدور المسيحي".

وعن الوضع الاعلامي، دعا الاب خضرة وسائل الاعلام اللبنانية في هذه الظروف الاستثنائية الى "وقفة ضمير"، متسائلا "هل تقوم بدورها في نقل الوقائع بعيدا عن التشنج والعصبيات والارتهان، هل تسهم في التقريب بين اللبنانيين؟ هل هي اداة حرة في خدمة المجتمع".

وقال: "نحن كاتحاد، عبرنا ونعبر عن قلقنا حيال طريقة التغطية الاخبارية التي تعتمدها بعض وسائل الاعلام والتي هي اقرب الى الحشد والتعبئة منها الى نقل الوقائع للجمهور. ونحن نؤمن بان وسائل الاعلام تشكل احدى منارات لبنان الحضارية والثقافية هذه الصحافة بالذات هي التي حققت النهضة العربية، وهي التي زرعت روح التحرر والوعي عند جمهورها، ان هذه الصحافة هي التي يجب ان نعود اليها".

واقترح الاب خضرة سبع مهام اساسية لوسائل الاعلام، هي:

- التوعية من خلال برامج متنوعة، مثلا برنامج عن ان الحرب يمكنها ان تضيع كل شيء وأن لا شيئا يضيع مع السلام.

- التنديد بكل ما يهدد القيم الانسانية وقيم العيش معا وبمسببات النزاعات.

- الامتناع عن كل ما يتسبب في العنف والظلم والشر.

- تجاوز كل العقبات التي تقوم بوجه اعمال العدل في سبيل السلام.

- الاسهام في جعل السلام ممكنا في العدل من خلال مراقبة حقيقة الاحداث والتشبث منها عبر الجدل والنقاش العلني.

- نشر كل ما من شأنه ان يساعد على فهم واحياء السلام والعدالة، انها المحكمة التربوية بامتياز.

ابو جودة

ثم القى ابو جودة كلمة تحدث فيها عن دور الصحافة ووسائل الاعلام، ورأى "ان المطبوعات بالاجمال والصحافة بخاصة لها اهمية كبرى ونفوذ بعيدة وهي تعتبر تكملة لا غنى عنها في الوسائل السمعية - البصرية وخير اداة للحوار الاجتماعي".

وقال: "لقد اكتسبت وسائل الاعلام بفضل التطور التكنولوجي السريع قدرات هائلة من دون مساهمتها. يقول البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالته ليوم الاعلام العالمي الثاني والاربعين لهذه السنة "لصعب حقا تطوير التفاهم بين الشعوب والنهوض به واعطاء زخم كوني للحوارات من اجل السلام وضمان خير الانسان الاولي لجهة النفاذ الى الاعلام وفي الوقت عينه، توفير تداول الافكار بحرية وخصوصا ما يتعلق منها بالمثل العليا للتضامن والعدالة الاجتماعية (وسائل الاعلام ملتقى بين الدور والرسالة السعي الى الحقيقة والمشاركة فيها عدد2)".

وأكد ابو جودة ان على وسائل الاعلام "ان تكون ادوات في خدمة عالم أكثر عدالة وتضامنا، وفي خدمة الانسان والخير العام فتشجع على تنشئة الانسان الاخلاقية ونموه الداخلي، ودورها من هذا القبيل جزء مكون للمسألة الانتربولوجية التي هي التحدي الحاسم في الالفية الثالثة".

اضاف: "اما الصحافة ووسائل الاعلام عندنا، فبالرغم مما تكن لها من تقدير وما قامت وتقوم به من دور مشكور، يتحتم علينا ان ننوه بالدركة التي انحطت اليها بمجملها في الاونة الاخيرة. فهل يجوز، هي التي اسمها وسائل اتصال اجتماعية، ان تصبح وسائل انفصال بين اللبنانيين وانقطاع. وسائل وحدة وعيش مشترك هي، فهل نجعل منها وسائل تفرقة؟ وسائل تقارب ينبغي ان تكون فهل نستعملها للتنافر والتناحر؟

فبحقكم ايها الصحافيون والاعلاميون الاعزاء عودوا الى دولتكم مجرين محاسبة مع الذات، فلا تكونوا مرتهنين لاحد ولا تكونوا محسوبين على احد فردا كان وحزبا او دولة. فلتكن رسالتكم الاعلامية وسائل اتصال اجتماعية، اسهموا في ترميم هذا الوطن المتداعي اسهموا في بناء المواطن، احترموا الاخلاق والقيم والمثل. لبنان يناديكم، مجتمعنا يستحلفكم بما لكم من دور فعال وحاسم لاعادته الى الطمأنينة والسلام والديمقراطية الحق والوحدة".

 

الشيخ قبلان طالب الرئيس السنيورة بالاسراع في تشكيل الحكومة "فيتنازل اللبنانيون الى بعضهم البعض ويجسدوا مفهوم الشراكة"

وطنية-14/6/2008(سياسة) استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خلال الدرس الأخلاقي اليومي الذي يلقيه في مقر المجلس حيث شرح قول الإمام علي: "حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا وزينوها قبل ضيق الخناق"، "الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة في عمل عدواني ينم عن عقيدة الصهاينة في قتل العرب وتشريدهم في وقت يستغرق العرب في السكوت عن جرائم إسرائيل"، متسائلا: ماذا قدم العرب للشعب الفلسطيني؟ هل أعطوا هذا الشعب مقومات الصمود والمقاومة ليواجه العدو الغاصب لأرضه والمنتهك لحقوق شعبه؟ داعيا "الفلسطينيين ان توحيد صفوفهم وتصحيح مسيرتهم ونبذ الخلافات وتعميق التشاور في ما بينهم".

وطالب الشيخ قبلان "الرئيس المكلف فؤاد السنيورة بالاسراع في تشكيل الحكومة فيكون هناك جدية وسرعة في موضوع التشكيل فيتنازل اللبنانيون الى بعضهم البعض ويجسدوا مفهوم الشراكة من خلال تعاونهم وتفاهمهم وتشاورهم المستمر، لان لبنان يقوم على الشراكة ولا يوجد طرف فيه يريد إلغاء الآخر او تهميشه وعلى الجميع ان يفكروا بطريقة تجمع اللبنانيين وعلى السياسيين ان يتسامحوا من بعضهم البعض ويضعوا مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار، لاننا نريد ان يبقى وطننا على خط الاستقامة والاستقرار ينعم بتعاون اللبنانيين وتلاقيهم على مصلحة وطنهم".

ودعا "اللبنانيين الى الاتعاظ في الزلازل والظواهر الطبيعية التي يشهدها لبنان والعالم فيبتهلوا الى الله تعالى ان يلطف بهم ويرفع عنهم الاذى والضرر، ويتوبوا عن كل معصية وذنب اقترفوه و يبتعدوا عن الفساد وكل ما يضر بشأنهم حتى يصلح الله امرهم فتكون قلوبهم طاهرة نقية وتظل مركز الاشعاع والنور والهداية".

واكد "ان الاسلام دين المحبة والوئام والسلام وهو يدعو لفعل الخير والعمل لمصلحة الشعوب ووحدتها وتعاونها فكان الاسلام دين التوحيد الذي يدعو الى حفظ الشعب والأرض والامة وعبادة الله الواحدة لينطلق المسلمون من خلالها ليوحدوا صفوفهم وينبذوا عناصر الفتنة والتفرقة ويتعاونوا على البر والتقوى فيعملوا لما فيه خير البلاد والعباد من هنا فان علينا ان نفكر بالمصلحة العامة للشعوب واضعين رضا الله نصب اعيننا".

وقال: "ان المؤمن يبقى في شغل مع نفسه يراقبها ولا يتصرف تصرفا الا بعد ان يعرضه على نفسه ويراجع في عمله الموازين الشرعية. فان كان هذا العمل الذي يؤديه موافقا لأحكام الله فليقدم عليه ويعمل بمضمونه، ان كان العمل لا ينطبق عليه الحكم الشرعي فان عليه ان يحتاط فيه فيتجنب كل عمل فيه شبهة المعصية".

ورأى "ان المحاسبة تكون بوضع النفس أمام مسؤولياتها، فان أحسن الإنسان العمل حمد الله وان أساء فان عليه ان يستغفر الله تعالى، وعلينا ان يكون في حالة محاسبة دائمة للنفس فنردعها عن ارتكاب الحرام واذا وقعنا فيه فعلينا ان نستغفر الله ونتوب إليه بقلب صادق وتوجه سليم، وعلينا ان نحتاط من الوقوع في المحرمات فنعمل على ان نبقى دائما في طاعة الله من خلال أداء العبادات في وقتها فنحاسب أنفسنا دائما لنكون في حالة مراقبة دائمة للذات فنجعلها خاضعة للمساءلة والمحاسبة لتبقى في خط الاستقامة وبذاك فاننا نبتعد عن الفحشاء والمنكر".

واكد "ان قصر عمر الإنسان يحتم عليه الا يؤجل عمل اليوم الى الغد فهذه الدنيا الفانية تستدعي منا ان نبتعد عن كل إساءة ونتجنب الفساد بكل أشكاله لأننا كمؤمنين مطالبون بالعمل الصحيح والحقيقي فنحاسب أنفسنا كل يوم فاذا كنا محسنين فعلينا ان نزيد من إحساننا وان كنا مخطئين فعلينا ان نعود عن الخطأ ونتعاطى مع الواقع بحكمة وبصيرة واضعين رضا الله تعالى نصب اعيننا لتكون أعمالنا خالصة لله تعالى فتكون أعمالنا الصالحة راجحة على حساب كفة السيئات وبذاك نجعل من محاسبة انفسنا للميزان". واشار "الى الكرم الإلهي للانسان اذ يعطي الله تعالى على الحسنة عشرة اضعاف من مثلها حتى انه سبحانه وتعالى يجزي على النية الحسنة فيعطي صاحبها اجر عاملها في المقابل فان الله يمهل الانسان سبع ساعات ليعود عن المعصية فان استغفر الله تعالى وعاد عن غلطه فان الله يغفر له معصيته".

واكد "ان الله غني عن العباد والفقير هو فقير الدين وعلينا كمؤمنين ان نكون في خط الاستقامة فنحاسب انفسنا حتى لا ننحرف عن الخط المستقيم وعلينا الا نستغرق في حب الدنيا فنكون في طاعة الله من خلال اداء كل اعمالنا فيكون كل عمل يهدف الى طاعة الله في غاياته ومراميه فيكون العمل الصالح رفيقا للانسان يلازمه طيلة حياته".

 

المفتي قباني حذر بعد لقائه رئيس حزب الاصلاح ووفدا من الهيئات الاسلامية

من العودة إلى الخطاب الطائفي والمذهبي الذي لا يتوافق مع اتفاق الدوحة

وطنية - 14/6/2008 (سياسة) أبدى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني قلقه من تعرض اتفاق الدوحة "لانتكاسه في حال استمرت العقد التي تواجه الرئيس المكلف فؤاد السنيورة عبر تعثر تأليف حكومة جديدة تنهض بلبنان نحو مستقبل زاهر، ودعاالجميع إلى "التعاون لانجاز تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن لانعكاس ذلك إيجابا على الوضع الأمني والمعيشي والاقتصادي"، وأشار إلى "أن توزيع الحقائب سوف يحل بالتشاور لتذليل العقد التي تعترض التشكيل للوصول إلى نتيجة تضمن رضى كل الأطراف التي ستشارك في الحكومة المقبلة". وأمل في "أن لا تكون حقيقة العقد ذرائع لعدم تسهيل تأليف الحكومة، كما كانت الذرائع سابقا لعدم انتخاب رئيس الجمهورية". وقال: "إن الخلاف يجب أن يبقى في دائرته السياسية، محافظة على الوحدة الوطنية عموما والوحدة الإسلامية خصوصا، ليبقى اللبنانيون إخوة متحابين بدلا من غرس الكراهية في ما بينهم، ويتحمل المسؤولون الدينيون والسياسيون جميعا مسؤولية كبيرة في الدعوة إلى وحدة الصف الوطني والإسلامي قولا وعملا".

