لمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 19 حزيران 2008

إنجيل القدّيس متّى .28-21:15

ثُمَّ خَرَجَ يسوعُ مِن هُناكَ وذهَبَ إِلى نَواحي صُورَ وصَيدا. وإِذا امرأَةٌ كَنعانيَّةٌ خارِجَةٌ مِن تِلكَ البِلادِ تَصيح: «رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود، إِنَّ ابنَتي يَتَخَبَّطُها الشَّيطانُ تَخَبُّطاً شديداً». فلَم يُجِبْها بِكَلِمَة. فَدنا تَلاميذُه يَتَوسَّلونَ إِليهِ فقالوا: «اِصْرِفْها، فإِنَّها تَتبَعُنا بصِياحِها». فأَجاب: «لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن بَيتِ إِسرائيل». ولَكِنَّها جاءَت فسَجدَت لَه وقالت: «أَغِثْني يا رَبّ!» فأَجابَها: «لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب». فقالت: «نَعم، يا رَبّ! فصِغارُ الكِلابِ نَفْسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَتساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها». فأَجابَها يسوع: «ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة، فَلْيَكُنْ لَكِ ما تُريدين». فشُفِيَتِ ابنَتُها في تِلكَ السَّاعة.

 

فتح حرباً ضد الطائفة السنية اثر فشله في تشكيل جبهة مسيحية حليفة لدمشق

العماد عون ينتقل من التعطيل الى التخريب: المس بالدستور واسقاط "الطائف" والعيش المشترك

بيروت - "السياسة": أثار اقتراح النائب ميشال عون الجديد بتعديل الدستور للحد من صلاحيات رئيس الحكومة, استياء سياسياً ودستورياً في الأوساط المختلفة, سواء في صفوف الأكثرية النيابية أو المعارضة, لأنه كشف عن أهداف خطيرة لسلوك انتهجه في الأشهر والسنوات الماضية, وتميز بسمة واحدة وهي التعطيل, وها هو ينتقل اليوم الى مرحلة متقدمة عنوانها "التخريب". من الناحية الدستورية, فان اقتراح عون عملية تخريبية بكل ما للكلمة من معنىً, اذ أن اتفاق الطائف الذي جعل مجلس الوزراء مجتمعاً صاحب السلطة في لبنان, وأخرج هذه السلطة من صلاحيات أي رئيس من الرؤساء الثلاثة, ترك لكل منهم بمفرده القدرة على مراقبة عمل الوزارات والادارات. ويأتي اشراف رئيس الحكومة على الهيئات النقابية, في هذا الاطار, اذ أن الدستور بعد الطائف حرم رئيس الحكومة وكذلك رئيس الجمهورية من حق محاسبة واقالة الوزير, ولكنه أوجد الامكانية لمراقبة وضبط عمله, وأعطت المادة 64 من الدستور هذا الحق لرئيس الحكومة, وبالتالي فان المس بها يعني بكل بساطة نسف التوازن الدستوري, الذي قام عليه لبنان منذ اتفاق الطائف.

ثانياً في القراءة السياسية, علمت "السياسة" أن مساعي تشكيل جبهة مسيحية حليفة لدمشق, والتي أشارت اليها سابقاً, اصطدمت بعقبتين رئيسيتين, الأولى رفض عدد من الأحزاب السياسية المسيحية الانخراط فيها, والثانية رفض الانخراط في ميليشيا مسلحة, فكان أن لجأ عون الى الاعلان عن تفاهم سياسي ولقاء لمسيحيي المعارضة يضم اليه حلفاءه سليمان فرنجية والياس سكاف و"حزب الطاشناق", وهو تجمع قديم لا جديد فيه, ما اضطر عون الى رفع السقف السياسي لهذا اللقاء بفتح "حرب داحس والغبراء" ضد الطائفة السنية أملاً في تحقيق أمرين, الأول استعادة شعبيته المسيحية التي خسرها, والثاني تشكيل رافعة للجبهة الجديدة.

ثالثاً: لم يفاجئ اقتراح عون كثيرين بما أنه محطة جديدة في مسار العرقلة والتعطيل, ولكنه فاجأ من ظن أن تفاهم "التيار الوطني الحر" مع "حزب الله" يقتصر على البنود المعلنة فيه, ومن ظن أن لا ملحقاً سرياً له, وهكذا كشف عون المستور اذ أن ورقة التفاهم تلك لم تذكر اتفاق الطائف مطلقاً, وبعدها مباشرة جاء اقتراح ايراني قدم الى الفرنسيين بتعديل الدستور واقرار المثالثة بدلاً من المناصفة, وها هو عون راهنا يصرح بأنه يريد المس بصلاحيات رئيس الوزراء السني, ما يؤكد وجود مؤامرة مُحكمة ضد اتفاق الطائف.

رابعاً: يذكر المراقبون بأن الطرف الأقوى في المعارضة أي "حزب الله", والذي يتلطى بعون حالياً, لم يكن يوماً مشاركاً حقيقياً في دولة الطائف, ولم يشارك في الحكومات المتعاقبة الا بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, وقد عمل وزراؤه بما يخالف روحية الطائف فاعتكفوا واستقالوا مرة ثانية, عندما أراد مجلس الوزراء ممارسة عمله بالتصويت على مشروع المحكمة الدولية, اذ أن الدستور ينص على التوافق في القرارات, وخصوصاً المصيرية منها, واذا تعذر ذلك يتم التصويت بأغلبية الثلثين, وهذا ما رفضه الحزب. خامساً: فشل "حزب الله" وعون في اطالة أمد حالة الفراغ وحالة اللادولة الى ما لا نهاية, وأجبرا على التوقيع على اتفاق الدوحة نتيجة لضغوط اقليمية, وتم انتخاب رئيس للجمهورية ثم تكليف الرئيس فؤاد السنيورة, ليبدأ بعد ذلك عملية تعطيل مبرمجة لاتفاق الدوحة من خلال أمرين: الأول سياسي عبر فرض شروط تعجيزية لتشكيل الحكومة, والثاني أمني من خلال جولات التوتير المستمرة.

وبرأي المراقبين فان أكثر ما يخشاه "حزب الله" وعون في اتفاق الدوحة, هو أنه يمهد الطريق لتنفيذ اتفاق الطائف كما هو, وليس كما عملت سلطة الوصاية على تطبيقه. واكد مصدر مطلع في قوى 14 آذار أن الأمور وصلت الى مرحلة خطيرة للغاية, وخصوصاً أن محاولة نسف اتفاق الطائف, يأتي بعد أن وجه "حزب الله" ترسانته العسكرية الى الداخل, بما يعني أنه مستعد لخوض حرب أهلية تفرض واقعاً ودستوراً جديدين.

 

النظام السوري نفض يديه منه ويعمل على اذكاء الفتنة في لبنان

 "حزب الله" المتخوف من تمدد الفتنة السنية-الشيعية يستنزف "المستقبل" في البقاع لفرض سيطرته العسكرية

بيروت - "السياسة": بالرغم من عودة الهدوء الى البقاع, فان مصادر في الأكثرية تبدي خشيتها من تجدد الأحداث الأمنية على جبهتي سعدنايل-تعلبايا واتساعها لتشمل مناطق جديدة من البقاع الأوسط وصولاً الى البقاع الغربي, وتحديداً بر الياس-المرج-الخيارة وقب الياس, محذرة من وجود طرف ثالث يعمل على اذكاء الفتنة وتأجيج الصراع السني-الشيعي في هذه المناطق, لما سيكون له من آثار سلبية على السلم الأهلي, بعد الأحداث الأليمة التي شهدها لبنان في الشهر الفائت.

وربطت المصادر بين ما جرى قبل أيام على جبهة سعدنايل-تعلبايا, وزيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى بيروت ولقاءها مع الرؤساء الثلاثة, ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة ومسؤولين في الأكثرية, وما أدلت به من تصريحات ومواقف تتعلق بمزارع شبعا والأسرى, والمفاوضات السورية-الاسرائيلية وتشجيع لبنان على القيام باتصالات مماثلة مع الجانب الاسرائيلي, أسوة بما يجري بين سورية واسرائيل, وضرورة التبادل الديبلوماسي بين سورية ولبنان, بالاضافة الى مطالبتها بتطبيق القرارات الدولية 1559 و1701.

ورأت أن "حزب الله" المنزعج من زيارة رايس الى بيروت وما يطرح عن امكانية انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا, يسعى بذلك الى اعادة خلط الأوراق وحصول متغيرات ميدانية على الأرض, يمكن بنتيجتها ربط الجنوب بمحافظتي بعلبك-الهرمل, اذا ما تمكن من السيطرة عسكرياً على البقاع الأوسط.

وأكدت المصادر, التي حاولت الوقوف على تداعيات ما جرى لمعرفة الجهات الفاعلة, أن الاشكالات الأمنية التي حصلت في المنطقة, كانت نتيجة لاشكال أمني وقع بين "حزب الله" وحركة "أمل" من جهة, والجيش اللبناني من جهة أخرى, ولم يكن ل¯"تيار المستقبل" أية علاقة بالموضوع قبل تعرض بلدة سعدنايل للقصف الصاروخي والمدفعي, ولم تتوقف الاشتباكات الا بعد وصول تعزيزات عسكرية من قوات المغاوير, لمؤازرة الجيش اللبناني الموجود في هذه المنطقة.

من جانبها, تخوفت مصادر "حزب الله" من استمرار التوتر في البقاع الأوسط, والذي سيؤدي الى انتقال فتيل التفجير الى مناطق أخرى, ويكون مقدمة لفتنة سنية-شيعية تنطلق شرارتها من البقاع, معتبرة أن تشكيل الحكومة سيخفف كثيراً من التوتر الأمني الموجود في أكثر من منطقة, خصوصاً في البقاع الأوسط, لما لهذه المنطقة من تأثير على مجريات الأحداث في لبنان.

وعلمت "السياسة", من مصادر موثوقة, أن النظام السوري يعمل على اذكاء الفتنة في لبنان, في وقت يجري اتصالات سرية وعلنية مع اسرائيل تحضيراً لانسحابها من الجولان, وذلك بهدف الهاء الرأي العام اللبناني عما يجري, بمعزل عن موافقة البعض أو رفض البعض الآخر له.

ووفقا للمعلومات, فان خطة "حزب الله" في البقاع الأوسط تهدف الى معرفة كمية ونوع السلاح المستخدم في هذه المعركة من قبل "تيار المستقبل", وحلفائه, بهدف استنفاذ هذه الذخائر للتمكن في النهاية من السيطرة الميدانية على الأرض من قبل الحزب.

وفي هذا السياق, يستعجل أهالي القرى في منطقة البقاع الأوسط, وهم من الغالبية السنية, فرض الأمن في مناطقهم بالقوة من الجيش والقوى الأمنية, قبل أن يتمكن "حزب الله" من حسم المعركة لصالحه في هذه المناطق.

وافاد شهود عيان ل¯"السياسة" أن الوضع الميداني على الأرض ما زال لصالح قوى الأكثرية, لكن اطالة أمد المعركة لن يكون لمصلحة الغالبية, طالما أن "حزب الله" يملك ترسانة من السلاح وباستطاعته اطالة أمد الفتنة الى الوقت الذي يريده.

وفي سياق ذي صلة, تخوف مصدر أمني من أن تكون الغاية من السيطرة على البقاع الأوسط, مقدمة لاعادة محاولة سيطرة "حزب الله" على تلال الباروك, عندها يتمكن الحزب من تحقيق الانقلاب الذي بدأه في التاسع من مايو الماضي, ما يجعله يجبر جميع القوى على الساحة من موالاة ومعارضة بالانصياع لأوامره, أو بالتفتيش عن خيار آخر لانقاذ لبنان مما يتخبط به. الى ذلك, اكدت مصادر معارضة ل¯"السياسة", أن النظام السوري لم يعد قلقاً في موضوع العلاقات الديبلوماسية مع لبنان, وهو ينتظر صدور القرار النهائي من قبل حكومتي البلدين, مشيرة الى ان دمشق ترشح رئيس المجلس الأعلى السوري-اللبناني نصري خوري لتولي التنسيق في هذا الموضوع. من جهة أخرى, أفادت المعلومات الخاصة أن باريس قطعت شوطاً كبيراً على خط تحسين العلاقات الفرنسية-السورية, بعد زيادة موفدي الرئيس الفرنسي ساركوزي ولقائهما الرئيس بشار الأسد أخيراً, لكن عملية فك الارتباط بين سورية وايران التي تسعى اليها فرنسا ما زالت بعيدة المنال, لأن دمشق ليست على استعداد لتقدم تنازلات اضافية الى الدولة الغربية ما لم تنتزع وعداً جدياً من قبل اسرائيل, بانسحابها الكلي من الجولان أولاً, وباعادة تطبيع العلاقات السورية-الأميركية ثانياً, اذ لا يمكن للقيادة السورية أن تقتنع بتصريح مقتضب للوزيرة كوندوليزا رايس يتعلق بمفاوضاتها مع اسرائيل وما يسعى اليه النظام السوري أبعد من ذلك بكثير, أقله اطلاق يد سورية سياسياً في لبنان, لأن القيادة السورية لم ولن تقبل بتقديم المستندات المتعلقة بلبنانية مزارع شبعا, قبل حصولها على هذا التفويض من قبل الادارة الأميركية الجديدة. أما بخصوص "حزب الله", فان القيادة السورية أبلغت جهات فرنسية بأن تأثيرها على "حزب الله" لم يعد كما كان في السابق قبل تحرير الجنوب في العام 2000, وأن ايران تملك اليوم 80 في المئة من أوراق "حزب الله", وعلى الذين يريدون انهاء هذا الحزب أو اضعافه, أن يفتشوا على هذه المسألة خارج القيادة السورية.

 

بري من بعبدا يرفض وضع شروط على سليمان: من العار طلب مساعدة خارجية

المعارضة تحذر: الأمور عادت الى ما قبل اتفاق الدوحة الأكثرية تتخوف من إطالة الأزمة جراء "التعطيل العوني" 

 بيروت - "السياسة" والوكالات: بين تجاذبات الملف الامني العائد بقوة على مسرح المشاورات والاتصالات بفعل تداعياته الخطيرة بعدما تدهور الوضع بشكل دراماتيكي في بلدات بقاعية عدة مهددا بتفلت الامور من عقالها وحال المراوحة والجمود على خط تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من دون اشارات ايجابية الى امكان حلحلة قريبة, يبقى الوضع الداخلي معلقا بحبال الهواء, في انتظار جلاء الصورة لمعرفة التوجهات التي ستحكم المرحلة المقبلة, مع انطلاقة العهد الجديد بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. ويتضح من مسار التطورات السياسية المتعلقة بعملية تشكيل الحكومة, وفقاً لما تقوله أوساط نيابية في الغالبية, أن "العنوان العريض لكل ما يحصل هو التعطيل بكل ما للكلمة من معنى من جانب المعارضة التي تضع في الواجهة النائب ميشال عون للتعبير عن مواقفها, في اطار تنفيس الاندفاعة القوية للعهد الجديد بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان, ومحاولة اضعافه منذ بداية الطريق, عبر رفض اعطائه حقيبة وزارة الدفاع, اضافة الى طرح موضوعات من شأنها تعقيد الأمور أكثر فأكثر كتعديل صلاحيات رئيس الحكومة كما طالب النائب عون".

وتوقعت المصادر أن "تطول عملية الحكومة فترة أطول بعدما تبين بوضوح, أن لا نية لحلفاء سورية وايران بدعم الرئيس سليمان, وتسهيل مهمة الرئيس المكلف في الاعلان عن التشكيلة الوزارية في وقت قريب, خاصة وأنه يظهر بوضوح أن الأساليب التي كانت تعتمد لعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية قبل اتفاق الدوحة, هي نفسها التي تعتمد عليها لعرقلة تشكيل الحكومة واستمرار البلد في هذا الوضع المتأزم".

وفي السياق عينه, شكل موضوع الحكومة والعقبات التي تواجه تشكيلها مدار بحث في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رفض بعد اللقاء, أي شروط على الرئيس سليمان خصوصا وانه شخصية توافقية لاينتمي الى المعارضة او الموالاة.

واعتبر ان هناك من لم يميز بعد ان مرحلة ما قبل انتخاب الرئيس ليست كما يعتبرها ويتخذ من موضوع الحكومة وسيلة جديدة لتعميق الانقسام القائم, مضيفا "هناك من يعتبر ان انتخاب الرئيس سليمان مجرد محطة من المحطات, وليس منعطفا جديدا لنقل لبنان الى مستوى آخر".

وأشار الى انه كان أول من طالب بحكومة الثلاث عشرات لتكون حصص الرئيس والموالاة والمعارضة في الحكومة متوازية, الا ان اقتراحه لم ينل الموافقة في محادثات الدوحة", ووصف ما يسمى بالوزارات السيادية التي يقوم التنافس عليها حاليا بأنها مجرد وهم "لأن مجلس الوزراء أصبح بعد اتفاق الطائف مركز القرار, بحيث أصبح كل وزير ومهما كانت الحقيبة التي يتولاها, يمتلك نفس الصلاحية التي يمتلكها رئيس الوزراء بالنسبة الى التصويت والى اتخاذ القرار داخل المجلس".

واعتبر بري ان وزارة الاتصالات هي الحقيبة السيادية الوحيدة "لأنها وحدها التي تسيطر على الجو والبر والبحر", وتخوف من تدهور الوضع الامني في ظل الاشكالات القائمة بين الطوائف وبين المذاهب, محذرا من انتقال ما يجري في بعض الدول المجاورة الى لبنان. ولفت الى ان احتواء الوضع الامني ومعالجة الخطورة الكبيرة المتأتية عن استفحال الغلاء, فضلا عن العوامل الاسرائيلية في التدخل بشؤون لبنان وعرقلة مسيرته, كل ذلك يستدعي تسريع تشكيل الحكومة لوضع معادلات سياسية لكل هذه المشكلات.

وشدد بري على انه بصفته أحد أطراف المعارضة, سيبدأ بنفسه عبر الانفتاح على كل الاقتراحات للوصول الى حل, معتبرا انه من العار بعد انتخاب الرئيس سليمان العودة الى طلب المساعدة سواء من شقيق او من صديق. ونفى ان تكون المعارضة هي التي تعترض على توزيع الحصص الوزارية, موضحا ان اعتراضها ينحصر فقط على محاولة فريق اضعاف فريق آخر, كاشفا في هذا الاطار عن محاولات بعض الاطراف باستغلال موضوع تشكيل الحكومة لاضعاف موقف رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون لأهداف تتعلق بالانتخابات البرلمانية. وجدد بري مطلبه الخروج من الخلاف على موضوع الوزارات السيادية, مشيرا الى انه وفق هذا المنطق فان المعارضة منحت الرئيس سليمان حقيبتين سياديتين بينما الموالاة منحته حقيبة واحدة فقط.

في سياق ذي صلة, حذر مصدر في المعارضة, امس, من أن "الأمور عادت الى ما قبل اتفاق الدوحة, والى مرحلة شبيهة بمرحلة ما قبل السابع من مايو", واضعًا التوترات الأمنية في سعدنايل - تعلبايا في هذه الخانة, وأبدى تخوفه من توسع الفوضى الأمنية وانتقالها الى مناطق أخرى, "لأن امكانية ضبط الشارع وصلت الى مرحلة, قد تصل معها الأطراف السياسية المعنية الى حدود عدم القدرة على الضبط".

واعرب المصدر المعارض في حديث الى موقع "لبنان الآن" الالكتروني, عن اعتقاده بأن الحكومة العتيدة "لن تُشكل في الأيام القليلة المقبلة, وقد لا تُشكل أبدًا", مشيراً الى ان "العماد ميشال عون أيقن هذه الحقيقة, وقرر الانتقال الى معركة البند الثالث في اتفاق الدوحة, اي قانون الانتخاب الذي طالب بالاسراع في اقراره".

وحمل المصدر الأكثرية النيابية والرئيس السنيورة مسؤولية التعطيل وضرب اتفاق الدوحة, وقال "ان الموالاة حققت ما كانت تطالب به قبل اتفاق الدوحة, أي انتخاب الرئيس اولاً, وأصبح الرئيس موجودًا في قصر بعبدا, والحكومة التي لطالما اتهمتها المعارضة باللاشرعية واللادستورية, اكتسبت شرعية التكليف والتصريف, أما الثلث المعطل الذي من أجله اعتصمت المعارضة لعام ونصف العام في وسط بيروت, فقد دخل في غيبوبة تأليف الحكومة". وبالتالي, تابع المصدر, "ان فريق الرابع عشر من آذار نجح في مناورته عندما قبل باتفاق الدوحة الذي لبى معظم شروط المعارضة, وهو يرتكب مجدداً خطأ الاعتماد على الدعم الخارجي, الذي حملته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال زيارتها السريعة والمفاجئة الى لبنان".

وختم المصدر المعارض بالتحذير من أن "المعارضة لن تقف مكتوفة الأيدي ازاء المستجدات, وهي تدرس حاليًا سبل مواجهة هذا الواقع الجديد".

في غضون ذلك, استغرب مصدر في الغالبية كيفية تعاطي أطراف المعارضة مع توزيع الحقائب داخل أطيافها, وغياب التنسيق والقاء المسؤولية على عاتق الرئيس المكلف, فيما يفترض بها ان توزع الحقائب سواء السيادية او الخدماتية بالتوافق بين مكوناتها, ويتوجب على قياداتها حسم امرها بنفسها وليس رمي خلافاتها على عاتق الرئيس السنيورة, طالما ان اتفاق الدوحة افرز لها نسبة تمثيل معينة باعتبارها كلاً متكاملاً وليس افرقاء موزعين, خصوصا ان الحكومة العتيدة يصار الى تشكيلها بطريقة استثنائية واستنادا الى اتفاق, الأمر الذي لا يعتمد في تشكيل الحكومات في الاجواء العادية حيث تطلق يد الرئيس المكلف ليشكلها بالتشاور مع رئيس الجمهورية, وليس كما يحصل راهنا لناحية الحصص المحددة سلفا والمتوجب على الاطراف توزيعها في ما بينها. ودعا المصدر المعارضة الى الاقتداء بخطوات الغالبية في هذا المضمار, حيث تمكنت قياداتها من حسم امرها, متهما اياها وتحديدا "التيار الوطني الحر" بعرقلة كل الجهود المبذولة لولادة حكومة الوحدة الوطنية, بسبب تمسكه بالحقيبة السيادية التي يصر عليها الرئيس نبيه بري وعدم التوافق بينهما في هذا الخصوص.

 

المنسقية/في أسفل نموذج من ثقافة الموت ورفض الآحر كما تظهرها محطة المنار- محطة جيش ايران في لبنان

القائمة بالاعمال الاميركية في لبنان تطرد من الجنوب 

موقع قناة المنار - محمد عبد الله / 18/06/2008 تعرضت القائمة بالأعمال الأميركية في لبنان ميشيل سيسون للطرد من قبل أبناء الجنوب اللبناني عندما كانت تزور منطقة النبطية، وقد فاجأت سيسون أبناء المنطقة بوجودها في بلدة ميفدون مما حدا بعشرات الرجال والنساء والأطفال إلى التجمهر أمام المنزل وإجبارها على الهرب تحت وابل من الهتافات والحجارة التي أصابت موكبها.

وفي التفاصيل أن القائمة الاميركية سيسون كانت في اطار جولة تقوم بها لاول مرة الى منطقة النبطية، وهي الزيارة الاولى ايضا لوفد ديبلوماسي اميركي الى منطقة النبطية بعد العدوان الصهيوني الغاسم على لبنان في تموز/يوليو عام 2006.

ورافقها وفد من ديبلوماسيي السفارة ومسؤولون في وكالة التنمية الاميركية ومؤسسة "ميرسي كور". وكان الوفد الاميركي في المحطة ما قبل الاخيرة في النبطية حيث زار منزل رئيس جمعية تجار النبطية عبد الله بيطار في بلدة ميفدون والتقته سيسون مع افراد عائلته وانضمت معهم الى مائدة الغداء عندما تجمع عشرات من المواطنين قدموا من مختلف القرى المحيطة ببلدة ميفدون واطلقوا هتافات "الموت لاميركا والموت لاسرائيل". و"ان كل مصائبنا من اميركا"، و"لا نرغب بكم في جنوب لبنان"، واعطوا مهلة خمس دقائق لسيسون لمغادرة المنطقة. الامر الذي أثار حالا من التوتر والذعر حيث استنفر عناصر المواكبة التابعة للسفارة الاميركية واتخذوا احتياطات أمنية لترتيب اخراج سيسون من المنزل اضافة الى عناصر دوريات قوى الامن الداخلي التي ضربت طوقا أمنيا. لكن حشود المحتجين لاحقت موكب سيسون حتى حين خروجها من المنزل ورشقوها بالحجارة وتمكنوا من محاصرة احدى سيارات المواكبة التي كانت في داخلها احدى الديبلوماسيات الاميركيات وعملت عناصر امنية اميركية على نقلها من السيارة المعطلة الى سيارة اخرى. قبل ان يتجه موكب سيسون نحو بيروت دون اكمال برنامج جولته.

وعلى الفور. تحول محيط منزل بيطار الى تجمع حاشد للمواطنين الذين اطلقوا هتافات ضده. وطالبوه بمغادرة البلدة. واشاروا الى المنازل المحيطة بمنزله والتي دمرت في العدوان الاسرائيلي في تموز/يوليو ال2006 والى وجود القنابل العنقودية في حديقة بيطار والتي القتها الطائرات الاسرائيلية ابان العدوان.

وحضرت الى المنطقة ايضا دوريات من مختلف الاجهزة الامنية وعملت على تهدئة المواطنين الذين رفع عدد منهم لافتات باسم عوائل الشهداء تندد بالسياسة الاميركية "المنحازة الى العدو الاسرائيلي" وتؤكد على "الاستمرار بنهج المقاومة".

اهالي النبطية

أهالي منطقة النبطية أصدروا بيانا وصفوا زيارة سيسون لمنطقتهم بالوقحة في الوقت الذي ما زالت فيه بيوتهم مدمرة مشيراً، الى ان ابناء المنطقة نزلوا الى الشوارع واطلقوا هتافات بوجهها وبوجه من سولت لهم انفسهم باستقبالها. واعلن البيان رفض ابناء المنطقة للسياسة الاميركية وللزيارة المشؤومة وسالت من سول نفسه باستقبالها الم تكن اميركا هي المسؤولة عن مجازر الجنوب مضيفا على الذين تسول لهم انفسهم ان يكون لهم دور في المنطقة عبر الادارة الاميركية  فهم واهمون .

قاسم هاشم

هذا واعتبرالنائب قاسم هاشم ان زيارة القائمة بالأعمال الاميركية ميشال سيسون الى النبطية، "زيارة استفزازية لمشاعر اهالي المنطقة، نظرا لما عانوه من السياسة الاميركية التي لا ترى الا بالعين الاسرائيلية". كما اعتبر أن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية الى بيروت بالأمس كانت استفزازية للبنان.

 

عون: نحن نريد حقيبة المالية وجنبلاط يهلوس

الاربعاء 18 حزيران 2008

أكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أنه "لم يطرح أي تعديل لصلاحيات رئيس الحكومة، بل عن إصلاح نمط من التعاطي"، وقال في اتصال مع الـ OTV انه "لا يمانع ان تبقى الرقابة والتنفيذ بيد السنّة، بل يجب فصل هاتين الصلاحيتين عن بعضهما". ورأى عون أن "الحملة التي استهدفته طبيعية، فأنا مُستهدف منذ فترة طويلة"، ولفت إلى أن "النائب وليد جنبلاط يستهدفه انطلاقاً من "هلوساته"، فهذه الهلوسات تعودنا عليه من جنبلاط، وجنبلاط ليس من الأشخاص الذين أُعطي أهمية لرأيه، ولن أرد عليه، خصوصاً أن احد لم يسلم من جنبلاط". وأشار إلى أنه "يتعرض كل يوم لهجوم من جنبلاط او من (رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير) جعجع، لكنه لن أرد عليهم، لأني فوق أن يطالني أذاهم"، وسأل "هل أصبح ممنوعاً الكلام في أي شيء؟". وحول اللقاء المسيحي الوطني، لفت إلى ان اللقاء بدأ منذ فترة قديمة، وهو استُكمل بالأمس ويتابع في الثامن من تموز، والسير به يتم قدماً. وبشأن ولادة الحكومة، قال عون: "اعتقد ان خلفيات الخلاف غير ظاهرة، هناك تدخلات خارجية حول الحكومة، وكأن هناك التزامات يتم تنفيذها الآن، أو كأنه هناك حظر على وصول التيار الوطني الحر إلى مواقع وزارية مهمة"، وأضاف: "كما يتحدثون عن مربعات أمنية فهناك مربعات وزارية ممنوع المس بها". وقال: "نحن نريد حقيبة المالية، فقالوا نريد الدفاع"، وسأل: "أين نصنف الوزير الياس المر؟ وهل سلوكه هو ووالده حيادي؟".

 

السنيورة من بعبدا: قد تحصل مفاجأة وتتشكل الحكومة قبل الاثنين

الاربعاء 18 حزيران 2008

أكد رئيس الحكومة المكلّف فؤاد السنيورة أنه ما زال مصممًا على متابعة موضوع تشكيل الحكومة العتيدة "رغم كل المواقف التصعيدية والمعارك الوهمية التي يخوضها البعض"، مشيراً إلى أن "لا خيار أمامنا إلا أن ننجح، فاللبنانيون لا يملكون سوى العيش سوياً، وأما السلاح فاستعماله أو الاستقواء به مرفوض، وكما اتفقنا في الدوحة وفي خطاب القسم فالسلاح لا يستعمل إلا ضد العدو الاسرائيلي وليس في أي مكان آخر".

السنيورة الذي لفت إلى أنه بحث في المستجدات على مائدة الغداء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا، أشار إلى أن "الفترة التي نمر بها صعبة، لكننا لن نتوانى عن التركيز على هدفنا"،  وإذ جدّد إيمانه بالدبلوماسية الهادئة في العمل على تأليف الحكومة بعيدًا عن الإعلام، لم يستبعد الرئيس المكلف "حصول مفاجأة ما وتتشكل الحكومة قبل نهار الاثنين، موعد انعقاد مؤتمر فيينا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد وجواره، وإلا فإن تأليف الحكومة قد يتأخر لأيام قليلة أخرى". وختم السنيورة بالتشديد على "أن إرادتنا يجب ألا تتراجع، ونحن نتابع بحث المواضيع مع كل الفرقاء لكي نرى كيف يمكن أن تنتهي المسألة".

