المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 8 حزيران 2008

إنجيل القدّيس متّى .42-38:5

سَمِعتُم أَنَّه قيل: «العَينُ بِالعَين والسِّنُّ بِالسِّنّ» أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضاً. ومَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً. فسِرْ معَه ميلَيْن. مَن سأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ استَقرَضَكَ فلا تُعرِضْ عنه.

 

الأسد يلغي زيارته »المزعومة« إلى لبنان ونصائح إلى سليمان لدقة خطواته حيال دمشق

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

اكد النظام السوري في دمشق المعلومات التي نشرتها »السياسة« الاثنين الماضي عن ان الرئيس السوري بشار الاسد »الغى زيارة كانت متوقعة الى لبنان لتهنئة الرئيس ميشال سليمان« حيث ذكرت »مصادر حكومية« ان ما نشرته بعض وسائل الاعلام الموالية لسورية وحزب الله عن هذه الزيارة »غير صحيح وهي تدخل في مساعي التشويش على الزيارة المقررة للعماد سليمان الى دمشق بدعوة من الرئيس الاسد ولقطع الطريق على اتمامها« في اتهام غير مباشر لـ »حزب الله« الذي يدعم تلك الوسائل الاعلامية.

وقال احد قادة معارضة 8 آذار ل¯»السياسة« في اتصال به من لندن امس ان الاسد »الغى زيارته الى بيروت التي كان اقترحها عليه عدد من مساعديه السياسيين وابرزهم نائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم, الذين صوروا له هذه الزيارة بانها ستكون طعنة لقوى 14 آذار« ومحاولة احتضان للرئيس سليمان كما تترتب عليها نتائج مهمة بالنسبة للعلاقات المستقبلية بين الرجلين, رغم ان الرئيس اللبناني يتخذ مواقف وسطية بين المعارضة السورية - الايرانية وقوى ثورة الارز الحاكمة المعادية لدمشق, الا ان مبادرة زيارة الاسد الى بيروت قد تعطي بحسب مساعديه مردودات سياسية مهمة على تلك العلاقات خصوصاً اذا توجت »الزيارة« باعلان الاسد اقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية »كهدية« منه الى سليمان حيث من المتوقع ان تدعمه هذه »الهدية« في اولى خطواته الرئاسية مع العرب والمجتمع الدولي بحيث يتمكن فيما بعد من رد الجميل لنظيره السوري عبر محاولات منه لتعبيد الطريق مع الدول العربية المقاطعة لسورية ومع المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وفرنسا للتخلي عن مقاطعاتها ونبذها نظام دمشق على اساس ان الرئيس اللبناني الجديد لاقى اجماعين عربيا ودوليا لم يسبق لهما مثيل بالنسبة لانتخابه رئيساً جديداً للبنان«.

الا ان الاسد - حسب قيادي 8 آذار »الذي كانت راقته فكرة الزيارة الى لبنان, عاد فتراجع عنها بسبب نصائح امنية له بتجنبها في الوقت الراهن »كما نشرت »السياسة« لسببين, اولهما عدم تعريض نفسه للسوء على ايدي جماعات تدعي تحالفها معه لتفجير الاوضاع الداخلية اللبنانية على شكل واسع, وثانيهما ان زيارتيه دولة الامارات العربية المتحدة والكويت في مطلع هذا الاسبوع لم تعطيا النتائج التي كان يتوخاها لتوسيط هاتين الدولتين الخليجيتين الاقرب الى المملكة العربية السعودية في موضوع اعادة العلاقات مع الرياض التي مازالت مستنكفة عن الانفتاح عليه, لانه حسب رؤيتها للامور لم يغير سلوكه بشكل حاسم تجاه القضايا المتفجرة في المنطقة »العراق ولبنان وفلسطين« رغم مساهمته المتواضعة في انتخاب العماد سليمان, ولكن ليس لارضاء السعودية ومصر وحلفائهما في المنطقة بل سعياً وراء لهاثه لايصال المفاوضات مع اسرائيل الى خاتمة سعيدة, وبالتالي فان السعودية خصوصاً لن تكافئه باعادة العلاقات المقطوعة معه لهذا السبب الذي كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك وامير دولة قطر والمساهمتان الاميركية والفرنسية وراء ذلك الانتخاب الذي سجل على النظام السوري نصراً قسرياً بتطبيق بنود مبادرة وزراء الخارجية العرب بتسلسلها الدقيق في اتفاق الدوحة.

الا ان مصادر »تيار المستقبل« بقيادة سعد الحريري »نصحت الرئيس سليمان اذا كان قبل بزيارة سورية فعلا الا يرتكب نفس خطأ رئيس مجلس النواب نبيه بري بزيارته سورية اولاً خلال جولته العربية التي لم تصل به الى السعودية كما كان مقرراً, اذ اعتبرت الرياض وحلفاؤها ان بدء الزيارة تلك بالنظام السوري انما تم »لتلقي التعليمات« التي كان سينقلها الى السعوديين من دمشق, فرفضت زيارته للرياض ولقاؤه العاهل السعودي«.

وقالت المصادر في اتصال بها من لندن ايضاً ان على »الرئيس سليمان ان يزين خطواته بدقة قبل الاقدام على ما يعكر علاقاته منذ بداية ولايته بمن دعموه ورشحوه وجاءوا به رئيسا للجمهورية مثل السعودية ومصر ودول الخليج, وهو قد تلقى دعوات عدة لزيارة هذه الدول وعليه ان يبدأ بها قبل الوصول الى دمشق كيلا تعطي زيارته للاسد تفسيرات لا تليق به وبمنصبه وحياديته«.

واعربت مصادر »المستقبل« عن اعتقادها ان »الرئيس الفرنسي ساركوزي لم يتعلم بعد من اخطاء انفتاحه السابق والواسع على نظام الاسد, حتى احبط مبادرته الفرنسية حيال لبنان, وها هو الان - رغم الاذية التي الحقها به هذا النظام طوال الاشهر الماضية في لبنان - يعود مرة اخري ليُلدَغ من الجحر السوري مرة جديدة بتسرعه في اعادة الانفتاح عليه ظناً منه ان الاسد ساهم في الافراج عن انتخاب سليمان رئيساً للجمهورية دون ان يلتفت لظروف وخلفيات واسباب هذا الافراج الذي لا علاقة له بانقاذ لبنان وحل ازمته, وانما هو مرتبط بمفاوضاته مع اسرائيل, ولولا تلك المفاوضات لما اعار ساركوزي وادارته اي اهتمام«.

ثم - حسب المصادر اللبنانية - »هناك تناقض فاضح في مواقف الرئيس الفرنسي الذي عاد لغزله مع بشار الاسد, حين اكدت ادارته الاربعاء الماضي ان الاوضاع في لبنان مازالت هشة وعلى كف عفريت وهذا دليل على ان انتخاب سليمان لم يغير حرفاً من مخطط طهران ودمشق لوضع اليد عليه واخذه كرهينة لتحقيق مكاسبهما عبرها«.

يجب تخفيف الاندفاع!

وقالت المصادر ان توجيه الاسد رسالة الى سليمان يدعوه فيها لان تكون دمشق »اول عاصمة يزورها بعد انتخابه«, يحمل الكثير من الخداع اذ انه بذلك يحاول ضرب اسفين بين الرئيس اللبناني الجديد وحلفائه في السعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة, كما ان على سليمان التريث في اندفاعه نحو دمشق خصوصاً بالنسبة لاقامة العلاقات الديبلوماسية قبل ان تتوقف هذه عن تهريب السلاح والارهابيين الى لبنان, اذ تبدو الخطوة السورية هذه بمثابة جزرة الى الحصان الرئاسي اللبناني لتغطية ارتكابات نظام الاسد المستمرة في لبنان مثل مد حزب الله وحلفائه الاخرين بالسلاح والمتفجرات واستمرار امتناعه عن ترسيم حدود مزارع شبعا وعدم الافراج عن المعتقلين اللبنانيين في المعتقلات السورية والضغط على حلفائه لمنع تسهيل اقامة الدولة اللبنانية القادرة على السيطرة على اراضيها ودعم قيام دويلة حزب الله, الى ان تلوح له في الافق نتائج مفاوضاته مع اسرائيل التي على اساسها سيقرر خريطة دربه الجديدة التي ليست من الضرورة ان تكون لصالح لبنان«.

 

بعد انتخاب الرئيس وزوال الاعتصام واستمرار الحكومة

اتفاق الدوحة يترنح عند حافة السقوط 14 آذار: حكومة تصريف أعمال حتى خروج الغرباء من بيروت

لندن - من حميد غريافي:السياسة

قالت اوساط قوى الرابع عشر من آذار الحاكمة في بيروت امس ان »اتفاق الدوحة يترنح الآن عند حدود السقوط وان الاوضاع لم تتغير على الارض بعد التوقيع عليه ولم تتقيد القوى الثلاث الكبرى الدائرة في الفلكين الايراني والسوري لا بتواقيعها ولا بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها للقطريين الذين مثلوا العالم العربي في حوار الدوحة, فيما التطورات والتداعيات السلبية الامنية بالاخص والسياسية تسير بالبلد مجدداً نحو الصدام, وبات الانفجار الامني سيد الموقف, مع الاشارة الى ان استدعاء وسيط قطري هو الشيخ جبر بن يوسف بن جبر آل ثاني مدير مكتب رئيس الحكومة في الدوحة لتقييم الوضع على الارض حيال ما تنفذ وما لم ينفذ بعد من المقررات العربية في الاتفاق, يعتبر اهانة لرئيس الجمهورية الجديد العماد ميشال سليمان وانتقاصا من قدرته على ايجاد الحلول وجمع الفرقاء المتناحرين في منتصف الطريق, وهذا امر نبهنا اليه ديبلوماسيون ومسؤولون عرب واجانب خلال انعقاد المؤتمر, حين اعربوا عن اعتقادهم ان حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر العوني الذين انحنوا امام العاصفة العربية في الدوحة, لن يسمحوا بتطبيق الاتفاقات الا اذا كانت لصالحهم, وسينسفونها بعد عودتهم الى بيروت بالاتفاق مع النظامين الايراني والسوري اللذين هما الآخران اضطرا لتقديم بعض التنازلات لانجاح المؤتمر تحت الضغوط العربية والدولية ولكن دون ان يتخليا عن مراوغاتهما والتفافاتهما عليه لافشاله, لان كل بنوده ليست لصالحهما ولا لصالح حلفائهما في لبنان, بعدما كانا اعتقدا ان التحرك العسكري لهؤلاء الحلفاء على الارض وعمليتي الاجتياح السريعتين لبيروت والجبل من شأنها تحقيق النصر على الدولة اللبنانية وحسم الأمور لصالحهما في القبض على خناق اللبنانيين بكف من حديد«.

الا ان هذه الاوساط اكدت ل¯»السياسة« في اتصال بها من لندن ان ما تحقق لقوى الدولة من مقررات الدوحة قد تحقق, ولا عودة الى الوراء: فرئيس الجمهورية ملأ مقعد الرئاسة الشاغر منذ نيف وستة اشهر, واعتصام قلب العاصمة تشتت واضمحل, وتشكيل الحكومة بات في يد الدولة والاغلبية البرلمانية تفرج عنه اذا حققت اهدافها بالكامل منه, اذ لن تقدم للمعارضة اي جوائز ترضية على ارتكاباتها واعمالها المسلحة المخلة بالامن العام, وحكومة فؤاد السنيورة مستمرة في اعمالها حتى ولو كانت في تصريف الاعمال, والتقسيمات النيابية لن تتم على مقاسات حسن نصر الله ونبيه بري وميشال عون ومن لف لفهم من العاملين على تهديم الدولة ومرتكزاتها, فيما سورية تتغير واشاراتها واضحة جداً, والازمة اللبنانية خرجت من يدها ويد حليفها الايراني الى ايدي العرب والمجتمع الدولي, وبات اقتراح ارسال قوات عربية تحت المظلة الدولية امراً سهل المنال, وبالتالي فان وقف قيادة 14 آذار عملية الاخذ والرد لتشكيل الحكومة حتى يسحب حزب الله وحركة امل والحزب القومي السوري ومتفرعاتها عناصرها من شوارع بيروت بعدما عادت مراكز تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي بقيادتي سعد الحريري ووليد جنبلاط الى سيطرتهما اول من امس, وتسلما هذه المراكز من الجيش اللبناني, ترك حسن نصر الله ونبيه بري وميشال عون مجمدين في اماكنهم دون التمكن من التقدم خطوة واحدة لاخذ مواقعهم في حكومة جديدة لن تتشكل على اذواقهم ولن تمنحهم وزارة سيادية واحدة, طالما ما زالوا يتحدثون عن »كسب المعركة« ويلوحون مجدداً بالسلاح والاجتياح«.

ونقلت الاوساط عن بعض قادة 14 آذار قولهم »ان على هؤلاء العاملين على تخريب البلد وخارقي اتفاقات الدوحة ان يدخلوا السجن لا الحكومة واننا لو وافقنا نحن على تقديم جوائز ترضية لهم على ما فعلوه, فان العرب والعالم يرفض ذلك, وبالتالي فان ما يمكن ان يحصل لن يكون اسوأ مما حصل, وعلى جميع الغرباء المسلحين عن بيروت ان يخلوها عائدين الى قياداتهم واماكنهم في الضاحية الجنوبية مفسحين في المجال امام مئات العائلات النازحة عن منازلها للعودة اليها, وان الفرز السكاني قد حصل بالفعل فبيروت لاهلها كما الضاحية الجنوبية مقفلة في وجه جميع اللبنانين والداخل اليها مفقود او مخطوف معصوب العينين يقتاد الى التحقيق على غرار ما تفعله اسرائيل مع الفسطينيين.

ومن ثم فان قادة العاصمة وسكانها لن يسمحوا بعد الان بانتهاك سيادتهم على مناطقهم وعائلاتهم ومصالحهم, وعلى جماعات حزب الله وحركة امل ان يعودوا من حيث اتوا لان لا علاقة لهم ببيروت وهذا أمر لا تغطيه مزاعم انها »عاصمة جميع اللبنانيين« اذا لم تكن الضاحية الجنوبية مفتوحة امام جميع اللبنانيين ايضاً«.

وكشفت اوساط 14 آذار النقاب عن »ان استمرار القوى الامنية الرسمية المسلحة في مواقفها السابقة المحايدة مما يحدث على ايدي المسلحين والقتلة والمرتزقة قد يجعل التوترات والاستفزازات المستمرة للبيروتيين ولمختلف المناطق اللبنانية تتفجر دفعة واحدة وحينئذ لا تعود تنفع هذه الحيادية ولا المسايرة على حساب ارواح الناس وكراماتهم فيقع المحظور ويتشلع البلد«.

ونسبت الاوساط الى الجهات العربية الفاعلة التي امنت للبنان طريق الخروج من بعض ازمته في مؤتمر الدوحة عبر انتخاب رئيس للجمهورية, »ابلغت المسؤولين اللبنانيين انها ترفض رفضاً قاطعاً حتى الآن اعادة العلاقات اللبنانية - السورية الى حال طبيعية ما لم يظهر بشار الاسد تجاوبه الكامل مع المنحى العربي لحل الازمة اللبنانية من كل جوانبها كما ترفض ما يجري الحديث عنه في وسائل الاعلام القريبة من دمشق وطهران, عن اعادة تفعيل المجلس الاعلى السوري- اللبناني او مراجعة الاتفاقات السابقة المعقودة بين البلدين بقوة هيمنة الوصاية بل على العكس من ذلك على الحكم اللبناني الجديد الغاء كل هذه الاتفاقات والمجالس والمكاتب التي كبلت لبنان سياسياً وعسكرياً وامنياً واقتصادياً لسنوات طويلة, وهو الان تحرر من هذه الالتزامات المفروضة عليه, واذا غير الاسد سلوكه فعلاً, فعندها لن تكون هناك ضرورة لاية اتفاقات من اي نوع, بل تسير الأمور طبيعية كما بين كل الدول في العالم«.

 

عناصر من "حزب الله" يعترضون فريقًا إعلاميًا في بشامون

السبت 7 حزيران 2008

علم موقع “nowlebanon.com” من مصادر أمنية أنه ظهر اليوم وبينما كان فريق إعلامي من المؤسسة اللبنانية للإرسال “lbc” يقوم بواجبه المهني في منطقة بشامون إعترضه عناصر مسلحة تابعة لـ"حزب الله" أحدهم يدعى عصام شكر الذي طلب من فريق الـ”lbc” تسليم كاميراته والأشرطة التي تحويها ما أثار استهجان الفريق الإعلامي طالبًا الاتصال بالجيش اللبناني لا سيما بمخابرات الجيش، الأمر الذي لم يهتمّ له عناصر "حزب الله" فصادروا الأشرطة المصورة من الفريق الإعلامي تحت قوة التهديد، كما أفادت المصادر نفسها أنّ اتصالًا أجراه رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال برئيس جهاز أمن "حزب الله" وفيق صفا الذي طلب من عناصر حزبه إحضار الشريط المصادر للإطلاع عليه شخصيًا قبل الإفراج عنه. تجدر الإشارة إلى أنّ وحدة من مخابرات الجيش حضرت إلى مكان الحادث بعد انتهائه ولم تتدخّل سلبًا أو إيجابًا.

 

المعارضة تحضر لوضع اليد على أمن لبنان على طريقة "استسلم تسلم"

http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issueno=10784&article=473870&feature=

نقلا عن "الشرق الأوسط": لا تقرأ قيادات الاكثرية البرلمانية في لبنان التطورات التي حصلت بعد بدء تطبيق اتفاق الدوحة ـ وخطوته الأولى والوحيدة حتى الآن هي انتخاب الرئيس ميشال سليمان ـ إلا بكثير من الريبة والحذر. فالمعطيات التي توافرت لدى قادة الاكثرية من خلال الاتصالات التي اجريت لتقاسم الحقائب الوزارية، لم تكن تبشر بالخير على الاطلاق. فقد لاحظ هؤلاء وجود اصرار لدى المعارضة على الاشراف على الملف الامني بطريقة أو بأخرى، سواء بالمطالبة بوزارات ذات حساسية أمنية بالغة كالدفاع والاتصالات المرتبطة بملفي شبكة الاتصالات التي يقيمها حزب الله والتنصت على الهاتف، أو عبر السعي الى استبعاد آخرين عن مناصب أمنية، كما هي الحال في الـ"فيتو" الذي يضعه حزب الله على تولي الوزير الياس المر حقيبة الدفاع، بالاضافة الى مطالب اخرى تتعلق بما "بعد بعد الحكومة"، تماهيا مع كلمة الامين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال الحرب الاخيرة وتهديده بضرب "ما بعد بعد حيفا".

أفادت مصادر لبنانية مطلعة بأن قوى الثامن من آذار تحضر لخطة أمنية سياسية هدفها إعادة لبنان الى المعادلات التي كان عليها في العام 2000 بحيث يُسحب الملف الأمني نهائيا من الأكثرية النيابية الحالية كما من رئاسة الجمهورية، كما تخضع بيروت والمناطق اللبنانية لاعتداءات أمنية متكررة تضطر أخيرا قوى الاكثرية الى ان "تستسلم لتسلم". وقالت المصادر إن قوى الثامن من آذار ستبقي استفزازاتها الأمنية والسياسية وتحول دون تشكيل الحكومة الجديدة، حتى اللحظة التي يضطر فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومعه الأكثرية النيابية الى التسليم بالشروط الهادفة الى إحداث انقلاب سياسي كامل في البلاد.

