المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم السبت 28 حزيران 2008

إنجيل القدّيس لوقا .37-29:10

فأًَرادَ أَن يُزَكِّيَ نَفسَه فقالَ لِيَسوع: «ومَن قَريبـي؟» فأَجابَ يَسوع: «كانَ رَجُلٌ نازِلاً مِن أُورَشَليم إِلى أَريحا، فوقَعَ بِأَيدي اللُّصوص. فعَرَّوهُ وانهالوا علَيهِ بِالضَّرْب. ثمَّ مَضَوا وقد تَركوهُ بَينَ حَيٍّ ومَيْت. فاتَّفَقَ أَنَّ كاهِناً كانَ نازِلاً في ذلكَ الطَّريق، فرآهُ فمَالَ عَنه ومَضى. وكَذلِكَ وصلَ لاوِيٌّ إِلى المَكان، فَرآهُ فمَالَ عَنهُ ومَضى. ووَصَلَ إِلَيه سَامِرِيٌّ مُسافِر ورَآهُ فأَشفَقَ علَيه، فدَنا منه وضَمَدَ جِراحَه، وصَبَّ علَيها زَيتاً وخَمراً، ثُمَّ حَمَلَه على دابَّتِه وذَهَبَ بِه إِلى فُندُقٍ واعتَنى بِأَمرِه. وفي الغَدِ أَخرَجَ دينارَيْن، ودَفَعهما إِلى صاحِبِ الفُندُقِ وقال: «اِعتَنِ بِأَمرِه، ومَهْما أَنفَقتَ زيادةً على ذلك، أُؤَدِّيهِ أَنا إِليكَ عِندَ عَودَتي». فمَن كانَ في رأيِكَ، مِن هؤلاءِ الثَّلاثَة، قَريبَ الَّذي وَقَعَ بِأَيدي اللُّصوص؟» فقال: «الَّذي عَامَلَهُ بِالرَّحمَة». فقالَ لَه يَسوع: «اِذْهَبْ فاعمَلْ أَنتَ أَيضاً مِثْلَ ذلك».

 

الفاعليات الاغترابية تؤكد أن الحماية الدولية مسألة "واردة جداً"

قادة لبنان الروحيون يتجهون جدياً لطلب المساعدة الخارجية في ظل عجز قوى الدولة عن حماية الشعب والمؤسسات

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

كشفت اوساط روحية مسيحية واسلامية في بيروت النقاب امس عن ان هناك »اتجاها يزداد الحاحا بين الزعماء الروحيين في لبنان الذين اجتمعوا في القصر الرئاسي في بعبدا الثلاثاء الماضي, لطلب مساعدات عربية ودولية لمنع القوى المسلحة الخارجة على الشرعتين اللبنانية والدولية من اشعال حرب اهلية في البلاد عبر قضمها الزاحف للدولة وانفلاشها المتوسع باستمرار على المناطق المسالمة التي تستظل مؤسسات هذه الدولة وتعمل على دعمها وبسط سيطرتها على كامل أراضي الوطن وترفض دخول المحاور الاقليمية المتصارعة حولها«.

وقال رجال دين مسيحيون ومسلمون ينتمون الى مختلف الطوائف اللبنانية ان »الزعامات الروحية ذات النظرة الموحدة حيال الجهات الداخلية المسلحة مثل »حزب الله« و»حركة أمل« والمجموعات التابعة لسورية وايران في لبنان, والتي تراقب عن كثب الحروب المذهبية والطائفية الصغيرة المتنقلة بين كل مناطق لبنان على ايدي هذه الجهات باتت مقتنعة بأنه في غياب القوى الذاتية للدولة اللبنانية الراهنة مثل الجيش وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية عن امكانية السيطرة على مقدرات البلاد وحماية السكان المدنيين والمصالح والمؤسسات العامة والخاصة, لم يعد هناك بد من طلب المساعدة الخارجية لاعادة الامور الى نصابها في البلاد بعد نجاح المجتمع الدولي في اماكن مختلفة من العالم خلال السنوات القليلة الماضية التي عانت الامرين من الاحداث الدراماتيكية المماثلة لما يمر بها لبنان حاليا في دول اوروبا الشرقية خصوصا (البوسنة وكوسوفو وكرواتيا وصربيا) وفي افريقيا وبعض دول الشرق الاوسط (العراق) واطراف آسيا الوسطى (وافغانستان).

واكد هؤلاء المسؤولون الروحيون أنهم »باتوا متفقين على ان الدولة اللبنانية لم تعد قادرة بقواها المسلحة الذاتية على السيطرة على الاوضاع الداخلية بشكل حاسم ولا على حماية المدنيين العزل من الاجتياحات الامنية لمعظم محافظات البلاد (بيروت والجبل والبقاع والشمال) من اعمال التخريب والتفجير والقمع التي تمارسها فئات مسلحة هي في حقيقة جوهرها وانتمائها الخارجي وعقيدتها المستوردة, غريبة في واقع الحال عن طبيعة اللبنانيين ومبادئهم وعقائدهم, وبالتالي تعتبر جيوشا متقدمة اجنبية داخل الجسم اللبناني, لذلك, ومنعا لسقوط لبنان الدولة والشعب والحضارة والمبادئ الانسانية التي تضمنها منظومة الشعوب في الامم المتحدة, سيتقدم زعماء البلاد الروحيون في وقت قريب من المنظمة الدولية ومن جامعة الدول العربية بطلبين رسميين يدعونهما فيهما لارسال قوات حفظ سلام الى لبنان لمساعدة الدولة ومؤسساتها العسكرية والامنية على فرض السيادة المنتهكة على البلاد وانهاء دور الميليشيات المسلحة تطبيقا لمقررات اتفاقي الطائف والدوحة ولمقررات مجلس الامن الدولي المتعلقة بهذا الشأن«.

وكان البطريرك الماروني نصر الله صفير اعلن في (مايو) الماضي انه »قد يكون بات ضروريا وضع لبنان تحت الوصاية الدولية«, كما كان المفتي الشيخ محمد قباني لوح بطلب ارسال قوات عربية الى لبنان«.

واكد رجال الدين المسيحيون والمسلمون انهم بصدد ارسال »مذكرة موحدة الرؤية الى المراجع الدينية العالمية مثل الفاتيكان والمؤتمر الاسلامي وجامع الازهر في مصر والقيادة الدينية في المملكة العربية السعودية وغيرها من المؤسسات المماثلة, تدعوها الى دعم الزعماء الروحيين اللبنانيين في توجههم لطلب الحماية الدولية والعربية استباقا لما يمكن ان تكون حربا داخلية لبنانية تقضي على مقومات لبنان كدولة وتأخذ سكانه المسالمين رهائن مقابل حل مشاكل دول اخرى مثل ايران وسورية مع المجتمع الدولي والعالم العربي على حسابهم«.

وقال رجال الدين ان »الاتصالات ببعض الدول الغربية والعربية لوضعها في صورة التوجه الروحي اللبناني الاجماعي لطلب المساعدة الخارجية بدأت بالفعل, كما ان اتصالات موازية بوشر بها مع متنفذين اغترابيين لبنانيين في الولايات المتحدة وفي داخل الامم المتحدة نفسها وفي اوروبا واماكن اخرى من العالم طلبا للدعم في انقاذ لبنان قبل سقوطه في كارثة الحرب التي تقرع ابوابه بعنف من الداخل والخارج«. وفي هذا الصدد اعلن البروفسور اللبناني وليد فارس, كبير الباحثين في »مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات« من روما, امس ان »التطورات الدراماتيكية التي عصفت بلبنان منذ شهر مايو الماضي (اجتياح »حزب الله« و»حركة أمل« الشيعيين العاصمة بيروت وبعض مناطق الجبل الدرزي) تؤكد ضرورة قيام عمل دولي لمنع الدولة اللبنانية من الانهيار الكامل, واذا كان البعض يظن ان دور الامم المتحدة والدول الصديقة للبنان قد انحسر في ظل هذه التطورات الميدانية التي ضربت بيروت والجبل والبقاع والشمال, ومازالت تضرب, فإنه يجب الادراك ان المجتمع الدولي مازال متماسكا بوضوح وممسكا بالقرارات التي انتجها ولاسيما 1559 و,1701 فالامم المتحدة عامة والعواصم الغربية خصوصا ومنها واشنطن وباريس ولندن وروما ومدريد, مازالت تؤيد بقوة كل ما يساعد على تنفيذ هذه القرارات«. وقال فارس في محاضرة نظمتها »المؤسسة الاوروبية للديمقراطية« في »المؤسسة الايطالية للعلاقات الدولية في روما بمشاركة حلف الشمال الأطلسي حول »التحدي« الارهابي ونتائجه الستراتيجية على حوض البحر الابيض المتوسط« »اما اذا قامت قوى ميدانية (حزب الله) بالتصدي للآلية الدولية - اللبنانية (لتطبيق القرارات الدولية) فإن المجتمع الدولي لايزال ملتزما بتذليل العقبات (في لبنان) بما في ذلك خطوات ميدانية (تدخل عسكري) لبسط سلطة الدولة اللبنانية ونزع سلاح الميليشيات غير الشرعية فالاختباء وراء المجتمع الدولي بالسماح للمؤسسات اللبنانية الحكومية بأن تأخذ المبادرة لن يسمح للقوى الراديكالية بأن تتهرب من التزامات هذا المجتمع الدولي ولنكن واضحين فإن حماية لبنان دوليا مسألة واردة جدا, ولن يتم التخلي عنها للحظة واحدة قبل ان يتم تطبيق القرارات الدولية وخصوصا نزع سلاح الميليشيات والسيطرة على حدود لبنان, فالقرارات الدولية تلك لا يمكن ازالتها, وهذه امثولة يجب التنبه اليها, ولاسيما ان الاكثرية الساحقة للشعب اللبناني التي انتجت ثورة الارز واجترحت أعجوبة دحر الاحتلال السوري المتجذر من لبنان وطالبت بتنفيذ القرار 1559 لاتزال هي الاكثرية الشعبية والبرلمانية المعترف بها دوليا«.

 

مؤتمر الدوحة والإجتماع الرباعي الأخير بين نصرالله وبري وعون وفرنجية كرسا القطيعة مع الخلايا السنية التابعة

لبنان: رسائل سورية قاسية إلى معارضين السنة... وكرامي يعتكف

بيروت - »السياسة«:

حسمت قوى المعارضة اللبنانية أمرها, واقتنعت بأن قدرتها على التحرك محصورة بتلك المساحة الشيعية الواسعة وبتلك المساحة المسيحية المتقاطعة, وأن رهاناتها على القوى الأخرى خارج هذه الاصطفاف لا تتعدى النظرة إلى الخلايا التابعة التي يفترض فيها خلق الإرباكات في مساحات نفوذ الخصوم وخلف خطوطهم.

 تلك هي الانطباعات التي كرسها الاجتماع الرباعي الذي انعقد الأسبوع الماضي بين قادة هذه المعارضة واقتصرت المشاركة فيه على أمين عام »حزب الله« السيد حسن نصرالله, رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري, رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون, رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية.

ويأتي هذا الاستبعاد لباقي القوى المتناثرة من المعارضة ليكرس واقع أن هذه المعارضة هي بالصبغة الشيعية المطعمة بالتلوين المسيحي من خلال عون وفرنجية, على اعتبار أن القوى المسيحية الأخرى الموجودة في الموالاة لا تقل وزنا في حال اجتماعها عن وزن العماد عون الشعبي.

   بذلك يكون الافتراق قد حصل بشكل نهائي عن رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الذي كان يحاول لعب دور الشريك الأساسي في المعارضة من موقعه السني عبر اللقاء الوطني الذي أنشئ برئاسته قبل نحو سنة ونصف السنة.

   وقد ثارت ثائرة الرئيس كرامي بسبب هذا الاجتماع الذي لم يعلم بحصوله إلا من الصحف وبعد أيام من حصوله, وأقفل هاتفه بوجه الكثير من الاتصالات التي حاولت تهدئته, ونفذ اعتكافاً سياسيا, خصوصا أن هذا الاجتماع جاء تكرارا لحادثة سابقة إبان الاتصالات التي كانت تجري بين قوى المعارضة منذ اشهر عندما اجتمع عون وفرنجية والنائب علي حسن خليل ممثلاً الرئيس بري وأحد مسؤولي »حزب الله« في منزل عون وصدر عنهم بيان باسم المعارضة, ويومها أبلغ الرئيس كرامي الموفدين انزعاجه الشديد ما اضطر الرئيس بري إلى إيفاد النائب خليل إليه وكذلك فعل العماد عون الذي أوفد مسؤول العلاقات السياسية في التيار جبران باسيل للاعتذار والتوضيح أن الاجتماع حصل بالصدفة ولم يكن مقصوداً هذا الاستثناء.

