المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم الخميس 26 حزيران 2008

إنجيل القدّيس لوقا .20-17:10

ورَجَعَ التَّلامِذَةُ الاثنانِ والسَّبعونَ وقالوا فَرِحين: «يا ربّ، حتَّى الشَّياطينُ تَخضَعُ لَنا بِاسمِكَ».فقالَ لَهم: «كُنتُ أَرى الشَّيطانَ يَسقُطُ مِنَ السَّماءِ كالبَرْق. وها قَد أولَيتُكم سُلطاناً تَدوسونَ بِه الحَيَّاتِ والعَقارِب وكُلَّ قُوَّةٍ لِلعَدُوّ، ولَن يَضُرَّكُم شَيء.ولكِن لا تَفرَحوا بِأَنَّ الأَرواحَ تَخضَعُ لَكُم، بلِ افرَحوا بِأَنَّ أَسماءَكُم مَكْتوبَةٌ في السَّموات».

 

مصدر سياسي: الاستعدادات الانتخابية خيبت آماله... وعلاقاته المسيحية إلى مزيد من التدهور 

عون يتخبط في مواجهة خسائره المتتالية ونوبته "الهستيرية" أثارت استياء حلفائه 

بيروت - "السياسة": توقفت الأوساط اللبنانية عند نوبة الهستيريا السياسية الجديدة التي أصابت النائب ميشال عون في الأيام الأخيرة في محاولة لتفسيرها ومعرفة أسبابها, علماً أنها ليست "النوبة" الأولى ولن تكون الأخيرة, ولكن ما ميز المواقف الحادة لعون هذه المرة, هي أنها أزعجت الحلفاء قبل الخصوم وأصابته بضرر بالغ في علاقاته السياسية داخل قوى "8 آذار" التابعة لنظام دمشق. مصدر سياسي وإعلامي بارز على الساحة المسيحية, عرض ل¯"السياسة" جملة من الوقائع قد تفسر التصعيد النوعي الذي بدأه عون ضد موقع رئاسة الحكومة وطال بشظاياه حتى الشخصيات السنية المحسوبة على "المعارضة", ثم انتقل ليطال شخص الرئيس المكلف فؤاد السنيورة بتهجم شخصي وصل حد التهديد. أولاً: تناهت إلى عون معلومات عن بدء استعداد مسيحيي قوى "14 آذار" للانتخابات النيابية وخصوصاً في دائرتي المتن وكسروان جبيل, وتبلغ أن هذه القوى بصدد إحياء صيغة لقاء "قرنة شهوان" تحت الرعاية غير المباشرة للبطريرك الماروني, الذي يبارك في المبدأ أي تجمع مسيحي ينخرط في مشروع الدولة وليس ضدها. وعلى خط آخر, بدأت الاستعدادات للمعركة الانتخابية في مناطق مسيحية أخرى, وخصوصاً في الدائرة الأولى في بيروت وهي الدائرة المسيحية التي ظن عون أثناء مؤتمر الدوحة أن باستطاعته الفوز بها.

وفي موازاة ذلك, تحركت قوى "14 آذار" استعداداً لمناقشة قانون الانتخاب في مجلس النواب, من خلال اقتراح فصل الأقضية التي لم يلحظها اتفاق الدوحة ليتحرر الصوت المسيحي فيها, وهي مناطق أغفلها عون مثل مرجعيون, وحاصبيا, وبعلبك, والهرمل, والبقاع الغربي وراشيا, إرضاء لحلفائه في "حزب الله" وحركة "أمل".

ثانياً: في مواجهة الخصوم أوعز عون لمناصريه الاستعداد بدورهم لخوض الانتخابات في المناطق الحساسة, خصوصاً في المتن, وطلب من الماكينات الانتخابية دراسة أخطاء المعركة الفرعية التي حصلت العام الماضي, والتي كاد عون يخسرها لولا آلاف الأصوات التي منحه إياها ميشال المر و"حزب الطاشناق" الأرمني, كما طلب عون تجديد الطاقم الانتخابي في هذه المنطقة بالذات, ولكن المفاجأة الكبرى للجنرال كانت في أن عدداً من كوادره السابقة تركوا "التيار الوطني الحر", ولم يتوفر بدلاء لهم حتى الآن, لأن حالة الاستياء التي سادت التيار منذ أشهر ضد استئثار وغطرسة صهره جبران باسيل, انعكست على كل فاعليات المتن وشبابه.

ثالثاً: لم يستطع عون حتى اللحظة حسم خياراته بشأن أسماء الوزراء الذين سيمثلونه في الحكومة, على افتراض أنه سيسهل مع حلفائه تشكيلها, حيث أثار قراره توزير النائب نبيل نقولا المقرب جداً منه رفض كوادر التيار, لأن ذلك مخالف لقاعدة وصفها عون بنفسه وهي عدم جمع الوزارة والنيابة معاً, كما أن توزير صهره باسيل زاد الطين بلة, ما جعل عدداً من نواب تكتل "التغيير والإصلاح" يعترضون داخل اجتماع مغلق على المسألة.

رابعاً: علم عون أن نواب تكتله يعملون كلا على حسابه الخاص في موضوع الخدمات, وقد بادر عدد منهم إلى طلب خدمات معينة من وزراء في الحكومة المستقيلة وخصوصاً من وزارات الأشغال العامة والنقل والصحة, لتقديمها إلى المحاسيب من دون المرور بمكتب الخدمات الذي أنشأه "التيار الوطني" لنوابه مباشرة بعد انتخابات 2005.

خامساً: أطلق عون موقفه ضد صلاحيات رئيس الحكومة في اليوم نفسه الذي أعلن فيه مع بعض الحلفاء اللقاء المسيحي - الوطني, وأمل أن يثير هجومه ردود فعل مؤيدة في الشارع المسيحي, ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفنه, إذ أن توحد رموز الطائفة السنية من موالاة ومعارضة على انتقاده والتنديد بمحاولة المس بالدستور واتفاق الطائف, أثارت مخاوف لدى عدد من الأحزاب والفاعليات المسيحية فانكفأوا من الانضمام إلى اللقاء.

وعليه, فإن عون أمام خيار الاكتفاء بما لديه, أي سليمان فرنجية والياس سكاف و"حزب الطاشناق", أو إلغاء المشروع برمته, وذكرت معلومات صحافية أن الموعد المحدد لإطلاق الجبهة في 4 يوليو المقبل سيؤجل.

سادساً: انقطعت خطوط التواصل بين عون ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان, بعد أن تأكد للثاني أن الأول لن يتراجع عن شروطه التعجيزية لتسهيل تشكيل الحكومة وأهمها انتزاع وزارة الدفاع من الرئيس, ووجد عون نفسه محرجاً مسيحياً لأنه يقارع الموقع السياسي الأول للمسيحيين الذي يمثله رئيس الجمهورية, فحاول صرف المعركة صوب رئيس الوزراء السني, ولما علم أن البطريرك الماروني استنكر هذا الهجوم, رد عليه بمقاطعة احتفال تطويب الأب يعقوب الكبوشي فلم يحضر نكاية بالبطريرك وبالرئيس.

سابعاً: تبلغ عون من مصادر ديبلوماسية استياءً عربياً من هجومه التخريبي على الدستور والطائف, وهو الأمر الذي جعل المسؤولين القطريين يترددون في التدخل مجدداً لحل أزمة تشكيل الحكومة, ولما طلبت المعارضة هذا التدخل اضطر عون إلى "توضيح" موقفه فحاول التراجع عن موضوع الصلاحيات ولكنه ركز هجومه على شخص الرئيس السنيورة, وكان سبق هذا التراجع تولي حليفه "حزب الله" على لسان مسؤول العلاقات الخارجية نواف الموسوي الهجوم بدلاً منه, على السعودية, راعية اتفاق الطائف, مترافقاً بتهديد مباشر لإحدى أكبر الطوائف اللبنانية (الطائفة السنية).

وتوقع المصدر السياسي والإعلامي البارز على الساحة المسيحية, استمرار تخبط عون في الأشهر المقبلة إذ أن استطلاعات الرأي في غير صالحه, ولا سيما في المعقل الماروني الأهم في لبنان كسروان, وعلاقته برئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية في تدهور مستمر, أما علاقاته بحلفائه فليست بأحسن حال لا سيما مع الرئيس نبيه بري, وبعض الشخصيات السنية المعارضة, ولا يبقى أمام الجنرال سوى التفاهم مع "حزب الله" الذي بات عبئاً عليه شعبياً, وإن كان طوق نجاته الوحيد سياسياً.

 

الغالبية تتهم المعارضة بتفجير الوضع الأمني لحسابات انتخابية

مصادر أمنية لـ "السياسة": مسلحو "حزب الله" ينتشرون على طول سلسلة جبال لبنان الغربية 

 بيروت - "السياسة":مع دخول الاشتباكات في الشمال مرحلة الهدنة بعد أن نجحت مغاوير الجيش وفهود قوى الأمن الداخلي بالانتشار في مناطق الاشتباكات للفصل بين المتقاتلين, كشفت مصادر أمنية ل¯"السياسة" عن انتشار مسلح للميليشيات التابعة للمعارضة على طول سلسلة جبال لبنان الغربية, ابتداءً من التلال الشمالية لجبل الكنيسة المشرفة على معبر ظهر البيدر, مرورا بتلال ترشيش وبعض المواقع الستراتيجية في جبل صنين, وصولاً الى جرود جبيل, وفي معظم القرى الشيعية في المنطقة, ربطاً مع حالة الاستنفار للحزب القومي في مناطق عدة من قرى قضاء الكورة وعناصر من "تيار المردة" التابعة للوزير السابق سليمان فرنجية, بالاضافة الى التحضيرات العسكرية الجارية على قدم وساق في مناطق نفوذ "حزب الله", في نيحا وفي تلال مشغرة وجبل الريحان والضاحية الجنوبية, ما يؤكد أن شيئاً ما يحضر عسكرياً. هذا الانتشار العسكري لقوى المعارضة يأتي بالتزامن مع التصاعد في لهجة المواقف والتصريحات السياسية لعدد من أركان قوى "8 آذار" بعد الاجتماع السري لقادتها يوم الجمعة الفائت الذي جمع السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري والوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون, الذي لا يمر أي يوم من دون أن يدلي بموقف جديد على طريق وضع العصي والشروط والتعجيزية أمام التشكيلة الحكومية المرتقبة, وانتقاله الى الهجوم المركز على شخص رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة, فضلاً عما كان نائب الأمين العام ل¯"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم, قد أشار اليه, من أن المقاومة مشروع لا يمكن أن ينتهي بانتهاء احتلال اسرائيل لمزارع شبعا, مطالباً الفريق الآخر ب¯"التعامل معها على هذا الأساس", اضافة الى الموقف الناري الأخير الذي عبر عنه مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب نواف الموسوي, متجاوزاً كل الخطوط الحمر, لدرجة جعلت الكثير من قيادات الأكثرية وبالتحديد نواب الشمال يعتبرون أن ما جرى في طرابلس كان نتيجة لهذه المواقف التصعيدية من قبل المعارضة, التي لم تخفِ نواياها بعد بالاستمرار في مشروعها الانقلابي, لتغيير المعادلة السياسية على الأرض رغم ما اتفق عليه في الدوحة باعتباره مدخلاً للحل السلمي المرتقب.

ورأت مصادر الأكثرية, "أنه اذا كانت الأحداث المتنقلة من سعدنايل البقاعية الى باب التبانة الشمالية, تهدف الى تحييد مناطق الاصطياف في بيروت والجبل, ولو مرحلياً, حتى انتهاء الموسم, كي لا يتهم "حزب الله" بأنه أخل بالوعد الذي قطعه أمينه العام, بما أسماه الهدنة الطويلة التي قد تستمر طيلة الصيف افساحاً في المجال للاستفادة من هذا الموسم, وانعاشاً للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان لاخراجه من غرفة العناية الفائقة, فان كل الوقائع الميدانية على الأرض تشير الى عكس ذلك تماماً وتنذر بتجدد الأعمال العسكرية في أكثر من منطقة, مهما حاولت مصادر المعارضة التقليل من خطورة ما يجري وادراجه في خانة الحماية الوقائية من ضربة قد تشنها الأكثرية على مناطق تواجدها هذه, بعد ورود معلومات تفيد بذلك".

ولم تر مصادر الأكثرية أي مبرر لما يجري في الشمال, وما جرى في سعدنايل, وما قد يحصل في أماكن أخرى, الا مزيدا من الامعان في التخريب الأمني بهدف ارهاق الجيش اللبناني أولاً, وتبديل موازين القوى ثانياً, لأن ما يجري على الأرض ينطلق من خلفية انتخابية, كون المعركة قد بدأت ولا خوف لدى المعارضة من خسارة "حزب الله" وحركة "أمل" في الجنوب والبقاع الشمالي, لكن المعركة الحقيقية بالنسبة للمعارضة تدور حول المقاعد المسيحية, وقدرة العماد عون والوزير السابق سليمان فرنجية بالحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد المسيحية في جبل لبنان والشمال وبيروت.

اذاً هذا هو لب المعركة بحسب مصادر الأكثرية, التي باتت متأكدة أن كل ما يقوم به العماد عون والوزير فرنجية يندرج في هذا الاطار ويحظى بدعم مطلق من "حزب الله", ودعم غير معلن من حركة "أمل".

وعلى هذا الأساس, يحاول رئيس "التيار الوطني الحر" تصويب سهامه تارة ضد الرئيس السنيورة لاحراجه واخراجه, وهو لم يفشِ سراً بالاعلان عن رفض المعارضة تكليف السنيورة بتشكيل الحكومة واصفاً التكليف بالخرق الأول لاتفاق الدوحة, كما واصل هجومه على آل المر بعد فك التحالف بينهما, ولهذا يريد "جنرال الرابية" أن يجعل النائب ميشال المر يندم على موقفه من خلال وضع فيتو على توزير نجله الياس بابعاده عن وزارة الدفاع وعن نيابة رئاسة مجلس الوزراء, وهذا ما يسعى اليه عون الذي يبحث عن آخر ليكون نائباً لرئاسة مجلس الوزراء, عوضاً عن الوزير المر, لكن طرحه هذا يصطدم باصرار رئيس الجمهورية ميشال سليمان المتمسك بالوزير المر واسناد وزارة الدفاع له, بعد التنسيق شبه الكامل والمستمر معه في الفترة التي كان فيها قائداً للجيش والمر وزيراً للدفاع.

في السياق عينه, ندد عدد من نواب الشمال بما جرى في طرابلس محملين "حزب الله والمعارضة مسؤولية وصول الأمور الى هذا المنحى الخطير", ومعتبرين "أن القصف المدفعي الذي تعرضت له مدينة طرابلس من منطقة جبل محسن, يعبر بشكل واضح عن خلفية حاقدة سقطت معها جميع الحرمات".

وقد حمل النائب مصباح الأحدب "حزب الله والمعارضة مسؤولية كل ما جرى في طرابلس من أجل تشجيع طرف ثالث على دخول المعركة, كي يكون لهما المبرر لما قاما به ويقوم به أعوانهما ضد الأهالي الآمنين في باب التبانة ومحيطها, واصفاً "الوقائع الميدانية على الأرض بأنها تعبير صادق عن الاعتداءات التي تعرض لها المواطنون الآمنون بعد أن استهدفت بيوتهم وأرزاقهم, كما جرى في الوقت عينه ابعاد الضرر عن المؤيدين لهم".

أما عضو كتلة "المستقبل" في الشمال النائب مصطفى علوش, فدان الجرائم البربرية التي ارتكبتها المعارضة ضد المواطنين الآمنين في باب التبانة, في محاولة مشبوهة لتحريك الغرائز المذهبية, نافياً "دخول طرف ثالث في المعركة, أما اذا كان يقصد بالسؤال دخول عناصر سلفية للقتال الى جانب الموالاة, فان هذا الاتهام مرفوض, لأن لا وجود لعناصر سلفية قاتلت الى جانب تيار "المستقبل", الا اذا جرى ذلك في حالة الدفاع عن النفس".

واتهم زميله في الكتلة النائب سمير الجسر "حزب الله بنقل المعركة الى طرابلس لتخفيف الضغط عنه في مناطق البقاع الأوسط وبيروت والجبل, ولتطمين حليفيه عون وفرنجية بقدرته على دعم حلفائه بالمال والسلاح أينما وجدوا, وذلك بهدف تعزيز موقعهم الانتخابي في مناطق تواجدهم".

أما المسؤول السابق في التيار العوني بالشمال بسام آغا فوصف "ما يجري بأنه محاولة لانهاك الجيش والهائه عن أداء دوره ورسالته من خلال احداث فتن متنقلة, واعادة تكليفه بحفظ الأمن, في وقت يتواجد أكثر من نصف عديده في الجنوب, وذلك لأن الجيش اللبناني ومنذ أحداث نهر البارد يتعرض لمؤامرة مبرمجة للحد من دوره في حفظ الأمن في لبنان". واعتبر أن "استنفار الجيش وقوى الأمن الداخلي في الشمال, ليس سوى هدنة على خلاف ما يعتقد البعض بأن الاشكال الأمني تمت معالجته بشكل نهائي, لأن هذه الهدنة يمكن أن تنهار ساعة تريد المعارضة ذلك".

 

الواقعية" الأميركية في لبنان لم تجر الى دمشق أي تبديل

ثريا شاهين

المستقبل - الخميس 26 حزيران 2008

على الرغم من انتهاج الادارة الأميركية ما تصفه أوساط ديبلوماسية غربية بارزة، بالسياسة الواقعية تجاه لبنان، الا ان اي تعديل يذكر في سياستها تجاه سوريا أو تغيير لم يظهر، لاسيما منذ اتفاق الدوحة حتى الآن. وتقوم السياسة الواقعية هذه، على دعم المؤسسات خصوصاً أركان الحكم الجديد والجيش، ودعم الاستقرار في لبنان وأي مقتضيات يمكن ان يستفيد منها الاستقرار. ومن بين مظاهر هذا الدعم، اصبح لبنان ومنذ ثلاث سنوات ونصف السنة الدولة العربية الثالثة بعد العراق ومصر التي تستفيد من المساعدات الأميركية. انما لم تتزامن السياسة الواقعية للادارة حيال لبنان مع بوادر أو مؤشرات الى انفتاح ما على دمشق في المدى المنظور، لاسيما في ظل مناخ الاسترخاء الذي ساهمت المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل في خلقه ليس بين البلدين فحسب، انما أيضاً على المستوى الاقليمي.

وتفيد الأوساط ان الادارة الأميركية لا تزال على موقفها الثابت من النظام السوري، الذي تدعوه الى التعاون بايجابية مع المطالب الدولية قبل ان يتم أي تعديل في سياستها تجاهه. وتشير الادارة الى انها ليست في وارد التراجع عن سياستها ولو ان الفترة المتبقية من حكم الرئيس جورج بوش ستنتهي بعد نحو 5 أشهر من الآن. ولا يزال انعدام الثقة قائماً بين واشنطن ودمشق، بحيث ترى الادارة انها غير مضطرة لاجراء اي تغيير في سياستها مع سوريا حالياً ما دامت لم تغير اداءها. ودمشق، بحسب الأوساط، تعتبر انه من غير المجدي التعاون مع ادارة شارفت ولايتها على الانتهاء، وتفضل انتظار ادارة جديدة وما يمكن ان تكون عليه سياستها المرتقبة علها تحمل بعض التغيير الذي يناسبها.

وفي مسألة السلام في المنطقة، وما يحصل على الخط السوري ـ الاسرائيلي، جهدت الادارة في الآونة الأخيرة على خط المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي، الا ان جهودها لم تترجم الى وقائع. لكن واشنطن غير مكترثة لما يحصل على المستوى السوري ـ الاسرائيلي، انطلاقاً من تفضيلها عدم التدخل في أمور المسارات الأخرى للتفاوض مع اسرائيل، لا سيما المسار السوري، لأنها تعتبر ان مقاربة سوريا للسلام ليست استراتيجية، بل تكتيكية، وانها مهتمة بالعملية التفاوضية في حد ذاتها، وليس بالسلام. ولا تزال الادارة تمارس سياسة عزل سوريا، ولم ينتج شيء عن الضغوط التي قام بها الحزب الديموقراطي على الادارة لإعادة فتح الحوار مع دمشق. وتشير الأوساط الى ان جدية ما قد تكون عبر التفاوض السوري ـ الاسرائيلي الا انه لن يؤدي الى نتيجة حالياً، انما يمثل نوعاً من فتح الأبواب تحضيراً لمجيء الادارة، التي يكون امامها اتخاذ القرار، اما برعاية هذه المفاوضات توصلا الى اتفاق سلام، أو الاستمرار في سياسة عدم التورط في المسارات الأخرى.

ولا يمكن الجزم منذ الآن بسياسة الادارة الجديدة، بسبب وجوب انتظار ترجمة عناوين الحملات الانتخابية للمرشح الفائز، اثناء تولي السلطة، لكن الأكيد ان لا عودة الى الوراء في الملف اللبناني والثوابت الدولية حياله، وينسحب ذلك على رفض مبدأ المقايضة عليه. وتنعكس العلاقات الأميركية ـ السورية الراهنة، على واقع تنفيذ اتفاق الدوحة والعراقيل في وجه تأليف الحكومة، على الرغم من توقع تحرك ما لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في ضوء نتائج مقررات القمة الروحية، قد يكون على المستوى العربي، بحيث سيلقى دعماً كبيرا. وتتخوف الأوساط من استمرار العراقيل طلباً لأثمان جديدة بعد تمرير الرئاسة.

 

إيران تخسر مواقع وأوراقاً إقليمية وتصعّد في لبنان لإسقاط "اتفاق الدوحة"

"حزب الله" يستهدفُ الرئيس والجيش قدر استهدافه 14 آذار

نصير الأسعد

المستقبل - الخميس 26 حزيران 2008

في قراءة متأنية لعدد من التطورات الإقليمية مؤخراً، يمكن تقدير ان إيران تعتبر نفسها خاسرة من هذه التطورات. في العراق حيث تمضي الحكومة العراقية قدماً في الاتفاقية الأمنية بينها وبين الولايات المتحدة، لا شك انّ إيران التي رفعت الصوت عالياً ضدّ الاتفاقية، تعتبر انّ توقيعها يوجّه إليها ضربة سياسية كبرى. ذلك انّ الاتفاقية عند توقيعها، لا تؤدي فقط إلى تشريع "الوجود الأميركي" في العراق، بل إنّ توقيعها سيؤدي إلى "ترييح" واشنطن بما يمكّنها من "التفرّغ" لإيران... فضلاً عن سحب ورقة "المشاغلة" الأساسية لأميركا من يد طهران. وفي فلسطين، وبالرغم من البطء الذي يتّسم به مسار استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة أوضاع السلطة إلى ما كانت عليه قبل "إنقلاب غزّة" في حزيران من العام الماضي، فإنّ هذا المسار قد رُسم وهو معاكسٌ لما كانت الأمور عليه خلال عام.

خشية إيرانية من دينامية المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية

أمّا المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، فصحيحٌ انّ إيران ـ في موقفها الرسمي ـ لا تمانع في حصولها "خاصة إذا تمكنت سوريا عبرها من إستعادة الجولان"، وصحيحٌ انّ إيران ـ في العمق ـ إمّا لا تتوقّع وصولها إلى أي نتيجة، وإمّا أنّها لا تأمل في وصولها إلى أي نتيجة، بيد انّ طهران تخشى بقوة من "دينامية" هذه المفاوضات حتى لو كانت غير مباشرة حتى الآن. وبكلام آخر، فإن الخشية الإيرانية هي من إضطرار النظام السوري إلى "مراعاة" متطلبات مساره التفاوضي مع إسرائيل الذي يريد منه أن "يصله" بواشنطن، ما يجعل سوريا خارج حسابات المواجهة بين إيران وأميركا والمجتمع الدولي إذا كانت هذه المواجهة ستقع بالفعل.

تزايد إحتمال الضربة الإسرائيلية؟

في التطورات الإقليمية المتسارعة مؤخراً، تخسر إيران "مواقع" و"أوراقاً" إقليمية. ويحصل ذلك، في ظل تزايد الحديث عن ضربة عسكرية يمكن أن توجهها إسرائيل إلى إيران، بتنسيق مع الولايات المتحدة. وإذا كان صحيحاً انّ إيران لا تزال حتى اللحظة تستبعد عملاً عسكرياً ضدها، فإنّها "تسمع" بلا شك التهديدات الإسرائيلية المتنامية، و"تسمع" وتقرأ التقارير الآتية من واشنطن والتي تفيد انّ الجهة الأكثر تشجيعاً في أميركا لضربة عسكرية ضد إيران هي الحزب الديموقراطي، الأمر الذي يعني انّ هذا الإحتمال سيكون مطروحاً بقوة إذا فاز المرشح الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية ما لم تكن الإدارة الحالية قد أجازت الضربة في الفترة الفاصلة عن انتهاء ولايتها.

"حزب الله" ورقة تهديدية

وخسارة إيران هذه المواقع ـ الأوراق الإقليمية، يجعلها في هذه المرحلة تنظر من حولها فتجد انّ ورقتها الوحيدة الآن هي "حزب الله" في لبنان، فبِه تستطيع أن تصعّد وأن تهدّد.

ليس خافياً انّ إيران كانت وافقت على "إتفاق الدوحة" قبل العديد من تلك التطورات الإقليمية، وإذا بها بعد "إتفاق الدوحة" تكتشف تحولات ـ وإن تكن غير راسخة تماماً ـ تحصل في "فنائها" السياسي الحيوي. وفي هذا الإطار، يمكن قراءة "قرار إيراني" بـ"إسقاط" هذا الإتفاق أو "تعليقه". وكي يكون القرار "مدوّياً" أو كي يكون وقعُه مدوياً، يجب أن يكون تنفيذه "حامياً جداً" وأن يظهر من التنفيذ أن لا خطوط حمراً وأن لا عوائق وانّ كلّ شيء مباح ومتاح، بما في ذلك على مستوى "الخطاب" ونبرته، وعلى صعيد الإحتكاك المذهبي بـ"الحديد والنار"، وعلى صعيد التهديد بتوسيع "المعركة" إلى حدّ إستهداف دول عربية.

"الجناح السوري" حتى زيارة الأسد إلى باريس

في إطار هذا التصعيد الإيراني عبر "حزب الله"، لا بدّ من "ملاحظة" أنه يتم إشراك "الجناح السوري" فيه. وهذا الإشراك يحصل بـ"وسائل" عدة منها دفع "الجناح السوري" إلى الإنخراط فيه. ويستندُ ذلك، في السياسة، إلى انّ النظام السوري الذي قد يعتبر نفسه مستفيداً في حال فرض أمر واقع معيّن كما استفاد على ما يبدو من "غزوة أيار" للظهور بمظهر "معتدل" (!) قياساً إلى إيران، لم يعطِ بعدُ قراراً بتسهيل تنفيذ بنود "إتفاق الدوحة" لا سيما البند المتعلّق بتشكيل الحكومة. لكنّ إيران و"جناحها" يخشيان من أن تكون زيارة رأس النظام في دمشق إلى باريس الشهر المقبل محطة "فاصلة".

تأسست الدعوة الفرنسية إلى بشار الأسد على انه سهّل الإنتخابات الرئاسية اللبنانية. بيد انّه لا يستطيع أن "يواجه" ـ أي أن يلتقي ـ الرئيس نيكولا ساركوزي ولا يزال "إتفاق الدوحة" غير منفّذ بسبب تعطيل "المعارضة" بجناحيها. ولذلك ثمّة ما يشبه السباق مع الوقت لدى إيران و"حزب الله".

في ضوء المقدمات الإقليمية الآنفة، يمكنُ إذاً إستنتاج انّ لتصعيد "حزب الله" سياسياً وأمنياً في لبنان، بُعداً إيرانياً واضحاً.

"الهاوية" في الداخل اللبناني

بطبيعة الحال، ولأنّ إيران تعرف تماماً انّ التصعيد ضد التطورات الاقليمية لا يمكن أن يتخذ صيغة فتح الجبهة مع اسرائيل من جنوب لبنان، فهي ترعى التصعيد بواسطة "حزب الله" باتجاه الداخل اللبناني لاعبة ليس على حافة الهاوية بل في الهاوية وإسقاط "إتفاق الدوحة" يتطلب منع تنفيذ بنوده الدستوريّة والسياسيّة والأمنيّة التي تشكل مقدمات لنهوض الدولة، أي مقدّمات إستعادة البلد الى سياق طبيعيّ.

إضعاف سليمان و"هركلة" الجيش

في هذا السياق، لا تخفى الاستهدافات الحزب اللهيّة في اتجاهين رئيسيين.

رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مستهدف بالدرجة الأولى، لأن المراد منه حزب اللهيّاً ألا يكون توافقياً من ناحية، وأن يكون أسيراً للمعادلات المرسومة إيرانياً عبر "حزب الله" من ناحية ثانية، وألا يظن في أي لحظة من اللحظات أن في وسعه رعاية عملية قيامة الدولة على الأسس التي أوردها في خطاب القسم من ناحية ثالثة. ما ينشده "حزب الله" إذاً هو إضعاف الرئيس كي لا يشكل "حجر الزاوية" على الصعيد العام اللبناني.

والجيش والقوى الأمنية مستهدفون أيضاً. والتهديدات التي أطلقها مسؤولون في "حزب الله" في الآونة الأخيرة تؤكد هذا الاستهداف. غير أن ثمة ما هو أهم وأخطر من التهديدات الخطابية، أي العمليات العسكرية والأمنية المتنقلة التي لا تستنزف الجيش والقوى الأمنية فقط، بل تهدف الى "هركلة" الأمن الشرعي ووضعه في مواجهة مع الناس. أما عنوان "الولاء للمقاومة" فليس سوى مظلة لعملية تدمير منهجي لولاء القوى الأمنية للدولة. ولذلك فإن الحرب "الشعواء" التي يخوضها "حزب الله" من خلف الجنرال عون ضد عودة الوزير الياس المر الى وزارة الدفاع، إنما تهدف الى إجهاض جهود تطوير بناء المؤسسات العسكرية والأمنية في خدمة الدولة والمواطن.

من الطبيعي أن أكثرية 14 آذار مستهدفة لذاتها وفي حد ذاتها كونها "المشروع الآخر". بيد أن إستهدافها يصبّ في خانة إستهداف الرئيس سليمان، على أساس أن ضرب التوازن السياسي بالقوة العسكرية يضعفه و"يسجنه".