وعن مقوّمات هذه الخطة، تتحدث المصادر عن تواتر الاعتداءات الامنية كي تستشعر الأكثرية أنها غير قادرة على توفير الأمان لنفسها ولجماهيرها إلا بتسليم الأمن كاملا الى قوى الثامن من آذار، على اعتبار أن الوضع الحالي يُظهر لها بوضوح انه على الرغم من وجودها الطاغي في وزارتي الداخلية والدفاع وفي ظل حضورها في قوى الأمن الداخلي وشعبة الأمن والمعلومات وقائد للجيش بالوكالة، فانها تقف عاجزة عن حماية نفسها ومواطنيها، وبالتالي فعليها ان "تستسلم لتسلم".

وعلى هذا الأساس، تضع الخطة في حسبانها فرض مفهوم الحيادية على رئيس الجمهورية بحيث يضطر ان يختار لوزارتي الداخلية والدفاع موظفين لا لون لهم ولا رائحة ولا سابق تجربة، الأمر الذي يُدخل قوى الأكثرية ورئيس الجمهورية في مفاوضات مسبقة لإنجاز التعيينات في المراكز الأمنية وإلغاء بعض المراكز.

وفي هذا السياق يتم الآتي: إلغاء شعبة الأمن والمعلومات في قوى الأمن الداخلي، وتعيين قائد للجيش يختاره العماد ميشال عون. وإعادة المديرية العامة للأمن العام الى الطائفة المارونية وتعيين ضابط كبير مضمون كليا بفعل التجربة من جانب "حزب الله". وتعيين مدير للمخابرات بالتنسيق بين عون و"حزب الله".

ووفق المعلومات، فقد تمّت تسمية الأشخاص الذين تريدهم قوى الثامن من آذار لهذه المناصب.

اما على المستوى السياسي، فان قوى الثامن من آذار تثابر على مقارباتها الإيجابية إعلاميا لضرورة إنجاز الملف الحكومي، ولكنها تبقى تبتدع العراقيل، تارة بافتعال مشكلة بين مكوناتها كتلك التي يثيرها العماد عون في وجه الرئيس نبيه بري بخصوص وزارة الصحة، وتارة باتخاذ مواقف سلبية تجاه بعض الشخصيات المرشحة للتوزير، بحيث تضطر الأكثرية بضغط من الرئيس سليمان الخائف على انطلاقة عهده الى الجلوس الى طاولة المقايضة.

وإلى هذه الطاولة تتم الصفقة المرجوة بحيث يكون الأمن كليا بيد قوى الثامن من آذار ويكون الاقتصاد بيد رئيس الجهورية وقوى الأكثرية وتكون الحقيبتان الأمنيتان بيد موظفين. وفي اعتقاد واضعي هذه الخطة أن لبنان يعود عمليا بذلك الى الوضعية التي كانت عليها البلاد بعد انتخابات عام 2000، تمهيدا لإنجاز الانقلاب الكبير في الانتخابات النيابية الممسوكة في ربيع عام 2009.

يقول أحد الوزراء البارزين في الحكومة اللبنانية إن لدى الأكثرية شعورا متزايدا بسعي المعارضة الى السيطرة على الملف الامني والاستيلاء على الحقائب الاساسية، راسما خطوطا حمراء أمام المعارضة تتمثل في عدم قبول الاكثرية، في أي حال من الاحوال، باعطاء المعارضة وزارات الدفاع والداخلية والاتصالات والعدل. ورأى ان المعارضة تسعى من خلال وزارة الدفاع الى وضع رقابة على ملف التعيينات والتشكيلات العسكرية والأمنية، شاكيا من ان حزب الله يريد ان يسيطر على وزارة الدفاع عبر العماد ميشال عون، بينما هو يمتلك جيشا اكبر من الجيش. ويريد ان يحظى بوزارة الاتصالات بينما يقيم شبكته الخاصة.

ويقول نائب ناشط في صفوف الاكثرية ان حزب الله لن يخرج من شوارع بيروت من دون ثمن، معتبرا ان الحزب فك اعتصامه من وسط بيروت لينقله الى اعتصام أوسع وأكبر يشمل كل بيروت. وتحدث عن سيناريوهات رعب وأجواء خوف يريد الحزب ان يفرضها على اهل بيروت قبل الشروع في اي عمل آخر، مشيرا الى ان استمرار الوضع الراهن سيؤدي في وقت لاحق الى منع الاهالي من تعليق صورة ما خلال الانتخابات النيابية.

ويعتبر النائب نفسه ان كلام نصر الله في تشرين الثاني الماضي معناه انه يريد ان يعرف من سيكون قائد الجيش ومن هم قادة الوحدات العسكرية واستخبارات الجيش وجهاز المعلومات في قوى الامن الداخلي، وأن يكون له رأيه في كل واحد منهم. ماذا ستفعل الأكثرية؟ يقول الوزير البارز انها متمسكة بمواقفها. ولن تعطيهم أمن البلاد على طبق من فضة. ولو كان الثمن عدم تأليف حكومة جديدة. ويضيف "الحمد لله إننا حصلنا على رئيس للجمهورية على الاقل من هذا الاتفاق".

 

في انتظار الدخان الأبيض من مدخنة بعبـدا لتشكيل الحكومة المعارضة تجسّ نبض العهد لفرض شروط "المنتصر"

اعلان الاطراف التزام الخطة الأمنية عدّل زيارة الموفد القطري

المركزية - "الجهود مكانك راوح"، واتصالات تذليل العقبات من طريق تشكيلة الحكومة في اجازة اليوم والجميع في انتظار الدخان الابيض من مدخنة بعبدا لاعلان نبأ الولادة. فعلى الرغم من الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي جمع اليوم في قصر بعبدا من استعصى جمعهم من فريقي الموالاة والمعارضة الا في مؤتمر الدوحة والعشاء التكريمي على شرف أمير قطر في بيروت بعد انتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان ووقعها الايجابي على الصعد كافة لما حمله الضيف الكبير من رسائل دعم للعهد الجديد، الا ان لا بوادر حتى الساعة بامكان تذليل العقد الحائلة دون التوافق على تشكيل الحكومة في ظل تمسك الافرقاء بمواقفهم المتشددة وشروطهم المفروضة للحصول على هذه الحقيبة او تلك والتنازع على توزيع السيادية والخدماتية منهـا.

لقاء تقويمي: في غضون ذلك، عقد رئيس الجمهورية مع رئيس المجلس نبيه بري والرئيس المكلف فؤاد السنيورة لقاء ثلاثيا على هامش زيارة الرئيس الفرنسي بعد مغادرته قصر بعبدا وصفته مصادر مطلعة بالتقويمي تم في خلاله عرض نتائج اتصالات الساعات الاخيرة بحيث وضع رئيس الجمهورية الرئيسين بري والسنيورة في أجواء مشاوراته الهاتفية مع أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني التي تناولت المستجدات في لبنان، في حين أطلع السنيورة رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي على آخر ما آلت اليه مساعيه بالنسبة الى تشكيل الحكومة وصيغة المسودّة التي وضعها وعرضت على فريقي الموالاة والمعارضة فقبلت من الأول ورفضها الثاني وفق مصادر مواكبة بسبب تمسك المعارضة بحقيبتين سياديتين الاولى للرئيس بري (الخارجية) والثانية للنائب العماد ميشال عون (المالية) ومطالبة "حزب الله" بحقيبة الاتصالات، الامر الذي رأت فيه اوساط سياسية متابعة خروجا عن روحية اتفاق الدوحة لان مجرد حصول المعارضة على حقيبتين سياديتين اضافة الى الثلث المعطل في الحكومة سيخلّ بموازين القوى لصالح فريق على آخر.

تناقض الأقوال والأفعال: وفي هذا السياق، استغربت اوساط في الاكثرية هذا الكمّ من التناقض بين الأقوال والأفعال لدى العماد عون ففي حين يعلن تمسكه باعادة الفاعلية والدور الأساس لموقع رئاسة الجمهورية وهو بسبب ذلك عرقل انتخاب الرئيس على مدى أشهر ها هو اليوم يشترط الحصول على حقيبتين سياديتين للمعارضة ستؤخذ احداها من حصة رئيس الجمهورية وفق مسودّة التشكيلة التي قدمها السنيورة. ورأت المصادر ان تعزيز موقع الرئيس وصلاحياته يتطلب تضحية من قبل عون لا سعياً الى سحب الوزارات السيادية منه وانه اذا كان يرى تعزيزا للموقع المسيحي من خلال حصول كتلته على حقيبة سيادية فيتوجب عليه عندها إقناع حليفه الرئيس بري بالتخلي عن "الخارجية" لصالح الرئيس.

جسّ نبض: وأشارت المصادر عينها الى ان المعارضة تحاول بعد انتخاب الرئيس الإفادة من المناخ الجديد لممارسة ضغط على العماد سليمان بهدف جسّ نبض توجهات العهد الجديد لتبني في ضوء ذلك على الشيء مقتضاه فتبرز بمظهر المنتصر من خلال إبقاء الوضع تحت سيطرتها لتفرض شروطها السياسية والأمنية وتحقق أكبر قدر من المكاسب في الحكومة أكان على صعيد الحقائب السيادية أو تلك التي تفيدها في نواح محددة كالاتصالات والصحة والشؤون الاجتماعية والخدماتية بامتياز بحيث توظف خدماتها لصالحها في المعركة الانتخابية النيابية العام المقبل.

مصادر الاكثرية: وأبدت مصادر الاكثرية خشية من عدم نجاح الخطة الأمنية في تطويق ذيول وتداعيات الحوادث الأمنية خصوصا ان الدعوة التي وجهها رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري الى أبناء بيروت للعودة الى منازلهم ترتب مسؤوليات كبيرة على عاتقه وتستلزم تعاطياً حازماً مع كل ما من شأنه تعكير صفو الأمن، علماً ان رئيس الجمهورية أعطى تعليمات متشددة لرؤساء الاجهزة الامنية بوجوب معالجة الاشكالات وذيولها.

وشددت على ان ما يحصل على الأرض ليس بريئا وانه على علاقة وارتباط وثيقين بالمعركة الانتخابية المقبلة لناحية استثماره في الصراع السياسي من قبل المعارضة. واستغرب منطق هذا الفريق الذي يريد مشاركة الاكثرية في كل ما لها، فيما يرفض ان يشاركه أحد بمعنى ان "ما للمعارضة للمعارضة وما للأكثرية للأكثرية والمعارضة" سيما ان الوضع الأمني في بعض المربّعات يعكس بوضوح هذه المعادلة يضاف الى ذلك تعاطي اطراف داخل المعارضة مع تشكيل الحكومة بمنطق فوقي وخصوصا من قبل "حزب الله" والتيار الوطني الحر من خلال وضع "فيتوات" على توزير بعض الاشخاص ورفض فرض الموالاة اي "فيتو" على أي مرشح من قبلها.

تعديل قطري: وفي جانب متصل بأزمة التشكيل، كشفت معلومات لـ"المركزية" ان ما تردّد عن زيارة لموفد قطري الى بيروت اليوم لم يعكس حقيقة الرغبة القطرية في طريقة الاشراف على تنفيذ بنود اتفاق الدوحة سيما بعدما تبين ان لا حاجة لتدخل مباشر على الارض نتيجة التزام الاطراف المعنية كافة بالخطة الأمنية التي أقرها مجلس الأمن المركزي والتي اطلع على تفاصيلها أمير قطر ورئيس وزرائها في خلال الاتصال الهاتفي الذي أجري بالرئيس سليمان بحيث تم احتواء الوضع وانتفت الحاجة الى ايفاد مسؤول قطري يعاين الوضع الأمني عن كثب. علماً ان الأكثرية لا تزال تطالب بلجنة عربية لتقصّي الحقائق باعتبار ان ما جرى في العاصمة خطير للغاية وتداعياته أخطر وتحتاج الى خطوات شجاعة وجريئة وحازمة من قبل المعارضة التي توجّه اللوم وتضع المسؤولية على الفريق الآخر عند كل إنتكاسة أمنية لتبرّر أفعالها.

 

ساركوزي اتصل بصفير منوها بشجاعته ودوره

 المركزية - اجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى وصوله الى قصر الصنوبر بعد انتهاء محادثاته في قصر بعبدا، اتصالا هاتفيا بالبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وتم في خلاله عرض للاوضاع العامة. وذكرت مصادر مطلعة ان الرئيس الفرنسي وعد البطريرك صفير بزيارته بحسب الاصول، ونوّه بشجاعته وبالدور الذي لعبه من اجل لبنان.

 

 4 قبلات من الحريري لبري

 المركزية - على هامش زيارة الرئيس ساركوزي الى بعبدا ولدى مغادرته الى قصر الصنوبر، شوهد رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري يطبع على وجنتي رئيس مجلس النواب نبيه بري اربع قبلات قبل ان يتوجه الاخير للمشاركة في الاجتماع الثلاثي مع الرئيسين سليمان والسنيورة.

 

مواقف نيابية على هامش المأدبة الرئاسيـة لساركوزي

قصر بعبدا يستعيد دوره بعد فترة طويلة ويجمع في ارجائه كل القيادات والتيارات

 المركزية - للمرة الاولى منذ فترة طويلة عاد قصر بعبدا الى لعب دوره الاساسي في جمع جميع الزعماء والاقطاب السياسيين، وقد اعطت زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الضوء الاخضر لهذه العودة حيث التقى الى مائدة بعبدا امس كل المسؤولين والزعماء والاطياف اللبنانية. واعرب عدد من الزعماء عن اهمية زيارة الرئيس الفرنسي للبنان.

الحريري: وقال رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري: "هذه زيارة خير للعهد الجديد، عهد الرئيس ميشال سليمان، وان شاء الله تتشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن، ولا يوجد خلاف وهناك تشاور بشأن تشكيل الحكومة".

وعن الاحداث الامنية الاخيرة، اوضح النائب الحريري "انه بعد قرارات مجلس الامن المركزي، الاهالي سيعودون الى منازلهم، وقوى الامن والجيش اللبناني ستكون قاسية جدا في التعاطي مع اي مخل بالامن". وعن خطاب الرئيس ساركوزي قال النائب الحريري: "كلام الرئيس ساركوزي كان واضحا بالنسبة للمحكمة ولدعم لبنان ولكل شيء يطلبه لبنان وان شاء الله كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح". وسئل مجددا على الاحداث الامنية الاخيرة، فقال: "حصل اجتماع لمجلس الامن المركزي وصدر بيان لحركة "امل" و"حزب الله" والجيش تحرك بشكل مكثف في بيروت لحماية المواطنين وحماية اهل بيروت، وهذا ما يهمنا وما كنا نريده بأن تتوقف التعديات".

* هل ستعاودون المشاركة في تأليف الحكومة وفي الاتصالات لتشكيلها؟

- "نحن سنشارك وما يهمنا اهلنا، واتفاق الدوحة واضح ويقول بوقف التعديات على بيروت ونرى بأن ما صدر عن مجلس الامن المركزي واضح وصريح واتفقنا على ازالة معظم الاعلام والصور وان لا يكون هناك استفزاز لاي مواطن من اي حزب كان، وترجع بيروت عاصمة لبنان خاصة ان كل الاطراف وقعوا امام كل الرأي العام العربي والعالمي بعدم اللجوء الى العنف".

* "حزب الله" قال انه يريد وزيرا سنيا وآخر درزيا وانه ينتظر ردكم، هل توافقون على وزير سني مقابل وزير شيعي؟

- هناك مشاورات جارية ونرى الى ماذا ستفضي.

* هل انتم مستعدون كفريق 14 اذار لتحسين العلاقات مع سوريا خصوصا بعد زيارة ساركوزي؟

- نحن قلنا اننا نريد علاقات ديبلوماسية مع سوريا.

* هل مستعد لزيارة سوريا؟

- لا دخل لي بذلك هناك رئيس.

جنبلاط: وتحدث النائب وليد جنبلاط، فقال: "زيارة ساركوزي دعم اساسي للدولة اللبنانية وخطابه يلاقي خطاب القسم للرئيس سليمان بانه لا بد ان يكون لبنان مستقلا بدولة واحدة وأهمية الحوار وأهمية المحكمة في هذه التفاصيل التي استنتجتها، وعلينا كلبنانيين ان ندخل في عملية بناء الدولة والحوار".

* ماذا عن تأليف الحكومة؟

- هذا الامر يعود الى الرئيس السنيورة.

* اين اصبحت المشاورات؟

- "ليست لدي فكرة".

* يحكى عن زيارة للرئيس السوري بشار الاسد الى لبنان؟

- أفضل شيء ان يجتمع الرئيسان على الحدود كما فعل الرئيسان جمال عبد الناصر وفؤاد شهاب، وطبعا لا أشبه بشار الاسد بجمال عبد الناصر من أجل ان يكون هناك من خيمة للاعتراف بلبنان.

وسئل مجددا عن زيارة ساركوزي فقال النائب جنبلاط: "نحن اليوم امام حدث تاريخي، رئيس فرنسا اتى، خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في ما يتعلق بأهمية الدولة واستقلال لبنان والمحكمة وحق اللبنانيين في الاستقلال بدون تدخل اجنبي، وهذا مهم جدا".

رعد: وتحدث رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، فقال: "ان هذا اللقاء يساعد على تبديد المنافسات التي ولدت من خلال التوتر والاحتقان، وفي النهاية عندما يلتقي المسؤولون يتحدثون ويسمعون". وتمنى النائب رعد "ان يؤسس لقاء بعبدا لحوارات جدية ومتواصلة"، معتبرا "ان الاساس اليوم هو لتشكيل الحكومة"، نافيا "ان يكون لدى "حزب الله" مشكلة في الاسماء".

عون: وقال رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في رد على سؤال عن ولادة قريبة للحكومة: "لا اتوقع ذلك ما دامت هناك نوايا ومنها اتهامنا بالعرقلة"، مشيرا الى "ان لا فيتو لديه على احد في التشكيلة الحكومية". اضاف: "لا مطالب لدينا وانما حقوق نريدها ولا تراجع عنها". الى ذلك، ثمن العماد عون اهتمام فرنسا بلبنان وفق ما ورد في كلمة الرئيس ساركوزي.

 

جال في قصر الصنوبر مصافحا أبناء الجالية ومتحدثا اليهم

ساركوزي جدّد دعمه للبنــان التنوع والحر والمستقــل وعبّر عن تقديره للجهود التي بذلهـــا البطريرك صفيـر

المركزية - كرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تأييده دعم لبنان الذي يرمز الى التنوع الفريد في منطقة الشرق الاوسط، لبنان الحر السيد والمستقل، وشدد على ان فرنسا تدعم الروابط الخاصة مع لبنان الذي لا بد ان يكون له علاقات مع جيرانه البارزين، مشيرا الى ضرورة معاقبة المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم التي حصلت اخيرا في لبنان، وأوضح ان فرنسا تنوي ان تدعم القطاع التربوي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان من خلال وفود رسمية ستعود اليه قريبا، معبرا عن تقديره للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على الجهود التي قام بها وللشجاعة التي اثبتها، واصفا هذه الزيارة بالمؤثرة جدا.