   ويفتح هذا الإقصاء لباقي المعارضة جُرح الرئيس كرامي الذي أبلغ عددا من القيادات التي راجعته أنه لُدغ من هذه المجموعة مرارا وأن الثقة بها أصبحت معدومة.

   وفي الاستعراض التقويمي, فإن الطعنات التي أصابته من حلفائه, وتحديداً حركة أمل و»حزب الله«, تبدأ منذ أيام لقاء عين التينة الذي أنشئ قبل توليه رئاسة الحكومة في العام 2004 والذي يعتبر الرئيس كرامي أنه أصيب بالطعن في الظهر مرتين من الفريق الشيعي: الأولى عندما تركه الرئيس بري و»حزب الله« وحده لمواجهة تداعيات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, والثانية عندما أبرموا صفقة من خلف ظهره للإطاحة به بعد إعادة تكليفه بتشكيل الحكومة, وهو الذي استقال من حكومته الأولى تحت ضغط الشارع في مجلس النواب, من أجل الإتيان بخصمه الطرابلسي الرئيس نجيب ميقاتي إلى رئاسة الحكومة الانتقالية التي أشرفت على الانتخابات النيابية.

   وبقي الرئيس كرامي معتكفاً في منزله في طرابلس فترة أشهر حتى موعد الانتخابات التي لم يخضها, بسبب حسابات الربح والخسارة وكذلك كرد فعل على ما فعله حلفاؤه به, وخصوصاً الرئيس بري, حيث كان اعتبره مسؤولاً عن تلك الصفقة.

   لكن العلاقة بين الرئيس كرامي والرئيس بري و»حزب الله« عادت إلى مجراها إبان حرب تموز من العام 2006 والتي جرت بعدها اتصالات وخطوات مشتركة تمثلت ببدء الاعتصام الشهير في ساحة رياض الصلح وما تلاها من تحركات للمعارضة, إلا أن حركة الرئيس كرامي استمرت بطيئة وغير فاعلة في الشارع السني وهو ما كان يطالبه به »حزب الله«, وانكشف أنه غير قادر على التأثير في هذا الشارع, خصوصاً في كل تحركات المعارضة التي كانت تقوم بها على مستوى كل لبنان من إضرابات وتظاهرات واعتصامات موسعة.

   لكن التنسيق بقي محصوراً في القرارات الأساسية بين الرئيس بري و»حزب الله« والعماد عون وفرنجية, وكان الرئيس كرامي إما يجري إطلاعه متأخراً على خطوات المعارضة وإما يعرف معظم هذه الخطوات من الصحف, وبعضها كان يخرج على لسان الوزير السابق وئام وهاب علناً في حين أن الرئيس كرامي يبقى بعيداً عنها.

   وعندما قرر »حزب الله« تدريب عناصر لقوى المعارضة جرى الاتصال بالرئيس كرامي من ضمن الاتصالات مع بقية القوى في الشارع السني, ومن بينها جبهة العمل الإسلامي التي يرأسها النائب السابق الداعية الدكتور فتحي يكن, والتي تضم حركة التوحيد الإسلامي برئاسة الشيخ بلال شعبان وحركة التوحيد مجلس القيادة برئاسة الشيخ هاشم منقارة إضافة إلى أنصار يكن وأنصار حزب الاتحاد برئاسة الوزير السابق عبد الرحيم مراد وعدد من النواب السابقين السنة, إلا أن »حزب الله« فوجئ بأن الرئيس كرامي لم يرسل إلا نحو 25 عنصراً فقط للتدريب وبعد إلحاح طويل, في حين أن أحد القيادات المحلية في بلدة المنية شمال طرابلس ويدعى كمال الخير أرسل ما يزيد على 100 عنصر.

   وشكل ذلك بداية امتعاض لدى »حزب الله«, ثم كان الجفاء يزداد مع مرور الأيام بين الطرفين حتى حصول اجتياح »حزب الله« للعاصمة بيروت والذي قال عنه الرئيس كرامي »احتلال المقاومة لبيروت«, بل وإنه في حال تحول الصراع إلى سني-شيعي فإنه سيكون في الجانب السني, وهذا شكل صدمة كبيرة ل¯»حزب الله« الذي كان ينتظر من حليفه المفترض تغطية عمليته العسكرية في العاصمة ضد »تيار المستقبل« حتى لا تكون صراعاً سنياً-شيعياً. لكن رد الفعل الذي حصل في طرابلس والمنية وعكار والبقاع جاء مفاجئاً ل¯»حزب الله« الذي اكتشف أن كل الدعم الذي كان يقدمه لهؤلاء ذهب سدىً, وأن أياً منهم لم يستطع لعب أي دور في هذه المناطق, بل إنهم انكفأوا واختبأوا خوفاً على أنفسهم ولم يتبين أن لديهم من يحميهم, في حين كانت ردات الفعل العاطفية تطيح بكل الدعم الذي كان يقدمه لهؤلاء الحلفاء على مدى أشهر والذين حاول بعضهم ركوب الموجة.

   ثم كانت ردة الفعل لدى »حزب الله« والرئيس بري وعون أن اكتفوا بالتنسيق مع فرنجية عشية التوجه إلى الدوحة وكذلك خلال مؤتمر الدوحة والنقاشات التي دارت فيه لصياغة الاتفاق الذي بقي الرئيس كرامي جاهلاً بأي نقاش حوله بينما كان فرنجية على تواصل دائم مع الأطراف الثلاثة الموجودة في الدوحة, حتى أنهم كانوا يطلعونه على كل تفصيل وكل جديد في النقاشات والعقبات وصيغة الاتفاق.

   وبعد إنجاز الدوحة, بقي كرامي بعيداً عن صورة هذه الاتصالات إلى أن أعلن أمين عام »حزب الله« السيد حسن نصر الله أن المعارضة تريد مقعداً للسنة وآخر للدروز, فجرى استطلاع لهذه الرغبة وانفتحت الشهية على هذا المقعد السني بعد أن حسم المقعد الدرزي للأمير طلال أرسلان, إلا أنه تبين أن الحزب كان أعطى وعوداً لشخصيات كثيرة بهذا المنصب الوزاري وأغلبهم من بيروت وهو ما استفز رئيس كتلة »المستقبل« النيابية النائب سعد الحريري الذي رفض حصول تبادل في المقعد السني مما قطع الطريق على الطامحين ومن أبرزهم الرئيس كرامي الذي كان يريد تسمية نجله فيصل له, وشعر بأن الحزب لم يكن جدياً بهذا الاقتراح.

   ازدادت المسافات بين قوى المعارضة, إلا أن الشعرة التي قصمت ظهر البعير كانت في موقف العماد ميشال عون الذي أعلن أنه يريد انتزاع بعض صلاحيات رئاسة الحكومة تحت شعار الإصلاح وهو ما أثار الرئيس كرامي وجعله ينتفض وينتقد العماد عون الذي ابلغ كلاً من بري و»حزب الله« وفرنجية أنه لا يستطيع أن يكون حليفاً لكرامي بعد الآن. وبدأت رسائل الانزعاج المتبادلة تنتقل عبر وسطاء من شخصيات المعارضة, مما زاد في حدة التشنج بينهم, خصوصاً أن الرئيس كرامي رفض مطالبة أعضاء في اللقاء الوطني الدعوة عقد اجتماع للقاء بعد غياب استمر منذ ما يزيد على شهر ونصف الشهر, أي قبل اجتياح »حزب الله« للعاصمة.

   هل بلغت العلاقة بين قيادة المعارضة الرباعية (بري, نصر الله, عون, فرنجية) وبين قوى المعارضة الأخرى التي يتولى الرئيس كرامي التعبير عنها, حد القطيعة والانفصال?

   تؤكد المصادر القريبة من الطرفين أن القواسم المشتركة من العناوين السياسية المطروحة لم تعد هي نفسها, لأن كل طرف يريد الانصراف إلى التحضير للانتخابات النيابية, ولا مجال الآن للتلاقي.

   لكن المعلومات التي حصلت عليها »السياسة« تؤكد أن رسالة سورية »قاسية« تبلغتها قيادات من المعارضة بسبب ترددها وعدم مؤازرتها لبعضها, خصوصاً بالنسبة لما حصل في عكار مع الحزب السوري القومي الاجتماعي أو في طرابلس بالنسبة لمكاتب »حزب الله« ومنازل عدد من المسؤولين فيه, وكذلك للاشتباكات بين القبة والتبانة وجبل محسن والتي يبدو أن أنصار الرئيس كرامي ومقاتلين تابعين لجبهة العمل الإسلامي بكل فصائلها شاركت في المعارك ضد جبل محسن الذي يضم العلويين المؤيدين لسورية والمصنفين في خانة المعارضة, إضافة لما حصل في البقاع وعدم قدرة أنصار المعارضة من السنة على فتح طريق دمشق عبر المصنع التي كان أقفلها أنصار »تيار المستقبل«.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 27 حزيران 2008

البلد

تضمنت التقارير الأمنية غير المتداولة سلسلة حوادث صغيرة في عدد من المناطق لها دلائل وخلفيات تؤشر الى مزيد من التوترات.

توقف معارضون عند محاولة تتم عبر وسيلة اعلامية قريبة من الموالاة لنبش مواقف وتصريحات عدائية كانت صدرت من مسؤولين في تنظيمين متصارعين في حينه ومتحالفين اليوم.

تواكب السلطات المعنية قرارات الاتحاد العمالي العام بعدما بينت الوقائع في السابع من أيار مأسويتها وهي تتوجس من موعد الأحزاب الجديد في ظل حكومة تصريف الأعمال.

الشرق

مرجع حزبي امضى اجازة سياسية تعدت الاسبوعين في عاصمة دولة مهتمة كثيراً بالوضع في لبنان والمنطقة، وقد تكتمت اوساط حزبية على نتائج محادثات المرجع بنسبة تكتمها على سفره وعودته؟!

مؤتمر حزبي صرف النظر عن عقده بعدما تبين ان مساعي المصالحة بين القيادة الحزبية وبين قدامى الحزب لم تحقق نتيجة ايجابية!

وزير سابق تخوف من انتقال الحوادث والمصادمات الى مناطق اخرى في الجبل "لخلق المزيد من عوامل الفرقة بين القيادات المسيحية" بما يخدم مصلحة طرف ثالث؟؟

النهار

سئلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال لقائها اركان من قوى 14 آذار عند زيارتها الاخيرة للبنان: هل في الامكان اجراء انتخابات نيابية مع وجود السلاح خارج الشرعية؟ فأجابت: "لقد جرت انتخابات في العراق في ظل السلاح".

رفضت سفارة دولة كبرى اعطاء تأشيرة دخول الى وزير سابق، بسبب تحالفات تكتله السياسية.

تساءل مصدر وزاري لماذا اصر تكتل "الاصلاح والتغيير" على تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات الرئاسية والآن يصر على اقرار قانون الانتخاب قبل تشكيل الحكومة.

اللواء

يلتقط قطب موالٍ إشارات خارجية توحي بحصول تقدّم في مفاوضات دولة كبرى وأخرى إقليمية، الأمر الذي يرفع من وتيرة هواجسه!·

على وقع الدم الذي سال في الشمال تجري بعيداً عن الأضواء اتصالات لتركيب تحالف انتخابات عام 2009·

أكدت اتصالات مرجع كبير برئيس كتلة كبرى موالية أن مفتعل حادث المصنع ذو هوية مجهولة، ويجب التعامل معه كمعتد·

المستقبل

عُلم أن رئيس الجمهورية اطلع على ملف كامل يتصل بالعلاقات بين لبنان وكل دول العالم.

قالت أوساط في الأمم المتحدة إن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول ال 1701 قد يصدر قبل موعده المقرر في 30 الجاري أو بعد ذلك بساعات.

قالت أوساط فرنسية إن نحو 30 دولة من أصل 44 دولة أوروبية ومتوسطية مدعوة الى القمة المتوسطية، أعطت موافقتها على حضور رؤسائها.

السفير

طلب مرجع كبير تقريرا خطيا مفصلا عما حصل في اعالي صنين وعيون السيمان وبسكنتا , ونشر هذا التقرير ايا كان مضمونه , فيما اشارت مصادر امنية الى ان الضجة المثارة لا تستأهل ذلك .

لاحظ احد الوزراء غياب مسؤولين امنيين كبيرين عن الأضواء منذ اكثر من شهر .

قال مرجع حكومي ان الحملة التي يشنها سمير جعجع على العماد ميشال عون , تقويه بدل ان تضعفه .

 

البطريرك صفير تسلم من المطران الجميل آخر اصدارات اللجنة الطقسية

واطلع على "التهيئة المعدة لاعلان البطريرك اسطفان الدويهي مكرما" الاثنين

أهالي شهداء مجزرة القاع:الاعتراف بالمسؤولية عنها ممر اساسي لأي مصالحة

وطنية - بكركي - 27/6/2008( سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية برئاسة رئيس اللجنة راعي ابرشية قبرص المارونية المطران بطرس الجميل في زيارة لتقديم التهاني بعيد مار بطرس. وكانت مناسبة قدم المطران الجميل خلالها آخر اصدارات اللجنة من ايقونات وكتب طقسية. والقى المطران الجميل كلمة قال فيها: "نحن بنوك، بنو الليتورجية، الشجرة التي غرستها يمينك وكبرت وجاءت ملائكة السماء ترفرف في اغصانها. نحن اللجنة المركزية واللجان المحلية بأصولها وفروعها نعتبر عيدك عيدنا، بل هو عيد لكل الناس لأنك لكل الناس.

جئنا نحمل اليك منتوجاتنا الليتورجية الاخيرة لتباركها.

ها اللجنة المركزية تحمل نافور شرر العريق، ثمرة جهود كبيرة وتقدم ايضا رتبتي التوبة ومسحة المرضى. وها اللجنة الموسيقية تقدم كتاب التراتيل المارونية الاصيلة. وها رئيس لجنة الفرض يقدم الاسس القديمة للفرض وهي مجموعة كتب البيت غازو الماروني. وها لجنة الكتاب المقدس قد انجزت المشروع الاول من قراءات الفرض في العهدين القديم والجديد. وها لجنة الصياغة بالسريانية والعربية يقظة ساهرة بدقة لتصحيح ما صدر. كما ان قبرص تقدم كتاب السنكسار باليونانية وقد ظهر حديثا من المطبعة. وها لجنة الفنون الكنسية تقدم هذه الايقونات اللوحات مجموعة من 12 لوحة من مرسم المطرانية المارونية في قبرص".

واضاف:"جئنا اليوم نحج الى هذا البيت المقدس في بكركي اساس البيعة المارونية، والقلعة الوطنية الصامدة والبيت المفتوح لكل الناس، لنقدم اليكم التهاني بعيد مار بطرس، سائلين الله ان يكون شفيع هذا العيد حارسا لكم ورفيقا ومعينا وعضوا تطوون العمر سنة بعد سنة وانتم في احسن حال واروق بال".

ورد البطريرك بكلمة جاء فيها: "اننا نشكر لكم زيارتكم ، ونشكر خاصة لصاحب السيادة المطران بطرس الجميل ما تفضل به تجاهنا من كلام ربما لا نستحقه. واننا نهنئكم بما انجزتم في مجال الطقوس وقد أصبح لنا كتاب قداس جديد واصبحت لنا كذلك كتب القراءات وزياحات واصبح التجديد الطقسي لدينا تقريبا جاهزا بكامله. وهذا يعود الفضل فيه الى صاحب السيادة ومعاونيه جميعا من اكليروس وعلمانيين، وخصوصا العلمانيين الذين لم يأتوا الى هذا المجال عنوة، لكن اتوا اليه بطيبة خاطر وهم قد افرغوا فيه ما وهبهم الله من مواهب". واضاف: "نشكر لكم كل المجهود الذي تبذلونه ونسأل الله ان يستعمله المؤمنون ويزدادوا فيه تعلقا بايمانهم وبطقوسهم الكنسية".

وفد أهالي شهداء مجزرة القاع

بعدها استقبل البطريرك صفير وفدا من اهالي شهداء مجزرة القاع (28 حزيران 1978)، ووزع الوفد بيانا جاء فيه: "ليل 28 حزيران 1978، وانتقاما لمقتل الوزير السابق المرحوم طوني فرنجيه، قامت الوحدات الخاصة السورية ترافقها عناصر من المرده وبعض عملائها الاخرين، بالدخول الى بلدات: القاع، رأس بعلبك وجديدة الفاكهة واعتقلت بموجب لوائح اسمية، ستة وعشرين شابا، من خيرة الشباب، من كتائبيي هذه البلدات. دخلت منازلهم واقتادتهم بشاحنات عسكرية وسارت بهم مسافة ثلاثين كيلومترا، الى منطقة وادي الرعيان، قرب بلدة البزالية. وعملت على قتلهم بشكل وحشي وبربري. وقد وجدت جثث الشهداء، مربوطة اليدين الى خلف بحبال موضوعة على صف احادي(...) وجميعها مصابة بأكثر من عشرين طلقة من الخلف، على مسافة لا تتعدى المتر ونصف المتر ولم يجر اي تحقيق في الجريمة (...) ولم يتسن للاهالي تأمين توابيت لدفن الشهداء، بشكل لائق(...). ازاء هذا الواقع المؤلم والمستمر حتى الان ونتائجه الكارثية المفجعة على القاع والقاعيين، من تهجير لغالبيتهم وقطع مياههم ويباس ارزاقهم واحتلال لاراضيهم، عدا عن تعميم ثقافة الخوف والانهزام، لتهجير من تبقى منهم، كان اهتمامنا منصبا على مقاومة هذا الواقع، المتمثل وبشكل كبير بالاحتلال السوري للبنان(...)".

واضاف البيان: "اما وقد بلغ الامر ببعض المنابر والابواق والشخصيات، حد تزوير الحقائق والوقائع، فأصبحت القضية التي قاتلنا وناضلنا واستشهدنا بشرف، من اجلها واصبح قادتها واحزابها وشهداؤها، مجموعة من المجرمين والقتلة، تلصق بهم ابشع الصفات، فهذا امر نرفضه، نشجبه ونستنكره اشد الاستنكار.

كما اننا لن ننجر الى مثل هذا الخطاب، الذي لا يليق بشهداء القاع واهدن، لاننا نطمح أن نرى كل اللبنانيين والمسيحيين خصوصا، شرفاء، كرماء اعزاء واحرارا".

وتابع: "لقد طوينا الصفحة اللبنانية من الحرب، ونتمنى ان تسود روح المسامحة والوفاق والسلام عن حق، لاجلنا، لاجل لبنان وليس لأجل مصالح اخرى. فاننا نحن اهالي شهداء مجزرة القاع، نؤكد بحزم المسؤولية المباشرة عن المجزرة لآل فرنجيه والمرده المجزرة(...) ونسعى بكل قوانا الى ان نسامحهم. كما ان اعترافهم بهذه المسؤولية، هو ممر اساسي لأي مصالحة مسيحية-مسيحية(...).اما صراعنا مع النظام السوري المجرم، فلم ينته بعد، فلنا عندهم احباء في سجونهم واراض مغتصبة وسنوات من القهر والظلم وصور عن جثث الشهداء وفظاعة ما حل بها، نتناقلها جيلا بعد جيل".

سعادة

ثم التقى البطريرك صفير مدير مركز الابحاث والدراسات الاستراتيجية سيمون سعادة الذي قدم اليه دراسة عن "واقع لبنان والمنطقة في المرحلة القريبة المقبلة في ضوء التعقيدات المحلية والاقليمية والدولية". وجرى عرض "الاوضاع المحتقنة داخليا وتداعيات احداث 7 ايار وانعكاساتها السلبية على الوضع في لبنان وضرورة المعالجة سريعا والالتفاف حول مشروع الدولة الحاضنة والمنصفة للجميع".

اعلان البطريرك الدويهي مكرما الاثنين

واطلع البطريرك الماروني من طالب دعاوى القديسين في الرهبانية اللبنانية المارونية الاب بولس قزي على"التهيئة المعدة لاعلان البطريرك اسطفان الدويهي الاثنين المقبل في 30 الحالي مكرما جديدا على مذابح الكنيسة المارونية الجامعة"، طالبا "توجيهات غبطته وبركته خصوصا لجهة احتفالات الشكر التي ستقام الاثنين المقبل بعد ان يوقع قداسة البابا مراسيم التكريم والتي سيليها قرع اجراس كاتدرائية مار بطرس في روما، اضافة الى قداديس للمناسبة في لبنان ودول العالم لا سيما في بكركي ووادي قنوبين".

واضاف الاب قزي: "ان الكنيسة المارونية تنتظر منذ 304 سنوا اعلان هذا الحدث الفريد والتاريخي، لكون البطريرك الدويي هو البطريرك الاول للكنيسة من بين 76 بطريركا تعلن بطولة فضائله. كما اطلع غبطته على المراحل التي وصلت اليها دعوى الاخ اسطفان نعمة. وكذلك طلبت من غبطته البدء في دعوى المطران عبدالله قراعلي مؤسس الرهبانيتين اللبنانية والمريمية". وشكر طالب دعاوى القديسين ل"مجمع الكرادلة الذي انعقد في 17 الحالي ووافق بالاجماع على بطولة فضائل البطريرك الدويهي وشهرة القداسة عنده". واستأذن الاب قزي البطريرك ب"السفر الى الفاتيكان صباح الاحد المقبل لمواكبة اعلان البطريرك الدويهي مكرما جديدا".

الأب بيار قزي

والتقى البطريرك صفير خادم رعية سيدة لبنان في هاليفاكس - كندا الخوري بيار قزي الذي نقل "تحيات أبناء الجالية اللبنانية هناك"، واطلعه على اوضاعهم، و"دعمهم للمواقف الوطنية والنشاطات التي تقوم بها الكنيسة لتعميق ارتباط الموارنة بكنيستهم ووطنهم لبنان".

 

قوى الأمن : 3 قتلى وجريح في جريمة عينطورة والجاني أطلق النار على نفسه وتوفي في المستشفى

وطنية - 27/6/2008 (أمن) صدر اليوم عن شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، البيان الآتي: "الساعة 11,00 من تاريخ اليوم 27 الحالي، وفي بلدة عينطورة-المتن، اقدم المدعو رياض سليم الحاج (32 عاما) لبناني على اطلاق النار من بندقية صيد من داخل منزله في إتجاه عمال داخل ورشة قيد الإنشاء مما ادى الى مقتل كل من:

-جان عبده الحاج (مواليد 1953) لبناني.

-ريمون كركي (مواليد 1958) لبناني.

- عدنان احمد الأحمد (مواليد 1979) سوري.

- كما اصيب المدعو وليم كركي (مواليد 1949 ) لبناني، بطلق ناري في بطنه ونقل الى "مستشفى بحنس" للمعالجة، حالته الصحية مستقرة.

على الفور، حضرت دورية من فصيلة درك بكفيا، كما تم استدعاء فصيلة من السرية الخاصة ("الفهود") في القوى السيارة وجرى تطويق المنزل ودهمه بعدما تم انذار الجاني مرات عدة بتسليم نفسه وتسليم السلاح الذي في حوزته فلم يمتثل، عندها عمدت القوة الأمنية إلى إلقاء قنابل دخانية، ولما شعر الجاني بقرب القبض عليه، أطلق النار على نفسه من سلاحه فأصيب اصابة بالغة في وجهه نقل على أثرها الى المستشفى للمعالجة، ولكنه ما لبث ان فارق الحياة.

من التحقيقات الأولية التي اجريت بإشراف القضاء المختص، تبين ان الجاني يعاني اضطرابا نفسيا جراء تعاطي المخدرات وكان سبق له ان اطلق النار على والده محاولا قتله، ولكن الاخير تمكن من الفرار من امامه وفقا لما صرح به".

 

العثور على جثة جوزف بعقليني مصابة بطلق ناري على اوتوستراد اميل لحود

وطنية - 27/6/2008 (امن) وجد المواطن جوزف بعقليني جثة هامدة على اوتوستراد اميل لحود مصابة بطلق ناري في وسطه.

وذكرت بعض المعلومات ان المغدور كان ينقل مبلغ 100 الف دولار, عندما اطلقت النار عليه.

 

جعجع عرض مع زواره في معراب الحوادث الأمنية والأزمة الحكومية

النائب علوش: بوادر حلحلة في التشكيل قد تتبلور خلال 48 ساعة

التمدد الأمني يستدعي تحركا من القوى الامنية للحد من خطورته

وطنية - 27/6/2008 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع النائب مصطفى علوش، في معراب.

بعد اللقاء، قال النائب علوش: "بحثنا مع الدكتور جعجع في آخر المستجدات، ولا سيما الحوداث التي عصفت بمدينة طرابلس. وكان بيننا اتفاق تام على أن ما يحدث في مدينة طرابلس وباب التبانة هو جزء لا يتجزأ من إستكمال الغزو الذي قام به "حزب الله" على بيروت، واستهداف المناطق اللبنانية لتطويعها ووضعها في حال ضغط أمني وسياسي واقتصادي مستمر، آملا في إستسلامها. وعرضنا مسائل عدة، في مقدمها مسألة تشكيل الحكومة والتعطيل المتعمد، ويبدو أن هناك بوادر حلحلة، خصوصا بعد جهد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ولكن عمليا النتائج تنتظر الخواتيم، وقد يصدر شيئا خلال ال48 ساعة المقبلة".

سئل: هل تحدثتم عن الإنفلاش الامني والعسكري ل"حزب الله "في المناطق الاخرى كعيون السيمان مثلا؟

أجاب: "المسألة ليست بسيطة، بل تؤكد أهمية هذه القضية وخطورتها وحرية المواطنين. فمن يتجرأ خارج إطار الدولة اللبنانية والشرعية اللبنانية على استجواب المواطنين وتوقيفهم ومنعهم من التجول في مناطقهم وبلدهم؟. بالتأكيد، هذا مشروع خطر جدا. وهذه المخيمات التى يجري الحديث عنها كانت موجودة في السابق، ولكنها للمرة الاولى تبدأ بالتمدد وفرض نوع من الهيمنة الأمنية على المناطق الاخرى، وهذا يستدعي تحركا واضحا وسريعا من القوى الامنية للحد من خطورة هذا الوضع".

سئل: لماذا تحدث الحوادث الأمنية مع المواطنين و"حزب الله" في هذه المناطق؟ وما الهدف منها؟ وكيف يمكن منعها والحد من خطورتها؟

أجاب: "يتحدث البند الرابع من إتفاق الدوحة عن حدود الميليشيات وحدود الدولة وعلاقة الميليشيات مع الدولة. فلا شك في أنه من خلال الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية - وهي البند الثاني في اتفاق الدوحة - يجب ان تضع هذه الحكومة ضوابط للتفلت الأمني الذي يمارسه "حزب الله" في شكل أساسي. ظهرت في الحوادث الأخيرة ميليشيات أخرى مثل الحزب القومي وحركة "أمل"، وظهر السلاح عند الحزب التقدمي الاشتراكي. كما ظهر سلاح فردي عند "تيار المستقبل" الذي أنتمي إليه. وعندما نبحث في قضية السلاح يجب أن يكون البحث شاملا وكاملا، فلا نعتبر أن هنالك سلاحا مقدسا وآخر غير مقدس. فكل سلاح خارج إطار الدولة والسلطة الشرعية هو سلاح مشبوه، ويجب أن يكون تحت سلطة الدولة الشرعية. والطريقة الوحيدة تكون بتأليف حكومة الإتحاد الوطني، ثم الانتقال الى البند الرابع من خلال مؤتمر وطني برعاية رئيس الجمهورية، كما طالبنا سابقا للبحث في بند واضح هو كيفية وضع إستراتيجية دفاعية ووضع سلاح "حزب الله" تحت سلطة الدولة الشرعية".

سئل: المعارضة تتهمكم، وتحديدا "حزب الله" بأنكم تتسلحون وتقومون أيضا بأعمال أمنية في مناطق أخرى، وليس "حزب الله" وحده يقوم بهذه الاعمال. وبالتالي، يمكن أن تنتقل هذه الأعمال من البقاع وطرابلس إلى عكار، كماحذر بعض الأطراف السياسيين. فكيف ستواجهون هذا الوضع؟

أجاب: "من ناحية المنطق والسخرية في هذه القضية، فأي سلاح يستعمل للاعتداء على المواطنين يسميه "حزب الله" سلاح المقاومة. فلا تستغرب في أن يقول البعض إن هذا السلاح هو سلاح المقاومة. فمن قال إن "حزب الله" هو فقط المخول والمولج مقاومة العدو الاسرائيلي؟". فلمجرد استمرار تفلت سلاح "حزب الله" من السلطة الشرعية سيعطي بالتأكيد المبرر لبقية الأطراف لتتسلح. لذا، فإن الطريقة الوحيدة لصيانة وطننا هي بسحب كل السلاح غير الشرعي، ومن ضمنه وأوله سلاح "حزب الله"، ولا أحد يتكلم عن المقاومة أو غير مقاومة، لأن المقاومة هي حال وطنية. أما السلاح الفئوي كسلاح "حزب الله" فهو سلاح "حزب الله". نطالب بوضوح من هذا المنبر ومن أي منبر سياسي آخر بسحب كل السلاح حتى بنادق الصيد من جميع المواطنين، ولا تبقى أي منطقة أمنية يحرم على الدولة دخولها".

سئل: هل سيؤدي تأليف الحكومة إلى ضبط الوضع الامني أم أنه سيبقى على ما هو عليه الآن؟

قال: "طالما أن "حزب الله" متفلت أمنيا وسياسيا وعقائديا ودبلوماسيا عن الواقع اللبناني لا يمكن ضمان أي شيء. فما أعلنه (نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ) الاستاذ نعيم قاسم كان واضحا عندما قال: "يجب أن نحول هذا البلد إلى بلد مقاوم ومنطق المقاومة". وها هي المقاومة التي يقتنع بها. وهناك منطق آخر تحدث عنه (مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد) نواف الموسوي حول المناصب الأمنية للضباط. من هنا، لا يمكن مع هذا المنطق وهذه العقلية أن نضع حدود للتفلت الامني الذي يمارسه "حزب الله" حتى بعد تأليف حكومة الوحدة الوطنية"

سئل هل ستقع مشاكل وتوضع عراقيل في وجه الوضع السياسي حتى بعد تشكيل الحكومة؟

أجاب: "لنفترض أننا شكلنا الحكومة غدا، فالبيان الوزاري سيواجه بمشكلة. بالتأكيد، لا يجب أن نستسلم إلى ابتزاز "حزب الله" في هذه المسألة. وألفت في هذه المناسبة إلى أنني مع إعتماد خطاب القسم كبيان وزاري، وهذه تسوية ممتازة. وعند الانتقال إلى مرحلة المشادة الحكومية فستكون على التعيينات الامنية".

أضاف: "عمليا، يريدون وضع البلد إلى حين الانتخابات الأميركية في فراغ عملي، بدءا من الفراغ في سدة الرئاسة. ثم انتقلنا الى مرحلة فراغ في انتقال الحكم من خلال الحكومة، وسننتقل الى مرحلة فراغ أخرى لحين التوافق على البيان الوزاري. بعده، يأتي دور المشادة الحكومية، سيكون الفراغ القاضم الى حين الانتخابات الاميركية. وبالتالي، يستطيع "حزب الله" عندها أن يعرف موقف الولايات المتحدة الأميركية، وكيف سيكون البرنامج النووي؟ وما ستؤول إليه عملية السلام الاسرائيلي - السوري".

وفد قواتي من جبيل

واستقبل الدكتور جعجع وفدا من كوادر "القوات" في منطقة جبيل الذين خضعوا إلى دورة فكرية في إطار عمل الجامعة الشعبية في "القوات".

 

احمد الاسعد غادر الى الرياض للقاء العاهل السعودي

وطنية - 27/6/2008 (سياسة) غادر بيروت اليوم مؤسس "لقاء الانتماء اللبناني" الاستاذ احمد الاسعد الى الرياض, للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز.

 

الوزير فتفت اسف لمواقف بعض اطراف المعارضة: هل يريدون فعلا تشكيل حكومة وحدة وطنية أم لا؟

وطنية - 27/6/2008 (سياسة) رأى وزير الشباب والرياضة احمد فتفت في حديث ل "تلفزيون لبنان" انه "من غير الممكن تحديد موعد تأليف الحكومة رغم الاجواء التفاؤلية وان المعارضة لم تعط اي جواب نهائي ومواقف بعض الاطراف المعارضة يمكن وصفها بالسلبية خصوصا حول عدد المقاعد الوزارية". واسف الوزير فتفت لمواقف المعارضة سائلا "ما الذي تريده، هل تريد فعلا حكومة وحدة وطنية وتطبيق اتفاق الدوحة، ام تريد نسف هذا الاتفاق؟".وامل في ان "ترد المعارضة بجواب سريع وان يتم انتخاب الحكومة باسرع وقت ممكن". وفي شأن موضوع الحقائب السيادية قال الوزير فتفت "هناك حقيبة سيادية للمعارضة"، مؤكدا ان "المطروح هو الاختيار ما بين حقيبتي المالية او الخارجية وعلى المعارضة ان تقرر اي منهما تختار اما لحركة "امل" او ل"حزب الله" او للجنرال عون، اما الحقائب الامنية فهي من اختصاص فخامة رئيس الجمهورية نظرا للوضع الامني في البلد". وقال: "ان الجنرال عون طالب بوزارة المالية فقبلت الاكثرية شرط ان تأخذ حقيبة الخارجية"، مطالبا الجنرال عون ب "تحديد اختياره". واعتبر الوزير فتفت ان "الامر لا يتعلق بحقيبة سيادية بل بطبيعة اختيار المعارضة هل تريد حكومة وحدة وطنية ام لا"، وقال: "ان الرئيس السنيورة سبق وحدد ان ليس هناك وزارة حكرا على احد وأن جميع الحقائب موضوعة قيد النقاش". وحول الصيغة المطروحة لحل الازمة الحكومية، طالب الوزير فتفت المعارضة ب"القبول بالتوزيع المنطقي للحقائب الوزارية من اجل التوصل الى حل"، آملا ان "يكون الحل في وقت قريب", غير انه ابدى اسفه "لتصرف المعارضة السياسي والامني متوجها بذلك الى "حزب الله".وشكك ب "امكانية الوصول الى حل حقيقي" آملا ان يكون الحل "قريبا وفي وقت عاجل".

 

المطران عوده استقبل وفدا من "حزب الله" والنائب مجدلاني وشخصيات

النائب شري: لا اتصال مباشرا مع اسرائيل في موضوع الاسرى ولا اتفاق

هناك خطوات ايجابية وجدية عند كل الاطراف للولوج الى تشكيل الحكومة

وطنية - 27/6/2008 (سياسة) استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده اليوم، في دار المطرانية، وفدا من "حزب الله" ضم النائب أمين شري وغالب ابو زينب. وعلى الاثر، صرح النائب شري: "من الطبيعي ان يكون هناك تواصل دائم مع المطران عوده، وهذا التواصل يخدم مصلحة الوطن ومصلحة بيروت بالتحديد". سئل: اكد الرئيس نبيه بري ان الحكومة ستبصر النور خلال ساعات او ايام قليلة، هل انتم متفائلون؟ اجاب: "اذا كان دولة الرئيس بري متفائلا فنحن متفائلون، وبالتأكيد هناك خطوات ايجابية وجدية عند كل الاطراف من اجل الولوج الى تشكيل الحكومة التي نعتبرها المعبر من اجل ان يكون هناك استقرار سياسي في لبنان".

سئل: ما هي معطياتكم؟

اجاب: "هناك عدة طروحات تناقش مع كل الافرقاء السياسيين وخصوصا مسألة الرئيس المكلف بكيفية الوقوف عند المطالب الحقيقية والاحجام الطبيعية للكتل من اجل تشكيل هذه الحكومة".

سئل: بالنسبة الى موضوع تبادل الاسرى، اين اصبح اليوم؟

اجاب: "اعتقد اننا جميعنا نستقي اخبارنا من الاعلام الاسرائيلي وهو يقول ان هناك جلسة لمجلس الوزراء يوم الاحد للبحث في هذا الموضوع".

سئل: صحيفة "هآرتس" كشفت عن اتفاق خطي بين "حزب الله" واسرائيل، ما صحة هذه المعلومات؟

اجاب: "ليس هناك اتصال مباشر بيننا وبين العدو الاسرائيلي الذي فعل بلبنان ما فعل من مجازر وما زال يحتل الاراضي اللبنانية. ليس هناك اتصال مباشر ولن يكون هناك اتصال مباشر ولن يكون هناك اتفاق بيننا وبين العدو الاسرائيلي".

سئل: الم يطلعكم الوسيط الالماني على هذا الملف؟

اجاب: "هذا الموضوع في يد الامين العام، كل ما في الامر ان هناك وساطة دولية والمانية وهذه الوساطة هي ضمن الاليات المحددة عند "حزب الله" او عند العدو الاسرائيلي".

سئل: هل اطلعكم العماد عون على فحوى اللقاء مع المستشار محمد شطح بالامس؟

أجاب: "هناك تواصل بين الكتل النيابية للمعارضة وهناك خطوات جدية لكيفية ايجاد حلول لتشكيل هذه الحكومة، ونأمل ان تترجم هذه الخطوات الايجابية من ناحية عملية في تشكيل الوزارة".

سئل: قيل انه عرضت على العماد ميشال عون وزارة العدل على ان تكون وزارة الاتصالات للاغلبية، هل تقبلون بهذا العرض؟

اجاب: "بالنسبة الينا ك"كتلة الوفاء للمقاومة" من خلال الاستشارات النيابية مع الرئيس المكلف، طلبنا ان تكون وزارة الاتصالات لهذه الكتلة. هناك خيارات متعددة موجودة عند الرئيس المكلف، وهناك في الوقت نفسه دور كبير لفخامة الرئيس لكيفية ايجاد حلول لكل هذه الخيارات بشكل ان نصل الى حكومة في القريب العاجل. يجب ان يكون هناك اسراع في تشكيل الحكومة لكي يكون هناك ارتياح عند الشعب اللبناني كما ارتاح الشعب اللبناني بعد اتفاق الدوحة، نأمل ان يكون هناك اسراع في تشكيل الحكومة حتى يترك الانطباع ان هناك فعلا استقرارا سياسيا في البلد ينعكس بشكل ايجابي على كل التفاصيل ان من الناحية الاجتماعية او الاقتصادية او الامنية".

سئل: طالب الدكتور سمير جعجع بحقيبة سيادية اذا اعطي العماد عون حقيبة سيادية؟

اجاب: "هذا الموضوع عند الرئيس المكلف وهي مسؤوليته، واذا كان هناك عقدة عند بعض الاطراف السياسية في البلد يضعونها امام تشكيل الحكومة، هذه مسؤولية الرئيس المكلف وهم يضعون العصي في الدواليب امامه".

كرامه

وظهرا، استقبل المطران عوده الدكتور ايلي كرامه الذي قال بعد اللقاء: "في رأيي ان الوضع في الوقت الحاضر خطر جدا ويجب ان تشكل حكومة في اسرع وقت ممكن، وان توحد دولة لكي تصون امن المواطنين وكل الامور المعيشية وما الى ذلك. من جهة اخرى، التطرف والاصولية تغذي الاصولية والتطرف من الجهة الثانية، وهذا شيء خطير جدا. اعتبر انه من الضروري والواجب ان يتوحد المسيحيون حول رئيس الجمهورية الذي هو رأس الدولة، جميع المسيحيين من مصلحتهم ومن اجل مستقبلهم ان يلتفوا حول رئيس الجمهورية لكي يكون عهده ناجحا ونتمكن من التخلص من جميع الازمات التي نعيشها".

النائب مجدلاني وخوري

ثم استقبل النائب الدكتور عاطف مجدلاني والنائب السابق الدكتور غطاس خوري.

وعلى الاثر، قال النائب مجدلاني: "زيارتنا لسيدنا كالعادة من اجل اخذ البركة والتنور بآراء سيدنا التي تعكس جو الناس، ونحن نعلم كم ان سيدنا حريص على امور الناس وعلى اوضاعهم المعيشية والاقتصادية. تداولنا في كل الامور التي تشغل الوطن وضرورة ايقاف التفاقم الاقتصادي والاجتماعي عبر تأليف حكومة والوصول الى استقرار امني وسياسي لكي نريح الناس ونتمكن من البدء بمسيرة النهوض خصوصا مع بداية عهد الرئيس ميشال سليمان التي يجب ان تكون بداية مميزة".

محفوض

وكان المتروبوليت عوده استقبل رئيس "حركة التغيير" عضو قوى 14 آذار ايلي محفوض يرافقه مفوض الاعلام في الحركة ميشال فلاح.

ورأى محفوض بعد اللقاء "ان استمرار السلاح غير الشرعي في يد حزب الله وباقي الميليشيات، سيعطي ذريعة لكل الاطراف باعادة التسلح، وهذا ما لا نريده ابدا".وقال "لا يجوز التغاضي ابدا عن ايجاد حل فوري لسلاح حزب الله، وبالتالي يسهل عندها سحب كل الاسلحة من جميع الميليشيات".

عيسى

كما استقبل المطران عودة دافيد عيسى الذي قال بعد اللقاء "أن الخلاف الذي كان مطروحا قبل اتفاق الدوحة على مستوى رئاسة الجمهورية عاد ليظهر اليوم على مستوى الحكومة".

ووصف الوضع السياسي بأنه "معقد وصعب للغاية، ويلزمه الكثير من الحكمة وبعد النظر، وتقديم التنازلات المتبادلة". وطالب بإعادة مقعد الاقليات الى موقعه الطبيعي وحيث "يجب ان يكون للناخب المسيحي رأيه الاساسي فيه".

 

ولادة الحكومة تتأرجح بين الصيغ المتبادلة

مشاركة الرئيس في قمة باريس تحسم بعد التأليف وسليمان يحمل ملفات المياه والتربية والبيئة الى القمة

المركزية - بين اجواء الانفراج التي اوحت بها مشاورات الساعات الاخيرة واثلجت قلوب اللبنانيين بامكان الولادة الوشيكة للحكومة في خلال الساعات الاربعة وعشرين المقبلة، وبين موجات ساخنة عكسها تحفظ بعض الاطراف على آخر الصيغ المطروحة لاخراج الازمة الحكومية من عنق الزجاجة لا يزال مصير حكومة العهد الاولى متأرجحا بين الاخذ والرد والطروحات والطروحات المضادة في ضوء تبادل الصيغ بين فريقي الموالاة والمعارضة في محاولة لتحقيق المزيد من المكاسب والحصص الوزارية، فيما يبقى الوضع مفتوحا على كل الاحتمالات.

سليمان الى باريس: وفي وقت رجحت بعض المعلومات ولادة الحكومة العتيدة يوم غد، تحدثت اخرى عن عراقيل لا تزال ماثلة تستوجب المزيد من الوقت لتذليلها وأشارت الى انه في حال نجاح الوساطات فإن حكومة الوحدة الوطنية ستبصر النور قريبا فاتحة الباب امام انطلاقة واعدة للعهد الجديد بحيث تفتح الباب امام جدولة تحركات الرئيس العماد ميشال سليمان واطلالاته الى الخارج وفي طليعتها زيارة مرتقبة الى فرنسا للمشاركة في قمة اتحاد دول المتوسط علما ان الرئيس لم يحسم بعد موقفه النهائي من المشاركة في انتظار ما ستؤول اليه الاوضاع الحكومية، علما ان اوساط مواكبة رجحت بشكل شبه حاسم مشاركة سليمان في القمة على رأس وفد وزاري، وأكدت لـ" المركزية" ان الرئيس سيلتقي في باريس نظيره نيقولا ساركوزي ويجري عددا من اللقاءات مع رؤساء دول وأشارت الى انه سيحمل معه الى العاصمة الفرنسية ثلاثة ملفات هي: التربية، المياه والبيئة، وانه في هذا السياق جرى تحضير سلسلة ملفات حول المشاريع المائية في لبنان لجهة مخزون المياه وكيفية استثمارها والحد من الهدر.

لقاءات متسارعة: واليوم تسارعت وتيرة الاتصالات واللقاءات بين العاملين على الخط الحكومي وسجلت سلسلة زيارات الى السراي ابرزها للمسؤول عن العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل الذي كان شارك امس في اجتماع مستشار رئيس الحكومة محمد شطح والنائب العماد ميشال عون حيث كشفت اوساط متابعة عن ان شطح حمل صيغة قضت باسناد منصب نائب رئيس الحكومة ووزير دولة للواء عصام ابو جمرا وحقيبة الشؤون الاجتماعية لباسيل فيما تسند حقيبة الاقتصاد الى وزير ماروني يسميه عون والاتصالات للوزير السابق الان طابوريان والزراعة للنائب الياس سكاف، الا ان عون استمهل بالرد حتى اليوم حيث اوفد باسيل الذي رد على طرح شطح بطرح جديد قدمه الى السنيورة يقضي باسناد حقائب الاتصالات والاشغال والشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة اضافة الى منصب نائب رئيس الحكومة وهو وفق الاوساط المشار اليها ينتظر الرد من الرئيس المكلف في الساعات المقبلة. واوضحت انه تبين بنتيجة اجتماع السنيورة باسيل ان الامور لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات وان صيغا عديدة مطروحة مع التأكيد ان لا محرمات على اي من الوزارات السيادية او الخدماتية.

وأعقب زيارة باسيل الى السراي لقاء للرئيس المكلف مع نائب رئيس القوات اللبنانية النائب جورج عدوان الذي اشار الى الدخول في المرحلة النهائية لتشكيل الحكومة. وكشفت الاوساط عن ان مطالبة عون بحقيبة الاشغال أثار حفيظة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي طالب بتطبيق منطق المعاملة بالمثل بينه وبين عون وأبلغ الامر الى السنيورة في خلال زيارته الى السراي امس حيث طالب بحقيبة الاشغال او التربية. ولفتت الاوساط الى ان الكتائب تطالب بحقيبة الصناعة فيما تبقى حقيبة دسمة لماروني من قرنة شهوان سابقا. واستغربت الاوساط عدم الشهية المفرطة تجاه وزارة الاقتصاد التي تعتبر اكثر من سيادية والدليل على ذلك ان اجتماع المجلس الاعلى للدفاع يستوجب اضافة الى حضور الرؤساء وقائد الجيش ووزراء الداخلية والدفاع والمال وجود وزير الاقتصاد.

واوضحت ان الرئيس المكلف يحاول اعتماد التوازن في توزيع الحقائب وخصوصا داخل الصف الماروني بين فريقي 14و8 آذار.

انزعاج المر: ونقل مصدر في المعارضة انزعاج وزير الدفاع الياس المر من عدم إسناد منصب نائب رئيس الحكومة اليه واشار الى ان المر ابلغ السنيورة انزعاجه وان الاخير يعمل على تلطيف الاجواء. ووسط هذه المعطيات اشارت الاوساط السياسية الى ان حزب الله البعيد نسبياً عن المشاورات المباشرة بشأن تأليف الحكومة لا تهمه التشكيلة العتيدة بقدر ما يهتم لأسماء رؤساء الاجهزة الامنية لما لهؤلاء من تأثير مباشر على دور المقاومة في المرحلة المقبلة الامر الذي كان اكده المسؤول عن العلاقات الدولية في الحزب نواف الموسوي اكثر من مرة ولاقى سيلا من ردود الفعل السلبية من قبل فريق 14 آذار باعتبار ان موضوع السلاح يجب ان يكون اول بند على طاولة الحوار بعد تشكيل الحكومة أكان لناحية الاستراتيجية الدفاعية او لناحية جمعه من مختلف الشرائح بعدما تبين في الاحداث الامنية الاخيرة انه متوافر وبكثرة بين المواطنين ما يوجب وضعه في سلم اولويات الحوار لإيجاد صيغة من شأنها جمعه ومنع تداوله ليصار بعدها الى اعتماد الحزم بإزاء كل من يستعمله على غير وجه حق.

 

واصل اتصالاته المتعلقة بتشكيل الحكومة وتابع الوضع الأمني

سليمان اطلع من بقرادوني على تحضيرات اللقاء المسيحي والتقى بولس ووهاب والشيوعي ولجنة مهرجانات بعلبك

المركزية - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالاته المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة ونتائج التحركات السياسية المتنوعة تحقيقا لهذه الغاية، كذلك اطلع على تقارير حول الوضع الامني في البلاد، ولاسيما في منطقة طرابلس في ضوء الاجراءات التي اتخذها الجيش وقوى الامن الداخلي للمحافظة على الاستقرار في احياء المدينة. الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية: وكان الرئيس بدأ لقاءاته باستقبال الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية السيدة ايرين خان على رأس وفد من المنظمة ضم مدير الابحاث كلاوديو كوردون والسيدة جوديت اريناس والسيدة نيكول شويري. وهنأت خان رئيس الجمهورية على انتخابه، مشيرة الى ما اورده في خطاب القسم من تمسك بتحقيق العدالة وحماية حقوق الانسان، معتبرة ان هذا الموقف يلتقي مع اهداف المنظمة.

وتناول البحث الاهتمامات التي تبديها المنظمة في لبنان من خلال مقرها الاقليمي. وتم التطرق الى عدد من المواضيع التي تسعى المنظمة الى تحقيقها بالتعاون مع الدولة اللبنانية لاسيما ما يتعلق منها باستقلال القضاء ونزاهته وحياديته، اضافة الى القوانين التي تؤمن العدالة والمساواة.

وشكر الرئيس سليمان للسيدة خان تهنئتها، منوها بالدور الذي تلعبه منظمة العفو الدولية، مؤكدا على تعاون مؤسسات الدولة اللبنانية معها في كل ما يتصل بتحقيق العدالة وحماية حقوق الانسان. تصريح السيدة خان: وبعد اللقاء تحدثت الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية للصحافيين، فقالت: "إلتقيت فخامة الرئيس ووجهت له التهاني بمناسبة إنتخابه رئيساً للجمهورية. وجرى خلال اللقاء البحث في عمل المنظمة الدولية وإلتزامنا كمؤسسة دولية في لبنان الدفاع عن حقوق الانسان، خصوصاً وان لبنان معروف باحترامه لهذه الحقوق منذ عقود عديدة." أضافت: "إن فخامته يدعم أسس العدالة وإستقلالية القضاء كما يدعم التوجه العام الذي تعتمده منظمة العفو الدولية التي تدين كل اشكال إنتهاك حقوق الانسان واللجوء الى العنف بغية تحقيق أهداف سياسية كما حصل في شهر أيار الماضي، وما حصل ايضاً في مخيم نهر البارد". وقالت: "إن فخامته إستمع الى مطالبنا وتوافقنا على ضرورة متابعة البحث معاً. وإننا إذ نحتفل باليوم العالمي ضد التعذيب الجسدي، فقد كان لقاؤنا فرصة تباحثنا خلالها بأفضل الوسائل التي يمكن أن يلجأ إليها لبنان لإزالة طرق التعذيب وللتصديق على الاتفاقات الدولية التي تؤيد هذا الامر.ومن جهتي، فقد شجعت فخامته على إتخاذ خطوات من شأنها إلغاء عقوبة الاعدام في لبنان".

النائب بولس: وبحث الرئيس سليمان مع النائب جواد بولس الاوضاع السائدة في منطقة الشمال واطلع على اجواء زيارته لباريس، تلبية لدعوة من قبل وزارة الخارجية الفرنسية ضمن " برنامج القيادات الشابة المستقبلية". واشار النائب بولس بعد اللقاء الى انه " تداول مع الرئيس سليمان في موضوع الامن في منطقة الشمال على خلفية الاحداث والتوتر الامني الحاصل في المنطقة. وقد طالبنا فخامته الحزم في تطبيق القوانين والعمل على نزع السلاح من جميع الاطراف والفرقاء اللبنانيين كوسيلة لعودة الامن الى المناطق الشمالية".

بقرادوني: واطلع الرئيس سليمان من الوزير السابق كريم بقرادوني على التحضيرات الجارية لانعقاد اللقاء الوطني المسيحي في 4 تموز المقبل. وتطرق البحث الى عدد من مواضيع الساعة.

ثم التقى الوزير السابق وئام وهاب الذي اشار الى انه "لمس عند رئيس الجمهورية تفاؤلاً في ما يتعلق بموضوع تشكيل الحكومة العتيدة"، وامل في ان تشهد الساعات المقبلة ولادة مخرج لهذا الموضوع يرضي الجميع.

ولفت وهاب الى انه تم التطرق خلال اللقاء الى موضوع التمثيل الروحي الدرزي، مؤكداً "ان هذه المسألة درزية داخلية يجب ان تناقش داخل البيت الدرزي، لان توحيد المشيخة تم في العام 2000، بموافقة كل النواب الدروز، وبالتالي ان فخامة الرئيس غير مسؤول عنها".

الشيوعي: والتقى الرئيس سليمان، الامين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة على رأس وفد من الحزب قدم التهانىء لرئيس الجمهورية وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد وسبل حماية السلم الاهلي. كما تطرق البحث الى مشروع قانون الانتخابات النيابية والصيغ المقترحة له. وأشار حدادة الى ان الحزب يدعم صيغة النسبية، وطالب بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة، ومعالجة الوضع الاقتصادي وتفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وشكر الرئيس سليمان للدكتور حدادة والوفد التهنئة مؤكدا العمل على كل ما يعزز الوحدة الداخلية وفق الثوابت الوطنية التي اجمع عليها اللبنانيون. واكد رئيس الجمهورية اهتمامه بالوضع الاقتصادي مشيرا الى ان موضوع المجلس الاقتصادي والاجتماعي سيلقى اهتمامه المباشر.

حداده: وقال الدكتور حداده بعد اللقاء انه "عرض مع رئيس الجمهورية لرؤيته للوضع السياسي الراهن، اضافة الى ملفات تتعلق بالوضعين الاقتصادي والاجتماعي للمواطن اللبناني".

أضاف: "وجهنا تهنئتنا لفخامة الرئيس على انتخابه رئيسا للبلاد، وعرضنا عليه رؤيتنا للوضع السياسي الراهن بما يتوافق مع لقاءاتنا السابقة مع فخامته عندما كان قائدا للجيش حيث كان لدينا صورة مشتركة عن لبنان التي نعمل سوية على نقلها من صورة وطن كيانات اجتماعية مختلفة ومتناحرة الى صورة وطن حقيقي متضامن ومتفاعل في ما بين ابنائه". وقال: "بالرغم من نظرتنا الايجابية الى اتفاق الدوحة، الا ان هذا الاتفاق لم يطرح أي شيء على مستوى الاصلاح وخصوصا على مستوى القانون الانتخابي حيث نادينا بالنسبية. اما في الموضوع الاقتصادي والاجتماعي، فقد طالبنا فخامته العودة الى المجلس الاقتصادي - الاجتماعي كأساس لاقرار السياسة الاقتصادية الاجتماعية على قاعدة رؤية جديدة توازن بين النمو الاقتصادي الوطني المنتج والحقوق الاجتماعية للفقراء.

لجنة مهرجانات بعلبك الدولية: والتقى الرئيس سليمان، رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية السيدة مي عريضة مع وفد من اللجنة ضم الوزير السابق بسام مرتضى.

واطلعت السيدة عريضة رئيس الجمهورية، بصفته الرئيس الفخري للجمعية، على برنامج المهرجانات للعام 2008 التي تبدأ من 2 آب وتنتهي في 23 منه، وفيه عروض برامج منوعة ستقدم على مدرجات معبد باخوس وتشارك فيها فرق عالمية وعربية وفنانين لبنانيين وعربا واجانب. ونوه الرئيس سليمان بالقيمة الفنية لمهرجانات بعلبك الدولية التي باتت معلما من المعالم السياحية والتراثية والفنية ذات الشهرة العالمية. واعرب عن امله في ان تشهد مهرجانات 2008 النجاح الذي كان دائما رديف البرامج المتنوعة التي قدمتها مهرجانات بعلبك الدولية.

 

السنيورة بحث مع باسيل في الموضوع الحكومي

عدوان: دخلنا في المرحلة النهائية للتأليف ونأمل ولادة الحكومة في الايام القليلة المقبلــة

المركزية - رأى نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية جورج عدوان ان الامور دخلت في مرحلة متقدمة جدا، آملا في ان نشهد ولادة الحكومة في الايام القليلة المقبلة. وأكد اننا دخلنا في المرحلة النهائية للتأليف. استقبل الرئيس المكلف فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في السراي النائب عدوان الذي قال بعد اللقاء: ان الرئيس السنيورة يقوم بمساعٍ فاعلة وحثيثة وأتصور ان الامور دخلت في مرحلة متقدمة جدا وآمل في ان الايام القليلة المقبلة نشهد فيها ولادة الحكومة، ان جميع الاطراف من دون استثناء يدركون تماما ان اي تأخير في تأليف الحكومة ينعكس سلبا على الجميع من دون استثناء وينعكس سلبا على وضع البلد الذي هو عشية صيف نريده صيفا واعدا لكل اللبنانيين، وينعكس سلبا على وضع قيام الدولة.

ان التسوية التي تمت في الدوحة هدفها ان تستعيد الدولة كل مقوماتها، تم انتخاب رئيس، فتح المجلس النيابي، والمضي قدما في تأليف الحكومة، والرئيس السنيورة مدرك تماما ان اي تأخير ينعكس سلبا على كل الوضع، وهو يقوم بمساعٍ حثيثة جدا، واليوم كان على اتصال بكل الافرقاء، وهو دائما على تواصل مع رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية لديه دور اساسي يجب ان يضطلع به اعطاه اياه الدستور، وشخصه كرئيس تسوية يخوله لعب هذا الدور ليكون الحكم ويدفع الامور من خلال تواصله ايضا بالافرقاء، الى النهاية التي ينتظرها الجميع، وأتصور اننا دخلنا في المرحلة النهائية لتأليف الحكومة.

* بالامس طرح الدكتور جعجع اذا كان العماد عون يريد حقيبة سيادية فالقوات تريد حقيبة سيادية فهل نقلت اي جديد اليوم الى الرئيس السنيورة؟

- ان الاجوبة النهائية بالنسبة للحقائب الى مَن، ان الرئيس المكلف بانتظار اجوبة، وهذه الامور لم تحسم نهائيا بعد، تم تواصل مع الافرقاء ومن بينهم العماد عون، وأتصور ان اجوبة ستعطى في الساعات القليلة المقبلة وفي ضوئها ستستكمل بقية المراحل، لم يحسم اي شيء انما الامور اتصور انها نضجت ووصلنا الى المراحل الحاسمة.

* الم يكن عندكم اليوم مطلب معين؟

- اللقاء اليوم مع الرئيس السنيورة يندرج في اطار التشاور، ولا يندرج في اطار المطالب اطلاقا، نحن نتشاور بكل الاوضاع وكلنا يعرف كما هو دقيق وضع البلد، وكذلك الوضع الامني، تم التشاور بكل هذه المواضيع، وكان هناك تعاون وبحث لتفكيك اي عقبة تعترض الامور، وليس اجتماع مطالب.

* بالامس قال جعجع ان تشكيل الحكومة ليس كيفما كان انما بالحد الادنى من التوازن، فهل ستكون الحكومة على حساب مسيحيي 14 اذار؟

- عندما نقول حكومة تمثل الجميع يعني انها متوازنة، هناك مجلس نواب تتألف منه كل القوى، و14 اذار تشكل شريحة عريضة من المسيحيين، وأتصور انه يجب ان يوازي حجم تمثيلها هذه الشريحة والعدد الكبير من النواب في الاكثرية. الموضوع محسوم، وقضية التوازن محسومة، وتبقى التفاصيل التي تنتظر بعض الاجوبة وفي ضوء الاجوبة سيتم تقرير هذه التفاصيل وأنا استطيع القول انه ليس هناك مشكلة توازن اطلاقا لأن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يعيان تماما ضرورة الحفاظ على هذا التوازن، ونحن مطمئنون الى ان التوازن سيحصل وفي الوقت نفسه نحن نضع كل ثقلنا لتسهيل الامور.

* على اي مستوى سيكون هذا التوازن بين مسيحيي 14 اذار وكيف ستمثل القوات اللبنانية والكتائب والوزيرة نايلة معوض وغيرهم؟

- على كل المستويات، بالنسبة لـ14 اذار هناك تفاهم كلي بيننا والمطالب نفسها بحثت مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وهنا لا توجد اي مشكلة اطلاقا نحن بانتظار بعض الاجوبة حتى يتم في ضوئها تحديد التفاصيل النهائية.

* هل تتوقع تأليف الحكومة في عطلة نهاية الاسبوع؟

- لقد لمست ارادة لدى الرئيس السنيورة بأن يؤلف الحكومة اليوم قبل الغد، ولقد كان العد في الاسابيع، اما اليوم فأستطيع القول ان العد بالايام وقد يكون بالساعات، ولكن بالايام وليس بالاسابيع، الاتصالات جارية، وآمل في ان يكون هنالك خبر التأليف في الايام المقبلة للبنانيين، ان حل هذه العقد ليست اهم من حياة المواطن وراحته، عندنا مشكلات كبيرة، وعندنا صيف واعد للبنانيين فلنحاول تأمين كل المستلزمات للبنانيين لأن المواطن له حق ان ينعم ببعض الهدوء والكهرباء، وفي ظل كل الظروف المعيشية الصعبة يحق للمواطن ان ينعم ببعض المساعدة والإمكانات.

باسيل: وكان الرئيس السنيورة التقى في السراي وبعيدا عن الاعلام مسؤول الاتصالات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل في اطار الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة.

واستقبل ايضا نقيب المحامين رمزي جريج وتسلم منه دعوة للمشاركة في مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي سيعقد في بيروت.

منظمة العفو: ثم استقبل الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية ايرين خان على رأس وفد. وقالت خان بعد اللقاء: تحدثنا عن موضوع استقلال القضاء ونحن نرحب بوعوده بمتابعة جهوده في هذا المجال، خصوصا ان هذا الامر هو احد بواعث القلق الاساسية للمنظمة. وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب تحدثنا مع دولته عن بروتوكول خاص في هذا المجال وطلبنا منه ان يعمل على تصديقه فوعدنا بمتابعة هذا الموضوع على ان يناقشه البرلمان بعد ذلك ولدينا اجتماع مع الرئيس بري وسنتحدث معه وسنطالبه بالمصادقة على البروتوكول العالمي لمناهضة التعذيب. كما اثرنا قضية اللاجئين وموضوع مخيم نهر البارد والجهود التي تجري لإعادة اعمار المخيم.

وختمت: ان احد اهم بواعث قلقنا بالنسبة للقضاء هو عدم وجود نظام قضائي مستقل وشامل، وعدنا الرئيس السنيورة بمتابعة جهوده لخلق مثل هذا النظام، نظام مستقل بإمكانه ان يجري تحقيقات قضائية مستقلة.

 

عون لن يتجاوب مع الطروحات وسيبرز عقدا جديدة

علوش: حزب الله يعيــش حال توتــر أمنـــي

المركزية - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب مصطفى علوش، ان حل العقدة العونية صعب جدا، فكلما تحل عقدة نواجه اخرى جديدة.

وأوضح في حديث الى موقع الكتروني ان الاقتراحات التي قدمها الرئيس فؤاد السنيورة الى الرئيس ميشال سليمان تتركز حول ايجاد مخارج لتشكيل الحكومة، ومن ضمنها السلة التي تعطي نيابة رئاسة الوزراء احد أركان تكتل "التغيير والاصلاح"، او وزارة العدل، معربا عن اعتقاده ان العماد عون لن يتجاوب مع هذه الطروحات، واذا تجاوب فإن عقدا جديدة تظهر. وعن تسلم النائب ميشال عون وزارة العدل، أكد علوش ان لا خوف على المحكمة الدولية من ناحية الامم المتحدة، ولفت الى ان المشكلة تكمن في حال حصول سوء تعاون من قبل السلطات اللبنانية ممثلة بوزارة العدل مع الامم المتحدة، عندئذ سيتحمل لبنان تبعات هذا الموضوع، خصوصا ان المحكمة موجودة تحت الفصل السابع. أضاف: "من هذا المنطلق اذا حاول العماد عون تحت تأثير "حزب الله" او تحت تأثير الحلف الجديد القديم مع النظام السوري سوف يفتضح أمره، وسيتم كشفه بشكل كامل أمام الرأي العام وأمام المجتمع الدولي". وعن الوضع الامني، أوضح ان "حزب الله" يعيش حالة توتر أمني، خصوصا في ظل ما يشهده الوضع الاقليمي على مستوى المحادثات السورية - الاسرائيلية، والعقوبات الاقتصادية على ايران واستمرار التهديد العسكري لها، لذلك فإن "حزب الله" يعتبر أنه بحاجة دائما الى نوع من الحرية الامنية يحاول من خلالها رسم الخطوط العسكرية التي يتحرك فيها، وتحديدا في الجبل وعيون السيمان، متوقعا محاولات جديدة على منطقة الجبل لمحاولة ربط الخطوط العسكرية لـ "حزب الله". وبشأن امتداد المعارك من منطقة الى أخرى، اعتبر علوش ان هذا الامر مرتبط بتغيير المعادلة السياسية من خلال وضع المناطق التابعة لتيار المستقبل تحت الضغط الامني والاقتصادي لاجبارها على الاستسلام او التوجه الى اماكن أكثر تطرفا بعيدا عن خط الاعتدال الذي يحمله تيار المستقبل.

 

الاحرار: لـم يعد مسموحاً الاستخفاف بالمخطط الانقلابي والمطلوب وقفة فاصلة من المسؤوليـن لحشر المعرقلين

المركزية - اكد حزب الوطنيين الاحرار انه لم يعد مسموحا للمسؤولين الاستخفاف بمخطط الانقلاب الذي يتم تنفيذه على مراحل بغطاء سياسي يقدمه اركان معسكر حزب ولاية الفقيه. وسأل ما جدوى البحث او بالاحرى طرح بحث الاستراتيجية الدفاعية في ضوء الموقف الحاسم لأمين عام حزب الله الذي اعلن ان المقاومة الاسلامية انجزت استراتيجيتها التي في طور التنفيذ؟ ورأى ان المطلوب اليوم وقفة فاصلة من قبل المسؤولين وفي مقدمهم المعنيين مباشرة بقيام الحكومة لحشر المعرقلين الذين اتقنوا فن التعطيل.

عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1- تنكشف تدريجاً على هامش الاتصالات لتشكيل الحكومة لا سيما المناورات والشروط والعقبات المصطنعة والتصريحات المتغطرسة، إرادة المضي في استكمال الانقلاب الذي يتم تنفيذه على مراحل بغطاء سياسي يقدمه أركان معسكر حزب ولاية الفقيه. ولم يعد مقبولا التلطي وراء شعار "الخلاف السياسي بامتياز" من قبل المنخرطين، لأسباب أبعد ما تكون عن المنطق، في المخطط الذي يستهدف الصيغة وبعدها ومن خلالها الكيان. كما لم يعد مسموحاً للمسؤولين من رسميين وسياسيين الاستخفاف بهذا المخطط أو تلطيفه وتخفيف تداعياته بمقولات يعرفون سلفاً عقمها واستحالة تطبيقها. فما جدوى البحث أو بالأحرى طرح بحث الاستراتيجية الدفاعية في ضوء الموقف الحاسم لأمين عام حزب الله الذي أعلن ان المقاومة الاسلامية أنجزت استراتيجيتها التي في طور التنفيذ، داعيا ً في شكل غير مباشر إلى التزامها أو مواجهتها؟ وماذا يفيد الاعتداد بالبند الأمني في اتفاق الدوحة مع تصاعد حملة التهديد الوقحة، أين منها الاستكبار الذي يدينه القاموس المقاوم، التي يتولاها مسؤولون من خارج الصف الأول في الحزب الذي يقود الانقلاب، تدعمهم طبول وأبواق نسمعها يوم يكون المطلوب ايصال الرسائل السامة وإثارة مزيد من الضجيج والتهديد والوعيد؟ وأي أمل يمكن أن يعوله اللبنانيون على المواقف التي تدعي الاحتكام إلى القانون والثقة بالجيش وقوى الأمن الداخلي عندما يتوسع الانتشار الأمني والعسكري لحزب ولاية الفقيه، قائد المسيرة الانقلابية الممنهجة، في شكل يفضح مخططاته البعيدة كل البعد عن مزاعم التحرير، بعد أن قام بتسليح الأحزاب التابعة له ودربها وأمن تمويلها؟

هذه الأسئلة نطرحها على المسؤولين وعلى الرأي العام اللبناني وعلى الشرعيتين العربية والدولية، وننتظر موقفاً عملانياً واضحاً قبل استفحال الأمر بحيث تستحيل العودة إلى الوراء وتتم التضحية بالأمن والاستقرار والسلم الأهلي.

2 - نعلن، بصرف النظر عن التوقيت والتأثير، دعمنا لما جاء في بيان القمة الروحية التي انعقدت في القصر الجمهوري، خصوصاً لجهة تأكيد الثوابت الوطنية التي تضمنها مقدمة الدستور. إلا أننا نخشى في الوقت نفسه أن يستمر التعاطي مع التحديات القائمة تقليدياً وكلاسيكياً كأن ما يجري على الأرض يندرج في اللعبة الديموقراطية المعروفة والمشروعة. ولا نجد عذراً لمثل هذا التعاطي بعد العينة من الممارسات التي أشرنا اليها، وبعد التصريحات التي توالى على إطلاقها قادة حزب الله والدائرون في فلكه من حلفاء وأتباع والمتعلقة بالاحتفاظ بسلاحه، حيث تم تحريره من أي التزام، سواء أكان تحرير مزارع شبعا أو عودة الأسرى أو تلال كفرشوبا، وقد بات واضحاً انها محض ذرائع وحسب. لذا نهيب بالمرجعيات الروحية أن تكون شاهدة للحقيقة، وهذا ما هي مطالبة أساساً به، ناهيك عن الخطر الذي يشكله احجامها عن تسمية الأشياء بأسمائها، وهذا أيضاً في صلب واجباتها الدينية والأنسانية والوطنية. ولا يتخيلن أحداً أن مراعاة مشاعر عقائدي متطرف تردعه خجلا أو مسايرة.

الأدهى أن يفقد اللبنانيون الثقة بحكمة قادتهم الروحيين والزمنيين وبشجاعتهم وقدرتهم على التصدي للشر، وبالتالي بالدولة وأجهزتها، فلا يعود أمامهم إلا واحد من خيارين: الأمن الذاتي للدفاع عن المعتقد والثوابت وعن النفس، واما الهجرة وترك الوطن للانقلابيين المرتبطين بمشاريع وعقائد غريبة عن لبنان وتاريخه وتقاليده ورسالته ودعوته. وفي الحالتين تكون الخسارة جسيمة وعلى كل الصعد.

ونعتبر ان المطلوب اليوم وقفة فاصلة من قبل المسؤولين، وفي مقدمهم المعنيين مباشرة بقيام الحكومة، لحشر المعرقلين الذين أتقنوا فن التعطيل. ونؤكد لهم ان المعادلة واضحة بالنسبة إلى الانقلابيين: حصد التنازلات وتحقيق المكاسب من طريق الاتفاقات والاتصالات ونيل الحقائب الوزارية، وإلا فبالعنف والسلاح والإرهاب. كذلك نناشد جامعة الدول العربية ومجلس الأمن تحمل مسؤولياتهم تجاه لبنان وقد برهنت الأحداث الدموية أن ما يواجهه ليس أقل من انقلاب مدعوم من المحور السوري ـ الإيراني لفرض أمر واقع جديد، عنوانه إسقاط ثورة الأرز، أي قيام الدولة الواحدة المتعددة الحرة السيدة المستقلة، لإبقاء لبنان ساحة في تصرف أصحاب المخططات والمغامرات الإقليمية.

 

نبّه الى احداث غير مريحـــة قد تقع في عكار

الاحدب: السؤال الاساسي يبقى "أي حكومة نريد؟"

المركزية - لفت النائب مصباح الاحدب الى ان السؤال الاساسي يبقى "اي حكومة نريد، هل حكومة تكرس الوضع القائم بالمعادلة العسكرية الحالية او حكومة تكرّس انطلاقة عهد جديد؟". ونبه الى امكان وقوع احداث في منطقة عكار. وقال الاحدب في حديث اذاعي: اتمنى ان يكون هناك ملء للفراغ الحكومي وهذا هو التطبيق العملي لاتفاق الدوحة ومن غير المنطقي ان تستمر الامور على ما هي عليه ولكن في الوقت عينه السؤال المطروح اي حكومة نريد. هل نريد حكومة تكرّس الوضع القائم بالمعادلة العسكرية الحالية على الارض او نريد حكومة تكرّس انطلاقة عهد جديد وبناء مؤسسات دولة؟

اضاف: سمعت بالامس عن تقدم في الحوار وأن هنالك بعض العقبات تم العمل على حلحلتها لا سيما وضع العماد عون حيث طرح عليه نيابة رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الاشغال لجبران باسيل وما زال النقاش قائما على وزارة العدل بالنسبة للواء ابو جمرا ولكن كل هذا يعود الى التجاوب مع هذا الطرح.

واشار الى انه عند بحث التفاصيل تبرز العراقيل وهنا تظهر التدخلات الخارجية والمفاوضات على المستوى الاقليمي.