كلام المفتي قباني جاء في خلال استقباله رئيس حزب الإصلاح الجمهوري شارل شدياق على رأس وفد من الحزب. بعد اللقاء، قال شدياق: "زيارتنا إلى سماحته تندرج في إطار التشاور كونه يمثل مرجعية وطنية ضامنة للسلم الأهلي والعيش المشترك. لا شك في أن لبنان يمر اليوم بمنعطفات مصيرية ما يتطلب الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية يكون أصحابها خاصة في هذه المرحلة ذات خبرات وكفاءات اقتصادية وسياسية دولية يعملون على الالتفاف حول فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان الذي هو رجل المرحلة بامتياز، كونه يعمل على بناء جسور التلاقي والحوار والتقارب بين جميع الأطراف من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة وإعادة الثقة إلى المؤسسات الدستورية وتعزيز استقلال لبنان وسيادته في هذه المرحلة المصيرية والخطيرة من تاريخ لبنان الحديث".

وختم: "هنا لا بد من استكمال تنفيذ سائر بنود اتفاق الدوحة، لأن البلد لا يحتمل أزمة وزارية طويلة ونحن في هذا المجال نحذر من العودة إلى الخطاب الطائفي والشحن المذهبي الذي لا يتوافق مع اتفاق الدوحة، لأن الخروج عن هذا الاتفاق هو محاولة لإعادة البلد إلى الفوضى".

الهيئات الاسلامية

ثم استقبل المفتي قباني وفدا من الهيئات والجمعيات الإسلامية والفاعليات البيروتية. وبعد اللقاء، تحدث باسمهم احمد مختار خالد الذي قال: "تشرفنا بزيارة دار الفتوى لتأييد المواقف الحكيمة والرشيدة لمفتي الجمهورية والذي هو المرجعية الإسلامية والوطنية الكبرى في هذا البلد".

أضاف: "إننا نثني على بيان مجلس الأمن المركزي مع كل الاستنكار والاستهجان لتجاوزات بعض العناصر الأمنية من تقصير بالقيام بواجباتهم أو بإساءة استعمال هذه السلطة أثناء المداهمات، فلا يجوز أن يكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد، المداهمات تكون للمعتدين وليس للأبرياء المعتدى عليهم".

وتابع: "نطالب بشدة بملاحقة كل معتد مخالف للقانون واعتقاله ومحاكمته وأن يكون هناك توازنا في تطبيق الأنظمة والقوانين فليس من العدل التشدد والتعسف في فرض القانون في مناطق معينة تقوم بواجباتها نحو الدولة، وغيرها في مناطق معينة الدولة عاجزة ولا سلطة عليها فيها، وهنا لا بد وبكل حزم أن نطالب القوى الأمنية بإزالة كل مظاهر وأسباب الاستفزاز والتعديات من الشوارع".

 

النائب السابق خوري بعد لقائه المطران مطر في الاشرفية: الوزارتان السياديتان الامنيتان يجب ان تكونا لرئيس الجمهورية

وطنية - 14/6/2008 (سياسة) إستقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر قبل ظهر اليوم في دار المطرانية في الأشرفية، النائب السابق الدكتور غطاس خوري وتم في اللقاء عرض التطورات على الساحة اللبنانية وخصوصا الوضع الحكومي. بعد اللقاء، قال الدكتور خوري: "تشرفت بزيارة سيادة المطران بولس مطر راعي أبرشية بيروت وأنا من أبناء هذه الأبرشية. وهذا الصرح هو صرح وطني نلجأ إليه في كل المسائل التي تتعلَّق بالشؤون الوطنية العامة. وقد تمَّ التباحث مع سيادته في كل الأمور على الساحة اللبنانية، وخصوصا موضوع تشكيل الحكومة الذي أكَّدنا على دعم فخامة رئيس الجمهورية بحلحلة العقد الموجودة من أجل أن تبصر الحكومة العتيدة النور في أقرب وقت ممكن". وردا على سؤال، حول الحديث أن الحكومة ستبصر النور اليوم أو غدا خصوصا في ظل وجود ألامين العام لجامعة الدول العربية الأستاذ عمرو موسى في بيروت، قال الدكتور خوري: "الحكومة شأن لبناني ووطني والجامعة العربية مشكورة على مساهمتها في السابق والآن في إيجاد طرق للتوافق. ولكن على اللبنانيين وعلى فخامة الرئيس وكل القوى السياسية الإتحاد معا لإطلاق الحكومة الوطنية، وأظن أن ذلك يحتاج إلى بعض الوقت وقد لا يكون في اليومين القادمين، ولكن إن شاء الله، في الأسبوع القادم". وردا على سؤال حول عقدة الوزارة السيادية التي سيتم إسنادها للمعارضة، قال الدكتور خوري: "هناك وزارات سيادية للمعارضة وللموالاة، لكن الوزارتين السياديتين الأمنيتين يجب أن تكونا لفخامة رئيس الجمهورية".

 

شمعون رد تعذر ولادة الحكومة الى مناورات المعارضة بغيـة حصولها على وزارتين سياديتين وهذا غير وارد

المركزية - رأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون أن تعذر ولادة حكومة الوحدة الوطنية مرده بشكل أساسي إلى المناورات التي تقوم بها المعارضة بغية حصولها على وزارتين سياديتين، الأمر غير الوارد أساساً لأن حصتها محددة وفق اتفاق الدوحة في وزارة سيادية واحدة من ضمن حصة الـ 11 وزارة، كاشفاً عن تجدد الضغوط الخارجية للإسراع في تشكيل الحكومة، معتبراً أن عون يطالب بما لا يحق له به سيما أن حصته هي من ضمن حصة المعارضة وبالتالي عليه أن يحل المشكلة مع حلفائه، متوقعاً تكرار السيناريو ذاته الذي حصل في الدوحة، أي أن يعمد عون إلى رفع سقف مطالبه بغية دفع القطريين إلى التدخل للحؤول دون تعثر اتفاق الدوحة ومن ثم يقدم عون التنازلات المطلوبة لهم في محاولة لتصوير إما محورية موقعه التعطيلي داخل اللعبة السياسية، وإما تعاونه الزائف لتذليل العقبات الموجودة. وقال شمعون في حديث الى موقع الكتروني أنه لا يستغرب "محاولات عون تعطيل تشكيل الحكومة لأن "آخر همه مصلحة البلد"، وأكبر دليل ممارساته من منحه الغطاء الى "حزب الله" لاحتلال وسط بيروت وإقفال مصالح المواطنين وتعريضهم للإفلاس، إلى مباركته حركة الحزب الانقلابية في شهر أيار الفائت، مؤكداً أن "الهدف الأساس من وراء المشاكل الأمنية المفتعلة والمتنقلة من منطقة إلى أخرى هو إضعاف رئيس الجمهورية وإرباكه وممارسة أقصى الضغوط عليه بغية تسليمه بالأمر الواقع وبالتالي تحصيل منه ما يمكن تحصيله". واعتبر شمعون أن الانفتاح الفرنسي على سوريا في غير محله، مشدداً على أن أي محاولة فرنسية لفصل سوريا عن إيران لا يجب إطلاقاً أن تكون على حساب لبنان، مبدياً تشاؤمه من إمكانية التعاون مع فريق يعتبر نفسه فوق القانون وأكبر من لبنان ويستعمل السلاح في الداخل لترهيب الناس وإخضاعهم بالقوة، مؤكداً أن سلاح حزب الله ما قبل اتفاق الدوحة شيء وما بعده شيء آخر، مما يقتضي بالحزب الإقرار بالواقع الجديد على مستوى لبنان والمنطقة، داعياً إلى الاستناد في البيان الوزاري للحكومة المقبلة إلى خطاب القسم بغية تغليب منطق الدولة على الدويلة والشروع في بناء مشروع الدولة الديموقراطية والعصرية.

 

"المشكلة اليوم بين رئيس الجمهوريـــة والعماد عــون"

الصايغ: نحن في ظرف تاريخي لاستعادة ما خسره المسيحيون

المركزية - اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ اننا في ظرف تاريخي لاستعادة ما خسره المسيحيون في اتفاق الطائف عبر تعزيز صلاحيات الرئيس والتكريس بالعرف ما تلكأ عنه الدستور بإعطاء الرئيس صلاحية تسمية مَن يختاره هو في وزارات اساسية، واعلن عن قمة مرتقبة اليوم بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس امين الجميل. وقال الصايغ في حديث الى تلفزيون "اخبار المستقبل": "المشكلة اليوم بين رئيس الجمهورية والنائب العماد ميشال عون، ولا يفيد الادعاء انها في مكان آخر". ولفت الى ان ما يضمن حقوق المسيحيين ليس حقيبة بالزائد او بالناقص، فالمسيحيون يستأهلون اكثر من وزارة يستأهلون مشروع دولة تحمي جميع المجموعات فأين هذا المشروع اليوم ومَن يتحدث به؟

وقال: نحن ندعو الى أكبر التفاف ممكن اليوم حول رئيس الجمهورية، وهو أول رئيس مسيحي ُينَتخب حرا منذ عهدين (منذ بدء تطبيق اتفاق الطائف). ونعلن أنه من المرتقب اليوم عقد خلوة بين الرئيس امين الجميل والرئيس سليمان. وسأل أي حقوق استرجعها عون للمسيحيين؟ ونحن من دعونا منذ البداية الى انتخاب ئيس للجمهورية، وهو المركز الأول للمسيحيين. أما قانون القضاء للانتخابات النيابية، فالرئيس رفيق الحريري كان طالب به ووعد به البطريرك صفير. ونحن نذهب أبعد لنؤيد قانون فؤاد بطرس الذي يؤمن تمثيلا افضل للمسيحيين. وسبق ونادينا التيار الوطني الحر مرارا للحوار حول قانون الانتخاب من دون جدوى. ونسأل: ما هي مآخذ العماد على أداء الوزير الياس المر في وزارة الدفاع وهو الذي غامر من أجل مكافحة الارهاب في أصعب ظروف مرت بها البلاد منذ سنتين؟

اضاف: الكتائب هي في صلب حركة 14 آذار وأول من رفع شعار "لبنان أولا" ولا يمكننا أن نخرج عن أنفسنا. نحن من جلبنا العماد عون الى النضال لتحرير لبنان، وهو كان مستشارا عسكريا لبشير الجميل في المجلس الحربي. وعن الانتخابات النيابية قال: نأمل أن تخاض الانتخابات النيابية بأوسع مشاركة ممكنة. لا أحد يمكنه أن يلغي أحدا في المعادلة السياسية. واشار الى ان هنالك خطوط تواصل عديدة مع التيار الوطني الحر، والشيخ سامي الجميل له دور بارز، وهنالك أيضا خطوط أخرى. لكن يبدو أن هنالك تيار داخل التيار الوطني الحر، أقلي ولكنه مسيطر، يبحث بأي ثمن عن معركة سياسية لتعئة الرأي العام واستبدال التشنج السني-الشيعي بتشنج من نوع آخر داخل الصف المسيحي، وهذا ما لن نسمح بقيامه.

وعن امكانية زيارة الرئيس بشار الأسد الى لبنان، قال: "نحن نطالب بعلاقات ندية مع سوريا، ونكون أول الحاضرين في حال افتتاح سفارة سورية في عين المريسة". وعن سلاح "حزب الله" قال: لا يجوز أن يبقى سلاح على الأراضي اللبنانية خارج اطار الدولة. وهذا ما سنصل اليه عاجلا أم آجلا. فالمقاومة ليست هدفا بحد ذاتها: لا توجد مقاومة من أجل المقاومة ولا سلاح من أجل السلاح، انما هناك أهداف للمقاومة التي تقوم بها الدولة والشعب، وتنتفي المقاومة بتحقيق هذه الأهداف.