كلام ساركوزي جاء في اثناء لقائه الجالية الفرنسية في قصر الصنوبر الذي وصل اليه عند الساعة الثانية الا ربعا بعد ظهر اليوم حيث قال: دولة رئيس الوزراء السيد فرانسوا فيون، معالي الوزراء، سعادة النواب، اصدقائي الاعزاء، اسمحوا لي اولا ان اعبر عن سعادتي لوجودي هنا الى جانبكم في هذا البلد لبنان الذي تحبونه، واريد ان اقدر دعم اعضاء الوفد الذي يرافقني ومحبته للشعب اللبناني، باتريك ديفيد جيان، وجان بيار رافاران، وفرنسوا بايرو اضافة الى ماري - جورج بوفيه ومَن يمثل حزب "الخضر" والاعضاء الآخرين الذين جاءوا ليقولوا للبنان انه لديكم ثقة بالمستقبل.

اريد ايضا ان اشكر السفير الفرنسي لأعماله الذكية والشجاعة، كما اشكر زوجته.

وأقول باسم عائلة باران التي شرّفت فرنسا، فإن السفير باران التي خدمها بشكل جيد ايضا عندما كان في السنغال، هو يخدم هنا في لبنان بشكل جيد وأنا سعيد لوجودي معكم.

واريد ايضا ان احيي باسم كل مَن هو حولي مواطني الاعزاء لشجاعتكم، على الرغم من كل المحن التي مر بها لبنان في خلال السنوات الفائتة وعلى الرغم من كل الصعوبات التي واجهتموها في لبنان، لم تستسلموا ابدا، لقد استمريتم في الاعراب عن املكم في لبنان وبثقتكم بمستقبل لبنان الذي لم تتركوه واستمريتم في حبه من كل قلبكم وبكل قدراتكم، وإن كانت فرنسا تحب لبنان، هي ممتنة لكم ولكل مَن يعيش في لبنان ويعمل فيه ومَن قرر ان يستقر في لبنان، وهو يؤمن به لذلك فإن فرنسا تقدر هذا لكم، وهي التي تدعم لبنان وتستمر بدعمه، وهي التي تريد القول ان اتفاق الدوحة تم التوصل اليه في الاسبوعين الفائتين بفضل الجامعة العربية وقطر، الا ان في لبنان لم يتم التوصل الى نجاح لكن لا يمكن القول ان لبنان استسلم لذك لم اكن اعلم اذا كان علي المجيء الى لبنان، واذا ما كان هذا الامر مبكرا او متأخرا، وهل ادعو الرئيس سليمان الى فرنسا، لست ادري ما هو الجواب الملائم، لكنني ادركت ان النور ظهر وإن انتخاب الرئيس سليمان هو امل، وطبعا ستتم مواجهة مشكلات جديدة في لبنان، الا ان هذه الفرصة عبّرت عن الجو الايجابي وكان لا بد من المجيء والاعراب عن دعم فرنسا للبنان. وهنا اريد ان اعبّر لبرنار كوشنير عن تقديري للجهود التي بذلها في القضية اللبنانية.

واسمحوا لي ان اقول اننا ندعم لبنان بأطيافه كافة وبطوائفه كافة، ونحن ندعم الجميع، وليس طائفة واحدة لذلك، من الطبيعي ان يرى كل منا التنوع اللبناني، فهناك صداقة ومحبة لطرف او آخر، الا اننا ندعم الجميع، وهذا البلد هو رمز للتنوع في شرق اوسط يتجه الى غياب التنوع لذلك جئنا الى القصر الرئاسي في لبنان، والتقينا الاطراف السياسية كافة، واجتمعنا على مائدة غداء، فلبنان بحاجة الى جميع ابنائه وفرنسا ستعمل لخدمة لبنان مستقل والدول جميعها لديها الحق بالاستقلال بما في ذلك لبنان، لانه بلد حر وسيد. ونحن نريد مساعدة هذا لبنان، ولا بد ان يكون له علاقات مع جيرانه البارزين، وسوف نواكب هذه الروابط، وفرنسا لديها علاقات مع جميع هذه الدول لكن شرط ان يُترك لبنان يعيش بحرية. اضاف: لا بد ان تتم معاقبة المجرمين، والكشف عن هويتهم، وهذه ليست خدمة للبنان الذي لا يمكن ان يستمر كما لو انه لم يحدث امر، وتاليا الكشف عن هوية المجرمين تخدم سيادة لبنان وديموقراطيته.

اضاف: انني احيي الجنود الفرنسيين الذين يخدمون في قوات اليونيفيل. وفرنسا ستبقى في جنوب لبنان لخدمة السلام ولتطبيق قرارات الامم المتحدة. هناك 1600 جندي فرنسي في لبنان وسأتوجه الى الجنوب لأزورهم حيث هم.

اريد ايضا ان اعبر عن تقديري للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على الجهود التي قام بها وللشجاعة التي اثبتها. واريد ان ازوره كما يقضي التقليد وسوف اتحدث معه في هذه المواضيع. وأريد كذلك ان اشير الى انه في الاسبوع المقبل ستتوجه بعثة الى لبنان لمواكبة موضوع المساعدات المدرسية التي قدمتها فرنسا الى لبنان. هناك قرابة 27 مؤسسة تعليمية وسوف تتولى هذه البعثة العمل لتطوير هذه المؤسسات التعليمية من اجل تعزيز القيَم البشرية التي تدعمها فرنسا اضافة الى الثقافة الفرنسية في لبنان وهذا البلد في حاجة الى احترام الغير والحوار والمسامحة. كذلك سيعود رئيس الوزراء الفرنسي على رأس وفد اقتصادي للمشاركة في اعادة بناء لبنان الذي عانى الكثير. اريد ان اقول لكم ان ما جرى اليوم هو ذات اهمية كبيرة بالنسبة الى لبنان وبالنسبة الى فرنسا ايضا ولكن ما هو مهم بالنسبة الى السلام في العالم ان تستفيد فرنسا من هذه الاحداث ويمكنكم ان تناقشوا الامور مع مَن هم هنا اليوم. وإن ما جرى كان مؤثرا جدا ووصولي الى بيروت كان كذلك ايضا وقد التقيت باللبنانيين الذين اكن لهم محبة كبير. وأشكر الجميع على استقبالي في هذا البلد الذي عانى الكثير وكان من الجيد انني وصلت الى لبنان الموحد مع الوفد المرافق لي بعد المصاعب التي مر بها لبنان. اقول لكم اننا سنعمل معكم وإنها لسعادة لي وأنا ممتن لما فعلتموه لتحسين صورة فرنسا في لبنان. شكرا لكم. وبعد انتهاء ساركوزي من القاء كلمته أُنشد النشيد الوطني الفرنسي بعدها جال واعضاء الوفد المرافق على ابناء الجالية مصافحا اياهم ومتحدثا اليهم، ثم توجه الى مطار رفيق الحريري الدولي مغادرا.

 

الرئيس ساركوزي اكد الدعم الكامل للرئيس سليمان والحكومة اللبنانية

وشدد على المصالحة والحوار بين القوى اللبنانية لانجاح اتفاق الدوحة

وطنية- 7/6/2008(سياسة) اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في كلمة له في مطار بيروت عن تضامنه مع لبنان والشعب اللبناني. وفي ما يلي ترجمة غير رسمية للكلمة : يسعدني ام اكون في بيروت وان يستقبلني بحرارة نظيري الرئيس ميشال سليمان . جئت لكي اهنىء الرئيس سليمان بانتخابه رئيسا للجمهورية ولاقول له ان فرنسا تقف بجانبه. انتخاب الرئيس سليمان يعني الامل لجميع اللبنانيين من دون استثناء، واحمل مع الوفد الذي يرافقني وهو وفد استثنائي، رسالة الى الشعب اللبناني الذي اريد ان اعبر له عن المحبة والاخوة والوحدة والروابط القوية الموجودة بين البلدين وهي قوية اكثر من اي وقت مضى. اعتقد ان هذا امر جيد لقدر الشعب المتوسطي. لبنان مر في ازمة كبيرة وقد كانت مؤسساته قائمة، ومع الجهود التي قامت بها قطر والجامعة العربية وفرنسا سمح اتفاق الدوحة بتحسين الوضع وادى الى مصالحة وطنية. الرئيس سليمان امامه مسؤولية كبيرة لانجاح هذه المصالحة، ولا بد ان تقوم القوى اللبنانية جميعها بترجمة التزاماتها وذلك عبر الحوار. هناك مآس كبيرة في لبنان، وقد كان هناك عدد كبير من القتلى، ولكن لا بد ان نتطلع الى مستقبل يقوم على الحوار، وذلك لكي يجد كل لبناني نفسه في لبنان". أضاف: "اليوم نحن هنا لدعم الحكومة التي كلف الرئيس السنيورة بتشكيلها وذلك لحل مشكلة الاقتصاد اللبناني. المجتمع الدولي واوروبا وفرنسا مستمرون في دعم لبنان على جميع الاصعدة. رئيس الجمهورية ميشال سليمان يمكنك ان تعتمد على التزام فرنسا، هذا الالتزام السياسي والاقتصادي والثقافي الذي سيترجم على الارض هو دعم من الشعب الفرنسي للشعب اللبناني، وذلك ترجمة للدعم الفرنسي للبنان. لبنان رمز التنوع والسلام. ما يحدث اليوم هو مهم جدا للبنان، والعالم بأكمله ينظر الى لبنان فليلتزم الجميع حيال لبنان".

 

انتهاء الاجتماع الموسع اللبناني - الفرنسي وغداء تكريمي على شرف الرئيس ساركوزي

وطنية - 7/6/2008 (سياسة) انتهى عند الثانية عشرة ظهرا الاجتماع الموسع الذي عقد، في بعبدا في اعقاب الخلوة بين الرئيسين اللبناني العماد ميشال سليمان والفرنسي نيكولا ساركوزي. وشارك في الاجتماع الموسع اعضاء الوفد الفرنسي المرافق للرئيس ساركوزي، وعن الجانب اللبناني: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة والنظراء اللبنانيون للوزراء في الوفد الفرنسي المرافق. وانتقل الرئيسان سليمان وساركوزي الى بهو القصر الجمهورية حيث صافحا المدعوين ثم توجها الى مأدبة الغداء التكريمية التي يقيمها الرئيس سليمان على شرف الرئيس الضيف والوفد المرافق في قاعة 25 أيار، بمشاركة اركان طاولة الحوار الوطني والوزراء ورؤساء الهيئات القضائية والقادة الامنيين والامناء العامين في المؤسسات الدستورية ووزارة الخارجية وسفير لبنان في باريس بطرس عساكر وعدد من المسؤولين الاداريين. وبعد تبادل الانخاب، من المقرر ان يلقي الرئيسان سليمان وساركوزي كلمتين في المناسبة.

 

الرئيس سليمان: لبنان يلتزم القيم الانسانية ومحاربة الارهاب

وطنية- 7/6/2008(سياسة) اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في كلمة خلال مأدبة الغداء التي اقامها على شرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر بعبدا "ان الارتباط الخاص الذي يجمع لبنان وفرنسا انما يرتكز على قيم الحرية والمساواة والاخوة، وهي قيم اساسية عملت امتكم العظيمة على نشرها. ولبنان اثبت التزامه الوثيق بتلك القيم الانسانية الكبرى. اما التزامنا في محاربة الارهاب وكل اشكال التطرف فقد اثبتناه ولا زلنا من اجل تأمين غد زاخر بالامل لابنائنا". واشار الى "ان سياسة لبنان تهدف، الى جانب اعادة اطلاق الدورة الاقتصادية، الى اصلاح مؤسساته السياسية والادارية والامنية والقضائية والاجتماعية كي يستعيد مكانته ودوره بين مجموعة الامم".

 

اجتماع بين الرؤساء سليمان وبري والسنيورة بعد مغادرة الرئيس ساركوزي

وطنية - 7/6/2008 (سياسة) غادر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قصر بعبدا عند الاولى والنصف من بعد ظهر اليوم، وعلى الفور عقد اجتماع بين الرؤساء ميشال سليمان، نبيه بري وفؤاد السنيورة.

 

حزبا الخضر الفرنسي والبيئة اللبناني تمنيا علاقات متميزة بين لبنان وفرنسا

وطنية-7/6/2008 (متفرقات) تمنى الأمين العام الوطني لحزب الخضر في فرنسا سيسيل دوفلو، ورئيس حزب البيئة اللبناني حبيب معلوف، "ان تشكل زيارة الرئيس ساركوزي برفقة وفد من ممثلي الاحزاب السياسية الرئيسية مرحلة متميزة في العلاقات بين لبنان وفرنسا". كما تمنيا على "الرئيس ساركوزي ان يساعد على ارساء سياسة متوازنة تسمح لكل الاحزاب السياسية اللبنانية ان تجد طريقها الى السلام الدائم بعيدا عن الاصطفافات الطائفية الضيقة". وأمل حزب البيئة اللبناني وحزب الخضر في فرنسا "ان تحتل قضايا البيئة أولوية في مشاريع التنمية المستدامة لتصبح مثلا يقتدى به للتنمية المستدامة على صعيد كل المنطقة".

 

جنبلاط يرفض زيارة الأسد للبنان ويحذر من تأخير سياسي للمحكمة الدولية

وكالات/أعلن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط رفضه لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى لبنان في ظل الانقسام الراهن بين اللبنانيين، لكنه أشار الى انه "إذا لم يكن من مفر من هذه الزيارة فليذهب الرئيس ميشال سليمان لملاقاة الأسد عند الحدود اللبنانية السورية كما حصل في لقاء الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مع الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب، وهذا الأمر سيشكل الخطوة الأولى في اعتراف النظام السوري بلبنان". وجدد جنبلاط تحميله النظام السوري مسؤولية الاغتيالات في لبنان "لأنها لم تطل سوى الذين رفضوا التمديد للرئيس السابق اميل لحود وطالبوا باستقلال لبنان مع علاقات ندية بسوريا"، وقال ردا على سؤال حول امكانية استمرار الإغتيالات:"كل شيء ممكن". جنبلاط، وفي حديث الى "EuroNews"، تمنى أن تبصر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان النور بسرعة، متحدثا عن حصول تأخير في انطلاقتها "لا أعلم ان كان تقنيا أم سياسيا"، وحذر من أن أي تأخير سياسي للمحكمة الدولية يعني ان الأمم المتحدة أو فريق منها يجري صفقة مع النظام السوري على حساب رفيق الحريري (رئيس الوزراء الأسبق) ودماء اللبنانيين". وحول تطلعاته إزاء زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى لبنان، تمنى جنبلاط أن تعتمد فرنسا سياسة أقل التباسا حيال القضية الفلسطينية كتلك المتبعة في عهد الرئيس السابق جاك شيراك، وانتقد الدعوة الفرنسية الموجهة الى الرئيس السوري للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني الفرنسي في 14 تموز المقبل من ضمن رؤساء الدول المتوسطية، واصفا هذا الأمر بالـ"إهانة للشعب الفرنسي". ورأى جنبلاط ان الاتحاد الأوروبي لا يملك سياسة موحدة تجاه لبنان والشرق الأوسط كذلك تجاه كافة الدول المتوسطية، معتبرا ان فكرة ساركوزي بانشاء اتحاد دول المتوسط تهدف لعزل تركيا عن الدخول الى الاتحاد الأوروبي، ومشيرا الى إشكالية انتماء اسرائيل الى هذا الاتحاد مع استمرار ارتكابها المجازر بحق الفلسطينين، وأعلن عدم تفهمه للموقف الأوروبي الذي وصفه بالغامض والمتخاذل حيال القضية الفلسطينية.

 

الرئيس السنيورة يطلب من المسؤولين الأمنيين تطبيق القانون بتشدد وحزم اثر حادثة الطريق الجديدة بعد ظهر اليوم

وطنية- (سياسة) 7/6/2008 لدى اطلاعه على الحادث الذي تعرض له المواطن علي صبرا في الطريق الجديدة أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصالات بالمسؤولين الأمنيين طالبا منهم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من شارك في هذا الحادث، معتبرا أن أية مخالفة أو حادثة إخلال بالأمن أو اعتداء على مواطنين، يجب التعامل معها أنها بمثابة اعتداء على الدولة، مؤكدا على انه يجب التعامل مع أي مخل بالأمن أو أي معتد على أي مواطن بحزم مع التشدد في تطبيق القانون.

 

الشيخ قاسم: يمكن ان يكون عهد الرئيس سليمان فاتحة للحوارات

قانون الانتخابات المتفق عليه في الدوحة يعطي أرجحية للمعارضة

وطنية- 7/6/2008 (سياسة) رأى نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حوار مع صحيفة "الدار" الكويتية ان "قانون الانتخابات الذي تم الاتفاق عليه في الدوحة يعطي ارجحية للمعارضة"، متوقعا ان "تكون الاغلبية في البرلمان الجديد لمصلحة المعارضة لان الاغلبية الشعبية هي لمصلحتنا، والمعارضة متفقة على الحقائب في ما بينها ولا يوجد مشكلة في حين أن هناك مشكلة توزير لدى الموالاة وتحديدا في المقاعد المارونية".

ورفض "الربط بين حادثة استهداف احد مناصري تيار "المستقبل" وتعليق المفاوضات من اجل تأليف الحكومة اللبنانية، وعندما تحصل اي حوادث امنية، هناك مرجعية امنية طبيعية في الدولة وهي القوى الامنية والقضاء اللبناني"، وقال: "لا اتصور ان الاشارة المتكررة الى وجود مسلحين، أو رفع المظلومية بهذا الشكل سوف يعالج المشاكل الموجودة عمليا، إذ لا مسلحين على الارض، والجيش هو الذي يمسك مع القوى الامنية بكل الوضع في بيروت. المطلوب ربما اعطاء هذه الحادثة ابعادا يحتاجها البعض لاثارة نعرات معينة".

ونفى ان يكون اتفاق الدوحة "مجرد هدنة سياسية طويلة، وهو انهى ازمة وفتح بابا للحل"، مؤكدا "استعداد المعارضة للحوار في كل ما يمكن على طاولة الحوار من هواجس وقضايا ومعالجات"، وقال: "يمكن ان يكون عهد الرئيس ميشال سليمان فاتحة لحوارات متعددة ومعالجات من خلال الحكومة للقضايا التي توقفت في البلد، فنكون قد سرنا في الطريق الصحيح. كما يمكن الا يستجيب الطرف الاخر للآليات الدستورية فتتحول هذه الفترة حتى الانتخابات النيابية فترة انتظار وترقب لمعرفة نتائج هذه الانتخابات. هذا رهن بتصرف الجهات المختلفة".

ونوه قاسم بالرئيس المنتخب ميشال سليمان، كاشفا عن ان "المعارضة كانت قد طرحت اسمه قبل ظهور فكرة المرشح التوافقي ولم يكن الطرف الآخر في الموالاة يقبل به، لكن حصلت تطورات جعلت الطرف الاخر يقبل به. بعض من في المعارضة حاول ان يستقرىء سبب هذا الاهتمام المفاجىء، لكن سرعان ما توضح ان الطرق مسدودة امامهم وان لا خيار لديهم سوى الموافقة. اعتقد ان الموالاة كانت تعتبر العماد سليمان معبرا الى مشروعها، والان هو ليس معبرا لمشروعهم، بل اصبح دعامة من دعامات وضع الامور على سكة المشاركة والتوافق". ووصف الشيخ قاسم ما حصل في بيروت قبل اتفاق الدوحة بانه "عمل موضعي نظيف"، وقال: "هنا كنا امام خيارين، فاما ان نخضع لنظرية خطوط التماس والفتنة الداخلية بالتقاتل على خطوط تماس ونصبح أمام مأزق في الداخل، واما ان يتسلم الجيش الموضوع الامني في بيروت بعد وضع حد لهذه البؤر التي ارادت ان تفتعل مشكلة في داخل بيروت، فاخترنا الحل الثاني. لذلك كانت كل العملية في يوم واحد بعدها استلم الجيش الامن وانتهت المشكلة. ان ما حصل في بيروت حمانا وحمى لبنان من فتنة مذهبية وداخلية وحمانا من توريط للجيش في الازمة الداخلية".