"هراكيري"

مما تقدّم، يتبيّن ان التصعيد الإيراني ضد التطورات الإقليمية، بواسطة "حزب الله" وعبر إسقاط "إتفاق الدوحة"، يدفّع البلد أثماناً باهظة بالتأكيد، لكنه في الوقت نفسه بمثابة تصعيد "مضطرب" أو "يائس". ذلك ان فريقاً يعتبر نفسه قوياً لا يمكن أن "يرمي" قوته على النحو الحاصل هذه الأيام، ولا يمكن أن يتصرّف على أساس "أنا ضرّاب سيوف" أو "أنا قبضاي" لأن "العقل من شجاعة الشجعان".. عادة.

 

ماذا يجري في وطن اللبنانيين؟

سعد الدين حسن خالد

المستقبل - الخميس 26 حزيران 2008 

بالرغم من كل أساليب التضليل والتعمية، التي تمارس اليوم في لبنان بشكل مأساوي وحزين، فإن معظم اللبنانيين ما يزالون متمتعين بنعمة الوعي ومتمسكين بوطنهم ويحرصون أشد الحرص عليه وهم من أجله مستعدون للمزيد من التضحية والمزيد من العطاء. هؤلاء اللبنانيون، ما يزالون لغاية اليوم، يملكون القدرة على التمييز ما بين الحق والباطل، وما بين الواقع والوهم، وما بين الخطأ والصواب. هؤلاء اللبنانيون هم في حيرة يتساءلون، وعن أجوبة مقنعة لتساؤلاتهم يفتشون وينقبون: فهل إن ما يجري في بلادهم هو أمر متأت من خلاف حول الأسماء المرشحة لتبوّؤ المناصب العليا المتنوعة في النظام السياسي، أم ان الخلاف الحقيقي والأساس هو حول النظام السياسي برمته، أم ان الأمر هو أبعد من ذلك بكثير وكثير؟. إن من حق اللبنانيين على قياداتهم أن يتم مصارحتهم بالحقيقة كما هي دون زيادة أو نقصان، ودون أي نوع من التعتيم أو التشويه، فالتلطي خلف أمور محددة من أجل نيل أمور أخرى لا علاقة لها بها، لن يخدم الواقع اللبناني بشيء ولن يعطي الحاضر الوطني سوى مزيد من الانقسام والتشتت والمزيد من الفوضى والضياع. لقد أنهى اتفاق الطائف خمسة عشر عاماً من الاقتتال الداخلي والحروب المؤسفة بين اللبنانيين ووزع مفاصل النظام السياسي في شكل واضح وصريح وجلي جعل من مختلف الطوائف اللبنانية شركاء في صناعة القرار السياسي في البلاد وفي إدارة شؤون الحكم بطريقة عادلة ومتوازنة... والدستور اللبناني هو دستور واضح في جميع قواعده ومندرجاته والتزاماته، وليس من الحكمة في شيء أن يتم تجاهله أو تعطيله أو التحايل عليه أو التعدي عليه في أي صورة من الصور، كما انه ليس من الحكمة في شيء أن يرضى أحد أن تفرض الظروف الإقليمية ـ الدولية الراهنة أو التي يمكن أن تستجد لاحقاً "تفسيراً جديداً" للدستور ينتج "نسخة إقليمية جديدة" تكون بديلة عن "نسخة إقليمية أخرى" كانت فرضتها ظروف إقليمية ـ دولية أخرى وتم تطبيقها رغماً عن إرادة اللبنانيين وفي شكل متعارض مع مصلحتهم العليا ومع الأهداف والغايات التي وضع الدستور من أجلها.

إن الاستمرار في سياسة الاستسلام لأمر ربط الأوضاع في لبنان بمستقبل الصراعات والحروب التي تدور في هذه الدولة أو تلك أو بنتائج الاستحقاقات الانتخابية والتطورات التي تجري في هذه الدولة أو تلك أو بمصير التحديات والمتغيرات التي تشهدها هذه الدولة أو تلك أو بطبيعة العلاقات التي تربط ما بين هذه الدولة أو تلك، لن يجدي اللبنانيين نفعاً ولن يجلب لوطنهم سوى المزيد من تفاقم الأوضاع والأزمات والمزيد من الخسائر والانهزامات.

وإذا كانت مسألة الصراع مع العدو الإسرائيلي هي مسألة جوهرية لا يمكن للبنان أن يتجاوزها أو يتجاهلها في ظل غياب السلام العادل والشامل الذي يعيد للعرب حقوقهم وأراضيهم وفي ظل استمرار إسرائيل بسياساتها العدوانية والإجرامية، فإن مسألة تفاهم اللبنانيين حول أطر وأساليب مواجهة هذا الصراع تتطلب منهم حداً أدنى من التماسك والوحدة بينهم بعيداً عن التدخلات من الخارج وفي إطار المصلحة الوطنية العليا التي لا يمكن أن تتحدد إلا من خلال الدولة ومؤسساتها الدستورية فقط التي هي بحكم القانون والدستور والعرف والمنطق الممثل الشرعي الوحيد لإرادة اللبنانيين ولرغباتهم وطموحاتهم.

إن أمر الاستمرار في سياسة الشتائم وتضليل المواطنين وتحريضهم ضد بعضهم البعض وإيهامهم بأن في البلد عملاء لهذه الدولة أو تلك ومؤامرات في اتجاه هذه الطائفة أو تلك وخيانات من هذه الفئة أو تلك وانقلابات من هذه المجموعة أو تلك، هو أمر غير مسبوق في الحد الخطير الذي وصل إليه والذي لم يشهده تاريخ السياسة والسياسيين في لبنان على مدى تاريخه الحديث والقديم.

إن تقديم جزء من الحقيقة في القضايا الوطنية إلى المواطنين على انه الحقيقة الكاملة يسلب الحقيقة نقاوتها ويشوه شفافيتها ويشل بصيرة المجتمع ويحد من قدراته في عملية تمييز الأمور بالشكل الصحيح الذي يخدم الوطن ويحقق نهضته وعمرانه.

إن بعض ما يجري بين الحين والآخر من تراشق سياسي موضوعي ومسؤول يتناول مستقبل عمل المقاومة في الوطن هو أمر لا يجب أن يوضع في إطار التعدي على حق الشعوب المشروع بتحرير الأرض من الأعداء المحتلين أو في إطار التعدي على الإنجازات المشرّفة للمقاومين أو التعدي على دمائهم وتضحياتهم التي من المؤكد انها لا تلقى من اللبنانيين إلا كل تقدير وامتنان واحترام، بل ان ما يجري يجب أن يلقى تفهماً واحتضاناً من الجميع وأن يوضع في إطار النقاش الوطني الصريح الهادئ والمشروع الذي يتناول مسألة بالغة الحيوية والأهمية والحساسية وهي مسألة محصورة في مدى أحقية وصوابية استقلال المقاومة في قرار تحولها الآني أو المستقبلي من قوة تحريرية أنجزت مهمة التحرير بنجاح إلى قوة دفاعية متطوعة في مهمة وقائية هي في الأصل وفي القانون والدستور وفي العرف والتجارب من مهام الجيوش الوطنية في الدول التي تتولى حصراً هذا النوع من المهام والأعمال.

ان معالجة هذا الموضوع الشائك والحساس في بلد مثل لبنان ـ بلد الطوائف والحسابات الطائفية وبلد التدخلات الاقليمية والدولية وبلد الحروب والوصايات المتنوعة والمتتابعة، بلد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة ـ لا يمكن ان تكون من خلال التراشق بالاتهامات بما فيها من تجن وافتراء أو من خلال خطابات التهديد والوعيد بما فيها من مخاطر وتوترات، كما انها لا تكون من خلال تفرد اي طرف من الأطراف الداخلية بالقرارات الوطنية التي لها البعد الشامل والاستراتيجي والتي لا يملك هو وحده ولا غيره من الأطراف حق اتخاذها او التصرف بها كما يشاء ويريد بمعزل عن مسألة الاجماع الوطني التي تعبر عنها المؤسسات الدستورية.

ان معالجة هذا الموضوع تتطلب اجواء من الهدوء الوطني التام الذي يفسح المجال امام العقلاء من القيادات اللبنانية لاجراء حوار مغلق ونقاش واضح ومسؤول يضعون فيه امن واستقرار ووحدة لبنان فوق كل اعتبار ويراعون فيه مسألة المساواة في المواطنية ومسألة وجود الدولة بكل ما فيها من قواعد وشروط وحقوق وواجبات وقوانين والتزامات.

ان من واجب القيادات السياسية ان تسرع لملاقاة بعضها البعض من أجل التجاوز حول سبل الخلاص من كل ما يتخبط به الوطن من أزمات ومحن فلبنان لا يمكن ان يستمر على هذا النحو المأساوي والتعيس الذي يعيشه مواطنوه.

ان الفوضى لا يمكن ان تقود سوى الى الفوضى، وان الخراب لا يقود الا الى الخراب، وان الاستمرار في سياسة نبش القبور لن تأخذ البلاد سوى الى القبور، وان الرقص السياسي الطائفي والمذهبي التحريضي فوق مقابر اللبنانيين الذين دفعوا حياتهم ثمن الحروب السابقة لن يشكل مخرجاً لاي طرف في لبنان بل ان الامر سيشكل مدفناً للجميع.

ان ثقافة الخوف التي يجري تسويقها بين اللبنانيين المتهافتين على كسرة خبز هنا ونقطة ماء هناك لن تعطي الوطن الا مزيدا من الضعف والضعفاء وان ثقافة اللامبالاة التي يتم تعميمها فوق الام اللبنانيين وهمومهم لن تعطي الوطن الا مزيدا من المنكوبين والتعساء.

ان المواطنين الذين يتم التكلم باسمهم خارج اطار وعيهم ودون استئذان منهم بفعل الجو النفسي القاتم والخطير الذي يعيشه المجتمع اللبناني منذ ان دكته رياح التحريض غير المسبوق ورياح التضليل غير المحدود ورياح الشتائم التي لم ير اللبنانيون مثيلا لها من قبل، هم مواطنون يائسون الى اقصى درجات اليأس، هم مواطنون بائسون الى اقصى حدود البؤس، هم مواطنون محرومون من معظم متطلبات العيش الاجتماعي والاقتصادي والانساني، هم مواطنون مسجونون رغما عنهم داخل زنازين القهر، هم مواطنون لم يعودوا في الساحات التي يتكلمون عنها هنا وهناك، ولا في الحشود التي يتباهون بها هنا وهناك، بل هم في الألوف الألوف من جوازات السفر، هم في الألوف الألوف من الفارين من صراعات لا علاقة لهم بها، هم في الألوف الألوف من الهاربين من ازمات لا نهاية لها، هم في الألوف الألوف من الخائفين حتى الموت، المرتعشين حتى الموت، الجائعين حتى الموت..

فهل يتعظ من يملك مفاتيح الحل والربط في هذا الوطن ام تستمر المأساة.

 

دعوة السنيورة للاعتذار:مَن يعتذر الى مَن؟؟!!

خالد العلي

المستقبل - الخميس 26 حزيران 2008

يدور شيء أشبه بالنقاش منذ إعادة تكليف الرئيس فؤاد السنيورة حول ما إذا كان هذا الرئيس قادراً على تشكيل حكومة جديدة لأنه كان رئيساً على مدى أكثر من سنتين ونيّف لحكومة ناصبتها المعارضة العداء وسعت بكل الوسائل السياسية والعسكرية الى إسقاطها ولم تفلح، وذلك يعود في جزء مهم منه الى صلابة موقف الرئيس السنيورة الذي تعتبره المعارضة خطاً متقدماً للموالاة وربما عصباً أساسياً فيها وفي حركة الرابع عشر من آذار، الأمر الذي لا يساعد وفق بعض المنخرطين في النقاش على تشكيل حكومة في وقت قريب لسبب مباشر هو جذرية الخلاف السياسي وليس الشخصي بين الرئيس المكلف وأركان المعارضة.

أوساط سياسية مطلعة شاركت في النقاش القائم حول حق الأكثرية في إعادة تسمية الرئيس السنيورة لتشكيل حكومة جديدة رأت في ذلك حقاً سياسياً، وفي سياق الدينامية السياسية القائمة على الرغم من تحولها عسكرية وعنفية على يد "حزب الله" في بعض الأوقات وربما في الآتي من الأيام. فالأكثرية تقول الأوساط أعادت تسمية الرئيس السنيورة استناداً الى نقاط محددة نص عليها اتفاق الدوحة الذي لا يحتمل الكثير من التفسيرات أو التحليلات، باعتباره محدد البنود والأهداف المرحلية وهي انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية لكل فريق فيها عدداً محدداً من الوزراء والحقائب، وإقرار قانون للانتخابات محكوم بقواعد جرى التوافق عليها في الدوحة. إذاً أين يمكن أن يقع خلاف أو عرقلة حتى يقال مثلاً إن إعادة تسمية الرئيس السنيورة هي بمثابة تحد للأقلية أو استمرار للأزمة، أو كما رأى بعض من أثار هذا الحوار ـ ان إعادة التسمية عرقلة لانطلاقة عهد الرئيس العماد ميشال سليمان بهدف استدراج المعارضة للاشتباك مبكراً معه في بداية عهده فيما لو اكثرت من اشتراطاتها حول المشاركة في الحكومة الجديدة.

وتقول الأوساط ان اتفاق الدوحة رسم خارطة طريق واضحة المعالم للمرحلة الممتدة حتى الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك عن طريق حكومة أخذت فيها المعارضة الثلث "الضامن" وعطلت الاتفاق يوم حذر هذا الثلث من عرقلة اجتماعات الحكومة أو الاستقالة منها ورفع القضايا الخلافية التي يمكن أن تتطلب تصويتاً في مجلس الوزراء الى رئاسة الجمهورية لكي ترعى حواراً حولها قد يؤدي الى حلول ومخارج وهذه أجواء كانت تعبر عنها القيادات القطرية التي اعتقدت خارطة الطريق التي وضعت في الدوحة لن تتطلب أية تفسيرات باعتبارها محددة المعالم والأهداف، ويومها جاء من يقول، ممن شارك في وضع ورعاية تنفيذ المبادرة العربية بشأن لبنان، ان شياطبن المعارضة تسكن في التفاصيل. إذاً عندما ارتأت الأكثرية إعادة تسمية السنيورة كانت هذه رؤيتها حول اتفاق الدوحة، من غير ان تسقط من حساباتها احتمال تحريك الشياطين وإطلاقها من "قماقم" المعارضة في سياق استمرار التعاطي مع لبنان ساحة لحلفاء المعارضة القريبين والبعيدين.

وتعتبر الأوساط أن من حق أي جهة سياسية أن تدلي برأيها حول مسألة اعادة التسمية أو التكليف أو أي قضية أخرى مثارة، لكن على قاعدة أن هذه المسألة يجب أن تناقش بشمولية، فدعوة الرئيس المكلف الى الاعتذار مثلاً لأنه لم يستطع تشكيل الحكومة حق لأي شخص يتعاطى السياسة، لكن مقاربة هذه القضية تتطلب تبيان الأسباب الكامنة وراء عرقلة عملية التشكيل. فالذين دعوا الرئيس السنيورة للاعتذار يعرفون أنه كان أصولياً في مسار تشكيل الحكومة ودوَّر الزوايا بشكل بارع واحترافي، إلا أن المعارضة تجاوزت كل الأصول والأعراف والتقاليد ووضعت شروطاً تتجاوز اتفاق الدوحة أولاً، وكونها اقلية ثانياً، وراحت تثير عواصف حول قضايا ميثاقية دستورية بهدف تعديلها في لحظة تاريخية حسّاسة ودقيقة لا يمكن اثارتها فيها بسبب الانقسام الذي ينتظر حواراً رئاسياً للبحث في إمكانية تجاوزه، وتنفيذ لاتفاق الدوحة.

وتتساءل الأوساط عما فعله الرئيس السنيورة لكي يعتذر عن التكليف في مقابل ما فعلته المعارضة إن لجهة حصتها في الحكومة ولا سيما في الحقائب واثارة مسألة سياديتها أو أهميتها والحؤول دون انطلاقة قوية لرئيس الجمهورية عن طريق رفض إعطائه حقائب محددة ذات طابع أمني لانها تأخذ من حصة المسيحيين الذين يصر العماد ميشال عون على مصادرة حق تمثيلهم في الحكومة وحصوله على حصة تعوّضه ما خسره من موقع في الرئاسة الأولى وكأنه كان مضموناً له!! إلى آخر معزوفة احتكار الحقائب التي ووجهت بمرونة لافتة من الأكثرية والرئيس المكلف، إلا ان الشروط كانت تتوالى وتتصاعد بشكل غير منطقي وتترافق مع تهديدات لا تلبث ان تتحول إلى معارك سيطرة امتدت من بيروت إلى البقاع فطرابلس، فضلاً عن اثارة شكوك حول الادوار الدستورية للرئاسات الأمر الذي تطلب جملة تصريحات حذرت من عنصري الاثارة والفتنة في معرض التعبير السياسي بسبب حساسية المرحلة التي يمر بها لبنان.

كل هذا، تضيف الأوساط اثارته المعارضة في سياق معركتها التي لم تتغير قواعدها وأسسها رغم اتفاق الدوحة، فالتهديدات العسكرية استمرت وكذلك الشروط ذات السقوف العالية بهدف توظيف غزوة بيروت أي سلاح ميليشيا "حزب الله" في إطار تحقيق كسب سياسي لم يتحقق. فكيف يطالب الرئيس السنيورة بالاعتذار من غير كشف كل الجوانب المرتبطة بالمعرقلين لتشكيل الحكومة واغراق العهد الجديد في الرمال المتحركة من طهران إلى دمشق؟ فالرئيس السنيورة اتت به الأكثرية على وقع اتفاق عقد في الدوحة، فيما المعارضة استمرت على وقع ميليشيا اجتاحت بيروت.. فاذا اردنا ان يكون النقاش موضوعياً علينا ان نعترف ان الصراع السياسي مستمر قبل الدوحة وبعدها وثمّة رغبة نفذت وربما ستنفذ على الارض لدى المعارضة بفرض واقع ميليشياوي على الدولة ومؤسساتها.. وهنا بيت القصيد.

 

قبلان: لا نريد غير السنيورة ولن نأخذ دور أحد من السنّة

المستقبل - الخميس 26 حزيران 2008

اكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان "ان الشيعة في لبنان لا يريدون لا رئاسة الجمهورية ولا رئاسة الحكومة ولا أخذ دور احد من السنة"، معتبراً ان "لا خلاف سنيا ـ شيعيا وليخيطوا بغير هالمسلة". وشدد على "اننا نريد الحكومة ونريد (الرئيس فؤاد) السنيورة ولا نريد غيره، فهو شاطر ولا أحد يقدر عليه". وقال قبلان خلال استقباله امس نقيب المحررين ملحم كرم وأعضاء مجلس النقابة والمستشارين: "اجتماع القمة الروحية مبارك وجيد خصوصا بدعوة من الرئيس ميشال سليمان، فالقمة الروحية بداية لفتح صفحة جديدة ولا بد من الاجتماع. وقد طلبت من البطريرك (الماروني مارنصرالله بطرس) صفير ان يكون هناك اجتماع آخر لكل علماء الدين في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في الحازمية وقد وافق وسيكون هناك افتتاح مكتبة عامة وافتتاح مبنى في ذكرى تغييب والامام الصدر ورفيقيه". أضاف: "نحن لا نريد الا وطنا متساويا مهتما بمصيره يعمل لانقاذ الانسان في لبنان من مشكلاته ويريحه. لبنان دولة مستقلة ذات سيادة وتنوع، هذا التنوع هو دليل عافية وخير وبركة. لا يجوز اذا إنسان تكلم بكلمة إصلاح ان يتهم بتغيير النظام او الانقلاب او السير خلاف ما يجري في لبنان. نحن لا نريد تهميش احد ابدا او أن نتحدى احداً. نريد لبنان الانسان وليس لبنان الطوائف".

وعن واقع الحال في لبنان بين الشيعة والسنة، أيد ما قاله الرئيس السنيورة بأنها "طبخة بحص"، وقال: "نحن لسنا اهل عنف او إرهاب ولقد ظلمنا في السابق ولا نزال نظلم ولكن لكل شيء حدود. نحن لا نريد ان نأخذ دور أحد من السنة ولا نريد رئاسة الوزارة ولا نريد دور الموارنة ورئاسة الجمهورية للموارنة، وان كانت الأمور كلها تتغير كما حصل في مصر والعراق وتبدلت الانظمة، لماذا يريدون التحجير علينا ومع هذا نحن قابلون. نحن لسنا اهل عنف وإرهاب نحن أهل سلام، التغيير يجب ان يحصل بهدوء بدون تحدٍ او ظلم. نحن ضد أي خلاف سني شيعي ومن يريد ان يفكر ان هناك خلافاً سنياً ـ شيعياً فليخيط بغير هذه المسلة، اما بالنسبة الى الرئيس سليمان فأنا أحبه لاني كنت قد اختبرته قبل ان يصير رئيس جمهورية وكنت اتعاون معه فوجدته انسانا مهذبا ومستقيما وغير متحيز لاحد لذلك علينا ان نتعاون معه ونضع يدنا بيده لإنقاذ لبنان". وعن مدى نجاح القمة الروحية، قال: "أول الغيث قطرة، اجتماع القمة الروحية في القصر الجمهوري لنتواصل ونتعاون"، سائلا: "لماذا يخافون من المقاومة الإسلامية؟ نحن نرفض ان يضرب احد المقاومة، فالمقاومة ليست عنصرية وليست طائفية المقاومة. لماذا هذه العداوة مع المقاومة؟ لماذا يريدون مصادقة أميركا ويعادون إيران؟".وعما اذا هناك تعصب في تأليف الحكومة والى متى، أجاب: "نحن نريد حكومة. نريد السنيورة ولا نريد غيره، فهو شاطر ولقد سبق الرئيس رفيق الحريري وسبق كل الوزراء السنة بالوزارة. روحه طويلة لا احد يقدر عليه".

 

اشتبكات طرابلس اندلعت اثر مصادرة الجيش شحنة أسلحة من "حزب الله"

"السياسة" - خاص: مع عودة الهدوء الهش الى مدينة طرابلس ومحيطها ووقف الاشتباكات بين "الحزب الديمقراطي العربي" التابع لسورية وبين أهالي أحياء باب التبانة والقبة وسائر أحياء المدينة, تكشفت بعض أسباب انفجار الوضع الأمني, حيث ذكرت مصادر أمنية ل¯"السياسة", امس, أن شرارة المعارك انطلقت عندما أوقفت القوى الأمنية في منطقة أبي سمراء في طرابلس شاحنتي أسلحة, كانتا متوجهتين الى منطقة جبل محسن حيث الأغلبية العلوية, ومحملتين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من رشاشات وقاذفات مضادة للدروع.

وكشفت المصادر أن سائقي الشاحنتين ضلا الطريق لأنهما غريبان عن المدينة وأتيا من منطقة البقاع, وقد دخلا منطقة أبي سمراء التي تتمركز فيها جهات اسلامية مؤيدة ل¯"تيار المستقبل" وللحكومة, فتم ابلاغ الجيش الذي صادر الشاحنتين على الفور, وتبين أن مصدرها البقاع (على الأرجح من حزب الله) ووجهتها جبل محسن, بعد أن مرتا في منطقة الضنية في الشمال. واوضحت المصادر الامنية انه "إثر ذلك وعند الثانية من فجر الأحد الماضي, تحركت مجموعات مسلحة من "الحزب الديمقراطي" على "خط التماس" في شارع سورية الفاصل عن باب التبانة, وجرى تبادل للشتائم مع بعض أنصار "المستقبل" هناك, سرعان ما تطور الى اطلاق قذائف "آر بي جي" على أحياء باب التبانة وأبي سمراء ومحيط مخيم البداوي, ثم توسعت لتشمل سوق الخضار وسوق الذهب والمسجد المنصوري".

وتخوفت المصادر من تكرار أحداث طرابلس, اذ تبين أن ما جعل "الحزب الديمقراطي" يقبل بوقف اطلاق النار والسماح للجيش في الانتشار في جبل محسن, هو أن شحنة الأسلحة التي كان ينتظرها قد صودرت, فلم يتمكن من مواصلة معركته, كما توقعت أن تجري محاولات جديدة لنقل الأسلحة من البقاع الى جبل محسن لسد النقص والاستعداد لجولة جديدة.

 

دمشق: ساركوزي كان شجاعاً أمام الكنيست... و"الطاقة" أنهت تفتيشها بصمت

"حفظ السلام الدولية" اعتبرت زيارة الأسد إلى باريس إهانة لذكرى "القبعات الزرق" الذين قتلوا في لبنان

فيينا - دمشق - باريس (وكالات): وصفت دمشق امس الرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي ب¯ »الرجل الشجاع« لدعوته امام الكنيست الاسرائيلي قبل ايام, الى وقف الاستيطان وجعل القدس عاصمة لدولتين الا انها انتقدته لتركيزه على أمن اسرائيل دون امن العرب. وقالت صحيفة »تشرين« السورية الرسمية ان »ساركوزي كان شجاعا عندما اعترف بأن الاستيطان يعيق السلام, وعندما لامس بعض الحقائق وطالب بالقدس عاصمة لدولتين, وليست عاصمة ابدية لاسرائيل«.

من ناحية اخرى انتقدت الصحيفة السورية »تركيز ساركوزي وحرصه« على أمن اسرائيل والذي اعتبره »خطا أحمر« متسائلة »اليس من حق العرب على ساركوزي, وكل من يحفظ عبارة امن اسرائيل.. ان يسألوا عن أمنهم المهدد دائما«. من جهة اخرى اعتبر رئيس الجمعية الدولية لجنود حفظ السلام التي تضم عناصر سابقين من »القبعات الزرق« لوران اتار بايرو ان مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في احتفالات العيد الوطني الفرنسي »امر شائن«.

واكد ان حضور الاسد العرض العسكري الذي ينظم سنويا بمناسبة العيد الوطني الفرنسي سيشكل »اهانة لذكرى« القبعات الزرق الفرنسيين الذين قتلوا في العام 1983 في الاعتداء على موقع دراكار الفرنسي في لبنان.

وقال بايرو لاذاعة فرانس انتر »خسرت فرنسا في لبنان رجالا, 58 مظليا سقطوا في مبنى دراكار اضافة الى القتلى الذين سقطوا في الثمانينات«, موضحا ان سورية خططت للعملية وزودت حزب الله بالمتفجرات« مشيرا الى ان »دمشق لم تعرب يوما عن الندم«. وقال بايرو الذي كان عنصرا في الكتيبة الفرنسية العاملة في لبنان في العام 1983 »الان سيحصل ممثل هذا البلد على شرف حضور عرض قواتنا العسكري. هذا الامر شائن بالنسبة لنا ومساس بذكرى هؤلاء الشباب واولئك الذين ساهموا في ارساء السلام في لبنان«. واعلن وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران انه يتفهم »من الناحية الانسانية« موقف جنود حفظ السلام السابق لكنه شدد على ضرورة »عودة سورية الى اللعبة الديبلوماسية«. على صعيد اخر اختتم مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس زيارتهم الى سورية التي استغرقت اربعة ايام والتي فحصوا خلالها موقع »الكبر« النووي الذي قصفه الطيران الاسرائيلي في شهر سبتمبر الماضي. ولم تصدر عن سورية او وكالة الطاقة الذرية في فيينا اي معلومات بخصوص زيارة المفتشين منذ وصولهم الى دمشق يوم الاحد الماضي في حين قال ديبلوماسيون غربيون ان الوكالة قد تطلب ترتيب زيارات اخرى لتبديد اشهر من الغموض اعقبت الغارة الاسرائيلية. وصرح ديبلوماسي كبير على صلة بالوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقرا لها بأن الزيارة التي قام بها ثلاثة مفتشين كبار لسورية وتضمنت زيارة لموقع »الكبر« قد تمت بشكل جيد لكنه رفض اعطاء مزيد من التفاصيل, في حين اكد ديبلوماسيون في فيينا ان سورية رفضت مطالب الوكالة الدولية, لزيارة ثلاثة مواقع اخرى للبحث عن منشآت ضرورية للمفاعل المذكور.

 

لقاء الانتماء" طالب بتفعيل دورالجيش " لوقف مسلسل الفتن المتنقلة ": المشكلة لم تكن يوما دينية انما سياسية بامتياز مع امتدادات اقليمية

وطنية- 25/6/20008(سياسة) عقد لقاء " الانتماء اللبناني " اجتماعه الدوري تداول خلاله الأوضاع السياسية الراهنة، واصدر المجتمعون بيانا لفتوا فيه الى "وجود رابط بين أحداث طرابلس وعقدة تأليف الحكومة العتيدة", ورأوا "أن هدف المعارضات من هذه الفتن هو إضعاف رئيس الجمهورية بالدرجة الأولى. إذ أن طرفا أساسيا في المعارضات وعلى رأسه "حزب الله" يستغل هذه الفتن من أجل فرض موازين قوى جديدة في الحكومة وإخضاعها، بمواصفاتها وتركيبتها في نهاية المطاف، لإرادة التوجه الإقليمي". واعتبروا "ان بعض قوى المعارضات الأخرى، وبالتحديد الطرف المسيحي منها، ليس متحمسا على الإطلاق، للمشاركة في ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية، وذلك لحسابات ومصالح انتخابية. فمطالبها التعجيزية تعني عدم مشاركة هذه القوى المسيحية بالحكومة، مما يسمح لها بالاستمرار بتسويق مقولة "الغبن المسيحي". وهذا التسويق في نظر هذه القوى ضروري لخوض الانتخابات النيابية المقبلة على قاعدة تحريك الغرائز لدى الوسط المسيحي، من أجل حصد أكبر قدر ممكن من الأصوات والمقاعد النيابية".

