المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 7 حزيران 2008

إنجيل القدّيس متّى .35-21:18

فدَنا بُطرُس وقالَ له: «يا ربّ، كم مَرَّةً يَخْطَأُ إِلَيَّ أَخي وَأَغفِرَ لَه؟ أَسَبعَ مَرَّات؟» فقالَ له يسوع: «لا أَقولُ لكَ: سَبعَ مرَّات، بل سَبعينَ مَرَّةً سَبعَ مَرَّات. لِذلكَ مَثَلُ مَلكوتِ السَّمَواتِ كَمَثلِ مَلِكٍ أَرادَ أَن يُحاسِبَ خَدَمَه. فَلَمَّا شَرَعَ في مُحاسَبتِهم أُتِيَ بِواحِدٍ مِنهُم علَيه عَشَرةُ آلافِ وَزْنَة. ولَم يَكُن عندَه ما يُؤَدِّي بِه دَينَه، فَأَمَرَ مَولاهُ أَن يُباعَ هو وامرأَتُه وأَولادهُ وجَميعُ ما يَملِك لِيُؤَدَّى دَينُه. فَجَثا لَه الخادِمُ ساجِداً وقال: «أَمهِلْني أُؤَدِّ لَكَ كُلَّ شَيء». فأَشفَقَ مَولى ذلكَ الخادِم وأَطلقَه وأَعفاهُ مِنَ الدَّين. ولَمَّا خرَجَ ذلكَ الخادِمُ لَقِيَ خادِماً مِن أَصحابِه مَدِيناً له بِمِائةِ دِينار. فأَخَذَ بِعُنُقِه يَخنُقُه وهو يقولُ له: «أَدِّ ما علَيكَ». فجَثا صاحِبُه يَتَوسَّلُ إِلَيه فيَقول: «أَمهِلْني أُؤَدِّهِ لكَ». فلَم يَرضَ، بل ذهَبَ بِه وأَلقاه في السِّجنِ إِلى أَن يُؤَدِّيَ دَيْنَه. وشَهِدَ أَصحابُه ما جرى فاغتَمُّوا كثيراً، فمَضَوا وأَخبَروا مَولاهم بِكُلِّ ما جَرى. فدَعاهُ مولاهُ وقالَ له: «أَيُّها الخادِمُ الشِّرِّير، ذاكَ الدَّينُ كُلُّه أَعفَيتُك مِنه، لأَنَّكَ سأَلتَني. أَفما كانَ يجِبُ عليكَ أَنتَ أَيضاً أَن تَرحَمَ صاحِبَكَ كما رحِمتُكَ أَنا؟» وغَضِبَ مَولاهُ فدَفعَه إِلى الجَلاَّدين، حتَّى يُؤَدِّيَ لَه كُلَّ دَيْنِه. فَهَكذا يَفعلُ بِكم أَبي السَّماويّ، إِن لم يَغفِرْ كُلُّ واحِدٍ مِنكم لأَخيهِ مِن صَميمِ قَلبِه».

 

من يحاول اغتيال الرئيس الجميل؟

موقع القوات اللبنانية/تحقق الأجهزة الأمنية اللبنانية في ما إذا كان رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل هدفا لمحاولة اغتيال كان يتم التحضير لها يوم أمس الخميس. فقد كشفت مصادر مطلعة على التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية اللبنانية لموقع "القوات اللبنانية" أن أحد الأشخاص كان يحاول الوصول الى سطح مبنى السان جورج في سن الفيل، والذي يكشف بشكل كبير على منزل الرئيس الجميل والمداخل المؤدية إليه. إلا أن ملاحظات بعض القاطنين في المبنى وجواره اضطرت الشخص المذكور الى الهرب بواسطة سيارة مرسيدس تبيّن لاحقا أن ملكيتها تعود لأحد الأشخاص من منطقة زغرتا. وقد كشفت التحقيقات أن هذا الشخص كان في حوزته بندقية قناصة روسية الصنع مزودة بمنظار وكاتم للصوت وتستخدم رصاصا من عيار 7.62 ملم. ولا تزال التحقيقات مستمرة لكشف بقية خيوط القضية.

 

في أوضح تهديد رسمي اعتبر أن العقوبات الدولية على طهران غير مجدية

نائب رئيس وزراء إسرائيل: ضرب المواقع النووية لإيران "لا بد منه"

القدس – وكالات/اعتبر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاوول موفاز أن شن بلاده هجوما على المواقع النووية الإيرانية يبدو أمراً "لا مناص منه"، معتبراً أن العقوبات الدولية المفروضة على طهران غير مجدية. وقال موفاز، الذي يشغل أيضاً منصب وزير النقل في الحكومة الحالية، في تصريحات لصحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية الجمعة 6-6-2008، إنه "في حال استمرت إيران في برنامجها لتطوير أسلحة نووية سنهاجمها، العقوبات غير فعالة"، وأضاف قائد الجيش السابق والذي كان وزيرا للدفاع أيضا أن "مهاجمة إيران من أجل وقف خططها النووية سيكون أمرا لا مناص منه". ويعتبر هذا أوضح تهديد حتى الآن ضد إيران من جانب عضو في حكومة أولمرت، التي مثل إدارة الرئيس جورج بوش فضلت التلميح باستخدام القوة كملاذ أخير إذا اعتبرت عقوبات مجلس الأمن الدولي غير فعالة. وتحدت إيران الضغوط الغربية للتخلي عن مشروعاتها لتخصيب اليورانيوم، وهي تنفي السعي للحصول على أسلحة نووية، وهددت القيادة في إيران أيضا بالرد على أي هجوم على الأراضي الإيرانية بضرب إسرائيل وأهداف أمريكية في الخليج. وقال موفاز أيضا في المقابلة إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي دعا إلى محو إسرائيل من على الخريطة "سيختفي قبل أن تختفي إسرائيل". وتأتي تصريحات موفاز مع استعداده وأعضاء كبار آخرين في حزب كديما الذي يتزعمه أولمرت لاحتمال ترشيح أنفسهم لمنصب رئيس الوزراء إذا أجبرت فضيحة فساد أولمرت على الاستقالة. ولا يزال موفاز مطلعاً على التخطيط الدفاعي الإسرائيلي، وهو عضو أيضا في المجلس الوزراء الأمني ويرأس محادثات التنسيق الاستراتيجي مع وزارة الخارجية الأمريكية. وأرسلت إسرائيل طائرات حربية لتدمير المفاعل النووي العراقي في عام 1981، ودمرت غارة إسرائيل مماثلة على سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي ما وصفته الإدارة الأمريكية بمفاعل نووي وليد شُيد بمساعدة كوريا الشمالية، ونفت سوريا امتلاكها أية منشأة من هذا القبيل. ولكن محللين مستقلين يشككون فيما إذا كان بإمكان القوات الإسرائيلية مهاجمة إيران وحدها لأن مواقعها النووية عديدة وبعيدة ومحصنة بشكل جيد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 حزيران 2008

البلد

أجاب مصدر مطلع على سؤال حول تشكيل الحكومة، معددا ثلاث مراحل: الاولى القبول والترحيب والثانية بالعقد التي تبرز والثالثة بحل العقد لتبصر النور ونحن في المرحلة الثانية.

ينوي ممثل منظمة التحرير في لبنان تسريع التنسيق مع السلطات اللبنانية لحل عدد من العقبات العالقة ضمن المخيمات وفي محيطها وستبرز بشائرها مع بداية الشهر المقبل.

تم القبض على مطرب معروف في مطار رفيق الحريري امس بعد اكتشاف وجود مخدرات في حوزته.

النهار

سياسيون زاروا دمشق والتقوا الرئيس بشار الاسد بدون الاعلان عن ذلك.

تساءلت اوساط مراقبة عن الاسباب التي تجعل اسرائيل تفضل ان يتم تبادل الاسرى بينها وبين "حزب الله" وليس مع السلطة اللبنانية.

في معلومات لمصادر سياسية ان الرئيس بشار الاسد لن يزور لبنان الا بعد ان يتأكد من عدم حصول اي تشويش على زيارته.

السفير

قام عدد من الوزراء بنقل أمتعتهم الشخصية من مقر إقامتهم في السرايا الحكومية إلى منازلهم.

نقل وزير سابق عن مسؤول خليجي أنه وجّه رسالة تحذيرية إلى جميع الأطراف في لبنان، بأن دولته لن تسمح بتفشيل اتفاق الدوحة.

سجل التفتيش المركزي خلال الأسبوعين الماضيين سلسلة من المخالفات نتيجة تواقيع للوزراء على معاملات إدارية.

أوقف مرشح لوزارة مهمة لقاءات كان يعقدها خلال الأسبوع المنصرم بعدما استبعد اسمه عن التوزير.

المستقبل

تردّد أن تياراً "معارضاً" يوزّع على مواقع إلكترونية تابعة له من إحدى الدول تحليلات ومعلومات مسيئة الى مرجع رسمي.

تؤكد أوساط متابعة أن قراراً "كبيراً" قضى بأن يقوم أحد القياديين الحزبيين بتلطيف خطاب ألقاه المرجع الأول في حزبه وبخفض منسوب التحدّي فيه.

تساءلت مصادر مطّلعة عن أسباب استمرار حزب مسلّح بأعمال التدشيم في منطقة جبلية شهدت أحداثاً خطيرة الشهر الماضي.

اللواء

تخشى أوساط في المعارضة من ترنُّح اتفاق الدوحة، وإطالة فترة الفراغ، بحيث يُطاح بمشروع قانون الانتخاب على أساس القضاء!!·

تجري اتصالات، يُنتظر تفعيلها لتشكيل تحالف انتخابي في منطقة حساسة، بعد الفراغ من تأليف الحكومة·

قال مسؤول حزبي كبير لقيادات في المعارضة: نحن نشكّل سنداً لكم، ولكن لا يمكن أن نقوم بدور الرافعة!·

الشرق

سياسي مخضرم وصف الاتهامات المتبادلة بين الأكثرية والأقلية بالنسبة الى تأخير الطبخة الحكومية بانها " لتجنب مسؤولية ما قد يطرأ في حال تأخر التأليف " .

مرجع روحي اعاد تصرفه الاخير بحق رجل دين الى رغبة سياسية بالاقتصاص من الأخير , ردا على مواقف سياسية انساق وراءها طويلا .

شخصية سياسية معارضة اكدت عدم اهتمامها بالتوزير لكنها شددت على من راجعها على ان " تتمثل الطائفة بما يليق من شخصيات " .

 

قوى 14آذار: تطبيق الجانب الأمني لاتفاق الدوحة شرط لنجاح جانبه السياسي

وطنية - 6/6/2008 (سياسة) رأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيان اصدرته اثر اجتماع عقدته اليوم، أن "الأحداث الأمنية التي حصلت بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، من اعتداءات ضد المدنيين في بيروت وبعض المناطق اللبنانية الى تفجير مركز المخابرات العسكرية في العبدة ومحاولة إنتحاري متطرف إختراق الخطوط الأمنية من عين الحلوة، تستهدف تجويف التسوية التي تم التوصل اليها في الدوحة، كما تستهدف ارباك العهد الجديد ومحاصرته".

وأثنت على "الموقف الذي اتخذه رئيس "تكتل المستقبل" النائب سعد الحريري والقائم على إعطاء الأولوية للجانب الأمني من اتفاق الدوحة الذي يحرم استخدام السلاح في الداخل، وعلى مطالبته بلجنة عربية لتقصي الحقائق وتطبيق ما تم الاتفاق عليه". ورأت قوى 14 آذار "أن الحل في المجال الأمني يحتاج الى قرار بجعل بيروت مدينة خالية من السلاح تمهيدا لتوفير الأمن والأمان في كل مناطق لبنان، فتطبيق الجانب الأمني من اتفاق الدوحة هو شرط لنجاح جانبه السياسي". وإذ حذرت من "الوهم بالقدرة على السيطرة عبر السلاح واستخدامه لتبديل موازين القوى في السياسة"، اعتبرت "ان لبنان ما بعد إتفاق الدوحة يجب أن يدخل في مرحلة جديدة من المصالحة والتفاهم يتوقف فيها التحريض الإعلامي ويوضع حد للفلتان الأمني والإعتداءات على المواطنين. وواجب كل القوى السياسية ان تتعامل بهذه الروحية الوفاقية لوقف ما يحصل اليوم من إعتداءات تقود إلى إستنفارات مذهبية تحمل بطياتها مخاطر أكيدة على السلم الأهلي، خصوصا اذا استمر الدفع باتجاه توليد تطرف في مواجهة تطرف آخر".

 

الرئيس السنيورة تلقى اتصالا من الامين العام للأمم المتحدة

وطنية- 6/6/2008(سياسة) تلقى رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هنأه فيه على تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان. وقد أطلع الرئيس السنيورة بان على آخر التطورات والمستجدات على الساحة المحلية.

 

وزير الخارجية الفرنسي وصل مساء اليوم إلى بيروت

وطنية - 6/6/2008 (سياسة) وصل منذ قليل وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الى بيروت على متن طائرة خاصة، آتيا من الجزائر، استباقا لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى لبنان غدا. وكان في استقباله في المطار السفير الفرنسي أندريه باران.

 

برنامج زيارة ساركوزي الى لبنان وقوى الامن تعلن تدابير سير استثنائية لمواكبة الزيارة

المركزية - يصل في العاشرة والربع من قبل ظهر غد السبت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى مطار رفيق الحريري الدولي آتيا من اليونان يرافقه رئيس الحكومة فرانسوا فيون ووزراء الدفاع هيرفي موران والخارجية برنار كوشنير ورئيس مجموعة حزب "اتحاد الحركة الشعبية" الوزير السابق جان فرانسوا كوبي.

وكان سبقه الى بيروت ليلتحق بالوفد رئيس الأركان الفرنسي الجنرال جورجولان.

أما الوفد النيابي الفرنسي الاستثنائي فتقلع طائرته من باريس فجر السبت ويضم رؤساء الأحزاب الأساسية الممثلة في البرلمان الفرنسي وفي مجلس الشيوخ، منها رئيس الحكومة السابق جان بيار رافاران، ورئيس الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند، والأمين العام لحزب ساركوزي باتريك دو فيدجيان، والنائب الذي نافس ساركوزي في حملته الانتخابية فرانسوا بايرو، وعدد كبير من السياسيين الفرنسيين الذين سيلتحقون بوفد ساركوزي فور وصوله من أثينا.

وسيستقبل الرئيس ساركوزي في المطار الرئيس ميشال سليمان، وسينتقلان بعدها الى بعبدا حيث يعقدان خلوة يليها لقاء موسع يشارك فيه الوفد الفرنسي مع أقطاب الحوار اللبناني الـ14 الذين سيدعوهم الرئيس سليمان الى الغداء في قصر بعبدا حيث سيلقي الرئيس ساركوزي كلمة.

وعند الاولى والربع من بعد الظهر، ينتقل ساركوزي الى السفارة الفرنسية ويلقي كلمة أمام الجالية الفرنسية، وفيما كان مقررا ان ينتقل بعد ذلك الى المطار ليستقل طوافة متوجها الى الجنوب لزيارة اليونيفيل حيث يستقبله قائدها الجنرال كلاوديو غراتسيانو، أعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي لن يتفقد كتيبة بلاده في جنوب لبنان في اطار الزيارة التي سيقوم بها للبلاد كما كان من المقرر، مشيرا الى ان وزير الدفاع الفرنسي هرفي موران هو الذي سيقوم بذلك. بعد ذلك، يغادر ساركوزي بيروت عائدا الى باريس.

تدابير سير تواكب الزيارة: من جهة ثانية، ذكرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة بتدابير السير المتخذة لمواكبة الزيارة ، كالآتي: "منع وقوف السيارات اعتبارا من الساعة الثامنة صباحا وحتى انتهاء الزيارة الساعة 17,00 على جانبي الطرقات والمحاور الآتية:

أولا: بعبدا، الصياد، جادة الرئيس العماد اميل لحود، جادة شارل الحلو، شارع شفيق الوزان، شارع المرفأ، شارع اللنبي، شارع الأمير مجيد أرسلان، شارع البروفسور وفيق سنو، شارع فخر الدين، جادة الجنرال فؤاد شهاب، شارع جورج حداد، شارع أحمد مختار بيهم، شارع سليم سلام، جادة كميل شمعون (المدينة الرياضية)، المطار. ثانيا: بعبدا، الصياد، الشارع العريض (عين الرمانة)، مستديرة الطيونة، جادة جمال عبد الناصر في اتجاه المطار، شارع عمر بيهم، مدخل قصر الصنوبر، جسر البربير، بوليفار صائب سلام، ساحة المقاومة والتحرير (الكولا). ثالثا: بعبدا، الصياد، اوتوستراد التحويطة، مدافن الأرمن، كورنيش بيار الجميل ورأس النبع. لذلك يرجى من المواطنين الكرام أخذ العلم وتجنب سلوك هذه الطرقات إلا عند الضرورة منعا لإزدحام السير، والتقيد بإرشادات وتوجيهات رجال قوى الأمن الداخلي المكلفين تنفيذ هذه المهمة، علما أن رافعات وضعت لرفع السيارات المخالفة".

 

الزيارة الفرنسية الى لبنان تشغــــل الوسط السياسي

كوشنير في بيـــــروت مساء وينضم الى الوفد غدا

ساركوزي وفيون يصلان على متن طائرتين لأسباب امنية

المركزية - في خضم إنشغال الوسط السياسي بتشكيلة الحكومة وتدارك تداعيات الحوادث الامنية الاخيرة يستعد لبنان للزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس حكومته فرنسوا فيون على رأس وفد رفيع المستوى غدا في زيارة تكتسب اهمية خاصة، حيث سيوجه ساركوزي دعوة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بعد تقديم التهانئ له بانتخابه، لزيارة فرنسا في 13 و14 تموز المقبل للمشاركة في احتفالات ذكرى الثورة الفرنسية المتوقع ان يطلق في خلالها الرئيس الفرنسي مبادرة في اتجاه الشرق الاوسط، وهو كان وجه دعوة مماثلة الى الرئيس السوري بشار الاسد في خلال الاتصال الهاتفي الذي اجراه به عقب انتخاب الرئيس سليمان تنفيذا لوعد قطعه بتجميد العلاقات مع سوريا الى حين تسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان، فوعد الاسد بزيارة باريس فيما وعد ساركوزي بزيارة سوريا في ايلول المقبل، علما ان وفدا يضم عددا من المسؤولين الفرنسيين سيزور دمشق قريباً.

وفيما يصل ساركوزي صباح غد الى بيروت آتياً من اليونان على متن طائرة خاصة وفرنسوا فيون على متن اخرى لأسباب امنية ولتلافي وقوع اي حادث يؤدي الى فراغ في رئاسة السلطة التنفيذية الفرنسية فإن وزير الخارجية برنار كوشنير سيصل بحسب ما علمت "المركزية" مساء اليوم آتياً من الجزائر الموجود فيها راهنا حيث ينضم غدا الى الوفد الرئاسي الفرنسي. وفور وصول ساركوزي الى قصر بعبدا سيعقد خلوة ثنائية مع الرئيس سليمان يليها اجتماع موسّع يشارك فيه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة ووزراء في الحكومة على ان يعقد لقاء آخر يجمع الوفد الفرنسي والقوى السياسية اللبنانية الممثلة في الحوار الوطني.

واكدت مصادر فرنسية ديبلوماسية على اهمية تشكيلة الوفد اذ انه اضافة الى ساركوزي وفيون اللذين يزوران للمرة الاولى معا بلدا خارج الاتحاد الاوروبي، يضم الوفد وزيري الخارجية والدفاع ارفيه موران وقائد الاركان جورج مون وعددا من ممثلي القوى السياسية الفرنسية من مختلف الأحزاب كدليل على اجماع فرنسا بمختلف قواها السياسية على تشجيع علاقات الصداقة بين البلدين وتقديم الدعم الممكن للبنان والذي سيترجم من خلال هذه الزيارة بتأكيد ساركوزي على وقوف بلاده الى جانب لبنان لإعادة بناء مؤسسات الدولة، وتوفير اللازم لدعم الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي بالاضافة الى الاستعداد لاستئناف العمل فوراً لوضع مقررات مؤتمر باريس-3 موضع التنفيذ.

 

لا تشكيلــة حكومية هذا الاسبوع في ظل عراقيل تعيق ولادتها

التوزيــر وتوزيع الحقائب ابرز العقد داخل الفريقيـن تمنٍّ على جعجع عدم المشاركة شخصيا لتلافي خطوات استفزازية

المركزية - على وقع انهماك الوسط السياسي والامني بمعالجة تداعيات الحوادث الاخيرة في العاصمة بيروت التي شغلت القادة والمسؤولين في اليومين الاخيرين عن متابعة المساعي لإنهاء المخاض العسير لابصار الحكومة العتيدة النور، وفي غمرة التحضيرات لاستقبال الضيف الفرنسي الكبير الرئيس نيكولا ساركوزي ومعه رئيس حكومته فرنسوا فيون ووفد رفيع غدا في رسالة دعم بالغة الاهمية من "الام الحنون" الى البلد الصديق والتي ستشكل زيارته ليوم واحد محطة للمسؤولين لالتقاط انفاسهم تمهيدا لاستئناف مساعيهم لتطبيق بنود اتفاق الدوحة بشقيه السياسي والامني، تبقى العقدة الوزارية ماثلة بقوة في وجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة من دون ان تلوح في الافق بوادر حل لولادتها هذا الاسبوع او تراجع من هذا الفريق او ذاك عن الشروط المفروضة وخصوصا بالنسبة الى التوزير وتوزيع الحقائب على الرغم من تصريحات القادة فور انتخاب الرئيس بتقديم كل التسهيلات لولادة حكومة العهد الاولى والحرص على التعاطي بايجابية، الا ان هذا الحرص لم يترجم عمليا على ارض الواقع بحيث بدأ التنازع على الحقائب والوزارات يطل برأسه فور انطلاق السنيورة بمشاوراته الملزمة وراحت الشروط و"الفيتوات" تنهمر عليه من كل حدب وصوب من داخل فريقي الموالاة والمعارضة.

شروط المعارضة: فالمعارضة التي حظيت بـ11 وزيرا بحسب اتفاق الدوحة مصرة وفق المتوفر من المعلومات على 9 حقائب وزارية من اصل 11 وتكتفي بوزارتي دولة لا ثلاث في معادلة التذرّع في ظل تباين في المواقف داخل مكوناتها وتحديدا بين حركة "امل" وتكتل "التغيير والاصلاح" اللذين يتمسكان بوزارة الصحة في حين يطالب حزب الله بوزارة الاتصالات، حيث ترى اوساط سياسية متابعة ان مبرر هذا المطلب يعود اما الى رغبة لدى الحزب للامساك بمفاصل اساسية في هذه الوزارة او لإعلاء السقف والحصول على مكسب سياسي مقابل التخلي عنها.

تنازع على "السيادية": يضاف الى ذلك اصرار "الاصلاح والتغيير" على حقيبة المالية السيادية مقابل تمسك "امل" بالخارجية السيادية ايضا لتحصل بذلك المعارضة على وزارتين سياديتين من اصل اربعة، الامر الذي لن تقبل به الموالاة. كما ان النائب العماد ميشال عون الذي اشارت مصادر قريبة منه الى تكتم شديد في اوساط تكتله النيابي وإيعاز بعدم تسريب اي معلومات عن الاسماء والحقائب، وقالت لـ"المركزية" ان الاسماء المطروحة والمتداولة في الصحف كلها صح وكلها خطأ في انتظار نتائج اتصالات الرئيس المكلف فانه راغب بخمسة حقائب بينها واحدة سيادية، ويرفض ان تكون من ضمنها وزارة دولة، وهو اشترط بحسب الاوساط المذكورة عدم توزير اي شخص من منطقتي جبيل وكسروان لاعتبارات خاصة عزتها الاوساط الى تخوف لديه من توظيف هذا "التوزير" ضد التيار في الانتخابات النيابية المقبلة وتشكيل لوائح او دعم اخرى مناهضة للوائحه في هاتين المنطقتين.

الغالبية: اما في المقلب الآخر فلا تقل التعقيدات اهمية وخصوصا بالنسبة الى الوزير الماروني الثالث في الموالاة، اذ تؤكد الاوساط وجود مشكلة في هذا الشأن تتلخص برغبة متضاربة لدى الوزيرة نايلة معوض والنائب بطرس حرب، الذي يصعب توزيره في ظل الحديث عن توزير مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل ابن منطقته، وكذلك لدى "تيار المستقبل" الشديد الرغبة بتوزير النائب السابق غطاس خوري تعويضا عن الغبن الذي الحقه به في الانتخابات النيابية الاخيرة.

تمنّ على جعجع: وفي وقت حسمت "القوات اللبنانية" ترشيح رئيس هيئتها التنفيذية سمير جعجع لمنصب وزاري وسمّت عماد واكيم لوزارة ثانية، تمنت بعض الجهات داخل فريق الموالاة عليه، بحسب مصادر متابعة، اعادة النظر في هذا القرار لما سيستتبعه من نتائج لدى فريق المعارضة الذي تلقف الامر بمثابة استفزاز قد يرد عليه بتوزير اشخاص معروفة توجهاتهم ومواقعهم التي لا تقل استفزازا برأيهم عن توزير جعجع، وعللت هذا التمني بأن الحكومة لن تكون حكومة اقطاب ويتوجب تاليا ان تكون منسجمة ومتآلفة بالنسبة الى مستوى المشاركة فيها، وذلك بعدما قرر الرئيس امين الجميّل توزير ماروني من المكتب السياسي لحزب الكتائب ليبقى بذلك جعجع الوزير الوحيد من الصف الاول.

ثاني العقد: وفيما تجري اتصالات مكثفة واجتماعات يومية داخل فريق الموالاة لحل عقدة الماروني الثالث تبرز مشكلة جديدة تكمن في توزيع التوزير بين الدروز والسنّة من جهة والتبادل السني - الشيعي من جهة اخرى، اذ تشير المصادر الى ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يطالب اضافة الى حصته في وزيرين درزيين بآخرين مسيحيين باعتبار انه في حكومة تصريف الاعمال الراهنة حصل على ثلاثة وزراء من اصل 24 وتاليا يتوجب زيادة حصته داخل الحكومة الثلاثينية.

عرض الغالبية: وأكدت مصادر في الغالبية النيابية لـ"المركزية" انها طرحت فكرة ان تحصل على وزير دولة اضافي من حصة الرئيس ليكون لديها خمسة وزراء دولة من اصل ثمانية وتعطى المعارضة ثلاثة وزراء فيأخذ الرئيس وزارتين سياديتين واخرى خدماتية قد تكون الاتصالات.. الا ان المعارضة ترفض وتصر على وزيري دولة من دون حقائب واخرى هي وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية لتحصل بذلك على 9 حقائب بدل ثمانية.

المعالجة الامنية: وشددت المصادر على ان رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري لا يزال على موقفه المتشدد في وجوب معالجة الوضع الامني في بيروت ووضع حد للاستفزازات والاعتداءات على ابناء المدينة من خلال تطبيق قرارات مجلس الامن المركزي الاخيرة ووقف الرصد الليلي في شوارع العاصمة وهو يربط العودة الى المشاورات الحكومية بضبط الوضع الامني.

 

العماد عون:التلطي وراء حدث أمني تمثيلية للتهرب من اتفاق الدوحة ومسؤولية الأمن وحماية اللبنانيين تقع على عاتق حكومة تصريف الأعمال

وطنية - 6/6/2008 (سياسة) اكد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، في تصريح اليوم، ان "اتفاق الدوحة حدد صيغة واضحة لشكل الحكومة الأولى في العهد الجديد، من حيث حصة رئيس الجمهورية والموالاة والمعارضة، اتفق عليها طرفا النزاع اللبنانيان، برعاية عربية - قطرية مشكورة، وانطلاقا من هذه الصيغة التي سهلت على رئيس الحكومة المكلف نصف المهمة، لم يعد أمامه سوى تذليل عقبات بسيطة، مفهومة في اللعبة الديموقراطية، إلا أن ما ليس مفهوما، بعد أسبوع على بدء الإستشارات، التلطي وراء حدث أمني، ووصفه بالكبير والخطير، لعرقلة تأليف الحكومة. ثمة شعور عام أن هذه الذريعة ما هي إلا تمثيلية للتهرب من تطبيق اتفاق الدوحة، خصوصا أن أحداثا أمنية خطرة فعلا وقعت في الشمال والجنوب والجبل والبقاع وبيروت، وبقيت من دون تحقيق، وعضت المعارضة مرة جديدة على جرحها، فلم تضع معرفة الحقيقة فيها شرطا، تسهيلا لتأليف الحكومة، وانطلاقة العهد الجديد". وختم: "نفهم أمرا أساسيا، نريد للمعرقلين أن يعرفوه، وهو أن مسؤولية الأمن تقع على عاتق حكومة تصريف الأعمال، خصوصا أن وزارتي الداخلية والدفاع هما في تصرفها، وبالتالي فمسؤولية حماية اللبنانيين هي من واجباتها، فكفى ألاعيب وتشاطرا وتذاكيا، لأن الناس سئموا الخداع".

 

اقليم زحلة الكتائبي رد على "الكتلة الشعبية" والنائب السكاف: قضية الشهيدين لن تمر والكتائب والعائلات لا تطالب الا بالعدالة

وطنية- 6/6/2008 (سياسة) وزع المكتب الاعلامي في اقليم زحلة الكتائبي بيانا رد فيه على ما ورد في بيان "الكتلة الشعبية" وما ورد في حديث النائب ايلي السكاف لشاشة "او. تي. في" امس, وجاء في البيان: "يهنىء اقليم زحلة الكتائبي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لإنتخابه رئيسا متمنيا ان يسود العدل والسلام في عهده وان لا تبقى في لبنان بؤر امنية يحتمي فيها مجرمون وقتلة. ويتساءلون عن مواقف (النائب)ايلي السكاف الذي صرح منذ اسابيع قليلة انه لا يجد في العماد سليمان مرشحا توافقيا, ليعود بعد ايام الى التهنئة مما يجعلنا في حيرة من امر هذا النائب الذي تتلون مواقفه حسب مصالحه.

المهم انه عاد الى صوابه في هذا الموضوع وادرك دور فخامة الرئيس الذي عليه تنعقد آمال كل اللبنانيين. واذ تهاجم الكتلة, التي لا تعرف مقدار شعبيتها اليوم والتي لا تجتمع الا بالحماية الامنية وهذا دليل شعبيتها, مطالبة الكتائب وعائلتي الشهيدين سليم عاصي ونصري الماروني بالقبض على المجرمين والمحرضين متهمتهم بمحاولة تعريض امن زحلة للاهتزاز وادخالها في صراعات خاصة". ويسأل البيان:" من عرض امن زحلة للخطر؟ الضحايا ام المجرمين, والى اي طرف سياسي ينتمي هؤلاء؟ ومن انبرى على الشاشات يدافع عنهم ويبرر فعلتهم مؤكدا تواصلهم معه؟ ومن يخيفهم؟ ولماذا التقاعس في القبض عليهم؟.

اذا راجعنا جداول النيابة العامة في زحلة, فكم من الدعاوى مقدمة بحق ازلام السكاف بتهمة التعرض لمواطنين وافراد, في حين ان سجل الكتائب بهي بإعتراف رجال القضاء وسجل الكتائب, مليء بأسماء الشهداء والابطال الذين سقوا بدمائهم ارض زحلة لتبقى لبنانية وتستمر, في حين من يتلون ويكتبون بيان هذه الكتلة كانوا في عالم ثان. ويلتقي البيان مع مطالبة الكتلة الجهات الامنية القيام بمهامها وتوقيف القتلة والمحرضين والمتسترين وكشف تفاصيل وجوانب هذه المجزرة التي تعرض لها نصري وسليم, وطريق القضاء مفتوح امام الجميع لكن الفرق الشاسع بين من يمثل امامه ليدافع عن دمه وروحه وبين المتهمين بالقتل والتحريض والتستر". وختم البيان:"الكتائب تاريخها من تاريخ زحلة, استشهد ابناؤها ليبقى الوطن, وقضية الشهيدين لن تمر لن تمر, وايام التمسكن للتمكن ولت, والكتائب والعائلات لا تطالب الا بالعدالة العدالة, عدالة الارض لأننا واثقون من عدالة السماء".

 

الشيخ قبلان: لا يجوز ان نسكت عما يجري على الارض من سوء وشر وقلق

نريد ان تبرز حكومة فيها تكافوء وتطبيق اتفاق الدوحة سلة واحدة

وطنية - 6/6/2008 (سياسة) أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "الأمان ملح الأرض وهو استقرار وهدوء وتوجه صحيح وسلامة لبني البشر، ولن تنجح أي عملية الاصلاح بدون امان واستقرار، وعلى كل دول العالم السعي الى تحقيق الامن والامان لتعيش البشرية باستقرار حتى يعملوا ويتوجهوا بتفكير صحيح وسليم، اننا نعيش اليوم في لبنان حالات فلتان واستفزاز وقلق، فلا يجوز ان نسكت عما يجري على الارض من سوء وشر وقلق، فما يجري من شحن إعلامي يزيد القلق اذ يزيد في الطين بلة، فبعد انتخاب رئيس الجمهورية كأني أتصور ان الأمور القت حبالها، وليس المهم تنفيذ اتفاق الدوحة وكأن بواطن الامور تعمل لبقاء الوضع على حاله وكأن المهم فقط انتخاب رئيس الجمهورية، فمن يفكر بهذه الطريقة فهو مخطىء لان اتفاق الدوحة يجب ان يطبق سلة واحدة، فلا نريد حكومة تصريف أعمال بل نريد ان تبرز حكومة وحدة وطنية فيها تكافوء وعقل وتدبير، فاذا كان البعض يفكر بهذا الامر، فنطالب اللبنانيين ان يحزموا امرهم ويشكلوا حكومة اتحاد وطني، ويتنازل السياسي للأخر من اجل مصلحة الوطن، لقد اختلفنا على الحكومة، ونحن اليوم نختلف على المناصب والمراكز والوزارات السيادية والخدماتية ولا نتنازل عن بعض الوزارات ونهدد بالويل والثبور، ان هذا المستوى من السياسية لا يخدم وطنا ولا يبني مؤسسات، ونقول للجميع ان الاعتراف بالاخر والثقة به مطلوب وليس التشكيك ووضع العراقيل في الطريق، ومنهم من يقول ان الامن قبل الحكومة فهذا صحيح والامن ضروري والاستقرار يوصلنا الى الحياة السليمة، والاستبداد يبعدنا عن الهدف لذلك على القوى الأمنية ان تحسم امرها وتضرب بيد من حديد لكل من يسيء لأمن البلد والمواطن، ونقول للجميع ليس عندنا ملائكة والأغلبية يتصرفون تصرف الشياطين والشيطان عدو الانسان، لذلك علينا فان علينا ان نتكلم بصدق ولا ننطلق من عصبية ولا نضع الزيت على النار، بل علينا ان نتعامل بالحسنى، فهناك استفزازات وإساءات وخروج عن القانون من كل الفئات ولا استثني احدا، وهناك فعل وردات الفعل وهذا شأن الحكومة والجيش والقوى الامنية وعليها ان تحزم امورها لان الوقوف على الحياد لا ينفع بل عليها ان تضرب على ايدي المشاغبين وتلاحقهم، فلماذا تنتهك كرامات الناس أمام القوى الامنية، فنحن نريد دولة امن ولا نريد دولة فوضى لان الامن مهم واساس، وعلينا ان نشكل حكومة ونعطي لها الصلاحيات ليتحرك كل وزير من خلال وزارته فيعمل في الحقل السياسي والاجتماعي وعلى الجميع اتخاذ موقف حازم".

ورأى انه "لا يجوز ان نفرط بلبنان، ولقد كلفنا رئيس الحكومة تشكيلها، ونطالب رئيس الحكومة ان يساوي بين الناس وان لا تكون الوزارات حكرا على طائفة او فئة، ولقد طالبنا بالمداورة بين الوزارات فتنتقل الوزارات الى الاكفأ والاكثر وطنية واخلاصا ونزاهة وخدمة للشعب، فلا يجوز ان يتمسك كل شخص بحصته ولا يتزحزح عنها. ان الخوف يتأتى من السياسة غير المستقيمة والسليمة، لذلك نطالب الافرقاء من كل الطوائف التنازل لبعضهم البعض فلا يوجد خلاف بين مسلم ومسيحي، فالجميع يختلفون على مستوى كل طائفة فعلينا ان نتواضع لبعضنا فنمتنع عن دس السم في العسل ونبتعد عن كل إساءة لبعضنا البعض فاذا عملنا وصححنا وتراجعنا فاننا نعطي المواطن حقه والوطن استحقاقاته.ان لبنان يحتاج الى عملية انقاذ وتغيير فالله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

ووجه الشيخ قبلان خطابه الى أهل بيروت قائلا: "يا أحبتنا وأخوتنا، نحن وإياكم على بساط واحد وارض واحدة، لقد أساء لكم البعض وأسأتم اليه، فعلينا ان نفتح صفحة جديدة ونترك الماضي ونعمل ليحل السلام والاستقرار ونعطي الدور للدولة والجيش والقوى الأمنية ليقوموا بواجباتهم ويمنعوا المتسللين الى صفوف الشعب، فلا يجوز ان يكون هناك حالات من الخلافات، فلنستغفر الله ونعود الى بعضنا، فلا يجوز ان نكون من اهل الفظاظة فنحن مسلمون وأخوة والاخ لا يظلم أخاه ولا يخونه ويؤذيه".

وقال: "ان النبي محمد ارتحل الى ربه فكان رحيل الأمان الأول للأمة، اما الاستغفار فهو الأمان الثاني للامة، فعلينا به حتى يغفر الله لنا ونعيش الامن والهدوء. ان بلادنا تعيش حالات توتر كثيرة، واليوم ينتهي مؤتمر علماء المسلمين في مكة حيث انطلقت من مكة رسالة الحق وانبثق النور الالهي بمبعث ابن مكة النبي محمد، ففي مكة المكرمة حطم الرسول الأصنام فكانت مدينة التوحيد".

ووجه خطابه الى المؤتمرين في مكة فقال: "فلا تفرقوا بين مسلم واخر، فالشيعة من المسلمين الاوائل، ونحن لسنا روافض او خارجين عن الاسلام، نحن مسلمون ممن يحبون في الله ويبغضون في الله، نطالب العلماء في مكة باليقظة والصحوة فلا يعيشون القوقعة والانكفاء وقلة الفهم، فنحن أتباع النبي محمد والإمام علي وكلاهما لا يشك بسيرتهما ونهجهما، وعلى علماء مكة ان يمنعوا الشباب من التطرف والإساءة الى الآخرين، ونطالبهم بمنع إرسال الإرهابيين الى العراق وغيره، فالدين الإسلامي دين الوحدة والمحبة والسلام والوئام، ونحن نعمل بقناعاتنا ونبتعد عن كل إساءة الى الآخرين، بل نتعامل مع الانسان كانسان بمنأى عن انتمائه الطائفي والمذهبي، ونطالب مؤتمر مكة باصدار وثيقة تؤكد انه لا فرق بين مسلم واخر ولا سني وشيعي، فالجميع أخوة وأهل، فالمخطئ يجب ان يعاد الى صوابه ويدعم الصحيح في توجهاته، نحن من المسلمين المؤمنين نبتعد عن الاساءة والشطط، نطالب المؤتمر ان تكون مكة لكل المسلمين في العالم لا تفرق بين مسلم ومسلم فمن مكة انطلقت راية الاسلام عندما قال لهم الرسول قولوا لا اله الا الله تفلحوا، لذلك فان علينا ان نتمسك بالرسالة وعندنا ثقة كبيرة بالملك عبد الله هذا الرجل الشهم، ولقد سمعنا كلمات مهمة من الشيخ هاشمي رفسنجاني وفضيلة شيخ الازهر والشيخ التسخيري فهم اثبتوا انهم رواد في الاسلام، اما من يتعصب ويخرج عن عقله ودينه فنقول له تراجع ونسأل الله ان يهديك ويصلحك، ونطالب المؤتمرين ان يعالجوا الارهاب ويضعوا حدا له، فيعملوا بالحق والعدل والاستقامة وينطلقوا من مكة كما انطلق النبي ويكونوا دعاة للاسلام بألسنتهم وأعمالهم وسيرتهم، ايها المؤتمرون ابتعدوا عن الحساسية والبغضاء وادعموا الشعب الفلسطيني، واحذروا من المرشحين الأميركيين الذين يسعون لتكون القدس عاصمة الدولة اليهودية. لقد حرر المسلمون مكة من اليهود الذين هم شر مطلق وغدة سرطانية، فلماذا لا نعود الى رحاب الإسلام والمسيحية ونبتعد عن الشحناء والبغضاء. ان العراق ينخر جسمه الحقد والبغضاء فلماذا لا تعملوا لما يعزز وحدة المسلمين في العراق فالله خلق الانسان من تراب". وخلص الى القول: "نطالب الملك عبد الله الرجل الشهم ان يعمل ليخرج المؤتمر بتوجهات ملزمة بالبعد عن الحقد والضغينة والبغضاء فيحرم المجتمعون القتال بين المسلمين ويعملوا لنبذ النزعة العصبية، ان فلسطين والعراق وأفغانستان يعيشون حالات صعبة والمسلمون يساعدون أعداءهم باستمرار خلافاتهم، فعلى المسلمين ان يعودوا الى دينهم وأخلاقهم ويبتعدوا عن الحساسيات".

 

الرئيس الجميل توقع احتمال تشكيل الحكومة قبل يوم غد السبت: لا إشكال في موضوع تقاسم الحصص الوزارية ضمن فريق 14 آذار

الرئيس السنيورة يملك الحس الوطني ولا خوف من توزيع الحقائب

وطنية-6/6/2008(سياسة) إعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في حديث إلى محطة "المنار" أن "العقبات القائمة حول تشكيل الحكومة المقبلة هي ثانوية"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد عقد أساسية ما دام توزيع الحصص بالأرقام متفقا عليه بين الأكثرية والمعارضة ومن الطبيعي ان توزع الحقائب في شكل متوازن على الافرقاء". وأشار الرئيس الجميل إلى أنه "من المتوقع في الساعات أو الأيام المقبلة أن تتشكل الحكومة وربما قبل يوم السبت المقبل موعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والوفد المرافق الى بيروت، لافتا إلى أن "الموضوع المطروح في توزيع الحقائب هو بين فريقي 8 و14 آذار"، نافيا أي "إشكال في موضوع تقاسم الحصص الوزارية ضمن فريق 14 آذار". وقال:"يملك الرئيس السنيورة الخبرة والتجربة التي تخوله تشكيل الحكومة، ولي ملء الثقة بأنه سينتج خلاصة تخدم المصلحة الوطنية. وما يهمنا هو ان تكون الحكومة متوازنة. ونحن نركز اهتمامنا على ما بعد تشكيلها، آملين أن تفسح في المجال أمام طرح المواضيع الاساسية على طاولة مجلس الوزراء، إذ إن التجربة السابقة بينت ثغرات في النظام اللبناني والمستجدات على الساحة السياسية تستوجب اعادة النظر في أمور كثيرة. وانطلاقا من ذلك، المطلوب اعادة قراءة النظام وكل النصوص الاساسية التي يجب ان تعالج في حد ادنى من الهدوء وبمعزل عن أي ضغط، سواء ضغط السلاح أم استنجاد بعض القوى السياسية بالخارج".

وأضاف:"المطلوب من الرئيس ميشال سليمان التنبه لهذه النقطة ونحن نعول على دعوته الى الحوار في القصر الجمهوري للانكباب على لب المشكلة ما يحول دون تكرار التجربة كل عشر سنوات التي تؤدي الى مزيد من النزف على صعيد الطاقات الخيرة والشابة ومزيد من اليأس عند اللبنانيين." واعتبر أن "النصوص غير جامدة وهي في سبيل الوطن وليس العكس، لذلك نحتاج الى قراءتها من جديد فيطمئن اللبناني للمستقبل. ومما يتبين، فإن قوة السلاح هي التي تحدد الاوزان والتوجهات وهذا شيء لا يجوز لأن السلاح ليس ثابتا في يدي مالكيه وبالتالي لا يمكن المراهنة عليه في تكوين الاوطان وتحديد الخيارات التي نرى ضرورة ان تكون حرة، ما يفسح في المجال امام اللبناني تحديد مستقبله بهدوء واستقرار نفسي وطمأنينة". وعن موقفه من توزير رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، قال:"من حق الدكتور جعجع المطالبة بالمشاركة والتمثيل"، مذكرا بموقفه منذ البداية حول رفضه المشاركة في الحكومة شخصيا، إلا إذا كانت المصلحة العامة تقضي بمشاركة كل الاقطاب في الحكومة، لتتحول الى هيئة حوار أساسية".

وعبر الرئيس الجميل عن "ضرورة أن تكون الحكومة العتيدة فريق عمل متجانس ومتضامن"، آسفا لطرحها "من زاوية تبدو من خلالها أنها تبنى على أساس فريقي الموالاة والمعارضة، وهذا ليس منطقيا لا على صعيد المصلحة الوطنية ولا على صعيد الديموقراطية لأن الحكومة هي في سبيل المواطن لتؤمن له معيشته وأمنه".

وطالب المعارضة "إن كانت تملك مشروعا بديلا من النظام البديل بأن تقدمه"، قائلا:"هذا يعني اعادة النظر في الدستور والميثاق ووثيقة اتفاق الطائف واتفاق الدوحة".

وعما إذا كان يؤيد المداورة في الحكم، أجاب:"نحن ضد المداورة على صعيد رئاسات الجمهورية والوزراء ومجلس النواب لأن ذلك قضية ميثاقية. ولكننا من جهة أخرى ضد احتكار أي وظيفة عامة من قبل أي طائفة أو حزب. وطرح الرئيس السنيورة في ما يتعلق بوزارة المالية، فهو بسبب اعتبارها جزءا لا يتجزأ من برنامج باريس-3 الذي يستطيع إنقاذ البلد وبالتالي يجب أن تسلم الى الوزير المطلع على هذا البرنامج. وفي ما يتعلق بوزارة الاتصالات، فقد أخذ منحى معين بسبب شبكة اتصالات حزب الله. اما الوزارات الخدماتية فيجب ان توزع بالعدل بين القوى السياسية". ورأى الرئيس الجميل أن "لكل حقيبة رمزية معينة، فتيار المستقبل مثلا يخشى من نسف المحكمة الدولية إن تسلمت فئة أخرى وزارة العدل"، مضيفا أن "الرئيس السنيورة يملك الحس الوطني لذلك لا خوف من كيفية توزيع الحقائب الوزارية التي ستوزع بانصاف بين القوى السياسية". أما بالنسبة إلى مشاركة حزب الكتائب في الحكومة، فقد أكد "أنه لم يدخل في تفاصيل الحقائب الوزارية مع الرئيس السنيورة، إذ لكل وزير في الحكومة أهميته بغض النظر عن نوع الحقيبة الوزارية، لانه سيلعب دورا أساسيا في المرحلة المفصلية التي يمر بها البلد". وشدد على أن "حزب الكتائب اللبنانية سيشارك في الحكومة وفق ما يحفظ كرامته وموقعه، لقد طالبنا بأن يمثل الحزب بأكثر من وزير لكننا نتفهم تركيبة الحكومة وسنحدد موقفنا عندما يطرح الموضوع"، لافتا إلى أن "الحزب لن يمثل ضرورة في وزارة الصناعة التي تحمل الوزير الشهيد بيار الجميل مسؤوليتها فحولها من وزارة ثانوية الى وزارة استراتيجية". وختم الرئيس الجميل أن "حزب الكتائب سيجعل من مشاركته في الحكومة، أيا تكن الحقيبة الوزارية، أساسية لا سيما في تحديد الخيارات او المشاركة في المسيرات الانمائية".

 

محمود رمضان لـ"المركزية": قيام المحكمة الدولية سيتلازم حكمامع المسار السياسي والمشروع المعدّ لمنطقة الشرق الاوســـط

المركزية - اكد الدكتور في القانون الدولي محمود رمضان المتتبع لقضية المحكمة الدولية ان قيام هذه المحكمة سيتلازم حكما مع المسار السياسي والمشروع المعد لمنطقة الشرق الاوسط من قبل الدول صاحبة القرار ومصلحتها. كلام الدكتور رمضان جاء في حديث الى "المركزية" عما اذا كانت الاجراءات اللوجستية للمحكمة انجزت كما ذكرت بعض المعلومات فقال: حتما لم تنجز بعد، ولنفترض جدلا فكيف يكون ذلك من دون ان تقدم لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري مضبط اتهام او تحيل قرارا ظنيا على المحكمة الدولية، فمَن ستحاكم هذه المحكمة وليس لديها متهمون؟ لذلك ان ما يثار حول هذه المسألة يعتبر من العمل السياسي اكثر مما هو قانوني وواقعي، وبالتالي هي حملات منظمة للايحاء بأن المحكمة قائمة وستبدأ بين ليلة وضحاها ارسال مذكرات تبليغ. وهنا اتمنى ألا تلقى هذه المحكمة مصير محكمة يوغوسلافيا التي ظلت 14 سنة ولم تستطع القاء القبض على احد من المتهمين، فمن الضروري جدا اكتشاف هذه الحقيقة لوضع حد للمهزلة التي يستعملها بعض السياسيين والمنتفعين، سلعة للتهويل، في حين ان المحكمة في الحقيقة هي في اطارها الاساسي قرارات سياسية اتخذها مجلس الامن الدولي استنادا الى توجه معين للحكومة اللبنانية. ان قيام هذه المحكمة سيتلازم حكما مع المسار السياسي والمشروع المعد لمنطقة الشرق الاوسط من قبل الدول صاحبة القرار التي في حال ارتأت ان مصلحتها في تقدم المحكمة تحاول دفعها على قدم وساق. ان قناعتي في هذا الموضوع لأسباب عدة ان يتوقف موقتا البحث في هذا الموضوع، الى حين انجلاء بعض الامور على المستوى الاقليمي والدولي. وختم بالقول: ان مسألة قيام المحكمة اصبحت كموضوع سياسي مسلط على جهات معينة قد لا يكون لها اي علاقة بالموضوع لا من قريب او من بعيد، انما تخضع لضغط وابتزاز سياسي معين من قبل جهة دولية او اقليمية لها مصلحة في ذلك.

 

النائب المر عرض التطورات السياسيــــة مع سيسون: توزير الياس المر نتيجة تعاون مسبق مع رئيس الجمهورية

المركزية - رأى النائب ميشال المر ان توزير نجله الياس المر يأتي نتيجة تعاون مسبق بين رئيس الجمهورية ووزير الدفاع في اصعب مرحلة مرت على لبنان ونفى ان يكون موضوع استقدام قوات عربية الى لبنان امرا مطروحا ما دام الجيش موجودا وقادرا وقوى الامن كذلك.

استقبل النائب المر في منزله قبل ظهر اليوم القائمة باعمال السفارة الاميركية في لبنان ميشال سيسون لمدة ساعة كاملة، تطرق البحث الى آخر المستجدات على الساحة اللبنانية ولا سيما مرحلة ما بعد اتفاق الدوحة والحكومة العتيدة وقال النائب المر انه "بالرغم من الاجواء غير المريحة امام الرئيس ما زال متفائلا بولادة الحكومة في خلال الاسبوعين المقبلين". واسف لبعض المواقف التي تؤخر عملية التأليف، معتبراً ان الاتفاق الشامل في الدوحة لا يمكن ان يتعثر نتيجة اسباب غير مقنعة صغيرة، وزير من هنا ووزير من هناك، فإن ارادة اللبنانيين تطالب المسؤولين بالعودة الى ذاتهم وضميرهم والى ضرورة التعالي عن المصالح الشخصية تمهيدا لتسهيل مهمة الرئيس المكلف من جهة ودعم مسيرة العهد الجديد الذي جاء بتأييد داخلي عربي واقليمي.

واعتبر المر ان توزير الياس المر يأتي "نتيجة تعاون مسبق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الدفاع الياس المر في اصعب مرحلة مرت على لبنان، وكان الوزير الياس المر يشكل الغطاء السياسي للجيش، بالاضافة الى تأييد شريحة كبيرة من اللبنانيين والمتنيين بصورة خاصة للاداء الذي كان يقوم به خلال السنوات الثلاث الاخيرة". واكد انه "غير مطروح موضوع استقدام قوات عربية الى لبنان ما دام الجيش موجودا وقادرا وقوى الامن ايضا، فلا ينقصنا الا الغطاء السياسي بتأليف حكومة واصدار الاوامر".

* كيف كان اللقاء؟

- اللقاء مع السفيرة الاميركية تطرق الى الاوضاع العامة على الساحة اللبنانية، الصعيد الامني والاستقرار السياسي بعد اتفاق الدوحة، وهي تسأل بصورة عامة عن سير الامور.

ومن الطبيعي انا متفائل وجوابي لها انه بعد اتفاق الطائف واتفاق الدوحة، الامر يتطلب مزيدا من الوقت وهذا امر طبيعي وقد نقلت لها اجواء مطمئنة، انطلاقا من رغبة اللبنانيين الذين يؤيدون الحل الذي حصل في الدوحة، وقد سبق لهم ان رحبوا به واعلنوا عن فرحهم لما انجز، وكي تكتمل صورة الاستقرار يجب على السياسيين تسهيل الحل الشامل بدلا من عرقلته .

* من يعرقل الحل؟

- انا لا اريد ان اسمّي احدا، عند عودتنا من الدوحة كان الجميع يرحبون بهذا الاتفاق والذي توّج بانتخاب الرئيس وقلنا ان الحكومة قد ترى النور قبل وصول الرئيس الفرنسي الى لبنان.

اليوم، لن تتألف قبل وصول الرئيس ساركوزي، وهذا ما ينعكس سلباً على اللبنانيين ويعيدهم الى اجواء اليأس التي كانت سائدة قبل اتفاق الدوحة، وكل ذلك يأتي بسبب حقيبة وزارية بالزائد هنا او بالناقص هناك، فتجعل من ذلك سبباً لشل البلد. وانا لم اسمّ الجهات التي تعرقل اليوم امام السفيرة الاميركية ولا هي دخلت مباشرة في تفاصيل الموضوع لأنها تعرف جيدا ما يجري وتعتبر نا الموضوع يخص اللبنانيين وهي على مسافة واحدة من الجميع.

* هل ان الحوادث الامنية الاخيرة ستعزز مطلب البعض في الاتيان بقوات عربية طرحت في بيروت وكانت قد طرحت ايضا في الدوحة؟

- تصوري انه لا موجب لاستقدام قوات عربية ما دام لدينا جيش لبناني وقوات امن داخلي بإمكانهم ضبط الامن، ولكي تتحرك هذه القوى على الارض وتقوم بواجباتها كاملة يتوجب هنا الاسراع في تأليف الحكومة لتأخذ هذه القوى الغطاء السياسي والقرار من السلطة السياسية، على كل حال بعد الاتفاق في الدوحة، دفع اللبنانيون الى ان يتولوا زمام الامور الامنية بأنفسهم، ولكن بعض الاحداث الاخيرة الصغيرة لا تستوجب قوات عربية ولو لم يكن لدينا جيش وقوى امن كنا فكرنا بذلك، لكن علينا التحلي بالصبر وفي خلال العشرة ايام المقبلة آمل من المسؤولين اللبنانيين ان يعودوا الى ضميرهم والى ذاتهم ويشعروا بحاجة الشعب وما يعانيه لأنه لا يجوز ان تبقى البلاد مشلولة بهذا الشكل وفي مطلع العهد الجديد.

لذلك، لا زلت عند تفاؤلي وانه خلال اسبوع او اسبوعين في ابعد تقدير سيكون هناك حل يرضي الجميع.

* هل ما زال الوزير المر يرغب بتسلم حقيبة الدفاع من جديد؟

- الموضوع ليس موضوعا يتعلق بالرغبة او بالعدول. بقيت الصحف ووسائل الاعلام تتناول اسم الوزير الياس المر، وساعة اميركا رشحته وساعة اليابان. وسألت السفيرة اليوم فأجابت: هل نحن نرشح وزراء؟ ونفت الامر جملة وتفصيلا.

اضاف الوزير الياس المر لم يسعَ يوما الى الاستيزار، ولا دول رشحته لكن الياس المر في خلال السنوات الثلاث في وزارة الدفاع كان على تعاون وثقة متبادلة بينه وبين قائد الجيش، وفي اصعب الظروف، منها معركة نهر البارد وغيرها من المعارك السياسية منها والعسكرية، عندما اقول تعاونا كاملا وثقة متبادلة فهذا يعني ان رئيس الجمهورية يعرف حيدا ويعي جيدا اهمية اختيار الوزير الياس المر. السبب الثاني، الوزير المر شئنا ام ابينا فإنه يمثل شريحة من الشعب المسيحي خصوصا في المتن اولا ومن ثم في لبنان، لأن هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين كانت وما زالت تبدي ارتياحها الى اداء الوزير الياس المر لذلك اقول، انه لم يطلب ولم يعدل عن موقفه، فهو لا يزال مرشحاً لوزارة الدفاع.

* اذا مركز الوزير المر بات محسوماً؟

- الله يرحم الرئيس سركيس الذي كان يقول لي، لا يصبح الوزير وزيرا إلا عند صدور المرسوم الموقع من رئيس الجمهورية ومن رئيس الحكومة، بهذه الجلسة الاخيرة بين الرئيسين تصبح الامور محسومة بعد توقيع المراسيم، والرئيس سليمان الله انعم عليه بطول الصبر، كما أنعم على رئيس الحكومة بعدما علمه والده بأن "يعلك المي". وهذا الامر جيد بهذه الامور، لأن الرئيس سليمان الله انعم عليه التوازن والحكمة والصبر ورئيس الحكومة بالذكاء، بعدما لعب دورا سياسيا مهما خلال حرب تموز وهو تاليا يعرف كيف "يعلك المي".

 

مجدلاني شدد على تنفيذ الشق الامني من اتفاق الدوحة: لا نقبل بالامن بالتراضي ويجب اتخاذ اجراءات حاسمـة

المركزية - شدد النائب عاطف مجدلاني على ضرورة "تنفيذ الشق الامني في اتفاق الدوحة قبل استكمال الشق السياسي، متهما مَن يرفض تطبيق الشق الامني بايقاف اتفاق الدوحة". وأكد في حديث الى "صوت لبنان" ان "الاعتداءات والاستفزازات لم تتوقف على كرامات اهالي بيروت"، مشيرا الى انه "فيما تسير العملية السياسية ومشاورات حول تكليف الحكومة يوجد على الارض ترهيب وتخويف، معتبرا ان هناك مَن يريد العمل سياسيا وهو مهيمن عليه من قبل الميليشيات على الارض".

وإذ رأى ان ما اتخذ امس يشكل ارضية، وأوضح مجدلاني ان "هناك فرقا بين القرارات التي تتخذ في المكاتب والاجتماعات وبين ما يحدث على الارض"، رافضا القبول بالامن بالتراضي". وقال: اما ان تقوم المؤسسات والاجهزة الامنية بحماية المواطن، اما سنكون مضطرين لطلب قوة عربية تحمي المواطن في بيروت وكل لبنان. واعتبر انه في "حال بقي الامن بالتراضي فسيذهب البلد الى الهلاك"، مشددا على "ضرورة القيام بإجراءات حاسمة وتحمّل الاجهزة الامنية مسؤولياتها وحماية المواطن". ونفى ان يكون "تيار المستقبل" قد اعطى مهلة للقيام بمثل هذه الاجراءات لوقف تعليق مشاركته في الاستشارات المتعلقة بتشكيل الحكومة موضحا ان "الموضوع يتوقف على الخطوات التي ستتخذ على صعيد الاجهزة الامنية ورئاستي الحكومة ومجلس النواب كما على صعيد المفاوضات السياسية الجارية".

 

اللواء المصري اجتمع مع اركان القيادة وكبار الضباط وحذر من التفريط بالانجازات الوطنية للجيـــــش

المركزية - عقد قائد الجيش بالانابة اللواء الركن شوقي المصري في اليرزة، قبل ظهر اليوم، اجتماعا مع اركان القيادة وكبار ضباطها وقادة الوحدات الكبرى، حيث وضعهم بصورة المستجدات الراهنة واعطاهم التوجيهات اللازمة. ونوّه المصري بتضحيات العسكريين ووعيهم لدقة المرحلة، وحسن ادائهم رغم النقص الواضح في العديد والوسائل، ولفت الى ان الوفاق الداخلي يزيد من قدرة الجيش على تنفيذ مهماته، مذكرا بأن عدم استخدام الجيش للمدفع في النزاع الداخلي في خلال الاحداث الاخيرة، لا يعني انه كان على الحياد، بل واظب على القيام بواجباته، بحيث لم يألُ جهدا لوأد الفتنة المتنقلة، وحماية صيغة العيش المشترك، ومنع تدهور الامور نحو الاسوأ. وتطرق المصري الى دور الاعلام الايجابي في توحيد الصفوف وتهدئة النفوس والحد من احتقان الشارع، وناشد هذا الاعلام التحلي بالمسؤولية الوطنية والرقابة الذاتية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، محذرا من التفريط بالانجازات الوطنية التي حققها الجيش بقيادة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي تمكن بفضل حكمته وإدارته وصلابة مواقفه من الارتقاء بالجيش، وجعله مؤسسة وطنية جامعة يحتذى بها، ومشيرا الى اهمية عدم التهاون في تنفيذ التعليمات والسماح للمصطادين في الماء العكر باستغلال تفهم الجيش لدقة الوضع الحالي وأخذه على غير محمله، واقدامهم على التمادي في الاخلال بالامن بما يوقع الضرر بمصلحة الوطن العليا وبحياة المواطنين في سلامتهم وعيشهم اليومي. ودعا اللواء الركن المصري العسكريين الى مزيد من اليقظة والحذر لا سيما وأن لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف رغم النجاح الذي حققه الجيش في مواجهة الارهاب في نهر البارد، مؤكدا على الجهوزية الدائمة للدفاع عن الوطن وتنفيذ القرار 1701، ومواكبة العهد الجديد بترسيخ مسيرة السلم الاهلي. وختم مشددا على تمسك العسكريين بالانضباط والمناقبية العسكرية، وتحصين المؤسسة بإبعادها عن تداعيات الخلافات السياسية، وكل ما من شأنه ان يعيق دورها الضامن لوحدة الوطن وأمنه واستقراره.

 

حزب الله" وضع خطة لتحييد القوات الدولية وشلها وبالقوة إذا دعت الحاجة

نقلا عن "السياسة" الكويتية: كشفت مصادر "أطلسية" في بروكسل امس، ان "حزب الله" وضع خطة متكاملة لتحييد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل"، وشلها عند الضرورة بالقوة إذا دعت الحاجة، أي في حال اندلاع مواجهة ثنائية مع إسرائيل أو مواجهة ذات طابع إقليمي دولي مع إيران.

وأوضح مصدر إعلامي رفيع المستوى مقرب من دائرة عمليات الشرق الأدنى في الحلف الأطلسي، عن أن خطة "حزب الله" تتضمن جانبا يعتمد على "اجتياح مراكز القوات الدولية جنوب نهر الليطاني والسيطرة عليها سلميا، من خلال موجات بشرية يقوم بها الآلاف من جمهور الحزب بهدف تحييدها وشل عملها إذا ما استدعت الضرورة ذلك، وإذا ما رأى الحزب أن عملها أو تدخلها سيعيق المواجهة مع إسرائيل وهو أمر لا يمكن لهذه القوات أن تواجهه بالنار، لأنه سيؤدي إلى مجزرة وإلى ردود فعل دموية عنيفة من قبل السكان المحليين، وهو ما لايمكن لهذه القوات القيام به".

ونقل موقع "الحقيقة" السوري على شبكة الانترنت، عن المصدر قوله "إن الحزب وضع خطة احتياطية رديفة للخطة الأولى سيجري اللجوء إليها في حال عمدت هذه القوات إلى التصدي للأهالي، وهي خطة عسكرية محضة"، كاشفا عن أن الوحدات المضادة للدروع في الحزب تدربت خلال أشهر طويلة على طريقة التعامل مع دبابة "لوكلير" الفرنسية، سواء بالقذائف المضادة للدروع أو بالعبوات الناسفة، حيث جرى التعرف على نقاط ضعف وقوة هذه الدبابة التي تعتبر من أحدث الدبابات في العالم (ولكن أقل حداثة من "ميركافا 4" التي دمرها الحزب خلال الحرب الأخيرة)، وتشكل العمود الفقري لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان بالنظر الى أن القوة الفرنسية هي القوة الضاربة الحقيقية في هذه القوات".

واوضح المصدر ان "حزب الله" لا يزال يرى أن أي مواجهة بينه وبين إسرائيل في الجنوب، "سترغم قوات الأمم المتحدة إلى التزام مواقعها وتحصيناتها والاكتفاء بالتفرج وتعداد الخروقات من الجانبين كما فعلت دائما"، مشيرا الى أن ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي اخيرا "صحيح مئة في المئة"، فالحزب أعاد نشر قواته جنوب نهر الليطاني بحيث أصبحت أقوى مما كانت عليه قبل حرب تموز 2006، لكن عبر أساليب وتكتيكات أخرى من شأنها التكيف مع القرار 1701 الذي يحول دون تواجد الحزب عسكريا جنوب الليطاني.  ومن الواضح، تابع المصدر أن القوات الدولية كانت تتفرج ولم تستطع أن تفعل شيئا، وهو ما وصفته إسرائيل أكثر من مرة بـ"التواطؤ الجبان مع حزب الله"، وأماط المصدر اللثام عن ان "حزب الله" قرر فتح جبهة عسكرية مع الأميركيين في العراق، مشيرا الى أن العشرات من كوادره أصبحوا فعلا في العراق، حيث يقومون بتدريب مجموعات خاصة من الشيعة والسنة على السواء لمواجهة القوات الأميركية، وكشف عن أن اغتيال عماد مغنية جاء في جانب منه على هذه الخلفية، بعد أن حصلت واشنطن على أدلة تثبت ضلوعه في خطط تتعلق بهذه التدريبات.  ونبه المصدر إلى ضرورة إعادة قراءة الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله الأسبوع الماضي، لاسيما الفقرات الخاصة بالعراق، حيث اتخذ موقفا هو الأوضح من نوعه والأكثر جذرية في ما يتعلق بمواجهة الاحتلال الأميركي والتنديد بالحكومة العراقية، مشيرا الى انه اول تطور من نوعه منذ أن وجه حسن نصر الله نداءه الشهير إلى المعارضة العراقية والنظام العراقي عشية الغزو الأميركي العام 2003 طالبا من الطرفين إجراء مصالحة وطنية لمواجهة الغزو الوشيك.

 

يديعوت" ترجح أن يأتي السيد نصرالله بسمير القنطار "كموجه لخصمه الدرزي"

وكالات/تحت عنوان "أخطاء السيد حسن نصرالله في السنتين الأخيرتين"، كتب المستشرق غي بحور في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية معددا ما أسماها "الأخطاء" التي ارتكبها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال السنتين الماضيتين معتبراً أن "حزب الله وخلافا للمفهوم الاسرائيلي الدارج، اجتاز في السنتين الاخيرتين سياقات ضعف، واشتد الامر فقط في الاسبوعين الاخيرين". أما الأخطاء التي تحدث عنها بحور فتبدأ من عملية أسر الجنديين الاسرائيليين في 12 تموز 2006 التي أدت لحرب "شرعت بها إسرائيل وشكلت المفاجأة المخالفة لتوقعات السيد نصرالله ما اضطره الى استخدام الترسانة التي لديه ونجح في فرض التعادل على اسرائيل، الذي يعتبره نصرا الهيا" على حد وصف الكاتب الاسرائيلي. ورأى أن "تصفية" المسؤول العسكري في "حزب الله" عماد مغنية غيرت الصورة "ودفعت السيد نصرالله ليهدئ خطابه ويستأنف المفاوضات مع الألمان". المستشرق خلص إلى أن "الخطأ العجيب" الذي ارتكبه السيد نصرالله كان "حين هاجم السنة غربي بيروت والدروز في الجبل" واصفاً إياه بالخطأ الجسيم "الذي لا مغفرة له بمقاييس لبنان المتجدد" مرجحا في ختام مقاله أن يأتي السيد نصرالله بعميد الأسرى في السجون الاسرائيلي سمير القنطار كموجه لخصمه الدرزي، في إشارة إلى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط.

 

جلول تطالب "حزب الله" بـ"الاعتذار" من أهل بيروت "الذين لطالما حضنوه"

اخبار المستقبل

 رأت عضو كتلة "المستقبل" النائبة غنوة جلول أن "الاستفزازات ضد المواطنين العزل استمرت بعد اتفاق الدوحة على أكثر من مستوى ولم يُطبّق الشق الأمني من الاتفاق المذكور" مستغربة عدم سماع "أي اعتذار من أهل بيروت إذا لم نقل أي تراجع عن قرار الحرب". جلول، وفي مداخلة عبر برنامج "كلام بيروت" من تلفزيون "أخبار المستقبل"، رأت أن المطلوب اليوم من "حزب الله" هو "أن يعتذر من أهل بيروت الذين حضنوه لسنوات طويلة ودعموه وكذلك المطلوب العودة عن الهجمة التي حصلت على بيروت" لافتة إلى أن "حزب الله" كان يمكنه أن يعالج مشكلته مع الحكومة دون التعرض للناس "الذين لطالما حضنوه". وإذ رفضت جلول اتهام تيار "المستقبل" بإثارة التشنج، أكدت ضرورة رفع الصوت "لحفظ أمن الناس" مشددة على أنها لا تطلب شيئاً لنفسها.

 

المسيحيون

حازم الأمين

الجمعة 6 حزيران 2008

فجأة ومن دون مقدمات تمهد لهذا التحول، انتقل العماد ميشال عون وتياره الى الكلام عن "مصالح المسيحيين" بأضيق ما في هذه العبارات من إقصاء وانعدام الشعور بضرورة تهذيب الخطاب حتى الطائفي بما يليق بجماعة حريصة على بعض ماء الوجه حيال الجماعات اللبنانية الأخرى. بداية افتتح التيار العوني مرحلة ما بعد اتفاق الدوحة بحملة ملصقات كثيفة تحمل عبارة "عون رجّع الحق لأصحابه" وأخرى تحمل عبارة "عون رجّع الحق للمسيحيين". وهذه العبارة على ما فيها من سذاجة ومن تحريف للحقيقة لكنها تتضمن معاني مخيفة ليس أقلّها ان الحق الضائع في لبنان هو ذاك الذي يعني المسيحيين فقط، اما ان يكون مواطن شيعي مثلاً قد قتل ابنه على الطريق أثناء ذهابه الى المدرسة، فهذا ليس صاحب حق، او ان حقه ليس من ذلك النوع الذي يطمح التيار العوني (الوطني والعلماني) الى انتزاعه له.

في البداية قلنا إنها نزوة ما بعد الدوحة، وأنها تعويض معنوي عن خسارة الطموح المركزي المتمثل في الوصول الى قصر بعبدا. لكن تلك الحملة الدعائية استتبعت بنشاط إعلامي استثنائي لنواب التيار مدارها تلك القناعة الضيقة المتمثلة في ان ما أُنجز في الدوحة ينحصر في انتزاع مقاعد نيابية في بيروت وإلحاقها بدوائر ذات غالبية مسيحية. في هذا الادعاء انقلاب على شعارات التيار نفسه الذي لطالما انقلب على شعاراته. فالغبن الذي تحدث عنه التيار في اتفاق الطائف ينحصر اذاً في نقل مقاعد نيابية قليلة من دائرة المزرعة الى دائرة الأشرفية. خمسة عشر عاماً من المواجهة التي خاضها التيار الوطني الحر مع الدولة ومع تجربة ما بعد الطائف تنتهي في نقل خمسة مقاعد نيابية الى دائرة الأشرفية. علماً ان الجميع في لبنان يدرك ان ذلك لم يكن إنجاز التيار العوني، وان قبول تيار المستقبل بتقسيم بيروت أملته ايضاً تحالفاته مع قوى أشد مسيحية من التيار العوني وأكثر التصاقاً في معاني التمثيل المسيحي حتى بمعنى الكلمة السيئ.

المشكلة ان التيار العوني لبس القفازات القذرة بعد فوات الأوان. فأحد المعاني الإيجابية القليلة لهذا التيار ذلك الطموح العوني الذي تجاوز في اكثر من فترة المعاني الطائفية. لكنه يستحضر اليوم خيارات الأحزاب المسيحية في ذروة الانقسام الأهلي، علماً ان تلك الأحزاب تعمل ومنذ سنوات على طرد السمعة التي لحقتها من جراء إطلاقها تلك الشعارات. أفلا يُذكّر شعار "عون رجّع الحق للمسيحيين" بتلك العبارة التي سادت خلال سنوات الحرب: "أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار".

اما مشكلة عون الأكبر فتتمثل في ان المسيحيين أنفسهم لن يطول بهم الوقت لكي يكتشفوا عدم صدق ادعاءاته، والأرجح انهم اكتشفوا ذلك. فالموقع المسيحي الأبرز الذي من المفترض الدفاع عنه، والذي يملك اليوم تحديداً وبعد اكثر من 20 عاماً من التهميش، هو موقع رئاسة الجمهورية. وعون بدأ معركته مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان منذ اليوم الأول لتسلم الأخير منصبه، وليست مماحكات تشكيل الحكومة إلا محاولة لإفهام الرئيس بأنه ليس المسيحي الأقوى. سيؤدي ذلك حكماً الى إعاقة استرجاع الرئاسة "المسيحية" موقعها في التركيبة اللبنانية. عون سيتولى هذه المهمة، بينما نواب تكتله يعلنون من على شاشات التلفزيون بأن "عون أعاد للمسيحيين حقوقهم".  

 

مسؤول قطري يصل اليوم الى بيروت ويتسلّم ملفًا بالاعتداءات على أهالي العاصمة

علم موقع “nowlebanon.com” أنّ مسؤولًا قطريًا يصل اليوم الجمعة إلى بيروت حيث سيتسلّم ملفًّا مفصلّا بالانتهاكات الأمنية المستمرة في العاصمة بما يشكّل خرقًا لاتفاق الدوحة بشقه الأمني ويهدّد بشكل عام مصير هذا الاتفاق الذي كان أحد ركائزه الاستتباب الأمني في لبنان كمرحلة أولى يتم الانتقال منها إلى مرحلة الاتفاق السياسي بين الفرقاء اللبنانيين. جاء ذلك بعد أن أعلن أمس رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري تعليق اتصالاته السياسية بشأن تأليف الحكومة الجديدة إلى حين وقف الانتهاكات الأمنية بحقّ المواطنين من أهالي بيروت، محمّلًا المعنيين بهذه الانتهاكات مسؤولية إفشال العملية السياسية الجارية حاليًا في البلاد، كما توجّه الحريري إلى الدول العربية المعنية لا سيما الوسيط القطري وجامعة الدول العربية واضعًا إياهم أمام مسؤولياتهم تجاه استكمال تنفيذ بنود اتفاق الدوحة وانجاحه.

وكان قد طغى الانفلات الأمني على مجريات الأحداث في بيروت من خلال الملاحقات المستمرة بحق مواطني العاصمة على خلفية أنهم مناصرو تيار المستقبل إضافة إلى مداهمة حزبيين منازل في مناطق موالية لزعيم المستقبل النائب سعد الحريري مرورًا بالاعتداءات التي لم تتوقف بعد اتفاق الدوحة على منطقة طريق الجديدة حيث قام مناصرو المعارضة الأسبوع الماضي بإلقاء قنبلة يدوية على أهالي المنطقة قبل أن تبلغ هذه الاعتداءات أوجها ليل الثلاثاء الفائت حين حاول شبان، بعضهم يرتدي زيًّا أمنيًا، اغتيال أحد المواطنين المناصرين لتيار المستقبل بعد استدراجه من منطقته طريق الجديدة إلى منطقة بئر حسن حيث تم إطلاق النار عليه ما أدى إلى نقله إلى المستشفى حيث لا زال بحال الخطر الشديد.

 

الوطنيون الأحرار" يحض "14 آذار" على عدم الرضوخ "لوحش السلاح" 

وكالات/أعرب حزب "الوطنيون الأحرار" عن اسفه "لاستمرار الاعتداءات على المواطنين الآمنين وترهيبهم في أحيائهم ومنازلهم، والتي تقوم بها الميليشيات التي اجتاحت بيروت وحاولت اجتياح الجبل منفذة انقلاباً جرى إعداده منذ فترة بعيدة"، معتبرا "ان كل التصريحات، ذات الظاهر الإيجابي الصادرة عن قادة الاجتياح ـ الانقلاب، لا تعدو كونها دخاناً لم يحجب حقيقة ان القائل بولاية الفقيه نصّب نفسه حاكماً بإسم اله حزبه".

وطالب الحزب في بيان لمجلسه الاعلى بعد اجتماعه الاسبوعي "اطراف اتفاق الدوحة بالتزامه التزاماً صادقاً وأميناً"، كما طالب اللجنة العربية "وخصوصاً الجانب القطري، بتحمل مسؤولياتهما"، مذكرا "بأن بنوده كل لا يتجزأ ولا يمكن بالتالي تطبيقها في ظل الخروق الأمنية التي كانت في أساس انعقاد مؤتمر الدوحة وتدخلاً للاتفاق الذي نتج عنه". ورأى الحزب "ان الإسراع في تشكيل الحكومة يتوقف على حسن نيات المنظمات والأحزاب الميليشياوية والجهات الإقليمية التي تدعمها والتي تتسم مواقفها بالالتباس والازدواجية"، معربا عن قناعته "بأن لبنان يتنازعه تياران ومشروعان ستكون لهما انعكاسات مصيرية عليه: مشروع الدولة الواحدة التعددية السيدة العادلة من جهة، ومشروع الدويلة وحلفائها في المحور السوري ـ الإيراني من جهة اخرى". ودعا "قوى 14 آذار إلى عدم إضاعة البوصلة ورص الصفوف ونصرة القضية اللبنانية لمواجهة المشروع الذي يحاول التسلل إلى مراكز القرار تحت تأثير السلاح وتغيير موازين القوى"، محذرا من "الرضوخ للتهديد والابتزاز والاستسلام لوحش السلاح".

 

نواف الموسوي: استخدام السلاح في بيروت كان رداً على الاعتداءات

وكالات/لفت مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" نواف الموسوي الى أن "منذ مجزرة مار مخايل إتخذ الحزب قراره بالرد في حال أطلق النار على صدر المقاومة بمعزل عن هويته الطائفية". وقال: "نحن ندافع الآن عن حزب الله كما فعلنا في وجه العدو الإسرائيلي خلال حرب تموز". واعرب عن خشيته في ان "يتحول لبنان الى إمارة كما في بعض الدول العربية يسودها الكثير من الاستبداد".

وشدد الموسوي، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، على ان "ما حصل في بيروت أخيراً هو جريمة أراد منها نزع هذه العاصمة من الوطن ووضعها في موضع مخالف لمبدأ العيش المشترك". وقال: "كان توجهنا الوحيد لمواجهة القرارين الشهيرين للحكومة هو العصيان المدني، إلا أن اللجوء الى السلاح كان للرد على الاعتداءات الميدانية التي وجهت الينا". وأضاف: "سنقدم للجنة العربية غداً تقريراً يوضح كل ما تعرضنا اليه من اعتداءات على يد الطرف الآخر، فنحن سكتنا سابقاً عنها  بهدف عدم تطوير الخلاف".

وإذ أشار الى أن "من لم يحرق منزل انطوان لحد لا يمكن ان يحرق أي مؤسسة تابعة لتيار المستقبل"، قال الموسوي: "أنا أضمن أنه في كل مكان تواجدنا فيه كان هناك حرص تام على كرامات الناس". وأكد "أننا لا نتحدث عن إنتصار في بيروت بل عن تنفيذ عملية الدفاع عن النفس"، لافتاً الى ان "ما يجري بالنسبة لتشكيل الوزارة الآن هو ابتزاز سياسي يمارسه بعض الأطراف تحت عنوان الاعتداءات الأمنية". وقال: "فلنسارع الى تشكيل الحكومة فوراً ورفع الصراع في الشارع".

وأعتبر الموسوي أن "إتفاق الدوحة أنهى الازمة التي مررنا فيها لصالح تحقيق المشاركة في صناعة القرار السياسي، كما نظم الصراع السياسي في إطار المؤسسات الدستورية". وشدد على اننا "نحرص في ظل العهد الجديد أن تذهب عائدات الوزارات الى خزينة الدولة وليس الى جيب أحدهم". وقال: "أتخمنا في الآونة الاخيرة بآلة إعلامية مدفوعة الثمن، وأطلب من الرأي الآخر ألا يشتمني فهناك الكثير من أساليب الحوار من الممكن اللجوء اليها". وأضاف: "المشروع الأميركي فشل ولكننا الآن نواجه خلجاته الأخيرة".

 

طهران ولعبة الثلاث ورقات 

الجمعة 6 يونيو - الشرق الاوسط اللندنية

أمير طاهري

يبدو أن المسرح أعد لصراع جديد على السلطة داخل إيران. فالرئيس محمود أحمدي نجاد يفكر بالفعل في إعادة انتخابه عام 2009، ويرى أنه سوف يواجه منافسة من ثلاث شخصيات كانت تنافسه في انتخابات عام 2005. فهناك هاشمي رفسنجاني عالم الدين ورجل الأعمال الذي هزمه نجاد في الجولة الأخيرة في الانتخابات الماضية. ومنذ ذلك الوقت، عاد رفسنجاني إلى رئاسة مؤسستين مهمتين: مجلس الخبراء الذي ينتخب المرشد الأعلى ومجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يحكم بين المجلس الإسلامي والحكومة التي يرأسها الرئيس. والمنصبان يعطيان رفسنجاني قوة لمجابهة الرئيس المتشدد. ولكن حتى من دون هذين المنصبين، فإن رفسنجاني بفضل ثروته الطائلة يتمتع باتصالات عديدة، كما كان مساعدا مقربا لآية الله الخميني، ويبقى له ثقل لا يتمتع به أحمدي نجاد.

وهناك الجنرال محمد باقر قاليباف وهو عسكري طموح أصبح عمدة لطهران منذ نحو سنتين. وقد زار قاليباف عددا من العواصم الأجنبية وحضر المؤتمر الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا ليصور نفسه على أنه تحد محتمل لأحمدي نجاد في انتخابات العام المقبل. وفي عام 2005، أصبح قاليباف هو المرشح المفضل لجماعة واحدة على الأقل داخل حرس الثورة الإسلامية. وقد توقع العديد من الأفراد فوز قاليباف لأنه وضع على رأس قائمته ابنا للمرشد الأعلى علي خامنئي. ويعتقد أصدقاء قاليباف أنه سوف يخسر، لأن رجال الدين لا يحبون صورته «كرجل قوي». وعلى أية حال، فما زال قاليباف موجودا وربما يحلم بالفوز بما يعتقد أنه كان عليه الفوز به منذ ثلاث سنوات. والرجل الثالث هو علي لاريجاني، الذي انتخب أخيرا في منصب مؤثر وهو المتحدث باسم البرلمان الإسلامي الإيراني. وقد دخل لاريجاني في انتخابات عام 2005 وحصل على المركز قبل الأخير في عدد الأصوات. ومع ذلك، فقد تمكن هذا الربيع في الترشح بعدد جيد من الأصوات في مدينة قم، وهي معقل علماء الدين، ثم فاز بمنصبه الجديد بعدد كبير من الأصوات لم يسبقه إليه أحد منذ عام 1984. وحقيقة أن الرجل الذي هزمه لاريجاني هو غلام حداد عادل قريب للمرشد الأعلى، تشير إلى أن خامنئي كان يرغب في فوز لاريجاني.

ويتمتع لاريجاني بميزات أخرى. وهو كابن لرجل دين فإنه مقرب لرجال الدين التقليديين. لكنه يحظى بتقدير في الغرب أيضا. فخافير سولانا مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية لا يذيع سرا عندما يعبر عن إعجابه بلاريجاني، المتحدث الرسمي السابق لإيران في محادثات الطاقة النووية. ويقول عنه سولانا: «إنه رجل يمكن أن نعمل معه». كما أن لسولانا معجبين في لندن وواشنطن. فقد عبر عضوان في مجلس العموم البريطاني، لم يرغبا في الكشف عن هويتهما، عن أن لاريجاني فقط هو الذي استطاع منع قطع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وطهران.

ويرى المراقبون في طهران أن الوضع الجديد من شأنه أن يمنح لخامنئي فرصة ممارسة لعبة الثلاث ورقات. فلديه ثلاثة رجال يقدم كل منهم شيئا مختلفا عن الآخر. فخامنئي يستطيع اللعب بورقة رفسنجاني لتطمين رجال الأعمال ورجال الدين المحافظين والبيروقراطيين. وهناك ورقة قاليباف، التي يمكن عن طريقها تطمين ضباط حرس الثورة الإيرانية وأصدقائهم من رجال الأعمال، بالإضافة إلى أولئك الذين يأملون في أن تفرز الثورة في نهاية الأمر «بونابرت» الخاص بها.

أما ورقة لاريجاني فيمكن اللعب بها عندما تشعر الجمهورية الإسلامية بأنها مهددة بعمل عسكري من قبل الولايات المتحدة. فيمكن وضع لاريجاني في المقدمة كرجل مفاوضات ورجل سلام. فوجوده سوف يمكن الأوروبيين من مقاومة الأميركيين في حالة فوز جون ماكين برئاسة الولايات المتحدة. فإذا أردت مأدبة عشاء، فعليك الاتصال برفسنجاني. وإذا أردت إخافة معارضيك، فعليك بورقة قاليباف. وإذا أردت خداع الأوروبيين، الذين يحبون الخداع شريطة أن يكون ذلك بطريقة لطيفة، فعليك اللعب بورقة لاريجاني. لقد قال الشاعر الإيراني سناي، إن هناك حاجة لأمرين لحكم بلد: الأول أصفر اللون، والثاني مثل الحرير. الأصفر هو الذهب بالطبع، والذي يشبه الحرير هو السيف. وفي العالم الحديث، هناك حاجة لأمر ثالث أحمر اللون وهو اللسان لتملق الأصدقاء والأعداء. وبهذه البطاقات الثلاث، فإن خامنئي يحصل على هذه الأمور الثلاثة التي يحتاج إليها.

وبعد كل ما قلنا، فليس من اللائق أن ننسى البطاقة الرابعة، وهي البطاقة الأقوى: أحمدي نجاد. فالتخلص منه لن يكون سهلا، لاسيما إذا كان قادرا على تحقيق نجاح كبير. فقد أخاف الأميركيين وأذلهم، كما أنه وضع موضوع «مسح إسرائيل من على الخارطة» في مركز الجدال، من دون عواقب سلبية. كما أنه أحيا الشعارات الثورية التي يرى رفسنجاني وقاليباف ولاريجاني أنها لم تعد لائقة. فإذا كانت إيران ترغب بالفعل في صنع القنبلة، فإن أحمدي نجاد قدم العنصر الأساسي الأول الذي تحتاج إليه. وبفضل الأسعار المرتفعة للبترول، فإن أحمدي نجاد وجد الكثير من المال ليوزعه هنا وهناك، وحصل على المزيد من التأييد الشخصي بإنفاق مبالغ كبيرة في أفقر مناطق البلاد. وربما يكون ذلك ليس صحيحا من الناحية الاقتصادية كما يقول محافظ البنك المركزي الإيراني تاهماسب مظهري. ولكن في الوقت الذي يكون فيه النظام في موقف دفاعي على الجبهة السياسية الداخلية، فربما يكون ذلك من الحكمة.

ولكي يتم إرغام أحمدي نجاد على عدم الترشح مرة أخرى فهذا أمر ليس سهلا. فهو يعتقد أن عليه مهمة من «الإمام الغائب» وعليه ألا يجعل الآخرين يتدخلون حتى يقوم بإنجازها. ومن الممكن بطبيعة الحال ترتيب الأمور بحيث يخسر الانتخابات لصالح بطاقة من البطاقات الثلاث الأخرى. ومع ذلك فإن الأمر لن يكون سهلا. فلم يتم من قبل إرغام رئيس للجمهورية الإسلامية على التخلي عن الترشح للانتخابات. ومن شأن التظاهر بمعارضة الناخبين لأحمدي نجاد أن يوحي بأن السنوات الأربع الماضية لم تلق الترحيب من قبل الإيرانيين، وهو أمر يجب أن يفكر فيه المرشد الأعلى ملياً. وربما يكون العامل الأكثر أهمية في الوقت الحالي هو أن أحمدي نجاد قد كون قاعدة شعبية داخل حركة الخمينيين. فالعديد من الأفراد يحبون محاربته للفساد على الرغم من عدم تحقيقه نتائج كبيرة.

وطالما أن أحدا لم يوقفه، فلن يكون هناك سبب لذلك. فأحمدي نجاد يبقى الجوكر الثوري في مجموعة بطاقات اللعب.

 

حزب الله»: المعارضة ربحت جولة ... والطريق طويل ...

تشديد التدابير لحماية أهالي بيروت وموفد قطري لرصد عقبات الشق الأمني

بيروت- الحياة - 06/06/08//

قالت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ان المشاورات جمّدت لبعض الوقت الى حين معالجة الإشكالات الأمنية التي تحصل على الأرض والتي دفعت زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري الى إعلان تجميد الاتصالات حول الحكومة في ظل استمرار الحوادث الأمنية وتعرض أنصاره ومناطق في بيروت لجملة حوادث. وتوقّعت المصادر نفسها وصول موفد من رئيس الوزراء القطري هو الشيخ جبر بن يوسف بن جبر آل ثاني الى بيروت اليوم لمعاينة الأسباب التي ما زالت تحول دون تطبيق الشق الأمني من اتفاق الدوحة.

وأكدت المصادر ان مجيء الموفد القطري الى بيروت من قبل رئيس اللجنة الوزارية العربية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يأتي بناء لطلب رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري بعد تجميده أي نشاط يتعلق بتشكيل الحكومة ما لم تلتزم الأطراف اللبنانية الموقعة على اتفاق الدوحة كل البنود الواردة فيه بدءاً بالشق الأمني نظراً لصعوبة قيام المناخ المؤاتي لاستمرار المشاورات في ظل الضغوط الأمنية التي تمارس على الأرض من قوى أساسية في المعارضة.

وطغى الوضع الأمني لليوم الثاني على التوالي على جهود تذليل عقبات المطالب بالحقائب والتوزير في عملية تشكيل الحكومة الجديدة وأجرى رئيس الحكومة المكلف تصريف الاعمال (وتشكيل الحكومة) فؤاد السنيورة اتصالات مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للتداول في تذليل العقبات من أمام تشكيل الحكومة وفي التجاوزات الأمنية واتفقا على التشدد في معالجتها. وطلب السنيورة من وزيري الدفاع الياس المر والداخلية حسن السبع تعزيز الاجراءات الامنية في المناطق وبيروت. واعتبر السنيورة ان إطلاق النار على المواطن عماد الزغلول الثلثاء كان النقطة الاخيرة التي طفح فيها الكيل.

وترأس السبع مساء أمس اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي فيما أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي ان القوى الأمنية ستعزّز تدابيرها في بيروت لحماية المواطنين. ووضعت النيابة العامة في منطقة جبل لبنان يدها على قضية الزغلول لتحديد الجهة التي أطلقت النار عليه وباشرت التحقيقات. واجتمع السنيورة ليلاً الى سليمان لعرض العقبات أمام الحكومة بعدما التقى بعد الظهر النائب عن «حزب الله» حسين الحاج حسن.

وكشفت مصادر في تيار «المستقبل» ان الأخير أعد أخيراً لائحة بالخروق المستمرة في بيروت وبعض مناطق الجبل وسلّم نسخة عنها للجنة الوزارية العربية وأخرى لقيادة الجيش اللبناني. وذكرت المصادر ان بن جبر سيتسلّم بعد وصوله ملفاً إضافياً وتفصيلياً عن الخروق الأمنية المتواصلة.

وفيما أشارت المصادر المواكبة لجهود تأليف الحكومة الى ان اهتمام الموفد القطري بالشق الأمني من اتفاق الدوحة لن يمنعه من استكشاف سبل المساعدة على تذليل العقبات التي تؤخر إعلان أسماء أعضاء الحكومة الجديدة قالت مصادر عربية ان الجانب القطري سيتجنب الخوض في التفاصيل الحكومية لئلا يؤدي ذلك الى إغراقه في المطالب عند كل محطة خلاف بين الفرقاء الداخليين، خصوصاً ان هناك شروطاً لهذا الفريق أو ذاك. وقالت مصادر لبنانية معنية بالتشكيلة الحكومية ان رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون يصر على ان يتمثّل بحقيبة سيادية باعتبار انه الأقوى بين المسيحيين وأنه في حاجة إليها لتمرير رسالة الى جمهوره بأنه المدافع عن مصالح المسيحيين وحقوقهم.

ومع ان اللقاء الذي عُقد أول من أمس بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والسنيورة خصص لمناقشة الدوافع التي أملت على النائب الحريري قراره تجميد اتصالاته في شأن الحكومة الى حين التزام جميع الأطراف بالشق الأمني من اتفاق الدوحة، فإنه شكّل فرصة لتقويم المشاورات حول الحكومة.

وأكدت المصادر ذاتها ان بري أبلغ السنيورة انه و «حزب الله» يلتزمان اتفاق الدوحة بما فيه الشق الأمني وأنهما ضد ما يحصل وأن على القوى الأمنية وخصوصاً الجيش اللبناني ان تتحرك لمنع الخروق والتجاوزات وأن حركة «أمل» والحزب يدعمان تدابيرها وإجراءاتها الرادعة وأن لا غطاء سياسياً لمن يهدد الاستقرار.

ورداً على سؤال قالت المصادر ان بري ليس مع الحملة التي تستهدف نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الوطني المستقيل الياس المر، الذي يرد اسمه في التشكيلة الحكومية العتيدة على انه سيتسلم حقيبة الدفاع ويكون محسوباً على حصة الرئيس سليمان. وتركز الحملة على القول ان الأميركيين طلبوا بقاءه في تولي هذه الحقيبة. ونقل زوار بري عنه تأكيده انه ليس ضد الحملة على الوزير المر فحسب وإنما «لا يرعاها ولا يتبناها ولا علاقة له أو لحركة «امل» بها، لا سيما ان موقفه واضح ولا يخضع لأي تأويل أو اجتهاد». ورأت المصادر المواكبة لاتصالات تشكيل الحكومة ان هناك تناغماً بين العماد عون و «حزب الله» لجهة عدم ارتياحهما الى عودة المر الى وزارة الدفاع، وسألت إذا كانت للحملة أبعاد خارجية أم أنها محصورة «من اجل ابتزاز الرئيس ميشال سليمان في بداية عهده تمهيداً للمساومة معه على تعيين قائد الجيش الجديد؟ وهل ان عون يصر على ان تُسند إليه حقيبة سيادية ويطالب بوزارة المال على رغم انها من حصة السنّة ويراهن على إبعاد المر عن الدفاع في حال صعوبة إسنادها لوزير من تكتل التغيير والإصلاح»؟

ولاحظت المصادر ان مسألة تأليف الحكومة تواجه مشكلات أخرى أبرزها انه آن الأوان لتعد كل من الأكثرية والمعارضة لائحة بمطالبها سواء بالنسبة الى الأسماء أو الحقائب ليتسنى لرئيس الحكومة الدخول معهما في بحث جدي خصوصاً انهما باستثناء العماد عون لم يتقدما بأسماء مرشحيهما مع انهما سميا الحقائب التي يريدانها. وتوقفت المصادر أمام مشكلة جديدة في توزيع الحقائب تضاف الى إصرار عون على حقيبة سيادية وتتعلق بأن حصة المسلمين من الحقائب 11 في مقابل حصة مماثلة للمسيحيين باعتبار ان باقي الوزراء وعددهم ثمانية سيكونون وزراء دولة بلا حقائب.

وقالت ان الشيعة يطالبون بخمس حقائب، بالتالي ستوزّع البقية أي 6 على السنّة والدروز وهذا سيؤدي الى حصول خلل لجهة ان مساواة السنّة بالشيعة تعني ان حصة الدروز ستقتصر على حقيبة. وهذا ما لن يقبل به رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الذي يطالب أيضاً بتمثيله بوزير مسيحي.

وأضافت ان «إعطاء الشيعة 5 حقائب مقابل 4 للسنّة سيؤدي الى إحداث خلل في مبدأ المساواة بين الطائفتين، بالتالي لا حل إلا بتحقيق المساواة بين الشيعة والسنة على أساس 4 حقائب لكل من الجانبين، وعندها يُعطى الدروز 3 حقائب، لأنهم كما في السابق يستفيدون من الكسر أو الفارق المترتب على المساواة بين الشيعة والسنّة.

«حزب الله»: المعارضة ربحت جولة

من جهة ثانية، أعلن رئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد أمس ان اتفاق الدوحة «ليس نصراً لفريق على آخر بل هو مجرد تسوية وليس حلاً جذرياً». وأضاف: «المعارضة ربحت جولة ولم تربح الحرب في خصوص إنتاج السلطة وبناء الدولة القادرة والعادلة... وأننا على يقين بأن المشوار شاق وطويل وقد تستمر عملية استهدافنا من المشروع الأميركي - الصهيوني وأدواته ما دمنا نعتمد استراتيجية التحرير والنصر». وأكد النائب رعد إن «القراءة الموضوعية لما جرى في بيروت والجبل، ومنعاً للالتباس الذي وقع فيه البعض، فما حصل لا يعدو كونه رفع اليد المتطاولة التي امتدت بالسيف الى عنق المقاومة، وكان لا بد من ردها بالعلاج الموضعي المناسب». وعن تشكيل الحكومة، قال: «يبدو من خلال شريط التعقيدات ان لا خلاف بين أقطاب المعارضة وعلى كل الصعد، ولكن يبدو ان المشكلة عند فريق الموالاة الذي يعاني عقدة الاستيزار، وهي تبدو مستفحلة بينهم، ومن جهتنا سنبقى نعتمد الإيجابيات، محاولين قطع الطريق على كل السلبيات». وأكد ان «خيار المقاومة هو المهم والأهم

 

تراجعوا عن إفاداتهم حول الاتصال بالزرقاوي واغتيال الحريري لأنها «انتزعت تحت التعذيب» ...

«شبكة الـ13» تنفي أي علاقة بـ «القاعدة» وأبو عدس « كان يفضل الدعوة ... على استخدام السلاح»

بيروت- الحياة - 06/06/08//

أنكر أفراد مجموعة ما عرف بـ «شبكة الـ13» في شكل مطلق علاقتهم بتنظيم «القاعدة»، في ضوء التهمة التي وجهها اليهم القضاء اللبناني بالانتماء الى هذا التنظيم ومحاولة القيام بأعمال إرهابية في لبنان وحيازة أسلحة حربية وأجهزة لاسلكية. وإذ نفى أعضاء المجموعة أي علاقة بأميرها السابق في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي، قالوا أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميـد الركن نزار خليل إن اعترافاتهم أثناء التحقيقات الأولية لجهة مبايـعة الزرقـاوي وتبني اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري انتزعت منهم تحت تأثير الضرب والتعذيب، إلا أن أحدهم نقل عن المتهم الفـار خـالد طه «ان جريمة اغتيال الحريري ليست من صنع أحمد أبو عدس إنما أجهزة استخبارات محترفة».

واعترف أعضاء الشبكة، أثناء المحاكمة العلنية التي خضعوا لها أمس، في شكل صريح بتقديم المساعدة التقنية واللوجستية لكل فصائل المقاومة العراقية «انطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني».

وكان المتهمون مثلوا أمام المحكمة مخفورين من دون قيود وفي حضور وكلاء الدفاع عنهم. والمتهمون هم: عامر الحلاق (فلسطيني) واللبنانيون: هاني الشطي ومالك نبعة وحسن نبعة وأحمد المصري وجهاد ضاهر والقاصر علي شرف الدين والسعودي فيصل أكبر. والسوريون: محمد وفائي ومحمد فوجة وطارق الناصر (طبيب) وبراء فؤاد ومعاز شوشة.

وبعد تلاوة القرار الاتهامي وإفهام المتهمين الجرائم المسندة اليهم شرعت هيئة المحكمة باستجوابهم بدءاً بالمتهم عامر الحلاق وهو مهندس ميكانيك متخرج في الجامعة العربية في بيروت، فنفى معظم إفاداته السابقة واصفاً إياها بالمفبركة من قبل المحققين... وقال انه لا يعرف من المتهمين سوى السعودي فيصل أكبر واللبناني هاني الشطي الذي عرض عليه «الذهاب الى العراق للانضمام الى المقاومة العراقية ومناصرة المسلمين ضد الأميركيين». وبالفعل انتقلا الى مدينة حلب السورية أربع مرات وكانت لهما لقاءات مع شاب سوري اسمه جميل يتولى نقل المقاتلين الى العراق، لكنه فشل ورفيقه في دخول الأراضي العراقية بسبب إقفال المعابر والمراقبة الأميركية الصارمة للحدود.

وأكد الحلاق انه بحث وجميل في «مساعدة المقاومة العراقية عبر إمكان صناعة طائرة صغيرة تحمي الشعب العراقي من هجمات الطيران الأميركي او صناعة صواريخ شبيهة بصواريخ القسام التي تصنعها المقاومة الفلسطينية في غزة». وأوضح انه تعرّف الى المتهم الفار خالد طه في الجامعة العربية، نافياً أي علاقة لمجموعته بتنظيم «القاعدة»، وأوضح انه التقى أحمد أبو عدس مرة واحدة وقد عرّفه اليه خالد طه، ثم علم أن أبو عدس اختفى ولم يشاهده بعدها إلا حين ظهر في شريط الفيديو الذي تبنى فيه جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وأشار الحلاق الى ان طه أكد له أن لا علاقة لأبي عدس بجريمة كبرى كهذه وانه يرجّح أن تكون جهة استخباراتية محترفة نفذت الاغتيال وضغطت على أبو عدس لتبنيها وتسجيل الشريط للتمويه.

هاني الشطي

ثم استجوبت المحكمة المتهم هاني الشطي الذي أفاد أنه يعرف من المتهمين فيصل أكبر وعامر حلاق ومعاز شوشة وبراء فؤاد، واعترف باستئجار شقة في الطريق الجديدة بطلب من السوري جميل لتخبئة حقائب تمهيداً لنقلها الى العراق، وهي تحتوي أسلحة وأجهزة لاسلكية. كما استأجر شقة في عين الرمانة لإيواء الشباب الذين كانوا يفرون من سورية خوفاً من توقيفهم. وقال إن شقة عين الرمانة أقام فيها خالد طه وشخص يدعى بلال زعرور (ملاحق غيابياً) وشخص آخر. وأكد أن «هدف المجموعة نصرة المقاومة العراقية بمبادرة ذاتية وليس بإيعاز من أي تنظيم كان».

وأعلن الشطي أنه كان يعرف أحمد أبو عدس وكانا يتناقشان في موضوع الاحتلال الأميركي للعراق. وعندما سأله: «لماذا لا تنخرط في مقاومة هذا الاحتلال وتذهب للجهاد في العراق؟»، كان جواب أبو عدس أنه يرفض استخدام السلاح ويفضّل أن تكون مهمته دعوية، نافياً أن يكون اقترح على أبو عدس الذهاب معه الى دمشق لمبايعة حسن نبعة أمير مجموعته كما ورد في التحقيق الأولي.

محمد وفائي

ثم استجوبت المحكمة المتهم السوري محمد وفائي الذي قال إنه لا يعرف أحداً من الموقوفين وانه ترك سورية وهرب الى لبنان «نتيجة ملاحقة شبان ينخرطون في المقاومة العراقية»، وذلك ريثما تهدأ الأمور ويعود الى سورية ويدخل براً الى العراق بناء لنصيحة جميل الذي يتولى تهريب المقاتلين الى العراق»، وأوضح أنه أوقف في محلة كورنيش المزرعة في بيروت.

فيصل أكبر

واستجوب السعودي فيصل أكبر الذي نفى إفاداته السابقة لأن اعترافاته «جاءت تحت الإكراه والتعذيب». وأكد انه دخل من سورية الى لبنان برفقة حسن نبعة وأقام في شقة في البسطة، وهو سبق أن تعرف الى نبعة في الدراسة الجامعية في السعودية ثم انتقلا الى سورية للانضمام الى المقاومة العراقية. ونفى معرفته بالمتهم الفار خالد طه، وكذلك بأبي مصعب الزرقاوي أو بمقابلته، مؤكداً أن اعترافاته حول هذا الموضوع جاءت تحت تأثير الضرب والتعذيب، خصوصاً ما ورد عن أنه ورفاقه ينتمون الى تنظيم «القاعدة». وقال إنه لا يعرف أحمد أبو عدس ولا علم له بالشريط المسجل لأبي عدس عن اغتيال الرئيس الحريري، متهماً فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإدراج هذه الفقرة في إفادته من دون أن يذكرها إطلاقاً.

ونفى أكبر أن يكون حسن نبعة على علاقة بـ «عصبة الأنصار» أو أن يكون في صدد إنشاء خلايا جهادية في لبنان، أو نقل رسالة من الزرقاوي الى نبعة في هذا الصدد. وحول ما ورد في إفادته الأولية من أن حسن نبعة وبعد مشاهدته شريط أبو عدس عن اغتيال الرئيس الحريري قال إن أبو عدس ربما يكون المنفذ وان الرئيس الحريري هو المسؤول عن قتل الكثير من المجاهدين، وإعدام قتلة الشيخ نزار الحلبي، أكد أن «ذلك من اختراع فرع المعلومات».

محمد فوجة

وأنكر المتهم السوري محمد فوجة كل الاعترافات الواردة في إفاداته الأولية والاستنطاقية، موضحاً أنه أوقف في كورنيش المزرعة في بيروت لدى وصوله من سورية، وقال إنه عمل في إطار جمع المعلومات عن الكومبيوتر ونسخها على أقراص مدمجة وتسليمها الى جميل «لتكون في تصرف المجاهدين وتقديم خدمة لهم في سبيل مقاومة الاحتلال في العراق».

طارق الناصر

وأكد المتهم السوري طارق الناصر، وهو طبيب، انه ترك سورية وهرب الى لبنان لكونه من مؤيدي المعارضة ومطلوب للسلطات السورية، وكان يعمل في معالجة السعودي فيصل أكبر، وقال إنه لا يعرف من المتهمين سوى فيصل أكبر وحسن نبعة وهذا الأخير كان أحضر له خمسة جرحى لمعالجتهم، ولاحقاً علم انهم أصيبوا في العراق. ونفى مبايعته حسن نبعة أو انتماءه الى أي تنظيم إسلامي، مؤكداً أن خلفيته السياسية وعائلته هي التيار الناصري وهذا سبب النقمة على عائلته في سورية.

مالك نبعة

وأنكر المتهم مالك نبعة اعترافاته الأولية «لأنها جاءت نتيجة التعذيب» واستغرب تسمية المجموعة بـ «العصابة»، وسأل: «ما هي هذه العصابة التي لا يعرف أفرادها بعضهم بعضاً؟»، وأكد أنه يعرف خالد طه، وجميل السوري «الذي يساعد المقاومة العراقية»، وهذا الأخير طلب منه مساعدة وهي إيداع حقائب في منزله على أن يرسل شخصاً ليأخذها لإرسالها الى العراق، معتبراً أن «دعم المقاومة العراقية أمر لا يستحي به أحد وهذا العمل كان واجباً دينياً وليس انطلاقاً من تنظيم مسلح». ونفى معرفته بطبيعة علاقة شقيقه حسن نبعة بجميل السوري، وقال: «أنا مسلم ملتزم ولكن لا أنتمي الى أي تنظيم».

حسن نبعة

أما المتهم حسن نبعة فاعترف بانتمائه الى المقاومة العراقية، حيث أصيب هناك، ولم ينف حيازته بطاقة ووثائق مزورة دخل بموجبها من سورية الى لبنان وكان برفقته فيصل أكبر، مؤكداً أن مهمته كانت «نقل المقاومين المصابين من الحدود العراقية الى الداخل السوري لمعالجتهم». ونفى أن يكون أمير المجموعة في بلاد الرافدين أو معرفته بخالد طه وأحمد أبو عدس، كما نفى ما قيل عن مبايعته زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، أو نقل نشاطات المجموعة من سورية الى لبنان.

براء فؤاد

ولم يؤيد المتهم براء فؤاد إفادته الأولية، واعترف بأن جميل زوده هوية مزورة لكونه مطلوباً للسلطات السورية، وكان بصدد نقل عائلته وأولاده الى لبنان لأن «الاستخبارات السورية بدأت تلاحق كل شخص ملتحٍ ومتدين».

معاز شوشة

وأبدى المتهم معاز شوشة «اعتزازه بمساعدة المقاومين في العراق»، وقال إنه «مطلوب من الاستخبارات السورية بسبب هذه المساعدة»، ولفت الى انه لم يدخل العراق ولم يخضع لدورات تدريبية، مشيراً الى أن مساعدته كانت لنصرة المسلمين.

فؤاد المصري

وقال المتهم فؤاد المصري إنه لا يعرف السوري جميل ولم يذهب الى سورية إطلاقاً، مشيراً الى انه كان يشتري من إحدى الشركات أجهزة لاسلكية ويبيعها الى شخص اسمه حسن بزي الذي أبلغه أنه سيرسلها الى العراق، وأعرب عن اعتقاده بأن يكون بزي هو جميل السوري.

جهاد ضاهر

أما المتهم جميل ضاهر فأكد ذهابه الى العراق مرتين حيث عمل في صفوف المقاومة العراقية. وقال: «نحن لسنا خلية ولا عصابة، بل نسير بخطٍ مقاوم لدحر الاحتلال الأميركي عن العراق، وقد أصبت في العراق ونقلت الى سورية حيث تسلمني حسن نبعة وأمن لي العلاج»، وأكد أن المجموعة «هربت من سورية الى لبنان بسبب خيانة الأجهزة السورية للمقاومين، حيث كانت تدعمهم ثم انقلبت وبدأت تلاحقهم وتعتقلهم». وشدد على أنه لم ينزع فكرة المقاومة من رأسه.

علي شرف الدين

وأخيراً كان استجواب القاصر علي شرف الدين الذي قال ان صهره مالك نبعة طلب منه نقل حقائب من قرب مسجد الخاشقجي الى شقة في الطريق الجديدة لقاء عشرة آلاف ليرة، من دون أن يعلم ما في داخلها وقد أوقف أحد عشر شهراً بسبب ذلك.

وأرجئت الجلسة الى 3 أيلول (سبتمبر) المقبل لسماع إفادتي الشاهدين أحمد ميقاتي وغسان المصري

 

ليتكم لم تعودوا»

بيروت-الحياة - 06/06/08//

يواصل المجتمع المدني اللبناني عبر هيئات تعنى بالشأن العام الضغط على المسؤولين السياسيين، إما رفضاً للتحريض الطائفي والمذهبي، وإما لتحريك مطالب انسانية تضيع في عملية التجاذب السياسي الحاصل. وعقدت «هيئات المجتمع المدني» لا سيما المعنية بقضية المعتقلين والمخفيين قسرا، اجتماعا في خيمة اعتصام اهالي المخطوفين في السجون السورية في حديقة جبران خليل جبران في قلب بيروت، لصوغ مذكرة وتوقيعها، بهدف توجيهها الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، «انطلاقاً من الاهتمام الذي أبداه «القاضي الاول» في خطاب القسم في شأن قضية المفقودين»، وفق بيان للهيئات.

وتضمنت المذكرة مطالب الهيئات الموقعة وتصورها لـ «كيفية الحل النهائي والصحيح والمتكامل لقضية المعتقلين والمخفيين قسراً أينما كانوا، سواء في اسرائيل أم في سورية أم في ليبيا أم في لبنان». وخلال الاجتماع، تم الاتصال بالقصر الجمهوري لتحديد موعد مع الرئيس سليمان لتسليمه المذكرة، على ان تتبع ذلك زيارتان الى كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة.

ووجهت «حملة خلص» و«تحالف لبنان ليس للبيع» و «الحملة المدنية للإصلاح الانتخابي» و «حملة لا للحرب – اتحاد المقعدين اللبنانيين» رسالة الى السياسيين في «وطننا لبنان» أطلقت من خلالها صرخة «يا ليتكم لم تعودوا»، في إشارة الى التحرك الذي جرى على طريق المطار يوم غادر السياسيون الى الدوحة وكان شعارها «اذا لم تتفقوا لا تعودوا». ورأى موقعو الرسالة ان بعودة السياسيين الى لبنان من الدوحة «همشوا إرادتنا عندما اتفقوا على توزيع الدوائر الانتخابية على قياس كل واحد منهم»، وخاطبوا السياسيين بقولهم: «انتم تتقاذفون الاتهامات وتتسابقون على تحديد المنتصر، نقول لكم انكم كلكم انتصرتم في تأمين مقاعدكم والخاسر الأكبر هو نحن شعب لبنان الذي خسر كرامته وأهين جراء أدائكم المشين».

وأضاف موقعو الرسالة: «عدتم الى بلادنا وكأن شيئاً لم يكن وها أنتم تتفاوضون على توزيع الحقائب الوزارية في حكومة تدعون انها للوحدة الوطنية الا انها ليست سوى حكومة لوحدتكم ولتواطئكم علينا... تختلفون على الوزارات السيادية للإطباق على لبنان نهائياً وتتقاسمون الوزارات الخدماتية لتشتروا من خلالها ضمائر ناخبيكم، ان صراعكم لا يعنينا بشيء، نحن ننتمي الى وطن انتم لا تنتمون اليه، لا بل سرقتموه منا ونحن اليوم نطالبكم بإعادته إلينا لأننا لا نملك وطناً آخر

 

إنها فعلاً هدنة

وليد شقير- الحياة - 06/06/08//

من عاش الحرب الأهلية في لبنان، بين العامين 1975 و1989، يتهيأ له ان ما يعيشه البلد المثخن بالجروح هذه الأيام، سبق ان مرّ به في بدايات مراحل تلك الحرب القذرة التي وقع في براثنها طيلة تلك الأعوام وخلفت المآسي التي لا تحصى والخسائر التي يستحيل تعويضها على جميع الأصعدة. فقد خسر لبنان في تلك الحرب أضعاف سنوات الاقتتال الأهلي المفتوح على مراحل المواكبة الإقليمية والدولية لها، وتراجع خلافاً لكل عمليات التجميل الإعلامي التي يغرق بها اللبنانيون في كل مرة بأسلوب شاعري أحياناً وفولكلوري أحياناً أخرى، لإقناع النفس بأنهم قادرون على التغلب على المآسي وما يترتب على فرط السلم الأهلي.

وما يدعو الى تذكّر كل ذلك هو ما يجري على الأرض في بيروت والجبل ومناطق أخرى، بعد الأحداث الدموية التي شهدها لبنان بين 7 و15 أيار (مايو) الماضي من قتال مذهبي، وإذا كانت حادثة إطلاق النار على أحد ناشطي تيار "المستقبل" يوم الثلثاء الماضي قد أثارت ضجة، لأنها دفعت زعيم التيار النائب سعد الحريري الى تعليق اتصالاته السياسية في شأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وما استتبعه ذلك من اتصالات بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فإن هذا الذي حصل هو رأس جبل الجليد المختبئ في الأحياء والشوارع والأزقة والقرى والدساكر.

إن الاستنفار المذهبي والسياسي ما زال قائماً، مصحوباً باستمرار الاستنفار الأمني. وما أعقب اتفاق الدوحة من حوادث، بعضها تكشف عنه وسائل الإعلام وبعضها الآخر تفضل عدم ذكره، أو لا تعلم بكل تفاصيله، يدل على مستوى الكراهية التي خلفتها حرب بيروت والجبل بين عامة الناس، إذ لا يمر يوم من دون ان تتناقل الألسن معلومات عن حوادث هنا وهناك. وحتى تلك التي لا يُستخدم السلاح فيها، بما فيها الآلات الحادة، تؤشر الى ان درجة التلاسن الأهلي والحذر والحقد والخوف، تؤسس لشيء ما. فحين يتسلح بعض الأوساط من دون علم زعمائه أو من دون طلب من هؤلاء الزعماء، وحين تتأثر العلاقات الاجتماعية وحتى الاقتصادية والتجارية بين المجموعات، وحين يشهد بعض المناطق تدشيماً لمواقع واستحداثاً لأخرى في مواجهة فريق أهلي آخر... وحين يستمر تمركز عناصر هذا التنظيم أو ذاك في هذا الحي أو الزاروب وتنتصب أعلام حزبية عند مفترق طرق أو في مدخل منطقة ما، مع إصرار على عدم إعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل 7 أيار، على رغم مضي 15 يوماً على اتفاق الدوحة، لن تستطيع التصريحات المتفائلة ان تقنع المراقب بأن الأمر لا يعدو كونه هدنة، على رغم صدق بعض هذه التصريحات، لا سيما من جهات عربية عدة ولا سيما الجامعة العربية والمسؤولين القطريين.

من الطبيعي ان تقفز الى أذهان من عاشوا الحرب الأهلية السابقة صور سبق ان شهدوها واختبروها ويقارنونها مع ما يشهدونه اليوم، في وقت يلمسون لمس اليد، أن ثمة قادة لم يسبق ان عاشوا الحرب الأهلية تلك ولم يختبروا، كما غيرهم من القادة، القرارات التي اتخذوها، وانزلقوا بنتيجتها، في بداية الحرب، في منتصف السبعينات، ثم في مراحلها التي توالدت في أوائل ومنتصف الثمانينات، الى الاقتتال الأهلي وانغمسوا فيه وأقنعوا أنفسهم بالشعارات الكبرى التي استظلوا بها، ليكتشفوا لاحقاً أنهم دمروا جمهورهم ومناطقهم وأحرقوا اقتصاد بلدهم. وقد يوجد بين هؤلاء الآن من يدرك المنزلق ويسعى الى تجنبه، لكنه قد لا يتمكن من ذلك لأن هناك من هم جدد على التجربة. قدر لبنان ان يكون مسرحاً كي يخوضوها قبل ان يدركوا كم كانوا مخطئين. والحقيقة ان ثمة قادة حاليين، لا يعرفون انهم ينزلقون بجمهورهم وبلبنان الى الهلاك لأن الوهم بالقدرة على السيطرة على السلاح الذي يمتشقونه، هو الذي يقودهم.

من الصعب على الذين عاشوا الحرب الأهلية اللبنانية السابقة ألا يتذكروا ان لبنان يمر بفترة شبيهة بالمرحلة الأولى من الحرب (1975 - 1976) التي انتخب بعدها الرئيس الراحل الياس سركيس، ثم أعادت الظروف الإقليمية إطلاق مرحلتها التالية... الخ. ويستحيل على أصحاب الذاكرة ان يقتنعوا بأن الارتكابات التي تحصل على الأرض، تتطلب مجرد تشدد أمني من الأجهزة المختصة. ومع ان هذا التشدد مطلوب، فإن المبتدئ في السياسة يدرك ان نزع العسكرة عن مذهب وشارع يتم بقرار سياسي... إن الذاكرة تستعيد وقائع كثيرة منها كيف ان المبادرات العربية حوّلت الكثير من الموفدين العرب الى لجان أمنية استهلكت أدوارهم بسبب غياب القرار السياسي بوقف الحرب

 

الشهور المفخخة

غسان شربل - الحياة

هل اصيبت إدارة الرئيس جورج بوش بالسكتة الانتخابية؟ وهل كانت الخيبة التي ولدتها جولته الأخيرة في الشرق الأوسط بمثابة الإعلان عن بدء هذه الغيبوبة؟ وهل تستطيع دولة عظمى تخوض حربين في أفغانستان والعراق ان تستسلم لحال من افتقاد المبادرة قد تتحول نوعاً من الشلل؟ وماذا يفعل خصوم الولايات المتحدة في هذه الفترة؟ قبل شهرين أسدى الي مسؤول عربي نصيحة جاء فيها: "لو كنت صحافياً مكانك لراقبت في الفترة المقبلة التطورات في بلدين هما العراق ولبنان". سألته أن يوضح أكثر فاكتفى بالقول: "الانتخابات الأميركية تقترب وأنا أتوقع فصلين ساخنين، واحد في لبنان وآخر في العراق". لا أريد القول انني لم آخذ كلام المسؤول على محمل الجد. فأنا اعرف قدرته على التحدث الى كثيرين في المنطقة وخارجها وعلى الحصول على المعلومات التي تنتقل بقنوات متعددة. لكنني ادرجت الكلام في باب التكهنات.

قبل أيام شاءت الصدفة هذه المرة ان التقي المسؤول نفسه. استقبلني بابتسامة من أكدت الأحداث معلوماته. قال: "بكر الصيف الساخن في لبنان ولا بد من قراءة المعاني الاقليمية لما حدث. المعاني الاقليمية أهم من الشق الداخلي وبنود اتفاق الدوحة. يمكن القول ان الدور الايراني في لبنان دخل مرحلة جديدة. في العراق سارت الأحداث في اتجاه مختلف. قامت الحكومة بما يمكن تسميته ضربة استباقية ضد تيار مقتدى الصدر الذي كان يخطط لوضع الجميع أمام أمر واقع جديد على الأرض". قال المتحدث إن الشهور المقبلة مفخخة بامتياز. دول تشعر بالقلق من عدم قدرة الولايات المتحدة على احتواء الأحداث. آمال معسكر الاعتدال بإنجاز على طريق قيام الدولة الفلسطينية قبل نهاية السنة الجارية منيت بانتكاسة. التطورات اللبنانية الأخيرة أوحت ان معسكر الممانعة لا يزال يملك أوراقاً هجومية في المنطقة. وأمام الوضع الأميركي هناك من يحاول الاحتماء من هذه الشهور الصعبة وهناك من قد يحاول الافادة منها الى اقصى حد.

لم يستبعد المتحدث ان تعاود الرياح الساخنة هبوبها في العراق في الشهور المقبلة. المعاهدة الأميركية - العراقية ليست خبراً ساراً لإيران. المعاهدة ستعني في حال توقيعها حرمان إيران من فراغ كبير على الساحة العراقية تعتبر انها الأقدر على ملئه. استمرار الوجود العسكري الأميركي سيرسم حدوداً للهجوم الإيراني داخل العراق نفسه. قد تختار طهران ممارسة سياسة حافة الهاوية. وضع الإدارة الأميركية الجديدة أمام خيار التفاوض معها وبشروطها. اما محاولة ارغام الأميركيين على الانسحاب السريع والمذل فستكون أمراً خطيراً للعراق والمنطقة. يجب ألا ينسى أحد أن بوش يبقى قادراً على تحريك القوات حتى اللحظة الأخيرة من وجوده في المكتب البيضاوي.

لاحظ المتحدث غياب التطابق بين إيران وسورية في العراق ولبنان وملف السلام. يتحدث الرئيس محمود احمدي نجاد عن زوال اسرائيل واقتلاع "الورم الخبيث". في المقابل اعتمدت سورية القناة التركية لإنعاش المفاوضات مع اسرائيل. أكدت في الوقت نفسه أن أي مفاوضات مباشرة لاحقاً تحتاج الى راع لا يمكن ان يكون غير الولايات المتحدة. سهلت سورية في الوقت نفسه انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان. بدا واضحاً أن دمشق ترسل اشارات للاحتماء مما تبقى من عهد بوش وترسل اشارات لفتح باب الحوار مع خلفه. ربما كانت تدرك انها تحتاج الى ما يساعدها على مقاومة الضغوط الدولية المحتملة في موضوع المحكمة الدولية وفي ملف "المفاعل" الذي قصفته اسرائيل. يضاف الى ذلك ان لسورية في العراق ولبنان حسابات لا تتطابق بالضرورة مع الحسابات الإيرانية.

لا بد من الالتفات ايضا الى ما يمكن ان تقدم عليه اسرائيل في فترة السكتة الانتخابية الأميركية وتسابق المرشحين على كسب ودها وتأييدها. يمكن الالتفات هنا الى الوضع في غزة. لا بد أيضاً من التساؤل عما إذا كانت اسرائيل تعتبر القنبلة الايرانية وشيكة وتمثل تهديداً وجودياً. انها شهور مفخخة فعًلا. يلزم الكثير من التعقل لعبورها. هل يملك اللبنانيون الحصافة الكافية؟ وماذا عن الفلسطينيين؟ يجدر بالطرفين عدم تناسي وجود لاعب اسمه "القاعدة".

صحيفة "الحياة" اللندنية

 

جلجامش لبنان يتقهقر عائداً إلى دياره

خالد حاج بكري- الحياة - 06/06/08//

ليس على العماد ميشال عون الذي وقع اتفاق الدوحة على مضض، وبلغ من العمر عتيا، أن ينشرح صدره، وتهدأ عواصفه، وهو يجيز صكّا شديد الغموض في بنوده جميعا، وملتبسا، ومقلقا في تفاصيله وشياطينها كلها، عدا ذلك البند الذي يقضي بانتخاب سواه رئيسا، وخلا تلك التفاصيل الدقيقة التي سارع الرئيس نبيه بري إلى تحديد مساء الخامس والعشرين من أيار (مايو) لتخطيها جذريا في جلسة انتخاب حظيت بمتابعة عربية وعالمية لا مثيل لها.

وفي الساعة التي سيتنفس اللبنانيون فيها الصعداء لتغلّبهم على عقبة سياسية شاقة، يكون قد أسدل الستار على حلم الحالم المغامر المقامر، ويكون جلجامش السياسة اللبنانية، قد أنفق الخطوات القليلة المتبقية في رحلة العودة المؤسفة والمريرة إلى المنزل، في إقرار حزين بالهزيمة الثانية، أو الأخيرة.

هزيمة يمكنها أن تفتح الملف المتخم بالمغامرات والسياسات الإشكالية، لرجل اختار في لحظة حساسة من لحظات الانقسام اللبناني أن يلقي عباءة الحنان على فريق بدا لوهلة أنّ أسنانه تصطك بردا، وأخذ يذب الهجمات تلو الهجمات دفاعا عن حليفه الجديد الذي لم يكن من عداوته بد في غابر الأيام، عندما كان الجنرال يدافع في أرجاء العالم عن الاستقلال والسيادة وحصرية السلاح، ونهائية الوطن اللبنانيّ، ويحذّر اللـــبنانيين والعالم من مخاطر تسلّح فئة لبنانية، ومظالم أن يملك هذا السلاح فريق سياسي يلتبس لديه السياسيّ بالطائفي، ويعجز عن رؤية العالم متنوّعا بديعا؛ فيصلبه في الإيديولوجيا، ويقرأه كما كشفت معاركه في بيروت والجبل مؤخرا بمذهبية حادّة.

بحقّ لم تكن المفاجأة العونية بالاصطفاف في معسكر الثامن من آذار طبيعية، ليس لأنّ الجنرال قد طعن بجماهير الحركة بُعيد نزولها إلى الشارع لتشكر النظام السوري عام 2005 عندما تحدث في معرض تعليقه على الحشود الضخمة عن موضوع الكم والكيف، فهذا التقلب من خصال السياسيين!

بل لأنّ التوازن بين جمهوري الثامن والرابع عشر من آذار لم يظهر على حقيقته إلا بعد انضمام التيار الوطني الحر إلى صفوف المعارضة، ولأنّ هذا التوازن نجح في شلّ عمل الحكومة اللبنانية بالفعل بعد القول، و خصم ثلاث سنوات من عمر المجلس النيابي ذي الأكثرية السيادية، كان يمكنها أن تشهد خطوات تسرّع الانتقال الضرويّ إلى الدولة، بعد أن كانت الأكثريات غير اللبنانية، في السنوات التي سبقت استشهاد الرئيس الحريري، عامرةً بممارسة حقوقها « اللبنانية « أمنيا واقتصاديا وقضائيا، ... وسياسيا بالطبع، وحريصةً على استنزاف هيمنتها « الديموقراطية « حتى القطرة الأخيرة!

على أنّ الأخطر في المعادلة التي عدّلت نقص صفوف الثامن من آذار بالاصطفاف العوني، إنما يكمن في الأهداف التي عبر عنها الشيخ نعيم قاسم، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على خطاب الرئيس بشار الأسد، الذي وصف فيه رئيس الحكومة اللبنانية بالعبد المأمور، عندما طمأن الرئيس السوري، وتمنى عليه أنّ يقر عيناً، فلبنان باق في موقعه، ولا أحد يستطيع تحويله إلى ممر للمشروع الأميركي.

الأخطر هنا، أن أهداف ورؤى السيد قاسم لم تنعكس في لوحة لبنانية ذات تمثيل نوعيّ في التعدد، إلا بانضمام الجنرال إلى اللوحة.

فبعد أن نجح جلجامش السياسة اللبنانية في ابتزاز القاعدة المسيحية بشعاري ضرورة حصر السلاح بالدولة، والغضب من التحالف الرباعي الذي همّش المسيحيين، لم يتورع عن التفريط بهما تماما، فلم تكن وثيقة مار مخايل الشهيرة إلا بيانا انقلابيا موصوفا على هذين الشعارين، لأنّها سمحت للسلاح وقرار استخدامه وتحكمه الموضوعي بقرار الحرب والسلم، أن يكون في قبضة حزب الله «المقاوم» من جهة، وسامحت حزبَ الله وحدَه على التحالف الرباعي من جهة ثانية!

تفاهم مار مخايل ظلّ غامضاً، وبازل التفسيرات التي أعطيت للتسويغ والتحليل لم يكتمل، والتحليل الذي قضى بمرارة عداوة الرجل للحريرية السياسية والشخصية، لم يف بالغرض، لأنّ التخابث في إخفاء المعاني العميقة لاغتيال الرئيس الحريري، يبقى لغزا سياسيا في حياة استقلالي كبير كالعماد عون، ولا تفسّر العداوات الشخصية، على أهميتها، منطقَ الانتقال بخفة من استثمار ناجح للاغتيال، إلى التبذير الخاسر والمؤكد بالسكوت عن أسبابه.

والقراءة التي تؤكد أنّ الجنرالَ خصم تقليدي للأكثرية الطائفية الساحقة، بوصفه واحدا من مروّجي أطروحة تحالف الأقليات الكئيب ضد غول الشرق الأوسط السنّيّ، منقوصةٌ أيضا؛ لأنّ التخابث « الثاني « في توصيف الانعطاف الشعبي السنيّ نحو لبنان الوطن النهائي والدولة العربية المعتدلة، يتناقض جذريا مع الطموح العوني لهذه الدولة بالذات.

فقد عانى فريق واسع من اللبنانيين، والعماد عون على رأسهم، من الانحياز السنيّ إلى أجندة فوق لبنانية، الأمر الذي كان يضع الاستقلاليين في مأزق العزلة، ويسلّم خيوط التحكم بالبلاد إلى اللاعبين الإقليميين المتأزمين والمتعادين والباحثين عن رقعة يطرحون فيها بذارهم، ولا يعقل أن يخفي الجنرال أنفةَ مشمش العكارية من ضم جثمان شهاب القدور إلى ترابها، وانتقالَ النسوة العكاريات من الطبخ للإسلاميين، والزغردة لبطولاتهم، أيا يكن مصدرهم، إلى حمل الطعام إلى الجنود اللبنانيين، والغناء الحماسي للأبناء، الذين عملوا على اجتثاث الفكرة الإرهابية والتصور الرعويّ المتخلف وشبح الفتنة الذي كان باستطاعته أن يدفع الوطن إلى الانسحاق بين رحيي تطرفين:

شمالي سني سلفي يريد خلافة إسلامية، وجنوبي شيعي يرنو إلى تحطيم الولايات المتحدة ومشاريعها التآمرية على أرض لبنان، كما يبدو، وإقــامة دولة الــولي الفقيه كما المآل والمرتجى، ولا يعقل أن يغضّ العماد عون النظر عند هذه اللوحة الجديدة الباهرة. فالهيمنتان اللتان كانتا أقرب إلى هيئة لبنان من حــبال وريده، جثمتا على صدور اللبنانيين علـى هيئة كابوس مفزع.

فقد كان يمكن لنجاح مسلحي فتح الإسلام، أن يشطر البلاد إلى إمارتين إسلاميتين، يتفحّص المسيحي والليبرالي صباح كل يوم في كنفيهما ضلوعه المحطمة وجروحه الجديد منها والقديم! ولا يصحّ أن ينسجم لدى الاستقلالي الكبير أنّ الاستثمار الأنجح يكمن في التهوين من شأن انتصار اللبنانيين على أعداء تاريخهم ومســتقبلهم، كما لا يستقيم أنّ الانعطاف إلى الحريرية السياسية واتهامها بدعم مسلحي فتح الإسلام يعني توصيفا يملك ذرة من مصداقية، أو نقلة فيها نزر من براعة في لعبة الصراع السياسي، فقد سَخِرَ من هذا الانعطاف وذلك التوصيف والتحليل حلفاءُ العماد عون قبل خصومه، وشرعوا في الاستثمار معه، مؤكدين بمكر، أنّ فارســهم المختار الذي ارتضى أن يتحدى الفوهة بصدره ببساطة وبكبرياء، يملك من المعطيات، ما يجعله يؤكد انخراط تيار المستقبل في مساندة مسلحي نهر البارد!

تخابثان خاسران حقا، فاغتيال الرئيس رفيق الحريري أكبر مما عمل العماد عون على تسويقه، والتحول السني أوضح من أن يغطيه الجنرال بــغربال متهرئ، والحقيقة العونية التي تكمل أحجار بازل فهم تموضعه المذهل لا تكمن هنا.

الأرجح أن الحجر الناقص يمكن التماسه خارج القيم الوطنية التي روّج لها جلجامش السياسة اللبنانية لخمس عشرة سنة في المنفى، والأكيد أنه يجثم في طيّات الخلاصات السياسية التي حاول تقديمها لثلاث سنوات خلت، أما ما تجذّر في الأرض ومكث فيها، فهو أنّ الجنرال الخاسر تسبب بما يزيد على انقسام مريع في رؤية المسيحيين بالذات لوطنهم، عندما مكّن حزب الله لأسباب غير لبنانية بالطبع من تعطيل الدولة، وشلّ الأكثرية، وإغلاق مجلس النواب، وأعطى أخيراً الثلث المعطل إلى السلاح.

وهكذا، فلم يخسر العماد ميشال عون المصداقية فحسب، وإنما فرّط بحلمه الرئاسي الذي حمله إلى تلك المنحدرات، وتموضع في صُلب حركته السياسية وأسبقيتها جميعاً أيضاً.

وإذا كانت الحساسية اللبنانية التي تعيش اليوم طقسا دافئا لطيفا بعد ثلاث سنوات من التأزم والخوف، تنأى بنفسها عن التساؤلات الأشد إلحاحا بعد تحرّك السلاح نحو الداخل اللبناني وتوقيع تفاهم الدوحة، فإنّ الغد القريب سيفتح ملف العماد ميشال عون على اتساعه، وسيتكفل التاريخ بوضع الحدود الفاصلة بين وطنيين غامروا بأرواحهم على مذبح أوطانهم، وسياسيين قامروا بأوطانهم على موائد طموحاتهم الشخصية الخضراء.

**كاتب سوري