وأكد ان "الشيعة في كل بلد عربي يعملون كجزء من بلدهم، ولا يوجد رابطة شيعية بين البلدان المختلفة تحاول ان تصنع لها كيانا متمايزا عن كيانات الدول". مشددا على ان "حزب الله يعمل في لبنان وليس لديه فروع في الدول العربية ولا يريد ان تكون له مثل هذه الفروع"، جازما بان "الدور الايراني في المنطقة ليس ضد الدول العربية والاسلامية لأن القضايا التي تعانيها هذه الدول هي نفسها التي تعانيها ايران". واستبعد بشدة "قيام اسرائيل بعمل عسكري قريب ضد لبنان"، مشددا على انها "ستحسب الف حساب عندما تقرر القيام بأي عمل لرد الفعل الدفاعي الذي سيقوم به "حزب الله" الذي اعد نفسه وجهز قدراته لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي، والحزب في وضع افضل بجميع المعايير عما كنا عليه لحظة اندلاع الحرب الاخيرة".

 

رئيس وزراء كندا يؤجل زيارته المقررة إلى إسرائيل

راديو سوا

قالت وسائل الإعلام الكندية الجمعة إن رئيس وزراء كندا ستيفان هاربر قرر تأجيل زيارة إلى اسرائيل كانت مقررة منتصف يونيو/حزيران بسبب الأزمة السياسية التي تعاني منها إسرائيل . ولم يعلن رسميا عن أي موعد آخر لزيارة هاربر إلى المنطقة. ولكن عدة وسائل اعلام كندية كانت قد أعلنت أن هابر سيتوجه إلى اسرائيل والأردن والضفة الغربية من 16 إلى 20 يونيو/حزيران. وذكرت اذاعة "راديو كندا" أن هاربر قرر تأجيل هذه الزيارة المقررة في هذه المواعيد بسبب الأزمة السياسية في اسرائيل التي نشأت بسبب شكوك بالفساد تدور حول رئيس الوزراء إيهود أولمرت. ولم يدل مكتب هاربر الجمعة بأي تعليق إذ أنه لم يصدر أي إعلان رسمي عن هذه الزيارة المقررة إلى اسرائيل. ومع ذلك، أوضح مصدر مقرب من الحكومة أن المواعيد تقررت مطلع يونيو/حزيران لمثل هذه الزيارة وأنها لم تعد ممكنة بسبب الوضع على الأرض وأن مواعيد أخرى ما زالت قيد البحث. ومنذ وصوله إلى السلطة مطلع 2006 بدأ هاربر كمدافع شرس عن إسرائيل.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 7 حزيران 2008

البلد

علم ان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني زار باريس بداية الاسبوع الجاري والتقى الرئيس نيكولا ساركوزي من دون الاعلان عن هذه الزيارة.

توقعت مصادر مسؤولة ان تقدم وزارة المالية على فتح اعتماد لباخرة فيول على الأقل لأن قراراً اتخذ بزيادة التقنين ضمن بيروت الإدارية.

يبدو ان تكتلين شماليين سيصابان بخيبة أمل في الوزارة الجديدة نظراً للمطالبة الملحة من نواب في مناطق أخرى بوجوب التمثيل الوزاري بعد غياب اعتبروه على حسابهم.

النهار

تتوقع أوساط سياسية أن تنعكس عملية تشكيل الحكومة على الاوضاع داخل عدد من الكتل، بحيث تتغير التحالفات الحالية.

لوحظ أن حزباً بارزاً في المعارضة يوكل الى حزب آخر حليف وضع "فيتو" على هذا أو ذاك من المستوزرين في الموالاة !

ثمة من ربط الاحتكاكات الأخيرة بكلام لافت لمسؤول عربي بارز حول لبنان.

السفير

وصف مرجع حكومي تشكيل الحكومة الجديدة بأنها عملية "عض أصابع"، ومن يقول "آخ" قبل الآخر.

لوحظ أن الحزب الفرنسي الوحيد الذي لم يشارك ممثل عنه في زيارة ساركوزي للبنان هو حزب الخضر، ما أثار استغراب الحزب الذي لم يتلق دعوة من الرئيس الفرنسي.

هدد أحد الوزراء بالانسحاب من تكتله النيابي في حال عدم توزيره في الحكومة الجديدة.

جرى نقاش حاد خلال اجتماع أمني حول دور المؤسسة المعنية في ضبط الأوضاع وضرورة تحمل المسؤولية في هذا المجال.

المستقبل

لاحظت أوساط ديبلوماسية أن جهات لبنانية كانت منذ اللحظة الأولى لتكليف الرئيس السنيورة لرئاسة الحكومة تسوّق فكرة أن تشكيل الحكومة يحتاج إلى ثلاثة أسابيع في أقل تقدير.

تتوقع مصادر لبنانية أن ينهي السفراء اللبنانيون في الخارج تقديم أوراق اعتمادهم بحسب الأصول في غضون الأسبوعين المقبلين.

قالت أوساط غربية إن سعي أولمرت للسلام لا يزال مشكوكاً بأمره بسبب ضعفه الداخلي على الرغم مما يحكى عن تقدم في المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية.

اللواء

كشف عضو بارز في أحد الوفود التي شاركت في اجتماعات اتفاق الدوحة أن وزير دولة إقليمية غير عربية كان يلحّ باتصالات مفتوحة على التوصل الى اتفاق!·

تبيّن من سير الخط المفتوح بين كتلتين إحداها موالية والأخرى معارضة أن الاجتماع الذي جمع نواباً منهما، كان بناء لإشارة من رئيس الكتلة الموالية·

تتغير بورصة الأسماء المرشحة لدخول الوزارة على طريقة البرق الذي ما أن يظهر حتى يختفي!·

الشرق

جهة سياسية بارزة أوعزت الى مقربين تجنب الظهور العلني في مناطق معينة بما في ذلك عدم خفض مستوى حذرهم خلال تنقلاتهم .

مسؤولان سابقان لم يلتقيا منذ وقت طويل ظهر عنهما تباعد مقصود خلال وجودهما في مكان واحد اثناء تقديمهما واجب عزاء .

اجتماع حزبي تباينت الآراء خلاله بين أركانه على خلفية رفض توزير ممثل عن الحزب في الحكومة الجديدة .

 

انتهاء الخلوة الروحية السنوية للاساقفة الموارنة بقداس في بكركي

تشديد على ضرورة الالتفاف حول الرئيس والتواصل والتفاهم بالعمق

البطريرك صفير:مهما اظلمت الدنيا وسدت علينا المنافذ فان الله لا يتركنا

وطنية - 7/6/2008 (سياسة) اصدر الاساقفة الموارنة بيانهم الختامي اثر انتهاء خلوتهم الروحية السنوية في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وقد تلا امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق البيان وجاء فيه: "اجتمع اصحاب السيادة مطارنة الكنيسة المارونية المقيمون في لبنان والوافدون اليه من ابرشيات سوريا والاراضي المقدسة ومصر وقبرص واوروبا وكندا والولايات المتحدة الاميركية والمكسيك والبرازيل والارجنتين، في الصرح البطريركي في بكركي، بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى، وبرئاسته من مساء الاول حتى السابع من حزيران 2008، وقاموا برياضتهم الروحية التي دارت تاملاتها حول"صورة الاسقف في الكتاب المقدس والتقليد الكنسي". وعقدوا مجمعهم السنوي، في جو من الصلاة والتأمل واستلهام الروح القدس، وتدارسوا المواضيع المدرجة على جدول الاعمال والتي تناولت خصوصا القضايا الكنسية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية. وفي ختام المجمع اعلنوا ما يأتي:

في الشؤون الكنسية

1- في مستهل الاجتماع اطلع صاحب الغبطة الاباء على الجولة الرسمية والراعوية التي قام بها السيد البطريرك اخيرا، وشملت دولة قطر، جنوب افريقيا، الولايات المتحدة الاميركية واسبانيا حيث التقى ملوك وامراء ورؤساء هذه الدول، والامين العام للامم المتحدة وممثلي الدول الكبرى الخمس. كما جرى له تكريم خاص في جامعة فيلانوفا في فيلادلفيا ودشن عددا من الكنائس والمراكز الروحية، والتقى العديد من الشخصيات الدينية والسياسية الكبيرة والفاعلة، مع ابناء رعايا الانتشار والجاليات اللبنانية والسفراء اللبنانيين والعرب، حاملا معه حيثما حل قضية لبنان وواجب المحافظة عليه كنموذج فريد في العالم لتلاقي الحضارات والعيش المشترك بين الاديان. واذ يشكر آباء المجمع الله على الخيور والبركات التي افاضها على ابنائه بصلوات رأس كنيستهم في هذه الجولة المميزة، ينوهون بالحفاوة الكبرى التي استقبل بها من قبل رؤساء البلدان التي زارها والرعايا والجاليات اللبنانية، كما يهمهم ان يؤكدوا بالمناسبة ان الدور الوطني الكبير والتاريخي الذي يقوم به السيد البطريرك، انما يبغي دائما خدمة لبنان بكل عائلاته الروحية وبجميع ابنائه دون تفرقة او تمييز.

2- ثم استمع الاباء الى التقارير المقدمة عن الالكيريكيات المارونية وهي مار مارون - غزير، مار انطونيوس البادواني - كرمسده، سيدة لبنان - واشنطن، مار اغسطينوس - عين سعادة. وشكروا الله على الجدية والمحبة التي يعيشها القيمون على هذه المدارس مع طلابها، وعلى الغيرة على الدعوة الكهنوتية، والاستعداد الدائم للانخراط في خدمة كلمة الله والكنيسة. وتمنوا على المسؤولين في هذه المعاهد التشديد على الابعاد المسكونية والرسولية والرعوية في التنشئة، وايلاء الانتشار الماروني الاهتمام الواجب. واثنى الاباء اخيرا على اللجنة الاسقفية التي وضعت شرعة التنشئة الكهنوتية في الكنيسة المارونية" واخرجتها للتداول، واوصوا المدارس الاكليريكية استلهامها والعمل بتوجيهاتها في كل ما يتعلق بتنشئة كاهن الغد.

3- وفي ضوء ما للطقوس من دور في تغذية حياة المؤمنين الروحية وصون هويتهم وتراثهم الكنسي، تابع الاباء باهتمام حثيث موضوع التجديد الطقسي الذي اوكل امره الى اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية. وقد اعربوا عن ارتياحهم للانجازات المتعددة التي رفعت اليهم هذه السنة، ومنها ربة القداس المعروف بنافور مار بطرس (شرر) الذي قدم بصيغة رعوية خاصة، وكتاب التراتيل الذي اصبح جاهزا للطبع والاستعمال. ورتبة التوبة الجماعية التي شجع المؤمنين على الاحتفال بسر التوبة، ورتبة مسحة المرضى. واطلعوا ايضا على مشاريع اللجنة الطقسية المستقبلية، واملوا في ان يكون في كل ابرشية لجنة للطقوس في كل ابرشية لجنة للطقوس في سبيل تطوير العمل الليتورجي واشراك المؤمنين في فوائده الروحية.

4- في سبيل المزيد من التعاون والتفاعل بين الابرشيات المارونية كافة، استمع الاباء الى تقارير مفصلة عن اوضاع الابرشيات في النطاق البطريركي اولا، ومنها ابرشية مصر التي تحتفل هذه السنة بيوبيلها المئوي الاول، فباركوا لها ولابنائها بكل ما تحقق على يد اساقفتها ومعاونيهم خلال هذه المدة التاريخية. ثم اصغوا الى تقرير عن ابرشية قبرص ووضع الموارنة هناك والانجازات المتعددة التي تحققت في الاونة الاخيرة بفضل ما يقوم به راعي الابرشية. كما رحبوا بما تقوم به ابرشية دمشق لانجاز بيت الطلبة المجاور للمطرانية، نظرا للموقع المميز الذي تحتله هذه الابرشية من جهة، ومن جهة ثانية لكون الكاتدرائية في دمشق مبنية على ذخائر الطوباويين الشهداء المسابكيين الثلاثة شفعاء كنيستنا. وحيا راعي ابرشية الاراضي المقدسة الرئيس اللبناني الذي ذكر الجميع، في اول اطلالة له بعد تسلمه منصبه، بقضية اللبنانيين الذين لجأوا قسرا الى اسرائيل سنة 2000، وكرر سيادته شكره للبطريركية وللابرشيات التي ساعدته على انقاذ وقفية حيفا من الضياع.

اما رعاة ابرشيات الانتشار في كندا، المكسيك، البرازيل، الارجنتين والولايات المتحدة، وبعد ان عرض كل منهم اوضاع ابرشيته مع طموحاتها وآمالها واهم انجازاتها، فقدروا كل التقدير ما جاء في خطاب القسم الرئاسي من ارادة صادقة لاعطاء الهوية اللبنانية للمغتربين الذين يستحقونها عن حق وحقيق. واذ يضم الاباء جميعا اصواتهم الى اصوات اساقفة الخارج في شأن اعطاء الهوية للمغتربين وتسهيل عودة اللبنانيين من اسرائيل، يهم الاباء بأن يذكروا بالمناسبة، بان مؤتمر الشبيبة المارونية العالمي سينعقد لاول مرة في تموز القادم، في ابرشية استراليا، برئاسة السيد البطريرك ، قبيل مؤتمر الشبيبة العالمي، وهم يدعون الجميع للصلاة من اجل نجاحه.

في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية

5- اعار الاباء هذه السنة الشان الاجتماعي والاقتصادي اهمية خاصة، لذلك ارادوا ان تنعقد الجمعية العمومية للمؤسسة الاجتماعية المارونية ، اثناء الرياضة الروحية، باعضائها المؤسسيين والمنتسبين، فاستمعوا الى التقارير التي تتحدث عن انجازات المؤسسة، واثنوا بالاخص على العمل الذي تحقق لتاريخه، وهو تأمين المسكن لحوالى 1660 عائلة، وذلك بالحد الادنى الممكن من الكلفة المادية.

6- وانتقل الاباء بعد ذلك الى تقارير الهيئة الاقتصادية، العليا، واطلعوا على البرامج المعلوماتية الحديثة المعدة للاوقاف والاملاك الكنسية. ثم استمعوا من الهيئة الى تصورها للخيارات الاستراتيجية الكبرى، التي تسعى للمحافظة على الارض ، وايجاد التنمية المتوازنة، وتطوير ذهنية جديدة للعمل معا، ووضع خطط عمل تتضمن التعاون والتعاضد للوصول الى التنمية الشاملة. وفي الختام وضعت الهيئة امكانياتها لتوفير الاستشارات اللازمة والسليمة بخصوص تنظيم العقود واعلنت انها بصدد الاعداد لدورات تثقيف وتدريب للقيمين على ادارة الاملاك والاوقاف الكنسية.

في الشؤون الوطنية

7- يتوجه اباء المجمع بالتهنئة الحارة الى فخامة العماد ميشال سليمان لانتخابه رئيسا للجمهورية لما يتحلى به من صفات وطنية رفيعة اهلته لاجماع القادة عليه والمواطنين. وبانتخابه تأمنت المصلحة العليا واحترم الدستور وملىء الفراغ من قبل شخصية وفاقية موثوق بها، تضمن وهج الرئاسة، والمحافظة على دورها، ليبقى الرئيس الحكم والمرجع ورمز وحدة البلاد، والمؤتمن الاول على الارض والشعب. وهم يثنون كل الثناء على خطاب القسم الذي يرون فيه برنامجا وطنيا طموحا، صالحا للحكم، ويتضمن الكثير من التوجهات الانسانية، بالاضافة الى النواحي الاقتصادية والاجتماعية والوطنية، مما يؤسس مجددا لشراكة حقيقية في ادارة شؤون البلاد، ويعزز الشفافية في الحكم، وسيادة الوطن على ارضه، وحريته واستقلاله، ويهيء لاطيب العلاقات مع الاشقاء والدول الصديقة، ويحافظ على رسالة لبنان الفريدة والرائدة في محيطه والعالم.

8- ويشكر الاباء جزيل الشكر كل الدول الشقيقة والصديقة التي أسهمت في حل الازمة اللبنانية، وخصوصا دولة قطر، اميرا وحكومة وشعبا، وجامعة الدول العربية وامينها العام، والوزراء المعنيين بالمبادرة العربية الاخيرة، التي كلفت بمساعدة لبنان، وعلى الجهود التي بذلوها لانجاح الحوار اللبناني، وصولا الى تدعيم الوفاق الوطني. وهم ياملون بأن يحافظ اتفاق الدوحة على ديناميته فينتقل اللبنانيون الى المصالحة الكاملة، بعد ان اهتزت، في الاشهر الماضية، الصيغة التي ارتضوها لتنظيم عيشهم المشترك، وتعرضت للانتكاس بفعل المشادات الكلامية الحادة، والمناظرات السياسية العقيمة التي ادت، مع الاسف الشديد، الى اللجوء الى العنف والاحتكام الى السلاح.

9- فاللبنانيون بحاجة اليوم الى ان يلتفوا كلهم حول رئيسهم الجديد، وينتقلوا فعلا من التشنج وانعدام الثقة فيما بينهم، الى التواصل الاخوي والتفاهم بالعمق، فيسود منطق الحوار والروح الديموقراطية الصحيحة وتقبل الاخر المختلف ، ليعملوا معا على قيام الدولة العادلة بجميع مؤسساتها، وعلى بناء السلم الاجتماعي، والاهتمام بالفئات الاكثر حاجة، فينعموا جميعا بالامن والاستقرار والازدهار، ويبقى الشباب في وطنهم، ويرتاح الجميع الى ضمان مستقبلهم في ارض الاباء والاجداد.

10 وفي الختام، اذ يحمد الاباء الله على انه اتاح لهم ان يجتمعوا في لبنان، للصلاة والتأمل والتفكير، وعرض بعض الاوضاع الكنسية والوطنية، فانهم يهيبون بأبنائهم الموارنة في لبنان وفي بلدان الشرق وفي دنيا الانتشار، ان يتمسكوا بتراث الاباء والاجدا، وهو تراث انفتاح وانسانية وقداسة، وان يعملوا لحضارة المحبة عبر تعزيز التلاقي والحوار والتفاهم، وان يبقوا في وسط مجتمعاتهم علامة لحضور الله، ويدا لخدمة الانسان. ويسعد الاباء ان يذكروا ابناءهم وجميع المسيحيين بان السنة المكرسة لمار بولس تبدأ في 28 حزيران الجاري، وهم يتمنون عليهم، بهذه المناسبة، ان يعودوا الى كتابات هذا الرسول العظيم، والتأمل بسيرته والتماس شفاعته. وهم اذ يدعون جميع اللبنانيين، لان يوحدوا الصفوف ويتجنبوا التفرقة، ويتسابقوا لايجاد الحلول لمشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، يسألون الله معهم ان يوفق فخامة رئيس الجمهورية وجميع القادة السياسيين لما فيه خير البلاد والعباد.