واشار البيان الى انه "لم يعد خافيا ان حزب الله يستفيد من مطالب هذه المظلة المسيحية للحصول على تنازلات سياسية تجعل الحكومة العتيدة، ليس فقط تحت رحمة الثلث المعطل ووصايته، إنما تجعلها تحت أكبر قدر ممكن من تأثير المحور الإيراني- السوري عليها, وذلك تمهيدا لنتائج انتخابية تعيد لبنان بحسب هذه المعارضات إلى بيت الطاعة الإقليمي.وهذا الهدف الإقليمي لم يتغير,الأسلوب هو الذي تغير". وأكد "أن ما تشهده بعض المناطق اللبنانية من حروب مرسومة الحدود وخروقات أمنية مفاجئة هو ترجمة عملية لتهديدات النزول إلى الشارع، ولي ذراع الجيش". وطالب "بتفعيل دور الجيش لوقف مسلسل الفتن المتنقلة، وضرب جميع المشاغبين والمخربين بيد من حديد، وفرض الأمن والاستقرار بالقوة". ورأى البيان "في المؤتمر الروحي في القصر الجمهوري صورة حضارية تجمع العائلات الروحية اللبنانية، خصوصا وإن جميع الديانات السماوية تدعو إلى الصدق والخير. لكن المؤسف أنه لا أثر لنداء هؤلاء على الإطلاق. فالمراجع الروحية لم تحل مشكلة طيلة فترات الحروب المتتالية على أرض لبنان.فالمشكلة في لبنان، لم تكن دينية في يوم من الأيام، بل هي أبعد ما تكون عن الدين وجوهر الدين, المشكلة سياسية بامتياز، مع امتداداتها الإقليمية". واشار الى "ان المشكلة في لبنان والمنطقة ليست بين السنة والشيعة, بل هي في الحقيقة بين المسلمين والمتأسلمين، أكانوا من الطائفة الشيعية أو الطائفة السنية.كما أن المشكلة ليست بين الحضارة الغربية والحضارة الشرقية، بل هي في حقيقة الأمر محصورة بين المحور الإقليمي وبقية المجتمع الدولي".

 

السعودية تتعامل مع تهديدات "حزب الله" بجدية كبيرة 

الأربعاء 25 يونيو -إيلي الحاج

ايلاف/تنظر قيادة المملكة العربية السعودية بكثير من الجدية في التهديدات التي وجهها "حزب الله" عبر المسؤول عن العلاقات الدولية في هذا الحزب السيد نوّاف الموسوي- الذي يعتبر من المقربين إلى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله- إلى السفير السعودي عبد العزيز خوجة السبت الماضي .

ورأى مصدر سعودي مطلع في حديث هاتفي إلى " إيلاف " من جدة أن كلام الموسوي لا يُفسر إلا بكونه تهديداً علنياً صريحاً بقتل سفير المملكة أو احتجازه، إذ قال إن الحزب لن يتيح له في المرة المقبلة العثور على طريق يعبرها من مقر السفارة إلى البحر ، في إشارة واضحة إلى توجه السفير خوجة بحرا من بيروت إلى قبرص ومنها إلى المملكة ، خلال العملية العسكرية التي قام بها "حزب الله" وبعض حلفائه في العاصمة اللبنانية وبعض الجبل بدءاً من 7 أيار/ مايو الماضي.

كذلك يتضمن كلام الموسوي بحسب المصدر، تهديداً خطراً أيضاً بأنه ستكون هناك مرة ثانية، اي أن عملية الحزب العسكرية ضد بيروت ستتكرر .

وكشف أن السفير خوجة موجود منذ ثلاثة أيام في جدة للقاء خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ومسؤولين آخرين كبار في قيادة المملكة من أجل شرح الموقف في لبنان وتقييمه، على أن يعود قريباً إلى بيروت.

وكانت راجت في الأوساط السياسية والإعلامية في بيروت إشاعة فحواها أن السفير خوجة قطع كل الإتصالات به عقب تصاعد حملة " حزب الله " على المملكة العربية السعودية وقيادتها ودورها في لبنان، وقال أكثر من سياسي لـ " إيلاف " أمس إن لا أحد يدري إن كان السفير خوجة في لبنان أم خارجه.

وقال المصدر السعودي من جدة إن السفير خوجة لم يعر أهمية يوم الجمعة الماضي لكلام الوزير السابق وئام وهاب في حق السعودية، لنظرته إلى هذا الشخص الذي يفرد له "حزب الله" منابره السياسية والإعلامية . ونفى أن يكون خوجة قد اتصل بأحد محتجاً على كلام الرجل، مؤكداً أنه خلافاً لما أشاعه "حزب الله" في بعض وسائله الإعلامية فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هو الذي اتصل بالسفير السعودي معتذراً عما صدر عن وهّاب من كلام مهين في حق السعودية ومليكها، وقال سليمان لخوجة كلاماً طيباً كثيراً أقله إن الشجرة المثمرة هي التي ترشق بالحجار.

وأكد المصدر أن لا أساس ولا صحة من قريب أو بعيد لخبر سرّبه "حزب الله" مضمونه أن خوجة لوّح بإقفال السفارة في بيروت وتسليم مفاتيحها. وأضاف أن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" حسن فضل الله اتصل بدوره بخوجة معتذراً ومبرئاً حزبه من كلام وهاب قائلاً إنه يعبّر عن رأيه الخاص.

 لكن المفاجأة كانت كلام السيد نواف موسوي الخطر بعد ساعات، والذي جاء أسوأ وقعاً على المملكة.

وكشف المصدر السعودي المطلع أن خوجة تحدث شخصياً إلى الموسوي على الأثر ووجه إليه كلاماً حاداً قائلاً له إن عباراته والمواقف التي أطلقها معيبة وشديدة الخطورة، وذكّره بأن السفارة تعرضت لإعتداء مسلح عليها خلال عملية "حزب الله" العسكرية في بيروت وإنه آثر إبقاء هذا الموضوع بعيداً من الإعلام حرصاً على عدم تأزيم الأوضاع أكثر، وأنه رحّل أفراد عائلته ومعظم الأفراد العاملين في السفارة لأنه لا يريد التضحية بأي منهم.

وبلغ كلام السفير السعودي ذروة حدّته عندما أوضح للموسوي أن كلامه غير الموزون و(...) هو تهديد لسفارة دولة أجنبية مما يجعل "حزب الله" في نظر القانون الدولي ميليشيا إرهابية مكتملة المواصفات. ورأى المصدر من جهته أن من لا يتورع عن الإعتداء بالسلاح على سفارة قد لا يتورع عن اغتيال سفير أو اعتقاله .

وتوضح مصادر في قوى المعارضة المتمحورة على الحزب الشيعي الأقوى إن ثلاثة أسباب تدفع قيادة هذا الحزب إلى الهجوم الكلامي المباشر والمداور على المملكة وقيادتها وسفيرها في لبنان. وهذه الأسباب هي :

- إعتبار قيادة الحزب الشيعي أن المملكة تحض قوى الغالبية (قوى 14 آذار / مارس) على الصمود أمام ضغوط الحزب وحلفائه وعدم التراجع إلى درجة التخلي عن صفتها كغالبية، وبالتالي التشدد في موضوع تأليف الحكومة وعدم السماح للحزب وحلفائه بأن يستثمر عمليا، ما يراه نصرا حققه في شهر أيار / مايو الماضي في بيروت الغربية وبعض الجبل .

وينوي "حزب الله"، على ما تقول مصادره، رفع نسبة ضغطه في الأيام المقبلة على قوى الغالبية عموما و"تيار المستقبل" خصوصاً ، وعلى الرئيس المكلف   تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة في شكل أخص كي ينزل عند مطالب حليف الحزب النائب الجنرال ميشال عون ويعطيه ما يريد في التشكيلة الحكومية، وإن كان ذلك في بعض الأوجه خلافاً لنسب التوزيع التي تم الإتفاق عليها في الدوحة، وكذلك كي توافق الغالبية على إقرار قانون 1960 للإنتخابات النيابية في البرلمان حتى لو لم تشكل حكومة العهد الجديد الأولى إذا طالت مدة التأليف بسبب العراقيل من هنا وهناك .

- إعتبار قيادة الحزب أن المملكة تدفع ملايين الدولارات شهريا لرئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط كي يقوي وضعه السياسي، والشعبي في الجبل. وسواء كانت معطيات الحزب هذه صحيحة أم لا فإنها تثير لديه إستياء شديداً لأنها لا تزال غير مرتاحة إلى مواقف جنبلاط حتى لو تراجع ظاهرياً وأخذ يبدي كل استعداد لتسهيل التسويات مع الحزب.

- إعتبار قيادة الحزب أن المملكة العربية السعودية تدفع أنصار حركات سلفية إلى مقاتلة أنصار المعارضة في طرابلس والبقاع وبيروت. علماً أن مصادر الغالبية تتكلم على خيوط إتصال وإلتقاء بين "حزب الله" وبين التنظيمات والحركات الإسلامية والأصولية التي ينسق بعضها مع طهران في عدد من المواضيع.

يضاف إلى هذه معطى رابع أقل أهمية لكنه معبّر، وهو إستمرار المملكة في رفض إستقبال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وتحديد مواعيد له مع المسؤولين السعوديين، في حين أن أقطاب قوى 14 آذار/ مارس إما آتون وإما ذاهبون أسبوعياً إلى المملكة.

وينفي المصدر السعودي من جدة ل"إيلاف" جملة وتفصيلاً صحة إتهامات "حزب الله"، ويؤكد أن السعودية لن تتخلى عن مساعدة لبنان الذي لن يتحوّل محمية إيرانية في المنطقة، ويلفت إلى مفارقة مغادرة خوجة بيروت بحرا في وقت كانت طائرتان إيرانيتان تحطان في "مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي" الذي كان تحت سيطرة "حزب الله" ، وقيل إنهما كانتا تقلان مقاتلين من إيران. ولعل أكثر ما يعبر عن حراجة الموقف، ما وصل إلى بيروت من معلومات عن قرار السلطات السعودية رد موكب من الباصات الكبيرة كان يهم بمغادرة حدود المملكة ويقل سياحاً سعوديين في رحلة برية إلى لبنان، وذلك في إجراء إحترازي بعد كلام الموسوي التهديدي.

 

تباعد مصالح إيران وسوريا في العراق ولبنان 

الأربعاء 25 يونيو - وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

 باريس: قال مصدر دبلوماسي غربي، مساء الأربعاء، إنه من غير المستبعد تباعد مصالح سورية عن مصالح إيران في العراق ولبنان. وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن "العلاقات بين سورية وإيران قائمة منذ زمن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وشاه إيران، وتستند هذه العلاقات على عنصر أساسي هو العراق، حيث كان لدى الطرفين عدوا مشتركا هو العراق"، تحت قيادة صدام حسين.

وأضاف المصدر "أيا كانت الظروف كان محكوم على دمشق وطهران بالتحالف لمواجهة العراق ولكن تغيرت الظروف الآن فالعراق لم يعد تهديدا بالنسبة لهما، ويمكنني الذهاب أبعد من ذلك لأقول إن السوريين يخشون ربما من نشوء عراق خاضع لسيطرة إيرانية"، وتابع "إن هذه الفرضية من شأنها تغير المعطيات، وتقارب المصالح بين دمشق وطهران لم يعد كما كان حول العراق"، وفق تعبير المصدر. وفي السياق نفسه أشار المصدر إلى "تباعد في الرؤى" بين طهران ودمشق حول "مستقبل لبنان"، وقال "إن سياسة سورية في لبنان تقوم على عدم وجود مجموعة مسيطرة، بل تعتمد على عدة مجموعات تخضع لنفوذها، ومن وجهة نظر السوريين لا مصلحة بوجود حزب الله قوي جدا"، وأضافت "إن ذلك قد يقود حزب الله إلى تبني رؤية لا تنسجم ورؤية السوريين معتمدا على مساعدة الإيرانيين، وبالتالي عدم قدرة دمشق على التحكم به"، وواصل المصدر في عرض تحليله "تتساءل سورية ربما عن مصالحها في العقدين القادمين، والبديل قد يكون فتح مسار إسرائيلي ودراسة ما يمكن أن يحمله هذا المسار من ثمار"، في إشارة إلى المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركيا. ووضع المصدر انفتاح باريس على دمشق ضمن سياق التغيرات التي بدأت تطرأ على السياسة الخارجية السورية، مشيرا بهذا الصدد إلى استئناف الاتصالات السورية ـ الفرنسية على مستوى عال ودعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس في الثالث عشر من الشهر المقبل.

 

قوى 14 آذار تتهم حزب الله بالسعي الى إسقاط اتفاق الدوحة

وكالات/اعتبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار ان "الأحداث الأمنية المتلاحقة من بيروت الى البقاع وطرابلس وصولا إلى جبل صنين أثبتت نية حزب الله إسقاط اتفاق الدوحة بغية إعطاء ايران التي بدأت تفقد مواقع أساسية في المنطقة ورقة بديلة تمكنها من مواجهة التطورات المتسارعة". ولفتت الأمانة العامة، في بيان، الى أن خطة الحزب "ترتكز على إسقاط البند الأمني في اتفاق الدوحة الذي ينص على تعهد الأفرقاء الإمتناع عن العودة الى استخدام السلاح أو العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية". وشددت على "ضرورة أن يتخذ الجيش والقوى الأمنية تدابير فعلية لحماية المواطنيين الذين قد تدفعهم اعتداءات حزب الله عنوة إلى البحث عن حماية ذاتية"،كما أعربت عن دعمها لبيان القمة الروحية مطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة وإطلاق ورشة الحوار الوطني. وجددت الأمانة العامة لقوى 14 آذار التأكيد على تمسكها باتفاق الدوحة، مطالبة الدول العربية "بالعمل السريع لإنقاذ هذا الإتفاق وإنقاذ السلم الأهلي في لبنان". كما ناشدت فرنسا بالتحرك لحماية هذا الإتفاق الذي يتعرض للسقوط على مشارف زيارة الرئيس السوري الى باريس.

 

الرئيس السنيورة استقبل الرئيس الجميل والنائب غانم

وطنية- 25/6/2008(سياسة)استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في مكتبه في السرايا الكبير رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل وجرى عرض للاوضاع الراهنة. ثم استقبل رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم الذي اوضح بعد اللقاء :" ان البحث تناول موضوع قانون الانتخاب الذي يدرس في لجنة الادارة والعدل ومجمل الاوضاع الراهنة".

 

قداس وجناز لراحة نفس الشهيد بيار الجميل الجمعة في الفنار

وطنية - 25/6/2008 (سياسة) ينظم قسم الفنار في "حزب الكتائب اللبنانية"، عند السادسة والنصف من مساء الجمعة المقبل، قداسا وجنازا عن راحة نفس الوزير الشهيد بيار أمين الجميل، في كنيسة السيدة في الفنار. ويلي القداس ازاحة الستار عن نصب تذكاري للشهيد الجميل، ثم كلمة لمنسق اللجنة المركزية في الحزب سامي الجميل.

 

تعرض عدد من عمال بلدية طرابلس للضرب خلال نزعهم دشما

وطنية- 25/6/2008 (متفرقات)أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عبد الكريم فياض، عن تعرض عدد من عمال بلدية طرابلس وآليات البلدية التي كانت تقوم بمؤازرة قوى الأمن الداخلي بنزع بعض الدشم المستحدثة في بعل محسن، الى الاعتداء بالضرب بواسطة العصي والحجارة، ما استدعى تدخل القوى الأمنية لابعاد المعتدين.

 

النائب حرب غادر الى اوروبا

وطنية - 25/6/2008 (سياسة) غادر النائب بطرس حرب بيروت اليوم، متوجها الى اوروبا في زيارة تشمل بلدانا عدة، وتستمر حتى منتصف الاسبوع المقبل.

 

البطريرك صفير التقى وفدين من المجلس الماروني و"جبهة التحرير" وشخصيات: ما نراه من فتن لا يبشر بالخير وثمة قوم لا يريدون لوطننا أن ينهض ويستقر

ولكن إذا جمع اللبنانيون أمرهم وتآخوا فلن يقوى علينا من يريد بنا شرا

وطنية- 25/6/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وفدا من المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق وديع الخازن، الذي ألقى كلمة قال فيها: "ليست مصادفة أن تحل هذه الانعامات القداسية على أبناء لبنان لأن العناية الالهية شاءت ان تمتحن هذه البقعة التي شهدت تعاقب الاديان السموية على أرض لبنان منذ أن وطئت قدما السيد المسيح ارضه المقدسة في قانا الجليل، ليحول الماء خمرا، مودعا أولى العجائب في عهدة من سيأتي بعده. فمثلما كتب على هؤلاء القديسين شربل ورفقا ونعمة الله والطوباوي يعقوب الكبوشي أن يسيروا على درب القداسة وحمل الصليب، فقد كتب على أبناء هذا الوطن أن يواكبوا الامتحان الالهي في محنتهم للوصول الى نعمة إدراك هذا السر السحري الذي يربط السماء بأرض لبنان.

وفي ظل هذه الظروف القاسية التي عرفها لبنان، كما لم يعرفها في تاريخه ككيان ودولة، كانت الكنيسة المارونية، وهذا الصرح الوطني، موئلا ومحطا لأنظار أبناء هذا الوطن بكل طوائفه ومذاهبه المتعددة، وسيبقى كذلك ما دامت بكركي حصنا حصينا لحفظ وحدة اللبنانيين من الانزلاق في متاهات الفتن الطائفية والمذهبية، مهما اشتدت أعاصيرها من حولنا. نحن نتفهم جسامة المحنة التي بذلتم التضحيات الكثيرة لتجاوزها في محطات سابقة لمواجهة التحديات التي هبت على الوطن من كل حدب وصوب، إلا أنكم صمدتم في وجهها للحد من سلبياتها على طبيعة التناغم القائم بين الاديان والطوائف والمذاهب، واستطعتم تنقية الشوائب التي تغلف هذه الصراعات الدائرة باسم الاديان، والاديان منها براء. لا شك، يا صاحب النيافة، في أن بكركي ما كانت يوما مستعدة لتفرط بموازين العيش المشترك وإبعاد لبنان عن سياسة المحاور التي وجد نفسه عالقا بين تجاذباتها، وهي في سبيل ذلك، حاولت ما استطاعت ان تحفظ كرامة الوطن وحرية ابنائه وقدسية تاريخه المشترك الذي جسدته الرسالة السينودسية التي أطلقها الحبر الاعظم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني من على منبر حريصا قبل سنوات من غيابه. وإننا واثقون بأنكم ماضون في صون هذه الوديعة التي تركها لنا هذا الحبر التاريخي في عهدة أمينة. وأملنا راسخ بأنكم جاهدتم في سبيل ذلك، وأبعدتم ما استطعتم كأس الصراعات الدينية المرة عن وطننا برغم مظاهرها المفتعلة، التي سرعان ما تزول بفضل حكمتكم المستمدة من علياء الخالق.

إن المجلس العام للجمعيات المارونية، الماثل اليوم أمامكم، يضع نفسه بجميع اعضائه في خدمة توجهاتكم الانسانية والوطنية ليظل هذا المعلم الروحي منارة لجميع اللبنانيين".

ورد البطريرك بكلمة قال فيها: "إننا نشكر لكم زيارتكم ونشكر لصاحب المعالي ما تفضل به من كلمة صادرة عن القلب، واننا نأمل ان تعود الامور في هذا البلد الى سابق عهدها من الطمانينة والاستقرار، وأن يعود اللبنانيون بعضهم الى بعض ولا ينقسموا الى محاور وأحزاب متناحرة متناقضة، وان أملنا كبير بالله الذي أعطانا في هذه الايام الشديدة الوطأة علينا جميعا قديسين وآخرهم عهدا الطوباوي الاب يعقوب الكبوشي، وهو ابن هذه المنطقة، وقد نشأ كسائر الناس، لكنه عرف كيف يعبد الله ويضحي في سبيله، وانه في حياته قد ملأها أعمال خير وبر وأنشأ المدارس والمياتم والمستشفيات وما سوى ذلك، واهتم على الأخص بالذين لا يهتم بهم أحد، وهم المرضى والمعوقون وما سوى ذلك". وأضاف: "إن الله، وهو كثير العطاء والجود، وقد من علينا بالقديسين، سيمن علينا أيضا بما نسأله، وهو ان يعود هذا البلد الى سابق عهده من الطمأنينة والسلام وان يعود اللبنانيون بعضهم الى بعض وان يشبكوا الايدي في سبيل خير وطنهم، وهذا ما نسأل الله أن يجود به علينا، وإننا نشكره في كل حال".

عمال الكازينو

ثم استقبل البطريرك صفير وفدا مشتركا من نقابتي الالعاب والموظفين والعمال في شركة كازينو لبنان. وألقى باسمه رئيس النقابة الموظفين بطرس افرام كلمة قال فيها: "باسم الموظفين والعمال في نقابتي الالعاب وكازينو لبنان. نهنئكم ونهنئ شعب لبنان عموما والمسيحيين خصوصا بتطويب الاب يعقوب الكبوشي. وندعو لكم بدوام العمر المديد، مكللا بالصحة والعافية ليبقى رأيكم السديد، منارة لسفينة الوطن وصوتكم الصارخ تحذيرا لاهل الفتن، وموقفكم الشجاع صدى لمن بغى وتباغى وسعى لترويض الشعب وابتلاع الارض. فكان لصدى عظاتكم وشجاعتكم وحكمتكم ان يبقى الشعب حرا، وانطلق الوطن بفضلكم سيدا حرا مستقلا لجميع ابنائه.

إن تاريخ البطاركة العظام كان صفحات مضيئة في سماء الوطنية، رغم كل الانتهاكات والاعتداءات والتطاول عليها، وقد سرتم على خطى أسلافكم وحفرتم على صخرة الايمان بلبنان وصاياكم لتكون منارة لخلفائكم ولكل لبناني حر نبيل. ها نحن نأتيكم اليوم لنغرف من معين وطنيتكم ونسترشد بحكمتكم في زمن لا يترك للمتأملين فسحة أمل ولا للشباب جدوى الطموح، ولا للعمال ضمان الغد، ولا للمستثمرين مساحة ازدهار ولا للسياح مرتع استقرار.

لقد كنتم وما زلتم نصير الضعفاء والمستضعفين والمظلومين والعمال الكادحين، وما زال صدى عظاتكم يتردد في مكاتب المسؤولين كالغضب الساطع، وهم تارة يصغون وطورا يتهربون، لكنكم تمهلون ولا تهملون. وها نحن نزوركم اليوم في وقفة وفاء وعرفان بالجميل، آملين أن تكون بركتكم لهذا العهد الميمون ولسيده فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان علامة مطمئنة لقيامة لبنان وانتصاره على المتآمرين عليه وعلى شعبه الأبي.

نشكر لكم استقبالكم وأطال الله بعمركم ليبقى لبنان سيدا حرا مستقلا".

ورد البطريرك صفير مرحبا بالوفد، وقال: "نشكر لمن تكلم باسمكم الكلمة القيمة التي القاها، واننا نحمد الله معكم على انكم لا مطلب لكم شخصيا، ولكن مطلبكم عمومي وهذا نعرفه ونأمل ان تستقيم الامور وتلبى جميع المطالب المحقة، ولكن يبدو أن الامور ليست على ما يرغب الناس المسالمون فيه، والامور صعبة ولكن نحن نأمل بحكمة فخامة الرئيس ان تستقيم هذه الامور وان يقلع الناس عن هذه الشكوى العارمة التي يبدونها بين الحين والحين، وهي شكوى تقريبا مستمرة، نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل، ولكن ما نراه من فتن تشتعل هنا وهناك لا يبشر بالخير، وان هناك قوما لا يريدون لهذا الوطن أن ينهض ويستقر وأن يكون في حالة سلام، ولكن إذا عرف اللبنانيون كيف يجمعون أمرهم ويتآخون وكيف يضعون أيديهم بأيدي بعضهم، فإن البلد لن يقوى عليه من يريد به شرا، ونأمل أن تتضامنوا وتتآزروا معا لكي يعود لبنان الى سابق عهده من الطمأنينة والاستقرار والسلام".

"الجبهة الديموقراطية"

وفي كركي أيضا وفد من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" برئاسة عضو المكتب السياسي علي فيصل الذي سلم البطريرك وثيقة "عهد العودة والاخوة الفلسطينية - اللبنانية". وكانت مناسبة لعرض الاوضاع في لبنان وفلسطين".

وبعد اللقاء قال فيصل: "في أجواء العام الستين للنكبة، وبعد الفعاليات المتعددة التي نظمها الشعب الفلسطيني في لبنان ومختلف أماكن وجوده احياء لذكرى الخامس عشر من ايار، والتي شكلت استفتاء حقيقيا على موقف الفلسطينيين وتمسكهم بحق العودة وفقا للقرار 194، وفي اجواء اتفاق الدوحة وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، فإن شعبنا الفلسطيني في لبنان الذي يقدر للشعب اللبناني تضحياته التاريخية من أجل قضية فلسطين، يأمل أن تكون المرحلة المقبلة فرصة مناسبة لاطلاق الحوار الفلسطيني - اللنباني، خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين. إننا إذ نؤكد ارتياح شعبنا الى ما تضمنه خطاب القسم لجهة تأكيد دعم حق العودة والحقوق الانسانية واعمار مخيم نهر البارد والتي نعتبرها خطوة مهمة في مسار العلاقات الاخوية، ينبغي العمل على تكريسها، فإننا نتوجه الى الشعب اللبناني والرؤساء الثلاثة وجميع العائلات الروحية والقوى والمؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية والاعلامية لإعادة صياغة العلاقات الفلسطينية - اللبنانية على قاعدة الحقوق والواجبات المتبادلة، وبالاستناد الى القضايا الآتية:

- أولا: انطلاقا من المكانة التي تمثلها قضية اللاجئين ومحوريتها في الصراع، نؤكد أن لا حل ولا تسوية لمسألة الصراع العربي-الفلسطيني-الاسرائيلي إلا بضمان حق اللاجئين في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم وفقا للقرار 194، وأي مساس بحق العودة هو مساس بمصير أكثر من ستة ملايين لاجئ ومساس أيضا بالامن والاستقرار في المنطقة.

- ثانيا: إن حق العودة خط أحمر بالنسبة الى الشعب الفلسطيني، وسيبقى تطبيقه المعيار لاي تسوية متوازنة، وهو حق وطني عام لا يقبل التجزئة والمساومة او المقايضة، واي مواقف تتجاهل هذه الحقيقة لا تعني الشعب الفلسطيني الذي سيبقى متمسكا بحقه في العودة انطلاقا من المكانة المهمة التي يمثلها هذا الحق بالنسبة الى جميع الفلسطينيين، والمكرس بتضحيات آلاف الشهداء والمعتقلين والجرحى وكفاح ملايين اللاجئين، وفي عشرات القرارات الدولية.

- ثالثا: إن طموح الشعب الفلسطيني لتنظيم علاقاته مع الدولة اللبنانية وتوفير مقومات صون الهوية الوطنية ومعالجة ملف العلاقات المشتركة كرزمة واحدة على اسس قانونية وسياسية واجتماعية وأمنية، إنما يتطلب:

أ- خطة مشتركة لبنانية-فلسطينية لدعم حق العودة استنادا الى القرار 194 ودرء أخطار التوطين والتهجير.

ب- إقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية، بما فيها حق العمل والتملك وحرية التعبير والعمل السياسي.

ج- تنظيم السلاح الفلسطيني بما ينسجم مع أمن الشعبين الشقيقين ومصلحتهما، وبما يخدم النضال من أجل حق العودة.

- رابعا: صون الهوية الوطنية للاجئين من خلال المحافظة على المخيمات، لما تمثله من رمز وشاهد حي على المأساة التي حلت بجزء كبير من شعبنا، وهو ما يتطلب ضرورة المحافظة على المخيمات وخصوصيتها والمكانة التي تمثلها كأحد الاعمدة الرئيسية لقضية اللاجئين ومكون رئيسي من مكونات حق العودة، مما يعني ضرورة العمل سريعا لإعمار مخيم نهر البارد وعودة أبنائه اليه.

- خامسا: إن الشعب الفلسطيني في لبنان يؤكد احترامه لموجبات السيادة وأحكام القانون ومترتبات النظام العام، واعتبار أمن المخيمات جزءا من أمن لبنان.

- سادسا: السعي الجاد للحفاظ على "الاونروا" الى حين العودة والعمل على تحسين خدماتها بما يستجيب والحاجات المتزايدة للشعب الفلسطيني.

- سابعا: ان للشعب الفلسطيني في لبنان مصلحة فعلية في وحدة اللبنانيين بما ينعكس إيجابا على قضيته الوطنية. وهو صاحب قضية عادلة يناضل من اجلها. وعلى ذلك فهو ليس جزءا من التجاذبات الداخلية، ويقف الى جانب لبنان ووحدته وعروبته وسيادته ومقاومته ويسعى الى وقوف جميع اللبنانيين الى جانبه من أجل تقرير مصيره وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948.

إنطلاقا من ذلك كله، نتقدم بهذا العهد من جميع المعنيين بحق العودة من قوى واحزاب وتيارات ومؤسسات سياسية وحزبية وروحية وثقافية واجتماعية لبنانية وفلسطينية، ليكون منهاجا للعمل المشترك تحت راية الدفاع عن حق العودة.

وندعو جميع الفصائل الفلسطينية والشخصيات والمؤسسات والهيئات واللجان والاتحادات الشعبية والنقابية في لبنان الى حوار شامل ينتج مرجعية وطنية واجتماعية موحدة وتحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية، تتولى تنظيم العلاقات الفلسطينية - اللبنانية والتعبير عن موقف شعبنا في لبنان ومصالحه".

بعدها، التقى البطريرك صفير سعد الدين خالد نجل المفتي الشهيد حسن خالد الذي عرض معه الاوضاع الصعبة التي يمر بها الوطن ولا سيما العقبات التي تواجه تشكيل الحكومة، اضافة الى الوضع الاقتصادي المتفاقم، وقال: "إن خطورة المرحلة تتطلب من جميع القيادات الوعي وحسم الخلافات بطريقة ايجابية والانتقال الى حوار بناء برعاية فخامة الرئيس، ليصار الى حل جميع المشاكل العالقة للانتقال بلبنان الى مواكبة العصر والاستفادة من كل الفورات الاقتصادية التي يمكن ان تنعكس ايجابا على البلد وشعبه".

وأضاف: "تطرقنا الى موضوع قانون الانتخاب وضرورة التركيز على النسبية وضبط المال الانتخابي والاعلام".

ومن الزوار أيضا قنصل لبنان في فرانكفورت مروان كلاب.

وظهرا، استقبل البطريرك صفير رئيس "حزب الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي واستبقاه الى مائدة الغداء.

وبعد اللقاء، وزع مخزومي بيانا لاحظ فيه "أن الطائفية السياسية تتجذر أكثر فأكثر في البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وعلى مستوى المجتمعين المدني والسياسي، مما يبقي البلد أسير الازمات السياسية والامنية". وهنأ مخزومي غبطته بتطويب الاب يعقوب الكبوشي متمنيا "أن تطول بركات الاولياء والقديسين البلد الذي يرزح تحت أزمة سياسية متجددة، على الرغم من ان تواقيع القوى السياسية على اتفاق الدوحة لم يجف حبرها بعد".