 

رفع سقوف الشروط يرسم صورة مبكرة عن استمرار التعطيل

عرقلة الحكومة تعكس عدم تحصيل أثمان لم تُدفع بعد 

روزانا بومنصف

ترفع المعارضة سقف شروطها في موضوع تأليف الحكومة فيلوح بعض أعضائها بضرورة ان يعتذر الرئيس المكلف فؤاد السنيورة عن تأليف الحكومة لمصلحة استشارات نيابية جديدة تأتي بشخصية أخرى غير السنيورة لتأليف الحكومة. وهذا التلويح تعطفه المعارضة على تلويح آخر يسير في موازاته باحتمال تصعيدها الوضع السياسي في حال عدم تأليف الحكومة وفقا لشروطها أي اعطاء النائب العماد ميشال عون الحقيبة السيادية التي تعود الى رئيس الجمهورية، علما انه بات واضحا ان المعارضة تنشد حلا يناسب العماد عون الذي تريده بجانبها في الانتخابات المقبلة ولا ترغب في ان تصطدم هي به او تتخلى عنه بل تريد أن تظل مختبئة وراءه لئلا يفسر موقفها على انه موقف سوري معرقل لتأليف الحكومة، مع انه قد يكون كذلك.

ولا تستبعد مصادر ديبلوماسية في ضوء الكلام المكرر للرئيس السوري بشار الاسد في أقل من اسبوع عن "مواصفاته" لما يعتبره "حكومة الوحدة الوطنية في لبنان"، أن تكون دمشق تبحث عن ترجمة عملية للأثمان التي تقررت لها في الدوحة. ذلك ان لا انفتاح مصريا – سعوديا عليها بعد، أي لا فك للعزلة العربية من حولها، وربما المساعدات القطرية الموعودة بها او سواها لم تصل بعد. ولذلك تستمر العرقلة ورفع السقوف حيال الحكومة حتى حصولها، أي دمشق، على هذه الأثمان.

وفي حين يظهر أركان الاكثرية هدوءا كبيرا في التعامل مع الموضوع الحكومي والحرص على عدم اصدار أي مواقف تؤثر سلبا عليها، تثير مواقف المعارضة مجموعة من الاسئلة بدءا من الجدوى من الحكومة الجديدة اذا كانت ستواجه عرقلة وتعطيلا وتهديدات من المعارضة التي بات هذا النهج اسلوبا لديها منذ عامين عند كل مناسبة وكل قرار، مع انها لن تكون سوى حكومة انتقالية ولن تتخذ أي قرار بسبب الاختلافات الداخلية، وستكتفي بالتحضير للانتخابات النيابية المقبلة.

وقد عاش لبنان للمرة الثانية في تاريخه أزمة فراغ رئاسي استمرت ستة أشهر ويمكنه ان يعيش مع حكومة تصريف الأعمال من دون حاجة الى تهديدات سياسية من المعارضة تضاف الى التهديدات الترهيبية على الارض.

وهناك امران اساسيان، في رأي عدد من المراقبين، احدهما يتمثل في عرض القوى الذي تقوم به المعارضة بازاء خيارات رئيس الجمهورية حتى في تسمية من يراه هو مناسباً لحقيبة وزارية معينة مثل وزارة الدفاع مما يعني او يبدو إضعافاً لرئيس الجمهورية حتى قبل ان يبدأ عهده حتى ولو كانت خلافات بعضهم مع آل المر تتصل بأمور متنية او سواها. ولا يرى هؤلاء فائدة من اي تنازل يقوم به الرئيس في هذا الاطار افساحاً في المجال امام حل موضوع تأليف الحكومة، لان كسر قراره منذ بداية عهده ستصيب اللبنانيين بالاحباط واليأس وتطيح عهده قبل ان يبدأ. وذلك على رغم ان العارفين يقولون ان السقوف المرتفعة تسير وفق ما اعلن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل اشهر من اشتراطه معرفة اسم القائد الجديد للجيش واسماء أصحاب المراكز الامنية الحساسة، فضلاً عن توجيه رسائل قوية الى الرئيس والاكثرية فحواها ان المعارضة تتحكم في اللعبة السياسية من اليوم ولن يسير اي شيء الا وفق ما تريده هي والا لا حكومة ولا من يحزنون. ثم ان المطالبة بحقيبة سيادية للعماد عون على انها حقيبة للموارنة توحي ان الرئيس لا يمت الى الطائفة المارونية بصلة، كما انها تعني مطالبة بالمثالثة من ضمن المناصفة في التفاف على مبدأ توزيع المقاعد الحكومية بين الاكثرية والمعارضة وفق ما اتفق عليه.

الامر الآخر يتمثل في ان المعارضة تمارس لعبة عض اصابع مع الاكثرية لكي تصرخ هذه اولاً وتسلم المزيد من اوراقها، لكن اعتذار الرئيس السنيورة غير الوارد اصلاً، في حال وروده من ضمن معطى محاولة فرض المعارضة شروطها تحت طائل التصعيد وتعطيل البلاد مجدداً، سيؤدي في احسن الاحوال الى استشارات نيابية ملزمة جديدة تنتهي على الارجح الى اعادة تسميته وتكليفه مع بقاء المشكلة نفسها، اي توزيع الحقائب بالنسب نفسها التي اتفق عليها في اتفاق الدوحة. ويمكن ان يبقى الوضع على هذه الحال الى ما لا نهاية لان الاكثرية لا تزال تملك اوراقاً ايضاً ولم تخل منها فعلاً حتى وان اظهرت مرونة. وفي اسوأ الاحوال يمكن ان تمارس الاكثرية الدور الذي تلعبه المعارضة اي العرقلة ووضع الشروط التي تمنع تأليف الحكومة حتى اشعار آخر اذا كان المطلوب تغليب المصالح الشخصية فحسب.

على ان السلبية الكبيرة للمعارضة لم تلغ كلياً احتمالات الوصول الى حكومة جديدة. وأحد ابرز الاقتراحات في شأنها حتى الآن ان يقدم الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية الصيغة الحكومية التي يراها هو منسجمة مع النسب المتفق عليها في الدوحة، وخصوصاً ان السنيورة حاول تطبيق كل الاقتراحات المكنة من ضمن هذه النسب، وهو تالياً يكون راعى الاتفاق في الدوحة، على ان يتحمل من لا يرضى بهذه الصيغة تبعة الاستقالة من الحكومة وتالياً خرق هذا الاتفاق الذي اشترط عدم الاستقالة من الحكومة.

 

بحفنة من الدولارات ؟!

راجح خوري

مرة اخرى السيادة ممسحة. ان لم يكن للأقدام القذرة وقد عرف اللبنانيون كثيرا من القذارات التي أُلحقت بسيادتهم. فعلى الاقل هي ممسحة للافكار القذرة. بعدما وصلنا في الانقسام والتفاهة، الى درجة ان هناك في المنطقة من يعطي لنفسه حق الاقتراح او التقرير في مسألة الحقائب الوزارية في الحكومة اللبنانية العتيدة، وما اذا كانت سيادية ام لا!

كان يمكن ان يواصل اللبنانيون ابتلاع المرارة، وهم يراقبون هذا النزاع المهين بين السياسيين حول ما يسمى حقائب سيادية في وقت لم تجف بعد الوحول التي غرقت فيها سيادة هذا البلد، عندما وقع في ازمة مستعصية لمدة عامين تقريبا. وهي ازمة لم تنته شكلا الا على ايدي الآخرين في الدوحة، وبعدما توافرت ظروف وتطورات مؤاتية، تقاطعت وراء جدران اقليمية – دولية مقفلة.

الأنكى من كل هذا ان هناك تقارير متزايدة تتحدث عن "رشوات" بملايين الدولارات دفعت لحل عُقد بعض الذين كانوا يقفون في وجه الحل وانتخاب رئيس للجمهورية. هؤلاء الذين قبضوا في قطر على ما افادت تقارير نشرت في جريدة "ايلاف"، جاؤوا الى بيروت وأمطرونا تنظيرا في السيادة والنزاهة وحقوق الطوائف، وما الى ذلك من المزاعم!

ثم بدأت مرحلة جديدة. انها تكرارا مرحلة الاستثمار في التعقيد والعرقلة، ربما بهدف القبض مرة ثانية لتسهيل تشكيل هذه الحكومة التعيسة التي ستولد في النهاية قيصريا ومن رحم التأزيم الذي لا يمكن حله الا عدا ونقدا على ما يبدو!

آخر البدع لا بل آخر الاهانات التي توجّه الى الشعب اللبناني (هل هناك شعب يسمح بكل هذا التعهير اللاحق بالوطن والسيادة؟) تتمثل في ان هناك في هذه المنطقة من يعطي نفسه حق القول مثلا ان وزارة العدل سيادية ايضا، وذلك في محاولة لحل ازمة التشكيل الحكومي الناجمة كما هو معروف عن اصرار المعارضة على ان تحظى بحصتين سياديتين، اي المالية والخارجية، بما يتناقض مع روح الاتفاق الذي وقّعه الجميع في الدوحة. وبما يجعل من الاكثرية مجموعة من الايتام المحرومين!

واذا كان شرش الحياء قد طق منذ زمن بعيد عند البعض في لبنان، فانه يطقّ الآن في بعض ارجاء هذه المنطقة، وخصوصا عندما يسمح البعض لنفسه، وربما بنية حسنة ان يصنف الوزارات في لبنان سيادية وغير سيادية!

واذا كانت العقد التي حالت حتى الآن دون التفاهم على التشكيلة الحكومية تمثل اهانة لكل اللبنانيين. وهي اهانة يتم تسويقها على انها عملية "تحصيل لحقوق ضائعة" او عملية "تعويض عن حق ضائع" وهو ما يزيد من استغباء الناس وهناك بعد من يصدّق، اذا كان كل هذا صحيحاً، فليس كثيراً ان تصبح السيادة اللبنانية مثل الاسهم في بورصة المبادلات!

في اي حال ان الاهانة الموصوفة الاخرى، هي في ذلك التنكر لوزارة الطاقة التي تم حلبها في الاعوام الماضية وباتت الآن مع مشكلة الكهرباء وكذلك مع غلاء اسعار الطاقة تمثل جمرة تحرق الاصابع، وهو ما يجعل المستوزرين من الطرفين يرفضونها وكأنها طاعون!

ان الحد الادنى من الموضوعية والاخلاقية يدفع الى القول ان وزارة الطاقة هذه هي اول وزارة سيادية وبامتياز، ليس لأن عصب دورة الحياة الانتاجية العامة ودورة الاقتصاد والسياحة والصناعة تتعلق بها فحسب، بل لأن الذين يظنون دائماً ان اجنحة الطهارة الملائكية نبتت فوق اكتافهم وجعلت منهم رسلاً للاصلاح ومحاربة الفساد يمكنهم من خلال هذه الحقيبة كشف تاريخ طويل من الفضائح التي ساهمت في دفع البلاد الى حافة الافلاس، وكذلك كشف تاريخ طويل من السمسرات والصفقات القذرة التي جعلت شركة الكهرباء تكلف اللبنانيين ثلث الدين العام والحبل على الجرار.

ايها السادة لقد مرغتم سيادة لبنان بالوحول. ويكفينا ويكفيكم ايضاً توجيه الاهانات الى الناس عبر الحديث عن سيادة تبيعونها بحفنة من الدولارات!

 

عقدة "الحقائب السيادية" تُؤخر تأليف الحكومة 

السبت 14 يونيو -وكالات

 14 آذار تطالب ببيروت مدينة خالية من "السلاح غير الشرعي" وعقدة "الحقائب السيادية" تُؤخر تأليف الحكومة 

بيروت، وكالات: لا زالت عقدة تأليف الحكومة تتركز حول الحقائب السيادية، ومازال الوضع الأمني محور اهتمام المعنيين وسط تزايد الحديث عن احتمال انفلات الساحة الأمنية مجدداً في حال طالت فترة تشكيل الحكومة. هذا "التلكؤ" في تشكيل الحكومة كان محل "عتب" الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي زار بيروت، مؤكداً نيته إطلاع أعضاء اللجنة العربية الوزارية على تفاصيل الوضع الراهن. ووسط هذا الأخذ والرد حول الحقائب السيادية بين الأكثرية والمعارضة، رأت أوساط متابعة أن شيئاً جديداً لم يطرأ، رغم إيحاء البعض بأن ثمة إمكاناً لدخول موسى على خط الحلحلة، وأن الجانب القطري قد يدخل بدوره على الخط بإعتباره راعي إتفاق الدوحة الذي أنجز منه حتى الآن إنتخاب رئيس الجمهورية.

وأكد رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة "ان الحكومة ستتألف لا محالة، والامور تسير بشكل طبيعي". وأضاف: "انا عرضت الخيارات وما زلت حتى الآن أنتظر الرد". وأكد ان "الحاجة الوطنية والامنية" تقتضي اسناد الداخلية والدفاع الى رئيس الجمهورية. في هذه الأثناء، أعرب موسى عن "الدهشة والأسف والعتب" بسبب عدم تشكيل الحكومة حتى الآن، وأشار اثر وصوله إلى بيروت إلى أن "حكومة الوحدة الوطنية هي جزء لا يتجزأ من اتفاق الدوحة وأساس لاستقرار لبنان"، آملا في أن يتم الاتفاق "بأسرع ما يمكن على تشكيل الحكومة حتى ينتقل لبنان إلى مرحلة الاستعداد للانتخابات النيابية وليكون الباب مفتوحا للوفاق والاطمئنان"، مضيفاً ان "مهمتنا هي اننا نريد وصول لبنان إلى بر الأمان والمسألة لا تزال بحاجة إلى بعض التجذيف"، مؤكداً أن "اتفاق الدوحة كاف ولبنان ليس بحاجة إلى اتفاق ثان". كما أشار موسى بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان إلى أنه "لا حاجة لأي تدخل عربي في موضوع تشكيل الحكومة"، ورأى أن "الطريق إلى عودة الأمور إلى طبيعتها هي عبر تشكيل الحكومة". وعلمت صحيفة "السفير" أن رئيس الجمهورية أجرى اتصالات مكثفة بالرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة، كما بالنائبين ميشال عون وسعد الحريري وقيادات أخرى موالية ومعارضة وحث الجميع على تقديم تنازلات، لمصلحة البلد، فيما كان النائب الحريري يجري سلسلة من الاتصالات مع المعارضة وخاصة مع الرئيس بري عبر معاونه النائب علي حسن خليل الذي التقاه مطولاً ليل أمس الأول، في لقاء هو الثالث بينهما أكد الجانبان بعده على مضمونه "الايجابي جدا". ولم يرَ الرئيس بري للـ"السفير" أي موجب لتأخير تشكيل الحكومة، و"لذلك يجب أن يصار إلى إعلانها قبل يوم غد (الأحد) على أبعد تقدير. فالتأخير ليس في مصلحة احد، وثمة أمور ضاغطة اقتصاديا ومعيشيا، فضلا عن أن الوضع الأمني حساس ودقيق، ما يفرض التعجيل بالحكومة اليوم قبل الغد". أما نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم فنصح الرئيس السنيورة بالاسراع في تأليف الحكومة "لان التأخير لن يغيّر شيئاً من المعادلة".

من جهة أخرى جمع لقاء ثانٍ في أقل من أسبوع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير الذي زار قصر بعبدا على رأس وفد من المطارنة لتقديم التهاني للرئيس سليمان، وجرى بحث على مدى 50 دقيقة في تطورات الأوضاع العامة والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة وإطلاق مسيرة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية.

وشدد سليمان على "دقة المرحلة الراهنة، وضرورة العمل يدا واحدة على نحو يعزز وحدة اللبنانيين وتضامنهم لمواجهة التحديات الراهنة". من جهته، أعرب صفير بعد اللقاء عن أمله في "ان تشكل الحكومة الجديدة وتسير الأمور على النحو المرغوب فيه، وتذلل الصعوبات، ويعمل المعنيون في سبيل مصلحة لبنان واللبنانيين، وأن تبصر النور في أقرب وقت"، متمنيا "ان يكون توزيع الحقائب الوزارية عادلا"، مشيرا إلى امكانية انعقاد قمة مسيحية ـ إسلامية، كما اعتبر صفير أن قاعدة "الاكثرية تحكم والمعارضة تعارض" قد تم تغييرها في لبنان.

وسط هذه الصورة، أحيا لبنان الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد عضو كتلة "المستقبل" النائب وليد عيدو ونجله خالد، مستحضراً كل شهداء ثورة الاستقلال الثاني التي أطلقتها دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وكل الشهداء الذين رووا بدمائهم مسيرة استكمال السيادة الوطنية وإنجاز الاستقلال، ومهّدوا الطريق أمام اللبنانيين لبناء دولتهم المتحرّرة من الاحتلال والوصاية وصاحبة السيادة على كامل أراضيها.

ورافقت الذكرى مواقف عاهدت الشهيد ونجله، الذي أحبّ بيروت وناضل بقوة وشجاعة دفاعاً عن قضايا الحريات والحقيقة والعدالة، بأن دماءه كما سائر دماء الشهداء ستزيد الأحرار في لبنان إصراراً على مواجهة حملات الترهيب ومحاولات الإبتزاز التي ما زالوا يتعرضون لها منذ جريمة 14 شباط 2005 وحتى جريمة 8 أيار 2008 التي شكّلت اغتيالاً ثانياً لهؤلاء الشهداء جميعاً، وإعلان التمسك بالمحكمة الدولية سبيلاً كي لا تذهب دماؤهم هدراً. وقد طالب منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد "الدولة اللبنانية وعلى رأسها الرئيس ميشال سليمان والمجتمعين العربي والدولي بجعل بيروت مدينة خالية من السلاح، تمهيداً لأن يصبح لبنان كل لبنان خالياً من السلاح ما عدا سلاح الشرعية اللبنانية".

 

بوش سيعتنق الديانة الكثوليكية بعد إنتهاء ولايته

السبت 14 يونيو - بي. بي. سي.

 لندن: تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم التكهنات بأن الرئيس جورج بوش قد يتحول إلى الكاثوليكية بعد إنتهاء ولايته الرئاسية حيث نقرأ في صحيفة الإندبندنت خبرا لمراسلها بيتر بوفام من روما تحت عنوان: بوش "قد يعتنق الكاثوليكية". تقول الصحيفة إن الحفاوة البالغة التي استقبل بها الرئيس الأمريكي من طرف بابا الفاتيكان، بنديكتس السادس عشر، أججت الإشاعات بأن بوش على وشك التحول إلى الكاثوليكية شأنه في ذلك شأن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق. وتمضي الإندبندنت قائلة إن الحفاوة التي خص بها البابا بوش لدى زيارته للفاتيكان لم يحظ بها رئيس دولة سابق إذ بدل تبادل التحية مع بوش كما يحدث مع كبار الزوار في المكتبة البابوية في القصر الرسولي، اصطحب البابا بوش لزيارة برج القديس يوحنا وهو مبنى أثري يعود تاريخه الى القرون الوسطى ثم تجولا في حدائق الفاتيكان ثم حضرا عرضا موسيقيا في الهواء الطلق. وتتابع الصحيفة أن البابا انتظر بنفسه وصول الرئيس بوش عند مدخل البرج وبمجرد وصول بوش سُمع وهو يقول "ياله من شرف، ياله من شرف"، ثم اختفى الرجلان لنصف ساعة لإجراء مباحثات رأسا لرأس لم تتسرب أي تفاصيل عنها. وتنقل الإندبندنت عن الصحيفة الكاثوليكية "لا فينير" قولها إن الفاتيكان يختلف مع البيت الأبيض في قضيتي الهجرة وعقوبة الإعدام المطبقة في الولايات المتحدة لكن فيما يخص القضايا المرتبطة بالبحوث في الخلايا الجذعية وزواج المثليين والإجهاض فقد حدث "تناغم تام".

علاقة فكرية وليست شخصية

صحيفة الفاينانشال تايمز نشرت بدورها مقالا لمراسلها جاي دينمور في روما تحت عنوان " زيارة بوش للبابا تؤجج التكهنات بتحول الرئيس الأميركي إلى الكاثوليكية". تقول الصحيفة إن البابا تخلى عن مقتضيات المراسم البروتوكولية واستقبل بوش بنفسه في حدائق الفاتيكان وذلك للتعبير بشكل علني عن العلاقة الخاصة التي تجمع بينهما، الأمر الذي أذكى التكهنات في الصحافة الإيطالية بأن الرئيس الأميركي قد يتحول إلى الكاثوليكية.

وتتابع الصحيفة أن بوش اجتمع ببابا الفاتيكان أكثر من أي رئيس أميركي سابق، وهناك اعتقاد أن بوش هو أول رئيس دولة يزور الفاتيكان ويحظى باستقبال البابا له خارج مكتبته. وعندما سأل صحفي كاثوليكي بوش خلال زيارة البابا للولايات المتحدة في شهر أبريل/نيسان الماضي ماذا ترى في عين البابا رد بوش قائلا "الله".

وتنقل الصحيفة عن مارسيلو بيرا وهو فيلسوف إيطالي وعضو مجلس الشيوخ الإيطالي وسبق أن شارك في تأليف كتاب رفقة بابا الفاتيكان عندما كان لا يزال كاردينالا قوله إن الرجلين - البابا وبوش- تجمعهما علاقة خاصة وعميقة قوامها اعتقاد مشترك مفاده أن الدين يجب أن يقوم بدور محوري في عالم السياسة وتشكيل اتجاهات الرأي العام أكثر مما تجمعهما مواقف محافظة بخصوص الإجهاض وزواج المثليين وبحوث الخلايا الجذعية.

ويضيف بيرا قائلا إنه رغم الفصل القائم بين الكنيسة والدولة في أمريكا، فلا يوجد فصل بين الدين والسياسة لأن الولايات المتحدة تشعر بأن لها رسالة (مسيحية)..أوروبا أكثر تجذرا في مبادئ العلمانية... البابا يحب النموذج الأميركي أكثر.. من الواضح أن علاقتهما ليست شخصية وإنما هي علاقة فكرية".

 

عون الساعي دائما" الى لعب دور الضحية

د. نبيل سركيس

الفرق كبير بين أن يكون الهدف من عملنا هو تأمين المصلحة العليا للناس وللمجتمع الذي نعيش فيه على حساب بعض المكاسب الفردية ، وبين استعمال هذه المصلحة العامة من أجل استدرار عطف الجماعة على حساب تحقيق مصالحها . وهذا ما يجري حاليا" مع رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وهذا ما كان قد فعله عند تشكيل الحكومة في ال 2005 . فالسيناريو واحد لم يتغيّر : نرفع سقف المطالب ، نحرج الجميع ، فإمّا يعطونا ما نريد خوفا" من تفاقم الأوضاع ، أو نبقى خارج الحكومة فعندها نكون الضحية ونكسب عطف الناس . وهكذا نستطيع أن نعارض وأن نهاجم ما نشاء بدل أن نتحمّل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة وهذه الأحوال الإقتصادية المتأزمة . فالمعارضة مربحة اجمالا" بينما ممارسة الحكم وخاصة" في ظروف كالتي نعيش قد يسبّب الخسارة بسبب عدم امكانية ايفاء الناس ما تريد . ولكن مهلا" ، هل هكذا تدار الأوطان ؟ هل هكذا تكون القادة ؟ هل هكذا نؤمّن مصالح شعبنا ؟ فإذا كانت المشاركة في الحكم لا تكون الاّ في الأوقات المشرقة والمزدهرة من تاريخ الأوطان فما حاجة الناس عندئذ لهذه القادة ؟ فأي انسان كان يستطيع أن يحلّ مكانهم وأن ينتج في هكذا ظروف مؤاتية .

فالرجولة كل الرجولة والبطولة كل البطولة هي عندما يجازف القادة برصيدهم من أجل مصلحة شعبهم . فيضعون كل الاعتبارات الفردية والحزبية والشعبية جانبا" وينصرفون ليقوموا بما يستطيعون عمله من أجل مساعدة مجتمعهم وتأمين حاجاته . فهناك اناس تعمل قليلا" أو حتى لا تعمل شيئا" وتتكلم كثيرا" واناس تعمل كثيرا" وتتكلم قليلا" ، فأيّهما يفضّل المواطن ؟ أيّهما أفضل للوطن أن نتهرّب من تحمّل المسؤولية في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن لكل تضحية ولكل قطرة عرق ، أو أن نعمل بكل كدّ من أجل الوصول الى حلّ للأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية ؟ أيهما أفضل للمسيحيين أن ندعي أنّ الآخر لا يعطينا حقوقنا فنحرد ونستقيل من دورنا الذي من أجله أعطتنا الناس أصواتها فنصوّر نفسنا الضحية الدائمة طمعا" ببعض العطف الشعبي ، أم أن نعمل خطوة" خطوة" من أجل استعادة حقوق المسيحيين الضائعة ؟ وهل الوقت اليوم هو لتسجيل البطولات الوهمية حتى لو كانت على حساب اضعاف موقع رئيس الجمهورية في التركيبة الوزارية المقبلة ؟

بحسب النسب المنصوص عليها في اتفاق الدوحة قدم الرئيس المكلف فؤاد السنيورة تصوره لمبدأ توزيع الحقائب وقد ارتضت الأكثرية بحقيبة سيادية واحدة لها لمصلحة تقوية موقع رئيس الجمهورية من خلال اعطائه حقيبتين سياديتين حتى من دون التمسك بماهية حقيبتها ، فلماذا والحال هذه لا يسعى النائب عون الى المساهمة في تقوية الموقع المسيحي الأول في التركيبة اللبنانية من خلال الاكتفاء بحقيبة سيادية واحدة للمعارضة وليسعى مع حلفائه لأن تكون هذه الحقيبة من نصيب أحد أعضاء كتلته بعد كلّ ما سلّفه وتياره لهؤلاء الحلفاء ؟ فالنهار طالع والشمس شارقة ولعب دور الضحية لم يعد يدغدغ شعور اللبنانيين وخاصة" المسيحيين .

 

حبيب: مؤسف جدا أن يكون البعض يبني سياسته على نشر الأحقاد

موقع القوات/اعتبر النائب في كتلة "القوات اللبنانية" فريد حبيب أن المستوى الذي يتبعونه في محطة الـOTV دليل إفلاس، وأسف أن يكون البعض يبني سياسته على نشر الأحقاد على حساب كرامات الاخرين وعلى الكذب المستمر. حبيب، وفي بيان صدر عن مكتبه الاعلامي ، قال: "بالامس كانت محطة ال"OTV " والقيمين عليها يسيرون عكس التاريخ وعكس المنطق، ففي الوقت الذى يحاول اللبنانيون تناسي منطق الحرب والتعالي على الجراح وإعادة اللحمة فيما بينهم . نرى بعض الحاقدين في هذه المحطة التلفزيونية يفتشون على تسجيل إنتصارات وهمية لعلهم يكسبون بعض ما خسروه من شعبيتهم ، ولم يعد مستغربا هذا التصرف كون الرأس المدبر عندهم وحامي حقوق المسيحيين يتحفنا بإستمرار بمنطق القوة والتهديد والوعيد وبمنطق التحدي والتخوين". وتابع:" في هذه الذكرى ألاليمة لا يسعني إلا أن أقف بإحترام وإجلال امام أرواح جميع الشهداء الذين سقطوا في هذه الواقعة الأليمة وعلى رأسهم الوزير طوني فرنجيه الذى كانت تجمعنا معه مسيرة نضال طويلة بدأت منذ أحداث سنة 1958. إن هذه الذكرى أليمة علينا جدا جدا، لكن سلطات الاحتلال والاجهزة الامنية عرفت كيف تستغل ألاوضاع وضربت ضربتها لتعميق الجراح بين المسيحيين، وبفصل منطقة الشمال عن باقي المناطق اللبنانية تحقيقا لاهدافها بالتوصل الى إحتلال المناطق اللبنانية كافة ووضع اليد عليها نهائيا. ولفت حبيب، الى انه وحتى اليوم لا تزال قوى الشر تعمل على نكء الجراح بين المسيحيين ، بتمويل خارجي وتأبى أن تتعالى على الواقع والمنطق الذى فرضته الحرب البغيضة والتى أصبحت وراءنا، ونعمل جاهدين على نسيانها ولعنها ولعن مسببيها.

وختم:" تحية إلى أبناء إهدن الشرفاء والابطال الذين يعرفون تماما من يكن لهم الخير والسعادة والمحبة، وليرحم الرب جميع الشهداء الباقي ذكراهم في قلوبنا".

 

لماذا يقوم عون بالعرقلة؟

عوني الكعكي

واضح تماماً ان الجنرال ميشال عون يقوم بوضع العصي في الدواليب، ويقيناً ان الأمر ليس قراراً ذاتياً، بل هو وحي يوحى، أو بمعنى آخر فإن المعارضة دفعت عون الى الواجهة لانها بصورة أو بأخرى لا تريد حكومة. ميشال عون أباح علناً بما كان سابقاً يلمح إليه تلميحاً، فهو لا يريد الوزير الياس المر وزيراً للدفاع، وقد أوعز بداية الى جماعته لإعلان ذلك، فخرج المسؤول في التيار الوطني الحر زياد عبس ليقول: إن توزير المر من حصة رئيس الجمهورية يخل بالتوازن في اتفاق الدوحة، وأرفق النائب نبيل نقولا ذلك بموقف عالي اللهجة بقوله: إذا لم تؤلف الحكومة خلال اسبوع فسنطالب بتنحي الرئيس السنيورة.

إن ميشال عون يريد استدراج رئيس الجمهورية للرد، ولكن الرئيس سليمان يتمتع بالحكمة اللازمة ليفشل محاولات جنرال الرابية، وفي النتيجة، فإن اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين، سيتأكدون وبالملموس ان المعارضة، وتحديداً الجنرال عون، تجهد وبكل قوة لإفشال العهد الجديد، ووضع العراقيل أمام رئيس الجمهورية لغاية في نفس يعقوب. الجنرال عون، إضافة الى العراقيل التي يضعها أمام التشكيلة الحكومية، يرفض على ما يبدو إعطاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان حقيبتين سياديتين، وهذه مخالفة صريحة لاتفاق الدوحة، ما يعيد الازمة السياسية اللبنانية الى نقطة الصفر.

من كل ذلك يبدو أن الأوضاع متجهة الى شكل من أشكال التصعيد، وقد أصبح هاجس اللبنانيين التساؤل: هل يتصاعد التوتر في البلاد، وتعود الفتنة لتطل بكل تداعياتها المأسوية عليهم؟! كنا قد عبّرنا امس الاول، وفي هذه الزاوية عن هذه الهواجس، وقلنا إن المؤشرات كلها تؤكد أن المعارضة لا تريد حكومة حتى لا يتم بعدها الدعوة الى طاولة الحوار لطرح مسألة السلاح، وقد تأكدنا امس ان حقيقة ما يجري تكمن في ان المعارضة تجهد لحرق مراحل الوقت، وبالتالي تضع كل ثقلها كي لا يتم تشكيل الحكومة. وبكل أسف، فقد كنا نعتقد انه بمجرّد انتخاب الرئيس التوافقي والوفاقي ستعود الأمور الى نصابها، وستبدأ مرحلة جديدة، وقد استبشرنا خيراً عندما تم انتخاب العماد ميشال سليمان، ولكن تبيّن ان المعارضة مستمرة في العرقلة والتصعيد في المواقف، وكلما لبي شرط من شروطها تقوم بالمطالبة بالمزيد، وآخر البدع هي تلك التي عبّر عنها الجنرال ميشال عون برفض توزير الياس المر، وبرفضه إعطاء رئيس الجمهورية وزارتين سياديتين، وهذا واقع مؤلم للغاية نرجو أن تدرك المعارضة حياله أنها تجر البلاد الى وضع خطير للغاية. حسب اتفاق الدوحة فإن من حق رئيس الجمهورية وضع أسماء ثلاثة لتوزيرها، كما ان من حقه تسمية وزيري الداخلية والدفاع، إضافة الى ان الوزير الياس المر أثبت نجاحه في المواقع الوزارية التي شغلها، وهو لم يكن مع فريق ضد آخر، بل كل ما فعله أتى في اطار قناعاته الوطنية، من دون الإنحياز الى أحد.

 

لعبة الكلمات المتقاطعة

نشرة ليسيس

اسوء ما يصيب لبنان في هذه الايام ان سوريا تريد تصفية حساباتها مع الوزير الياس المر ، والاشد سوءاً ان التيار العوني هو من يتولى المهمة ويعلن صراحة رفضه تولي الرجل الذي دفع من اللحم الحيّ ثمن ايمانه بلبنان الحر السيد المستقل ، وزارة الدفاع الوطني ، والشر المطلق ان الوزير السابق وئام وهاب يتولى الدفاع عن خيارات عماد لبنان ! ويهدد بجولة تأديبية جديدة لم يحدد لها مكاناً وزماناً ! ربما لأن السوريين لم يسلموه كل السر واحتفظوا بقطبة مخفية فيه لحليف آخر يعلنها في موعدها المحدد بحسب المخطط السوري المرسوم بدقة وعناية .

واعلان احد القياديين بعينهم امس صراحة رفض التيار البرتقالي اشغال المرّ للوزارة السيادية يؤشر الى ان الرفض هو من حزب الله الذي يتلطى في هذا الموضوع وراء فريق بعينه في التيار ! تردد سابقاً ان له ارتباطات محددة ومعروفة مع مؤسسات تعمل بالمال النظيف الآتي من ايران ! والذي يجري استثماره في مشاريع ذات طابع اجتماعي في الواجهة، لكنها تخفي مخططات سياسية في عمقها تتزاوج مع المشروع الكبير الذي يعمل عليه الحزب ويهدف من وراءه الى الهيمنة على لبنان " بالقضم والهضم " تارة عبر الابتزاز السياسي وطوراً في التهويل والتهديد ... وحتى التنفيذ مؤخراً بالقوة العسكرية للمقاومة !!

واذا كان حزب الله وسوريا هما من يرفضا وصول المر الابن الى وزارة الدفاع مجدداً ! واذا كانت الاسباب السورية معروفة ، فمن ما لا شك فيه ان اسباب حزب ابران تأتي من الممارسة اللبنانية الصرفة للوزير الشاب خلال السنوات الثلاث المنصرمة ، وتحديداً من الدور الذي قام به الجيش اللبناني خلالها والذي تميز بالحياد الايجابي داخلياً ، وهو اختلف بفارق 180 درجة عن كل ما كان يدور زمن الوصاية ! ما بات يهدد ويمنع اية امكانية للعودة الى الوراء في هذا المجال .

والامر الثاني الابرز هنا هو ما يتردد من ان حزب ايران يتهم الوزير المرّ بالوقوف وراء كل ما تسرب عن شبكة الاتصالات وادى الى انكشاف تفاصيل تمددها شمالاً – باتجاه كسروان وجبيل – وايضاً اكتشاف امر كاميرات مراقبة مطار بيروت والعملية التي كان الحزب يزمع تنفيذها ضد هدف ما ! كمقدمة للوصول الى غزوة بيروت والجبل والسعي فيما بعد للسيطرة على كل لبنان .

وفي الصورة الظاهرة للعيان فإن ما تحاول دمشق وحزب ايران تقديمه للرئيس ميشال سليمان هو رئاسة " فارغة " على نحو ما كان عليه الامر زمن الرئيس السابق اميل لحود ! اي ان يتوليا التعيينات عن الرئيس وكذلك ادارة الامن والاجهزة والاتصالات والعلاقات الخارجية وكل الامور الحساسة الاخرى . والفارق بين التشكيلة الحكومية المطروحة من الرئيس السنيورة وما تطالب به سوريا وحلفاء سوريا ، يمثل تماماً الفارق بين نهج فؤاد شهاب الاصلاحي والوطني، ونهج لحود الذي قام على البطالة و " صف الكلام " بمناسبة او حتى بدونها ! وتمسك الرئيس بفريق عمله وبالوزارتين الامنيتين سيجعل منه بالتأكيد رجل لبنان القوي ، ما سيؤدي لوصول الوطن الى استقلال ناجز جديد وسيادة كاملة على كل الارض اللبنانية وهذا ما يعيق مشاريع ايران وسوريا والحزب ويهدد باسقاطها مع مرور الزمن وتحويلها اوهاماً وسراباً ... ويبقى ان المواجهة ليست بين الرئيسين سليمان والسنيورة من جهة ، وايران وسوريا والحزب من جهة اخرى ، بل انه من المهم ان يؤكد شعب لبنان لرئيس الجمهورية انه يقف في صفه تماماًُ وانه مستعد بعد للنضال والصبر والصمود حتى تحقيق الاحلام التي وردت ببساطة وتوازن في خطاب القسم وقد شعرنا جميعاً انه نابع من قلب الرئيس وانه فعل ايمانه بلبنان وشعب لبنان .

للتواصل مع نشرة ليسيس info@licisnews.com

 

حسابات عون تضع المعارضة امام رصاصة الاكثرية ورصاصة المر؟!

الفرد نوار

هل صحيح ان المعارضة في وارد لحس تواقيعها على اتفاق الدوحة، بحسب ما اوحى به الوزير السابق وئام وهاب الذي لم يجد حرجاً في القول ان لدى قوى 8 آذار حلاً لحال المراوحة السياسية من خلال استعادة زخم الايام السابقة (...) «ايام الاعتصام في وسط العاصمة، بما في ذلك ايام الانفلات الامني في بيروت ومناطق اخرى» وكأنه يبشرنا بعودة غير مستبعدة الى لغة السلاح والاحتلالات؟

قد يكون «الحسون الوهابي» قد اخذ كامل راحته وزخمه عندما لوح بأعمال عدائية لنيل المعارضة ما تطالب به بحق او بباطل، حتى وان جاء كلامه من دون تكليف من احد. غير ان هناك من يستبعد ان يتطرق وهاب الى مثل ما اورده من تهديد ومن وعيد، لولا حيازته الضوء الاخضر من «مرجعه الصالح»، الامر الذي يعني ان الذين تأثروا بإيجابيات غير ملموسة في اتفاق الدوحة ومرشحون لان يعيدوا النظر بوضعهم في خانة تقبل التوافق ولو على مضض!

كذلك، فإن الاحداث الامنية المتعاقبة لم تتوقف بدورها، ما شكل اشارة واضحة الى ان الامور السياسية مستحيلة الحسم، بدليل ان قيادة الجيش عندما هددت بتدابير صارمة بحق المخالفين، كانت تقصد من يقف وراء هؤلاء، اي وراء من سبقته رائحة استعداده «لعمليات اقتحامية» مثل التي حصلت في النصف الاول من ايار الفائت!

ويقال في مجال التعقيدات الوزارية ان المعارضة لم تجد ما ترد به على اعطاء وزارتي الدفاع والداخلية كحصتين الى رئيس الجمهورية، سوى انتقاد الرئيس المكلف وقوى 14 آذار، خوفاً من ان يأتي اعتراضها على الرئيس ميشال سليمان مباشرة، بمستوى الوقوف في وجهه او وقوفه في وجه قوى 8 آذار؟

وفي الحالين، اكدت مصادر مطلعة ان رئىس «التيار الوطني» النائب ميشال عون قد سجل تراجعاً عن هجمته على حقيبة وزارية سيادية، شرط عدم اعطاء اي من وزارتي الدفاع والداخلية الى وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة الياس المر، فيما ترى اوساط سياسية ان «عون عندما ابلغ موقفه من توزير المر الى احد زواره من اركان حزب الله، قد صادف تفهماً»، لا سيما بعد الذي شاب العلاقة بين «المر الاب» وبين النائب عون في اعقاب فض العلاقة السياسية والانتخابية بينهما!

ولوحظ في هذا المجال فشل مساعي الوزير السابق سليمان فرنجية لترطيب الاجواء بين المر وعون، الامر الذي وضع الثاني امام خيار من اثنين: الاول اعلان مباركته للمر بحقيبة الدفاع. والخيار الثاني العض على «جرح الخوف» من امكان اعادة اللحمة الى علاقة الزعيم المتني ميشال المر مع «بيت الجميل» بعدما تأكد لمقربين من عون «ان الترطيب المحكى عنه وضع على نار حامية»!

وتقول اوساط عين التينة ان الرئيس نبيه بري الذي تأذى شخصياً اكثر من سواه مما حصل في بيروت، لا يجاري عون وحزب الله في رفض التفاهم على حقيبة وزارية سيادية، لكنه في الوقت عينه يعرف صعوبة تخليه عن حصة حركة «أمل» في وزارة الخارجية او وزارة المال، فيما لم يحسم حزب الله امره، كي يتجنب اغضاب حليفه عون، في وقت يحتاجه الى درجة تحتم التمسك بالتفاهم معه، خشية تكرار اعتبار الحزب وكأنه يغرد خارج السرب اللبناني!

وترى مصادر مقربة جداً من رئيس مجلس النواب رئيس حركة «أمل» انه لا يراهن شخصياً على مزيد من التباينات، بقدر ما يصر على افهام عون وحزب الله ان «من الافضل للجانبين الافادة من مرحلة ما بعد اتفاق الدوحة»، لا سيما ان اي عمل سياسي او امني لن يصب في مصلحة المعارضة، لا بل سيصب حتماً في مصلحة قوى 14 آذار على المدى البعيد (...) وفي عودة الى مساعي الوزير السابق سليمان فرنجية، فإن رد فعل النائب ميشال عون على ما طلبه منه لإصلاح العلاقة مع «صديقه اللدود» ميشال المر، قد جاء معبراً عن خوفه من ان لا يقف الاخير على الحياد في الانتخابات النيابية، فيما لم يقدر فرنجية على حسم مثل هذا الامر مع المر، ربما لان عامل الوقت لم يكفل الى الان ازالة الشوائب في علاقات الرجلين، خصوصاً ان «من فلتهم عون على المر قد انساقوا اكثر من اللازم وراء انتقاده والطعن في قدراته»، مع علم عون وعلم هؤلاء «ان قدرات المر السياسية والشعبية اكبر من ان يشكك فيها؟1

وفي المقابل، لا يخفي عون وفريق المعارضة خوفهم من نجاح قوى 14 آذار في طرح ورقة توزير الياس المر، حيث لا بد وان يحسب في رصيد الاكثرية، حتى وان جاء توزيره من ضمن حصة رئيس الجمهورية، الامر الذي يطرح علامات استفهام بارزة بالنسبة الى موضوع الامن في البلد، وكذلك بالنسبة الى ما قد يطرأ في مجال الانتخابات النيابية (...) واذا كان من الصعب على عون تغيير معادلة التفاهم التي ارساها مؤتمر الدوحة، فثمة من يرى استحالة امام المعارضة في نيل اكثر من حصصها في الحكومة الجديدة، مهما اختلفت وسائل تعاطيها مع الرئيس المكلف؟!

 

في سعي نصر الله عن مخرج لخطأ اجتياح بيروت والجبل ووسط حالة الضعف التي يعانيها أولمرت  مخاوف غربية من عملية لـ»حزب الله« انتقاماً لمقتل مغنية تستهدف إغلاق باب الحوار ووقف المفاوضات السورية - الإسرائيلية

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

قالت مصادر دفاعية بريطانية في لندن امس ان حالة التأهب في صفوف الجيش والاستخبارات الاسرائيلية عادت الى التشدد بعد استرخاء رافق »كبوة حزب الله الموجعة« في اجتياحه بيروت السنية والجبل الدرزي الذي ألب عليه العالمين العربي والاسلامي عن بكرة ابيه بعدما »انتعشت المعلومات التي انتشرت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية, وتطرقت الى جزء منها صحيفة »هآرتس«, اول من امس, حول امكانية قيام الحزب الايراني في لبنان ب¯»عملية انتقامية« لمقتل احد أهم قادته عماد مغنية في دمشق في الثاني عشر من فبراير الماضي, ولو بعد مرور اربعة اشهر على وقوعها »اذ يبدو ان الاوضاع الداخلية والاقليمية المضطربة التي تمر بها قيادة ذلك الحزب في الوقت الراهن قد تحتم عليه الهروب منها الى تحدي اسرائيل التي يعتقد حسن نصر الله والمحيطون به انها هي الاخرى بوضعها المضطرب القريب جداً من ان يأخذ معه حكومة ايهود اولمرت المهتزة بعنف, لن تكون قادرة على الرد على اي عملية انتقام مهما بلغ حجمها من الخطورة فيما هناك طرف مهم آخر داخل »حزب الله« يرى العكس من ذلك«.

ونقلت المصادر الدفاعية البريطانية ل¯»السياسة« في لندن عن »مسؤول امني اسرائيلي كبير« قد يكون مدير الاستخبارات الخارجية الموساد نفسه مائير داغان قوله »اننا لا نتوقع عملاً ارهابياً من »حزب الله« يستهدفنا في الخارج بل ان معلوماتنا وتحليلات خبرائنا تتوقع استهداف شخصية امنية مرموقة او سياسية بارزة اليوم ذات خلفية عسكرية مهمة كمحاولة لاغتيال وزير الدفاع الحالي ايهود باراك او وزير الدفاع ورئيس الاركان السابق شاؤول موفاز للموازاة بين اغتيال احدهما ومقتل مغنية المسؤول العسكري الاهم الذي كان ينظر اليه »حزب الله« والحرس الثوري في ايران على انه »وزير دفاع« الحزب ومدير عملياته الحربية والامنية طوال نيف وعقدين من الزمن, وهذا في نظر نصر الله وجماعته امر »مشروع« لا يمكن ان يؤدي الى انفجار شامل بين اسرائيل ولبنان«.

واعرب المسؤول الامني الاسرائيلي للمصادر البريطانية عن اعتقاده »ان تكون اي عملية يكن لحسن نصر الله ان يصدر الاوامر بتنفيذها ضد اسرائيل, مرتبطة بتطورات أو تداعيات اوضاعه على الساحتين اللبنانية والسورية تحديداً وعلى المستوى العربي العام, فاذا تمكن خلال وقت قريب من استعادة اعتباره المفقود لدى هذه الاطراف بفرض وجوده ووجود حلفائه في المعارضة اللبنانية داخل حكومة جديدة تمتنع عن طرح موضوع سلاحه كبند اول في اي حوار سيجري بعد تشكيلها باشراف الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان ومشاركة جامعة الدول العربية (كما نصت عليه اتفاقات الدوحة التحذيرية), عمد الى تأجيل القيام بعمل ما ضد اسرائيل لانه لن يكون بحاجة ملحة له لاعادة تعويم نفسه, اما اذا ادرك ان لا مفر امامه من الجلوس على طاولة الحوار للبحث في مصير سلاحه, فان الارجح ان يصدر أوامره بتنفيذ عملية الانتقام التي قد تكون بدورها حافزاً يسيل له لعاب ايهود اولمرت المشرف على الغرق لاستخدامها بجدارة لتسديد ضربة اخرى الى »حزب الله« تلهي الاسرائيليين عن المطالبة باستقالته, وتنتزع من يد خصومه السياسيين داخل حكومته وخارجها »ورقة الفساد« التي يضغطون بواسطتها لاطاحته«.

وقالت المصادر الدفاعية البريطانية ل¯»السياسة« ان عملية انتقام حزب الله لمقتل مغنية العائدة الآن الى الواجهة منوطة بأسباب عدة منها:

1 - في الوقت الذي يبحث حسن نصر الله فيه لاهثاً عن مخرج لخطأ اجتياحه بيروت والجبل الذي اضناه داخليا وعربياً ودولياً ووضع مسألة سلاحه بقوة على طاولة التشريح, فانه يحاول بقدر الامكان تجنب الوقوع في خطأ جديد لجهة تقديره رد الفعل الاسرائيلي على اي عملية انتقام »لمغنية« كما وقع في يوليو 2006 في خطأ تقدير رد الفعل الذي بلغ حدود الحرب الشاملة عليه وعلى لبنان, بأسره الجنديين الاسرائيليين.

2 - الا ان ضخامة وخطورة اهمية احتفاظه بسلاحه, قد يجعله يحاول استباق اي حوار داخلي حول ذلك السلاح, بالهروب نحو اسرائيل لاحياء »تشريع« (شرعنة) ترسانته الصاروخية والتقليدية بعد فقدان صدقيته في استخدام السلاح ضد الداخل في اجتياح 7 مايو الماضي لبيروت والقول لمحاوريه قبل ان يجتمعوا ان سلاحه مازال العامل الاساسي للدفاع عن لبنان من الدولة العبرية, وفي اسوأ الحالات للدفاع عن نحو مليون شيعي يتكثفون في الجنوب قرب حدودها, بغياب جيش لبناني غير قادر حتى الآن عن القيام بهذه المهمة.

3- قد يبلغ تصميم »حزب الله« واصراره على الاحتفاظ بسلاحه حدود استثارة اسرائيل متعمدا لأن تقدم على عمل عسكري ضد لبنان يخرق القرار الدولي 1701 ويبعد عنه شبح طاولة الحوار ويحرره من تهم تداعيات اجتياحه المناطق السنية والدرزية في بيروت والجبل حتى يكون موعد الانتخابات اللبنانية بعد سنة من الآن قد حل حيث يأمل بالفوز بأغلبية البرلمان التي تزيح عن كاهله نهائياً, حتى الانتخابات التالية بعد 5 سنوات موضوع سلاحه.

وهنا تعتقد المصادر البريطانية والاسرائيلية ان حسن نصر الله وجماعاته في الحزب وطهران يفضلون ألف مرة العودة الى الحرب مع اسرائيل على التخلي عن سلاحهم او حتى وضعه وتجميده داخل ستراتيجية دفاعية تحت امرة الجيش اللبناني, تسلخ عنه صفته العسكرية وتنتزع انيابه الصاروخية وتحوله الى فريق سياسي من ضمن عشرات الفرقاء الذين تغص بهم الساحة اللبنانية السياسية.

4 - يعتقد »حزب الله« ومحللوه الميدانيون انه في حال غامر بعملية انتقام لمغنية ضد اسرائيل بالاعتقاد ان اولمرت الضعيف والجيش العبري غير المستعد بعد للانخراط في حرب جديدة, ونجاح هاتين الفرضيتين المشكوك بهما كثيراً, فانه سيسجل »نصرا إلهيا« جديداً على النظام اللبناني القائم يخوله فرض شروطه بالنسبة لتشكيل الحكومة الجديدة والخروج منها بمغانم السيطرة على الوزارات التي تهمه وهي الدفاع (للمشاركة في اختيار قائد الجيش الجديد) والداخلية (للقبض على قوى الامن الداخلي الرديفة لهذا الجيش والمحسوبة على قوى 14 آذار) والخارجية (للاشراف على سياسة الحكومة عن كثب حيال قراراتها المتعلقة بالخارج) والعدلية (لعرقلة اي اجراء تطلبه المحكمة الدولية رسمياً من لبنان فيما يتعلق بالمتهمين باغتيال رفيق الحريري والقادة الاخرين) والمالية (للامساك بمنح وقروض باريس 3 وحصوله منها على الجزء المهم تحت ذريعة اعادة اعمار ما هدمته حرب يوليو العام 2006) والاتصالات (لمنع المساس بشبكات اتصالاته التي ادى قرارا حكومة فؤاد السنيورة الشهر الماضي بالغائها الى حربي بيروت والجبل).

5 - بعملية انتقامية من اسرائيل يأمل حزب الله قطع المفاوضات السورية - الاسرائيلية الجارية لتوقيع معاهدة سلام بين البلدين, يعتقد انها ستودي الى لجمه والحد من مغامراته وتقليم اظافره وسحب بساط »مقاومة العدو الاسرائيلي« من تحت قدميه, خصوصاً وان بشار الاسد لن يكون قادراً حيال اي مواجهة اسرائيلية عسكرية جديدة مع »حزب الله« على الاستمرار في هذه المفاوضات تعبيراً عن »غضبه« من حكومة اولمرت وعن »مساندته المقاومة الباسلة« حتى اشعار اخر.

6 - العملية الانتقامية ضد اسرائيل, سواء حصل رد فعل عبري عسكري عليها ام لم يحصل, ستجعل قرارات »مجلس الامن المركزي« الحكومي لضبط الاوضاع في بيروت والمدن والقرى والمناطق اللبنانية حبراً على ورق, اذ لا يعقل ان تقدم حكومة السنيورة على »طعن« حزب الله في ظهره كما زعم بعد الحرب السابقة.

 

لا أحد يراسل الجنرال

المستقبل - السبت 14 حزيران 2008 - مصطفى علوش (*)

"أزمتي الكبرى هي أنني دمّرت الخط الفاصل بين ما أعتقد انه حقيقة وما أعتقد انه خيال"

غابرييل غارسيا ماركيز

غابرييل غارسيا ماركيز كاتب كولومبي، انتقل من الصحافة إلى الادب، حائز جائزة نوبل للآداب سنة 1982.

من أهم كتاباته "مئة عام من العزلة"، "الحب في زمن الكوليرا" وغيرها من القصص التي تعتمد أسلوب أدب "الواقعية السحرية"، حيث تتداخل الأحداث "السحرية" في سياق الواقع من دون تكلّف، وكأنها حدث طبيعي في سياق الأحداث.

أما في كتابه "لا أحد يراسل الكولونيل"، فقد جمع فيه تسع قصص قصيرة، ابتعد فيها عن الأحداث السحرية، واكتفى بسرد مسار حياة نماذج من الناس بشكل رتيب. والقصة صاحبة عنوان الكتاب، تروي المسار اليومي البطيء لكولونيل متقاعد من الجيش، في ظل حكم العسكر، أصبح بعد تقاعده خارج اللعبة السياسية ومواقع السلطة، ينتظر برتابة، وعلى مدى خمس عشرة سنة، رسالة رسمية تعلن بدء صرف معاشه التقاعدي. لقد ظهر الكولونيل وكأنه يعيش خارج إطار الزمن، فصرف كل رصيده وإرثه، وحتى أثاث منزله بانتظار الرسالة محتفظاً فقط بديك مصارعة، صلته الوحيدة بالوجود من ذكرى ابنه الذي قتل لأسباب سياسية.

وتنتهي القصة والكولونيل لا يزال متمسكاً بديكه، والرسالة لم تصل، والحياة تمضي..

قد تكون الصدفة القاتلة هي ما جمعت النزق الخبيث للنظام السوري والتحجّر العقائدي لـ"حزب الله" مع الأزمة النرجسية للجنرال ميشال عون.

ولكن التاريخ مثقل بأعباء الآلاف، وربما الملايين من الصدف القاتلة حيث تجتمع شرور متعددة لتخلق "شراً مستطيراً" مثلما تتناغم مجموعة من العواصف لتخلق "العاصفة الكاملة" التي تخلّف بعدها الكوارث.

لا يمكن الافتراض في أي حال بأن الأهداف النهائية لـ"حزب الله" والعماد عون متطابقة، فهدف الحزب هو، وحسب كل أدبياته، وضع لبنان بأكمله، ومن دون استثناء، تحت سلطة ولاية الفقيه. أما العماد عون، فيبدو انه اعتنق منطق تحالف الأقليات، وهو المسار الذي كان أحد أهم أسباب الكارثة اللبنانية، أو ربما اقتنع بمبدأ المثالثة كمقدمة لفيدرالية سوف يعلم، وبسرعة، أنها لن تستقيم مع أهداف حليفه الأول، السيد حسن نصرالله، الذي يعتبر امارة جبل لبنان جزءاً من "أراضي المسلمين التي تم الاستيلاء عليها منذ قرون".

لقد تفنن الجنرال في سرقة انجازات الناس ونضالاتهم محاولاً طمس تضحيات أربعة ملايين من اللبنانيين على مدى أربعة عقود. فصار هو المقاوم الأول لاسرائيل لمجرد أنه جمعته الصورة مع حسن نصرالله وهو يوقع وثيقة تسليم لبنان لسلطة الولي الفقيه، وكان يكفي دمج هذه الصورة بالتي جمعت الجنرال بالضباط الاسرائيليين عند احتلال بيروت وهو يقف مزهواً أمام المتحف، حتى يكتمل مثلث الدمار اللبناني.

وصار هو السيادي اللبناني الوحيد لمجرد أنه كان دون كيشوت حرب التحرير بعد أن أنسى أتباعه كيف تركهم في أرض المعركة خوفاً على حياته وخرج في حماية مصفحة فرنسية.

وعاد الى لبنان محاولاً أن يكون القائد الأوحد والاستقلالي الأوحد والنظيف الأوحد والدستوري الأوحد وكان يتمنى لو كان الشهيد الأوحد لولا حبه النرجسي لشخصه، ولكنه استعاض عن ذلك محاولاً طمس معالم ضرائح الشهداء.

لم يكن مفاجئاً أن يقوم الجنرال بتسوية أوضاعه مسبقاً مع النظام السوري وأتباعه في لبنان، قبل العودة لمواجهة أطياف المعارضة التي تجمعت بعد التمديد لاميل لحود، فليست السيادة للجنرال عقيدة لا يمكن التراجع عنها في سبيل تحقيق أحلامه، مع العلم أنه لم يتردد في وضع أوراق اعتماده، في نهاية حكم الرئيس أمين الجميل سنة 1988، بين يدي حافظ الأسد أملاً في توليه الرئاسة.

لقد خرجت القوات السورية من لبنان في 26 نيسان 2005 على خلفية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن عودة الجنرال كانت مقررة سلفاً، ومن ثم أصبحت ضرورة للنظام السوري خصوصاً بعد ثورة الأرز وذلك لضرب وحدة هذه الثورة وكبح اندفاعاتها ومن ثم تغيير المعادلة السياسية في لبنان لتصبح كما هي اليوم.

كان الجنرال قد مهد لكل هذه التكويعة في سلسلة من المقابلات التلفزيونية معلناً فيها تحضيره للتسوية مع النظام السوري، كنا نظن أنها بمثابة عودة التعقل الى فكره، ولكن وقائع الأمور أثبتت، وحسب ما كتبه أقرب المقربين منه، بأن المسألة لم تكن إلا جزءاً من صفقة مع هذا النظام لمواجهة الحركة الاستقلالية المستجدة بعد كارثة التمديد لإميل لحود.

واليوم، وبعد أن خسر كل رهاناته بعد إجباره على قبول اتفاق الدوحة، يعود ليخوض صراعاته الدونكيشوتية ويحصد انتصاراته الوهمية "مرجعاً الحق لصحابو!"، مضخماً "حصصه" الوزارية وضارباً على وتر الفساد المعهود بمطالبته بوزارة المالية "ليصلح حالها!". ولكن الحقيقة التي أصبحت اليوم معلومة هي أن عين الجنرال، وحلفائه في "حزب الله"، هي على وزارة الدفاع.

فمن جهة "حزب الله" يبقي عينه على هذه الوزارة الحسّاسة لاستقلاليته العسكرية، أما من جهة الجنرال فهو يحاول أن يبقي خيوطه معلقة مع "ضباطه" في المؤسسة العسكرية بعد أن أحبطوا بعدم بلوغه رئاسة الجمهورية.

يحق للجنرال أن يخطط ويحلم، ولكن الرسالة لن تصل، فهذه الوزارة يجب أن تبقى في يد أمينة!.

(*) نائب لبناني عضو كتلة "المستقبل"

 

راجعٌ.. رَجٍعَ.. لم يرجّعْ

المستقبل - السبت 14 حزيران 2008 - خالد العلي

تتكشف يوماً بعد يوم أبعاد العرقلة التي تفتعلها المعارضة أمام تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي جرى التوافق عليها خلال محادثات الدوحة، حيث يتضح أن الأمر يستهدف موقع رئاسة الجمهورية عن طريق إثارة الشكوك حول الدور والخيارات والقوة وحجم التمثيل، وهو توجه بدأ في الدوحة حيث لم تقبل المعارضة، ولا سيما الطرف المسيحي فيها المتمثل بـ"التيار الوطني الحر"، أن تكون حصة الرئيس المسيحي هي المرجحة والضامنة على الرغم من كل الشعارات التي كان يرفعها التيار لتقوية موقع الرئاسة الأولى.

مصدر سياسي واكب مؤتمر الدوحة اعتبر أن كل الأدبيات التي كان يروّج لها "التيار العوني" بشأن موقع وأهمية ودور رئاسة الجمهورية تعني هذا الموقع في حالة وصول العماد ميشال عون إليه، أما إذا تعذر ذلك فيجب أن يكون ضعيفاً غير قادر على تمثيل المسيحيين أو العمل على استعادة حق ضائع لهم مثلاً.

وهذا ما جرى التعبير عنه من خلال إصرار الفريق المعارض على حصر حصة الرئيس الجديد في الحكومة ممثلاً بثلاث حقائب لا يستطيع من خلالها مباشرة الحكم بقوة على الرغم من تنبه الأكثرية عندها لضرورة تحصين حصة الرئيس عن طريق إعطائه حقيبتين تتسمان بالأهمية السياسية والأمنية، وهذا ما جرى التوافق عليه في الدوحة وسط امتعاض الفريق المسيحي في المعارضة وصمت الفريق الآخر على قاعدة استخدام مثل هذا الاتفاق غير المنصوص عنه في لعبة التفسيرات لاحقاً إذا اقتضى تشكيل الحكومة قبل هذه اللعبة.

وهكذا كان فعندما حشرت المعارضة في موضوع توزيع الحصص التي اتفق عليها خطياً في الدوحة، أوكلت الى النائب العماد ميشال عون المباشرة في خطة إضعاف رئيس الجمهورية، عن طريق الزعم أنه لم يكن ثمة اتفاق في الدوحة يعطي الرئيس حقيبتين سياديتين، الأمر الذي يكرّس دائماً حقيقة موقف العماد عون من الرئاسة الأولى التي يجب أن تكون قوية ومحصنة في ما لو آلت إليه، ولأنها لم تؤل، فإن العمل على استعادة الرئاسة للمسيحيين وتقويتها وتحصينها هو أمر مؤجل أو موضع ابتزاز لهذا الموقع. حتى ان المعارضة وعندما توقعت إمكانية طرح حلول لمسألة الحقيبتين اللتين خصصتا للرئيس، انبرى الفريق المسيحي فيها الى شن حملة على أحد الوزراء المحتملين المحسوبين على الرئيس، وهو وزير الدفاع الحالي الياس المر، لتصفية حسابات انتخابية اثر انسحاب النائب ميشال المر من تكتل "التغيير والإصلاح"، ما يعني انهياراً ملحوظاً أو أكثر من الشعبية المفترضة لـ"التيار الوطني الحر". فالعماد عون الذي أتخم البلد بأدبيات تحصين موقع الرئاسة المسيحي راح يصفي حسابات انتخابية على حساب هؤلاء، وهو أمر ليس بحاجة الى إثبات أو تحقق.

ويشير المصدر الى أن خطط المعارضة عبر الإدارة العونية، مستمرة على نحو عزل الرئاسة عن القطاعات المسيحية وتصوير العماد عون على أنه المرجعية الأساسية للمسيحيين، وأن كل قضايا هؤلاء تبحث في الرابية وليس في بعبدا أو بكركي أو بكفيا أو معراب، وربما الزيارة التي قام بها ممثلو الطوائف المسيحية المشرقية لعون تندرج في هذا الإطار حيث نشط قياديون في التيار وكتلة "التغيير والإصلاح" وآخرون في المعارضة لإتمام هذه الزيارة، على الرغم من الإشكالات التي أحاطت بها، حيث أثيرت أسئلة عديدة حول الأولويات في مثل هذه الزيارات حيث قالت قيادات في تلك الطوائف بوجوب زيارة القصر الجمهوري والرئيس الجديد أولاً.

ويكشف المصدر أن إثارة مثل هذه الشكوك حول موقع الرئاسة الأولى غير مطروح في بعبدا، حيث التوجه هناك يقضي بأن الرئيس هو رئيس لكل لبنان بطوائفه ومذاهبه، واهتماماته بهذا الفريق أو ذاك مرتبطة بنظرته الشمولية الى سائر اللبنانيين. وأن أحداً لن يستطيع أن يحوّله رئيساً لفريق، وهذا ما سيحبط أي توجه حالي أو مستقبلي لتطويق وحصر وتقزيم دور الرئاسة. وإنه مع الوقت سيتضح هذا الأمر.

ويستغرب المصدر تعاطي المعارضة مع تشكيل الحكومة من زاوية النظرة الى التمثيل ودائماً على حساب موقع رئاسة الجمهورية. وآخر بدع التحليل قول أقطاب في المعارضة إن "حزب الله" وحركة "أمل" يمثلان أكثرية الشيعة تقريباً، والعماد عون أكثرية المسيحيين. الأمر الذي يبرّر مطالبة هذا الفريق بحقيبتين سياديتين، واحدة للشيعة وأخرى للمسيحيين، على حساب حصة الرئيس الذي يريدونه شخصاً خاضعاً لأحجام هذه الكتلة السياسية أو تلك ودائماً على قاعدة تحجيم موقعه، فكيف والحالة هذه يكون عون قد رجّع الحقوق المكتسبة للمسيحيين بعدما كان راجعاً ثم رَجِع؟!!

 

وماذا يريد حزب الله من بيروت وأهلها؟

المستقبل - السبت 14 حزيران 2008 - الشيخ خلدون عريمط

كثيراً ما يتساءل المراقبون والطيّبون من أبناء بيروت العاصمة، عن السرّ العجيب الذي دفع قيادة حزب الله وأتباعها باتخاذ قرارها المشؤوم بغزو العاصمة بيروت، واجتياح أحيائها، واختطاف أبنائها، وتدمير مراكزها الصحية، وحرق مقارها الإعلامية، ومحاصرة قياداتها باسم حماية المقاومة التي انتهت مشروعيتها لبنانياً فور دخول محازبيها المهووسين مذهبياً، وخاصة مناطق العائلات البيروتية، المجذّرة في بيروت سياسياً واقتصادياً ووجودياً، حتى تساءل البعض منهم وفي مجالسه الخاصة، ما الفرق بين اجتياح حزب الله للعاصمة والاجتياحات السابقة، بدءاً من اجتياح العدو الصهيوني لها عام 82، معاقبة لها على دعمها للمقاومة الفلسطينية، مروراً باجتياحها من بعض الميليشيات وأمراء الحرب فيها لضرب مقوّمات الدولة، في الوقت الذي كانت فيه الدولة منهكة بالنزاعات بين قيادات البلاد، فالاجتياح هو الاجتياح، سواء كان من عدو العقيدة والوجود والتاريخ، أو من الشركاء في الوطن ومن ذوي القربى، وإذا كان قدر بيروت بمسلميها ومسيحييها وخاصة أكثرية مواطنيها من أهل السنّة والجماعة، حماية مشروع الدولة وتعزيز مؤسساتها، وبالتالي حماية مشروع الشهيد رفيق الحريري الذي هو مشروع القيادي الوطني الشاب سعد الحريري، القاضي بإبراز الوجه الحضاري للبنان، وعروبته ليكون هذا الوطن الصغير ساحة للقاء العرب، ومقصداً لاستثماراتهم، وموقعاً لجامعاتهم، ومنتجعاً لطموحاتهم وأحلامهم وأشعارهم، ويبقى السؤال لدى الخواص والعوام من أهل بيروت، ماذا يريد حزب الله من هذا الاجتياح؟ وهل أدرك أن الجرح الذي أصاب أبناء الوطن والأمة، أكد لأبناء العاصمة أن حزب الله وميليشياته، هو جزء من الحالة الإيرانية المتسللة إلى بلاد العرب باسم مقاومة إسرائيل وعدوانها، والحالة هذه شاءت أم أبت، بحسن نيّة أو بسوئها، تتلاقى استراتيجياً مع الغزو الأميركي للمنطقة العربية بادعاء حماية ونشر الديموقراطية، فبيروت العاصمة وأهلها كالعديد من الحواضر العربية هي ضحية الجموح الإيراني باسم المقاومة، وفريسة الجشع الأميركي باسم الديموقراطية ودعاتها.

ويتذكّر المراقبون ومعهم الناس الطيّبون من أبناء بيروت، وهم يرون أعلام حزب الله وملحقاته ترفرف في شوارع العاصمة، ويتابعون التجمعات الميليشيوية بدراجاتهم النارية رافعين علامات النصر، بأعلامهم الصفراء والخضراء، ما صرّح به حسين شريعتمداري، مستشار مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي بقوله لصحيفة كيهان الإيرانية عام 2006: "إن حزب الله في لبنان لا يقاتل من أجل مزارع شبعا ولا من أجل الأسرى ولا حتى من أجل القضايا العربية، وإنما من أجل إيران الثورة في صراعها مع الشيطان الأكبر أميركا"، فهل يريد حزب الله من خلال التقاطه لصغار الطامحين والمغرر بهم من أهل السنّة والجماعة، تغيير القيادات الإسلامية لتكون جزءاً من مشروعه الإيراني التوسعي، ليناور عربياً وإسلامياً كما هو حال استخدامه لهوس ميشال عون بالسلطة الذي يسيره حزب الله في السلم والحرب، والسياسة والاقتصاد لتطويع الشارع المسيحي وإلحاقه بالجموح الإيراني المناقض منطقياً لكل توجهات القيادات المسيحية السابقة واللاحقة؟ وهل يريد حزب الله من خلال غزوه لبيروت عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وديمغرافياً، جعل هذه العاصمة وأهلها جزءاً من ولاية حزب الله، المناقضة شكلاً ومضموناً لولاية الدولة ومشروعها، الذي هو هدف لكل القيادات المسيحية والإسلامية، وخاصة قيادات بيروت السياسية والدينية؟.

أسئلة كثيرة تتردد في شوارع العاصمة وبيوتاتها، ماذا تريد إيران من لبنان، وبالتالي ماذا يريد حزب الله من بيروت؟ هل يريدها ملحقة بولاية الفقيه في طهران؟ أم يريدها ساحة لتصفية الحسابات مع الأطراف العربية والإسلامية؟ أم يريدها منصة لترهيب العواصم والأنظمة العربية، وساحة نزال مع التيارات الإسلامية كما هو حال العديد من المدن العراقية.

لا يكفي أن يقول أمين عام حزب الله، انه لا يخاف من الفتنة الإسلامية، ولا يكفي أن يقول نائبه الشيخ نعيم قاسم، ان عملية بيروت هي عملية موضعية ونظيفة، فالحالة البيروتية والإسلامية على الساحة اللبنانية ملتهبة، فحذار التمادي في الخطأ والخطيئة، ولينكفئ حزب الله وملحقاته عن بيروت وأهلها لتبقى الولاية للدولة ومؤسساتها الدستورية.