ويهمهم اخيرا ان يدعوا جميع ابناء الوطن للاحتفال معا بتطويب الاب يعقوب حداد الكبوشي، رسول الرحمة والمحبة والوحدة، في 22 حزيران الجاري، في مسيرة ايمانية مشتركة، تتويجا للوحدة الوطنية ، وانطلاقا لعهد جديد من المصالحة والاخوة والسلام.

قداس وعظة

وفي ختام الخلوة، ترأس البطريرك صفير قداسا الهيا في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي بمشاركة الاساقفة، وألقى بعد الانجيل المقدس عظة بعنوان " تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا أريحكم"، قال فيها: "في ختام هذه الرياضة الروحية السنوية، لا بد لنا من ان نرفع عقولنا وقلوبنا الى الله لنشكره على نعمته التي سمحت لنا ان نجتمع في هذه الرياضة الروحية، مثلنا في كل سنة، على الرغم من ظروف بلدنا الصعبة، لنستعرض حالتنا الروحية الشخصية اولا، ولنعرف، على نور الايمان، ما اذا كان كل منا يقوم بما توجبه عليه حالته من يقظة، وما اذا عرفنا كيف نقدم لابنائنا بالروح" الطعام في حينه" شأن "العبد الامين الحكيم الذي أقامه سيده على بني بيته". وهذا هو الوقت المفضل للقيام بهذا الواجب".

وقال: "القيام بالرسالة على ما يريدها منا السيد المسيح ليست بالامر السهل، خصوصا في أيامنا، وربما في بلدنا. غير ان قوتنا هي المسيح الذي وحده بامكانه ان يقوي ضعفنا، ويخصب رسالتنا، لذلك قال:" تعالوا الي يا جميع المتعبين، والثقيلي الاحمال وانا أريحكم". ومهما أظلمت في وجهنا الدنيا، وسدت علينا المنافذ، فان الله لا يتركنا ، اذا عرفنا ان نجعل متكلنا عليه. لذلك قال تعالوا الي يا جميع المتعبين.

انا نشكر حضرة ولدنا الاب عبد الله زيدان، المرسل اللبناني، مرشد هذه الرياضة الروحية الذي أعد خير اعداد ما ألقاه علينا من مواعظ. وقد شدد فيها على الصفات التي يجب ان يتحلى بها كل أسقف، على مثال السيد المسيح. فأظهر لنا ان الاسقف هو على مثال الرسل، وبخاصة القديس بطرس، صياد البشر. وعليهم ان يكونوا للمسيح، وهو الاخ المحب الذي يحنوا على ضعفنا وشقائنا، وهو الراعي الصالح الذي "يبذل نفسه عن خرافه". والصديق الصدوق الذي لا يخون، والخادم الامين الذي لا يعبأ بتعب، والآب المحب الذي يعطي دون حساب، والاخ المضحي في سبيل اخوته، والقائد الذي يخطط ويجع ويرى مسبقا كل أبعاد المعركة، والمعلم الذي لا ينطق الا بالحكم التي تنير الطريق الى السعادة في الدارين".

اضاف: "واذا كانت الكنيسة تنصح لجميع المؤمنين وخصوصا للاساقفة والكهنة بالرياضة السنوية، فلانها تعرف ان مشاغل الدنيا، وهي متكاثرة خصوصا عندنا في هذه الايام، وهي غالبا ما تصرف المؤمن عن غايته من دنياه، وهي السعي الى الظفر بالآخرة السعيدة، والسيد المسيح يقول:" ماذا يفيد الانسان، ان ربح العالم كله وخسر نفسه". ونحن قادة الشعب المسيحي الماروني في هذا البلد وبلدان الاغتراب، علينا ان نكون قدوة في الاتكال على العناية الالهية، والمحبة الاخوية، والقيام بما تلزمنا به حالتنا من واجبات. وغالبا ما نشكو ابتعاد الرعية عن رعاتها، وغالبا ما يكون الراعي السبب لاهماله العناية بالخراف الضالة. لحزقيال النبي في هذا المجال قول ملفت. انه يقول:" أليس الرعاة انما يرعون الغنم. انكم تأكلون اللبن وتلبسون الصوف، وتذبحون السمين، والغنم لا ترعونها. الضعاف لم تقووها، والمريضة لم تداووها، والمكسورة لم تجبروها، والشاردة لم تردوها، والمفقودة لم تتطلبوها، وانما تسلطتم عليها بقسوة وقهر، فاصبحت مشتة من غير راع وصارت مأكلا لكل وحش الصحراء". أرجو الا يصح هذا القول على اي منا".

وقال: "أوقاتنا صعبة، فيها لنا ولسونا تحديات كبيرة. والكنيسة كانت وستبقى، على مثال مؤسسها الالهي السيد المسيح، الملجأ في وقت الضيق، والمشجع في زمن الاحباط، والدافع الى المزيد من العطاء في اوقات الشح. وهذا ما يجب ان نعمل في سبيله، على الرغم من ضآلة الوسائل التي بين ايدينا. وعندما تكاثرت المصائب على بولس الرسول لجأ الى الرب. وقد وصف هذا الرسول وضعه بقوله:" اعطيت شوكة في جسدي، ملاكا من الشيطان يلطمني، لئلا أتشامخ! لذلك تضرعت الى الرب ثلاث مرات ان يبعده عني. فقال لي:" تكفيك نعمتي، لان قدرتي تكتمل في الضعف". أجل ان قدرتنا في ضعفنا .

قد يبدو لنا من الصعب ان نجمع رأي ابنائنا وصفوفهم على أمر واحد. فهم منقسمون على ذواتهم، ولهم اغراض وغايات غالبا ما تباعد بينهم. غير ان علينا نحن، كرجال كنيسة، ان نكون أمامهم قدوة ومثلا في المحبة الاخوية، والتعاضد في سبيل الخير، والسعي وراء المصلحة العامة، قبل السعي في سبيل المصلحة الخاصة. غير انه علينا ان نحملهم بالمثل والنصح والارشاد على تفعيل نعمة العماد فيهم، على ما كان يقول القديس امبروسيوس:" اذكر انك قبلت العلامة الروحية، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة والتقوى، روح الخوف المقدس، وحافظ على ما قبلت. ان الله الآب دمغك بعلامته، والمسيح الرب ثبتك، ووضع في قلبك عربون الروح".

وختم: "انا نسأل الله معكم ان يؤتينا ان نكون رعاة على مثل قلبه، ونشكره على انه أتاح لنا ان نلتقي، هذه السنة، في جو من الاخوة الحقيقية، ونتباحث في شؤوننا الكنسية، واننا، اذ نشكره على نعمه وعطاياه، نسأله ان يواصل خيوره علينا وعلى شعبنا وابناء اوطاننا شرقا وغربا، وينشر سلامه الالهي في ربوعنا، وفي أرجاء هذا الشرق المعذب، والعالم أجمع .

ويسرنا جميعا ان نشترك مع اخوينا المطرانين طانيوس الخوري، مطران صيدا سابقا، والطران ادغار ماضي، مطران الموارنة في البرازيل حاليا، الساميي الاحترام، باليوبيل الكهنوتي الذهبي للاول، واليوبيل الكهنوتي الفضي للثاني، فنضم صلواتنا الى صلواتهما لنشكر الله معهما لما مكنهما من القيام به في خدمة ابرشيتيهما من اعمال سيكافئهما الله عليها بعمر طويل في الدنيا ، والتنعم بمشاهدة وجه الكريم في الآخرة. هذا ونسأل الله ان يكون لرياضتنا هذه ثمارها اليانعة في نفوسنا ونفوس ابناء ابرشياتنا وان يجود علينا بنعمة السلام حيثما كنا.

 

البطريرك لحام: نتمنى أن تكون زيارة الرئيس الفرنسي داعمة للبنان

وطنية- 7/6/2008 (سياسة) علق بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام على زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للبنان وقال: "كلنا آذان صاغية لكي نسمع ما سيقوله في زيارته بعد لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. نتمنى أن تكون هذه الزيارة زيارة دعم للبنان من خلال فرنسا وكل العالم الأوروبي وأكثر من ذلك، دعم للبنان الذي هو مفتاح الحل لقضية الشرق الأوسط. هذه قناعتي. لبنان مكان للمشاكل ولكنه أيضا مكان لحل المشاكل والصعوبات. إن شاء الله لبنان الرسالة هذه المرة أكثر من أي وقت مضى وهو بتضافر ابنائه وجهود جميع الرؤساء والملوك في البلاد العربية والرئيس ساركوزي وكل المسؤولين في أميركا وغيرها، إذ من لبنان انطلق الحرف وأجمل حرف هو حرف السين لا الميم أي السلام من لبنان إلى فلسطين والعراق وكل البلاد العربية، والسلام لكل قلب إنسان يحتاج إلى السلام ومحبة الله". أضاف: "حل أزمة لبنان هي الفرصة التاريخية الفريدة للبنان، وإن شاء الله، المستقبل ناظره قريب. أمنيتنا أن تتشكل الحكومة الجديدة ونتضرع لله أن يعطي الرئيس السنيورة والرئيس بري الصحة والعافية ليخلصونا ويشبكوا أيديهم بأيدي بعضهم لتشكيل الحكومة خدمة لكل المواطنين والفئات والأحزاب".

 

فضل الله معلّقاً على قرار المحكمة التركية بمنع الحجاب في الجامعات: علمانيّة تركيا ذات هويّة شرقيّة متخلّفة حضاريّاً حتّى عن النموذج الغربي

وطنية- 7/6/2008(سياسة) أكد العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، أنّ علمانية تركيا انطلقت من خلال الذهنية الشرقية المشابهة للعصبية العشائرية، بحيث أنها هددت حقوق الإنسان، وأسقطت الحريات الإنسانية على مستوى فرض الأمّية التعليمية على غالبية النساء المحجبات اللاتي يرفضن نزع الحجاب باعتبار أنه تكليف شرعي وفريضة دينية. ورأى بأنّ العلمانيّة التركية لا تشبه العلمانيات الغربية التي تحترم الحريات العامة وتحافظ على حقوق الإنسان، مُشيراً إلى أنّ الحجاب المُراد منعه يمثّل قطعةً من الثيات التي تدخل في حرّية اللباس، متسائلاً: لماذا يُفرض على المرأة كشف رأسها ولا يُفرض عليها كشف أجزاء أخرى من جسدها؟! ولفت إلى أنّه إذا كان يُنظر للحجاب كرمزٍ دينيّ يُنافي العلمانيّة، فليتمّ إذاً العمل على إلغاء كلّ الأسماء والألوان والأشكال التي تشير إلى الخصوصيّة الدينية، مشدّداً على أنّ المسألة ليست في أن نوحّد النموذج في الشكل، وإنّما أن نربّي على منطق تقبّل الآخر والانفتاح عليه من موقع الخصوصيّة، مُشيراً إلى أنّ العلمانية التركيّة تتحرّك ـ بهذا ـ لإظهار المزيد من التخلّف الفكري والحضاري في المنطق الإنساني.

وأكد أن هذه العلمانية لم تستطع أن تمتدّ في الواقع الشعبي، حيث انطلقت العلمانيّة في تركيا كردّ فعل على السلطة العثمانية، أريد من خلالها إبعاد الإسلام عن الواجهة، ومع ذلك بقي الالتزام الشعبي بالإسلام يتعاظم من الناحية السياسية، حتى استطاع التيار السياسي الإسلامي الموصوف بالاعتدال أن يحصل على الأكثرية المطلقة في الانتخابات. تناول السيد فضل الله في تصريح له قرار المحكمة الدستورية التركية بمنع المحجبات دخول الجامعات في تركيا، وقال:

بعد أن عكس قرار البرلمان التركي إلغاء حظر الحجاب في الجامعات حركةً تركيّة نحو احترام الإنسان في خياراته والتزاماته الشخصيّة، جاء قرار المحكمة الدستوريّة أخيراً في إلغاء قرار البرلمان، باعتبار أنّه يمثّل ـ في نظرها ـ تهديداً للعلمانيّة التي انطلق الدستور التركي من قاعدتها.

وإنّنا أمام ذلك نورد عدّة ملاحظات:

أوّلاً: إنّ علمانية تركيا انطلقت من خلال الذهنية الشرقية المشابهة للعصبية العشائرية، بحيث أنها هددت حقوق الإنسان وأسقطت الحريات الإنسانية على مستوى فرض الأمّية التعليمية على غالبية النساء المحجبات اللاتي يرفضن نزع الحجاب باعتبار أنه تكليف شرعي وفريضة دينية. ولذلك فقد أصبحت هذه العلمانية تشبه العصبيات الدينية المنغلقة.

ثانياً، إنّ المفارقة هي أنّ الغرب الذي أراد أتاتورك أن يتبعه ويقلّده ويسير خلفه، لا يزال يسمح بدخول الجامعات للنساء المحجبات، كما في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأكثر البلدان الأوروبية، إضافةً إلى الاتحاد الروسي، باعتبار أن القضية تتّصل بالحريات الشخصية التي يفرضها قانون احترام حقوق الإنسان. وأمام ذلك تبدو العلمانيّة حالةً متخلّفة من ناحية المثال الذي تقتدي به، وتتحرّك على هديه.

ثالثاً: إنّ القرار الصادر من المحكمة الدستوريّة لا يحترم إرادة الغالبية الساحقة من ممثلي الأمة، حيث أن التعديل الدستوري بلغ 411 صوتاً من أصل 550 صوتاً، في الوقت الذي يهدد الاستقرار الاجتماعي بالإيحاء باضطهاد الأغلبية من قِبَل الأقلية، وبوضع الإسلاميين الذين يمثلون الأكثرية الشعبية أمام الطريق المسدود، وسوف يمنع تركيا من الانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، لأن القائمين على شؤونها من القضاة والعسكريين يرفضون اعتبارها دولة إسلامية.

رابعاً: إنّنا نؤكّد على أنّ الحجاب يدخل في نطاق الحرّية الشخصيّة، شأنه شأن اللباس الذي يغطّي فيه الإنسان ـ طبيعيّاً ـ جزءاً من جسده، حيث يمثّل العري حالة شاذّة في العرف العام للناس؛ فلماذا يُفرض ـ بمنطق العلمانيّة ـ على المرأة كشف الرأس ولا يُفرض عليها كشف أجزاء أخرى من جسدها؟! وإذا كان يُنظر في مسألة الحجاب أنّه يمثّل رمزاً دينيّاً، فليتمّ إذاً العمل على إلغاء كلّ الأسماء والألوان والأشكال التي تشير إلى الخصوصيّة الدينية. إنّ المسألة ليست في أن نوحّد النموذج في الشكل، وإنّما أن نربّي على منطق تقبّل الآخر والانفتاح عليه من موقع الخصوصيّة، ممّا يوحي بأنّ العلمانية التركيّة تتحرّك لإظهار المزيد من التخلّف الفكري والحضاري في المنطق الإنساني.

أخيراً: إنّ الحديث عن حماية العلمانية واعتبارها ديناً مقدساً لا يجوز مناقشته ولا تعديل مفرداته ولا إثارة الملاحظات على التخلّف الحضاري لهذا الشكل المريع من العلمانية، هو حديث عن جمود عقائدي ما يتهم به القائمون على المؤسسة الدينية؛ وهذا المنهج في القمع لم يستطع أن يثبّت العلمانيّة في تركيا، وقد انطلقت العلمانيّة فيها كردّ فعل على الحكومة العثمانية بشكل انفعالي أريد من خلاله إبعاد الإسلام الذي يمثل الدين الذي يدين به الشعب التركي في شكل ساحق، وذلك باتباع الغرب في نظامه العلماني؛ بينما نلاحظ أنّ الالتزام الشعبي بالإسلام قد تعاظم من الناحية السياسية، حتى استطاع التيار السياسي الإسلامي الموصوف بالاعتدال أن يحصل على الأكثرية المطلقة في الانتخابات.

اتصالات

من جهة اخرى تلقّى العلامة فضل الله، سلسلة من الاتصالات المطمئنة إلى صحته بعد العملية الجراحية الموضعية التي أجريت له، حيث اتصل به على التوالي: نقيب الصحافة محمد بعلبكي، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر، الوزير السابق عصام نعمان، رئيس الكتلة الشعبية النائب الياس سكاف، النائب السابق الدكتور حسين يتيم، المهندس فادي فواز، أمين سر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبدالله موسى.

 

حزب الله» أم مقاومة؟

حازم صاغيّة - الحياة - 07/06/08//

في سوق التبادل السجاليّ حجّة يقول أصحابها: نحن مع «حزب الله» لأنّه مقاومة. ويسجّل هؤلاء انتقادات إيديولوجيّة عليه، وقد يتحفّظون عن دينيّته أو طائفيّته أو محافظته. إلاّ أنهم يفعلون همساً أو بصوت خفيض، لا خوفاً من أن يسمعهم عدوّ لا يخافونه طبعاً، بل خوفاً من «حزب الله».

وفي الحالات جميعاً، تراهم يغفرون للحزب ما يعتبرونه أخطاء لمجرّد أنه... مقاومة. الحجّة السحريّة هذه رائجة بين بقايا اليسار وبقايا «التحرّر الوطنيّ». بيد أن ما يتمسّك به هؤلاء أسوأ مما يتنصّلون منه، أي أن «حزب الله»، في الحساب الأخير، خير من المقاومة. والفصل ليس تعسّفاً ولا افتعالاً، إذ علاقة الحزب بالمقاومة من التاريخ، لا فوق التاريخ ولا تحته. فذات مرّة لم تكن المقاومةُ «حزبَ الله»، واستمرّ هذا إلى أن صفّى الأخير وحلفاؤه أولئك المقاومين. وذات مرّة لم يكن «حزب الله» يعني المقاومة إذ رمز، في المقام الأوّل، إلى مشروع «جمهوريّة إسلاميّة» في لبنان، وشعاره الحاكم كان «حجابكِ أغلى من دمي». والثنائيّ المتفاوت، الحزب والمقاومة، حريّ بالتأمّل. فالأوّل لبنانيّ المصدر بأهله ومنطق اشتغاله، أي منافسته الطائفيّة للطوائف الأخرى. وهو راديكاليّ الطائفة الشيعيّة تصل به راديكاليّته إلى حدّ تقنيعها بالمقاومة. وهذا إذا ما كان رديئاً فهو من رداءة الاجتماع اللبنانيّ التي تسم، بهذه النسبة أو تلك، الجميع. وهو يتطلّب العيش وفق تسويات متواصلة يشوبها قليل من التوتّر. أما المقاومة، وقد ارتبطت بطائفة بعينها، فغدت تفعل الشيء ذاته مصحوباً باحتمالات التقويض لبلد بأكمله. فمع «حزب الله»، كحزب شيعيّ مثله في ذلك مثل سائر أحزاب الطوائف، هناك طائفيّة تعقبها تسوية. ومع المقاومة، كحالة شيعيّة مموّهة آيديولوجيّاً، هناك طائفيّة من دون تسوية. ومع الأوّل، يكون المستفيدون لبنانيّين، ولو على حساب لبنانيّين غيرهم. ومع الثانية، المستفيدون غير لبنانيّين على حساب لبنان.