ورجح مخزومي "ان يكون المراد من المخاض الجديد الذي يشهده لبنان حفظ مصالح اطراف سياسيين في تأمين مقاعد نيابية في مجلس النواب المقبل، لم يشملها اتفاق الدوحة".

وكان البطريرك استقبل وفدا من تعاونيات "أوكسيليا" برئاسة الدكتور ايلي شويفاتي ومديرها العام الدكتور الياس الاسمر ونائب رئيس مجلس الادارة المحامي فيليب فرنسيس، في حضور المطران رولان ابو جودة، لإطلاعه على التطور الاداري والبرامج التي أطلقت مجددا من خلال هذه التعاونيات.

 

الرئيس سليمان عرض التطورات مع الوزير متري وشخصيات واطلع على التطورات في منطقة طرابلس والاجراءات الأمنية

وطنية- 25/6/2008 (سياسة) واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اتصالاته لمعالجة الاوضاع العامة في البلاد، السياسية منها والامنية، فتابع سياسيا لقاءاته التي تناولت المساعي المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة، فيما اطلع امنيا على التطورات في منطقة طرابلس والاجراءات التي يتخذها الجيش وقوى الامن الداخلي، لمعالجة الوضع ميدانيا.

الوزير مروان حماده

في اللقاءات الوزارية والسياسية، التقى الرئيس سليمان، وزير الاتصالات في الحكومة المستقيلة الاستاذ مروان حماده، الذي سلمه تقريرا موجزا بانجازات وزارته الاتصالات وهيئة "أوجيرو" والهيئة الناظمة للاتصالات خلال الفترة ما بين 2005-2008. وأوضح الوزير حماده "أن هذه الانجازات بمختلف مشاريعها، ومن خلال الخدمات الجديدة التي وضعتها في السوق اللبنانية اضافة الى اطلاق تطبيق قانون الاتصالات رقم 431 وانشاء الهيئة الناظمة للاتصالات، وكذلك باقي التدابير التي اتخذتها وزارة الاتصالات وهيئة "اوجيرو"، اتاحت بداية تحرير السوق وتنميته وتوسيع السعات وتدشين الDSL وادخال خدمات جديدة ذات قيمة مضافة وغيرها، مما سمح بازدياد الواردات الاجمالية المحققة في وزارة الاتصالات وتغذية الخزينة ب1306 مليارات ليرة عام 2006، و1676 مليار ليرة عام 2007، و861 مليار ليرة حتى نهاية حزيران 2008". وأضاف: "لقد بلغت التحويلات الاجمالية خلال الفترة الممتدة من شهر ايلول 2005 ولغاية شهر حزيران 2008 ما قيمته 4392 مليار ليرة، كما بلغت التحويلات المباشرة من حساب وزارة الاتصالات لمصلحة البلديات من عائدات الرسم البلدي خلال الفترة الممتدة من شهر أيلول 2005 ولغاية شهر ايار 2008 ما قيمته 123 مليار ليرة". وتم التداول خلال اللقاء في عدد من المواضيع العامة.

الوزير متري

والتقى الرئيس سليمان وزير الثقافة في الحكومة المستقيلة الدكتور طارق متري، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة، وعمل الوزارة.

النائب حرب

كذلك، التقى رئيس الجمهورية الوزير السابق بطرس حرب وأجرى معه جولة افق تناولت المستجدات على الساحة السياسية ولا سيما مساعي تشكيل الحكومة بالاضافة الى سبل الاسهام في ايجاد حلول لبعض العقبات والتعقيدات الحاصلة.

وقد عبر الوزير السابق حرب عن وجهة نظره في كيفية تجاوز العقبات "باعتبار ان الرأي العام اللبناني، واللبنانيين عموما، يحتاجون الى قيام حكومة، وهم سئموا المماحكات السياسية والتسابق على الحقائب الوزارية الخدماتية او السيادية منها، وقد بات الرأي العام يدرك ان هذا التسابق هو على مصالح فئوية شخصية وليس على مصالح وطنية". وشدد النائب حرب بعد اللقاء على "ان اللبنانيين يحتاجون الى قيام حكومة تعنى بشؤون كل اللبنانيين، لا الى حكومة فيديرالية يصادر فيها كل فريق عددا من الوزارات ليضع إمكانات الدولة في خدمة زبائنه السياسيين لتسهيل وصوله الى الانتخابات النيابية". وقال: "إن الشعب يحتاج الى فريق عمل يتولى ادارة شؤونه والمشاكل القائمة وهي عديدة ولا سيما الاقتصادية منها، بدءا من لقمة عيشه مرورا بكيفية حماية النظام الديموقراطي، وصولا الى بسط سيادة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية". وإذ شدد على أن الدستور منح رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة صلاحيات تشكيل الحكومة، بما يحقق المصلحة الوطنية وتشكيل فريق العمل المطلوب، قال النائب حرب: "ان اتفاق الدوحة حدد أصولا ونسبا بين الاكثرية والاقلية وترك ثلاثة مقاعد لرئيس الجمهورية. وقد تمنيت على الرئيس سليمان أن يصار الى تشكيل الحكومة انطلاقا من هذه المبادىء وأن يتحمل والرئيس المكلف المسؤولية ويحسما الامر معا بما يملكان من صلاحيات وسلطة في اتخاذ القرار الملائم، على ان يتحمل كل فريق سياسي مسؤولية قراره".

وردا على سؤال قال: "لم ألاحظ ان هناك خلافا بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، بل هناك تواصل دائم بينهما للوصول الى حلحلة العقبات وازالة الشروط التعجيزية التي تطرح من هذا الفريق او ذاك"، مشيرا الى انه ابلغ الرئيس سليمان "أنه ليس معنيا بالتشكيلة الحكومية". ولست راغبا في أن أكون في هذه الوزارة، كما أني لست مؤمنا بأن من يريد أن يسهل نجاحه في الانتخابات يجب أن يكون وزيرا ويسخر مصالح الدولة لمصالحه الشخصية". ولفت النائب حرب الى انه "وضع نفسه في خدمة البلاد، واذا لمست ان هناك طلبا لا تحمل مسؤولية فلن أتوانى". وقال ان اقتراحات الحلول التي يتم تدارسها تقوم على التوفيق بين المطالب المتناقضة بين الأفرقاء السياسيين "بما يسهل تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها كل الاطراف"، منبها الى "أن هذا لا يعني ان ليس لرئيس الجمهورية حقوق أو صلاحيات او انه اذا اختار رئيس الجمهورية الماروني وزيرا مسيحيا يمكن البعض ان يعتبره غير محسوب على المسيحيين". وشدد على أن "هذه النظرية خاطئة ومسيئة الى موقع رئيس الجمهورية ورئاسة الجمهورية معا، ويجب أن نسقطها من المماحكات السياسية". وأكد ردا على سؤال "أن هناك من لا يريدون قيام سلطة بل أن تبقى الامور على ما هي لتحقيق مصالحهم".

النائب حبيش

والتقى الرئيس سليمان النائب هادي حبيش الذي قدم اليه التهنئة بانتخابه رئيسا، متمنيا له التوفيق في مهماته الجديدة. وأكد النائب حبيش "أن اللقاء كان مناسبة لتداول المساعي الجارية لتشكيل الحكومة، والتشديد على أهمية اتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة والكفيلة بتفادي ما ينبه عن حصوله في منطقة عكار".

النائب حسين

وأجرى الرئيس سليمان جولة أفق عامة في التطورات المحلية بالاضافة الى المساعي القائمة لتشكيل الحكومة مع النائب مصطفى حسين الذي هنأ رئيس الجمهورية على القمة الروحية التي احتضنها قصر بعبدا امس. واثر اللقاء، قال النائب حسين: "همنا، رغم استثنائنا كطائفة، ان يكون لبنان على وفاق تام، واذا لم نكن موجودين في القمة الروحية أمس فنحن موجودون في لبنان"، متمنيا أن يكون عهد الرئيس سليمان عهدا لكل لبنان ولكل الطوائف "بحيث تتمكن فيه الطائفة العلوية من أخذ حقوقها كاملة".

الوزير السابق فرنجيه

سياسيا أيضا، استقبل الرئيس سليمان، رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجيه، وأجرى معه جولة أفق تناولت الاوضاع الراهنة والاتصالات الجارية لتشكيل حكومة جديدة. واستكمل البحث الى مائدة الرئيس سليمان. وتحدث الوزير السابق فرنجيه للصحافيين فقال: "جئنا في زيارة بروتوكولية عند فخامة الرئيس، وكنا ننتظر قليلا الى حين تشكيل الحكومة، وقلنا اننا سنزوره بعد تشكيلها، إلا أنه بعد ان تأخر تشكيل الحكومة وجدنا من واجبنا ان نأتي لنسأل خاطر فخامته، ونتداول معه المواضيع الراهنة. وأجرينا حوارا حول كل الأمور على الساحة اللبنانية، وكانت وجهات النظر متطابقة. كما تطرقنا إلى الوضع الحكومي، وغيره من المواضيع. نحن لسنا مستوزرين، ولا نريد أن نكون وزراء، لكننا أعطينا رأينا في الوضع القائم وموضوع تشكيل الحكومة".

سئل: قال الدكتور سمير جعجع ان العماد عون لا يحق له ان يطالب بما يطالب به في الحكومة لسببين، اولا لأنه يصر على اعادة فتح جروح المسيحيين ولأن الرئيس السنيورة يمثل بنظره المسيحيين عشرة الاف مرة اكثر من عون؟

اجاب: "بالنسبة اليه فؤاد السنيورة يمثل المسيحيين اكثر، وربما شاكر العبسي يمثلهم أيضا، المشكلة اننا لا يمكننا ان نتحدث بشيء من الماضي لاننا اذا تحدثنا نكون عندها نجرح مشاعر السيد جعجع. فلا يمكننا تاليا ان نتحدث عن داني شمعون لاننا نجرح له مشاعره، واذا تحدثنا عن رشيد كرامي كذلك نجرح مشاعره، واذا تحدثنا عن حرب الجبل وحرب زحلة وشرق صيدا واهدن... لا يمكننا ذلك. يعني علينا ان نرمي كل ماضي لبنان لاننا نجرح مشاعر السيد جعجع".

سئل: في ما يتعلق بالحوادث التي حصلت في طرابلس، هل هناك خشية أن تتمدد الى مناطق أخرى في الشمال؟ وهل تقوم بدور ما في تقريب المسافات بين لبنان والرئيس بشار الاسد في هذه المرحلة؟

أجاب: "ان المسافات قريبة بين لبنان وسوريا، وخصوصا بين فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان والرئيس بشار الاسد، ولا حاجة الى أن يقوم أحد بتقريبها. أنا قلت إنني مستعد لاداء دور وساطة بين الشيخ سعد الحريري والرئيس الاسد. وأنا أرى أن الشعب اللبناني سيعود للعيش معا مهما حصل اليوم. إن ما يحصل في طرابلس اليوم لا أعرف لمصحلة من. دائما يقولون هذا الفريق او ذاك هو الذي أشعل الفتنة، لكنني أعرف أنه لا يمكن أقلية في أي بلد من العالم موجودة في بحر أكثري ان تفتري على الاكثرية. دعونا نرى لماذا تحصل المشاكل دائما في اماكن يوجد فيها اكثرية واقلية ودائما يقال ان الاقلية هي التي تتعدى على الاكثرية، فما هذه المصادفة التي تتعدى فيها الاقلية على الاكثرية دائما في كل المناطق؟".

سئل: هل صحيح أنه تم اللقاء قبل أيام بينك وبين الرئيس بري والعماد عون، والسيد حسن نصرالله؟ وماذا أثمر هذا اللقاء؟

اجاب: "الامر الوحيد الذي يمكنني أن أقوله عن هذا اللقاء هو أن الجميع متضامنون مع العماد عون".

الوزير السابق مراد

وعرض رئيس الجمهورية آخر التطورات على الساحة السياسية مع الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي زاره على رأس وفد من حزب الاتحاد، مقدما اليه التهاني بانتخابه رئيسا للجمهورية. وبعد اللقاء، نقل الوزير السابق مراد عن الرئيس سليمان تفاؤله في موضوع تأليف الحكومة "ونيته تكثيف اتصالاته خلال اليومين المقبلين تسهيلا لهذه الغاية من خلال تقريب وجهات النظر بين الافرقاء السياسيين". وأشار الى "أن البحث تطرق الى الوضع الامني في منطقة البقاع بعد استتبابه بنتيجة المصالحات الاخيرة"، آملا أن تكرس هذه المصالحات في الشمال ولا سيما في ضوء الوضع غير المستقر في عدد من المناطق، وما يشكله من مصدر قلق للمغتربين الراغبين في المجيء الى لبنان". ولفت الى مطالبته رئيس الجمهورية "بزيارة البرازيل التي تحتضن عددا كبيرا من المغتربين اللبنانيين"، معتبرا "أن نصف لبنان المغترب له حق على فخامته بالرعاية أسوة بنصفه المقيم". وضم الوفد إلى الوزير السابق مراد: المحامي أحمد مرعي، والسادة سعيد أيوب، هشام طبارة وطلال خانكان.

النائب السابق سلام

واستقبل رئيس الجمهورية النائب السابق تمام سلام الذي قدم اليه التهاني بانتخابه، وكانت مناسبة لإجراء جولة افق عامة في ما تشهده الساحة المحلية من تطورات. واوضح النائب السابق سلام "ان اللقاء كان مناسبة لمباركة شخصية ومباشرة للرئيس سليمان بانتخابه رئيسا للجمهورية، ولنقل تمنياتنا لفخامته بان يتمكن من تحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون من قاعدة وفاقية للم الشمل ولاعادة الامور الى نصابها في البلد". وأضاف: "الكل يدرك ان من ابرز الاستحقاقات تشكيل الحكومة الذي ينتظره كل اللبنانيين بفارغ الصبر، لافتا الى اننا "نشهد ويا للاسف الكثير من العرقلة والتعنت في بعض الحالات او المزايدة في حالات اخرى من القوى السياسية التي تختلف في ما بينها على حقيبة ومنصب ووزارة. وهذا شيء مؤسف جدا وقد وصل الناس الى مرحلة كتلك التي وصل اليها الذين عبروا عن صرخة: "اذا ما اتفقتوا ما ترجعوا"، عندما ذهب السياسيون الى الدوحة". وتساءل النائب السابق سلام: "إذا لم يتفق السياسيون اليوم فبأي صفة سيقودون هذا البلد وسيمثلون اللبنانيين؟ وبأي حق سيتكلمون باسمهم؟". وقال: "إذا كان السياسيون غير قادرين على تشكيل حكومة فعلى ماذا هم قادرون؟ هل على استقطاب واستنفار الناس وخلق حالات من التشنج الطائفي والمذهبي بحيث يشعر بعض القيادات والقوى انه بات له مرجعية وقوة ومكانة وقدرة على الحسم بارواح الناس الذين يتساقطون". وقال: "ان الضحايا التي تتساقط باتت وكأنها ارقام او كأن ما يحصل لا يحصل في لبنان بل في دولة اخرى".

وتساءل عن المسؤول عن سقوط الضحايا و"هل يمكن لاي مرجعية سياسية ان تنفي مسؤوليتها عما يجري"؟ وقال: "ان رئيس الجمهورية يبذل جهودا متواصلة ومضنية بالتواصل مع الرئيس المكلف الذي لم يوفر فكرة او اقتراحا لمحاولة تسهيل تأليف الحكومة. فالرئيس المكلف يقع عليه العاتق الاكبر في ذلك وبالتعاون مع رئيس الجمهورية لكن هل يجوز، فيما ينتظر اللبنانيون هذا الاستحقاق، ان تحدث نشاطات وامور رسمية هنا وهناك وكأن البلد في خير فيما الحكومة غير موجودة؟".

وعبر عن رأيه انه "لا يمكن ان يكون بالنا طويلا على القوى السياسية، فالموضوع لا يتعلق بالرئيس المكلف بل بالقوى السياسية".

وردا على سؤال، أكد ان رئيس الجمهورية يبذل جهده انطلاقا من موقعه الوفاقي، الامر الذي يشكل عنصرا مهما يجب التمسك به. وقال: "رئيس الجمهورية انسان وفاقي، وهو تبوأ سلطة الرئاسة انطلاقا من هذا الموقع وليس لانه مع هذه الفئة او تلك، وهو نتاج الوفاق الذي كان مطلب اللبنانيين ودوره سيبقى وفاقيا، وهو لن يوفر جهدا في هذا الاطار". وقال انه سمع من رئيس الجمهورية تأكيدا على تواصله مع القوى والقيادات السياسية بكل ما يملك من فكر ورأي "ليتمكن من تحقيق توافق يستقر على تركيبة حكومية يكون بامكانها النهوض بلبنان هذه المرحلة الصعبة، ولمواجهة الاستحقاقات وفي مقدمها الانتخابات النيابية التي تفترض في وجود قانون انتخابات وحكومة"، معتبرا "ان من يعتقد بإمكان حصول انتخابات دون حكومة هو مخطئ".

الامين العام للمنظمة الفلسطينية لحق العودة

واستقبل الرئيس سليمان، الامين العام للمنظمة الفلسطينية لحق العودة السيد علي الهويدي على رأس وفد من المنظمة قدم الى رئيس الجمهورية التهنئة بانتخابه رئيسا، مثنيا على خطاب القسم ولاسيما لجهة ما تضمنه من تأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفض التوطين انطلاقا مما نصت عليه مقدمة الدستور اللبناني. ورد الرئيس سليمان شاكرا للوفد تهنئته، مؤكدا أن حق العودة للشعب الفلسطيني هو من ثوابت سياسة الدولة اللبنانية، وكان دائما محور الاتصالات التي أجراها مع المراجع العربية والدولية التي التقاها منذ انتخابه رئيسا للجمهورية. كما أكد الرئيس سليمان متابعته للاجراءات الآيلة الى إعادة إعمار مخيم نهر البارد تمهيدا لاستكمال عودة سكانه اليه، مشيرا الى وجود اقتناع دولي بدأ يتكون حول حق عودة الفلسطينيين.

وأوضح السيد الهويدي أن اللقاء كان مناسبة لعرض هموم الشعب الفلسطيني "وتأكيد أهمية توفير الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، الامر الذي لا يتعارض مع رفض التوطين والتمسك بحق العودة، بل ينعكس كذلك استقرارا على اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء".

واضاف: "أكدنا للرئيس سليمان دوره في تعجيل إعادة اعمار نهر البارد وعودة النازحين اليه"، مشيرا الى "ان البحث تركز كذلك على اوضاع فاقدي الاوراق الثبوتية من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والذين يبلغ عددهم 3500، وهم لا يتمتعون بالشخصية القانونية ولا حق لهم بالتعلم أو الاستشفاء او الزواج، بالاضافة الى اوضاع مخيمات الجنوب في ظل القرار بعدم ادخال مواد البناء اليها". وأوضح الهويدي "أن رئيس الجمهورية وعد بمتابعة هذه القضايا وانه لن يألو جهدا في سبيل تحقيق مصلحة ابناء الشعب الفلسطيني في لبنان".

أوضاع المزارعين ودعم الصادرات

إلى ذلك، أبدى الرئيس سليمان اهتماما بموضوع وقف العمل ببرنامج "إكسبورت بلاس" الخاص بدعم الصادرات الزراعية والذي كان بحثه أيضا أمس خلال لقائه رئيس الحكومة المكلف الأستاذ فؤاد السنيورة، لا سيما وأن القطاع الزراعي يستند بطريقة أو بأخرى إلى برنامج "إكسبورت بلاس"، خصوصا لجهة العلاقة التجارية ما بين المزارع والتاجر المصدر. وقد طلب الرئيس سليمان درس آلية تكفل إعادة العمل بالبرنامج الوطني لدعم الصادرات الزراعية "إكسبورت بلاس" تأخذ في الاعتبار خطة العمل التي أعدتها المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان، والقاضية بتمديد العمل في البرنامج لمدة خمس سنوات، على أن يتم خفض قيمة الدعم سنويا بمقدار 20%، وذلك بما ينعكس إيجابا على المزارعين والقطاع الزراعي بشكل عام.

 

الوزير فتفت استقبل السفيرالكندي مودعا

وطنية - 25/6/2008 (سياسة) استقبل وزير الشباب والرياضة الدكتور احمد فتفت في منزله ظهر اليوم السفير الكندي في لبنان لوي دو لوريمييه الذي جاءه مودعا لمناسبة انتهاء مهمته الديبلوماسية في لبنان. وكانت مناسبة تم خلالها بحث العلاقات اللبنانية - الكندية والاوضاع السياسية والامنية الراهنة في لبنان.

 

الشيخ قاسم: اتفاق الدوحة فتح مرحلة توافقية جديدة علينا جميعا استثمارها

المعارضة قدمت خمسة اقتراحات لفتح باب الحل وكان جواب الرئيس المكلف الرفض

وطنية - 25/6/2008 (سياسة) أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حفل التخريج الذي أقامه معهد سيدة نساء العالمين بمناسبة ولادة السيدة الزهراء في قاعة "مجمع القائم" في الرويس أن "اتفاق الدوحة طوى مرحلة قاسمة وفتح المجال أمام مرحلة جديدة توافقية علينا جميعا استثمارها".

وقال: "بعد الإتفاق حصل أمران: الأول المشاكل الأمنية المتنقلة بين المناطق. والثاني تأخير تشكيل الحكومة لأسباب مختلفة. أما المشاكل الأمنية المتفرقة فمصدرها واحد ومعروف، لاحظوا المناطق التي حصلت فيها هذه المشاكل ستجدون أن تيارا سياسيا محددا هو الذي يفتعلها أو بالحد الأدنى لا يتمكن من ضبط عناصره أو مؤيديه أو من يختبئون تحت عباءته، فلو افترضنا أنهم يستنكرون هذه الأحداث، من المفروض أن يعملوا على معالجتها، والمعالجة تكون أولا برفع الغطاء عن المرتكبين والمعتدين وترك القوى الأمنية تأخذ دورها، والقضاء اللبناني يحاسب المجرمين الذين يسيئون إلى الناس". وطالب الشيخ قاسم "بعدم إصدار بيانات عن هذه الجهة تقلب الحقائق وتوتر الأجواء وتفتعل المشكلة من جديد أو تكبرها، وأن لا تكون هناك تغطية لهؤلاء الذين أساؤوا إلى المواطنين اللبنانيين في مناطق مختلفة".

أضاف: "لا نلاحظ أن هذا التيار وملحقاته يتصرفون بهذه الروحية، بل نسمع منهم تصريحات موتورة وشتائم متتالية، ويجمعون مجموعة من الكلمات - وأظن أن عددها عشر تقريبا- ويصيغونها في جمل غير مفيدة بحيث لا تفهم البداية من النهاية سوى أنها مجموعة شتائم ركِّبت في خطاب أو بيان. هل هكذا نتفاهم كلبنانيين؟ وعلى كل حال كل هذه البيانات التي تصدر وتعتدي وتوتر لن تغير من الحقائق شيئا، لأن الحق مع أصحابه، ولأن المقاومة شريفة وعزيزة ولها مكانتها، ولأن موازين القوى لا يمكن أن تتأثر بهذا الصراخ، ولأن تغيير المعادلات لا يكون بهذا التلفيق".

وعن تشكيل الحكومة أوضح "أن رئيس الحكومة هو المسؤول عن تشكيلها، وعليه أن يقدم اقتراحات متعددة للمعالجة"، وقال: "رأينا أن رئيس الحكومة المكلف السيد (فؤاد) السنيورة طرح اقتراحات محددة ولم يعد يتزحزح عنها منذ طرحها حتى الآن، بينما قدمت المعارضة بجهاتها المختلفة مجموعة من الاقتراحات وصلت إلى خمسة اقتراحات مختلفة من أجل فتح باب للحل، وكان دائما يأتي الجواب من الرئيس المكلف الرفض والتمسك بتركيبة وحقائب تبرز الرغبة بعدم التجاوب وعدم إنصاف المعارضة بالحقائب التي تحدث توازنا طبيعيا بين الأفرقاء المختلفين في هذا البلد".

وتابع: "نحن نحمِّل رئيس الحكومة المسؤولية الكاملة في كل تأخير، وفي النهاية هو الذي يجب أن يصارح الرأي العام ويتحدث عن أسباب التعطيل، لماذا لا يتكلم عن الأسباب؟ ولماذا لا يقول للناس ما هي اقتراحاته وما هي اقتراحات الآخرين بشكل واضح؟ لأنه يعلم بأن وقوفه عند اقتراحات محددة ورفضه لتبديل بعض الوزارات وإعطاء المعارضة ما يتناسب معها هو الذي يسبب هذا التأخير".

وأكد الشيخ قاسم "أننا سنعمل كما عودناكم بمنطق من لا يخشى من الحق، ومن يثابر على إيمانه، ولذا مهما كثر صراخ المتوترين من جوقة المتوترين، ومهما اتهمونا وشتمونا ورفعوا من مستوى خطاباتهم التحريضية المذهبية المكشوفة فإننا سنبادل التحريض المذهبي بتعزيز الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية، وسنبقى في لغتنا ومنطقنا نعمل على التوافق لا على التفرقة. وبالتالي سنبادل شتائمهم بالموقف الأصيل، وسنبقي الخلاف في دائرته السياسية، وإذا كان البعض يتوقع أن شد العصب المذهبي يمكن أن يعطيه منحة لموقع أفضل في الانتخابات فهو مخطئ، لأن هذا المنطق أصبح باليا ولم يعد قابلا للتسويق إلاَّ عند المتوترين وهؤلاء قلة، فالشعب اللبناني يريد حلولا توافقية، ويريد أن يخرج من الأزمة التي عاشها واعتبر أن اتفاق الدوحة هو مخرج لائق للجميع حتى ننتقل إلى مرحلة أخرى ببناء لبنان، ولمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتعقيدات التي تلم بحياة المواطنين في الماء والكهرباء والإمكانات وما شابه، هذا الذي يجب أن يكون محل الاتجاه، وإلاَّ بعض الذين يصرخون ويعتبرون أنهم من حماة الدين والمذهب، ضد من يصرخون؟ ومن يأتي إليهم؟ ومن يتحدث معهم؟ ومن يوترهم؟ هم يفتعلون أحداثا يتحملون مسؤوليتها بالكامل وسترتد عليهم لأنها مخالفة تماما لما يريده اللبنانيون. علينا أن نصبر وأن نتحمل، ولكل نهاية منهج الحق سيواجه بالكثير من الأباطيل، لولا المواجهة بين الحق والباطل لما برز الحق بنوره وعظمته".

 

اوساط سياسية لا تستبعد ان يضع الرئيس سليمان المجلس امام مسؤولياته

المركزية - لم يحجب الهم الامني الضاغط ولا سيما في الشمال الذي شهد في الساعات الاخيرة عمليات "نوعية" تمثلت باحراق منازل ومحال تجارية ومحطات وقود، الاهتمام بالشأن السياسي في ضوء المخاض العسير الذي تشهده عملية ولادة حكومة العهد الاولى، نظرا الى الشروط والشروط المضادة.

أوساط سياسية وخطوة سليمان: اوساط سياسية مراقبة رأت ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومن موقعه المسؤول والمؤتمن على البلاد والعباد، لا يستطيع ترك الامور في مسار الافق الحكومي المسدود الى ما لا نهاية خصوصا بعدما بدأ الخلاف السياسي والحكومي بالتفلت من أطره العامة والطبيعية وينعكس على الارض توترا وصدامات دامية على ما جرى في البقاع وطرابلس.

ولم تستبعد الاوساط هنا ان يضع رئيس الجمهورية المجلس النيابي امام مسؤوليته في الموضوع عبر رسالة يوجّهها اليه، وهو الحل الوحيد المتاح أمامه اذا ما بقيت اوضاع تأليف الحكومة على حالها من التشدد والمواقف والعرقلة، وان يطلب الرئيس من المجلس تحمّل مسؤولياته وتظهير الموضوع على حقيقته وتسمية الجهة المعرقلة لتشكيل الحكومة وبالتالي لانطلاقة العهد وسير الدولة ككل وان من شأن الخطوة الرئاسية هذه في حال حصولها ليس فضح الطرف المعرقل وتحميله مسؤولية ما سوف تؤول اليه الاوضاع وحسب، انما الدفع باتجاه رفع الغطاء عنه محليا وعربيا ودوليا وتحميل الجهة الداعمة له ايضا المسؤولية أمام العالم والمجتمع الدولي.

مصادر حكومية: ومع ابقاء خطوط الاتصالات العربية والمحلية مفتوحة، وعلى وقع بيان القمة الروحية، يستكمل رئيس الجمهورية اتصالاته مع الافرقاء كافة وهو استقبل اليوم رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجيه، فيما يتابع الرئيس المكلف فؤاد السنيورة من جهته مشاوراته بهدف حلحلة العقد السائدة.

في هذه الاثناء، كشفت مصادر حكومية لـ"المركزية" ان هناك توجها بتفكير من خارج الاقتراحات المتداولة للبحث عن مخرج لاخراج التشكيلة الحكومية من العقدة. وهذا التوجه الجديد متفق عليه بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف فؤاد السنيورة.

وأشارت المصادر الى ان الرئيسين يتوليان اجراء الاتصالات والبحث عن هذا المخرج، على أمل في ان تتبلور افكار جديدة في خلال 48 ساعة.

المعارضة: مكانك راوح: أما المعارضة فقد لخصت مصادرها الوضع السائد بالعبارة الآتية: "مكانك راوح". وقالت لـ"المركزية" لا جديد في الموضوع الحكومي وقد بدأت جرعة التخوف تزداد ازاء المماطلة المقصودة وغير الطبيعية، وترتفع وتيرة الهواجس خصوصا بعد زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لبيروت وبعد الاجواء الدولية المستجدة. ولكن المصادر اعربت عن املها في ان تكون المساعي جدية للتوصل الى حل.

وعن القمة الروحية وكلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقوله بأن خلافات اللبنانيين وصلت الى حد الانتحار قالت مصادر المعارضة ان المشكلة هي في ان المجتمعين جميعا لا يملكون زمام القرار على الارض على المستوى الشعبي، فرئيس الجمهورية هو في النهاية رئيس جمهورية والرؤساء الروحيون هم رؤساء روحيون والذين يملكون زمام الامور لم يكونوا في الاجتماع.

واتهمت المصادر فريق الموالاة بتحريك مشروع الفتنة المذهبية خصوصا في مناطق ذات لون معين وذات طبيعة معينة. حيث تنتقل الاشكالات من مكان الى آخر. واشارت الى وجود جهاز متحرك في "ميليشيا السلطة" مع منشورات تحريضية لاثارة هذه القلائل بغية ابقاء العصبية مشدودة لصالحهم ولمحاولة التعويض المعنوي من اجل الفوز في الانتخابات النيابية فيما لو أقر قانون الانتخاب، وبغية ابقاء الموضوع الامني الشغل الشاغل وتاليا لا تعود الناس تشعر بالمماطلة ازاء التشكيل الحكومي. وأكدت ان الجزء الاكبر للاستقرار الامني يكمن في تشكيل الحكومة والحل السياسي، فيما هم مصرّون على التوتير الامني وتأجيل الحل السياسي.

واذ نفت مصادر المعارضة حصول اي اتصالات اقليمية ضاغطة عليها قالت ان من يحتاج للضغط عليه هو الطرف المعطل، ويعلم الجميع ان المعارضة "مريّحة" الامور وطرحت حلولا عدة للخروج من الازمة حتى اننا قبلنا بتفاصيل لم نكن في وارد القبول بها، إذ طلبنا اعطاءنا حقيبة الاتصالات مقابل حقيبة الخارجية، او المالية. وكل ذلك جُبه بالرفض. واذ اوضحت المصادر ان لا تدخل قطريا حتى الآن ادرجت مماطلة فريق السلطة في اطار اعادة صناعة ونسج دور سعودي من جديد يدخل على الخط ويحل الاشكاليات.

ووصفت مصادر المعارضة الوضع على الارض في مناطق العاصمة بالمرتاح لكنها قالت انه أمام الفتنة المتنقلة يظل التخوف قائما. وأكدت اخيرا على تماسك المعارضة.

الغالبية: أما قوى الغالبية فاعتبرت ان "العقبة الاساسية أمام تشكيل الحكومة ما زالت عند "حزب الله" الذي يرفض الحلّ بايحاء ايراني، ويحاول اضاعة الوقت واستهلاكه خدمة لارادة ايران بتعطيل استكمال الحل في لبنان بعد تنفيذ البند الاول من اتفاق الدوحة وهو انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، والحؤول دون الانتقال الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تمثل البند الثاني من الاتفاق".

واعتبر مصدر نيابي في الغالبية ان التعطيل يهدف الى إضاعة الوقت بانتظار الحلحلة الاقليمية وما ستؤول اليه التطورات الاقليمية وخصوصا في ما يتعلق بالملف النووي الايراني.

وأشار الى انه "خلال فترة استهلاك الوقت الذي تعمد اليه المعارضة وخصوصا "حزب الله"، قد يستجد أي تدخل عربي وقطري تحديدا، ولكن لغاية هذه اللحظة بالتحديد ليس هناك أي مؤشرات توحي بتدخّل سريع".

وشدد على أن الشخص المخوّل تلقي الاقتراحات هو الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة، وكل ما يقال في الاعلام عن افتراضات واحتمالات يفتقد الى الدقة في أحيان كثيرة.

وتعليقا على قتراح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، قال المصدر أنه اقتراح طرح عبر وسائل الاعلام بعيدا عن الجهة الصالحة التي يمثلها الرئيس السنيورة. وأشار الى ان الاقتراح محاولة "بيع غير جدية" للعماد ميشال عون، عبر وسيلة إعلامية وهو لم يقدم او يطرح جديا. ولفت الى ان كل هذه الطروحات تصبّ في خانة الاستهلاك المحلي. ورأى أن "الاسلوب الذي تتعاطى به المعارضة، يظهر أنها لا تريد الحل وهي تبتكر الوسيلة التعطيلية تلو الاخرى، وكلما سحب فتيل موضوع ما تدخل فتيلا آخرا".

واستبعد المصدر ان يعمد الرئيس بري الى تحديد جلسة لقانون الانتخاب في الايام المقبلة، وقال: أعتقد ان نواب تكتل "التغيير والاصلاح" يحاولون احراج الرئيس بري خصوصا اذا عقدت الجلسة في حضور الحكومة المستقيلة التي، على مدى عام ونصف العام، اعتبرها الرئيس بري غير شرعية وغير دستورية، ولا يمكن ان يعقد مجلس النواب في وجودها. لذا فإنعقاد جلسة كهذه قد تشكل إحراجا للرئيس بري. واعتبر ان لا مانع من انعقاد الهيئة العامة للمجلس من ناحية الشكل ولكن من ناحية المضمون، اذا ارادوا طرح موضوع التعديلات على الدوائر، فمن المستحسن ان يتم البحث في كل حيثيات القانون، طالما يتم الكلام عن تحسين التمثيل المسيحي، وليعاد البحث في المقاعد المسيحية في بعلبك والهرمل، وليفصل قضاء حاصبيا عن مرجعيون.

 

 ارتفاع وتيرة الاتصالات للقاء نصر الله والحريري

 المركزية - علمت "المركزية" من مصادر مطلعة ان الاتصالات الجارية لعقد لقاء بين الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري جارية على قدم وساق، وقد ارتفعت وتيرتها في الايام الماضية. وكان النائب الحريري طلب مرات عدة لقاء السيد نصر الله لكن الاخير رفض وقد طرح الموضوع مجددا بوساطة سعودية - ايرانية، وهو لا يزال قيد التحضير.

وعلمت "المركزية" ان "حزب الله" يرفض ان يتم اللقاء لمجرد اللقاء ويطالب بوضع اسس له، كي يأتي مجديا ومنتجا.

 

ناشد الرئيس سليمان عقد مؤتمر حوار عاجل لبحث الملف الامني

جعجع: الانفلاش العسكري لـ"حزب الله" كسر هيبة الدولة والسنيورة يمثل المسيحيين اكثر من عون في بعض الطروحـات

المركزية - رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ان "الاحداث الامنية الاخيرة والانفلاش العسكري لـ"حزب الله" كسر هيبة الدولة اللبنانية التي من الصعب اعادة بنائها، وأرسى دولة "حزب الله" التي باتت تضع المقاييس للدولة الشرعية وتهدد باجتياحها". واعتبر ان "الرئيس المكلف فؤاد السنيورة يمثل المسيحيين اكثر بمليون مرة من رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في بعض الطروحات"، لافتا الى ان عون يمثل راهنا العقبة الاساسية في وجه تشكيل الحكومة، واصفا تصريحاته بـ"العونيات.

وناشد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الدعوة الى عقد مؤتمر حوار وطني عاجل في قصر بعبدا "لطرح الملف الامني على بساط البحث والاتفاق على حد ادنى في موضوع السلاح". كلام جعجع جاء في مؤتمر صحافي عقده الاولى بعد ظهر اليوم في معراب، واستهله بالقول: انا سأقترح تسوية معينة، اذا قبل بها المعنيون بالامر نسير بها، واذا لم يقبلوا، نغيرها. الموضوع الاول هو الموضوع الامني، فمنذ احداث بيروت وبعد اتمام اتفاق الدوحة وكل الجهد الذي بذلناه في الدوحة على امل ان الجميع سيعمل على ترتيب الوضع الامني، نرى ان على المواطن اللبناني مع كل ما يعانيه على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، ان يرتاح، اقله على المستوى الامني.

للاسف خاب ظننا ونرى الاحداث الامنية تتنقل من منظقة الى اخرى بشكل كريه وقاسٍ واحداث طرابلس في الايام الماضية كادت تصل حصيلة قتلاها الى عشرة وعشرات الجرحى، اضافة الى الدمار الذي خلفته.

اضاف: في اليومين الفائتين وبينما كنت اشاهد شاشات التلفزة وأرى صور المسلحين يتنقلون بين الشوارع، عدت بالذاكرة الى الايام الماضية الصعبة والقاسية والأليمة التي اعتقدت شخصيا اننا تخطيناها الى ما لا عودة، وللاسف عدنا نراها عبر شاشات التلفزة، تماما كما الطالب الذي دخل الجامعة ويعودون به الى الصفوف الابتدائية او حتى الى الحضانة.

وقال: لذلك فضلت البدء بإثارة هذا الموضوع وأنا اتطرق الى لب وجوهر المشكلة. الجميع يسألون ما الذي حصل ويحصل، وجماعة 8 اذار يلقون اللوم على 14 اذار، والعكس صحيح، فتنطلق التفسيرات، والتفسير الاساسي الذي يسود هو ان هناك قوى خارجية تحاول تطبيق خطة جهنمية في البلد. برأيي الشخصي فإن هناك سببا واحدا انطلقت منه مجموعة اسباب اخرى، وهنا لا تستهينوا باحداث 7 ايار الفائت في بيروت، الانفلاش الامني والعسكري الذي حصل في بيروت، كانت نتيجته، "شئنا ام ابينا، اصابة الدولة اللبنانية اكثر من اصابة الشهداء الذين سقطوا في هذه الاحداث. فذلك الانفلاش كسر هيبة الدولة، والدولة هيبة، وعندما تكسر هيبتها من الصعب في مكان ما، ان يستطيع احد اعادة بنائها بسهولة.

وقال: بعد اتفاق الدوحة، انا شخصيا فكرت بايحاء من بعض مسؤولي حزب الله، انه سيتم بعد الاتفاق نوع من تطييب الخواطر وكلام جميل، ونوع من الاسف، كي لا اقول الاعتذار، عما حصل في بيروت، وتعهد بعدم حصوله مرة اخرى. ولكن الذي حصل هو عكس ذلك تماما.

استعراض احداث: اضاف: سأستعرض الآن بعض الاحداث، وما هو اهم من الاحداث وبعض الخطوات التي حصلت، هو الخطاب السياسي لكثير من المسؤولين اكانوا في فريق 8 اذار او في "حزب الله" الذي سأستعين ببعض خطابات مسؤوليه، لنرى لماذا وصل الوضع الى هذا الحد من التشنج والفلتان.

وقال: الاحد في 15/6/2008 تقريبا منذ اسبوع ونصف الاسبوع وفي تمام الحادية عشرة والنصف من قبل الظهر بينما كانت مجموعة مؤلفة من 16 شخصا فتيات وشبان، تقوم بنزهة عادية على الـATV بين جرود عيون السيمان وجرود زحلة عبر طريق الوردة - نحيلة، اوقفت مجموعة مسلحة من "حزب الله" المتنزهين واستجوبتهم. وأخذت اوراقهم الثبوتية، ومن ثم طلبوا اليهم عدم التواجد مستقبلا في المنطقة. افترضوا ان اي شخص منكم كان في عداد هؤلاء الذين ذهبوا في رحلة الى منطقة، لا اعتقد انها على اطراف الغجر او قريبة من الحدود اللبنانية - الاسرائيلية او حتى من الحدود اللبنانية - السورية، فما هو مبرر هذا التصرف؟

اضاف: الاحد الذي تلا في22 حزيران اي منذ يومين، في يوم تطويب ابونا يعقوب الكبوشي وفي فترة قبل الظهر كان عدد من المواطنين متوجهين في آليتين ذات دفع رباعي من جرود بسكنتا في اتجاه جرود زحلة، جرى اعتراضهم عند منطقة كركول الطيوحان من قبل مسلحين ملثمين، كما جرى توقيفهم لنحو نصف ساعة والتدقيق في هوياتهم والتفتيش في اغراضهم حيث اطلق سراحهم بعدها. وهذا هو الحادث الذي تطرق اليه الرئيس امين الجميّل مرات عدة في الايام الفائتة. فكيف لنا تفسير هذه الاحداث؟ واذا انا ابن فاريا اريد الذهاب في نزهة في الجرد، من الممكن ان اتوقع في اي وقت ان يتم توقيفي من قبل اشخاص لا اعرفهم، وليس لهم صفة رسمية يطلبون مني الا اعود الى هذا المكان. اذا كانت هذه الاراضي املاكا خاصة ليقولوا لنا، والا فليحترموا حرياتنا الخاصة. ان الجهة الوحيدة المخولة توقيفنا هي السلطات الشرعية اللبنانية، في الوقت ان كل هذه الاصوات تحصل بمعزل عن هذه الشرعية.

وقال: انا اذكر غيض من فيض، وهذه الاحداث ليست صغيرة بل انها تترك مفعولا كبيرا لدى المواطنين وكأنهم اصبحوا غرباء عن ارضهم.

اضاف: انتقل الى الخطاب السياسي وما لفتني فيه في المرحلة الماضية قول الشيخ نعيم قاسم بأن مسألة المقاومة لا تنتهي عند عودة الاسرى واسترجاع مزارع شبعا، فنهج المقاومة مستمر ويجب ان نصل الى مجتمع مقاوم. هذا برأيي قول خطير جدا فالمجتمع المقاوم يستلزم موافقة كل الشعب اللبناني الذي لا يستطيع احد ارغامه على انتهاج المقاومة. وسآخذ عينة من حديث للسيد نواف الموسوي في 20 حزيران، ويقول "لن يتمكن احد من بناء قدرات امنية او عسكرية في لبنان ليضعها في مواجهة المقاومة. ولقد تصرفنا من قبل على اساس استباقي ووقائي، ونتحدث منذ الآن دون ان نخدع احدا، وبكل صراحة فاننا لن نسمح ببناء جسم امني او عسكري في لبنان سيطعننا في الظهر"، هذا القول ليس سطحيا ويجب التوقف عنده، ما يعني انه من الآن وصاعدا لدينا دولة اسمها دولة "حزب الله" تراقب كل مجموعة لبنانية وكل فرد لبناني، وأي احد يقوم بعمل، هي تعتبره يتضمن نيات سيئة تجاه "حزب الله"، تسمح لنفسها بالانقضاض عليه عسكريا وايقافه.

اضاف: وتاليا الاحداث في بيروت ليست كما حاولوا تصويرهها ولو عن حسن نية، بأنها اشتباكات بين الاهالي، ويضيف الموسوي "لقد تصرفنا من قبل على اساس استباقي ووقائي"، فعلى قدر ما واجهوا اسرائيل سيتصرفون نفس الشيء ويعتمدون على الضربات الاستباقية. فممنوع على الاحزاب الاخرى ان تبني هيكلياتها؟ فكل ما تجمّع مجموعة من الشباب، انهم ضدكم.

وقال: تبين من المعارك في بيروت ان "تيار المستقبل" لا يملك السلاح، بينما من الجهة الاخرى كان هناك مجموعات مدربة ومسلحة على اكمل وجه. فاذا دولة "حزب الله" ليست دولتنا، هي دولة تراقب وتقدر ما يشكل خطرا على المقاومة وتنتزعه تلقائيا. وقول السيد الموسوي ان اي شيء لا يعجبهم في البلد، يتحركون بقواهم الذاتية لالغائه ولو بالقوة.

اضاف: انتقل الى جزء آخر من كلامه يقول فيه "لن يكون هناك على رأس اي جهاز امني في لبنان او اي موقع عسكري مَن لا تطمئن المقاومة الى صدق ولائه للوطن"، هنا ذكرني بمؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية، يعني ان "حزب الله" الآن يضع المقاييس ويحدد من يكون قائد الجيش. وهنا اتمنى ان يكون العماد ميشال عون مستمعا الي، فهذا كله من اجل تحصيل حقوق المسيحيين. وأسأل السيد الموسوي من اعطاك الحق لكي تصنّف مَن هو الصادق او الخائن للوطن؟ نحن نصنّف وليس انت، واذا اردت ان تصنف الدولة بمؤسساتها الدستورية، واذا بدأنا بالتصنيف، سيصبح هناك لبنانان لا لبنان واحدا، وهذا عكس شعار الرئيس صائب سلام، واليوم نحن امام لبنان "حزب الله" ولبنان الآخرين، المؤسسات الدستورية التي يتواجدون فيها اليوم هي محور اللعبة السياسية في لبنان وخصوصا المجلس النيابي، وتبين لنا في السنة والنصف سنة الاخيرة، انهم قادرون على اقفالها كليا.

جماعة "حزب الله" يتصرفون بمبدأ ان "ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم"، واذا تكلمنا في الموضوع، ستشن علينا حملات تأديبية.

يقول السيد نواف الموسوي "اذا اتفقنا او لم نتفق على استراتيجية دفاعية فان هذا لن يغير من حقيقة ان المقاومة مستمرة" وهذا يعني انهم سيفعلون ما يريدون ويقولون للآخرين "بلّطوا البحر".

ان كسر هيبة الدولة في احتلال بيروت وفي بعض الاحداث العملية وبهذا الخطاب السياسي، كل ذلك سيؤدي الى اضطراب الامن. واصبح الاستثناء عدم وقوع حادث امني والقاعدة هي باستمرار هذه الاحداث.

وتابع: يجب البدء بخطوتين بالتوازي مع الوضع الامني الراهن. وتوجه جعجع بنداء عاجل الى الرئيس سليمان طالبا منه ان يدعو الى مؤتمر الحوار الوطني الذي اتفق عليه في الدوحة لطرح الملف الامني على بساط البحث، حتى ان سبق هذا الحوار تشكيل الحكومة اذا ما تأخر تشكيلها، علما بان التشكيل لن يساعد على التخفيف من الاحداث الامنية التي لن تحل طالما لم يعقد هذا الحوار، الذي ستطرح في خلاله كل الافكار على الطاولة من اجل التوصل الى الحد الادنى من القواسم المشتركة.

وتابع: كل يوم يمر دون ايجاد حل لهذه المشكلة تقلل من تركيبة وسلطة ووجود الدولة اللبنانية وهذا ما حدث خلال الاحداث اللبنانية وبالتالي على الاجهزة الامنية والقضائية التصرف حيال الاحداث الامنية بغض النظر عن الموقف السياسي، حتى لو لم تقدر على ذلك لكن ذلك افضل من عدم القيام بواجباتها الكاملة.

تشكيل الحكومة: وعن تشكيل الحكومة، قال جعجع ان الافرقاء كافة في بداية الاستشارات كانوا راضين بما يطرح لان رئيسي الجمهورية والحكومة حضرا تشكيلات حكومية جد منطقية، لكن العقبة الاساسية في وجه تشكيل الحكومة هو الجنرال عون لانه يعتبر نفسه الممثل الوحيد للمسيحيين، وبالتالي هو الذي يحق له التصرف بالحصة المسيحية الاساسية في الحكومة، وهذا تشخيص خاطئ، لان ادعاء عون بأنه الممثل الاوحد للمسيحيين، يرتكز على لحظة عابرة من الزمن هي انتخابات عام 2005 وأنا ارى ان الرئيس السنيورة كمشروع سياسي هو الذي يمثل المسيحيين والـ10452 كلم2. لكن السؤال الاساسي هو متى اعترف العماد عون بنتائج هذه الانتخابات التي انبثقت عنها اكثرية يحق لها ان تحكم حتى بالنصف زائدا واحدا، وهو يقبل بنتائج الانتخابات اذا كانت لمصلحته ويعترض عليها ان لم يربح.

وتابع: اذا نظرنا الى الانتخابات الطالبية والنقابية وغيرها نرى ان النتيجة متعادلة بين التيار والقوات، وبالتالي لا يستطيع الجنرال عون الادعاء بانه الممثل الوحيد للمسيحيين، كما ان رئيس الجمهورية اليوم يملك تقدما معنويا في ما يتعلق بالتمثيل المسيحي.

وقال جعجع: "انه في حال اعطيت حقيبة سيادية للعماد عون، يجب ان يكون للقوات اللبنانية حقيبة سيادية بدورها، وفي هذه الحال، لن يعود هناك حقيبة وزارية لرئيس الجمهورية وهذا لا يجوز. ومن غير المستحب ان يتسلم شخص حزبي وزارتي الداخلية والدفاع، ومن هنا اقترحنا ان يأخذ الرئيس الحقيبتين السياديتين في بداية عهده، وهذا ما سيطمئن اللبنانيين".

وتابع: "كان يجب اضافة على البند المتعلق بتشكيل الحكومة في اتفاق الدوحة "عدم اعادة تشكيلها" وقد اعطيت المعارضة والعماد عون حقهما في هذا المجال ولا يمكن لأي فريق سياسي ان يدعي انه لديه حقا مكتسبا في اي من الوزارات، وهنا يخطئ العماد عون عندما يقول انه اذا لم يتمثل في الحكومة هذا يعني عدم تمثيل المسيحيين، وكيف يمكنه القول ان الجميع ضده وهو يعادي الجميع.

وتابع: الوضع الدقيق في البلاد لا يسمح لبعض السياسيين بالتسلية بالديماغوجية. وقد قدم رئيسا الجمهورية والحكومة سلتين متوازيتين وقد ترك الرئيس السنيورة حقائب العدل والاتصالات والتنمية الادارية لأن الاكثرية يحق لها بحقائب اضافية وخصوصا العدل والاتصالات نظرا لحساسيتهما.

وتمنى جعجع على رئيسي الجمهورية والحكومة حزم امرهما سريعا وايجاد تشكيلة حكومية بما تمليه عليهما مسؤوليتهما الوطنية وحسهما الوطني وضميرهما لانه لا يجوز ان تبقى البلاد من دون حكومة من اجل ايجاد حقيبة وزارية ترضي العماد عون.

وقال: ان جوهر العمل السياسي لدى العماد عون هو محاولة تدمير اخصامه السياسيين وهو طوال عشرين عاما من ممارسته للسياسة لم يقم بأي خطوة ايجابية، بل استمر بافتعال الاشاعات حول اخصامه السياسيين منها المقابر الجماعية، او باختلاق انتصارات وهمية.

طوال الوقت في الدوحة، كان العماد عون يطرح الآتي: من دون انتخابات رئاسية الآن، لان المجلس مطعون في تمثيله. واقترح تأليف حكومة انتقالية تشرف على انتخابات نيابية، ثم ينتخب المجلس الجديد رئيس الجمهورية. اما نحن فكان طرحنا الطرح المقابل. وفي اليوم الاخير من مؤتمر الدوحة، طرأت ضغوطات هائلة على حلفائه، حيث اتصل وزير خارجية ايران اربع مرات بالدوحة. عندها اضطر حلفاؤه الى المغادرة، فقالوا له "نحن سنغادر واذا تريد البقاء فابقى لوحدك". الامر الذي دفعه اخيرا الى المغادرة.

ولم نكن بعد قد وصلنا الى بيروت، حتى وجدنا ان "الجنرال انتصر ورجّع حقوق المسيحيين" في الوقت الذي كان هناك في الاتجاه المعاكس تماما. من المعيب القول للناس كيف وماذا عملنا؟ فنحن نمثل الناس ونحن رؤساء احزاب لنتصرف ونعمل ونشتغل فهذه من واجباتنا وليست بطولة.

وفي ما يتعلق بقانون الانتخابات، العمل الحقيقي الذي اوصلنا الى قانون الانتخابات والصراع الحقيقي الفعلي كان بيننا وبين حلفائنا. فلو كانت القضية هي قضية العماد عون، فهو طلب مليون مطلب. ولكن في نهاية المطاف، فالتفاهم الحقيقي على قانون الانتخاب جاء نتيجة عمل العماد عون مع حلفائه، وعملنا مع حلفائنا. لكن اللجنة التي تعد قانون الانتخابات، وعند مناقشتها القانون بصيغته الاخيرة في 20/5/2008، صادفت بعض العراقيل، بحسب محضر الاجتماع الذي حصلت عليه لانني عندما عدت الى بيروت وجدت ان الوقائع مختلفة تماما عما جرى في مؤتمر الدوحة. وهنا ابرز ما جاء في المحضر: "دولة الرئيس الشيخ حمد بن جاسم سأرفع الجلسة وسأطلب من سمو الامير التشاور مع العماد عون والنائب سعد الحريري حول التقسيمات المقترحة". وبعد ساعة ونصف الساعة عاد وقال: "دولة الرئيس لقد اتفقنا مع العماد عون على 5 مقاعد في الدائرة الاولى".

بعدها عاد الشيخ حمد بن جاسم من جولته على العماد عون وسعد الحريري، طرح الدائرة الاولى كالآتي: 5 مقاعد: ماروني - كاثوليكي - ارثوذكسي - 2 ارمن. فقال الدكتور غطاس خوري: اقترح نقل مقعد ارمني من الدائرة الاولى الى الثالثة، واعادة مقعد الاقليات الى الاولى.

فتدخل هنا النائب اغوب بقرادونيان وقال: لا يمكن الموافقة على ذلك، فليس هناك عدد ارمن ملحوظ في الدائرة الثالثة.

وعندما وجدنا ذلك وبما ان الارمن مرتاحون كذلك فوافقنا. وعندما عدنا الى بيروت، تم الاعلان ان "القوات" هي التي نقلت مقعد الاقليات من الدائرة الاولى الى الثالثة. الامر الذي اضطرني الى ان اقوم بكل هذا البحث واطرحه اليوم، لمعرفة مَن الذي نقل مقعد الاقليات الذي كنا نحن اقترحناه في الدائرة الاولى، الى الدائرة الثالثة. فهل يجوز العمل السياسي بهذا الشكل؟ هناك حد ادنى من الصدقية والاخلاقية.

قانون معجل مكرر: في الايام الثلاثة الاخيرة، اسرع النائبان ابراهيم كنعان ونعمة الله ابي نصر الى مجلس النواب بهجوم كاسح، وقدما مشروع قانون معجل مكرر بالتقسيمات الادارية. فكيف تقدمان هذا المشروع ونحن اتفقنا عليه في الدوحة! فاتفاق الدوحة الذي وقع عليه زعماء لبنان جميعهم، يقول: اعتماد القضاء طبقا لقانون 1960 كدائرة انتخابية في لبنان.

هذه هي الانتصارات الوهمية، تكون القضية منتهية ومتفق عليها وجميعنا تعبنا عليها، فيأتوا هم ويتنطحوا ويقولوا انهم يقومون الآن ببطولة كبيرة، في الوقت الذي مشكوك في امره التئام المجلس، وفي الوقت الذي هناك اهم من ذلك بكثير، وهو ما ينص عليه اتفاق الدوحة: احالة بنود الاصلاحات الواردة في اقتراح القانون المحال على مجلس النواب والذي اعدته لجنة فؤاد بطرس لمناقشته ودرسه وفقا للاصول المتبعة.

وبين هذه الاصلاحات، هناك اصلاح اساسي جدا وحيوي هو حق اللبنانيين غير المقيمين بالاقتراع حيث هم. فهذا الاتفاق وقعنا عليه جميعنا ولا احد بعد يستطيع التنصل منه، واصبح وثيقة.

وبعد ذلك ادلى العماد عون بتصريح، لأقول لكم ان الهدف دائما ليس الوصول الى نتائج لمصلحة المواطنين والمسيحيين تحديدا، بل يكون دائما لـ"زرك" الاخصام وتدميرهم فقط لا غير، اي ان يصدر القانون او لا يصدر، لا يهم، فالمهم هو "زرك" القوات. فقال عون: "هناك كثر ادعوا انهم اصحاب انجاز قانون انتخابات في الدوحة". نحن لا ندعي بذلك، بل بالفعل فمَن ساهموا بفاعلية ومباشرة، في انجاز قانون الانتخاب وكان طموحنا اكبر من ذلك بكثير، انما لم نستطع الآن وسنكمل لتحقيق كل طموحنا في مناسبات اخرى.

واضاف العماد عون: "عليهم ان يكونوا اول مَن يحضر الجلسة لاثبات ذلك، وهم تحت الاختبار". نحن لسنا تحت الاختبار على الاطلاق، ومَن يلزمه الاختبار هو حضرتك جنرال. وكما نحن لا يحق لنا وضعك تحت الاختبار، كذلك انت لا يحق لك ذلك. وقانون الانتخابات نحن نعرف متى يقر.

في الامس، اتفقت مع رئيس لجنة الادارة والعدل على مناقشة اصلاحات فؤاد بطرس، والنقاط المهمة فيها، وسيحاول تسريع الجلسات ونناقش الاصلاحات الضرورية، وأهمها حق اللبنانيين غير المقيمين في الاقتراع، ثم نرفعه الى الهيئة العامة. فقانون الانتخاب هذا لا يستطيع احد بعد الآن التنصل منه، واصبح واقعا، ولا يعلنوا الحرب على المانيا بعدما مات هتلر واستسلمت المانيا.

من جهة اخرى، هناك نقطة هي الاسوأ من كل ما ذكرت بالنسبة الى العونيات. فنحن لم نكن نرى ضررا في ان يكون العماد عون ممثل المسيحيين وممثلنا بالمجمل، لكن الشخص الذي سيمثل المسيحيين يجب ان يتمتع بالحد الادنى من الرأفة بمصالح المسيحيين، وحد ادنى من الصدقية والالتزام والاهتمام بمصالحهم الفعلية. فمَن يريد مصالح المسيحيين يهاجم بكركي على نحو السوريين لم يهاجمونها به، ولا الاسرائيليين ولا الفلسطينيين.

ومَن يريد مصالح المسيحيين لا يترك جرحا مسيحيا، ويفتح جرحا مسيحيا حيث لا يوجد ذلك، وهو "المقابر الجماعية في حالات". وماذا استنتجوا في النهاية ان حكومة السنيورة لم تفتش كما هو مفترض. فالجميع يعلمون ان ليس هناك مقابر جماعية الا عند حلفائك.

ثم يبث حلقة عن مجزرة اهدن والاجمل عنوانها "المغفرة وتنقية الذاكرة"، فاذا كان ذلك مغفرة وتنقية الذاكرة فكيف تكون الحرب اذا؟

مجزرة اهدن: وأكد جعجع عدم مسؤوليته عن مجزرة اهدن مذكرا بأنه كان مسؤولا وسطيا في حزب الكتائب يتلقى الاوامر، واشار الى انه اصيب قبل الوصول الى اهدن والجميع يعرف ذلك.

وفي موضوع صلاحيات رئيس الحكومة، قال جعجع: ان اول مَن رد على العماد عون في هذا الموضوع هم حلفاؤه، مؤكدا ان صلاحيات الرؤساء الثلاثة يجب اعادة النظر فيها، اولها صلاحية رئيس المجلس النيابي.

واشار الى ان احداث طرابلس اندلعت بعد تصريح العماد عون عن وجود تسلح في طرابلس، متسائلا عن نوع السلاح المستخدم في هذه المعارك بين باب التبانة وجبل محسن، مشيرا الى ان حزب الله هو من الاسباب الاساسية وراء تدهور الوضع الامني.

وفي الختام وجه جعجع دعوة للعماد عون للاقلاع عن هذه الاساليب وللتوقف عند تاريخه السياسي الطويل، من اجل الجلوس سويا ووضع خطة انقاذ لاخراج المسيحيين واللبنانيين من هذا المأزق.

وعن تطييب الخواطر مع المعارضة فيما الموالاة متمسكة بالرئيس السنيورة كرئيس للحكومة اشار جعجع الى ان السنيورة سيكون رئيسا تاريخيا في لبنان لانه جرى في عهده الانسحاب السوري من لبنان، ومحاولة تركيز دعائم الدولة اللبنانية، مشيرا الى ان لبنان بحاجة الى وجوده نظرا لتمرسه وخبرته وطول باله بوجه الازمات.

وعن ضعف القوات اللبنانية في الشمال، تمنى جعجع اجراء الانتخابات في الغد لمعرفة الميزان الشعبي والانتخابي لها في المناطق اللبنانية كافة.

وعن سبب عدم انتشار الجيش والقوى الامنية الا بعد وقوع الاحداث ولا يستبقها، قال جعجع ان عديد الجيش لا يكفي لهكذا انتشار وإن احداث ايار اجبرت الجيش على عدم التدخل كي لا يتصادم مع حزب الله هذا ما قلل من هيبته والخلاص لا يكون الا بمؤتمر حوار وطني يضع استراتيجية امنية ودفاعية وعلى قرار الحرب والسلم.

وعن سبب كلام جعجع عن احداث امنية محددة دون غيرها من الاحداث التي تطاول المواطنين في الطريق الجديدة، اشار جعجع ان تقارير الامن الداخلي اكدت ان كثافة النيران هي بنسبة عشرة لجبل محسن مقابل واحد لباب التبانة.

وأكد ان لا وجود فعليا لقوة عسكرية فعلية داخل طرابلس والا لكان مسار المعارك اخذ اتجاها آخر مختلف تماما لا سمح الله، الاتجاه الذي لا نريده.

اما في ما يتعلق بالحوادث في بيروت صحيح تحصى بعض الحوادث، وعلى القوى الامنية معالجتها. ونحن ضد كل عمليات الخطف والتعرض للمواطنين الى اية جهة انتموا لكن يجب على القوى الامنية والمراجع القضائية التدخل فورا ومنع حدوث هذه الاشكالات.

ورأى ان ما جعل دور هذه القوى يتراجع هو ما حصل في بيروت اخيرا. وقال انه في الدوحة لم نقسّم الوزارات وقال فريق 8 اذار ان هناك وزارة وضعها حساس (الداخلية) واقترحوا اعطاءها لرئيس الجمهورية فوافقنا لكن ذلك لا يعني ان لا نعطيه وزارات اخرى. لا اقول اننا اتفقنا في الدوحة على اعطاء رئيس الجمهورية وزارة دفاع، بل اقول انطلاقا من حساسية الوضع وعدم صلاحية وجود شخص حزبي في وزارة الدفاع، وانطلاقا من ان رئيس الجمهورية كان قائدا للجيش وبما ان العهد الجديد يبدأ فلتعطَ وزارة الدفاع لرئيس الجمهورية، فهل هذه جريمة؟

وعن عدم القبول بطرح العماد عون بتوزير ارثوذكسي وآخر شيعي قال جعجع: اذا وافق العماد عون على تسمية شخص شيعي في وزارة الداخلية بدل ان تسميه حركة امل وحزب الله فلا مانع عندنا.

اضاف: صحيح ان العماد عون لديه اكبر كتلة نيابية مسيحية، واذا كان معترفا بنتائج انتخابات الـ2005 اذن نحن لدينا الاكثرية النيابية وتاليا نستطيع التصرف.

واذ اكد ان الحكومة شيء ومؤتمر الحوار الداخلي شيء آخر، فالحكومة عندما تتشكل تبحث في البيان الوزاري معبّرة من هذا البيان يجب ان يكون قد حُلّ في مؤتمر الحوار مسبقا، هم سيضعون كلمة مقاومة ونحن لا نريد فهل هذه جريمة؟ اقول ذلك بالفم الملآن استراتيجية دفاعية اخرى مثلا.

وجدد جعجع طرح اقتراحه باعلان حالة طوارئ خاصة في المنطقة التي تشهد اشتباكات.

واكد ردا على سؤال ان الرئيس المكلف فؤاد السنيور لن يعتذر عن تشكيل الحكومة، مشددا على تمسك القوات وقوى 14 اذار به مهما كلف الامر.

 

دعت الى الاسراع في تعديل قانون الانتخابات

"الوفاء للمقاومة": حكومة الوحدة الوطنيــة ممر لاستعادة الحياة السياسية الطبيعيـــة

المركزية - رأت كتلة الوفاء للمقاومة ان حكومة الوحدة الوطنية هي الممر الالزامي لاستعادة الحياة السياسية الطبيعية في البلاد مؤكدة ان التحريض المذهبي لا يخدم الاستقرار الداخلي ولافتة الى وجوب الاسراع في تعديل قانون الانتخاب.

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري الاسبوعي ظهر اليوم في المجلس النيابي برئاسة النائب محمد رعد وحضور النواب السادة: الوزير محمد فنيش، علي عمار، محمد حيدر، اسماعيل سكرية، حسن فضل الله، امين شري، نوار الساحلي، حسن حب الله، بيار سرحال، علي المقداد، كامل الرفاعي، جمال الطقش. وبعد الاجتماع صدر الآتي:

"جرى استعراض كل المداولات والافكار والاقتراحات التي طرحت في سياق السعي لتجاوز التباطؤ غير المبرر من قبل الرئيس المكلف بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وكان هناك إجماع تام على أهمية الاسراع في تنفيذ هذه المهمة نظرا لمخاطر التداعيات الامنية المتنقلة بين المناطق، ولتأثيراتها السلبية على انطلاقة العهد الرئاسي الجديد وعلى الاستقرار السياسي في البلاد.

وإذ ابدت الكتلة أسفها الشديد للخطاب المتوتر والمذهبي الذي استخدمه فريق الموالاة وخصوصا في الشمال، أكدت أنه يكشف عن عمق مأزقهم السياسي وانهيار برنامجهم للتفرد والاستئثار بالبلاد وسوقها الى الاذعان لاملاءات الوصايات التآمرية. وأصدرت الكتلة في ختام اجتماعها البيان الآتي:

1- ان حكومة الوحدة الوطنية هي الممر الالزامي لاستعادة الحياة السياسية الطبيعية في البلاد، وان مسؤولية الرئيس المكلف تفرض عليه الاسراع في تشكيلها وتذليل ما يدعيه وفريقه أنه تعقيدات، وأن المعارضة اللبنانية قدمت جملة من الاقتراحات تسهم في تسهيل مهمة التشكيل، وعلى فريق الموالاة ان يبدي الايجابية المطلوبة في هذا السياق.

2- ان استخدام التحريض المذهبي لا يخدم الاستقرار الداخلي في لبنان فضلا عن انه يضر المحرضين انفسهم في بلد محكوم بالتنوع والعيش المشترك، وقدره ومصيره رهن بالتوازن الوطني والتوافق بين جميع مكوناته.

3- ترحب الكتلة بكل الجهود المخلصة التي يبذلها علماء الدين من مختلف المذاهب والطوائف والفعاليات الوطنية في سبيل قطع دابر الفتنة التي يثيرها المتضررون العابثون، وتدعو الجميع الى التعقل والتعاون مع الجيش والقوى الامنية لحفظ السلم الاهلي والعمل على التواصل والتفاهم الايجابي في كل المناطق اللبنانية.

4- تدعو الكتلة الى الاسراع في تعديل قانون الانتخابات وفق ما تم الاتفاق عليه في الدوحة، وتؤيد عقد جلسة تشريعية في أقرب وقت ممكن لاقرار القانون.

5- ان المقاومة التي حررت الارض من الاحتلال الصهيوني وحصنت لبنان ضد اي اعتداء اسرائيلي على أمنه وسيادته باتت تشكل سدا منيعا في وجه مشاريع الهيمنة الاميركية على لبنان ولذلك يجري استهدافها بكل الاشكال والاساليب من قبل الادارة الاميركية التي حددت للدائرين في فلكها روزنامة ومضامين حملتهم التحريضية. وليس التطاول على المقاومة بالكلام او بالحرب او بالقرارات الحكومية القاتلة، او بإثارة الفتن الدامية والمتنقلة، الا جزءا من الاستجابة لاملاءات هذه الادارة، ورغم ذلك كله ستبقى المقاومة خيار الشرفاء ومحل رهانهم وموضع ثقتهم واسمى من ان ينال من قدسيتها افتئات صغار المتواطئين الذين لا يعرفون معنى للعزة والكرامة والسيادة والاستقلال. ولان المقاومة اعتقاد وجهد وانتماء وطني ومسؤولية شرعية، فلن يستطيع فريق السلطة ومَنْ وراءه استدراجها الى سلوكيات ميليشياتهم التي لا تمارس الا العبث والطيش ونزق السطوة والارتزاق الرخيص.

 

ارتفاع سعري البنزين والفيول اويل وانخفاض اسعار الكاز والمازوت والغاز

وطنية -25/6/2008 (اقتصاد) ارتفع اليوم سعر صفيحة البنزين خال من الرصاص 98 اوكتان و95 اوكتان 300 ليرة لبنانية، وطن الفيول اويل (1% كبريت) 14 دولارا اميركية، وطن الفيول اويل للعموم 12 دولارا اميركية، وانخفض سعر صفيحة الكاز 300 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة المازوت 200 ليرة لبنانية، والديزل اويل للمركبات الالية 200 ليرة لبنانية، وسعر قارورة الغاز زنة 10 كلغ وزنة 12,5 كلغ 100 ليرة لبنانية. جاء ذلك في قرارات صدرت عن وزير الطاقة والمياه بالوكالة محمد الصفدي، حدد بموجبها الحد الاعلى لسعر مبيع المحروقات السائلة في الاراضي اللبنانية كافة اعتبارا من اليوم الاربعاء كالاتي:

ل.ل/العشرين ليتر

بنزين خال من الرصاص 98 أوكتان 33500

بنزين خال من الرصاص 95 أوكتان 32700

كاز 37000

مازوت 37500

ديزل اويل (للمركبات الآلية) 38400

د.اميركي/كيلو ليتر

فيول اويل للعموم 715 (1% كبريت)

فيول اويل للعموم 634

الغاز سائل بوتان ل.ل/10 كلغ ل.ل/ 12,5 كلغ

المبيع في مركز التعبئة 16650 20850

عمولة التوزيع 1750 1750

عمولة المحل التجاري 500 500

المبيع في المحل التجاري 18900 23100

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 25 حزيران 2008

البلد

يتجه حزبان مسيحيان الى تشكيل لجنة مشتركة رغم التباين الذي كان حاصلاً بينهما، الامر الذي يمهد الى عملية تنسيق مهمة تحافظ على المكونات الأساسية لكل الفريق.

تنوي قيادة غير مدنية بعد انتها التحقيقات في حادثة وقعت في عطلة نهاية الأسبوع في منطقة جبلية أخذ اجراات ميدانية قريبة لاعتبارات عدة بينها الموقع الاستراتيجي للمنطقة.

تشير مصادر حزبية معنية الى ان كميات كبيرة من السلاح الخفيف والمتوسط الحديث تمت مصادرته من مخازن في بيروت بين 8 و11 ايار الماضي.

السفير

ترددت معلومات عن زيارة سيقوم بها رئيس دولة اقليمية معنية بلبنان في الاسبوع الاول من تموز، وقد بدأت الاستعدادات اللوجستية لذلك.

رفض احد الوزراء الرد على قطب سياسي تناوله في احد تصريحاته، وذلك بناء على نصيحة رسمية.

قال مرجع سابق انه يقوم بزيارات لعدد من القيادات بعيداً عن الاضواء كي لا يحرج احداً في المرحلة الراهنة.

المستقبل

نقل زوار لرئيس الجمهورية عنه تفاؤله بتأثير القمة الروحية على الوضع الداخلي ايجاباً، لا سيما لناحية استمرار التواصل بين المرجعيات اللبنانية.

قالت أوساط الأمم المتحدة ان اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والأمين العام بان كي مون بقي من دون الاعلان عن تفاصيله خصوصاً في مجال مسألة شبعا.

اتخذ مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي قرارا بالنسبة الى تجديد التمويل لليونيفيل من أجل استمرار أدائها لمهمتها في الجنوب بموجب القرار 1701.

اللواء

قررت دولة كبرى وضع قرارات عاصمة قريبة تتبلغها تباعاً أمام اختبار جدّي لإعادة النظر بسياق جديد للعلاقات والمفاوضات·

بدأت التحضيرات لملء الفراغ في عدد من الإدارات، فور تشكيل حكومة الوحدة لتنشيط عمل الوزارات ضمن خطة مكافحة الهدر وزيادة الإنتاجية·

تفتعل عناصر مرتبطة بأكثر من جهاز، إشكالات أمنية في غير منطقة على خلفية الارتباط الواحد بأكثر من طرف!·

الأخبار

النهار

اقترح مرجع شمالي الاستماع الى افادة النائب ميشال عون حول معلومات ادلى بها عن تسلح في الشمال سبقت احداث طرابلس الاخيرة.

تحدثت مصادر متابعة للوضع السياحي عن تراجع في الحجوزات على اختلافها نتيجة الاحداث الامنية الاخيرة وعن تريث في افضل الحالات.

تحاول لجنة المطارنة الموارنة التي شكلت اخيرا جس النبض حول امكان ايجاد تحالف انتخابي يضم الزعماء الموارنة الاساسيين لتفادي مواجهة قاسية في الانتخابات.

 

عائلة الجندي الدرزي تشكك بانتحاره خلال زيارة ساركوزي لإسرائيل

 القدس- أ ف ب

رفضت عائلة حرس حدود إسرائيلي درزي الأربعاء فرضية انتحار نجلها خلال مراسم وداع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء في مطار بن غوريون في تل ابيب على ما ذكرت وسائل الإعلام. وقالت الشرطة الإسرائيلية الثلاثاء إن رائد اسعد غانم (32 عاما) من بيت جن في شمال إسرائيل انتحر عندما كان الرئيس ساركوزي وزوجته كارلا يودعان رئيس الوزراء إيهود أولمرت والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز. وأوضح الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفلد أن تحقيقا فتح في عملية الانتحار بالرصاص. لكن شقيق عنصر حرس الحدود نايف قال في تصريح للموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" إنه لا يصدق رواية الانتحار. وأضاف "لا سبب يدفعه إلى الانتحار, قد يكون وقع حادث أو قتله حارس إسرائيلي آخر عن طريق الخطأ". من جهته قال والده إن نجله غادر منزله صباح الثلاثاء للانضمام إلى وحدته وكانت معنوياته عالية. وأضاف "كان لديه عائلة ومنزل وأصدقاء ومشاريع للمستقبل ولم يكن لديه أي دافع للانتحار".

وأوضح شقيقه أن ممثلا للشرطة جاء الإبلاغ العائلة أن تحقيقا فتح في ظروف مقتل غانم. وكلفت العائلة محاميا لكي يتم إجراء تحقيق "كامل ومفصل" والاطلاع على اشرطة الفيديو التي تسجلها كاميرات المراقبة في مطار بن غوريون. وأدى مقتل الحارس إلى توقف مفاجئ لمراسم وداع الرئيس ساركوزي وأثار حالة تأهب في صفوف أجهزة الأمن. وبحسب المشاهد التي بثها التلفزيون الإسرائيلي فإن إطلاق النار سمع حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يقبل كارلا بروني-ساركوزي زوجة الرئيس الفرنسي مودعا وفيما كان الرئيس الإسرائيلي يودع نظيره الفرنسي.

وسارع حراس شخصيون حينئذ نحو المشاركين في الحفل الوداعي، فيما صعدت زوجة الرئيس الفرنسي بسرعة سلم الطائرة يرافقها أحد الحراس بعد إطلاق النار.

وفي المقابل, صعد ساركوزي إلى الطائرة بهدوء ولوح بيده مودعا المسؤولين الإسرائيليين. واغلق باب الطائرة لفترة وجيزة كإجراء احترازي. ورافق حراس إسرائيليون رئيس الوزراء ايهود اولمرت وشيمون بيريز إلى سيارتيهما المصفحتين. وما إن رفعت حالة الإنذار حتى صعد الرئيس الإسرائيلي واولمرت الى طائرة ساركوزي لوداعه وفسروا له أن إطلاق النار لم يكن مرتبطا "بمحاولة شن هجوم إرهابي" كما أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

ووقع الحادث في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام قام بها ساركوزي وزوجته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية. وهذه الزيارة كانت ثاني زيارة دولة يقوم بها رئيس فرنسي بعد زيارة فرانسوا ميتران العام 1982. ويعد الدروز نحو 300 الف نسمة موزعين بين سوريا ولبنان واسرائيل، كانت هذه المجموعة تعد 120 الف نسمة من سكان اسرائيل في نهاية 2007 أي 1,7% من سكانها وهذا الرقم لا يشمل نحو 18 الف درزي يقيمون في هضبة الجولان التي احتلها اسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981. ودروز إسرائيل, خلافا لعرب إسرائيل يؤدون الخدمة العسكرية. وهناك عدد كبير منهم يخدمون في صفوف جهاز حرس الحدود التابع للشرطة.

 

مصادر قيادية تؤكد للمنار حصول اللقاء بين قادة المعارضة

تقرير خاص قناة المنار –أكدت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر في لبنان حصول اجتماع رباعي لقيادة المعارضة يوم الجمعة الماضي درس المعطيات السياسة منذ ما بعد اتفاق الدوحة ولا سيما بما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، وقد تم التأكيد خلاله على متانة الموقف والوعي التام للخطط الرامية لضرب المعارضة.

ففي الوقت الذي لم يصدر فيه أي بيان عن قيادات المعارضة يؤكد حصول اللقاء الرباعي الذي تحدثت عنه صحيفة السفير، أكدت لقناة المنار مصادر قيادية في التيار الوطني الحر هذه المعلومات، فالاجتماع عقد مساء يوم الجمعة الماضي واستمر ساعات عدة، وهو ضم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الرئيس نبيه بري عن حركة امل، رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة الوزير الأسبق سليمان فرنجية، وذلك بحضور معاوني القيادات الأربعة: حسين الخليل، جبران باسيل، النائب علي حسن خليل، ويوسف فنيانوس، وقد تم خلاله إجراء عملية تقويم لما آلت إليه الأمور على صعيد اتفاق الدوحة.

وبحسب ما أوردت صحيفة السفير طرح أكثر من سيناريو خلال الاجتماع حول كيفية التعامل مع واقع التأليف، وقد اتفق المجتمعون على ممارسة سياسة الانفتاح إزاء الاقتراحات والأفكار المطروحة، ولكن تحت سقف أن تكون مقنعة أولاً للعماد عون، فإذا قرر القبول بأحدها يمكن للمعارضة أن تقبل بالصيغة المطروحة، لكنها لن تقبل نهائياً بأي صيغة يراد من خلالها كسر العماد عون في الانتخابات النيابية المقبلة.

حزب الله وحركة أمل، طرحا من جهتهما عدم ممانعتهما بأن تسند الحقيبة السيادية لشخصية شيعية يسمّيها العماد عون كمخرج من شأنه أن يساعد في تسريع التأليف، وأن ذلك سيكون رهن تجاوب الفريق الآخر، خاصة لجهة كسر الفيتو الموضوع على حقائب أساسية وليس سيادية مثل الاتصالات والعدلية.

واتفقت قيادات المعارضة على أن يصار إلى تشجيع رئيس الجمهورية على الضغط على الجميع من أجل تسريع الولادة الحكومية، خاصة وأن المتضرر الأساسي من المراوحة وتصريف الأعمال هو العهد الجديد.

كما تمّ الاتفاق على أن الأمور لن تبقى مفتوحة بل سيصار بعد فترة وجيزة إلى الطلب من الجانب القطري أن يتدخل من أجل وضع حد للأزمة المستمرة.

المصادر القيادية في التيار الوطني الحر أكدت للمنار أن الاجتماع أكد على متانة الموقف عند المعارضة الواعية تماماً للخطط الرامية لضربها من قبل الموالاة عبر ضرب احد أطرافها.

 

فنيش يؤكد عدم ارتباط مزارع شبعا بالإستراتيجية الدفاعية

موقع المنار/شدد الوزير المستقيل في لبنان محمد فنيش على أن سلاح المقاومة ليس مرتبطاً بمزارع شبعا، ولو اننا نرحب بأي شكل من أشكال التحرير، لكن هناك الاستراتيجية الدفاعية التي آثرناها منذ وقت طويل قبل الحديث عن شبعا، داعياً إلى ان يتم ذلك عبر الحوار الداخلي وكف التدخلات الأجنبية. وجاء كلام فنيش في بيان بعد استقباله اليوم الأربعاء سفيرة النروج أودليز نورهايم، حيث أكد أن "المعارضة متجاوبة وتحاول تقديم الحلول، علما ان هذه هي مسؤولية الرئيس المكلف". ولفت إلى ان زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس "جاءت لكي تشد على الموالاة وتعيد لحمتها بعد التصدع الذي أصابها بعد اتفاق الدوحة، وتقول انها تقف الى جانب حلفائها". وبشأن ما جرى في الأحداث الأخيرة، أشار فنيش إلى أن "هناك تضخيم حول ما حصل في بيروت وجمهور المقاومة دافع عن نفسه والمقاومة كانت في حالة دفاع عن النفس ضد قرارات الحكومة"، موضحاً أن "الدليل هو ما حصل في طرابلس وحجم الخسائر البشرية والمادية وكذلك البقاع". وأكد الوزير فنيش "ان تبادل الأسرى منفصل عن التطورات السياسية في المنطقة، ونعتقد ان المحادثات السورية - الاسرائيلية تحتاج الى وقت".

 

حرق وحرق مضاد في طرابلس...محاولات استفزازية بين طرفي النزاع...والجيش يحاول ضبط الوضع

نهارنت/عاد التوتر الامني الى المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة في منطقتي باب التبابة وجبل محسن في مدينة طرابلس شمالي لبنان بعدما اقدم مسلحون على احراق منازل ومحال تجارية وحرق محطة للمحروقات. وذكرت تقارير امنية تناقلتها وسائل اعلام محلية "انه بعدما شهدت منطقة جبل المحسن وباب التبانة وحي البقار وشارع سوريا اعمال شغب تمثلت باحراق منازل ومحال تجارية لكلا الطرفين توتر الوضع صباح اليوم وعمد بعض المواطنين الى محاولة قطع الطرق احتجاجا على ما يحصل في المنطقة". واشارت الى ان بعض المواطنين اقدموا على احراق محطة للوقود في منطقة الملولة في طرابلس فيما منعت القوى الامنية مواطنين اخرين من احراق محطات اخرى للوقود في مدينة البداوي في الشمال. وكانت الاشتباكات المسلحة التي وقعت خلال الايام الماضية بين مناصري الاكثرية والمعارضة في طرابلس ادت الى مقتل تسعة اشخاص واصابة العشرات بجروح. واتخذ الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي اجراءات امنية مكثفة في مناطق التوتر في الشمال حيث عززت قواتها ونفذت انتشارا واسعا لضبط الامن. ودانت القوى السياسية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني في الشمال في بيان "التوترات الامنية المتنقلة والتي اتخذت هذه المرة من طرابلس مسرحا في محاولة لتعميق الشرخ بين ابناء المدينة الواحدة وتصعيد الفتنة المذهبية". ودان البيان "ظاهرة حرق المنازل والمحال لمنع التجانس الوطني وتحقيق الفرز المذهبي". وثمن "مواقف مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار التي تجلت بالعمل على جمع الفرقاء في المنطقتين المتنازعتين التبانة وجبل محسن بهدف ازالة المعوقات التي تعترض مسيرة المصالحة الوطنية". ودعا البيان الى "تسريع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واقرار التقسيمات الادارية للقانون الانتخابي العتيد". 

عون يقترح الداخلية لفرنجية...والاخير يرفض

نهارنت/طرح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون معادلة اسناد حقيبة الداخلية للوزير السابق سليمان فرنجية مقابل الدفاع للوزير الياس المر.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية ان فرنجية رفض الدخول في بازار التوزير وقال انه يرفض الدخول في اي وزارة قبل الانتخابات النيابية المقبلة ولا مانع لديه من إظهار ليونة في تشكيل الحكومة مقابل الاصرار على قانون الانتخابات وفق ما اتفق عليه في الدوحة. بالمقابل شدد الرئيس المكلف فؤاد السنيورة ان لا تعديل للحقائب السيادية الأربع حسب الأعراف اللبنانية، وهي اثنتان لرئيس الجمهورية هي الدفاع والداخلية باعتبارها حقيبة حيادية وتبقى اثنتان تاركاً للمعارضة الاختيار بين المالية والخارجية. وذكرت "الاخبار" ان السنيورة أبلغ المتصلين به أن فريق الاكثرية لن يتخلى عن وزارتي الاتصالات والعدل، وذلك ربطاً بملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لأن لوزارة العدل دورها في ما خص عمل النيابة العامة وقاضي التحقيق والاتصالات الخاصة بالمحكمة الدولية. أما وزارة الاتصالات فهي المؤسسة الرسمية التنفيذية التي تقدم العون الكبير للجنة التحقيق الدولية في متابعة فصول من التحقيقات في جريمة اغتيال الحريري وبقية الجرائم السياسية. الى ذلك، نقل زوار رئيس الجمهورية عنه ل"السفير" أنه مع تمسكه بوزارة الدفاع، وبمرشحه إليها، الوزير الياس المر، فان وزارة الداخلية ستكون عمليا من حصة كل الافرقاء، ذلك أن أي وزير سيقترحه يجب أن يكون مقبولا من الجميع، أي أن هذه الحقيبة السيادية ستكون من حصة الجميع وليس لرئيس الجمهورية وحده. وعلم بحسب "السفير" أن رئيس الجمهورية بدا متجاوبا مع الطرح الذي تقدم به "حزب الله" قبل 48 ساعة عبر النائب حسن فضل الله، وذلك لجهة الفصل بين منصب وزير الدفاع لالياس المر ونائب رئيس مجلس الوزراء، على قاعدة أن يعطى المنصب الأخير للوزير الأرثوذكسي الذي يمثل "التيار الحر"، والمقصود هنا، اللواء المتقاعد عصام أبو جمرة، على أن تسند في الوقت نفسه احدى الحقائب الأساسية لمرشح التيار الثاني الماروني مثل وزارة الاتصالات أو العدلية.

إلا ان مصادر القصر الرئاسي افادت لصحيفة "الحياة" ان ما قيل عن اتفاق قادة المعارضة على ان يتولى عون تسمية شخصية شيعية لحقيبة الخارجية، أو أن يتولى حقيبة الاتصالات أحد اعضاء كتلته على ان تُسند الى القيادي في "التيار الوطني الحر" عصام ابو جمرة نيابة رئاسة الحكومة، وهي اقتراحات إعلامية لم يتبلغ بها أي من سليمان أو السنيورة.

وتردد بحسب "النهار" ان صيغة طرحت لاحداث ثغرة في جدار الازمة تقوم على اسناد وزارة الخارجية الى ماروني وتكون من حصة النائب ميشال عون في مقابل ان يسمي الرئيس سليمان شيعيا لوزارة الداخلية. وحظيت هذه الصيغة بموافقة رئيس الجمهورية، لكنها اصطدمت بمعارضة الاكثرية.

غير ان مصادر قيادية في 14 آذار قالت ل"النهار" ان حقيقة ما حصل هو ان الاكثرية اقترحت ان يتولى وزارة الداخلية سنيّ يختاره الرئيس سليمان في مقابل ان يتولى شيعي وزارة المال وينتمي الى قوى 14 آذار. لكن هذا الاقتراح قوبل باصرار من حركة "أمل" و"حزب الله" على ان يتولى شيعي يسميه عون وزارة الخارجية. الا ان الاخير رفض هذا الاقتراح مصرّا على ان يتولى ماروني يسميه هو وزارة سيادية مما ادى الى عودة المفاوضات الى نقطة الصفر.

 

اسرائيل ترغب في التوصل الى سلام مع لبنان

نهارنت/صرح الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية ان "اسرائيل ترغب في اجراء مفاوضات مباشرة مع لبنان للتوصل الى سلام معه، وفي هذه المفاوضات يمكن البحث في كل المواضيع بما في ذلك مسألة مزارع شبعا، غير أن اللبنانيين يشترطون ان تكون المفاوضات معهم في اخر المطاف" بعد الانتهاء من المسارات الاخرى. و أضاف :" ان اسرائيل تتفاوض حاليا مع سوريا بعدما انجزت السلام مع مصر والاردن ومن ثم فان التفاوض على المسار اللبناني حان وقته".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت توجه الى شرم الشيخ لإجراء مباحثات مكثفة مع الرئيس حسني مبارك، بدأت بخلوة وتلتها جلسة موسعة ضمت اعضاء الوفدين وتواصلت الى مائدة الغداء، وتركزت اساسا على صفقة لتبادل الاسرى بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس تسمح بالافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت الذي اسرته منظمات فلسطينية قبل سنتين. كما تحدث مصدر رئاسي مصري ان"افكارا مصرية لتسليم مزارع شبعا التي تحتلتها اسرائيل الى الامم المتحدة موقتا، الى ان تتقرر في ما بعد طريقة تسليمها الى لبنان او سوريا"، موضحاً ان "هذه الافكار تدعمها دول اوروبية". وصرح الرئيس المصري الى التلفزيون الاسرائيلي انه "لم يفهم من اولمرت حصول اي تقدم" في المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا بين اسرائيل وسوريا بوساطة تركية، وقال: "لم افهم منه سوى ان هذه المفاوضات لا تزال في مرحلة اللقاءات التحضيرية". و أكد مبارك انه "ضد التسلح النووي في المنطقة عموما سواء في ايران او في اسرائيل"، وحذر من ان استخدام اسرائيل او الولايات المتحدة القوة ضد ايران "قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه". 

 

خطوط الاتصالات العربية تحرّكت مجدداً والموفد القطري قد يزور بيروت خلال يومين

نهارنت/حرّكت أزمة التأليف الجهود العربية مجدداً في ظلّ العجز اللبناني عن ابتكار الحلول المطلوبة. ونُقل عن مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان أزمة تأليف الحكومة والتطورات الامنية الدراماتيكية المتنقّلة بين البقاع والشمال كانت محور اهتمام عدد من مسؤولي اللجنة العربية الوزارية التي رعت اتفاق الدوحة من زاوية التتبّع الدقيق لهذه التطورات خصوصاً ان الرئيس فؤاد السنيورة التقى في فيينا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقالت هذه المصادر انها لا تستبعد ان يزور بيروت في خلال اليومين المقبلين موفد قطري للاطلاع عن قرب على العقبات التي تعترض تاليف الحكومة، ولحضّ الاطراف على الالتزام ببند عدم استخدام السلاح في الخلاف الداخلي واستكشاف امكان المساعدة في حلحلة العقد.

 

بري:الطريق امام تأليف الحكومة مقفلة...الوضع لا يطمئن

نهارنت/اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان طريق تأليف الحكومة المنتظرة لا تزال مقفلة، مشيراً إلى ان "هذا الامر لا يشجّع ولا يطمئن". وفي حديث ل"النهار"ن علق بري على مؤتمر فيينا بالقول: "ان ما حصل في مؤتمر فيينا لاعادة اعمار مخيم نهر البارد يشكل عبرة ودرساً لجميع اللبنانيين لان دول العالم بأجمعها سئمت أو كادت ان تسأم من خلافاتهم". وأضاف: "ان الاموال التي حصلنا عليها في هذا المؤتمر لا تكفي لاعمار الخراب والدمار اللذين حصلا في طرابلس اثناء انعقاد هذا المؤتمر في العاصمة النمسوية". وتساءل: "ما نفع ان نجمع قرشين ونصرف خمسة قروش؟".

 

أهالي جبل محسن-التبانة يزدادون فقرا يوما بعد يوم

نهارنت/10قتلى و 50 جريحا كلفة معارك التبانة و جبل محسن الدامية، التي خلفت حرقا وإصابات مباشرة أدت الى تدمير جزئي، و بيوتا قد ازيلت عن الخريطة و شوارع لم تعد مطرحها، فضلا عن أضرار السيارات والبنى التحتية من كهرباء وهاتف ومياه وطرق. كما ان هذه الاضرار الجديدة تخاوي اضرار المواجهات القديمة. و هذه الجولة الجديدة من المواجهات ، هي الثالثة في التاريخ الحديث بعد أحداث 23 كانون الثاني ,2006 و10 أيار ,2008 و22 حزيران 2008 .

الامتحانات الرسمية إنطلقت في الشمال الأثنين الماضي، وسجل طلاب طرابلس وخصوصا باب التبانة والقبة وجبل محسن شجاعة فائقة، فجاء الحضور شبه مكتمل في المراكز، ولم يتعد الغياب العدد المتعارف عليه في السنوات الماضية. طلاب التبانة والقبة وجبل محسن خاضوا مغامرة حقيقية فيها الكثير من المخاطر الجدية وصولا الى «وضع روحهم على كفهم» في سبيل الخروج من منازلهم باكرا والسير في الشوارع والانتقال سيرا على الأقدام من المناطق الساخنة تحت وابل من القصف وإطلاق الرصاص والقنص.

طلاب التبانة وأهاليهم لم يخفوا عتبهم الشديد على وزير التربية خالد قباني الذي لم يقم أي وزن لما تشهده مناطقهم من اعمال مسلحة تنعكس قتلا ودمارا.

وكان وزير التربية قد شدد على ضرورة إنجاز الامتحانات رغم الظروف الصعبة، لأنها واجهة لبنان، متعهدا إعادة الامتحان لمن لم يتمكن من الوصول الى مراكز الامتحانات. وسمح دخول الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وانتشارهما في كل الشوارع والأحياء للأهالي والتجار بتفقد منازلهم ومحالهم التجارية وإحصاء الخسائر التي خلفتها، لكن ثمة من يقول إن التبانة اليوم تشهد هدنة معرضة للسقوط في أي وقت، ما يدفع الأهالي الى الخوف على ممتلكاتهم التي قد تتعرض للاستهداف في أي لحظة، وثمة من يؤكد أن الأمور تسير نحو التهدئة الكاملة. ولأن الأمن يبقى سياسيا في لبنان فإن مشهد الشباب المتجمع عند النقاط الفاصلة تؤكد أن النفوس ما تزال في قمة شحنها، وان الامور تحتاج الى كثير من المعالجات والاتصالات لضمان الحفاظ على الأمن و الاستقرار. طرابلس الأبية الصامدة لا تفتش عن ثأر لبيروت. و هي لن تسقط عاصمة الشمال العرين أمام كل المشاريع الفئوية والمذهبية ، و لن تقوى عليها كل المؤمرات. 

 

 عودة اللبناني رزق من إسرائيل هربا

نهارنت/تمكّن اللبناني بشارة ابراهيم رزق (24 عاما) من العودة الى لبنان بعدما كان غادر مع عائلته الى اسرائيل لدى انسحابها من الجنوب والبقاع الغربي في عام 2000. وقد تسلق رزق - وهو من بلدة القليعة الحدودية - الشريط الشائك عند سهل مرجعيون - الخيام قبالة بلدة المطلة في الجليل من دون ان ينتبه له احد، وقفز ليقع ارضا ويصاب برضوض وجروح. لكنه تمكن من الوصول الى بلدته حيث قصد منزل رئيس البلدية بسام الحاصباني الذي سلمه الى الاجهزة الامنية المعنية.

وتجدر الاشارة الى أن القوانين اللبنانية لا تطال رزق لان عمره كان لدى الهروب 14 عاما، وكان برفقة ذويه.

 

اجراءات مشددة في قصر العدل بعد محاولة شخص الدخول ببندقية قناصة

نهارنت/حاول أحد الأشخاص الأسبوع الماضي الدخول بسيارته من الباب المخصص للمحامين والقضاة في قصر العدل في بيروت، وأثناء تفتيش سيارته عثر فيها على بندقية قناصة. ونقلت "الحياة" انه عندما حاول رجل الأمن ايقافه، ادعى الشخص أنه محام من دون أن يبرز بطاقة المحاماة، ثم خرج من المدخل الذي دخل منه، من دون أن يتمكن رجل الأمن من توقيفه. وعلى الأثر اعتمدت اجراءات جديدة ومكثفة في قصر العدل في بيروت بشكل مفاجئ وقد تولاها جهاز أمن السفارات التابع لقوى الأمن الداخلي ووضعت على البابين المخصصين للدخول تعاميم بعدم السماح لأي شخص بالدخول الى قصر العدل في بيروت من دون إخضاعه لتفتيش دقيق وابراز بطاقته، شملت المحامين أيضاً الذين كانوا يدخلون بعد إبراز بطاقتهم.

 

توقيف عصابة سطو في جبل لبنان

نهارنت/أوقفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عصابة سلب قوامها خمسة أشخاص نفذت عمليات سرقة بقوة السلاح في مناطق عدة من محافظة جبل لبنان. وتركزت هذه العمليات على محطات المحروقات والصيدليات ومحلات المشروبات الروحية وبعض المحال التجارية في أوقات متأخرة ليلاً. وقد أقدم عليها أشخاص يستخدمون سيارة "بيجو" سوداء حديثة. وتم ضبط الأسلحة المستعملة في عمليات السلب والسيارة وعدد من الأقنعة والألبسة المستخدمة، وأجري المقتضى القانوني بحقهم بعدما تم التعرف عليهم من قبل بعض المدعين، وأودعوا القضاء المختص. 

 

السنيورة: أنا من يحدد الحقائب السيادية ولا يعتقد أحد انني متمسك برئاسة الحكومة

نهارنت/أكد رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة مجدداً تصميمه على ايجاد مخرج للأزمة الحكومية لافتا ً إلى ان "الأكثرية النيابية هي من تسمي رئيس الوزراء وهي متمسكة بتسميتي، ولا يعتقد أحد انني متمسك برئاسة الحكومة". وأضاف السنيورة بعد اجتماع في القصر الجمهوري مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان،اثر انتهاء الغداء الذي أعقب القمة الروحية "ما زلنا نرى ان موضوع الحكومة يجب أن يعالج داخليا، وأنا ما زلت اقول انني لن أحدد موعدا ً لتشكيل الحكومة، ويجب ألا نيأس وأن يكون لدينا استمرار التصميم على المتابعة مهما كانت المصاعب والعراقيل". وعن دعوة العماد ميشال عون الى عدم اللعب على التوتر العالي، أجاب السنيورة "أنا في الحقيقة اعتدت الإختلاف في الرأي الذي لا يفسد في الود قضية، فالقضية ليست شخصية أو قضية توتر عال أو منخفض". وشدد السنيورة على انه هو من "يحدد الحقائب السيادية، معتبرا ً ان "حاجة البلدان بأن يكون هناك وزير داخلية حيادي يشعر جميع اللبنانيين أنه لهم وليس عليهم، ووزارة الدفاع، أنتم تعلمون أهميتها وبمعرفة فخامة الرئيس الذي له باع طويل في هذا الشأن" مؤكدا ًً انه "اذا ارادت الأقلية أخذ المال فبكل سعادة واذا ارادت الخارجية كذلك".

 

النائب مجدلاني:حزب الله يريد لبنان التابع لولاية الفقيه مقنعا بنهج المقاومة وما نشهده يدفعنا الى دق ناقوس الخطر والمطالبة بعقد حوار وطني جامع في بعبدا

وكالات/رأى النائب الدكتور عاطف مجدلاني، في تصريح اليوم، "ان مسيرة حزب الله منذ تأسيسه حتى اليوم،أظهرت انه "حزب براغماتي" قادر على تغيير تكتيكه بحسب الظروف التي يمر بها، وبسهولة ملفتة في حين ان الثابت الوحيد لديه هو الهدف الاستراتيجي بقيام دولة ولاية الفقيه والتي فاخر امينه العام مؤخرا، ولاول مرة بشكل علني بانتمائه اليها". وقال النائب مجدلاني:"لكل حقبة شعارها لدى "حزب الله"، فمرة السلاح هو لتحرير الارض والاسرى، ومرة هو لتحرير القدس وازالة الكيان الصهيوني في حرب مفتوحة، ومرة هو لحماية السلاح". أضاف:"لا شك ان الحزب يمتلك قدرة هائلة على التماهي مع الوقائع، من هنا قراره في العام 1992، وبعد موافقة الولي الفقيه، بالمشاركة في الندوة البرلمانية دون المشاركة في السلطة التنفيذية، وفي مرحلة لاحقة، وبعد انسحاب الجيش السوري انتقل الى المشاركة المباشرة في الحكومة، ليصل الى المطالبة بحق الفيتو. فكان نزوله الى الشارع، وتوجيهه السلاح الى صدور اللبنانيين عبر استباحة بيروت، ومحاولة استباحة الجبل لفرض ارادته بالقوة. وكان الشعار الاخير "السلاح لحماية السلاح"، ولا عجب في ذلك فهذا السلاح هو الوسيلة الاساسية لتنفيذ مشروع الحزب الديني - الايديولوجي. واليوم نرى هذا السلاح يتنقل ويتحرك من منطقة الى اخرى فارضا التوتير الامني من البقاع الى الشمال، حيث يسقط الشهداء ويذبح الوطن".

تابع النائب مجدلاني:"ان ما اعلنه الشيخ نعيم قاسم هو حقا جوهر المشكلة، وعمق الازمة. والسؤال المحق هو اي لبنان نريد؟ هو يريد لبنان التابع لولاية الفقيه مقنعا بنهج المقاومة الالهية الازلية السرمدية، ومجتمعه محكوم من قبل الولي الفقيه، فهو الذي يسمح وهو الذي يمنع". وللتذكير فان الولي الفقيه هو السيد علي خامنئي، مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية. فهل هذا اللبنان الذي يريده غالبية اللبنانيين، وخاصة المسيحيين منهم؟ سؤالي موجه الى الجميع، وبشكل خاص الى الجنرال ميشال عون. والسؤال الاخر الذي يطرح نفسه، اين ورقة التفاهم من استمرارية السلاح وابديته"؟

اضاف النائب مجدلاني :" ما نشهده اليوم، خصوصا بعد هذا الهلع في مواقف حزب الله من امكانية نجاح الديبلوماسية بتحرير مزارع شبعا، وبعد الاعلان عن ازلية السلاح ودولة المقاومة، يدفعنا الى دق ناقوس الخطر. الكيان اللبناني في خطر، صيغة العيش المشترك في خطر، لبنان الانفتاح والاعتدال في خطر، لبنان الديموقراطي في خطر".

وختم النائب مجدلاني:"لذلك ارى لزاما علي رفع الصوت والمطالبة بعقد حوار وطني جامع وفورا في قصر بعبدا، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مهمته الاساسية الجواب على السؤال: اي لبنان نريد؟ ومن ثم استخلاص العبر قبل فوات الاوان. وختاما اقول اللهم اشهد اني بلغت".

 

ابراهيم شمس الدين: "حزب الله" يقود إنقلابه على الدولة بهدوء من داخل المؤسسات"

ابراهيم شمس الدين. إنّه المؤتمن مع عدد من المفكّرين الشيعة، نذكر منهم على سبيل المثال سعود المولى ومحمد حسين شمس الدين، على مدرسة فكريّة "لبنانية" بامتياز، إنّها مدرسة جبل عامل، مدرسة الإمام موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين. مدرسة لا تزال بمنأى عن الأخطاء التي يرتكبها ممثلو الطائفة الشيعيّة اليوم، مدرسة تحاول أن تصلح وترتق وتخفّف من صدمة الأخطاء الصادرة عن السياسة القائمة حاليّاً باسم الطائفة الشيعيّة.

بقي إبراهيم شمس الدين نافذ البصيرة واعياً، واختار وفاء لثقافته الشيعية، وهويّته المركّبة وإرثه الأبوي أن لا يغطي عينيه عن رؤية الحقيقة، وأن يدعو الأشياء بأسمائها. وهذا يتطلّب الكثير من الشجاعة بالنظر الى الحالة التي تعيشها طائفته اليوم على الصعيد السياسي.

تعبيراً عن وفائه لوصايا الإمام شمس الدين، استهل ابراهيم شمس الدين حديثه بهذه الجملة الأساسيّة في وصيّة الإمام، داعيا شيعة لبنان الى "أن لا يكون لديهم مشاريع خارج إطار الدولة"، ويطالبهم بالإندماج في وطنهم، والإنصهار مع المكوّنات الأخرى للمجتمع. ويقول لهم إنّهم لا يملكون مشروعاً كشيعة، بل كمواطنين يملكون مشروعا وطنيا وينتمون الى دولة. فمشروعهم الإقتصادي يشكّل جزءًا مكمّلاً لإقتصاد الدولة، ومشروعهم السياسي يشكّل جزءًا مكمّلاً للمشروع السياسي للدولة التي ينتمون إليها، وحتّى المشاريع الإجتماعيّة يجب أن تنفّذ بالتعاون مع المكوّنات الأخرى للوطن". وأضاف: "ولذلك أشدّد أنّ الشيعة لا يشكلّون "هلالاً طائفياً" (منتقداً العبارة التي استخدمها ملك الأردن عبد الله الثاني). هم ليسوا عصبةً عابرة للقارات، ولا وجود للشيعيّة الدوليّة. كان هناك محاولة في هذا الصدد ولكنّها اتخذت منحى الإستغلال السياسي، فالشيعة في العالم هم مواطنون في البلدان التي ينتمون إليها. هذا ما لم نكف عن تأكيده وما كان يؤكّده الإمام شمس الدين. وعندما كان الإمام شمس الدين يطلب الى الشيعة الإندماج في مجتمعهم، ويطالبهم بأن لا يكون لهم مشروعهم الخاص، لم يكن يقول كلاماً مقفىً بل كان يعني كل كلمة يقولها. وهو كان يشدّد في هذا الإطار، على أنّ لبنان هو وطن نبنيه ونحافظ عليه كل يوم، مضيفاً أنّ لبنان، بصيغته الحاليّة، حاجة ليس للعالم العربي فقط بل وللعالم الإسلامي أيضاً".

الهويّة المركّبة

ويتابع إبراهيم شمس الدين: "من حيث المبدأ، حدّد الإمام شمس الدين ثلاثة مستويات لتعريف الهويّة: كان يتحدّث عن اللبنانيين، عن المسلمين، وعن الشيعة. الشيعة لبنانيون ومسلمون، ولا يوجد أي تعارض بين هذه المستويات الثلاثة. فهويّتنا مركّبة والمستويات الثلاثة تكّمل بعضها البعض، ويغلب كل مستوى على المستويين الآخرين ويبرز وفقاً للمؤثّر الخارجي ولطبيعة التهديدات".

ويشدّد على "انّ شيعة لبنان لبنانيّون، ومشروعهم هو الدولة، ورابطتم هي الدولة. وسلوكهم ذو منحى جاذب، أي أنّ أنظارهم موجهّة نحو الداخل، نحو المركز".

ويضيف رئيس مؤسسة شمس الدين: "مشروع الشيعة الأوحد هو إذاً الدولة، الدولة العادلة للمواطنين الأحرار. هذا كل ما يريده الشيعة، حتى ولو حصلت حالياً محاولة إيقاظ مخاوفهم، وتأجيج الشعور بالظلم التاريخي الذي كانوا ضحاياه، في نفوسهم لأهداف سياسيّة؛ من هنا يبرز "حزب الله" العلاقة بين المقاومة والظلم االتاريخي كسبب ومسبّب، وهذا ما تحوّل تدريجياً الى اقتناع راسخ لدى مؤيدي الحزب. إنّها محاولة لتغيير بنية هويّة شيعة لبنان، ولكنّ لبنان بلد نهائي كما جاء في وصيّة الإمام شمس الدين، والذين لا يساعدون على تطبيق وصيته ليسوا شيعة حقيقييّن. إنّ منطق الأكثريّة العدديّة غير مهم، حتى ولو أنزلت جهة ما أربعة ملايين شخص الى الشارع، فهذا لا يعني بأنّه يزيد شيعيّةّ عن غيره".

ولاية الفقيه

لدى سؤاله عن ولاية الفقيه ودلالتها، يشرح إبراهيم شمس الدين أنّ بعد سقوط شاه إيران ونشوء الجمهوريّة الإسلاميّة، قامت شرعيّة النظام السياسي في طهران على مفهوم "ولاية الفقيه". ويعلّق قائلاً: "السؤال الدائم الذي يُطرح في تاريخ البشريّة هو مشروعيّة السلطة. هل هذه الشرعيّة إنسانيّة (زمنيّة) أم دينيّة؟ ففي أوروبا، بوجود الدولة القوميّة والديمقراطيّة، قامت شرعيّة السلطة على الشعب. وكما ينص الدستور اللبناني، فالشعب هو مصدر السلطات وهو يمارس سلطته بشكل غير مباشر عبر المؤسسات. أمّا في العالم العربي الإسلامي، فلطالما كان هذا السؤال موضع نقاش، وفي مركز التعارض بين علماء الشريعة السنّة والشيعة الذين ينتمون الى مدارس مختلفة. فعندما تقوم سلطة ما باسم الله، تكون شرعيتها أقوى. وفي إيران، تنصهر الهويّة الشيعيّة بالهويّة الوطنيّة، بعكس الدولة التركيّة".

ويتابع شرحه: "في ما يتعلّق بولاية الفقيه، تتخطى النظريّة المطبّقة في إيران المفهوم التقليدي؛ فشرعيّة النظام في إيران ترتكز على الولاية العالميّة (ولاية الأمّة)، أي الحاكم الذي ينوب عن الإمام الثاني عشر المستتر الذي يستمّد سلطته من الله، وبذلك يكون النظام في إيران دينيّاً ذو شرعيّة إلهيّة. إذاً ثمّة تجاور ما بين الديمقراطيّة والنظام الديني. ومفهوم ولاية الفقيه أخرج هنا من سياقه الأصلي وربط، في إيران، بمصدر السلطة المنتخبة من الشعب. وسلطة والي الفقيه تمتد حسب هذا المفهوم الى خارج الحدود الايرانية، فوالي الفقيه يعتبر أنّ سلطته تطال كل المسلمين، والشيعة منهم بشكل خاص. وهو ينقل هذه السلطة بالتبادل الى مسؤول محلّي، مانحاً هذا الأخير جزءًا من امتيازاته ما يؤهله لممارسة سلطته على الناس".

"يعتبر مرشد الدولة الإسلاميّة الإيرانيّة إذاً أنّه يمتلك سلطة عالميّة على الشيعة في العالم. وتمت محاولة تصدير هذه السلطة عن طريق ممثلين أو منظمات مؤيّدة له. و"حزب الله" هو أحد تجليّات هذا المفهوم وهذا النظام. بمعنى آخر، إنّ أعضاء "حزب الله" هم لبنانيّون من دون شك، ولكن باعتبارهم بنية ومنظمة سياسيّة، أمّا قرار الحزب فهو غير لبناني ويتعلّق بالوالي المعصوم. كل من يرغب بالإنتساب الى "حزب الله" يجب أن يؤمن بمفهوم ولاية الفقيه، ولا مجال للإنتساب الى "حزب الله" والتصدي لمفهوم ولاية الفقيه. ووفقاً للمنطق عينه، فإنّ حركة أمل لبنانيّة بإمتياز، أسسها الإمام موسى الصدر، وقد كافحتُ في صفوفها، وكنا في حينها ننقاش كل القرارات من دون خوف، وكنّا قادرين على الدخول في الحركة مدّة من الزمن ثمّ الخروج منها من دون خوف، أما في "حزب الله" فإنّ الخروج من الحزب قد يعرّضك الى المشاكل كما في أي حزب سلطوي"، كما يشير إبراهيم شمس الدين.

في مكانٍ آخر، يصرّ رئيس مؤسسة شمس الدين على حقيقة أنّ "في الإسلام، لا وجود لمفهوم الحزب. ويشير رغبةً منه في تقويض منطق "حزب الله"، الى أنّ "هذا المفهوم دخيل على الإسلام. لا وجود للإنتساب الحزبي في الإسلام، فلو كان إنشاء الأحزاب مسموحاً، لاعتُبر الإمام علي بن أبي طالب مخطئاً لعدم تشكيله حزباً، وكذلك الأمر بالنسبة للإمام حسن وغيرهما من الأئمة. هذا يعني بأنّ هؤلاء أخطأوا وهم بالتالي غير معصومين عن الخطأ. إن لم يتخّذ أولائك الأئمّة الموقف الصحيح، فهم يعتبرون غير معصومين"!

أداة للسلطة

يرى إبراهيم شمس الدين أنّ ما نجح الإمام الخميني في تحقيقه عبر إقامته نظام ولاية الفقيه هو "إقامة نظام جديد في دولة ذات هويّة محدّدة". "لقد وضع نظاماً فيه إمكانيّة الإختيار وإقامة الإنتخابات، ولكن تحت رقابة عالية، وبطريقة شديدة التنظيم"، ويرأس هذا النظام مرشد يتمتّع بسلطة شبه مطلقة، فمن غير الطبيعي أن يطلب المرشد الأعلى من البرلمان الإيراني المنتخب من الشعب، ليس فقط الموافقة على قانون ما بل حتى مناقشته. فالسلطة في يد رجل واحد غير معصوم. فلنفترض بأنّنا نقبل بمثل هذا النظام، وحتى بمبدأ تعيين شخصية تتمتّع بأوسع معرفة في منصب المرشد الأعلى، يبقى السؤال إذا كان يمكن استبدال هذا الرجل ذي السلطة شبه المطلقة بآخر يتمتّع بنفس كفاءته بعد خمس أو عشر أو إحدى عشرة سنة. لماذا يمكن للمرشد الأعلى أن يبقى في منصبه الى أجل غير مسمّى؟ وإعطاء صفة التنزيه لهذه السلطة غير مقبول. إنّا ننتقد المسيحيين لتنزيههم البابا، في حين أنّنا نقوم بنفس الأمر باعتبارنا أنّ المرشد معصوم. هذا غير مقبول. حتى الإمام علي بن أبي طالب الذي كان معصوماً وخليفةً للنبيّ دعا الناس الى انتقاده..."

"يبقى أنّ ولاية الفقيه هي نظام اختاره الإيرانيّون لأنفسهم، وهو لا يعنينا من حيث المبدأ. إنّه ليس خياري، فنظامنا اللبناني جمهوري، برلماني وديمقراطي، يرتكز الى خيار الشعب، والخيار الحرّ هذا هو أساس الشرعيّة. وللأسف فإنّ سلطة اتخّاذ القرارات في "حزب الله" هي في أيدي من هم خارج حدود الوطن الذين يستخدمون الدين ومبدأ ولاية الفقيه لنشر سلطتهم وتأثيرهم. هذه الأداة تستخدم أيضاً لعزل الطائفة عن محيطها بإخبار الشيعة بأنّهم شيعة وليسوا لبنانيين، بمعنى أن تكون الأولويّة في تصرفاتهم لهويّتهم الشيعيّة واتبّاع المرشد الإيراني. فلهذا الهدف تُمنح الأموال، ويتم الإحتضان الثقافي والسيطرة. ويشير إبراهيم شمس الدين الى أنّ "بعد موت الإمام محمّد مهدي شمس الدين، كان المشهد الشيعي مشرّعاً على كل الإحتمالات، فقد كان الإمام شمس الدين يمثّل حصانةً لشيعة لبنان".

المقاومة

يعتبر إبراهيم شمس الدين أنّه "تتمّ اليوم محاولة تمييز الشيعة عن غيرهم، بالقول لهم إنّهم أكثر عدداً وانّهم حرّروا جنوب لبنان، وغير ذلك. صحيح أنّ الشيعة هم من قاموا بتحرير الجنوب ونحن فخورون بهم، ولكن هذا لا يبرّر تبنيهم موقفا فوقيا وتعاطيهم بغرور مع سواهم! وبذلك نصل الى موضوع المقاومة، فالمقاومة واجب ديني حسب الإمام شمس الدين، وبعد إنجاز هذه المهمّة الدينيّة يجب أن يعود كل واحد الى موقعه الأصلي، متجنباً الإنتقال الى موقع السلطة أو احتلال مواقع ليست له، فالإمام علي بن أبي طالب لم يسعَ الى استغلال موقعه وسلطته لفرض سلطته على الآخرين؛ فتحرير الوطن واجب وليس ورقة رابحة نحوّلها الى رأس مال أو نستغلها من أجل السلطة"، مؤكداً "أنّ المقاومة ظهرت لأنّ الناس أرادوها أن تقوم".

وهكذا، "الجميع مقاومون، "حزب الله" وسواه. استطاع "حزب الله" أن ينظّم عملاً عسكريّاً لأنّ اللبنانيين كانوا يريدون ذلك، ولكن لا يمكن حصر المقاومة بـ"حزب الله". ويبقى أنّنا دعمنا هذه المقاومة في تصديها لإسرائيل، وقد كرّمها العالم أجمع. وقد تمّ تكريم رمزها وأمينها العام الى حين تورّط في العمل الحزبي، فقد اعتبر المقاومة من ممتلكاته الشخصيّة، وتصرّف كأي حزب سياسي عادي، وانغمس في زواريب السياسة، متصرّفاً بشكل طائفي وغير منطقي. وقد جاهر بعدم لبنانيته في عدّة مناسبات. وبذلك أصبح أمينها العام مثل سواه من الأمناء العامين. ولا يستطيع "حزب الله" الإدّعاء بأنّه أكثر لبنانيّة من غيره بحجّة أنّه قاوم".

هدم أسس الدولة

لدى سؤاله عمّا إذا كانت "ولاية الفقيه" تشكّل خطراً على لبنان، أم أنّها مجرّد فزّاعة، على اعتبار ان المرشد الروحي موجود في إيران وإيران بعيدة؟ أجاب إبراهيم شمس الدين: "كان السلطان العثماني يحكم من قصره في إسطنبول على الرغم من أنّنا لا نمتلك أيّ حدود مشتركة مع تركيا ولا نتحدّث لغتها. لم تعد الحدود الجغرافيّة مهمّة في يومنا هذا. إذ يمكن نقل التأثير ومراقبة الأراضي الأخرى بواسطة حزب محلي نزوّده بالسلطة والدعم اللازمين لتحقيق هذا الهدف. كل سلطة تسعى الى التمدّد خارج أراضيها عندما تزداد قوّتها، وتصبح بشكل يتعذّر احتواؤها في أرضها الأم. وبهذا المعنى، يسعى نظام "ولاية الفقيه" الى الخروج من حدوده الإيرانيّة بهدف فرض سيطرته على أحزاب خارجيّة، بغية تحقيق مكاسب إيرانيّة، وقد حصل هذا التمدّد بشكل خاص في البلدان العربيّة حيث يتواجد الشيعة، كما في العراق ولبنان".

ويتابع: "هل تمدّد النفوذ هذا نحو الخارج محتوم؟ وهل يسعى الإيرانيّون الى فرض سيطرتهم بشكل دائم، أم أنّ هذا المسعى موقّت؟ وهذا ما يفرض علينا التحليل التالي: لماذا لا أقوم بما أستطيع القيام به؟ لا أخلاق في السياسة. فهل تسعى إيران الى فرض سلطة تشبهها في لبنان؟ هذا ممكن جداً بعد 10أو 20 أو 30 عاماً. استناداً الى التصريحات، يبدو أنّ مشروع إقامة دولة إسلاميّة على أساس طروحات إيرانيّة قائم، وهذا ما تعكسه وسائل "حزب الله" بشكل خاص".

وعما كان "حزب الله" يرغب فعلاً بإقامة جمهوريّة إسلاميّة في لبنان؟ قال ابراهيم شمس الدين: "إذا كان ذلك ممكناً، نعم سيقوم به. سيبقى السنّة والمسيحيون... لبنان سيبقى لبنان، على مستوى الحدود والنسيج الإجتماعي. قد يكون هناك بنية ترتكز على مبادئ ديمقراطيّة. وفي هذا السياق، يلتقي مسؤولو "حزب الله" حاليّاً ديبلوماسيين غربيين لإقناعهم بضرورة تطبيق المبادئ الديمقراطيّة مع أخذ الواقع الشيعي بالإعتبار، وفقاً لقاعدة الأكثريّة والأقليّة على مستوى عدد السكان. قد يستطيع "حزب الله" باعتباره امتداداً للنظام الإيراني، بناء دولة. وفي دولة "حزب الله" قد تخضع طلبات الترشيح للإنتخابات النيابيّة مثلاً الى شروط صارمة. وبهذا المعنى، فإنّ الصيغة اللبنانيّة كما نعرفها في خطر شديد. ثمّة خطر حقيقي لأنّ الإرادة موجودة بالفعل والوسائل متوفرّة. إحدى هذه الوسائل هي تقويض مفهوم الدولة، واحترام الناس لها، اذ توصف بالسارقة والشريرة والظالمة وغير المجدية... في حين أنّ الناس لا يحبون كل ما هو ضعيف. يتمّ توظيف ذلك كلّه في سبيل هدم أسس الدولة الحاليّة، والإنقلاب عليها لبناء دولة أخرى".

وأضاف: "يقوم مشروع "حزب الله" على الإستيلاء على السلطة في لبنان وإقامة الجمهوريّة الإسلاميّة. بالطبع ليس على الطريقة الإيرانيّة، ولكن من خلال الإنقلاب على مؤسسات الدولة. فيتمّ احترام التعدديّة، ولكن يخضع الجميع، سياسيّاً، لأوامر الفقيه الإيراني. وقد يقيم نظام حماية أهل الذمّة. فالحزب تخطّى مرحلة منع أي حزب من التمدّد خارج طائفته، وهو يتحصّن من الآن فصاعداً من خلال سيطرته على الطائفة الشيعيّة، وانقلابه الهادئ على مؤسسات السلطة. أما النظام الذي قد نستطيع بواسطته أن نقوم بمفاوضات سياسيّة معه، فلن يؤدي الا الى تقويته وتسريع استلامه للسلطة فحسب".

اجتياح بيروت

يدين إبراهيم شمس الدين بقوّة العمليّة العسكريّة التي نفذّها "حزب الله" في بيروت الشهر المنصرم، ويقول: "لا يوجد أي مبرّر يشرّع ما حصل: احتلال كامل لبيروت، وكل المصطلحات الأخرى غير صحيحة. إنّه اجتياح فعلي لبيروت، فالإجتياح والإحتلال ليسا حكراً على القوى الخارجيّة. فبيروت في صيغتها الجامعة كمدينة هي التي اجتيحت وهوجمت. والخطر هو في أن تقوى العصبيّات بشكل متبادل، وهنا يجب اللجوء الى منطق الدولة، أي منطق الجمع. إنّه جيش خاص يمتلك أسلحة خاصة اجتاح بيروت لأسبابه الخاصّة مع أنّه لم يكن مهدّداً. فقرارات الحكومة لم تكن خطرة على "حزب الله" .

"غير أنّ قناع "حزب الله" سقط، وسقطت حجّته بأنّه لن يوجّه سلاحه أبداّ الى الداخل. هو لم يحّقق نصراً بل مكسباً، وشتّان ما بين الإثنين. إنّ تداعيات هذا العمل خطرة جداً على شعار المقاومة وشرعيّتها، وكذلك على الشيعة والأحزاب الشيعيّة على الرغم من كل الجهود التي بذلها الإمام شمس الدين من أجل التفريق ما بين الطائفة الشيعيّة والأحزاب الشيعيّة. مرّة أخرى لن تتحجّم الطائفة الشيعية ضمن حزب واحد في حين أنّهم يريدون تحويلها الى حزب، وهذا ما يناقض الصيغة اللبنانيّة القائمة على الطوائف وليس على الأحزاب. هذه الصفعة التي تلقتها المقاومة والشيعة خطرة جداً، وتحتاج الى وقت طويل لإصلاح ما حصل. لقد وضع الحزب مصداقيته مقابل سيطرته فكانت الغلبة للثانية، وإذا بنا، كشيعة، ندفع ثمن ما فعله الآخرون. وتابع: "كان يقول الإمام شمس الدين "أنا شيعي خالص، وأعتقد أن حقوق الشيعة لا يمكن أن تؤمّن إلاّ عن طريق الدولة". هناك اعتقاد خطير لدى حسن نصر الله أنّهم قاموا بعمليّة جراحيّة ونظيفة. هذا خطر. إنّهم يعتقدون بأنّهم يستأثرون بالحقيقة، وهذا الغرور هو علامة السقوط".

أظهر إبراهيم شمس الدين تشكيكه بخطاب حسن نصرالله، "واحترامه للتعدّديّة والشراكة، وخاصة طاعته لوالي الفقيه الذي قد يكون أمره باحترام التعدديّة في لبنان". ويقول: "كيف عساه يتحدّث عن الشراكة؟ وكيف تظهر هذه الشراكة في عمليّة 8 أيار؟ فالذريعة التي يستخدمونها لإظهار بانهم لا يريدون السلطة باطلة، فالاعتصام الذي أقاموه في ساحة الشهداء هو احتلال صريح وفعلي سعياً لتحقيق مطالب غير محقّة".

ويتابع: "يجب التفريق ما بين سلاح المقاومة وسلاح "حزب الله". فالسلاح الذي يستخدم لتدمير الوطن وخلق الفوضى هو سلاح الحزب، ولا يمكن أن يكون سلاح المقاومة! من جهة أخرى، فإنّ هذا الفقيه نفسه الذي يفخر حسن نصر الله بطاعته هو الذي قبل باجتياح بيروت، في حين أنّه لا يجب أن يقوم أي فقيه بالدعوة الى الحرب بين المسلمين، وهذا ما يزيد من خطورة الشكوك بصحّة هذه القرارات. وبهذا المعنى، فإنّ "حزب الله" لا ينسجم مع التاريخ الإسلامي ووصايا علي. إذا اتخّذ الرئيس أو الحكومة قراراً مختلفاً عن قرار الفقيه، ما الذي سيحصل؟ إذا قرّر الفقيه في الغد أنّه لا يجب المحافظة على التعدديّة في لبنان، ماذا سيفعل "حزب الله"؟ سوف يستجيب لإرادة إيران. ففي حين يحاول الحزب التغطية على ذلك بالتفريق ما بين الفقيه والحاكم في إيران، فإنّ هذا الفرق غير موجود. ذلك أنّ ولاية الفقيه هي شكل من أشكال الحكم المطلق".

الرسالة الى المسيحيّين

يأمل إبراهيم شمس الدين بشكل خاص التوجّه الى المكوّن المسيحي، الذي يعتبر أنّه بدونه لن يكون هناك لبنان. ويعبّر عن أسفه أنّ "في لبنان، وفي إطار الصيغة الحاليّة التي نتعلّق بها ـ ينتظر المسلمون عودة المسيحيّين. فمن غير المعقول بناء وطن في ظل غياب شريك أو اشتكائه المتواصل. يجب أن يعود المسيحيون وأن يعيشوا معنا ويموتوا معنا، أن يربحوا معنا ويخسروا معنا. فبناء الوطن يتم من الداخل، ولا يكفي تمني نهضة لبنان، بل يجب العمل على تحقيق ذلك. لا يمكننا أن نبني ونعمّر لبنان من دون مشاركة نديّة وكاملة مع المسيحيين، مهما بلغ عدد المسلمين. الطبيعة لا تقبل الفراغ وهي سرعان ما تملأه. وبالنتيجة: "إذا رحل المسيحيّون، سوف يتغيّر وجه الوطن، ويتعرّض لخطر أن يصبح أرضاً للغير..."

 

 

 جوزيف أبو خليل يؤكد أنّ أحداً لن يتمكن من الاستيلاء على البلد

الجديد/أكد المستشار السياسي لرئيس حزب "الكتائب" جوزيف أبو خليل أن "بعض القوى الخارجية لا تريد لهذا البلد أن "يركب" إلا إذا وُضِع تحت سيطرتها" محذراً كل من يريدون "تكبير رأس" من أن نهايتهم قريبة "وسيفكون رقبتهم" على حد تعبيره مشدداً على أن أحداً لن يتمكن من الاستيلاء على البلد. أبو خليل، وفي حديث إلى برنامج "الحدث" من تلفزيون "الجديد"، اعتبر أن "حزب الله" جعل من الطائفة الشيعية على مدى 20 عاماً مجموعة على ثقافة جديدة، نمط عيش مختلف، مفهوم للحياة مختلف ومعتقد ديني معين متسائلاً كيف ستدخل هذه المجموعة في النظام اللبناني وأين موقع العيش المشترك من كل ذلك مشيراً أيضاً إلى أن بقية الطوائف هي كذلك إلى حد ما.

 

الرئيس السنيورة عرض الاوضاع مع النائب دوفريج وقائد قوات الطوارىء واستقبل وفد الصندوق الكويتي للتنمية ولجنة مهرجانات بيت الدين

الرئيس المكلف اتصل بالرئيسين كرامي وميقاتي واللواءين المصري وريفي ونوه بدور الجيش وقوى الامن في طرابلس وطالب بتطبيق القانون بحيادية

وطنية - 25/6/2008 (سياسة) استقبل الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة فؤاد السنيورة قبل ظهر اليوم في السراي الكبير الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة رياض الحلبي الذي قال بعد اللقاء: "تشرف اتحاد جمعيات العائلات البيروتية بلقاء رجل الدولة والسلام دولة الرئيس المكلف فؤاد السنيورة حيث وضعه في أجواء قلق اهل بيروت من استمرار التعديات على أبنائهم وارتفاع وتيرة التهديدات التي يطلقها البعض يمينا وشمالا، ضاربا باتفاق الدوحة عرض الحائط. مكررين الدعوة الى القوى الأمنية الشرعية وجوب تنفيذ مقررات مجلس الأمن المركزي".

وأعربنا "عن رفض أهل بيروت القاطع لإعطائه مهلة لتشكيل الحكومة"، داعين "أصحاب هذا الاقتراح الى العودة الى صوابهم و تسهيل تأليف الحكومة".

اضاف: " ومن جهته، ابلغنا الرئيس السنيورة ما آلت إليه عملية تشكيل الحكومة، فلفتنا صبره وإصراره على انجاز المهمة التي أوكلته إياها الأكثرية النيابية، واعدا أهل بيروت بالعمل على توفير الأمن والاستقرار لهم و لسائر المناطق اللبنانية" .

الصندوق الكويتي للتنمية

كما استقبل الرئيس السنيورة الممثل المقيم للصندوق الكويتي للتنمية الدكتور محمد الصادقي في حضور رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر وجرى عرض للمشاريع الممولة من الصندوق لا سيما في مخيم نهر البارد.

النائب دوفريج

والتقى الرئيس السنيورة النائب نبيل دو فريج وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات.

قائد الطوارىء

واستقبل الرئيس السنيورة قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال كلاوديو غرازيانو وعرض معه الأوضاع في الجنوب وعمل قوات"اليونيفيل".

لجنة مهرجانات بيت الدين

والتقى الرئيس السنيورة وفدا من لجنة مهرجانات بيت الدين برئاسة السيدة نورا جنبلاط التي أوضحت:" ان الوفد سلم الرئيس السنيورة دعوة لحضور مهرجان بيت الدين الذي سيفتتح في 12 تموز بتحية لأسمهان من الفنانة المغربية كريمة الصقلي كما اطلع الوفد الرئيس السنيورة على نشاطات المهرجان".

اتصالات

واجرى الرئيس السنيورة سلسلة اتصالات هاتفية شملت: الرئيس عمر كرامي، الرئيس نجيب ميقاتي، النائب السابق علي عيد، رئيس هيئة الاركان قائد الجيش بالانابة اللواء شوقي المصري والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي.

وقد شكر السنيورة الذين اتصل بهم على جهودهم في العمل على تهدئة الاوضاع في طرابلس بين بعض المسلحين للحؤول دون تكرار ما حدث من مواجهات مؤسفة ومرفوضة، وخص السنيورة بالتنويه "الدورالذي قام ويقوم به الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في الشمال وتحديدا في طرابلس، طالبا العمل على تطبيق القانون واتخاذ الاجراءات بحيادية بحق المخالفين واتجاه اي شخص يعكر صفو الامن".

 

الرئيس بري عرض التطورات مع الوزير العريضي وهيئات

الفررزلي : هل يجوز الإستطراد في مسألة عدم تشكيل حكومة؟

وطنية -25/6/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي وعرض معه التطورات. بعد اللقاء قال الفرزلي:"السؤال المركزي الذي خيم على لقاء دولة الرئيس هو هل يجوز لعهد ترأسه العماد ميشال سليمان، وولد في الظروف التي نعرف جميعا، ان تذهب الأزمة عميقة لكي يبقى هذا العهد مكشوفا دون مؤسسات دستورية تعمل بصورة طبيعية تحت سقف الدستور، وفي ظل الواقع الذي نعيش اليوم؟ هل يجوز الإستطراد كثيرا في مسألة عدم تشكيل حكومة؟ ألا يجوز لرئيس الجمهورية الذي هو شريك رئيسي بقوة النص الدستوري، بصناعة الحكومة وتشكيلها؟ ألا يفتش عن الوسائل التي تؤدي الى تشكيلها على الرغم من معرفتنا مسبقا بأن النص الدستوري لم يحظ مدة معينة بالمعنى الحرفي للكلمة لرئيس مكلف بقوة الدستور حيث انه حدد مدة له، هذا غير موجود، ولكن السؤال الذي يتعلق بالمصلحة الوطنية العليا، هل يستطيع فخامة الرئيس ان يتجاهل هذا الواقع بإنتظار القوة التي اعطت الصلاحية لرئيس الوزراء المكلف هو مجلس النواب، وهي الأكثرية النيابية استنادا الى استشارات نيابية ملزمة، هي القوة نفسها التي تستطيع اذا تقرر إعادة النظر بالأمر، ان تعيد النظر بالأمر. وهنا دور فخامة الرئيس من باب حرصه على عهده ومؤسساته الدستورية، وعلى توازن السلطات الدستورية".

الوزير العريضي

ثم استقبل الرئيس بري وزير الاعلام غازي العريضي وعرض معه الوضع العام في البلاد.

وكان الرئيس بري قد استقبل،القنصل الفخري لجمهورية ساو- تومي الديموقراطية رمزي حيدر، في حضور المدير العام للمغتربين المحامي هيثم جمعة.

 

اجتماع مشترك بين قيادتي "امل" والاشتراكي في مجلس النواب: دعم جهود المصالحة ومساندة الجيش وقوى الامن في تأمين الاستقرار

وتوفير أفضل الأجواء لعلاقات طبيعية بين الطلاب في "اللبنانية"

وطنية - 25/6/2008 (سياسة) عقد اجتماع مشترك في المجلس النيابي بين قيادتي حركة "امل" والحزب التقدمي الاشتراكي.

ومثل الحركة: النائبان علي حسن خليل وعلي بزي، رئيس الهيئة التنفيذية في الحركة محمد نصرالله، رئيس مكتب الشباب والرياضة المركزي في الحركة حسن اللقيس، ومسؤول الجامعات في الحركة قاسم جشي. اما الحزب الاشتراكي فتمثل بكل من: النائبين أكرم شهيب ووائل ابو فاعور، امين السر العام في الحزب شريف فياض، وعضو قيادة الحزب الدكتور وليد صافي. بعد الإجتماع، صدر عن المجتمعين البيان الآتي:

"في إطار استمرار الإتصالات بين حركة "امل" والحزب التقدمي الإشتراكي عقد لقاء بين قيادتي الطرفين تم خلاله التأكيد على التالي:

أولا: دعم كل جهود المصالحة والوفاق التي تحصل في اكثر من منطقة لبنانية بين الاهالي والفاعليات والقوى السياسية سواء في منطقة عاليه او في منطقة البقاع والشمال التي تؤكد رغبة كل اللبنانيين في طي صفحة الفتنة وإبقاء الخلاف ضمن إطار العمل السياسي والإحتكام الى مؤسسات الدولة.

ثانيا: دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في جهودها لضبط الأمن وحماية الإستقرار وتأمين سلامة اللبنانيين جميعا ودعوتها الى التعامل بكل حزم مع أي إخلال بالأمن من أي جهة أتى.

ثالثا: التأكيد على تأمين أفضل الأجواء لعلاقات طبيعية بين الطلاب في الجامعة اللبنانية ودعوة المنظمات والهيئات الطالبية الى ممارسة دورها في إبقاء الجامعة بعيدة عن المشاكل والصراعات وضبط أي اشكالات في إطار أنظمتها وقوانينها، والحوار المسؤول بين جميع الطلاب.

وفي هذا الإطار اتفق على عقد لقاءات وتحركات مشتركة بين مسؤولي الطلاب لدى الطرفان على مستوى الجامعات الخاصة والعامة".

 

لوران عقد مؤتمرا صحافيا في "اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب": الحكومة تعهدت المصادقة على بروتوكول الأمم المتحدة ضد التعذيب

القائمة بالأعمال الهولندية:على لبنان أن يحترم ما نص عليه الاتفاق

وطنية- 25/6/2008 (سياسة) عقد رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان السفير باتريك لوران، مؤتمرا صحافيا الثانية عشرة ظهر اليوم في مقر بعثة الإتحاد لمناسة الاحتفال باليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب، شدد فيه على التزام الاتحاد الأوروبي دعم الجهود الحالية الهادفة إلى الوقاية من التعذيب وإلغاء التعذيب والمعاملة السيئة في كل أنحاء العالم. وشارك في المؤتمر القائمة بأعمال سفارة هولندا نيليك كرويجس فوربيغ، ومدير البرامج في "الجمعية اللبنانية للتعليم والتدريب" جوليان كورسون، ومدير "مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب" محمد صفا، ومديرة البرامج في "مركز ريستارت لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب" سوزان جبور.

وهذه الجمعيات هي جمعيات غير حكومية تنفذ المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي في لبنان في مجال الوقاية من التعذيب ومناهضة التعذيب.

السفير لوران

وألقى السفير لوران كلمة قال فيها: "تبقى الوقاية من التعذيب أولوية أساسية للاتحاد الأوروبي لأن هذا الشكل من القمع لا يزال قائما في أماكن متعددة من العالم وعلى أشكال مختلفة من الأكثر قسوة إلى الأكثر خطورة. ولا تقبل سياسة الاتحاد الأوروبي في هذا المجال أي مساومة. فكم من مرة سمعنا، هنا وهناك، تبريرا مزعوما لبعض أشكال القمع باعتبارها جزءا لا يتجزأ من مجتمع ما؟ اسمحوا لي أن أقول لكم إنه لا يوجد في أي مجتمع أنساني تقليد يستحيل تجاوزه يبرر الرعب والتعذيب أو سوء معاملة أي شخص. خلال السنوات الخمس الأخيرة، خصصت المفوضية الأوروبية نحو 12 مليون أورو سنويا لتمويل مشاريع ترمي إلى الوقاية من التعذيب وإعادة تأهيل ضحاياه في كل أنحاء العالم. ولا يخفى عليكم أنه في لبنان، تعهدت الحكومة في خطة العمل المندرجة ضمن السياسة الأوروبية للجوار التي تربط لبنان بالاتحاد الأوروبي، بالمصادقة على البروتوكول الاختياري لاتفاق الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب. يرسي هذا البروتوكول نظاما تكميليا لآلية مراقبة وطنية ودولية، ولا سيما في أماكن الاعتقال. وتحتم خطة عمل السياسة الأوروبية للجوار أيضا على لبنان تحسين شروط اعتقال السجناء وتنفيذ التزاماته الدولية في مجال مناهضة التعذيب. ويمول الاتحاد الأوروبي من خلال الأداة الأوروبية للديموقراطية وحقوق الإنسان ثلاثة مشاريع مهمة تهدف إلى الوقاية من التعذيب وإعادة تأهيل ضحاياه، أحدها يرمي إلى القيام بعمل مطلبي لحض لبنان على المصادقة على البروتوكول الاختياري لاتفاق الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب (الجمعية اللبنانية للتعليم والتدريب). والمشروعان الآخران (مركز ريستارت ومركز الخيام للتأهيل) مخصصان لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب. تبلغ المساهمة المالية للمفوضية الأوروبية نحو مليون أورو للمشاريع الثلاثة. ولقد أدت هذه المشاريع إلى نتائج ملموسة، ولكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل.

فوربيغ

من جهتها، اعتبرت فوربيغ أن احترام حقوق الإنسان هي من ركائز السياسة الخارجية وسياسة التعاون الهولندية، فحماية الحياة وحماية الإنسان من أساسيات الحقوق الإنسانية، وما حكم الإعدام والتعذيب سوى انتهاك فاضح لهذه الحقوق، ونحن قريبون من ربح معركتنا ضد الإعدام والتعذيب، فهولندا تعمل من إجل إلغاء عقوبة الإعدام على السمتوى العالمي، كما تبذل جهودا شخصية على مستوى الإتحاد الأوروبي ومن خلال هيئات المجتمع المدني لإقناع العديد من الدول بالتخلي عن التعذيب". وعرضت لما تقوم به هولندا على مستوى المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وغيرها والذي تمثل بإصدار العديد من البروتوكولات والإتفاقات الدولية في هذا الشأن. وختمت: "لسوء الخظ لا يزال التعذيب موجودا في لبنان، ونأسف لذلك، بالرغم من ان لبنان وقع اتفاق الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، فعلى التعذيب أن يتوقف وعلى لبنان أن يحترم التزاماته في هذا الاتفاق".

كورسون

وقدم كورسون مداخلة ركز فيها على عمل الجمعية المتمثل بالوقاية من التعذيب، وذلك من خلال تحفيز رؤساء البلديات على تنظيم حملات توعية في هذا المجال، وتوعية الفاعلين في المجتمع المدني على المعايير والإجراءات المتعلقة بالوقاية من التعذيب وبمناهضة الإفلات من العقاب، إضافة الى حملات إعلامية من أجل لفت الرأي العام حول هذا الموضوع". وختم بأن هولندا تشارك في تمويل هذا المشروع.

صفا

وتلاه صفا الذي عدد مهمات المركز لجهة إعادة اندماج ضحايا التعذيب اجتماعيا من خلال توفير المساعدة الطبية والنفسية والاجتماعية لهم، وبث التوعية لدى الرأي العام ولا سيما في المدارس. وقال: "إستفاد في السنة الأولى من المشروع 1122 مواطنا من ضحايا التعذيب وعائلاتهم، ونظم المركز زيارت لأمهات المفقودين في السجون السورية وخيمة المعتصمات أمام الإسكوا بمعدل 95 زيارة، وأقام دورات لضحايا التعذيب لتمكينهم من تأسيس مشاريع إنتاجية صغيرة، وشارك المركز في الدورتين السادسة والسابعة لمجلس حقوق الإنسان في مقر الأمم المتحدة في جنيف في أيلول 2007 وآذار 2008 لإثارة قضية المفقودين والمعتقلين. ونظم مسابقة في المدارس الرسمية والخاصة تحت عنوان "إرسم حقوقك"، وشارك فيها 65 مدرسة وما يقارب 3000 طالب، وجمعت الرسوم وستعرض في معرض يفتتحه وزير التربية، وكلها تدعو الى السلم الأهلي ونبذ العنف والطائفية والتعذيب.

جبور

وأعلنت جبور أن "مركز ريستارت لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب" يساعد ضحايا التعذيب، وذلك بتعزيز قدرات المؤسسات والمراكز المعنية بدعمهم، من خلال استحداث شبكة بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية، وزيادة معدل إدماج الضحايا اجتماعيا. وعرضت للنشاطات التي نفذت في المرحلة الأولى، وهي:

تزويد 90 ضحية خدمات تأهيلية طبية ونفسية وإجتماعية، بالإضافة إلى المساعدة الإجتماعية، وتزويد 50 فردا من عائلات الضحايا (أطفال ونساء) خدمات تأهيلية، وتنفيذ برنامجي تدريب إستهدفا 47 عاملا صحيا حول تعزيز الوقاية من التعذيب في لبنان، وتنفيذ برنامجي تدريب استهدفا 47 محاميا ناشطين في حقوق الإنسان و12 عنصرا من قوى الأمن الداخلي حول تعزيز الوقاية من التعذيب في لبنان، وبروتوكول إسطنبول، والقانون والمعاهدات، وبناء قاعدة بيانات عن موضوع التعذيب وضحايا التعذيب في لبنان وتطويرها. واستنادا إلى المعلومات التي تم جمعها، أقيمت دراسة، بالتعاون مع كلية الصحة في جامعة البلمند، حول المميزات العامة لضحايا التعذيب الذين يستفيدون من الخدمات التي يقدمها مركز ريستارت وإدراكهم لنوعية حياتهم.

ووزع "مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب" برنامج أنشطة يوم 26 حزيران لمساندة ضحايا التعذيب، وتمتد أسبوعا وفقا للآتي:

1- 22/6/2008: من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر: يوم صحي مجاني واعلامي للأسرى والمعتقلين السابقين ولعائلاتهم في بلدة عيتا الشعب في الجنوب بالتعاون مع جمعية "عطاء بلا حدود" وبلدية البلدة.

2- 24/6/2008: الساعة الحادية عشرة قبل الظهر: اعتصام تضامني مع امهات المعتقلين والمفقودين في السجون السورية في خيمة أهالي المعتقلين في السجون السورية امام الاسكوا, تلقى فيه كلمات وتقليد الأمهات أوسمة تقديرية واطلاق بالونات ضد التعذيب.

3- 25/6/2008: الساعة العاشرة صباحا: لقاء مع أسرى محررين وعائلاتهم في مقر بلدية قانا - قضاء صور.

4- 26/6/2008: الساعة الثالثة بعد الظهر: افتتاح معرض "ارسم حقوقك" وتوقيع كتاب "حقوقي" برعاية وحضور وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني في قصر الأونيسكو وتشارك في المعرض 65 مدرسة رسمية وخاصة من كافة المناطق اللبنانية, بحضور الطلاب وذويهم ومدراء المدارس ويستمر المعرض حتى 28/6/2008.

5- 27/6/2008: الساعة الحادية عشرة قبل الظهر: ورشة عمل تحت عنوان "الطائفية تعذيب" في قصر الأونيسكو, ويشارك في الورشة منظمات ديموقراطية وحقوقية وانسانية واختصاصيون.

6-28 /6/2008: يوم صحي مجاني وإعلامي للأسرى والمعتقلين السابقين ولعائلاتهم في مستوصف المقاصد- كفر حمام, قضاء حاصبيا.

7- 29/6/2008: من الساعة العاشرة صباحا الى الثالثة بعد الظهر: يوم صحي مجاني واعلامي للأسرى والمعتقلين السابقين ولعائلاتهم في عكار في بلدة برقايل.

 

النائب كنعان الى لندن للمشاركة في مؤتمر "التيار" ويلتقي نوابا ومسؤولين في الحكومة البريطانية

وطنية- 25/6/2008 (سياسة) غادر أمين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان بيروت صباح اليوم، متوجها إلى بريطانيا للقاء الجالية اللبنانية في لندن، إضافة إلى استضافة مجلس النواب البريطاني له حيث سيلتقي نوابا ومسؤولين في الحكومة البريطانية: كريسبين بلانت نائب ورئيس مجلس الشرق الأوسط المحافظ، بروكس نيومارك نائب ومهتم بشؤون الشرق الأوسط، جوليان برازير نائب في البرلمان، ديفيد ليدينغتون وزير خارجية حكومة الظل لشؤون الشرق الأوسط، كريستيان تورنر مدير الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية، أندرو لاف نائب ورئيس اللجنة اللبنانية - البريطانية في مجلس العموم البريطاني، كايت سيمبسون وزير خارجية حكومة الظل في حزب المحافظين، كلوي دالتاون مستشارة وزير حكومة الظل لشؤون الشرق الأوسط، وأرمينكا هيليك المستشارة العليا لوزير خارجية حكومة الظل، وذلك للبحث في التطورات السياسية اللبنانية ونقل تصور "تكتل التغيير والإصلاح" للمرحلة المقبلة.

ويمثل النائب كنعان النائب العماد ميشال عون في العشاء السنوي الذي يقيمه "التيار الوطني الحر" في بريطانيا بعد غد الجمعة في "هول فيكتوريا".

ويختتم زيارته بمشاركته في مؤتمر ينظمه "التيار الوطني" في بريطانيا وجمعية "أصدقاء لبنان"، يوم السبت المقبل في قاعة "سينما أولد" في جامعة ويستمينيستر، يتناول فيه اتفاق الدوحة وتداعياته ودور "التيار الوطني الحر" في التغييرات التي أقرها هذا الاتفاق، إضافة إلى إنتخابات ال2009 النيابية ودور الاغتراب اللبناني في هذه الإنتخابات. ويحضر المؤتمر المسؤولة عن هيئة الانتشار في "التيار الوطني" هنيدة الياس وكوادر وناشطون في التيار من بريطانيا واوروبا.

 

رئيس تيارة "شباب لأجل لبنان" في عكار المحامي والصحافي باسل يحذر من قيلم حزب الله والقومي السوري والبعث بإجتياح بعض قرى عكار وخصوصاً عاصمتها بلدة حلبا/26 حزيران/08

وكالات/حض رئيس تيار" شباب.. لأجل لبنان " في عكار المحامي والصحافي باسل مرعب الحكومة اللبنانية على أن تأخذ على محمل الجد والخطورة المعلومات الواردة عن قيام إستعدادات لميليشيات حزب الله والقومي السوري الإجتماعي والبعث وسواها لإجتياح بعض قرى عكار وخصوصاً عاصمتها بلدة حلبا التي ما زال التوتر الأمني الشديد يخيم على شوارعها وأحيائها. وقال رئيس التيار القريب من قوى 14 آذار أن احتقان النفوس في الشمال اللبناني وخصوصاً منطقة عكار بلغ راهناً ذروته وأن أي إنفجار قد يقع سيؤدي إلى كوارث في صفوف المدنيين اللأبرياء بسبب تدفق كميات السلاح الثقيل والمتوسط على المنطقة بعدما كانت المعارك السابقة مع السوري القومي اقتصرت على الأسلحة الفردية الخفيفة وقذائف الآر بي جي .

وندد مرعب بحملة حزب الله وتوابعه على المملكة العربية السعودية وبالتهديدات التي أطلقها أحد قادته نواف الموسوي قبل أيام للسفير السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة بأن "هذه المرة سيمنع من مغادرة مطار بيروت" كما فعل خلال أحداث بيروت الأخيرة . وقال إن هذه الحملة " تؤجج الصراع المذهبي في لبنان خصوصاُ وأن السعودية هي ربما الدولة الوحيدة مع مصر التي وضعت كل ثقلها لتجنيب البلاد من حرب مذهبية أو فتنة طائفية دون أن تكون لها أي مصالح فيها كما للإيرانيين والسوريين تحاول الحفاظ عليها ضد الصالح اللبناني ."