 

 "إيلاف" سألتهم عن تعديل صلاحيات رئيس الحكومة اللبنانية 

3  نواب سنّة من الموالاة والمعارضة يرفضون اقتراح عون

ريتا عبود الشويفاتي من بيروت:  أثارت مطالبة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون  بتقليص صلاحيات رئيس الحكومة لأنه " لا يجوز أن يكون له حق التنفيذ والمراقبة معاً، ولا يمكن أن يكون ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي أو المجلس التأديبي تحت سلطة رئيس الحكومة، فإما أن يأخذ رئيس الحكومة دور التنفيذ أو دور المراقبة" موجة من ردود الفعل في لبنان، خصوصا" في البيئة الإسلامية السنّية، وفتح باب مواجهة سياسية جديدة على الساحة اللبنانية الحبلى اصلا" بالمواجهات على أنواعها.

"إيلاف" سألت عينة من النواب السنة في البرلمان اللبناني، من الموالاة والمعارضة، عن آرائهم، فكانت هذه الحصيلة:

النائب في كتلة "الوفاء للمقاومة" ( كتلة "حزب الله") الدكتور اسماعيل سكرية قال إن "هذا الموضوع طرح في غير وقته، وكان المفضل الا يطرح اصلا"، لانه اذا كان لا بد من اثارة موضوع صلاحيات رئيس الحكومة فالأفضل ان تكون بعد تشكيل الحكومة وليس قبل التشكيل ليأتي من ضمن جو  وفاقي وليس في ظل جو خلافي ومناكفات سياسية كما هي الحال الآن".

وأضاف:"في المبدأ إذا كان لا بد من طرح هذا الموضوع أو إثارته فيجب أن تطرح معه كل المسائل اي اعادة النظر في تركيبة النظام  كله ، اما انا اسماعيل سكرية فلدي وجهة نظر مختلفة، واعتبر ان الافضل نفض هذا النظام كله وانا احلم بذلك، لأن النظام بتركيبته الحالية قائم على الفساد في ظل حكم طائفي طموحات افراده مقتصرة على موضوع الشراكة فقط، وهذا حكما" لا ينتج  الا الفساد وازمات متجددة كل فترة. اتمنى ان نصل الى تركيبة دولة مدنية حضارية تؤمن حقوق كل المواطنين واحلامهم بمعزل عن طوائفهم وعصبياتهم".

وردا" على سؤال عما اذا كان اقتراح عون يمس باتفاق الطائف قال : "اتفاق الطائف اصبح "آخر همي "خصوصا" بعد كل ما ذكرته، وهناك عناوين كثيرة لم اعد احترمها مثل العيش المشترك.  فبعد كل هذا العمر الذي امضيناه سويا" والازمات التي مرت علينا جميعا"  أصبح الاجدى بالنسبة الي استبدال هذه العبارة  بعبارة العيش الواحد ".

وفي الختام اعتبر سكرية ان "طرح عون هو " حركشة " باتفاق الطائف".

النائب في كتلة "تيار المستقبل"  محمد قباني قال ل "إيلاف" إن " صلاحيات رئيس الحكومة هي تماما" مثل صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وسائر المؤسسات جزء لا يتجزأ من اتفاق الطائف وبالتالي جزء من الدستور اللبناني ، من هذا المنطلق البحث في هذا الموضوع غير مطروح، ولكن عندما يطرح اي تعديل في النظام اللبناني فلكل حادث حديث . اما طرح العماد عون الذي يحاول التعرض لصلاحيات رئيس مجلس الوزراء فهو غير ممكن وغير وارد، فصلاحيات رئيس الحكومة هي جزء من التوازن الدستوري الذي تم التوصل اليه في اتفاق الطائف وبالتالي لا يمكن البحث فيها منفردة بل انطلاقا" من مجمل تركيبة  النظام السياسي اللبناني".

وعن توقيت طرح الجنرال عون قال قباني : "فؤجئنا به.وهو بالتأكيد اقتراح غير طبيعي الا اذا كان المقصود من ذلك تأخير تأليف الحكومة".

النائب علاء الدين ترو، عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" ( برئاسة النائب وليد جنبلاط) قال ل"إيلاف": "ميشال عون هو فزاعة المعارضة، وتحديدا" حزب الله الذي يستخدمه دائما" لتوتير الأجواء السياسية بينما ميليشيات الحزب توتر الاجواء الامنية بهدف الابتزاز  وتحقيق مكاسب سياسية اذا استطاعوا على صعيد تشكيل الحكومة، والا سيبقون مستمرين  في تكليف  الجنرال عون العرقلة في محاولة لاحراج الاكثرية وربما لاحراج الرئيس المكلف فؤاد السنيورة، اذ يبدو في مكان ما ان هذه المعارضة غير موافقة على اتفاق الدوحة".

أضاف : "اثارة صلاحيات رئيس مجلس الوزراء هي ابتزاز مرفوض من كل اللبنانيين من دون استثناء لأن اتفاق الطائف واضح وصريح بموضوع توزيع صلاحيات الرؤساء الثلاثة في لبنان وتحديدا" رئيس الحكومة ، وكذلك صلاحيات مجلس الوزراء مجتمعاً، وبالتالي هذا الامر يعتبر مسا" باتفاق الطائف". وردا" على سؤال عن توقيت طرح الموضوع قال: "التوقيت يدل على انه جزء من محاولات استمرار العرقلة التي يمارسها الجنرال عون لمنع تأليف الحكومة".

ورفض ترو الإجابة من منطلق طائفي، كما قال، مؤكدا" ان "الدستور واضح  في حسم هذه المسألة" وأن اقتراح عون "غير قابل للتنفيذ".

اما النائب في الكتلة الشعبية عاصم عراجي  فقال ان  البلد قائم على التوازنات كما هو معروف ، معتبرا" ان فتح ملف صلاحيات رئيس الجمهورية او رئيس مجلس الوزراء او رئيس مجلس النواب في هذا الوقت بالذات وفي ظل الجو المتأزم  لا شك ا يؤدي الى خضة كبيرة في البلد ، ومن هذا المنطلق انا ضد اثارة او طرح اي تعديل في صلاحيات اي رئيس من الرؤساء الثلات لان الموضوع سيأخذ طابعا" طائفيا" نحن في غنى عنه في ظل الوضع الحرج الذي نعيشه. واضاف عراجي انه اذا كان لا بد من هذا الامر فلنعد الى اتفاق الطائف الذي ينص على تشكيل الهيئة العليا لالغاء الطائفية السياسية وهذا ما اتفق عليه كل اللبنانيين .وانا مع هذا الطرح. ونفى عراجي من جهة اخرى علمه باسباب  التوقيت الذي تم فيه هذا الطرح اي قبل تشكيل الحكومة قائلا" ان لا معلومات لديه مكررا" العودة الى ما نص عليه اتفاق الطائف مضيفا" ان طرح هكذا موضوع يستوجب تهيأة المناخ العام في البلد ليتم الامر بشكل طبيعي، فاتفاق الطائف واضج  لجهة توزيع صلاحيات الرؤساء . وفي حين لم يعتبر نائب البقاع طرح مسألة تعديل صلاحيات رئيس مجلس الوزراء مسا" في اتفاق الطائف الا انه لم يخف اعتباره  الامر بداية للبحث في تعديل هذا الاتفاق  .

 

نماذج من مواقف صدامية في لبنان خلال ساعات

عون وجنبلاط وجعجع : سخرية وكلام قاسٍ

"إيلاف" من بيروت: نشطت حركة إطلاق المواقف السياسية المتناقضة في بيروت في الساعات الماضية بنعابير قاسية أحيانا، وهنا مواقف عينات: 

- رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" الجنرال ميشال عون رد على التعليقات الرافضة لاقتراحه تعديل صلاحيات رئيس الحكومة، فاعتبر ان منتقديه فهموه خطأ وأن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "ليس من الأشخاص الذين أعطي أهمية لرأيهم".

وجدد المطالبة بوزارة المال مؤكدا وجود مداخلات خارجية لفرض حقائب ووظائف. وتحدث عن "وجود حظر أمام وصول "التيار الوطني الحر" إلى بعض المواقع الوزارية". وشدد على "عدم وجود مشكل بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان"، سائلا عن سبب عدم إعطاء رئيس الجمهورية وزير مسلم وآخر مسيحي، معتبرا أن الهدف من ذلك هو منعه من "إيصال صوت المعارضة المسيحية إلى داخل الحكومة".

-  النائب وليد جنبلاط في بيان ردا على الجنرال عون: "غريب كيف أن التاريخ يعيد نفسه، لا سيما مع أصحاب مشاريع وحروب الإلغاء والذين بنظرياتهم التعطيلية يريدون إلغاء اتفاق الدوحة كما حاولوا إلغاء اتفاق الطائف سابقا ويحاولون إلغاء الإعتدال وتطبيق عكس الشعارات التي يطرحون، ويحاولون إلغاء الرئاسة ودورها وموقعها الوسطي والوطني في آن، والغاء كل الفرص الإيجابية لتشكيل الحكومة والغاء المؤسسات والدستور".

أضاف: "إذا كان المنطق ملغى من قاموس أصحاب حروب الإلغاء، فهل نتوقع منهم سوى النهج الإلغائي التصادمي مع كل تقدم ايجابي ممكن أن يحصل في لبنان؟ (...)إنهم يطبقون الشعار القائل أنا ومن بعدي الإلغاء".

- رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع استهزأ بالتحضيرات لإطلاق تجمع يضم "مسيحيي المعارضة" برئاسة النائب الجنرال ميشال عون ، وقال للصحافيين بجدية ساخرة: "كان المفترض أن تدق الاجراس في كل قرى لبنان وأن تبتهج الناس بهذا التكتل المسيحي الجديد. والمفارقة أن الإصلاح والتغيير( إسم التكتل الذي يترأسه عون) هو تكتل فظيع يعرف أن محاربة الفساد تبدأ من زغرتا ( بلدة النائب السابق سليمان فرنجية)  وصولا الى زحلة ( بلدة النائب الياس سكاف) ،  وفي الحقيقة إلى أكثر من زحلة الى قلب سورية مرورا بالبترون. وانا أهنىء المسيحيين بهذا الاصلاح والتغيير وهذا التطور والحداثة في العمل السياسي.

واقترح تسمية هذا التكتل " تكتل جميل السيد ورستم غزالة "، وأنا مطمئن لوجود صديقي القديم كريم بقرادوني فيه"، مشبها "هذا التكتل بما يحصل بالشركة التي تملك منتجا لا يباع فتبدأ بوضع غلاف جديد له وتعطيه اسما جديدا حتى يباع او يسوق وهؤلاء الاشخاص كل يوم يجتمعون مع بعضهم البعض فإذا ما هو الجديد؟".

وعن اقتراح الجنرال عون تعديل صلاحيات رئيس الحكومة وفصل السلطات التنفيذية عن السلطة الرقابية، إستغرب "هذه الطروحات في ظل هذه الظروف والاوضاع المعقدة والتي تعرقل تأليف الحكومة . فحين نطرح تغيير صلاحيات رئيس الحكومة سيجري طرح صلاحيات أخرى بدلا من رئيس المجلس النيابي الذى يقفل ويفتح أبواب المجلس ساعة يشاء، وبالتالي يجب أن نطرح مسألة الدستور اللبناني على بساط البحث وتعديل صلاحيات كل الرئاسات .فهل من المنطق طرحها الآن؟". أضاف: "اذا كان انتخاب رئيس للجمهورية تطلب مؤتمرا "كمؤتمر الدوحة " فإن طرح موضوع الصلاحيات سيحتاج الى مؤتمر قد يستمر 30 سنة ولن نصل الى اي نتيجة". سئل: ما رأيك في وصف العماد عون لكم بأنكم كنتم "تلاميذ شاطرين" في اللقاء مع الوزيرة كوندوليزا رايس ؟ف أجاب: "لا أتصور أن من العيب أن نلتقي وزيرة الخارجية الاميركية لنتناقش معها، بل العيب السعي الى لقاء الوزير وليد المعلم. ومن أقصى تمنياتنا أن تصبح سورية جارتنا، ولكن ذلك يحتاج الى الكثير من الوقت لوجود مئات الاسرى اللبنانيين في سورية".

 

توزير المر بين مُطالب ومؤيّد ومتحفّظ ومعترض ورافض

الاربعاء 18 حزيران 2008

لبنان الآن/يحكى الكثير عن عقبات تعترض الإعلان عن التشكيلة الحكومية. بعضهم يضع مطالبة النائب ميشال عون بحقيبة سيادية على رأس لائحة التعقيدات، ويستدلون على ذلك بقول النائب عون نفسه يوم الثلثاء الماضي إن "المطالبة بحقيبة سيادية حق وليست مزاجًا"، وهو موقف معطوف على مواقف ينادي من خلالها أكثر من ركن في المعارضة وتحديدًا الفريق المسيحي فيها بضرورة إعطاء حقيبتين سياديتين للمعارضة، فالنائب عن حزب الطاشناق أغوب بقرادونيان طرح فكرة زيادة عدد الحقائب السيادية الى ست لتحل المشكلة، وبذلك تكون حقيبتان لكل طرف (موالاة، معارضة والرئيس).

ويذهب البعض الى أبعد من ذلك، إذ إنّ مصدرًا معارضًا من الذين شاركوا في اجتماع "الرابية المسيحي" أعلن صراحة أن المشكلة أكبر من الحكومة، وقال لـ"nowlebanon.com" إنّ "هناك استعدادًا لتأليف الحكومة ولكنه شكلي والنيات غير صافية، والنفوس لم تهدأ بعد اتفاق الدوحة". 

ولكن بين هذه العقدة وتلك، هل مسألة توزير الياس المر تُشكّل عقدة متقدمة ـ أو حتى تعجيزية - في سلّم العقد التي تحول دون تأليف الحكومة؟

مُطالب ومؤيّد

رئيس الجمهورية متمسك به وزيرًا للدفاع، وهذا ما يقوله لأوساطه وأيضا ما يؤيده به الرئيس السنيورة، وقد كانت من الرئيس سليمان إشارة واضحة لجهة تمسكه بالمر عندما سماه ليمثله في احدى المناسبات قبل أيام قليلة.

قوى الرابع عشر من آذار مؤيدة لمنح المر حقيبة الدفاع فهو حسب ما تقول هذه القوى برهن عن قدرته في المرحلة الماضية وبالتالي لديها ثقة بأدائه.

وبطبيعة الحال ،النائب ميشال المر متمسك بإسناد حقيبة الدفاع إلى نجله مستندًا إلى جدارة إلياس وصلابة الرئيس.

متحفّظ، معترض، رافض

تبقى مسألة الياس المر وزيرًا للدفاع من ضمن حصة رئيس الجمهورية تلقى رفضًا مدويًا من فريق المعارضة أو جزء منه على الأقل، فمصادر مقربة من رئيس مجلس النواب تقول بأن لا مشكلة لدى الرئيس بري بتولي الوزير المر حقيبة الدفاع مجدّدًا.

وفي حين لا يجاهر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون صراحةً بعدم قبوله تولّي المر هذه الحقيبة ويكتفي بإظهار تحفظه على المسألة، تعبّر أطراف أخرى في المعارضة صراحة عن هذا التحفّظ وأسبابه لـ"nowlebanon.com" فتسأل: هل حقًا تعتبرون أن إلياس المر حيادي؟

سؤال يلخّص اعتراض قوى المعارضة على أن يتولّى الياس المر حقيبة الدفاع ضمن حصة الرئيس، كونها تعتبر أنه يمثل قوى الرابع عشر من آذار، إعتراض تبتغي من ورائه هذه القوى تضمين حصتها الوزارية حقيبتين سياديتين من أصل أربع حقائب.

وبين المتحفّظ والمعارض ظهر جليًا رفض موصوف لتوزير الياس المر على لسان الوزير السابق سليمان فرنجيه الذي لم يتردّد ليقول "لا نريد الياس المر وزيرًا لأننا لا نحبه". تحفظ أو اعتراض أو رفض الياس المر وزيرًا للدفاع لا يقف عند هذا الحد بل يطرح امامنا سؤالين:

الأول، هل هو قرار رفض داخلي ام له امتداد خارجي وتحديدًا اقليمي؟ مصادر متابعة وقريبة من الموالاة تتحدث بهذه الفكرة.

والسؤال الثاني المتداول، هل الرفض هو ضربة لرئيس الجمهورية متمثلة بكسر مطلبه إعطاء المر هذه الحقيبة؟

وقد يجوز هذا الطرح خصوصًا وأن أصواتًا معارضة لم تتوان عن القول: في الدوحة اتفقنا على إعطاء الداخلية لرئيس الجمهورية فلماذا يطالب أيضًا بالدفاع؟.

 

الرئيس رشيد الصلح: لا يجوز تحميل مسؤولية العمل السياسي لرئيس الوزراء وحده والطلب باضعاف صلاحياته

وطنية - 18/6/2008 (سياسة) ادلى الرئيس رشيد الصلح بالتصريح الآتي: "انه لمن المؤلم ان يصل النقاش السياسي الى هذا الوضع فنحن نعلم جميعا ان اتفاق الطائف وان المجتمعين في الطائف وكانوا يمثلون المستوى السياسي المحترم في لبنان اعطوا مجلس الوزراء الصلاحية الاولى ولم يتطرقوا لأي وضع آخر، بل جعلوا من الوزراء جميعا مشاركين في اتخاذ القرار وتقرير سياسة الدولة وتقرير كافة الامور التي تشمل لبنان والشعب اللبناني كله وجعلوا من هذه المؤسسة مجتمعة ومشارك فيها جميع اللبنانيين وجميع الوزراء جعلوا فيها هؤلاء مشاركين في اتخاذ القرار النهائي في جميع القضايا السياسية والمالية والاقتصادية والادارية وغيرها من القرارات التي تصدر عن مجلس الوزراء في لبنان، وبالتالي عن السلطة التنفيذية فيه. من هنا لا يجوز تحميل مسؤولية العمل السياسي لرئيس الوزراء وحده والطلب باضعاف صلاحياته".

 

وفد من "القوات اللبنانية" جال على المراجع الروحية للاقليات

وطنية - 18/6/2008 (سياسة) زار وفد من قيادة "القوات اللبنانية" ضم الدكتور انطوان حبشي، ايلي شمعون وجان علم، عند السادسة مساء، مطرانية جبل لبنان للسريان الاورثوذكس، والتقى المطران جورج صليبا، في حضور رئيس حزب ا"لاتحاد السرياني" ابراهيم مراد وأعضاء المجلس الملي للطائفة، وتم البحث في قانون الانتخابات النيابية لعام 2009، وفي الغبن والتهميش الذي أصاب الطائفة السريانية جراء تقسيم الدوائر في بيروت. واطلع الوفد المطران صليبا على نص قانون الانتخابات الذي تعده كتلة "نواب القوات اللبنانية" بالتنسيق مع ابراهيم مراد لمحاولة إنصاف الطائفة. كما زار الوفد مطرانية الطائفة الشرقية الاشورية والتقوا المطران مار نرساي دي باز وتم البحث في قانون الانتخابات. وسيزور الوفد القواتي عند الخامسة والنصف من مساء غد بطريركية السريان الكاثوليك في المتحف للغاية نفسها.

 

النائب قاسم هاشم :زيارة سيسون استفزازية لمشاعر اهالي النبطية

وطنية - 18/6/2008(سياسة)اعتبرالنائب قاسم هاشم "ان زيارة القائمة باعمال السفارة الاميركية في بيروت ميشل سيسون الى النبطية, زيارة استفزازية لمشاعر اهالي المنطقة, نظرا لما عانوه من السياسة الاميركية التي لا ترى الا بالعين الاسرائيلية. وزيارة وزيرة الخارجية الاميركية الى بيروت بالامس كانت استفزازية للبنان الذي توافق على انتخاب الرئيس العماد ميشسال سليمان ". وقال في تصريح عصر اليوم في النبطية : "ان زيارة سيسون الى النبطية غير مرحب بها من ابناء المنطقة الذين يشيعون كل يوم شهداء القنابل العنقودية الاميركية الصنع, وآخرهم الشهيد هشام غصين في القنطرة. وهذه الزيارة تمثل الوجه الاخر للسياسة الاميركية, التي تحاول ومن خلال بعض المؤسسات التي تدور في فلكها, اظهار انها انمائية, في حين انها مخابراتية تعمل لصالح العدو الاسرائيلي فقط ولا يهمها اهل النبطية والجنوب الذين يرفضون تلك السياسة ومن يدور في فلكها في لبنان" .

 

حركة احتجاجية شعبية على زيارة القائمة بالاعمال الاميركية الى النبطية

وطنية - 18/6/2008 (سياسة) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"سامر وهبي "ان الزيارة المفاجئة التي قامت بها القائمة بأعمال السفارة الاميركية في بيروت ميشال سيسون الى منطقة النبطية، تحولت الى حركة احتجاجية واسعة من قبل عشرات المواطنين الذين رشقوا موكب سيسون بالحجارة واطلقوا هتافات التنديد اثناء وجودها في منزل رئيس جمعية تجار النبطية السابق عبد الله بيطار في بلدة ميفدون. وتمكن فريق المواكبة التابع للسفارة الاميركية من اخراج سيسون وسط صرخات وهتافات التنديد من المحتجين الذين حاصروا احدى سيارات الموكب وتعطلت عن السير قبل ان تحضر سيارة شحن لقوى الامن الداخلي وتنقلها الى مجمع درك النبطية.

وفي التفاصيل، أن سيسون كانت في اطار جولة تقوم بها لاول مرة الى منطقة النبطية، وهي الزيارة الاولى ايضا لوفد ديبلوماسي اميركي الى النبطية بعد عدوان تموز 2006، ورافقها وفد من ديبلوماسيي السفارة ومسؤولون في وكالة التنمية الاميركية ومؤسسة "ميرسي كور". وكان الوفد الاميركي في المحطة ما قبل الاخيرة في النبطية حيث زار منزل رئيس جمعية تجار النبطية عبد الله بيطار في بلدة ميفدون والتقته سيسون مع افراد عائلته وانضمت معهم الى مائدة الغداء عندما تجمع عشرات من المواطنين قدموا من مختلف القرى المحيطة ببلدة ميفدون واطلقوا هتافات "الموت لاميركا والموت لاسرائيل"، و"ان كل مصائبنا من اميركا"، واعطوا مهلة خمس دقائق لسيسون لمغادرة المنطقة، الامر الذي أثار حالا من التوتر والذعر حيث استنفر عناصر المواكبة التابعة للسفارة الاميركية واتخذوا احتياطات أمنية لترتيب اخراج سيسون من المنزل اضافة الى عناصر دوريات قوى الامن الداخلي التي ضربت طوقا أمنيا, لكن حشود المحتجين لاحقت موكب سيسون حتى حين خروجها من المنزل ورشقوها بالحجارة وتمكنوا من محاصرة احدى سيارات المواكبة التي كانت في داخلها احدى الديبلوماسيات الاميركيات وعملت عناصر امنية اميركية على نقلها من السيارة المعطلة الى سيارة اخرى، قبل ان يتجه موكب سيسون نحو بيروت دون اكمال برنامج جولته. وعلى الفور، تحول محيط منزل بيطار الى تجمع حاشد للمواطنين الذين اطلقوا هتافات ضده، وطالبوه بمغادرة البلدة، واشاروا الى المنازل المحيطة بمنزله والتي دمرت في العدوان الاسرائيلي في تموز ال2006 والى وجود القنابل العنقودية في حديقة بيطار والتي القتها الطائرات الاسرائيلية ابان العدوان. وحضرت الى المنطقة ايضا دوريات من مختلف الاجهزة الامنية وعملت على تهدئة المواطنين الذين رفع عدد منهم لافتات باسم عوائل الشهداء تندد بالسياسة الاميركية "المنحازة الى العدو الاسرائيلي" وتؤكد على "الاستمرار بنهج المقاومة". كما تم نقل السيارة المعطلة التي حملت الرقم 368835-ب بواسطة سيارة نقل تابعة لقوى الامن الداخلي الى مجمع قوى الامن الداخلي في النبطية.

 

اهالي النبطية: نرفض زيارة القائمة بالاعمال الاميركية لانها تحد لنا

وطنية - 18/6/2008 (سياسة) جاءنا من أهالي النبطية ومنطقتها البيان الاتي : "بصلافة الاستكبار وبوقاحة اميركية معتادة اقدمت القائمة بأعمال السفارة الاميركية في بيروت على تحدي شعور الجنوبيين الذين ما زالت بيوتهم ومنازلهم مهدمة من جراء العدوان الاميركي - الاسرائيلي على زيارة مدينة النبطية, مدينة الصمود والتحدي. وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على وقاحة الدور الاميركي, الذي بات معروفا عند الشعوب في المنطقة, والذي يتذوق الهزيمة يوما بعد يوم في فلسطين ولبنان والعراق. ان هذه الزيارة التي استنكرها ابناء المنطقة ونزلوا الى الشوارع واطلقوا هتافاتهم بوجه القائمة بأعمال الارهاب وبعض الذين سولت لهم انفسهم باستقبالها، فإننا نعلن نحن ابناء النبطية ومنطقتها رفضنا للسياسة الاميركية وللزيارة المشؤومة وسنبقى نرفع شعار المقاومة الذي هو ملاذنا الوحيد للرد الطبيعي على القهر الصهيوني - الاميركي للمنطقة. ونحن بدورنا نسأل الذين سولت لهم انفسهم باستقبالها ألم تكن اميركا المسؤولة عن المجازر في الحنوب وألم تكن اميركا الحامي للكيان الصهيوني في فلسطين ولقتل الاطفال في فلسطين ولبنان والعراق. فأبناء المنطقة الشرفاء يرفضون هذه الزيارة, بل يعتبرونها تحديا اميركيا لهم. وعلى الذين تسول لهم انفسهم ان يكون لهم دور في المنطقة عبر الادارة الاميركية، فإننا نقول لهم انكم واهمون كل الوهم وانظروا الى من سبقكم في علاقته الاميركية".

 

النائب جنبلاط عرض التطورات مع السفير المصري: نتطلع لنجاح لقاء ابلح للمصالحة لفتح صفحة جديدة

والتاريخ يعيد نفسه مع أصحاب مشاريع حروب الالغاء

وطنية - 18/6/2008 (سياسة) علق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في بيان اليوم على احداث البقاع قال فيه: "بعد الاحداث الاليمة التي شهدها البقاع ومنطقة سعدنايل وتعلبايا، لا بد من اعادة التأكيد على مختلف الاطراف الاستمرار في الهدوء وعدم السماح لاي غرائز من اي تنوع كانت لتوليد جروح جديدة، لبنان والبقاع بغنى عنها.

كان لهذه المنطقة تاريخ مشترك في مواجهة اسرائيل وفي معركة الدفاع عن لبنان وعروبته بالتوازي مع قرى البقاع الاخرى وبلداته، وهي التي قدمت العشرات من الشهداء في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وهذا النضال المشترك يفترض ان يكون كفيلا بالعودة الى الاستقرار وتكريس السلم الاهلي والترفع عن المشاكل والعصبيات".

أضاف: "الاستنارة بتجارب الماضي في البقاع وبيروت والجبل والاقليم والجنوب وكل المناطق الاخرى من شأنها ان تؤسس الى مستقبل افضل يكون عنوانه العيش المشترك والوحدة الوطنية التي يفترض ان تبقى فوق كل اعتبار. ومن هذه الزاوية، نتطلع لنجاح لقاء ابلح للمصالحة لفتح صفحة جديدة".

وتابع: "غريب كيف ان التاريخ يعيد نفسه، لا سيما مع اصحاب مشاريع وحروب الالغاء الذين بنظرياتهم التعطيلية يريدون الغاء اتفاق الدوحة، كما حاولوا الغاء اتفاق الطائف سابقا والغاء الاعتدال وتطبيق عكس الشعارات التي يطرحون والغاء الرئاسة ودورها وموقعها الوسطي والوطني في آن معا، والغاء كل الفرص الايجابية لتشكيل الحكومة، والغاء المؤسسات والدستور".

وختم بالقول: "إذا كان المنطق ملغى من قاموس اصحاب حروب الالغاء، هل نتوقع منهم سوى النهج الالغائي التصادمي مع كل تقدم ايجابي يمكن ان يتحقق في لبنان؟. انهم يطبقون الشعار القائل: أنا وبعدي الالغاء".

السفير المصري

من جهة ثانية، استقبل النائب وليد جنبلاط السفير المصري أحمد فؤاد البيديوي، وعرض معه التطورات الراهنة.

 

مجمع الكرادلة في الفاتيكان يصوت بالاجماع على فضائل البطريرك الدويهي

وطنية - 18/6/2008 (متفرقات) اعلنت "مؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي"، في بيان اليوم، ان "مجمع الكرادلة والأساقفة صوت بالإجماع على بطولة فضائل البطريرك اسطفان الدويهي خلال الإجتماع الدوري الذي عقد في القصر البابوي في حاضرة الفاتيكان الاثنين 17 حزيران الحالي. وسيرفع رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال خوسيه سارايفا مارتينس نتيجة التصويت الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر".

وكان مجمع الكرادلة قد نوه خلال دراسته للملف بفضائل البطريرك الدويهي الذي جمع بين القداسة والعلم وبين قيادته لشعبه وأبوته له، خصوصا لناحية إنفتاحه على كل الطوائف والمذاهب إن في حياته الشخصية او في كتاباته التي شكلت إرثا للكنيسة والوطن ومرجعا للباحثين في شؤون التاريخ واللاهوت والليتورجيا.

وفي السياق نفسه، اعرب الكاردينال موسى داوود البطريرك السابق لكنيسة السريان الكاثوليك والرئيس السابق للمجمع الشرقي عن تقديره العميق لفضائل البطريرك الدويهي "التي رفعته الى سدة التكريم"، مثمنا "المساعدة التي قدمها الدويهي لكنيسة السريان الكاثوليك في انطلاقتها سواء في حلب او في لبنان".