فالمقاومة، إذاً، حجاب الحزب، وقد غدا السفور مُلحّاً بعد انسحاب 2000 ثم القرار 1701. فالانسحاب جعلها مقاومةً من غير احتلال، والقرار منعها من أن تقاوم. ولأنها باتت العبث المحض والمكلف في آن، صار من مصلحة الجميع، بمن فيهم الشيعة اللبنانيّون، ظهور «شين فين» وضمور «الجيش الجمهوريّ». وقد سبق أن قيل، أوائل التسعينات، إن الحزب «تلبنن» واحتفظ بسلاحه، لكن هذه كانت خدعة ينبغي تفاديها اليوم. فما اصطُلح على تسميته «لبننة» لا يعني سوى الانخراط السلميّ الكامل في مؤسّسات الدولة، والتعامل مع البرلمان على نحو جادّ، أي اعتبار التشريع هدفاً بذاته ولذاته، لا غطاءً لخدمة المقاومة.

وإذا جاز أننا في مناخ تسوويّ إقليميّاً أمكن الحديث عن فرصة ملائمة لتحوّل كهذا، سيّما إذا كانت الولايات المتّحدة وإيران في مزاج مشابه لما قد يكون (؟) مزاجاً سوريّاً - إسرائيليّاً. ومن يدري، فقد نكون أمام أرنب يتظاهر بأنّه سلحفاة ثم يقفز، مرّة واحدة، قفزته الكبيرة والأخيرة؟ فمن التصريحات السوريّة إلى الكلام الحلو للشيخ نعيم قاسم، شيخ الكلام المرّ، انتهاءً بإشارات ساركوزي الجديدة حيال دمشق، تبدو الاحتمالات التركيّة جدّيّة. بل ربّما جازت المغامرة بقراءة مغايرة لأحداث ووقائع عبرت، كأنْ يكون غضّ النظر العالميّ عن معارك بيروت، ثم تبادل الأسرى والجثث بين إسرائيل و «حزب الله»، من قبيل جوائز الترضية!؟ بل ربّما أمكن التكهّن بترسيم الحدود اللبنانيّة للحزب استناداً الى تطوّرات موضوعيّة: فهل يجعله انكفاء العواطف السنّيّة عنه حزباً كامل الشيعيّة؟ وهل يتحوّل تأييد الأمين العامّ للمقاومة العراقيّة إلى فرز حزبه، كجسم لبنانيّ، عن الشيعيّة العراقيّة؟ ذاك أن المقاومة في العراق تعني، عمليّاً، قتل سُنّة لشيعة. وإذا استمرّت المقاومة في لبنان انتهت قتل شيعة لسنّة. وهو ما لا يمكن أن يكون، حتّى لو أحبّ المقاومةَ يافعون في اليسار

 

متظاهر يطالب أمير قطر بالتدخل لدى القاهرة لحماية الأقباط

السبت 7 يونيو - نبيل شرف الدين - ايلاف

بالتأكيد لم يكن يمزح ذلك الشاب القبطي المنفعل، بل لعله يريد إيصال "رسالة ما" على طريقة الكوميديا السوداء، إذ شق صفوف المتحلقين حول ميكروفونات وسائل الإعلام وكاميرات الفضائيات خلال تغطيتها لمظاهرة للأقباط، احتجاجاً على أحداث التوترات الطائفية، ليعلن بصوت جهوري إن الأقباط لا يطالبون الرئيس الأميركي، ولا رئيس الوزراء البريطاني ولا غيرهما من قادة الغرب، بالتدخل لدى السلطات المصرية، بل يطالبون أمير قطر، ورئيس الوزراء القطري، باسم العروبة والإنسانية بسرعة التدخل لدى الحكومة المصرية، خاصة بعد نجاح الدوحة في محاصرة الأزمة اللبنانية، وأن الأقباط لا يريدون مكاسب طائفية كما يردد البعض، بل غاية ما ينشدونه هو العدل والتعايش المشترك في سلام واحترام متبادل .

يأتي هذا المشهد المعبر في وقت لم تكد تمر فيه سوى أيام معدودات على الاشتباكات الدامية بين مسلمين ومسيحيين في دير "أبو فانا"، بمحافظة المنيا في صعيد مصر، حتى اندلعت مجدداً احتجاجات أخرى في قرية "دفش"، التي تتبع مركز "أبو قرقاص" بمحافظة المنيا أيضاً، وذلك إثر اتهام شقيقين مسلمين بقتل جارهما المسيحي، الأمر الذي تظاهر بسببه مئات المسيحيين من أبناء القرية، لكن قوات الشرطة تصدت لهم مستخدمة قنابل الغاز المُسيل للدموع لتفريقهم .

وكما جرت العادة في أعقاب أية أحداث يكون فيها الأقباط طرفاً، فقد بادر المسؤولون المصريون إلى التأكيد مجدداً على أنها "لا تنطوي على دوافع طائفية" بل هي مجرد حوادث جنائية فردية تقع في أي مكان، وطالبوا وسائل الإعلام والصحافة بعدم المبالغة في التغطيات والتحليلات لمثل هذه الأحداث، كما تحدث صحافيون ومعلقون وإعلاميون موالون للحزب الوطني (الحاكم) عما يسمونه "أصابع خفية" وراء تفجر تلك الأحداث، ووسط هذا المناخ المحتقن تتفشى نظريات الاستهداف الخارجي، من دون الوصول إلى أية خيوط للتحرك الخارجي المزعوم، كما يردد المسؤولون المصريون وأجهزة الإعلام الحكومية .

القتل عقوبة التلصص

وبينما تعتبر دوائر قبطية داخل مصر وخارجها أن ما يجري هنا وهناك من أحداث يكون المسيحيون ضحاياها أمر تتحمل مسؤوليته الحكومة ويؤكد أمراً من اثنين إما شبهة التواطؤ، وفي أفضل الأحوال لو أحسنا الظن فإن هناك إهمالاً جسيماً في معالجة هذه الأحداث قبل أن تقع، كما أشارت عدة منظمات حقوقية مصرية إلى أن إصرار الحكومات المتعاقبة على التعامل الأمني فقط مع هذه الأزمات لن يؤدي إلى نتائج إيجابية لأنها قضايا سياسية واجتماعية، وبالتالي ينبغي معالجتها في هذا السياق . وخلال اتصالات هاتفية أجرتها (إيلاف) مع عدد من الأقباط في قرية "دفش" قالوا إن شقيقين اختطفوا جارهما القبطي ميلاد فرح إبراهيم إلى منطقه مهجورة، ثم قاما بطعنه بمطواة قرن غزال في مواضع مختلفة من جسمه وبعد ذلك فرَّا، وحاول الأهالي إنقاذه بنقله إلى المستشفى، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة. وقال أحد أقارب القتيل إنه قبل وفاته نطق ببعض الكلمات لدى سؤاله عن القاتل، قال إنه يدعى خميس عيد عبد الحميد، وهو أحد جيرانه، ثم فارق الحياة، وقال مصدر أمني "إن الشرطة ألقت القبض على عبد الحميد، وأن النيابة العامة بدأت تحقيقاتها معه" .

وقال مصدر أمني محلي بمحافظة المنيا إن مشاجرة وقعت بين القتيل وجاريه الشقيقين جمعة وخميس عيد عبدالحليم، بسبب اتهامهما للقتيل بالتلصص ليلاً على خميس وزوجته أثناء وجودهما في أوقات حميمة داخل غرفة النوم . وورد في تقرير التحريات التي أجراها المقدم محمد مجدي رئيس مباحث  مركز "أن المواطن ناجح رمزي شفيق كان أحد شهود العيان على تلك الواقعة، وأكد وقوع المشاجرة بين الشقيقين وجارهما القتيل بسبب قيام الأخير بالتلصص ليلاً على جاره وزوجته" وفق مذكرة التحريات. تجدر الإشارة إلى أن اشتباكات نشبت يوم السبت الماضي بين مسلحين مسلمين من قرية (عرب هور) ومسيحيين في دير أبو فانا، مما تسبب في مصرع مسلم بالرصاص وإصابة خمسة رهبان واثنين من خدام الدير، وحرق بعض المباني والمزارع الخاصة بالدير، وقد ألقت السلطات القبض بعد الحادث على 11 مسلما واثنين من المسيحيين .

شهادات وزيارة البابا

وبعبارات مقتضبة تخللتها نوبات من البكاء، قال والد القتيل فرح إبراهيم خلال اتصال هاتفي أجريناه معه، إن ابنه الوحيد عقب إنهاء تعليمه التحق بالعمل حتى يساعده على تحمل أعباء الحياة، وكان على وشك الزواج لكن الموت كان أسبق .. ويدخل الأب في نوبة بكاء محمومة يصعب معها مواصلة الاتصال الهاتفي وقال مصدر أمني ان هذا الحادث جنائي ولا علاقة له بالأحداث الطائفية التي وقعت الأسبوع الماضي في دير أبو فانا بمدينة ملوي، لكن بعض أهالي القرية أشاروا إلى أن هذه القرية شهدت عدة احتقانات طائفية منذ العام 2000 بعد بناء كنيسة العذراء .

من جانبه وخلال اتصال هاتفي قال القس باسيليوس يونان راعي كنيسة السيدة العذراء ومار جرجس في قرية دفش "إن مقتل إبراهيم حادث جنائي"، غير أنه استدرك قائلاً : "لم أتمكن من منع المتظاهرين من التجمع أمام الكنيسة، فقد كان الناس غاضبين لأبعد الحدود" . وقال شهود عيان من أبناء القرية إن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المُسيل للدموع لفض مظاهرة اشترك فيها مئات المسيحيين بالقرية التي تحولت إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، وإن قوات مكافحة الشغب التي انتشرت بها فرضت حظر التجول الليلة الماضية واتخذت إجراءات صارمة للحيلولة دون تصاعد المواجهات بين المسيحيين والمسلمين .

وشهدت قرية دفش أحداثا طائفية عامي 2000 و2003 أصيب فيها بعض الأشخاص، بينما كان المسيحيون يقيمون كنيسة السيدة العذراء ومار جرجس في القرية وسط اعتراضات من قبل بعض المسلمين، وبعد جولات طويلة من الصراع انتهى المسيحيون من بناء تلك الكنيسة في العام 2006 .

وبعد يومين على وصوله من جولة رعوية في الولايات المتحدة وكندا، زار البابا شنودة الثالث مستشفى برج مينا بمصر الجديدة لتفقد احوال الرهبان الأربعة المصابين بطلقات نارية في أحداث دير "أبو فانا" بمحافظة المنيا في صعيد مصر . وعقب الزيارة اكتفى البابا شنودة بتصريح مقتضب قال فيه إنه يجري التنسيق مع كافة اجهزة الدولة لمنع تكرار مثل هذه الاحداث، بتضافر الجهود بين الكنيسة والسلطات الامنية والمحليات وكافة الاجهزة المعنية حفاظا على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي .Nabil@elaph.com

 

 إقتراب الحل العسكري للمشكلة النووية الإيرانية 

السبت 7 يونيو - فالح الحمراني -ايلاف

 فالح الحمراني من موسكو، وكالات: رصد تقرير عسكري روسي جملة من المؤشرات على اقتراب قيام الولايات المتحدة الاميركية بعمل عسكري لحل المشكلة النووية الايرانية ومنع طهران من انتاج الاسلحة الفتاكة. وقالت صحيفة "النجم الاحمر" الصادرة الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية ان تصريح وزيرة الخارجية الاميركية الاخير يشهد على ان البيت الابيض يحضر للحل العسكري للمشكلة النووية الايرانية. لافتة الى وجود انباء اخرى تؤكد الوقوف عند هذا الخيار. من بينها ما نُقل عن مصادر دبلوماسية اميركية اشارتها الى ان ايران ستتعرض لهجوم جوي في غضون شهرين. وبدورها اعلنت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الثلاثاء الماضي ان على ايران "ان تدرك ان القيام بعملية العسكرية ضدها لم تشطب من جدول الاعمال". واعادت الاذهان ما قاله الرئيس جورج بوش خلال خطابه امام الكنيست بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاما على قيام اسرائيل وانه لمح علنا ان اميركا مستعدة لوضع حد للبرنامج النووي الايراني بالسبل غير الدبلوماسية.واعادت للاذهان تعليق وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشير على خطاب الرئيس الذي اشار فيه ليس بالضرورة ان تكون عرافا لكي تدرك الاقتراب من حل المشكلة" . وقالت النجم الاحمر " وهكذا فان اجوء نزاع عسكري جديد خيمت على الشرق الاوسط. وان هذا لايمكن ان لايثير قلق المجتمع الدولي".

واشارت الصحيفة الى ظهور معطيات تشهد على تكثيف ايران اعمال تخصيب اليورانيوم. مشيرة بذلك الى ما جاء في تقرير رئيس منظمة الوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي من ان ايران ضاعفت في الاشهر الثلاثة الاخيرة من عدد مراكز الطرد في مصنع ناتانز من 3 ألف الى 3.5 ألف.منوهة الى ان هذا يعني ان طهران تواصل التخصيب على الرغم من مطالب قرارات مجلس الامن الدولي الداعية لوقف تلك الانشطة. ولفتت الى ان الابعاد العسكرية للبرنامج النووية الايراني كان من اكبر اقسام تقرير البرادعي الذي قدمه لجلسة مجلس مدراء منظمة الوكالة الدولية الدولية الجارية في جنيف. وقالت ان التقرير اعتمد على الكثير من المعطيات الدولية التي تبرهن على مزاولة ايران البحوث الرامية لانتاج اسلحة نووية.

واشارت الى ان طهران اما تمتنع عن التعليق على هذه المعطيات بذريعة انها لم تستلم مثل هذه المعطيات او تنفيها.

احتمال توجيه ضربة

من جانبها كتبت صحيفة الفايناشيال تايمز عن الملف النووي الايراني بعد ان تزايدت التحذيرات الاسرائيلية من مخاطر هذا البرنامج على امنها حسب تصريحات المسؤولين الاسرائيليين. وجاء تناول الصحيفة لهذا الموضوع بعد اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ووزير النقل ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي شاؤول موفاز الايراني الاصل ان ضرب اسرائيل للمنشآت النووية الايرانية قد يصبح امرا لا مفر منه من اجل منع ايران من الحصول على الاسلحة النووية حسب تصريحه. وتقول الصحيفة ان تصريحات موفاز تعكس تنامي القلق في اسرائيل والولايات المتحدة من تطور البرنامج النووي الايراني. كما ان لتصريحات موفاز علاقة بالاوضاع السياسية التي تمر بها اسرائيل حيث يحاول موفاز تقديم نفسه للرأي العام الاسرائيلي بأعتباره السياسي الذي يضع امن اسرائيل على رأس اولوياته عندما تبدأ معركة خلافة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في زعامة حزب كاديما، بعد ان تزيدات الدعوات لاولمرت بالاستقالة بسبب القضايا الفساد التي تحقق فيها الشرطة الاسرائيلية. وتقول الصحيفة ان الادارة الاميركية تشعر بخيبة امل متنامية من الموقف الدولي من الملف النووي الايراني رغم دعمها للجهود الدبلوماسية الدولية لمعالجة هذا الملف والتي تعتمد على مزيج من العقوبات والاغراءات. وترجح العديد من المصادر الدبلوماسية ان ترفض ايران اخر العروض التي سيقدمها مسؤول الدبلوماسية الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في وقت لاحق من هذا الاسبوع الى الجانب الايراني خلال زيارته لطهران. كما ان امكانية فرض عقوبات اقتصادية جديدة على ايران يبدو مستبعدا في حال رفض ايران العرض الاخير بسبب موقف روسيا المعارض لها.

 

في لبنان... لا بد من وقف المتاجرة بمزارع شبعا

الجمعة 6 يونيو - الرأي العام الكويتية

 خيرالله خيرالله

مع مرور الأيام، يتبين أن «اتفاق الدوحة» يمثل أكثر بكثير من هدنة. يكفي أنه سمح بانتخاب رئيس جديد للجمهورية كي يتبيّن بالملموس أنه اتفاق جدي، كفيل بالتمهيد لحوار واسع وعميق بين اللبنانيين، يتناول مستقبل الصيغة. نعم، الموضوع يتعلّق بمستقبل الصيغة اللبنانية مادام هناك من يحاول أن يفرض على الآخر واقعا جديدا على الأرض مستخدما سلاحه غير الشرعي. ثمة من يستخدم السلاح بهدف تغيير طبيعة النظام، وحتى طبيعة المجتمع اللبناني. الأمل في أن يكون «اتفاق الدوحة» خطوة على طريق وضع حد لهذه التصرفات، وإعادة الوضع اللبناني إلى المسار الطبيعي، أي إلى المسار الدستوري.

تكمن أهمية «اتفاق الدوحة» في أنه وضع حدا لسلسلة من الانتهاكات للدستور، ولصيغة العيش المشترك بين اللبنانيين استنادا إلى «اتفاق الطائف» الذي أوقف الحرب في العام 1990، والذي لم يطبق فعليا بعدما قرر النظام السوري اختطاف الاتفاق ووضع يده على البلد وتحويله ساحة. كانت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه اغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض، الذي انتخب بعيد إقرار «الطائف» وذلك في نوفمبر من العام 1989. كان الهدف من اغتيال رينيه معوض واضحا كل الوضوح ويتلخص بأن «اتفاق الطائف» امّا ينفّذ بشروط سورية وعلى الطريقة السورية... واما لا طائف ولا من يحزنون. ولذلك، كان مطلوباً، طوال فترة تنفيذ «اتفاق الطائف» على الطريقة السورية، أن يكون لبنان مخترقاً أمنياً من جهات تابعة إما للأجهزة الإيرانية أو للأجهزة السورية... أليست القواعد الفلسطينية التابعة لعناصر مرتبطة مباشرة بالأجهزة السورية والإيرانية خير دليل على ذلك، هذا من دون الحديث عن المربّعات الأمنية لـ «حزب الله»؟

في أول فرصة سمحت له أن يثبت أن لا طائف من دونه، عمد النظام السوري إلى العمل على تفكيك مؤسسات الدولة اللبنانية. استخدم في ذلك الأداة الإيرانية المسلحة المُعارة له. نجح في تعطيل كل المؤسسات اللبنانية بمجرد فقدانه الوصاية المباشرة على لبنان واضطراره إلى الاستعانة بجيش بديل هو ميليشيا «حزب الله»، التي مارست كل أنواع التعطيل بدءا بالانسحاب من الحكومة والتشكيك في شرعيتها وانتهاء بالاعتصام في وسط بيروت طوال عام ونصف، بغية ضرب الاقتصاد اللبناني ومنع العرب من الاستثمار في الوطن الصغير. أكثر من ذلك، افتعل «حزب الله» حرباً سمحت لإسرائيل بتدمير جزء لا بأس به من البنية التحتية للبلد وإعادته ثلاثين عاما إلى خلف تنفيذا للرغبات السورية لا أكثر. وترافق ذلك مع إغلاق مجلس النواب لمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية في مخالفة صريحة لنص الدستور وروحه ولكل ما له علاقة بالتقاليد الديموقراطية.

