المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 24 حزيران 2008

إنجيل القدّيس لوقا .12-8:10

وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم وقَبِلوكم، فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكم. واشفْوا المَرْضى فيها وقولوا لِلنَّاس: قَدِ اقتَرَبَ مِنكُم مَلَكوتُ الله. وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم ولَم يَقبَلوكم فاخرُجوا إِلى ساحاتِها وقولوا: حتَّى الغُبارُ العالِقُ بِأَقدامِنا مِن مَدينَتِكم نَنفُضُه لَكم. ولكِنِ اعلَموا بِأَنَّ مَلكوتَ اللهِ قدِ اقتَرَب. أَقولُ لَكم: «إِنَّ سَدومَ سَيَكونُ مصيرُها في ذلكَ اليَومِ أَخفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِ تِلكَ المَدينَة.

 

لا انتخابات نيابية بوجود السلاح بين يديه

رفض »حزب الله« تسليح الجيش ينطوي على »خيانة عظمى« وعلى سليمان والقيادة العسكرية التعامل معه بموقف حاسم

 لندن ¯ كتب حميد غريافي: السياسة

أكد ديبلوماسي عربي في جامعة الدول العربية في القاهرة رافق زيارة امينها العام عمرو موسى لبيروت في نهاية الاسبوع الاسبق ووقف على اتصالاته خصوصا بأطراف المعارضة في 8 آذار, ان »حزب الله يضغط بكل ما اوتي من نفوذ, مستخدما حلفاءه السياسيين الداخليين والخارجيين تحت وهج تلويحه المستمر بقدراته العسكرية, لمنع ادراج موضوع سلاحه في اي حوار مقبل حتى ولو كان بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان, ورغم ادراج هذا الموضوع كبند اساسي في مقررات مؤتمر الدوحة الحواري ودعمه عربيا عن طريق مشاركة الجامعة العربية في هذا الحوار, او على الاقل ايصال موضوع السلاح الى الطاولة منهكا بعد اخماد نيرانه التي اندلعت على اوسع نطاق باجتياحه بيروت السنية والجبل الدرزي في السابع من (مايو) الماضي,كيلا يكون البند الاول المطلوب بالحاح ليس من قوى 14 آذار فحسب بل من الدول العربية والمجتمع الدولي على جدول اعمال الحوار المقبل«.

وكشف الديبلوماسي العربي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن أول من امس النقاب عن ان عمرو موسى الذي »ووجه  خلال زيارته الاخيرة لبيروت بتمنيات قياديي حزب الله عليه التدخل لتأجيل طرح موضوع السلاح بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

أعرب عن عدم وجود امكانات شخصية له لمفاتحة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقادة ثورة الارز بمثل هذه التمنيات, لان موضوع السلاح الميليشياوي في لبنان جرى تعريبه في مؤتمر الدوحة, كما ان استمرار التأكيد عليه حتى الآن على ألسنة المسؤولين العرب مازال يتكرر, وخصوصا على لسان وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط الذي دعا الأحد الماضي للمرة الرابعة منذ انتهاء مؤتمر الدوحة الى وجوب نزع سلاح كل  الميليشيات في لبنان وبسط سيادة الدولة على كامل اراضيها والا فان قيامها سيبقى »متعثرا« وهذا امر لاتقبل به الدول العربية وجامعتها ولا الرأي العام الدولي«.

لا انتخابات بوجود السلاح

وقال أبو الغيط: يجب تجريد كل الميليشيات (اللبنانية وغير اللبنانية كما ورد في القرار الدولي 1559 وجرى التلميح اليه في القرار 1701) من اجل قيام الدولة الحقيقية, اذ ان ما نشهده اليوم في لبنان يمثل اتجاها خطيرا نحو تقسيم هذا البلد كمقدمة لتقسيم العالم الاسلامي«. وكان قبل 24 ساعة من هذا التصريح اعلن ايضا »ان لا مكان للميليشيات في دولة القانون«, وكل هذه تأكيدات تمثل وجهتي النظر الشاملتين العربية والدولية, لان احدا لن يسمح ¯ حسب القيادتين المصرية والسعودية ¯ بمنع قيامة لبنان اذ ان هذا المنع قد ينعكس على سقوط انظمة عربية اخرى في حال تم تحقيقه«.

واعرب الديبلوماسي العربي في القاهرة ل¯ »السياسة« عن اعتقاده ان »لا اللبنانيين ولا العرب ولا الولايات المتحدة واوروبا والامم المتحدة« سيسمحون باجراء انتخابات برلمانية لبنانية في موعدها المحدد العام المقبل بوجود السلاح بين ايدي الناس, وخصوصا بين ايدي حلفاء ايران وسورية, وانه في حال ادركت كل هذه الاطراف ان ضغوط هاتين الدولتين العابثتين بالشؤون اللبنانية الداخلية, قد تؤدي تحت وهج سلاح حزب الله وحركة امل واطراف اخرى تابعة لهما, الى قلب موازين المعادلة اللبنانية لصالحهما, فان اللبنانيين لن يذهبوا الى صناديق الاقتراع, وسيجري تأجيل موعد الانتخابات  حتى يكون السلاح بات بامرة السلطات الحكومية (الجيش).

محاولات محاصرة سليمان!

ونقل الديبلوماسي عن احد مرافقي موسى الى بيروت قوله »ان اهتمام حزب الله الاول والاخير منصب الآن على محاصرة الرئيس سليمان وحكومته الجديدة عبر محاولات السيطرة على الوزارات الامنية مثل الدفاع والداخلية وتبعا لها ما تسمى ب¯ »الوزارات السيادية« مثل الخارجية والمالية التي اضيفت اليها وزارتا العدل والاتصالات, اذ انها ذات علاقة بمصير سلاح حزب الله وشبكات اتصالاته السرية والعلنية في البلاد, ومن هنا فان الحزب خصوصا عبر حليفه المسيحي ميشال عون يحاول ان ينتزع من ايدي سليمان وقوى 14 آذار اسباب قوتهم الوحيدة لاخراج البلاد من تحت هيمنة السلاح ومواجهة المخطط الايراني ¯ السوري لحكم لبنان طوال السنوات الست المقبلة على الاقل«.

حزب الله كشف آخر اوراقه!

ودعا الديبلوماسي العربي الرئيس سليمان وقيادة الجيش الى »الرد فورا« على التهديدات الخطيرة التي اطلقها احد ساسة »حزب الله« اول من امس للسلطة الحاكمة والمؤسسة العسكرية حين قال »ان احدا لن يتمكن من بناء قدرات امنية او عسكرية في لبنان ليضعها في مواجهة المقاومة, ولقد تصرفنا من  قبل على اساس استباقي وقائي (اجتياح بيروت والجبل) ولن نسمح ببناء جسم امني او عسكري في لبنان سيطعننا في الظهر« وقال الديبلوماسي »ان هذه الاقوال في الدول الحقيقية تدخل مطلقها السجن ليحاكم بتهمة الخيانة العظمى والتعامل مع الخارج, وخصوصا اسرائيل التي صرح احد قادتها العسكريين في اليوم نفسه اول من امس بان بلده ترفض تسليح الجيش اللبناني بمعدات واسلحة  متطورة من الولايات المتحدة بقيمة 400 مليون دولار لانها قد تقع في الايدي الخطأ«.

واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان تكون مسارعة المجتمع الدولي وعلى رأسه واشنطن ودول الاتحاد الاوروبي والدول العربية الى الاعلان عن تسليح الجيش بكل ما يلزم لبسط هيمنته على كامل اراضيه, »دفعت بحزب الله الى كشف آخر اوراقه في  ما يتعلق بدولته الحقيقية على لسان سياسيه نواف الموسوي مسؤول العلاقات الدولية فيه عن طريق اعلان نواياه في منع الجيش من التسلح والدولة اللبنانية من القيام , والقول »اننا نحن نختار قادة الاجهزة الامنية (بما فيها الجيش) والالوية العسكرية ولو قامت الدنيا او قعدت, ومن يفكر في وضع المقاومة في مواجهة الجيش (بعد تقويته لتنفيذ القرار 1559 الداعي لنزع سلاح الميليشيات) هو خائن للوطن والجيش.

 

انحسار الاشتباكات شمال لبنان اثر انتشار الجيش 

ضباط سوريون يقودون معارك طرابلس وآخرون ينتظرون أوامر دمشق لنقلها الى عكار 

بيروت - "السياسة" والوكالات:

خيم الهدوء الحذر, مساء امس, على منطقتي باب التبانة وجبل محسن في مدينة طرابلس شمال لبنان, وذلك بعد ان انتشر الجيش في مختلف أحياء مناطق الاشتباكات, واضعا حدا للتدهور الأمني الذي كاد يخرج عن السيطرة, بعد يومين من الاشتباكات العنيفة, التي استخدمت خلالها مختلف الاسلحة الثقيلة والمتوسطة, اضافة الى مدافع الهاون, وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص واصابة نحو 50 آخرين بجراح. (راجع ص 33)

وكشفت مصادر موثوقة ل¯"السياسة", ان ضباطا وجنودا سوريين, كانوا حصلوا على الجنسية اللبنانية في مرسوم التجنيس الصادر العام 1992, يشاركون في ادارة العمليات العسكرية لمقاتلي "الحزب العربي الديمقراطي" من جبل محسن, مؤكدة وجود اكثر من خمسة عشر ضابطا برتب مختلفة يشرفون مباشرة على قيادة المعركة.

واشارت المصادر, الى استعداد مجموعات مسلحة اخرى, تتحضر في عدد من قرى منطقة عكار القريبة من الحدود السورية لافتعال مشكلة في تلك المنطقة, المحسوبة بنسبة كبيرة على "تيار المستقبل" وحلفائه في قوى الرابع عشر من آذار, لافتة الى ان تهديدات صدرت بفتح معارك بين القرى ذات الغالبية السنية والعلوية المتجاورة في عكار.

وقد ساهم انكفاء التيارات السلفية المعتدلة عن المشاركة في المعارك بدفع كثير من التيارات الأصولية الأخرى, إلى التردد في المشاركة بالاشتباكات, خصوصاً أن هذه التيارات المعتدلة التي تقودها هيئة "إحياء وقف التراث" الإسلامي بزعامة الشيخ صفوان العبي, كانت غير راضية عن سلوك أطراف سلفية أخرى, تريد الانزلاق إلى تلك المعارك, لأن تداعياتها سترتد على الحالة الإسلامية تحديداً, كما كان يحصل مع كل حدث أمني.

واذا كان واضحاً أن المعارك العنيفة التي عرفتها طرابلس خلال اليومين الماضيين كانت انعكاساً للاحتقان السياسي الذي يؤخر تشكيل الحكومة, فإن الابعد في هذه المعارك هو ما تحمله من رسائل سياسية مبطنة من سورية إلى المملكة العربية السعودية وقوى "14 آذار", بأن يدها ما تزال طويلة في لبنان, وخصوصاً في المناطق المحسوبة على هذه القوى.

ومساء امس, أصيب جندي لبناني بجروح بسبب تعرضه لرصاص قنص لدى تنفيذ الجيش عملية انتشار أمني في منطقة جبل محسن, وذكرت مصادر أمنية أن رصاص القنص أصاب أيضا مواطنا لبنانيا, إلا أن القوة المشتركة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تمكنت من الدخول والانتشار بشكل كامل في مناطق الاشتباكات في طرابلس, ولا سيما منطقتي باب التبانة وجبل محسن.

واشارت المصادر إلى أن القوى الأمنية تدخلت في منطقة القبة, لقمع عدد من عناصرالشغب كانت تحاول إشعال النيران في بعض المباني, وسيرت دوريات في المنطقة لضبط الوضع الأمني.

وكان الجيش اللبناني حسم امره, بعد ظهر امس, حيث نفذت وحداته انتشاراً واسعاً في مختلف أحياء مناطق الاشتباكات, التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة والقذائف الصاروخية من مختلف العيارات, وقد شاركت وحدات النخبة "المغاوير" في عملية الانتشار, الذي سبقه تصعيد كبير, ختم الاشتباكات المتقطعة نهاراً والعنيفة فجراً.

وكانت قيادة الجيش حذرت "أيا كان من الظهور المسلح او الاخلال بالاستقرار", مؤكدة عزمها على قمع التجاوزات "حتى لو ادى ذلك الى استخدام القوة", من اجل "التأكد من استتباب الامن وتقيد جميع الاطراف بما تم الاتفاق عليه".

وقد حظي الوضع الأمني في طرابلس باهتمام مختلف الأطراف, حيث ناقش رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في إطار متابعته للتطورات, مع مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار الإجراءات الموضوعة لتهدئة الأوضاع, وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما.

من جهته, طالب رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري أهالي طرابلس بعدم الانجرار الى الفتنة "المستوردة من الخارج", ودعاهم الى التعاون مع الدولة ومؤسساتها الامنية, ورفض الانجرار الى أي استفزاز من أي شكل كان, وتفويت الفرصة على المستفيدين من لغة السلاح والتقاتل على حساب لغة الايمان والتضامن.

 

قمة بعبدا الروحية تكسر رتابة المراوحة الحكومية... والأحداث الأمنية تقفز إلى الواجهة مجدداً

عون للسنيورة: لا تلعب بخطوط التوتر العالي كي لا تتفحم الغالبية: دمشق تريد أثماناً جديدة لتسهيل اتفاق الدوحة 

 بيروت - "السياسة" والوكالات:

أرخت الأحداث الأمنية المتنقلة في لبنان والتي كان آخرها ما جرى في مدينة طرابلس, بثقلها على الأزمة السياسية المترتبة عن الخلافات بين الموالاة والمعارضة بشأن تشكيل الحكومة, الأمر الذي رأت فيه مصادر سياسية مراقبة تهديداً مباشراً لاتفاق الدوحة, الذي بدأ يترنح جدياً بعد الضربات الكثيرة الموجعة التي تلقاها, بسبب محاولات بعض الأطراف, سيما المعارضة التنصل منه, وهذا ما بدا واضحاً من خلال المواقف المتصلبة للنائب ميشال عون الذي لا يزال مصرا على الحصول على حقيبة سيادية, إضافة إلى رفضه وجود الوزير الياس المر على رأس وزارة الدفاع, وتمسكه تالياً بأن تكون هذه الوزارة من حصته, لطمأنة حليفه "حزب الله" حول التعيينات المرتقبة في المؤسسات الأمنية, وهذا ما أشار إليه الحزب صراحة من خلال مواقف عدد من قادته في الأيام الأخيرة.

وفي خضم التأزم السياسي الناتج عن استفحال الازمة الحكومية, تشكل القمة الروحية التي سيستضيفها رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم في قصر بعبدا, مناسبة لتهدئة الأجواء السياسية والطائفية المحتقنة, وإطلاق سلسلة مواقف تشدد على الوحدة الداخلية والمصالحة الوطنية, وتعزيز الوفاق بين اللبنانيين والإسراع في تشكيل الحكومة. الى ذلك, شن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون, امس, هجوماً عنيفا على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة, معتبرا ان المراوحة الحاصلة في عملية التشكيل تحتم أن يتم تحديد مهلة زمنية للرئيس السنيورة لإنهاء التشكيلة الحكومية, متمنيا أن تُعاود الاستشارات النيابية لإعادة البحث في تكليف السنيورة بعد "البهلوانيات التي مارسها".

وخصص عون القسم الاكبر للمؤتمر الصحافي الذي عقده بعد اجتماع التكتل في الرابية, للرد على حديث السنيورة الصحافي الأخير, فحذره مما وصفه ب¯"اللعب بخطوط التوتر العالي لأنها ستفحمه", منبها اياه بأن "يترك الرئاسة للرئيس", قائلاً "لقد استعملت مواقع اخرى في السابق ولم تعط نتيجة, ولكن عليك ان تترك موقع الرئاسة, وهذه المرة الأخيرة التي أسمح لك بذلك", وسأل السنيورة "هل لديك شك انني أمثل المسيحيين?".

وشدد على ان وزير الدفاع الياس المر ليس حياديا, متسائلا "الى اي تكتل ينتمي?", ودعا الى توزير المر على حساب التكتل الذي هو جحزء منه, مضيفا "لا يستطيعون ان يجعلوه حياديا ويعطوه وزارة سيادية أساسية على حساب رئيس الجمهورية". وحول حديث رئيس الحكومة المكلف عن علاقته ب¯"حزب الله", سأل عون السنيورة "من قال لك من "حزب الله" انهم لا يستطيعون معارضتي?", واشار الى ان هذه أيضا "خطوط توتر عال اياك اللعب بها".وعلق عون على التدهور الأمني في الشمال, متهما نواب طرابلس بالتواطؤ في ما يحصل بمدينتهم انطلاقا من ردهم على التحذير الذي أطلقه خلال اجتماع التكل في الأٍسبوع الماضي بشأن التسلح في عاصمة الشمال, وحمل وزيري الدفاع الياس المر والداخلية حسن السبع مسؤولية الوضع الأمني, كما طالب رجال الدين "بالتوقف عن التجييش الطائفي".

وختم بالقول "عندما تم تكليف السنيورة قلنا ان هذا الامر معطوف على اعلام "المستقبل", يشكل مشروع حرب وهكذا حصل".

في المقابل, اكدت مصادر بارزة في قوى "14 آذار" ل¯"السياسة" ان كلام عون بمثابة تهديد جدي للرئيس السنيورة بالقتل والتصفية الجسدية, محذرة من وجود نوايا عدوانية للمعارضة ضد قوى الموالاة, ولم تستبعد ان يكرر "حزب الله" سيناريو 7 مايو الماضي مجددا في اكثر من منطقة لبنانية.

واشار عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور, الى عدم وجود تقدم يمكن الارتكاز عليه في مسألة تشكيل الحكومة, وقد طرحت أكثر من صيغة بعضها صيغ تبادلية في اليومين الماضيين جوبهت بالرفض من قبل فريق الثامن من آذار, إلى جانب التوتير الأمني والاشتباكات الأمنية المستمرة والتصعيد في حدة الخطاب السياسي. ورأى "أن الأزمة ليست أزمة الحكومة السيادية للعماد ميشال عون, هذا المطلب هو المطلب الظاهري, بينما المطالب الفعلية المضمرة وغير المعلنة هي أكثر من ذلك, وهناك أكثر من استهداف سياسي امني في ما يحصل يبدأ بمحاولة فرض بعض الشروط على الحكم الناشئ في لبنان, وبعض الاشتراطات على الأجهزة الأمنية التي تأتي بعد الاشتراطات على الستراتيجية الدفاعية التي يمكن أن تناقش, وبعض الاشتراطات على شرعية العماد ميشال سليمان المسيحية, إضافة إلى أثمان غير محلية", وقال "عندما نستمع إلى كلام بعض المسؤولين السوريين, الذين يقولون ان المصالحة العربية-العربية يمكن أن تؤدي إلى تنفيذ اتفاق الدوحة, بمعنى أن هناك شروطاً بأن يتم تقديم أثمان أخرى للنظام الحاكم في دمشق, لأجل تسهيل تنفيذ بعض بنود اتفاق الدوحة, لذلك فإن المسألة ليست مسألة حقيبة سيادية". وأعرب أبو فاعور عن اعتقاده بأن العماد عون "يريد أن يسترد بعض الشعبية على المستوى المسيحي باستنباط خصومة إسلامية كما طرح بعض القضايا في صلاحيات رئيس الحكومة لتحصل عليها ردود إسلامية, فيقدم نفسه مجددا بأنه الزعيم المسيحي الذي يستطيع أن ينتزع حقوق المسيحيين من المسلمين, وهذا الكلام إذا ما حصل فهو بالحد الأدنى ليس فيه شعور بالمسؤولية تجاه المخاطر الأمنية والسياسية المحدقة بالبلد, وهذا تجاهل لأن اللبنانيين كل اللبنانيين هم في دائرة الخطر ولا تستحق الأوضاع الانتخابية والأوضاع الشعبية المغامرة بهم أكثر من ذلك".

 

الحريري طالب أهالي المدينة بعدم الانجرار الى الفتنة »المستوردة من الخارج«

الجيش يضع حداً للتدهور وينتشر في طرابلس بعد مواجهات دامية حصدت عشرات الضحايا

بيروت - "السياسة" والوكالات:

حسم الجيش اللبناني امره, بعد ظهر امس, وقرر وضع حد للتدهور الامني في مدينة طرابلس شمال لبنان, اثر تجدد الاشتباكات العنيفة بين انصار الموالاة والمعارضة لليوم الثاني على التوالي, وارتفاع حصيلة المواجهات الى 10 قتلى ونحو 50 جريحا, في وقت تكثفت الاتصالات السياسية لنزع فتيل التفجير, حيث تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الوضع مع مختلف الأطراف, فيما وجه رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري, بيانا الى اهالي طرابلس دعاهم فيه الى عدم الانجرار الى الفتنة, و"صد مشروع الفتنة الآتي من الخارج".

ونفذت وحدات الجيش انتشاراً واسعاً في مختلف أحياء مناطق الاشتباكات, التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة والقذائف الصاروخية من مختلف العيارات, وقد شاركت وحدات النخبة "المغاوير" في عملية الانتشار, الذي سبقه تصعيد كبير, ختم الاشتباكات المتقطعة نهاراً والعنيفة فجراً.

وانتشرت القوات العسكرية بين منطقتي النزاع في بعل محسن وباب التبانة, وخاصة في شارع "سورية" الفاصل بين المنطقتين, والذي شكل خط تماس بين المتقاتلين. وأعلنت قيادة الجيش في وقت سابق, عن عزمها تعزيز القوى العسكرية في طرابلس لضبط الوضع, محذرة "أيا كان من الظهور المسلح او الاخلال بالاستقرار حتى ولو ادى ذلك الى استخدام القوة", من اجل "التأكد من استتباب الامن وتقيد جميع الاطراف بما تم الاتفاق عليه".

وقالت في بيان صادر عن مديرية التوجيه "اثر مساعي التهدئة, التي اجمعت على دور الجيش في الحفاظ على السلم الاهلي, تعلن قيادة الجيش انها ستباشر بعد ظهر اليوم (امس) تعزيز القوى العسكرية المنتشرة في مناطق الاحداث, واتخاذ تدابير امنية مشددة لوضع حد للاشتباكات ووقف التعدي على ارواح المواطنين وممتلكاتهم", واوضح مصدر عسكري ان هذه الخطوة تقررت بعد "اجماع الاطراف" على تكليف الجيش ضبط الامن.

وقد حظي الوضع الأمني في طرابلس باهتمام مختلف الأطراف, حيث ناقش رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في إطار متابعته للتطورات, مع مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار الإجراءات الموضوعة لتهدئة الأوضاع في طرابلس, وذلك في خلال اتصال هاتفي بينهما.

واشار المفتي الشعار الى انه تم جمع أهالي باب التبانة وجبل محسن, وتم التوقيع على وثيقة لوقف إطلاق النار في المنطقة وتسلم الجيش الأمن وأن يضرب كل مصدر لإطلاق النار, وأن يضع يده على مخازن الأسلحة, لافتاً إلى أن هذا الأمر تم بعد اتصال أجراه بالرئيس سليمان الذي أبلغه أن قائد العمليات في الجيش اللبناني وصل إلى مكان الاشتباكات, وأنه سيحقق وعده بإمساك الأمور.

من جهته, طالب رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري اهالي طرابلس بعدم الانجرار الى الفتنة, ودعاهم الى التعاون مع الدولة ومؤسساتها الامنية, واعرب في بيان, عن تضامنه مع مدينة طرابلس بكل احيائها وعائلاتها وقواها الحية, وعن الوقوف الى جانب اهلها حيال ما يواجهون من مخططات مشبوهة ومحاولات مريبة للتلاعب بأمنهم واستقرارهم.

ودعا اهالي المدينة الى التعبير عن تضامنهم في وجه الفتنة المستوردة من الخارج, ورفض الانجرار الى أي استفزاز من أي شكل كان, وتفويت الفرصة على المستفيدين من لغة السلاح والتقاتل على حساب لغة الايمان والتضامن.

وشدد على ضرورة التعاون مع الدولة ومؤسساتها الامنية, ومع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي "اللذين لهما وحدهما الامرة في مسألة بسط سلطة الدولة وتوقيف العابثين بالامن, والذي آن الاوان لان يلعبا دورهما كاملا في استتباب الامن, ووقف النزف الاهلي في الشمال وكل المناطق", كما اكد "ان سلامة طرابلس واهلها, هي امانة غالية ننبه الى أخطار التلاعب بها, واعتبارها ساحة مرشحة للخرق والفلتان المسلح, وهذا ما يريده اعداء طرابلس ولبنان".

وختم "إن الدولة هي ملجأنا جميعا, وان شيئا لن يحملنا على التراجع عن اقتناعاتنا في هذا السبيل, وعن قرارنا الاول والاخير قطع دابر الفتنة المتنقلة وقطع الطريق على ادواتها, المولجين إبقاء لبنان في دائرة الخطر, ومنع الدولة ومؤسساتها الدستورية من السير بالبلاد قدما الى الامام". من جهته, أسف الرئيس نجيب ميقاتي "للأحداث الأمنية المتنقلة من منطقة إلى أخرى", رافضاً الجزم "أن تكون هذه الأحداث ضمن حملة مبرمجة نظراً لوجود بعض المشاكسات التي هي نتيجة فورة عادية, لكن وجودها في سياق كل الوضع السياسي القائم في لبنان يوصل الأمور إلى حوادث أمنية كبرى". وأكد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي, ان هناك طابوراً خامسا يحرك الاشتباكات, لافتا عقب لقائه رئيس الجمهورية الى ان المهمات المطلوبة من الجيش في كل لبنان هي مهمات صعبة, وامل ان يكون هناك قوة اضافية تؤازر القوة الموجودة هناك. الى ذلك, اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب مصطفى علوش, "أن المسألة ليست في وجود "حزب الله" في طرابلس, بل أن أطرافاً داخل المناطق تعمل تحت غطاء الحزب وتأتيها شحنات الأسلحة من الحزب وتتدرب على أيديه". واضاف "ان المسألة الأساسية هي في وصول شحنات أسلحة إلى جبل محسن وكميات من الأموال لحساب "حزب الله" والتدريبات هي في تلك المنطقة, وهنا لا نتجنى على حزب الله بل هناك وقائع مثبتة على مستوى الأشهر الماضية".

 

حض على تكثيف التحرك الديبلوماسي لتسليمها إلى الأمم المتحدة

خليفة يؤكد بالوثائق المصدقة لبنانية مزارع شبعا ويحذر من تسوية سورية- إسرائيلية على حساب لبنان

 السياسة/إذا عرف »حزب الله« أن سورية تتفاوض على رأسه لتقبض الثمن فماذا سيكون موقفه! المزارع خاضعة للقرارين 425 و426 ولا يجوز الاستمرار في تخريب لبنان بذريعة تحريرها من عطل رئاسة الجمهورية هو نفسه يعطل الحكومة... والقرارات الدولية نزعت شرعية سلاح المقاومة عصام خليفة لدينا 17 وثيقة خريطة مزارع شبعا الخريطة الموقعة من الجانبين السوري واللبناني بيروت - علي أحمد: يؤكد المؤرخ اللبناني الدكتور عصام خليفة أن مزارع شبعا لبنانية, بالاستناد إلى محاضر وخرائط اجتماع اللجنة الحدودية اللبنانية- السورية. ويعتبر أن حراكاً ما يجري على الصعد الدولية والإقليمية والداخلية يجعل الانسحاب الإسرائيلي من هذه المزارع ممكناً, شرط أن يوازيه تحرك ديبلوماسي لبناني يثبت الحق في المزارع, لكي لا يتم التفاوض على هذا الحق بين سورية وإسرائيل.

وإذ شدد على أن الدولة العبرية لن تتنازل عن جبل حرمون بسهولة, حذر من أن تكون التسوية المقبلة بين اسرائيل وسورية على حساب أراض ومياه لبنانية, لا سيما أن الانسحاب الإسرائيلي من الجولان السوري سيكون شكلياً. ولفت إلى أن مسار التفاوض بين الجانبين منذ مدريد حتى اليوم يؤكد المخاوف من حصول صفقة ما على حساب لبنان تماماً كما حصل في شيبر دستاون عام 2000 عندما تم التوافق الأميركي-السوري-الإسرائيلي على إبقاء الجيش السوري في لبنان مقابل ضبط حركة "حزب الله".

واعتبر أن عرقلة تشكيل الحكومة حالياً مرتبط بمسألة المزارع وبكل الصراع الدائر في المنطقة, إذ ان المطلوب تأكيد مقولة أن لبنان لا يمكن أن يحكم نفسه بنفسه وأنه بحاجة إلى الجيران, معتبراً أن لا شرعية لسلاح "حزب الله" إذا لم يكن جزءاً من ستراتيجيا وقرار الدولة اللبنانية.

وعن أساس الإشكال التاريخي حول لبنانية المزارع أشار الدكتور خليفة في مقابلته مع "السياسة" إلى أن سورية أرسلت في العام 1974 خريطة لفصل القوات مع إسرائيل تجعل المزارع ضمن الأراضي السورية. وهنا المقابلة: السؤال الأول هو عن هوية مزارع شبعا, وهل هي لبنانية بالفعل? بالتأكيد المزارع لبنانية والوقائع والوثائق التاريخية تثبت ذلك, لقد كانت قرية شبعا ومزارعها جزءاً من قضاء حاصبيا قبل العام 1914 والخرائط والصكوك العثمانية تثبت ذلك. وفي أحد هذه الصكوك يتبين أن وادي العسل هو ضمن خراج شبعا. وبعد العام 1920 ثمة تقارير ووثائق فرنسية عن أهالي شبعا بوصفهم من مواطني قضاء حاصبيا, وكل القضايا الحقوقية المتعلقة بهذه المزارع يتم البت بها في مركز القضاء. وفي الفترة اللاحقة بين الأرشيف الديبلوماسي الفرنسي في "نانت" بعض المعطيات حول المنطقة ومنها أن قرية الغجر التي يسكنها البدو هي لبنانية,

أما قرية "مغر شبعا" فقد تم الاتفاق على أن تكون سورية. ثم ننتقل إلى العام 1946 حيث تم تكليف القاضي العقاري اللبناني رفيق الغزاوي من قبل الحكومة اللبنانية والقاضي عدنان الخطيب من قبل الحكومة السورية للبت في مسألة تخطيط الحدود بين قرية "مغر شبعا" السورية وقرية شبعا اللبنانية, لكن هذه العملية لم تصل إلى حل رسمي نهائي, إلى أن قامت إسرائيل باحتلال مزارع شبعا, ولكن مما توصلت إليه الاجتماعات اللبنانية-السورية يمكن الجزم بأن جميع المزارع باستثناء "مغر شبعا" هي لبنانية, وكذلك تلال كفرشوبا وقرية النخيلة. لقد توصلت الاجتماعات اللبنانية-السورية إلى وضع أسس للترسيم وأقرها مجلس الوزراء في لبنان في 12 أغسطس 1971 وكذلك الحكومة السورية, بحيث يكون خط انحدار المياه مع خراجات القرى هو الحدود الفاصلة. لذا فإن ترسيم الحدود بعد الانسحاب الإسرائيلي من المزارع لن يكون عسيراً من الناحية القانونية والجغرافية استناداً إلى ما تم التوصل إليه سابقاً. تغير الموقف الأميركي ما أسباب تحريك قضية مزارع شبعا الآن? هناك جملة عوامل.

على الصعيد اللبناني فإن السعي لاستعادة المزارع ليس جديداً, وقد عملت الحكومة الحالية منذ قيامها في هذا الإطار, وطلبت من الأميركيين والأوروبيين والأمم المتحدة الضغط على إسرائيل للانسحاب من المزارع ووضعها تحت الإشراف الدولي موقتاً حتى يستعيدها لبنان لاحقاً. أما الجديد على المستوى اللبناني فهو أن الرئيس ميشال سليمان أعاد بعد انتخابه مباشرة طرح الموضوع على المراجع الدولية, مؤكداً وجود وثائق تثبت بما لا يقبل الشك لبنانية المزارع. وعلى المستوى الدولي ثمة تغير حقيقي في الموقف الأميركي, اذ تبدل من التوافق مع إسرائيل على عدم الضغط عليها من أجل الانسحاب إلى البحث جدياً في تسليم مزارع شبعا, وقد كان هذا الموضوع على جدول أعمال القمة الأميركية-الفرنسية الأخيرة. وأكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس هذا التغير أثناء زيارتها الأخيرة إلى لبنان. وبالنسبة للأمم المتحدة فإن أمينها العام بان كي مون أكد وجود تحول في الموقف من المزارع الت طالما اعتبروها سورية, وترجم هذا التحول فطلب من لبنان ملفاً يثبت لبنانيتها, وقد ساهمت شخصياً في اعداد هذ الملف وتم تقديمه بالفعل وعلى أساسه قامت الأمم المتحدة بمسح المنطقة. وعلى المستوى الإقليمي فإن التبدل في العلاقات السورية-الإسرائيلية من خلال المفاوضات الجارية بين الجانبين أسهم في تحريك الملف. ويبدو أن الموقف السوري بدأ يتغير لجهة القبول بتسليم المزارع إلى الأمم المتحدة, ولكن الموقف الإسرائيلي لا يزال غامضاً, إ

ذ تشترط تل ابيب مفاوضات مباشرة مع لبنان للبحث في الموضوع. وهنا أؤكد ما سبق ان ذكرته مراراً من أن إسرائيل تعتبر جبل الشيخ منطقة حيوية لها لأسباب عدة دينية وعسكرية ومائية وستراتيجية. ما المطلوب من لبنان الآن للاستفادة من هذه التغيرات? المطلوب تكثيف التحرك الدبلوماسي رغم اعتراض بعض القوى في الداخل على تسليم المزارع إلى الأمم المتحدة, وأسبابها سياسية وليست وطنية. والأسلم للبنان أن تكون المزارع في عهدة دولية على أن تكون تحت الاحتلال. ولا يجوز الاستمرار في تخريب البلد بذريعة تحرير المزارع. وقد سبق ان شرحت موقفي من المسألة بأنه يجب التفريق بين إثبات لبنانية المزارع وبين وسائل استعادتها, أي أنني كمؤرخ عندما أثبت بالوثائق والخرائط الهوية اللبنانية لهذه المنطقة, فإنني أفعل ذلك من منطلق وطني لا من أجل تبني ستراتيجيا حزب ما. واللافت في هذا المجال أن من يتخذون من المزارع ذريعة لتبرير ستراتيجيتهم لا يعرفون بوجود قرية النخيلة مثلاً ومساحتها مليون متر مربع, ولا أحد يذكر اسمها. هل هناك إشكال حدودي مع سورية في منطقة المزارع?

 لا يفترض وجود أي إشكال. ولدينا نسخ من 17 محضر اجتماع لبناني-سوري بالإضافة إلى خريطة, موقعة كلها من قاضيين عقاريين لبناني وسوري تثبت أين هي الحدود بين البلدين, وتثبت أن المزارع لبنانية. ولكن الإشكال وقع, أو بالأحرى, تفاقم بالنسبة للأمم المتحدة عندما أرسلت سورية إلى المنظمة الدولية في العام 1974 إثر حرب أكتوبر ,1973 خريطة ضمت فيها المزارع إلى الجولان. وعلى هذا الأساس اعتبرت الأمم المتحدة أن المنطقة سورية ويشملها القرار 242 وتتولى حفظ الأمن فيها قوات "الأندوف" العاملة في الجولان. والمشكلة أن لبنان يومها لم يتحفظ لأنه ضعيف, أو بالأحرى, مستضعف, وأضيف إلى ذلك واقعة أن إسرائيل احتلت المزارع في العام 1967 وكانت فيها قوات سورية وفلسطينية تابعة لها, كانت موجودة هناك بقوة الأمر الواقع, وكانت الدولة اللبنانية غائبة. ورغم ذلك نؤكد أن المزارع لبنانية ولدينا الإثباتات الدامغة على ذلك, يضاف إليها وجود أكثر 15 تصريحاً رسمياً لمسؤولين سوريين يقولون فيها أن المزارع لبنانية, ويجب على السلطات اللبنانية أن توثق هذه المواقف وتضمها إلى الملف, لأنها دليل إثبات في القانون الدولي. لقد أخطأ لبنان عندما تجنب مواجهة هذا الأمر في العام 1974 خشية الدخول في خلاف حدودي مع سورية ومع إسرائيل, مفضلاً الالتزام باتفاق الهدنة.

ولكن هذا الخطأ في طور التصحيح ويجب عدم التراجع في هذا المجال. الجولان سوري والمزارع لبنانية هل تعتقد فعلاً أننا نقترب من تحرير المزارع من إسرائيل? إذا صفت النيات لدى جميع الأطراف يمكن لذلك أن يحصل, ولكن المشكلة أننا نتعامل مع دول حيث لا عواطف ولا مشاعر بل مصالح تحكم سلوكها. هل يمكن الفصل بين ملفي الجولان ومزارع شبعا خصوصاً مع وجود تفاوض سوري-إسرائيلي? يجب الفصل بينهما فالجولان سوري والمزارع لبنانية, والأول خاضع لمنطوق القرار 242 ويجري التفاوض لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي منه, أما المزارع فيجب أن تخضع لمنطوق قراري مجلس الأمن 425 و,426 أي يجب الانسحاب منها دون تفاوض.

هذا في المبدأ, أما في الواقع فإن سورية التي طالما تغنت مع حلفائها في لبنان بشعار "وحدة المسار والمصير" تفاوض وحدها. ومن قراءتي لكل مسار التفاوض السوري-الإسرائيلي, من مؤتمر مدريد إلى شيبردستاون, أخشى أن يكون لبنان هو موضوع التفاوض من دون أن يكون موجوداً على طاولة المفاوضات. ويمكن أن أورد مثالاً يؤكد هذه الخشية إذ ان الجانبين السوري والإسرائيلي يتفاوضان الآن على مصير مرصد أمني إسرائيلي مهم للغاية واقع داخل الأراضي اللبنانية, في بلدة ملحاتا في جرود شبعا. ويدور النقاش حول من سيدير هذا المرصد بعد الانسحاب, هل الإسرائيليون أم السوريون أم الأميركيون أم الفرنسيون أم الأمم المتحدة? إذاً هم يتفاوضون على أرضنا أيضاً من دون أن يسألونا.

ووفق معلوماتي فإن مسار المفاوضات ذاهب إلى التخلي السوري عن مياه جبل حرمون وعن مصادر المياه, وهي لبنانية, وحتى الجولان فإن استعادته إلى سورية ستكون شكلية لأنهم على الأرجح سيحولونه إلى منطقة سياحية دولية مفتوحة ولن تكون لسورية فيه سوى السيادة الشكلية. وماذا يستطيع لبنان أن يفعل? بداية يجب أن يكون الموقف اللبناني موحداً, أي أن يقف "حزب الله" في صف الدولة اللبنانية التي ندعوها إلى التنسيق مع سورية في هذا المجال لنستطيع معاً مواجهة الإسرائيلي وألا ندعه يستفرد بكل بلد على حدة. إذا عادت المقاومة إلى لبنانيتها والتزمت قرار الدولة اللبنانية نستطيع استعادة أرضنا وصيانة سيادتنا عليها والحفاظ على الوحدة الوطنية. أما إذا دخل الأطراف اللبنانيون في نفق الانقسامات فإن الحلول ستكون على حسابنا. هل تراهن على قبول "حزب الله" الالتزام بالقرار اللبناني الموحد? أنا بدوري أسأل:

إذا عرف "حزب الله" أن سورية تفاوض على رأسه لتقبض هي الثمن, فكيف سيكون موقفه, إذا عدنا إلى اتفاق شيبردستاون في عام 2000 بين الولايات المتحدة وسورية وإسرائيل, فإنه ينص على إبقاء الجيش السوري في لبنان مقابل ضبط سلاح "حزب الله". واليوم فإن سورية تقول ان المفاوضات تبدأ من النقطة التي وصلت إليها وهذا يعني تولي سورية أمر "حزب الله" وفقاً للاتفاق المذكور. ما يؤكد مخاوفي هو الأزمة الحاصلة الآن في تشكيل الحكومة, فإذا استمر هذا الوضع وبقي لبنان من دون حكومة وسط الخلافات والانقسامات, فهذا يثبت مقولة أن هذا البلد لا يستطيع أن يحكم نفسه بنفسه ويجب استدعاء "جيرانه" والعودة إلى التفاهم الأميركي-السوري الذي وكل أمر لبنان للنظام السوري.

من عطل الرئاسة يعطل الحكومة هل من رابط بين تعذر تشكيل الحكومة وموضوع المزارع والتفاوض السوري-الإسرائيلي? بالتأكيد, ثمة رابط لأن القوى التي عرقلت انتخابات الرئاسة هي التي تعطل اليوم تشكيل الحكومة. والواقع أن قضية المزارع هي رأس جبل الجليد الظاهر للعيان, أما المشكلة فهي حكم لبنان. وأخشى ما أخشاه أن يتم تفجير الانقسامات اللبنانية من الخارج, لكي يمرروا الحل في المنطقة على حسابنا, والمفاوضات السورية-الإسرائيلية أمر بالغ الخطورة لأنها سترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط, ولبنان معني بها. ومن هنا سؤالنا عن شعار "وحدة المسارين", في حين تفاوض سورية وحدها. على كل حال تغير الزمن الذي كانت سورية تفاوض وتقرر مصير لبنان.

وإذا حصل اتفاق ما على حساب سيادتنا واستقلالنا فإن الشعب اللبناني سيقاومه, ولن يسمح بالتفريط بحبة من ترابه أو بذرة من سيادته على أرضه, ابتداء من أعالي حرمون نزولاً مع خط المياه وصولاً إلى البحر المتوسط. وقد أثبت اللبنانيون خلال السنوات الثلاث الماضية قدرتهم على المقاومة ورفض الوصاية. ما رأيك بقول البعض إن تحريك ملف مزارع شبعا على أبواب تشكيل الحكومة هدفه إسقاط كلمة »المقاومة« من البيان الوزاري? لإسرائيل أطماع في لبنان ولا تستطيع المقاومة الشيعية وحدها, أو المقاومة السنية, أو المقاومة المسيحية, أن تواجه هذه الأطماع. لا يمكن مواجهة هذه الأخطار إلا بالوحدة الوطنية, وهذا لا يكون بوجود دويلات على حساب الدولة. لدينا اتفاق الطائف والقرارات الدولية ويجب الالتزام بها جميعاً وآخرها القرار 1701 ولا أحد في لبنان يقول بنزع سلاح المقاومة إنما يجعل كل السلاح في لبنان في إطار ستراتيجية الدولة للدفاع عن البلد. كانوا دائماً يقولون إن هدف السلاح هو الدفاع عن لبنان, إذاً فليكن في إطار هذه الستراتيجية. إذ لا يجوز أن يكون السلاح للسلاح على طريقة »الفن للفن«.

يجب أن يكون سلاح "حزب الله" جزءاً من خطة دفاعية يقوم بها كل الشعب اللبناني والدولة, للحفاظ على مصالح لبنان بمواجهة الخطر الإسرائيلي, وبمواجهة أي تسوية على حسابنا, فإذا كان سقف هذا السلاح حماية لبنان فهذا لا يتأمن إلا عبر الوحدة اللبنانية وتنفيذ الاتفاقات مثل اتفاق الدوحة واتفاق الطائف. هل تتوقع تغييراً في السلوك السوري تجاه لبنان? نحن لا نريد معاداة سورية ولا نريد في الوقت نفسه أن تحكمنا المخابرات السورية. هناك مواثيق يجب أن تحكم العلاقة بين البلدين. في عام 1938 قام تحالف بين سورية ولبنان, وفي عام 1943 أوجدنا نحن اللبنانيين صيغة "لبنان ليس مقراً أو مستقراً لأي عمل ضد سورية", ثم جاء اتفاق الطائف في عام 1990 وحث على علاقات مميزة معها ولكن في إطار حرية وسيادة البلدين لا أن تكون هذه العلاقات مدخلاً لتحكمنا المخابرات السورية كما كان حاصلاً طوال عقود. هناك خلافات عربية-عربية وسورية طرف فيها.

ومصلحة لبنان تكريس فلسفته السياسية التقليدية في هذا الشأن, والقائلة بأنه إذا اتفق العرب فنحن معهم, وإذا اختلفوا فنحن على الحياد بين المحاور العربية المتصارعة. كيف قرأت أحداث مايو الماضي في بيروت والجبل ومناطق أخرى? إنه صراع على السلطة بتدخل إقليمي واضح. وأخشى أن هذا الصراع وهذا التدخل لا يزالا قائمين. والمشكلة أن هناك أطرافاً لبنانية تعتبر نفسها وحيدة في هذا البلد وتستطيع أن تلغي الآخرين. في حين أن المعادلة الوطنية لا تستقيم إلا بمشاركة جميع الطوائف. أما العمل على تهميش طائفة ما وعزلها ومحاولة إلغائها فإنه يؤشر إلى وجود نية لتحطيم لبنان وإقامة كيانات طائفية ومذهبية متناحرة, وهذا بالضبط ما تريده إسرائيل. هل يمكن أن تتجدد المواجهات? الصراع في المنطقة لم ينتهِ بعد, والمعروف في لبنان أن الصراع الداخلي يرتبط مع الصراع الإقليمي ومع الصراع الدولي, لذا فإن استمرار الصراعات من حولنا يهدد دائماً بتفجر الوضع الداخلي. وأعتقد أن خطط تهديد استقرار لبنان وجعله بلداً مفككاً من دون دولة مركزية قوية, ما زالت موجودة, بهدف تمرير التسويات الإقليمية على حسابه. ما مصير »اتفاق الدوحة«? الإنجاز الأهم لهذا الاتفاق أنه أوقف مسار الانحدار إلى الحرب الأهلية. وتنفيذ بنوده والشروع في إحياء المؤسسات الدستورية كلها ليستقيم العمل على إقامة الدولة القوية والقادرة والتي تبسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية, يتطلب آلية داخلية تسير بها كل الأطراف, وهذا ليس متوفراً حالياً. الأمر الذي يجعلنا نسأل عن الأسباب. هذا الاتفاق يشمل مناقشة موضوع سلاح "حزب الله" تحت بند علاقة الدولة بالتنظيمات. هل تكمن أسباب العرقلة هنا?

حظي عمل المقاومة في لبنان بتغطية شرعية لبنانية ودولية, لأنه كان يندرج قبل عام 2000 تحت إطار القرار الدولي ,425 وجاء »تفاهم نيسان« في عام 1996 ليكرس هذا الحق في المقاومة, ولكن الآن الظروف تبدلت بعد صدور القرار ,1701 وتوجب على "حزب الله" إخلاء مواقعه العسكرية. من هنا فإن أي عمل عسكري الآن ليس شرعياً إذا لم يكن بقرار من الدولة اللبنانية. ومما يبدو في مواقف "حزب الله" وآخرها خطاب الأمين العام السيد حسن نصر الله أن السلاح ليس فقط من أجل مزارع شبعا, بل مسألة ستراتيجية دفاع وتحرير, مع ذكر الجولان وفلسطين.

كيف ترى الى المستقبل? في شرق المتوسط لبنان ليس خطأ تاريخياً, بل هو نقطة ثابتة في القانون الدولي, وهذه الدولة اللبنانية لها شعب حر وأبي. إن إعادة إحياء "الكوندومينيوم" بين سورية وإسرائيل في عام 1976 بإلغاء لبنان والذي يجري الآن عبر المفاوضات بينهما, لن تتم. ويستطيع اللبنانيون إفشال هذا المخطط. لقد انتهى العهد الذي قال فيه موشيه آرينز ان لبنان »خطأ تاريخي« وانتهى الزمان الذي اعتبر فيه النظام السوري لبنان جزءاً من محافظة سورية. ومشروع »سورية الكبرى« أو »إسرائيل الكبرى« على حسابنا لن يمرا أبداً. ولن يكون سلام في شرق المتوسط على أنقاض الدولة اللبنانية. ولن يستطيع أحد إلغاء هويتنا وشخصيتنا.

 

لا إسرائيل تريد ولا حزب ولاية الفقيه يريد عودة المزارع الى لبنان

مصطفى علوش (*)

المستقبل - الثلاثاء 24 حزيران 2008 -

"ولا تمسك العهد الذي زعمت إلا كما تمسك الماء الغرابيل" كعب بن زهير (قصيدة البردة)

من الملفات المعروفة في تاريخ الحركة الصهيونية هو ما عرف عن علاقة رئيس الوزراء السابق إسحق شامير، وهو أحد غلاة العنصرية الصهيونية، مع المخابرات النازية في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي وحتى أواسط الحرب العالمية الثانية في سعيه الى نقل الآلاف من اليهود من ألمانيا النازية الى فلسطين في عملية "ترانسفير" كان يعتبرها أدولف هتلر جزءاً من "الحل النهائي" لوجود اليهود في أوروبا حسب ما ذكر في كتابه الشهير "كفاحي". ويصر الكاتب المعروف روجيه غارودي في كتابات دفع ثمنها غضباً صهيوناً عليه أدى الى محاكمته في فرنسا بتهمة "مراجعة التاريخ"، وهو قانون وضع للحد من المراجعات النقدية لأحداث الحرب العالمية الثانية كما كتبها المنتصرون، يصر على أن مسألة المحرقة اليهودية لم تكن أساساً بوارد هتلر وأن الحل النهائي لقضية الوجود اليهودي في أوروبا هو في إبعادهم عنها الى افريقيا، وهذا ما اعتبره، الكاتب والمفكر الإنساني الشيوعي سابقاً والإسلامي لاحقاً، سبباً لتقاطع مصالح بين الصهيونية والنازية في مسألة إنشاء دولة إسرائيل. ويرفض غارودي بالدليل العلمي إمكانية إحراق وتبخر ستة ملايين يهودي في أواخر الحرب ويعتبرها قضية مضخمة في أحسن الأحوال مع عدم دفاعه عن النازيين في جريمة الإبعاد. ولكن الرسالة هي في أن حتى أكثر الأنظمة عداوة قد تجد نفسها في تعاون منطقي في عملية تقاطع مصالح على قضية واحدة ذات خلفيات متضاربة يستفيد من نتائجها الطرفان.

بالعودة الى مسألة مزارع شبعا، وبغض النظر عن التسلسل التاريخي الذي أدى الى بناء هذه القضية في تعاون واضح بين جميل السيد والمخابرات السورية وحزب الولي الفقيه، فإنه قد يبدو من البديهي أن تبادر إسرائيل الى التخلي عن الجزء اللبناني من المزارع والذي يقدر بنحو سبع وعشرين كيلومتراً مربعاً، مقابل سحب ذريعة استمرار تكديس صواريخ الولي الفقيه في لبنان.

فإذا كان أمن إسرائيل هو أول أولويات النظام الصهيوني، وإذا كان العدو قد عانى الأمرين خلال السنوات الماضية، وبالأخص خلال حرب تموز الأخيرة، من حزب الولي الفقيه ومن صواريخه وتوازن رعبه، لكان بادر ومن دون تردد الى رد الأرض الى لبنان ومباشرة ومن دون المرور في مرحلة الوصاية الدولية عليها، ولكان التزم بشكل كامل بمقتضيات القرار 1701 فتوقف عن خرق سيادة الأجواء والمياه والأراضي اللبنانية.. ولكن كل ذلك لم يحدث، وعلى الأرجح لن يحدث في المدى المنظور لأنه يعني فك اشتباك طويل الأمد مع لبنان، الى حين إنجاز السلام العربي ـ الإسرائيلي الشامل المبني على أساس المبادرة العربية. الواقع هو أن العدو الإسرائيلي غير راغب بالدخول في هدنة مع لبنان من دون استدراجه الى مفاوضات حساسة سوف يُدخل فيها عاجلاً أم آجلاً قضية استغلال المياه اللبنانية وبالأخص مياه نهر الليطاني التي يعتبرها ضرورة استراتيجية لإسرائيل في ظل التنامي المتزايد للحاجات المائية لدولة العدو (ألف مليون متر مكعب إضافي حتى سنة 2012). لذلك فإن استمرار ربط النزاع هو ضرورة حيوية لمستقبل الدولة العبرية لن تتورع عن إعادة إشعاله في مستقبل قريب خصوصاً بعد ظهور بوادر اتفاق مع النظام السوري حول مصادر المياه التي تغذي بحيرة طبريا من سوريا والجولان.

وهذا يعني منطقياً أن توازن الرعب الأسطوري يخدم في ما يخدم الأهداف الاستراتيجية للعدو مع العلم أن المقصود منها هو هزيمة هذا العدو.

أما من ناحية دولة الولي الفقيه في إيران، فإن استمرار أزمة مزارع شبعا تعني استمرار ربط الصراع الإيراني ـ الدولي معها، كما أنها تشكل مدخلاً لها على القضايا العربية ومبرراً سهلاً لاستمرار التسليح الكثيف لحزب الولي الفقيه في لبنان. لقد كانت ردة فعل السفير الإيراني في لبنان مستغربة ولكن منطقية أثناء حرب تموز حينما اعترض على إدراج قضية تحرير مزارع شبعا في القرار 1701 للأسباب نفسها التي ذكرتها.

يكفي في هذا المجال ما قاله رئيس تحرير صحيفة "كيهان" الناطقة باسم الولي الفقيه حسين شريعتمداري مستشار الإمام علي خامنئي: "إن حزب الله لا يقاتل من أجل الأسرى ولا من أجل المزارع ولا من أجل القضايا العربية مهما كانت، بل إنه يقاتل من أجل إيران في صراعها مع الولايات المتحدة".

أما بالنسبة الى حزب الولي الفقيه في لبنان، فإن استمرار احتلال المزارع سوف يؤمن المبررات التي تعطيه الفرصة للاحتفاظ بسلاحه الى ما لا نهاية، أو الى نهاية التاريخ الإنساني الذي تختتمه عودة المهدي الذي سيخوض بسلاح هذا الحزب المعركة الفاصلة بين الحق والباطل، ويؤمن في الوقت نفسه الشعور بالتفوق والوقاية للطائفة التي يتمترس داخلها في مواجهة المكوّنات اللبنانية السياسية والمذهبية الأخرى.

لا أريد أن يفهم مما سبق أن تقاطع المصالح هذا هو نتيجة اتفاق مسبق، معاذ الله، ولكن وقائع الأمور تؤكد استفادة أطراف متعددة من وجود القضية نفسها مع استمرار العداوة في ما بينها كما سبق وذكرت عن تقاطع المصالح بين الصهيونية والنازية.

(*) نائب لبناني عضو كتلة "المستقبل"

 

الرئيس الجميل كشف عن وجود مواقع مسلحة في جرود صنين تعرضت لشبان عزل وسأل "حزب الله" عن ان المقاومة لا تقف عند تحرير المزارع واستعادة الاسرى/تطويب الاب يعقوب الكبوشي يوم مبارك ونأمل بأن يكون فاتحة خير على لبنان

وطنية-23/6/2008(سياسة) ترأس رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل الاجتماع الكتائبي الموسع لأعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي الذي انعقد عصر اليوم وحضر بدايته الاعلاميون. استهل الرئيس الجميل اللقاء بعرض سياسي وامني تناول فيه المستجدات السياسية على جميع الصعد، وتوقف بداية عند حدث تطويب الاب يعقوب الحداد الكبوشي أمس الاحد في وسط بيروت وقال: كان يوما مباركا في تاريخ الكنيسة ولبنان ونأمل بأن يكون فاتحة خير على لبنان واللبنانيين. اضاف: ان سيرة الطوباوي الكبوشي التي ترافقت مع نشأة لبنان المستقل تعبر خير تعبير عن الدور المسيحي في هذه الحقبة الاساسية من تاريخ لبنان.

ثم وجه الرئيس الجميل التهنئة كل التهنئة الى اللبنانيين عموما والآباء الكبوشيين وراهبات الصليب خصوصا بهذه المناسبة، وقال: الشكر كل الشكر لقداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر على القرار الذي اتخذه لأول مرة في تاريخ الفاتيكان وسمح بحفل التطويب في لبنان بدلا من الفاتيكان وساحة الشهداء بالذات.

وقال الرئيس الجميل: احتفلنا امس بتطويب ابونا يعقوب ونحن على مسافة اسبوع تقريبا من اعلان قداسة البابا البطريرك اسطفان الدويهي مكرما في 30 حزيران الجاري كخطوة على طريق القداسة. كما اعلن قبل قليل الموفد البابوي الى لبنان.

وفي الشأن الامني قال الرئيس الجميل: بتنا ننام على خبر امني ونصحو على آخر، والجديد ما حصل بالامس يوم الاحد وبينما كان بعض الشبان العزل يقومون بنزهة في جرود جبل صنين في اعالي المتن لجهة كسروان انهال عليهم الرصاص من مواقع محصنة بين الصخور فنجوا بعناية الهية، وبعدها هاجم المسلحون الملثمون وخطفوا عددا منهم بقوة السلاح وحجزوهم لبعض الوقت فتعرضوا لتحقيق واستجواب حول انتمائهم السياسي وسبب وجودهم في المنطقة قبل ان يفرجوا عنهم اثر اتصالات اجراها المسلحون بقيادتهم بواسطة اجهزة لاسلكية.

اضاف الرئيس الجميل: ان التركيز اليوم على هذه الحادثة التي مرت على سلامة ولم يصب احد من الشبان، لأنها تعبر خير تعبير عن الحالة السائدة في لبنان وكأن هناك من يرغب بممارسة سلطة امنية ذاتية خارجة على سلطة الدولة ومؤسساتها الامنية والعسكرية وتسمح لنفسها باطلاق النار على الناس والتحقيق معهم وحجز حرياتهم. اضاف: ان هذه الحادثة تعطي صورة واضحة عن معنى الاحداث الدامية المتنقلة بين بيروت والجبل والجنوب والبقاع وصولا الى طرابلس وتعطي الدليل على حجم انتشار السلاح على كامل الاراضي اللبنانية في ايدي مسلحين هم في معظم الاحيان معروفون منا جميعا رغم محاولات اخفاء الهوية والاهداف والانتماءات. والأخطر، ان كل هذه الاحداث تترافق مع مواقف وتصريحات لقيادات في "حزب الله" والمعارضة، أقل ما يقال فيها انها شديدة اللهجة وتعلن صراحة عن النية باقامة "دولة المقاومة" و"المجتمع المقاوم" في لبنان مهما كان الثمن. بالاضافة الى ذلك فقد قيل بالامس صراحة ان هذه المقاومة ليست مقاومة للاحتلال فحسب ولا هي لتحرير مزارع شبعا واستعادة الاسرى فقط بل هي مشروع ثابت، دائم يرمي الى تغيير طبيعة المجتمع، والادهى ان يترافق ذلك مع تصعيد في الخطاب السياسي ولهجة التهديد والوعيد.

وسأل عن مصير بعض النقاط التي وردت في ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر وكيفية التعاطي مع القول بأن المقاومة مشروع دائم لن ينتهي مع تحرير الارض واستعادة الاسرى. وما يزيد من القلق المتنامي اصرار البعض المعارض على فرض شروط مسبقة على رئيس الجمهورية والحكومة الجديدة بشأن من سيكون قائدا للجيش أو حول قادة الاجهزة الامنية الاخرى وتحديد مواصفات مسبقة قد لا يتوفر حولها الاجماع عدا عن النية في مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية والحكومة. وقال الرئيس الجميل: إن ما هو مستغرب بالفعل ان يكون التعثر الذي اصاب تشكيل الحكومة الجديدة مبنيا على هذه العوائق الامنية والسياسية الخطيرة، فلا ولم نصدق ان المشكلة تتمحور حول هذه الحقيبة السيادية أو الخدماتية وتلك، علما ان لدينا مفهوما يبعد هذه الصفات عن المواقع الوزارية والحقائب، وبتنا اقرب الى اليقين بأن وراء هذه العقد خلفيات سياسية بدأت تتوضح معالمها يوما بعد آخر. وما هو مؤسف ان ندعو الى تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية ونطالب بعدم تهميش موقعه ونرفض في الوقت ذاته ان تكون وزارتي الداخلية والدفاع في عهدة الرئيس التوافقي هذا الرئيس الذي نطالبه كل صبح ومساء بالدور التوفيقي ونمنع عليه ما يوفر له القدرة على ذلك، كما نطالبه بتطبيق مضمون خطاب القسم وعناصره بالشروط المكبلة.

وقال: بناء عليه، اعتقد انه بات لزاما علينا وقد آن الاوان، ان نتصارح، وان يشرح لنا "حزب الله" ما يعنيه بقوله ان المقاومة الاسلامية هي مشروع دائم ملازم لوجود لبنان وما هية اهدافه والاغراض. ولفت الى ان هذا المنطق خطير وهو ينسف كل مقومات وركائز المؤسسات الوطنية التي تقوم عليها الدولة اللبنانية الديمقراطية المتوافق عليها، كما ان هذا المنطق يزعزع الميثاق الوطني، كون الخيارات الوطنية لا تفرض على المواطنين بالقوة، بل بالحوار والتفاهم وهذا ما نسعى اليه ونصر على تنفيذه وتحقيقه. وعشية القمة الروحية التي دعا اليها رئيس الجمهورية نهار غد في القصر الجمهوري في بعبدا اعتبر الرئيس الجميل ان لها دورا مهما في بلسمة الجراح التي اصابت لبنان وتوفر الحد الادنى المطلوب بالسرعة القصوى لمصالحة لبنانية - لبنانية تكون مدخلا الى الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس سليمان بعد تشكيل الحكومة. اضاف: كلنا ثقة برئيس الجمهورية وستكون كل امكاناتنا بتصرفه ولا سيما على مستوى طاولة الحوار المنتظرة، فكلنا في مركب واحد. على صعيد آخر تناول الرئيس الجميل قضايا اقتصادية وانمائية وتربوية وتوقف عند الحاجة الى دعم نقابة المعلمين في لبنان في شأن الخطوات التي تنوي تنفيذها دعما وضمانا لصمود صندوق تعويضات المدارس الخاصة وعلى جميع الصعد الادارية فيه.

اسئلة واجوبة:

ورد الرئيس الجميل على اسئلة الصحفيين الذين حضروا بداية اللقاء، وقال ردا على سؤال عما اذا كان يتهم "حزب الله" بحادثة صنين: نحن بانتظار التحقيقات التي بوشرت خاصة وان الاجهزة الامنية المختصة استمعت الى افادات الشبان الذين تعرضوا للاحتجاز ولإطلاق النار.

وردا على سؤال يتصل باعتبار العماد عون ان مهلة تكليف الرئيس السنيورة لتشكيل الحكومة الجديدة قد انتهت وعما اذا كان مع الدعوة الى تشكيل حكومة انتقالية قال: ان طرح مثل هذه الحكومة ممكن بالتفاهم بين الجميع اذا وصل الرئيس السنيورة الى الحائط المسدود وهو أمر لم يحصل بعد، فالاكثرية التي سمته لتأليف الحكومة ما زالت عند موقفها وثقتنا كبيرة بالرئيس السنيورة ونتمنى ان يتجاوز الصعاب، فليست المرة الاولى التي نستمع فيها الى تصريحات متسرعة في غير اوانها. واين اصبحت الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة قال: نحن على اتصال مع الجميع، مع الرئيس سليمان والرئيس بري والرئيس السنيورة، والتعطيل ما زال قائما في مسلسل يبدو انه لم ينته بعد، بدأ التعطيل بالحكومة ثم المجلس النيابي وبعد ذلك بانتخاب الرئيس تزامنا مع تعطيل وسط العاصمة والوضع الاقتصادي وكنا نأمل ان يؤدي انتخاب رئيس الجمهورية الى فتح صفحة جديدة لكننا ما زلنا امام لغة التعطيل ثم التعطيل ثم التعطيل وكأنه تحول نهجا قائما بحد ذاته.

وردا على سؤال يتصل باقتراح النائب حسن فضل الله حول تعيين اللواء عصام ابو جمرة نائبا لرئيس الحكومة واعطاء وزارة الاتصالات لتكتل الاصلاح والتغيير قال: هذا الموضوع لن ندخل في تفاصيله اليوم، لدينا فرصة لتعزيز صلاحيات ودور رئاسة الجمهورية وتعزيز الدور المسيحي لنوفر له القدرة على لعب دوره التوفيقي المطلوب.

سئل :هل يلاحظ ان هناك مشروع لحرق ورقة رئيس الجمهورية؟

اجاب: من المؤسف ان هناك من يدعو الى تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية ويعمل على تعطيل دوره وشل قدراته، نقول بدعمه واستعادة الدور المسيحي ونحرمه من الادوات التي توفر له ذلك.

 

الرئيس ميقاتي علق على كلام العماد عون: التراجع عن الخطأ فضيلة

وطنية - 23/6/2008 (سياسة) صدر عن الرئيس نجيب ميقاتي بيان جاء فيه: "استمعت الى المؤتمر الصحافي للنائب العماد ميشال عون الذي عقده بعد ظهر اليوم، ولست في وارد دخول سجال معه، لا سيما أن هذا النوع من الجدال لا طائل منه في هذه الظروف التي تتطلب وحدة الصف اللبناني. لكن التدقيق في ما قاله العماد عون اليوم، من حيث المضمون والمناخ، مختلف عما قاله في تصريحه الثلثاء الفائت الذي استدعى الرد من قبلنا، وبالتالي فإن التراجع عن الخطأ فضيلة ".

 

النائب العماد عون ترأس الاجتماع الاسبوعي لتكتل "التغيير والاصلاح" : المراوحة الحاصلة في تشكيل الحكومة تحتم تحديد مهلة زمنية للتشكيل

نتمنى معاودة الاستشارات النيابية لإعادة البحث في تكليف الرئيس السنيورة

وطنية- 23/6/2008(سياسة) أكد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون "ان المراوحة الحاصلة في تشكيل الحكومة تحتم بأن يتم تحديد مهلة زمنية لرئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة لإنهاء التشكيلة الحكومية"، وتمنى في مؤتمر صحافي عقده عقب ترؤسه اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" "أن تعاود الاستشارات النيابية لإعادة البحث في تكليف السنيورة".

وقال العماد عون في معرض رده على حديث الرئيس السنيورة الصحافي الأخير، محذرا مما وصفه ب"اللعب بخطوط التوتر العالي" ، منبها اياه بأن "يترك الرئاسة للرئيس". وعلق على التدهور الأمني في الشمال، متهما "نواب طرابلس بالتواطؤ في ما يحصل بمدينتهم انطلاقا من ردهم على التحذير الذي أطلقه خلال اجتماع التكل في الأسٍبوع الماضي بشأن التسلح في عاصمة الشمال، وحمل وزيري الدفاع الياس المر والداخلية حسن السبع مسؤولية الوضع الأمني . وطالب رجال الدين "بالتوقف عن التجييش الطائفي". وتعليقا على مؤتمر فيينا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد، طالب العماد عون بعقد مؤتمر مماثل لمهجري الجبل لاعادة إعمار منازلهم.

وعن قانون الانتخاب قال :"لا يمكن أن نعود الى قانون غازي كنعان فالرجل مات ومن الطبيعي أن يموت قانونه معه. من يفكر بهكذا أمر يسعى لخراب البصرة لا لإنقاذها. نحن سندعو لجلسة برلمانية لاقرار قانون الانتخابات الذي يجب أن يقر بمعزل عن باقي الاصلاحات التي تدرسها لجنة الادارة والعدل. هناك كثر ادعوا انهم أصحاب انجاز قانون الانتخاب في الدوحة، عليهم أن يكونوا أول من يحضر الجلسة لإثبات ذلك وهم تحت الاختبار"

وقال:" لا نعلق المشاورات لكن نمضي بالاستشارات لاننا لا يمكن ان نكون خاضعين لرئيس مكلف يوزع الوزارات".

وطلب "من رجال الدين ليس كدعوة للوفاق فليوقفوا التجييش الطائفي وليتكلموا عن لمجتمع المواطني وليس الطائفي واذا استطاعوا ذلك يكون ذلك جيد جدا".

اضاف :" اي موضوع اصلاحي وفقا لمعايير عالمية لا لزوم لسؤالي انا اوافق مباشرة، وبري طرح على سبيل المثال طلبه، وانا استطيع ان اطرح 100 قضية يجب ان تصلح، لذلك كيف تصلح مشاكل الدولة ومن يحمل مسؤولية التكليف، وسبق ان كلف السنيورة بتصريف الاعمال وقلنا انه مشروع حرب لانه معطوف على وسائل اعلام المستقبل، ونحن اقوالنا مبنية على متابعاتنا لمشاهداتنا التي تصح". وردا على اقتراح حسن فضل الله تولي تكتل "التغيير والاصلاح" حقيبة الاتصالات ونيابة رئاسة الحكومة قال : "على العرض أن يأتي من رئيس الحكومة وهو صاحب القرار مع ان من عرض الأمر أصدقاؤنا لكنني أعتقد ان العرض تم رفضه".

وتابع: " الرئيس ميقاتي ينتمي الى نفس الطبقة الحاكمة ورد على كلامي غرائزيا. عندما طالبت بمبدأ علمي يقضي بفصل التنفيذ عن المراقبة انبروا للرد علي طائفيا ولم تكن الردود منطقية لا أدري لماذا، ربما لأن الوضع مأزوم بين السلفيين والقيادات الأخرى في طرابلس. أنا آسف لأن رؤساء حكومات لم يستطيعوا التمييز بين دستور الطائف والمؤسسات التي أتبعت الى رئيس الوزراء والتي لا علاقة لها بالطائف ".

وسأل العماد عون :" هل الياس المر حيادي واذا لم يكن وهو في أي تكتل، اذا يريد ان يوزروه فليكن بحسب الكتلة التي يتبع سياستها وليس كحيادي".

هناك رئيس حكومة مكلف ورئيس جمهورية مسؤول ايضا عن تأليف الحكومة وقد أعطيت رأيي ولست أدري لم المناورة؟ رئيس الحكومة المكلف هو من يخلق المشاكل فليحلها بنفسه". وقال :"الدستور ينص على ان الحكومة حين تتشكل يجب ان يعلن البرنامج وقياسا لما هو معروف في البيان الوزاري، كيف يكون رئيس مكلف ولا يلتزم بالوقت؟ يا دولة الرئيس كفاك تشاطرا. أسألك من قال لك من "حزب الله" انهم لا يستطيعون معارضتي؟ هذه أيضا خطوط توتر عالي فلا تلعب بها"

واردف :"أدعو السنيورة لان يتابع مواقفي لان تصريحاته تدل انه لا يفعل. المفروض ان يكون قد فهم ان وصول سليمان ليس خسارة، وسلوكه يدل ان هذا ليس شعوره، لذلك انتبه لانك رئيس مكلف... اترك موقع الرئاسة للرئاسة". أشكرك يا دولة الرئيس لأنك دقيق في الكلام انما الدقة والكذب ليسا الشيء نفسه. كما أسأل السنيورة ما العلاقة بين ما يقوله وبموقع الرئاسة...هناك مراوحة في تشكيل الحكومة ويبدو ان "دولته" ليس مستعجلا انما الوضع على الأرض مستعجل وان كان يعتقد ان يبقى في تشكيل الحكومة كما بقينا في الاعتصام فهذا لن يكون. نتمنى ان يكون هناك حدود زمنية للتكليف وان تتم الاستشارات مجددا لنرى اذا تتجدد الثقة بالرئيس المكلف من بعد البهلوانيات التي مارسها"

 

الرئيس السنيورة زار الرئيس النمساوي في هوفبورغ وعرض مع نظيره نتائج مؤتمر المانحين والعلاقات بين البلدين

وطنية - 23/6/2008 (سياسة) استقبل الرئيس النمساوي هانز فيشر، بعد ظهر اليوم، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة في العاصمة فيينا التي يزورها الرئيس السنيورة مترئسا وفد لبنان إلى المؤتمر الدولي لإعادة إعمار مخيم نهر البارد والقرى المجاورة، في مقر الرئاسة النمساوية هوفبورغ. حضر اللقاء الوزيران فوزي صلوخ وجهاد أزعور، الأمين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بسام نعماني، سفير لبنان في النمسا قزحيا خوري ورئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي، وجرى عرض العلاقات الثنائية بين لبنان والنمسا والأوضاع في لبنان والمنطقة. كما شكر الرئيس السنيورة الرئيس النمساوي على الجهود التي بذلتها بلاده لعقد المؤتمر وإنجاحه. ثم زار الرئيس السنيورة نظيره النمساوي المستشار ألفرد غوزنباور في مقر رئاسة الحكومة في حضور الوفد اللبناني المرافق، وعرض معه نتائج مؤتمر المانحين والعلاقات بين البلدين وسبل تطويرها. وكان الرئيس السنيورة حضر مأدبة غداء أقامتها وزيرة الخارجية النمساوية أورسولا بلاسنيك على شرفه والوفود المشاركة في المؤتمر.

 

المواجهات أسفرت عن 9 قتلى و50 جريحا

الجيش اللبناني يبدأ بـ"قمع" التجاوزات بمناطق الاشتباكات بطرابلس

طرابلس (لبنان)،القدس - وكالات

أكد مصدر عسكري أن الجيش اللبناني يبدأ بعد ظهر الإثنين 23-6-2008 "قمع" التجاوزات مهما كان مصدرها في مناطق الاشتباكات بين انصار الاكثرية والمعارضة في طرابلس, كبرى مدن شمال لبنان, بدون ان يحدد ساعة معينة للتحرك. وحذر الجيش المسلحين بانه سيستخدم القوة لتحقيق ذلك.

وجاء في بيان صادر عن مديرية التوجيه ان قيادة الجيش "تحذر ايا كان من الظهور المسلح او الاخلال بالاستقرار حتى ولو ادى ذلك الى استخدام القوة" من اجل "التأكد من استتباب الامن وتقيد جميع الاطراف بما تم الاتفاق عليه". واضاف البيان "اثر مساعي التهدئة (...) التي اجمعت على دور الجيش في الحفاظ على السلم الاهلي, تعلن قيادة الجيش انها ستباشر بعد ظهر اليوم (الاثنين) تعزيز القوى العسكرية المنتشرة في مناطق الاحداث واتخاذ تدابير امنية مشددة لوضع حد للاشتباكات ووقف التعدي على ارواح المواطنين وممتلكاتهم".

في المقابل, افاد مراسل الوكالة الفرنسية ان الاشتباكات اندلعت حوالى الساعة 00, 16 بالتوقيت المحلي (13,00 ت غ) بين ناشطين سنة من انصار الاكثرية متمركزين في حي باب التبانة وبين عناصر من العلويين من انصار المعارضة في جبل محسن, مشيرا الى تعرض باب التبانة لقصف عنيف.

وفي حصيلة جديدة من مصدر امني, ارتفع عدد قتلى الاشتباكات التي بدأت فجر الاحد الى 9 بعد مقتل شخص اليوم الاثنين. واشارت حصيلة سابقة الى سقوط ثمانية قتلى، وإصابة 50 شخصا آخر في الاشتباكات. وكان مصدر عسكري اعلن في وقت سابق "ابتداء من بعد ظهر الاثنين سيعزز الجيش انتشاره في مناطق الاشتباكات ويمنع اي مظاهر مسلحة ويقمع التجاوزات مهما كان مصدرها". واوضح المصدر العسكري ان هذه الخطوة تقررت بعد "اجماع الاطراف" على تكليف الجيش ضبط الامن. وكان نائب طرابلس مصباح الاحدب اعلن في وقت سابق انه "تلقى وعدا بان يتم ذلك (تدخل الجيش) اليوم".

وتساءل مع مسؤولين سياسيين في طرابلس عن اسباب عدم قيام الجيش بضبط الوضع بعد ان وافق الطرفان على ذلك. وكان ممثلون للاطراف المتقاتلة وقعوا الاحد وثيقة شرف في مركز مخابرات الجيش تتضمن "سحب جميع المسلحين ورفع الغطاء عن كل مخل بالامن (...) ودعوة الجيش والقوى الامنية الى ممارسة دورها في حماية المواطنين وممتلكاتهم ومصادرة مستودعات السلاح  حيثما وجدت بدون اعتبار للسقف السياسي الذي يغطيها". كما توافقوا على تشكيل لجنة برئاسة مفتي طرابلس (للطائفة السنية) مالك الشعار للتحقق من التنفيذ. ولاحقا مساء الاحد, شاركت فعاليات المدينة في اجتماع في منزل المفتي صدر عنه بيان اثنى على ما ورد في وثيقة الشرف وطالب القوى الامنية بضبط الوضع "ولو ادى ذلك للرد على مصادر النيران".

 تأجيل التبادل

وفي شأن لبناني آخر، أعلن مصدر حكومي إسرائيلي الاثنين، أن "تردد" رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت، أرجأ إصدار قرار متعلق بإطلاق سراح معتقلين لبنانيين، مقابل الجنديين الاسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله اللبناني، في إطار صفقة التبادل التي كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة.

وارجىء القرار خصوصا بسبب معارضة مسؤولين في الدفاع وخصوصا رئيسا جهازي الامن الداخلي (شين بت) والاستخبارات (الموساد) لاطلاق سراح معتقلين مقابل جثتين، خاصة وأن الكثيرون يعتقدون أن الأسيرين قتلا. ولم تعلن اسرائيل رسميا موت الجنديين الداد ريغيف وايهود غولدواسر اللذين خطفهما حزب الله في تموز/يوليو 2006 على الحدود مع لبنان. وقالت الصحف الاسرائيلية ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي تخلى الاحد عن عقد اجتماع للحكومة الامنية لاعطاء الضوء الاخضر لعملية التبادل, متردد في الموافقة على هذه العملية التي تجري بوساطة تقوم بها المانيا.

بدء مؤتمر في فيينا لاعادة بناء مخيم نهر البارد

وفي سياق آخر، افتتح في فيينا الاثنين مؤتمر دولي للمانحين تنظمه الحكومة اللبنانية بالاشتراك مع البنك الدولي ووكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا), لجمع اموال بهدف اعادة بناء مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. وقد شهد هذا المخيم الذي كان يضم نحو 31 الف شخص مواجهات عنيفة العام الفائت بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الاسلام الاصولي, ادت الى تدمير اجزاء كبيرة منه.

وافتتح المؤتمر في مركز المؤتمرات في هوفبورغ, القصر الامبراطوري القديم في العاصمة النمسوية, بحضور رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى والمفوضة الاوروبية للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر ووزيرة الخارجية النمسوية اورسولا بلاسنيك. ودعا السنيورة في كلمته الافتتاحية امام المؤتمر الى المساهمة في اعادة اعمار المخيم قائلا ان "لبنان لا يستطيع تحمل الفشل في اعادة اعمار مخيم نهر البارد". واضاف "والعجز عن جمع الاموال الضرورية لاعادة اعمار المخيم سيؤدي الى تعميم حالة اليأس بين اللاجئين الفلسطينيين وستكون لهذه الحالة انعكاسات سيئة اقليميا وعالميا اعلى بكثير من كلفة اعادة اعمار المخيم والمناطق المجاورة".

وقال السنيورة "لم توفر الحكومة اللبنانية اي جهد لتامين الملجأ المؤقت وعمليات الإغاثة وعملت في الوقت نفسه على منع هذا النزاع من التاثير على العلاقات بين الشعبين اللبناني والفلسطيني". وقال "لا يزال لبنان يعاني نتيجة ستة عقود من الفشل في حل قضية اللاجئين

الفلسطينيين, وقد تحمل اكثر من غيره عبء على مدى كل هذه العقود وهو لا يستطيع تحمل أي أعباء مالية أخرى". وفي مطلع يونيو/حزيران قدرت الانروا ب450 مليون دولار المبلغ الضروري لاعادة بناء المخيم و15 قرية قريبة من نهر البارد. واكدت الوكالة الاممية ان نحو 1900 عائلة عادت حتى الان الى نهر البارد, فيما لا تزال اكثر من 2400 اسرة تعيش في البداوي وكذلك في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان وفي بلدات اخرى مجاورة. وافاد الجهاز الاعلامي للسنيورة ان الدعوات وجهت الى حوالى 80 حكومة ومنظمة للمشاركة في مؤتمر فيينا الذي يتوقع ان يستمر يوما واحدا. وصرح رئيس الحكومة اللبناني في حديث لصحيفة "دير ستاندارد" النمساوية نشر الاثنين ان بلاده "تحملت دوما جزءا غير متكافىء من الاعباء" بالنسبة لاربعمئة الف فلسطيني يعيشون في لبنان موزعين على 13 مخيما. واضاف ان "المؤتمر سيوفر فرصة لوضع هذه المسألة (مخيمات اللاجئين) في اطارها الحقيقي ولفهم حجم المشكلة", مذكرا "بان اسرائيل لم توافق حتى الآن على منح حق العودة للاجئين الفلسطينيين, كما انها لم توافق على مبادرة السلام العربية". وقال عارف العبد المستشار الاعلامي للسنيورة ان الحكومة اللبنانية حددت هدفين اولويين: تلبية الاحتياجات الانسانية للاجئين النازحين من نهر البارد وتقديم المساعدة الضرورية لاعادة اعمار المخيم.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 23 حزيران 2008
البلد
شعر أحد أقطاب الجبل باحراج جرا? مشكلة بروتوكولية مع قطب ديني وحاول التوفيق بين دعمه وبين عدم إثارة التوتر مجدداً في المنطقة.
بدا أن اقتراح تسمية أحد نواب جبيل وزيراً في حقيبة سيادية تمّ صرف النظر عنه موقتاً بعد تسريب اسم آخر من الشمال.
لفت غياب بعض أقطاب المعارضة والموالاة عن احتفال تطويب الكبوشي الذي جمع الرؤسا? الثلاثة.
الشرق
وزير حزبي سابق نفى ان يكون في وارد تحضير مصالحة سياسية في منطقة المتن الشمالي بعدما تأكد له ان التباينات الحاصلة تخطت امكانات اعادة التفاهم بين المتخاصمين؟!
سياسي جنوبي توقع ان تشهد الانتخابات النيابية المقبلة تطورات لن تكون في مصلحة الجهات المسيطرة حالياً؟!
اجتماع تنظيمي لحزب جديد تميز بخلافات ملحوظة على اساس ان ما حصل في بعض مناطق الجبل جاء بخلاف مصلحة الحزب والمنحى الروحي الذي يمثله؟!
النهار
أبدى رئيس حزب استياءه الشديد من رئيس حزب آخر عندما سأله عن جماهيره فيما كان يرفع سقف مواقفه.
يرى مسؤول سابق ان ثمة من يحاول وضع اللبنانيين بين خيارين: اما لبنان مستقر ولكن من دون استقلال تام او لبنان مستقل ولكن من دون استقرار تام.
تساءل وزير سابق لماذا يكون عميلاً لأميركا كل سياسي موال يستقبل مسؤولا أميركياً ولا يكون كذلك عندما يستقبله سياسي معارض؟
السفير
نبّه مسؤول أمني كبير إلى أن القوى الأمنية والعسكرية قد أنهكت بفعل الأحداث المتنقلة، ويجب العمل سريعاً على تدارك المضاعفات.
طلبت سفارات عربية إلى الجهات الرسمية تشديد الحراسة عليها خلال المرحلة الحالية، تخوفاً من أي اعتداء.
أعرب سفير دولة أوروبية عن خشيته من صراع كبير في الشرق الأوسط، ستكون له انعكاسات خطيرة على مستوى الطاقة في العالم.
المستقبل
 ترى أوساط ديبلوماسية أن اتفاق الدوحة في شقه المتعلق بالسلاح جاء استكمالاً للقرار 1701.
تتوقع أوساط غربية أن يقبل "حزب الله" ببحث موضوع الاستراتيجية الدفاعية في اطار الحوار الداخلي المرتقب، لكن من دون اعطاء مواقف جوهرية ايجابية قبل اتضاح الوضع الاقليمي.
 قالت أوساط عربية إن الوضع اللبناني الحالي سيكون مدار بحث على هامش اجتماع اللجنة الرباعية غداً الثلاثاء في برلين.
اللواء
فاجأ الموقف الحاسم الذي اتخذه رئيس حكومة سابق في رفض التعرض لصلاحيات رئيس الحكومة حلفاءه في المعارضة الذين حاول بعضهم توضيح "حيثيات" طرح هذا الموضوع الحساس من قبل رئيس تيار معارض·
توقفت أوساط سياسية عند مضمون المقال الذي كتبته شخصية بيروتية معارضة وتساءلت فيه عن أسباب غياب الشراكة السنية في القرارات التي تعلنها المعارضة، والتي غالباً ما تتفاجأ بها القيادات السنية في قوى 8 آذار!·
حصلت احتكاكات ذات طابع حزبي بين عناصر تنتمي الى تنظيم موالٍ وأخرى الى تيار معارض تم تطويقها ولم يُعلن عنها رغم سقوط عدد من الجرحى من الطرفين!·

وجه تحية تقدير الى البطريرك صفير منوهاً بدوره التاريخي

الكاردينال مارتينس قام بزيارة حج لأديرة الشمال: قداسة البابا سيعلن الدويهي مكرماً في 30 الجاري

المركزية - قام رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال خوسيه ساراييفا مارتينس بزيارة حج في الشمال اليوم بزيارة دير مار انطونيوس قزحيا، تحضيرا لاعلان البطريرك اسطفان الدويهي مكرما في أواخر الشهر الحالي، يرافقه سكرتيره كلاوديو يوفيني، النائب البطريركي على رعية إهدن -زغرتا المطران سمير مظلوم، طالب دعاوى القديسين الاب بولس القزي، كاهن رعية زغرتا الاب اسطفان فرنجية، نائب رئيس مؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي النقيب جوزف رعيدي.

وكان في استقبال الكاردينال مارتينس والوفد المرافق رئيس الدير الاب انطوان طحان الذي قدم له درع الدير وأقراصا مدمجة تحتوي على تراتيل وزياحات مارونية من إعداده. كما زار الكاردينال مارتينس الحبيس أنطوان شينا، ودون في سجل الدير كلمة باللغة الايطالية:"شرف كبير لي ونعمة خاصة أن تتاح لي فرصة زيارة هذا الدير المقدس حيث تتجلى قمة القداسة المارونية ونحن نحتذي بمثل القديسين الموارنة الذين عاشوا وقدسوا هذا المكان شاكرا الرب على النعمة التي منحني إياها لزيارة هذا الدير".

ثم انتقل الى زيارة مغارة القديس أنطونيوس قزحيا العجائبي حيث استمع الى شرح من الابوين طحان وقزي عن تاريخها. ثم زار المتحف حيث توجد أول مطبعة في الشرق والتي أنشئت في العام 1610. دير مارت مورا: بعد ذلك، إنتقل الكاردينال والوفد المرافق إلى دير مارت مورا حيث كان في استقباله أعضاء مؤسسة البطريرك الدويهي وكهنة رعية إهدن ورئيس بلديتها جوزف معراوي، وقد شرح الخوري يوحنا مخلوف والاب قزي تاريخ دير مارت مورا الذي كان الاساس في تأسيس الرهبانبة اللبنانية المارونية التي كانت تسمى في حينها بالرهبانية الحلبية نسبة الى الرهبان الثلاثة عبدالله القرعلي ويوسف البتن وجبرائيل حوا الذين أتوا من حلب. ولفت الخوري مخلوف الى أنه "في العام 1600، وبناء على طلب مطران إهدن جريس عبيد وضع البطريرك الدويهي قانون الرهبانية التي تحولت من الحالة النسكية الى الحالة الرهبانية المنظمة".

دير مار يعقوب: أما المحطة التالية، فكانت في دير مار يعقوب حيث أسس البطريرك الدويهي مدرسة علم فيها أولاد إهدن اللغتين العربية والسريانية، مع الاشارة الى ان دير مار يعقوب كان ديرا ومدرسة إكليريكية ومكانا للنساك. وفي طريقه من دير مار يعقوب الى دير مار سركيس وباخوس في إهدن إستقبله أهالي إهدن بنثر الأرز والورود والزغاريد، وقرعت الاجراس فرحا وترحيبا وقد زار كنيسة الدير التي سيم فيها البطريرك الدويهي كاهنا.

سيدة الحصن: وانتقل الكاردينال مارتينس الى كنيسة سيدة الحصن الاثرية التي كان يتعبد لها البطريرك الدويهي ويقصدها في أوقات الشدة لطلب شفاعتها لتحصين أبناء كنيسته المارونية ولاسيما في أوقات الاضطهاد. وكان في استقبال الكاردينال في سيدة الحصن راعي أبرشية البترون المارونية، إبن إهدن، المطران بولس إميل سعادة.

ساحة إهدن: ثم زار الكاردينال مارتينس تمثال البطريرك الدويهي قرب ساحة إهدن (الميدان)، ومنه انتقل الى كاتدرائية مار جرجس حيث يوجد جثمان بطل لبنان يوسف بك كرم، ومنها الى كنيسة مار ماما الاثرية التي شيدت في العام 749 م وهي أول كنيسة مارونية في الشرق. وشرح الاب مخلوف أن البطريرك جرجس عميرة وفي خلال زيارته الى كنيسة مار ماما في العام 1641 تعرف على البطريرك الدويهي الذي كان يومها في عمر 11 سنة، وراح يسأل البطريرك عميرة الاولاد أسئلة عن التعليم المسيحي فلفته ذكاء الطفل اسطفانوس وطلب من والدته أن تسمح له بإرساله الى المدرسة المارونية في روما".

غداء تكريمي: وفي ختام الزيارة أقام النقيب رعيدي غداء تكريميا على شرف الكاردينال مارتينس والوفد المرافق ، وفي المناسبة ألقى الكاردينال مارتينس كلمة نوه فيها بفضائل البطريرك الدويهي وحياته، معلنا أنه في 30 حزيران سيعلن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر البطريرك الدويهي بطولة فضائله أي مكرما.

وعبّر الكاردينال عن فرحه لوجوده "في هذا المكان الخاص مدعوا من مؤسسة البطريرك الدويهي"، متمنيا "الوصول في أقرب وقت إلى مرحلة التطويب".

وأعرب عن سعادته بزيارة قديسي لبنان شربل ورفقا والحرديني "وهذا غنى للكنيسة، لكن الفرح الأكبر كان بزيارة وادي القديسين وفيه العديد من القديسين المعروفين وغير المعروفين الذين لم تعلنهم الكنيسة بعد، متمنيا إعلانهم لأن لبنان بلد قداسة".

* أين أصبح قرار تكريم البطريرك الدويهي؟

- "إن القرار هيأه مجمع دعاوى القديسين ورفعه إلى قداسة البابا الذي قد يعلنه مبدئيا في 30 حزيران الحالي. والمرحلة الثانية تبدأ بتحقيق أعجوبة صارت بشفاعة البطريرك".

ولفت إلى أن "إهدن أكثر من متفوقة بجمالاتها من النواحي الطبيعية، وليس بصدفة أن يطلق على لبنان إسم سويرا الشرق, وبعد زيارة لبنان سأقرأ الكتاب المقدس بعيون أخرى"، مشيرا إلى أن "قداسة البابا لم يخف محبته القوية للبنان وقضايا لبنان تعنيه، فهي مهمة لمنطقة الشرق الأوسط والعالم كله، وقداسته يتابع باهتمام قضاياه من ضمن مكونات الموزاييك في الشرق الأوسط".

وتوجه بالتحية الى صديقه البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وهنأه بتطويب الاب يعقوب الكبوشي، وشكره على الدور الذي يقوم به على الصعيد الوطني والكنسي، مشيرا الى أنه تعرف اليه في روما ويكن له كل محبة وتقدير منوها بالدور التاريخي الذي يقوم به.

المطران مظلوم: بدوره، ألقى المطران مظلوم كلمة شكر فيها للكاردينال زيارته إهدن، مسقط رأس البطريرك الدويهي، "إهدن التي أنجبت أربعة بطاركة موارنة وعددا كبيرا من المطارنة ورجال الدين". وتحدث عن "العلاقة الوثيقة الروحية التي تربط الكنيسة المارونية بالكرسي الرسولي، هذه العلاقة التي ترتكز على وحدة الايمان، الايمان الذي يتغذى بالصلاة والصوم وتضحيات الشعب اللبناني الذي عرف كيف يبقى وفيا لايمانه رغم الاضطهادات التي تعرض لها عبر تاريخه، وكانت تقوده حكمة وشجاعة وبطولة رؤسائه الروحيين".

أضاف: "وترتسم حول هذا التاريخ الطويل للكنيسة المارونية الصورة المشعة للبطريرك العلامة الدويهي الذي نأمل أن يسير ملف إعلان قداسته بخطى سريعة على طريق القداسة خلال تولي رئاسة نيافتكم مجمع دعاوى القديسين، آملين ببركتكم وبركة البابا وصلاته أن يسلك لبنان طريق السلام بين أبنائه بشفاعة كل القديسين".

وفي الختام، قدم النقيب الرعيدي الى الكاردينال درع الرعية الماسي ومجسما لارزة لبنان من خشب الارز.

إشارة الى أنه رفعت لافتات على كل طرق زغرتا - إهدن، ترحب بالكاردينال مارتينس.

 

الحريري اطلع على تصور الطائفة الكلدانية الانتخابي

المركزية - عرض رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ظهر اليوم في قريطم مع وفد من المجلس الاعلى للطائفة الكلدانية برئاسة المطران ميشال قاصرجي، للاوضاع في لبنان ولشؤون الطائفة. بعد الاجتماع قال المطران قاصرجي: تشرفنا بلقاء النائب الحريري مع وفد يمثل المجلس الاعلى للطائفة، واطلعناه على تصورنا في ما يتعلق بالانتخابات في بيروت وعدد من المناطق. وكان موقفنا ثابتاً وعبرنا عنه من خلال بياناتنا، خصوصا وان الجميع بدأ يتحدث عن مقعد للاقليات في بيروت. نحن نحترم جميع الاطراف ولا مشكلة لدينا مع احد في هذا الموضوع، الا اننا لا نريد ان يستخدم هذا المقعد للمتاجرة، بل ما يهمنا هو ان يكون لكل طائفة ممثل حسب ما ينص عليه الدستور. ونحن كطائفة كلدانية من الطوائف المشرقية الموجودة في لبنان وخصوصا في بيروت، ونحن طائفة عريقة جدا اعطت الكثير للبنان، ولدينا كفاءات. لقد ابدى النائب الحريري تفهما كليا لهذا الموضوع، ومطلبنا بعد اتفاق الدوحة لا يقتصر على ان يكون هناك مقعد للاقليات في بيروت، بل ان يكون هناك ايضا مجلس للشيوخ تتمثل فيه كل الطوائف.نطلب من الرب ان يعطي الامان والسلام للبنان لكي نسير جميعا مسيرة المصالحة والوحدة والعيش المشترك لكي تسير الامور على خير في هذا البلد العزيز.

 

زهرا: الاكثرية تشارك في جلسة اقرار قانون الانتخاب بشرط تلازم تقسيم الدوائر مع اصلاحيات بطرس

المركزية - ابدى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا استعداد فريق الاكثرية للمشاركة في جلسة إقرار قانون الانتخابات المتوافق عليه في الدوحة فور توجيه الرئيس نبيه بري الدعوة حتى ولو قبل تشكيل الحكومة بشرط ان يكون كاملا اي بعد إقرار الاصلاحات الواردة في قانون فؤاد بطرس.

وقال زهرا ردا على سؤال لـ "المركزية": هذا الموضوع لا يخصّ فريقا واحدا من اللبنانيين بل كل الافرقاء ولا مانع لدينا من المشاركة في جلسة عامة يدعو اليها الرئيس بري، الا اننا نتمسك بإقرار المشروع متكاملا بمعنى تلازم تقسيم الدوائر مع إقرار الاصلاحات الواردة في متن مشروع الوزير فؤاد بطرس في لجنة الادارة والعدل النيابية. اضاف: الملفت ان فريقا معينا يحاول المزايدة في موضوع اتفق عليه الجميع وهو من بنود اتفاق الدوحة.

واوضح زهرا ان اقتراح اعطاء حقيبة الاتصالات الى النائب العماد ميشال عون الذي طرحه النائب حسن فضل الله امس هو نفسه اقتراح الرئيس نبيه بري اثناء زيارته الاخيرة الى قصر بعبدا الاربعاء الماضي وطرح الامر على الرئيس فؤاد السنيورة، لافتاً الى ان الامور تراوح مكانها بشأن تشكيل الحكومة.

 

العماد عون: الامور ستعود الى نصابها

المركزية - أكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون خلال مداخلةٍ هاتفية في اللقاء السنوي الأول لهيئة قضاء زحلة في التيار الوطني الحر، أن الأمور ستعود إلى نصابها وأمل في تأليف الحكومة في وقت قريب والتغلب على الصعوبات التي تواجه ذلك، مشيرًا الى أن العرقلة في تشكيل الحكومة جعلت الحقوق التي يجب أن نحصل عليها وكأنها حسنة يعطوننا إياها، لافتًا إلى أنهم يخلقون المشكلة ثم يحملوننا مسؤولية حلها. واعتبر أن الموالاة وتجاه فشلها الإقتصادي والمالي وكي لا تتم محاسبتها، تلعب على وتر العصبية المذهبية الضيقة لإشعال الغرائز وتعمية عيون الناس، محذراً مواطني زحلة من الوقوع في هذه الحال، وداعياً إياهم إلى الصمود إلى يوم الإنتخابات لأنه يوم التغيير الكبير، آملاً في أن تثبت زحلة الخيارات التي اعتمدتها في العام 2005.

سليم عون: بدوره تحدث عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سليم عون فكشف أن كواليس مؤتمر الدوحة شهدت محاولةً لإعادة إحياء ما يشبه التحالف الرباعي عبر الدعوة إلى تحقيق المصلحة السنية الشيعية وتجاهل الدور المسيحي، لكن الفرق أن الطرف المسيحي في الموالاة لم يكن له أي رأي، وفي المقابل كان تحالف المعارضة يقول إن ما يوافق عليه العماد عون نوافق عليه ونرفض ما يرفضه. ولفت الى أن المسيحيين امام تحدٍ كبير وهناك خير جديد يقدمه التيار الوطني الحر الذي لا يدعو المواطنين إلى منحه الثقة كما في العام 2005 بل من خلال القول إن هناك تجربة أمامهم وإذا وجدوا أن خيار التيار الوطني لمصلحتهم يعود لينال الثقة مؤكداً الإستعداد لمتابعة المسيرة.

 

قمة بعبدا الروحية تكسر رتابة المراوحة الحكومية

إجماع على الاسراع في التشكيل قبل استفحال "الامن"

تحصيل الحقوق المسيحية بين طروحات عون ومطالبة الاكثرية بنقل مقاعد

المركزية - في خضم التأزم السياسي الناتج عن استفحال الازمة الحكومية بفعل التنازع على الحصص والحقائب السيادية والخدماتية بين طرفي الصراع في الموالاة والمعارضة والتي دخلت المشاورات بشأنها مرحلة ركود في انتظار عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة من الخارج حيث يشارك في مؤتمر الدول المانحة لاعادة اعمار نهر البارد المنعقد في النمسا. تنعقد يوم غد القمة الروحية بدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا لرؤساء الطوائف الستة والتي تعول عليها الاوساط السياسية لتنفيس اجواء الاحتقان المذهبي والطائفي والانقسام الحاد في صفوف أبناء المنطقة الواحدة الذي يترجم صدامات مسلحة على الارض حاصدا القتلى والجرحى.

مصادر الاكثرية: ولفتت مصادر في الاكثرية لـ"المركزية" الى ان الحوادث الامنية لم تتوقف منذ 7 أيار وهي تتنقل من منطقة الى اخرى وآخرها في الشمال رغم الوصول الى اتفاق الدوحة، وكأن من يريد تسعير هذه الاشتباكات يريد الامعان في ترسيخ جو عدم الاستقرار الامني في البلاد ونسف اتفاق الدوحة.

وعلقت المصادر اهمية بالغة على القمة الروحية في بعبدا غدا نظرا الى ما يرافقها من حوادث امنية، وان تكون المرجعيات الروحية كما كانت في السابق الضامنة للعيش المشترك من أجل وضع اطار لمعالجة الاشكالات الامنية، بمشاركة المرجعيات الروحية المسيحية - والاسلامية لعدم اعطاء الانطباع بأن الحرب اسلامية - اسلامية وان المسيحيين لا علاقة لهم. كما ان القمة تعزز ايضا دور رئيس الجمهورية في ان يكون حامي الدستور وضامن السلم الاهلي في لبنان.

واستعجلت هذه المصادر تشكيل الحكومة كونها ستكون هي الاطار السياسي الذي يعطي الغطاء للقوى الامنية اللبنانية من أجل التدخل واتخاذ التدابير اللازمة في كل مناطق لبنان. وشددت على وجوب ان تشكل الحكومة على قاعدة سياسية أمنية بامتياز بعدما كان يحكى بعد الدوحة، عن حكومة ذات طابع انتخابي، كما شددت على ان يكون رئيس الجمهورية هو الممسك بالوزارات ذات الطابع الامني.

وتوقفت مصادر الاكثرية عند ما أسمته محاولات النائب العماد ميشال عون لخلق اشتباك سياسي بين المسيحيين والسنة على قاعدة "صلاحيات رئيس الحكومة" ظنا منه ان هذا الاشتباك المسيحي - السني يحيّد اشتباك العماد عون مع الرئيس سليمان ويضع اشتباك عون مع الرئيس فؤاد السنيورة، لان الخلاف مع الرئيس سليمان مكلف فيما يعتقد انه يربح مسيحيا في اشتباكه مع الرئيس السنيورة. ويحاول عون اليوم نقل الاشكالية من اشكالية تشكيل حكومة الى اشكالية طرح قانون الانتخاب وكأن به يمهد للقول انه حريص على تثبيت دوائر انتخابية لصالح المسيحيين فيما الاكثرية تريد الاطاحة بقانون الستين والعودة الى قانون 2000. وهو يلعب على وتر التعبئة الطائفية والسياسية نفسها التي كان يلعبها في الـ2005 ويعتقد انه بطرح موضوع قانون الانتخاب بدلا من الحكومة تنسف اتفاق الدوحة بتشكيل حكومة وفقا لقواعد الدوحة (3/16/11) ونذهب الى امكانية تشكيل حكومة انتقالية برئاسة شخصية محترمة تأخذ البلد الى انتخابات مبكرة. واذ دعت المصادر الى تنظيم حملة دفاع عن الرئيس السنيورة، اتهمت حزب الله بالعمل على نسف الحل العربي الذي تم الاتفاق عليه في الدوحة بهدف تأجيل طرح موضوع السلاح.

في هذا الوقت، رأى مصدر آخر في الغالبية النيابية ان لا مجال للعب بالدوائر الانتخابية في انتخابات العام 2009 لان ذلك يعني الخروج عن اتفاق الدوحة، لافتا الى ان الطرف المسيحي في قوى 14 آذار سيطالب بنقل مقاعد نيابية من مكان الى آخر في البقاع والشمال لكن لن يلعب بحدود الدوائر المتفق عليها نهائيا ومن ضمن اتفاق مكتوب ومعلن.

وكشف عن مشروع قانون أعدّ لإلحاق مغدوشة والقرى المحيطة بها بدائرة جزين الا انه لن يقدم لانتخابات الـ2009 لما له من تداعيات على الوضع في ظل الظروف الراهنة. المعارضة: وفي المقلب الآخر اكدت اوساط المعارضة لـ "المركزية" ان لا جديد في الشأن الحكومي وان الاتصالات تراوح مكانها وحملت الرئيس المكلف مسؤولية الحوادث الامنية الاخيرة، واتهمت أسمتهم من "ميليشيا السلطة" بمحاولة العبث فسادا في سبيل تأخير تطبيق اتفاق الدوحة.

وأكدت ان المعارضة لا تزال حتى الآن تراهن على ان يتم التشكيل وتُحل العقد قبل ان نجعل الشك في التأخير يأخذ مجراه بخلفيات تتعلق بتوجهات دولية.

 

الكباش حول التشكيلة الحكومية يخفي أبعاداً غير محليــــة

الوضع الأمني بامتداداته الاقليمية يقفز مجددا الى الواجهـــة

القمة الروحية خطوة للدفع باتجاه المصالحة بين أطراف النزاع

المركزية - عملية الكباش الحكومي الدائرة رحاها بين فريقي الموالاة والمعارضة حول الحقائب الوزارية السيادية وحصة كل من الجانبين تخفي في رأي المتتبعين لمسار الاوضاع في لبنان خططا وأهدافا كبيرة وعلى علاقة بسير الامور ومجريات التطورات في المنطقة. وتقول الاوساط السياسية المراقبة ان ثمة ما يعيق فعلا الاتفاق بين اللبنانيين على رغم اتفاقهم في الدوحة على التركيبة الحكومية (16-11-3) وان المخفي من بين هذه العوائق اكبر وأبعد بكثير مما هو معلن وهو الاهم في نظرها. وتدعو الاوساط الى قراءة متأنية للوقائع الامنية والميدانية والى مراقبة حركة التسلح الناشطة على الارض وفي اكثر من منطقة سواء في العاصمة بيروت او في الجبل والبقاع وطرابلس وعكار شمالا. وتقول ان هناك من يهيىء اقليميا ومحليا الى جولة قتال جديدة في لبنان بامتدادات عربية واقليمية. وان هناك مصلحة في المعارك الجديدة في حال حصولها لطرفي النزاع المتصدّرين للواجهة الامنية راهنا اذ من المناسب لـ"تيار المستقبل" وأنصاره تحريك الوضع الامني والفلسطيني لاحقا واستدراج المخيمات الفلسطينية الى قتال داخلي مع "حزب الله" خصوصا ان الساحة اللبنانية لا تزال مهيأة لمثل هذا النوع من الاحداث في ضوء ما جرى في السابع من أيار الماضي وأسفر عما يعتبره حزب الله انتصاراً له في العاصمة وبعض مناطق الجبل.

كذلك فانه من المفيد ايضا لـ"حزب الله" وفي ظل الحديث المتصاعد عن امكان تعرّض الجمهورية الاسلامية الايرانية لضربة اسرائيلية - اميركية تستهدف منشآتها النووية والحديث عن تقدم في المفاوضات السورية - الاسرائيلية من جهة والكلام الاميركي المتمادي عن وضع مزارع شبعا تحت القرارات الدولية بعد انسحاب اسرائيل منها لاسقاط ذرائع تمسكه بسلاحه من جهة ثانية الامساك بالوضع الامني الداخلي لحماية ظهره في حال استدعى اي من الأمرين منه حمل السلاح.

وتضيف الاوساط: ان ظروف المعركة العسكرية الجديدة هي على طريق الاكتمال خصوصا ان ما يدعو الى ذلك هو من جهة السباق الناشط للتسلح وتخزين السلاح الجاري على قدم وساق وفي اكثر من منطقة بقاعا وشمالا ومن جهة ثانية المساعي الناشطة للحؤول دون ذلك للدفع باتجاه المصالحة التي يعمل لاتمامها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع كل من رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

اضافة فانه لا يمكن فصل مساعي المصالحة الناشطة على اكثر من صعيد وعبر اكثر من طرف عما يقوم به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي نجح من خلال الجيش اللبناني ورعايته المصالحة بين افرقاء النزاع في سعدنايل وبر الياس وما يسعى اليه من وراء القمة الروحية التي سوف تنعقد غدا في بعبدا.

وتقول ان الرئيس سليمان المنوط به رعاية الحوار وقيادته وانطلاقا من موقعه ومسؤولياته يدرك حقيقة ما يجري على الارض، ولذلك فهو جعل تحقيق المصالحة بين اللبنانيين أولوية لديه ويعمل على جمع القيادات الروحية مقدمة لتنفيس الاحتقان السائد في الشارع وتحقيق المصالحة وتعميم اجوائها كخطوة تدفع باتجاه جمع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "كتلة المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري في لقاء من شأن انعقاده الحؤول دون الاندفاعة الواضحة في الشارع باتجاه جولة قتال جديدة تهيىء لها الظروف والاسباب والارض. وتستطرد ان ما جرى امس في طرابلس وتحديدا بين جبل محسن وباب التبانة وسابقا في سعد نايل ليس سوى سيناريو لعمليات قتال أوسع مسرحها قد لا يقتصر على المسرح الحالي للاحداث انما سيتعداه ليكون أوسع وأشمل بكثير اذا لم تنجح مساعي التوفيق والمصالحة السياسية بين طرفي النزاع والناشطة عبر اكثر من محور.

 

تابع التطورات الامنية وركز على ضرورة وقف الاشتباكات

واستقبل وفدي كتلة التنمية والتحرير والحزب السوري القومي وسلامة

سليمان عرض مع بطريرك الأقباط الكاثوليك للقمة الروحية واطلع من البديوي على نتائج التحرك الديبلوماسي المصري في المحافل

المركزية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، التطورات الامنية في طرابلس حيث اجرى سلسلة اتصالات مع قيادة الجيش وعدد من الفعاليات الطرابلسية والشمالية بينهم مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار. وركز على ضرورة وقف الاشتباكات ووضع الاتفاق الذي تم التوصل اليه ليل امس موضع التنفيذ، واتخاذ الإجراءات الأمنية الكفيلة بإعادة الهدوء والاستقرار إلى إحياء المدينة وسحب المسلحين وفتح الطرق وحماية المواطنين وممتلكاتهم. واعرب الرئيس سليمان عن المه للضحايا التي سقطت خلال الاشتباكات، واستطلع أوضاع الجرحى الذين اصيبوا نتيجة التراشق، والأضرار التي لحقت بالممتلكات.

الصفدي: وفي هذا الإطار، التقى الرئيس سليمان وزير الاشغال العامة والنقل في الحكومة المستقيلة الوزير محمد الصفدي، وتداول معه في الوضع الامني في طرابلس والسبل الكفيلة باعادة الاستقرار الى المدينة. وبعد اللقاء قال الصفدي: "لقد كان اللقاء لوضع فخامة الرئيس بالاجواء السائدة في طرابلس، وبالحقيقة لقد كان فخامته على اتم الاطلاع. طلبت من فخامته باسم اهالي طرابلس ان يلعب الجيش دورا اكبر مع جميع الفرقاء الذين يحملون السلاح".

* طلبكم بدور اكبر للجيش يعني ان الاتصالات السياسية فشلت حتى الساعة، او انها لم تستطع لجم الاشتباكات الحاصلة.

- "ما اود قوله هو ان الاتصالات لا تزال قائمة وهناك محاولات جدية لوقف اطلاق النار من جميع الاطراف، لكن الظاهر ان هناك طابورا خامسا يحرك هذه المواضيع، وفي الحقيقة ان أي تدخل حاسم للجيش وانا اعرف ان هذا الموضوع حساس لاننا نتحدث عن شوارع ولكن على الفريقين ايقاف اطلاق النار في اسرع وقت ممكن".

* هل يستطيع الجيش حسم الوضع عسكرياً؟

- "من دون شك فان المهمات المطلوبة منه في كل لبنان هي مهمات صعبة. نأمل ان يكون هناك قوة اضافية تؤازر القوة الموجودة هناك".

* هل تعتقد ان هناك اصابع خارجية في ما يحصل في طرابلس؟ عربية كانت ام دولية؟

- "لا اود ان اقول عربية او دولية نحن نشك بوجود طابور خامس يحرك الطرفين كلما برزت امكانية لوقف اطلاق النار".

* هل هناك ربط لهذه الاحداث بعملية تشكيل الحكومة لجهة تأخيرها او ايصال رسائل معينة؟

- "لا اريد ان اربط الموضوعين معا، ولكن ما نأمله هو انه عندما تشكل الحكومة يكون الوضع من دون شكل انسب للاستقرار الامني".

بطريرك الاقباط الكاثوليك: من جهة ثانية تابع رئيس الجمهورية التحضيرات الجارية لانعقاد القمة الروحية غدا في قصر بعبدا.

وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس سليمان بطريرك الاسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للاقباط الكاثوليك البطريرك انطونيوس نجيب على رأس وفد ضم رئيسة دير قلب يسوع في فالوغا الام اغابي فرج الله، ومساعدة الرئيسة العامة للرهبانية الاخت نوال عبد الشهيد باسم، وراعي كنيسة القديس انطونيوس للاقباط الكاثوليك في لبنان الاب انطونيوس مقار ابراهيم، وراعي كنيسة السيدة في فالوغا الاب خليل سميا وراعي كنيسة مار انطونيوس الكبير في جديدة المتن الخوري جوزف ابو غزالة.

وهنأ الوفد الرئيس سليمان على انتخابه. وعرض له أوضاع ابناء طائفة الاقباط الكاثوليك في لبنان وحاجاتهم والشؤون المتعلقة بارتباطهم مع الكنائس الكاثوليكية في لبنان.

نجيب: وبعد اللقاء، قال البطريرك نجيب: " تشرفنا بلقاء فخامة الرئيس، وكانت مناسبة لتقديم تهنئتنا له لمناسبة توليه منصبه الجديد. ونحن نرفع الصلاة لكي يحقق الله تعالى كل ما يسعى اليه فخامته، وكل ما يتطلع اليه لبنان وابناؤه، من استقرار ووحدة وسلام".

وأضاف: "تطرقنا، خلال لقائنا مع فخامته، الى الحضور الكاثوليكي، سواء في لبنان او في مصر. ومعروف ان حضورنا في لبنان يناهز 500 شاب وقرابة 20 عائلة.

كان اللقاء مع فخامته مناسبة للكلام على النشاطات الروحية التي نقوم بها في لبنان، وضرورة تنظيم اوضاع ابناء طائفتنا المقيمين في لبنان، كي تكون مشاركتنا اكثر فاعلية في كل ما يساهم في بناء هذا الوطن الحبيب".

السفير المصري: والتقى الرئيس سليمان السفير المصري احمد البداوي الذي نقل اليه رسالة شفهية من الرئيس المصري حسني مبارك ضمنها تحياته وتمنياته له بالتوفيق، ودعمه للمواقف التي اعلنها في خطاب القسم، مؤكدا له حرص جمهورية مصر العربية على تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة.

واطلع السفير المصري الرئيس سليمان على نتائج التحرك الدبلوماسي المصري في المحافل العربية والاقليمية والدولية لاسيما في ما خص دعم موقف لبنان من استعادة سيادته على مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، والاتصالات التي تحصل في هذا السياق وردود الفعل عليها. كذلك تناول البحث التحركات الداخلية وعددا من مواضيع الساعة.

وحمّل الرئيس سليمان السفير المصري رسالة جوابية الى الرئيس مبارك ضمنها شكره وتقديره للجهود التي تبذلها مصر لمساعدة لبنان في المجالات كافة، فضلا عن وقوفها الى جانب لبنان في المحافل الاقليمية والدولية.

وبعد اللقاء، قال السفير البداوي: " تشرفت صباح اليوم بلقاء فخامة الرئيس، حيث نقلت اليه تحيات وتقدير السيد الرئيس حسني مبارك، وتطلعه الى لقائه في وقت قريب، وما تكنه مصر من دعم وتقدير للبنان وقياداته في الفترة الحالية. واملنا بتشكيل الحكومة في الوقت القريب، لينعكس ذلك ايجابا على الوضع الداخلي في لبنان".

* كيف ترى مصر عملية المشاورات لتشكيل الحكومة، والوقت الذي استغرقته؟

- "نحن نعتقد انه كانت هناك مشاكل موجودة في الفترة الماضية، ونعتقد انها ستأخذ وقتها وتحل في القريب".

* كيف تقرأون التأخير والعراقيل الموجودة امام تشكيل الحكومة وهل لها ابعاد خارجية؟

- "نأمل في الا يكون لها ابعاد خارجية وان تكون مجرد تشكيلات داخلية وتؤدي الى تشكيل الحكومة في القريب".

كتلة التنمية والتحرير: والتقى الرئيس سليمان وفد كتلة التنمية والتحرير النيابية الذي ضم النواب السادة : عبد اللطيف الزين، علي عسيران، ميشال موسى، ياسين جابر، غازي زعيتر، ايوب حميد، علي حسن خليل، علي خريس، علي بزي، سمير عازار، عبد المجيد صالح، ناصر نصر الله، وقاسم هاشم.

ونقل الوفد الى الرئيس سليمان، تحيات رئيس الكتلة الرئيس نبيه بري وأعضائها متمنين له التوفيق في مهمته، وهنأوه بتطويب الاب يعقوب حداد الكبوشي، واجروا معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والاتصالات الجارية لتشكيل حكومة جديدة ولمعالجة الوضع الامني في منطقة الشمال والقمة الروحية التي دعا رئيس الجمهورية الى عقدها غدا في قصر بعبدا.

وشكر الرئيس سليمان للوفد عاطفته، وحمله تحياته الى الرئيس بري، مؤكدا ضرورة توافر الإرادة الوطنية الجامعة لمواجهة التطورات السياسية والامنية على حد سواء، والوصول الى الحلول المناسبة لها.

واكد الرئيس سليمان، انه يعمل منذ الصباح الباكر على معالجة الوضع الامني الذي تردى في منطقة الشمال، والاتصالات التي اجراها في هذا الصدد.

وبعد اللقاء، تحدث النائبان سمير عازار وايوب حميد باسم الوفد، فقالا: " جئنا لنحيي الرئيس سليمان على الجهد المتواصل والمضني الذي يقوم به في هذه المرحلة. وكانت فرصة للتداول في الشؤون العامة، حيث أكدنا على ضرورة تعزيز الوفاق السياسي الداخلي، لجهة التسريع في تشكيل حكومة العهد الأولى التي تؤمن المظلة والسقف السياسي الذي يطغى على التوترات الامنية المتنقلة في المناطق اللبنانية".

وتابع : " لقد اكدنا وقوفنا الى جانب رئيس الجمهورية، وبذل كل جهد ممكن لتسهيل دوره الانقاذي الذي يعلق عليه اللبنانيون آمالا كبيرة". واوضح ان الرئيس سليمان عبر عن المه لما يجري في الشمال، ولسقوط ضحايا ابرياء، " ودعا الجميع الى تحمل مسؤولياتهم والترفع عن كل ما يعكر صفو الاستقرار والوئام الداخلي".

القومي: والتقى الرئيس سليمان الرئيس الجديد للحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق النائب اسعد حردان، على رأس وفد من القيادة الجديدة للحزب ضم السادة : علي قانصوه، محمود عبد الخالق، مروان فارس، غسان اشقر، صبحي ياغي، قاسم صالح، وائل حسنية، كمال نادر، انطوان غريب، عصام حريق، توفيق مهنا، وليد زيتوني، لبيب ناصيف، قيصر عبيد، محمود خريباني، يحيى صابر، ربيع الدبس، عبد الله وهاب، جورج ديب، خليل بعجور.

ونقل النائب حردان الى الرئيس سليمان التهاني بانتخابه رئيسا مؤكدا وقوف الحزب الى جانبه في الخيارات الوطنية التي اتخذها لاسيما لجهة سهره على وحدة لبنان وتضامن ابنائه.

وتمنى الرئيس سليمان للنائب حردان التوفيق في مهامه الحزبية الجديدة مؤكدا على اهمية تضامن اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، مقدمين مصلحة بلدهم على أي مصلحة اخرى، مشددا على اهمية الانفتاح على الجميع من دون استثناء. واعرب الرئيس سليمان عن امله في الا يكون الخلاف في الرأي والموقف السياسي، خلافا على القضايا الوطنية، بل ان يكون الحوار وسيلة للوصول الى تفاهم ورأي.

اما النائب حردان فأوضح ان هناك قلقا يسود الوضع العام في لبنان الذي يطغى عليه الخطاب المذهبي والطائفي، ويدفع بالبلد الى التفتيت، متمنيا ان تتعزز الوحدة الوطنية التي نحن بأمس الحاجة اليها، لنخرج من المأزق الذي نعيش فيه.

الخوري: وأجرى سليمان مع عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب الدكتور وليد خوري، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومواقف الاطراف منها، لاسيما تلك التي تتصل بالموضوع الحكومي. وبحث مع النائب اغوب بقرادونيان الاجواء المحيطة بتشكيل الحكومة والاتصالات المكثفة الجارية لهذا الخصوص. وقال بقرادونيان ان الرئيس سليمان متفائل بقرب تشكيل الحكومة، وقال : " نحن نطالب كل الاطراف، بالارتقاء الى موقع المسؤولية وتشكيل الحكومة في اسرع وقت لانجاح انطلاقة العهد، ولتنفيذ بنود اتفاق الدوحة، والعمل من اجل وحدة وطنية حقيقية". اضاف: "اما بالنسبة الى الوضع الامني، فقد طالبت القوى الامنية بعدم التهاون في قمع كل المخالفات الامنية من أي جهة اتت".

حاكم مصرف لبنان: وعرض الرئيس سليمان، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الاوضاع المالية في البلاد. واوضح سلامة ان الاستقرار النقدي مؤمن في البلاد وان السوق النقدي يمتاز بالايجابية سواء على صعيد القطع حيث يوجد عرض للدولار، او على صعيد القدرات التمويلية في البلاد لجهة الزيادة المستمرة في الودائع. واشار الى ان سياسة مصرف لبنان النقدية مستمرة، لاسيما وان عنصر الاستمرارية اساسي وهو متوفر.

النائب ايلي الفرزلي: والتقى الرئيس سليمان نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، الذي أوضح ان اللقاء كان مناسبة " للوقوف على توجيهات الرئيس سليمان لكيفية التعاطي مع المرحلة التي نعيش، والجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية لتوفير المعطيات ودفع الامور باتجاه الحوار بين اللبنانيين، والذي يشكل وحده المفصل الحقيقي لصناعة الوحدة الوطنية اللبنانية، هذه الوحدة التي اذا تأمنت تنعكس ايجابا على سير كافة المؤسسات الوطنية".

اضاف: ان هناك حاجة ماسة للتفكير بكيفية الفصل بين تسيير شؤون الناس عبر الوزارات، والحوار الوطني حول كافة المسائل في ظل قيادة رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري.

ممثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية: واطلع الرئيس سليمان، من ممثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في لبنان الدكتور محمد صادقي على المشاريع التي ينفذها الصندوق في المناطق اللبنانية كافة وذلك ضمن المنحة الكويتية التي تبلغ قيمتها 300 مليون دولار، والتي تم صرف حوالي 70 مليون دولار منها، ويتبقى نحو 230 مليون دولار، وتغطي المشاريع المنفذة في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع الغربي، ومخيم نهر البارد والقرى المحيطة به. ويتم تنفيذ هذه المشاريع بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار، والهيئة العليا للاغاثة.

وقد سلّم الدكتور صادقي الى الرئيس سليمان جدولا مفصلا بالمشاريع التي تم تنفيذها وتلك التي هي في طور التنفيذ، علما ان المهلة الزمنية تنتهي في العام 2012. وقد شكر الرئيس سليمان، الكويت اميرا وحكومة وشعبا على الدعم الذي تقدمه للبنان، مقدرا خصوصا دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تنفيذ المشاريع الانمائية والتربوية والصحية والاعمارية في المناطق اللبنانية كافة من دون تمييز.

واوضح صادقي بعد اللقاء ان البحث مع الرئيس سليمان تناول المشاريع التي تم توقيع اتفاقيات تمويلها من قبل الصندوق الكويتي في لبنان، وهي بحدود 185 مليون دولار، موزعة على جميع المناطق اللبنانية، موضحاً ان تنفيذها سيبدأ الشهر المقبل، وهي تشمل مشاريع تحسين البنية التحتية واعادة تأهيلها، اضافة الى انشاء مدارس ومراكز اجتماعية ومراكز طوارىء. ويتوقع ان ينتهي العمل عليها في العام 2012.

اتصال مع وزير التربية: على صعيد آخر، اجرى الرئيس سليمان اتصالا بوزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني واطلع منه على سير الامتحانات الرسمية التي انطلقت اليوم في المناطق اللبنانية كافة، ونسبة الاقبال عليها.

تعزية رئيسة الفيليبين: وابرق الرئيس سليمان الى رئيسة الفيليبين السيدة غلوريا ماغابال اوريو، معزيا بضحايا الاعصار الذي يضرب الفيليبين منذ السبت الماضي والذي ادى الى سقوط عدد كبير من الضحايا وشرد المئات من المواطنين الفيليبينيين.

 

السنيورة القى كلمة لبنان في افتتاح مؤتمر الدول المانحة في فيينا

المركزية - أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تصميم الحكومة اللبنانية على تأييد حكم القانون وبسط سيادة الدولة اللبنانية في مخيم نهر البارد. واكد ايضا التزام لبنان بالمبادرة العربية للسلام التي اعلنت في قمة بيروت عام 2002 خصوصا في ما يتعلق بالتوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بما يكفل حقهم بالعودة طبقاً للقرارات الدولية ذات الصلة. ولفت الى ان لبنان لا يستطيع تحمّل الفشل بإعادة اعمار المخيم.

القى الرئيس السنيورة في إفتتاح مؤتمر الدول المانحة في فيينا لاعادة اعمار مخيم نهر البارد والقرى المجاورة كلمة لبنان، بدأها بالترحيب بالحضور، وقال: "أسمحوا لي، باسم فخامة الرئيس ميشال سليمان وباسمي شخصيا،أن أعبر عن جزيل الشكر للنمسا التي تستضيفنا اليوم، كما أعبر عن شكري للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ووكالات الأمم المتحدة، أخص منها بالذكر الأونروا، والسلطة الفلسطينية، لمساهمتهم في الدعوة وتنظيم وحضور هذا الاجتماع.أشكر حضوركم اليوم. فمشاركتكم تؤكد أهمية وخطورة القضية المطروحة.

أضاف:إن إعادة إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين والمناطق المجاورة تشكل تحديا غير مسبوق من نواح عدة، وهو تحد لم نكن مهيئين لمواجهته وهو ما يتطلب منا وضع كافة إمكانياتنا وخبراتنا معا لتحويل عملية إعادة إعمار المخيم إلى فرصة لمستقبل أفضل. نحن لا نعيد فقط بناء مخيم اللاجئين الفلسطينيين، فعلى المستوى الإنسانيِ، نحن نعيد أيضا بناء مجتمع مؤلف من أكثر من 33000 شخص، دمرت حياتهم جراء أعمال إرهابية أدت إلى دمار المخيم. والآن يجب أن نعيد بناء هذا المجتمع ونسيجه الاجتماعي وتضميد الجراح وإعادة بناء الثقة مع محيطه اللبناني.

وتابع :اليوم، علينا أن نحرص على أن هذه المأساة لن تتكرر، وأن نتائجها لن تتحول إلى كارثة أخرى، خصوصا وأن كل الأمور على المحك الآن بالنسبة الينا جميعا. لقد مرت سنة كاملة منذ فرضت علينا معارك مخيم نهر البارد، والتي لم يكن من المسموح أبدا خسارتها. لقد واجهنا جماعة إرهابية اتخذت من المخيم وسكانه رهائن واستخدمتهم كدروع بشرية. ولو أن هذه الجماعة نجحت في مخططها لكان لبنان والمنطقة ككل عرضة لتهديد أعظم بكثير، لا بل كان تخطى كل هذه الحدود.

أضاف: "لقد كان لجماعة "فتح الإسلام" قدرات تدميرية هائلة، وهم اعتبروا أن سكان المخيم الذين يعانون من العوز وقلة الخدمات، بيئة خصبة لنشر عقيدتهم المضللة والعنيفة. إن أعمال هذه الجماعة كانت خارجة كليا عن تعاليم الإسلام وقيمه، فهدفهم كان السيطرة على منطقة كاملة من البلاد ونشر الإرهاب في لبنان والخارج".

وقال:لقد اتخذت حكومتنا القرار الصعب بخوض المعارك وهي على معرفة تامة بأن هذه المعارك ستكون لها نتائج كبيرة وكلفة عالية على السكان المدنيين. لقد كان لا بدَّ لنا من خوض المعارك من أجل المحافظة على أمن لبنان وأمن الفلسطينيين والمنطقة العربية والعالم بأكمله. لقد علمنا تماما بأننا لسنا لوحدنا في هذه المعركة، وقررنا ألا نسمح بتحويل بلادنا إلى ملجأ آمن لمن يهدد أمننا وأمن المنطقة والعالم، وكذلك تلقينا تطمينات من عدد من الدول الشقيقة بأنها ستؤمن الدعم الضروري للبنان في مواجهة نتائج هذا الاعتداء الإرهابي. ولولا عزيمة الحكومة اللبنانية وتصميم قواتها الشرعية لما كان بالإمكان الانتصار على الإرهابيين. استشهد خلال ثلاثة أشهر من المعارك 180 جنديا لبنانيا شجاعا من خيرة جنود جيشنا بالإضافة إلى خمسين مدنيا. لقد بذلت قواتنا المسلحة أقصى ما يمكن لتحييد المدنيين والحفاظ على سلامتهم، لقد دفعنا ثمنا باهظا جدا، ومثل هذه التضحية بالحياة لا يمكن أن تعوض. والآن، وبالتصميم نفسه، علينا أن نواجه معا نتائج الحرب، فنحن أمام مسؤولية مشتركة مع العالمين العربي والدولي.

إن الحرب التي كان من المفترض أن تسبب بحسب مفتعليها نزاعا بين اللبنانيين والفلسطينيين قربت على العكس في ما بينهم. في خلال أعنف مراحل القتال، بذلنا كل جهد ممكن من أجل الحفاظ على سلامة المدنيين.وقد تم إجلاء كافة قاطني مخيم نهر البارد الذين يبلغ عددهم 33 ألفا بطريقة منظمة وبتعاون وثيق مع ممثلي المجتمع الفلسطيني. كثيرون من سكان المخيم تعرضوا للتهجير للمرة الثانية أو الثالثة في حياتهم. وقد عكس تجاوب الناس مع قرارنا بإجلائهم ثقة سكان المخيم بسياسة الحكومة الجديدة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بإن العدد الأكبر من شهداء الجيش اللبناني كانوا من أبناء أهالي القرى اللبنانية المجاورة وقد أجبر العديد منهم على ترك بيوتهم. هذه المنطقة التي تعتبر إحدى أكثر المناطق اللبنانية فقرا وقد تعطلت فيها العجلة الاقتصادية بالكامل جراء هذه الأحداث.

لم توفر الحكومة اللبنانية أي جهد لتأمين الملجأ الموقت وعمليات الإغاثة وعملت في الوقت نفسه على منع هذا النزاع من التأثير على العلاقات بين الشعبين اللبناني والفلسطيني. وبمساعدتكم الإنسانية الثمينة، تعاون المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، فأدينا مجتمعين دورا مهما في منع الانهيار وتعزيز العلاقات وتقديم المساعدة لذوي الحاجة. هذه العملية الإغاثية الطارئة يجب أن تستمر بينما نتجه الآن نحو مرحلة إعادة الإعمار والتنمية.

قال: أثناء الحرب، عملنا بالتعاون الوثيق مع القيادة الفلسطينية في لبنان، التي رفضت استغلال الإرهابيين لقضيتها ولحقوق أبنائها. كان هذا التعاون محوريا في الإسهام بالقضاء على "فتح الإسلام". وقد استند هذا التعاون على الثقة والالتزام المتبادل لفتح صفحة جديدة وتضميد الجراح في تاريخنا المشترك والذي كان مشوبا بالالتباسات والتشوهات على مدى الستين عاما الماضية. وقد نجحنا من خلال هذا التعاون في كسب ثقة الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء.

أضاف:إن الحرب التي شنتها جماعة "فتح الإسلام" الإرهابية استهدفت اللبنانيين والفلسطينيين معا. وجب علينا إجلاء المدنيين، ولو أنهم بقوا في المخيم لما كان من الممكن القضاء على الإرهابيين. منذ بداية المعارك أطلقت الحكومة اللبنانية شعارا أساسيا بأن خروج سكان المخيم موقت، وعودتهم مؤكدة وإعادة إعمار المخيم محتمة. وإننا مصممون على تحقيق ما وعدنا به لإعادة الحياة الطبيعية والكريمة لسكان المخيم، علينا إعادة إعمار المخيم وإعادة بناء العلاقات أيضا بين اللبنانيين والفلسطينيين لتكون نموذجية على جميع الأصعدة. وأعلن الرئيس السنيورة أن الحكومة اللبنانية كانت ولم تزل مصممة على تأييد حكم القانون وبسط سيادة الدولة اللبنانية في المخيم. وإن الأمن يشكل عنصرا ضروريا لتأمين الاستقرار والدعم لجهود التنمية. وقال:" لا يريد لبنان العودة إلى الماضي حيث كان تراكم للأخطاء وتداعيات كارثية. نحن ملتزمون بتغيير هذا الوضع. سيكون مخيم نهر البارد تحت سيادة الدولة ليشكل نموذجا لاستتباب الأمن الحقيقي في ظل حكم القانون وبالتعاون مع الأخوة الفلسطينيين. أضاف: ندرس حاليا نماذج مختلفة من التعاون في هذا الإطار وسنستفيد من تجربة البلدان الأخرى. ويشكل وضع المخيم تحت السلطة اللبنانية ضرورة لاستقرار لبنان ورفاه المجتمعِ الفلسطيني، كما سيساهم حتما في إصلاح العلاقات اللبنانية-الفلسطينية.

وقال الرئيس السنيورة :"أن حجم التحديات التي نواجهها هائل وإعادة الإعمار تتطلب تضافرا للجهود.لبنان لا يملك وحده القدرة على إنجاز هذه العملية إلا أنه يجب إنجازها، وبمساعدتكم، يصبح ذلك ممكنا. الفلسطينيون واللبنانيون معروفون بشجاعتهم، ودعم المجتمع الدولي هو كل ما يحتاجونه لإعادة البناء والمضي قدما في سبيل مستقبل أفضل.

لقد سبق للحكومة اللبنانية أن أسست لحقبة جديدة من العلاقات الفلسطينية -اللبنانية قبل معارك مخيم نهر البارد. فمنذ العام 2005، اتخذت الحكومة اللبنانية خطوات ملموسة لفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية -الفلسطينية على أسس صحية وصلبة، لتأمين حياة كريمة وآمنة للفلسطينيين القاطنين في لبنان في ظل حكم القانون إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل للنزاع العربي -الإسرائيلي، مما سيسمح لهم بممارسة حقهم في العودة إلى وطنهم بحسب قرارات الشرعية الدولية.

لقد عانى الفلسطينيون منذ إبعادهم عن فلسطين، قبل ستين عاما، من الشقاء والأسى. كما لم يتم إعطاؤهم الاهتمام الذي تستحقه مأساتهم. فاللاجئون الذين سلخوا عن بيوت أجدادهم، لم يتمتعوا بالحقوق الأساسية لعيش حياة كريمة. وإن تأمين احتياجاتهم كان ويبقى مسؤولية المجموعة الدولية.لقد عانى اللاجئون الفلسطينيون دون شك من الكثير. لكن الكلفة على لبنان كانت عالية جدا أيضا. فقد اهتز أحيانا السلام والاستقرار في لبنان بسبب غياب الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. والأهم، كان لبنان ضحية الاعتداءات والاجتياحات الإسرائيلية العديدة التي أوقعت الضحايا والدمار على اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء. كما أن الكلفة الاقتصادية على لبنان كانت هائلة.لذا، وبسبب كل ما تقدم، يجب أن تكون مقاربتنا شاملة ورؤيوية. فليكن هذا المؤتمر دعوة لتحمل المسؤولية بوعي وحكمة.

وخاطب الرئيس السنيورة الحضور بالقول: نحن نعتمد على دعمكم الكامل، إذ لا مكان لأنصاف الحلول وأكرر أن الحلول الجزئية ليست حلا في هذا الإطار.لبنان لا يستطيع تحمل الفشل في إعادة إعمار مخيم نهر البارد. والعجز عن جمع الأموال الضرورية لإعادة إعمار المخيم سيؤدي إلى تعميم حالة اليأس بين اللاجئين الفلسطينيين وستكون لهذه الحالة انعكاسات سيئة إقليميا وعالميا أعلى بكثير من كلفة إعادة إعمار المخيم والمناطق المجاورة.

وقال:ان مشروع إعادة إعمار المخيم والمناطق المجاورة لا يمكن أن ينفذ جزئيا. فالمخيم بكامله بحاجة إلى إعادة الإعمار وعلى كل الجهود أن تنصب لإيجاد البيئة السليمة والصحية التي يستطيع الفلسطينيون أن يعيشوا من خلالها بسلام حتى عودتهم إلى وطنهم. نريد إيجاد نموذج جديد من التلاقي اللبناني-الفلسطيني يؤسس لاستقرار وأمان في كافة أنحاء البلاد.

أضاف: نريد أن يأتي ما ننجزه اليوم على كثير من الشفافية الكاملة والفعالة والمرنة. وستلبي هذه العملية شروط ورغبات الجهات المانحة. لهذا الغرض أنشأ البنك الدولي صندوق ائتمان لأموال المتبرعين. كما نرحب بأن تقوم الجهات المانحة بالتنفيذ المباشر لمشاريع إعادة إعمار وتطوير محلي محددة في الجزئين القديم والجديد من المخيم وفي المناطق المجاورة للمخيم في شمال لبنان والتي تأثرت بفعل المعارك.

اما برنامج المعونة المالية الذي يستهدف المناطق المتضررة في القسم الجديد من المخيم فسيطبق تحت إشراف صندوق الائتمان وضمن الشراكة مع الأونروا التي وافقت على إدارة المخطط. وقال:علينا أن نلتزم جميعا بوعدنا للفلسطينيين. ونحن نعتقد بأن ما نقوم به هو الصواب، فاللبنانيون والفلسطينيون يؤمنون بما نقوم به وما يؤمن استقرارا وازدهارا لهم. لا يزال لبنان يعاني نتيجة ستة عقود من الفشل في حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وقد تحمل أكثر من غيره عبء على مدى كل هذه العقود وهو لا يستطيع تحمل أي أعباء مالية أخرى.إن هذا الوضع غير قابل للاستمرار ولن نوفر أي جهد لتأكيد عدم استمراره. لذا، نقدر دعمكم في الوقت الذي نؤيد قيام علاقة لبنانية -فلسطينية جديدة واعدة مستندة إلى الثقة وقائمة على أساس المصالح المشتركة. أضاف:"لبنان ملتزم بالمبادرة العربية للسلام التي أعلنت في القمة العربية في بيروت العام 2002، خصوصا في ما يتعلق بالتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيينِ، بما يكفل حقهم بالعودة طبقا للقرارات الدولية ذات الصلة. في هذه الأثناء، وحتى قيام حل عادل وشامل، يبقى المجتمع الدولي مسؤولا في ضرورة تأكيده للاجئين الفلسطينيين بأنهم لم يتركوا لوحدهم في محنتهم وأن مشاكلِ اللاجئين الفلسطينيين لها الأولوية الحقيقية. وختم الرئيس السنيورة بالقول: بمساعدتكم، سيكون بوسعنا أن نعيد إعمار مخيم نهر البارد والمناطق المجاورة، مما سيضمن احترام حقوق اللاجئين الفلسطينيين الإنسانية الأساسية حتى التوصل إلى حل عادل ودائم ويكون لهم حق غير قابل للتفاوض في العودة إلى وطنهم".

 

ابو الغيط يستغرب احداث الشمال ويتخوّف من تقويض اتفاق الدوحة

 المركزية - أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن "الاستغراب" ازاء مايجري شمالي لبنان من تقاتل وصفه بأنه "غير مبرر وغير مفهوم" لافتا الى أن هناك "تخوفات حقيقية" من أن تؤدي تلك المواجهات الى تقويض الجهد العربي لتسوية الأزمة السياسية في لبنان. وأوضح وزير الخارجية المصري في بيان صحافي أن عناصر "اتفاق الدوحة" الرئيسية التي تتمثل في تشكيل الحكومة وحفظ الأمن بمعرفة الدولة وأجهزتها الأمنية لم يتم تنفيذها بعد. وأشار الى "ما يبدو من محاولات عرقلة التوصل الى تركيبة حكومية متوازنة في توزيع السلطات والحقائب فضلا عن استمرار انتشار السلاح واستخدامه من قبل أطراف لايهمها تحقيق الاستقرار في لبنان". أعرب أبوالغيط عن أمله في أن يتم تمكين رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية" وفقا للصيغة المتفق عليها فور عودته من مؤتمر فيينا لاعمار مخيم نهر البارد حتى تتاح الفرصة لتلك الحكومة للعمل على مراعاة مصالح الشعب اللبناني واطلاق عملية الاعمار والتنمية الاقتصادية المطلوبة". على صعيد متصل ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن أبوالغيط كلف مساعده للشؤون العربية السفير محمد بدر الدين بالقاء كلمة بلاده أمام اجتماع فيينا الذي يعقد اليوم للبحث في اعادة اعمار مخيم نهر البارد. وذكر أن كلمة مصر في المؤتمر ستركز على البعد الأمني في تسوية الوضع اللبناني الذي مثل بعدا واضحا في الاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية عربية في الدوحة يوم 21 أيار الماضى وتضمن نصوصا واضحة حول ضرورة حصر السلام في يد الدولة اللبنانية وبسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية.

 

شخصيات سياسية واجتماعيــــــة وروحية في بكركي

صفير: كيف سيصطلح البلد وكل واحد يريد كل شيء لنفسه؟

المركزية - استنكر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الاحداث في الشمال. وسأل امام زواره كيف سيصطلح البلد وتنهض المؤسسات وكل واحد يريد كل شيء لنفسه. ولماذا مع شروق كل شمس تطالعنا مشكلة جديدة.  استقبل البطريرك صفير النائب هادي حبيش وشقيقه المحامي زياد ورئيس بلدية القبيات عبدو عبدو، والدكتور جوزف عبد الله في زيارة للتهنئة بتطويب ابونا يعقوب الحداد الكبوشي، وكانت مناسبة لعرض التطورات والاوضاع الامنية في الشمال.

معوض: التقى البطريرك صفير عضو قوى الرابع عشر من اذار ميشال معوض، واستبقاه الى مائدة الغداء. واعتبر معوض ان المشكلة ليست في الحكومة والمواقع السيادية، والوزارات الخدماتية. انما هي في الحقيقة عملية "توهيمية" لان قوى 8 اذار والمعارضة وحزب الله، اصبحوا اختصاصيين في شؤون الامن و العسكر حيث يعمدون الى الهاء الرأي العام بالوزارات السيادية وبصلاحيات رئيس الحكومة، وبغيرها من المواضيع.. وهي في الحقيقة لا تشكل حقيقة وعمق المشكلة والمخطط الذي يقوم به حزب الله في البلد. ورأى معوض ان ما يقوم به حزب الله هو استكمال الانقلاب على لبنان، وعلى المؤسسات الشرعية وعلى الطائف والدوحة وبالقوة.

ولفت الى ان محاولات تعطيل تشكيل الحكومة لا تزال مستمرة وهذا ضرب للشرعية وللمؤسسات. وهناك افتعال لمشكلات امنية متنقلة في الشمال والبقاع، مذكرا ان اشكالات طرابلس جرت بعد كلام صادر عن المعارضة بان هناك تسلحا في عاصمة الشمال وبعد الكلام الذي ادلى به الاستاذ نواف الموسوي باستكمال العمليات التأديبية في المناطق في حال نسيان ما جرى في بيروت.

وتابع معوض: من جهة ثالثة فالكلام على انه لن يكون هناك اي مسؤول امني لا يطمئن المقاومة، وهذا يعني بوضوح انه لن نكتفي فقط بالامساك بالورقة الامنية خارج الشرعية، بل سنضع ايضا يدنا على المفاصل الشرعية الامنية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى أي نريد جيشا مطواعا وكذلك قول أمينة مطواعة ونريد ان نبقى دولة ضد الدولة والجيش الفعلي في لبنان وكما مسك الجيش السوري خلال احتلاله لبنان ونتحكم بالنظام الديموقراطي للبنان ونحوله الى مشروع ولاية الفقيه.

اضاف: هناك محاولة بمنطق القوة ابعاد موضوع السلاح بعدما كان نص عربي بحصر السلطة الامنية بيد الدولة وافق عليها حزب الله بالشكل، ها هو حزب الله عاد ليقول لنا انه في البيان الوزاري لن نقبل الا ببيان مماثل لبيان الحكومة الماضية، متناسين بيان الدوحة وحرب تموز والقرار 1701 واعتباره الحديث عن تمرير مزارع شبعا ديبلوماسيا يشكل خطرا وتواطؤا على سلاح المقاومة. ما يؤكد ان مشروع حزب الله لم يعد لتحرير الارض بل اصبح موجها للداخل لوضع اليد على لبنان. ودعا معوض رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف الى تشكيل حكومة على اساس توازنات اتفاق الدوحة ووضع الجميع امام مسؤولياتها لتبيان الحقائق مَن يريد الدولة ومَن لا يريدها، وكل يوم تأخير في تشكيل الحكومة هذا ضرب للشرعية ولرئاسة الجمهورية عل حساب الدولية وولاية الفقيه.

ودعا رئيس المركز اللبناني للابحاث والانماء الدكتور نبيه شاهين بعد لقائه البطريرك صفير، الزعماء اللبنانيين الى ان يتمثلوا بالطوباويين الذين ضحوا بأنفسهم واستشهدوا في سبيل المجتمع والناس وليس العكس التضحية بالاوطان من اجل مصالحهم الشخصية وأنانيتهم وعقدهم. وقال: طالبنا من صاحب الغبطة بأن يكون له موقف حاسم وقوي جدا في القمة الروحية غدا والاصرار على جميع الرؤساء الروحيين بأن يفرضوا على رعاياهم ورعياتهم نبذ كل هذا الجو المتشنج والتخلي عن الشروط والشروط المضادة واعطاء العهد الجديد الفرصة المشروعة له واعطاء فخامة الرئيس الدور الذي وثقنا به جميعا، دور المتجرد، الحيادي، المستقل، المنصف للجميع، لندفع بهذا العهد والوطن الى صفحة جديدة من الازدهار والسلام والوئام ولنحاسب بعد 6 اشهر او سنة ما شابه، اذ لا يجوز ان تستمر الامور هكذا.

كما التقى البطريرك الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت الذي اطلعه على التحضيرات الجارية لاقامة احتفال الشكر الذي سيقام في مركز الامانة العامة في 20 تموز المقبل، وذلك احتفاء بالذين ساهموا لجعل مركز الامانة العامة الجديد بيتا للجميع وصرحا عامرا للتربية والثقافة.

ومن الزوار ايضا الدكتور رياض سلامة، ثم الامين العام للمجلس الاسلامي - العربي محمد علي الحسيني ورئيس جمعية ذو القربى الشيخ راشد بدير.

 

الشاطر حسن

عماد موسى

نةقع لبنان الآن/كنت أعتقدُ أن النائب الشاب حسن فضل الله يمتلك حسًّا نقديًا ويستطيع التمييز بين ما هو قرار حكومي (ولو كان خاطئًا) وما هو رد فعل ميليشيوي. ويملك الجرأة الأدبية كي يوصّف أحداث أيار كما هي لا أن يدخل في افتراضات خيالية مكرورة، كأن يتصوّر أن أحد قراري الحكومة (موضوع الشبكة السلكية) إنما كان  يستهدف المقاومة من رأس هرمها، أي من شخص أمينها العام إلى كل المقاوميين، وجلب المتهمين  إلى القضاء.

إن سلّمنا جدلاً بهذا المنطق "الخنفشاري" فمن هي الأداة التنفيذية لتطبيق مثل هذا القرار الذي يستهدف سلاح إشارة  دولة المقاومة؟ الجواب هو الضابطة العدلية أو مخابرات الجيش اللبناني وليس مكاتب "تيار المستقبل" التربوية والإنمائية والإعلامية أو فروع "الحزب التقدمي الإشتراكي" في عاليه أو  حتى "التيار  السلفي".

في حوار على "الجديد" لم يأت "الشاطر حسن" بجديد مكتفيًا بترداد "الرواية" التي صاغها المعاون السياسي للأمين العام حسين خليل لانقلاب الحزب، المستمر بطريقة ما، إنما كرر بعنجهية المُنتصر أنّ الحزب يريد اعتذارًا ممن طلب الإعتذار من أهل بيروت. إعتذار على الإساءة التي ألحقها فريق السلطة بالمقاومة، وطعنها بالظهر وعدم صرف المساعدات، عبر دولة "حزب الله"، لمتضرري حرب تموز. إعتذار عن الأفعال والأقوال والنيات. على قادة الأكثرية أن يقفوا بالصف، "القصير قدام والطويل ورا"، "وهيت يقبل الشاطر حسن الإعتذار وهيت ما يقبل".

لا يستدعي جرّ لبنان إلى مغامرة عسكرية "وانتصار" كلّف 1500 شهيد جلّهم من المدنيين والتسبب بتدمير قاس للإقتصاد والجسور والأحياء من أجل إطلاق ثلاثة أسرى. أي مساءلة أو أي اعتذار عن الإزعاج. يُسأل من سأل عن "العملية البطولية" السيئة في الزمان والمكان.

لم نسمع من "الشاطر حسن" نقداً موضوعياً للنتائج التي حققها إعتصام شلّ وسط بيروت أكثر من 500 يوم. الهدف المعلن للمخيم الأمني كان إسقاط حكومة الرئيس السنيورة فلم تسقط لا بالإعتصام ولا بالإغتيال... فهل اعتذر "الشاطر" من جمهوره أولاً على سؤء تقدير صلابة الرئيس السنيورة في ظلّ الحركة التعبوية والضغط الشارعي؟ فمن هزم المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، وقوّض آلة الحرب الصهيونية وهزّ الحكم في إسرائيل كيف يعجز عن إزاحة رجل؟ 

يقلب "الشاطر حسن" ومنظّرو الحزب القاعدة القائلة بأنّ "لبنان هو الهدف والمقاومة وسيلة"، فالمقاومة بعرفهم وقناعتهم هي نهج ومدرسة وعقيدة حياة على وزارة التربية إدراجها في المناهج، ويُضاف إليها حصص التدريب العسكري الذي كان معتمدًا في الثانويات ومن المهم ترك المهمة لـ"مجاهدي" الحزب لتلقين طلاّب كسروان والجبل والشمال أصول حرب العصابات وكم سيكون الأمر مدعاة فخر إن تمكّن الحزب من إعداد جيل من الإنتحاريين في قضاء المتن الشمالي.

لا يربح "الشاطر حسن" جميلة للعمل الديبلوماسي ولعلاقات لبنان الدولية إن توصّلت إلى تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من دون ضربة كفّ. ولا يعطي أهمية لأي جهد سياسي قام به أي فرد فريق الأكثرية من أجل "التحرير". فـ"الشاطر حسن" أسير فكرة ثابتة وهي أنه لولا حزبه الديني  لما نعِم لبناني بذرة أمن ولا ذرة سيادة ولا ذرّة كرامة وطنية ولا ذرة أمل في المستقبل. ولولا سعة صدر "الشاطر حسن" لاعتزلتُ الكتابة السياسية وانصرفتُ إلى تربية دود القز.

 

أضعف الايمان - لغة «حزب الله»

داود الشريان - الحياة - 23/06/08//

من الصعب قبول اعتذار «حزب الله» عن شتائم الوزير السابق وئام وهاب الذي ظهر على قناة «المنار» وتهجم على السعودية، بالقول إن وهاب «يتحدث باسمه الشخصي ولا يعبّر عن موقف الحزب»، فوهاب ليس له سوى هذه الوظيفة على القنوات الفضائية وأولها «المنار»، فضلاً عن أن قناة «المنار» محطة رسمية، تعبر عن سياسة الحزب، وعلى فرضية أن تصديق هذا الاعتذار الذي أصبح جزءاً من حالة التكاذب المسكوت عنه في وسائل الإعلام العربية، كيف يمكن الاعتذار عن الهجوم الذي شنه مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي على السعودية من دون أن يسميها؟

إن لغة الشتائم التي لا تليق بالسياسيين والإعلاميين، فضلاً عن من يدعي «الجهاد» و «المقاومة». ليست هذه هي المشكلة، فنحن في العالم العربي لا نجيد من لغة الاختلاف إلا الشتائم، وتاريخنا السياسي والإعلامي يشهد لنا ببلاغة لا نحسد عليها في التفنن بلغة الإسفاف والردح، لكن المشكلة مع «حزب الله» أنه تنازل عن وقاره وترفعه عن الخوض في المهاترات، في شكل أسرع مما كنا نتصور، فاستبدال التهديد والتخوين باللغة السياسية وتقاليد الاختلاف السياسي والحوار، والأهم أن هذه اللغة دليل على أن الحزب بات يعاني من غياب أو ضبابية في رؤية مستقبله في لبنان، فتبدل الأوضاع الإقليمية على هذا النحو المتسارع والغامض، وتغيير دمشق لأساليبها التقليدية في التعامل مع الأزمة اللبنانية والمشكلة الفلسطينية، وتخليها عن حزمة التبريرات التي سهلت لـ «حزب الله» بناء ترسانته العسكرية، دفعت الحزب إلى اللجوء للعنف اللفظي الذي ينم عن حيرة وقلق وغياب الرؤية السياسية في التعامل مع الوضع الجديد، وإن شئت الدور الجديد.

إن إعلان «حزب الله» أن اتفاق الدوحة «اتفاق الحد الأدنى بالنسبة إلينا»، و «أننا لن نسمح ببناء جسم أمني أو عسكري في لبنان»، إشارات لا تحتاج إلى دليل على أنه يتصرف بطريقة تشير إلى أن لديه تفسيره الخاص لاتفاق الدوحة. فهو اعتبر الاتفاق انتصاراً بالمعنى العسكري، وتفويضاً للاستمرار في التمسك بمنطق القوة والهيمنة، وهذا الفهم لا يتفق مع التوجهات السورية الجديدة، ولأنه كذلك، فإن تصرفات «حزب الله» الراهنة تؤكد أن لبنان مقبل على وضع لا مجال فيه للحلول السياسية، فالحزب «المقاوم» بدأ يدق طبول الحرب من جديد، ولكن في الداخل هذه المرة

 

طائفية" الإعلام اللبناني

جميل الذيابي-الحياة    

لبنان بكل الألوان هكذا يُقال. لبنان مُثخن بالطائفية والمذهبية والنرجسية. لبنان «مُعقّد» ويزداد تعقيداً بعد أن أصبحت لكل طائفة وسيلة إعلامية وناطق إعلامي لكل حزب. سألت الزميل مطر الأحمدي (رئيس تحرير مجلة «لها»)، الذي لم يبرح لبنان في محنه وحروبه وأزماته، بحكم عمله وقناعاته الإنسانية، كيف تقرأ الوضع الراهن في لبنان بعد «صلح الدوحة»؟ فجاء رده متشائماً: «لبنان، أصبح لكل طائفة صحيفة وقناة تلفزيونية، تجيد فن التعبئة وإملاء سياسات الحزب والطائفة من دون الاكتراث لمتطلبات وحدة الدولة». ويستطرد الزميل الأحمدي صاحب المبادئ «الحميدة»: «إن بعض الصحف والقنوات اللبنانية تثير الفرقة، وتجيد تهييج الشارع وتؤثر في عقلية الطائفة وتلهب المذهبية». وبحسب التقارير الأولية فلا يبدو أن الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية يلوح في الأفق القريب، إذ لا يقتلع «مطب» إلا وزرع غيره مئة مطب، فقد مضى قرابة شهر على توقيع الأطراف اللبنانية على «صلح الدوحة»، ونحو ثلاثة أسابيع على تكليف فؤاد السنيورة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، والعقبات ما زالت تتوالد، لتؤخّر الحكومة «المنتظرة».

يبذل السنيورة جهوداً كبيرة وعجلة المشاورات لم تتوقّف، إلا أن الطرقات تزدحم بالمتفرغين القادرين على اختلاق الأزمات، ولا تدعو النتائج للتفاؤل وانفراج الأزمة. لماذا تحاول بعض الأطراف المبالغة في مطالبها لإطالة أمد أزمة التأليف؟ إلى متى سيستمر لبنان من دون حكومة وحدة وطنية؟ هل هذا البلد بحاجة دائمة إلى تدخل خارجي للمساعدة، إما لانتخاب رئيس جمهورية أو تشكيل حكومة؟ هل الإعلام اللبناني حر؟ أم أنه موجّه وفق الأنظمة الطائفية؟ كلها أسئلة مشروعة لكل لبناني وطني ومن بعده كل عربي.

اعتقد أنه لا يمكن الانتهاء من حال التوتر الداخلي حتى بعد تأليف حكومة جديدة إلا بالقضاء على التجاذبات السياسية، وقمع الحركات المتمردة، وتوجيه الإعلام نحو توحيد الرأي والمصلحة العامة، لا دعم الطائفية والمذهبية. أعلم أن اللبنانيين يخشون قدرات «حزب الله» أكثر من أي وقت مضى، وسيبقى شوكة في خاصرة أية حكومة لبنانية، سواء المراد تأليفها حالياً، أم من ستأتي بعدها. «حزب الله» لم يعد «موثوقاً» بعد أن رفع فوهة البندقية للداخل مثلما صوّبها للخارج، فهو ما زال يهدد ويتوعّد كل من يختلف معه، ليثبت أنه قادر على اجتياح بيروت مرة أخرى، وفرض مطالبه بالقوة لا وفق الديموقراطية اللبنانية المزعومة.

اعتقد أن كل الحلول الآنية بمثابة «هدنة» وقتية، لذا ينبغي على الشعب اللبناني عدم الانجراف وراء مطالب أصحاب المزاجات «المتلونة» ونيات أهل المطالب الشخصية. كما لا ينبغي السكوت على ممارسات «حزب الله»، بحجة حماية المقاومة، بعد أن اجتاح بيروت، ومارس قتل أبناء جلدته، وأغلق مؤسساتهم، وأحرق منازلهم، وهجّر أبناءهم. التوقعات تشير إلى أن ما مرّت به «أزمة» اختيار رئيس الجمهورية، سيصيب تشكيل الحكومة، ويشلّ عمل الدولة، بل هناك تحذيرات تذهب إلى أنه إذا مرّ شهران ولم تؤلف الحكومة، فسيكون لبنان أمام حكومة موقّتة لا حكومة وطنية.

يتوجب على الزعامات السياسية رمي أوراق الاختلافات خلف الظهور من أجل مصلحة شعب وبلد، وإطلاق مرحلة تعاون حقيقي لـ «حلحلة» الأزمات وإبعاد التوترات الإقليمية والاشتباكات الداخلية. الإعلام اللبناني «مُلطّخ» بالشبهات، بعد أن أصبحت مؤسساته مُوزّعة على الطوائف، فمثل هذا الإعلام لا يمكن أن يوحّد الرأي العام أو يصوّب الخطأ. إعلام الطوائف اليوم جزء من المشكلة اللبنانية، وهو ما يتوجب نقله من مرحلة «التسييس» إلى أفق المصلحة الوطنية، للجم حدة الاحتقان السياسي والمذهبي الناجم عن سجالات القوى السياسية، التي تستغل مواقعها الطائفية لتهييج قواعدها الشعبية. اعتقد أن السماء اللبنانية لن تكون أكثر صفاء إلا عندما يتوقف إعلام الطوائف وتغلق «بندقية» الكلام.

 

نائب من «القوات»: سنضطر للمواجهة اذا حاولوا الدخول الى منازلنا

بيروت - الحياة

قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا: «إننا نعيش فترة انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، ونطلع على افكار جديدة من الغير من الخارج لحلحلة الازمة اللبنانية، وطرح فكرة وضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية، ونحن لنا أولوية واحدة اسمها لبنان أولاً، ولنا مشروع واحد اسمه بناء الدولة ومؤسساتها». وأضاف زهرا: «الشراكة هم حولوها إلى شراكة شركة مصلحية، والتوازن يرونه في مكاسبهم الشخصية فقط، وعادوا إلى سياسة رفع الاصبع والتحذير ويقولون لنا إن سلاحنا ليس للتحرير، سلاحنا ليس لاسترداد الأسرى، سلاحنا لإخضاعكم، وأحدهم قال ان وضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية هو احتلال مغلف». ورأى «أن المواجهة لم تنته وهي مستمرة بين مشروع الدولة والوطن الذي فيه دولة سيدة وحرة، مستقلة، آمنة، منفتحة ومتنوعة، وبين مشروع دولة ولاية الفقيه». وأضاف زهرا: «دفعنا ثمن حريتنا غالياً، وقدرنا ان نعيش على حدود الخطر، الذي هو لنا بمثابة الملعب لنتوجه الى ثقافة الحياة والمستقبل، ليس نحن من يوجه الينا التحقيقات والتهديد، والشعب المسيحي لا يخاف ويخطئون في العنوان، ونريد مواجهتهم بالكلمة والموقف والحق والسياسة، لكن سنضطر الى مواجهتهم عندما يحاولون الدخول الى بيوتنا». استنكر النائب عزام دندشي «الكلام التهديدي الخطير الذي ورد على لسان مسؤولي حزب الله». وقال ان «المفردات والمعاني التي تحمل الكثير من التطاول على الرموز والقيادات والدول الشقيقة تدل بوضوح الى نية مبيتة وخطط معدّة لاعادة افتعال اعتداءات وغزوات على المواطنين الآمنين لعرقلة ولادة العهد الجديد ومحاولة الحصول على مطالب سياسية لا ينالونها الا بالدماء والدمار». وأكد دندشي «أن اصرارهم على التدخل السافر في تعيين أي موظف أمني وإجراء فحص «وطنية» يثبت فيه مسبقاً دعمه لمشروع ولاية الفقيه وإلا اعتباره خائناً ومتآمراً على «المقاومة» هو خطير ومرفوض، وهو يرمي الى جعل البشر والحجر تحت سلطتهم تمهيداً لاعلان دولتهم الخارجية عن الصيغة والطائف والعيش المشترك، والرابح الاكبر سيكون العدو الاسرائيلي عبر تفتيت البلد وإدخاله في الفتن». وأضاف: «لهؤلاء نقول: لا نريد منكم اعتذاراً لبيروت واللبنانيين بل انتماء، فما فائدة تحرير أراضٍ مع حرق الوطن وخسارته بأكمله؟ وما فائدة تحرير أسرى مع ترويع الشقيق وتهجير الجار وشتم الصديق

 

القمة الروحية اللبنانية في بعبدا غداً: تأكيد احترام الاختلاف ورفض استخدام السلاح...

اشتباكات طرابلس تطغى على تطويب الأب الكبوشي: 4 قتلى ونحو 30 جريحاً واجتماعات متواصلة لوقف القتال

بيروت - محمد شقير -الحياة- 23/06/08//

انقضى اليوم الأول من "إجازة" الثلاثة أيام التي حددها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة فؤاد السنيورة للمشاورات الجارية بحثاً عن مخرج للعقبات التي ما زالت تؤخر ولادة حكومة الوحدة، على أحداث دموية في عاصمة الشمال، طرابلس، نتيجة تجدد الاشتباكات على محاور أحياء القبة، باب التبانة، جبل محسن، ما أدى الى سقوط 4 قتلى بينهم عنصر في قوى الأمن الداخلي وجرح أكثر من 25 شخصاً. ونشطت الاتصالات واللقاءات برعاية مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار لإعادة الهدوء الى هذه الأحياء، فيما غادر السنيورة بعد ظهر أمس الى فيينا لتمثيل لبنان في المؤتمر الذي يعقد اليوم للدول المانحة لإعادة إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان.

وكادت الاشتباكات التي تجددت فجر امس في عدد من أحياء طرابلس واستخدمت فيها المدافع وقذائف الـ "آر بي جي" والرشاشات، تطغى على الحدث الاستثنائي الذي شهده لبنان، وللمرة الأولى خارج الفاتيكان، وتمثل في إعلان الأب يعقوب الحداد الكبوشي (1875- 1959) طوباوياً جديداً في احتفال ضخم في ساحة الشهداء في وسط بيروت في حضور الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال موسى الأول وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وممثل البابا بنديكتوس السادس عشر رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال خوسيه ساريفا مارتنس. كما حضر الاحتفال الذي أُقيم في الهواء الطلق مئات الألوف من اللبنانيين الذين وفدوا من بيروت وسائر المناطق المسيحية في الجبل والجنوب والبقاع والشمال، إضافة الى عدد من الرؤساء السابقين وعشرات الوزراء والنواب الحاليين والسابقين.

وكان السنيورة أعلن تعليق المشاورات لثلاثة ايام لفسح المجال امام الاحتفال بتطويب "أبونا يعقوب حداد الكبوشي" واضطراره للسفر الى فيينا لحضور اجتماع الدول المانحة لإعادة إعمار مخيم البارد إضافة الى استضافة الرئيس سليمان القمة المسيحية - الإسلامية غداً في القصر الجمهوري في بعبدا ويشارك فيها جميع رؤساء الطوائف، على ان تتوج بغداء يقيمه رئيس الجمهورية على شرف القادة الروحيين في حضور بري والسنيورة. لكن هناك من يعتقد بأن الرؤساء الثلاثة والمعنيين بتأليف الحكومة في الأكثرية والمعارضة في حاجة الى "فرصة" تتيح لهم تقويم ما آلت إليه المشاورات في ضوء مواقف الأطراف من المشاريع المطروحة للتركيبة الوزارية وبالتالي التفكير في البدائل في حال بقيت العقبات على حالها ولم تنجح الاتصالات في تذليلها.

وإذا كان سليمان والسنيورة متضامنين في الموقف ومنسجمين في تحديدهما العناوين الرئيسة للمرحلة المقبلة والانعكاسات السلبية المترتبة على تأخر ولادة الحكومة، فإنهما متفاهمان ايضاً على الدور الذي يقوم به بري في اتجاه قوى أساسية في المعارضة للتوافق معها على المخرج الذي يمنع تمديد أزمة التأليف.

إلا ان الأحداث الدموية التي ضربت فجر امس، عدداً من أحياء طرابلس وخصوصاً ما هو معروف منها بالمحاور التقليدية التي تندلع فيها الاشتباكات بين السنّة في باب التبانة والقبة والعلويين في جبل محسن، فاجأت الوسط السياسي وأربكت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي، باعتبار ان هذه المناطق كانت تشكل على الدوام نقاط التوتر التي تندلع فيها الاشتباكات وتتمدد باتجاه احياء جديدة في طرابلس.

وقالت مصادر أمنية رفيعة لـ "الحياة" ان بوادر التوتر بدأت تهدد هذه المناطق منذ ثلاثة ايام عندما ألقي عدد من القنابل اليدوية من بعل محسن على باب التبانة، لكن الاتصالات ادت الى تهدئة الوضع ونجحت في استيعاب ردود الفعل من خلال الضغط على اهالي باب التبانة ومنعهم من الرد.

وأكدت المصادر نفسها ان رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري تدخل ضاغطاً على اهالي باب التبانة داعياً إياهم الى ضبط النفس وعدم الرد، مشيرة ايضاً الى دور قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي ومسؤولين في طرابلس، إضافة الى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.

لكن الاشتباكات اندلعت نحو الرابعة صباح امس، عندما تعرضت محلتا باب التبانة والقبة الى إطلاق نار غزير أعقبه - كما تقول المصادر الأمنية - إطلاق رشقات من رصاص القنص. وتابعت ان الوضع بقي عند هذه الحدود حتى السادسة، عندما انهمرت قذائف المدفعية والـ "آر بي جي" على باب التبانة والقبة ما اضطر الأهالي الى الرد خصوصاً بعد تعرض الشوارع في هاتين المنطقتين الى رصاص قنص كثيف مصدره مرتفعات جبل محسن.

ومع اشتداد الاشتباكات تدخل المفتي الشعار ومسؤول مخابرات الجيش في الشمال العميد توفيق يونس ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وعدد من نواب طرابلس ومسؤول تيار "المستقبل" في الشمال عبدالغني كبارة وعبدالله بابتي من "الجماعة الإسلامية" في محاولة للجم التدهور وإعادة الهدوء الى هذه المحاور الثلاثة.

لكن الوضع الميداني ظل يتأرجح بين التهدئة واستمرار الخروق لوقف إطلاق النار التي توسعت مساء، ما دفع المفتي الشعار الى الدعوة لعقد اجتماع موسع في منزله في حضور العميد يونس انتهى الى التشديد على ضبط النفس والتجاوب مع مساعي التهدئة وعدم الانجرار الى تهديد الاستقرار العام وعلى أن يتولى الجيش الحفاظ على الأمن والتدخل لوقف الاشتباكات وإزالة جميع المظاهر المسلحة.

وإذ نفى عدد من الذين شاركوا في الاجتماع ان يكون تيار "المستقبل" طرفاً في القتال في مواجهة محازبي "الحزب العربي الديموقراطي" بقيادة رفعت علي عيد في جبل محسن، أكدوا في المقابل ان الأهالي اضطروا للرد دفاعاً عن النفس كاشفين ان مجموعات من السلفيين شاركت في الرد وأنهم كانوا من بين المدعوين لحضور الاجتماع. وأعرب هؤلاء عن مخاوفهم من ان تتحول المنطقة الفاصلة بين القبة وباب التبانة من جهة وجبل محسن من جهة ثانية، الى خط تماس، كما كان يحصل في فترات الحروب اللبنانية، وسألوا عن اسباب لجوء بعض قيادات المعارضة الى التحريض عندما تحدثت اخيراً عن استقدام السلاح الى طرابلس لمصلحة الأكثرية وعلى رأسها تيار "المستقبل"، وأكدوا ان معظم القيادات في طرابلس وفي مقدمها المفتي الشعار كانت طوال أمس على تواصل مع النائب الحريري الذي بارك خطوة الأول دعوة جميع الأطراف، بمن فيهم ممثلون عن جبل محسن، الى اجتماع عقد مساء أمس في منزله في حضور العميد يونس وعدد من ضباط قوى الأمن. مشدداً ايضاً على ضرورة تفويت الفرصة على محاولات الإيقاع بين أبناء المدينة الواحدة لأسباب أصبحت معروفة.

وعلمت "الحياة" ان ممثلي عائلات باب التبانة غابوا عن الاجتماع بعدما أبلغوا الشعار انهم مع التهدئة لكنهم طلبوا تعهداً بوقف الاعتداء على مناطقهم وإيجاد حل جذري للمشكلة متهمين سورية بالوقوف وراء الاشتباكات من خلال الحزب "العربي الديموقراطي". كما أكدوا استعدادهم لـ "الجهاد دفاعاً عن أهل السنّة".

وأكد المجتمعون ضرورة التهدئة والتصدي لمحاولات إحداث الفتنة في طرابلس وأن القيادات الطرابلسية اتفقت على عقد اجتماع آخر برعاية الشعار مع ممثلين عن عائلات باب التبانة والقبة لوضعهم في صورة ما اتفق عليه من خطوات لتعزيز التهدئة ووضع حد للاشتباكات ودعم دور الجيش لحفظ الأمن.

ونقلت مصادر المجتمعين ان الاجتماع مع العائلات سيكون تمهيداً لاجتماع موسع آخر تُدعى إليه فاعليات جبل محسن بغية التوصل الى الإعلان عن ميثاق شرف يمنع القتال يعقبه تبادل اللقاءات بين عائلات القبة وباب التبانة من جهة وعائلات جبل محسن تكريساً للمصالحة التي يؤمل بأن تقضي على التوتر وتزيل خطوط التماس نهائياً من الأحياء. وفي عين الحلوة، شرق مدينة صيدا، أُصيب أحد قياديي "جند الشام" عماد ياسين بجروح في صدره ورجليه بانفجار اصبع ديناميت لدى مروره مع علي مصطفى في حي الطوارئ داخل المخيم، ما ادى الى توتر الوضع.

وبالنسبة الى القمة الروحية التي يستضيفها سليمان غداً في بعبدا، قالت مصادر مواكبة للتحضيرات الجارية لعقدها ان رئيس الجمهورية لن يشارك فيها، وأنه سيلقي في مستهلها كلمة يرحب فيها بالقادة الروحيين. وأكدت المصادر لـ "الحياة" ان مجرد عقد القمة في بعبدا يعني ان لدى القادة الروحيين التوجه لتأكيد دعمهم للعهد الجديد منذ انطلاقته الأولى، مشيرة ايضاً الى ان البيان المشترك الذي سيصدر عنهم سيكون بمثابة رسالة وفاقية باتجاه الداخل وأخرى للخارج وفيها الإصرار على العيش المشترك بين اللبنانيين والتأسيس للحوار الوطني الذي سيرعاه رئيس الجمهورية والذي تقرر في مؤتمر الدوحة. كما سيركز القادة الروحيون في بيانهم الختامي على الثوابت الوطنية سواء بالنسبة الى التنوع في الداخل اللبناني او التمسك بصيغة العيش المشترك واحترام الرأي الآخر، واعتبار الاختلاف امراً طبيعياً، وعدم جواز اللجوء الى السلاح لحسم الخلاف بين اللبنانيين، واعتماد الحوار والانفتاح ودعم كل الجهود الآيلة الى استعادة دور المؤسسات في الدولة

 

هل صار اللبنانيون أهل ذمة دولة "حزب ولاية الفقيه"؟ 

علي حمادة

1- اعتبر امس احد "الرؤوس الحامية" في "حزب ولاية الفقيه" ان احدا في لبنان "لن يتمكن من بناء قدرات امنية وعسكرية في لبنان ليضعها في مواجهة المقاومة". واضاف كاشفا بشكل غير مباشر جانبا من خلفيات غزوة بيروت: "لقد تصرفنا من قبل على اساس استباقي ووقائي، ونتحدث منذ الآن دون ان نخدع احدا، وبكل صراحة، فإننا لن نسمح ببناء جسم امني او عسكري في لبنان سيطعننا في الظهر". طبعا جاء الحديث الموجه، في جانب منه الى بيئة الحزب لاستنفار عصبيتها، وفي جانب آخر كان رسالة الى الغالبية العظمى من اللبنانيين مفادها ان لبنان وبشكل عام، دخل عصر "حزب ولاية الفقيه" سياسيا عبر تأكيد وضع فيتو على اي اسم "مشبوه"، اي غير تابع للحزب في الحكم والوظيفة العامة (تذكروا ازمة الياس المر)، وعسكريا عبر الاشارة الى ان الحزب سيقاتل في شوارع لبنان وازقته، اي محاولة لحماية المدنيين والآمنين من سطوة مسلحيه اكان ذلك في بيروت المحتلة ام في الجبل المهدد ومعه البقاع المُشرف على اهتزاز خطر، او في الشمال المضطرب جراء ما اصاب بيروت. واهم ما في كلام "الرأس الحامي" في الحزب المشار اليه اعترافه بالعمل العسكري الاستباقي ضد اللبنانيين في ما يعزز تماما القراءة القائلة بأن "حزب ولاية الفقيه" نفذ عملا عسكريا انقلابيا موصوفا، فيما كان امينه العام يؤكد ان اهالي بيروت من البيئة التابعة للحزب دافعوا عن انفسهم ضد اعتداءات ميليشيا بيروتية مسلحة طالتهم. كم كان حبل هذه الرواية قصيرا!

2- يأتي كلام آخر لنائب في كتلة "الوفاء للمقاومة" خلال احتفال تأبيني (لاحِظوا كم هو مُعَبِّر ان كل المواقف السياسية تُطلق في مناسبات الموت!)، يدعو فيه في شكل او آخر ضحايا سلاح "حزب ولاية الفقيه" الى تقديم الاعتذار واعلان فعل الندامة، واكثر من ذلك يعتبر الغالبية اللبنانية من دون تسمية، ولكن بوضوح "شريكا في دمنا وفي التهجير (...)". مع من؟ مع اسرائيل بالطبع! وبالطبع، لهذا الكلام الرائج جدا في بيئة "حزب ولاية الفقيه" مفاعيل اقلها ان تلك البيئة تعتبر نفسها حكما في حرب وجودية مفتوحة مع بقية مكونات المجتمع اللبناني المتهمة بالـتآمر على ابن الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، مما يفيد ان العلاقات اللبنانية - اللبنانية ستذهب في اتجاه صراع مؤكد مبني على التحريض الذي يقابله اليوم تحريض عند الضفة المقابلة. ولن تنفع معه كل اتفاقات الدنيا في منع الانزلاق نحو الصراع. والسبب البسيط ان لبنان، بكل وضوح وصراحة، واقع اليوم تحت احتلال فعلي لحزب فئوي لم يعد يُخفي نمطا من العمل على تطويع الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية اللبنانية وفق اجندته البعيدة المدى التي نؤمن بأنها تهدف في محطتها الاخيرة الى ابتلاع بلاد الارز، بدءا بكسر ارادة الحرية والسيادة والاستقلال، وقتل نمط العيش بخصوصياته، ونسف اسس الكيان، انتهاء بتذويب مختلف البيئات اللبنانية الشديدة الحساسية.

3- في الاساس لم نكن نعتقد ان انتخاب الرئيس ميشال سليمان وحده سيوقف هذه الماكينة الجهنمية في انطلاقتها. وما توهمنا لحظة ان المشروع سيتراجع افساحا في انطلاقة قوية للعهد الجديد. وجل ما في الامر ان مشروع "حزب ولاية الفقيه" في لبنان المناقض لأسس الكيان والنظام سرعان ما اصطدم بالرئيس الجديد على الرغم من ليونة الاخير في جميع المحطات التي سبقت انتخابه (لا سيما في مرحلة غزوة بيروت والتحرش بالجبل). وعرقلة تشكيل حكومة العهد الاولى لا تترك مجالا للشك في مدى استنفار الماكينة السياسية للحزب بهدف كسر الرئيس، وتطويعه تمهيدا لتحويله حالة بروتوكولية صرفة، فيما الحكم على الارض بالقوة والسلاح يفرض اجندة الحكومة، اي حكومة مقبلة.

4- مما سبق نستخلص نقطتين: الاولى ان لبنان في طور الدخول عنوة عصر "حزب ولاية الفقيه"، الامر الذي ينبئ بمزيد من الاعمال العسكرية لكسر كل ارادة لبنانية استقلالية. والثانية ان اللبناني لم يعد آمنا في حياته، ولا في حرياته، ولا في استقلاله، ولا في نمط حياته، وهو مدعو تاليا الى التفكير عميقا في خياراته الحالية والمستقبلية على القاعدة التي تفرضها المسوؤلية الفردية والجماعية والتاريخية، في ضوء أعظم تحدّ وجودي يواجهه لبنان منذ ولدت الفكرة اللبنانية قبل خمسة قرون. ومشروع "حزب ولاية الفقيه" قطعا لن يكون قدرا محتوما متى استجمع الاستقلاليون اللبنانيون انفسهم وقرارهم بالدفاع عن لبنان الكيان والنظام والحرية والتعددية في وجه نظام الذمة الجديد الذي يتهدد كل الفئات اللبنانية، مسيحية كانت ام اسلامية.

 

أقوياء يساورهم القلق

غسان شربل - الحياة

تنزل من الطائرة في الشرق الأوسط فتستقبلك رائحة التوتر. رائحة خوف عميق. لم تعد الحدود الدولية المصدر الأول للأخطار. انتزعت خطوط التماس الداخلية موقع الصدارة. دول متوترة كأنها موعودة بعاصفة تقترب. غيوم داكنة تتجمع في سماء الاقليم. مقدمات مواجهات عابرة للحدود في غياب كامل لصمامات الأمان.  

رائحة خوف. دول صغيرة تخشى من شهيات جيرانها. دول أكبر تخشى من دول أكبر منها. حكومات يأكلها القلق من ارتفاع الأسعار وإجراءات رفع الدعم. شعوب خائفة بعدما أصيبت بجروح عميقة في وحدتها. اكتشف الشعب أنه ليس شعباً موحداً كما يقول النشيد الوطني. اكتشف أنه مجموعة جزر كمنت طويلاً وتنتظر فرصة مواتية للانخراط في عملية الفتك والانتصار والانتحار. رائحة تفكك عميق وطويل. دول قلقة لأنها ليست من لون واحد. مدن مرتبكة بافتقارها الى اللون الواحد. القلق نفسه يضرب أي مبنى لا تتطابق ملامح سكانه.

كثيراً ما أتهم نفسي بالمبالغة. أشعر ان المعايشة الطويلة للأخبار تدربك على التشاؤم. ثم ان الخبر الطيب ليس خبراً. وهذا النوع من الأخبار نادر أصلاً في عالمنا العربي. يغلبك التشاؤم وتتمنى ان تكون مخطئاً. لا أقصد القول إن الشرق الأوسط يعجّ بالضعفاء. هذا غير صحيح وغير دقيق. لكنك في الشرق الأوسط تشعر ان الأقوياء أيضاً يساورهم القلق. وان محاولتهم تبديده تضاعف قلق الآخرين وقلقهم أيضاً. يمكن القول إن إيران قوية. نظامها غير مهدّد. يمكنها تبديل رئيسها من دون ان تخشى الانهيار. تطوي صفحة رئيس يشهر ابتسامته وتجيئ بآخر يشهر قبضته ولا يتغيّر شيء. تزداد قوة وتزداد قلقاً.

إيران قوية. ارتفاع أسعار الطاقة وفّر تغطية ذهبية لترسانتها وسياستها. ضاعف قدرتها على مواصلة هجومها الشامل في المنطقة. مكّنها من تسجيل اختراقات مستفيدةً من ارتباكات الطرف الآخر. لكن إيران القوية هي إيران القلقة أيضاً.

إيران قوية. يوزع محمود أحمدي نجاد تصريحاته النارية. يذكّر «الشيطان الأكبر» بالثمن الباهظ لأي مغامرة يمكن ان يقدم عليها. يذكّر «الورم الخبيث» بأن موعد اقتلاعه من الخريطة حتمي وإن تأخر. لكن إيران القوية مصابة بالقلق أيضاً. تلعب على حافة الحرب. على حافة الهاوية. الآلة العسكرية الأميركية قادرة على إعادتها عقوداً الى الوراء. إذا توافرت شروط اتخاذ القرار. دورها الاقليمي الجديد يحتاج الى اعتراف خصومها به. من دون هذا الاعتراف تبقى مكاسبها مهددة وتحت الرقابة وموضع تساؤل. «حزب الله» اللبناني قوي. لا تستطيع قوة داخلية نزع سلاحه. لم تتطوّع قوة خارجية للقيام بمثل هذا الدور الباهظ. شعبيته في طائفته كاسحة. ترسانته غير مسبوقة في تاريخ لبنان. هالته في معسكره كاملة. هذا القوي يساوره القلق أيضاً. القرار 1701 خطف جبهة الجنوب من يده. عودة مزارع شبعا ستطرح أسئلة حول مبررات بقاء ترسانته. الرياح المذهبية نالت من رصيده في الاقليم. هذا القوي يساوره القلق. أي محاولة لبناء الدولة اللبنانية ستنال من «دولته». لا خيار غير رقصة تعايش طويلة وصعبة ومقلقة. سورية قوية. نظامها ليس مهدداً. تحالفها مع إيران عميق. علاقتها مع تركيا متينة. حساباتها العراقية كانت دقيقة. احتفظت بأوراق واسترجعت أوراقاً. لكنها قوية وقلقة. كشف المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل، عبر القناة التركية، يندرج في باب الطمأنة والسعي الى خفض القلق. تحتاج الى تطبيع علاقاتها بأميركا والغرب لدرء أخطار الملفات العالقة. يمكن قول الشيء نفسه عن تركيا. قوية وقلقة لأسباب اقليمية وداخلية. «حماس» أيضاً قوية في معقلها، لكنها قلقة من العزلة ولا تملك حلاً. يمكن الحديث عن دول كثيرة ومنظمات عدة. إنه الشرق الأوسط. موسم تفكّك وتآكل وولادة قد تستدعي حروباً كثيرة وطويلة.

 

حب الحياة... باللبناني!

يحيى جابر – لبنان الآن

أيها اللبناني..كن مستعدًا، ربما تدق "الحياة" على بابك، وتفاجئك بزيارتها... كن متأهبًا، ربما تناديك "الحياة " انك حبيبها، تأنّق لها، وكن في انتظارها. كن حاضرًا بيدين مزهرتين، لربما مرت الحياة بجوارك وصافحتك... اغسل يدك اليمنى وعطر يدك اليسرى ... الحياة تغويها رائحة الطيوب...كن جاهزًا للحياة وان تأخرت.. لاتحزن، ربما تكون في طريقها إليك، متجهة صوب ذراعيك، خذ نفسًا عميقًا لتحضنها وتحضنك.. كن مستعدًا لحب الحياة، لأنها تحب الذين يحبونها...من يتحاشى الحياة.. تهمله، من يغيب عن أنظارها.. لن تبصره، الحياة تحتاج إلى عين ثالثة لنراها.. فتّش عن تلك العين لتبصرها، إنها في داخلك، ستجد الحياة سمكة لؤلؤية "تتلألأ" لك.. كن أخضر وجهّز جسدك شجرة.. ستجد الحياة بكل عصافيرها تحط على أغصانك.. لتؤنسك بزقزقاتها، ولكن كن وارفًا لها، ولا تهمل ماء عينيك لتورّق وتتغصّن.. الحياة حساسة، مرهفة، تتجنب كل ميت يمشي على قدمين، إنها تشم عن بعد.. وتتحاشى رائحة الموت التي تفوح من كائن يظن نفسه أنه على قيد الحياة! الحياة ضد الظن، والظنان، والظنانة، والظانين والظانات أنهم على قيد العيش.. كن نظيفًا، رتّب بيتك الداخلي، كنّس الغبار عن قلبك حجرة، حجرة.. قد تزورك الحياة على حين غرّة، قد تأتي بلا موعد، وبلا استئذان، قد تداهمك على غفلة كالموت.. لذلك كن مستعدًا لأجمل زائرة. حين تزورك كضيفة.. أكرمها، أولم لها أشهى ما لديك كالروح مثلا..عِش، وعيّش جسدك...عيّش روحك لها ولأجلها.. عيّش يدك اليمنى لكتابتها.. لاتقنط من انتظارها لاتضجر، لاتكن ملولًا..يحدث أن تمرّ الحياة ببابنا ولم يفتح لها أحد... ونجد على المدخل جملة تقول:

"أنا الحياة، جئنا لزيارتكم ولم نجد أحدًا.."

 

عون: السنيورة مشروع حرب والمواجهة مفتوحة

الاثنين 23 حزيران 2008

شدد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على ان "الرئيس فؤاد السنيورة مشروع حرب ولا أجده أبداً مشروعاً إيجابياً للحوار والتفاهم، فأنا لم أرشّحه لرئاسة الحكومة وسمّيت سواه، وكنت على حق في ما فعلت. وهو اليوم يطلق ادّعاءات واستنتاجات، ويضع نفسه في ضمير الآخرين". وأشار الى أنه سيردّ بالتفصيل على كلام السنيورة اليوم على أثر الاجتماع الأسبوعي للتكتل.

ولفت عون، في حديث الى صحيفة "الأخبار" الى أن "بأي وسيلة يريد السنيورة وأمثاله أن نخاطبهم. لقد خوّل نفسه توزيع الصفة التمثيلية على رئيس الجمهورية وعليّ". وقال: "لا علاقة للرئيس ميشال سليمان بالأزمة الحكومية، إنّها أزمة الرئيس المكلّف الذي يفشل في تأليفها. وها هو اليوم يريد أن يضع رئيس الجمهورية في المواجهة معنا، فالمواجهة مع الرئيس المكلّف وليست مع رئيس الجمهورية".

وطالب عون رئيس الجمهورية بـ"مبادرة استثنائية بالدعوة الى استشارات نيابية جديدة لتسمية رئيس مكلف جديد لأن السنيورة فشل". وقال: "في وسع الرئيس الدعوة إليها بعدما تبيّن تعذر تأليف حكومة جديدة، فالسنيورة، كجماعته، لا يريد حكومة جديدة". ولفت الى أنه ينتظر أن يعيّن رئيس المجلس النيابي نبيه بري جلسة عامة للمجلس لإقرار تعديل التقسيمات الانتخابية في قانون الانتخاب بحسب ما ورد في اتفاق الدوحة.

وإذ لم يستبعد تعطيل الغالبية الجلسة بتعطيل نصابها القانوني، قال عون: "إذا فعلوا ذلك فسيفضحهم الرأي العام وسنرى. لن ينفعهم البترودولار والمواجهة مفتوحة".

وذكّر بأنه كان أول من حذر من حوادث طرابلس التي اندلعت البارحة، منبهاً الى خطورة استمرار توزيع السلاح منذ دق ناقوس الخطر. كما حض وزيري الدفاع الوطني والداخلية على التحرك، وقال: "يوزعون السلاح في الشارع، واليوم نقلوا المعركة من البقاع الى طرابلس. هذا الفريق، فريق السلطة، يرعى تفجير الأوضاع".

 

طهران مستاءة من السعودية بسبب الخليج ومن مصر بسبب الملف الفلسطيني

ومن فرنسا بسبب الملف السوري والوعيد بعقوبات "النووي"

"تكليف شرعي" إيراني يُعطل تشكيل الحكومة في لبنان

المستقبل - الاثنين 23 حزيران 2008 - فارس خشّان

"حزب الله"، لم يعد مهتماً كثيراً بإطلالة منطقية على الناس. إنه يتصرف على أساس أن المنطق السليم الوحيد الواجب اعتماده في لبنان، هو تجنّب إغضاب القوي.

فمنذ البدء بعرقلة تشكيل الحكومة، يثابر "حزب الله" على ادّعاء حرصه على التنفيذ الكامل لإتفاق الدوحة، إلا أنه عندما يدخل بالتفاصيل تجده يخيّر الأكثرية بين أن تُعطيه ما يريده من حقائب هو والعماد ميشال عون وبين أن تترقب "صفعة تأديبية" جديدة.

بالنسبة إليه، ومنذ ورود "كلمة سر" ما أو بالأصح "تكليف شرعي" ما، أصبح اتفاق الدوحة فخّاً للأكثرية وليس مخرجاً من الأزمة. هذا الفخ يتجلى في أن الإتفاق على إعطاء الأقلية 11 وزيراً في الحكومة بات يعني إعطاء الأقلية حق تشكيل الحكومة.

وبالفعل، فإن من يُدقق في ما يطلبه "حزب الله" مباشرة حيناً وتستراً بالعماد عون حيناً آخر، يجد أنه يتعاطى مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة كما لو كانا مجرد "سكرتيرين تنفيذيين" عند الحزب الذي له أن يوافق على تسليم حقيبة الدفاع الى هذا الوزير أو ذاك، وله أن يقرر الإتجاه الذي يجب أن ترسو عليه وزارة الإتصالات، وله أن يوافق على صفة التوافقي قبل اعتماد الشخصية المطلوبة، وهو وحده المؤهل أن يُعطي شهادة في الوطنية لهذا وحكماً بالخيانة على ذاك.

ومحاولة "حزب الله" فرض شروطه فرضاً على المكلّفين دستورياً تشكيل الحكومة المتفق عليها في الدوحة، تعني أن الدرب مسدود أمام قيام حكومة جديدة في لبنان، لا بل أن من يُمعن النظر في خلفية هجوم الحزب ومنابره وحناجره على المملكة العربية السعودية، يُدرك أن الخروج من الفراغ الحكومي لم يعد "طبخة داخلية" بل أضحى طبخة بوجهين إقليمي ودولي. كيف ذلك؟

تعتقد أوساط سياسية لبنانية أن إيران مستاءة جداً من دولتين معنيتين باستقرار لبنان وتالياً باتفاق الدوحة وهما: المملكة العربية السعودية وفرنسا.

وتشير هذه الأوساط الى أن إيران حاولت مراراً أن تجذب السعودية الى صفقة تُعنى بمنطقة الخليج إلا أن ذلك لم يتحقق، لا بل أن مسؤولين سعوديين رفعوا من وتيرة تصديهم للدخول الإيراني على الخليج بعد امتلاكهم أدلة ما على تورط إيراني برعاية تنظيم "القاعدة" وتمويله، الأمر الذي تجلّى في سلوكية عدد من وسائل الإعلام العربية الكبرى تجاه هذا "الفعل الإيراني".

وتفيد الأوساط إياها ان فرنسا لم تغيّر منهجيتها السياسية تجاه إيران، فهي مستمرة في الوقوف بقوة في وجه المشروع النووي الإيراني وتقود من موقعها ـ وهي التي ستصبح في آخر حزيران الحالي رئيسة الإتحاد الأوروبي ـ خطة توسيع دائرة العقوبات الدولية على إيران بالإتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية.

وتعتبر هذه الأوساط أن "فلسفة" الإنفتاح الفرنسي على النظام السوري يُزعج إيران، على اعتبار ان التبرير الذي يعطيه الرئيس نيكولا ساركوزي وحظي بموافقة أميركية نسبية، يتمحور حول وجوب إخراج هذا النظام من تحالفه الإستراتيجي مع إيران، الأمر الذي تستند إليه إسرائيل أيضا من أجل تبرير مفاوضاتها غير المباشرة مع سوريا "الواجب إخراجها من الإطار الإيراني لكسر الموزة الإقليمية التي تصنعها إيران" على ما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لصحيفة "لوموند" الفرنسية قبل أيام.

ووفق الأوساط السياسية اللبنانية إياها، فإنّ نجاح مصر في التوصل الى اتفاق تهدئة بين "حماس" المحشورة بأزمات قطاع غزة القاتلة من جهة أولى وبين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من جهة ثانية وبين إسرائيل من جهة ثالثة، قد أزعج إيران وجعلها تُعيد تقييم أوراق المساومة التي تلعب بها، في إطار صراعها مع المجتمع الدولي.

وعلى هذا الأساس بالتحديد، يمكن فهم تصعيد "حزب الله" سياسيا وأمنيا، في لبنان، فهو الى إقفاله الأفق امام تشكيل الحكومة يرعى "الفتنة المتنقلة" باستهداف مناطق الكثافة السنية ويوجه هجومه الى المملكة العربية السعودية مهددا سفيرها المعتمد في بيروت.

ولكن ماذا سوف يُنتج "حزب الله"؟

في ظاهر الحال، لبنان هو المستهدف، ولكن في حقيقة الأمر فإن رأس النظام السوري هو المطلوب.

كيف ذلك؟

لبنانياً، يُدرك "حزب الله" أن معادلات القوة، يُمكن أن تُحني رؤوساً لتمرير عاصفة التوتّر، لا أكثر ولا أقل، ولكنّ يستحيل أن تفرض أمراً واقعاً مستداماً، لأن للعبة السلاح حدوداً وللطموحات السلطوية ضوابط وللعواطف الشعبية محفّزات، وللدمى المتحركة بين يديه طاقات بدأت بالنفاد.

أما سورياً، فإن ما يقوم به "حزب الله" بتكليف إيراني له نتائج غير محسوبة على النظام السوري، ذلك أن تعرية الرئيس السوري بشار الأسد قد بدأت عملياً.

صحيح أن الأسد مستاء من مصر والسعودية اللتين تغلقان عليه، ولكن الأصح أن الأسد يستحيل أن يُحضّر زيارته لباريس، وهو يظهر امام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عاجزاً عن "الوفاء" بعهوده في لبنان، كما يستحيل عليه أن يستمر في الجلوس الى طاولة واحدة مع الإسرائيلي حيث تتوافر الأدلة على أنه ترك لبنان لإيران.

تأسيساً على ذلك، يبدو أن المأزق اللبناني الحالي بات محصوراً بإيران، فمعادلة س.س الشهيرة لم تعد كافية، وهناك أوساط سياسية بدأت تتحدّث حالياً عن معادلة جدية هي س.ا. في إشارة الى السعودية وإيران.

على أي حال، ثمة سياسي مخضرم، يبتسم طويلا كلّما سئل عن مصير الحكومة ويجيب بأسئلة: "هل صحيح أن وكالة فارس هي من نشرت خبراً مفبركاً مفاده أن الدعوة الأولى التي وجّهها الرئيس ميشال سليمان لزيارة لبنان رسمياً، كانت لمحمود أحمدي نجاد؟ وهل صحيح أن سوريا ردّت على هذا الإيحاء بإقدامها على توزيع آخر مماثل له يفيد أن الرئيس السوري سيكون هو أول رئيس يزور لبنان؟ وهل دققتم جداً في تفاصيل غزوة بيروت لتعرفوا الأسباب الحقيقية التي جعلت الحزب السوري القومي الإجتماعي يتصرف بهذا المستوى من الإجرام في بيروت كأنه كان يقول إننا وسوريا هنا؟".

 

حزب الله" يطالب ببذل الجهود لتشكيل الحكومة:

المقاومة ليست أداء ظرفياً ينتهي دورها بانتهاء الذريعة

المستقبل - الاثنين 23 حزيران 2008 - العدد 2996 - لفت "حزب الله" الى ضرورة "الاسراع وبذل الجهود لتشكيل حكومة تتحمل مسؤوليتها لان عقلية الاستئثار والاصغاء الى التحريض الخارجي لم يجلب الى هذا البلد الا الضغط ولولا هذا لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه". واعتبر "ان من يعطل تطبيق اتفاق الدوحة يريد ان تعم الفوضى، ويقع لبنان في حالة من الفراغ الذي لا ينجم عنه سوى الضرر". وأكد أن "المقاومة ليست اداء ظرفيا ينتهي دورها عندما تنتهي الذريعة، بل هي رؤية ومنهج".

* قال نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بعد توقيعه "مجتمع المقاومة ـ ارادة الشهادة وصنع الانتصار" في بعلبك امس: "ان المقاومة ليست مجموعة مسلحة تريد تحرير قطعة ارض، وليست اداء ظرفيا ينتهي دورها عندما تنتهي الذريعة، بل المقاومة رؤية ومنهج وليست ردة فعل عسكرية فحسب". وأكد "ان بناء مجتمع المقاومة يعطي للبنان قوة ويعزز استقلاله وسيادته بالطريقة التي نريدها لا بالطريقة التي يريدون فرضها علينا".

أضاف: "اننا كلبنانيين شركاء داخل الوطن نتفق ونختلف، اما بشأن الاحتلال فلا مهادنة". وأعلن "الاستعداد للمناقشة مع الآخرين كي تكون المقاومة جزءا من مشروع كل اللبنانيين حول اي لبنان نريد، لبنان السيد الحر المستقل القوي، أم لبنان تحت الوصاية؟. وهذا الامر يترك لطاولات الحوار".

* رأى الوزير المستقيل محمد فنيش في كلمة في بلدة كفرملكي "ان اتفاق الدوحة يشهد تأخرا ولا يستطيع احد مهما حاول ومهما كانت نواياه ان يعطل تطبيقه الا اذا اراد ان تعم الفوضى في هذا البلد، ويقع لبنان في حالة من الفراغ الذي لا ينجم عنه سوى الضرر، ويكفي هذا البلد تأجيلا وتسويفا ومماطلة في الحلول".

اضاف: "المطلوب الاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وهذه مسؤولية الرئيس المكلف فؤاد السنيورة، لانه هو المعني دستوريا، ومن الطبيعي حتى في الاحوال الطبيعية ان يكون هناك مطلب لهذه الكتلة النيابية او لهذه الفئة السياسية. وعلى الرئيس المكلف ان يجد الحلول وفق ما نص عليه اتفاق الدوحة لجهة الثلث زائدا واحدا للمعارضة والحصص الاخرى التي أعطيت للموالاة او لرئيس الجمهورية، والاكتفاء بالحديث بأنه لا مهلة دستورية لتشكيل الحكومة هذا امر صحيح، ولكن من قال ان مصلحة البلد تحتمل الاطالة والتأجيل والتأخير والابطاء؟".

واشار الى ضرورة ان يكون هناك "اسراع وجهود تبذل من اجل وجود حكومة تتحمل مسؤوليتها لأن عقلية الاستئثار ولأن الاصغاء الى التحريض الخارجي لم يجلبا على هذا البلد الا الضغط ولولا هذا لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه".

وعن مزارع شبعا قال: "نحن لم نسلك طريق المقاومة الا من اجل تحرير الارض. واليوم نقول ان اي تحرير اضافي للارض نرحب به وهو مكسب يضاف الى انجازات المقاومة. لا يظنن احد اننا نخشى تحرير الارض لأننا نحن من قدم التضحيات ولا نزال نقدم من اجل استرداد حقنا في ارضنا".

وفي بلدة البازورية، اعتبر فنيش ان سبب التأخير في تأليف الحكومة "يكمن في مخالفة قواعد التركيبة الطائفية للبلد، وفي محاولة جعل موقع رئاسة الجمهورية في مواجهة من هو الأكثر تمثيلا على المستوى المسيحي، واستحضار الانتخابات النيابية المقبلة للحد من نفوذ هذا الأكثر وحضوره وتهميش دوره ومحاصرته مستقبلا".

 

النائب الاحدب: ما يحدث في طرابلس فعل فريق ثالث يؤجج الفتنة ونشر الجيش يعزل هذا الطرف ويوقفه عن اعماله ويكشف امره

يجب ان تكون هناك مصالحة لتجاوز ماض اليم حاول البعض تغذيته

وطنية - 23/6/2008 (سياسة) عقد النائب مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس، تطرق فيه الى المستجدات الامنية في مدينة طرابلس.

وقال النائب الاحدب: "يجب وضع هذه الامور الخطيرة جدا في اطارها السياسي، فما يجري هو استمرار للانقلاب المسلح الذي بدأ عند غزو مدينة بيروت وهو مستمر وانتقلت الاحداث الى مناطق اخرى في البقاع والجبل وطرابلس، وما نسمعه من مسؤولي "حزب الله" يشير الى ان هناك اصرارا للهيمنة على البلد بالسلاح والقوة، بما يعني انهم يقولون لنا نحن نملك السلاح وبإمكاننا ان نهددكم بالامن والمطلوب هو ان تنصاعوا لاوامرنا ونحن قادرون على ضعضعة الوضع الامني في كل المناطق ومصرون على وضع اليد على لبنان بهذه الطريقة ومصرون على تخويف المواطنين. وعندما نسمع هذه التصاريح منهم نقول لم يعد هناك مقاومة في لبنان ولا يقول لنا احد ان التعيينات في مؤسسات الدولة لا تتوافق مع مصلحة المقاومة لانه لم يعد هناك مقاومة".

اضاف: "كان هناك مقاومة واليوم اصبحت هذه المقاومة ميليشيا وهي في بعض المواقع لديها تصرفات ارهابية، ومن يقول اننا في الخط الاسرائيلي لاننا نسمي المقاومة بالارهابية هو مخطىء لاننا لسنا نحن من يفاوض اسرائيل". واستشهد بكلام الامين العام السابق ل"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي الذي قال "من بعد 25 ايار ومن بعد التحرير اصبح "حزب الله" حاميا للحدود الاسرائيلية". وتابع: "الجميع يعلم ان الانقلاب الذي جرى في الداخل يثبت ان هذا التنظيم لم يعد مقاومة وهو ميليشيا تعمل على تقويض البلد ومشروعها تخطى تحرير الارض ومرتبط بالمبدأ بولاية الفقيه، وهذا الحزب اخذ لبنان باتجاه اعتقد ان لا احد من اللبنانيين يرضى به، ولا اعتقد ايضا ان الطائفة الشيعية بمثقفيها وعشائرها تقبل بأن تكون في موقع المعتدي لانها طائفة شاركت في تأسيس لبنان. لا يجوز ان يعتبر البعض انه يستطيع ان يستفرد بالطائفة الشيعية وهذا كلام مرفوض من كل من يؤمن بلبنان وبضرورة اعادة بناء مؤسساته".

وأردف: "ان ما يحدث في طرابلس هو محاولة شرخ لا يستفيد منها احد وهو اعتداء على مدينة طرابلس بكل اطيافها سنة وعلوية وموارنة وارثوذكس، وهو تعطيل للاقتصاد والسلم الاهلي فيها من قبل ادوات متعددة لها رأس واحد ونحن نسمع التصاريح والتهديدات، والامور لا تؤخذ بهذه الطريقة. واليوم صحيح ليس هناك تنظيمات مسلحة ولكن هناك اناس في منازلهم ولا يقبلون ان ينصاعوا لهذا المشروع المتناقض تماما مع التركيبة اللبنانية بكل طوائفها. وما يجري في طرابلس اليوم من حوادث خطيرة هو فعل فريق ثالث ليس طرابلسيا يعمل على توتير الوضع الامني وتأجيج الفتنة بين الطرفين فيشيع بين اهالي جبل محسن ان هناك سلفيين اتوا من كل الشرق الاوسط لاجتياح جبل محسن لانه من الطائفة العلوية، وفي الوقت عينه يقول لابناء طرابلس ان هناك مقاتلين اتوا من عند "حزب الله" وانتشروا في الجبل ويريدون اجتياح المدينة، وهذا الامر يجب ان يتنبه اليه الجميع. وبدورنا نقول لابناء الجبل انكم من ابناء طرابلس مهما كان انتماؤكم الديني ومكانكم في طرابلس ولن نقبل ان تغادروها، كما نقول لابناء التبانة انتم متجذرون في المدينة ولن نقبل ان يعتدي عليكم احد".

وقال النائب الاحدب: "طبعا التصاريح التي تصدر من "حزب الله" لا تساعد على تسهيل الامور باتجاه التهدئة بل على العكس تؤجج المشاعر لدى المواطنين، وقد جرت محاولات عدة لوقف اطلاق النار وفشلت لان هناك طرفا ثالثا يتحرك لاعادة تأجيج القتال بين سائر المناطق رغم اننا تواصلنا مع الاخوة في الجبل وفي منطقة باب التبانة وتحدثنا مع الاستاذ رفعت علي عيد والنائب السابق احمد حبوس وكان الجو ايجابيا وقد نسقنا معهما للمساعدة على وقف اطلاق النار. واريد ان اشير الى امر هام يتمثل بوجود طرف ثالث في المعركة وانا اعلم من يكون، والامنيون يعلمون من هو هذا الطرف ولن اسميه الان ولكن الجميع في المدينة يعرفه. وفي رأيي، المطلوب الان وقف اطلاق النار وانشار الجيش الذي يجب ان يكون له دور اساسي بفتح الطرق الرئيسية والفرعية التي اقفلت قصرا بسسب القنص والقصف الصاروخي عليها، وقد علمنا من قيادة الجيش انها ستنتشر في المنطقتين. نؤكد على اهمية ان يقوم الجيش بحفظ امن المواطنين لاي طائفة انتموا، وعندما ينتشر الجيش في هذه المناطق نصبح امام حالة عزل للطرف الثالث الذي سيحرج حينها ويتوقف عن اعماله او يكشف امره للعلن".

اضاف: "ان وقف اطلاق النار هو امر اساسي ولكن يجب ان تكون هناك وثيقة يوقع عليها الجميع وتنص على ما هو مطلوب من مؤسسات الدولة لحفظ الامن، ويجب ان تكون هناك مصالحة لتجاوز الماضي الاليم الذي طالما حاول البعض تغذيته ليبقى الجرح مفتوحا في طرابلس".

وختم: "احيي الجهود التي قام بها زملائي بالامس لوقف اطلاق النار، وبالمناسبة الفت الى نقطة مهمة اقترحت في اتفاق الدوحة وهي العودة الى ما قبل السابع من ايار، هذا التاريخ المشؤوم الذي قامت به ميليشا "حزب الله" باحتلال بيروت ولم تنه هذا الاحتلال حتى اللحظة، والوضع الامني قبل 7 ايار يعني ان هناك بعض الادوات التي يغطيها "حزب الله" وقسم منها موجود في طرابلس. ونتمنى ان تسحب هذه الادوات تطبيقا لاتفاق الدوحة لانها لم تكن موجودة قبل اتفاق الدوحة. واليوم في طرابلس هناك مربع امني جديد في منطقة الجميزات ونحن لا نقبل ان تفرض علينا مربعات امنية جديدة، والمشكلة هي بين الطرابلسيين بكل اطيافهم وبين من يحاول وضع يده على البلد ومؤسساته". وردا على سؤال عن كلام العماد ميشال عون عن عمليات تسلح في طرابلس، قال النائب الاحدب: "ان قصة الجنرال عون اصبحت معروفة، فهو اداة من هذه الادوات الموجودة وكنا نتمنى ان يكون اكبر من ذلك ولكن اصبحت الامور واضحة وتهويله هو لتبرير الامور والاحداث، وهذا ما يحاول فعله".

 

الوزير حداد: خفضنا سعر طن الطحين المخصص للخبز من 480 الفا الى 375 الفا

وزيادة سعر الربطة غير وارد اطلاقا عندي ولا عند الرئيسين سليمان والسنيورة

وطنية - 23/6/2008 (اقتصاد) عقد وزيرالاقتصاد والتجارة سامي حداد، بعد ظهر اليوم، في مكتبه في الوزارة، مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن موضوع دعم الرغيف استهله بالترحيب بالاعلاميين وقال:" كما تعلمون من مسؤوليات وزارة الاقتصاد والتجارة موضوع الخبز وهذه المادة لها رمزية كبيرة وانا بقيت طوال الفترة بالتعاون مع الافران والمطاحن نتشاور لانه كما تعلمون اسعار القمح ارتفعت عالميا والدولة دعمت هذه المادة وهذا الدعم بدأ في شهر آب عام 2007 منذ ذلك التاريخ وحتى آخر شهر أيار وصلت قيمة الدعم للدولة لهذه المادة 23,5 مليون فرق سعر القمح حتى يبقى سعر ربطة الخبز ووزنها كما هو عليه".

اضاف:" منذ فترة قصيرة حدثت ضجة في اوساط القطاع حيث وجهت الافران رسائل وكتبا الى وزارة الاقتصاد تطالب فيها برفع سعر ربطة الخبز"، وقال: "ان موضوع زيادة سعر ربطة الخبز غير وارد اطلاقا ولا وارد ايضا عن الرئيس فؤاد السنيورة ولا وارد عند فخامة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) موضحا انه على تشاور مستمر مع الجميع ومع الافران". وقال: "لا شك ان سعر المازوت ارتفع ارتفاعا كبيرا، وبنتيجة ذلك كلفة انتاج صناعة الخبر وبما اننا مصرون على ابقاء الدعم وعدم تحريك سعر الخبز لذلك نحن مضطرون ان نعمل جهدا لكي نعوض عن هذه الاكلاف المتزايدة، لذلك وبعد التشاور الطويل وصلنا الى اتخاذ القرار التالي وهو ان سعر الطحين المدعوم الذي يستعمل بصناعة الخبز العربي وسعره 480 الف ليرة لبنانية للطن الواحد سينخفض هذا السعر الى 375 الف ليرة وبالطبع وبنتيجة هذا العمل فالقمح الذي كانت الوزارة تبيعه للمطاحن ب 260 دولارا الطن سينخفض الى 193 دولارا للطن الواحد وبنتيجة هذا العمل كله ان الدعم سوف يزيد شهريا تقريبا 1,5 مليون دولار كلفة الدعم على خزينة الدولة".

وناشد الوزير حداد اصحاب الافران "ان يتحلوا بروح المسؤولية لان البلد اولا يمر بظروف صعبة وثانيا لان الخبز لقمة عيش المواطن، وخصوصا ذوي الدخل المحدود واطلب منهم التعاون الدائم مع الوزارة"، مشددا على "اهمية المحافظة على وزن ونوعية ربطة الخبز؟".

واشار الوزير حداد الى ان "مديرية حماية المستهلك في الوزارة تكثف جهودها بالمراقبة على هذا الصعيد"، وقال: "بكل اسف اقول ان مديرية حماية المستهلك نظمت منذ اول العام وحتى الآن 30 محضر ضبط بحق مخالفين، اما بالسعر او الوزن واكثرية المخالفين كانت على صعيد الوزن ونصف هذه المخالفات حصلت منذ عشرة ايام. وختم:" الدولة مستعدة لعمل كل الجهود وهي على تواصل مع الجميع، ونحن نعلم ان كلفة الانتاج ارتفعت ونحن نعمل على الجهد من اجل التخفيف من اعباء هذه الكلفة ولكن موضوع الخبز لا يجوز التلاعب فيه لا بسعره ولا بوزنه".

سئل: بعض الافران اعدت تحركا اذا لم تتجاوب الوزارة مع مطالبهم؟

اجاب:" كما قلت انا على تواصل مع الافران واليوم صباحا تحدثت معهم بهذا الشأن وبالطبع طلبوا الكثير مما اعطينا، ونحن اولا لسنا مقصرين مع الافران، ثانيا تفهمت ان سعر المازوت ارتفع وهذا الموضوع اثاره اصحاب الافران منذ شهر تقريبا ويطالبون بتخفيض سعر الطحين بشكل كبير يصل الى 40 بالمئة. ثالثا: ان الافران تنتج خبزا عربيا مدعوما وتنتج اصنافا اخرى سعرها حر فموضوع الخبز لا تراجع عنه اطلاقا فسعر ووزن ونوعية وجودة ربطة الخبز لا مجال للتراجع فيها عندنا، وهناك اصرار مني وبدعم من الرئيس السنيورة وفخامة الرئيس سليمان انا اتحمل مسؤولية هذا القرار واطلب منهم التحلي بروح المسؤولية".

سئل: بالنسبة الى نوعية الرغيف يبدو انها تراجعت هل حماية المستهلك تلاحق هذا الموضوع؟

اجاب: "لسوء الحظ ان هذا صحيح، فالافران تشكو من نوعية الطحين وفي هذا الوضع اي دعم الرغيف ووضع الافران، تجار المطاحن لا مجال للمناقشة لديهم، لذلك اغتنم هذه الفرصة لاطلب من المطاحن ان يحافظوا على احسن نوعية طحين ممكنة".

اضاف: "كما تعلمون بالمبدأ انا ضد الدعم لكن بالنسبة للخبز انا متمسك بالدعم مئة بالمئة لان الخبز يشكل مادة اساسية عند الذين دخلهم محدود، ونحن يهمنا القوة الشرائية خصوصا لذوي الدخل المحدود فالمشكلة في الدعم الذي نتبعه، فالذي دخله محدود يستفيد، والمليونير يستفيد ايضا فالدعم ليس هو الحل الامثل لكن في الظروف الحاضرة ليس عندنا حل آخر وسوف نستمر بهذه السياسة.

 

النائب ابي نصر علق على مؤتمر فيينا لاعادة اعمار مخيم البارد: مهجرو الجبل وشرق صيدا يستحقون من اللبنانيين مؤتمرا مماثلا

وطنية - 23/6/2008 (سياسة) علق النائب نعمة الله ابي نصر على زيارة رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة الى فيينا للمشاركة في مؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار المخيمات الفلسطينية، "بات من المعلوم ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة موجود في مؤتمر فيينا لجمع التبرعات لإعادة بناء مخيم نهر البارد، ونحن لسنا ضد تأمين الوسائل الاجتماعية والإنسانية من اجل إقامة إخواننا الفلسطينيين اللاجئين في لبنان، ولكن أما كان يستحق مهجرو الجبل وشرق صيدا من اللبنانيين الذين هجروا في بلدهم، مؤتمرا مماثلا لجمع التبرعات، او بالأحرى لحث الدولة على إعادتهم الى ديارهم سيما انه قد مضى 25 سنة على تهجير المسيحيين من شرق صيدا والشوف، وحتى الان لم تتم العودة، ولكن خلال الخمسة والعشرين سنة الماضية اكثر من نصف الذين هجروا، هاجروا الى اوستراليا وكندا، وهذا أمر معيب ليس على هذه الحكومة، بل على كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم منذ تهجير المسيحيين حتى اليوم، هذا من جهة، ومن جهة ثانية أكتب على لبنان ان يتحمل لبنان وحده وزر القضية الفلسطينية؟، 460 الف لاجىء فلسطيني في لبنان، مضى على إقامتهم ستون عاما ولم تخط الدولة ولا الدول العربية، ولا المجتمع الدولي خطوة واحدة في سبيل تأمين العودة، ونعلم جيدا ان ليس هناك أي خطة مستقبلية من اجل تأمين العودة لا على صعيد الدول العربية ولا على صعيد المجتمع الدولي، وهل يعقل ان ننتظر ستين سنة إضافية؟ ألا يعتبر ذلك توطينا فعليا؟ لذلك على هذه الحكومة وعلى المجتمع الدولي وعلى الدول العربية ان تضع خطة من اجل العودة، وإذا كانت عاجزة عن ذلك فلتضع خطة من يتحمل هذا الوزر؟ هل لبنان منفردا يتحمل هذا الأمر؟ أم لبنان مع الدول العربية وحسب إمكانات ومساحة كل دولة؟". وقال النائب ابي نصر: "هذا موضوع مهم خصوصا وان الدستور اللبناني نص صراحة ان لا توطين ولا تقسيم وكأن هناك ما يجمع بين الاثنين، كذلك قانون تملك الأجانب قال: "لا تملك للأجانب اذا كان الأمر يؤدي الى توطين"، ونعرف جميعا انه عندما أقر هذا القانون في مادته الاولى تم الطعن فيه في اليوم الثاني، من قبل زملاء لنا امام المجلس الدستوري، فرد المجلس الدستوري هذا الطعن، فقدم اقتراح بأن يعطى الفلسطيني حق تملك ولو شقة واحدة".

وسأل: "متى ستتم العودة اذا كان هناك استحالة من هذه العودة؟ ويظهر كما هو واضح ان هناك استحالة من هذه العودة، فتتحمل الدول العربية هذا الوزر، لان لبنان لا يمكنه ان يتحمل وحده نتائج القضية الفلسطينية".

 

النائب حسين: لا يجوز الرهان على التوتير الامني لتعطيل مفاعيل اتفاق الدوحة

وطنية - 23/6/2008 (سياسة) استنكر رئيس "الحركة الشعبية اللبنانية" النائب مصطفى علي حسين في تصريح اليوم، "ما تشهده مدينة طرابلس عاصمة الشمال من احداث امنية دامية بين الاخ واخيه"، ورأى ان هذه "الاحداث الاليمة هي نتيجة تغذية الاحقاد الدفنية التي يضمرها البعض لابناء منطقة جبل محسن لوقوفهم الدائم الى جانب المقاومة في صراعها مع العدو الصهيوني والى جانب قوى المعارضة الوطنية اللبنانية التي تطالب بالشراكة في الحكم ليس الا".

وقال: "ان الاحداث الامنية المتنقلة بين المناطق اللبنانية والتي وصلت مؤخرا الى عاصمة الشمال طرابلس واوقعت القتلى والجراحى واحرقت البيوت وشردت الاهالي وارعبت الاطفال والنساء والشيوخ من دون هدف واضح الا الخراب والدمار واثارة الغرائز والاحقاد الدفنية بين الطوائف اللبنانية، يتحمل وزرها ومسؤوليتها من هم في السلطة ومن كان لهم اليد الطولى في تأزيم الاوضاع عبر سياسة التفرد والاستئثار".

وتابع: "لا يجوز لاي فريق من اللبنانيين ان يراهن على التوتير الامني لتعطيل مفاعيل اتفاق الدوحة ويسعى الى النفخ ببوق نار الفتنة الطائفية والمذهبية المشؤومة التي عملت قوى المعارضة الوطنية على عدم الانزلاق الى اتونها، بينما لا يزال بعض وسائل اعلام فريق الموالاة يعمل على تضخيم الاحداث الفردية المتنقلة والتي ندينها بشدة، في وقت يجب على تلك القوى ان تسعى الى خلق جو من التفاؤل يعيد الهدوء والطمأنينة الى الشارع المتوتر والمسارعة الى تسهيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وعدم وضع العصي في الدواليب والاقلاع عن الاستثمار السياسي الرخيص الذي نرى فيه هدفا للموالاة يكمن في الابقاء على حكومة تصريف الاعمال لحين استحقاق الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، على ان تجري الانتخابات على اساس قانون 2000 بدل قانون 1960 المتوافق عليه في الدوحة".

وأردف: "إننا نشدد على استكمال تطبيق اتفاق الدوحة ولا سيما في ما يتعلق ببنديه الثاني والثالث وهما تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بسرعة قصوى، واقرار قانون انتخابات 1960 مع تقسيمات الدوائر الانتخابية التي اقرها مؤتمر الدوحة لمدينة بيروت، مع تكرار مطالبتنا نحن كممثلين للطائفة الاسلامية العلوية ان يكون لنا موقع مؤثر في اختيار ممثلينا لدى الندوة النيابية عبر بعض التعديلات الطفيفة على قانون 1960 في ما يخص محافظتي الشمال وعكار". وطالب النائب حسين الجيش والقوى الامنية ب"الضرب بيد من حديد لوقف مسلسل الاجرام الذي يتعرض له المواطنون الامنون من شتى الطوائف، ووقف افتعال الاحداث المتنقلة التي تهز الوضع الامني لان اللبنانيين لم يعودوا يطيقون هذه الحالة وهم تواقون الى عودة الهدوء والامن الى شوارعهم ومدنهم وقراهم لينطلقوا الى تدبر امورهم المعيشية التي وصلت الى درجة لم يعد بالامكان تحملها في ظل غياب واضح للدولة عن المعالجة، مما ينذر بتفاقم الازمة المعيشية ويهدد بالانفجار الحقيقي".

 

الرئيس ميقاتي تابع تطورات الوضع الامني في طرابلس وإتصل بالرئيس سليمان: لقيام الجيش بدوره كاملا في حماية المواطنين ووقف التعديات وضبط السلاح

ليس من مهلة محددة لتشكيل الحكومة ورئيس الحكومة حر بتأليفها في أي وقت

وطنية - 23/6/2008 (سياسة) تابع الرئيس نجيب ميقاتي تطورات الوضع الامني في طرابلس، فأجرى اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان متمنيا عليه "العمل لضبط الوضع سريعا"، مشددا "على وجوب قيام الجيش اللبناني بدوره كاملا في حماية المواطنين ووقف التعديات وضبط السلاح من الشوارع".

كذلك جرت اتصالات تشاورية بشأن الوضع في طرابلس بين الرئيس ميقاتي وكل من مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والنائبين سمير الجسر ومصباح الاحدب. ودان الرئيس ميقاتي في تصريح "الاحداث الامنية المتنقلة من منطقة الى اخرى بهدف زرع الفتنة بين اللبنانيين"، مشددا على "أن الحل لا يكون الا عبر الدولة ومن خلال قيام الجيش اللبناني والمؤسسات الامنية كافة بدورها كاملا". وشدد على "وجوب رفع الغطاء عن جميع المخلين بالامن وسوقهم الى القضاء"، داعيا "القيادات السياسية الى وقف الشحن الطائفي واعتماد خطاب سياسي هادئ يجمع بين اللبنانيين وصولا الى ارساء تفاهم على الحكومة الجديدة كمقدمة للقيام بالمعالجات الضرورية على الصعد كافة". ولفت الى "أن الجيش اللبناني سينتشر عصر اليوم في كل مناطق التوتر في طرابلس لضبط الوضع وتثبيت الهدوء والامن"، مشددا "على أن لا حل الا بالتفاف جميع اللبنانيين حول الجيش ودعمه في مهمته".