وافاد البيان "ان برنامج زيارة الكاردينال مارتينس الى لبنان يتضمن الى جانب ترؤسه لإحتفال تطويب الأب يعقوب الحداد الكبوشي الاحد 22 حزيران في وسط بيروت، جولة بدعوة من الرهبانية اللبنانية المارونية على أضرحة القديسين شربل ورفقا ونعمة الله في عنايا وجربتا وكفيفان، الذين أعلنت قداستهم، خلال ترؤسه لمجمع دعاوى القديسين. كما سيزور مسقط رأس المكرم الأخ اسطفان نعمة في لحفد الذي يتابع دراسة ملفه، السبت 21 حزيران الجاري.

اما نهار الاثنين 23 الجاري فسيزور الكاردينال مارتينس اهدن مسقط رأس البطريرك اسطفان الدويهي ووادي القديسين (قاديشا) وغابة أرز لبنان، وذلك بدعوة من مؤسسة البطريرك الدويهي".

 

لقاء الانتماء" ابدى خشيته من "استمرار أعمال الشغب والتخريب": قد تكون غايته التحكم المسبق بنتائج الانتخابات النيابية المقبلة

وطنية - 18/6/2008 (سياسة) عقد لقاء "الانتماء اللبناني" اجتماعه الدوري، تداول خلاله في الأوضاع الراهنة، وتوقف "أمام خطورة الفلتان الأمني، وتمادي بعض المعارضات في ممارسة هذا الفلتان، وذلك للحصول على المزيد من التنازلات السياسية، وجعل الأمن عاملا ضاغطا لإخضاع مواصفات الحكومة العتيدة تبعا لرغبات التوجه الإقليمي". وأبدى خشيته "من استمرار أعمال الشغب والتخريب وتكريسه عرفا، حتى بعد تأليف ما يسمى ب "حكومة الوحدة الوطنية". وقد تكون الغاية من ذلك، التحكم المسبق في العديد من المناطق، بنتائج الانتخابات النيابية المقبلة. وذلك من خلال ترهيب الرأي العام وقمع الرأي الآخر، وصولا إلى ترويضه لإجباره على التخلي عن المجاهرة بقناعاته السياسية". مطالبا "الجيش وقوى الأمن مواجهة جميع المشاغبين والمخربين، أيا" كانوا، وضربهم بيد من حديد".

وتوقف "الانتماء" أمام زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس الأخيرة إلى لبنان، فأكد أن مشكلة لبنان والعرب الوحيدة مع الولايات المتحدة، هو انحيازها الواضح لإسرائيل". مشددا على ان "تعمل كل ما بوسعها لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط. ولن يكون ذلك إلا بعد إقامة دولة فلسطينية ومعالجة المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، معالجة جدية ترفع الغبن عن الشعب الفلسطيني". وحث الولايات المتحدة على "الإسراع بإلزام إسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ونقلها إلى عهدة الأمم المتحدة، وإعادتها إلى السيادة اللبنانية لاحقا، وذلك بعد ترسيم الحدود المشتركة مع سوريا. ومن شأن هذا الانسحاب، متلازما مع عودة الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية، أن يؤدي إلى إقفال الملف اللبناني - الإسرائيلي بشكل كامل". ورأى "الانتماء" أن الحل العادل والشامل من شأنه "إضعاف وتعرية جميع الحركات المتأسلمة في المنطقة. فحروبها ستبقى مستمرة حتى بعد استرجاع جميع الحقوق العربية. وذلك لأن هذه الأحزاب والحركات المتأسلمة، مرتبطة بشكل عضوي ومباشر بالمشروع الإيراني، المبني إيديولوجيا على محاربة الغرب والعالم الحر بأجمعه إلى ما لا نهاية".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 حزيران 2008

البلد

كشفت مصادر متابعة لعملية استرجاع الأسير نسيم نسر انه من المفترض أن تكون قد وصلت الى مراجع حزبية عبر الوسيط خرائط جديدة للألغام مع وعد بتسليم الباقي مع عودة الجنديين اللذين أسرا في تموز 2006.

عزت مصادر دبلوماسية دولية قرار فتح مكتب لليونيفيل في تل أبيب الى "ضرورة وحتمية ابقا? منفذ لوجستي وامداد قتالي لقواتها بعد اقفال مطار ومرفأ بيروت في أيار الماضي".

لاحظت السلطات المعنية أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة في بيروت والبقاع وحتى الشمال فرضت "اعادة تموضع سكاني للمواطنين طلباً للطمأنينة والاستقرار وراحة البال وتأمين سلامة عائلاتهم".

الشرق

حزبي متعصب قال ان لا عودة الى الوراء بالنسبة الى قرار وضع السلطة في خانة فهم قدرات الحزب وثوابته بمعزل عن كل ما يقال عن تنازلات سياسية!

وزير سابق عاد من زيارة دولة عربية بمجموعة معلومات تركز في معظمها على ان الحلول السياسية في لبنان بحاجة الى مزيد من الوقت؟!

ديبلوماسي عربي برر ابتعاده عن الاضواء بـ"العمل بموجب تدابير تبلغها من وزارة خارجية بلاده"؟!

النهار

لفت مرجع سياسي بارز الى ان "لكل من الوزير الياس المر ووالده النائب ميشال المر اسلوبه في العمل السياسي".

شعارات متنوعة على جدران الاوتوستراد الجديد لمدخل العاصمة الجنوبي لم تُزل رغم ان بعضها ذو طابع استفزازي.

طلب مرجع كبير تحضير ورشة عمل إعلامية - سياسية لمناقشة الدور الوطني الذي يمكن أن يضطلع به الاعلام في هذه المرحلة.

المستقبل

أبدت البعثة الديبلوماسية لدولة أوروبية بارزة اهتماماً بشرح موقف هذه الدولة لجهة إستئناف العلاقة بينها وبين عاصمة عربية لفاعليات سياسية وإعلامية.

لفت كلام وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس عن مفاوضات مباشرة "قريباً" بين سوريا واسرائيل جهات سياسية التقتها خاصة انها كانت مقتضبة في الاشارة الى هذه "المعلومة".

توقف متابعون باهتمام شديد عند إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان الإدعاء في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيبدأ في نهاية كانون الاول المقبل.

اللواء

ينقل مطلعون عن شخصيات عليمة أن تغييرات مهمة حدثت في إدارة أجهزة فاعلة في بلد مجاور·

لم تُفلح مساعٍ بُذلت في غير اتجاه لإعادة المياه إلى مجاريها بين مرجع روحي وقطب معارض·

تتفاجأ القوى الأمنية والقضائية بحجم التجمعات المسلحة في أية منطقة تشهد احتكاكات بين خصوم سياسيين!·

السفير

لوحظ وجود استنسابية في عملية توزيع هبة سيارات عسكرية عبر حصرها بمؤسسات معينة وحجبها عن مؤسسات اخرى .

تجري جهات في المعارضة مراجعة لمجمل الأداء الذي تخلل مرحلة الدوحة وما بعدها ... وصولا الى احتمالات ما بعد تطيير الحكومة .

احتج عدد من قياديي الموالاة على استبعادهم عن اجتماع قريطم مع وزيرة الخارجية الأميركية .

لوحظ وجود تنافس بين سفراء عرب واجانب حول من يتولى بشكل اساسي الترويج لمسألة وضع مزارع شبعا تحت سيادة الأمم المتحدة .

 

حزب سلاح عون!

محمد سلام ، لبنان الآن

انتبهوا. استفاق ميشال عون من سباته وأعلن أنه "مناضل". استعاد عون هلوسات النضال بعدما كان قد زار قصر بعبدا وتناول طعام الغذاء إلى مائدة فخامة الرئيس ميشال سليمان، فعانى غصة لأنّ عمادًا استقر على سدة الرئاسة في قصر كان هو قد حلّ فيه بالإعارة وهرب منه قبل 18 عاما إلى ... باريس واستغرقت رحلة عودته إلى الرابية 15 سنة من "النضال" المخملي بأجساد شباب يحلمون بوطن موحد سيّد حر مستقل عن أي هيمنة خارجية.على خلفية هذه الرغبة في السيادة والاستقلال عن أي هيمنة خارجية اقترعت شريحة مسيحية لعون في انتخابات العام 2005، وكانت تلك الشريحة تقترع فعليًا ضد خطيئة، بل ضد جريمة، الحلف الرباعي مع "حزب السلاح" وملحقاته، التي يمثلها حاليًا في المجتمع المسيحي تحديدًا ميشال عون ونضاله المتجدد بأمر مباشر من "حزب السلاح".

مساء الثلاثاء نقل عون المواجهة من تلال البقاع الأوسط إلى تلال الرابية. تلك هي مهمته التي سيستمر في محاولة تنفيذها، بغض النظر عما إذا كان سينجح أو يفشل. المهمة، في تفاصيلها، انطلقت من حقيقة أن "حزب السلاح" غير قادر على اجتياح سعدنايل كما اجتاح بيروت.

لا أقول إن "حزب السلاح" غير قادر عسكريًا على اجتياح سعدنايل. بل قد يكون قادرًا جدًا على خوض هذه التجربة بتغطية من بطاريات مدفعيته المنصوبة في تلال البقاع الأوسط، وباستخدام أسلحته وذخائره التي نقلت إلى منزل مسؤوله "الشيخ" في تعلبايا، وبجهد مقاتليه الذين تم نقلهم من بعلبك وقضاء النبطية.  

ولكن اجتياح سعدنايل يضع "حزب السلاح" أمام اختبارين مرين، لا ثالث لهما:

-ردّ فعل الجيش اللبناني الذي لا يستطيع، بكل المقاييس، أن يكرر تجربة "الحياد السلبي" التي اعتمدها في أيار الماضي في بيروت لتناقضها المباشر مع المهمة المعلنة للقوى النظامية وفق اتفاق الدوحة، ما يحمل الجيش، في حال التكرار، مسؤولية إسقاط اتفاق الدوحة. والجيش اللبناني، بكل المقاييس، ليس حركة "حماس" ولا يقبل أن يسقط اتفاق الدوحة كما أسقطت "حماس" اتفاق مكة.

-معركة اجتياح سعدنايل تنقل "حزب السلاح" وملحقاته من "حافة الهاوية" التي انزلق عنها في أيار الماضي إلى "منحدر الهاوية" في ما يصفه بالعملية "الموضعية النظيفة" في بيروت ليستقر في "قعر الهاوية" في سعدنايل.

نعم. التدحرج من مرتفعات البقاع الأوسط إلى سهل سعدنايل يضع "حزب السلاح" في قعر الفتنة السنية-الشيعية، التي لن تتمكن كل قيادات لبنان، والمنطقة، من احتواء حقول قتلها وشلالات دمائها في العالم الإسلامي، مرورًا بإيران نفسها، العاجز ضيفها التلفزيوني أيمن الظواهري أو تجمع علمائها أو جبهات عملها عن التحكم بمسارها الهمجي. لذلك أطلق "حزب السلاح" رئيس "تجمع العلماء النصارى" من مربع الرابية "ليناضل" زورًا باسم مسيحيين ويفتح نارًا على مسلمين سنة، مستهدفا صلاحيات رئيس الحكومة، أي موقع الطائفة الأول في هيكلية السلطة اللبنانية،على أمل أن يوفق في تغيير وجهة الصراع فيلبسه قناعًا مسيحيًا-سنيًا يكون، بكل المقاييس، أقل تكلفة في احتساب جردة خسائر "حزب السلاح" وإيرانه، من الصراع السني-الشيعي المحظر إقليميا ... أقله حتى الآن.

فتح الصراع بين "تجمع العلماء النصارى"  والطائفة السنية قد يساهم في كبح انزلاق "حزب السلاح" على تلال البقاع الأوسط إلى هاوية الفتنة في سهل سعدنايل حيث ارتكبت "الأعمال الإرهابية" وفق التعبير المحدد الذي أطلقه سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، ومن على منبر القصر الجمهوري. لذلك بذل عون في مؤتمره الصحافي جهدًا خاصًا ليربط الصراع في سعدنايل بالواقع المسيحي في البقاع الأوسط عبر قوله إنه، أي النزاع، يؤثر على حياة الناس بين شتورة وبعلبك، وقوله إنه لا يوجد في المنطقة "مقاومة" ثم نقل الاتهام إلى الشمال زاعمًا بوجود عمليات تسليح زوده جهاز أمن "حزب السلاح" بمعلومات مزعومة عنها، لينتقل بعد ذلك فيصب صلب هجومه على رئيس الحكومة السني، مع الإعلان عن إحياء جبهة معارضة "مسيحية" ليعطي السيناريو "هوية" مسيحية. الحرص المزعوم على المسيحيين، بواقع التجربة، ليس من أولويات عون الحقيقية. هذا ما تصرخ به دماء المسيحيين التي هدرتها حمم  قذائف جيش الأسد في حرب "تحرير" مجنونة، وهذا ما تصرخ به دماء المسيحيين التي هدرها عون في مؤامرة "حرب الإلغاء"  تحت شعار توحيد بندقية لم يقبلها مسيحية-لبنانية وتلحّف بها لاحقًا إيرانية معتقدًا أنها ستقوده إلى قصر بعبدا.

وهذا ما تصرخ به دماء 33 عسكريًا لبنانيًا من رتب مختلفة قتلتهم مخابرات النظام السوري بإطلاق النار عليهم من مدفع رشاش من طراز دوشكا نصب على شاحنة عسكرية بعدما رصفتهم على تلة ضهر الوحش في 13 تشرين الأول العام 1990 عندما تخلى عنهم قائدهم "المناضل،" وعقد لسانه لاحقًا عن المطالبة بنبش قبرهم الجماعي، ربما لأنه ليس على أوتوستراد حالات، بل في منطقة يأمل في أن يحصد منها دعما انتخابيًا.

انتبهوا. عاد ميشال عون إلى نغمة "النضال"... وأخرج له "حزب السلاح" من متحف مقتنياته نماذج يحفل تاريخها بكل ما هو عمالة.

 انتبهوا. عاد ميشال عون إلى واجهة "النضال"، واختار خصمًا معلنًا، هو الطائفة السنية، وجدّد مهمته غير المعلنة لشق المسيحيين. والهدف، في الحالتين .... خدمة "حزب السلاح". "حزب السلاح" لعون؟ أم عون وجبهته لـ"حزب السلاح"؟  

 

أكد أن المباحثات يجب أن تكون "شاملة ومباشرة"

أولمرت: مستعد لبحث وضع مزارع شبعا في مفاوضات سلام مع لبنان

 وكالات/أبدى رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت استعداده لبحث قضية مزارع شبعا اللبنانية "في اطار مفاوضات سلام شاملة ومباشرة مع لبنان". ونقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الأربعاء 18-6-2008، عن أولمرت اعتباره أن هذه المفاوضات "يجب ان تجرى من اجل تطبيق القرار الدولي رقم 1701".

وكان مجلس الامن الدولي تبنى في اغسطس2006، بالاجماع، القرار 1701 الذي يدعو الى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان الذي تعرض لحرب اسرائيلية استمرت 33 يوما متواصلة. ويطالب القرار "حزب الله" بالوقف الفوري لكل هجماته، واسرائيل بالوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية الهجومية وسحب كل قواتها من جنوب لبنان. كما دعا الحكومة اللبنانية لنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية التابعة للامم المتحدة (يونيفيل) وذلك بالتزامن مع الانسحاب الاسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق كما دعا اسرائيل ولبنان لدعم وقف دائم لاطلاق النار، وحل بعيد المدى.

وفيما يتصل بمنطقة مزارع شبعا اللبنانية يطلب القرار الدولي من السكرتير العام للامم المتحدة ان يقدم الى المجلس اقتراحات خلال 30 يوما بعد مشاورات مع الفرقاء المعنيين بشأن اجراء ترسيم دقيق للحدود اللبنانية مع اسرائيل. وحسب الصحيفة الاسرائيلية فقد "نقلت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس الشروط الاسرائيلية الخاصة بالمفاوضات حول مزارع شبعا الى بيروت خلال زيارتها للبنان الاسبوع الماضي". ونقلت الصحيفة عن "مصدر سياسي اسرائيلي كبير" ان الولايات المتحدة "تتوسط بين اسرائيل ولبنان لحل مسألة مزارع شبعا سعيا منها الى تقوية الحكومة اللبنانية المعتدلة برئاسة فؤاد السنيورة، وانها تسعى كذلك الى دفع المفاوضات السلمية بين اسرائيل ولبنان الى الإمام".

 

المفتي الجوزو: اناس احترفوا التعطيل ينطلقون في مواقفهم من عقد نفسية

حماية البلاد في يد رئيس الجمهورية وحده لانه المؤتمن على امن الوطن واستقلاله

وطنية - 18/6/2008 (سياسة) قال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح له اليوم "ان هناك اناسا احترفوا التعطيل، وينطلقون في مواقفهم من عقد نفسية تتحكم في حياتهم كلها ولا يستطيعون التحرر منها". اضاف "مشكلتنا في لبنان ان هذه العقد التاريخية والنفسية تنعكس سلبا على حياة الناس وحياة الوطن". وقال "مشروعهم هو التعطيل ولا شيء سوى التعطيل، وهم يرفعون شعارات وهمية يغطون بها انحرافاتهم واخطارهم، واخطر هذه الشعارات في لبنان هي الطائفية والمذهبية لاتها تخاطب غرائز الناس وتلغي عقولهم، فيتحركون بوحي من العصبيات القبيلة والجاهلية، هذا ينادي بالدفاع عن المسيحيين وكأنه وحده المسيحي في لبنان ولا مسيحي قبله ولا بعده، وذاك يرفع شعار المقاومة وكأن لا مقاوم قبله ولا بعده، وكلا الطرفين يوحي لمن حوله بأنه وحده يجترح المعجزات. فالذي يركب موجة تهميش المسيحيين يريد ان يهمش جميع اللبنانيين تحت هذا الشعار، اما الاخر فانه يعتقد انه حقق انتصارات تاريخية على اسرائيل، وانها منيت بهزيمة نكراء في تموز 2006، وانه لو ترك يكمل معركته لاباد اسرائيل وقضى على الكيان الصهيوني، وينسى او يتناسى ان الدمار الذي اصاب لبنان يزيد مائة ضعف على ما اصاب الكيان الصهيوني"، ولفت الجوزو الى "ان الفرق بيننا وبين اسرائيل ان هناك من يحاسب، اما هنا فالانتصار الالهي فوق كل حساب".

وتابع الجوزو "بلغ بنا الغرور ان فرضنا سلاحنا على الداخل وقتلنا الناس في بيروت على الهوية واعتدينا على حرمات المدنيين واوجدنا شرخا كبيرا وجرحا عميقا في النفوس". وتساءل "لماذا يريد بعضهم ان يفرض نفسه بالقوة على الاخرين؟. وهل هذا الذي يحدث توزيع للادوار بين اطراف المعارضة لابتزاز رئيس الجمهورية في بداية عهده؟ وهل نعتبر العماد عون حصان طروادة لاضعاف دور رئيس الجمهورية خدمة للاخرين؟ وهل يحاول عون تغطية فشله في الوصول الى الرئاسة عن طريق ارباك الرئيس وتعطيل اتفاق الدوحة والتهجم على رئيس مجلس الوزراء والافتراء على شباب تيار المستقبل في البقاع وطرابلس؟".

اضاف "نقولها صراحة، لن تكون وزارة الدفاع في يد المعارضة، لن تمتلك المعارضة الجيش والمقاومة في آن". واكد ان "حماية البلاد في يد رئيس الجمهورية وحده لانه الحاكم والحكم والمؤتمن على امن الوطن واستقلاله، والمعارضة ليست كذلك لانها طرف، وطرف مسلح".

 

النائب الجسر: اقتراح العماد عون اجتهاد دستوري في غير محله

ندعم المقاومة في مواجهة العدو لا حين توجه سلاحها الى الداخل

وطنية - 18/6/2008 (سياسة) رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر في برنامج تلفزيوني "أن الاقتراح الذي صدر عن (النائب) العماد ميشال عون المتعلق بتعديل صلاحيات رئيس الحكومة عبر عدم اعطائه سلطة الاشراف على الأجهزة الرقابية، هو اجتهاد دستوري في غير محله"، مثنيا على "موقف الرئيس نجيب ميقاتي في هذا الخصوص". وأكد النائب الجسر "أن اتفاق الدوحة نجح في وضع تسوية في اطارها العريض، عبر اعطائه الأكثرية 16 مقعدا مقابل 11 مقعدا للمعارضة، وثلاثة مقاعد لرئاسة الجمهورية، من دون التدخل في عملية توزيع الحقائب أو تسمية الوزراء، لأن هذا الأمر خاضع إلى الأصول الدستورية التي تترجم باستشارات رئيس الحكومة". ونفى نفيا قاطعا "ما ألمح اليه العماد عون في تصريحه، لجهة قيام عمليات تسلح في مدينة طرابلس"، مطالبا إياه ب"إعطاء الدولة اللبنانية ممثلة بالمدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لائحة بأسماء الأشخاص المتورطين في عمليات توزيع السلاح".

كما تساءل عن "غيرة العماد عون على وحدة الوطن حين اجتاحت أفواج مدججة بالسلاح بيروت وروعت أهلها الآمنين، وهي نفسها تقصف اليوم منطقتي سعدنايل وتعلبايا، ولم يعترض العماد عون على تلك المظاهر المسلحة".

وأشار إلى "أن تيار "المستقبل" سيبقى متمسكا بخيار الدولة"، رافضا "ما يشاع عن أنه مني بخسارتين عسكرية وسياسية"، مؤكدا أن "ما حصل في اتفاق الدوحة أخرج لبنان من عنق الزجاجة، وأوجد رئيسا للجمهورية، وهذا هو الأهم". وطمأن النائب الجسر "الجميع إلى أن تيار المستقبل اليوم هو أقوى من أي وقت آخر، لأن الناس فهموا تماما الهدف من الانقلاب الذي حدث، وهو قلب المعادلة لتصبح الأكثرية أقلية والأقلية أكثرية". وقال: "لا يتدخل تيار المستقبل في شؤون التكتلات الأخرى. ونرفض ما يحكى عن ترشيح التيار للنائب محمد كبارة لتولي حقيبة وزارية اعتراضا على مواقف الوزير محمد الصفدي، لأن هذا الموضوع شأن داخلي يبحث في التكتل الطرابلسي". وعن الخلاف بين النائب مصباح الأحدب والوزير الصفدي، قال: "هذا الموضوع يتعلق بهما، ويستطيعان معالجته في أسرع وقت ممكن".

وعما يحكى عن زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لبيروت باعتبارها تدخلا في الشؤون الداخلية اللبنانية، قال: "هذا الكلام كان يسري على كل وزير خارجية يزور لبنان". وتحدث النائب الجسر عن "دور المقاومة في تحرير الأراضي اللبنانية والأسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية"، مؤكدا "دعم تيار المستقبل للمقاومة طالما هي في مواجهة العدو الاسرائيلي، لا حين توجه سلاحها الى الداخل".

 

عناصر من حزب الله حاولوا التعرض لسيسون في النبطية والقوى الامنية امنت عودتها الى بيروت

بيطار لـ"المركزية": الحادث غير مبرر بعدما ابلغت بري ورعد بالزيارة

المركزية - شهدت بلدة ميفدون اليوم اشكالا امنيا تمثل بمحاولة عناصر من حزب الله وعدد من ابناء المنطقة التعرض لموكب القائمة بالاعمال الاميركية ميشيل سيسون التي كانت تزور رئيس تجمع الهيئات الاقتصادية في النبطية عبد الله بيطار في بلدة ميفدون في اطار جولة انمائية لها في المنطقة.

وفي معلومات خاصة بـ"وكالة الانباء المركزية" ان مجموعة من عناصر حزب الله وآخرين من هيئات اهلية وروابط محلية تجمعوا امام منزل عبد الله بيطار فور وصول سيسون والوفد المرافق لها وطالبوا بمغادرتها فورا المنطقة وهددوا باقتحام المنزل بعدما وجهوا الشتائم الى الديبلوماسية الاميركية والسيد بيطار و"كل مَن يستقبلها" في الجنوب. وعلى الفور تكثفت الاتصالات وعززت القوى الامنية حضورها في محيط المنزل وعملت بعد نصف ساعة على الزيارة على تسهيل مغادرة الوفد المنطقة، لكن عطلا ميكانيكيا طرأ على احدى سيارات الموكب فغادر الجميع المنطقة فيما تولت قوة امنية نقل السيارة الى مرآب سيار الدرك في المدينة.

بيطار: وفي تعليق له على الحادث قال بيطار لـ"المركزية": ان المتظاهرين لم يتعرضوا للموكب بالاعتداء واقتصر الامر على الهتافات والشعارات التي تناولته والوفد الاميركي. اضاف: انني استنكر اشد الاستنكار مثل هذا العمل لانه ليس من شيَم اهل الجنوب الذين يستقبلون كل الناس فكيف اذا كان الامر يتصل بالاشراف على سلسلة من المشاريع التي تدعمها وكالة التنمية الاميركية (USAID).

وقال: استقبلت الديبلوماسية الاميركية على قاعدة الثوابت الوطنية التي لدينا، نحن دعاة حوار مع كل الناس والاميركيون هم القادرون على ممارسة الضغوط على العدو الاسرائيلي لوقف اعتداءاته في الجنوب، وشددت امامها على حرصنا وتمسكنا بالمقاومة ضد الاطماع الاسرائيلية.

وردا على سؤال قال: سبق لي ان ابلغت الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة عبر كبار معاونيهما بالزيارة واهدافها وليس في هذه الزيارة امور سرية غير معروفة لنتعرض لمثل هذه الاتهامات والشتائم، والزيارة لا يمكن ان تندرج الا تحت اطار الشؤون الانمائية والاجتماعية في الجنوب.

وختم بالقول: نحن من دعاة حماية المقاومة والحفاظ على العيش المشترك والوحدة الوطنية وكلها ثوابت لدينا الى جانب حرصنا على سقف مصالح الجنوبيين.

جولة في النبطية: وكانت سيسون جالت اليوم في النبطية يرافقها وفد من جامعة نيويورك الباني ومؤسسة "مرسي كور" حيث التقت في مبنى بلدية حبوش رئيس اتحاد بلديات الشقيف سميح جلال، واطلعت على مكننة العمل البلدي وبحثت في دور "مرسي كور" والامم المتحدة في تقديم الخدمات العامة والبنى التحتية.

كذلك زارت سيسون مبنى "جمعية تقدم المرأة" في كفرجوز والتقت رئيستها سلمى علي احمد، ثم انتقلت الى ثانوية البنات في كفررمان حيث تعرفت الى مشروع "مرسي كور" في الثانوية بالتعاون مع ادارة المدرسة ومجلس الشركاء المحليين والذي يتضمن اعادة تأهيل مختبر المعلوماتية وتقديم مولد كهربائي وتأهيل ملعب الثانوية واقامة 4 غرف مكان الكونتينيرات التي كان تعلم فيها الطلاب. وقالت سيسون ان هذه التقديمات "هدية من الشعب الاميركي ومن الضرائب التي يدفعها وهناك قسم منها يذهب للمساعدات"، ثم جالت في ملعب الثانوية وشاهدت المساعدات المقدمة، وانتقلت بعدها الى مركز كامل يوسف جابر في النبطية وتفقدت اقسامه.

 

 سليمان التقى البطريرك هزيم ووفد نقابة المحامين وسفراء: الديموقراطية تترجم لا من خلال قانون جيد فحسب بل بتقبله ايضـا

بري: المعارضة على استعداد للانفتاح على كل اقتراحات رئيس الجمهورية

المركزية - اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه لو كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من فريق 14 آذار، لما وصل الى رئاسة الجمهورية، ولو كان من فريق 8 آذار لما وصل ايضاً، فلا يمكن لاحد ان يمنّن رئيس الجمهورية او يفرض عليه شيئاً، والرئيس التوافقي ليس "رئيس لا شيء" بل هو اهم واقوى رئيس. وبالتالي، فهو مجرد عن اي "تربيح جميلة". واعرب الرئيس بري عن استعداد المعارضة للانفتاح على كل الاقتراحات انطلاقاً من المبادىء التي ذكرها، حتى نصل إلى حل، لأنه فعلاً عار كبير، وبعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان، ان نعود ونقول اننا بحاجة إلى مساعدة ، حتى لو كانت هذه المساعدة من شقيق او صديق.

وشدد الرئيس بري على انه، وبعد اتفاق الطائف، لا وجود لوزارات سيادية وغير سيادية، فالوزير في مجلس الوزراء يتمتع بالاهمية نفسها اياً تكن وزارته، حتى ولو كان وزير دولة. واعتبر رئيس مجلس النواب ان لبنان يمر اليوم بثلاث نقاط مهمة هي: الموضوع الامني والفتنة المتنقلة، الغلاء واسبابه داخلياً وخارجياً، واسرائيل التي لا تزال تحاول بشتى الوسائل التدخل في لبنان وعرقلة المسيرة اللبنانية. كلام الرئيس بري جاء بعد زيارته قصر بعبدا عند الاولى الا ربعاً، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على مدى خمسين دقيقة، وجرى عرض لآخر التطورات والمستجدات على الساحة اللبنانية.

تصريح بري: وبعد اللقاء، تحدث الرئيس بري الى الصحافيين، فقال: "لنتكلم عن الحكومة مباشرة، فتأليفها مع الاسف الشديد، لا يزال استمراراً للانقسام اللبناني كوسيلة جديدة لهذا الانقسام ،لانه وللاسف ايضاً، اعتبر اللبنانيون انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وكأنه محطة من المحطات، وليس منعطفاً جديداً لنقل لبنان الى محطة اخرى وعلى مستوى آخر. والدليل على ذلك ان ما يسمى بالوزارات السيادية هو وهم لبناني، لعله اكتسب بعض الصحة قبل اتفاق الطائف، لان السلطة التنفيذية كانت في يد رئيس الجمهورية، وكان يعاونه وزراء، لذلك اعتبروا ان هناك وزارات سيادية في الداخلية والخارجية والمالية وغيرها... انما بعد الطائف، اصبح القرار داخل مجلس الوزراء، وبالتالي ان اي وزير بما فيه وزير الدولة يتمتع داخل مجلس الوزراء بالاهمية نفسها لاي وزير آخر، بما في ذلك رئيس الوزراء. وهذا لا يعني انه لا توجد حقائب مهمة وحقائب اقل اهمية، انما ان نقول ان المسألة تتعلق بوزارات سيادية وغير سيادية، فهذا حقيقة امر غير دقيق على الاطلاق. وأعطي مثلاً: الحقيبة السيادية في المملكة العربية السعودية او في قطر او في اي بلد من البلدان العربية المنتجة للنفط، هي برأيي وزارة الطاقة بدليل اننا نحفظ اسماء وزراء الطاقة اكثر من اي وزراء آخرين، فيما يختلف الوضع في بلد آخر، ففي الولايات المتحدة الاميركية مثلاً وزيرة الخارجية هي المهمة، ليس لانها تزورنا كثيراً، ولكن لان ليس عندهم رئيس مجلس وزراء، وهي تتحرك كثيراً، اذاً هذا الموضوع نسبي.

وفي رأيي المتواضع، الحقيبة السيادية الاساسية اليوم هي تلك التي تسيطر على الجو والبر والبحر وهي حقيبة الاتصالات السلكية واللاسلكية والتي يتم تحييدها جانباً ولا يأتي احد على ذكرها كونها "امرأة قيصر" وسنرى من يفوز بها لاحقاً.

لماذا هذا الضحك على الناس؟ لماذا تسير العملية بهذا الشكل؟ هذا موضوع اساسي. واريد ان اتوقف عند امر وهو انه ما قبل انتخاب الرئيس ميشال سليمان شيء، وما بعده شيء آخر. واقول هذا الكلام لانه، لو كان الرئيس سليمان من فريق 14 آذار، لما وصل الى الرئاسة، ولو كان من فريق 8 آذار لما وصل ايضاً، فلا يمكن لاحد ان يمنّن رئيس الجمهورية او يفرض عليه شيئاً، والرئيس التوافقي ليس "رئيس لا شيء" بل هو اهم واقوى رئيس. وبالتالي، هو مجرد عن اي "تربيح جميلة" اذا صح التعبير باللغة العامية.

ان الرأسمال السياسي موجود في المجلس النيابي اللبناني، ومن حق المعارضة صيغة 13-17 في الحقائب، اليس هذا ما يحكى؟ عندما قبلت المعارضة بـ11 وزيراً، فهذا معناه انها اعطت حقيبتين لفخامة الرئيس بينما اعطت الموالاة حقيبة واحدة. من هنا، اود ان اقول انه على العكس، كان اصراري في الدوحة حتى اللحظة الاخيرة التقسيم وفق الثلاث عشرات، وانتم تعلمون ذلك، لذلك لا احد يعتبر ان هناك مكاسب وغنائم.

ان اهم ثلاث نقاط يمر بها لبنان الآن هي:

- الموضوع الامني، موضوع الفتنة المتنقلة وما يحصل بين الطوائف والمذاهب، ومن الممكن لا سمح الله، ان يتطور اكثر فأكثر. فهل المطلوب ان ينتقل هذا التشظي الذي حصل في بعض البلدان المجاورة الى لبنان؟ لا يستطيع هذا البلد ان يتحمل هذا الامر. هذه هي النقطة الاولى الاكثر اهمية.

- موضوع الغلاء الذي هو من جهة نتيجة لعدم وجود حكومة ومؤسسات تعمل، ولعوامل خارجية بما فيها ارتفاع اسعار النفط من جهة ثانية، وهو امر في غاية الخطورة.

- وعامل اسرائيل التي لا تزال تحاول بشتى الوسائل التدخل في لبنان وعرقلة المسيرة اللبنانية. هذه النقاط الثلاث التي هي بحاحة إلى ان تتكاتف، وكيف تتكاتف؟ تتكاثف بالسياسة، ومن يقول ان الموضوع الامني يحل امنياً، هوواهم. بل يحل بالسياسة عبر التسريع بموضوع الحكومة وعدم التوقف عند حسابات وفواصل وحروف وسيادة وغير سيادة. ولكن هناك ايضاً من يحاول ربح الانتخابات من خلال الحكومة ، فليقلعوا عن هذه العملية. لا احد يفكر باضعاف احد. فلنخرج من النزاعات حول هذا الموضوع، الانتخابات مقبلة وكل واحد يأخذ نصيبه منها.

لا يعتقد احد ان المجال الآن هو لاضعاف العماد ميشال عون او غيره. اقول هذا الكلام بمنتهى الصراحة حتى تحصل محاولة تكتل حقيقية للوصول إلى حكومة باسرع وقت ممكن. ليبدأ كل واحد بنفسه، وانا بصفتي رئيس مجلس النواب واحد اركان المعارضة، اقول اننا مستعدون للانفتاح على كل الاقتراحات انطلاقاً من المبادىء التي ذكرتها، حتى نصل إلى حل، لأنه فعلاً عار كبير، وبعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان، ان نعود ونقول اننا بحاجة إلى مساعدة، حتى لو كانت هذه المساعدة من شقيق او صديق على طريقة البرنامج الشهير".

* هل نقلت افكاراً او مقترحات معينة إلى فخامة الرئيس؟

- هذا امر ملك لي ولفخامة الرئيس.

* تحدثت عن دور مهم للرئيس سليمان بعد الانتخابات. ما هو المطلوب منه؟

- الامر الذي يقوم به لجهة الابقاء على توافقه، والا يملي عليه احد شيئاً.

* هل تعترضون كمعارضة على اعطاء الحقيبتين الامنيتين لرئيس الجمهورية كمخرج لهذا المأزق؟

- ليس هذا هو الموضوع. لقد عدت بي إلى الحقيبتين السياديتين، وانا لست مؤمناً بحقائب سيادية من الاساس.

*ماذا عن الحقيبتين الامنيتين؟

- ما من احد معترض على الاطلاق على هذا الموضوع، انما معترضون على محاولة تجاهل اناس او محاولة اضعاف اناس من خلال الحكومة.

سئل : هناك كلام عن تعديل مواقف بعض الاطراف حول البيان الوزاري بعد ان كنا سمعنا انه قد تم الاتفاق عليه في الدوحة ، خصوصاً في ما يتعلق بالمقاومة. ما هو تعليقك، لأن هذا الكلام يثير المخاوف؟

اجاب : هذا الموضوع، ليس فقط في الدوحة بل في اثناء الاستشارات النيابية، لا خلاف بشأنه بين الموالاة والمعارضة. وهذا كلام لا مشكلة فيه، سواء مع فخامة الرئيس او دولة الرئيس السنيورة.

* هل صحيح انك لم تكن راضياً كلياً عن الكلام الذي قاله العماد عون بالامس، خصوصاً في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الحكومة؟

- انا لا اكون راضياً على شيء، حتى لو كان الكلام صحيحاً، ولكن غير قابل للتطبيق. في بعض البلدان، وفي ما يتعلق بديوان المحاسبة مثلاً، لا يدعونه تابعاً للسلطة التنفيذية، بل للسلطة القضائية او للسلطة التشريعية. هذا الكلام تمت مناقشته سابقاً. أي موضوع في لبنان، حتى لو كانت منطلقاته صادقة، يحاول المس بالعيش المشترك او باتفاق الطائف، ليس وقته الآن. انا مع عدم التهجم على التيار الوطني الحر وعلى العماد عون، ولكن هذا الموضوع ليس اوانه على الاطلاق، ويناقش لاحقاً.

* ما هي الرسالة التي نقلها النائب علي حسن الخليل بالامس إلى العماد عون؟

- لا اريد ان اقول لك ما هي.

* قالت المعارضة باستقالة الرئيس السنيورة اذا لم يستطع تشكيل الحكومة.

- فليستقل، هو مستقيل.

* اي ان يعتذر عن تشكيل الحكومة اذا لم يتمكن من ذلك.

- ان شاء الله لا نصل الى هذا الامر، انما الى تأليف حكومة.

* هل من الممكن التضحية من قبلك بموضوع الحقيبة السيادية لتسهيل تشكيل الحكومة بناء على الكلام الذي قلته لجهة عدم وجود حقائب سيادية؟

- هذا كله يجب ان يكون عملاً مشتركاً من قبل الجميع، لا يُطلب من شخص بمفرده، وانا اخاطب نفسي كما اخاطب الجميع.

البطريرك هزيم: الى ذلك شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات تناولت مواضيع وطنية وسياسية وروحية، اضافة الى الشؤون الدبلوماسية.

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس سليمان، بطريرك انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الارثوذكس البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم على رأس وفد من اساقفة الطائفة ضم المطارنة: الياس قربان (متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما)، اسبيريدون خوري (متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما)، جورج خضر (متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما)، المطران يوحنا منصور (متروبوليت اللاذقية وتوابعها)، المطران الياس عودة (متروبوليت بيروت وتوابعها)، المطران الياس كفوري (متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون وتوابعها)، المطران سابا اسبر(متروبوليت بصرى حوران وجبل العرب والجولان)، المطران جورج ابو زخم (متروبوليت حمص وتوابعها)، المطران بولس يازجي (متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما)، المطران يوحنا يازجي (متروبوليت اوروبا الغربية)، المطران باسيليوس نصور (متروبوليت عكار وتوابعها)، والاب جورج ديماس (امين سر المجمع المقدس).

في مستهل اللقاء، هنأ البطريرك هزيم الرئيس سليمان بانتخابه، مقدراً المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه "لاسيما وانكم تمثلون الشعب اللبناني الواحد الموحد وتعكسون امال اللبنانيين وتطلعاتهم بامل الى مستقبل هذا الوطن الغالي الذي ليس لدينا سوى التمسك به". وركز البطريرك على اهمية الحوار بين اللبنانيين شاكرا للرئيس سليمان الدعوة التي وجهها لعقد قمة روحية الاسبوع المقبل مؤكدا على تلبيتها، ومعربا عن الامل في ان تحقق الهدف السامي الذي ستنعقد من اجله.

رد الرئيس: ورّد الرئيس سليمان، شاكرا البطريرك هزيم والمطارنة حضورهم للتهنئة مقدرا الدور الذي تلعبه طائفة الروم الارثوذكس في لبنان ودول المنطقة والعالم "لان تاريخ هذه الطائفة كان تاريخ تواصل". وشدد الرئيس سليمان على حضور المسيحيين في الشرق وعلى اهمية دورهم كجسر تواصل، وقال: "بقدر ما يكون المسيحيون متصالحين في ما بينهم، ومع اوطانهم، بقدر ما يمكنهم ان يقوموا بالدور الجامع بين كل الطوائف التي يتكوّن منها المجتمع اللبناني خصوصا والمجتمعات العربية عموما".

وعزى الرئيس سليمان البطريرك هزيم والمطارنة بوفاة مطران عكار المرحوم بولس بندلي مشيداً بمواقفه الوطنية والروحية ودوره الرعوي.

وبعد اللقاء، ادلى البطريرك هزيم بتصريح قال فيه: "ما سمعناه من فخامة الرئيس يدل على انه يحمل في شخصيته آمال الكثيرين من الناس الذين تعبوا كثيراً. وقد ابلغنا فخامته انه لكل اللبنانيين من دون استثناء، وهو يسعى لكي يحقق آمالهم جميعاً. ما سمعناه كان ايجابيا جدا، حتى ان الرئيس ذكرنا كمسيحيين بوجوب ان نبادر الى السلام بين كل المخالفين حيث يوجد مخالفون. كما انه ذكرنا بضرورة الا يضعف وجودنا لان لدينا شريكا روحيا في هذا العالم الواسع، الذي لم تعد فيه أي بقعة بعيدة عن الاخرى. اليوم اصبح العالم واحدا والكرة الارضية ايضا. انا احب ان اقول لمن يعتقد ان بامكانه ان يجلس في بيته ويقفل على نفسه ويقول انه يعيش، انك واهم. نحن جميعاً مسؤولون عن بعضنا البعض. وفي النهاية علينا ان نتعلم الا نكون لوحدنا وان نعرف كيف نكون لكل الناس، بغض النظر عن الاعتقاد، والتصرف والاسلوب الذي يتبعه الاخرون".

* ماذا عن القمة الروحية التي سيرعاها الرئيس سليمان في بعبدا؟

- ما اعرفه اننا تبلغنا امس الدعوة الى القمة، واليوم عرفنا بعض ما يتضمنه برنامجها. انا افرح كثيرا اذا جلس رجال السياسة مع رؤساء الطوائف. لذلك اعتقد ان عائلتنا تكون على حقيقتها عندما تجتمع وان شاء الله سنبقى مجتمعين ونعطي معنى لهذا الاجتماع واملا لشعبنا الذي بات يشتهي ان يجد المواطنين من كل الطوائف يحاكون بعضهم كاخوة ويتعاملون مع بعضهم كأخوة.

القاضي امين ابو نصار: الى ذلك، اقسم العضو الجديد في مجلس القضاء الاعلى القاضي امين ابو نصار، اليمين القانونية امام رئيس الجمهورية، في حضور وزير العدل شارل رزق ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطوان خير.

وتمنى الرئيس سليمان للقاضي ابو نصار التوفيق في مهمته الجديدة، مجددا التأكيد على اهمية الدور الذي يعلقه على الجسم القضائي في تحقيق العدالة والحق وبت النزاعات بين المتقاضين، مشيرا الى ضرورة الاسراع في تحضير التشكيلات القضائية لتفعيل العمل في المحاكم وبت الدعاوى المتراكمة.

نقابة المحامين في بيروت: واستقبل الرئيس سليمان نقيب المحامين في بيروت الاستاذ رمزي جريج مع اعضاء مجلس النقابة، والنقباء السابقين للمحامين الذين قدموا التهاني لرئيس الجمهورية. وقال النقيب جريج: " املنا، يا فخامة الرئيس، ان يكون عهدكم عهد الاصلاح والتغيير لاسيما وان التوافق الذي توافر حول شخصكم يؤهلكم لقيادة البلاد ومسيرة الحوار الوطني وصولا الى تعزيز التوافق بين اللبنانيين".

اضاف: "ان النقابة تعمل منذ انشائها على الدفاع عن المسلمات والقيم الوطنية والاستقلال والسيادة والحريات العامة وحقوق الانسان. ومن هذا المنطلق لا بد لنا ان نبدي ارتياحنا لما ورد في خطاب القسم من افكار تتلاقى مع المسلمات التي تؤمن بها نقابة المحامين وادرجتها في الميثاق الذي تم توقيعه مؤخرا من قبل المحامين والنقباء واعضاء مجلس النقابة. وقد تقاطعت الافكار التي وردت فيه مع ما جاء في خطاب القسم". وركز النقيب جريج على استقلالية السلطة القضائية وضرورة الاسراع في انجاز التشكيلات القضائية وابعاد التدخلات السياسية عن عمل القضاء.

وسلّم النقيب جريج الرئيس سليمان نسخة عن الميثاق الذي وقعه المحامون، كما قدم اليه نسخة عن الكتاب الماسي لنقابة المحامين في بيروت، واعلمه ان المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب سيلتئم في بيروت في 9و10و11 تموز المقبل، طالبا رعايته اجتماع المكتب وفق التقليد.

ورّد الرئيس سليمان شاكرا للوفد تهنئته وتشجيعه على المضي في الاصلاحات، معتبرا ان ما ورد في وثيقة الشرف التي وقعها المحامون ما هو الا التقاء مع ما ورد في خطاب القسم. وقال: " لهو فخر كبير لي ان نكون تلاقينا حول قضايا مشتركة لان نقابتي المحامين في لبنان، ولاسيما نقابتكم من اعرق النقابات في لبنان، ودورها مهم في مقاربة كافة المواضيع، اكان ذلك في ما يتعلق بالاصلاح القضائي او بالحفاظ على الديمقراطية وعلى اداء مهنة المحاماة ورفع مستوى المحامين اللبنانيين"، مشددا على اهمية التوازن بين اداء المحامين والقضاة.

وذكر رئيس الجمهورية بما اشار اليه في خطاب القسم من ان الديمقراطية تترجم لا من خلال قانون جيد فحسب بل بتقبل نتيجة هذا القانون ايضا، معتبرا ان الديمقراطية تشكل احدى القضايا الاساسية والمعاني التي يناضل المحامون من اجلها. وقال : " ان الوضع اللبناني بتنوعه يكسب المحامي اللبناني ثقافة واسعة، ومن هنا، كان لعدد من المحامين اللبنانيين الدور البارز في دول العالم، واحدى اهم مهامكم انتم رفع مكانة المحامين في المنتديات العالمية".

وأضاف الرئيس سليمان: "انه لمدعاة سرورنا ان نرى عددا من المحامين وقد حقق مكانة عالمية، لكن يقيني ان هذا الامر يقتضي تنظيم المهنة واتاحة الفرص امام المحامين الجدد بما يؤمن لهم ثقافة واكتفاء ما يزيد تاليا من تعلقهم بالوطن".

وختم رئيس الجمهورية متمنيا على اعضاء الوفد ان يحافظوا على الديمقراطية بمعناها الحقيقي، "لان نقابتكم تعكس التركيبة اللبنانية، وبقدر ما نكون في النقابات والجمعيات الاهلية الى جانب بعضنا البعض، بقدر ما نخدم الهدف النهائي المتمثل بتحقيق المصالحة الوطنية والعودة الى الحوار كأساس صالح لكل القضايا".

وضم وفد نقابة المحامين، الى النقيب جريج، اعضاء مجلس النقابة الاساتذة: احمد صفصوف (امين السر)، بيار حنا (مفوض قصر العدل)، نهاد جبر ( امين الصندوق)، النقيب بطرس ضومط، نبيل طوبيا، ماجد فياض، وجيه مسعد، جورج بارود، ناضر كسبار، جورج جريج، سمير زغريني. كما ضم الوفد ايضا النقباء السابقين عصام خوري، مارسيل سيوفي، شكيب قرطباوي، ريمون شديد، سمير ابي اللمع، انطوان قليموس، سليم اسطا، ريمون عيد، ميشال خطار، وميشال ليان.

الوزير حداد: واستقبل الرئيس سليمان وزير الاقتصاد سامي حداد، وعرض معه مواضيع معيشية وحياتية وقضايا عائدة لوزارته.

وبعد اللقاء تحدث الوزير حداد للصحافيين فقال: "تشرفت بزيارة فخامة الرئيس للحديث في مواضيع اقتصادية عدة منها موضوع الكهرباء وخصخصة الخليوي ومواضيع اخرى اجتماعية، كما تحدثنا بموضوع الزراعة ودعم الصادرات الزارعية، وموضوع الرغيف، حيث لا يوجد ازمة رغيف، واني اتمنى على الاعلام عدم تضخيم الامور فالرغيف موجود وسعره لن يتغير، واننا بتوجيهات من فخامته ومن دولة الرئيس على تواصل مستمر مع الافران. واناشدها عدم استغلال هذه الظروف لزيادة الاسعار لان حماية المستهلك كرست كل وقتها لهذا الموضوع، واؤكد ان سعر الخبز لن يرتفع. ومن دون شك فان المازوت ارتفع سعره لذلك ارتفعت كلفة انتاج الرغيف، ونحن سنضطر لزيادة الدعم، ولكن سنزيد الدعم بشكل معقول، ولن يتغير لا الوزن ولا السعر، حتى نحافظ على سعر ربطة الخبز على ما هو عليه.

* هل لديك معطيات عن التشكيلة الحكومية؟

- ليس عندي معطيات لانني لست عائدا الى التشكيلة الحكومية.

* هل بامكان وزارة الاقتصاد زيادة الدعم والحكومة في مرحلة تصريف الاعمال؟

- من ناحية قانونية بحتة هذا ممكن ووزير الاقتصاد له الحق بذلك. وهناك قرارات مأخوذة. انا لست خبيرا دستوريا ولكن بالنتيجة يهمنا ان يبقى الخبز متوفراً وبالوزن المتفق عليه.

* قلت انك بحثت موضوع خصخصة الخليوي، هل من المؤكد ان الحكومة المقبلة ستعمل على خصخصة هذا القطاع؟

- لا يوجد شيء مضمون. وانا من الداعين لخصخصة الخليوي امس قبل اليوم والسبب الاساسي هو ان خصخصة الخليوي ستؤدي الى امرين مهمين جدا،

الاول هو خلق الاف فرص العمل للبنانيين وشبابنا يذهبون للعمل في هذا القطاع في الخارج. والامر الثاني، انه الطريقة الوحيدة حتى ينخفض الدين العام بشكل كبير.

* عرضتموه في السابق للبيع بملياري دولار؟

- لم يعرضه احد للبيع بملياري دولار.

* هل اقتنع الرئيس بهذا الامر؟

- الرئيس سمع رأيي ولم يعط رأيا.

* لماذا لا تفعل حماية المستهلك لان هناك تجارا يستفيدون من الوضع القائم ويرفعون الاسعار بشكل جنوني، علما ان الاسعار عالميا لا ترتفع بهذه الوتيرة؟

- هناك غلاء للاسعار وهذا الغلاء قسم كبير منه مستورد. نحن سنقوم بكل جهدنا لتخفيضه. هناك قرارات مهمة جدا اتخذتها هذه الحكومة وهي سلة متكاملة مع رفع الحد الادنى للاجور ومن ضمنها الغاء الجمارك على السلع الاساسية وخفضها على الدجاج لان سعره ارتفع بشكل كبير، والامر الاخر دعم الصادرات الزراعية لانه عندما تشجع وتدعم المزارعين لكي يصدروا هذه المواد الزراعية لا تبقى موجودة في السوق ويرتفع سعرها. واود توضيح امر وهو ان حماية المستهلك تقوم بجهد كبير في عدة امور ولكن امكانياتها البشرية محدودة جدا، ومن ناحية قانونية بحتة 99 بالمئة من الاسعار في لبنان حرة، وبالتالي قانونيا لا يمكن لحماية المستهلك ان تقول ان هذا السعر مرتفع او منخفض،بل هي تنظم محاضر الضبط عند الاخلال بالوزن والنوعية او عند حالة عدم تسجيل الاسعار.

مسؤول الماني: دبلوماسيا ، استقبل الرئيس سليمان، المدير العام لشؤون الامم المتحدة في وزارة الخارجية الالمانية الدكتور بيتر ويتينغ في حضور القائم بالاعمال الالماني في لبنان السيد هانس يورغ هابر وعرض معه اوجه التعاون القائم بين لبنان والحكومة الالمانية لاسيما في المشروع النموذجي لمراقبة الحدود ومنع التهريب، فضلا عن مشاركة المانيا في القوات البحرية التي تتولى مراقبة الشواطىء اللبنانية تنفيذا لقرار مجلس الامن الرقم 1701.

وشكر الرئيس سليمان الحكومة الالمانية على الدعم الذي تقدمه للجيش اللبناني ولاسيما تسليم الجيش زوارق عسكرية، اضافة الى تفعيل عملية مراقبة الحدود بالتنسيق مع الجيش وقوى الامن الداخلي. وتم التداول في عدد من الافكار والسبل الايلة الى تطوير العمل وتحسينه، لاسيما وان مشروع مراقبة الحدود الشمالية اعتبر نموذجاً لتعميمه على باقية المناطق اللبنانية.

وتطرق الحديث مع المسؤول الالماني الى الاتصالات الجارية لايجاد حل لازمة الشرق الاوسط حيث جدد الرئيس سليمان التأكيد على ضرورة استعادة السيادة اللبنانية على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وضمان حق العودة للفلسطينين الى ارضهم.

سفير كوريا الجنوبية: والتقى الرئيس سليمان سفير كوريا الجنوبية شان جين بارك، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد، والتعاون بين لبنان وكوريا الجنوبية في المجالات كافة لاسيما الدعم الذي تقدمه كوريا الجنوبية الى القوات الدولية العاملة في الجنوب، فضلا عن التعاون في المجال الاقتصادي.

وتناول الحديث فرص الاستثمار في لبنان في ضوء التعاون القائم بين رجال الاعمال اللبنانيين ونظرائهم الكوريين الجنوبيين.

وبعد اللقاء، قال السفير الكوري: "تشرفت بلقاء فخامة رئيس الجمهورية، وكانت مناسبة لعرض العلاقات الثنائية التي تربط بين بلدينا، خصوصا من الناحيتين السياسية والاقتصادية. كما تطرقنا الى مشاركة بلادي في مؤتمر "باريس 3" ونتائجه، ومؤتمر فيينا الذي سيعقد قريبا لمناقشة اعادة اعمار مخيم نهر البارد".

القائم باعمال سفارة هولندا: كذلك، التقى الرئيس سليمان القائم باعمال سفارة هولندا في لبنان روبرت زلدنراست الذي نقل اليه تحيات ملكة هولندا بياتريكس، كما سلمه رسالة خطية من رئيس الوزراء جان بيتر بالكندن تضمنت تمنياته بالتوفيق. وشكر الرئيس سليمان القائم بالاعمال الهولندي على تهنئته، محملا اياه تحياته الى الملكة ورئيس الوزراء، كما كان عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة، لاسيما وان هولندا قدمت للبنان مساعدات اجتماعية وانسانية وتربوية.

واثر اللقاء، ادلى القائم باعمال سفارة هولندا بالتصريح التالي: " نقلت الى فخامة الرئيس رسالة تهنئة من رئيس وزراء هولندا، وتمنيت له النجاح في ولايته، بعدما كنت نقلت اليه سابقا تهاني جلالة الملكة. وكانت مناسبة لعرض آخر المستجدات في لبنان".

أضاف: "ودار الحديث كذلك حول تشكيل الحكومة، وشرح لي فخامته وجهة نظره حول الموضوع، وقد عبّرت عن املي في ان تشكل الحكومة اللبنانية سريعاً".

النائب السابق اميل نوفل: واستقبل الرئيس سليمان النائب السابق اميل نوفل وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد.

 

دندشي ينصح عون بعطلة قصيرة يعيد فيها حساباته

المركزية - أسف عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عزام دندشي إلى الدّرك الخطير والمُستغرَب الذي أوصل العماد ميشال عون نفسه إليه بسبب التحالفات الكرتونية و"الدون كيشوتية" التي نسجها مع قوى الأمر الواقع (8 آذار)، فمنحها كل ما تبقى له من رصيد سياسي، في حين خذلته وتخلتّ عنه في ظروف حرجة جداً، وتركته وحيداً يطلق نيران غضبه يميناً ويساراً، لتخريب كل الاتفاقات والحلول، بعدما أدرك تفاصيل المخطط الذي جُرّ إليه ليكون واجهةً وغطاء يشرّع جميع الأعمال المخلة بالأمن، والمخالفة للدستور وللسلم الأهلي ولكل الأعراف. وإذ دعا كل القوى إلى استيعاب عون، وتقدير الظروف التي أحاطت به، أكد دندشي أن الجنرال صاحب المقولة الشهيرة "أنا أو لا أحد" لم يستفق بعد من كابوس رؤية أحد غيره يعتلي كرسي الرئاسة الأولى، في وقت ما زال يُستخدم فيه كجسر عبور إلى المكاسب السياسية التي يجنيها حلفاؤه وحدهم، ويبقونه بيضة قبان سياسية، لحرق إسمه وإظهاره بصورة الرافض والمعرقل لكل الاتفاقات وذلك بعد أن أيقنوا عبئه عليهم وعدم حاجتهم إليه بعد الاجتياح المسلح والإرهابي الذي قاموا به، والاعتداءات الجبانة التي مارسوها على البيوت والآمنين والمؤسسات التعليمية والاجتماعية.

وتوجه دندشي الى عون ناصحاً إياه بأخذ عطلة قصيرة يعيد فيها حساباته، لأن ما يمارسه من إطلاق سهام على الرئاستين الأولى والثالثة والاستمرار بالتهجم عليهما، والتكلم عن المسّ بالصلاحيات، وتغيير المواثيق الوطنية، لن يعود عليه سوى بحرق جميع الأوراق المتبقية له شعبياً، فيتحول كابوسه إلى حقيقة "مُرّة" تعزله سياسياً وشعبيا، فيصفه التاريخ بعد حين بأنه وقف في وجه المصالحة الوطنية والعيش المشترك، وضيّع آمال اللبنانيين بعهد جديد يطوي صفحة آلام الماضي بسبب أضغاث أحلام.

 

مشروع المصالحة سيكون بداية الحل وعودة المياه الى مجاريها

يعقوب استغـرب ان يتم تحديد موعد للقاء بين الحريري ونصرالله من تعلبايا وسعدنايل

المركزية - اسف عضو الكتلة الشعبية النائب حسن يعقوب للحوادث الامنية التي تكررت لمرات ثلاث في تعلبايا وسعدنايل، هذه المنطقة التي تجسد وحدة العيش المشترك الامر الذي يثير الاستغراب والتساؤل خصوصا وإن الاهالي تجمعهم المصاهرة وأواصر القربى والجيرة. واذ لاحظ يعقوب في تصريح له اليوم ان هناك اهدافا مضمرة، رفض الدخول في سجالات حول الروايات التي تم التداول بها عن الحوادث لان الجميع خاسرون في نهاية المطاف.

وكشف يعقوب عن مساعي قام بها في اليومين الماضيين حول مشروع مصالحة لرأب الصدع بين الاهالي "وفوجئنا ان البعض كان يعرقل الموضوع ولكن، والحمد لله، اتفقنا امس على اتمام المصالحة في ثكنة الجيش اللبناني في ابلح على مستوى علماء الدين والبلديات والمخاتير والاهالي، مذكرا بأن هذه المصالحة اعد لها اكثر من مرة وتم رفضها من الفريق الآخر وقد فوجئنا بهذا الرفض، ومن المستغرب ان يتم تحديد موعد للقاء بين النائب سعد الحريري وسماحة السيد حسن نصرالله من سعدنايل وتعلبايا. نحن نرحب بعقد لقاء بينهما او بين كل القيادات في لبنان ولكن نستهجن ان يفرض بهذه الطريقة عبر زج المنطقة في اتون مهلك من الاضاليل.

ودعا الى وقف كل الاعمال العدائية وسحب كافة المسلحين. وقال ان اهالي المنطقة هم ابعد ما يكون عن التصادم والاقتتال والمواجهة وان مشروع المصالحة سوف يكون بداية الحل وعودة المياه الى مجاريها ورأب الصدع. ودعا الجيش الى فرض الامن وتعزيز وجوده بغض النظر عن الواقع السياسي المأزوم، والى الضرب بيد من حديد كل مَن يحاول جر المنطقة الى الفوضى. ودعا ايضا الى رفع الغطاء عن كل مخل بالامن. وقال: ليس هناك منازل محتلة كما ادعى البعض ولا مجال لاستخدام مثل هذه المفردات التي استحضرها البعض من الحقبة السوداء في تاريخ لبنان. وسأل يعقوب: هل يبحثون عن توازن على مستوى السلاح، هل يريدون توازنا معينا لم يحصل في بيروت والجبل؟ لم نفهم ما المقصود من جر المنطقة الى الاقتتال، فهي ابعد ما يكون عن هذا المنزلق. فاذا صح ما يقال عن اعتداءات، فليطلبوا حماية الجيش لانه اذا تم تبادل نيران بين الطرفين فحينئذٍ لن يستطيع الجيش التدخل كما يجب، اما اذا كان اطلاق النار يتم من جهة واحدة سيتدخل الجيش ضد هذه الجهة، ايا تكن. الحل اذن هو في المصالحة وتحييد المنطقة عن الصراعات السياسية والوقوف خلف الجيش، واستغرب تصريحات بعض السياسيين عن انتقادهم للجيش واعتبارهم ان وجوده يسبب استفزازا للاهالي.

 

وصف زيارة جنبلاط الى السعودية بالناجحة

طعمة: المملكة مستمرة بدعم لبنان على المستويات كافة

المركزية - وصف وزير المهجرين نعمة طعمة، الزيارة التي قام بها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والوفد المرافق الى المملكة العربية السعودية، بالناجحة جدا على كل المقاييس والتي تصب دوما في كل ما يعود بالخير للبلدين، مشيرا الى استمرار دعم المملكة للبنان على كل المستويات وهذا ما لمسناه من خلال اللقاءات مع المسؤولين السعوديين الذين يكنون محبة خاصة للبنان ويريدون له كل الخير والتقدم.

وقال في تصريح اليوم: ان المملكة العربية السعودية ضنينة على لبنان وتحرص على بقائه موحدا متماسكا اضافة الى انها لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، منتقدا الاصوات التي تصدر من بعض الجهات والتي تسيء الى العلاقة اللبنانية - السعودية وهذا التطاول على المملكة من قبل هؤلاء انما لا يعبر حقيقة عن المشاعر اللبنانية الصادقة تجاه السعودية بحيث ثمة تاريخ ناصع يجمع البلدين ولا يمكن لبعض اصوات النشاز ان تفسد هذه العلاقة، فالمملكة لها دور ريادي في سياق الدعم السياسي والاقتصادي والمالي للبنان في كل المحطات والمحن التي مررنا بها، وهذه حقيقة راسخة لا يمكن لأي لبناني ان يتجاهلها، من هنا ندين هذه الحملات التي تصدر من البعض والتي تستهدف بلدا شقيقا عزيزا له علينا الكثير الكثير. وخلص مشيرا الى ان المملكة هي على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية وطوائفهم ومذاهبهم وهذا ما لمسناه من القيادة السعودية التي اكدت على ضرورة توافق اللبنانيين وتضامنهم وتعاضدهم، ا ضافة الى انها كانت ولم تزل داعمة لتسوية الدوحة وهذا امر لا يحتاج الى اجتهادات من اي فريق، مؤكدا من خلال هذه الزيارة ان السعودية لا تتعاطى بالتشكيلة الحكومية او بأي معطى داخلي فكل هذه الامور تعتبرها شأنا داخليا وكل ما يهمها وحدة لبنان واستقراره وسلامة شعبه وازدهاره.

 

الحجار: دعوة عون لتعديل صلاحيات رئيس الحكومة همايونية والمطلوب تطبيق اتفاق الدوحة في تشكيل الحكومة

المركزية - وصف النائب محمد الحجار، دعوة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تعديل صلاحيات رئيس مجلس الوزراء بانها "تصريح همايوني، مكتشفا هذه المرة انه لا يجوز لرئيس الوزراء ان يكون له حق التنفيذ وحق المراقبة". وقال الحجار في تصريح له اليوم "في الموضوع الدستوري والقانوني، فإن ما ادلى به العماد عون لا يمت بصلة الى الدستور والقانون خصوصا اذا علمنا انه وعملا بنظام المجالس الرقابية، فان هذه الاخيرة من مجلس خدمة مدنية وديوان محاسبة وتفتيش مركزي هي هيئات لها استقلاليتها الكاملة التي تكفلها الانظمة والقوانين المرعية الاجراء وهي ترتبط من الناحية الادارية فقط برئيس مجلس الوزراء الذي ليس له اية سلطة تقريرية عليها، بل تقتصر سلطته فقط باعطاء التوجيهات العامة لضمان حسن سير العمل فيها".

أضاف: "الا ان المؤسف هو توقيت هذا الاعلان، وادراجه في سياق حملة تشكيكية هجومية انفعالية انبرى الى قيادتها الجنرال، واتت متزامنة مع البدء بتنفيذ اتفاق الدوحة ولم يسلم منها الكرسي البطريركي او رئاسة الجمهورية التي لم يدخر الجنرال جهده لابقاء كرسيها شاغرا لاكثر من ستة اشهر".

ورأى "ان كل متابع لحركة وتصريحات العماد عون يلاحظ كيف انه يختلق الحجج ويتحين الفرص لتحويل الانظار عن الامور التي ينبغي التركيز عليها في الظروف الصعبة والقاسية التي يمر فيها الوطن وخصوصا ضرورة وقف التعديات التي يتعرض لها المواطنون الامنون في سعدنايل وتعلبايا وجلالا والتي هي حلقة من سلسلة التعديات الامنية التي تمارسها ميليشيا "حزب الله" وحلفائه التي انطلقت مع غزوة بيروت والتعديات التي طالت مناطق اخرى في الجبل والشمال".

وإعتبر انه من "المؤسف انه بدلا من التركيز على المطالبة بوقف هذا المسلسل التفجيري الذي ينذر بفتنة كبيرة، ومع تعاظم حملات الاستنكار الشعبي والرسمي محليا وعربيا ودوليا على ممارسات "حزب الله" هذه، وتخفيفا للضغط عن الحزب، يتم تزويد العماد عون مجموعة ملاحظات تعدها الدوائر المعنية في "حزب الله"، ليقوم باطلاقها عبر تصريحات ومؤتمرات صحافية لا تهدف سوى لتحويل الانظار عن حقيقة اساسية ينشدها "حزب الله" وتتمحور حول منع تطبيق اتفاق الدوحة عبر وضع عراقيل متعددة وكل مرة بتسمية وحجة مختلفة، لمنع تأليف الحكومة وبالتالي منع اطلاق مسيرة العهد الجديد للرئيس العماد ميشال سليمان، ما لم يتيسر للحزب تنفيذ شروطه واولها تأجيل البحث بسلاحه". وقال النائب الحجار: "أعود فأكرر وأناشد "حزب الله" والعماد عون ان يتقوا الله في هذا الوطن، وان يعملوا على تطبيق اتفاق الدوحة، وان يرفعوا شروطهم التعجيزية عن تأليف الحكومة، وان يدفعوا بالتالي باتجاه اطلاق عجلة استكمال بناء الدولة الحرة الديموقراطية الحامية وحدها للجميع، ليتمكن لبنان واللبنانيون من العيش بحرية وسلام".

 

فايز كرم هاجم منتقدي عون حول توزيع السلاح

المركزية - رد القيادي في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فايز كرم في حديث لاذاعة صوت الغد على تهجم من رفض ذكر اسمائهم "لانهم لا يستحقون ذلك" على طروحات العماد ميشال عون القاضية بفصل الصلاحيات الرقابية عن تلك التنفيذية وعلى ما أشار اليه العماد عون من توزيع سلاح في طرابلس. فقال كرم: "كالعادة تخرج جوقة رديدة لمواجهة مواقف تسهر على المصلحة العامة وأمن البلد، فعندما يتحدث العماد عون عن فصل السلطات والصلاحيات الرقابية عن تلك التنفيذية فذلك لصالح المصلحة العامة وليس لمصلحة أحد الافرقاء السياسيين". وعلق كرم على انتقاد العماد عون لتحدثه عن توزيع اسلحة في طرابلس، فقال: "أما عندما نتحدث عن موضوع السلاح فمن باب الحفاظ على امن البلاد والمواطنين وليس من باب المتاجرة السياسية التي تمارسها جوقة الرديدة التي اتحفظ عن لفظ اسماء اعضائها حتى لو كانوا في مواقع نيابية لانهم لا يستحقون حتى أن نذكرهم. فعندما نتحدث عن توزيع السلاح في طرابلس هذا لاننا نرفض تكرار حرب الاخرين على ارضنا ولاننا نسهر على امن ابناء طرابلس لاي فريق انتموا في المعارضة او الموالاة." وفصل معلومات عن التسلح في طرابلس، فقال: "أشهد اهلنا في طرابلس واسأل: اين هي افواج طرابلس؟ ماذا تفعل؟ ماذا عن التدريبات والرماية في جبل تربل؟ واسأل ايضاً عن توزيع السلاح من مراكز احزاب الموالاة ومكاتب نوابها في 10 أيار فإلى ماذا تحول منزل مصباح الاحدب وكيف تسلحت العناصر ونزلت من مكتب محمد كبارة؟ واسأل ايضاً عن الدفع لسيف الدين الحسيني ثمن سيارة لينفصل عن جبهة العمل الاسلامي وتسليمه دفعتي سلاح خلال الشهر الماضي..." وسأل كرم: "هل كل هذه الوقائع لا يمكننا ان نتحدث عنها ونضعها في عهدة القوى الامنية؟" وختاماً رد كرم على من يصف العماد عون بصاحب مقولة "أنا أو لا أحد" فقال: "اصحاب هذه المقولة هم فؤاد السنيورة وسعد الحريري وكل من يصر على الاستئثار بالسلطة ويرفض مشاركة إخوانه في الوطن بالحكم".

 

جعجع استغرب مطالبة عون تعديل صلاحيات رئيس الحكومة: اقترح ان يسموا اللقاء المسيحي الجديد بتكتل جميل السيد

المركزية - إستغرب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع مطالبة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بتعديل صلاحيات رئيس الحكومة، معتبراً أن "العماد عون يرفع سقفه بغض النظر عن وضع البلد، ويطرح طروحات لا أعرف اذا كانت تؤدي لمكان، حيث يأخذ فيها الافرقاء مثل سوريا وحزب الله مكاسب لهم على حساب المسيحيين". وقال بعد لقائه سفير الصين في معراب: "طرح عون ان يأخذ رئيس الجمهورية وزير مسلم وآخر مسيحي، وهذا لا يطرح على رئيس جديد يجب أن ندعمه، ويجب أن نرى الرئيس ماذا يريد واذا سلمنا جدلا ان الرئيس قبل بوزير مسلم، يجب أن نرى موقف السنة والشيعة من ذلك"، معبرا عن مفاجأته من طرح العماد عون هذا، واصفا اياه بـ"غير المنطقي".

وعلّق على "مشروع اللقاء المسيحي الوطني" التي أطلق أمس، فقال: "هل كان يجب على كل القرى الابتهاج بنشوء تكتل مسيحي جديد؟ "الاصلاح والتغيير" وصل على قلب سوريا مرورا بالبترون، هنيئا لهم! أقترح أن يسموا تكتلهم بتكتل جميل السيد ورستم غزالي، نحن اسمنا دائما تكتل 14 آذار، لم نحاول ابدا تغيير اسمنا وشكلنا بعد كساد موسمنا ولم نحاول ابدا اعادة تسويق انفسنا اذا كسد سوقنا".

اضاف: "تصنيف الوزارات السيادية عرف منذ 50 سنة، وهي الداخلية والدفاع والخارجية والمالية ولا يمكننا تغيير التصنيف، واذا كانت قوى 8 آذار تريد وزارة الدفاع، فمن المنطقي أن تطالب قوى 14 آذار بالداخلية". عن الاوضاع الامنية الاخيرة والتوتر في منطقة البقاع الاوسط، قال: "اعتقد ما يحصل في البقاع الاوسط هو من رواسب احداث ايار في بيروت، وبخلاف بعض التحاليل لا اتصور ان ثمة من يخطط لهذه الاحداث كائنا من كان، ولكي نمنع تكرار الاحداث يجب ان تعود الاجهزة المعنية للتصرف كدولة، القلوب لا تزال مليانة من احداث بيروت لذلك تنفجر الاوضاع في مناطق متفرقة، وعلى من قام بالاعمال المخلة بالامن ان يحاكم على ما قام به". وعن مسألة محادثات السلام مع اسرائيل وقضية شبعا، قال جعجع: " الظروف الحالية قد تكون مؤاتية لضغط اميركي على اسرائيل للانسحاب من مزارع وشبعا، ومشاكل استعادة الارض والمشاكل الحدودية ومسألة الاسرى هي من مسؤوليات الدولة، ونحن لسنا مع محادثات مباشرة مع اسرائيل، عندما يتحقق سلام عربي اسرائيلي شامل نبحث السلام مع اسرائيل".

 

اوغاسابيان رد على كلام عون ورأى فيه مغالطات

السنيورة بحث مع ويتيغ المشروع الامني الالماني لمراقبة الحدود وأجرى سلسلة اتصالات لانجاح مؤتمر الدول المانحة

المركزية - بحث الرئيس المكلف فؤاد السنيورة اليوم في السراي مع المدير العام لشؤون الامم المتحدة في وزارة الخارجية الالمانية الدكتور بيتر ويتيغ وفي حضور القائم بالاعمال الالماني هانس يورغ هابر، في المشروع الامني الالماني لمراقبة الحدود الشمالية. وأجرى الرئيس السنيورة اتصالات هاتفية بكل من رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، والمفوض الاعلى للامن والسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ووزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني، ورئيس مجلس ادارة الصندوق العربي للانماء الاقتصادي الدكتور عبد اللطيف حمد. وذلك لحضهم على المشاركة وتأمين الدعم لانجاح مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في 23 الشهر الجاري في فيينا.

اوغاسابيان: واجتمع الرئيس السنيورة بعد الظهر بوزير الدولة لشؤون التنمية الادارية جان اوغاسابيان مع فريق عمل من الوزارة، ووزير الداخلية والبلديات حسن السبع مع فريق عمل من مديرية الاحوال الشخصية.

بعد الاجتماع قال اوغاسابيان: بحثنا في اتخاذ التدابير والاجراءات كافة لانجاز بطاقات الهوية كافة بالسرعة الفائقة، ووضع فريق عمل وزارة الداخلية الرئيس السنيورة في اجواء الصعوبات الموجودة والحاجات ايضا، ومن جهة اخرى بحثنا في موضوع البطاقة الانتخابية الممغنطة، وعرضنا على الرئيس السنيورة كل تفاصيل هذه البطاقة من حيث الجهة التقنية او الامور القانونية التي ترتبط بكل العملية الانتخابية، وثمة تجارب للعديد من الدول، وان شاء الله حوالى وسط تموز سيحضر الى لبنان وفد من الامم المتحدة وآخر من الحكومة المكسيكية للبحث مع الهيئة الوطنية للانتخابات وكل المعنيين بشؤون الانتخابات في لبنان موضوع الاصلاحات الانتخابية، ومع وزارة التنمية الادارية يتم بحث ودرس موضوع البطاقة الانتخابية الممغنطة من الجهات التقنية والقانونية.

أضاف: والى جانب هذا الموضوع الحيوي والاساسي في هذه المرحلة سأرد على كلام الرئيس العماد ميشال عون بالآتي:

* من حيث المبدأ إن الكلام الذي صدر عن العماد ميشال عون فيه الكثير من المغالطات في الشكل والمضمون، وهدفه في النهاية تحويل الانظار عن موضوع تشكيل الحكومة وانطلاقة العهد الجديد للرئيس ميشال سليمان وإثارة مواضيع جانبية او تثير إشكاليات او حساسيات لكي تطغى على تطبيق اتفاق الدوحة، فيما يجب ان تنصب كل الجهود الآن على قيام الحكومة لكي تعود البلاد الى حياتها الطبيعية مع بداية العهد الجديد.

* اذا من حيث الشكل والتوقيت، ليس من المنطقي ان يتم تحويل الانظار عن تطبيق اتفاق الدوحة.

* اما من حيث المضمون، فان في كلام العماد عون مغالطات كثيرة، فالمؤسسات التي ذكرها العماد عون اي ديوان المحخاسبة، والتفتيش المركزي والمجلس التأديبي، هي هيئات مستقلة تتمتع باستقلال إداري ومالي في إدارة شؤونها وبصلاحيات مستقلة عن صلاحيات السلطة التنفيذية بما فيها رئاسة مجلس الوزراء في ممارسة صلاحياتها القضائية او ذات الصفة القضائية وهي مؤسسات ترتبط اداريا فقط برئاسة الحكومة ومجلس الوزراء.

* القانون حدد صلاحيات هذه الهيئات بصورة واضحة وهي تمارسها بصورة مستقلة وليس لرئيس مجلس الوزراء سلطة تسلسلية على هذه الهيئات، اذ أن ديوان المحاسبة هو سلطة قضائية مالية، وكذلك المجلس التأديبي فهو هيئة تأديبية ذات صفة قضائية. وكذلك هيئة التفتيش المركزي التي تتخذ قراراتها في حق الموظفين استنادا الى تقارير المفتشين في مجالات الرقابة التي تمارسها الهيئة على الادارات العامة، كما ان الطعن او المراجعة في اي من قرارات هذين المجلسين يبقى خاضعا لرقابة مجلس شورى الدولة.

* من ناحية ثانية فان كلام العماد عون عن انه لا يجوز لرئيس الحكومة ان يمارس دور التنفيذ والرقابة معا، فيه ايضا الكثير من الافكار المتناقضة، فالفقرة 7 من المادة 64 الواردة في الدستور تتحدث عن صلاحيات رئيس مجلس الوزراء وتقول: "يتابع اعمال الادارات والمؤسسات العامة وينسق بين الوزراء ويعطي التوجيهات العامة لضمان حسن سير العمل".

* فالعماد عون يبدو انه تناسى ان رئيس الحكومة مسؤول امام مجلس النواب، وهو مسؤول عن تفيذ سياسة الحكومة ومتابعة أعمال الادارات المختصة وللنواب حق المناقشة وطرح الثقة والمحاسبة.

* في كل الاحوال يبدو ان الموضوع وإثارته الآن هو لاهداف سياسية تتصل بتعقيد تشكيل الحكومة، فلا التوقيت الذي طرح فيه الموضوع مناسبا، ولا الشكل يبدو مناسبا، فالعماد عون اذا كانت لديه نوايا إصلاحية او تطويرية فالمؤسسات هي المكان الصحيح والمناسب طالما انه يقول أنه وكتلته سيشارك في هذه المؤسسات ويهدف للعمل على التطوير. كما إن طرح أفكاره عن الاصلاح بصورة جزئية وغير متناسقة او منسجمة مع أحكام الدستور يأتي بالضرر في ظل التشنج السياسي أكثر مما يأتي بالفائدة. اللهم الا اذا كانت الغاية المبطنة من هذا الطرح ملاقاة او التناغم مع طروحات اخرى ترمي الى تعديل بل الى نسف اتفاق الطائف.

 

الوضع الداخلي يتأرجح بين الأمن المهترىء والمراوحة الحكومية

المناورات السياسية لن تخرج عن اطار اتفـــاق الدوحــــة

اوساط بري: هدف العرقلة الوصول الى الانتخابات بقانون الألفيـن

المركزية - بين تجاذبات الملف الامني العائد بقوة على مسرح المشاورات والاتصالات بفعل تداعياته الخطيرة بعدما تدهور الوضع بشكل دراماتيكي في بلدات بقاعية عدة مهدّدا بتفلت الامور من عقالها وحال المراوحة والجمود على خط تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من دون اشارات ايجابية الى امكان حلحلة قريبة يبقى الوضع الداخلي معلقا بحبال الهواء في انتظار جلاء الصورة لمعرفة التوجهات التي ستحكم المرحلة المقبلة مع انطلاقة العهد الجديد بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. مناورات سياسية: وسط هذه الاجواء أكدت اوساط سياسية مطلعة عن كثب على تفاصيل الطبخة الحكومية ان المناورات في هذا السياق سياسية اكثر منها تعجيزية وان لا امكانية لأي طرف وخصوصا التيار الوطني الحر لعرقلة العمل الحكومي وهو سيسير في نهاية المطاف بالتوافق تحت راية اتفاق الدوحة لان لا نية لديه لخربطة ما تم التفاهم عليه في الدوحة، وكذلك لا نية لعرقلة انطلاقة عهد الرئيس سليمان.

وأوضحت ان لقاء سليمان - عون كان مفيدا جدا لناحية التفاهم المباشر ومن دون واسطة على الحدود المسموح الوصول اليها، فاما العمل من ضمنها والتوافق واما اتخاذ القرار بالافتراق، الامر غير المرغوب به من قبل العماد عون. ولفتت الى ان المخرج سيكون عبر طريقة معينة تماما كما حصل في الدوحة حيث عرقلت المعارضة انتخاب الرئيس اكثر من ستة اشهر ومن ثم مضت فيه، الا ان هامش المماطلة وتضييع الوقت ضيق هذه المرة ولن تطول الامور كما بالنسبة الى الرئاسة. وأدرجت الاوساط هذه المناورات ضمن اطار التعويم الشعبي تمهيدا للانتخابات النيابية المقبلة، الهاجس الأول لدى الافرقاء من دون استثناء، وقالت: تعطيل العمل الحكومي يعني تعطيل قانون الانتخابات ومن ورائه الانتخابات والمعارضة التي تضع في حساباتها انها ستكون اكثرية بعد الانتخابات لا ترى مصلحة في عرقلة انجاز هذا الاستحقاق الذي سينقلها برأيها من موقع الضعف الى موقع القوة بامتياز.

وأوضحت ان الدعوة الى اللقاء المسيحي الوطني الذي أعلن عنه من الرابية أمس في 4 تموز المقبل هدفه محض انتخابي ويرمي الى تعزيز مواقع الافرقاء المسيحيين بعدما حظيَ الرئيس سليمان باجماع داخلي ودولي لم يسبق ان حظيَ به رئيس آخر، ولا مصلحة للعماد عون راهنا بوضع نفسه في موقع خلافي مع الرئيس لما للامر من انعكاسات سلبية على شعبيته وانما مصلحته تكمن في التحالف معه للاستفادة من شعبيته التي ظهرت جلية في مرحلة انتخابه.

الغالبية: في غضون ذلك، استغرب مصدر في الغالبية كيفية تعاطي اطراف المعارضة مع توزيع الحقائب داخل اطيافها وغياب التنسيق وإلقاء المسؤولية على عاتق الرئيس المكلف فيما يفترض بها ان توزع الحقائب سواء السيادية او الخدماتية بالتوافق بين مكوناتها ويتوجب على قياداتها حسم امرها بنفسها وليس رمي خلافاتها على عاتق الرئيس السنيورة، طالما ان اتفاق الدوحة افرز لها نسبة تمثيل معينة باعتبارها كلاً متكاملاً وليس افرقاء موزعين، خصوصا ان الحكومة العتيدة يصار الى تشكيلها بطريقة استثنائية واستنادا الى اتفاق الامر الذي لا يعتمد في تشكيل الحكومات في الاجواء العادية حيث تطلق يد الرئيس المكلف ليشكلها بالتشاور مع رئيس الجمهورية وليس كما يحصل راهنا لناحية الحصص المحددة سلفا والمتوجب على الاطراف توزيعها في ما بينها.

الفراغ: ودعا المصدر المعارضة الى الاقتداء بخطوات الغالبية في هذا المضمار حيث تمكنت قياداتها من حسم امرها على الرغم من وفرة المطالب والتباين في وجهات النظر بين اطرافها والخلافات الكثيرة وانتهت الى توافق على توزيع الحقائب السيادية منها والخدماتية، علما انه في النظام الديموقراطي فإن الغالبية هي التي تحكم والمعارضة تراقب عن كثب لمحاسبة خطوات الحكومة الناقصة في محاولة لتصحيحها.

وسأل المصدر في اي قاموس يمكن فهم منطق المعارضة في لبنان فهي تحاول فرض موقفها وشروطها وتتحمل مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة وقبلها انتخاب رئيس الجمهورية وشل مؤسسات الدولة وتطبيع الفراغ بحجج متنوعة، معتبرا ان المعارضة ترى في الفراغ تعزيزا لموقعها.

واتهم المصدر الموالي المعارضة وتحديدا التيار الوطني الحر بعرقلة كل الجهود المبذولة لولادة حكومة الوحدة الوطنية بسبب تمسكه بالحقيبة السيادية التي يصر عليها الرئيس نبيه بري وعدم التوافق بينهما في هذا الخصوص، يضاف الى ذلك كثرة الطروحات التي يمعن من خلالها النائب عون في اضعاف موقع رئاسة الجمهورية خلافا لما يدعي بعض قوى المعارضة اذ ان مواقف عون لا يمكن فهمها الا من زاوية الاستهداف المباشر للرئيس سليمان في محاولة للبقاء خارج الحكومة فيظهر بذلك بمظهر الضحية لتوظيف القضية في الانتخابات النيابية بعدما تبين وفق آخر الاحصاءات تضاؤل شعبيته في المناطق المسيحية.

الصلاحيات: وذكر بمواقف عون التي اطلقها في فترات ما قبل انتخاب الرئيس والتي عزا فيها عرقلة الانتخاب الى سعيه لاعادة الصلاحيات الى رئيس الجمهورية لتعزيز الموقع المسيحي الاول في الدولة فيأتي الرئيس قويا وغير مكبل بشروط الغالبية فيما هو اليوم يعمل على سحب هذه الصلاحيات عبر الاعتراض على حصة الرئيس في حقيبتي الدفاع والداخلية ووضع فيتوات على اسماء يقترحها سليمان لهذه الوزارة او تلك. وأردف المصدر كيف يدعو عون الى اصلاح رئاسة الحكومة وهو في الوقت نفسه يطالب بادخال المعارضة اليها؟ واذا دخلت المعارضة وانصهرت داخل الحكومة مَن يبقى خارجها ليحاسب ويراقب ويتحدث باسم حقوق اللبنانيين الذين ينوؤون تحت وطأة الاسعار الجنونية للمحروقات والمواد والسلع الغذائية علما انه طوال الفترة الاخيرة لم يخرج عون الى العلن لينتقد السياسة المعيشية ويطالب بخفض سعر صفيحة البنزين او ربطة الخبز او غيرها من مقومات الحياة الضرورية للشعب.

بري متشائم: من جهة اخرى، عكست اوساط رئيس المجلس النيابي نبيه بري أجواء تشاؤمية من سير الاوضاع التي يشهدها لبنان وانزعاجه الشديد من التطورات السياسية والامنية والاقتصادية على حدّ سواء.

ونقلت عنه في هذا السياق قوله "انا المبادر الى تفقيس الحلول وانتاج المبادرات أجد نفسي عاجزا اليوم، وما ذلك الا لعدم معرفتي حقيقة ماذا يريدون من جراء كل هذه العرقلة التي تتوزع في كل يوم على اكثر من محور سياسي وأمني واقتصادي. وقالت الاوساط ان رئيس المجلس ابلغ رئيس "كتلة المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري ضرورة التأكد من الاوساط المقربة منه ومن مصادر المعلومات التي ترد وذلك اثناء الاتصال الذي تلقاه منه اثر التوضيح الذي صدر عن قيادة الجيش وأكد عدم مسؤولية حركة امل وحزب الله عن اشتعال الاشتباكات والاحداث في سعدنايل. ويرى الرئيس بري بحسب اوساطه ان هناك فريقا يريد حقيقة عرقلة اتفاق الدوحة ويسعى جاهدا لعدم تنفيذه وبالتالي يحول راهنا دون تشكيل الحكومة في خطوة تهدف الى الالتفاف على ما تم في الدوحة وتحديدا على البند الثاني المتعلق بتشكيل الحكومة من اجل استمرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في تصديق الاعمال الى ما شاءالله وتحديدا من اجل الوصول الى موعد اجراء الانتخابات النيابية واتمامها اذا امكن على اساس قانون الألفين. ويسأل الرئيس بري والكلام لاوساطه: اين نحن من الكلام والشعارات التي كانت ترفع وتردنا اعطونا المحكمة وخذوا كل شيء انتخبوا رئيس الجمهورية وخذوا حتى الحكومة.ونضيف ان رئيس المجلس متفهم لموقف رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ولمواقفه سواء من الحكومة او من الموالاة الى اقرار قانون الانتخابات النيابية وهو يرى ان عون واع ومدرك اكثر من غيره لحقيقة ما يجري وان اتهامه بالعرقلة حرام، فهم المعرقلين والساعين لشلّ العهد والالتفاف على اتفاق الدوحة وما ذلك الا لغايات في نفس يعقوب وما تكشف منها ذو ابعاد انتخابية.

 

 صفير التقى كرامة والزغبي وعائلة الوزير الراحل نديم سالـم

ومحفوض تخوف من ان تكون عرقلة التشكيل لاضعاف الرئيس

المركزية - ابدى رئيس حركة التغيير - عضو قوى الرابع عشر من اذار المحامي ايلي محفوض تخوفه من الاستمرار في عرقلة تشكيل الحكومة بهدف اضعاف موقع رئيس الجمهورية ودوره في الحكم. واشار بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الى ان نائبا يضع شروطا على حصة رئيس الجمهورية ويحدد نوعية الوزراء واسماءهم وطائفتهم وقاحة لا حدود لها، وخطة واضحة لاضعاف دور رئيس الجمهورية وموقعه.

ورأى محفوض انه اذا تشكلت هذه الحكومة كما يريدها هؤلاء وإن كانت من موالاة ومعارضة ستشهد صراعا داخل مجلس الوزراء لا يخدم مصلحة لبنان ابدا.

واعتبر محفوض ان الجميع مع اي اجتماع مسيحي - مسيحي شرط ان يكون لصالح المسيحيين، لكن الاجتماع الفولكلوري الذي انعقد في الرابية بالامس تحت اسم المسيحيين يخفي امورا كبيرة تنذر بمخاطر كثيرة، وأولها الانقلاب على ثوابت بكركي.

ورأى محفوض فيها "تحريض طائفي جديد، لان اعلان المجموعة المسيحية من الرابية بالامس مع حرب ضروس على موقعية رئيس الحكومة الذي هو سني في الوقت نفسه". وتساءل محفوض "لو كان النائب ميشال المر لا يزال حليفا للنائب ميشال عون ويجلس الى طاولة تكتل التغيير والاصلاح هل كان اعترض على ان يتولى الوزير الياس المر حقيبة وزارة الدفاع الوطني". وأبدى محفوض اسفه الشديد لمحاولات فتح القبور والمتاجرة بآلام الناس وقال لدى تعليقه على ما تم عرضه على احدى شاشات التلفزة حول حادثة اهدن: من المؤلم والمؤسف جدا ان نأتي باهالي ضحايا وشهداء اهدن واستعمالهم لاحداث المزيد من الشرخ المسيحي.

واكد ان "لا احد لا يستنكر ما جرى في اهدن، ولا احد يستسيغ ما جرى، ولكن في مقاربة مشهدية بين جريمة اغتيال طوني فرنجية وعائلته وجريمة اغتيال داني شمعون وعائلته تجدون اوجه الشبه ليد الاجرام ذاتها. بمعنى ان الشخص الذي نفذ عملية اغتيال داني شمعون هو نفسه الذي نفذ مجزرة اهدن. وفي كل الاحوال اعطى القضاء في نهاية الامر كلمته فيما يعود الى الدكتور سمير جعجع". واستغرب محفوض هذه العدائية وهذا الحقد على سمير جعجع وعلى القوات اللبنانية في الوقت الذي تم فيه طي صفحة الماضي ومحاولات بكركي المتكررة اجراء المصالحات.. لكن مع الاسف لا يزال في صفوف المسيحيين فريق يتعمد احداث المزيد من الشرخ. واكد محفوض ان كل ما يجري اليوم وعلى كافة الاصعدة يهدف الى استنهاض المسيحيين تحضيرا لانتخابات 2009.

الحركة اللبنانية الحرة: بعدها استقبل البطريرك صفير رئيس الحركة اللبنانية الحرة بسام خضر الآغا الذي وضع غبطته في الاجواء العامة لما يجري في الشمال، ووزع بعد اللقاء البيان الآتي:

لقد وضعت صاحب الغبطة بالاجواء العامة لمنطقة الشمال. وقد توقفنا عند كلام البعض ممَّن يطلقون اشاعات بخصوص توزيع سلاح في الشمال. اننا ننفي هذا الكلام جملة وتفصيلا. واننا نعتبر هذه الاخبار ملفقة ولا تستند الى اي معطيات. ونتمنى اعتبارها اخبارا للنيابة العامة التمييزية ونطلب التحقيق بصحتها.. وقد عودنا مَن يطلق هذه الاشاعات على فبركة الصوَر المركبة والشيكات المزورة.. وايقاظ الفتن الطائفية وعرقلة مسيرة رئيس البلاد.

من هنا نحذر مَن يريد المس بصلاحيات رئيس الحكومة بأنه غير مسموح البحث بهذا الموضوع لا اليوم ولا غدا.. وكذلك بالنسبة لصلاحيات رئيس الجمهورية.. لان هذا الطرح هو مس باتفاق الطائف الذي اصبح دستورا.

اننا نرى ان هناك يأسا وجروح بليغة وعميقة وقد تأصلت بين بعض اللبنانيين وقد بدأوا يتحدثون داخل المجتمع اللبناني عن امكانية انطلاق ليتلافوا الحرب الاهلية لأن السعي للمصالحات ليست بالعمق الكافي لحماية لبنان من الاشتعال بحروب اهلية.. من هنا نرى البلاد اصبحت في مرحلة تحلل. لذلك نهيب بالجميع التحلي بروح المسؤولية من اجل حفظ الكيان. والا لا ينفع الندم بعد فوات الاوان.

لذلك نحن لنا ملء الثقة بالرئيس العماد ميشال سليمان لأنه رئيس سيادي بامتياز وهو لا يتراجع خطوة. وقادر بحكمته على الاقدام والصمود بشجاعته النضالية لانه لا يهادن ولا يساوم مهما كلف الامر ولأنه حارس الكيان والدستور، والرئيس الاعلى للقوات المسلحة. لذلك على الجميع دعمه والوقوف الى جانبه من اجل اكمال مسيرته لانه الاب لكل اللبنانيين.

زوار: والتقى البطريرك صفير بعد ذلك المنسق العام للجنة متابعة تنفيذ القرار 1559 طوني نيسي الذي اطلع غبطته على الاجتماعات التي عقدها في الادارة الاميركية وفي الامم المتحدة لبحث كيفية متابعة تنفيذ القرارات الدولية.

ومن الزوار ايضا رئيس خريجي جامعة هارفرد الدكتور حبيب الزغبي، ثم الرئيس السابق لحزب الكتائب اللبنانية الدكتور ايلي كرامة، ووفد من عائلة المرحوم الوزير السابق نديم سالم جاء شاكرا للبطريرك مواساته لهم بفقيدهم الكبير، فوفد من حركة "الفوكولاري - عمل مريم" ضم ارليت سمّان ورولان بوبون، اطلع البطريرك على الاستعدادات الجارية والتحضيرات المستمرة للمؤتمر الذي سيعقد في دار سيدة الجبل - فتقا في ايلول المقبل والذي سيشارك فيه اساقفة من كافة الكنائس العالمية من اصدقاء حركة الفوكولاري.

 

عون اطلع من رابطة الارثوذكس على مطالبهــا

زكي: لا نهر باردا في أي من المخيمات الفلسطينية

المركزية - أعلن ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي ان "لا نهر باردا في اي من المخيمات الفلسطينية" كاشفا عن علاقات مقربة بين الجيش اللبناني والامن الفلسطيني لضبط الاوضاع.

التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون اليوم زكي الذي قال بعد اللقاء: "استعرضنا مع العماد ميشال عون كل ما يتعلق بالوضع الفلسطيني سواء على صعيد التهدئة التي ستبدأ صباح غد في غزة او المفاوضات والاجراءات الاسرائيلية الغاية في العنف والتحدي للارادة الدولية. وايضا جولات الرئيس ابو مازن ووصوله الى صنعاء في اليمن بهدف تنفيذ مبادرة اليمن الخاصة في الحوار والوحدة الفلسطينية التي اصبحت قرارا من ضمن قرارات القمة العربية في دمشق. وايضا تطرقنا الى الاوضاع الفلسطينية في لبنان والوضع اللبناني بشكل عام. وتطرقنا الى حقائق كثيرة تتعلق بالحياد الايجابي الفلسطيني باعتبار ان الفلسطيني هنا يجب ان يكون رافعة وليس عبء في أي شيء داخلي لبناني الا بما تفرضه المصلحة العليا وتدخل ايجابي لخلق جسور ثقة ومحبة بين اللبنانيين وليس لانتصار فريق على آخر.

* المخيمات تغلي هل ستتكرر تجربة مخيم "نهر البارد"؟

- اعتقد ان السهر الدائم والتعاون والوعي بين ابناء المخيمات على ضوء تجربة البارد استفدنا منه كثيرا فليس كل ما يلمع ذهبا وليس كل ما يشاع يمكن ان يكون بمستوى التأثير السلبي. نحن اخذنا قرارا ان كافة الفلسطينيين في لبنان معزولين عما يجري في فلسطين حيث ثبتنا الوحدة وشكلنا قيادة طوارئ وحولنا اللجان الشعبية في المخيمات الى برلمان للمخيم واللجان الامنية الى مسح واستطلاع وتدقيق في هويات كل من يتواجد اذا كانوا غرباء وايضا الكفاح المسلح اي الشرطة، هم الذين يثبتون الامن والاستقرار وكل هذه الحوادث ليست لضرب الامن السلمي الاهلي. وبين الامن والجيش هناك علاقات قائمة على قدم وساق، هناك من يسلم نفسه. لا أقول اننا وصلنا الى ضبط كل الاوضاع ولكن ما استطيع ان اجزم به ان "نهر البارد" لن يتكرر لان الشعب واع.

*هل تشجعون المفاوضات السورية الاسرائيلية؟

- نعم سوريا ملت سياسة لا حرب لا سلم. وهي رئيسة القمة العربية ويجب ايضا الا يسجل عليها انها عقبة في طريق السلام. وهي في طرحها هذا تحرج الذين يتحدثون عن ان الجانب العربي هو الذي يتحمل دائما المسؤولية على ان تكون اسرائيل الحمل الوديع. اسرائيل لديها غطرسة وحشية وتبدو ديموقراطية ولكن أية حروب تنتهي بمفاوضات، في نهاية المطاف هناك ثوابت وحقوق ستحكم صوابية هذا المسار.,

رابطة الارثوذكس: كما التقى العماد ميشال عون وفدا من رابطة الروم الاورثوذ1كس برئاسة نقولا غلام الذي قال: " التقينا مع العماد عون في جولة على القياديين المسيحيين ومن ثم على القياديين الوطنيين انطلاقا من وجوب توحيد الصف وقد عرضنا مطالبنا للعماد ميشال عون وتحدثنا عن الوضع الحالي الحكومي الذي ما زال صعبا ولكن الجنرال لديه آمال والاجواء ذاهبة الى الافضل، وكنا تمنينا عليه ان تتحقق حقوقنا كتثبيت صلاحيات نائب رئيس الحكومة المقرة في الطائف وينقصنا ان نتأكد عن اقرار مكتب رئيس الوزراء. طالبنا ايضا الا تصبح بيروت دائرة واحدة، لانه في الانتخابات البلدية لن يكون فيها تمثيل صحيح بل ستصبح مثل طرابلس والمينا.

وطالبنا ايضا ان يعيّن محافظ بيروت جديد من الطائفة الارثوذكسية وهذا عرف مع احترامنا الشديد للمحافظ بالتكليف، خصوصا ان الطائفة غنية بالكفاءات.

* هل ستشاركون في اللقاء المسيحي الوطني الذي اعلن امس من الرابية؟

- اذا دعينا سنجتمع ونأخذ القرار المناسب.

* * *

 

 

 

 

 

 

 

معركة 2009 الإنتخابية بدأت منذ اليوم في لبنان 

الأربعاء 18 يونيو -ايلاف

 إيلي الحاج من بيروت: تنشط في لبنان هذه الأيام ظاهرة اسمها "الخبراء الإنتخابيون"، وهم أشخاص يكونون ملمّين باتجاهات الناس في الدائرة التي يدرسون أوضاعها لقاء عقود مبرمة بمبالغ كبيرة مع سياسيين وتيارات وأحزاب، ويعمل مع كل منهم فريق مسح واستقصاء واستطلاع للآراء وفق الطرق الإقتصادية المتطورة لدرس توجهات السوق وحاجاته، ومن ثم تقديم النصائح لتسويق السلع. ولكن على الرغم من الطرق العلمية تغلب على نتائج الدراسات والإستقصاءات غالبًا إما ميول "الخبير الإنتخابي"، وإما مصالحه مع الجهة التي كلفته ودفعت له تكاليف الدراسة متحوّلاً من دور إستشاري إلى تسويقي فمتحمس سياسيًا في الوقت نفسه للجهة التي يعمل من أجلها. وقد يتكفل في بعض الأحيان مباشرة بتأمين ما استطاع من الأصوات المؤيدة لها بكل الوسائل المتاحة. ويزيد في وجه غرابة هذه الظاهرة أن الإنتخابات النيابية المقبلة ستجري بعد نحو عشرة أشهر، أي أن الوقت لا يزال باكرًا جدًا، وخصوصًا أن الناس يحزمون خياراتهم وينتقون لمن سيصوتون في الأيام الأخيرة قبل الإقتراع، وربما قبل ساعات، ولكننا نتحدث عن لبنان حيث المزاحمة السياسية على السلطة تتجاوز أي اعتبار آخر وأي أولوية حتى لو كانت ملحة مثل تأليف حكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية.

هكذا يقول خبراء إنتخابيون إن إعتماد قانون العام 1960 في اتفاق الدوحة الذي يجعل القضاء دائرة إنتخابية سيؤدي إلى فوز قوى 8 آذار/ مارس، أو المعارضة سابقًا بغالبية مقاعد مجلس النواب ال 128 في الإنتخابات المقبلة بالنظر إلى غياب التحالف الرباعي الذي جمع "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الإشتراكي وحركة "أمل" و"حزب الله" عام 2005 الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة حصة "التيار الوطني الحر" الذي يقوده النائب الجنرال ميشال عون في عدد من الأقضية التي تضم حضورًا مسيحيًا. لكن خبراء إنتخابيين آخرين يشيرون إلى خطأ في الحساب المذكور آنفاً معتبرين بل مؤكدين أن لا مجال لتكرار اكتساح لوائح عون دوائر جبل لبنان الشمالي كما حصل في كسروان وجبيل والمتن الشمالي عام 2005، وأن مرشحي تياره على النقيض من ذلك سيلقون صعوبة كبيرة في استعادة أي من مقاعدهم بسبب عدم تجاوب الناس مع توجهات عون إثر تحالفه مع "حزب الله" وحلفاء سورية الآخرين في لبنان.

إلا أن الجانبين يجمعان على أن النتائج شبه محسومة في المناطق ذات الغالبية السنية ( لتيار المستقبل) والدرزية ( للحزب التقدمي الإشتراكي) والشيعية ( لحزب الله وحركة أمل)، لتنحصر التنافسات وتكون قوية في الدوائر المسيحية بدءًا من بشري شمالاً مرورًا بالكورة والبترون وزغرتا وصولاً الى جبل لبنان في جبيل وكسروان والمتن الشمالي، فبعبدا والأشرفية الى زحلة وجزين. علمًا أن لكل من هذه الأقضية خصوصياتها وظروفها المختلفة .

ويقول الخبراء إن قضاء بشري محسوم لحزب "القوات اللبنانية" الذي سيفوز بالمقعدين المخصصين لهذا القضاء بسهولة، أما قضاء الكورة فهو مرشح لمعركة انتخابية بين حزب "القوات" المتحالف مع حزب الكتائب ومع النائب فريد مكاري ( تيار المستقبل) من جهة وبين "التيار العوني" عون متحالفًا مع"تيار المردة " بقيادة الوزير سليمان فرنجية والحزب القومي السوري الاجتماعي، وفي هذا القضاء تقول الترجيحات إن المعركة ستكون متقاربة جداً. أما في زغرتا فهناك اتجاه قوي الى فوز مضمون للنائب السابق فرنجية بمقعدين مع معركة تنافسية على المقعد الثالث مع آل معوض، وفي قضاء البترون، يستعد صهر الجنرال عون المسؤول في تياره جبران باسيل لمعركة فاصلة لأن هذا القضاء سيشهد تحالفًا بين النائب القوي إنتخابيًا بطرس حرب ونائب حزب "القوات" أنطوان زهرا، ويعمل فريق 14 آذار/ مارس لنقل المقعد الماروني في طرابلس إلى البترون ليصبح عدد مقاعده ثلاثة وبذلك تخوض " القوات" وبطرس حرب والكتائب معركة واحدة ضد باسيل ومن يتحالف معه، وطبيعي إذا لم يحسن فريق 14 آذار التنسيق أن يضمن باسيل فوزه بأحد المقاعد الثلاثة.

أما في دوائر جبل لبنان الشمالي فإن العامل الأكثر تأثيرًا هو رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فجبيل مسقط رأسه ويقال إنه من اليوم باتت له الكلمة المرجحة فيها، وله أصدقاء كثر وأقوياء في كسروان ومجرد تحالفهم أو تنسيقهم مع قوى 14 آذار يجعل فوز العونيين فيها مسألة صعبة . وأما في المتن الشمالي فإن التحالف بين النائب ميشال المر والكتائب والقوات" أصبح منتهيًا وهذا التحالف يهدد حظوظ الجنرال عون في نيل أي من مقاعد هذه الدائرة الثمانية حتى لو صبت له أصوات حزب الطاشناق الأرمني والحزب السوري القومي الإجتماعي.

وفي الأشرفية سيتنافس عون على المقاعد الخمسة مع تحالف الكتائب والقوات وبقية قوى 14 آذار، ولهذه الدائرة رمزيتها الشديدة لأنها تحدد من يمسك قرار مسيحيي العاصمة. ويضيف الخبراء إن معركة جبل لبنان الجنوبي وخصوصًا قضاء بعبدا ستكون هي أيضًا معركة أساسية . وتقديرات عون انه قادر على الفوز بسهولة في هذا القضاء حيث ينوي أن يترشح على ما يتردد لأن فيه بلدته حارة حريك. ويأمل عون بأن يكون هذا الترشيح دافعًا لكسب بعبدا لعلمه أن لا معركة حقيقية في قضاءي الشوف وعاليه حيث يتوقع للنائب جنبلاط ومسيحيي 14 آذار ان يفوزوا بكل المقاعد.

ويعتمد "التيار العوني" على كتلة شعبية شيعية في قضاء جزين تدعم حضوره الوازن نسبيًا هناك ، أما في دائرة زحلة المتنوعة طائفيًا ومذهبيًا فينتظر وحليفه النائب ايلي سكاف معركة قوية خسرا في التحضير لها جزءًا مهمًا من أصوات المسيحيين ، وكل تعويلهما للتعويض على الصوت الشيعي الموالي لحزب الله وحركة أمل.

 

الأسد ليس ضيف شرف بإحتفالات تموز الفرنسية 

الأربعاء 18 يونيو -وكالات

باريس، وكالات: أعلن أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان الأربعاء أن بشار الأسد "ليس ضيف شرف" في عيد 14 تموز/يوليو الوطني الفرنسي المقبل في حين تثير دعوة الرئيس السوري الى الاحتفالات بذلك العيد جدلا حادا في فرنسا. وصرح كلود غيان لاذاعة "اوروبا-1" اليوم "اريد توضيح سوء تفاهم: السيد بشار الاسد ليس ضيف شرف البتة. انه مدعو بين 45 او 50 مدعوا اخر". واضاف غيان "سيكون في 12 او 13 تموز/يوليو هنا" في باريس للمشاركة في قمة تدشين اتحاد المتوسط "لكنني لا اعرف ما اذا سيكون هنا في 14 تموز/يوليو". واوضح الامين العام للرئاسة ان "ضيف الشرف في 14 تموز/يوليو هو الامين العام للامم المتحدة بان كي مون". ودعي بشار الاسد الى احتفالات 14 تموز/يوليو في باريس غداة قمة تاسيس اتحاد المتوسط الذي سيشارك فيه على غرار خمسين رئيسا اجنبيا. واثارت دعوة بشار الاسد الى الاحتفالات انتقادات المعارضة اليسارية في فرنسا والاكثرية المناهضة لسوريا في لبنان. وكان صل الاسد الى الهند في زيارة رسمية تستمر خمسة ايام، هي الاولى التي يقوم بها زعيم سوري الى البلاد منذ ثلاثة عقود. ومن المتوقع ان تركز مباحثات الاسد خلال هذه الزيارة على توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وسيلتقي خلالها رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ. وقد بدأت الهند توطد علاقاتها مع دول كسوريا وايران بحثا عن موارد جديدة للطاقة، رغم كونها مقربة من الولايات المتحدة. يذكر انه في ديسمبر كانون الاول الماضي، فازت الهند والصين بحصة "بترو- كندا" في الحقول النفطية السورية، وهي تشكل نسبة 37 بالمئة منها. وجاء الاسد الى دلهي على رأس وفد مهم يضم وزراء الخارجية والتجارة والاتصالات السوريين. وسيزور ايضا مدينة بنغالور التي تعتبر من اهم مراكز تكنولوجيا الاتصالات. وللهند علاقات وطيدة مع الدول العربية منذ زمن، لكنها ايضا عملت على توطيد علاقاتها مع اسرائيل مؤخرا. وكانت بثينة شعبان وزيرة المغتربين السورية قد اعربت في تصريحات لها قبل الزيارة عن املها "بالا تكون علاقة الهند باسرائيل على حساب العلاقات التاريخية التي تجمع الهند بالعرب."

 

كيف تدير رئاسة الجمهورية اللبنانية الأزمة السياسية بحنكة وحزم؟

فوزي زيدان- الحياة- 18/06/08//

تفاءلت غالبية اللبنانيين بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً للجمهورية اللبنانية تنفيذاً لأحد بنود اتفاق الدوحة وتوقعت تنفيذ بقية البنود في وقت قريب من دون تعقيدات، ما ينهي في اعتقادها الأزمة السياسية المستحكمة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فيعم السلام الربوع اللبنانية ويزدهر الاقتصاد الوطني ويعود لبنان الى موقعه الريادي والسياحي في العالم العربي.

في المقابل اعتبرت فئة من اللبنانيين تتابع الأحداث السياسية في المنطقة ان الاتفاق عبارة عن تسوية موقتة تعيد الهدوء الى الساحة الداخلية الى حين تبلور الأوضاع الإقليمية ونتائج مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل والمفاوضات حول الملف النووي الإيراني، خصوصاً أن الأزمة اللبنانية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقضايا المنطقة لارتباط القوى السياسية اللبنانية بالقوى الإقليمية والدولية. وتعتبر ان انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية كان من أجل إرضاء المسيحيين.

ميشال سليمان، ميشال عون، فؤاد السنيورة

كان الاعتقاد السائد لدى المتابعين للأحداث اللبنانية بأن اتفاق الدوحة سيؤدي الى هدنة مريحة مدة سنة على الأقل، يتخللها أمن مستتب وموسم اصطياف مزدهر واقتصاد منتعش، وأن الخلاف بين الفريقين المتصارعين سيبقى سياسياً ولن يتخطى الخطوط الحمر ما يؤثر في السلم الأهلي والوحدة الوطنية. لكن خاب أملهم بمشاهدة التوترات الأمنية المتنقلة بين منطقة وأخرى تعود الى الساحة الداخلية مع عودة القيادات من الدوحة، وهي تأتي في سياق مخطط من قوى المعارضة بهدف تغيير المعادلة الحالية بإرباك الشارع حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة لشل جماهير الأكثرية عن التحرك، إضافة الى ارتباط الأوضاع الأمنية الراهنة في جزء منها بعوامل إقليمية. وهذا يستدعي من قيادات فريقي الصراع إزالة العقبات من أمام الشق السياسي من اتفاق الدوحة، بعيداً من التسويف والمماطلة، وتحصين الجبهة الداخلية وحمايتها من العواصف الإقليمية.

بدلاً من ذلك تشهد الساحة اللبنانية كباشاً سياسياً حاداً حول تأليف الحكومة، يتمحور حول الوزارات الخدماتية للإفادة من تقديماتها في الانتخابات النيابية المقبلة، لتصبح هذه الوزارات مكاتب حزبية تقدم خدماتها الى الأنصار والمحاسيب.

ويؤدي التأخير في تشكيل الحكومة الى مزيد من الاحتقان والفرقة بين مكونات المجتمع اللبناني، وإلى إعاقة مسيرة الحوار الوطني وإعادة بناء مؤسسات الدولة والاهتمام بشؤون المواطنين. واللافت للانتباه الموقف المتشدد لزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون من تشكيل الحكومة وعدم تجاوبه مع الطروحات التي تؤمن للمعارضة حصتها في الحكومة بحسب اتفاق الدوحة، وتعتبر عرقلته لتأليف الحكومة ومطالبته بوزارة «سيادية» بمثابة تحد صارخ لرئيس الجمهورية الذي انتزع منه الرئاسة التي خاض حروباً لأجلها وبدّل قناعاته وتوجهاته في سبيلها، ورسالة واضحة له بالابتعاد عن الساحة المسيحية وعدم تأسيس تيار سياسي موال له، خوفاً على موقع التيار من الاهتزاز وشعبية العماد من الانهيار.

توقّع اللبنانيون ان يكون رئيس الجمهورية حازماً في تعامله مع التوترات الأمنية التي حصلت وما زالت تحصل بعد استلامه منصبه، وذلك بإعطاء الأوامر الصارمة الى القوى المسلحة بضبط الأمن واعتقال المتجاوزين الذين يعبثون بأمن الوطن، فإذ به يترك الأمور تأخذ مداها بانتظار الحلول السياسية التي تؤدي بحسب اعتقاده الى الاستقرار الأمني، وهي الطريقة نفسها التي تعامل بها مع الأحداث التي جرت في 23 - 25 كانون الثاني (يناير) 2007 و7-8 أيار (مايو) 2008، حين حيد الجيش خوفاً عليه من الانقسام وترك المواطنين لقدرهم، ما يستوجب لاحقاً من القيادتين السياسية والعسكرية تزويد الجيش بالأسلحة المتطورة والذخائر وتصويب دوره من اجل القيام بمهامه الطبيعية وهي حماية الحدود والنظام السياسي وحيوات المواطنين وممتلكاتهم.

كان على رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور والكيان اتخاذ مواقف حازمة وحاسمة من اجل حماية السلم الأهلي وإعادة الثقة بالجيش ورد الاعتبار إليه، خصوصاً بعدما بدأ الكثيرون يتساءلون عن مغزى وجود الجيش وتحميل الخزينة العامة اعباء مالية كبيرة. فهل يُقدم الجيش والقوى الأمنية الأخرى على الإمساك بالوضع الأمني وتنفيذ الخطة الأمنية التي وضعها مجلس الأمن المركزي بالتصدي لمثيري الشغب والعصابات المتجولة واعتقالهم ومحاكمتهم وإزالة الصور واللافتات والأعلام الحزبية والكتابات والشعارات الطائفية والمذهبية، حتى يشعر الجميع بالأمان ويعود الناس الى منازلهم التي هجروها إبان الحوادث الأخيرة خوفاً من التعديات؟ بذلك يكون رئيس الجمهورية خطا خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة الرئاسة الأولى وإعادة السلطة والهيبة إليها وتقريب الناس منها.

تشير التطورات الى ان عهد الرئيس سليمان سيكون عهداً لإدارة الأزمة في لبنان، ريثما يتوضح مسار المفاوضات السورية - الإسرائيلية والأميركية - الإيرانية ونتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تشير استطلاعات الرأي الأميركية الى تقدم المرشح الديموقراطي باراك أوباما، ونتساءل انه إذا فُرض على الرئيس ميشال سليمان إدارة الأزمة اللبنانية لعدم اتفاق القوى الإقليمية والدولية على حل نهائي لها، فهل يخضع لزعماء الطوائف والقوى الخارجية الداعمة لهم، لتكون إدارته ضعيفة ومرتبكة، ام يُقدم على إدارتها بحزم وصلابة وإبقاء الدولة موحدة ومتماسكة في انتظار الحل النهائي؟ هذا ما نأمله ونتمناه.

* كاتب لبناني

 

بيروتُ معذِرةً

العلاّمة السيد علي الأمين    

الحياة - 18/06/08//

بيروتُ معذرةً قد جئتُ أعتذرُ

إن كان عذرٌ لمنْ قدْ رامَ يعتذرُ

إنّي أقرٌّ بذنبٍ لا يفارقني

وخزُ الضَّمير وصدري كاد ينفجرُ

أوزاره أثقلت ظهري وما بَرِحَتْ

نيرانُه في الحشى تغلي وَتستعر

لم تقوَ نفسي على كتمانِ ما اقْتَرَفوا

وكيف تكتمُ أمراً ليسَ يستترُ

* * *

بيروتُ يا نجمةً في الشرق ساطعةً

عاث الجناةُ بها واجتاحها الخطرُ

هبّت عليها من الغوغاء عاصفةٌ

هوجاءُ لم ينجُ منها النّاسُ والحجرُ

قد حاولوا عنوةً إطفاء شعلتها

لم تنطفئ شعلةٌ بالحقّ تَعْتَمرُ

إن يكسفوا بدخان النار عاصمةً

زال الكسوف ويبقى الشمس والقمرُ

إن الكسوف ظلام لا بقاء لهُ

هذا دليلٌ بأنّ النُّور ينتصرُ

* * *

بيروتُ ستٌّ لدنيانا وسيّدة

ما أدركتْ قَدْرَهَا الأحزابُ والزُّمرُ

بالأمس كانت لهم أماً كما زعموا

يا ويحهمْ بحقوقِ الأمّ قد كفرُوا

نادتهم الأمّ أن لا تقطعوا رحمي

لم يسمعوا ومضوا في الغيّ قد سكروا

شرّ الذنوب عقوق الأمّ لو علموا

إن العقوق لذنبٌ ليس يغتفرُ

يا منكراً فضل بيروتٍ عليكَ، أَفِقْ:

البدو تعرفُ ما أَنْكَرْتَ والحَضَرُ

إن يجهلوا قدرها السّامي فلا عجبٌ

فالنّور يعرفهُ مَنْ عندهُ بصرُ

* * *

بيروتُ ما خَضَعَتْ يوماً لغازيةٍ

إكليلُها الغار والتّيجانُ والظّفرُ

بيروتُ إن تصفحي فالصّفحُ مكرمةٌ

أنت الكريمة منكِ الصَّفحُ يُنْتَظَرُ

أو تصبري تكسبي أجر الألى صبروا

أو تغفري زللاً: (طوبى لمن غفرُوا)

بيروتُ لا تفجعي قلباً بكاكِ دماً

وَهْوَ الّذي نالهُ من جورهمْ قَدَرُ

لا ترفضي طلباً أبغي به صلةَ الْـ

ـقُربى وإن قَطَعُوا الأرحامَ أو هَجَروا

 

مشروع قرار نيابي أوروبي لإدراج "حزب الله" في لائحة الإرهاب

النهار/رفع خمسة نواب اوروبيين مشروع قرار طالبوا فيه بإدراج "حزب الله" في لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية. وجاء في نص المشروع المؤرخ 16 حزيران الجاري وحمل رقم 0057/2008 ما يأتي: "ان البرلمان الاوروبي، اذ يأخذ في الاعتبار القانون 116 من قوانينه الإجرائية،

أ – وحيث أن الاتحاد الاوروبي ملزم محاربة الارهاب والوقاية منه وتأمين حماية مواطنيه.

ب – وحيث ان "حزب الله" يشكل تهديداً مباشراً لأمن الاتحاد الاوروبي.

ج – وحيث ان "حزب الله" قاد هجمات ارهابية ضد اوروبيين، بما في ذلك استهداف الكتيبة الفرنسية في لبنان (1983) واستهداف السفارة الفرنسية في الكويت (1983) واستهداف مطعم في مدريد (1985) وشن 13 هجوماً على متاجر ومنشآت تابعة لسكك الحديد في فرنسا (1986) وقتل 89 مواطناً وجرح أكثر من 250.

د – وحيث ان "حزب الله" طور شبكة جمع تبرعات وخلايا دعم في اوروبا يمكن ان تتحول طوعاً خلايا ناشطة قادرة على شن هجمات في اراضي الاتحاد الاوروبي.

هـ - وحيث ان الأموال التي جمعها "حزب الله" تمكنه من تهديد "الشرق الاوسط الكبير".

و – وحيث ان ست دول، بما فيها المملكة المتحدة وهولندا ادرجت "حزب الله" في لائحة المنظمات الارهابية، واتخذت دول اخرى كألمانيا وفرنسا تدابير قانونية بحق الحزب.

ز- وحيث ان "حزب الله" يشكل تهديداً للجنود الاوروبيين العاملين في اطار القوة الدولية.

ح – وحيث ان "حزب الله" يدعم حركة "حماس" ويتعاون مع منظمات ارهابية مدرجة في لائحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي ومن بينها "حماس".

ط – وحيث ان "حزب الله" يبث من خلال محطة "المنار" في دول اوروبا محرضاً على كراهية الغرب وعلى العنف، ويمجد الانتحاريين مستخدماً آيات قرآنية لتبرير العنف ونشره.

أولاً: ندعو دول الاتحاد الاوروبي الى ادراج "حزب الله" في لائحة المنظمات الارهابية.

ثانياً: ندعو الرئيس الى ارسال هذا الاعلان مرفقاً بأسماء موقعيه الى المجلس الاوروبي والمفوضية الاوروبية وبرلمانات الدول الاعضاء".

اما النواب الموقعون فهم: الكسندر بافارو وباولو كاساكا ويانا هياباسكوفا ويوزيف بينيور وهيلغا تروبل.

 

سليمان أطلع السفراء الأوروبيين على التزام بوش

إسرائيل تشترط التفاوض مع لبنان لوضع المزارع تحت الوصاية الدولية

النهار/تبلغ رؤساء البعثات الديبلوماسية الاوروبية المعتمدين لدى لبنان من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أبلغت اليه التزام الرئيس جورج بوش السعي الحثيث لدى اسرائيل لاقناعها بالقبول بنشر عناصر من قوة "اليونيفيل" في منطقة مزارع شبعا لتحل محل قواتها العسكرية المحتلة لها. ونقل هذا الكلام سفير شارك في مقابلة رئيس الجمهورية أمس، لتقديم التهنئة بتسلمه الرئاسة وكان يجيب عن سؤال طرحه زميل له في هذا الصدد.

وقللت مصادر قيادية أهمية الالتزام الاميركي للمساهمة في انهاء الاحتلال الاسرائيلي من منطقة المزارع لأن رايس كانت واضحة عندما تناولت موضوع الموقف الاسرائيلي من الاقتراح اللبناني، فقالت: “تطرقت الى المطلب اللبناني خلال لقائي رئيس وزراء اسرائيل ايهود أولمرت الذي أوضح لي انه يوافق على الانسحاب من منطقة المزارع ووضعها تحت الوصاية الدولية بنشر عناصر من "القبعات الزرقاء" بشرط معاودة مفاوضات السلام مع لبنان".

واشارت الى انه سبق لاسرائيل أن أبلغت الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون وعدد من الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن انها تريد ثمنا للانسحاب من منطقة المزارع ليس معاودة مفاوضات السلام على المسار المجمد مع لبنان منذ شباط 1994 فحسب، بل تريد ايضا ضمانات من الحكومة اللبنانية لخلو الجنوب من أي سلاح لـ"حزب الله". ورأت ان هذا الشرط غير قابل للتنفيذ لأن ما من حكومة أيا يكن رئيسها ووزراؤها قادرة على تعهد ذلك، وأن الرئيس سليمان تعهد في خطاب القسم ان لا بحث في السياسة الدفاعية قبل انسحاب اسرائيل من منطقة المزارع.

ولفتت الى ان الدولة العبرية أبلغت رسميا منظمة الامم المتحدة في اكثر من مناسبة ودولا كبرى انها تقر بأن منطقة المزارع ليست اسرائيلية لكنها على رغم ذلك لا تنسحب منها حتى اشعار آخر لانها تستثمرها سياحيا. وثمة سبب آخر استراتيجي يعود الى ان الرادار الذي أنشأته في موقع مهم من اراضي تلك المنطقة يكشف الاراضي السورية ومنها دمشق ويرصد جميع التحركات وكذلك الاراضي اللبنانية.

وذكرت ان الشروط الاسرائيلية لن تمنع الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا من القيام بتحرك في مجلس الامن لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لمنطقة المزارع على أساس ان نقلها الى وصاية الامم المتحدة يبطل جواز ابقاء السلاح لدى الحزب لتحرير الارض. واعترفت انه لا يمكن انكار ما باشره بوش باتصاله بالامين العام للأمم المتحدة والطلب اليه استكمال عملية المسح الطوبوغرافي لمنطقة المزارع التي كان باشرها خبير الخرائط ميكلوس بنتر وقد بات تقريره النهائي في التقرير الذي سيرفعه بان عن مدى تطبيق القرار 1701 نظرا الى ما لهذه الطريقة من تأثير مباشر على اسرائيل.

ولم تتوقع اي نتيجة عملية في المدى المنظور للتحرك المثلث الاميركي – الفرنسي – البريطاني مع الامم المتحدة وتحديدا خلال ما تبقى من ولاية بوش التي تقترب من نهايتها لأن الشروط التي تضعها اسرائيل غير قابلة للتنفيذ. وأعادت الى الاذهان ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعد الرئيس سليمان لدى زيارته لبنان للتهنئة بتناول موضوع الانسحاب من منطقة المزارع مع أولمرت لدى الاجتماع اليه خلال زيارته المقرة في 22 الجاري. كذلك فعل وزير خارجية بريطانيا ديفيد مليبند لدى مقابلته سليمان منذ نحو اسبوعين في بعبدا.

واستندت في التشكيك في جدوى التحرك الدولي حول منطقة المزارع الى ان اسرائيل لا تتجاوب مع القرارات الدولية ذات الصلة بالجنوب وان اعتداءاتها لم تنقطع، وان الدول الثلاث وكذلك منظمة الامم المتحدة عجزت عن منعها من خرق الاجواء اللبنانية تنفيذا للقرار 1701 وما سبقه.

وأفادت ان تلك الدول على رغم موقعها ومكانتها لا تمارس الضغط المطلوب على اسرائيل لجعلها تنفذ تلك القرارات واتخاذ عقوبات او تدابير ما، أقله في حال عدم تقيدها بمضمون أي من تلك القرارات.

خليل فليحان     

 

هناك توزيع كثيف للسلاح في الشمال

عون: يجب تعديل صلاحيات رئيس الحكومة لئلا يُحصر التنفيذ والمراقبة بالسلطة التنفيذية

 النهار/رأى النائب العماد ميشال عون ان "هناك صعوبات في تأليف الحكومة، ولكن لدينا المصلحة في أن يقرّ التأليف سريعا، فنحن موجودون لنساعد لا لنعرقل". وتوجه الى الرئيس المكلف فؤاد السنيورة: "إنه ليس خارج توزيع المسؤوليات، والمعطى له كصلاحيات وإشراف على المؤسسات يلزمه التعديل. لا يجوز لسلطة تنفيذية أن يكون لها حق التنفيذ والمراقبة معا. كل مؤسسات المراقبة خاضعة له، ويجب أن تخرج عن سلطته حتى تقدر على مراقبة المؤسسات التي يشغّلها هو".

وطلب من الرئيس نبيه بري "تعيين جلسة نيابية لإقرار ما اتُفق عليه في الدوحة في ما يتعلق بالدوائر الانتخابية، والتصديق عليها في مجلس النواب. وبهذا يكون قد تكرس أحد بنود اتفاق الدوحة، ويبقى هناك بند واحد قيد الإقرار هو تأليف الحكومة".

وعن الوضع الامني، قال: "هناك توزيع كثيف للسلاح في الشمال، وخصوصا في طرابلس، وهذه معلومات وليست أخباراً للتسلية، وهي أكيدة".

ترأس عون امس الاجتماع الاسبوعي لـ"تكتل التغيير والاصلاح" في الرابية، وقال: "ناقشنا تصريحات (وزيرة الخارجية الاميركية) كوندوليزا رايس عن مزارع شبعا، ونحن نعرف أيضا أن قضية الأسرى على طريق الحل. سررنا كثيرا لأن الأميركيين بدأوا يقتنعون بوجهة النظر هذه، ولو أنهم بدأوا بها باكرا لكانوا وفّروا علينا الكثير، وخصوصا في ما يتعلق بالعلاقات الجيدة مع سوريا وهي ما كلّفنا غاليا من الهجمات والتجنيات، وسألت نفسي كيف تقبّل الموجودون والحاضرون في اجتماعهم مع رايس هذه التوجيهات؟ لكنهم كانوا "تلاميذ شاطرين، شفتن قاعدين عاقلين كلّن".

ولفت عون الى "قضيّة بقيت ملتبسة لم يتحدث أحد عنها، وهي قصة توطين الفلسطينيين، لأن معلوماتنا تقول إن البطريرك (الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير) طرح السؤال على الرئيس جورج بوش في أثناء زيارته، وقال له الرئيس بوش إن "الفلسطينييّن قاعدين وكتّر خير الله على هالنعمة ومرتاحين. هذا الموضوع لفتنا ايضا، خصوصا ان السيدة رايس لم تتحدث عن الموضوع. نتمنى أن يصدر عن صاحب الغبطة الايضاح لأن كثيرين اتهمونا بأننا نستعمل التوطين الفلسطيني "فزّاعة"، لذلك نتمنى على كل من عرف أو سمع شيئًا عن هذا الموضوع فليخبرنا، لأن هذه الأخبار ليست مختلقة ولا هي تضليل إعلامي ولا نخترعها حتى نستغلّها. نحن طرحنا الموضوع حتى ننبّه الى ما هو آت وكي نتخذ الإجراءات المناسبة حتى نمنع ما يضرّ بحق العودة للفلسطينيين أولاً، وثانيًا يضر بنا نحن، لأن التوطين سيسبب لنا مشاكل من الناحية الاقتصادية والسكانية.

بحثنا أيضاً في موضوع التسلّح في الشمال، وخصوصًا في طرابلس، حيث هناك توزيع كثيف للسلاح، وهذه معلومات وليست أخباراً للتسلية، هي أكيدة ومن مصادر أكيدة ولدينا أسماء، ولكن هذا ليس نطاق عملنا، فنحن لسنا مخبرين. من المؤكد أن مخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي تعرف حتى أسماء المسؤولين واين يوزّعون السلاح، فلا يسألنا غدا ( المدير العام لقوى الامن الداخلي) اللواء الركن أشرف ريفي عما نعلم وعن معلوماتنا، لأنه إذا كان هو لا يعرفهم فيجب الا يكون في موقعه.

وفي موضوع الأمن أيضاً ناقشنا ما يحدث في منطقة سعدنايل وتعلبايا وجلالا. دائما هناك حوادث دامية، وبالأمس امتدّت الى مناطق أخرى وسقط قتلى.

هذا ليس مقبولاً، من يبدأ بالاشتباك معروف، ومخازن الأسلحة معروفة، الـ"ار بي جي" موجودة ويتم إنزالها في وضح النهار. لماذا امتدّت الى هناك؟ لا وجود لسلاح المقاومة هناك ولا أحد يشتبك مع أحد. كل طرق زحلة ورياق وبعلبك تتأثّر بالأمن على هذه الطريق بين شتوره وزحلة وبعلبك، وهناك قوى مسلّحة".

دور قوى الامن

وتابع: "إذا صار دور القوى المسلّحة فقط أن تفكّ الاشتباكات، فأعتقد أنهم سيرحلون هم ويرحّلون السكان بعد وقت قليل، لأنه من غير المعقول أن تكون مناطق مأهولة وأن تحصل فيها كل ليلة اشتباكات. هل المقصود أيضًا ترحيل الناس عن بيوتها؟ هذا الموضوع يجب أن تحسمه قوى الأمن. كيف تحسمه؟ فليختاروا الأسلوب الذي يريدون بينهم وبين المسؤولين عن هذه الأحزاب أو عن الأهالي الذين يشتبكون في ما بينهم".

وعن الجلسة النيابية المرتقبة، قال عون انه طلب من الرئيس نبيه بري وبالتفاهم معه أن "يعيّن جلسة نيابية لإقرار ما اتُفق عليه في الدوحة في ما يتعلق بالدوائر الانتخابية، والتصديق عليها في مجلس النواب. وبهذا يكون قد تكرس أحد بنود اتفاق الدوحة، ويبقى هناك بند واحد قيد الإقرار هو تأليف الحكومة. لأن إذا لم يكن هناك حكومة فلن يكون في ما بعد حوار.

إذًا ننتهي من قضية البند الذي يتعلّق بالدوائر الانتخابية ونكبّ على درس الإصلاحات الانتخابية في لجنة الإدارة والعدل. وهنا نتمنى على رئيس اللجنة، الذي هو برلماني معروف واختصاصي في لجنته أن يبدأ بدرس مسألة الاصلاحات لأن هذه الإصلاحات تحتاج الى الكثير من الوقت، ولم يعد يمكننا أن نؤجّل، يجب أن تحدد جلسات متتالية لدرسه لأنه على الأقل يلزمه ستة أشهر لتطبيقه. والنواب جميعهم جاهزون ليقروا قانون الإصلاحات الانتخابية. ونطلب أيضاً في السياق نفسه إشراك مؤسسات المجتمع المدني المعنية بقانون الانتخاب كالحملة الوطنية واللجنة الوطنية. كل المؤسسات المعنية بقانون الانتخاب يجب أن تشارك في جلسات هذه اللجنة، أي أن يسمعوا ويسمح لهم بإعطاء آرائهم في الموضوع. قد نكون في الدوحة لم نتمكّن من التوصل الى أفضل تقسيم إداري للدوائر الانتخابية، ولكن لا شيء يمنعنا من أن نصل الى أفضل الإصلاحات في القانون الانتخابي عبر مراقبة الانتخابات والمال والإعلام. نحن نطلب بإلحاح ان تتم هذه القضيّة، ويجب أن تتم".

ورأى ان "ثمة صعوبات في موضوع الحكومة، ولكن ليطمئنّ الجميع، نحن مصرّون على أن نكون على أفضل العلاقات مع رئيس الجمهورية، ولدينا المصلحة في أن يقرّ تأليف الحكومة سريعا. نصرّ على هذين الأمرين، والذين يريدون أن يكثروا الحديث والمواقف في الإعلام، نعرف أنهم هم من يعرقل ولديهم الخلفيات التي تجعل لديهم مصالح أخرى.

نحن مصرّون على الحل، هناك صعوبات وان شاء الله تتذلّل، ونحن موجودون لنساعد لا لنعرقل. يجب أن نحترم أصول توزيع الحقائب، هذا شيء مهمّ والا لما كان هناك استشارات ولا تكليف رئيس حكومة.

لا ازال أصرّ على القول لرئيس الحكومة المكلف (فؤاد السنيورة) إنه ليس خارج توزيع المسؤوليات، والمعطى له كصلاحيات وإشراف على المؤسسات يلزمه تعديل. لا يجوز لسلطة تنفيذية أن يكون لها حق التنفيذ وحق المراقبة. كل مؤسسات المراقبة خاضعة له، ويجب أن تخرج عن سلطته حتى تقدر على مراقبة المؤسسات التي يشغّلها هو.

لا يمكن أن يكون ديوان المحاسبة تحت سلطة رئيس الوزراء مهما كانت استقلاليته، ولا التفتيش المركزي ولا المجلس التأديبي. اما أن يأخذ المراقبة واما التنفيذ، ولكن أن يأخذ التنفيذ والمراقبة فهذا لا يجوز، ولا يجوز ايضا أن يكون مجلس الإنماء والإعمار هو المخطط والمنفّذ والمراقب ولا يخضع لمراقبة مالية. كل هذه الأمور الإصلاحية نريد أن ننجزها في المجلس الوزاري الجديد، وإذا لم تنجز تعرفون عندها من هو المسؤول عن الفساد وعن تخريب الإدارة، لأنهم لا يريدون الخضوع للمراقبة".

لياقة ديبلوماسية

وردا على سؤال عن زيارة رايس، قال عون: "هذا نوع من اللياقة الديبلوماسية، ولكن مجرّد مجيئها وجمع التلاميذ بالصف كما حصل هو تدخّل بذاته مهما كان الموضوع. لأن هناك سلطات رسمية يمكن أن تواجهها، فأنا لم أشاهد وزير الخارجية مثلاً. هذا موضوع كان يعني بالدرجة الأولى وزير الخارجية أو ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. اجتمعت بالباقين ولا نعرف لماذا".

وسئل لماذا لم تذكر رايس تشكيل الحكومة؟ فأجاب: "من قال انها لم تتحدّث؟ دائما هناك شقّان، الشق الذي لا تعرفينه هو شق التدخّل الصريح والواضح بالشؤون الداخلية، ثم يحكى بالأمور التي تهمّ الجميع".

وسأل: "كيف يكبّل رئيس الجمهورية؟ عندما يقول أحدهم هذه الكلمة فهي تهمة. فإذاً هذه التهمة يجب أن تكون مقرونة بشيء معيّن. كيف يعرقل دور رئيس الجمهورية؟ سمعت الشيخ أمين الجميل و(النائب) أنطوان زهرا والأستاذ (النائب) جورج عدوان، ان هذا الكلام لتعزيز دور رئاسة الجمهورية. ما هذا الكلام؟ هل عدّلوا سلطة الوزراء على وزاراتهم أو علاقة مجلس الوزراء بالجيش وبوزارة الدفاع؟ فإلى أي مدى كان له سلطة؟ من يؤلّف الحكومة اليوم؟ الرئيسان. اليوم بدأ الرئيس المكلّف يخرج عن أصول تأليف الحكومة، بدأ يقول هذه سلّة للمعارضة. كيف ذلك؟ نحن كتل ولسنا جبهة واحدة.

ما يعنيني هو توزيع الحقائب وفقًا لحقوق معينة ومعترف بها. وليس لدي فيتو على أحد".

إذاً هل ستقاطعون الحكومة إذا لم تتوصّلوا الى تشكيلها؟

- نحن لدينا مصلحة لتأليفها ونحن ليس لدينا فيتو على أحد.

إذا اعترضنا على أحد فهذا لا يعني أننا وضعنا عليه فيتو، ولكن يجب أن يعرف كل شخص لونه السياسي ولا يأخذ حصة من غير لونه السياسي.

قلت ان المشكلة ليست في توزير الوزير الياس المر بل في توزيع الحقائب. إذًا أنت تحلّل وزارة دولة على الياس المر وليس وزارة الدفاع؟

- أنا لا أعيّن، أقول اني أريد وزارة وقد طرحت حلاً، وهو وزير مسيحي وآخر مسلم للرئيس. يبقى للمعارضة وزيران، واحد مسلم والآخر مسيحي. ما الخلل في هذا الطرح؟

 

خليل في الرابية بحث في التشكيلة الحكومية

لقاء عون وسكاف وفرنجية ومخيتاريان وبقرادوني أطلق "مشروع اللقاء المسيحي الوطني"

النهار/اطلق امس من الرابية "مشروع اللقاء المسيحي الوطني" خلال اجتماع مسائي، حضره النائب العماد ميشال عون والنائب الياس سكاف والوزير السابق سليمان فرنجيه والامين العام لحزب الطاشناق هوفيك مخيتاريان والرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني، في حضور المسؤول عن العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. ويهدف المشروع الى "استكمال المشاورات المسيحية التي جرت العام الماضي"، واتفق على عقد "اللقاء المسيحي الوطني" في 4 تموز المقبل، السادسة مساءً في فندق "لورويال".

واصدر المجتمعون البيان الآتي: "في ضوء الاستشارات المسيحية الوطنية التي تمت في اواخر شهر تشرين الثاني 2007 والتي صدرت اثرها "وثيقة الطروحات المسيحية"، واستكمالاً للمشاورات والمساعي التي تمت منذ ذلك الحين بغية توحيد الصف والجهود وتركيز فكر سياسي ونهج مسيحي وطني استنهاضي، التقى في الرابية في تاريخ 17/6/2008 رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المرده الوزير السابق سليمان فرنجيه ورئيس الكتلة الشعبية النائب ايلي سكاف والامين العام لحزب الطاشناق هوفيك مخيتاريان، ودعوا الى اطلاق مشروع اللقاء المسيحي الوطني، على ان تعقد جلسته التأسيسية في 4 تموز المقبل، السادسة مساءً في فندق "لو رويال"، وكلّفوا اللجنة التحضيرية القائمة اجراء الاتصالات اللازمة لدعوة كل الاحزاب والفاعليات والشخصيات السياسية والاقتصادية والنقابية الى اللقاء المنشود.

ان الهدف كان وسيبقى تجميع المسيحيين في سياسة وطنية توحيدية جامعة تحافظ على الصيغة والميثاق والعيش المشترك، وتحفظ للمسيحيين دورهم الرائد ووجودهم الفاعل في وطنهم لبنان من ضمن تفاعلهم في محيطهم وانفتاحهم على العالم".

خليل

ومن زوار الرابية ايضاً، النائب علي حسن خليل، في حضور المسؤول عن العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. وبعد اللقاء قال خليل: "الحديث مع العماد عون تركز على التشكيلة الوزارية، ولا يزال الامر قيد النقاش والمتابعة".

سئل: هل هناك تباين في وجهات النظر بينكم وبين "التيار الوطني الحر"؟ اجاب: "لدينا والعماد عون رؤية واحدة للمسألة، هناك بعض التفاصيل تحتاج الى نقاش اكثر، ويجب ان ننظر الى الامر في سياقه الوطني الكبير، مقاربة الموضوع مختلفة تماماً، الموضوع يتعلق بالتشكيلة العامة للوزارة التي فيها 30 وزيراً".

سئل: هل هناك خلاف على الوزارات السيادية؟ اجاب: "جزء كبير من الموضوع تم حول ذلك، ولكن ليس الخلاف بين المعارضة. النقاش مفتوح حول كيفية توزيع الحقائب".

سئل: هناك من ربط ذكر (وزيرة الخارجية الاميركية) كوندوليزا رايس لموضوع شبعا والبيان الوزاري الذي يتضمن بنداً حول المفاوضة؟ اجاب: "موقفنا واضح من البيان الوزاري وخصوصاً البند الذي يتعلق بالمقاومة. وقلنا هذا للرئيس المكلف اثناء الاستشارات، وهذا موضوع لا تراجع عنه".

سئل: هل اطلعتم العماد عون على المحادثات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان؟ اجاب: "جزء من البحث تناول ما جرى امس بين العماد عون والرئيس سليمان وما سيجري خلال الايام المقبلة، والنقاش قائم والتركيز ليس على حقيبة واحدة بل على الموضوع كله".

 

أمن البقاع يضع العهد أمام استحقاق مبكر بري و"حزب الله" لم يظهرا بعد في بعبدا

هيام القصيفي     

النهار/تشكل الحالة الامنية المتوترة التي تعيشها منطقة البقاع الاوسط، أحد المرتكزات الاساسية للملفات الموضوعة على طاولة العهد الذي لا يزال طري العود.

وخطورة هذه القضية الامنية ان متفرعاتها في منطقة ذات حساسية مفرطة، يمكن ان تنذر بخطورة اكبر من الحوادث التي شهدتها بيروت والجبل، اذ لفتت معلومات امنية الى ان تصاعد وتيرة الحوادث المتنقلة من بلدة بقاعية الى اخرى، يمكن ان يدفع بالطرف المعارض الى اتجاه لحسم الوضع على الارض، "على غرار ما حصل قبل اتفاق الدوحة"، وخصوصا ان المعلومات التي تملكها المعارضة تتحدث عن اسلحة متطورة تملكها الجماعات الاصولية في البقاع، ولا يمكن المعارضة ان تقبل بوجودها. وفيما تتعثر كل المفاوضات الجانبية من اجل حل سلمي للفتنة المتنقلة، فإن اي فتيل امني قد يطيح كل انجازات اتفاق الدوحة، الذي يعلن جميع الاطراف تمسكهم به. وهنا يكمن الاستحقاق الذي يواجهه العهد الجديد، وخصوصا في غياب قائد الجيش وعدم تشكيل الحكومة المخولة اتخاذ قرار امني على مستوى معالجة اي انفجار امني. وفي معلومات امنية، ان ذيول ما جرى في بيروت والجبل لم تنته بعد، وان حركة تسلّح تنشط، في الجبل وبيروت والشمال، من دون قرار من قيادات الاكثرية، اذ ان ثمة انطباعا عاما تولّد لدى فئة كبرى من الموالين للاكثرية، ان حوادث 8 ايار لم تنته بعد نهائيا، وان اقتراب موسم الاستعداد للانتخابات النيابية قد ينذر بمضاعفات اكبر ان لم تستعِدْه البلاد قرارها الامني والعسكري سريعا، وخصوصا ان الانتخابات هذه المرة تجرى في دوائر صغيرة، وتكاد تكون مفصلية بالنسبة الى كل طرف لتثبيت أقدامه في مجلس النواب الجديد.

والوضع الامني هو احد ابرز ملفات العهد، لكن ارتباطه التلقائي بالملف الحكومي يضع العهد امام جملة استحقاقات تحتاج الى تدخل مباشر من رئيس الجمهورية، والا فان رصيد العهد الذي بدأ قبل اقل من شهر، سيكون على المحك، بحسب مصادر وزارية.

وبحسب هذه المصادر، فان العهد الجديد الذي جاء بأوسع دعم عربي ودولي، يحتاج حكما الى وتيرة سريعة من العمل المباشر والدخول على خط الملفات سريعا. فتأخير تشكيل الحكومة يساهم في تأخير بت كثير من المواضيع والملفات الاقتصادية والسياسية والامنية والديبلوماسية. وتنسب مصادر الاكثرية الى المعارضة عرقلة التشكيلة الحكومية لاسباب تتعلق بالوضع الاقليمي، تماما كما تتعلق بالوضع الداخلي، اي جعل الحكم "يتآكل" من الداخل، من اجل تقديم مزيد من التنازلات الحكومية ولاحقا الامنية.

وتشير المصادر الوزارية الى ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، من المؤيدين لدور اكبر لرئيس الجمهورية في الموضوع الحكومي لان البلاد لم تعد تتحمل هذا التأخير، فيما هو متريث في طلب اي دعم عربي للدفع في هذا الاتجاه، وخصوصا ان السنيورة بات يقيس بالميزان – بعد نصائح من قريبين منه – تحركَه الديبلوماسي والخارجي، بعدما برز بعض العتب على تفرد السرايا في بعض المواقف الديبلوماسية المتعلقة بملفات حساسة من دون التشاور مع رئيس الجمهورية.

وعلى رغم ان الجهاز الاداري لم يكتمل بعد في القصر الجمهوري، ولم تنته ورشة اعداد الملفات الفردية، وخصوصا ان لبنان مقبل على مؤتمرات دولية واوروبية، فان بعض العادات الحكومية، التي كانت سائدة منذ العهد الممدد للرئيس السابق اميل لحود، تسير حاليا في اتجاه مزيد من التطبيع مع القصر الجمهوري. وغياب هذا الجهاز كاد ان يتسبب بمشكلة مع بكركي بعدما كان رئيس الجمهورية ينتظر من البطريرك الماروني زيارة القصر قبل الزيارة البروتوكولية التي قام بها الرئيس للصرح البطريركي، الامر الذي جعل صفير يغيب عن مأدبة الغداء التي اقيمت على شرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وفي مقابل حرص السنيورة على زيارة بعبدا دوريا، فان رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري لم يزرها الا في الاطار الديبلوماسي خلال زيارة ساركوزي.

كذلك فان العلاقة مع المعارضة تسير بخطى بطيئة جدا. فحتى الساعة، لم يزر القصر الجمهوري اي وفد من "حزب الله" للتهنئة، وثمة من يذكر ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، لم يتوجه اليه بالتهنئة لانتخابه.

اما بالنسبة الى الرئيس نبيه بري، فهو ايضا لم يزر القصر الجمهوري ولم يستعد بعد التقليد الذي كان يتبعه كل اربعاء في العهود التي تلت اتفاق الطائف والوجود السوري في لبنان. وتشير اوساط مراقبة الى ان ثمة رغبة تبدو مستمرة لدى بعض اطراف المعارضة والموالاة الى تحييد رئيس الجمهورية، فيما هو يمتنع حتى الساعة عن الدخول فعليا في معترك الازمة الفعلية، واولها تشكيل الحكومة، ولم يسجل اي خرق في هذا المجال سوى التحرك في اتجاه العماد ميشال عون، الذي يعرف رئيس الجمهورية بانه لا يتحدث باسمه فحسب، وان حصر الازمة بينه وبين عون، يعيد تصويرها كأنها خلاف مسيحي على تقاسم الحصص الوزارية اليوم والانتخابية غدا، بين قائدين سابقين للجيش، واحد سكن القصر عامين، والآخر لم يدخله الا قبل اقل من شهر.

فمراوحة الازمة مكانها، لن تساعد الحكم في اول اطلالة سياسية له، ولا سيما ان المعارضة مصرة على رفض اسناد حقيبة الدفاع الى الوزير الياس المر، ومتشبثة بتوزير شيعي من حصة رئيس الجمهورية، وهو موقف سابق وحالي ومستقبلي بحسب اوساط قريبة من العماد ميشال عون. اي ان الازمة "راوح مكانك"، والامل الا ينعكس ذلك على وضع العهد الجديد، الذي فتحت له ابواب اوروبا والولايات المتحدة والعالم العربي على السواء.

 

 حركة التفافية على خطاب القسم وعلى الاستعادة الدبلوماسية لمزارع شبعا

عون في دور "الوصي على الرئاسة"

المستقبل - الاربعاء 18 حزيران 2008 - وسام سعادة

يستهجن العماد ميشال عون الاتهام الموجه اليه بأنه يعمل على "تكبيل" رئاسة الجمهورية.

حجّته وراء هذا الاستهجان أنه كان، وما زال، مطالباً شرساً بصلاحيات تنفيذية خالصة كانت لرئيس الجمهورية قبل الطائف. لكن تذكيره بهذه الحجّة لا يلغي حقيقة أن العماد عون، المطالب قبل شهرين، بادخال ما ينص على حصة حكومية وافرة لرئيس الجمهورية إلى صلب الدستور اللبناني، قد دفع بالأمور إبان اتفاق الدوحة الى حصر حصة رئيس الجمهورية بثلاثة وزراء، ثم انصب جلّ اهتمامه في مرحلة تشكيل الحكومة على وضع فيتوات على الأسماء والحقائب التي تعود إلى حصة رئيس الجمهورية، في ما من شأنه أن يكرّس "مؤسسة" فوق "المؤسسات"، وفوق رئاسة الجمهورية، "مؤسسة" يبتدعها العماد ميشال عون لنفسه، فيملي وينهي على أساس أنه "الوصي على الرئاسة". معادلته هي: ما دامت الصلاحيات يصعب اعادتها لرئيس الجمهورية، كون الأخير شخصاً غير العماد ميشال عون، فينبغي نقل ما بقي لدى رئيس الجمهورية من صلاحيات بعد الطائف، الى "الوصي على الرئاسة"، الذي هو تحديداً ميشال عون، لا أحد سواه.

التكبيل يقابله الاستيعاب

فالعماد ميشال عون قرّر في نهاية العام الماضي أن يأخذ بحرفية ما طرحه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير على سبيل التقدير والمجاملة.

ناشده كوشنير يومها بأن يكون "صانع ملوك لا ملك"، فإذ بالعماد ميشال عون يكتم غيظه ثم يحوّل هذه المجاملة إلى "صكّ" يعطيه دور "المرشد" لرئاسة الجمهورية، ما دام يصف نفسه "بالبطريرك السياسي" للمسيحيين.

تندرج "الوصاية على الرئاسة" التي يقوم بها عون في اطار حملة الالتفاف على خطاب القسم، وتطويق الحراك السياسي لرئيس الجمهورية. وهي حملة كان قد أطلقها السيد حسن نصر الله في أول أيام العهد الرئاسي الجديد. كلمة السرّ في خطاب القسم: "كانت" المقاومة. و"كانت" موضع اجماع. جاء الرد من نصر الله: المقاومة دائمة، ولا حاجة لها لنيل الإجماع.

لكن ما لم يصرّح السيد نصر الله به جهاراً، هو أن رئاسة الجمهورية في مرحلة "ما بعد الفراغ" قد صارت بحاجة إلى "تقييد"، وأن العماد ميشال عون خير من يقوم بعملية "التقييد" هذه، مرة اذ يتبنى وصفه بـ"صانع الملوك"، ومرة اذ يصنف تياره "حزباً للرئيس"، رغماً عن الرئيس.

بيد أن منطق "الوصاية على الرئاسة"، أو منطق التكبيل، ما زال يجابه بروح "استيعابية" من طرف الرئيس ميشال سليمان، الذي من مصلحته أن يكون كل المسيحيين من "حزب الرئيس".

السؤال الذي يطرح نفسه عندها: كم تدوم مرحلة "امتناع" العماد عون عن التعرّض مباشرة للرئيس العماد ميشال سليمان؟ واهم من يعتقد أنه بمستطاع العماد عون الامتناع طويلاً.

فإذا كانت الحالة العونية ما زالت تحرص على بذل كل عنف لفظي بوجه الأركان المسيحيين لـ14 آذار، غير متورعة عن نكء جراحات الحرب في منطقة الشمال، وإذا كانت قد أدمنت التشنج الطائفي المسيحي ـ الإسلامي منذ سنوات، خلافاً لتقاليد العمل العوني "اللاطائفي" في التسعينات، فإن هذه الحالة تتخوف أكثر ما تتخوف من المنطق "الاستيعابي" للعماد ميشال سليمان. هذا المنطق الاستيعابي والهادئ والوقور يفقدها ذاتها، ويسلبها جمهورها وامتدادها شيئاً بعد شيء.

المزايدة ضد التوطين

لأجل ذلك، يعيد عون تلميع سلاح "مكافحة التوطين" ليعكّز عليه أكثر مما قام به العماد إميل لحود على امتداد تسع سنوات. هو يلجأ الى المزايدة اللفظية في هذا الإطار، لا سيما بعد خروجه بالأمس من اجتماع كتلته، وبازاء كل من رئيس الجمهورية والبطريرك صفير. لكن هل من الميسور المزايدة على صاحب الانتصار في نهر البارد انطلاقاً من شعار "مكافحة التوطين"؟

في هذه اللحظة بالذات، يلجأ العماد ميشال عون الى هذا الشعار، لقطع الطريق أمام معادلة "الانسحاب من مزارع شبعا في مقابل بدء المناقشة الجدية لمسألة سلاح المقاومة"، أي المعادلة التي أوحت بها الزيارة المفاجئة والخاطفة لوزيرة الخارجية الأميركية إلى بيروت، والتي يمكن أن ترفد العهد الجديد بدفعة حيوية أساسية: عودة مزارع شبعا.

لقد جاءت زيارة وزيرة الخارجية الأميركية ليس كمجرد "جرعة دعم" للفريق الأكثري في لبنان، وليس أبداً "كرسالة وداع"، وإنما كتجذير لما كنا شهدناه في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية من حضور دولي كثيف في قبالة الحضور الإيراني ـ السوري. مغزى الزيارة بسيط وواضح: لستم وحدكم. لست وحدكم في هذه المرحلة التي يحكى فيها عن مساع جدية لتثمير تسوية سورية ـ اسرائيلية. لستم وحدكم، ومن السوية بمكان أن تعاد مزارع شبعا قبل الجولان. عودة مزارع شبعا الى لبنان تزيد من احتمالات تسوية حقيقية بشأن الجولان.

تستشعر المعارضة بأن ثمة ما يحضّر جدياً لافقادها ورقة مزارع شبعا، وهو ما يقلق سوريا بالدرجة الأولى، لأن انسحاباً اسرائيلياً من المزارع من شأنه أن يرفع من سقف الشروط الاسرائيلية لاتمام الصفقة الكبرى مع سوريا، وهي صفقة دونها الكثير من المصاعب، لكن ما عاد يسهل على سوريا التراجع عن المناخ الجديد الذي أرسته المفاوضات التي ترعاها تركيا.

ما عاد التخفف من مساعي التسوية بسهولة ما حدث بعيد فشل مفاوضات شيبرز تاون بين باراك والشرع، أو بعيد فشل قمة جنيف بين الرئيسين بيل كلينتون وحافظ الأسد. إن أي تراجع عن المسار التفاوضي الحالي من شأنه أن يعيد الموقف الفرنسي من دائرة الانفتاح الى دائرة التشدّد، بلمحة برق، بل حتى العلاقات التركية السورية ستصاب بالضرر، فيما لو كانت الكلمة الأخيرة في أمر التسوية الاسرائيلية ـ السورية تحتفظ بها طهران.

وعند هذه العتبة أيضاً، فإن الحاجة الى العماد عون غير قليلة في اطار "المحور السوري ـ الايراني". فـ"الوصي على الرئاسة"، هو أيضاً "القائم بالمحور"، ولم يكذّب الجنرال البرتقالي خبراً: ربط شرعية المقاومة بمسألة التوطين، لا بمشكلة حدودية كمزارع شبعا وتلال كفرشوبا

 

الكتائب" ينتقد حلقة الـ"OTV" عن إهدن: ما هكذا تكون مصالحة وطنية أو مسيحية

المستقبل - الاربعاء 18 حزيران 2008 - استهجن "حزب الكتائب" في بيان أمس "الطريقة التي اعتمدتها محطة "VTO" في تذكير الناس بإحدى فواجع الحرب اللبنانية وما أكثرها، فاجعة إهدن قبل ثلاثين عاما، تحت عنوان المجزرة والمغفرة"، متمنعا عن الرد "لانه لا يرى ان بهذه الطريقة ينهض لبنان من كبوته او تكون هناك مصالحة وطنية او مسيحية او مارونية خصوصا". وتساءل عن "الفائدة التي توختها المحطة الكريمة، من المشاهد المثيرة التي قدمتها سواء كان من الناحية الاعلامية او السياسية او الوطنية والانسانية، وبخاصة في هذه الظروف التي يمر فيها البلد، هذا فضلا عن انها لم تكن امينة في تقديم اقوال من طلبت رأيهم في الذكرى الاليمة، ولا كانت موضوعية وعادلة وجاء مضمونها مخالفا لعنوانها".  وقال: "ان الحزب اذ يمتنع عن أي رد أو توضيح أو تذكير مماثل بمجازر وفواجع مماثلة تعرفها محطة "VTO" وتعرف ابطالها من احياء واموات، فلانه لا يرى ان بهذه الطريقة ينهض لبنان من كبوته او تكون هناك مصالحة وطنية او مسيحية او مارونية خصوصا، والوقت وقت تحريض على المصالحة والوئام لا على الثأر والانتقام". أضاف: "ان الحزب لا يرى خاتمة لمآسي لبنان واحزانه الا على النحو الذي قدمه في ذكرى 13 نيسان الاخيرة عندما دعا خصوم الامس جميعا الى التلاقي في بيت الكتائب تحت شعار المصارحة والمصالحة، الى الصفح المتبادل مقرونا بالاعتراف المتبادل بالاساءة فقدم نموذجا حيا عن المصالحة الحقيقية التي يجب أن تعم لبنان كله". وتابع: "اما الشهادة للشيخ بشيرالجميل بانه كان شهيد الـ 10452 كيلومترا مربعا، فقد اجمع عليها اللبنانيون فضلا عن انها دخلت التاريخ من هذه الاعالي".

 

اتفاق الدوحة: مأزق الممانعة والممانعين

محمد علي مقلد

المستقبل - الخميس 19 حزيران 2008

الممانعة غير المواجهة: سبق أن كتبنا في الفرق بين الممانعة والمواجهة (في كتابنا: اغتيال الدولة)، أن الممانعة هي صيغة لتأجيل الاستسلام أو لتمويه، ذلك "لأن حركة التحرر الوطني العربية كانت قد اختارت في صراعها مع جبهة أعداء الخارج سلوكاً هجومياً بدأ مع تأميم قناة السويس واستمر حتى حرب تشرين 73، وكانت آفاق تلك السياسة مفتومة على مشروع التحرر، وبعده على تجاوز المشروع الرأسمالي. بعد هذا التاريخ ساد في أدبيات الصراع مصطلح الممانعة، وهو يعني البقاء في موقع الصمود، من غير التصدي، إزاء ما يطرح من مشاريع لتسوية القضية الفلسطينية وقضية الأراضي العربية المحتلة. والممانعة تعني عدم الاستسلام لمخططات أعداء الخارج. لكنها، في ظل سياسة الصمت وعدم المبادرة، كانت تعني انتظار تغييرات في معطيات الصراع من دون أن يكون لحركة التحرر أو لما تبقى منها أي فعل فيها أو تدخل أو مبادرة لتعديل هذه المعطيات لصالح القضية العربية، ما جعل سياسة الممانعة تعني تأجيل الاستسلام فحسب وليس رفضه. إنها إذن استسلام مبكر، أو استباقي، راحت تعكر صفوه سياسة مواجهة لبنانية فلسطينية، نعتت حينذاك بأنها سباحة ضد التيار، واستمرت حتى الاحتلال الإسرائيلي لبيروت، لتبدأ حلقة جديدة من المواجهة جسدتها المقاومة الوطنية اللبنانية ضد القوات الصهيونية. وبهذا المعنى لم يكن إعلان قيام جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية أمراً ثانوياً، وبهذا المعنى أيضاً بدت المقاومة الإسلامية في لبنان موزعة بين خياري الممانعة والمواجهة، وهو ما أكدته أحداث ما بعد تحرير الجنوب اللبناني".

لم يعد سراً أن التنافس بين سياسة الممانعة وسياسة المواجهة أفضى الى انتصار حققته الأولى فألغت المقاومة الوطنية ودجّنت المقاومة الإسلامية، وسعت الى إرجاء كل المعارك، تحت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" لأن "أم المعارك" لدى الممانعين مؤجلة بانتظار الاستسلام الرسمي، أو التسوية الرسمية.

وقائع الممانعة تفسر اتفاق الدوحة

صار من نافل القول ان مجموعة عوامل دولية وإقليمية ومحلية هي التي أفضت الى اتفاق الدوحة، وهي نوعان، نوع هو من بديهيات الوقائع السياسية، والثاني من قبيل الفرضيات والاستنتاجات. أما عوامل النوع الأول فمنها على سبيل العد لا الحصر:

1 ـ العلاقات الأميركية الإيرانية، وهي، من جهة، صراع على النفط وعلى التخصيب النووي وعلى النفوذ في أفغانستان والعراق ومنطقة الخليج ولبنان، ومن جهة ثانية مفاوضات جارية بين الطرفين، عبر الأزمة العراقية وسواها أو عبر الممرات الدبلوماسية، وكان آخرها ما تناولته وسائل الإعلام عن عروض سخية تقدمت بها إيران ورفضتها أميركا لأنها تريد المزيد، أو قيل ان أميركا تقدمت بها وإيران تريد المزيد.

2 ـ العلاقات الأميركية السورية، وهي، من جهة، صراع على النفوذ في لبنان وفلسطين والعراق، ومن جهة ثانية، مفاوضات مكشوفة بين إسرائيل وسوريا عبر تركيا، ورغبات سورية بنيل البركة الأميركية، وأميركا تريد المزيد.

3 ـ التنافس التركي الإيراني على النفوذ في المنطقة العربية، كاستعادة للنزاعات القديمة في العصر الوسيط.

4 ـ الصراع العربي الإسرائيلي وتجلياته وما يتحدر منه من نزاعات عربية عربية، منها ما يحصل داخل فلسطين المحتلة بين حماس والسلطة الوطنية، وامتدادات ذلك الى المحيط العربي الإيراني.

5 ـ الصراع الدولي على النفوذ في المنطقة، وعودة الدور الروسي مجدداً بعد غيابه في العقد الأخير من القرن الماضي، وفي هذا الإطار يمكن أن يندرج التنافس المضمر أو التعاون القائم بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

6 ـ الصراع الداخلي على مستقبل الدور اللبناني في قضايا المنطقة: الصراع بين الوطن والساحة، وتجليات ذلك في الانقسامات المذهبية والطائفية، بين دولة القانون ودولة المحاصصة.

7 ـ الصراع ضد الإرهاب، والصراع على موضوع المقاومة، إلخ...

هذه العوامل هي من الصنف السهل الذي بإمكان أي مبتدئ في السياسة (فكيف بالخبير؟) أن يغرف منه وأن يضيف إليه عوامل أخرى من نوع منعطف الولاية الرئاسية في أميركا، وكذلك الانتخابات في إيران، أو الأزمة الاقتصادية العالمية وتجلياتها الحالية في ارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط، إلخ، وهي أزمة تذكر الثوريين دوماً بأزمة العشرينات من القرن الماضي، إلخ...

أما العوامل المضمرة فهي فرضيات نبني عليها تحليلنا ونستخلص منها استنتاجاتنا.

أولاً: الأحادية القطبية

مع انهيار الاتحاد السوفياتي، انتهى، أو أرجئ الى أجل غير مسمى، عصر الثورات والانقلابات الثورية، وكذلك عصر الانقلابات الرجعية. فالثورتان الفرنسية والاشتراكية وحدهما هما الثورة أما سواهما فليس إلا مجرد انقلابات كانت تقودها الجيوش أو الانتفاضات الشعبية (اننا نعتمد مقولة سمير أمين بوجود ثلاث ثورات فحسب في العصور الحديثة، الفرنسية والسوفياتية والصينية). ثورات النوع الاول زعمت انها كانت تغير، أو تسعى إلى تغيير بنية المجتمع سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وتنقله من نمط إنتاج إلى نمط آخر، فيما النوع الثاني كان يكتفي بتغيير السلطة الحاكمة دون المساس ببنية النظام، ولذلك فهو كان يكتفي من الثورة بشبهتها. وللدقة، كانت أشباه الثورات تأخذ من الاشتراكية أسوأ ما فيها، أي الاستبداد المخابراتي وحكم الحزب الواحد، ومن الرأسمالة أسوأ ما فيها، أي البيروقراطية والفساد والاستغلال المتوحش. ثوراتنا العربية التي حكمت عقولنا قرناً أو ما يقربه، هي مسخرة الثورات. بل تشويه للمعاني الثورية في كل ثورة. ثم جاءت الثورة الإيرانية لتضيف إلى انقلابات الحركة القومية العربية انقلاباً جديداً (الخمينية في إيران تشبه إلى حد كبير الناصرية في العالم العربي). وما أحداث القرن الماضي في شرقنا العربي سوى انقلابات أو تنويعات على الانقلابات العسكرية، سيان إن قام بها أصحاب القبعات العسكرية واللحى اليسارية الثورية أو أصحاب العمائم والقلنسوات واللحى الدينية التراثية.

يبدو هذا في نظر البعض تفاصيل من خارج الموضوع. لكنه، في نظرنا، يمثل جوهر المشكلة. الثورة، بما هي تغيير جذري (مزعوم أو حقيقي) كانت تفتح أفقاً على المستقبل أو تزعم ذلك، وتخترق الحدود التي ليست حدوداً زمانية فحسب، بل حدود مكانية بالدرجة الأولى، فالثورة الفرنسية، أي الرأسمالية، انطلقت من أوروبا لتعم العالم، وأطلقت حضارة لا يمكن لها أن تسود إلا إذا عمت العالم (ماركس). والثورة الاشتراكية كانت تطمح بدورها إلى أن تعم العالم. أما أشباه الثورات فقد اندلعت داخل آفاق مغلقة، ولم تكن تملك من المقومات ما يمكنها من اختراق حدود زمانها ومكانها. إنها مجرد محاولات ارتدادية لاستعادة مجد ضائع وحق سليب، بل هي تكرار مضحك لتجارب السلف، الصالح أو الشرير، سلف الدولة السلطانية أو الإمارات أو الممالك أو الامبراطوريات، أو إن انحدرت، فهي دولة القبيلة أو دويلات العائلات والبطون والأفخاذ.

الصراع على لبنان هو في جزء منه، صراع ضد من يحاول اختراق حدود الزمان والمكان، أي ضد الثورة الرأسمالية، ضد أعلى مراحلها، أي الامبريالية بحسب التعبير اللينيني، وضد ربيبتها إسرائيل، وضد أشباه الثورات، أما الذين يواجهون الامبريالية فهم يواجهونها بآفاق محدودة بل مقفلة، وهم يحاولون فتحها بالوهم. بالوهم لأنهم إن فتحوا تلك الآفاق فسيجدون انهم قاتلوا الامبريالية ليقعوا بالذات في حضنها، أو ليدوروا في فلكها، أو ليكونوا في أحسن الأحوال جزءاً من منظومتها. إذن إن صراعهم معها هو صراع على السلطة والنفوذ، وليس صراعاً من أجل تغيير العالم نحو الأفضل، على غرار ما فعلت الرأسمالية أو حاولت الاشتراكية، أو من أجل مشروع للبشرية أكثر انسانية وأقل توحشاً. لهذا كان محكوماً على الذين يقاتلون، داخل لبنان، وعلى الذين يقاتلون خارجه، على المنوال ذاته، تحت شعارات العداء للامبريالية والصهيونية والاستعمار (أي على غرار من يكبر حجره، أو عدوه تمثلاً بعنترة) أن يذهبوا إلى الدوحة (وغداً قد يذهبون إلى سواها) ليوقعوا هدنة أو اتفاقاً أو صلحاً، والأسوأ إن سموه صلحاً، لأنه صلح وعناق وتعاون!!! مع "عملاء الامبريالية والصهيونية والاستعمار".

في المعارضة اللبنانية طرف يزعم انه يقود "ثورة" أو انه امتداد لثورة، لكنه أخذ من الثورة طموحها وأحلامها، وأخذ منها مأزقها أيضاً. ومأزقها متعدد الوجوه. أولاً هي ليست ثورة بل مجرد انقلاب قام به المعممون، ولم يطرحوا برنامجاً للتغيير إلا على مستوى السلطة. اقتصادهم توليفة من الرأسمالية والاشتراكية، وسياستهم، مهما تطرفت واستعانت بعلم الغيب، محكومة بالقوانين الوضعية وبموازين القوى الأرضية والعلوم السببية، ثانياً هي محدودة في جزء من الجغرافيا الشيعية، إذن هي ليست ثورة إلا في وهم أصحابها، وبالتالي فهي من غير أفق. وهي حتى لو قيض لها أن تنجح عسكرياً داخل حلبات صراعها فلن يكون أمامها إلا أن تدير شؤون الأرض التي تسيطر عليها، من ضمن الخيمة العالمية وليس خارجها، أي خيمة القوانين الدولية وموازين القوى المحلية والاقليمية والدولية.

إذا كان هذا هو شأن من يملك، ولو وهماً، مشروع ثورة، فكيف بأطراف اخرى داخل المعارضة اللبنانية لا يملكون مشروعاً، بل يكتفون بكونهم وكلاء لسواهم ممن يملكون مشروعاً. انهم جميعاً محكومون إذن، بالمضي نحو الاتفاق مكرهين بإرادة سواهم، إن لم يكن في الدوحة ففي سواها من العواصم.

ثانياً: إسرائيل وتبديل الدور والموقع

كرّست حرب الخليج الأولى الأحادية القطبية والهيمنة الأميركية على العالم. بفعل هذه الهيمنة وبفضلها (للأسف) حصل مؤتمر مدريد واتفاقه، وبموجبه حصل انقلاب جذري في السياسة الدولية وفي موقع إسرائيل من خريطة العالم الرأسمالي.

قبل مدريد كانت إسرائيل مشروعاً صهيونياً بالدرجة الأولى، ومشروعاً يخدم مصالح الرأسمالية العالمية، أي الامبريالية، بالدرجة الثانية. بعد مدريد تبدلت الأولويات: صارت إسرائيل في نظر الغرب مشروعاً امبريالياً بالدرجة الأولى وبإمكانه أن يوظف إمكاناته، التي هي إمكانات امبريالية، في خدمة المشروع الصهيوني، وهذا ما يفسر قبولها رسمياً (وليس عملياً) بالأرض مقابل السلام. يعني أنها أقرت بالتراجع عن سياسة التوسع (وهي السياسة التي تميز بها المشروع الصهيوني منذ البداية) لحساب توسيع رقعة المشروع الامبريالي الذي سميت نسخته المحلية بالشرق الأوسط الجديد، ذلك لأن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد بحاجة إلى وسيط يلعب دور الهراوة في الشرق العربي، خصوصاً بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتحول حلفائه وحلفاء أميركا معاً إلى فريق واحد، إن اختلف أفراده فهم يختلفون تحت الخيمة الأميركية، وإن اتفقوا فهم يتفقون تحت عباءتها.

مؤتمر مدريد سعى بموازين القوى الجديدة التي كرسها إلى أن يجعل الصراع مع إسرائيل صراع حدود فحسب لا صراع وجود. غير أن الفريق المتشدد في إسرائيل أصر على مشروعه الأصلي (الأصولي)، أي الصهيوني، ولم يرض بأن تصير إسرائيل دولة كسائر دول المنطقة تابعة للمشروع الامبريالي، وتمسك بمقولة شعب الله المختار ودولته المختارة، كما أن فريقاً من المتشددين العرب، ثم الإيرانيين اخيراً، رفضوا العرض الأميركي الذي من دونه لم يكن ممكناً لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تدخل إلى الأرض المحتلة وتقيم عليها حكماً ذاتياً وإن بشروط إسرائيلية أميركية.

المتشددون على طرفي الحدود حاولوا، لكي يواجهوا المشروع الأميركي، أن يغيروا شروطه. حاولوا إلغاء الاتفاق بإلغاء الموقعين. إسرائيليون قتلوا رابين، أما ياسر عرفات فحوصر بهدف تحجيمه شعبياً وسياسياً، وقيل إن حصاره من قبل إسرائيل كان يبغي اغتياله، أما حصاره عربياً فلتجريده من صفته التمثيلية.

منذ مدريد تغيّر مضمون الصراع العربي الإسرائيلي، فلم يعد أفق الانتصار الإسرائيلي (إن حصل) مفتوحاً على احتمالات التوسّع الجغرافي، ولا الانتصار العربي، أو الإيراني (إن حصل) مآله إزالة إسرائيل (حتى لو كانت تصريحات الرئيس الإيراني تخالف ذلك). ضاقت إذن مساحة المناورة، وانحصرت الأهداف السياسية من أية معركة عسكرية ضمن حدود تحسين شروط المفاوضات.

لم يعد للسلاح إذن لا الدور ذاته ولا الجدوى ذاتها. بل صار الهدف من استخدامه (خصوصاً بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، باستثناء مزارع شبعا) محصوراً في تحسين شروط التسويات المحتملة. إذن كان من الطبيعي، بعد الإعلان عن مفاوضات مكشوفة بين سوريا وإسرائيل عبر تركيا، وبين إيران وأميركا ضمن القنوات الديبلوماسية، أن يرتد السلاح إلى الداخل اللبناني، على صورة استعراض قوة مسدودة آفاقه بالحدود المرسومة بين الطوائف، وبالتصميم على تفادي الحرب الأهلية، وبات من الطبيعي بالتالي أن تضغط الظروف الاقليمية الميالة إلى أجواء التفاوض على المعارضة اللبنانية للتوقيع على اتفاق الدوحة. لكن ما لم يبد طبيعياً هو أن المعارضة اللبنانية لم تنتبه إلى أن توقيعها على الاتفاق لم يكن فحسب ترجمة لموازين قوى جديدة نجمت عن الاستعراض العسكري في بيروت بل، قبل ذلك، عن الضغوط الخارجية التي بدأت على شكل نصيحة سورية وانتهت بتدخل إيراني مباشر أكثر من مرة خلال مؤتمر الدوحة.

ثالثاً: أوهام المشاريع الدينية والعسكرية

المشروع الوحيد الذي يتوهم أصحابه أن آفاقه مفتوحة على المستقبل، ومفتوحة على الجغرافيا، هو مشروع "حزب الله" المتعلق بولاية الفقيه والمهدي المنتظر. وهو ليس مشروعاً لسائر أطراف المعارضة اللبنانية. وإذا كان تحقيق هذا المشروع يشبه اليقين الايماني لدى أصحابه، فهو في نظر حلفائه السياسيين وخصومه الدينيين والسياسيين مجرد اعتقاد ديني، بل مذهبي، يشبه كل المعتقدات الغيبية السائدة لدى كل الفرق الدينية التوحيدية وغير التوحيدية. وبالتالي فإن حشر هذا الاعتقاد داخل متاهات السياسة اللبنانية والشرق أوسطية لن يكون في مصلحة المعتقد ولا في مصلحة مشروعه السياسي. لذلك كان من الطبيعي أن ينكفئ طموح أصحاب المشروع، بل أن يفرض عليهم الانكفاء بمجرد احتكاك الفكرة بالواقع اللبناني المعقد الذي سبق لمشروع المارونية السياسية أن تحطم على صخرة تعدده الطائفي، وتراجع بعد أن كلف لبنان أثماناً باهظة. المشروع السياسي الشيعي يشبه مشروع المارونية السياسية، ومن الضروري أن تستفيد الشيعية السياسية من تجارب سواها، وأن تستفيد، على نحو خاص، من حقيقتين اثنتين:

الأولى: انسداد الأفق أمام الانقلابات الطائفية والعسكرية في لبنان لأنه وطن قائم على التنوع.

الثانية: حل الأزمة اللبنانية رهن بقيام دولة القانون والمؤسسات، دولة الحريات الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والكفاءة وتكافؤ الفرص، وفي ظل هذه الدولة السيدة المستقلة تتحدد سياسة لبنان الخارجية التزاماً بالقضايا العربية، وفي الطليعة منها قضية فلسطين، وتتحدد علاقاته الدولية الاخرى خصوصاً علاقاته مع إيران.

أما المهزلة الأكبر فتتمثل، لا في كون الثورة مجرد وهم في رؤوس أصحابها، بل في تحولها إلى كابوس في رؤوس سواهم من خصوم الشيعية السياسية، الذين راحوا يعدون العدة لمواجهتها.

إنها لا تحتاج إلى مواجة، بل إلى تسهيل طريقها لتصطدم وحدها بحائط الحقيقة (حسناً فعلت قوى الأكثرية التي لم تواجه عسكرياً). انها موجة، ولو طويلة المدى، لن تتكسر إلا على شاطئ الواقع، وهي ككلّ موجة لا تتكسر في منتصف طريقها إلى الشاطئ، بل هي لا تتكسر إلا إذا بلغت مداها واصطدمت باليابسة. كان على الذين واجهوها أن يبحثوا عن "دوحة" ما، لا أن يستدرجهم الوهم مثلما استدرجها إلى شوارع بيروت. كان عليهم أن يستدرجوا انقلاب الممانعة إلى شاطئ الحقيقة الوحيد، وهو أن لبنان عصي على الثورات والانقلابات وأشباه الثورات، وعلى كل أنواع الاحتلالات، وأن الديموقراطية فيه تبقى حية بفضل التعدد الطائفي. أما نحن العلمانيين، فعلينا أن نتعلم أيضاً من مهزلة "نضالنا" ضد الطائفية، ومهزلة ما آل إليه هذا النضال، تكريساً لمذهبية ما داخل النظام، لأننا جعلناه ضد الطوائف، أو ضد بعضها بعضاً، وأغفلنا الدور الخطير الذي كان يقوم به المحاصصون من ممثلي الطوائف. إن علينا إذن أن نكف عن قتال الطوائف، وأن نواجه من يتحاصصون السلطات ويتوزعونها ليهيئوا الوطن إلى حرب أهلية كل عقد أو عقدين، وأن نبحث عن سبل تعزز قيام وطن ومواطنية، وتعزز وجود دولة، لا ضد الطوائف بل عابرة للطوائف، وضد المتاجرين باسم الطوائف

/19 حزيران/08