لا حاجة إلى العودة بالذاكرة إلى «غزوة بيروت»، ومحاولة إخضاع الجبل، وما رافقهما من ممارسات همجية لا تقدم عليها سوى الميليشيات الحاقدة على كل ما هو حضاري. لكن الأهم من ذلك كله الآن، ذلك الإصرار على التمسك بالسلاح تحت حجج واهية، في مقدمها مزارع شبعا، بهدف إبقاء لبنان تحت رحمة النظام السوري ومن خلفه النظام الإيراني الذي يسعى إلى صفقة مع «الشيطان الأكبر» الأميركي و«الشيطان الأصغر» الإسرائيلي على حساب لبنان واللبنانيين وأهل الجنوب تحديدا. لقد عانى أهل الجنوب الكثير منذ العام 1969 تاريخ التوصل إلى «اتفاق القاهرة» المشؤوم، حتى صيف العام 2006 حين صدر القرار الرقم 1701 الذي أدى إلى إرسال القوة الدولية المعززة إلى جنوب لبنان، ونشر الجيش اللبناني في المنطقة للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما.

كان التوصل إلى «اتفاق الدوحة» تطوراً بالغ الأهمية. مرة أخرى لا يمكن إلاّ توجيه الشكر والتعبير عن الامتنان العميق إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإلى رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على الإنجاز الذي تحقق. مع التوصل إلى الاتفاق، آن أوان تحرير لبنان من الأوهام والانطلاق من «اتفاق الدوحة» إلى استعادة لبنان حيويته والعودة إلى المسار الدستوري. من أجل ذلك ليس مطلوباً البحث في مستقبل سلاح «حزب الله» فحسب، بل المطلوب أيضا التخلي عن ذلك الخطاب ذي اللغة الخشبية الذي يربط السلاح بتحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا. لا بد من وقف المتاجرة بمزارع شبعا نظراً إلى أن هناك موقفاً واضحاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لجهة تنفيذ إسرائيل القرار 425 عندما انسحبت من الجنوب المحتل في مايو من العام 2000. وهناك موقف ثابت للأمم المتحدة من قضية احتلال شبعا في العام 1967. أحتُلت شبعا لأنها كانت تحت السيطرة السورية. وفي العامين 1973 و1974، قدّمت الحكومة السورية إلى الأمم المتحدة خرائط تؤكد أن شبعا أراض سورية محتلة. واستندت الجهات الدولية إلى هذه الخرائط لتحقيق اتفاق فك الاشتباك السوري- الإسرائيلي الذي لا يزال معمولا به.

من يريد مزارع شبعا فعلا، يطلبها من النظام السوري أوّلاً. على هذا النظام أن يبلغ الأمم المتحدة رسمياً أنها أرض لبنانية. من هنا، من مزارع شبعا، يبدأ الحوار. ومن هنا تبدأ المصارحة والمكاشفة بين اللبنانيين. هل المطلوب العودة إلى الدستور وإلى تنفيذ الطائف بعيدا عن لغة السلاح والتهديد والوعيد، أم المطلوب هدنة، يستغلها النظامان الإيراني والسوري لالتقاط أنفاسهما والانتقال إلى مرحلة جديدة في عملية إخضاع لبنان بعد قراءة خاطئة لـ «اتفاق الدوحة» فحواها أنهما سيطرا عملياً على الحكومة بفضل الثلث المعطل الذي سيعطل أي مساس بسلاح «حزب الله» الميليشيوي؟ مثل هذا التصرف الإيراني- السوري، المستند إلى المطالبة بتحرير مزارع شبعا لتبرير تمسك «حزب الله» بسلاحه، دعوة صريحة إلى البحث في مستقبل الصيغة اللبنانية في مرحلة لاحقة، لا لشيء سوى لأن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين ترفض العيش في ظل ثقافة الموت وتحت رحمة السلاح غير الشرعي. من يتمسك بسلاح غير شرعي على الأرض اللبنانية إنما يريد القول ان مستقبل الصيغة اللبنانية صار على المحك لا أكثر ولا أقلّ

 

إسبانيا توافق على تسليم تاجر سلاح سوري لأمريكا/صحيفة ألمانية: الأسد أحبط محاولة انقلاب ضده قام بها صهره

مدريد تسلم الكسار إلى واشنطن 

 برلين،مدريد- دب أ

ذكرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية -في عددها الذي يصدر السبت 7-6-2008، نقلا عن مصادر مخابراتية ألمانية "وأجنبية"- أنه جرى بهدوء إحباط محاولة انقلاب ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية تآمر للاستيلاء على السلطة، بينما كان الأسد يستضيف قمة جامعة الدول العربية في دمشق في فبراير/شباط الماضي. واعتقل شوكت، وهو زوج شقيقة الرئيس السوري، ومائة من ضباط المخابرات.

وأضافت الصحيفة الألمانية أن الأسد حصل على معلومات بذلك من عماد مغنية، القيادي البارز في جماعة حزب الله اللبنانية، والذي قتل بعد أيام من إيصاله المعلومات للأسد، في انفجار قنبلة في 12 فبراير/شباط الماضي بدمشق. ورجحت المصادر أن يكون أعوان شوكت قد اغتالوا مغنية انتقاما منه، وفي تسريبها للقصة اليوم الجمعة قبيل مثولها للطبع قالت الصحيفة، إن بعض المتآمرين ربما تربطهم صلات بجماعات إسلامية تتبنى العنف.

وقالت "دي فيلت" إن السفارة السورية في برلين رفضت قصة الانقلاب، ووصفتها بأنها غير صحيحة كليا، وبدون تسمية مصدر قالت الصحيفة إن دبلوماسيين ألمان علموا بالواقعة ولكنهم لم يستطيعوا تأكيدها كحقيقة.

 مدريد تسلم الكسار إلى واشنطن

وفي شأن سوري آخر، وافقت الحكومة الإسبانية على تسليم تاجر السلاح السوري منذر الكسار -62 عاما- للولايات المتحدة، حيث يواجه هناك العديد من التهم منها التآمر لقتل مدنيين وعسكريين أمريكيين وبيع أسلحة لمجموعة كولومبية مسلحة. ويواجه الكسار، الذي اعتقلته السلطات الإسبانية في يونيو/حزيران من العام الماضي بمطار مدريد تهما أخرى، من بينها تقديم الدعم "للإرهابيين" في العراق أيضا، وتزويد المقاومة العراقية بالمال والصواريخ المضادة للطائرات، بالإضافة إلى عمليات غسيل للأموال التي جمعها من التجارة في السلاح. وكانت المحكمة الوطنية الإسبانية التي تنظر في قضايا الإرهاب قد وافقت العام الماضي على تسليم التاجر السوري لواشنطن، بشرط ألا يواجه المتهم عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.

وكانت صحيفة "آل موندو" الإسبانية ذكرت في شهر يناير/كانون الأول الماضي، نقلا عن مذكرة للاستخبارات الإسبانية، أن المخابرات السورية حذرت من تسليم الكسار إلى واشنطن، وقال مصدر أمني لتلك الصحيفة وقتها إن اللواء آصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية السورية كتب إلى نظيره الإسباني "إذا كنتم تعتقدون أننا سنغض النظر عن الإهانة التي سيلحقها شرطيون من أمريكا الشمالية بأخينا (منذر الكسار), فإنكم لا تعرفوننا جيدا، ولستم أصدقاء الشعب السوري".

وقالت الصحيفة آنذاك إن الاستخبارات الإسبانية تعتقد أن الجنود الإسبان المنتشرين في لبنان في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) قد يستهدفون في حال تسليم الكسار. الجدير بالذكر أن الكسار حصل في عام 1985 على حكم بالبراءة؛ لعدم كفاية الأدلة في قضية اختطاف سفينة الركاب الإيطالية "أكيلى لاورو".

 

ولاية الفقيه بين النظرية والتطبيق

العلاّمة السيد علي الأمين

المستقبل - السبت 7 حزيران 2008 -

جرى البحث في علم الفقه عن ولاية الفقهاء بعيداً عن السلطة السياسية على الأفراد والجماعات والأنظمة والحكومات وقد تعرّض الفقهاء للبحث عنها في كتبهم وأبحاثهم الفقهية نفياً وإثباتاً في موضوعات الأحوال الشخصية للأشخاص الفاقدين لأهلية إجراء العقود والمعاملات بسبب اختلال بعض الشروط المعتبرة عند العقلاء والشرع في نفوذ معاملاتهم وعقودهم والتزاماتهم كالبلوغ والعقل والرشد فإذا فقد الشخص شرطاً من هذه الشروط أو غيرها مما هو معتبر فقد أصبح هذا الشخص فاقداً لأهلية إجراء المعاملات والعقود ولو أوقع عقداً في هذه الحالة لم يكن نافذاً في حقه ولا تترتب عليه الآثار والإلتزامات ولا يكون مشمولاً لقاعدة نفوذ العقود المسدل عليها عند الفقهاء بقوله تعالى: (أوفوا بالعقود) فهو شخص مسلوب العبارة على حدّ العبارة الواردة على ألسنة علماء الفقه والأصول. ولذلك يكون الفاقد لها كلاً أو بعضاً، قاصراً يحتاج إلى الولي الذي يتدبّر أموره ويرعى شؤونه وينظر إلى المصلحة في معاملاته وعقوده.

وقد جرى البحث عن ولاية الفقيه في إطار الأب والجدّ على الصغير وولاية عدول المؤمنين على الذي فقد الولي كاليتيم وغيره ممن يحتاج إلى من يقوم مقامه في معاملاته الشخصية واقتصرت ولاية الفقيه على هذه الموارد وأشباهها.

ولذلك أسس الفقهاء قاعدة فقهية بشأن هذه الولاية استناداً إلى النصوص الشرعية والروايات مفادها أن الفقيه الحاكم: (وليّ من لا وليّ له)، فتكون ولايته متأخرة ـ على تقدير ثبوتها ـ عن ولاية الأبوين ولا تكون ثابتة في الأصل ولا شاملة للشخص الذي يكون ولياً لنفسه وعلى نفسه لاكتمال عناصر شخصيته الحقوقية بتوفر الشروط المعتبرة في نفوذ معاملاته وتصرفاته.

وبهذا المعنى تكون الولاية المشار اليها هي الأقرب إلى عنوان الوصاية ومعناها وليس لها علاقة بالمعنى السياسي للولاية أو السلطة السياسية على الإطلاق.

وقد استمرت ولاية الفقيه على هذا المنوال في عصور عديدة بما في ذلك عصر الأئمة المعصومين عليهم السلام حيث لم تكن لهم الولاية السياسية فكيف يمنحون هذه الولاية التي لم يمارسوها إلى الفقهاء في زمانهم أو بعدهم؟!. وقد استقر الرأي عند معظم الفقهاء وكاد أن يكون إجماعاً منهم على ان الولاية على تقدير ثبوتها للفقهاء فهي بمعنى المرجعية الدينية التي تعني رجوع الناس اليهم في معرفة الأحكام الشرعية باعتبار أنهم من أهل الاختصاص في ذلك وهذا هو المعنى المستفاد من الأحاديث الواردة عن النبي (ص) والأئمة (العلماء ورثة الأنبياء) و(مجاري الأمور بيد العلماء الأمناء على الحلال والحرام) وغيرها الكثير من الأحاديث الناظرة إلى دور العلماء في نشر وتبليغ الأحكام الشرعية وتعليمها كما قال أحد كبار المؤسسين والمحققين في علم أصول الفقه الشيخ الأنصاري بعد استعراضه لتلك الروايات:

(والإنصاف بعد ملاحظة سياقها أو صدرها وذيلها يقتضي الجزم بأنها ـ الروايات ـ في مقام بيان وظيفة العلماء والفقهاء من حيث الأحكام الشرعية، لا كونهم كالنبي (ص) والأئمة (ع) في كونهم أولى بالناس في أموالهم) انتهى كلامه.

وقد عبّر عن هذه الرؤية العامة لدى فقهاء الشيعة العلامة المجتهد الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه "فقه الإمام الصادق" في أواخر القرن الماضي بقوله: (ونحن نعتقد أن المعصوم وحده هو الذي يجب اتباعه في جميع أقواله وأفعاله سواء أكانت من الموضوعات أم من غيرها. أما النائب والوكيل فلا، بداهة أن النائب غير المنوب عنه والوكيل غير الأصيل وليس من الضرورة أن يكون النائب في شيء نائباً في كل شيء، وأيضاً نعتقد أن من قال وادّعى أن للمجتهد العادل كل ما للمعصوم هو واحد من اثنين لا ثالث لهما، إما ذاهل مغفل، وإما يجر النار إلى قرصه ويزعم لنفسه ما خص الله به صفوة الصفوة من خلقه وهم النبي وأهل بيته (ع) وأعوذ بالله من هذه الدعوة وصاحبها). انتهى كلامه.

هذا بحث مختصر عن المنشأ والمستوى العلمي والدور العلمي البعيد عن السياسة لولاية الفقيه من الناحية النظرية عند كبار العلماء والمجتهدين في مختلف العصور التي مرت بها ولكنها على مستوى التطبيق فقد تحولت في عهد الإمام الخميني الى عنوان لنظام سياسي بعد قيادته للثورة الاسلامية ووصوله الى السلطة في إيران وبذلك خرجت مسألة ولايه الفقيه عن كونها مسألة فقهية يجري البحث عنها في كتب الفقه ومعاهد التدريس ومع استمرار النظام محكوماً من قبل الفقيه أصبحت ولاية الفقيه حزباً سياسياً يدعم النظام ويدافع عنه ويدعو الناس إليه ولذلك من يؤيد سياسة النظام المعتمد على ولاية الفقيه يكون من حزب ولاية الفقيه وأنصارها بالمعنى السياسي وان كان لا يعرف معنى ولاية الفقيه أو كان عالماً يرفض ولاية الفقيه من الناحية الفقهية العلمية لأنها قد أصبحت مشروعاً سياسياً قائماً مع غض النظر عن عدم مساعدة الأدلة الشرعية على ثبوتها فلا يكفي أن يقول بعض العلماء أنا لست مع ولاية الفقيه نظرياً وفقهياً ولكنه في نفس الوقت هو مع مشاريع النظام السياسي المعتمد عليها والمنبثق عنها من خلال رؤية فردية للحاكم تحصر الولاية بشخصه مع أنها على تقدير القول بثبوتها فهي ثابتة لجميع الفقهاء.

وعلى كل حال فإن العلاقة بولاية الفقيه أصبحت تعني الارتباط السياسي بالولي الفقيه الحاكم لنظام سياسي معين ولا يقف هذا الارتباط عند حدود العلاقة الروحية والمرجعية الدينية، كما هو الحال بالنسبة لعلاقة المسيحيين بمرجعية الفاتيكان الدينية، ولكن يتعداها الى لزوم الطاعة والانقياد للولي الفقيه في سياساته الداخلية والخارجية وتطلعاته الأخرى الخارجة عن الحدود الجغرافية لنظامه ودولته وتشد هذه الاشكالية وتكبر عندما تعطى ولايته مضمون الأيديولوجيا الدينية العابرة للحدود والأوطان حيث يصبح ارتباط حزب ولاية الفقيه بالولي الفقيه ولاء سياسياً لدولة الفقيه التي لا يحمل الحزب الموالي لها هويتها الوطنية وشخصيتها القانونية وهذا يتنافى مع ولاية الدولة التي ينتمي إليها ولزوم خضوعه لأحكامها وقوانينها وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف الى عصيان الدولة والخروج عليها التزاماً بولاية الفقيه القادمة من وراء الحدود. وقد رأينا وشاهدنا نماذج للالتزام بولاية الفقيه العابرة للحدود والأوطان في الأحداث التي وقعت بين حركة أمل وحزب الله في نهاية ثمانينات القرن الماضي في إقليم التفاح والضاحية الجنوبية وقد جاءت بعض القيادات الدينية من إيران يوم ذاك وطلبت مني السكوت عما جرى فسألتها هل أن الولي الفقيه كان يعلم بما جرى ويجري من سفك للدماء أم أنه لا يعلم ذلك؟! فقال لي بأن الأمر قد توقف ولن يتكرر ولكنه قد تكرر بعد ذلك بذرائع متعددة وعناوين مختلفة!

ومن النماذج التي تحكي لنا عن تأثيرات ولاية الفقيه خارج حدود دولتها حرب تموز وتداعياتها وبعض الأحداث التي جرت في العراق وأخيراً ما جرى في بيروت والجبل والقائمون بهذه الأعمال يعلنون صراحة بأنهم ملتزمون بولاية الفقيه لا يعصون أوامرها ولا يخالفون نواهيها.

فهل ولاية الفقيه أمرتهم بذلك فأطاعوها! أم أنها نهتهم عن ذلك فعصوها!

وهذه الوقائع والأحداث تكشف لنا أن ولاية الفقيه على مستوى التطبيق هي عنوان آخر لتصدير الثورة الإيرانية التي لم تصل قيادتها بعد الى مرحلة الدولة والمؤسسات.هذا موجز عن نظرية ولاية الفقيه وآثارها في مرحلة التطبيق ومن أراد التوسع فليرجع الى كتابنا المطبوع باسم (ولاية الدولة ودولة الفقيه).

العلاّمة السيد علي الأمين

 

قضية الحريري بند أساسي على جدول المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية/والعدو الصهيوني يدخل مسانداً الرئيس السوري

الأسد يعرض صفقة: جنرالات لبنان وضابط سوري.. وبراءتي

المستقبل - السبت 7 حزيران 2008 - 

فارس خشّان

الرئيس السوري بشّار الأسد كما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، لا يُشاطران بعض اللبنانيين الاعتقاد بأن "غزوة بيروت" التي اقترفها "حزب الله"، كما "تفاهم الدوحة"، كما المفاوضات الإسرائيلية ـ السورية، قد قضت على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

الأسد وباراك معاً، يعتقدان أن المحكمة لا تزال قائمة وبقوة، والعمل على تأسيسها مادياً ومعنوياً سار بشكل فعّال. ففيما استمهل المحقق الدولي دانيال بلمار مجلس الأمن ستة أشهر، كحد أقصى، ليُنهي تحقيقاته في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يعمل المسؤولون عن تأسيس المحكمة على استكمالها لوجستياً وبشرياً، بعد توفير الحد الأدنى من التمويل اللازم.

كيف ظهر ذلك؟

كان واضحاً في كل من الإمارات العربية والكويت، قبل أيام أن الرئيس السوري "يستجدي" صفقة عربية ـ دولية لتطويق نتائج التحقيق من جهة أولى، ولإبعاد كأس المحاكمة عن شخصيات لها ارتباط وثيق بنظامه، من جهة ثانية.

ووفق المطلعين على ما يعمل الأسد من أجله، فإن الرئيس السوري لا يترك وسيلة إلا ويُبلغ فيها "من يعنيهم الأمر" أنه يوافق على مقايضة قوامها الآتي: تبقى المحكمة قائمة ويبقى التحقيق جارياً، ولكن شرط أن تقتصر النتائج على ملاحقة قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، أثناء ارتكاب الجريمة وأحد الضباط السوريين، ملمّحاً ـ بطريقة أو بأخرى ـ الى أنه لا يمانع في أن يكون رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اللواء آصف شوكت (المُبعد حالياً عن مسؤولياته).

وفي ذهن الأسد أنّ هذه المقايضة، يُمكن أن تؤتي ثمارها للاعتبارات الآتية:

أولاً، سبق له وفهم رسائل "تسووية" وصلت إليه في الماضي على أنها تحثه على "صفقة" مماثلة، وكان يرفضها رفضاً قاطعاً، لأنه كان يستشعر قوة تُعينه على حذف المسار السوري كلياً من التحقيق الدولي.