وفي حديث الى الموقع الالكتروني ل"القوات اللبنانية" دان الرئيس ميقاتي الأحداث الأمنية المتنقلة من منطقة إلى اخرى، رافضا الجزم أن تكون هذه الأحداث ضمن حملة مبرمجة نظرا لوجود بعض المشاكسات التي هي نتيجة فورة عادية كما وصفها، لكن وجودها في سياق كل الوضع السياسي القائم في لبنان يوصل الأمور إلى حوادث أمنية كبرى. وإذ شدد على "ان الحل لا يكون إلا عبر الدولة"، أشار إلى "ان الجيش هو أداة الدولة ولا يمكن أن تسري الأمور مع الجيش بطريقة "حبية"، طالبا من الجيش "أن يتحمل مسؤولياته وأن يضبط السلاح الموجود في الشوارع بما فيها عمليات القنص"، متمنيا "ان لا تمتد هذه الحوادث إلى المناطق الأخرى من طرابلس". ورأى الرئيس ميقاتي "أن الاستمرار في عرقلة تشكيل الحكومة يعود سببه إلى الشروط والشروط المضادة"، مشددا على "وجوب السرعة في تشكيل الحكومة لأننا أمام عهد جديد، ولا يجوز بالتالي استهداف هذا العهد منذ بدايته"، متمنيا "الاستفادة من الزخم العربي والدولي الذي تولد نتيجة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية". وعن إعطاء مهلة محددة لرئيس الحكومة لتشكيل الحكومة، قال الرئيس ميقاتي: "دستوريا ليس من مهلة محددة لتشكيل الحكومة، وبالتالي رئيس الحكومة حر بتشكيل الحكومة في أي وقت وبالتعاون مع رئيس الجمهورية".

 

عميد المغتربين اللبنانيين فؤاد الترك وجه رسالة الى الرئيس بري: لوضع حد للمزايدة السياسية والخطابات المتدنية والمثيرة للغرائز

وطنية - 23/6/2008 (سياسة) وجه عميد المغتربين اللبنانيين في العالم السفير فؤاد غندور رسالة الى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري جاء فيها: "لبنان الوطن والحداثة معا أمانة عند صاحب الأمانة، نعم لبنان المنتشر والمقيم يناديكم يا دولة الرئيس لوضع حد للمزايدة السياسية والخطابات المتدنية والمثيرة للغرائز والمصالح وحب الذات وهم كثر، حجوزات المغتربين في العالم والأخوة العرب تقدر بمئات الألوف التي تنتظر على مطارات العالم للمجيء الى لبنان الذي أرادته وطن الحرية والأخوة والمساواة، التاريخ سيسجل يا دولة الرئيس لكم بما عانيتم لحماية البشر والحجر في الوطن المعذب والجريح معا لبنان". وأضاف: "نتوسل الى الله وعموم القديسين ان يشمل الله لبنان بعنايته، ويمدكم بثوب الصحة والعافية سيما ونحن نعيش ذكرى تطويب ابونا يعقوب الحداد الكبوشي المكرم. عشتم وعاش لبنان وطن الحرية والأخوة والمساواة".

 

النائب جنبلاط: تشكيل الحكومة مدخل حتمي للحل ونقاش الاستراتيجية الدفاعية

لم التشكيك في ضباط الجيش والايحاء أن ولاءاتهم لخارج مؤسستهم العسكرية؟

وطنية- 23/6/2008 (سياسة) أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا، وجاء فيه: "لا شك في أن الخطاب المتوتر والمتشنج الذي عاد ليطفو على الساحة السياسية من جديد يطرح مجموعة من علامات الاستفهام لا سيما في ضوء استمرار التعثر في تأليف الحكومة الأولى في العهد. ولا بد من التساؤل عن مغزى عودة الخطاب التحريضي المسبق الذي لا يسهم في أي شكل من الأشكال في تكريس الروح التصالحية التي أنتجها إتفاق الدوحة كما لا يساعد في التطبيق التدريجي لكل بنود هذا الاتفاق الذي كان تسوية ضرورية لإختراق جدار الازمة.

لذلك، لا بد من تكثيف الجهود السياسية لتشكيل الحكومة كمدخل حتمي للحل والبدء بنقاش هادىء وموضوعي للاستراتيجية الدفاعية التي لا مفر منها لحماية لبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي ولتعزيز قدراته في هذه المواجهة. ونحن نؤيد كلام رئيس الحكومة على ضرورة الفصل بين مسالة السلاح وبين حل مشكلة مزارع شبعا. فهذا السلاح مرتبط بالاستراتيجية الدفاعية وليس بتحرير مزارع شبعا. الاستراتيجية الدفاعية تناقش من خلال إتفاق الطائف الذي تحدث بوضوح عن إتفاقية الهدنة ونحن متمسكون بها بعيدا عن الدخول في اي مفاوضات مع إسرائيل لن يقدم عليها لبنان حتى لو ذهبت كل الدول العربية للتفاوض".

ورأى "أن العودة إلى النقاش الهادىء في قضية الاستراتيجية الدفاعية بعد تشكيل الحكومة وفق ما نص عليه إتفاق الدوحة تجنب لبنان إستمرار التوتر الأمني المتنقل من منطقة إلى أخرى دون طائل، وهو ما قد يخرج عن السيطرة في مكان ما، ونعود إلى دوامة العنف التي نرفضها بكل الأشكال. لذلك، فإن العبث بالسلاح في غير موقعه الطبيعي، أي في مواجهة إسرائيل، هو خيار سيئ ويجر على لبنان الويلات. فهل المطلوب مجددا من خلال الصراعات الدموية المتنقلة أن يكون لبنان ساحة إختبار لأوراق الحوافز المتصلة بالملفات النووية وغير النووية، وأن يكون الملعب الذي تبعث من خلاله الرسائل؟ ألم يحن الوقت لينضوي الجميع تحت سقف الدولة والجيش؟ ولماذا إرهاق الجيش اللبناني وإلهاؤه يمينا ويسارا وهو الجيش الوطني العربي الذي أكد أنه على مسافة واحدة من الجميع وأن هدفه الأساسي حماية الوحدة الوطنية. ومن مسؤولية كل القوى السياسية إحتضان الجيش لتعزيز قدراته في الدفاع عن لبنان".

ودعا "جميع الأطراف الى مناقشة هادئة لمسألة الاستراتيجية الدفاعية، والى وقف التدهور الأمني الذي قد يحصل في أي منطقة مثل إتخاذ إجراءات كالمصالحة المهمة التي حصلت في البقاع الأسبوع الفائت بعدما كادت تقع الفتنة بين أهل الصف الوطني والقومي الواحد الذين سطروا في الماضي بطولات مشتركة مع الحركة الوطنية اللبنانية في مواجهة الاحتلال، وهو ما يؤكد ضرورة بقاء طرق الامداد مفتوحة وعدم إقفالها تحت أي ظرف من الظروف".

أضاف: "أما حول الكلام الذي قيل في شأن منع تولي أي ضابط مشكوك في ولاءاته قيادة أي جهاز أمني، فلماذا التشكيك في كل ضباط الجيش ومحاولة الايحاء أن ولاءاتهم لخارج مؤسستهم العسكرية، مع العلم أن إتفاق الطائف حقق إنجازا مهما وكبيرا تمثل في تكريس العقيدة العربية والوطنية للجيش. ولقد برهن الجيش في محطات عديدة عن تمسكه بهذه العقيدة وأبرز تلك المحطات كانت في وقوفه في مواجهة العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 حيث أكد إستعداده التام للدفاع عن لبنان وتقديم كل التضحيات اللازمة في سبيل تحقيق هذا الهدف".

وختم: "لماذا مهاجمة المملكة العربية السعودية التي أدت دورا أساسيا في الوصول إلى إتفاق الطائف وهو الاتفاق الذي يرعى الصيغة الميثاقية اللبنانية ويحمي المشاركة السياسية ويحسم الهوية العربية للبنان؟ فما دام جميع الأطراف متمسكين بهذا الاتفاق فهذا يؤكد أن السعودية لم تكن في يوم من الايام إلا على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وكانت على الدوام تشكل ضمانا للوحدة الوطنية".

 

النائب علوش: تمدد القصف في طرابلس أثبت ان المسألة معدة منذ مدة

أطراف داخل المناطق تعمل تحت غطاء حزب الله وتتدرب وتأتيها الاسلحة

وطنية-23/6/2008(سياسة) قال عضو كتلة المستقبل النيابية النائب مصطفى علوش، في حديث الى اذاعة صوت لبنان حول الوضع في طرابلس :" على الرغم من كل الجهود التي بذلت أمس لوقف المعارك، وعلى الرغم من ميثاق الشرف الذي تم توقيعه، لم تتوقف المعارك ابدأ، وإستمرت تشتد إحيانا وتخف أحيانا ولكن عمليا ان تمدد القصف أثبت ان المسألة معدة بشكل متقن منذ فترة طويلة بخاصة وان نوعية الأسلحة التي ظهرت لم تكن تستخدم في السابق".

وحول إتهام الأكثرية لحزب الله بالتورط في إشتباكات الشمال أوضح علوش " ان المسألة ليست في وجود حزب الله، بل ان أطرافا داخل المناطق تعمل تحت غطاء حزب الله وتأتيها شحنات الاسلحة من الحزب وتتدرب على أيديه، فكيف تفسر مثلا ما كان يفعله القوميون السوريون تحت ظلال حزب الله".

وإعتبر "ان المسألة الأساسية هي بوصول شحنات أسلحة الى جبل محسن وكميات من الأموال لحساب حزب الله والتدريبات هي في تلك المنطقة، وهنا لا نتجنى على حزب الله بل هناك وقائع مثبتة على مستوى الأشهر الماضية". وحول تصعيد موقف النائب العماد ميشال عون سياسيا الذي ووصف الرئيس فؤاد السنيورة بانه مشروع حرب، فهل نحن أمام مرحلة جديدة أساسها رفض المعارضة تكليف السنيورة وعودة الأمور الى نقطة الصفر، أشار الى ان المسألة ليست رفض الرئيس فؤاد السنيورة بل هي مسألة رفض إنشاء حكومة بالكامل وعمليا تقويض كل إتفاق الدوحة، وهذا ما يعرض حتى مسألة رئاسة الجمهورية الى إمكانية التقويض مما يحدث من تعطيل لتشكيل الحكومة، حتى بناء على ما إتفقنا عليه في الدوحة يؤكد ان لا رغبة لا للعماد ميشال عون ولا لمن يقف وراء عون، بالأخص حزب الله لإستكمال بنود هذا الإتفاق، وهذا عمليا يعيد الأمور الى نقطة الصفر".

 

الرئيس الفرنسي سيزور الضفة بعد إسرائيل حرصاً على "التوازن"

ساركوزي يدعو لوقف الاستيطان ويحذر إيران من امتلاك النووي

القدس المحتلة- وكالات

اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي علنا الاثنين 23-6-2008 دعمه لاسرائيل ودعا الى قيام دولة فلسطينية وتجميد الاستيطان، ومحذرا إيران من امتلاك أسلحة نووية, في كلمة القاها امام البرلمان الاسرائيلي وشكلت النقطة المحورية في زيارته لإسرائيل التي تستمر ثلاثة ايام. وشدد الرئيس الفرنسي امام الكنيست الذي غص بالحضور على تعداد الشروط الضرورية بنظره لتحريك "آمال السلام" التي نتجت عن مؤتمر انابوليس (الولايات المتحدة) في نهاية 2007 غير انها حاليا متعثرة. وقال "من حق الشعب الاسرائيلي كسائر الشعوب العيش بامان في حدود مضمونة ومعترف بها (..) وفرنسا لن تساوم ابدا على امن اسرائيل". وتابع مكررا ما سبق وقاله الاحد "لكن علينا قول الحق لاصدقائنا. والحقيقة انه لا يمكن ضمان امن اسرائيل فعليا الا حين نرى اخيرا الى جانبها دولة فلسطينية مستقلة وحديثة وديموقراطية وقابلة للاستمرار". واضاف في المقابل "من حق الشعب الفلسطيني ان تكون له دولة يمارس فيها سيادته". وشدد "اقول ذلك لان هذا ما اعتقده. لا يمكن احلال السلام بدون وقف الاستيطان".

وحرصا على "التوازن", سيزور الرئيس الفرنسي الثلاثاء بيت لحم بالضفة الغربية، للاجتماع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وتهدف هذه الزيارة بحسب باريس الى "اظهار دعم" فرنسا له بعدما ضعف موقعه بفعل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة. وكان ساركوزي اوضح في مقابلة نشرتها صحيفة القدس الفلسطينية الاثنين ان تجميد الاستيطان ينبغي ان يشمل القدس الشرقية ايضا. ويشكل الاستيطان ولا سيما في القدس الشرقية التي تعتزم اسرائيل ابقاءها تحت سيادتها, العقبة الكبرى في وجه عملية السلام.وقال ساركوزي امام النواب الاسرائيليين "لا يمكن تحقيق السلام ان لم يقاوم الفلسطينيون انفسهم الارهاب (..) ولا يمكن تحقيق السلام بدون حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين (..) ولا يمكن تحقيق السلام بدون الاعتراف بالقدس عاصمة للدولتين".

وابدى ثقته بان "السلام ممكن" داعيا الاسرائيليين والفلسطينيين الى القيام بالخطوات الضرورية لتحريك عملية السلام.

وعرض ساركوزي على الطرفين قبل اسبوع من تولي بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي, مساهمة فرنسا واوروبا في جهود السلام وقال "يجب ان تعلموا ان في وسعكم الاعتماد على اوروبا لمساعدتكم في التقدم نحو اتفاق نهائي". وقال ان امتلاك ايران سلاحا نوويا "غير مقبول" بنظر بلاده وان فرنسا ستعمل على "قطع الطريق" امام كل الذين يدعون الى تدمير إسرائيل. واكد "اقولها بقوة, ان اقتناء ايران السلاح النووي امر غير مقبول بنظر بلادي". وقال "ان الذين يدعون بشكل مشين الى تدمير اسرائيل سيجدون دوما فرنسا في مواجهتهم لقطع الطريق عليهم (..) ستبقى فرنسا الى جانب اسرائيل حين يكون امنها ووجودها مهددين". وتابع "ان فرنسا مصممة على المضي مع شركائها في سياسة تزاوج ما بين عقوبات

متزايدة الشدة وصولا الى الانفتاح اذا ما اختارت طهران الالتزام بواجباتها الدولية". وفي سياق اخر, تمنى ساركوزي ان يبعث مشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي يعتزم اطلاقه في 13 يوليو/تموز خلال قمة في باريس, الامل بان "يتوقف اطفال المتوسط ذات يوم عن كره بعضهم وعن السعي منذ ولادتهم للانتقام لمآسي آبائهم". وقبل القاء كلمته في الكنيست, زار ساركوزي مع زوجته كارلا بروني والوفد المرافق له نصب ياد فاشيم الذي اقيم تكريما لذكرى ضحايا محرقة اليهود الستة ملايين. وحظي حضور السيدة الاولى الفرنسية الاحد بتغطية اعلامية لا تقل اهمية عن تغطية زوجها وعنونت صحيفة "اسرائيل هيوم" بروح الفكاهة "كارلا في اسرائيل ومعها زوجها" فيما نشرت هآرتس رسما كاريكاتوريا يظهر فيه ساركوزي مستاء من تهافت المصورين على زوجته.

 

النائب حبيش استنكر ما يتعرض له الشمال من "إرهاب مبرمج وغزوات مسلحة": ما يجري نتيجة الخطيئة الكبرى يوم استعمل السلاح في الداخل ضد أهل بيروت

وطنية - 23/6/2008 (سياسة) استنكر النائب هادي حبيش في تصريح "ما تتعرض له مناطق الشمال من إرهاب مبرمج عبر القيام بمعارك وغزوات مسلحة تعتدي على المواطنين وتنكل بهم، معتبرا أن ما يجري اليوم هو نتيجة الخطيئة الكبرى التي ارتكبت يوم استعمل السلاح في الداخل واعتدي على أهل بيروت، ما ولد كل هذه المعارك المتنقلة في المناطق وشحن النفوس بكل هذا الحقد والكراهية". وتمنى على "المراجع السياسية والروحية التدخل لمنع أي تدهور أكبر، وطالب القوى الأمنية بالحزم لإنهاء ظاهرة التسلح ومنع تكرار هذه الحوادث".

وقال: "ان اجتزاء اتفاق الدوحة وتقديم بند فيه على بند آخر لن يفيد أحدا بل سيضر الجميع ويتسبب بالمزيد من تضييع الوقت والعرقلة، لأن الاتفاق واضح لجهة تشكيل الحكومة مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية، وقبل البحث بموضوع قانون الانتخابات، الذي أيضا يبدو أنهم يسعون إلى تجزيئه هو الآخر بحيث يريدون تطبيق التقسيمات الإدارية وتجاهل الإصلاحات السياسية الأخرى التي وردت في مشروع قانون معالي الوزير فؤاد بطرس، طمعا بتحصيل منافع خاصة على حساب مصالح الناس". وردا على "من دأب في الأيام الماضية على ترديد مقولة "ابريق الزيت" أن المجلس سيد نفسه، تساءل النائب حبيش "هل أصبح المجلس اليوم سيد نفسه؟ وأين كانت سيادة النفس والاستقلالية حين أقفل المجلس بحجة عدم إمكانية التشريع بغياب الحكومة؟". واعتبر "في ذلك دغدغة مزيفة للشعور المسيحي، مقترحا على من يدعي المحافظة على حقوق المسيحيين أن يوظف جهوده بالعمل على فصل بعلبك عن الهرمل، ومرجعيون عن حاصبيا

 

حزب الله": سيرة "فخ التحرير"

نديم قطيش/من النهار

دخل "حزب الله" في عملية إجتياح بيروت والجبل وقد استكمل كل عناصر ازمته كفريق لبناني-اقليمي.

عام الفين، وقبل ذلك بقليل بدأ "حزب الله" يستشعر وطأة إنجازه المحتمل وهو التحرير. كانت اسرائيل قد أجرت إنسحاباً إختبارياً من جزين تحت عنوان "جزين اولاً" في سياق إختبار إمكانات فصل المسارين اللبناني والسوري بعد عقد من تلازمهما الذي أملاه التفويض الاميركي - السعودي لدمشق بإدارة "ملف" لبنان.

من يعود الى أدبيات ذلك الزمن يقع على مفارقة غير مسبوقة في تاريخ المقاومات. دولة إحتلال يخوض المرشح لرئاسة حكوماتها، إيهود باراك آنذاك، معركة شعبية مؤيدة للإنسحاب من لبنان في مقابل دولة محتلة تخشى ومقاومتها من "فخ التحرير" ولم يكن اللبنانيون قد سمعوا بمزارع شبعا حينذاك الا همساً.

"فخ التحرير" هذا، والمصطلح مركب من وصف لوزير الخارجية السورية حينها فاروق الشرع، تزامن مع إنهيار أفق السلام السوري - الاسرائيلي في أعقاب إنهيار قمة جنيف بين الاسد الاب وكلينتون في العام 2000، بل الاصح ان الانسحاب كان نتيجة الانهيار، ثم ما لبث ان توفي الاسد بعد اسبوعين تاركاً سوريا في عهدة نجله بشار.

شهدت هذه الفترة الاصطدام الجدي الاول بين "حزب الله" وإنجازات المقاومة لا لكون التحرير وضع السلاح موضع تساؤل من قبل قوى لبنانية اساسية وحسب بل لأنه سرعان ما أخل بالتوازنات الاسرائيلية - السورية وبموجبات التواطوء الضمني بينهما حيال اقتسام السيادة اللبنانية كما ارستها نتائج الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 وتم ترسيخها عام 1987 اثر الدخول السوري الثاني الى بيروت. شعر الحزب المرابط عند اطراف الوطن ان اللعبة الداخلية تستدعيه للانضباط تحت سقفها وموجباتها فكان ان تنصلت المقاومة بفتح أفق جديد لعملها وتحالفاتها والتزاماتها الاقليمية من خلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وملف الاسرى.

وما لبث النظام السوري ان اضاف الى جدول اعمال "حزب الله" وظيفة جديدة أو بالاحرى فعّل وظيفة لم تكن بهذه المركزية قبل التحرير وهي اعاقة المسار السيادي الباطني للرئيس المقتول غيلة رفيق الحريري. إذذاك انضبط جزء من ايقاع عمل "حزب الله" العسكري على وقع موجبات ضبط الحريري فكانت العمليات العسكرية التي اتخذت صفة "تذكيرية" تهدف بين ما تهدف اليه الى تذكير الحريري بعدم الذهاب بعيداً في لعبته المفضلة: تثبيت لبنان على الخريطة الدولية كدولة-نموذج وشحن طاقته الاقتصادية والمالية بعوامل استقلال غير عدائي عن سوريا.

كان الهاجس غير المعلن، منع التقاء مشروع الحريري بالحالة الاستقلالية التي عبر عنها بيان المطارنة المورانة في ايلول 2000 ومن ثم وليد جنبلاط من داخل البرلمان اللبناني. أخضع هذا الفصل الجديد في مسيرة "حزب الله" شعبية الحزب الداخلية لتآكل كان كل شيء يوحي بأنه متنامٍ ومستدام.

في المقابل شهدت هذه الفترة نفسها عجز الدولة اللبنانية عن مواجهة "حزب الله" او فتح السجال معه ضمن المؤسسات حيال مستقبل السلاح كما كان ينبغي لأي دولة أن تفعل. بل نجح الحزب في تحويل الدولة وطاقة الرئيس رفيق الحريري تحديداً الى "دشمة" صلبة في مواجهة الهجمات الدولية عليه. هكذا كان الحريري عراب حماية "حزب الله" بعد جريمة غزوتي واشنطن ونيويورك في 11 ايلول من العام 2001 مع ما جلبه هذا الحدث من التباس كوني بين مفهومي الارهاب والمقاومة.

استفاد "حزب الله" آنذاك من كثرة خصوم الحريري العائد الى الحكم عام 2000 بإنتصار نيابي كاسح مناهض في جزء من تكوينه لسوريا وبكامله للرئيس السابق اميل لحود. فكان ان خبت قليلاً المعارك المباشرة بين الطرفين لمصلحة نمو المعركة بين سوريا والحريري عبر حصة سوريا في الحكومات التي شكلها الحريري وعبر حصتها في الطبقة السياسية في البلد.

اصلاً كان "حزب الله" يعيش في تلك المرحلة تحت ضغط العناوين المتلاحقة على المستوى الدولي والاقليمي. في العام 2002 تم الكشف للمرة الاولى عن البرنامج النووي الايراني مع ما لهذا الكشف من طبيعة تغييرية لنوعية العداء بين واشنطن وطهران.

ثم كان من الواضح ان المنطقة برمتها تدخل مساراً له ما قبله وله ما بعده. فحين جاء استحقاق "عملية حرية العراق" بقيادة واشنطن لاطاحة صدام حسين، جاء معه فصل جديد من فصول ازمة الحزب. ففيما كانت طهران تستعجل الحرب، كما بتنا نعلم اليوم للتخلص من عدوها اللدود صدام حسين، كان "حزب الله" يدعو قبل العملية الى "طائف عراقي" للمصالحة بين صدام حسين (نظامه صاحب شعار لا شيعة بعد اليوم) وتشكيلات المعارضة العراقية. اما سوريا (جسر العبور بين طهران وحارة حريك) فكانت تحيا هاجس ان تكون الهدف التالي لثورة جورج بوش. كان هذا التناقض بين العداء لواشنطن والتنسيق معها لإجتياح العراق جزءاً من طبيعة السياسة الايرانية، لكنه تناقض يمكن دولة بحجم ايران ان تتحمله فيما لا طاقة لحزب كـ"حزب الله" على احتماله من دون خسارة جسيمة في صورته وموقعه وهو ما حصل بالفعل.

يومها جاءت الردود على "حزب الله" من لدنه اي من شيعة العراق التواقين الى بناء دولة لا مكان فيها لصدام حسين. ويومها ايضاً شعر "حزب الله" انه للمرة الاولى في تاريخ عمله السياسي والمسلح يواجه معادلة شيعية موالية لمن يناهضهم "حزب الله" ويناصبهم العداء.. "الشيطان الاكبر".

مضت الاستحقاقات اسرع من قدرة "حزب الله" على التأقلم مع تناقضاتها لا سيما تلك التي طبعت العلاقة الايرانية - السورية منذ ما بعد اسقاط نظام صدام حسين. كان الحزب في توتره اقرب الى توتر سوريا منه الى رشاقة طهران فيما كان حجمه الذي ترجمته الانتخابات البلدية عام 2004 مصدر قلق لسوريا التي يقال بأنها عاقبته "بأعمال شغب" في حي السلم بعد ايام قليلة من انتهاء الانتخابات البلدية اللبنانية.

هكذا حين حل الاستحقاق الرئاسي في العام 2004 وجد "حزب الله" نفسه اشد المتحمسين للخيار السوري بالتمديد لإميل لحود في مواجهة مخاض ولادة القرار 1559 القاضي بين بنوده بانسحاب سوريا من لبنان وتجريد الحزب من سلاحه تحت عنوان نزع سلاح الميليشيات. كان الحزب يعرف ان التآكل الحاصل في الالتفاف الوطني حول سلاحه قد بلغ مدىً متقدماً بحيث انه فضل الضمانة السورية التي يوفرها بقاء الجيش والاستخبارات السورية في لبنان على اي ضمانة اخرى.

وحين حصل التمديد لإميل لحود ادرك الرئيس الحريري ان مخاوفه حيال سلاح "حزب الله" باتت واقعاً. كان التمديد بين اشياء كثيرة عناها يعني ان الحزب اتخذ القرار باستخدام سلاحه مباشرة في اللعبة السياسية الداخلية أي في لعبة ادارة النظام السياسي في لبنان. كان القرار السوري مغطى بسلاح "حزب الله" بشكل لا لبس فيه. يومها فاتح الحريري حلفاء واصدقاء بهذه الهواجس في سياق تبرير تصويته لمصلحة قرار دمشق بالتمديد لاميل لحود. لم يعرف الا قليلون حينها ان عين الحريري كانت على سلاح "حزب الله" وهو يصوت اكثر منها على سطوة دمشق ومخابراتها في لبنان. يومها فهم الحريري الرسالة. لم يكن قرار التمديد لإميل لحود قراراً سياسياً في دمشق وحسب بقدر ما كان قراراً عسكرياً وأمنياً إتخذه "حزب الله" في بيروت.

حتى قرار التمديد كان "حزب الله" يواجه ازمة الحضانة الشعبية لسلاحه وأزمة تبرير مشروع المقاومة اما بعد قرار التمديد فبات "حزب الله" في مواجهة السؤال المضمر عن علاقة سلاحه باللعبة السياسية الداخلية. ما اسس للطلاق لاحقاً بين "حزب الله" وسلاحه وبين لبنانيين كثر على الرغم من كل محاولات ردم الهوة من قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري والسيد حسن نصرالله.

في هذا السياق جاء اغتيال الحريري ليشكل أقسى امتحانات "حزب الله" لا سيما وان الحملة عليه قبل اغتياله ركزت على ملفين: نيات سلبية مفترضة حيال المقاومة وأخرى حيال سوريا. لم يطل الاتهام السياسي بالمسؤولية عن الجريمة "حزب الله" لكن مزاجاً شعبياً عريضا يتجاوز جمهور رفيق الحريري الكلاسيكي إنتظر موقف الحزب من الجريمة ليتفاجأ بمسيرة "شكراً سوريا". وضع خطاب 8 آذار 2005 الحزب في حالة تصادم مع مشاعر ومزاج لبناني شكل فيما بعد أكبر إنتفاضة سلمية في المشرق العربي ترفع شعارات الحرية والسيادة والاستقلال وتطالب بمحاكمة قتلة الرجل الذي صار منذ تلك اللحظة اسماً آخر للبنان. لم تكن الشكوك قليلة حيال سلاح "حزب الله" ولا حيال مشروعه ولم تكن الاسئلة حول علاقته بسوريا من النوع الذي يمكن القفز فوقه، كما في السابق، لا سيما مع الاتهام السياسي والشعبي لدمشق بالمسؤولية عن الجريمة في إنتظار التحقيق والمحكمة.

من المهم هنا التنبه الى ان لحظة ولادة الطلاق لم تتزامن مع الجريمة رغم كل ما تأسس لها في السابق بل أعقبت تظاهرة 8 آذار. ولم يكن التحالف الرباعي لاحقاً الا محاولة تعايش قسرية مثله مثل الحوار الوطني قبل الاعلان النهائي عن الطلاق الذي كرسه في ما بعد إدخال لبنان في حرب تموز 2006 وما جرته على لبنان من ويلات وإختلافات سياسية واستراتيجية لها صلة بمفهوم الدولة ومشروعها وعلاقة لبنان بالصراع مع اسرائيل.

إنكشف الصراع حينها على عناوين كان "حزب الله" يحرص على تمويهها وهي تتصل بعلاقته بالنظام السياسي وتحديداً بتركيبة العقد السياسي والاجتماعي في لبنان المؤسس له في اتفاق الطائف. فخلال جولات الحوار في سياق المبادرة العربية والفرنسية كانت تطفو على سطح النقاش تعبيرات غير مباشرة عن برم "حزب الله" بالتركيبة السياسية وهو ما كان يترجم اما ببالونات اختبار حيال المثالثة في الحكم او بمطالب مباشرة بمنح "المعارضة" (الاسم الحركي لـ"حزب الله") الثلث المعطل اي حق الفيتو داخل المؤسسة التنفيذية في النظام السياسي. استمر التبرم من النظام السياسي على ثبات طوال العام 2007 تحت عنوان المشاركة في الحكم والحصول على الثلث المعطل بالتوازي مع تحريم النقاش حول السلاح الى حد التخوين.

ولم يأبه حزب الله وهو يخوض هذه المعركة-الأزمة الى العطل البنيوي الذي يعتري اداءه السياسي. فإذا كان مطلب المشاركة في النظام التوافقي يتطلب التساوي بحق النقض بين الطوائف وإذا كان حزب الله يحتج لإفتقار الطائفة الشيعية لهذا الحق من داخل المؤسسات فإنه تعمد غض الطرف عن ان الفيتو المسلح الذي بحوزته يشكل هو الآخر اختلالاً في بنية النظام الائتلافي التوافقي مما فاقم المخاوف من حقيقة مطالبه. فأن يضم حزب الله السلاح الى حق النقض يعني امراً من إثنين إما أن الحزب يتطلع الى حق النقض لحماية السلاح ضمن الدولة المركزية وإما انه يريد الاثنين لضمان متطلبات بناء دولته بالتوازي مع متطلبات المشاركة في الدولة المركزية.

هكذا وجد الحزب نفسه أمام إنسداد حاد في طوق الأزمة المحيط به. ضعف يعتري مشروعية المقاومة والحماسة لها، إنقسام مذهبي فاقمت حرب تموز من حدته بعد الموقف-الفضيحة من جريمة إغتيال الرئيس الحريري والمحكمة الدولية، وعجز عن ترجمة فائض القوة العسكرية الى مكتسبات سياسية في النظام.

الى ذلك تضاف بالطبع الزلازل الباطنية التي تضرب الارضية الاقليمية التي يتحرك عليها "حزب الله" ليس اقلها إغتيال القائد العسكري الاول في الحزب عماد مغنية على بعد امتار قليلة من مكاتب كبار المسؤولين الامنيين السوريين، ثم الاعلان عن المفاوضات السورية الاسرائيلية وما يحكى عن تفاهمات الحد الادنى بين واشنطن وطهران في الملف العراقي.

دفع هذا المناخ "حزب الله" الى التعامل مع الازمة بتعميقها على امل خلق واقع يتيح له معطيات جديدة للمناورة فكان الخيار بالإستخدام العلني للسلاح في الداخل بعد إستخدام ضمني له في تغطية القرار السوري بالتمديد للحود.

في القراءة الموضوعية لنتائج غزوة بيروت والجبل نجح "حزب الله" مؤقتاً في ترسيم حدود العناوين المحرمة كما في "فرط" العملية السياسية في لبنان تحت عنوان "التوافق" واستحصل على اعتراف بإمكان "تطوير" النظام السياسي في لبنان في إتجاه منح إمارته ثلثاً معطلاً في الدولة المركزية. غير ان هذه المكتسبات لا تزال تقع في خانة المحتمل الذي ينبغي ان تتوافر له شروط اقليمية ودولية لا يملك "حزب الله" متطلبات انضاجها. في المقابل عمقت الغزوة من ازمة الحزب حيال كل العناوين الأزموية قبل 7 ايار 2008. هذا استنتاج يستدعي القلق لأنه يستدعي السؤال عن ثمن إستيعاب الحزب لعمق الازمة، والثمن في مثل هذه الحالات ليس تفصيلاً.

نديم قطيش