المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 3 حزيران 2008

إنجيل القدّيس مرقس .20-15:16

وقالَ لَهم: «اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين. فمَن آمَنَ واعتَمَدَ يَخلُص، ومَن لَم يُؤمِنْ يُحكَمْ عَليه. والَّذينَ يُؤمِنونَ تَصحَبُهم هذهِ الآيات: فبِاسْمي يَطرُدونَ الشَّياطين، ويَتَكَلَّمون بِلُغاتٍ لا يَعرِفونَها، ويُمسِكونَ الحَيَّاتِ بِأَيديهِم، وإِن شَرِبوا شَراباً قاتِلاً لا يُؤذيهِم، ويضَعونَ أَيديَهُم على المَرْضى فَيَتَعافَون». وبَعدَ ما كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ يسوع، رُفِعَ إِلى السَّماء، وجَلَس عَن يَمينِ الله. فذَهَبَ أُولئِكَ يُبَشِّرونَ في كُلِّ مكان، والرَّبُّ يَعمَلُ مَعَهم ويُؤَيِّدُ كَلِمَتَه بِما يَصحَبُها مِنَ الآيات

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 2 حزيران 2008

البلد

اوساط اجتماعية وشعبية تعلن استياءها من اداء زعيم سياسي موال حيال التطورات السياسية الأخيرة .

توقفت اوساط دبلوماسية عند الحوادث التي استهدفت الجيش أخيرا ةتساءلت ان كانت رسائل موجهة الى رئيس الجمهورية .

يدور في اوساط سياسية حديث عن احتمال تجدد المواجهات في الشارع البيروتي اذا لم يحصل تغيير سياسي نوعي يحد من احتقان الشارع .

الشرق

ديبلوماسي عربي استبعد حصول توتر داخلي في النصف الثاني من العام الجاري لكنه اكد ان الهدوء الحذر سيستمر طالما بقيت امور عالقة امام مؤتمر الحوار!

احزاب استعادت انشطتها الميدانية بأسماء وعناوين مختلفة كانت استخدمتها في سنوات الحرب.

شخصيات عربية زارت لبنان في الآونة الاخيرة بصورة متكتمة.

النهار

يتبين ان موافقة العماد ميشال عون على اعتماد القضاء دائرة انتخابية مع استثناءات يعود الى وعد "حزب الله" له بان يكون له رأي في اسماء المرشحين في اقضية مرجعيون - حاصبيا، وبعلبك - الهرمل، والبقاع الغربي - راشيا.

يرى مسؤول برلماني سابق ان إلقاء الرئيس بري خطابا في الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية يشكل مخالفة بروتوكولية اذ ان الجلسة مخصصة لخطاب واحد هو خطاب القَسم فقط.

طرح مرجع رسمي في معرض البحث في موضوع سلاح المقاومة تحديد المناطق التي يسمح فيها بوجود هذا السلاح من دون مناطق اخرى.

السفير

وجهت نصائح الى مرجع كبير بعدم التنقل خلال المرحلة المقبلة ما دفـعه الى إلغاء العديد من الزيارات التي كان يعتزم القيام بها.

بدأت القوى الأمنية تنفيذ الإجراءات الجديدة القاضية بتخفيف عناصر الحماية حول السياسيين والنواب والصحافيين الذين تم توفير حمايات "غير طبيعية" لهم في المرحلة الماضية.

كلف العديد من الكتل النيابية شركات مختصة القيام باستطلاعات رأي في المناطق التي سيشملها التغيير في الدوائر الانتخابية بحسب اتفاق الدوحة.

المستقبل

تُسجّل مصادر متابعة أن الديبلوماسية الأوروبية تتميّز منذ فترة غير قصيرة بعدم الاستقرار بل هي تُقدم على خطوات مفاجئة بين حين وآخر.

أجمعت شخصيات سياسية على اعتبار الحادثَين الأمنيَين في الشمال وعين الحلوة أول من أمس تحدياً لخطاب القسم من ناحية ومحاولةً لاستنزاف المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية من ناحية ثانية.

أملت أوساطٌ عدة ألاّ يكون الإفراط في الإيجابية إعلامياً من جانب جهات معيّنة غطاء ل " مناورة" سياسية قيد التنفيذ.

اللواء

تدور في بعض الأوساط البيروتية مناقشات هادئة حول الأحداث الأخيرة بهدف استخلاص الدروس والعِبر والتوصل إلى رؤية مناسبة للمرحلة المقبلة!·

استغرب قطب شمالي معارض ما يتردّد حول توزير نجله في الحكومة العتيدة، مؤكداً أن أحداً لم يتصل به حول هذا الموضوع لا من الأكثرية ولا من المعارضة!·

لم تنفع الوساطات في تطويق الخلافات داخل تكتل نيابي بسبب تنافس اثنين من أعضائه على دخول الحكومة الجديدة!·

 

وفد فاتيكاني في بيروت في 20 الجاري لتطويب أبونا يعقوب

ومؤتمر صحافي الاربعاء لاعلان برنامــج الاحتفـــالات

المركزية - يزور لبنان في 20 الجاري وفد فاتيكاني برئاسة رئيس مجمع الكنائس الكاثوليكية الكاردينال ليوناردو ساندري لتمثيل قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في احتفالات تطويب المكرم الاب يعقوب الكبوشي في بيروت، وللمرة الاولى خارج حاضرة الفاتيكان حيث سيرأس الاحتفال رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال خوسي سارايفا مارتينس. وللغاية، يعقد قبل ظهر الاربعاء مؤتمر صحافي للاعلان عن برنامج الاحتفالات.

وفي خلال وجوده في بيروت يجري الوفد اتصالات بعدد من القيادات والمسؤولين السياسيين والروحيين ويعقد لقاءات مع رؤساء الطوائف عارضاً لوجهة نظر الكرسي الرسولي من الحوادث التي حصلت اخيرا والنتائج التي آلت اليها وصولا الى اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس للجمهورية بعد اكثر من ستة اشهر على الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، أرفع موقع مسيحي في الدولة.

ويتخلل الزيارة اجتماع مع الرئيس العماد ميشال سليمان يقدم في خلاله الوفد التهانئ بانتخابه ويؤكد وقوف الفاتيكان الى جانبه ودعم خطواته لإعادة الاستقرار والهدوء والسلام الى ربوع لبنان، بعدما كان اكد هذا الدعم اثناء جلسة انتخاب الرئيس من خلال مشاركة وزير خارجية الفاتيكان دومينيك مامبرتي شخصياً في الجلسة وتقديم التهانئ للرئيس في خطوة عكست مدى الاهتمام الذي توليه دوائر الفاتيكان للبنان وتأييدها الواسع لشخص الرئيس سليمان التوافقي ودوره المرتقب في اعادة لبنان الى سكة الامان وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين اطرافه المتنازعة بعد حل المشكلات العالقة من خلال حوار يرعاه ويصار في خلاله الى بحث هذه النقاط والتوافق حولها.

 

 صفير الى اوستراليا في النصف الاول من تموزللمشاركة في اليوم العالمي للشبيبة ولقاء البابا

المركزية - علمت "المركزية" ان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير سيغادر بيروت في النصف الاول من شهر تموز المقبل متوجها الى اوستراليا للمشاركة في اللقاء السنوي العالمي للشبيبة مع قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في سيدني، الذي تشارك فيه وفود شبابية من مختلف انحاء العالم.

ويشارك كما في كل سنة وفد شبابي لبناني كبير في هذا الحدث العالمي، الذي يجمع سنويا مئات الآلاف من بلدان العالم اجمع. وكانت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام اعلنت عنه في مؤتمر صحافي عقدته منذ مدة. ويشكل خذا الحدث مناسبة للبطريرك الماروني لعقد لقاءات مع أبناء الجالية اللبنانية عموما والطائفة المارونية خصوصا والاستماع الى هواجسهم وطروحاتهم وحثهم على زيارة لبنان دوريا وتعزيز علاقاتهم ببلدهم الام من خلال تقديم الدعم له ماديا ومعنويا. ويتوقع ان يلتقي قداسة البابا البطريرك صفير ويطلع منه على اوضاع لبنان والمسيحيين فيه في هذه المرحلة. يذكر ان زيارة البطريرك الماروني الى اوستراليا تستغرق اسبوعا يعود بعدها الى بيروت.

 

"المقايضة في الحقائب الوزارية ليست سوى مناورة"

فتفت: لن أكون وزيراً في الحكومة المقبلــــــة

المركزية - أعلن وزير الشباب والرياضة احمد فتفت انه لن يكون وزيراً في الحكومة المقبلة، لأن لديه اهتمامات عدة في منطقته في الضنية والمنية. ورأى ان اي حديث عن المقايضة في الحقائب الوزارية ليس سوى مناورة، لأن هذا الموضوع ليس توزيعاً طائفياً او حصراً للتمثيل بطائفة معينة.

كلام فتفت جاء في مداخلة ضمن برنامج "نهاركم سعيد" من "المؤسسة اللبنانية للارسال" نفى فيها الحديث عن بقائه في الحكومة المقبلة، خصوصا من دون حقيبة.

اضاف: "منذ اليوم الاول لعودتنا من الدوحة اجتمعت مع النائب الحريري وأعلنت عدم نيتي لأن أكون وزيراً، لأن هناك اهتمامات عدة في منطقتي في الضنية والمنية". ورأى ان الحديث عن خدمات عدة ستقوم بها الحكومة في ظل هذا الوقت القصير يبقى مجرد وهم، علماً ان الخدمات لم تكن يوماً هي المدخل الفعلي لحصول الانتخابات.

وعن توزيع الحقائب والمقاعد داخل الحكومة والحديث عن المقايضة التي طرحها "حزب الله" بإعطاء مقعدين شيعيين مقابل مقعد سني وآخر درزي قال: "هذا الموضوع طرح على سبيل المناورة، ولا اعتقد انه سيكون هناك تبادل، باعتبار ان هذا الامر طرح بشكل غير مقنع، وتاليا الامور لن تسير على هذا النحو، فما يحصل اليوم هو واقع جدي وسياسي وتمثيل نيابي موجود في مجلس النواب سيمثل الكتل والمجموعات السياسية، وتاليا الموضوع ليس توزيعاً طائفياً او حصرا للتمثيل بطائفة معينة ولا مقايضة ستحصل في هذا المجال". توزيع الحقائب: واشار فتفت الى ان موضوع توزيع الحقائب متروك للشيخ سعد الحريري مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي يؤلف الحكومة. وقال: "بالنسبة الينا هناك إقرار في تقاسم الحقائب السيادية بين المعارضة والموالاة خارج حصة الرئيس، وكذلك في مجال الخدمات". وعما اذا كان موضوع وزارة العدل سيبقى لتيار المستقبل قال: "حقيبة وزارة العدل لم تكن لتيار المستقبل يوما، انما هذا الامر طالبنا به الرئيس فؤاد السنيورة عندما تشاورنا معه، ولا بد من اخذه في الاعتبار، وتاليا علينا ان نسهّل المهمة ولسنا على استعداد للتنازل عن اي شيء من حيث المبدأ".

وعن وزارة الاتصالات قال: "سنترك الامور تحدث في وقتها". واعلن ان موعد انتهاء تشكيل الحكومة قريب جداً، لكنه اعرب عن ان ما يحصل من خلال رفع السقوف في المطالب وفي الاستشارات مع رئيس الحكومة اضافة الى مطالبة الرئيس نبيه بري بالحقائب التي كانت معه هو مؤشر على ان عملية الانتهاء تحتاج الى وقت، لافتا الى ان مصلحة الجميع تقضي بتشكيل هذه الحكومة بسرعة. وعما اذا كانت وزارة المال سيتولاها الرئيس السنيورة، قال: "مبدئياً، هذا احتمال وارد".

 

العالمي لثورة الارز": الهجوم على بيروت والجبل يقع ضمن المسؤولية الدولية

اعلان الدوحة يتعارض مع القرارات الدولية ويوفر غطاء ديبلوماسيا ل"حزب الله"

وطنية - 2/6/2008 (سياسة) اعتبر المجلس العالمي لثورة الارز ان "الاجتياح العسكري لبيروت هو عمل عدواني استهدف عاصمة الجمهورية اللبنانية ولا تزال نتائجه قائمة على الارض، اذ ان اي سلطة دولية لم تراقب وتعلن انسحاب قوات "حزب الله" وحلفائه من بيروت بعد، معتبرا الهجوم المسلح الذي نفذه "حزب الله" على الجزء الجنوبي من جبل لبنان عدوانا على لبنان يقع تحت طائلة المسؤولية الدولية في ما يتعلق بالنتائج القانونية والفعلية".

ودعا "قيادة الجيش اللبناني لكي تقوم بواجبها الدستوري بحماية لبنان واللبنانيين، والى اصدار تقرير رسمي يفسر قرارها بالسماح ل"حزب الله" باجتياح بيروت والهجوم على الجبل، لافتا الى انه سيرافق موضوع تسلح المؤسسة العسكرية ويعمل بكل حزم على ربط أي مساعدة خارجية بتوضيح وحل اشكالية التعاون مع "حزب الله" وسائر الميليشيات". وأسف "لامتناع الحكومة المنبثقة عن ثورة الارز برئاسة فؤاد السنيورة عن التوجه مباشرة الى مجلس الامن ومطالبته بالتحرك فورا تحت الفصل السابع من اجل ارسال قوات دولية وبما فيها قوات عربية، فورا الى لبنان". واعتبر ان "المجتمع الدولي أصدر بما فيه الكفاية من قرارات دولية بما فيها القراران 1559 وال1701 من اجل حماية لبنان من تلك الاخطار".

ورأى "انه لم تكن هنالك موجبات اساسية لكي تقبل الحكومة ومعها القيادات السياسية في تحالف 14 آذار بالذهاب الى دولة قطر والقبول بالجلوس مع ممثلي القوى العسكرية التي اجتاحت بيروت وهاجمت الجبل. اذ كان من واجب الحكومة والاكثرية النيابية ان يتوجها فورا الى مجلس الامن ومطالبته بإرسال قوات دولية لحماية المجتمع اللبناني المدني، موضحا ان امتناع الحكومة المنتخبة ديموقراطيا عن التوجه الى الامم المتحدة تحت غطاء القرارين 1559 و1701 هو خطيئة سياسية كبرى وخطأ استراتيجي تاريخي أديا الى مأزق اجتماعات الدوحة وما لحق بها".

أضاف: "ان حكومة قطر التي هيئت للاجتماعات وقادت المؤتمر انما هي على تنسيق مع النظامين الايراني والسوري في ما يتعلق بمصالحها الاستراتيجية في لبنان والمنطقة. ان اجتماعات قطر قد حصلت في اطار لا يعكس حرية لممثلي الشعب اللبناني وبالمقابل يوفر الغطاء الديبلوماسي لممثلي "حزب الله" والميليشيات الاخرى. ان هكذا اعلان يتعارض مع حق الشعب اللبناني في الدفاع عن نفسه وفق القوانين الدولية، ويتعارض ايضا مع القرارين 1559 و1701 اللذين طالبا بسحب سلاح الميليشيات. ومن هذا المنطلق فالمجلس يعتبر اعلان الدوحة مخالفا للقانون الدولي ولحق الشعب اللبناني في تقرير مصيره. ان مسيرة المليون ونصف المليون في 14 آذار 2005 ضد الاحتلال هي بمثابة استفتاء شعبي اعترفت به الدول ولا يمكن اسقاط هذا الاستفتاء الجماهيري الا بواسطة استفتاء آخر تجريه الامم المتحدة".

 

النائب جنبلاط: حذار إعادة تعويم بعض الطغاة ورموز الهيمنة والاستبداد

لعدم الاخذ بزهوة الموفدين لئلا نبتعد عن قضية سيادة لبنان وإستقلاله

وطنية- المختارة- 2/5/2008 (سياسة) حذر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من "إعادة تعويم بعض الطغاة ورموز الهيمنة والاستبداد"، مشددا على مبادىء ثورة الاستقلال "وعدم الاخذ بزهوة استقبال المبعوثين والموفدين والمسؤولين والرؤساء، ونبتعد عن القضية المركزية الأساسية وهي قضية سيادة لبنان وإستقلاله". وقال في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا:

"في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الصحافي سمير قصير، لا بد من العودة إلى تراثه وكتاباته التي أنارت الطريق لثورة الأرز ومهدت لها، وهي الكتابات التي تحدثت بإسهاب عن معاني الحرية ومفهوم الديموقراطية كمعيارين حتميين للتطور والتقدم. فالحرية التي كتب عنها سمير قصير هي الوحيدة الكفيلة بخلق المناخات المطلوبة لحماية التنوع والتعددية، وحتى المقاومة بأبعادها المختلفة السياسية والفكرية وكذلك العسكرية، والحد من جموحها في التسلط والأحادية.

في ذكرى استشهاد سمير قصير، من الضروري تأكيد مبادىء ثورة الاستقلال، فلا نؤخذ بزهوة إستقبال المبعوثين والموفدين والمسؤولين والرؤساء ونبتعد عن القضية المركزية الأساسية وهي قضية سيادة لبنان وإستقلاله التي ناضل في سبيلها كل الأبطال الشهداء ومن بينهم سمير قصير وسائر الشهداء الذين عمدوا بدمائهم هذه المسيرة المستمرة حتى تحقيق أهدافها بالكامل. لقد كان سمير قصير أول من أكد تلازم مسارات الحرية والديموقراطية في لبنان وسوريا وتحدث عن ربيع دمشق الذي بدونه لا يكون استقرار للبنان.

كما أن سمير قصير قد حمل لواء القضية الفلسطينية التي تبقى لب الصراع الأساسي في المنطقة والتي تترك تداعياتها على لبنان بشكل كبير، وهي القضية التي لا تزال على رأس الأولويات بحيث أن إستمرار حالة التراجع فيها بفعل السياسات العدوانية الاسرائيلية وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة، سوف يعني بشكل أو بآخر إستمرار الانسداد في كل الآفاق الاقليمية.

لقد آمن سمير قصير بالقضية الفلسطينية من زاوية الالتزام العربي والقومي، بعكس ما يفعله البعض الذي يمتهن إستغلال الشعارات الرنانة ويقوم بكل جهده لتقويض القرار الوطني الفلسطيني المستقل ومصادرته تطبيقا لمصالحه الخاصة، بعيدا عن أي اهتمام فعلي بالحقوق الفلسطينية التاريخية، ويسعى في الوقت نفسه لمصادرة لبنان وتحويله ساحة للمحاور على حساب السيادة والاستقلال والكيان.

في الذكرى الثالثة لاغتيال سمير قصير، نؤكد معه الالتزام التام بحرية الصحافة والرأي لأنهما من المرتكزات الأساسية للنظام الديموقراطي اللبناني القائم على التنوع والتعددية. لقد دفع سمير قصير حياته ثمنا لالتزامه هذا المبدأ، فلم يتنازل عن معتقداته وأفكاره خوفا من نظام أمني استخباراتي، ولم يخضع للترهيب الذي مورس بحقه. لقد تميز سمير قصير بميزات المثقف الحر بعكس بعض مثقفي السلطة من أمثال الهيكليين أو القومجيين الذين نظروا للقادة وأغفلوا الحريات، أو من أمثال بعض المثقفين الآخرين الذين ينظرون للثورة، من المتمركسين إلى المتأسلمين. لذلك، حذار إعادة تعويم بعض الطغاة ورموز الهيمنة والاستبداد".

 

النائب العماد عون ترأس الاجتماع الأسبوعي ل"التغيير والإصلاح" وهنأ المقاومة بتحرير الأسير نسر واستنكر الاعتداء على الجيش:

لتمثيل صحيح في الحكومة يعكس فعليا تمثيل كل القوى السياسية ولانتخابات نيابية نظيفة فالتدخل المالي أو غيره هو عمل عدائي

وطنية - 2/6/2008 (سياسة) ترأس النائب العماد ميشال عون الإجتماع الأسبوعي ل"تكتل التغيير والإصلاح"، حيث جرى عرض مرحلة التفاهم مع "حزب الله" وأمور تتعلق بالانتخابات. وبعد اللقاء، قال العماد عون: "عقدنا الاجتماع الدوري للتكتل، وكان يوم مراجعة طويلة لثلاث سنوات في عناوينها الكبرى. استوقفتنا محطات مهمة، مثل مرحلة التفاهم مع "حزب الله". فبعد صراع دام من العام 2006 حتى اليوم على هذا التفاهم، تبين للبنانيين والعالم أن هذا الاتفاق هو الأفضل لحل مشكلة سلاح "حزب الله"، إذا كان البعض يعتبره مشكلة أو للتفاهم حوله هذا السلاح".

أضاف: "نفتخر بأن محطات التصفيق لخطاب القسم كانت للفقرات التي وردت في ورقة التفاهم. وشرحنا في اجتماعنا اليوم إنجازات مؤتمر الدوحة بالتفصيل، وكيف تم التوصل الى حل يسمح بتمثيل أفضل للبنانيين، ويشكل الطريق للتوصل الى التوازن والمشاركة الحقيقية في الحكم. وعلى الذين يطالبون بالمشاركة اليوم أن يثبتوا بموقفهم الانتخابي هذا التوجه الحقيقي في الانتخابات. كما استعرضنا مسائل تتعلق بالانتخابات، أهمها استعمال المال، واعتبرنا أن كل تدخل مالي أو غير مالي في القضايا الانتخابية سواء أكان دوليا أم رأسمالا محليا، هو عمل عدائي تجاهنا، لأننا نريد انتخابات نظيفة، على الأقل في الدوائر التي تمثلنا في الانتخابات من الشمال وعكار الى الجنوب والبقاع. إن استعمال المال الانتخابي مفسد للمجتمع ولنتائج الانتخابات. ومن يريد صداقتنا السياسية على المستويين الدولي والمحلي، عليه أن يضبط استعمال المال، لأنه عمل عدواني".

وتابع: "نريد تمثيلا صحيحا في الحكومة. نحن لسنا ضد أحد، ولكن يجب أن يعكس التمثيل بالفعل القوى السياسية. من هنا، نحن ننظر الى كيفية تأليف هذه الحكومة. إن تكتل المعارضة كان وفيا، أعطى 2,5 من حصته لرئيس الجمهورية، ولكن الموالون الذين طرحوه مرشحا توافقيا أعطوه 0,5, لذلك، للرئيس اليوم 3 وزراء". وختم: "كذلك بحثنا في قضية الاعتداء على الجيش في العبدة وصيدا في منطقة التعمير. ونتوجه بالعزية إلى أهل الجندي الشهيد، ونستنكر الاعتداء، ونتمنى أن يكون العسكريون على حذر، والا يصل أيا كان الى مواقعهم، ويتمكن من وضع قنبلة أو متفجرة. ونهنىء قيادة المقاومة بتحرير الأسير نسيم نسر، لأنه كان انجازا مهما على طريق تحرير الأسرى. ونتمنى الإفراج عن بقية الأسرى، وتنتهي هذه المأساة التي دامت طويلا".

عون: تبين للبنانيين والعالم أجمع ان ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله هي الحل الانسب للتفاهم على سلاح الحزب.

عون: كل تدخل مالي أو غير مالي في القضايا الانتخابية نعتبره عملاً عدائياً تجاهنا على الاقل في الدوائر التي تمثلنا.

عون: نريد تمثيلاً صحيحاً في الحكومة، كما نريد ان يعكس هذا التمثيل القوى السياسية.

عون: طالبنا الرئيس السنيورة بوزارات المال والأشغال العامة والصحة والشؤون الاجتماعية والزراعة أو الصناعة.

عون: أهنىء المقاومة بتحرير نسيم نسر، وعسى أن يكون مقدمة لتحرير الأسرى كافة.

عون: أدعو العسكريين الى الحذر لاسيما بعد الاعتداءات ضد الجيش في الجنوب والشمال أول من أمس.

عون: لن نتخلى عن محاربة الفساد في لبنان، خصوصاً أن هناك الكثير من الفساد في الوزارات والادارات الرسمية.

عون: أنا دفعتُ ثمن رئاسة الجمهورية فدية مقابل تحرير الدوائر الإنتخابية من الأسر.

عون: إذا لم تكن هناك صلاحيات فعلية لرئيس الجمهورية فما هي الصلاحيات التي ستُعطى لنائب الرئيس في حال إستحداث هذا المنصب؟

عون: المعارضة أعطت اثنين ونصف في المئة من حصتها للرئيس بينما الموالاة قدمت نصف في المئة فقط.

عون: يجب ان تكون الوزارات العائدة لرئيس الجمهورية حيادية، كما أنني لم اضع فيتو على احد لاسيما قضية توزير الياس المر، وعليكم أنتم أن تحكموا إذا كان حيادياً أم لا.

عون: عندما نعطي من حقنا نعطي مجاناً ولن نأخذ في المقابل أكثر من حقوقنا.

عون: الاستشارات ليست مع رئيس مجلس النواب، ومن الممكن ان اطلب الوزارة عينها التي يطلبها الرئيس بري وعلى رئيس الحكومة ان يقرر.

 

النائب فرنجية: لا يمكن بعد الآن وجود جيشين في دولة واحدة

والحكومة لن تتأخر لأن الرئيس على مسافة واحدة من الجميـع

المركزية - لفت النائب سمير فرنجية الى انه "من الصعب التأخير في تشكيل الحكومة نظرا الى وجود رئيس للجمهورية على مسافة واحدة من الجميع، اضافة الى اتفاق الدوحة". واعتبر ان "المبدأ حسم ولم يعد هناك إمكان لوجود جيشين في دولة واحدة". وقال فرنجية في حديث اذاعي: "المشكلة التي تواجهها تشكيلة الحكومة قد لا تكون مسألة الحقائب والتوزيع الداخلي كما يحصل عادة، لكن المشكل على ما يبدو هو في مكان آخر وهناك تطورات خارجية تؤثر على هذا الشيء، وبالتحديد التمايز المتزايد ما بين الموقف السوري من جهة، والموقف الإيراني من جهة ثانية". واعتبر ان "ما يتأكد يوما بعد يوم، ان هذا التمايز أصبح كبيرا من خلال الكلام عن رغبة سوريا بمصالحة السعودية ومصر، الى الكلام عن لقاء محتمل ما بين وزيري الخارجية السوري والإسرائيلي في شهر آب، وكلام الرئيس بشار الأسد بأن المفاوضات الإسرائيلية - السورية تفتح الباب امام مفاوضات لبنانية - إسرائيلية، هذا التطور جعل المعارضة في حالة إرباك عبّر عنه بالتحديد الرئيس عمر كرامي في ما خص إعتماد قانون الستين، وأمين عام الحزب الشيوعي خالد حداده ايضا حيث إنتقد مشاركة المعارضة في الحكومة،وايضا على الخط نفسه تحدث المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عن تعديل إتفاق الطائف". وقال: "في المحصلة هناك إرباك، وهذا الإرباك ينعكس على تشكيل الحكومة وعلى توزيع الحقائب".

واعتبر انه من الصعب التأخير في تشكيل الحكومة "نظرا لما تم الاتفاق عليه في الدوحة، و لوجود رئيس جمهورية على مسافة واحدة من كل الأطراف، والإرباك هذه المرة ليس عند الرئيس السنيورة بل عند المعارضة". وعن الإرباك امام الملفات التي تنتظر الحكومة مثل مشروع البيان الوزاري، أوضح "ان هذه المشكلات كانت متوقعة ويظهر ان هناك اليوم مشكلات من نوع آخر لا علاقة للأكثرية بها"، وقال: "هناك مشكلة في ما خص البيان الوزاري لاسيما موضوع سلاح المقاومة على الرغم من ان كلام رئيس الجمهورية في خطاب القسم كان واضحا حول الإستراتيجية الدفاعية، والخلاف يكمن حول طبيعة هذه الاستراتيجية الدفاعية ولكن المبدأ اصبح مقرا ولم نعد كما كنا في الماضي ما يعني وجود سلاح بالاستقلال التام عن الدولة". أضاف: "اليوم نقول ان المبدأ حسم ولم يعد هناك إمكان لوجود جيشين، واحد يتبع للسلطة، وآخر تابع لحزب سياسي او لدولة خارجية، هذه المشكلات كانت متوقعة، الآن يضاف اليها جانب آخر وليس بإمكاننا نحن ان نساهم بحل الإشكالات القائمة داخل المعارضة لكن ستؤثر هذه الخلافات الداخلية على مجمل الوضع الحكومي".

 

 شارك في مؤتمر فـــــي بروكسيل حول لبنــــان

بارود: رغبة اوروبية واضحة لمساعدة لبنان على الاصلاح

المركزية - لفت عضو الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب المحامي زياد بارود، الذي شارك في جلسة للشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي عقدت في بروكسيل لمقاربة الملف اللبناني، الى ان "المشاركين في المؤتمر ابدوا رغبة واضحة لمساعدة لبنان في اطار الاصلاحات وخصوصا ما يتعلق منها بقانون الانتخاب". واعتبر ان "دور الاتحاد الاوروبي اساسي في هذا الاطار نظراً الى انه يعبّر عن وجهة نظر عدد من الدول المعنية بالوضع اللبناني". وقال بارود في حديث الى "المركزية": "شاركت في مؤتمر في بروكسيل حول لبنان حضره معنيون ومطلعون على الوضع اللبناني وداعمون لفكرة بناء الدولة والاصلاح في لبنان"، مشيرا الى ان "الهدف من المؤتمر كان مزدوجاً، اولا الاطلاع على ما حصل من مخارج للازمة، وثانيا التفتيش على افضل السبل لدعم لبنان على مستوى الاصلاحات".

اضاف: "شارك في المؤتمر عدد كبير من النواب الاوروبيين فاق المئة، وعرض رودولف القارح من جامعة "بروكسيل الحرة" للوضع والخلفية السياسية والتاريخية للازمة اللبنانية، وعرض السفير هشام يوسف لوقائع مؤتمر الدوحة والمخارج التي طرحت للازمة اللبنانية". ولفت الى ان حضوره كان "بصفته عضوا في الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب". وقال: "عرضت شخصياً لقانون الانتخاب وموقعه في اطار الحل السياسي الاشمل. كما كانت هناك مداخلات حول مشروع الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب وتوافقه مع المعايير الدولية وتحديدا تلك التي لحظها تقرير البعثة الاوروبية لرقابة الانتخابات". واشار الى ان "النقاش كان غنياً وخصوصا لناحية دور الاتحاد الاوروبي بمواكبة اي مخرج للازمة اللبنانية والاصلاحات المرافقة وخصوصا قانون الانتخاب". ولفت الى ان "المؤتمر كان بمثابة جلسة استماع للخبراء، وسادته رغبة واضحة لمقاربة الموضوع اللبناني بالكثير من الاهتمام". واعلن ان "اللجنة التي اجتمعت دورها اساسي على مستوى البرلمان الاوروبي ويمكنها رفع التوصيات"، مشيرا الى ان دور البرلمان الاوروبي اساسي لأنه يعبّر عن وجهات نظر عدد من الدول المعنية بالموضوع اللبناني والتي يمكنها المساعدة عن طريق ارسال الخبراء والمساعدات اللوجستية التي نحن بحاجة اليها في الاطار الاصلاحي.

 

تقرير: ارهابيون يتحضرون لشن عمليات في لبنان واستهداف اليونيفيل

وكالات/ وضعت الأجهزة العسكرية والأمنية، في معظم المناطق وخاصة في الشمال والجنوب، في الأيام الأخيرة، في أجواء استعدادات لمواجهة احتمال قيام بعض المجموعات الارهابية بأعمال تخريبية في بعض المناطق. ونقلت "السفير" عن أوساط أمنية متابعة، انه استنادا الى هذه المعلومات فان الجيش اللبناني شدد إجراءاته الأمنية حول مخيم عين الحلوة قرب صيدا، وكذلك عند مداخل المخيم، خاصة بعد ورود معلومات الى قيادات إسلامية في المدينة عن قرار تبلغته خلية أصولية نائمة متمركزة في المخيم منذ شهور، بأن تغادر لبنان وتتوجه فورا الى العراق، بطريقة فردية. وتزامنت هذه المعلومات مع تقارير تلقتها مديرية المخابرات في الجيش وقيادات أمنية وقيادة "اليونيفيل" حول تحضيرات تقوم بها مجموعات إرهابية أصولية في بعض المناطق والمخيمات من أجل استهداف بعض دوريات "اليونيفيل" مجدداً. الى ذلك، ذكرت "الانباء" الكويتية ان مصادر مخابراتية دولية تلقت معلومات عن وجود شخص باكستاني متخصص في صناعة الاحزمة الناسفة والمتفجرات موجود في مخيم عين الحلوة في مربع خاص بإحدى الفصائل الفلسطينية المسلحة.وفي اليومين الاخيرين جرى إستهداف المؤسسة العسكرية بعمليتين منفصلتين في جنوب لبنان وشماله، الاولى في الشمال حيث حصل انفجار داخل مركز لمخابرات الجيش في منطقة العبدة على مسافة 400 متر من المدخل الشمالي لمخيم نهر البارد. وقد ادى الانفجار، وفق ما ذكر بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش، الى استشهاد المجند الممددة خدماته اسامة الحسن.

والحادث الثاني في الجنوب، وتحديدا عند تخوم مخيم عين الحلوة قرب صيدا حيث اردى الجيش شخصا كان ينوي "تفجير نفسه بناقلة جند وكان مزنراً بحزام ناسف وفق بيان قيادة الجيش الذي اوضح ان القتيل فلسطيني ويدعى محمود ياسين الاحمد وعمره 28 عاما. وتواصلت التحقيقات الامنية والعسكرية اللبنانية والفلسطينية لمعرفة هوية الشابالانتحاري وتتركز التحقيقات على معرفة الهوية الحقيقية لاسمه وما اذا كان فلسطينيا او من جنسية عربية وهل كان مقيما فعلا داخل المخيم او خارجه وخصوصا ان التحقيقات الاولية اظهرت انه غير مسجل في سجلات "الاونروا" ولا احد يعرف في مخيم عين الحلوة اسم محمود ياسين الاحمد الذي حملته البطاقة التي كانت في حوزته.ونقلت جثة القتيل من مستشفى صيدا الحكومي الى المستشفى العسكري في بيروت لاجراء الفحوص المخبرية اللازمة واخذ عينة من الحمض الريبي النووي.

 

ساركوزي يزور لبنان السبت

وكالات/اعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية الاثنين ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيصل الى بيروت السبت المقبل في زيارة هي الاولى التي يقوم بها رئيس غربي الى هذا البلد منذ انتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وقالت رئاسة الجمهورية ان سليمان سيستقبل السبت نظيره الفرنسي "الذي يقوم بزيارة عمل رسمية" يرافقه فيها وفد "رسمي رفيع المستوى". واوضحت في بيان صادر عن المديرية العامة ان المحادثات ستتناول "التطورات الراهنة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين". ولن ترافق كارلا, عقيلة الرئيس الفرنسي, زوجها خلال هذه الزيارة كما افاد مصدر ديبلوماسي.

وكان مصدر حكومي افاد سابقا وكالة فرانس برس ان ساركوزي, الذي حاولت بلاده المساهمة في حل الازمة اللبنانية, سيلتقي الرئيس سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة. ومن بيروت سيتوجه الرئيس الفرنسي الى الجنوب حيث يتفقد جنود بلاده المشاركين في قوات الطوارىء الدولية المعززة المنتشرة في المنطقة المحاذية لاسرائيل الى جانب الجيش اللبناني تطبيقا للقرار الدولي 1701 الذي انهى العمليات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله التي جرت صيف العام 2006. وتعتبر فرنسا الشريك الثاني بعد ايطاليا في هذه القوات التي تساهم فيها بكتيبة تعد 1600 عنصر. وقبل مغادرته العاصمة اللبنانية في ختام زيارته التي تستمر يوما واحدا يلتقي ساركوزي في مقر السفير الفرنسي في بيروت افراد جالية بلاده. يذكر ان امير قطر حمد بين خليفة آل ثاني كان اول رئيس دولة زار سليمان في القصر الجمهوري بعد انتخابه في 25 ايار/مايو الماضي بنتيجة مبادرة رعتها بلاده وادت الى حل ازمة بين الموالاة والمعارضة استمرت اكثر من عام ونصف. وكانت فرنسا في عهد ساركوزي قد قامت عبر وزير خارجيتها برنار كوشنير بمبادرة لحل هذه الازمة لم تؤد الى نتيجة.

 

 ولش: التحقيق الدولي يحرز تقدماً وهو ليس بيد الحكومة اللبنانية

اتفاق الدوحة ليس حلاً مثالياً وعلى حزب الله تبرير استخدام سلاحه

رفض مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤرون الشرق الأدنى ديفيد ولش اعتبار التطورات في لبنان وحصول "حزب الله" على 11 وزيراً في الحكومة الجديد نصراً للحزب، وقال: "لا أتفق مع فرضية أن حزب الله حصل على كل ما كان يريده، فسيكون عليهم الدفاع عن أعمالهم للشعب اللبناني في ما يخص السبب الرئيسي وراء استخدامهم السلاح، فهذا كان الغرض الرئيسي من خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الاثنين الماضي". واعتبر ولش أن اتفاق الدوحة ليس حلاً مثالياً للبعض، لكنه حل أفضل من الوضع السابق، مضيفاً أنه يجب انتظار تشكيل الحكومة والاستعداد لتصحيح الوضع في لبنان، فكلما اندلعت أزمة مثل هذه هناك تأثيرات واسعة، مثل الضرر للاقتصاد. ورداً على ما إذا كان اتفاق الدوحة حلاً بعيد الأمد للمشاكل في لبنان، قال ولش: "لا أظن أنه رُسم ليكون هكذا، لأنه لا يحل المصاعب السياسية، وهذه أمور يجب أن يحلها اللبنانيون أنفسهم، ولكنه عامل مهم لاستقرار الأمور". ورأى ولش أنه سيكون من الصعب على الحكومة اللبنانية الجديدة والجيش اللبناني نزع سلاح حزب الله، لافتا الى أن هذه القضية أصبحت مسألة سياسية مهمة للبنان وسيكون على حزب الله تبرير استخدام سلاحه. وأكد أن الأحداث الأخيرة في لبنان لن تؤثر على مجرى التحقيق الدولي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مشيرا الى ان التحقيق يسير ويحرز تقدماً، وهو ليس بيد الحكومة اللبنانية بل هو تحقيق دولي وسيستمر مع تأسيس محكمة دولية. وختم بالقول: "من التطورات الجديدة التي طرأت، خاصة بعد الأزمة في لبنان هي ضرورة توضيح العلاقات اللبنانية ـ السورية كدولتين ولقد أصبحت هذه القضية في مقدمة عمل الجامعة العربية، مشدداً على ضرورة إقامة علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان، مؤكداً أن مشاكل لبنان تعود الى تفكير سوريا بأنه ليس من الضروري أن تقيم علاقة طبيعية مع لبنان".

 

تنظيم "فتح الإسلام" يتبنى تفجيراً داخل ثكنة للجيش اللبناني قتل جندياً

أعلنت جماعة فتح الاسلام المسلحة مسؤوليتها عن تفجير قنبلة ادت الى مقتل جندي في شمال لبنان في مطلع الاسبوع حسب بيان يحمل اسم الجماعة صدر تبنت جماعة "فتح الإسلام" المسلحة مسؤولية تفجير قنبلة في مركز للجيش اللبناني في منطقة العبدة الشمالية، ما أدى لمقتل جندي، وفق ما أعلنت في بيان أصدرته الاثنين 2-6-2008. ولم يتم التأكد من صحة البيان الذي وصل الى وكالة "رويترز" عبر الفاكس وجاء فيه "افلح مجاهدونا بعون الله اول امس بزرع عبوة ناسفة في وكر لاستخبارات الجيش اللبناني في بلدة العبدة وتفجيرها عن بعد حيث سقط العديد بين قتلى وجرحى". واكدت مصادر امنية ان الانفجار الذي وقع عند نقطة حراسة في قاعدة عسكرية في قرية العبدة قرب طرابلس يوم السبت نجم عن قنبلة. وكان الجيش اللبناني خاض قتالا لمدة 15 اسبوعا العام الماضي مع فتح الاسلام ادى الى مقتل اكثر من 400 شخص اكثر من نصفهم من مقاتلي الجماعة الذين ينتمون بلدان عربية عدة.

 

النائب فرنجيه: الإشكالات القائمة داخل المعارضة تنعكس على مجمل الوضع الحكومي وتوزيع الحقائب

رأى النائب سمير فرنجيه، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ان المشكلة التي تواجهها تشكيلة الحكومة قد لا تكون مسألة الحقائب والتوزيع الداخلي كما يحصل عادة ، لكن المشكل على ما يبدو هو في مكان آخر وهناك تطورات خارجية تؤثر على هذا الشيء، وبالتحديد التمايز المتزايد ما بين الموقف السوري من جهة، والموقف الإيراني من جهة ثانية". وإعتبر "ان ما يتأكد يوما بعد يوم، ان هذا التمايز أصبح كبيرا من خلال الكلام عن رغبة سوريا بمصالحة السعودية ومصر، الى الكلام عن لقاء محتمل ما بين وزيري الخارجية السوري والإسرائيلي في شهر آب، وكلام الرئيس بشار الأسد بأن المفاوضات الإسرائيلية - السورية تفتح الباب امام مفاوضات لبنانية - إسرائيلية، هذا التطور جعل المعارضة في حالة إرباك عبر عنه بالتحديد الرئيس عمر كرامي فيما خص إعتماد قانون الستين، وأمين عام الحزب الشيوعي خالد حداده ايضا حيث إنتقد مشاركة المعارضة بالحكومة وايضا على الخط نفسه تحدث المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عن تعديل إتفاق الطائف .وفي المحصلة هناك إرباك، وهذا الإرباك ينعكس على تشكيل الحكومة وعلى توزيع الحقائب".

وردا على سؤال هل من تأخير في تأليف الحكومة، أشار الى ان هناك صعوبة للتأخير نظرا لما تم الاتفاق عليه في الدوحة، و لوجود رئيس جمهورية على مسافة واحدة من كل الأطراف، وليس في وضع شبيه ب 2005، وان الإرباك هذه المرة ليس عند الرئيس السنيورة بل عند المعارضة".

وماذا عن الإرباك امام الملفات التي تنتظر الحكومة فيما لو سارت الأمور بإتجاه معين والبعض يتخوف من الغام تعترض مثلا مشروع البيان الوزاري لاسيما البند المتعلق بالسلاح، أوضح "ان هذه المشاكل كانت متوقعة ويظهر ان هناك اليوم مشاكل من نوع آخر لا علاقة للأكثرية بها، أو بهذا النوع من المشاكل، اما المشاكل العادية تقول بأن هناك مشكلة فيما خص البيان الوزاري لاسيما موضوع سلاح المقاومة بالرغم من ان كلام رئيس الجمهورية في خطاب القسم كان واضحا حول الإستراتيجية الدفاعية، والخلاف يكمن حول طبيعة هذه الاستراتيجية الدفاعية ولكن المبدأ اصبح مقرا ولم نعد كما كنا في الماضي يعني وجود سلاح بالاستقلال التام عن الدولة". أضاف: "دعنا نقول ان المبدأ حسم ولم يعد هناك إمكانية لوجود جيشين، واحد يتبع للسلطة، وآخر تابع لحزب سياسي او لدولة خارجية، وليس بإمكاننا نحن ان نساهم بحل الإشكالات القائمة داخل المعارضة لكن ستؤثر هذه الخلافات الداخلية على مجمل الوضع الحكومي" .

 

بري لن يقف حجر عثرة أمام إصرار سليمان على توزير الياس المر

الحياة/أكدت مصادر"الحياة" ان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون غير قادر على المضي في معارضته لتوزير (وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال) الياس المر الى آخر الطريق وأنه يريد ان يضغط في هذا الاتجاه لتحسين شروطه في توزيع الحقائب، وعزت السبب الى إصرار رئيس الجمهورية ميشال سليمان على اعادة المر الى الدفاع وأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يقف حجر عثرة في وجهه بسبب العلاقة المتينة التي تربطه بوالده النائب ميشال المر.

أما على صعيد الأكثرية، فإن المصادر رأت ان هناك رغبة في مكافأة الوزراء المستقيلين في الحكومة السابقة الذين صمدوا الى جانب رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة في السراي من دون ان تستبعد اعادة توزير الوزير الأرثوذكسي طارق متري. إضافة الى اصرار كتلة «المستقبل» على التمسك بحقائب العدل والتربية والمالية. ولا تستبعد مصادر في الأكثرية إسناد وزارة الأشغال العامة الى تكتل «التغيير والإصلاح» كحل للخلاف على توزيع الحقائب، على ان تعطى الطاقة للوزير محمد الصفدي الذي يشترط، كما يُنقل عنه، وقف المداخلات في شؤونها ورفع اليد عنها ليكون في وسعه اعادة تفعيلها وتحويلها الى وزارة منتجة، عكس وضعها الحالي.

 

خادم الحرمين ومبارك يبحثان ملف لبنان وطلباً سورياً للمصالحة

المستقبل/دخل التنسيق المصري ـ السعودي مرحلة جديدة في قمة جدة التي جمعت امس الرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبحث طلب الرئيس السوري بشار الاسد عبر وسطاء تحسين العلاقات مع البلدين وإنهاء ما يشبه القطيعة المفروضة منهما على دمشق احتجاجاً على السياسة السورية في لبنان. وربط وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط القمة الثنائية بوجود تطوّرات تتطلب مزيداً من التشاور بين الدولتين وعلى رأسها توقيع اتفاق الدوحة وإعلان وجود مفاوضات سرية بين سوريا وإسرائيل. وقال الوزير في تصريحات صحافية قبل التوجه إلى جدة إن "القمة المصرية ـ السعودية تأتي في أعقاب إعلان اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان والاقتراب من تشكيل الحكومة اللبنانية وعودة الأوضاع الطبيعية إلى لبنان".

وتابع أبو الغيط "يرتبط ذلك بما أعلن من مفاوضات إسرائيلية ـ سورية بمبادرة تركية، وتطورات الوضع الداخلي في إسرائيل وانعكاساته على مفاوضات السلام وعملية أنابوليس"، مؤكداً أن "كل ذلك مسائل تتطلب التشاور المصري ـ السعودي أخذا في الاعتبار أن جلالة الملك عبدالله كان قد زار شرم الشيخ في آخر لقاء بين الزعيمين، ومن هنا رأى الرئيس مبارك أن تطورات الوضع الإقليمي يتطلب مزيداً من التشاور المصري ـ السعودي".

وأوضح مصدر ديبلوماسي لـ"المستقبل" ان القمة المصرية ـ السعودية تأتي بعد ان وصلت جهود الوساطة التى يقوم بها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بين القاهرة ودمشق الى مرحلة حاسمة، رأى الرئيس مبارك ضرورة التنسيق مع الملك عبدالله قبل تجاوزها، حتى لا يسمح لأي طرف ان يتصور ان سوريا نجحت اخيرا في فك التحالف بين القاهرة والرياض.

ونفى المصدر ان يكون هدف قمة جدة مجرد إطلاع السعودية على مضمون الوساطة الليبية "لأن مصر والمملكة متفقتان على وجود خطر ايراني داهم على الامة العربية والمشكلة لديهما معاً هي في التحالف بين دمشق وطهران والذي يشكل خرقاً لأمن المنطقة وبالتالي فهناك حاجة دائمة لتنسيق الجهود وتوزيع الادوار بينهما".

وتأتي زيارة مبارك إلى المملكة بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني إلى جدة أول من أمس وتسليمه خادم الحرمين رسالة من أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. ونقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" عن مصادر عربية مطلعة أن "قطر جدّدت مساعيها لتقريب وجهات النظر بين سوريا من جهة وكلّ من مصر والسعودية"، لافتة إلى أن "الدوحة بدأت مرحلة جس نبض لمعرفة إمكان عقد لقاء مصالحة مبدئي بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره السوري بشار الأسد على أساس أن محور الخلافات المصرية ـ السورية كان في الأزمة اللبنانية التي نجحت قطر في حلحلتها عبر اتفاق الدوحة". وأشارت المصادر إلى أن "سوريا لا تمانع مطلقاً محاولة قطر تنقية الأجواء العربية، ذلك أن الأسد يعتقد أن استمرار الخلافات ليس في مصلحة أحد سوى أعداء الأمّة". الى ذلك، اكد مصدر مطلع في القاهرة لـ"المستقبل" ان قمة خادم الحرمين ومبارك "شهدت اجتماعات مكثفة على هامشها على مستوى كبار المسؤولين في البلدين لتدارس نتائج التطورات الاخيرة على الساحة اللبنانية منذ اجتياح مسلحي "حزب الله" شوارع بيروت الغربية مرورا باجتماعات الدوحة وما تمخضت عنه من اتفاق وصولاً الى المشاورات الجارية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان".

وقد رافق الرئيس مبارك خلال زيارته القصيرة الى السعودية التي لم تتعدّ ساعات قليلة، وفد يضم الى أبوالغيط، الوزير عمر سليمان ورئيس ديوان رئيس الجمهوية زكريا عزمي. وفي السياق نفسه اكد مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية هشام يوسف ان الأمين العام عمرو موسى يبذل جهودا لحل الخلافات العربية بعيدا عن اضواء الاعلام الى جانب جهود اخرى تقوم بها دول عربية لتحقيق نفس الهدف رافضا الافصاح عن نتائج هذه الجهود.

يذكر ان مبارك يزور روما اليوم. وصرح ابو الغيط بأنه من المنتظر ان يلتقى الرئيس المصري نظيريه الايطالي جورجيو نابوليتانو والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني خلال زيارته الى روما، وذلك على هامش المؤتمر رفيع المستوى المعني بالامن الغذائي وتحديات التغير المناخى المقرر غداً.

وأوضح ابو الغيط ان المحادثات ستتناول سبل دفع العلاقات الثنائية وبحث القضايا الاقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الاوضاع في الشرق الاوسط والوضع في لبنان والتطورات ذات الصلة بالسودان وغيرها من الموضوعات السياسية المطروحة.

 

رجال دين سعوديون يدينون حزب الله اللبناني

 بي بي سي/أدانت مجموعة من رجال الدين السعوديين حزب الله اللبناني. واتهم بيان اصدره اثنان وعشرون من رجال الدين السنة السعوديين حزب الله بأنه يتظاهر بمعاداة أمريكا وإسرائيل لإخفاء أجندته المعادية للسنة. وتأتي هذه الاتهامات عقب الصدامات الطائفية التي شهدها لبنان في الشهر الماضي، والتي سيطر فيها مقاتلو حزب الله على بعض الاحياء السنية ببيروت. وقد انسحب مقاتلو الحزب من المناطق التي احتلوها عقب اتفاقية الدوحة التي وقعت عليها القوى اللبنانية، والتي ضمنت لحزب الله وانصاره نفوذا كبيرا في الحكومة اللبنانية المقبلة. كما انتقد البيان كلا من إيران والعراق، حيث قال الموقعون عليه إن السنة في البلدين يتعرضون للإهانة من قبل الغالبية الشيعية.

مؤتمر مصالحة

ويتزامن نشر البيان مع انعقاد مؤتمر دعا اليه العاهل السعودي الملك عبدالله يهدف الى التقريب بين الطوائف الاسلامية. وقد دعي الى المؤتمر الذي سيفتتح في مدينة مكة يوم الاربعاء المقبل ويستمر ثلاثة ايام اكثر من 500 من علماء الدين الاسلامي يمثلون مختلف المذاهب الاسلامية بمن فيهم الرئيس الايراني الاسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني. ونشر البيان في عدة مواقع اسلامية على الانترنت بما فيها الموقع الخاص بالشيخ ناصر العمر احد الموقعين على البيان.

يذكر ان رجال الدين الـ22 الموقعين على البيان معروفون بمواقفهم المتشددة، وسبق لهم ان نشروا بيانات تندد بالشيعة بشدة.

ونقلت وكالة اسوشييتيدبريس عن مسؤول سعودي قوله إن الموقعين على البيان لا يمثلون الموقف الرسمي للمؤسسة الدينية في المملكة ولا موقف الحكومة السعودية الرسمي. ومع ذلك، يعكس ما جاء في البيان ازمة متصاعدة بالثقة بين اتباع المذهبين الاسلاميين، وهي ازمة ظهرت الى السطح بقوة نتيجة العنف الطائفي الذي اجتاح العراق عقب الغزو الامريكي، وازدادت قوة بعد اجتياح حزب الله اللبناني للاحياء السنية في بيروت. واتهم رجال الدين السعوديون في بيانهم الشيعة باساءة معاملة السنة الذين يقعون تحت سيطرتهم، فهم "يثيرون الفتن والدمار بين المسلمين ويقوضون الامن في البلدان الاسلامية كما في اليمن،" على حد تعبير البيان. يذكر ان الحكومة اليمنية تخوض قتالا مع الحوثيين وهم من اتباع المذهب الزيدي القريب من الشيعة. وتتهم الحكومتان اليمنية والسعودية ايران بدعم الحوثيين.

 

 أسئلة ما بعد "اتفاق الدوحة"..أكثر صراحة من أسئلة ما قبله!

المستقبل - الاثنين 2 حزيران 2008 - محمد مشموشي

سيكون على الطبقة السياسية اللبنانية، وبخاصة المستجدة منها، اعطاء جواب شاف على أسئلة المواطنين الصارخة: هل "اتفاق الدوحة" مجرد هدنة، أو تسوية مؤقتة، أو خارطة طريق لحل مؤجل، أم أنه شيء (أو لا شيء!) من ذلك كله؟!. ذلك أن ما حدث في الدوحة، في رأي الكثيرين، أجمل من أن يمكن لأحد أن يصدقه، فضلا عن أن يصدقه بسرعة. كما أن المساومة حول "السلة المتكاملة" (عقدة البعض) كانت قد اكتملت نظريا، ان لم يكن في "الحوار" وجها لوجه فأقله في التصريحات والتسريبات الاعلامية. كذلك هو الحال بالنسبة لعدم استخدام السلاح من أجل أغراض سياسية، أو لتحديد وجهة استعماله في اطار استراتيجية دفاعية يمكن الاتفاق عليها، أو بالنسبة لمحاولة الفصل (قدر الامكان) بين ما هو داخلي صرف وبين ما هو اقليمي أو عربي أو دولي في الأزمة اللبنانية.

فلماذا نجحت الدوحة اذا، وبهذه السرعة والمرونة النسبية، في ما لم تنجح به بيروت أو الجامعة العربية ممثلة بأمينها العام عمرو موسى؟!.

تتعدد الاجابات، بل وتتناقض في بعض الحالات، لكن المواطن اللبناني يميل الى عدم تصديقها كلها ليعود مجددا الى الأسئلة اياها: هل هي هدنة بين جولتين، أم أنها مساومة على تسوية مؤقتة، أم ماذا؟!. لعل الأسابيع القليلة المقبلة، على هامش تشكيل الحكومة الجديدة وفي ما بين أفرادها وفي العلاقة بينها وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وخصوصا على طاولة الحوار المنتظر في القصر الجمهوري حول القضايا العالقة، تفيد في تقديم الاجابات المقنعة للمواطنين.

الا أنه، بأمل ذلك وبانتظاره، لا بد من التوقف عند الملاحظات التالية:

أولا = ان "الحملة" المنظمة، والمشبوهة الى حد كبير، التي تلت قرار الأكثرية إعادة تكليف الرئيس فؤاد السنيورة بتشكيل الحكومة، لم تكن، في أفضل تقدير، مجرد "تسجيل موقف" يمكن لأصحاب النوايا الحسنة أن يتفهموه ولو على مضض، بل كانت، في أفضل تقدير أيضا، تعبيرا عن "حالة" هي مزيج من البرانويا والعنجهية، لم تتمكن المعارضة، أو أقله بعض أطرافها، من الخروج منها بعد.

وكلام من نوع "القرار" السعودي أو الأميركي (غاب الصهيوني هذه المرة) في إعادة تكليف السنيورة بتشكيل الحكومة، أو "تجيير" النائب سعد الحريري للتكليف بعد مثل هذا القرار، ليس الا من قبيل الاصرار على مواصلة الهذيان.. حتى لا نقول التخوين الذي اتفق في الدوحة على الاقلاع عنه.

ثانيا = ان استباق الحوار المنتظر حول "العلاقة بين الدولة والمنظمات"، بمبادرة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لوضع ما يمكن وصفه بـ"خطوط حمر" جديدة أمام أسلحة السلطة الشرعية (بعد مثيلاتها في مخيم نهر البارد)، ليس مما يسهم لا في طمأنة الرأي العام ولا في اراحة المناخ السياسي في البلد، خصوصاً في ظل ما شهدته شوارع العاصمة ومناطق الجبل والبقاع والشمال في ذلك الأسبوع الحالك السواد من أيار الماضي. ومع أن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم حاول بعد ذلك التخفيف من احمرار تلك الخطوط، بإعلانه استعداد الحزب للبحث في مستقبل السلاح تحت مظلة "الاستراتيجية الدفاعية"، فلم تنفع محاولته هذه في التقليل من التشوّهات التي ألحقت بصورة ما ينتظر الحوار والمتحاورين من مطبات عندما يحين موعد الحديث عن السلاح وأهدافه وطرق وأمكنة استخدامه.

واذا أضيف الى ذلك الطرح الجديد للسيد حسن، وحديثه عن استراتيجيتين وليس واحدة كما كان الحال سابقا، احداهما للتحرير والثانية للدفاع، وعدم حاجة الحزب الى أي "إجماع وطني" للقيام بمهمة التحرير والدفاع، فان صورة ما ينتظر الحوار تخرج حتى عن اللون الرمادي لتتحول الى اللون الأسود بشكل كامل.

ثالثا = ان الإصرار، من بعض ساسة وأجهزة اعلام الأقلية، على ادخال اللبنانيين في "لعبة احتساب الأرباح والخسائر" في الدوحة، وتكرار الكلام على ما يصفونه بـ"تغير جذري" في ميزان القوى نتيجة احتلال بيروت بالقوة المسلحة، ليس بدوره مؤشرا على مستقبل واعد.. لا في ما يتعلق بالعمل النيابي أو الحكومي في الأيام المقبلة، ولا في ما يتعلق بالعهد الجديد للرئيس ميشال سليمان، ولا قبل ذلك في ما يتعلق بالنقاط الجوهرية التي يفترض أن يجري بتها على طاولة الحوار عندما تنعقد. وقد يجد البعض عذرا، أو بعض عذر، لهؤلاء في أنهم انما يخاطبون بـ"أرباحهم.. وخسائر الخصم" جمهورهم الذي أخذوه لشهور طويلة الى ما يصعب عليه فهمه أو تفسيره الآن، الا أن مثل هذا العذر لا يستقيم عمليا اذا ما كانت النية قائمة فعلا، وصادقة فعلا، لطي صفحة الماضي نهائيا وفتح صفحة جديدة بالكامل.

بالعودة الى بداية هذه السطور، يبدو ملحا تقديم إجابات سريعة ومقنعة للمواطنين اللبنانيين الذين يتساءلون سراً وعلناً عن "الأجمل من أن يمكن تصديقه"، والذي تعذّر انجازه على مدى ثلاثة أعوام في بيروت وأنجز في خلال ثلاثة أيام فقط في الدوحة. ويزداد الإلحاح في الواقع اذا ما نظر اليه من زاوية "الفرحة" العامة التي سادت البلاد وفي ما بين المواطنين بعد الدوحة أملاً منهم أقله بصيف أفضل.. ان لم يكن بسنوات أفضل.

أكثر من ذلك، فاذا كانت استراتيجية "الممانعة" اللبنانية قد أنتجت حوارا ناجحا حتى الآن بين سوريا واسرائيل (وصفه الرئيس بشار الأسد بأنه يفتح الباب لمفاوضات لبنانية ـ إسرائيلية)، واتفاقا على معظم نقاط الخلاف (التطبيع والحدود والمياه والأمن و.. و.. (، فأية "استراتيجية تحرير" يضعها لبنان بعد ذلك لمزارع شبعا، وهي مشمولة بالحوار بين سوريا واسرائيل، تبقى للنقاش بين اللبنانيين، بل وأية "استراتيجية دفاع" من النوع الذي ما فتئ يتحدث عنه "حزب الله"؟!.

.. وبعد ذلك كله، لماذا هذا التجييش لمكوّنات المجتمع اللبناني بعضها ضد البعض الآخر، وكلها ضد من يلتقي أو يحاور مسؤولا في الادارة الأميركية أو في الادارات الغربية عموما، والجميع ضد ما يسمى بـ"دول الاعتدال" في العالم العربي؟!.

ألا يستحق اللبنانيون، على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، إجابات سريعة ومقنعة على هذا النوع من الأسئلة؟!.

 

بعد التطبيع السوري ـ الإسرائيلي دور 14 آذار في مساعدة "حزب الله" ليتحوّل إلى "اللبننة"

المستقبل - الاثنين 2 حزيران 2008 - ايلي محفوض محفوض (*)

قدرنا في لبنان أن نحمل بعضنا البعض، كما هو قدرنا أن نحمي بعضنا البعض، وعلى الرغم مما ارتكبه حزب الله من أخطاء فادحة وصل بعضها إلى حدّ الخطايا التي لا تغتفر، على الرغم من ذلك يبقى اللبناني مسؤولاً عن حماية شريكه الآخر مهما حصل ومهما عظمت الارتكابات.

حزب الله اليوم أمام مفترق كبير في حياته، لا بل انه أمام أزمة وجودية تحتّم عليه إجراء قراءة موضوعية ومتأنية تُعيد إليه بعض رشده الذي فقده في تصرفاته الأخيرة على خلفية إفتعاله للأحداث المؤلمة والتي خرج فيها هذا الحزب عن طوع الإرادة اللبنانية الجامعة، الأمر الذي أفقده ما تبقى من مصداقية شعبية. ويوم كان الحزب المقاوم بوجه إسرائيل، احتضنه اللبنانيون ولم يقصّر أحد منهم في حمايته وعلى رأس هؤلاء مؤسسة الجيش اللبناني التي حملت وزر مفاعيل ما قام به حزب الله حتى خلال حروبه وآخرها حرب تموز التي سقط فيها للجيش اللبناني شهداء فاق عددهم مع عدد الشهداء من المواطنين الآمنين أعداد عناصر الحزب.

انطلاقاً من هنا يجب أن يفقه حزب الله أن مشروعه القديم بات في غياهب الماضي وما عاد بإمكانه تسويق رزنامته الأحادية وفرضها على الشعب اللبناني الذي بات عاشقاً لفلسفة الحياة ومفهوم السلم والسلام، في مقابل رفض كل ما يمت إلى الحرب والعسكريتاريا بعد احتكار الحزب لمفتاح الحروب التي جعلت اللبناني باحثاً دائماً ولاهثاً دؤوباً عن بطاقة سفر باتجاه الكرة الأرضية طائفاً هائماً على وجهه بعدما يئس من التجارب الفاشلة في جرّ لبنان إلى أتون النار والبارود، بينما دول العالم أجمع وتحديداً الدول العربية وأكثر تحديداً معظم الدول العربية بما فيها الخليج العربي لدرجة أن مملكة البحرين رشحت السيدة هدى نونو وهي يهودية لتشغل منصب سفيرة البحرين في الولايات المتحدة الأميركية، وبذلك نكون أمام أول سفير يهودي يمثل بلداً عربياً.

وما يلتصق بحزب الله في موضوع علاقاته الاقليمية والمتمحورة بين فكي القرار بالنسبة لهذا الحزب والمقصود بهما إيران بالدرجة الأولى ومن ثم سوريا التي بدأت تتخلى شيئاً فشيئاً عن هذه الورقة اللبنانية بعدما انتهجت المفاوضات العلنية الأخيرة مع دولة إسرائيل وبذلك يصبح حزب الله أمام خيار من اثنين، أحلاهما أمرّ من الآخر، أي أن الحزب بات على قاب قوسين من الانهيار العسكري خاصة بعد المضي الحثيث لسوريا في التفاوض الناجح مع العدو المصنّف شيطاناً بالنسبة للحزب الذي أعلن جهاراً وعلى لسان أمينه العام انه حزب ولاية الفقيه.

ونقول انهياراً عسكرياً لان آلة الحزب العسكرية لا يمكن أن تصله إلا عبر بوابة الشام، وهذه البوابة حتماً بدأ الإعداد لإقفالها، إن لم نقل أقفلت فعلاً منذ مدة وتحديداً بعيد اغتيال المسؤول العسكري الأول في حزب الله عماد مغنية، الذي وعدت سوريا بأنها ستكشف عن التحقيقات المتعلقة بمقتله، الأمر الذي لم يحصل حتى الساعة والواضح انه لن يحصل أبداً.

هذه المحصّلة تستوجب حضوراً مكثفاً وفعّالاً لقوى 14 آذار، لكي تتلقف المبادرة وتؤتي بهذا الحزب لتعيده إلى الحضن اللبناني، وبذلك يمكن حمايته من أي عملية انتقام أو إقصاء، وهذا ما لا نريده في أي يوم من الأيام، لا بل على العكس، الخطاب الواعي لقوى 14 آذار كان دائماً يتناول كيفية إرجاع هؤلاء إلى حضن الوطن وإلى المؤسسات الشرعية اللبنانية، بما فيه السلاح الذي مهما طال الوقت لن يكون إلا بين يدي الشرعية اللبنانية المتمثلة بالقوى المسلحة اللبنانية وحدها دون سواها. والفرصة التاريخية اليوم سانحة بوجود رئيس الجمهورية الفاهم والمتفهم لملف سلاح حزب الله، الرئيس الذي كما رفض في السابق أن يواجه الجيش بالحزب، لن يسمح مع التبدلات الكبيرة في خارطة المنطقة والتي عنوانها وضع حدّ للحروب، الاستمرار في لعبة جرّ لبنان إلى معارك وخنادق ما عادت تتلاءم والمصالح اللبنانية العليا المنسجمة تماماً مع الإرادات الدولية، ومع الهوى العربي بما فيه سوريا. من هنا على حزب الله أن يعيد خلط كل أوراقه إن لم يفعل حتى الساعة، لانه سيكون في المستقبل القريب وإن لم يستدرك ويتلقف المبادرة أمام عملية عزل للذات وبالتالي سيخسر كل ما تبقى له من رصيد، بعدما خسر هذا الشيء لدى الطائفتين الكريمتين السنّية والدرزية، ناهيك عن موقف المسيحيين من سلاحه. وهو يعلم تماماً أن مسيحيي عون ليسوا معه كما هو يعتقد، ولولا تملق عون له، الذي لم يلجأ إلى حزب الله إلا بعد أن شعر بخسارته لملعب 14 آذار حيث وجد ضالته لدى حلفاء سوريا على اعتبار انه سيكون الرقم واحد عند هؤلاء في بورصة الترشيحات لرئاسة الجمهورية، ولكن خذلته التطورات فأبعدته عن الرئاسة، ولعلّ ما قاله النائب ميشال عون يوم تظاهرة 8 آذار 2005 يؤكد هذا الكلام.

فتعليقاً على تظاهرة 8 آذار 2005 (تظاهرة شكراً سوريا) ورداً على سؤال جاء فيه: عندما تنظر إلى مشاهد ساحة رياض الصلح اليوم ماذا تقرأ؟ جواب عون جاء حرفياً: اقرأ السوريين والفلسطينيين واللبنانيين وكل التابعين للمخطط السوري، كما أقرأ لهجة سوريا. إذاً اللبنانيون بانتظار جواب حزب الله، الذي له وحده أن يقرر إما المضي بنهج وخط ولاية الفقيه الإيراني، أو العودة إلى اللبننة وما تعني من نهج وخط العائلة اللبنانية بكل مضامينها ومرجعياتها.

اليوم بإمكان الحزب أن يتحوّل إلى مفهوم الشراكة والمشاركة الحقيقية، ولا أظن أياً من اللبنانيين سيرفض إشراكه في العائلة التي عنوانها الأساسي لبنان لجميع أبنائه، ولبنان هذا الوطن يتسع للثماني عشرة طائفة، ولكن شرط أن نكون جميعاً تحت سقف القانون، وأن نسلّم بأن الجيش اللبناني وحده يحمي الحدود وله وحده تعود مسؤولية الحفاظ على السلم الداخلي كما وحماية الحدود بما فيها حماية أرض الجنوب كما كل الأراضي اللبنانية.

على الحزب أن يقتنع أن بندقيته بات مكانها في مخازن يحددها الجيش، كما عليه أن يقتنع ايضاً بأن سياسة الحرب والسلم تعود للسلطة التنفيذية في لبنان المتمثلة بالحكومة اللبنانية مجتمعة.

والفرصة اليوم سانحة، ولعلّها فرصة تاريخية ولا أحد منّا يريد التنكّر لمآثر الآخر، كل الاحزاب سقط لها شهداء، كل على طريقته، ولا يمكن لفريق المزايدة على آخر، للمسيحيين كما للدروز كما للشيعة كما للسنّة.. لكل من هؤلاء رموزهم وتاريخهم ونضالاتهم، وليس المطلوب من أي من هؤلاء فرض المفاهيم المختلفة، ولكن شرط أن يعترف كل واحد منّا بوجود الآخر. اليوم سوريا تترك حزب الله لا بل توجه له رسالة هي أشبه بصاروخ ينسف عقيدة حزب الله القتالية ضدّ إسرائيل. يبقى أن يقرر الحزب مصير وجوده في المستقبل، فإما التخلي عن مشروع ولاية الفقيه أو يتجه نحو مفهوم الأمة اللبنانية.

وهذا ما فعلته قوى 14 آذار طوال السنوات الماضية، حيث مدّت يديها باتجاه الحزب ليتحوّل إلى عضو أساسي في المجتمع اللبناني لا يمكن التخلي عنه، تماماً كما هي أعضاء جسم الانسان متى فُقد منها عضو واحد بات الجسم اشبه بمعاق، فليتحوّل الحزب إلى لبنانيته بعدما تحوّل أحد أبرز حلفائه الخارجين إلى حالة التطبيع مع إسرائيل الأمر الذي يتنافى لا بل يعاكس نهج حزب الله خاصة في المستقبل، ولتكن بدايات هذا العهد ومع إنطلاقة الحكومة الأولى فيه بداية لحلّ مشكلة السلاح.

(*) رئيس حركة التغيير عضو قوى 14 آذار

 

كنج ينتقد تصرّف "الشيعي الأعلى" ضد الأمين

المستقبل - الاثنين 2 حزيران 2008 - سأل المرجع الديني في جبل لبنان الشيخ يوسف كنج "من هم الذين يهاجمون المفتي العلامة علي الأمين في المجلس ومن كلفهم من الطائفة بذلك؟"، مستغرباً "بعض التصرفات التي يتخذها المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، لا سيما الرسالة التي وجهت الى الأمين وتطالبه بما هو دوره، ويريدون منه تقريراً عن عمله في صور".

وقال في تصريح أمس: "هل الجهلاء والمستفيدون من بعض الجهات السياسية يتركون الأحرار والعلماء بالعمل بما يملي عليهم الضمير؟ من يجرؤ من الشيعة في لبنان والعالم على أن يقول ان السيد علي الأمين ليس بمجتهد وإن الذين تهجموا على مكتب الافتاء في صور كانوا في الاسبق من الممالقين للسيد علي الأمين؟، وإذا يريد المجلس الجواب عن السيد علي الأمين فإننا نحن مستعدون للجواب والدفاع عن هذا العالم".

وتوجه الى المجلس بالقول: "باقون ما بقي الدهر وأقول لكم لا تتكلموا ولا تحرضوا عوام الناس وجهلاءهم أن يتطاولوا على العلماء لأن ذلك مفسدة كبيرة وإن غيبة العملاء أكل لحم مسموم، ولا شك ان السيد الأمين منهم، لا تجعلوا الأحقاد بين الشيعة بل يجب أن تدعوا الى المحبة بين جميع أبناء البشر لأنها رسالة السماء بأن تنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً وليس بتحطيم الكرامات. والمهم الجواب يوم القيامة كما قال العلامة الأمين وسنبقى ندافع عن كل مظلوم في العالم لأن هدف ثورة الامام الحسين هي الدفاع عن المظلومين أينما كانوا وإلى أي مذهب انتموا".

وتمنى على رئيس مجلس النواب نبيه بري "ألا يتدخل في أمور رجال الدين لأنه رجل دولة في البرلمان اللبناني".

 

في خطوة تمهيدية لإتمام الصفقة الشاملة بين "حزب الله" وإسرائيل

الأسير نسر الى الحرية وتسليم أشلاء جنديين إسرائيليين قتلا في حرب تموز

المستقبل - الاثنين 2 حزيران 2008 - العدد 2975 - الناقورة ـ فادي البردان

بعد سبعة عشر عاماً على مغادرته لبنان عبر البوابة الجنوبية في الناقورة، منها ستة أعوام أمضاها في السجون الإسرائيلية بتهمة الاتصال بجهات خارجية، عاد ظهر أمس الأسير المحرر نسيم نسر الى لبنان عبر البوابة الحدودية نفسها. وكان في استقباله عند مدخل بلدة الناقورة حشد ضاقت بهم الساحة التي أعدها "حزب الله" لهذه المناسبة، ومسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق والنائب حسن فضل الله وأمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين، في وقت تولت عناصر الانضباط التابعون لحزب الله تنظيم عملية الدخول الى الساحة وتفتيش كاميرات الصحافيين والاطلاع على بطاقاتهم، كما مراقبة الحشود القادمة لحضور الاحتفال. وعلى بعد أمتار منهم، كان عناصر للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي أيضاً، فيما اكتفت القوات الدولية بنصب نقاط مراقبة لها في وسط بلدة الناقورة وعند عدد من أطرافها.

وفيما كانت الحشود تحت أشعة شمس تتميّز بحدّتها في الناقورة في مثل هذه الأيام، كان الجميع بانتظار الإفراج عن الأسير نسيم نسر، وبالتالي تسليمه الى الصليب الأحمر الدولي عند الجانب اللبناني من الحدود، وهذا ما تم فعلاً قرابة الثانية عشرة ظهراً حيث تسلّم الصليب الأحمر الدولي الأسير نسر، ووقع مندوبوه على وثائق التسليم والتسلّم، سيما وأن الصليب الأحمر حمل معه أشلاء لجنديين إسرائيليين كانا قتلا أثناء المواجهات في عدوان تموز 2006.

وبعد تسلّمه، واكبت دورية لـ"اليونيفيل" موكب الصليب الأحمر الدولي، الذي مرّ به عند النقطة الأمنية التابعة للأمن العام اللبناني في رأس الناقورة حيث جرت هناك عملية تفتيش روتينية، نقل بعدها نسر الى مدخل بلدة الناقورة بمواكبة أمنية لبنانية.

وفور وصوله، علت الهتافات والأناشيد المؤيدة لتحرير الأسرى، من فوق المنصة الخشبية التي رفعت فوقها جدارية صفراء اللون حملت صور أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وصوراً أخرى لعدد من قادة المقاومة والأسرى أيضاً إضافة الى أقوال السيد نصرالله نفسها ومنها: "نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون".

وبعد تبادله القبلات مع والدته وأشقائه وشقيقاته ومسؤولي "حزب الله"، حيّا الأسير نسر الحشود، لينظم بعد ذلك مهرجان خطابي تحدث خلاله قاووق الذي أشار الى "إن عهد المقاومة ووعدها بالرغم من المشاكل الداخلية هو قضية الأسرى التي لم تنس"، وقال: "ستبقى هذه القضية على رأس أولوياتنا"، وأضاف: "لا سيادة كاملة ولا كرامة ولا حرية كاملة طالما بقي أسير واحد في السجون الإسرائيلية"، وأضاف: "نتطلع الى المستقبل القريب والقريب جداً لعودة أسرانا".

واكتفى نسر بالقول: "مبروك لكل لبنان ولسماحة السيد نصرالله، إن شاء الله قريباً سنشهد عودة الأسرى اللبنانيين".

ومن هناك انتقل نسر بموكب سيار حاشد الى صور ومنها الى مسقط رأسه في البازورية حيث أعد له استقبال حاشد مماثل.

يذكر أن نسر كان غادر لبنان في العام 1992، متوجهاً الى إسرائيل للعمل هناك أو للسفر منها الى دولة أجنبية، قبل أن يتزوج لاحقاً من إسرائيلية (روسية الأصل) أنجب منها ولداً سماه موسى تيمناً باسم أبيه، ليعود ويتزوج ثانية من إسرائيلية (روسية الأصل أيضاً) وينجب منها ابنتين هما فالنين وآدي.

مع الإشارة الى أن نسر (41 عاماً) مولود لأب لبناني مسلم وأم يهودية، وله في إسرائيل ثلاث خالات، توفيت واحدة منهن قبل فترة. وكان اتهم في العام 2002 بالاتصال بجهات خارجية ليحكم عليه بالسجن ست سنوات انتهت في 27 نيسان/ ابريل الماضي.

 

السنيورة يواصل مشاورات ثنائية لتشكيل الحكومة

الإثنين 2 يونيو -أ. ف. ب.

  بيروت,صيدا : يواصل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف فؤاد السنيورة مشاوراته مع اطراف الموالاة والمعارضة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، اولى حكومات عهد الرئيس ميشال سليمان، كما افاد الاثنين مصدر مطلع على هذه المشاورات.وقال المصدر "يجري السنيورة اتصالات ثنائية مع الاطراف لاستيضاح مطالبها في هذه الحكومة" التي تعطي للمعارضة نسبة تسمح لها بالتحكم بالقرارات التي تحتاج الى تصويت.  وكان السنيورة رفض السبت بعد اجتماعه برئيس الجمهورية لاطلاعه على نتائج استشاراته النيابية التي استمرت يومين تحديد موعد لاعلان تشكيل الحكومة.  من ناحيتها اشارت الصحف اللبنانية الاثنين الى استعجال هذه التشكيلة لدوافع امنية (مثل الحادثين اللذين وقعا السبت ضد الجيش) او سياسية مثل الزيارة التي سيقوم بها السبت المقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى لبنان.  وعنونت "السفير" المعارضة "الهاجس الامني يضغط لانجاز الحكومة"، فيما اشارت "الشرق" الموالية الى ان "الاطراف تستعجل التشكيلة قبل زيارة ساكوزي".

 وكتبت "النهار" الموالية "بات السنيورة يملك صورة واضحة عن مطالب الافرقاء من حيث الحقائب الوزارية لكن الاسماء والترشيحات لم تكتمل بعد".

 يذكر بان الدستور اللبناني لا يحدد مدة معينة للرئيس المكلف لتشكيل حكومته، ولا ينص على آلية لسحب التكليف منه.ونص اتفاق الدوحة الذي وضع برعاية عربية لحل الازمة على حصص كل طرف في حكومة ثلاثينية بدون تفاصيل اضافية لتكون موزعة على الشكل التالي: 16 للاكثرية و11 للمعارضة و3 لرئيس الجمهورية.

 

الانتحاري الذي قتله الجيش كان يحمل بطاقة فلسطينية مزورة

 وكالات/اكد منير مقدح، قائد الكفاح المسلح الفلسطيني، الاثنين لوكالة فرانس برس ان الانتحاري الذي قتله الجيش اللبناني السبت عند احد مداخل مخيم عين الحلوة للاجئين في جنوب لبنان كان يحمل بطاقة فلسطينية مزورة.وقال مقدح الذي يقود الجهاز العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات لبنان "اجرينااتصالاتنا بمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا) التي اكدت لنا بانها لم تصدر بطاقة بهذا الاسم".  وكان مصدر امني قد افاد بان الانتحاري يحمل بطاقة من الاونروا بسام محمود ياسين الاحمد من مخيم البص بالقرب من صور الى الجنوب من عين الحلوة.يذكر بان عناصر الجيش قتلت السبت شخصا كان يستعد لتفجير نفسه في آلية عسكرية في منطقة التعمير المحاذية لمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين. والمنطقة خاضعة لسلطة الجيش باستثناء قطاعها الجنوبي الذي يعد معقلا لمجموعة جند الشام الاسلامية المتطرفة.وافاد مراسل فرانس برس ان الجيش اللبناني عزز اجراءاته الامنية في محيط المخيمات. ونقل عن شهود عيان ان عناصر الحواجز الموجود عند مداخل المخيمات شددت تدقيقها في هويات الداخلي والخارجين.

 من ناحية اخرى اعلنت منظمة فتح الاسلام الاصولية في بيان لا يمكن التاكد من صحته مسؤوليتها عن تفجير عبوة ناسفة في شمال لبنان السبت اسفر عن مقتل جندي.واوضح البيان الذي جاء باسم المكتب الاعلامي لحركة فتح الاسلام بدون ان يحمل اي شعار او ختم، وتلقته فرانس برس بالفاكس، ان العملية التي جرت "بالتفجير عن بعد" في موقع لمخابرات الجيش تاتي انتقاما لهجوم الجيش اعلى معقلها في مخيم نهر البارد للاجئين في هذه المنطقة عام 2007.

 وقالت في البيان "افلح مجاهدونا بزرع عبوة ناسفة في وكر لاستخبارات الجيش" مؤكدة مواصلة عملياتها. واضافت "ظن البعض ان شوكتنا قد كسرت (...) لكن خاب ظنهم".  يذكر بان الجيش خاض مواجهات دامية مع هذا التنظيم الاصولي انتهت بسقوط المخيم بعد فرار عدد من قادة فتح الاسلام.وفي مطلع العام الجاري هدد زعيمها شاكر العبسي الجيش اللبناني الذي اسماه "جيش الصليب" بمواصلة الحرب ضده وذلك في تسجيل صوتي نشر على احد المواقع الاسلامية التي تبث اشرطة لتنظيم القاعدة والتنظيمات الاسلامية المسلحة.

 

 خطاب كلّ المغالطات والتناقضات!

خيرالله خيرالله

الأحد 1 يونيو -المستقبل اللبنانية

كان الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله" خطاب كلّ التناقضات والمغالطات بامتياز. كان عليه الاستعانة بالشهيد رفيق الحريري لتبرير احتفاظ حزبه بسلاحه. من يريد أن يترحم فعلا على رفيق الحريري لا يقول "شكراً" لسوريا، وللنظام السوري تحديداً، المسؤول الأول حتى اشعار آخر عن اغتيال الرجل الذي بنى لبنان الحديث وأعاده الى خريطة الشرق الأوسط والعالم وأعاد اللبنانيين الى لبنان. وكان على نصرالله الإشادة بخطاب القسم للرئيس اللبناني الجديد العماد ميشال سليمان وأن يؤكد في الوقت ذاته على أنه لا يوافق على طرح العماد سليمان في شأن الإستراتيجية الدفاعية للبنان وأن على الدولة أن تكون في خدمة "حزب الله" واستراتيجيته التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمصلحة لبنان أو اللبنانيين. يفترض فيمن يشيد بخطاب القسم، التزام الاستراتيجية الدفاعية للدولة اللبنانية التي يفترض أن تكون موضع بحث بين كل اللبنانيين، لا فرض استراتيجيته على الدولة. من يؤكد تمسك "حزب الله" بسلاحه إنما يؤكّد في الوقت ذاته رفض مؤسسات الدولة في لبنان بما في ذلك مؤسسة الجيش التي يفترض أن تكون حيازة السلاح محصورة بها.

ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" كان كلاماً جميلاً منمقاً. لكن الكلام الجميل المليء بالمغالطات شيء... والأفعال شيء آخر. كان خطاب نصرالله بعد أربع وعشرين ساعة من انتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وإلقائه خطاب القسم في مجلس النواب بمثابة رفض واضح لالتزام ما أعلنه الرئيس اللبناني خصوصا لجهة احترام قرارات الشرعية الدولية. عن أي مقاومة يتحدث الأمين العام لـ"حزب الله"؟ هل هي المقاومة التي أقامت خط التماس بين الشيعة والسنة وأبناء البناية الواحدة في بربور وكورنيش المزرعة وأحياء ومناطق أخرى من بيروت؟.

يفترض في الأمين العام لـ"حزب الله" الاعتراف بأنه لم يحقق انتصارا منذ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000. كل ما حققه كان انتصارات على لبنان واللبنانيين خدمة لوحدة المسارين... أي خدمة للنظام السوري الذي تاجر بلبنان واللبنانيين وأهل الجنوب خصوصا، الى أن حان وقت التصرف بالطريقة التي تخدم مصالحه. أين هذه الوحدة منذ قرر النظام السوري السير في مفاوضات مع إسرائيل تشمل استعادة سوريا لمزارع شبعا اضافة الى الجولان المحتل طبعا؟.

يفسر المغالطات والتناقضات التي وقع فيها السيد حسن نصرالله في خطابه ما أسفرت عنه "غزوة بيروت". حققت ميليشيا الحزب والأدوات المستأجرة التابعة لها انتصارا كبيرا على بيروت وأهل بيروت وعلى اللبنانيين المؤمنين بثقافة الحياة عموما. إنها الثقافة التي يكرهها "حزب الله" ويعمل على تدميرها. لكن نتيجة الانتصار كانت هزيمة سياسية مرّة لا تقارن سوى بالنكسة العسكرية التي لحقت بالحزب على يد أهل الجبل. ولهذا السبب، تفاديا للإقرار بالهزيمة السياسية والنكسة العسكرية، لا يزال مسلحو الحزب وعناصر من ميليشيا رئيس مجلس النواب يتابعون اعتداءاتهم على أهل بيروت المسالمين الذين يقاومون جحافل البرابرة بالموقف والكلمة الحق. كيف يمكن لمن يعتبر حزبه "مقاومة" إذلال أهل بيروت ومحاولة قهر أهل الجبل من الدروز؟ كيف يمكن أن لا تكون لديه كلمة اعتذار من بيروت ومن الجبل بعد كل ما ارتكبه في حقهما وفي حق أهلهما؟ كيف يمكن لزعيم سياسي أن يقبل بأن يقتحم رجاله بأسلحتهم بيوت الآمنين وأن يطلق هؤلاء النار على لبنانيين آخرين من دون سبب، اللهم الا اذا كان الانتماء الى مذهب آخر سببا كافيا لارتكاب جرائم من النوع الذي يندى له الجبين... تحت شعار المقاومة! هناك في الشويفات منازل لا يسكنها سوى عجائز تجاوز أحدهم التسعين من العمر. وقد اعتدي على هؤلاء وأطلقت النار عشوائيا على محتويات بيوتهم لمجرد أنهم دروز!، هل هناك من أخبر السيد حسن بذلك؟.

كان تمسك قوى 14 آذار بعودة الرئيس فؤاد السنيورة الى السرايا الحكومية خير رد على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" الذي يقود المعارضة ويسيرها بصفة كونه الممثل الشرعي الوحيد للنظام الإيراني وتابعه السوري في لبنان. فالسنيورة رجل دولة قبل أي شيء آخر. جاء اختيار السنيورة في السياق المنطقي لخطاب القسم الذي ألقاه الرئيس ميشال سليمان بعيد انتخابه. هذا الخطاب يجسد روح اتفاق الدوحة الذي تم التوصل إليه برعاية أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والإشراف المباشر لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، من دون تجاهل للدور المهم لجامعة الدول العربية ممثلة بأمينها العام عمرو موسى الذي انتصرت أخيرا وجهة نظره القائلة أن بداية الحل تكون بتنفيذ نقاط المبادرة العربية. وبداية البداية انتخاب رئيس جديد للبنان يحل محل المرشح السوري الذي اسمه الفراغ.

ظهر في الأيام الأخيرة، خصوصا منذ توقيع اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس جديد، وجهان للوطن الصغير. الوجه الأول لرجال دولة وقفوا في وجه التسلط والميليشيات وفوضى السلاح. هؤلاء كانوا كثر من بينهم النائب سعد الحريري وفؤاد السنيورة والرئيس أمين الجميل والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس حسين الحسيني الذي اعتمد الحكمة والحجة في وجه الخفة، والزعيم الوطني وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع ونسيب لحود ونايلة معوض وبطرس حرب والمفتي علي الأمين وفارس سعيد وآخرون... في المقابل كان هناك العقل الميليشيوي الذي جسده خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" والذي يعكس أزمة عميقة يعاني منها الحزب. انها أزمة أقرب الى مأزق من أي شيء آخر، مأزق من يتحدث طويلا عن التطورات في لبنان ولا ينبس ببنت شفة عن المفاوضات غير المباشرة التي يجريها النظام السوري مع إسرائيل. ماذا لدى الأمين العام لـ"حزب الله" ليقوله في حال استعادت سوريا مزارع شعبا نتيجة مفاوضاتها مع إسرائيل؟، هل يعترف عندئذ بأنّ قضية شبعا تقع تحت القرار 242 الصادر في العام 1967 الذي لا علاقة للبنان به؟.

 

لا تؤاخذونا

الياس حرفوش-الحياة اللندنية

لا تؤاخذونا. اخطأنا بحقكم وظلمناكم طوال سنة ونصف السنة. وجهنا اليكم كل انواع التهم. وكنا نعتقد أن همومكم السياسية الضيقة هي فوق الهم الوطني. وأن ارتباطاتكم بالخارج اقوى من ارتباطكم ببلدكم. وانكم مستعدون للتلاعب بمصير هذا البلد الى حد أخذه الى الحرب الاهلية بسبب انانيتكم وقلة حرصكم. لكنكم اثبتم في النهاية للقاصي والداني ولكل المشككين بصدق وطنيتكم، انكم أهل للأمانة وان مستقبل لبنان وشعبه في قلبكم، لا يتفوق عليه اي اعتبار آخر.

نلاحق اخباركم وانتم تتفاوضون على تشكيل حكومة جديدة تسمونها وطنية. العالم كله يغار من تساهلكم مع بعضكم ومن اندفاعكم الى الخدمة العامة. لا ميول ذاتية عندكم ولا مطالب. مصلحة المواطن في قلبكم. وهو يشعر مثلنا بالندم لأنه في وقت ما شكك بصدق نياتكم وخاب أمله منكم. فقد كان سيئ الظن، واعتقد انكم لا تبالون بمصيره، بينما كان يحزم حقائبه ويندفع باتجاه آخر طائرة اتيحت لها المغادرة من دون عودة.

الآن، اصبحت الصورة اكثر وضوحاً. لقد تبين أن ما كنا نشهده كان فصلاً من مسرحية أردتم منها اختبار تعلق شعبكم بكم. كان لا بد من اثارة الغرائز وشحن الاحقاد لتتأكدوا من الولاءات. لكنكم أديتم ادواركم بنجاح منقطع النظير. سقطنا جميعاً في الفخ واعتقدنا ان هذا وجهكم الحقيقي: الوجه الطائفي الذي يضع مصلحة منطقته وجماعته ومذهبه واتباعه فوق اي مصلحة اخرى. لكن الاحداث اثبتت اننا كنا على خطأ. فالطائفية هي في الحقيقة أبعد ما يكون عن قلوبكم. انتم جميعاً «علمانيون»، اكثركم طائفية لا يتورع عن «التفاهم» مع الطائفة الاخرى لإثبات «علمانيته».

أسوأ ما في هذه المسرحية التي أجدتم تمثيل ادواركم فيها، أن الناس صدّقوكم وكادوا يذهبون الى الحرب والتقاتل، غير مدركين انكم تمثّلون، وأن لادواركم ثمناً ولنهاية المسرحية ثمناً ايضاً. وعندما وصل الثمن الى جيوبكم توقفتم عن التمثيل، وعدتم الى حديث الحب المتبادل في ما بينكم والى التفاني الذي لا ينتقص منه شيء من اجل خدمة الوطن!

مساكين مواطنوكم. من فرط حسن ادائكم، صدّقوكم مرة بعد مرة. اخذوا بشعاراتكم واندفعوا اندفاعة عمياء الى قتل بعضهم، وكادوا يدمرون البلد، فيما انتم تتفرجون.

صحيح أن هذا المشهد تكرر مرة بعد مرة. ودعونا نصارحكم أن هناك خوفاً من تكراره مجدداً. فالشكوك كبيرة في ان ما نشهده هذه الايام من مودة وقبلات متبادلة في ما بينكم لا يعدو كونه لازمة من لوازم «الانتراكت»، أي الاستراحة التي تفصلنا عن الفصل الثاني من المسرحية الممدد عرضها. فنحن نعرف ان السكاكين والبنادق ما تزال في الجيوب، وانكم، جميعاً، مستعدون لشحذها من جديد عند أول انعطافة. لهذا ربما لا تزال اليد الراعية لوئامكم، والتي جاءت من العاصمة القطرية هذه المرة، مرفوعة فوق رؤوسكم.

مع ذلك يريد شعبكم أن يأمل انه اذا كانت لديكم حاجة لاستئناف المسرحية مرة جديدة، أن تتفضلوا بعرضها على مسرح آخر وتدعوهم وشأنهم. حقيقة الامر انهم طيبون ويسهل عليهم أن يصدقوا ان ادواركم ليست تنفيذاً لأوامر خارجية، وانكم لا تقومون بها لمجرد التمثيل. ففي المرة المقبلة قد لا تتوافر «دوحة» تنزل الستارة على مسرحيتكم، وترفع عن البلد مصيبته بكم التي كادت تأخذه الى الحرب... بفضل براعتكم!

 

من السياسيّ إلى الثقافيّ

حازم صاغيّة ،

الاثنين 2 حزيران 2008

توقّف أكثر من سياسيّ ومراقب عند العبارة الواردة في الخطاب الأخير للسيّد حسن نصر الله، تلك القائلة إنه يفخر بكونه "فردًا في حزب ولاية الفقيه"، تمهيدًا لإسباغه بعض الصفات الحسنى على الفقيه. لكن الأمين العام لـ"حزب الله" ما لبث أن أضاف أن الوليّ الفقيه الذي هو في حزبه يقرّ بتعدّديّة لبنان ويريدها.

وكان لافتاً أن المعلّقين على العبارة اتفّقوا على الملاحظة التالية: ما دام دور الوليّ الفقيه لا يقتصر على الحيّز الدينيّ وحده بل يطال الحيّز الزمنيّ الحياتيّ أيضًا، فهذا يعني أن "حزب الله" سوف يدين له ويتبع رأيه كائنًا ما كان. ولمّا كان الوليّ الفقيه منزّهًا عن الاعتراض أو المناقشة، بات ما يقوله ملزمًا لتابعيه. فما الضمانة، من ثمّ، بأن الوليّ الفقيه لن يغيّر رأيه، لهذا السبب أو ذاك، في ما خصّ التعدّديّة اللبنانيّة، فيحذو "حزب الله" حذوه في رفضها؟

وما طرحه المشكّكون يمكن إسناده الى أمثلة وتجارب عدّة عن تحوّلات الرأي السديد، يتصدّرها أن "حزب الله" كان، ذات مرّة، يرفض المشاركة في الانتخابات النيابيّة في لبنان، ثم غدا يقرّها ويشارك بنشاط فيها. وهذا ما كان قد حسمه الوليّ الفقيه، المرشد الإيرانيّ الأعلى، علي خامنئي، إذ أيّد المشاركة ونبذ الاستنكاف (على ما روى الشيخ نعيم قاسم، نائب نصر الله، في كتابه عن حزبه).

وقصارى القول إن مجاهرة نصر الله بالعضويّة في حزب ولاية الفقيه هو تحكيم لرأي صادر عن خارج الوطن اللبنانيّ وحياته السياسيّة في أمر هذين الوطن والحياة. فكيف وأن هذا الرأي قد يتغيّر ويتقلّب؟ بيد أن الإشكال المذكور يطرح مسألة أبعد، ثقافيّة قبل أن تكون سياسيّة، مفادها الصلة بين الدين والسياسة الوطنيّة. فماذا حين يتعارض الأمران، ولمن تكون الأولويّة؟

والمسألة هذه حُلّت في الغرب بمجرّد انهيار الامبراطوريّة الرومانيّة المسيحيّة وقيام الدول-الأمم القوميّة المستقلّة، ثم تكرّس الحلّ هذا مع تقدّم عمليّات الإصلاح الدينيّ التي طالت البروتستانتيّة قبل أن تطاول الكاثوليكيّة. ولربّما صحّ القول إن أهمّ تعاليم المصلح الألمانيّ مارتن لوثر دعوته الى "مملكتين"، واحدة سماويّة وأخرى أرضيّة وزمنيّة. أما عندنا، في العالم الإسلاميّ، فلم تُحلّ المسألة بعد، خصوصًا أن الحركات الإصلاحيّة التي ابتدأها، مطالع القرن الماضي، رجال دين إصلاحيّون كمحمّد عبده في مصر وحسين النائيني في إيران، توقّفت وأُجهضت قبل أن تقلع.  

هنا يكمن الأساس الذي لا بدّ من التعاطي معه كي لا تتكرّر مواقف كذاك الذي نتطرّق إليه. وربّما كانت تجربة العذاب اللبنانيّ الراهنة سببًا كافيًا لتقصير المسافة بين "السياسيّ" و"الثقافيّ" الذي نحن في صدده. لكنْ، وفي غابة الطائفيّة والتديّن اللذين يتعاظم زحفهما، وإن كانا شأنين مختلفين، على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟

 

 "فينوغراد إيراني"

جيلان جبر ،

الاثنين 2 حزيران 2008

لم أتوقع وأنا أتابع حديث أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل في ندوته بنادي القضاة مؤخرًا، أن يكون هذا التقييم للأحداث اللبنانية وهذه مواقفه من "حزب الله" و الدولة الإيرانية... فاسمح لي يا أستاذي بما أنك تؤمن بهذه الديمقراطية وتقول إنك لا تراها في الدولة اللبنانية... أن نحاول إيجادها سويًا عبر طريق أسلوب الطرح والكلام في هذا المنبر الذي يحترم جميع الآراء وعقول القرّاء..

أولاً: لقد تفضلت بالقول "إنّ حسن نصر الله نظلمه عندما نقول عنه رجلَ أو عميلَ إيران في لبنان"وهذا غريب؟ إذًا بماذا تفسر ما شهدناه مؤخرًا وهو يقول بصوت متشنج "اني افتخر ان اكون فردًا في حزب ولاية الفقيه العالم الحكيم الصادق..."، أليس هذا إثباتًا كافيًا لولائه، بخاصة أنه أنزل صفات من أسماء الله الحسنى على شخص هذا الفقيه الإيراني الذي لا يعتبر عند الله أفضل من باقي البشر إلا بالتقوى...

كما سمعنا "علي لاريجاني"يؤكد أن السيد حسن نصرااله هو حصن المقاومة وان الانتصار السياسي الذي تحقّق مؤخرًا في لبنان هو بداية لانتصار أكبر".

هذا التصريح يؤكد لك أن ما يقوم به "حزب الله" ليس لحساب لبنان فقط ولكن هناك حسابات أخرى أكبر...

ويمكن أن تعتبره توضيحًا لأن هناك عقيدة تمتد من ايران الى لبنان وما يقال عن السلاح لتوازن الرعب هو ليس لرعب اسرائيل فقط ولكن لشركائهم في الوطن ورسالة لجيرانهم العرب...

فإنّ الدعم الايراني المادي الذي يصل إلى مليار دولار والعسكري النوعي، يجدّد سنويًا ويأتي بشكل مباشر لـ"حزب الله" من دون أن يأخذ شكل تعاون أو رقابة من الدولة ومن دون الدخول في تفاصيل. فكلّها متوافرة في مذكرات "محمد حسن أختري" السفير الإيراني لدى سوريا الذي اكد دوره المهم في بناء "حزب الله" وتحويله الى مؤسسة ذات كيان مستقل عن الدولة... واتضح ذلك للجميع بعد سنوات طويلة ساهم في تغيير التركيبة اللبنانية حتى استطاع "حزب الله" والمجموعة المتحالفة معه الإطاحة بمشروع الدولة وظهر ذلك بعد خروج سوريا من لبنان عام 2005. وتم التركيز على إيضاح دور وقدرة دولته مع ترك الباب مفتوحًا لنفوذ إيران وهيمنة سوريا على قرار لبنان، والدليل تعطيل الانتخابات الرئاسية لمدة عشرين جلسة انتخابية وغلق البرلمان لأكثر من عام مع محاولات مستمرة لإسقاط الحكومة مرة بالاعتصام ومرة بالاستقالة أو بالتهديد والتخوين والتظاهر والعصيان. وفي النهاية تم حمل السلاح على المواطنين الآمنين حتى يتم فرض واقع جديد على المنطقة...

ثانياً: كلام الاستاذ هيكل عن"أن الازمة اللبنانية الاخيرة غير واضحة المعالم وما زالت تفاصيلها غامضة حتى الآن"، فلا اتصور أن استاذنا الذي يتعمق في قراءة التاريخ و يترجم لنا الحاضر والمستقبل ان يخفى عليه تحليل هذا الأمر، ولكن اعتبر ذلك مجرد تعليق دبلوماسي منه ينأى فيه عن تقييم تصرفات "حزب الله" مؤخرا" حتى لا يظهره بالمعتدي المخطئ وهو في نظر البعض ما زال يرغب ان يكون ضحية، والمشكلة ان هذه المرة بالذات صعب أن يلعب هذا الدور، فمن عاش وشاهد الموقف على الأرض يعلم مدى عمق الجرح ومدى الخسارة الوطنية التي تسببت فبها غزوة "حزب الله" على بيروت.

ثالثاً: القول "إن تركيبة لبنان صعبة وان بعض الدول العربية تلعب هناك بهدف إحراج سوريا"، الحقيقة يا سيدي الفاضل أن سوريا لا تحتاج لمن يحرجها لا من الدول العربية او من الدول الاجنبية فهي بمجهودها الخاص تحترف إحراج نفسها بنفسها، اما عن طريق تصريحات او تصرفات، والعديد من الجهات تؤكد ذلك حتى حليفتها إيران...

رابعاً: اما عن قولك في موضوع عماد مغنية والتحليل "بان هناك ثلاث دول متواطئة في عملية الاغتيال"... فلا ترى هنا بالذات يا استاذي ان مكان وموقع الاغتيال الذي كان في دمشق وامام مركز للمخابرات السورية لا يجعلنا امام احتمالين فقط:

1- ان تورط سوريا بالاضافة لدولتين عربيتين الآن هو امر شديد الصعوبة لأن سوريا في هذه الفترة لا تملك علاقات قوية مع العديد من الدول العربية تسمح لها بضمان نجاح هذا المخطط، وغالبًا هذه الدول لها حسبات ومصالح أخرى مما يجعل هذا الاحتمال شبه مستحيل...

2- الاحتمال الثاني هو ان هناك ثلاث دول عربية لم ترغب ربما انت في تسميتها (السعودية ومصر والاردن) هي من فعل ذلك، وإن افترضنا صحة الاحتمال فهذا يعني أن سوريا وجهاز مخابراتها يعانون من غيبوبة واصبحت هناك دولة مستباحة... وهذا أيضًا مستحيل، فسوريا في كامل قدرتها في التحكم والحكم، إذًا...؟! أترك للقراء التحليل وإرسال النتيجة...

خامساً: وعن كلامك "أن السوريين قد ارتكبوا اخطاء في لبنان " فهذا بالفعل كلام حق واعترف السوريون به عدة مرات وما علينا الآن سوى انتظار عدالة السماء والمحكمة الدولية ليظهر لنا إن كانت سوريا أو غيرها قد ارتكبوا خطيئة او جريمة اخرى في حقّ لبنان... 

سادساً: اما عن اعجابك بـ"الحرب المشرفة التي قام بها حزب الله وغيرت في مفاهيم المقاومة مع اسرائيل"، فهذا كلام صادق وايضًا واقعي ويحتاج فقط للجنة فينوغراد لبناني وليس فقط ايرانياً... لأن هذا النجاح قد تحقق بفضل ثلاث جهات اتحدت سويًا وهي المقاومة والشعب اللبناني والحكومة التي كان يرأسها فؤاد السنيورة... نعم يا سيدي فقد عرفت في ذلك الوقت بحكومة المقاومة لما قدمته في اثناء هذه الحرب، كما كان يشارك فيها خمسة وزراء من "حزب الله" و"حركة أمل"، وقام السنيورة بعدة جولات استطاع بها الوصول الى القرار 1701 الذي شارك "حزب الله" في كل بنوده وساهم في وقف نزيف الدم والدمار في لبنان، حتى تجد في كتاب مذكرات "جون بولتون" يعرض فيه مدى الصعوبات في التفاوض مع فؤاد السنيورة لتمسكه الدائم بحق المقاومة وسلاح حزب الله و"سبحان مغير الاحوال".

المهم يا سيدي الفاضل ان هذه الحرب كلفت لبنان نصف مليون نازح و2025 قتيلا و3705 بين جريح ومعوق و2800 منزل مدمر، و61 مصنعًا ومعملا،و63 مدرسة محطمة بالاضافة لإغلاق المرافئ وضرب المطار وتدمير الجسور وتلوث البحر ...الخ.

كل ذلك فعلته اسرائيل في 33 يوماً كلفت لبنان خسارة مادية وصلت الى 14 مليار دولار وحتى كتابة هذه السطور لم تُحرّر مزارع شبعا ولم يعد جميع الأسرى من سجون إسرائيل، إذًا تغيير مفاهيم اسرائيل عن المقاومة قد كلف لبنان كله الكثير... وهذا درس غال ولا يغيّر...

سابعاً:هذه الحكومة التي اعترفت بها جميع الدول العربية ورفضتها سوريا واستُقبلت من جميع دول العالم ما عدا ايران، كان لها الفضل في جعل قلعة الاستثمارات المصرية والعربية تذهب الى لبنان وبالتالي ليس للثقة التي حققها حسن نصر الله ولا لحزب ولاية الفقبه والا كانت هذه الاستثمارات تذهب إلى إيران التي تملك قدرات اهم واكبر، ولكن لأن دولة ولاية الفقيه لا تفقه شيئًا من اسلوب التنمية والخدمات وطاردة للاستثمار. اخافت الجميع من الاقتراب... وبالتالي ليس بالغريب ان نجد علاقة مصر وايران مجمدة وفي حالة قلق وعداء، فهذا يصبح رد فعل طبيعياً ما دامت ايران لا تقدم تنازلات حتى لتغيير اسم شارع لإرهابي قتل رئيس مصري انتصر على اسرائيل بالحرب والمفاوضات واستعاد ارضه، وهذا هو نفسه اسلوب سوريا حليفة ايران ولكنها تأخرت اكثر من ثلاثين عاماً . فهناك يا سيدي عقيدة مترسخة لدى الفرس رافضة للعرب عامة و للسنة خصوصًا، تراها على سبيل المثال في كتاب "شاة نامية" للشاعر الفردوسي ومدى الاستهزاء والسخرية من تاريخ العرب القديم كما تسمعها من بعض الشيعة في شكل كراهية للخلفاء الراشدين والسيدة عائشة "رضي الله" عنها يظهر معك في كل احتقان، فهم اهل التقية نحترمهم ونقدرهم ولكن لا يمنع ان نعاتبهم و نحاسبهم...   

من الواضح اليوم انها ليست أزمة مذهبية أو عقائدية فقط، فهي أزمة سياسية بامتياز وتجدها في الدستور الإيراني الذي يؤكد نزعته للهيمنة والتوسع. كما ان الثقافة الإيرانية تجعل الفرس يتوقون لدور الضحية دائمًا، ربما اليوم وجب عليهم أخذ الحذر من المستقبل وربما منهم من يتوق للثأر من الماضي. المهم انها دولة تسعى إلى أن تكون نووية وهذا طموح من حقها ان تصل إليه، ولكن السؤال، هي تهدد بضرورة إزالة اسرائيل وهذا شيء جميل، ولكن ماذا عن شركاء اسرائيل في الأرض الفلسطينية و"حماس" حليفتها هل ستدمرها؟؟، وماذا عن سوريا التي تفاوض إسرائيل هل أيضًا ستزيلها؟، ثم لماذا المفاوضات إن كانت اسرائيل ستزال من قبل ايران؟؟ أما عن 150 رأسًا نوويًا في اسرائيل فهي تضعها على أرض عربية محتلة وبالتالي إن فكرت في استخدامها فستدمر اسرائيل أولاً ولن يرحمها حتى عزرائيل. هذا كله مجرد تعليق أشارك فيه العقل والمنطق وأنت بالطبع استاذنا الكبير.

 

الانتحاريون والمظلّة والفرصة

غسان شربل

الحياة  - 02/06/08//

الارتياح الذي أثاره انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية عكّره اول من امس حادثان مقلقان. الاول انفجار في مركز للجيش في الشمال أدى الى استشهاد مجند. والثاني محاولة انتحاري فلسطيني تفجير نفسه في آلية للجيش في الجنوب. ولا يقلل نجاح الجيش في قتل الانتحاري قبل تمكّنه من تحقيق هدفه من خطورة هذا الحادث، وهو اول عملية انتحارية على الاراضي اللبنانية منذ تلك التي أدت الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل ثلاثة اعوام.

لا يمكن عزل هذه الاطلالة الانتحارية عن التوقيت الذي جاءت فيه. جاءت بعد ايام من انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية. قائد الجيش الذي خاض حربا طويلة ضد المجموعة الارهابية التي تحصّنت في مخيم نهر البارد وقيل يومها إن برنامجها الاصلي كان يرمي الى اعلان «إمارة إسلامية» في جزء من شمال لبنان. ولنا ان نتخيل الآثار الكارثية التي كان يمكن ان تترتب على نجاح مثل هذه المحاولة في بلد متعدد الطوائف والمذاهب. ثم ان الحادث جاء بعد ايام من الاحداث الدامية التي شهدها لبنان وخلّفت جرحا عميقا في العلاقات الشيعية - السنية واعادت تسليط الضوء على جرح مذهبي آخر في شمال لبنان. ولم يتمكن الجيش اللبناني من منع هذه الاحداث وما رافقها من ممارسات.

من التسرع الجزم بأن الاطلالة الانتحارية وفي ضوء مناخات التوتر المذهبي التي خلفتها الاحداث الاخيرة تعني انزلاق لبنان سريعا الى العرقنة. لكن من الخطأ الجزم بأن العرقنة غير واردة اذا لم يستطع عهد سليمان توفير ما يحتاج إليه من مظلة داخلية وعربية واقليمية ودولية. فمن دون هذه المظلة سيظل التوتر قائما وإن كامناً وستظل الاطلالات الانتحارية متوقعة. صحيح ان المظلة لن تمنع شخصا قرر الانتحار لكنها ستقفل بالتأكيد الباب امام الرياح التي تسهل شيوع هذه الممارسات او توفر ارضية خصبة تساعد على حصولها.

لا مبالغة في القول إن انتخاب سليمان الذي اكد في خطاب القسم تعلقه بمنطق الدولة والتوازن يشكل فرصة لكل الاطراف الراغبة في ترميم الدولة اللبنانية وتجنيب هذا البلد مخاطر التحول ساحة مفتوحة لمغامرات دامية سواء جاءت من الداخل او الخارج. انه فرصة للأكثرية التي استحقت بعد الانتخابات السابقة الجلوس في مقاعد الحكم لكنها عجزت عن ان تحكم او منعت من القيام بهذه المهمة. فرصتها لإعادة الشراكة الوطنية مع من ساهموا في منعها من الحكم خصوصا بعدما تبين ان لا استقرار في غيابهم وبغض النظر عن صحة المواقف والممارسات.

وهي فرصة للمعارضة ايضا. فعلى المعارضة ان تسلم بدورها ان انتخاب رئيس توافقي يعطيها فرصة احياء الشراكة مع الفريق الآخر في الوطن وهو فريق لا تملك المعارضة حق تخوينه ولا تملك أي تفويض شعبي لفرض ارادتها عليه خصوصا بقوة السلاح. ان انتخاب رئيس وقف دائما الى جانب المقاومة يعطيها فرصة لمراجعة جدية لدورها وعلاقتها بالدولة ووظيفة سلاحها ذلك ان المقاومة قامت من اجل تحرير الارض ولا تملك تفويضا بإدارة الدولة او ممارسة الرقابة عليها او الاحتفاظ بسلاحها الى الأبد. في المقابل تدرك الدولة ان التعامل مع موضوع سلاح المقاومة لا يمكن ان يتم في مناخ انقسام داخلي وبتسرع كالذي شاب القرارين اللذين كانا السبب في تفجر الاحداث او الذريعة لتفجيرها.

سورية ايضا يمكن ان تعتبر وصول سليمان فرصة فهو صديق قديم لها. ان التعاطي ايجابا مع عهد سليمان سيوفر لسورية فرصة استعادة علاقات عربية ودولية خصوصا اذا تابعت تركيا رعايتها للمفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة. ولا بد هنا من الالتفات الى ان العلاقات الاستراتيجية بين سورية وايران لا تعني ابدا تطابق المصالح، والدليل تباين الحسابات في العراق وفي الموقف من اسرائيل والتفاوض معها من دون ان ننسى ان حسابات البلدين ليست متطابقة تماما في لبنان الذي يشهد تمدّدا واضحا للدور الايراني.

يشكل عهد سليمان فرصة لاظهار القدرة على ممارسة سياسات مسؤولة وبعيدة عن المجازفات داخليا واقليميا. واذا اختارت الاطراف الداخلية والاقليمية التعامل معه كفرصة للانتظار الايجابي وتغليب منطق منتصف الطريق فان هذا العهد سيتمتع بمظلة تلجم محاولات انضاج الملفات الاقليمية على لهيب النار اللبنانية. ان اي مشروع لإرغام عهد سليمان على التحول مجرد مراقب لعملية كسر التوازنات على الساحة اللبنانية سيفتح الباب واسعا امام الفتنة داخليا واقليميا وسيمهد الطريق امام قوافل الانتحاريين ولن يكون الرابح عربياً