ثانياً، نجح، من خلال استراتيجية "كسب الوقت"، في تحييد من يصلحون كـ"كبش محرقة" عن موقع التأثير على النظام السوري، بحيث بات غيابهم "أريح" له من "بقائهم".

ثالثاً، أعدّ للضابط أو غيره ممن وافق على "التضحية" به أو بهم، ملفات تُعينه هو شخصياً على "إظهار براءته"، من خلال الادعاء أنهم كانوا يقومون بكثير من العمليات القذرة، ليس من دون علمه فحسب بل بطريقة تُخالف توجهاته وتُلحق ضرراً به. ولهذا السبب ثمة من يعتقد أن نتائج التحقيق في قضية اغتيال عماد مغنية ستُستأخر حتى تظهر الاتجاهات النهائية في قضية اغتيال الحريري.

وعلى أساس هذه المعلومات، يُفسّر المطلعون موقف الأسد الذي أطلقه أمام الصحافة الكويتية قبل يومين، وجاء فيه الآتي:

(...) "هناك مفهوم خاطئ بالنسبة الى مهمة أجهزة الأمن السورية سابقاً في لبنان فهي لم تكن مكلفة حماية الشخصيات اللبنانية، وليست مسؤولة عن الأمن اللبناني، كانت مسؤولة عن أمن القوات السورية في لبنان، لقد كانت هناك أربعة أجهزة لبنانية هي المسؤولة عن أمن لبنان وليس الأجهزة السورية، أما إذا كان هناك، كما طرح في السابق، ضابط سوري متورط أو غيره، فهذا يأتي ضمن نطاق التحقيق الشامل".

ووفق المراقبين لأدبيات الأسد بما يخص مسار التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها عن مسؤولية "الأجهزة الأربعة في لبنان" من جهة أولى من دون أن يُناقش صوابية تورط "ضابط سوري أو غيره" في الجريمة، من جهة ثانية.

ويعتقد هؤلاء أن "ليونة" الرئيس السوري الطارئة ناجمة عن عوامل عدة، أهمّها الآتي:

أولاً، هو يُدرك أن التحقيق قد شارف على نهايته وبالتالي فهو يريد استعجال استدعاء التدخل "للتخفيف" من نتائجه، وهو الأدرى بها من غيره.

ثانياً، هو بات على اقتناع بأن المجتمع الدولي يستحيل أن يتراجع عن محاكمة المتورطين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ثالثاً، هو واثق بأن الانفتاح العربي والدولي الذي ينشده، سيتأثر سلباً وبشكل قاطع، في حال صدر تقرير دولي نهائي يتحدث عن وجود أدلة على تورط النظام السوري في قضية اغتيال الحريري، وتالياً سيجد نفسه مضطراً للتعاون مع المحكمة الدولية، لأن إسرائيل لن تستطيع حماية نظامه بالتفاوض في ظل مجتمع دولي ضاغط عليه لتسليم المتهمين، جميع المتهمين.

وعلى هذا الأساس، يبدو واضحاً أن الأسد أدخل العدو الصهيوني على خط مساعدته، طارحاً أمامه المعادلة الآتية: أستأخر الجولان وأُقدم بقاء نظامي المرتبط بالمحكمة الدولية.

وليس في الأفق ما يُظهر أن إسرائيل لا تتناغم مع الأسد، فمتابعة حيثيات المداخلة التي قدمها إيهود باراك أمام الكنيست الإسرائيلي قبل ثلاثة أيام، تُظهر موافقة تل أبيب على مطلب الأسد، ولذلك تشارك باراك مع الأسد في وجوب دخول الولايات المتحدة الأميركية على خط المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية لأن تركيا لا تستطيع أن تقدم ما هو مطلوب لاستكمال التسوية بين "العدوين الحميمين"، خصوصاً وأن ما يطرحه الأسد، وفق نبرة باراك، ملائم لإسرائيل، فهو يريد بقاء نظامه وإبعاد المحكمة الدولية عنه وبسط نفوذه على لبنان والحصول على مساعدات دولية... أما الجولان فآخر هم لديه.

هل ينجح الأسد في استدعاء الصفقة لتكون الحقيقة في واقع الحال مجرد نصف حقيقة، ولتكون العدالة مجرد ظلم لأنها لا تُعفي القاتل لاحقاً من تكرار فعلته ولا تحمي لبنان من مواصلة اغتيال سيادته واستقلاله وقراره الحر؟

لا جواب متوافر حالياً، ولكن الأكيد أن الأسد لا يتهم إسرائيل وإسرائيل لا تبرئه، ولكن بعض "الصبية" في لبنان لا يزالون يتلهون بالحديث عن "تحقيق دولي مخدوع" وعن "شهود مفبركين"، في حين أنهم يحمون الآمر الناهي الذي يعرض رؤوسهم... للبيع

 

حملة العونيين على زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت..تخلّف سياسي أم كالعادة.. نكران جميل وجحود؟

بقلم إيلي محفوض محفوض(*)

المستقبل - السبت 7 حزيران 2008

على عتبة تشكيل الحكومة، والتناتش بين أفرقاء 8 آذار على أشدّه لتحصيل أكبر عدد ممكن من الوزارات الخدماتية لاستثمارها خلال الأشهر المقبلة في تسويق قضيتهم الفاشلة في سوق النخاسة، وفي سوق البيع والشراء بالناس المعترين الذين لا يزالون حتى الساعة يصدّقون كَذبة العصر ودجاليه، بائعي الشعارات الفارغة والمعيبة في آن، وآخر تلك الشعارات أن أبشع تاجر سياسي لهذا العصر رجّع حقوق المسيحيين.. ولكن يبقى لهذا التاجر فضلٌ مشكور أنه فعلاً أعاد للبنانيين الرئيس فؤاد السنيوة الى السراي الحكومي..

إذاً عشية التشكيلة، أطلّ أحد نواب كتلة عون، ذاك الذي جيء به من الخارج ليشتغل نائباً، ولن أذكر اسمه لأنه حقيقة لن أعطيه هذا الشرف، شرف أن يُذكر اسمه في مقالي هذا، إذاً النائب المذكور أدلى بحديث لأحد المواقع الإلكترونية قال فيه ما حرفيته:

"إن ساركوزي عوّدنا على الاستعراض، فهو وفريق عمله يحبون هذا النوع من الاستعراض وربما هو آت الى بيروت للقيام بذلك..." كما رحّب النائب المذكور بكلام رئيس سوريا السيد الأسد واصفاً إياه بالكلام المنطقي..

وإن كنا على يقين بأن العونيين استشاطوا غيظاً من وصول العماد ميشال سليمان الى رئاسة الجمهورية، وإن كنا متنبهين للدور السلبي الذي لعبه هؤلاء في تعطيل الاستحقاق الرئاسي وبكل الوسائل الرخيصة والانقلابية، وإن كنّا على بيّنة من كل المكائد التي حاكوها وأهمها قصة الأوراق البيض الخمس... إلا أنه يبقى أن العماد سليمان هو رئيس الجمهورية اللبنانية، هو فخامة الرئيس، وضيوف الرئيس ضيوف كل لبنان.. والرؤساء والملوك زوار القصر الجمهوري، هم زوار كل بيت لبناني، وبالتالي أي تطاول أو مسّ أو إهانات أو تجريح أو استهزاء بهؤلاء، يعني مسّ بالجمهورية اللبنانية، وبأصدقاء الجمهورية، فكيف إذا ما كان هذا الصديق، فرنسا الأم الحنون للبنان، فرنسا التي لعبت على مرّ العصور أفضل الأدوار الإيجابية لتحقيق مساعدة لبنان، ولتحقيق السلام على أرض لبنان، ولعلّ اللجوء التاريخي للعماد ميشال عون الى فرنسا أسطع دليل على ما تقول، لا بل إن الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، ربط هذا الأمر بشرف فرنسا..

فهل يُقابَل هذا الكرم الأخلاقي، والنُبل الوطني، والإخاء السياسي، بهذا الكمّ المهين والمخزي من عبارات الاستهزاء والتجريح بالرئيس الآتي الى لبنان؟

هل هذه هي عادات الأهلاً وسهلاً التي تعوّد اللبنانيون رفعها مرحّبين بزوارهم وضيوفهم، إنها فعلاً لعنة القرن الواحد والعشرين، أن يطلّ نواب، للأسف، صُنع منهم نواباً، رغماً عن أنف المناضلين، ليتطاولوا على من استقبلهم في داره وآوَاهم في بيوته واستضافهم في ربوعه..

في المقابل، يُشيد هذا النائب المغترب والغريب علينا، والغريب عن تاريخ نضالنا، بأقوال الرئيس السوري، إنها فعلاً قمة السطحية السياسية، حيث يتحوّل الرئيس الفرنسي الى ضيف غير مرحّب به، بينما يصبح الرئيس السوري محطّ وقبلة اهتمام نائب الغفلة..

ولعل جذور هذا النائب خلفية بعثية أو قومية سورية، قد يكون كذلك، ولا عتب عليه لأنه حتماً لا يفقه ما يقول، ولا يدري ما يصرح، ولا يعلم ماذا يفعل... العتب، كل العتب على مرجعه، الذي أقل واجب عليه أن يرد الجميل، لفرنسا التي احتضنته وعائلته طوال فترة خمسة عشر عاماً... رجالات الدولة يحفظون الجميل، واللبناني الأصيل، ما تعود رمي الحجارة من بئر المياه الذي شرب منه، فحتى الأصالة اللبنانية باتت غريبة عن بعض ساسة هذا العصر...

والواضح أن تدجين العونيين بمن فيهم نواب تكتلهم جار على قدم وساق، وتطويع هؤلاء وترويضهم سورياً اكتملت فصوله، لدرجة أن الصفوف الشعبية لهذا التيار تتناقل مؤخراً معادلة جديدة مفادها، صحيح نحن نحالف سوريا، "مش أحسن ما نحالف أميركا؟" من هنا نستشف القدرة السورية لاستيعاب الحركة العونية الشعبوية، وتوجيهها نحو السورنة بأسلوب سلحفاتي قد يتأخر بعض الشيء لتحقيق مراميه، ولكنه في النهاية سيكتب له النجاح، وسوف نكون في المستقبل أمام حزب كباقي الأحزاب الموالية لسوريا، ولن يكون هناك فرق بين البعثي السوري والقومي السوري ومن ثم لنصل الى العوني السوري.

إنها لهجة غريبة، إنه أسلوب صحراوي لم ننهجه طوال حياتنا، التعرض لدولة صديقة، والتهجم على رئيسها، وأي دولة؟ فرنسا التي ربطت شرفها بمصير الرجل... ليأتي يوم نرد لها عرفان الجميل بالاستهزاء على الرئيس ساركوزي، ومن قبل مَنْ؟ وعلى لسان مَنْ؟... إنها فعلاً لعنة القدر، ولكن يبقى أن فرنسا ورئيسها وشعبها، أهل لنا، وأصدقاء للبنان، كانوا وسيبقون...

ومن لا يقدر هذه العلاقة التاريخية، فليسأل الكبار عندنا، لماذا تم تخصيص فرنسا دون سواها بقداس سنوي على نيتها من قبل رأس الكنيسة المارونية، إن التخلف الذي أصاب بعض المستنوبين عندنا، إنما أصاب شريحة أضاعت الدرب سالكة دروب اللزاب بدل الحور والسنديان... وهؤلاء استبدلوا التفل بدل العسل... هؤلاء ما عرفوا يوماً لغة الأبطال وأساطيرهم... بلى عندنا في لبنان من غير هذه العجينة الفاسدة... عندنا في لبنان أبطال حقيقيون، وقديسون، وليس كل ما نراه ونسمعه على ألسنة الشياطين، يعني أنه الأنموذج المعمم حاضراً... هذا الحاضر لم يكن يوماً من تاريخ انجيلنا الذي يكرّس ويكرم الضيف، وكيف ما إذا كان هذا الصيف من عتبات الزمان المضيء في سمائنا... ولكن لعل حقد هؤلاء منذ عهد الرئيس جاك شيراك، لأنه جاء مسرعاً الى لبنان برفقة زوجته عشية اغتيال الرئيس الحريري، وبكى أمام ثلاثة ملايين وسبعماية ألف لبناني، لعل هذه اللفتة أزعجت بعض مرتزقة العصر...

أقل ما يمكن أن يفعله النائب ميشال عون وليس تعويضاً عن كلام أحد أعضاء تكتله، هو أن يقدم اعتذاراً للفرنسيين بالدرجة الأولى، ومن ثم للبنانيين بالدرجة الثانية، لأن الشعب اللبناني يعتبر أن صديقاً للبنان بمستوى الرئيس الفرنسي، قيل عنه كلام لا يليق بلبنان، الذي ما تعود على هذه اللغة الهجينة والبعيدة كل البعد عن تقاليد العائلة اللبنانية...

(*) رئيس حركة التغيير عضو قوى 14 آذار

 

ما لم يؤخذ بالجملة لن يؤخذ بالمفرق

خالد العلي

المستقبل - السبت 7 حزيران 2008 

بدأ يتضح للجميع أهمية ما أنجزته الموالاة خلال المؤتمر الذي عقد في قطر ما بين 16 و21 أيار الماضي لجهة التمسك وإقرار صيغة محددة لتنفيذ بنود الاتفاق الذي عقد في بيروت وسمي يومها بـ"اتفاق الفينيسيا" والذي قضى "بتعهد الأطراف الامتناع أو العودة إلى استخدام السلاح أو العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية" فضلاً عن البند المتعلق بوجوب "الانهاء الفوري للمظاهر المسلحة بكل صورها والسحب الكامل للمسلحين من الشوارع وفتح الطرق والمنافذ" وأهمية إصرار الموالاة على هذه البنود "الأمنية" كان مرده إلى إدراك هذا الفريق لما هي عليه بيروت بعد الاجتياح الذي تعرض له وما ترك من جراح تتطلب أفعالاً لا أقوالاً لمعالجتها.

مصدر سياسي مطلع يعتبر ان الشق الأمني من اتفاق الدوحة هو الأساس والمقدمة لوضع الشق السياسي موضع التنفيذ بشكل تدريجي من غير ان يعني ذلك تقديماً أو تأخيراً مفتعلاً لبند على آخر، فكل يطبق وفق سياق يسمح بالتطبيق.. فبعد انتخاب رئيس للجمهورية ووضع تشكيل حكومة وحدة وطنية على السكة كان يجب ان يسلك الشق الأمني مسلكه نحو التحقق والخاتمة على اعتبار انه في الأساس جاء مخالفاً لقواعد بسط سلطة الدولة ولدور المؤسسات لا سيما الأمنية في حماية أمن المواطن وممتلكاته.. ولقد وضعت بنود اتفاق الدوحة المتعلقة بمسألة السلاح في خانة وجوب التنفيذ الفوري عن طريق خروج ما هو غير شرعي لمصلحة الشرعية فها هي الأيام الخمسة عشر تمر ولا تزال الشوارع البيروتية عرضة لاعتداءات من الجهات نفسها التي اجتاحت العاصمة بذريعة جديدة هي الاقتصاص من كل من وقف من أهالي بيروت مدافعاً عن كرامته وممتلكاته خلال الاجتياح الموصوف.

ويرى المصدر ان الاعتداءات المسلحة وغير المسلحة تستخدم هذه المرة لأغراض سياسية تهدف إلى تطويع أهالي بيروت من خلال استهدافهم بشكل فردي بعدما تعذّر تطويعهم بشكل جماعي وذلك بذرائع أقل ما يقال فيها ان المعتدين نصّبوا أنفسهم شرطة وجيشاً ونيابات عامة وشرطة قضائية وسمحوا لأنفسهم بخرق اتفاق الدوحة في بند "تعزيز سلطة الدولة"، بعدما أطاحوا ببند "عدم اللجوء إلى السلاح والعنف" و"حصر السلطة الأمنية والعسكرية بيد الدولة..". ويضيف ان الميليشيات التي اجتاحت بيروت تعتقد انها خلّفت خوفاً وذعراً تستطيع ان تستخدم مخلفاته ونتائجه المفترضة لحظة تريد فقد ينفع الإرهاب الفردي حيث لم ينفع الإرهاب الجماعي. وهذا خطأ في التقدير لدى من اجتاح العاصمة وبعض الجبل.

ويعتبر المصدر ان المعارضة ولا سيما "حزب الله" اخطأت خطأ جسيماً عندما لم تستغل نتائج مؤتمر الدوحة وأعلنت انها اخطأت التقدير في اجتياح بيروت وهي مطالبة ببحث السبل الكفيلة بتضميد الجراح والقيام بخطوات مشتركة لاقفال تدريجي وفق آليات مدروسة لمخطط الفتنة.

أما وان المعارضة لم تقم أو تعلن نيتها في معالجة ما جرى بل هربت إلى الأمام وتجاوزت روحية اتفاق الدوحة وكابرت في توصيف ما حدث بعد ما حدث، فانها اخطأت مجدداً وأصبحت مطالبة بوقف تعدياتها على بيروت وإصرارها على معالجة خاصة لذيول اجتياح العاصمة مما يعني تمسك من اجتاحوا بفكرة السيطرة على البلد والحلول مكان الشرعية والدولة والسلطة. فهؤلاء يصرون على تجاوز اتفاق الدوحة بكل بنوده وآخرها البند المتعلق "بتطبيق القانون واحترام سيادة الدولة بحيث لا تكون هناك مناطق يلوذ اليها الفارون من وجه العدالة". فأين هم الذين يواصلون الاعتداء على أهالي بيروت والمعروفون بالاسم؟ إلى أي منطقة لاذوا بالفرار؟!

ويخلص المصدر السياسي إلى القول كيف يمكن للأكثرية التي قامت بجهد كبير جداً لتحصين الشق السياسي من اتفاق الدوحة بوضع ضوابط لما هو أمني وعسكري وميليشياوي، كيف لها ان تواصل دفن رأسها في الرمال وتمضي في التعاون لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية حيث في الشارع لا وحدة ولا وطنية بل عقل ميليشياوي يحاول تسخير كل شيء في مصلحة أداء لن يؤدي إلا إلى الفتنة خصوصاً عندما تبالغ المعارضة في توصيف ما يجري إذ يقول أحد أركانها انها لم تعتد على أحد بل هي المعتدى عليها مما أسماه "ميليشيا الإعلام" التي حضّرت وقادت "هجمة إعلامية حقيقية" فمن حق الموالاة أو التيار المعني باستمرار الاعتداءات ان يذكّر أو يعود عملياً إلى كل الوسائل المتاحة لتحصين الشق السياسي لاتفاق الدوحة بعد كشف ممارسات الميليشيا اياها أمام من رعوا اتفاق الدوحة، فحرص فريق الأكثرية على وحدة الاتفاق وشموليته وكليته هو حرص على انجاحه ورفض فكرة "ما لم يؤخذ بالجملة لن يؤخذ بالمفرق".

 

سرحان على رأس وفد من "التقدمي" زار الاسير نسر مهنئا

وطنية-7/6/2008 (سياسة) زار عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي سرحان سرحان على رأس وفد من قيادة الحزب التقدمي بلدة البازورية وقدم التهاني للاسير نسيم نسر بتحرره من السجون الاسرائيلية. وقدم سرحان ووفد التقدمي التهاني للاسير المحرر نسر باسم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، ونقل له تحيات النائب جنبلاط وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي.