المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 6 حزيران 2008

انجيل القدّيس متّى .20-15:18

إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. وإِن لم يَسمَعْ لَكَ فخُذْ معَكَ رجُلاً أَو رَجُلَين، لِكَي يُحكَمَ في كُلِّ قضِيَّةٍ بِناءً على كَلامِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثة. فإِن لم يَسمَعْ لَهما، فأَخبِرِ الكَنيسةَ بِأَمرِه. وإِن لم يَسمَعْ لِلكَنيسةِ أَيضاً، فَلْيَكُنْ عندَكَ كالوثَنِيِّ والجابي. الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما رَبطتُم في الأَرضِ رُبِطَ في السَّماء، وما حَلَلتُم في الأَرضِ حُلَّ في السَّماء». وأَقولُ لكم: إِذا اتَّفَقَ اثنانِ مِنكم في الأَرضِ على طَلَبِ أَيِّ حاجةٍ كانت، حَصلا علَيها مِن أَبي الَّذي في السَّمَوات. فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم

 

مشكلة زراعة الحشيشة في البقاع تتجدد مع غياب المشاريع البديلة

مصدر امني لـ "المركزية": سنعمد الى تلف الموسم بداية تمـــوز

المركزية - كما في كل عام، تعود مشكلة زرع الحشيشة في البقاع الى الواجهة مع غياب المشاريع المتكاملة التي تغني المزارعين في هذه المنطقة عن زراعة المخدرات لتأمين معيشتهم. ويبقى اللجوء الى تلف المواسم حلا مجتزأ لمشكلة متجددة.

وفي معلومات لـ "المركزية" ان وفدا من احدى المنظمات الدولية المعنية بملف الحدّ من زراعة المخدرات اجتمع اخيرا بوزير الداخلية والبلديات حسن السبع للبحث في مسألة تلف المخدرات وتأمين الزراعات البديلة الموعودة في منطقة البقاع. وحمّل وزير الداخلية الوفد مسؤولية إعادة زرع الحشيشة في البقاع لان المنظمة لم تف بوعودها بتأمين الزراعات البديلة قبل شهر أيلول موسم القطاف، في حين انها قدمت المساعدة في هذا الاطار لدول عدة منها تركيا واليونان.

مصدر أمني: وفي هذا الاطار أبلغ مصدر امني رفيع على صلة بملف المخدرات الى "المركزية" انه "ستتم بداية شهر تموز عملية تلف موسم الحشيشة في البقاع قبل موسم القطاف في منتصف ايلول المقبل". ولفت الى ان "الوضع الامني غير المستقر هذا العام ساعد في اتساع المساحات المزروعة بالحشيشة في البقاع، نظرا الى ان المزارع يعتقد بأن الدولة لن تعمد الى تلف الموسم لانشغالها بأمور أهم". وقال: الوضع الامني يتحسن راهنا ما يتيح لنا القيام بواجبنا بشكل طبيعي. وأشار المصدر الى "وجود برامج من الخارج للمساعدة على تأمين الزراعات البديلة، ولكن ما من مشروع حقيقي تبلور حتى الآن في منطقة البقاع". وقال: تشكلت لجنة لوضع مشروع للزراعات البديلة في البقاع، وتقدمت بتقرير لتوسيعها واشراك بعض المؤسسات، وتم ذلك فعلا بهدف بلورة مشروع لبناني يقدم الى الامم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية لتمويله. ويبقى الاساس متابعة عمل اللجنة. أضاف: الامر الاساسي يبقى وعي المزارع لخطورة زراعة الحشيشة وليس النظر فقط الى المردود المادي. ولفت الى انه مهما تكن المشاريع والزراعات البديلة فلن تأتي بالمردود ذاته على المزارع، من هنا أهمية الوعي وضرورة اسهام المزارعين المختصين واشراكهم في اللجنة لتقديم الافكار والمقترحات اللازمة للحل.

 

موفد قطري الى بيروت غدا للاشراف على تنفيذ بنود "الدوحـة"

الملف الامني عنصر جديد ضاغط على التشكيلـــة الحكومية

اتصالات مكثفة بين سليمان والسنيورة لمواكبة المرحلــــة

المركزية - وكأن سيل العقبات والعقد والشروط والشروط المضادة الحائلة حتى الساعة دون إبصار حكومة العهد الاولى النور غير كاف، على الرغم من الجهود الحثيثة المبذولة، لايجاد المخارج الكفيلة بارضاء الاطراف كافة، حتى عاد الامن مجددا الى الواجهة عنصرا اضافيا ضاغطا على تشكيل الحكومة ومهدّدا بعرقلة كل المساعي والوساطات بشأنها، بفعل تداعيات الحوادث المتكررة في العاصمة وآخرها الاعتداء على المواطن عماد زغلول ليل امس الاول واصابته بجروح خطرة من قبل عناصر مسلحة ترتدي زيّ شرطة مجلس النواب، الامر الذي نفته قيادة شرطة المجلس في بيان صدر عنها اليوم ما حدا بـ"تيار المستقبل" الى اعلان تعليق مشاركته في الاتصالات الخاصة بتشكيل الحكومة وتاليا الانتقال الى معالجة ملف الامن قبل اي شيء آخر، مع العلم ان اتفاق الدوحة نص في بنده الرابع على ما حرفيته: "تعهد الافرقاء الامتناع عن العودة الى استخدام السلاح او العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية، واطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كل أراضيها وعلاقاتها بمختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن أمن الدولة والمواطنين".

شريعة الغاب: وتساءلت اوساط سياسية متابعة عن الهدف من وراء تكرار هذه الحوادث في العاصمة ومدى تأثيرها على اتفاق الدوحة برمّته وهل انه بات بحاجة الى عملية جراحية لاستئصال التشوّهات التي أصابت بعض بنوده بفعل تزايد الاستفزازات بين طرفي الموالاة والمعارضة وتطوّرها الى اشكالات امنية؟ وكيف سيصار الى بلسمة الجراح العميقة في الوسط الشعبي الذي يشهد حركة تململ تنذر بعواقب وخيمة اذا لم يصر الى وضع حدّ لهذا المسلسل الدامي وتاليا اين دور الاجهزة الامنية في حماية المواطنين العزّل من التعرّض لهم من قبل عناصر مسلحة تقتحم حرمات منازلهم من دون رادع وكأنها في شريعة الغاب لا في دولة القانون والعدالة؟ واين "الوحدة الوطنية"، العنوان الكبير للحكومة المنوي تشكيلها مما يحصل في شوارع بيروت واين السيادة في الحقائب المتنازع عليها بين الافرقاء من استباحة كرامات الناس وسيادتهم على ارض وطنهم؟

الغالبية: وفي ظل أجواء الاحتقان والتشنج السائدة وخصوصا في وسط فريق الغالبية النيابية تؤكد مصدرها لـ"المركزية" ان للصبر حدودا وان اهالي العاصمة باتوا غير قادرين على تحمّل المزيد من التجاوزات والاعتداءات بحق ابنائهم واتهمت مَن أسمتهم بـ"ميليشيا حزب الله" بممارسة الاستفزازات والتهديدات بحق الاهالي وقالت "ان هذه الميليشيا تجري اتصالات هاتفية بأشخاص ينتمون الى "تيار المستقبل" وتحقق معهم لساعات بعد طلب مقابلتهم. كما ان عددا من الاشخاص لا يجرؤون على العودة الى منازلهم" بسبب ملاحقات ومضايقات يتعرّضون لها".

وقالت ان هذه الميليشيا تأخذ دور المخابرات والامن العام وقوى الامن الداخلي والجيش، ودعت الجيش الى القيام بواجباته لا ان يكتفي بدور منع المواجهات كما حصل في احداث بيروت الاخيرة. وقالت ان الجيش يعرف تماما من يقوم بهذه الامور وخلصت الى القول ان الجمر لا يزال تحت الرماد متحدثة عن نية لدى المعارضة لتنفيس عهد الرئيس العماد ميشال سليمان من جهة ولعرقلة اتفاق الدوحة من جهة اخرى. واكدت مصادر اخرى في الغالبية لـ"المركزية" ان الاستفزازات التي يتعرض لها أهالي بيروت يوميا لم تتوقف منذ استباحة بيروت وقالت ان الاحقاد الدفينة عادت الى الظهور، وشددت على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة والامساك جيدا بالوضع الامني والقبض على المطلوبين ومحاكمتهم. المعارضة: من جهته نفى مصدر في المعارضة لـ "المركزية" كل هذه الاتهامات واكد ان كل ما يحكى هو "كذب بكذب" بهدف التغطية على تعليقهم للمناورات بسبب العقدة الموجودة داخل فريق الموالاة ومشكلة التوزير عندهم التي لا يجدون لها حلا. فبدل ان يعلنوا السبب الحقيقي يحاولون تغليف الموضوع بقضية الاعتداءات والممارسات. اضاف: اذا كان هناك فعلا من ممارسات فهي موجودة من قبل الغالبية وليس من قبل المعارضة. وساطة قطرية: ومواكبة للتطورات الامنية وبهدف الحؤول دون تفاقمها، علمت "المركزية" ان موفدا قطريا سيصل الى بيروت غدا لمتابعة الامور عن كثب ومعاينة تطورات الوضع الامني ومدى التزام الاطراف باتفاق الدوحة وخصوصا ببنده الرابع والتدخل في حال تبين وجود ثغرات وعراقيل خصوصا ان هذا الاتفاق جاء برعاية قطرية واحتضان عربي ودولي ولا يجوز تاليا الخروج عنه او التراخي في التزام تطبيق بنوده. اتصالات مفتوحة: الا ان الانعكاسات السلبية للتطورات الامنية لم تحل دون مواكبة استحقاقات المرحلة ذلك ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ابقى اليوم اتصالاته مفتوحة مع رئيس الجمهورية لوضعه في اجواء آخر الاتصالات الجارية مع اطراف المعارضة والموالاة بشأن التشكيلة الحكومية واستتباعات الملف الامني وكيفية معالجته بعدما تابعها عن كثب وعقد للغاية سلسلة اجتماعات واجرى اتصالات بالمعنيين من وزراء وقادة امنيين اوعز اليهم ضرورة التدخل لإنهاء الوضع الشاذ في العاصمة.

 

زيارة ساركوزي الى بيروت رسالــة دعم معنوية ومادية

مصدر فرنسي: جاهزون للمساعدة كما دائما ونفي بوعودنا

المركزية - تترقب الاوساط السياسية الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة فرنسوا فيون والوفد المرافق الى بيروت السبت المقبل لتقديم التهاني الى الرئيس العماد ميشال سليمان لما لها من مدلولات وما تحمله من رسائل دعم غير عادية للبنان في هذا الظرف من الامة الفرنسية بكاملها خصوصا انها الزيارة الاولى لرئيس جمهورية ورئيس حكومة في آن معا الى لبنان. فإضافة الى الدعم المعنوي الكبير قد يستفيد لبنان على هامش الزيارة من الناحية المادية، حيث سيعقد الوفد المرافق للرئيس الفرنسي سلسلة اجتماعات تبحث في خلالها ملفات مختلفة سيصار لاحقا الى متابعتها خصوصا ان بعض المعلومات اشار الى ان ساركوزي سيوجه دعوة الى نظيره اللبناني لزيارة باريس في 13 و14 تموز المقبل ليحل ضيفاً مميزاً في احتفالات 14 تموز. وفي هذا السياق اشار مصدر فرنسي متابع الى ان فرنسا دائمة الجهوزية لتقديم العون والمساعدة للبلد الصديق لبنان كما كانت دائما من خلال مؤتمرات دعم لبنان في باريس 1و2و3 وهي عازمة على الاستمرار في هذا النهج. من جهة اخرى كشف المصدر ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيلتقي نظيره وليد المعلم في باريس، في 13 أو 14 تموزخلال الاجتماعات التحضيرية لقمة "الاتحاد من أجل المتوسط" المقرر عقدها في الثالث عشر من تموز.

وأشار إلى أن كوشنير لا ينوي زيارة دمشق راهنا، لافتا الى فرصة كبيرة لأن يحضر الرئيس بشار الأسد قمة الاتحاد المتوسطي في تموز، بعد الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من الرئيس نيكولا ساركوزي غداة انتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، خصوصا ان باريس تنظر بشكل إيجابي إلى دور سورية في إنجاز اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية، وإلى استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، عبر الوساطة التركية.

وربط المصدر بين تنفيذ اتفاق الدوحة وتطبيع العلاقات مع دمشق، مشيرا إلى التزام ساركوزي بوعده القاضي بتجميد الاتصالات على مستوى عال مع سوريا حتى انتخاب رئيس في لبنان، وهو اتصل بالرئيس الأسد بعد انتخاب سليمان. واعتبر أن بنود اتفاق الدوحة وانتخاب سليمان، ليسا بالضرورة "الحل الأمثل"، الذي تمنته فرنسا ولكن "هذا الاتفاق جنب لبنان حرباً أهلية".

 

 السعد دعا جميع الافرقاء الى التخفيف من مطالبهم: لا احد يستطيع الحكم وحده او احتكار تمثيل طائفته

المركزية - رأى عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب فؤاد السعد ان على كل الاطراف "التخفيف من مطالبها فلا احد يستطيع وحده حكم البلاد او الادعاء بأنه الممثل الاوحد ضمن طائفته". واعتبر ان بعض "الانتكاسات الامنية يجب ان تعالج بشدة وبسرعة". وقال السعد في حديث لـ "صوت لبنان" عن ولادة الحكومة: "لا تزال الامور تسير ضمن الخط السليم والعادات المتبعة في لبنان ودائما وفي مرحلة اولى لتشكيل الحكومة تطمح كل الفئات الى ان تتمثل وتبدأ بنيات حسنة والجميع يظهر استعدادهم للتعاون ثم عند الحديث عن الحقائب والاسماء دائما تظهر التعقيدات ومطالب مختلفة ليست كفيلة بأن تنال رضى جميع الافرقاء". اضاف: "ان القضية تتطلب المزيد من الوقت ويجب ان يترك للرئيس السنيورة الوقت اللازم لتذليل العقبات الناتجة عن مطالب الاحزاب والكتل والفئات". وردا على سؤال هل بلغت الامور حدّ انتكاسة اتفاق الدوحة قال: "لا لا لا نزال بعيدين عن الانتكاسة وكما اشرت تبدأ النيات طيبة وتعود لتتعقد وتعود فتحل ونحن الآن في المرحلة الثانية".

وعن دخول عامل الامن اوضح ان علينا ان نتعوّد على مثل هكذا ظروف وفي المرحلة الحالية الوضع لم يصبح مستقرا ولا مستتباً في البلاد وعلينا الانتظار وبعض الانتكاسات الامنية يجب ان تعالج بشدة وبسرعة ولكن يجب ألا تشكل خطرا على تشكيل الحكومة واتفاق الدوحة.

واعتبر ان على كل الفئات التخفيف من مطالبها فكل يرى نفسه لوحده في الساحة وهو وحده من يوم حكم البلد، وهذا الشيء غير ممكن ولا احد يدعي في هذا الاطار انه وضمن طائفته والجغرافية وحده يمثل فريقا معينا، لا احد يمثل وحده المسيحيين مثلا لا القوات اللبنانية ولا ميشال عون ولا الفريقان يمثلان المسيحيين لوحدهم، يعني نحن ديموقراطيون ويجب عدم الادعاء بقيادة موحدة كما الحال لدى حزب الله ولسنا حزب الله، فالحزب يمكنه ربما الادعاء بهذا الامر لأن الله وراءه، لكن نحن المسيحيون لا يمكن لأحد الادعاء انه وحده من يمثل ولا يمكن حصر تمثيلنا بمنطقة جغرافية دون الاخرى وكل الوزراء يجب ان يكونوا شمال طريق الشام وليس من جنوب طريق الشام هذا كله غير مقبول. وعن مشاركة نواب اللقاء الديموقراطي بأحد الوزراء المسيحيين، قال: "نحن سنشارك في احدى الوزارات ولا اتحدث في ما خصنا كلقاء ولكن اتحدث عن ادعاء البعض انهم وحدهم على الساحة".

وهل هو مرشح لمنصب وزاري قال: "لا اظن ذلك وردا لا سيما ان الموارنة يزدحمون حول التشكيلات والتركيبات ولا اعتقد ان اسمي سيرد ولكن من الضروري ان نمثل كمسيحيي جنوب طريق الشام حتى الحدود الجنوبية ولا يمكن ان نتغيب او يغيّب اي فريق عن الساحة".

ومتى يتوقع ولادة الحكومة، قال: "لا اعرف بالتحديد وعملية التأليف ليست مرتبطة لا بالوقت ولا بأجل ولا بزيارة الرئيس نيكولا ساركوزي للبنان وهناك حكومة تصرف الاعمال وتأخذ وقتها وان شاء الله نصل الى احسن نتيجة ممكنة".

 

الرئيس سليمان استقبل الرئيس الاعلى للكتائب وأعضاء المكتب السياسي: لسلوك درب الاعتدال والتضامن بين اللبنانيين لأن المكان يتسع للجميع

الرئيس الجميل: نحن في أمس الحاجة لتشكيل حكومة في أسرع وقت المطلوب من كل القيادات تسهيل المهمة فالوقت ليس لوضع شروط ضيقة

وطنية - 5/6/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الرابعة بعد ظهر اليوم، الرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس أمين الجميل مع أعضاء المكتب السياسي للحزب، في زيارة تهنئة بعد انتخابه رئيسا للجمهورية. وخلال اللقاء، أعرب الرئيس الجميل عن وقوف الحزب الى جانب الرئيس سليمان "لما يمثله من ثقة واحترام، والى جانب الرئاسة الأولى نظرا الى ما ترمز اليه من دور ورعاية لجميع اللبنانيين"، مؤكدا "تأييد حزب الكتائب للمواقف التي أعلنها الرئيس سليمان في خطاب القسم الذي ننضم الى محتوياته قلبا وقالبا لكي تتحقق أماني اللبنانيين في إعادة بناء المؤسسات الوطنية والسياسية والأمنية التي تشكل خشبة خلاص لهم". ورد الرئيس سليمان، شاكرا للرئيس الجميل عاطفته مقدرا "الجهود التي بذلها للتوصل الى الاتفاق في الدوحة"، معربا عن أمله في "أن يتمكن من تحقيق ما أعلنه في خطاب القسم بالتعاون مع القيادات اللبنانية وبدعم اللبنانيين ومساعدتهم". وركز الرئيس سليمان على "أهمية سلوك درب الاعتدال والتضامن بين اللبنانيين لأن المكان يتسع للجميع، ولكل دوره في إطار التوازن الذي من دونه لا يكون لبنان الذي يريده أبناؤه".

الرئيس الجميل

وبعد اللقاء، قال الرئيس الجميل: "انها أمنية طال انتظارها بانتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، وهذه فرصة لكل اللبنانيين. المهمة صعبة، ومهمة فخامة الرئيس صعبة، ومهمة الحكومة صعبة جدا. إذا لم يكن هناك التفاف قلبا وقالبا حول فخامة الرئيس وحول دولة الرئيس عندما تتشكل الحكومة، أعتقد أننا نكون نضر بمصلحة لبنان. الآن نحن في مرحلة تشكيل الحكومة، المطلوب من كل القيادات تسهيل المهمة، والوقت الآن ليس لوضع شروط ضيقة. المفروض أن نفتح قلبنا ونسهل تشكيل الحكومة في أسرع وقت لأن هناك استحقاقات كبيرة تنتظرنا، إن كان على الصعيد السياسي لجهة إعادة بناء المؤسسات أو حتى على الصعيد الأمني، حيث هناك مخاوف. واليوم بالذات وصلتنا إشارة سلبية من الناحية الأمنية. المطلوب من الجميع أن نرحم هذا البلد في أسرع وقت ونشكل حكومة لتقوم بواجبها. وكذلك الأمر مطلوب بشكل ملح أن نعيد الى هذا الموقع هذا الصرح رمزيته، ونعيد اليه دوره، وهذا لمصلحة الجميع وبصورة خاصة القيادات المسيحية، لأنه بعد المرحلة السيئة والسلبية التي مر بها هذا الصرح، علينا أن نبذل المزيد من الجهود، ليستعيد رمزيته ودوره الفعال وتأثيره على الساحة اللبنانية وبهذه الطريقة نكون نعالج القلق الموجود عند العديد من اللبنانيين ولا سيما المسيحيين".

سئل: هل دعم الكتائب للرئيس سليمان هو من باب النظرية التاريخية أو ان هناك نظرية جديدة اليوم تفرض بأن يكون هناك أحزاب مسيحية تدعم هذا الصرح؟

أجاب: "نحن تقليديا كنا نعتبر أنفسنا حراسا للمؤسسات. ومنذ نشأت الكتائب كانت حريصة جدا على تحصين كل المؤسسات، وكم بالحري المؤسسة الأم ذات الرمزية، أي رئاسة الجمهورية. ونحن بالتأكيد الى جانب فخامة الرئيس كحزب كتائب لدعم شخصه الكريم، لأننا نثق به، وكذلك الأمر تقليديا لأننا كنا دائما الى جانب رئاسة الجمهورية".

سئل: هل صحيح ان الاتصالات توقفت بين الأفرقاء اللبنانيين نتيجة الأحداث الأمنية التي حدثت؟

أجاب: "لا انها استراحة المحارب، إذا صح التعبير. وأعتقد ان الرئيس (فؤاد) السنيورة مصمم على الوصول الى نتيجة في أسرع وقت ، ونتمنى لو تكون قبل نهار السبت، ليكون عيد لكل اللبنانيين. فزيارة أول رئيس جمهورية أجنبي للبنان أمر مهم جدا وله رمزية خاصة، خصوصا انه سيزور قصر بعبدا حتى يستعيد دوره وتأثيره. وكذلك نحن في أمس الحاجة لتشكيل حكومة في أسرع وقت".

سئل: هل هناك بوادر تدخل عربي جديد على خط المعالجات؟

أجاب: "أعتقد أننا سنتمكن من حل أمورنا لبنانيا وهذا أفضل".

 

القوات": المحافظة على البيئة إرث انساني ضخم علينا صونه

وطنية - 5/6/2008 (متفرقات) شكرت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" في اليوم العالمي للبيئة في بيان "كل الهيئات والجمعيات المحلية والأجنبية التي تعنى بالحفاظ على البيئة والثروة الحرجية ومكافحة التلوث". وقالت: "المحافظة على البيئة إرث انساني ضخم علينا صونه في ظل النمو الكبير للسكان، وهذا الكم الهائل من التلوث الناجم عن التطور الصناعي والحروب، إضافة الى السلوك غير المتحضر لبعض الأشخاص أو الجماعات، الذي يؤدي الى تشويه جمال الطبيعة وصفوها". ودعت وزارة البيئة إلى "لعب دورها كاملا في حماية البيئة في لبنان، التى شكلت وتشكل ثروته الطبيعية الاولى".

 

علوش: لا أمن بالتراضي ويجب وقف الاعتداءات وهويات مفتعلي المشكلات وانتماءاتهم معروفــة

المركزية - اكد عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب مصطفى علوش "ان لا أمن بالتراضي"، معتبرا انه يجب وقف الاعتداءات على المواطنين في بيروت لأنه يهدد السلم الاهلي من جديد". ولفت الى ان "هوية المعتدين وانتماءاتهم باتت معروفة". وقال علوش في حديث اذاعي: "ما حدث في خلال الأسبوع شديد الخطورة، وقضى بإستدراج مواطن من تيار "المستقبل" وإطلاق النار عليه ببرودة أعصاب، وبعد كل هذا أصبح من الواجب تسليط الضوء على هذه الوقائع التي يمكن ان تتكرر وبشكل يومي، ومن هنا كان الموقف الذي إتخذه تيار "المستقبل"، وليس الأمر إلا تسليط الضوء ودعوة القوى الامنية لتأخذ دورها وتقوم بحماية المواطنين بـدل الإستمرار في التفرج على هذه الوقائع". اضاف: "الوضع سائر الى المعالجة، وبالنسبة الى مسألة المشاركة في الحكومة بالنسبة لتيار "المستقبل" فالرئيس السنيورة يوضح كل معالم المشاركة: المسألة الأساسية إن هناك حاجة لتسليط الضوء لأن المواطنين يتعرضون للاعتداءات بشكل مستمر، وهذا ما يجب ان يتوقف لأنه يهدد السلم الأهلي من جديد". وعن مطلب لجنة تقصّي حقائق عربية اوضح انه "مع هذه اللجنة اذا كانت المسألة لتقصي ولمعرفة كل الامور من اولها الى آخرها، فلا بأس بذلك"، وقال: "انها ليست شرطا لتعليق الإتصالات، ولكن الشرط الاساسي هو وقف تعريض المواطنين لإعتداءات على شكل قطاع الطرق، وأسماء هؤلاء اصبحت معروفة وإنتماءاتهم معروفة ايضا". وهل من اتجاه لتشكيل لجان تنسيقية او اجتماعات مشتركة على غرار ما حدث بين حركة امل والتقدمي سارع الى القول بأن لا داعي لذلك ولا عودة بالتالي الى مسألة تقاسم الأمور الأمنية بين الأحزاب والميليشيات، الهدف الأساسي هو ان يأخذ الجيش اللبناني والقوى الأمنية دورها بشكل مغاير لما قامت به خلال الأسابيع الفائتة".وعن التشكيلة الحكومية بعد ورود اسمه في احداها وما مدى صحة ذلك أوضح انه "قرأ تشكيلات عجيبة غريبة في خلال الايام الماضية، وقال: "في الحقيقة انا لست مرشحاً لأي من الحقائب الوزارية والاسماء محسومة مبدئياً لدى تيار المستقبل".

 

عون ومشكلاته!!

ميرفت سيوفي

لا يستطيع ميشال عون إلا ان «يفشط» على نفسه اولاً، ويصدق «تفشيطاته» ثانياً ثم يخرج على اللبنانيين ليبيعهم «تفشيطه» الذي ذهب به الى حيث القت رحلها «ام قشعم».. لم يعد لدى ميشال عون شيء يخسره بعدما خسر ما نذر عمره لتحقيقه. خسر الرئاسة بكل ما كانت تعنيه «لنابليون لبنان»، وتعويضاً عن هزيمته الكبرى التي كانت موضع تندر اللبنانيين كلما طالعوا اصفرار وجهه و«تنشيفة» دمه في الدوحة، بعدما عصره المستفيدون منه الى اخر قطره، واحرقوا مراكبه كلها وتركوه عالقاً بـ «نص بئر» التفاهم!! لم يعد لدى الجنرال المتقاعد شيئاً يخسره بعدما خسر الرئاسة، واذا ما كان قد ارغم في الدوحة على القبول بإنتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان، حتى لا يريق ماء وجهه الى آخر قطرة ويكشف نفسه بأنه مستعد لخراب البلاد حتى يجلس على «تلتها»!! وعاد من الدوحة ليقول ان الزمن «تجاوز فؤاد السنيورة» وانه اصبح من الماضي، وبعد ايام قليلة اهداه زهرة غاردينيا!!

لا يلام ميشال عون على «طمعه» الوزاري فـ «خبطتين» في الرأس كانت قاتلة بالنسبة له، العماد سليمان رئيساً، ودولة السنيورة رئيساً للحكومة!! من الطبيعي ان يحط الجنرال العقدة في المنشار والعصي في دواليب التأليف، وان يعيد التوتر الى البلاد تحت عنوان «مش مشكلتي»!! طبعاً هي ليست مشكلته، بل مشكلة اللحظة الغرائزية التي صدق فيها مسيحيو لبنان خديعته الكبرى، هي اخر نقطة ماء يريقها ميشال عون من برتقالته «المنشفة» وستأتي الانتخابات، وقد يغادر مقعده النيابي و«قفاه» «يقمر عيش»، إذا استنفد كل طاقة اللبنانيين على احتماله!!

تكمن قدرة ميشال عون الحقيقية، على الهدم والتعطيل والعرقلة، ويحق له ان يوزر اقاربه فالصهر وابن الاخت ورثاء شرعيون للرجل. فقد طور عون قليلاً النظرية التي كانت قد قامت بعد الطائف «الاب والابن والصهر»، الان يستعمل نظرية «الحمى والخال والعم والصاحب»، مضطر الجنرال للعرقلة، هو محتاج لاثبات وجوده، ومحتاج لادعاء بطولة إعادة الحق الى المسيحيين، ونود سؤاله بصراحة: لو ذهب الى انتخاب رئيس للجمهورية في المهلة الدستورية لانتخابه، الم يكن وفر على المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً، كل الخضات التي مرت بها البلاد، منذ ضربت خيام ومضارب المعارضة في قلب بيروت!!

مسكين الجنرال عون حاله اليوم يشبه حال مثل لبناني يقول: «ضرب الاعور على عينو.. فقال: هيك هيك خسران.. خسرانة!! لم يعد لدى الرجل ما يخسره ومع هذا ما زال يخترع بطولات وهمية، ولحظة الحقيقة التي لا يريد ان يعترف بها آتية. يوماً ما إن اطال الله عمره حتى الانتخابات المقبلة، سيعود ليتشمس تحت شمس باريس الباردة؟!

 

أزمة محروقات تلوح في الأفق

نهارنت/بدأت تلوح في الأفق معالم أزمة جديدة قد تشلّ البلد، وهي أزمة المحروقات، حيث أعلنت محطات الوقود وشركات الغاز، وقف تسليم المحروقات إثر صدور جدول الأسعار دون أية تعديلات.لكن نقيب أصحاب المحروقات سامي براكس طمأن أن لا أزمة محروقات في الأفق وأن المشكلة تكمن في الجدول الأسبوعي لأسعار المحروقات الذي لم يلحظ أي تغيير في ضوء الإرتفاع الكبير في أسعار المشتقات النفطية عالمياً ودعا شركات إستيراد النفط الى تسليم المحروقات الى محطات التوزيع. والاربعاء استقرت اسعار المشتقات النفطية في السوق اللبنانية، وجاء ذلك في قرارات صدرت عن وزيرالطاقة والمياه بالوكالة محمد الصفدي، حدد بموجبها الحد الاعلى لسعر مبيع المحروقات السائلة في كافة الاراضي اللبنانية اعتبارا من الاربعاء كالاتي: ل.ل/العشرين ليتر : بنزين خال من الرصاص 98 أوكتان 31100 ، والبنزين الخال من الرصاص 95 أوكتان 30300 ، الكاز 35700 ، والمازوت 36000 ، والديزل اويل (للمركبات الآلية) 36500 .

د.اميركي/كيلو ليتر : الفيول اويل للعموم 656 (1% كبريت) ، الفيول اويل للعموم 581. الغاز سائل بوتان ل.ل/10 كلغ ل.ل/ 12,5 كلغ : المبيع في مركز التعبئة 15950 19950 ، عمولة التوزيع 1750 1750 ، عمولة المحل التجاري 500 500 ، المبيع في المحل التجاري 18200 22200.

الانتماء اللبناني": طريقة تأليف الحكومة بعيدة عن منهجية بناء الدولة

وطنية- 5/6/2008 (سياسة) استغرب "الانتماء اللبناني" بعد اجتماعه الدوري، طريقة تأليف الحكومة، "البعيدة كل البعد عن منهجية بناء الدولة". وسأل عن "السبب الحقيقي لتمترس بعضهم خلف طلب الوزارات السيادية، تحت حجة حفظ حقوق المذاهب والملل، وتلميح آخرين للحظوة بوزارات "تليق بالمقام". وراى إن هذا التعاطي يعكس منطق التسليم بإرث الدولة القبلية والرجعية بعيدا" كل البعد عن مفهوم الدولة العصرية الحديثة".

ورفض "مسلكية التعامل مع الوزارات بمنطق المحاصصة"، وأعاد السبب إلى زمن فقدان لبنان لرجالات الدولة، رجالات تود خدمة الدولة وليس الاستفادة منها. فالغاية من وضع يد البعض على "وزارات دسمة" وخدماتية هي استغلال أوجاع الناس وتوظيف حاجاتهم اليومية لجرهم من مصائبهم واستثمارها أصواتا في صناديق الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك لمصالح شخصية من كيس الدولة وعلى حسابها".

وطالب "الحكومة المقبلة بتضمين بيانها الوزاري خطة عمل واضحة، تتناول مصير سلاح المخيمات الفلسطينية، واتخاذ القرارات الحاسمة، ومهما كانت صعبة، لمعالجة هذا السلاح، تلافيا للهزات التي قد تفرضها التيارات المتأسلمة التي تجد أرضا خصبة لها في هذه المخيمات. وهذا أمر لا ينبغي تأجيله ويحتم ضرورة التصدي له بفاعلية قبل فوات الأوان وقبل أن تتراكم المشكلة لترتد آثارها على الساحة اللبنانية الداخلية رسائل سياسية وقنابل أمنية موقوتة".

وتوقف "الانتماء اللبناني" أمام المفاوضات السورية - الإسرائيلية الأخيرة، وقال: "بغض النظر عما إذا كانت الظروف ناضجة ومؤاتية لعقد اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل، نسأل حزب الله: ان كان مع المبادرة العربية للسلام العادل والشامل، أم أن المطلوب هو أن يطلق الآخرون شعارات "زوال إسرائيل"، بينما نحن نحارب لنساعدهم على تحسين مواقع القوة لديهم؟. وإذا كان هذا هو دور الأحزاب الإلهية، أليس من شأن هذا الدور إطلاق العنان للمزايدات الإيرانية بتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود".

 

الجيش سحب عناصره من المراكز الحزبية للموالاة في عاليه والمتن الاعلى

وطنية- 5/6/2008 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عاليه أنه تم اليوم سحب كل عناصر الجيش من المراكز الحزبية للموالاة التي جرى تسلمها خلال الحوادث الاخيرة، بناء على قرار قيادة الجيش، وقد تسلم مسؤولو الحزب التقدمي الاشتراكي كل مراكزه الحزبية في منطقتي عاليه - جرد عاليه والمتن الاعلى. والمراكز واقعة في: الشويفات، عرمون، بشامون، قبرشمون، بيصور، عاليه صوفر، مجدليا، مجدلبعنا، معصريتي في قضاء عاليه، والمراكز في بلدات: العبادية، خلوات فالوغا، وقرنايل في منطقة المتن الاعلى. كذلك سلم الجيش كل مراكز تيار "المستقبل" في مناطق دوحة عرمون، دوحة بشامون والشويفات.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 5 حزيران 2008

البلد

بدّد نائب معارض ما تناقله موالون عن خلافات على حقيبة وزارية اثر اجتماع مشترك في مكتب مستشار مرجعية واعتبر هذا الملف مطوياً بعد التأكد من النوايا.

باشرت الأحزاب والكتل النيابية العمل على خطين متوازيين الأول لتسمية الوزراء في الحكومة والثاني لدراسة لوائح الشطب والتحالفات في اكثر من منطقة تمهيداً للانتخابات النيابية العام 2009.

بدأ فريقان للحزب الاشتراكي وحركة امل العمل كل في ما خصه للتحضير لمصالحة في منطقة عاليه لتتوج بزيارة رئيس حزب بعد تشكيل الحكومة ونيل الثقة منعاً لأية حساسيات مستقبلية.

النهار

تساءلت اوساط سياسية عن مصير وثيقة قوى 14 آذار التي اعلنت في اجتماع "البيال" وهل تبقى قائمة بعدما تم التوصل الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية؟

نقل عن مرجع نيابي ان كلاما لمرجع سياسي شمالي في مناسبة سياسية انعكس سلبا على اسم مطروح لدخول الحكومة.

طلب ممن هم معرضون للاغتيال أن يظلوا حذرين في تنقلاتهم، ولا يغرهم الاسترخاء السياسي والامني.

السفير

جرت مشادة بين مرجع سابق ومسؤول أمني حول تدبير كان سيتخذ وتم تجميده، ويخص المرجع السابق.

يسود الفتور بين مرجع سياسي وآخر روحي على الرغم من المحاولات الجارية لنفي هذا الأمر عبر وسائل الإعلام.

نقل عن رئيس كتلة نيابية قوله إن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات مهمة على صعيد التحالفات، وعلى قاعدة "لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة في السياسة".

المستقبل

توقعت اوساط ديبلوماسية عربية ان يقوم موفدون عرب من دول محورية اساسية بزيارة لبنان خلال الفترة القريبة المقبلة.

عُلم ان المباحثات العربية لتحسين العلاقات السعودية ـ السورية لم تحرز بعد اي تقدم جوهري.

قالت اوساط غربية ان العديد من مندوبي الدول لدى الامم المتحدة طرحوا اسئلة حول سبل تسلح فريق الاكثرية في ظل مشروعها التمسك بالدولة والرقابة البحرية التي يفرضها القرار 1701.

اللواء

جرت تغييرات جذرية في مقر رسمي، طاولت إعادة النظر في إجراءات سابقة، على أكثر من مستوى وظيفي·

قال مرجع كبير لقيادي حزبي رفيع خلال الأحداث الأخيرة: لا تُخطئوا الحسابات في ما يجري في منطقة جبلية نظراً لرمزية الزعامة هناك!·

لا تزال التصريحات التي أدلى بها صحافي كبير تستأثر بتقييمات مختلفة، وسط تركيز على الجهات التي غذّته بالمعلومات والتقارير الخاطئة·

الشرق

تجمع معارض من خارج مجلس النواب تلقى نصائح باعتماد التهدئة بعدما ظهر على حقيقة حجمه السياسي والشعبي الهزيل .

مرجع رسمي تولى شخصيا ابلاغ عدد من السفراء العرب ان بوسعه تأكيد سلامة الوضع العام , " نظرا لوجود استعداد للمحافظة على الهدوء والاستقرار " .

نائب سابق انتقد تصرفات احد المقربين جراء غوص الاخير مناكفات وتحديات يعرف مسبقا انها ضد مصلحتيه السياسية والشعبية .

 

وليامز تفقد والسفيرة غاي مقر "اليونيفل" ومكتب نزع الالغام: زرت الرؤساء الثلاثة والجميع يعملون لمصلحة الوضع في لبنان

وطنية- 5/6/2008 (سياسة) زار الموفد الخاص لرئيس الوزراء البريطاني الى الشرق الاوسط مايكل وليامز، ترافقه سفيرة بريطانيا فرنسيس ماري غاي، المقر العام ل"اليونيفيل" في الناقورة. وكان في استقبالهما قائد قوة "اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو وكبار الضباط الدوليين. وعقد لقاء موسع، استمع خلالها وليامز من الجنرال غراتسيانو الى طبيعة عمل "اليونيفيل" في الجنوب.

ثم انتقل وليامز وغاي الى مكتب التنسيق لنزع القنابل العنقودية في صور. وخلال الزيارة، وصف وليامز مشروع نزع القنابل العنقودية في جنوب لبنان ب"الرائع جدا، من حيث الانجازات بالسرعة والنتائج لتاريخ اليوم، مقارنة مع بعض الدول التي تتم فيها هذه العملية مثل البوسنة وكمبوديا"، مشيرا الى ان لديه فكرة واضحة عن مشاكل جنوب لبنان ومعاناة اهله". وبعد استماعه الى شرح مفصل عن سير عملية نزع القنابل العنقودية من مدير المشروع كريس كلارك، اعتبر ان زيارته لمكتب نزع الالغام تأتي متزامنة مع اتفاق دبلن، أي معاهدة خطر القنابل العنقودية التي سعت اليها بريطانيا منذ سنوات، مبديا سعادته لحصولها ولموافقة اكثر من ثلثي الدول الاعضاء في الامم المتحدة على توقيعها. وفي رده على سؤال اعلن وليامز انه زار الرؤساء الثلاثة في لبنان، واشار الى "ان الجميع يعملون لمصلحة الوضع اللبناني"، آملا تشكيل الحكومة في وقت عاجل. ويشار الى ان المسؤولة الاعلامية في مكتب التنسيق داليا فران، توقعت انتهاء الجزء الاكبر من المناطق والمواقع المحددة والتي تغطي 39 مليون متر مربع خلال العام الحالي، مشيرة الى "ان اسرائيل حتى هذا التاريخ، لم تستجب لطلب الامم المتحدة لاعطاء المعلومات المتعلقة بالقنابل العنقودية، ان لجهة الموقع الجغرافي او الكمية والنوعية".

 

مكاري: التنافس في الانتخابات سيكون في المناطق المسيحية لهذا جير "حزب الله" و"أمل" من حصصهما المسيحية للعماد عون

من الخطأ عقد لقاء بين النائب الحريري والسيد نصرالله لأن مشكلة التعاطي على الأرض هي الأساس قبل أي اجتماع

وطنية - 5/6/2008 (سياسة) رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، في حديث تنشره صحيفة "السياسة" الكويتية غدا الجمعة، "أن التنافس في الانتخابات المقبلة سيكون في المناطق المسيحية، ولهذا لجأ "حزب الله" و"أمل" إلى تجيير حصصهما من المقاعد المسيحية لمصلحة حليفهما العماد ميشال عون، لإعطائه فرصة ضمان المقاعد الوزارية في الحكومة التي من شأنها أن تعزز موقعه الانتخابي". واعتبر "أن المشكلة بين عون وحليفيه أمل وحزب الله ليست على المقاعد بل على الحقائب، أما في ما يخص الأكثرية فإن المشكلة أصغر بكثير من مشكلة المعارضة"، مشيرا إلى "أن المعارضة تتصرف تماما على طريقة عقود الزواج للحصول على المتيسر والمطالبة بالمتعسر". ورأى "أن النائب سعد الحريري لو قرر الترشح لرئاسة الحكومة لكان اليوم رئيسا للوزارة"، واصفا "قراره بتكليف الرئيس فؤاد السنيورة بالحكيم، كي يتفرغ هو لإدارة الانتخابات النيابية المقبلة". وقال: "ان اتفاق الدوحة أنصف كل اللبنانيين، لأن ما كانت تطالب به الأكثرية وتصر عليه هو انتخاب رئيس للجمهورية وهذا ما حصل"، مشيرا إلى أنه "كان منذ البداية مع إعطاء المعارضة الثلث المعطل، التي تمتلكه أصلا بقوة السلاح".

ورأى في كلام العماد عون أنه تنازل عن الرئاسة لمصلحة المسيحيين "إدانة له، لأن من يحرر الرئاسة بحسب زعمه يكون هو من يحتجزها، وهذا اعتراف منه بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية حتى هذا التاريخ"، متمنيا "أن يسامح الله فريق 14 آذار الذي منح العماد عون الأسباب الموجبة لكسب انتفاضة الاستقلال، لأن عون لا تهمه مصلحة لبنان بقدر ما تهمه مصلحته الشخصية".

وأكد "أن تأليف الحكومة سيكون بمثابة محطة اختبار لنيات المعارضة، برفض مسألة النزاع العسكري وتحويله إلى نزاع سياسي، والتعاطي مع اتفاق الدوحة كإطار لبناء البلد، لأن أهمية هذا الاتفاق أنه وضع سلاح المقاومة على طاولة البحث".

وذكر بكلام وزير الخارجية الإيراني بعد حرب تموز حين قال: "ان هذه الحرب هي آخر الحروب مع إسرائيل، ما يؤكد أن هناك قرارا لدى حزب الله بعدم محاربة إسرائيل"، متسائلا "عن مبرر وجود السلاح في هذه الحالة، فإما أن يسيطر حزب الله على البلد، أو أن يوضع السلاح في عهدة الجيش على سبيل الاحتياط"، مطالبا وزير الخارجية الإيراني ب"إعطاء تفسير واضح لكلامه، وهل كان يريد أن يقول إن هذا السلاح سيبقى سيفا مصلتا على رؤوسنا؟".

واعتبر "أن لا ضمانات حتى الآن لعدم تكرار ما حصل في بيروت"، مشيرا إلى "أن معالجة الجرح الذي خلفته تلك الأحداث يجب أن تقوم به الجهة المعتدية وليس الجهة المعتدى عليها"، مطالبا "المعتدي بتغيير خطابه التحريضي وسحب ميليشياته المتعددة من الشارع وإيقاف المظاهر العسكرية".

وفي رده على سؤال يتعلق بالكلام على لقاء مرتقب بين النائب الحريري والسيد حسن

نصر الله رأى "أن من الخطأ حصول هذا اللقاء في هذه الفترة، لأن مشكلة التعاطي على الأرض هي الأساس قبل أي اجتماع".

ونفى "أن تكون قوى 14 آذار راهنت على الغرب لتحقيق مشروعها، لكنها طالبت المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب لبنان، وهذا ما حصل".

وفي موضوع المحكمة الدولية، قال: "إن أحدا لا يملك أية معلومات حول هذا الموضوع". ونقل عن الرئيس نجيب ميقاتي "أن الرئيس السوري بشار الأسد، وفي أول لقاء يجمعه بالرئيس ميشال سليمان، قد يعلن عن التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا"، معتبرا "أن ترسيم الحدود ابتداء من مزارع شبعا هو الحل المناسب للبنان وسوريا"، وناقلا عن رئيس الجمهورية رغبته في "تطبيق خطاب القسم". واعتبر "أن الإجماع حول سلاح المقاومة سقط، لأن هذا المصطلح أصبح من الماضي"، مستبعدا "حصول مصالحة عربية-عربية في وقت قريب". وعن علاقته بالرئيس نبيه بري أوضح "أن خلافه مع بري ليس شخصيا، بل يتناول طريقة تفكيره وتعامله مع المجلس النيابي، لأن من الخطأ أن يتحول المجلس إلى مقر لحركة أمل".

 

شرطة مجلس النواب: استغلال رخيص لحادث أمني في سبيل اهداف سياسية

وطنية- 5/6/2008 (سياسة) صدر عن قيادة شرطة مجلس النواب البيان الآتي: "صدرت بيانات عدة أمس واليوم تتناول موضوع حادث امني معين تتهم فيه عناصر ترتدي ثياب شرطة المجلس. وعليه يهم قيادة الشرطة أن توضح ما يأتي:

أولا: ليست هذه المرة الاولى التي يحاول فيها استغلال رخيص لحادث امني في سبيل اهداف سياسية.

ثانيا: ليست المرة الاولى التي يجري التصويب فيها على شرطة مجلس، وفي كل مرة، وبعد مرور ايام يتضح براءتها ونصاعتها.

ثالثا: للعلم فقط، ليس لشرطة المجلس ثياب خاصة بها، فهي ترتدي الالبسة نفسها التي ترتديها قوى الامن الداخلي.

أخيرا، نتمنى على وسائل الاعلام الكريمة أن تتأكد من قيادة شرطة المجلس من كل خبر يتعلق بهذه الاخيرة قبل نشره. لذا اقتضى التوضيح".

 

النائب زهرا: لا تنافس بين "القوات" و"التيار الوطني" على الحقائب نعتمد معيار أن النائب لا يوزر والوزير لا يرشح للانتخابات النيابية

لن نتخلى عن المحكمة والحقيقة مقابل العلاقات الجيدة بين لبنان وسوريا

وطنية - 5/6/2008 (سياسة) اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا أن "لا مؤشرات الى أن ولادة الحكومة باتت قريبة"، لافتا الى "كون الرئيس نبيه بري قطبا من أقطاب فريق سياسي معني بتوزيع الحقائب وبالتسميات هو ما جعل الرئيس فؤاد السنيورة الذي يبدو أنه يستعين على قضاء تشكيلته بالكتمان، يتشاور مع الرئيس بري بهذه الصفة وليس بصفته رئيسا للمجلس النيابي". وأشار الى أن الرئيس السنيورة "يطبق الدستور في عملية تشكيل الحكومة، واستمع الى جميع الاطراف في استشارات معروف أنها غير ملزمة ويستكمل اتصالاته واستشاراته الثنائية بغية الوصول الى تشكيلة معقولة". ولفت النائب زهرا في حديث الى برنامج "الـ 25" من قناة "اخبار المستقبل"، الى أن "ما تسرب حتى الآن من شروط معلنة ليست هي بالضرورة ما تتناوله الاطراف في لقاءاتها الثنائية، مع الرئيس السنيورة، لا يبشر بأننا واصلون قريبا الى حلحلة هذه العقد". وإذ نفى ان يكون يقصد فريقا معينا بهذا القول، اوضح أن "تشكيلة وزارية من ثلاثين وزيرا تعني ان هناك ثمانية وزراء دولة في حين أن فرقاء عدة من المعارضة يصرون على وزارات بحقائب وهذا غير ممكن التحقيق، نظرا الى التوزيع الذي اعتمد في اتفاق الدوحة والذي يقضي بأن يكون للاكثرية أربعة وزراء دولة واثنا عشر وزيرا بحقيبة وللأقلية ثلاثة وزراء دولة وثمانية بحقائب وللرئيس وزير دولة واثنان بحقائب".

وقال: "لا تنافس بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على الحقائب ولا على عدد الوزارات، واذا استطاع التيار الوطني الحر ان يحصل من فريقه السياسي على الحصة الكاملة من الوزراء والحقائب فلن يشكل لنا ذلك أي إحراج بل سيسرنا جدا، ونحن لا نضع ارقاما واسماء حقائب مقابل ما يطرحه التيار الوطني الحر".

وابدى ارتياحه الى ما يقوم به الرئيس المكلف، مشيرا الى أن "حجم تمثيل القوات يظهر عندما تعلن التشكيلة الحكومية، أما مشاركة الدكتور جعجع شخصيا في الحكومة والذي اتخذ القرار بشأنها بعد مداولات معمقة للقيادة السياسية في القوات، فهي لإسهام الدكتور جعجع شخصيا (وهو ركن من اركان الحوار الوطني) في صياغة الرؤية السياسية لهذه الحكومة، علما أن أمام هذه الحكومة مسائل أساسية مثل الاستراتيجية الدفاعية وغيرها مما اقر في اتفاق الدوحة وان كانت توصف من جانب آخر بأنها حكومة محددة الاجل ومهمتها التحضير للانتخابات النيابية المقبلة".

وقال: "إن مواكبة الحكومة لانطلاقة العهد الجديد ومواجهة المسائل الوطنية المتعددة يجعلنا نشارك بتحمل المسؤولية بالقدر الذي نراه مناسبا لالتزامنا الوطني والسياسي". وشدد، ردا على سؤال حول ما نشرته إحدى الصحف المحلية عن تباينات داخل القوات، بأن "من المؤسف أن تكون بعض الصحف ووسائل الإعلام فقدت مصداقيتها لدرجة أن مجرد صدور أي خبر عنه يكون موضعا للتشكيك بصدقيته وهو ما ينسحب على ما نشر دسا عن القوات"، لافتا إلى أن فريق عمل القوات في الدوحة عمل بتنسيق وتناغم كاملين سواء النائب جورج عدوان الذي قام بدور يشرف القوات وتشرفه، أو أي مسؤول قواتي آخر، وقد تمكنا نتيجة هذا الجهد والتنسيق وعلاقاتنا الواسعة من إنجاز كل ما يمكن وصفه بأنه مكاسب للشراكة الوطنية، لا سيما الموقع الذي كان مخطوفا لشهور وهو موقع رئاسة الجمهورية الذي معه يبدأ التوازن الوطني".

وفي حين أشار إلى "معيار معتمد داخل القوات وهو أن النائب لا يوزر والوزير لا يرشح إلى الانتخابات النيابية وكذلك مسؤولي المناطق الذين لا يرشحون أيضا إلى الانتخابات النيابية"، أكد أن "وضع القوات الداخلي متماسك جدا جدا إلى الحد الذي يشتهيه المحبون ويكرهه الحاسدون"، منوها بما قام به الوزير جوزيف سركيس خلال توليه الوزارة "في الفترة السابقة والتي كانت حرجة ومعقدة".

ولفت في جانب آخر إلى أن "المساعي التي بذلت من القوات وحلفائها في الدوحة أسفرت عن نتائج إيجابية عدة منها تقسيم بيروت في القانون الانتخابي بالشكل الذي تقسمت به وهو أفضل الممكن بالنسبة إلى التمثيل المسيحي، وكذلك بالنسبة للمواضيع الأخرى والتي ستطرح في أوقاتها المناسبة". وطالب بـ"نشر كل محاضر الاجتماعات التي حصلت في الدوحة ليكون الجميع على بينة مما طرح ومحصنين ضد التضليل الذي يمارس عليهم". وأكد أن "للقوات اللبنانية استراتيجية واضحة على الصعيد الوطني تعمل من خلالها- ومثلها كل فريق 14 آذار- وتتركز هذه الاستراتيجية في شكل أساسي على بناء الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية ومنع أي قضم أو اقتطاع من صلاحيات الدولة في كل المجالات".

وقال: "نحن استطعنا، وطبعا بمعاونة الإخوة العرب وكل المتابعين لاجتماعات الدوحة وبتضامن قوى 14 آذار، أن نجعل من الموضوع الأساسي الذي استدعى عقد اجتماعات الدوحة وهو موضوع الأمن والسلاح موضوعا رئيسا وبندا أساسيا في موضوع الحوار الذي سيدعو إليه رئيس الجمهورية فور تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، لافتا إلى ما قاله الرئيس سليمان في خطاب القسم عن الاستفادة من قدرات المقاومة في الاستراتيجية الدفاعية وليس كما فسرها البعض بأنها استفادة من استراتيجية المقاومة الدفاعية، علما أن الرئيس كان واضحا في كل ما قاله وكلامه لا يحتمل أي تأويل".

أما في مسألة عدم الاحتكام إلى السلاح لتحقيق مكاسب سياسية، فأكد النائب زهرا أن ذلك "حسم في الدوحة"، لافتا إلى ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إنهم كانوا "أصحاب القرار على الأرض وفي المفاوضات"، وكذلك "ما تنطح به أحد الناطقين بإسمهم ممن يوجهون التحذيرات من وقت إلى آخر وقوله "نحن جاهزون لحملة تأديب جديدة إذا لم يتعظوا حتى الآن".

وقال: "نحن نشهد في بيروت ما يبدو أنه "حملة تأديب جديدة" اي أنهم يفاخرون بالاستمرار استعمال السلاح ولم يتراجعوا عن مقولة تكريس مكاسب سياسية بقوة هذا السلاح، علما أن هذا السلاح بات بندا أساسيا على طاولة الحوار وفي اتفاق الدوحة".

وأشار النائب زهرا إلى "عدم تبلغ أي إستياء من صاحب الغبطة البطريرك صفير على خلفية الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة علما أن البطريريك الماروني كان في جولة خارج البلاد في الفترة التي حصلت فيها اجتماعات الدوحة"، مؤكدا أنهم "لم يغيبوا قطعا عن إطلاع صاحب الغبطة قدر الإمكان على تفاصيل ما كان يجري، وأنه عند الوصول إلى إتفاق كلف أحد نواب لقاء قرنة شهوان إبلاغ البطريرك بما تم التوصل إليه".

وقال: "إن أي إتفاق بين اللبنانيين يكرس وجه لبنان الحضاري ووجه لبنان الانفتاح ويؤكد سلطة الدولة ولبنان الكيان هو رسالة ثابتة لدى بكركي على مدى التاريخ".

وشدد أيضا على أن "تحالف 14 آذار لن يشهد تغييرا في الانتخابات النيابية المقبلة بل ربما الفريق الآخر هو من سيشهد تغييرا في التحالفات، وأن موقع القوى السيادية الطبيعي هو إلى جانب رئيس الجمهورية". وتمنى النائب زهرا "أن تكون دمشق سباقة في التوجه إلى تحسين العلاقة مع لبنان"، لافتا إلى أن "النظام السوري اعتاد ان يضمر غير ما يعلن". وقال: "نحن، وإن كنا نرحب بالعلاقات الجيدة بين لبنان وسوريا والتبادل الدبلوماسي، إلا أننا لم نقبل مقابل ذلك التخلي عن الحقيقة والعدالة والمحكمة ذات الطابع الدولي".

 

جعجع عرض الاوضاع مع القائمة بالاعمال النروجية

وطنية- 5/6/2008 (سياسة) إلتقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب اليوم، القائمة بأعمال سفارة النروج أدوليز نورهايم، في حضور المسؤول عن العلاقات الخارجية في "القوات" جوزف نعمه على مدى ساعة. وبحثا في الاوضاع السياسية، ونقلت اليه دعم بلادها للبنان على كل الصعد.

 

التيار الشيعي": السعودية داعمة للبنانيين والعرب بما يصون أوطانهم

وطنية- 5/6/2008 (سياسة) أكد رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن في مؤتمر صحافي عقده اليوم، "ان المملكة العربية العسودية هي داعمة للبنان واللبنانيين وكل العرب بما يحفظ كرامتهم ويصون اوطانهم ولم تقدم لنا إلا الخير والعطاء". وقال الحاج حسن "ان اجهزة المخابرات السورية تحاول بائسة الترويج ان المملكة تسعى لازعزعة الاستقرار في سوريا والتحريض على قلب النظام".

 

صلاح الحركة حذر من اخضاع تشكيل الحكومة الى بازار سوقي يعيد المشاكل

وطنية - 5/6/2008 (سياسة) دعا النائب السابق صلاح الحركة في بيان الى "الاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية درءا للاخطار التي لا تزال تحدق بلبنان، والتي تهدد السلم الاهلي في الشارع، خصوصا اذا نجح المصطادون بالماء العكر في تقويض اتفاق الدوحة الاخير". أضاف: "ان تأليف الحكومة سوف يكون له اثر كبير في تكريس اتفاق الدوحة، والايجابيات الكثيرة التي يتمناها اللبنانيون، محذرا من الآثار السلبية التي بدأت تصدمنا من خلال ردات الفعل التي تحصل، والتي تدل على التعبئة المذهبية البغيضة التي تسود الشارع الاسلامي في لبنان". تابع "ان الشعب يعتمد على حكمة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة المكلف في انهاء تشكيل الحكومة، محذرا من اخضاع هذا العمل المصيري الى بازار سوقي بغيض يعيد انتاج المشاكل والاخطار التي عصفت بلبنان الشهر الماضي، وما زالت تداعياتها قائمة حتى اليوم".

 

لقاء في الرميل جمع الكتائب والقوات والطاشناق والتيار الوطني الحر

وطنية-5/6/2008(سياسة) أعلنت جبهة الحرية في بيان اليوم أن اجتماعا تنسيقيا عقد في كنيسة مار يوسف - الرميل بين الأحزاب والتيارات، بدعوة من "جبهة الحرية" في حضور ممثلين عن الكتائب، القوات اللبنانية، الطاشناق والتيار الوطني الحر في حضور راعي أبرشية مار يوسف الأب الياس أنطون وعدد من المستقلين. تناول المجتمعون شؤون وقضايا منطقة الرميل وكانت كل الآراء متطابقة وخصوصا حول موضوع رفض العنف عموما، وخصوصا بين أبناء المنطقة الواحدة. وشدد المجتمعون على "حق التنافس السياسي المشروع لكل فريق ضمن الأطر الديموقراطية واحترام حرية الآخر، ووضعوا مسودة عمل إنمائية اجتماعية تعود بالخير على جميع أبناء المنطقة لمناقشتها في اجتماعات لاحقة".

 

الحريري يطالب بلجنة عربية لتقصّي الحقائق لضمان تنفيذ الشق الأمني من اتفاق الدوحة

نهارنت/طالب رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري اللجنة الوزارية العربية "بإيفاد لجنة عربية لتقصّي الحقائق فوراً الى بيروت لضمان تنفيذ الشق الأمني من اتفاق الدوحة". وكان الحريري أعلن مساء الاربعاء تجميد اتصالاته السياسية في إطار المشاورات لتشكيل الحكومة، مشترطاً التطبيق الكامل للشق الأمني من اتفاق الدوحة بحظر استخدام السلاح في الخلاف الداخلي وبضرورة احترام سيادة الدولة. وإذ أبلغ الحريري قراره هذا الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تأليف الحكومة فؤاد السنيورة، اجتمع السنيورة الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد لعرض الصعوبات التي تواجه تأليف الحكومة ولمناقشة الوضع الأمني في البلاد. وأعلن السنيورة بعد اللقاء رداً على سؤال في هذا الشأن، فقال ان "هذا الموضوع تجرى معالجته الآن، ونحن نتطلع الى الأمام وسنتخطاه".

وبعد لقائه السنيورة، اتصل بري بالنائب الحريري وقال له ان المطلوب أن تقوم الدولة اللبنانية بأجهزتها ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية بواجباتها البديهية في حال تعرض أي مواطن لبناني لاعتداء مهما كان انتماؤه السياسي أو الطائفي، وأن تعمل على توقيف الجناة والمعتدين وأن تنزل بهم أقصى العقوبات.

وعندما قال الحريري ان الجناة الذين تعرضوا لزغلول في محلة بئر حسن كانوا يرتدون بدلات شرطة مجلس النواب، أجابه بري "حتى ولو كانوا من شرطة المجلس.. إذا ثبت الأمر على الدولة ملاحقتهم وتوقيفهم.. ونحن في حركة "أمل" و"حزب الله" لن نغطي أحدا من المرتكبين وهذا قرار سياسي اتخذناه وأعلناه على الملأ". ووعد بري بالعمل على معالجة الامور، الا ان الحريري ظل متمسكا بموقفه مشيرا الى خطورة ما حصل ويحصل، وقال انه ينتظر "خطوات عملية على الارض". كما علم ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اطلع على هذه التطورات وان اتصالات تجرى على مستويات مختلفة لتطويق ما يحصل ووضع حد له.

وسأل الحريري "أين المصلحة في ان يتصرف البعض كأننا لم نتوصل الى اتفاق في الدوحة، ارتضيناه لأنفسنا بملء إرادتنا وبرعاية كريمة، بعد تراكم الحوادث الأمنية وأعمال العنف في أحياء وشوارع متفرقة في العاصمة على مدى الأسبوعين الماضيين؟"

وسأل الحريري أيضاً: "هل ان هذا المناخ يساعد في حل المشاكل التي تعترض تشكيل الحكومة؟" وقال ان "ما يحصل من تعديات واستفزازات يزيد تعقيد الامور بدلاً من ان نطوي الصفحة السوداء التي مررنا بها". وأوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن ما تعرض له المواطن زغلول "جزء من سلسلة من التجاوزات اليومية وأعمال الترهيب والاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة".  وحدد أربعة عناوين يطالب بها "تيار المستقبل" لإعادة الأمور الى سياقها الطبيعي وهي: سحب المسلحين من الشوارع، إغلاق المكاتب الحزبية التي انتشرت بشكل كبير بعد الحوادث الأخيرة، وقف التعديات على المواطنين وأعمال الاستفزاز والتهديد، توقيف مرتكبي الاعتداء على المواطن زغلول الذين فروا الى الجزر الأمنية المعروفة.

 

رئيس الحكومة طلب من وزيري الدفاع والداخلية إجراءات حازمة وايجاد آلية تواصل مع المواطنين لملاحقة المعتدين وضبط الأمن

الرئيس السنيورة كثف اتصالاته بالرئيس سليمان اثر اجتماعه بالرئيس بري لعرض نتائج المشاورات بشأن التشكيلة الحكومية والتطورات الأمنية في بيروت 

وكالات/أفادت رئاسة مجلس الوزراء في بيان ان "الاتصالات تكثفت بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي أطلع الرئيس سليمان على مضمون اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لناحية المعطيات المتعلقة بتشكيل الحكومة، وتركز جانب كبير من البحث على التطورات الأمنية على الأرض، خصوصا لناحية استمرار وتصاعد الخروق والتجاوزات والاعتداءات من قبل مسلحين أو محازبين على الأرض وفي أكثر من منطقة وحي وشارع في مدينة بيروت". تابعت ان رئيسي الجمهورية والحكومة تداولا في "تفاصيل هذه الاعتداءات والتجاوزات الجارية في أكثر من موقع والتي استهدفت عددا من المواطنين من سكان بيروت والتي لم يعلن عنها سابقا حفاظا على أجواء التهدئة التي سادت بعد اتفاق الدوحة، لكن حادثة إطلاق النار على المواطن عماد زغلول وقبلها حادثة إلقاء قنبلة في منطقة الطريق الجديدة، كانت بمثابة النقطة الأخيرة التي طفح فيها الكيل، خصوصا وان العملية تمت بعلانية واضحة وعلى ما يبدو بهدف تصفيته ما جعل الأمور تفيض عن حدها واستدعت مواقف محددة وبات من الواجب إزاءها اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه التجاوزات والاعتداءات. وعلى ذلك كان هناك اتفاق صارم على العمل لتطويق ومعالجة هذه التجاوزات والخروق علما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبدى استنكاره لما جرى وأبلغ المعنيين لديه برفع الغطاء عن أي متجاوز أو مخل بالأمن". وأجرى الرئيس السنيورة لهذه الغاية اتصالات بوزير الدفاع الياس المر ووزير الداخلية حسن السبع وعرض معهما للاجراءات المتخذة والواجب تعزيزها وتكثيفها لملاحقة المتجاوزين والمخلين بالأمن.

كما طلب الرئيس السنيورة من الأجهزة الأمنية المختصة من جيش وقوى أمن داخلي وأمن دولة تكثيف المتابعة لمنع الاعتداءات التي تتم في بعض الأحياء ومتابعتها وملاحقة الذين يقومون بها خصوصا في ظل تنامي المعلومات من عدد من المواطنين عن ملاحقات بحقهم من قبل عناصر حزبية.

ولهذا الغرض طلب الرئيس السنيورة من وزير الداخلية وقوى الأمن الداخلي "إيجاد آلية تواصل مع المواطنين الذين يتعرضون للتهديدات والاعتداءات لكي يتم الإبلاغ عما يتعرضون له وبالتالي ملاحقة الذين يعتدون على المواطنين الآمنين والسلم الأهلي خصوصا ان ذلك يعني تحد لسلطة القانون ولما اتفق عليه في الدوحة".

تشكيل الحكومة/على صعيد آخر، يتابع الرئيس السنيورة اليوم اتصالاته الثنائية مع مختلف الأطراف لاستكمال البحث في موضوع تشكيل الحكومة للوصول إلى تفاهمات حول عدد من المطالب بهدف الوصول إلى تشكيلة معقولة لحكومة الوحدة الوطنية.

 

 الأحدب: مواقف "التكتل الطرابلسي" يجب أن تخضع لمحاسبة فريق 14 آذار

وكالات/رأى النائب مصباح الأحدب أن "من سيمثل طرابلس في الحكومة العتيدة يجب أن تتماشى طروحاته السياسية مع الطروحات العامة لقوى الرابع عشر من آذار ومع الرأي العام الطرابلسي"، ولفت إلى "أن مواقف التكتل الطرابلسي يجب أن تكون خاضعة للمحاسبة من فريق الرابع عشر من آذار في عملية التشكيلة الحكومية". الأحدب، وفي حديث تلفزيوني، أكد أن "من حق المدينة أن تمثل في الحكومة بمن يعبّر عن رأيها السياسي ويدافع عن قضاياها". وإذ شدد على أن لا خلاف شخصياً بينه وبين الوزير محمد الصفدي، أعلن عدم إعتراضه على أن يكون الأخير من حصة المعارضة في الحكومة، "نظرا الى طروحاته السياسية التي أعلنها دون إستشارة أحد من حلفائه، لاسيما طرحه تعديل الطائف تزامناً مع حوادث بيروت الأمنية، ومطالبته بحكومة إنتقالية التي هي من طرح العماد ميشال عون". وأكد الأحدب أنه "حليف لقريطم وللشيخ سعد الحريري الذي يستمد زعامته السياسية من شعبيته ومشروعه الوطني". ولفت إلى "أن قريطم لم ترشحه لتولي منصب في الحكومة المزمع تشكيلها، وأن ترشيحه جاء بقرار شخصي وإنطلاقا من تحالفه مع قريطم وقوى الرابع عشر من آذار، وأنه مستمر لهذا الترشح". وتطرق إلى حوادث بيروت الأخيرة، فوصفها بـ"السيئة والمرفوضة"، مؤكداً أن "لا أحد يستطيع أن يملي إرادته على الآخر بالقوة". وشدد على "أن الحوار مرفوض في ظل السلاح ولا يمكن أن ننسى بسهولة الدم الذي يهدر يومياً في بيروت، وأن إتفاق الدوحة واضح وعند إستتباب الوضع الأمني يمكن الذهاب للحوار".

 

الوزير سركيس: نطلب من الولايات المتحدة الضغط على اسرائيل للخروج من شبعا وعلى سوريا الاعتراف بلبنان

وترسيم الحدود والافراج عن الاسرى في سجونها

وكالات/استضافت مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية - دائرة العلاقات العامة والخارجية - في معراب، وفدا من طلاب الدراسات العليا في العلوم السياسية من جامعة هارفرد كينيدي الحكومية في الولايات المتحدة الاميركية، في اطار التعاون والتنسيق مع الجامعات في العالم الاغتراب، في حضور وزير السياحة جو سركيس، مستشاره السياسي جورج ملحم، مستشار العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية ايلي خوري، نائب رئيس مصلحة الطلاب طوني درويش، اضافة الى عدد من رؤساء الدوائر ومسؤولي مكتب مصلحة الطلاب ومكاتب الدوائر ودائرة العلاقات العامة والخارجية.

استهل اللقاء الذى أداره رئيس دائرة العلاقات العامة والخارجية بالنشيدين الوطني والاميركي، ثم عرض ملحم خوري للمسألة اللبنانية منذ العام 1975.

واستعرض الوزير سركيس للأوضاع السياسية الراهنة معتبرا أن "لبنان ليس ببعيد عن الحرب الشاملة التي يخوضها العالم المتحضر اليوم ضد الإرهاب". ولفت الى ان "حزب القوات اللبنانية يشكل رأس الحربة لثورة الأرز، وان الحزب اختار العمل على إنشاء دولة حرة، ديموقراطية وحضارية".

أضاف: "ان حزب القوات اللبنانية مع حلفائه في ثورة الأرز يشاركون النظرة الاجتماعية والسياسية نفسها للولايات المتحدة او أي بلد آخر من العالم الحر في ما يتعلق بنشر الديموقراطية ومواجهة الارهاب. ونطلب من الولايات المتحدة الضغط على اسرائيل للخروج من مزارع شبعا، والضغط على سوريا للاعتراف بلبنان وترسيم الحدود والافراج عن الاسرى اللبنانيين في سجونها، كما نطلب مساعدة لبنان على تنفيذ قرارات الامم المتحدة ودعم المحكمة الدولية ومساندة القوى المسلحة اللبنانية وقوى الامن الداخلي في إتمام مهماتهم". بدوره لخص خوري تاريخ القوات اللبنانية "منذ نشأتها على يد الرئيس الشهيد بشير الجميل مرورا باتفاق الطائف وصولا الى الاضطهاد السوري عندما حل الحزب وسجن رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع لمدة 11 عاما وثلاثة اشهر رفض خلالها التخلي عن مبادئه وقناعاته ورؤيته للبنان حر وديمقراطي". واعتبر "ان الحزب يبقى نقطة الثقل في مواجهة ايران وسوريا، والتصدي بالوسائل السلمية وحتى التظاهر إذا اقتضى الامر لكل محاولات الانقلاب على السلطة". وقال: "نحن اليوم على فاصل مصيري من تاريخنا. كنا وسنبقى اكبر الدعاة للديموقراطية والحرية في الشرق الاوسط".

يشار الى ان نشاط الوفد الطالبي شمل رحلة الى المعالم الثقافية والسياحية والدينية في منطقة الشمال الى وادي قنوبين، المقر البطريركي الصيفي في الديمان، متحف جبران خليل جبران وغابة الأرز كما زار سيدة لبنان في حريصا وختم الجولة السياحية في مغارة جعيتا.

 

النائبة الجميل:اتفاق الدوحة تسوية موقتة تتيح متابعة الحوار برعاية الرئيس سليمان

 الأفكار/اعتبرت النائبة صولانج الجميل في حديث إلى مجلة "الافكار" يصدر غدا أن "اتفاق الدوحة هو تسوية موقتة تتيح للبنانيين متابعة الحوار برعاية الرئيس ميشال سليمان"، لافتة إلى أن "خطاب القسم كان هادئا بعيدا عن التحدي، ووضع الرئيس فيه إصبعه على الجروحات الساخنة التي كادت تؤدي بمقومات الوطن".

واستغربت النائبة الجميل مطالبة البعض رئيس الجمهورية "بعدم الالتزام بالاستشارات الملزمة دستوريا"، واكدت انها "لن تمنح ثقة للحكومة اذا ضمت في صفوفها شخصيات غير كفوءة ولا توحي الثقة للمواطنين"، مطالبة "بالكف عن المزايدات من أجل كرسي نيابي بالزايد أو بالناقص لان لبنان ما زال في دائرة الخطر والخوف ما زال على هوية لبنان وكيانه".

 

غطاس خوري: لا زال المسلحون في الشوارع يعتدون على المواطنين

ال بي سي/ أكد النائب السابق غطاس خوري أن قرار تيار "المستقبل" حول تعليق الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة ما زال قائما، مشيراً من جهة ثانية إلى أن اتفاق الدوحة وجد لحقن الدماء والنائب سعد الحريري أعلن وقتها انه لن يستعمل السلاح تفادياً لمزيد من القتلى، لذلك فإن من وجه السلاح إلى المواطنين عليه أن يعتذر إلى الشعب اللبناني، مشيراً إلى انه لا يمكن أن تقوم الدولة إلا بوجود امن مركزي وسلطة مركزية.

خوري، وفي حديث للـLBC، اعتبر أن التعدي على أشخاص من تيار المستقبل هو مخالف لما تم الاتفاق عليه في الدوحة، مضيفاً: "لا زال هناك مسلحون في الشوارع يعتدون على المواطنين ويلاحقون بعض الأشخاص، لذلك نحن نطالب بخروج كل المسلحين من بيروت وبتسلم الدولة الأمن المركزي".

وتابع خوري: "بعثنا إلى الدولة القطرية وإلى الجامعة العربية رسالة مفصلة عن التعديات التي ما زالت مستمرة في شوارع بيروت وعن مجموعة من الأشخاص التابعين لتيار المستقبل الذين لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم". وعن التقسيمات الانتخابية في بيروت وآفاق معركة 2009، قالت:" اذا لم تنته الازمة الحالية بشكل كامل، ويسحب السلاح من الاحياء السكنية، واذا لم تعد الدولة الى المربعات الامنية لتبسط سيادتها، فأي انتخابات ستجري ستكون مشوبة بالتزوير والطعن ونكون استبدلنا جيش الاحتلال السوري بميليشيات لبنانية وغير لبنانية". وعن رأيها في اعادة اطلاق الرصاص ابتهاجا، قالت:" على الدولة ان تحزم امرها وتطبق القانون حتى لا تتحول هذه العادة البشعة الى استراتيجية جديدة يجب اضافتها الى مواضيع الطاولة المقبلة للحوار الوطني".

 

النائب علوش:تسليط الضوء على الحادث الامني هو دعوة للقوى الامنية لتأخذ دورها

صوت لبنان/لست مرشحا لأي من الحقائب الوزارية والأسماء محسومة مبدئيا لدى تيار "المستقبل" 

رأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب مصطفى علوش، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، "ان لا أمن بالتراضي. وقال: "ما حدث خلال الأسبوع شديد الخطورة، وقضى بإستدراج مواطن من تيار "المستقبل" وإطلاق النار عليه ببرودة أعصاب، وبعد كل هذا أصبح من الواجب تسليط الضوء على هذه الوقائع التي يمكن ان تتكرر وبشكل يومي، ومن هنا كان الموقف الذي إتخذه تيار "المستقبل"، وليس الأمر إلا تسليط الضوء ودعوة القوى الامنية لتأخذ دورها وتقوم بحماية المواطنين بدل الإستمرار في التفرج على هذه الوقائع". وردا على سؤال إن كان الحادث قد أخذ طريقه للمعالجة أشار الى "انه سائر الى المعالجة، وفي الحقيقة يجب ان يتخذ هكذا موقف لإعاقة مسار الحكومة إلا أن مسألة المشاركة في الحكومة بالنسبة لتيار "المستقبل" واضح ويقوم الرئيس السنيورة بتوضيح كل معالم المشاركة: المسألة الأساسية إن هناك حاجة لتسليط الضوء لأن المواطنين يتعرضون للاعتداءات بشكل مستمر، وهذا ما يجب ان يتوقف لأنه يهدد السلم الأهلي من جديد". وقال النائب علوش انه مع لجنة لتقصي الحقائق "إذا كانت المسألة لتقصي ولمعرفة كل الأمور من أولها الى آخرها فلا بأس بذلك"، معتبرا "ان ذلك ليس شرطا لتعليق الإتصالات، ولكن الشرط الاساسي هو وقف تعريض المواطنين لإعتداءات على شكل قطاع الطرق، وأسماء هؤلاء اصبحت معروفة وإنتماءاتهم معروفة ايضا". ورأى انه "لا داعي لتشكيل لجان تنسيقية، ولا عودة بالتالي الى مسألة الأمن بالتراضي، ولا عودة الى مسألة تقاسم الأمور الأمنية بين الأحزاب والميليشيات، الهدف الأساسي هو ان يأخذ الجيش اللبناني والقوى الأمنية دورها بشكل مغاير لما قامت به خلال الأسابيع الماضية".

وأكد انه ليس مرشحا لأي من الحقائب الوزارية، والأسماء محسومة مبدئيا لدى تيار "المستقبل".

 

ميشال فرعون: علينا إعطاء الوقت الكافي للسنيورة لتشكيل الحكومة العتيدة

صوت لبنان /أكد وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون أن "الجريمة التي حصلت في بيروت هي محاولة لنسف اتفاق الدوحة"، مشيرا إلى أنه "لا تزال هناك إنتهاكات أمنية وتصرفات لا تليق بالعاصمة". فرعون، وفي حديث إلى "صوت لبنان"، أشار إلى أن "المعالجة اليوم تتم على الصعيد الداخلي"، لافتا إلى ضرورة "إعطاء الوقت الكافي لرئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة دون ان نضغط عليه"، مذكرا انه، في وقت سابق، اتخذت تشكيلات الحكومة أكثر من 20 يوماً. واعتبر فرعون أن "وجود روحية اتفاق الدوحة وتقدمة بعض التنازلاات من قبل الجميع يؤدي للتوصل إلى الصيغة المرجوة".

 

واشنطن تقدم 188 سيارة شرطة للأمن الداخلي

وكالات/ قدمت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ميشيل سيسون 188 سيارة للشرطة من نوع "دودج شارجر" الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. وتعتبر هذه المركبات من أحدث سيارات الشرطة التي ستمكن قوى الأمن الداخلي من أداء وظائفها بأمان، وهي مزودة بمعدات مخصصه للشرطة بما في ذلك قدرات حديثة للقيادة والفرملة وصفارات إنذار وأضواء مع ميكروفونات ومكبرات للصوت. وفي المناسبة، أكدت سيسون أن هذه السيارات هي نفسها التي تستخدمها قوات الشرطة في الولايات المتحدة، مشيرةً الى أن التطوير المهني لقوى الأمن هو أمر حاسم بالنسبة الى أمن لبنان وسيادته.

 

نسر غادر إلى إسرائيل للبحث عن حياة أفضل وسجن بتهمة التخابر مع حزب الله كونه يحمل الجنسيّة الإسرائيلية

بي بي سي

 نشر موقع ال BBC البريطاني تحقيق عن السجين الّذي قامت اسرائيل بتسليمه إلى مسؤولي الصليب الاحمر الدولي وهو السجين اللبناني نسيم نسر بعد ان امضى ستة اعوام في السجون الاسرائيلية بتهمة التخابر مع جهة معادية (حزب الله اللبناني) حسب قرار محكمة اسرائيلية.

يذكر أنّ السجين هو مواليد عام 1968 في قرية البازورية في جنوب لبنان من ام لبنانية ذات اصول يهودية، فالنتين نسيم صايغ، واب مسلم شيعي، موسى نسر.

وذكر الموقع أنّه من المعروف أنّ حي وادي "ابو جميل" في بيروت كان يضم عددا كبيرا من اليهود في لبنان. قامت اسرائيل بتسليم مسؤولي الصليب الاحمر الدولي السجين اللبناني نسيم نسر والذي قام بدوره بتسليمه الى الجانب اللبناني بعد ان امضى ستة اعوام في السجون الاسرائيلية بتهمة التخابر مع جهة معادية (حزب الله اللبناني) حسب قرار محكمة اسرائيلية.

وتقول والدة نسر انها زارت اسرائيل عام 1982 بصحبة نسيم ابان الغزو الاسرائيلي للبنان لزيارة شقيقتيها ليلى وسارة التي هاجرتا من منطقة وادي ابو جميل الى اسرائيل. واضافت انها فضلت العيش الى جانب زوجها وابناءها السبعة (اربعة بنات وثلاثة شباب) رغم هجرة جميع افراد عائلتها الى اسرائيل

وكان نسيم قد هاجر الى اسرائيل عام 1991 وحصل على الجنسية الاسرائيلية وتزوج مرتين وله من زواجه الاول صبيا ( عشر سنوات) و بنتين ( 10 و7 سنوات) من زوجته الحالية. ومن المعلوم انه بموجب القانون الاسرائيلي يحق لكل شخص من ام ذات اصول يهودية الحصول على الجنسية الاسرائيلية. كما ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان نسيم هاجر الى اسرائيل بحثا عن حياة افضل وليس لاهداف عقائدية. ولا تعرف الاعمال التي مارسها نسر خلال الفترة ما بين هجرته الى اسرائيل والقاء القبض عليه في حزيران 2002.

وقد ضبطت المخابرات الاسرائيلية نسر وهو يجري اتصالا عبر الهاتف مع احد مسؤولي حزب الله اللبناني ففرضت الرقابة عليه فتكررت الاتصالات الى ان اعتقل وقدم للمحاكمة بتهمة الاتصال بجهة معادية.

اثناء المحاكمة فشل الادعاء في اثبات نقل نسيم لمعلومات عسكرية الى حزب الله فتم الاتفاق بين الادعاء ومحامي نسيم تقضي بالاعتراف بالاتصال بمسؤول امني في حزب الله وتقديم معلومات له مقابل الحكم عليه بالسجن ست سنوات.

كما اخذ صورا لاحد اقاربه ممن يشغلون منصبا امنيا كبيرا في اسرائيل حسبما ذكرت صحيفة هآريتس الاسرائيلية. واضافت الصحيفة ان نسر قام بأخذ صور وجمع معلومات عن المنشآت الكهربائية والغازية في اسرائيل ليتم ضربها لاحقا من قبل حزب الله. وقال نسر اثناء المحاكمة انه قام بذلك بمبادرة ذاتية وليس بناء على طلب حزب الله الذي طلب منه لاحقا اقامة علاقات مع كبار ضباط الجيش الاسرائيلي ومحاولة الحصول على معلومات استخبارية منهم.

كذلك طلب منه حزب الله معرفة مواقف الرأي العام الاسرائيلي في اعقاب الهجمات التي كان يشنها حزب الله حسبما نقلت وسائل الاعلام. وقد انتهت فترة حكمه في 15 ايار الماضي لكنه بقي معتقلا الى ان تم منحه حق اختيار المكان الذي يريد ان يعيش فيه فاختار لبنان.

 

مسيحيو بلاد المسلمين بين خيارين أحلاهما بطعم العلقم

الخميس 5 يونيو - جوزيف بشارة

ايلاف/تؤكد أخبار الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية من أندونيسيا في الشرق إلى المغرب في الغرب على تدهور خطير وبصورة لم يسبق لها مثيل في أوضاع المسيحيين، وتنبيء بأن اليوم الذي ستغيب فيه شمس مسيحيي معظم بلدان هذه القطعة الشاسعة من العالم يقترب منا بسرعة تفوق كافة التوقعات. يعود التدهور المطرد في أحوال المسيحيين في كل بلاد المسلمين من دون استثناء إلى البيئة السلفية المتخلفة التي تشهد غياباً تاماً لحرية العبادة، وانعداماً كاملاً لحرية العقيدة، وانتشار واسعاً للتطرف، وتفشياً كبيراً للعنف، وترعرعاً واضحاً للإرهاب، واستفحالاً منقطع النظير للتمييز الديني. الأمثلة على الاضطهادات التي يتعرض لها المسيحيون في الدول الإسلامية واضحة وجلية لكل إنسان شريف وعادل، وهي اضطهادات كثيرة تمتليء بها مجلدات وتقارير حقوق الإنسان.

 يعيش المسيحيون في البلدان الإسلامية إما في ظل قوانين الشريعة الإسلامية المجحفة بحقوق غير المسلمين أو في ظل قانون شريعة الغاب الذي يلتهم الطرف القوي بمقتضاه الطرف الضعيف، وربما في ظل كليهما معاً. الخياران اللذان يتأرجح بينهما المسيحيون في العالم الإسلامي لا يوفران بالطبع للمسيحيين الحد الأدنى من الأمن والسلام والمساواة والعدل والحرية. فالشريعة الإسلامية تضمن فقط حقوق من يدينون بالإسلام، وتنزع عن غير المسلمين كل حقوق المواطنة. وربما لا نبالغ إذا قلنا بأن الشريعة الإسلامية تقسم البشر إلى قسمين القسم الأول يضم الأسياد المسلمين، والقسم الثاني يضم العبيد غير المسلمين. أما شريعة الغاب فتضمن حقوق الطرف ذي الأنياب الحادة التي تقطع بدون رحمة في جسد ضحيتها. وتقسم شريعة الغاب المجتمع إلى قسمين القسم الأول يضم الأقوياء كالأسود والذئاب والنمور، والقسم الثاني يضم الضعفاء المسالمين.

 تفرض الشريعة الإسلامية قيوداً كبيرة على غير المسلمين وتنال من كل حقوقهم السياسية والمدنية والدينية والاجتماعية. فعلى سبيل المثال لا تسمح القوانين الإسلامية لغير المسلمين بتبوء المناصب السياسية والقيادية. وقد أكد المهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية على هذه الجزئية في حوار له مع إيلاف بتاريخ 22 آيار/مايو الماضي حين رفض ولاية المسيحي على المسلم فقال "في ما يخص وصول القبطي إلي الولاية، فهذا أمر محل خلاف بين علماء المسلمين، حيث قال بعضهم انه جائز، ورأي آخرون انه غير جائز. ونحن نميل إلى الخيار الثاني انه لا يجوز، ولكن الرأي النهائي للشعب."

 ولا يغفى على حكيم منصف أن الشريعة الإسلامية تنتقص من حقوق غير المسلمين الدينية والمدنية حين تحد من أو تمنع بناء دور العبادة الخاصة بهم، أو حين تفرض عليهم قوانينها في مجالات كالأحوال الشخصية والزواج والميراث وغيرها، أو حين تفرض على نسائهم الزي الإسلامي، أو حين تمنع أصوات الأجراس وعلامة الصليب فوق كنائسهم، أو حين تمنعهم من أداء الخدمة العسكرية، أو حين تجبرهم على اعتناق الإسلام وعدم الارتداد عنه، أو حين تنكر عنهم حرية التعبير والرأي والتبشير، أو حين تعرضهم لكافة أنواع الإعلام الدعوي الإسلامي، أو حين تجبر أطفالهم على دراسة التعاليم الإسلامية في المدارس، أو حين تسمح بتهكم شيوخ الإسلام على العقيدة المسيحية. ويبرر المسلمون الانتقاص من حقوق المسيحيين بدعوى أن البلاد الإسلامية "لها قيمها ومبادؤها التي يجب احترامها" كما يقول مرشد الإخوان.

 الأمثلة على إهدار الشريعة الإسلامية لحقوق المسيحيين كثيرة في كل الدول الإسلامية التي تتبنى الشريعة بصفة رسمية أو تجعل منها مصدراً أساسياً للتشريع. لعل عدم سماح السعودية للمسيحيين ببناء الكنائس أو حيازة كتابهم المقدس يعد أحد أهم هذه الامثلة. وربما قرار مجلس الوزراء الماليزي بمنع المسيحيين من استخدام اسم الجلالة "الله" هو أحد أكثر هذه الأمثلة فظاظة. كما أن منع مصر العودة إلى المسيحية أو إقرار عبارة "مسلم سابق" في خانة الديانة ببطاقات الهوية هو أحد أبرز هذه الامثلة قسوة. ولعل القرارات المتشدد التي اتخذتها الحكومة الجزائرية بحق المسيحيين، والمحاكمات التي يتم إجراؤها للمتحولين إلى المسيحية تعد خير شاهد على إهدار الشريعة الإسلامية لحقوق المسيحيين في بلاد المسلمين.

 وإذا كانت الشريعة الإسلامة تنتقص من حقوق المسيحيين لأنها تضعهم تحت رحمة القانون الإسلامي، فإن شريعة الغاب التي تسود في الكثير من الدول الإسلامية تنهي تماماً كل حق من حقوق المسيحيين لأنها تضعهم تحت رحمة واهواء ومزاجات الأفراد المسلمين. تتحول الأمور في البلاد التي تحكمها شريعة الغاب إلى فوضى حيث يقوم القوي بالفتك بالضعيف من دون خوف من قانون أو سلطة. بل أن الامر يتحول في كثير من الأحيان إلى استباحة القوي لحياة ودماء وممتلكات الضعيف. ولعل الزعيم الإرهابي المقيم في بريطانيا أبو حمزة المصري لم يكذب أو يبالغ حين ذكر في أحد أحاديثه أن المسيحيين في المجتمعات الإسلامية يجب أن يعاملوا كالأبقار حيث يحق للمسلمين مقايضتهم أو حتى ذبحهم حين لا يعود منهم نفع أو فائدة.

 ولأن الأغلبية المسلمة تتمتع بكل المزايا وعلى رأسها القوة الكمية والكيفية، فإن الأقليات المسيحية الضعيفة كماً وكيفاً عادة ما تنسحق كالحملان الوديعة أمام قوة وجبروت وسطوة الأغلبية. ولعل الهجمات التي يتعرض لها المسيحيون في ماليزيا وأندونيسيا وباكستان والعراق وغزة ومصر والسودان ونيجيريا من قبل مسلمين، ولن أقول إرهابيين أو متطرفين، هي نماذج حية لما يتعرض له المسيحيون في ظل شريعة الغاب. ولقد كان الهجوم على أحد الأديرة المسيحية في جنوب مصر قبل أيام من أكثر الامثلة دناءة على ضياع حقوق المسيحيين في ظل قانون الغاب. وسواء كان الخلاف بين الدير والمسلمين على قطعة أرض كما تدعي الحكومة المصرية أو بسبب أخر فإن الهجوم على دور للعبادة وإحراق إثنتين من كنائس الدير كما ذكرت الأنباء يعبر عن مدى خساسة ووضاعة المهاجمين. ولعله من المفيد التأكيد على أنه من غير المفيد إيجاد أي نوع من المبررات للاعتداء الهمجي، فدليل الإدانة مطبوع بجلاء على جبين الكثيرين.

 لا شك في أن هذا الحادث أو غيره من الحوادث المشينة التي يتعرض لها المسيحيون تعكس رداءة أوضاعهم في بلاد المسلمين. لم تكن كل الاضطهادات التي يعاني منها المسيحيون مجرد حوادث عارضة أو اعتباطية، ولكنها كانت عمليات مخططة ومنظمة رتبت لها ونفذتها نفوس امتلأت بالكراهية والحقد. ومن المثير للعجب أن يتفق المسلمون، باستثناء قلة قليلة واعية نقدر لها موقفها، على أنه لا يوجد أضطهاد أو تمييز ديني في البلاد الإسلامية. ولذا فإنه لا يبدو لي أن الغد المنظور سيحمل حلولاً لمشاكل شعبنا المسيحي في البلدان الإسلامية، إذ أن الأوضاع ستسير من السيء إلى الأسوأ طالما بقي إنكار مشكلة مشاعر الكراهية والحقد التي يكنها الكثيرون من المسلمين نحو المسيحيين. وأغلب الظن أن مستقبل الأقليات المسيحيية في بلاد المسلمين سيبقى داكناً طالما بقي قدرهم رهينة خياري الرضوخ للشريعة الإسلامية والخضوع أمام شريعة الغاب. فالخياران أحلاهما مر؛ مر بطعم العلقم لمتذوقيه من المسيحيين.

 

 الديمقراطيون تخلوا عن الرئاسة من اجل ضرب ايران

الخميس 5 يونيو -خضير طاهر -ايلاف

 ما أقدم عليه الحزب الديمقراطي بأختياره أوباما مرشحا عنه للمنافسة على منصب الرئاسة اذا نظر له نظرة طبيعية يعتبر انتحاراً سياسياً عن سابق تخطيط وأرادة، فمن يعرف طبيعة الناخب الأمريكي يدرك ان منصب الرئاسة بعيدا جدا على أوباما بل يكاد يكون مستحيلا. خصوصاً ان خصمه الجمهوري شخصية لها وزنها الثقيل، فجون ماكين سياسي محنك حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وهو بطل وطني بسبب مشاركته في حرب فيتنام لمحاربة الشيوعية وسقوط طائرته هناك وتعرضه للعذيب، زائدا مصداقيته الممتازة لدى الرأي العام الأمريكي. وبالعودة الى قرار الحزب الديمقراطي بترشيحه أوباما على حساب هيلاري كلنتون.. فأنه يكون قد تعمد عن قصد تسهيل مهمة فوز ماكين في الانتخابات القادمة بدون تعب. والسؤال الهام هو : لماذا تخلى الديمقراطيون عن المنافسة الجادة في الانتخابات الرئاسية وتنازلوا الى الجمهوريين ؟ يمكننا القول ان الديمقراطيين علموا بوجود ضربة عسكرية الى ايران لايمكن تأجيلها اذا استلموا السلطة، وعلى ما يبدو فأنهم لايريدون التورط في هذا الملف الشائك أو انهم غير قادرين على أدارته، وكذلك لايمكن تأجيل حسمه، وبالتالي فضلوا ترك هذه المهمة لجون ماكين الذي يبدو مصمما اكثر من جورج بوش على محاربة الارهاب والدول المارقة كأيران وسوريا خصوصا اذاعرفنا ان الجمهورين استطاعوا تشكيل ادارة حربية هائلة ولديها تراكم خبرة عمرها 8 سنوات من عمر الحرب على الارهاب، ومن الصعب على الديمقراطيين تعويضها. ان موقف الديمقراطيين اذا كان بهذه الصورة فعلاً، فأنه يعتبر موقفاً وطنيا رائعا فضل مصلحة الولايات المتحدة الامريكية على مصلحته الحزبية من أجل محاربة الأرهاب وتوجيه ضربة ساحقة لنظام الملالي الايراني الظلامي.

 

بقرادوني يسعى الى انشاء جبهة مسيحية مؤيدة للعهد الجديد

نهارنت/يعتبر الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني ان انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا هو نصف الطريق الى استعادة حقوق المسيحيين ودورهم في الدولة، وان النصف الاخر يتحقق بتنظيم الحالة المسيحية التي تحتاج الى مشروع يجمعها، وهو موجود ويتجسد في دعم سليمان الذي شكل انتخابه نقلة نوعية للبلاد من حالة الحرب الاهلية الى حالة سلام. ويرى ان هذا المشروع يحتاج الى مصالحة بين مختلف الاطراف المسيحيين لتشكيل جبهة داعمة للرئيس "الذي لا يستطيع ان يتصرف كرئيس مسيحي بل كرئيس قوي لكل لبناني شرط توافر التفاف شعبي من حوله". ويرى ان تفاهم القوى والفاعليات المسيحية واجتماعهم في جبهة او هيئة واحدة يسهل مهمة رئيس الجمهورية، لأنه يبعده عن لعبة التجاذب ويوفر عليه عناء ترتيب البيت المسيحي ويجعله متفرغا لمعالجة امور اخرى.

ويعتبر بقرادوني، استنادا الى تجربته الشخصية، ان كل رئيس للجمهورية يمر في مراحل عدة، فهو يستهل عهده بتحوله نقطة جذب لمختلف القوى المسيحية الساعية الى كسب رضاه، لكنه كلما اقترب من نهاية عهده يأخذ المسيحيون بالانفضاض عنه تدريجا، لهذه الاسباب يعتبر ان افضل هدية للرئيس سليمان هي جبهة مسيحية موسعة تحمل مشروعا وتخوض الانتخابات النيابية المقبلة على اساسه. ويقول بقرادوني ان عضوية الجبهة المقترحة مفتوحة للجميع، ويمكن ان تشمل في البداية قوى المعارضة المسيحية، على ان تتوسع لاحقا لتضم كل من يدعم العهد ويؤيده. ويقول بقرادوني ان "المسيحيين قليلا ما اجتمعوا في جبهة واحدة، وخلال الحروب التي مرت على لبنان احتفظوا بحد ادنى من التنوع السياسي، فكانت هناك الجبهة اللبنانية الى جانب تجمع النواب الموارنة المستقلين وجبهة مسيحيي الشمال".

وفي خطوات بقرادوني اللاحقة للدعوة الى تشكيل الجبهة، تشكيل لجنة اتصال بكل الاطراف المسيحيين لدعوتهم الى الجلوس معا ومناقشة مشروع سياسي يجمع صفوف المسيحيين.

ويلحظ المشروع صعوبة حل الصراعات الشخصية بين القيادات المسيحية والتي لم تنجح البطريركية المارونية في جمعها معا، لكنه يطلق دعوة الى التوافق على مشروع يحدد دور المسيحيين في لبنان ونظرتهم الى دور لبنان في المنطقة وعلاقاته مع محيطه.

ويلحظ المشروع الصعوبات التي يواجهها العمل المسيحي الجماعي، لكنه يشدد على "اهمية المثابرة وعدم اليأس وان امكانات تحقيق فكرة الجبهة تدريجا هي افضل من عدم القيام بشيء".

ويرى "ان الحكومة التي ستؤلف ستكون في ذاتها مشروع تقارب مسيحي – مسيحي وعملا مشتركا من اجل مصلحة هذه الجماعة، فلماذا لا يعملون جميعا في اطار هيئة تنسيق او جبهة مشتركة تبدأ صغيرة وتكبر؟ المهم هو التخلص من صفحة الخلافات الداخلية بين المسيحيين". وهل يخشى تكرار تجربة الرئيس الياس سركيس مع "الجبهة اللبنانية"، يجيب: "ان الجبهة اللبنانية حصلت على ثمن الدعم الذي قدمته الى الرئيس سركيس، في حين ان الوضع مختلف اليوم عن مرحلة نهاية السبعينات". ويقدم بقرادوني الانتخابات في الدائرة الاولى في بيروت نموذجا لما يمكن ان تحققه هذه الجبهة في حال الاتفاق عليها.

 

حبيب: لن نسمح لعون بقيادة المسيحيين ولا يحق له التحدث باسمهم

وكالات/أكد النائب فريد حبيب انه إذا إستمرت البؤر الأمنية في بيروت وكذلك الإعتداء على المواطنين، فهذا لا يعني التزام إتفاق الدوحة.

وقال: "الفقرة الأهم بالنسبة الينا في إتفاق الدوحة، هي تلك المتلعقة بالشق الأمني، لذلك لا يجوز أن تواصل قوى المعارضة حملتها في قتل المواطنين بطرق وحشية، وإذا كانت المعارضة هي التي تعرقل، خصوصا ان المعتدين هم من عناصر شرطة المجلس النيابي الذي لا تستطيع الدولة اللبنانية الدخول اليه وحاله كحال عين التينة، فيكون الرئيس بري هو الذي يغطي المجرمين".

وردا على سؤال حول تشكيل الحكومة قال حبيب: "نحن نتمنى اليوم قبل الغد، ولكن المعارضة تعرقل في الشارع وكذلك من خلال المطالب الوزارية التي نتقبلها نوعا ما لأن لكل فريق مطالبه التي يريد تحصيلها في نهاية المطاف، فالعقبات الأمنية لا تزال على حالها، ونرى بملء العين المسلحين في شوارع بيروت يقومون بالدوريات ويدهمون المنازل الآمنة لأن المعارضة، على ما يبدو، لا تريد الحل بل يناسبها الوضع الراهن لتستمر عملية السيطرة عسكريا على العاصمة وموافقتها في الدوحة كانت على مضض لكسب المزيد من الوقت".

وأكد حبيب أنه لا يحق للتيار الوطني الحر التحدث بإسم المسيحيين، معتبرًا أن التيار، وإذا كان فعلا يريد تحصيل حقوقهم، فليقنع زملاءه في المعارضة بإعادة المديرية العامة للأمن العام الى رئاسة الجمهورية والمسيحيين، كما كانت في السابق، وكذلك مقاعد بعلبك - الهرمل وحاصبيا - مرجعيون التي تقع تحت هيمنة الطائفة الشيعية.

وعن مقاعد طرابلس والشوف المسيحية علق حبيب قائلا: "نحن متحالفون مع النائب وليد جنبلاط، ولكن من قال إن الزميل جورج عدوان فاز بأصوات الدروز؟ فالمسيحيون في الشوف يفوقون عدد الناخبين الدروز ويستطيعون أن يوصلوا نوابهم الى الندوة البرلمانية، وكل هذا الكلام يصب في خانة ذر الرماد في العيون لأن هاجس العماد ميشال عون الوحيد هو فبركة الكذب وايجاد المشكلات داخل الصف المسيحي وهنا أقول: "كفى بطولات دون كيشوتيية، كفى عقد نقص لأن العماد عون هو خريج دير الصليب ولن نسمح له بقيادة المسيحيين".

وأعتبر حبيب أن الأرمن وخصوصا الطاشناق كانوا منذ القدم محسوبين على رئاسة الجمهورية ونتمنى عودتهم السريعة الى موقعهم الطبيعي.

 

حول طبخة الحكومة

وكالات/طبخة تشكيل الحكومة الجديدة لا تزال على النار. رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة يعرف جيدا أنه من الأفضل إبقاء الطبخة على نار خفيفة حتى تنضج الظروف المؤاتية لإعلان التشكيلة المنتظرة بحيث تعكس التوازنات السياسية الحقيقة، عوض أن يتم استعجال الاعلان عن تشكيلة لا ترضى طموح اللبنانيين.

فما يعانيه الرئيس السنيورة لا يتعلق بعدد الوزارات بين الأكثرية والأقلية بعد حسم الاتفاق على هذا الموضوع في الدوحة. والمشكلة الحقيقية باتت ترتبط بنهم بعض الأطراف لجمع أكبر عدد من الوزارات، ولو على حساب حلفائه حتى!

هكذا يبدو الصراع على حقيبة وزارة الصحة في أوجه بين النائب ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. فمن جهة يبدو أن بري بات يعتبر وزارة الصحة ملكا حصرية لحركة "أمل"، مع تقديرنا الكبير لشخص الوزير النشيط محمد جواد خليفة، ومن جهة يبدو اهتمام عون بصحة اللبنانين متعاظما بعد جهده لحرمانهم من انتخاب رئيس للجمهورية طوال أكثر من 6 أشهر، ما سبب لهم الكثير من المآسي والآلام كان أخطرها الحوادث التي شهدتها بيروت وبعض مناطق الجبل في أيار الماضي. ولكن ما لنا ولفريق 8 آذار! فليفضوا خلافاتهم في ما بينهم على حدة وليتفقوا على توزيعة مقبولة علهم يساهمون في تسريع ولادة الحكومة الجديدة.

أما من جهة الأكثرية فإن المطلوب واضح، وهو أن تجسد الحكومة المقبلة الواقع السياسي الحقيقي لتوازنات القوى. والطريق الى رسم هذا الواقع يعرفه جيدا الرئيس السنيورة بحكنته المعهودة. وما بين ليلة مشاورات في بعبدا مع رئيس الجمهورية، وأخرى في عين التينة مع رئيس المجلس، يبقى للرئيس المكلف وقت كاف لحسم الكثير من الاجتهادات ووضع النقاط على الحروف في مسألة يجوز لها أن تتأخر من دون أن تبقى معلقة حتى إشعار آخر. والمهم يا دولة الرئيس ألا يكثر الطباخون حتى لا تحترق الطبخة!

 

سعيد للموقع الرسمي للقوات اللبنانية: المعارضة قد تبتز الرئيس سليمان قبيل الانتخابات القادمة وتسمية السنيورة ليست لكسب النقاط

موقع القوات/تخوّف منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد من قيام المعارضة بابتزاز الرئيس ميشال سليمان والضغط عليه لحمله على دعم العماد عون في الانتخابات النيابية المقبلة. وأكد سعيد أن الأكثرية ستخوض الانتخابات في جو مختلف كلياً عن العام 2005 حاملة لواء حصرية السلاح بيد الدولة والقوى الأمنية الشرعية والعودة الى المؤسسات الدستورية بدل لواء "الزفت والمحدلة" منتقداً التسابق على الحقائب الوزارية الخدماتية.

وهنا تفاصيل المقابلة:

س: هل خسرت قوى 14 آذار بقوة السلاح في بيروت والجبل ما حققته ثورة الأرز خلال السنوات الثلاث الماضية؟

ج: أنا أعتقد أن الكثير من المحللين والمتابعين والصحافيين وحتى من الشخصيات السياسية تسرعوا في دراسة نتائج وانعكاسات ما حصل في بيروت والجبل من حوادث أمنية، ومن ثم ما حصل في اتفاق الدوحة. فهناك وجهة نظر تقول إن ايران هزمت الولايات المتحدة وان الولايات المتحدة تخلت عن فريق 14 آذار، وهذا الفريق قدم تنازلات في الدوحة من أجل الاستمرار. وهناك وجهة نظر أخرى تقول بأن حزب الله أُدخل في عملية استدراج لكي يوجه سلاحه في اتجاه الداخل ما أدى الى تسريع عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد بضمانة عربية ودولية، وهذا ما لا يتناسب مع موقع حزب الله وأهدفه. فحزب الله كان يعرقل منذ اللحظة الأولى من خلال حليفه دستورياً الرئيس نبيه بري ومن خلال موقعه أمنياً عملية إعادة استكمال بناء الدولة بعد خروج الجيش السوري من لبنان. أنا أريد أن أقارب النتائج من منظار أولاً إقليمي ودولي ومن ثم من منظار داخلي. الاهداف الأساسية التي وضعتها لنفسها "ثورة الأرز" وحركة 14 آذار هي عملية بناء الدولة وفقاً لاتفاق الطائف. أولاً، تعتبر قوى 14 آذار أن هذا الإتفاق هو الذي ينظم العلاقات اللبنانية – اللبنانية ولا يزال الإطار الصالح لتنظيم هذه العلاقات، وخصوصاً أن هناك وجهة نظر مسيحية وأنا أؤيدها، تقول إن هذا الإتفاق أعطى وكرّس المناصفة في إعادة بناء الدولة في مواجهة مبدأ المثالثة الذي يحاول حزب الله أن يفرضه على التركيبة وعلى النظام الداخلي اللبناني. أتى اتفاق الدوحة لكي يكرس اتفاق الطائف وليضع حداً لعدم المسّ والتلاعب بالدستور اللبناني.

ثانياً، نحن شهدنا وشهد معنا العالم كله الخطاب الرسمي الذي يقدمه حزب الله حول موضوع السلاح، فهو وضع السلاح في مرتبة المقدس واعتبر نفسه أكبر من القانون، وأكبر من الدستور لأن إذا دخل الله في منافسة مع القانون فالله يربح وليس القانون. وبالتالي اعتبر حزب الله بلهجة متشددة في حين ومتساهلة في أحيان آخرى أن موضوع السلاح لا يمسّ ولا يجب أن يطرح على طاولة البحث الداخلي اللبناني لأن هذا الموضوع يتعلق بتوجهات حزب الله الثقافية في موضوع نظرة الحزب الى الصراع العربي – الإسرائيلي وقد كان يطالب بانهيار الكيان الصهيوني. أتى اتفاق الدوحة ليؤكد أن موضوع السلاح هو موضوع إشكالي في لبنان وليس هناك إجماع على موضوع السلاح، خصوصاً بعد أن وجه حزب الله سلاحه في اتجاه الداخل وتحوّل في لحظة من "تشي غيفارا" العربي والإسلامي في حرب تموز 2006 حين كانت صور حسن نصرالله تتصدر المقاهي الشعبية من أندونيسيا الى المغرب، الى ميليشيا شيعية تقتل الأبرياء وتتعدى على حرمات المنازل وتحاول الفرض بالقوة ما لم يكن في استطاعت الحزب أن يفرضه بالسياسة. أغرب ما في حركة حزب الله بأن الحركة الشيعية في العالم الإسلامي بنيت على ثقافة أنها ضحية، الحسن والحسين هما ضحية، الإمام علي بن أبي طالب هو ضحية، وبالتالي للحظة ما أصبح اليوم الجناح الآخر من الإسلام أي السنة هم الضحايا وقدموا أنفسهم الشيعة، وأنا هنا لا أتكلم عن الطائفة الشيعية، إنما عن حزب الله الذي قدم الطائفة الشيعية وكأنها المعتدية على الآخرين، ما أسس الى هوة هائلة بين أجنحة المسلمين ليس فقط في لبنان إنما أيضاً في العالم العربي والعالم الإسلامي. وأدى هذا الأمر أيضاً الى إضعاف صورة حزب الله وسارع نعيم قاسم بعد حسن نصرالله ليحاول أن يقول أن موضوع السلاح قابل للطرح على طاولة الحوار من ضمن الاستراتيجية الدفاعية يومين بعد خطاب السيد حسن نصرالله.

ثالثاً، قال السيد حسن نصرالله بعد اتفاق الدوحة أنه قدم نموذجاً ناجحاً للمقاومة وهي المقاومة المسلحة، مقابل نموذج فاشل للمقاومة وهي مقاومة التفاوض. من هو الذي يتفاوض في اللحظة الذي يتكلم بها السيد حسن نصرالله؟ هل هو فؤاد السنيورة الذي يتفاوض مع الإسرائيليين؟ هل هو فريق 14 آذار الذي يتفاوض مع الإسرائيليين؟ إنه الجانب السوري، الحليف الأكبر والأول للسيد حسن نصرالله ولحزب الله، هو الذي يفاوض الجانب الإسرائيلي على موضوع الجولان وفي العراق أيضاً يتفاوض الحليف الآخر أي الإيراني مع الأميركي. هل حزب الله كان يوجه رسالة الى حليفيه الإقليميين، سوريا وإيران اللذين يذهبان في اتجاه التفاوض مع الولايات المتحدة، وهو يقول أنه لا يوافق على هذا التفاوض؟ وحاول من خلال توجيه سلاحه الى لداخل استدراج المجتمع اللبناني حتى يتمكن حزب الله من وضع يده على الدولة اللبنانية بشكل كامل حتى يحمي نفسه في لحظة يتفاوض فيها حلفاؤه الإقليميون مع إسرائيل من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، ما أدى الى فشل هذه التجربة بشكل كامل، أكانت في بيروت أم في الجبل أم حتى على صعيد نتائج اتفاق الدوحة.

س: قوى 14 آذار تعتبر ان اتفاق الدوحة أعاد الصراع السياسي الى المؤسسات الدستورية ولو بشكل مؤقت. ما هي الضمانات التي حصلت عليها قوى 14 آذار والتي تصون هذا الإتفاق وديمومة الكيان اللبناني بعد خطاب ولاية الفقيه واستمرار تجاوز الدولة؟

ج: أنا لا أؤمن بأن هناك ضمانات حصلت عليها 14 آذار في موضوع السلاح، ولا أعتقد أن أحداً يقدر على إعطاء 14 آذار ضمانات من هذا النوع. موضوع السلاح وموضوع إعلان السيد حسن نصرالله أنه عضو في دولة ولاية الفقيه وأن ولاءه هو لولاية الفقيه، بينما ولاؤنا هو ولاء للدولة اللبنانية يعيدنا بالذاكرة الى أن في تاريخنا الحديث، تساكنت الجمهورية اللبنانية مع 3 قوى منذ العام 1969، تساكنت أولاً مع دولة أبو عمار، وانتهت برئيس جمهورية خارج قصر بعبدا سكن في مبنى تابع لبلدية زوق مصبح في كسروان، وانتهت بحرب أهلية كلفت اللبنانيين الكثير من الشهداء والضحايا. التجربة الثانية كانت مساكنة دولة بشير جميل وأبو عمار من جهة مع دولة الياس سركيس، انتهت باجتياح إسرائيلي. التجربة الثالثة نعيشها اليوم وهي مساكنة دولة ولاية الفقيه مع الجمهورية اللبنانية التي يترأسها ميشال سليمان ولا نعرف كيف ستنتهي هذه المساكنة بين الجمهورية اللبنانية وبين الدولة ضمن الدولة. دولة تطالب بتطبيق القانون ودولة تعلن ولاءها لله وللفقيه الموجود في إيران، دولة تقول إن جميع المواطنين متساوون أمام القانون ودولة تقول "كرم أخلاق منا أننا لا ندخل عليكم لأن هناك ورقة تفاهم تحميكم"، وكأن المسيحيين في لبنان أهل ذمة، والدروز في لبنان بيوتهم ومنازلهم وقراهم في الجبل قابلة للإستباحة، وكأن السنة في لبنان مجموعة معزولة عن العالم العربي والإسلامي وحزب الله قادر على استباحة عائلاتهم ومنازلهم. أنا أعتقد أن هذا النموذج هو نموذج سيذهب الى الإصطدام. لا أتمنى أن يكون كذلك وأتمنى أن يستطيع الرئيس ميشال سليمان من خلال حكمته وطول باله والصدقية التي يتمتع بها مذ كان قائداً للجيش داعماً للمقاومة عندما كان هناك احتلال إسرائيلي لجنوب لبنان، ومن خلال علاقاته العربية الموسعة أن يكون قادراً على بناء حوار جدي يؤهل حزب الله للدخول الى المشروع اللبناني بشكل غير عنفي. إنما تجارب التاريخ كلها تقول إن الحركات الشعبوية مثل حركة حزب الله لا تنتهي بالسياسة إنما بشكل آخر، وهذا مكلف جداً ليس فقط على حزب الله إنما على الجمهور الشيعي العريض وأيضاً على الجمهور اللبناني.

س: هل صحيح اليوم أن ثمة من "رجع الشراكة للوطن" و"رجع الحق لأصحابه" في الدوحة؟ ومن سجل نقاط في موضوع قانون الإنتخابات؟

ج: أعتقد أنه من المعيب أن يقول المسيحيون أنهم يريدون قانون انتخابات على قياسهم. المسيحيون يجب أن يكونوا رأس حربة في المطالبة بقانون انتخاب على قياس كل اللبنانيين وأن ترى الطوائف الأخرى أن المسيحيين يقودون معركة الحداثة وليس معركة الدفاع عن الذات. المسيحيون مدعوون في لبنان الى ان يكونوا قادة معركة الحداثة في كل لبنان وداخل كل الطوائف اللبنانية.

كنت أتمنى على العماد عون الذي أتى من باب ما يسمى بالحداثة السياسية عندما طرح نفسه كرجل ديمقراطي لا يخضع الى التجاذبات الطائفية ووقف أمام الرأي العام اللبناني وقال "إذا تكلمت بالطائفية فانبذوني"، كنت أتمنى أن يخوض العماد عون معركة تحرير الطائفة الشيعية من الثنائية الشيعية المحكومة بها بين "أمل" وحزب الله وأن يكون رافعة لجيل ونخب سياسية شيعية قادرة على الإنقلاب على التخلف السياسي القائم والقابض اليوم على هذه الطائفة. كنت أتمنى أن يقود العماد ميشال عون أو أي شخصية مسيحية أخرى هذه التجربة، ليس فقط داخل الشارع المسيحي أو الشيعي، إنما أيضاً داخل كل الطوائف اللبنانية الأخرى. ميشال عون برأيي أدخل نفسه بتحالف سوري – إيراني وبالتحديد إيراني، ولم يعد قادراً على التفلت منه فهو محكوم ببعض الإعتبارات الأمنية وربما الإدارية وغير الإدارية التي يجعل من العماد عون أسير هذا الخطاب، وأنا لم أعرف في تاريخ لبنان العصري أحداً نجح بفوز ساحق في انتخابات صيف 2005 ووضع الى جانبه 22 نائباً، ووصل الى استحقاق رئاسة الجمهورية، غير قادر على صرف نجاحه على المستوى الداخلي والعربي والدولي. لم أر مرة واحدة أن نواب تكتل التغيير والإصلاح تقدموا بمشروع قانون داخل المجلس النيابي لتحديث قانون في موضوع البيئة مثلاً، أو اللامركزية الإدارية. فخلال 4 سنوات، لم يصدف لي أن قرأت أو شاهدت في أي وسيلة إعلامية أن كتلة التغيير والإصلاح قامت بأي عمل حديث بالمعنى السياسي. تكتل التغيير والإصلاح لم يؤثر في الحياة السياسية اللبنانية إلا لناحية أنه أمن الغطاء المسيحي للثورة الإيرانية في لبنان تماماً كما اليسار اللبناني كان يؤمن الغطاء اللبناني لثورة أبو عمار في الستينيات والسبعينيات.

س: لماذا قبلت اليوم 14 آذار بإعطاء الثلث المعطل، وكنا نسمع قبلاً بأن هذا مرفوض وغير وارد بتاتا؟

ج: لأن التعقيدات السياسية الموجودة اليوم تجاوزت موضوع الثلث المعطل وعملية تشكيل حكومة والحقائب الوزارية. نحن كنا في خلال 6 أشهر في فراغ على مستوى رئاسة الجمهورية وكنا محكومين إذا استمر هذا الفراغ وعملية إغلاق المؤسسة التشريعية وإذا استمرت عملية التشكيك بشرعية الحكومة أن تستطيع دولة ولاية الفقيه أن تأكل من المجتمع اللبناني ومن البنية التحتية لهذه الدولة من خلال توزيع السلاح والمال والتفاف بعض الشخصيات الهامشية في لبنان داخل الطوائف حولها، في المقابل كنا نشهد انهياراً وغياباً وتغييباً الدولة. ما أردناه من هذا التنازل الشكلي في موضوع الثلث المعطل هو 3 نقاط:

أولاً: وضع حزب الله في مواجهة العالم الإسلامي في حين كان يتصرف كأنه رأس حربة العالم العربي والإسلامي بعد حرب تموز، ولقد نجحنا في هذا الموضوع.

ثانياً: انتخاب رئيس جمهورية ماروني يأخذ على عاتقه أن يثبت الخطوة الأولى في عملية بناء الدولة.

ثالثاً: طرح موضوع السلاح داخل المؤسسات وعلى طاولة الحوار اللبناني وقد نجحنا أيضاً في هذه النقطة.

س: هل صحيح انكم راهنتم في قوى 14 آذار على حلفائكم في الخارج وتحديداً المشروع الأميركي وخسرتم الرهان على حساب الدور السوري في لبنان والمنطقة؟

ج: قوى 14 آذار متهمة بأنها لصيقة أو قريبة ومتناغمة مع المجتمع الدولي. إذا أصبح أخصام قوى 14 آذار في العالم العربي والإسلامي اليوم يتهافتون لأن يحدوا على خطوات قوى 14 آذار وأن ينفتحوا على المجتمع الدولي، نقول إن المجتمع الدولي تخلى عن قوى 14 آذار؟ أنا أعتبر أن قوى تحالف الممانعة الذي يدعي أنه تحالف الممانعة ويستعلي على السعودية ومصر والأردن ومحمود عباس بالقول أنه لن يفاوض، أصبح اليوم مضطراً للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي، ونحن نشجع أصلاً هذا الموضوع، أو من أجل الإلتفاف على المحكمة الدولية أو كسب الوقت حتى الإنتخابات أو نتائج الإنتخابات الأميركية المقبلة. أنا لا أريد أضع نقاط سوء النية، أنا أريد أن أقول إن النظام السوري الذي حاول أن يتزعم ما يسمى محور الممانعة ومواجهة المجتمع الدولي وكان حليفه يقول بإنه يريد هزيمة حزب الله في بيروت، اليوم أصبح يحاول من خلال إشارات سابقة كرجل أعمال أميركي من أصل سوري، ذهب الى الكنيست الإسرائيلي عندما كان أبناء لبنان وأبناء حزب الله يقدمون الدم. هل المطلوب بأن يقدم حسن نصرالله إبنه على مذبح الشهادة من أجل أن يكون إبن حافظ الأسد يحسن ظروف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والأميركي؟ هل المطلوب أن يكون اللبنانيون وقوداً وأن يستكملوا عملية القتال من أجل أن تتحسن ظروف المفاوضات الإيرانية مع الولايات المتحدة حول الملف النووي وظروف المفاوضة السورية – الإسرائيلية حول موضوع الجولان أو المحكمة الدولية؟ أنا أعتقد أن خطاب السيد حسن نصرالله الذي قدمه بعد اتفاق الدوحة وحوادث بيروت كان واضحاً نظراً للألم والأسى الذي كان يتخبط به. كان يقول نحن دفعنا الدم، وقدمنا نموذجاً ناجحاً للمقاومة، وأنتم تهرولون في اتجاه التفاوض وهذا التفاوض الذي لن يأتي بنتائج.

س: ماذا قُدم لسوريا مقابل الإعلان المحتمل عن ترسيم الحدود مع لبنان وإقامة علاقات ديبلوماسية وتبادل سفراء بين دولتين. فبين ليلة وضحاها تغير الخطاب 180 درجة، ماذا قدمت 14 آذار والمجتمع الدولي الى سوريا مقابل هذا التحول؟

ج: من الطبيعي أن تترسم الحدود وأن تكون هناك علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا. برأيي أن السوريين اليوم مضطرون تحت الضغط العربي، ولا ننسى العزلة التي تعرضت لها سوريا منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى اليوم، والأزمة الدولية الموجودة فيها سوريا وهي تحاول اليوم عبر أوروبا وعبر الرئيس ساركوزي وعبر موقعها اليوم كرئيسة دورية للجامعة العربية، ومن خلال المفاوضات الغير مباشرة عبر الجانب التركي مع إسرائيل لفك عزلتها. إذاً، إذا كانت تسعى لفك العزلة فهذا يعني أن الضغط على سوريا هائل وأدى الى أن تقبل بترسيم الحدود وتبادل السفارات، لبنان غير قادر أن يقدم شيئاً لسوريا.

س: ما الذي يؤخر تشكيل الحكومة الجديدة وما هي العقبات الأساسية أمامها؟

ج: أخذت على نفسي وأبلغت قوى الأكثرية أن أحيّد عمل الأمانة العامة لـ 14 آذار عن تشكيل الحكومة لأن هذا الموضوع يخضع لمصالح وتجاذبات وهذا الذي يرضى وذاك الذي لا يرضى، وبالتالي لن أدخل في هذا المشروع.

س: كيف تنظر الى موضوع التمثيل المسيحي في الحكومة الجديدة والى أي مدى يؤسس هذا التمثيل لإعادة الشراكة الحقيقية في السلطة؟

ج: التمثيل المسيحي ليس التمثيل الحصصي. التمثيل المسيحي يكون فعالاً إذا استطاع الوزراء المسيحيون أن يفرضوا طرح السلاح على طاولة مجلس الوزراء. وإذا استطاع فريق 8 آذار أن يؤجل طرح سلاح الحزب وسلاح الميليشيات الى ما بعد الإنتخابات النيابية في 2009 يكون التمثيل المسيحي حتى لو تمثل بأرفع المستويات قد فشل. من هنا، أنا أدعم أن يدخل على هذه الوزارة أسماء بقياس سمير جعجع وأمين الجميل وغيرهم من الشخصيات السياسية حتى يستطيعوا أن يفرضوا طرح موضوع السلاح على طاولة مجلس الوزراء. فلسفة اتفاق الدوحة هو أن ننقل النقاش حول السلاح من الشارع الى داخل المؤسسات، ومؤسسة مجلس الوزراء هي المكان المناسب للحوار حول هذا الموضوع ويستكمل بحوار آخر من طبيعة أخرى برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية. إنما الموضوع الأساس أن نصل الى الإنتخابات النيابية أو الى مشارف الإنتخابات النيابية في 2009 ويكون 14 آذار حامل عنوان انتخابي هائل إسمه موضوع السلاح وتنظيم علاقات التنظيمات المسلحة في الدولة اللبنانية وبسط سيادة الدولة الكاملة على التراب اللبناني. طبعاً فريق 8 آذار لا يريد هذا العنوان وهو يريد إغراق اللبنانيين بعملية محاصصة من سيكون سائقاً للمحدلة وهو وزير أشغال، ومن سيكون سائقاً لسيارة الإسعاف وهو وزير صحة. هل إذا قدمنا خدمات للناس نكسب أصوات؟ يريد أن يحور الرأي العام اللبناني من العنوان السياسي الذي هو عنوان السلاح الى عنوان خدماتي إجتماعي شبيه بطبيعة الإنتخابات التي كنا نشهدها في أيام الوصاية السورية.

س: هل جاءت تسمية الرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل الحكومة لتسجيل النقاط من الأكثرية على الأقلية؟

ج: برأيي، الرئيس السنيورة يتمتع وبشهادة الجميع ببرودة أعصاب استثنائية وبطول بال وبحنكة وحكمة سياسية استثنائية. على فريق 14 آذار أن يتحضر للإنتخابات النيابية وأن يتكل على الرئيس فؤاد السنيورة من أجل الحفاظ من موقعه كرئيس حكومة طبعاً مع فريق الوزراء من قوى 14 آذار ليحموا مبادئ ثورة الأرز داخل مجلس الوزراء، ومن هنا أتت تسمية الرئيس فؤاد السنيورة.

س: هل تتخوفون اليوم من أن يتكرر سيناريو العام 2005 مع محاولة إطلاق موجة غرائزية تستهدف المناطق المسيحية؟

ج: أستبعد جداً جداً، وهذا التخوف الذي أسمعه من وقت الى وقت في البيئة المسيحية في 14 آذار، أكانت حزبية أو مستقلة، لا أرى لها أساساً وأنا أعتقد بأنها تعيش "فوبيا" في غير مكانها. هذه الإعلانات بأن عون "رجع الحق المسيحي" لن يقطع على أحد. فميشال المر مثلاً والذي كان الأقرب الى ميشال عون أصبح يتهكم أمام هذه الشعارات. أعتقد أن هذه الإنتخابات هي انتخابات مفصلية وقد دخل لاعباً سياسياً جديداً على المسرح السياسي المسيحي واللبناني اسمه ميشال سليمان، وسيترتب على علاقة وموقع الرئيس ميشال سليمان في الإنتخابات نتائج الإنتخابات النيابية المقبلة.

س: هل ترى إذاً أن رئيس الجمهورية سيكون طرفاً في الانتخابات المقبلة؟

ج: أولاً: هل الرئيس الذي سُلم له من خلال الدوحة والقمة العربية والمجتمع الدولي بأن يكون له موقع بداخل مجلس الوزراء بثلاثة وزراء، هل سيُسلم لهذا الرئيس بأن يكون له أيضاً موقع على مستوى تشكيل كتلة سياسية؟ هذا هو السؤال قبل أن نتطرق إلى خوض الإنتخابات.

ثانياً: هل سيخضع الرئيس، لا سمح الله، الى الإبتزاز الذي سيحاول حزب الله فرضه على الجمهورية اللبنانية من خلال بعض الإشكالات الأمنية التي تؤدي الى تقليص الهامش الموجود بين الجمهورية اللبنانية وحزب الله؟ بمعنى آخر الرئيس الذي سيكون حامي للدستور وللقانون وهو الرائد بعملية بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها هل سيصطدم بواقع أمني يشكله حزب الله وتنظيمات إمنية وإرهابية أخرى يخضع من خلالها الرئيس والجمهورية اللبنانية لابتزاز حزب الله ليؤدي الى تحالف او الى عزل وعدم قدرة الرئيس سليمان على التدخل في الإنتخابات النيابية وبالتالي أن يتحالف حزب الله مع ميشال عون في المناطق الموجودة والمشتركة بين المسيحيين والشيعة؟ هناك ثلاثة اقضية: جزين، بعبدا وجبيل. هذه أقضية معركتها ليست مالية، وشعبوية وإعلانات بل تحالفات. فإذا تحالف حزب الله مع العماد عون في جزين مثلاً، أين موقع رئيس الجمهورية؟ في بعبدا، هناك 14000 ألف صوت شيعي، و15000 ألف صوت سني ودرزي، إذاً المعركة لدى المسيحيين. في البيئة المسيحية، ما هو موقع رئيس الجمهورية أيضاً؟ هل سيتحالف أو سيكون بعيداً عن إدارة الشأن الإنتخابي مما يؤدي الى تحالف حتمي بين حزب الله والعماد عون في المناطق المشتركة مع حياد إيجابي للدولة اللبنانية؟ أم أن هناك خصوصيات لبعض المناطق؟ وأنا كإبن جبيل مثلاً لا أعتقد بأن أبناء جبيل يريدون أن يعين السيد حسن نصرالله من هم النواب الموارنة في جبيل، فهو له صوت مرجح إنما غير قادر على فرض من هم النواب المسيحيين في جبيل. أشك أن يكون التيار الوطني الحر بتحالفه مع حزب الله قادراً على الفوز بـ3 مقاعد في جبيل وهناك معركة قاسية في هذه المنطقة.

س: هل ستخوض قوى 14 آذار الإنتخابات النيابية بصفوف موحدة على غرار ما رأيناه في الـ 2005؟ أم اننا قد نشهد تبدلات في التحالفات؟

ج: أتمنى أن تخوضها موحدة، وهذا ليس موضوعاً تقنياً كتفاهم الكتائب والقوات أو أحزاب مع مستقلين داخل 14 آذار أو تفاهم وليد جنبلاط مع القوات. هذا ضروري، وإنما ما يؤكد أو يكرس وحدة 14 آذار الإنتخابية هو الشعار السياسي الموحد لـ 14 آذار، أما الباقي فتفاصيل. وإذا استطاعت الأمانة العامة، وأنا من العاملين على هذا الموضوع، أن تكرس قراءة سياسية موحدة للمناخ الإنتخابي في ظل التعقيدات الإنتخابية والإقليمية والدولية حتى يتسنى لنا أن نرفع شعاراً واحدا لمعركتنا الإنتخابية من الناقورة حتى العبدة ومن بيروت حتى بعلبك أعتقد أن قوى 14 آذار ستنجح في الإنتخابات. وإذا تخلت 14 آذار كما يحصل اليوم خلال التركيبة الحكومية عن الكلام السياسي وأصبحت المعركة حول من سيصبح وزيراً ومن أي منطقة وهو محسوب على أي حزب وهل هذه الحصة أكبر وأضيق، أنا أعتقد بأن اللبنانيين لن يفرقوا بين 14 آذار و8 آذار وستكون المعركة قاسية جداً. ما يجب أن تفعله قوى 14 آذار هو أن توحّد كل اللبنانيين في مواجهة الموضوع السوري ونجحنا في 14 آذار. واليوم المطلوب أن نوحّد كل اللبنانيين في مواجهة موضوع السلاح وهذه هي المعركة التي سيكون شعارها بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وموضوع سلاح حزب الله.

حاوره زاهي نوح

 

حزب الله ومسألة السيطرة على لبنان بيومين

منى فياض -أوان الكويتية

عندما هبطت الطائرة أرض المطار غاب شعور الفرح. شعور بالحزن يهبط على المسافرين ويثقل حركتهم. ينهون معاملاتهم دون أي ابتسامة، وكأن القدرة على الابتسام نضبت، بقيت هناك في الأماكن البعيدة التي غادروها. القاعات قاحلة فيما عدا عدد الركاب القليل الذي كان على الطائرة نفسها. الخواء هو الذي يستقبلك، وعندما تصل إلى نقطة التفتيش الجمركي. يدفع الركاب عرباتهم دون حواجز تعترضها. يقف دركي بعيدا كأنه ترك هناك سهواً. الهواء في الخارج ثقيل على الرغم من اعتدال الطقس، والخواء استوطن الأمكنة والطرقات. الشوارع ترزح تحت وطأة الصمت الصباحي. تحس بموت يخيم على المدينة، تنطق به الشوارع والأحياء والأرصفة الخاوية تحرسها صور من يصرخون بالنصر، فقط لا غير. أسبوعان بالكاد.. ماذا فعلا ببيروت؟

مساء، في الداون تاون مشهد مختلف تماماً، تبحث عن موقف لا تجد، تبحث عن طاولة لتجلس، كلها محجوزة. تتوالى دفعات البشر بأعداد غفيرة لليوم الرابع على التوالي من دون توقف. عندما تقترب الساعة من الحادية عشرة تكون الجماهير في ساحة البرلمان، والشوارع المحيطة بها، قد تحولت إلى ما يشبه التظاهرة. بشر حقيقيون ومتنوعون بمن فيهم فئات شعبية في غالبيتها لا تكف عن التقاطر.

قال لي صحافي أجنبي: هل صحيح ما يقال عن أن حزب الله كان باستطاعته اجتياح لبنان، والسيطرة عليه عسكريا خلال يومين؟ قلت له بالطبع، وربما بساعتين، لكنه ماذا سيفعل بعد ذلك؟ ليس المهم أن يقوم بعمليته العسكرية من أجل اجتياح لبنان، المهم ماذا سيحصل في اليوم التالي؟ باستطاعة أي كان أن يطلق قنبلته الذرية، لكن المهم the day after.

يختلف اللبنانيون في تقييم ما حصل، وفي التعليق على الأحداث. هناك من يعتبرها لعبة كبيرة قام بها السياسيون على حساب الناس. «كانوا متفقين على ذلك، سيناريو ونفذ». يأخذك هذا الرأي إلى نظرية المؤامرة الشهيرة التي تفسر كل شيء بأنه معدّ سلفاً. تجد هذه النظرية جذورها في القدرية التي طالما فسرت مناحي الحياة وخواتيهما. وهناك من آمن بالمقاومة، ووجد تفسيرات لكل تصرفاتها منذ حرب 2006 وحتى الآن. ويبرر ما حصل بأنهم حشروها، فاضطرت للرد. هناك من دعم المقاومة، لكنه الآن لا يصدق ماذا حدث، لماذا إذلال المدينة بهذا الشكل؟ أي حقد وأي ثأر؟ قال نعيم قاسم إنها «عملية جراحية موضعية دقيقة»، هذه وصفة الأميركيين لتدخلهم في حرب الخليج الثانية في العام 1990ضد صدام حسين!! وتسمية «العمليات النظيفة» تطلق عادة عندما ننظر إلى صور المعارك عن بعد بواسطة الأقمار الصناعية، دون مشاهدة «آثار» المعارك. دون أن نشم رائحة البارود، أو صوت القذائف. لكن الآثار هنا لم تمح بعد، والمشهد حيّ ومباشر لا تحمله الأقمار الصناعية، وحتى بعد تنظيف المدينة، ما زلت تجد سيارة محترقة هنا، وزاوية مهدمة هناك. هنا احترقت منازل وسيارات، وتعرض الناس للإذلال، أريد لهم أن يُذلّوا. كيف تكون عملية جراحية نظيفة وأطرافها متواجهون ومحكومون بما يفترض أن نسميه «التعايش»، ليسوا طيارين أميركيين لا يعرفون ماذا ومن يضربون ولا تهمهم النتيجة. لا يزال «جمهور المقاومة» يردد لمن يريد.. إنها مجرد عملية صغيرة.. عينة عما سوف يحصل. وإذا «لم يمشوا»، فسنلجأ إلى الحل العسكري مجدداً! الجذري هذه المرة؟

الوجوم يغطي الوجوه في الأحياء حتى الآن. سمر وصفت ما حصل بأنه كان أشبه بألعاب الفيديو التي يمارسها هؤلاء الفتية الذين أخلى لهم مقاتلو حزب الله الشوارع، ومقاتلو حزب الله هم «الرجال الكبار الذين يلبسون الأسود ويضعون الشارات الصفر على رؤوسهم». بعد تدخلهم السريع في بيروت أخلوا الساحات لفتية، وأولاد يطلقون الرصاص في الهواء، وعلى الصور، وعلى السيارات المتوقفة، ويوزعون «ولي.. ولا» على سكان البنايات، وكأنهم يلعبون، وربما من هنا جاء تشبيهها.. مطلبها تربوي الآن: منع هذي الألعاب كي لا تتحول في لبنان إلى حقيقة. مطلب سهل لكن هل حقا يكفي منع الألعاب؟ وماذا نفعل بالنفوس المعبأة بالبروباغندا؟ وأشرف الناس المقتنعين بأنهم هم على حق، وأنهم أفضل من كل الآخرين الموزعين على سبعة أصناف أخفّهم ذنبا الواقفون على الحياد، ثم المجموعة التي تأكل وتشرب وغير المعنية بشيء آخر، ثم تكر فئات العملاء، وأصحاب المصالح المتعاونين مع العملاء، إلى المهزومين واليائسين، وهذه تختص بها النخب، ثم رافضو الاحتلال بالكلام، وصولاً إلى الفئة السابعة على رأس الهرم، ومع أنا لم نعرف تعداد هذه النسب وتوزيعها العددي، لكن الواضح أن الفئة السابعة هي فئة القلة من الأخيار وهم «أشرف وأكرم وأطهر الناس».

يقول لك البعض، حسناً ارتكبت الحكومة «معصية» وأخطأت بقراريها المتسرعين، لكن ما دخل الأهالي والمواطنين؟ لماذا الانتقام منهم نتيجته قرار سياسي -لنسلم أنه خاطئ- من الحكومة؟ طيب إذا استحق قراران غير قابلين للتنفيذ عملياً هذا التأديب فماذا إذن كان يستحق احتلالهم لقلب المدينة كل تلك المدة الطويلة دون أن يتعرضوا لأي هجوم أو اعتداء؟

ما الذي كان يستدعي كل هذا الذي حصل؟ هناك أسف عند البعض، أسف على فكرة ومثال المقاومة! كيف يمكن أن تتحول المقاومة لتواجه شعبها وأهلها؟ لا تحتاج المقاومة إلى إجماع أو غطاء؟ بالطبع هذا صحيح عند انطلاقها ومع ذلك، فهي ما كانت ستنجح دون التفاف الشعب واحتضانه لها. ولو أن المقاومة انطلقت في البداية، ومارست ما تمارسه الآن، لما نجحت في مقاومتها، ولما حررت أرضا، أو فضاء. وهي تحتاج بالتأكيد إلى تسمية أخرى عندما تحتاج إلى اجتياح الأحياء وإذلالها واستفزازها بهذه الطريقة؟

إن طريقة الاجتياح والإعداد له عبر تكراره على دفعات صغيرة، وكأنها بروفات لجس النبض، كل ذلك يشعرك بوجود رغبة دفينة بالانتقام من المدينة وسكانها، رغبة في إظهار ضعفها وجبنها. إعادة بناء وسط بيروت أثارت الكثير من الجدل منذ البداية؛ ولم يتوقف الانتقاد بعد تعميره وتجديده وظهوره على تلك الصورة الباذخة لعمارة عريقة ومتقنة وراسخة أكدت على استعادة بيروت أمجادها ورسخت صورة جديدة للداون تاون تضاهي أجمل مراكز عواصم العالم. حمل احتلال وسط بيروت في رأيي بعض الشبه بما حصل للبرجين التجاريين في نيويورك، كان هناك تشف من تهاوي البرجين اللذين رمزا للقوة والسلطة والطاقة. فغدا انهيارهما علامة على انهيار الولايات المتحدة رمزيا. هناك أوجه شبه فيما حصل في بيروت، فالتسبب بالشلل التام للحياة المدينية فيها حمل شحنة هائلة من الضغينة والتشفي من العاصمة ومن قدرتها وطاقتها. وجاءت أحداث لبنان الأخيرة لتستكمل ما كان قد بدأ منذ أواخر العام 2006 وبروفات الهجومات المتقطعة وتقطيع أوصال المدينة والخطط العسكرية لمهاجمتها والسيطرة على أحياء بيروت وكأنها مناطق خالية ومجرد تضاريس لخارطة عسكرية لمدينة عدوة لا يتعرفون على سكانها، ولم يسبق أن تعاملوا معهم إلا كمجرد أعداد، أو أعداء. لكن التساؤل هو: ما دامت المقاومة بغنى عن الإجماع الوطني، لماذا إذن تريد إخضاع من لا يوافق على سلوكياتها وخططها ومشاريعها؟ وما دامت لا تريد سلطة، ويكفيها رضى الله عنها، ما حاجتها لاستخدام القوة في بيروت؟ ثم ماذا تعني المطالبة بالمشاركة بالسلطة لمن يشارك بها منذ بداية التسعينيات عبر نواب ووزراء ومدراء عامين وموظفين وكل ما هنالك!!

الشائعة الرائجة الآن، أن من يطالع اللبنانيين الآن هو شبيه نصرالله. «مش هوي ذاته»، حسن نصرالله الأصلي قضى بغارة. الجديد عابس وغاضب، يخاف ومتوتر ولا يضحك. متوتر من أول الخطاب إلى آخره. هذه الشائعة تلعب دور الأسطورة، الأسطورة كحكاية قد تكون غير حقيقية، ولكنها تحمل في قلبها بذورا من «الحقيقة» كما هي، أو كما يتمناها من يؤمن بها. وفي كلتا الحالتين، فإنها تعبر عن واقع معين. شائعتنا تعبر عن تبرير لفهم التغير الذي حصل في توجه المقاومة وخطاب قائدها، تعبر عن رفض للتحول الحاصل عبر حفظ صورة القائد الأصلية كي لا تمس، وتتمنى أن يكون ما يحصل الآن زائفاً وغير حقيقي. وفي هذا رفض لتحول قائد المقاومة التي هزمت ودحرت إسرائيل إلى زعيم-ديكتاتور.

ينقل عن هتلر قوله: إن القائد الذي يكسب الأرض ويخسر الشعب لا يمكن أن ينتصر.

 

هزيمة 1967 و«المسألة الديموقراطية»

بشير عبدالفتاح-  كاتب مصري

الحياة     - 04/06/08//

في وسع المرء رصد عوامل عدة هوت بالمصريين والعرب إلى الهزيمة المروعة في حرب الأيام الستة بدءاً من 5 حزيران (يونيو) 1967. ومن بين تفسيرات سياسية واقتصادية وثقافية شتى، سلطت الضوء عليها موجات النقد الذاتي العربي للهزيمة، والتي تولدت من رحم إخفاقات العرب المتتالية في إدارة صراعهم مع الإسرائيليين منذ نكبة عام 1948، يلوح في الأفق شبح الديموقراطية الغائبة كأحد أبرز المعطيات التي قادت الى الكارثة.

وفي كتابيه اللذين ألفهما في هذا الخصوص، وصدر أولهما في أعقاب نكبة عام 1948 في عنوان «معنى النكبة»، فيما صدر الآخر بعد هزيمة عام 1967 في عنوان «معنى النكبة مجدداً»، أرجع رائد النقد الذاتي للهزيمة العربية المؤرخ اللبناني قسطنطين زريق هذه النكبة وتلك الهزيمة إلى سببين رئيسين هما: الافتقار الى قواعد التفكير العلمي في المجتمع العربي من جانب، وغياب الديموقراطية، التي تسمح بالتعددية بكل صورها وأنماطها، عن ذلك المجتمع من جانب آخر. ومن بعد رزيق، توالت المساهمات العربية في النقد الذاتي للهزيمة، وتبلورت أيضاً خطابات نقدية تراوحت بين ماركسي تجديدي ينشد ماركسية عربية، وآخر قومي أعاد وضع الديموقراطية والتنمية في صلب أولوياته، ثم خطاب ليبرالي يحض على إفساح المجال للحريات وحقوق الإنسان.

وعلى رغم تنوع توجهاتها السياسية واختلاف مرجعياتها الفكرية، اتفقت تلك الطروحات، أو كادت، على اعتبار طريقة تعاطي النظام الناصري مع «المسألة الديموقراطية» سبباً رئيساً من أسباب هزيمة 1967، خصوصاً بعد أن سمح لنفسه بإرجاء الخيار الديموقراطي من أجل تأمين بقائه في السلطة وانفراده بها ظناً منه أنه الأقدر، من دون سواه، على قيادة دفة السفينة وسط لجج متلاطمة ورياح عاتية، الأمر الذي دفعه إلى إسناد الأمر لغير أهله من ذوى الثقة والمقربين حتى يظل ممسكاً بزمام الأمور، فكانت المأساة المروعة التي لا يزال جرحها غائراً لم يندمل بعد في الجسد المصري والعربي حتى يومنا.

وفي هذا السياق، يرجع الباحث الأميركي كينيث بولاك، الذي عمل في مجلس الأمن القومي إبان رئاسة بيل كلينتون، في مؤلفه الضخم الذي تناول فيه بالتحليل أداء الجيوش العربية في مواجهة إسرائيل منذ عام 1948، إخفاق الجيوش العربية في إلحاق هزيمة متكاملة بإسرائيل، على رغم تمتعها بمهارات وقدرات قتالية برزت حتى خلال الحروب التي انهزموا فيها، إلى الضعف التكتيكي جراء المركزية المفرطة في إدارة تلك الجيوش وهو ما فسره بولاك بالتخوف من قيام الجيوش بانقلابات عسكرية.

وفي سياق مواز، تفصح خبرة نظام ثورة تموز 1952 في التعاطي مع «المسألة الديموقراطية» عن حقيقة ربما لا يختلف عليها اثنان مؤداها أن تلك المسألة لم تكن في أولويات ذلك النظام، فلئن اضطرته الظروف أحياناً الى إشهار إيمانه بها والإقرار بأهميتها، على نحو ما بدا جلياً في بواكير خطب عبدالناصر وتصريحاته أو حتى في كتابه «فلسفة الثورة»، الذي أصدره عام 1953، إلا أن نظام عبدالناصر لم يتورع لاحقاً عن إرجائها والمراوغة في الاقتراب منها عبر تعليق أي خطوة جادة على حزمة من الشروط الأمنية الصعبة والإجراءات الاجتماعية والاقتصادية التمهيدية الضرورية ضمن إطار ما اصطلح على نعته بـ «الديموقراطية الاجتماعية».

فمنذ البداية، وضعت ثورة تموز عام 1952 هدف «إقامة حياة ديموقراطية سليمة» في ذيل أهدافها الستة المعلنة، ولا شك في أن مثل هذا الترتيب المتعمد يحمل في طياته دلالات مهمة، إذ حرصت حكومة الثورة على تبني صيغة «مشروطة» للديموقراطية، تجلت في إعلان نيتها تهيئة البيئة المصرية، خصوصاً أن قادة الثورة تملكهم يقين بأن التجربة الديموقراطية قبل الثورة لم تكن»سليمة».

وفي إطار الديموقراطية المشروطة، دعت قيادة الثورة الأحزاب السياسية في 31 تموز 1952 إلى تطهير نفسها أسوة بالجيش وأرسلت قوائم إلى الأحزاب تتضمن أسماء محددة مقصودة بالتطهير، وحينما فوجئت الأحزاب بأن القوائم تتضمن قادتها ورموزها التاريخيين، رفضت الامتثال لمطالب قيادة الثورة متهمة إياها بالتدخل في شؤونها الداخلية والسعي إلى تدجينها ووضعها تحت سيطرة العسكر ووصايتهم. وهو ما دفع مجلس قيادة الثورة إلى إصدار قرار حل الأحزاب السياسية في كانون الثاني (يناير) 1953.

وبينما جنحت القيادة الرسمية للثورة، ممثلة باللواء محمد نجيب، باتجاه العودة الفورية وغير المشروطة الى التعددية الحزبية في إطار تحالف دعمته الأحزاب السياسية وقطاع من العسكريين إلى جانب قوى سياسية واجتماعية أخرى، تفجرت أزمة آذار (مارس) 1954 وحسمت لمصلحة عبدالناصر وغالبية مجلس قيادة الثورة فتبدد الأمل الذي لاح بعودة الديموقراطية، وكانت الذريعة إعادة بناء البلاد.

ومنذ ذلك التاريخ، انتهجت حكومة الثورة طريق ما سمي التنظيم السياسي الشعبي الوحيد، الذي عرف بداية بـ «هيئة التحرير» كمرحلة انتقالية حتى إصدار الدستور الموقت للبلاد، ثم «الاتحاد القومي» الذي استمر خلال الوحدة المصرية - السورية، وانتهاء بالاتحاد الاشتراكي العربي منذ مطلع الستينات. وفي عام 1956، صدر الدستور الموقت للبلاد لكنه وضع السلطتين التنفيذية والتشريعية في قبضة الرئيس عبدالناصر، وهو ما عززه دستور 1964 في ما بعد، كما كرس دستور 1956 أيضاً مبدأ «الديموقراطية الاجتماعية» بدلاً من الديموقراطية الليبرالية. وعلى رغم صدور ميثاق العمل الوطني بعد ذلك في حزيران (يونيو) من عام 1962، والذي اعتبره عبدالناصر تلخيصاً لتجربته الثورية في النضال والحكم بعد عشر سنوات من الممارسة والتعلم من تجربة الخطأ والصواب وأطوار الانتقال، واحتوائه على نصوص عدة حول الحرية السياسية والديموقراطية، إلا أنه مضى على الدرب نفسه معلناً التزامه صيغة «الديموقراطية المشروطة». 

دبابات مصرية في صحراء سيناء 

ويبدو أن أصداء الزلزال الذي تمخضت عنه هزيمة حزيران 1967 لم تصل إلى إحداث تغيير بقناعات النظام الناصري في ما يخص الديموقراطية، فاكتفى عبدالناصر بإجراءات شكلية محدودة ومشروطة في آن اعتقاداً منه بأن حسن الاستعداد لمعركة عسكرية جديدة حاسمة كفيل بأن يتجاوز بالبلاد كابوس الهزيمة، على رغم إسقاط زلزال تلك الهزيمة أقنعة طالما توارت خلفها عورات النظام الناصري، سواء في ما يتعلق بشفافية صنع القرار وعدم فاعلية المشاركة الشعبية». كذلك، أماطت هزيمة 1967 للمرة الأولى منذ ثورة 1952، اللثام عن مراكز قوى تعمل كجزر منفصلة داخل مواقع حساسة في النظام السياسي، وهو أمر كان معروفاً لدى النخبة السياسية في دوائرها الضيقة، إلا أن عبدالناصر أقر به علانية بعد الهزيمة.

وما إن اندلعت تظاهرات التاسع والعاشر من حزيران 1967 ومن بعدها تظاهرات الطلبة في 1968، اعتراضاً على الأحكام الصادرة بحق قادة الجيش، خصوصاً قادة الطيران، الذين اتهموا بالمسؤولية عن الهزيمة، والتي اعتبرها الطلاب والعمال مخففة للغاية، حتى وجدت القيادة الناصرية نفسها مضطرة إلى التوقف لمراجعة مواقفها باتجاه الديموقراطية من دون الاكتفاء بمراجعة الظروف الاقتصادية أو الأوضاع الاجتماعية وتوجيه دفتها صوب الاشتراكية كما كانت الحال عام 1961 عقب إخفاق الوحدة المصرية - السورية.

وتمخضت المراجعة عن إصدار عبدالناصر ما عرف بـ «بيان 30 آذار 1968»، والذي كان بمثابة الوثيقة الثالثة للثورة بعد الوثيقتين الأوليين «فلسفة الثورة» و»الميثاق». غير أن بيان 30 آذار كان أكثر صراحة في الإشارة إلى المسألة الديموقراطية ولكن بصيغتها «المشروطة» أيضاً.

وفيما أقر البيان بمخاطر غياب دستور دائم لمصر منذ ثورة تموز 1952، وأكد ضرورة توفير ضمانات لحرية الفكر والتعبير والنشر والصحافـة والبحث العلمي، وذكر للمرة الأولى صراحة مفهوم «سيادة القانون» وأكد أن حماية الثورة تتم في إطارها، احتوى البيان أيضاً على نصوص تشير، ضمناً ومن دون نص صريح، إلى مبدأ الفصل بين السلطات وتحديد اختصاص كل منها، مؤكداً أهمية الرقابة البرلمانية والشعبية وحق التقاضي واعتبار القضاء حصناً لوقف أي اعتداء على الحقوق والحريات. ودعا إلى إنشاء محكمة دستورية عليا لتقرير مدى دستورية القوانين، إلا أنه علق إصدار ذلك الدستور على إزالة آثار العدوان وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية، وفيما أبرز البيان أهمية تظاهرات 9 و10 حزيران 1967، التي رفضت تنحي القيادة الناصرية تجاهل كلية الإشارة إلى تظاهرات شباط (فبراير) 1968 التي كانت بمثابة أول تحرك شعبي للمطالبة بالديموقراطية.

يمكن القول إن بيان 30 آذار كان وقفة مع الذات من القيادة الناصرية ومحطة مهمة في إطار مراجعة ثورة 23 تموز لمواقفها إزاء «المسألة الديموقراطية»، وعلى رغم أنها بقيت مراجعة جزئية وظرفية ووظيفية، إلا أنها كانت إقراراً من الثورة بالقصور الذي شاب أداءها في المجال السياسي، واعترافاً ضمنياً باعتبار غياب الديموقراطية واحداً من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى وقوع مأساة عام 1967.

 

مفاجأة "حزب الله": العراق وليس لبنان! 

الخميس 5 يونيو -الاتحاد الاماراتية

 وحيد عبد المجيد

خلا خطاب الأمين العام لـ"حزب الله"، في مناسبة "عيد المقاومة والتحرير"، من أي مفاجآت فيما يتعلق بالوضع اللبناني. فقد أرجئ الخطاب الذي كان مفترضا إلقاؤه يوم 25 مايو، إلى اليوم التالي حتى لا يتزامن مع خطاب قسم الرئيس الجديد ميشال سليمان في جلسة انتخابه التي طال انتظارها، وذلك كي يتسنى تنصيب الرئيس التوافقي في هذا اليوم تحديداً، بما يعنيه ذلك على المستوى الرمزي. وقد قصد رئيس مجلس النواب، وزعيم حركة "أمل" حليفة "حزب الله"، الدعوة إلى انتخاب الرئيس سليمان في اليوم الذي يحمل دلالة خاصة بالنسبة إلى هذا الفريق، إضافة إلى ما يعنيه للشعب اللبناني عامة. وقد أتاح إرجاء خطاب نصرالله إلى اليوم التالي لجلسة الانتخاب، فرصة لبلورة موقف "حزب الله" وحلفائه، وفقاً لأجواء تلك الجلسة ومضمون خطاب القسم. ولم يكن في أي منهما ما يزعج نصرالله وحلفاءه. فقد جاء خطاب الرئيس الجديد متوازناً. وكان هذا متوقعاً، فضلاً عن أنه مفهوم. وعندما حذر من استهلاك إنجازات المقاومة في صراعات داخلية، أضاف ليضمن اعتدال الميزان أن بندقية هذه المقاومة ينبغي أن توجه ضد العدو فقط، بما يعنيه ذلك من أنها باقية بين أيدي المقاومين. وهذا هو السياق الذي جاء فيه حديث الرئيس الجديد عن استراتيجية دفاعية للدولة اللبنانية قال إنها يجب أن تستفيد من المقاومة، ولم يقل صراحة إن هذه المقاومة ستدمج فيها. ومع ذلك أراد نصرالله أن يشدد على أن سلاح حزبه ليس مطروحاً للتفاوض لأن مهمات التحرير لم تنجز كاملة مادامت مزارع شبعا وتلال كفر شوبا تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولأن لهذا السلاح مهمات دفاعية أيضاً حتى إذا انتهت مهمته التحريرية.

وهذا كله كان متوقعاً ولا مفاجأة فيه. ومع ذلك فاجأ نصرالله العرب والعالم بحديثه الجديد عن العراق، وتحوله إلى دعم المقاومة ضد الاحتلال الأميركي، وهجومه على القوى الشيعية ذات النفوذ الأقوى في السلطة التي لم يكن ارتباطها الوثيق بهذا الاحتلال يثير مثل الغضب الذي عبر عنه في خطابه الأخير.

وإذ بدا هجومه على السلطة العراقية بمثابة الشق الأول في مفاجأته التي يجوز اعتبارها مزدوجة، كان الشق الثاني فيها هو دفاعه عن المقاومة دون تمييز بين أطرافها، مع علمه أن القوى السُنِّية، إسلامية وعشائرية، هي الوعاء الرئيسي لها، وأن بينها قوى استهدفت الشيعة العراقيين الذين تسميهم في بياناتها "الرافضة".

وقد فسر زعيم "حزب الله" الشق الأول في موقفه الجديد تجاه الأزمة العراقية، من دون الثاني. ولم يخل تفسيره لتحول موقفه، إزاء من لم يخف تعاطفه معهم على مدى خمس سنوات، من منطق. فقد اعتبر هذه فترة كافية لاختبار جدوى المنهج الذي اتبعوه، وهو المشاركة في العملية السياسية، أو بالأحرى قيادة هذه العملية، في إنهاء الاحتلال. ولكن بدلاً من أن يحمل هذا الاحتلال عصاه ويرحل، إذ به يفرض عليهم "شرعنة" وجوده وفق التعبير الذي استخدمه، عبر إلزامهم بمعاهدة طويلة الأمد. ويعني ذلك أنه كان ينتظر، طول الفترة السابقة، أن تؤدي العملية السياسية إلى إنهاء الاحتلال، وأن تقوم بالتالي بالدور الذي اضطلعت به المقاومة المسلحة في تحرير لبنان. وهذه مجادلة لا تخلو من منطق، حتى إذا كان هناك من يعتقدون أن "حزب الله" معني بنفوذ إيران في العراق أكثر مما هو مشغول بالاحتلال الأميركي. كما أنها تنطوي على منطق ما حتى إذا كان المؤمنون بالمقاومة المسلحة لا يقتنعون بجدوى المقاومة السياسية، بافتراض أن المشاركة في عملية سياسية بدأت بمجلس حكم شكله الحاكم العسكري الأميركي "بول بريمر" عقب إسقاط نظام صدام حسين، هي نوع من المقاومة بالسياسة.

وبغض النظر عن حجية هذا التفسير لموقف نصرالله الجديد وقوته الإقناعية، فهو يجيب على السؤال عن مغزى تحول موقف "حزب الله" من التعاطف مع القوى الرئيسية في الإسلام السياسي الشيعي، وعلى رأسها "حزب الدعوة" و"المجلس الإسلامي الأعلى"، إلى الهجوم على نهجها. غير أن هذا التفسير لا يفيد في الإجابة على السؤال الثاني، والذي لا يقل أهمية، عن مغزى اتجاهه إلى الدفاع عن مقاومة رفضت منذ البداية العملية السياسية التي قادها من كان متعاطفاً معهم، واعتبرتهم "عملاء" للاحتلال.

ومما يلفت الانتباه هنا، أنه تجنب الإشارة إلى القوة الشيعية العراقية التي يتعاطف معها الآن، وهي التيار الصدري الذي انتقل من علاقة تعاون قلق وملتبس مع القوى الشيعية الأخرى في إطار "الائتلاف العراقي الموحد"، إلى هدف لهذه القوى المسيطرة على حكومة نوري المالكي والولايات المتحدة في آن معاً.

وهنا، تحديداً، نستطيع أن نضع أيدينا على مغزى التحول الذي حدث في موقف "حزب الله" تجاه الوضع في العراق، وهو التغير في أنماط التحالفات بين القوى الشيعية الأساسية وفي علاقاتها مع إيران.

لقد نجحت الفئات الشيعية السياسية المسيطرة على الحكومة في السير على حبل مشدود، على مدى خمس سنوات، بين الولايات المتحدة التي أتاحت لقادتها تحقيق ما كان حلماً بالنسبة إليهم وهو حكم العراق، وإيران التي وفرت لهم من الدعم الكثير قبل الغزو الأميركي للعراق وبعده. ولم يكن السير على هذا الحبل سهلاً في الساحة الرئيسية للصراع الأميركي -الإيراني غير المباشر. ولكن ساعدهم في ذلك حرص طرفي هذا الصراع على عدم خوض مواجهة مباشرة، لأنها ليست في مصلحة أي منهما. ومع ذلك، فالسير على حبل مشدود له نهاية، ولا يمكن الاستمرار فيه طول الوقت.

وإذا كانت إدارة بوش أبدت مرونة بشأن العلاقة التي تربط من تعتبرهم بعض أهم حلفائها في العراق مع طهران، فلا يعني ذلك أنها تقبل استشراء النفوذ الإيراني، أو ترضى بأن تخرج صفر اليدين بعد حرب كان أركانها يحلمون بتغيير الشرق الأوسط انطلاقاً من العراق.

كما أن انشغال واشنطن لفترة طويلة بمواجهة الأعباء الناجمة عن الأخطاء الهائلة التي ارتكبتها في الشهور التالية لإسقاط النظام العراقي السابق، ومحاولة الخروج سالمة من مستنقع أغرقت نفسها فيه، لا يعني أنها منصرفة عن حصد ما تستطيعه من ثمار في ظل الوضع الناجم عن سوء إدارتها للعراق تحت الاحتلال. لذا ما أن شرعت في ذلك، حتى بدأ الفرز في أوساط القوى الشيعية الرئيسية التي اختلفت حساباتها وفقاً لتباين مصالحها ومواقعها في العراق. فالقوى التي ربطتها مصالحها في الحكم بالأميركيين، أبدت مرونة تجاه سعيهم إلى ضمان نفوذهم في العراق من خلال معاهدة طويلة المدى، ولجأت في الوقت نفسه إلى المناورة في هذا المجال ربما أملاً في أن تأتي الإدارة الجديدة بعد ثمانية شهور بسياسة أخرى. أما القوى التي لا مصلحة لها في سلطة ولا حاجة لديها إلى الأميركيين، فقد رفضت أي ارتباط تعاقدي معهم وصعدَّت ضد مشروع المعاهدة والحكومة وبالتالي القوى الشيعية الأخرى.

ومن الطبيعي أن تكون إيران مع القوى الرافضة لربط العراق بمعاهدة مع أميركا، وعلى رأسها التيار الصدري الذي شنت عليه الحكومة وحزباها الشيعيان الرئيسيان (المجلس والدعوة) حرباً واسعة النطاق بالتعاون مع القوات الأميركية، وإن لم تشأ أن تخسر هذين الحليفين التاريخيين لها في الوقت نفسه.

لكن حزب الله ليس مقيداً بالحسابات الإيرانية الدقيقة، الأمر الذي يتيح لزعيمه حرية الحركة في التعبير عن الانزعاج من احتمال خسارة الرهان على أن يضطر الأميركيون في النهاية إلى الانسحاب من العراق هرباً من "المستنقع"، وبالتالي ترك "الجمل بما حمل" لإيران.

ولكن تأييد نصرالله للمقاومة العراقية على هذا النحو غير المسبوق ينطوي على بعد داخلي بالغ الأهمية بالنسبة إليه. فهو في حاجة إلى تضميد الجرح الذي أحدثه استخدام سلاح "حزب الله" في معركة داخلية أخذت طابعاً مذهبياً طالما سعى إلى تجنبه. ولذلك جاء إعلان تأييده لمقاومة عراقية ينتمي معظمها إلى المذهب السُنِّي في خطاب حظيت فلسطين والمقاومة فيها، وهي بدورها سُنيِّة، بمساحة كبيرة غير معتادة في معظم خطبه ضمن المحاولات التى يبذلها لتهدئة الطابع المذهبي للصراع مع القوى المسلمة في فريق 14 آذار.

 

سنـّة لبنان بعد أحداث السابع من أيار

فادي شامية

لم يكن لأحداث السابع من أيار أن تمر على سنّة لبنان بلا تداعيات. السنّة في تفكيرهم الجمعي ينظرون إلى أنفسهم على أنهم جزء من الطائفة ـ الأمة التي تحتضن كل الطوائف الإسلامية الأخرى، لكن قدرتهم على احتضان الآخرين بدأت تتراجع منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. شعورهم بالاستهداف المستمر جعلهم ينظرون بريبة مبرّرة تجاه مشاريع الآخرين. بعد السابع من أيار لم يعد ثمة شك لدى الغالبية الساحقة من المسلمين السنّة في صدقية كل "المزاعم" التي كان يكتب عنها المحللون "سيئو النية"، فقد رأوها بأم أعينهم.

ما بعد السابع من أيار غير ما قبله

في صبيحة يوم الثامن من أيار، وقعت الفتنة التي كان يـُحكى عنها. الآثار المادية لما حصل ليست شيئاً مهماً. الجرح النفسي هو الأهم. سيحتاج هذا الجرح إلى سنوات ليبرأ، هذا إن اعتمد العلاج الصحيح، وهو لم يبدأ بعد.

حال من القطيعة والحذر هي السائدة اليوم بين السنّة والشيعة. في بيروت ثمة جرح غائر يتعزّز مع شعور أحياء بكاملها بانعدام الأمن. ما زال عدد لا بأس به من الشباب في رأس النبع والبسطة وبربور غير قادر على التحرك بحرّية، بل ان بعضهم لم يعد إلى بيته حتى اليوم خشية أن يتعرض له المسلحون، ولو أن سلاحهم غير ظاهر حالياً.

التجاوزات والاعتداءات لا تزال جارية، والأخطر أن بعض المعتدين يرتدون ثياباً خاصة بأجهزة أمنية، وعلى وجه التحديد شرطة مجلس النواب، والشاب عماد زغلول ـ تيار المستقبل ـ الذي تعرّض لأطلاق النار عليه في محلة بئر حسن ليل الأربعاء الماضي (4 أيار) شاهد على ذلك.

نحن السنّة في لبنان، من يحمينا؟، سؤال يتردّد على كل لسان، لا سيما في المناطق التي استبيحت وذاق أهلها ظلم شركائهم في الوطن. لا يبدو أن الجيش والقوى الأمنية يشكلان جواباً مقنعاً بعد الذي جرى.

ثمة من يقول: "كان على سعد الحريري أن يسلّحنا"، وثمة من يفضّل "المقاومة السلمية"، وثمة من يفضل الركون إلى التاريخ ليؤكد أن بيروت أقوى من كل الذين يحاولون إذلالها. الحاجة لإعادة اعتبار الذات بادية لدى السواد الأعظم لأحد أهم طوائف لبنان، وتجارب السابقين تقول إنه لا يمكن التعامل مع الطائفة ـ الأمة بهذا الشكل المهين.

تجاهل الواقع لا يغيّر الواقع

لدى "الفريق الآخر" ميل ظاهر لتجاهل ما حصل. لا اعتراف بالخطأ، ولا اعتذار عما جرى، ولا وجه للمقارنة بين "الشهداء" المسلحين و"الضحايا" العزّل. قتلى "أشرف الناس" هم الشهداء عند الله وعند الناس دوماً وكيفما وقعوا على الموت، أما الآخرون فمجرد ضحايا.

ما يريد "حزب الله" قوله للسنّة، شبيه بما يقوله العماد ميشال عون لجمهوره المسيحي دوماً. عون يدعي أن "ورقة التفاهم" حمت المناطق المسيحية، وواجهات "حزب الله" السنّية تقول إن أي تفاهم مماثل بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" هو الذي يحمي المناطق السنّية، تحت شعار أن السنّة كانوا دوماً مع "المقاومة". أما الفتنة الحاصلة حالياً فيتعامل معها الحزب وملحقاته على أنها مجرد اختراع مستقبلي يقصد منه التخويف.

تأكيداً، يقول نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قبل أيام: "هناك وهم اسمه فتنة سنيّة ـ شيعية"!. الأمين العام لـ"حزب الله" كان قد قال في الثامن من أيار: "لم نعد نخشى الفتنة السنية ـ الشيعية". لتحقيق ذلك ما زال "حزب الله" على نهجه في استغلال الواجهات السنّية، رغم أنه استهلكها خلال الأحداث الأخيرة حتى الحرق. ومع أنه يعلم أن هذه الواجهات فارغة من التمثيل الشعبي، خصوصاً في بيروت، فإنه لم يتوان عن الهروب إلى الأمام وتبني مطلب "جبهة العمل الإسلامي" بتمثيل المعارضة بوزير سنّي من بيروت.

الانتخابات قادمة

الشخصيات البيروتية التي توالي "حزب الله" حالياً ليست شيئاً يمكن وضعه في الميزان. في الانتخابات الفرعية التي جرت في بيروت في العام الماضي نال زهير الخطيب، أحد الذين تحدثوا على منابر "المعارضة" بـ "اسم السنّة في لبنان" أقل من مئة صوت. هذا كان قبل استباحة بيروت. بعد السابع من أيار ثمة هزالة فضائحية ستصيب كل هؤلاء الذين يدّعون وزناً تمثيلياً، وسيكون من المفيد لعدنان عرقجي وفؤاد مخزومي وكمال شاتيلا وكل الذين يتكلمون اليوم نيابة عن أهل بيروت الجريحة أن يرشّحوا أنفسهم في الانتخابات القادمة ليكتشفوا كم يمثلون من أصوات السنّة فيها.

ومع أن هذه الحقائق معروفة لدى من يحرّك هؤلاء ويدفع لهم المال، فإن الحديث عن تراجع شعبية سعد الحريري بعد الأحداث الأخيرة، بدافع من الحقد السياسي، يكاد لا ينتهي في وسائل الإعلام المعارضة، وكأن المستفيد، إن صحت هذه المزاعم، سيكون شيئاً غير تلك الجماعات السنّية المتشددة، ممن لا يعرف في السياسة إلا "الشهادة" أو "النصر". غير أن الأمر يصبح أقرب إلى الغباء السياسي، عندما تـُصب كمّية من الشماتة في المضامين الإعلامية، من الصنف الذي يفيد أولئك السنّة الذين حسموا خيارهم باتجاه الدفاع عن أنفسهم بأيديهم.

الأمر الذي يبدو أكثر منطقية، هو ما يبثّه أو "يفبركه" الإعلام المعارض على قاعدة فرّق تسد، من قبيل ذلك الحب الزائد لمحمد الصفدي، رغم كونه جزءاً من "14 آذار" ووزيراً في الحكومة التي طالما اتهمهوها بالعمالة، أو تلك الإشادة بوسطية نجيب ميقاتي، وافتراض تحالفه مع عمر كرامي في الانتخابات القادمة، في مواجهة سعد الحريري، أو هذا الحرص على دور "الجماعة الإسلامية" في الساحة الإسلامية، بعد المحاولة الفاشلة لشقها بـ "جبهة العمل"، وغير ذلك من الألاعيب الهادفة إلى تحطيم الساحة السنّية عبر زرع الخلاف الموهوم بين قياداتها وقواها الحية، ولا سيما في طرابلس.

آثار ظهرت وأخرى على الطريق

الأثر الواضح للمرور العنيف لأحداث السابع من أيار على أكبر طائفة انتخابياً في لبنان، أن غالبيتها الساحقة باتت في حال طلاق مع "حزب الله"، سواء في ذلك من يؤيد "تيار المستقبل" ومن يخاصمه. من تركه بعد الأحداث، ومن انتمى إليه بفعل مرارتها. لكن آثاراً أهم آخذة في التشكّل، فأطر التنسيق بين الإسلاميين السنّة، على قاعدة أن الأولوية لمواجهة مشروع "حزب الله" جارية على قدم وساق، ولا سيما في صيدا وطرابلس اللتين شهدتا ولادة غير إطار تنسيقي. وفي الشمال أعلن النائب السابق خالد ضاهر "المقاومة الاسلامية السنية الوطنية اللبنانية"، كمقاومة مسلحة، وهي بصدد تأطير عملها وتوسيعه. وفي عكار يقود المفتي أسامة الرفاعي، الذي ظهر في الأحداث الأخيرة كشخصية قيادية ذات مواصفات مميزة، حالة شعبية ستتبلور معالمها عما قريب. أما في البقاع فيبدو أن قرى بأكملها تعتمد اليوم على قدرات أبنائها البسيطة لتأمين حمايتها. فيما يُجري "تيار المستقبل" و"الجماعة الإسلامية"، اللذان يزداد التنسيق بينهما، "مراجعات" لما بعد السابع من أيار، كلٌ على حدة، لئلا يتكرر الذي جرى. وسط حالة الغضب والألم هذه، ثمة من يعمل في الخفاء من أجل خيار آخر. لكن السنّة الذين واجهوا الإرهاب قبل السابع من أيار، سيواجهونه بعد السابع منه، مهما أوغل "حزب الله" في مشروعه المستحيل. التطرف لا أفق له في بيئتهم، ولو أنعشته ممارسات "الآخرين" لفترة. كما أن استغلال آخرين لاسم بعض الجماعات الإرهابية لم يعد تزويراً يسهل اعتماده.