وعن الوضع الامني شمالا اعتبر الاحدب ان الخطوات التي اتخذت ليست كافية ونهائية، وقال: الجيش مشكور وكذلك القوى الامنية الاخرى لكن ذلك تم بتأخير ثلاثة او اربعة ايام ولو حصل قبل هذا الوقت كنا تجاوزنا مقتل عشرة اشخاص وجرح خمسين آخرين. واشار الى انه "يسمع كلاما يبشر بأن احداثا يمكن ان تقع في مناطق عكار وهي اشياء غير مريحة ومن المتوقع ان تكون وصلت الى السلطات المعنية وعليهم التحرك بخطوات استباقية حتى لا تحصل هذه الاحداث". وفي المجال الاجرائي استعرض الاحداث التي حصلت في نهر البارد وكيف تم اعطاء الامرة لقيادة منطقة الشمال مباشرة، وتساءل لماذا هذه المرة لم يصر الى اتخاذ خطوة مماثلة خصوصا ان الخطر اكبر وأكثر تشعبا ومن المفترض القيام بتحركات استباقية لتلافي ما قد يطرأ من مواجهات وحرب اهلية وبكل بساطة يجب ان تعطي الامرة للقيادة المحلية وألا ننتظر في كل مرة مدير العمليات ليأتي من بيروت. واشار الى انه "سيحاول الاتصال والمتابعة مع فخامة الرئيس وهذه امور من المحق جدا ان نطالب بها وأن نعتمد على القواته العسكرية التابعة للدولة اللبنانية لا سيما في انطلاقة عهد جديد نريده ان يكون عهد بناء الدولة".

 

مصدر أوربي: العلاقة السورية الإيرانية غير مستقرة

الجمعة 27 يونيو - وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دمشق: قال مصدر دبلوماسي أوربي أن العلاقة السورية الإيرانية "غير مستقرة"، وأكّد أن هذه العلاقة "ظرفية لا استراتيجية" كما يدّعي الطرفان، مشيراً إلى اختلافات في وجهات النظر بين البلدين من شأنها إضعاف تحالفهما، إلا أنه استبعد أن تؤثر هذه الخلافات على تحالفهما في القريب العاجل

 وقال المصدر "ليست غامضة القواسم المشتركة بين سورية وإيران، بدءاً من عدائهما المشترك للنظام العراقي السابق، والخوف من النظام البعثي طوال نحو أربعة عقود، مروراً بالمصالح المشتركة لكل دولة في تحالفها مع الأخرى منذ ثمانينات القرن الماضي، وحاجة كل منهما للآخر في إطار الظروف الإقليمية السائدة، وصولاً إلى وجود عدو مشترك (الولايات المتحدة) اعتبرهما محور شر (إيران) وداعمة للإرهاب (سورية)، وصار التحالف بينهما ضرورياً بل دفاعاً عن الوجود والاستمرار أمام التهديدات التي يواجهها كل من النظامين إقليمياً وعالمياً"  وقال المصدر في تصريح لـ (آكي) "فشلت التوقعات بتراجع العلاقة بعد اغتيال عماد مغنية (منتصف فبراير)، المسؤول العسكري السري البارز في حزب الله اللبناني، ورجل إيران القوي في المنطقة، ولم تهتز العلاقة بين البلدين، رغم أن سورية رفضت السماح للاستخبارات الإيرانية بالمشاركة في التحقيق بالاغتيال"، وأضاف "ثم فشلت التوقعات أيضاً بعد إعلان سورية عن بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، التي تراها إيران (الشر الأكبر) ولم تهتز العلاقة، بل أعلن وزير الدفاع السوري ونظيره الإيراني الأسبوع الماضي عن تعاون إيراني عسكري غير محدود وتجديد اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة عام 2006"  وتابع "لاشك بأن هناك خلافات في وجهات النظر بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالعراق، والموقف من الصلح السوري الإسرائيلي، والموقف من أوربا، ومن شأن هذه الخلافات إضعاف تحالفهما يوماً ما، ولكن قبل ذلك من غير الحكمة افتراض أن هذه العلاقات ستتحول إلى تناقضات أو أنها ستؤثر على تحالفهما سلباً في القريب العاجل، لكنها بالتأكيد تشكل بؤراً قابلة للتطور ولتوسيع شقة الخلاف"  وعلى صعيد العلاقة الاقتصادية يشار إلى أن حجم المشاريع الاستثمارية الإيرانية في سورية بلغ حتى اليوم أكثر من 1.5 مليار دولار، مع ملاحظة أن الميزان التجاري بين البلدين يميل لصالح إيران بنسبة أكثر من 95%. وفي مجال الاستثمارات أصبح عدد المشاريع الإيرانية في سورية أكثر من 100 مشروع في المجالات الصناعية والتجارية والإنشائية والسياحية وحتى التعليمية. وتستقبل سورية نحو 600 ألف سائح ديني إيراني سنوياً

 

أبعد من الحكومة

وليد شقير-الحياة

ثمة ما هو أبعد من الأسباب اللبنانية الداخلية، على أهميتها، لعملية تأخير تأليف حكومة الوحدة الوطنية. فالأزمة اللبنانية منشأها إقليمي، ومجرياتها إقليمية، على رغم ان آليات إشعالها ووقودها لبنانية، طالما ان الفسيفساء التي يتشكل منها النسيج اللبناني وتناقضات الطوائف فيه ومشاكلها تتيح تأمين الغطاء للأهداف والمرامي الإقليمية للتأزيم. واللبنانيون يجيدون افتعال الضوضاء والصراخ الذي يغطي على الخلفيات الأكثر جدية للتأزم على ساحتهم. بل ان بعض الفرقاء المحليين هم من الذين يسهل انزلاقهم إلى ممارسة هذا الدور، غير واعين حقيقة «الخدمة» التي يؤدونها للخارج... فيما هناك أطراف آخرون شديدو الوعي لدورهم، بالمعنى الإقليمي والوظيفة التي يؤدونها.اعتاد الأطراف الإقليميون القادرون على التعطيل والتأخير ان يمسكوا جيداً بخناق البلد، وبالخطوات التي تتحول مطالب ملحة وجوهرية للفرقاء الدوليين والإقليميين الآخرين، هكذا فعلوا في ما يخص فتح المجلس النيابي، وتسيير عمل الدولة والحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما حصل مع عملية تأليف الحكومة منذ تكليف الرئيس فؤاد السنيورة.

وسواء تشكلت الحكومة الجديدة قريباً أم تأجلت، فإن مؤشرات الأسابيع الأربعة الفاصلة عن تكليف السنيورة تدل الى ان المرحلة المقبلة على لبنان، هي مرحلة أمنية على رغم اتفاق الدوحة الذي يُفترض ان يكون أوقف الصدامات المسلحة التي وقعت في ايار (مايو) الماضي في بيروت والجبل والشمال. وهي أمنية ليس فقط بسبب استمرار الصدامات المتنقلة في العاصمة ثم البقاع ثم الشمال، بل نتيجة الموقف المعلن للطرف الأساسي والأقوى الذي يملك المبادرة الأمنية والعسكرية في لبنان، أي «حزب الله». فهو استبق تشكيل الحكومة بالتأكيد انه لن يكون هناك على رأس أي جهاز أمني وفي أي موقع عسكري من لا تطمئن إليه المقاومة. بل ان قادته خاطبوا المملكة العربية السعودية بطريقة قاسية حين اعتبروا ان في «المرة المقبلة» (والمقصود بها الصدامات المقبلة في بيروت) «لن تجدوا طريقاً» (لمغادرة بيروت والمقصود بذلك خروج السفير السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة منها اثناء الصدامات في أيار الماضي). وليست مظاهر المرة المقبلة التي تشهدها الأزقة وبعض المناطق مؤشراً الى المرحلة الأمنية فقط. فأوساط الحزب وبعض المعارضة تردد لمناسبة الخلاف على تأليف الحكومة أن أطراف الأكثرية «لم يتعلموا الدرس جيداً»، وأنهم يحتاجون الى «تكرار القَتْلة» التي خضعوا لها اثناء احداث ايار الماضي لأن التجربة أثبتت انهم «مثلما قبلوا بإعطاء المعارضة الثلث المعطل في الحكومة وبتعديل قانون الانتخاب، تحت الضغط، فإنهم لن يقبلوا بمطالب المعارضة الحكومية إلا بتجديد الضغط». والمقصود هنا الضغط العسكري... والتعابير الأكثر لطافة التي تستخدمها اوساط المعارضة والحزب هي انها لن تترك الأكثرية تطمئن وترتاح. وإذا كان هذا هو المناخ القائم في أوساط المعارضة، فإن مغزاه لا يقف عند حدود ضرب الحائط بقرار مؤتمر الدوحة عدم استخدام السلاح في الخلافات الداخلية. بل هو يدل الى ان وجهة الأحداث هي السعي الى ان يكون هناك غالب ومغلوب في التركيبة الداخلية المقبلة. لكنه يؤشر ايضاً الى ان المعادلة الإقليمية التي أنتجت اتفاق الدوحة لم تعد موجودة. وهذا لب الموضوع.

لم يعد سراً ان العلاقة الإيرانية - السعودية في حال تراجع كبير، وأن محاولات رأب الصدع الذي ازداد بعد الانفلاش العسكري للحزب وحلفاء ايران وسورية في بيروت لم تثمر وأن لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع نظيره الإيراني منوشهر متقي في بيروت في 25 أيار الماضي انتهى الى خلاف. فالأول اتهم طهران بافتعال حرب مذهبية والثاني نفى ذلك ووعد «بعدم تكرار ما حصل»، على رغم انه رد التهمة الى المملكة. وطهران متوجسة من عدم قيام المملكة بدور ملطّف للموقف الغربي من ملف إيران النووي على قاعدة موقفها الثابت بنصح الغرب بعدم اللجوء إلى المواجهة العسكرية مع حكامها لأن نتائجها كارثية على المنطقة. وهي ازدادت توجساً مع سعي الرياض إلى رفع سقف إنتاج النفط للسيطرة على أسعاره ووقف تصاعدها، بالتزامن مع إقرار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة رزمة عقوبات جديدة عليها. وفي اختصار فإن طهران تريد من الرياض ان تأتي إليها بعد الذي حصل في بيروت.

أما من جهة سورية فإن كل الوساطات التي تحركت لاستعادة العلاقة بين دمشق والرياض، وآخرها الوساطة الكويتية والقطرية، لقيت إجابات اكثر من باردة من جانب الثانية، في وقت تحتاج دمشق الى استعادة العلاقة من اجل مواصلة رحلة التطبيع مع الخارج وإلى الغطاء العربي السعودي - المصري لرئاستها للقمة العربية... ولمفاوضاتها مع إسرائيل

 

عمّان: إتهام 3 أردنيين بالتخطيط لمهاجمة كنيسة بسيارة مفخخة

عمان - نبيل غيشان -الحياة - 27/06/08//

وجهت نيابة محكمة أمن الدولة في عمان لائحة اتهام الى ثلاثة أردنيين «خطّطوا لتنفيذ عملية انتحارية بسيارة مفخخة» مطلع الشهر الماضي ضد كنيسة مسيحية وإحدى وحدات مديرية الأمن العام قرب مركز إصلاح وتأهيل الجويدة (جنوب العاصمة). وطلبت محاكمة كل من ماجد محمد نصر وعلي فايز محمد، الموقوفيْن على ذمة التحقيق، وحمد ضيف الله صالح الفار من وجه العدالة. وقرّر المدعي العام الظن على الثلاثة، وهم في العشرينات من العمر، بتهم تتعلق بـ «المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، وحيازة مواد حارقة لغايات استعمالها في تنفيذ أعمال إرهابية والشروع بالقيام بأعمال ارهابية»، وهي تهم تصل عقوبتها الى الإعدام.

وجاء في القرار الظني أن نصر «اعتنق الفكر التكفيري عندما كان نزيلاً في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة، وشرع في تكفير رجال الأمن ووصفهم بالطواغيت». وتبلورت تلك الأفكار بعدما اقام علاقة في السجن مع «عناصر تكفيرية من أمثال العراقي زياد الكربولي وسعد فخري النعيمي ومعمر الجغبير»، بحسب القرار.

ويؤكد القرار ان ماجد نصر خطط «لتنفيذ عملية عسكرية (بعد خروجه من السجن) بواسطة سيارة مفخخة في كتيبة لواء الأمن العام الواقعة قرب سجن الجويدة». وبعدما عاين الموقع أدرك «استحالة التنفيذ نظراً الى الوجود الأمني الكثيف من آليات وأفراد الكتيبة»، ولذلك أخذ يبحث عن «هدف آخر»، فاتجه تفكيره الى مهاجمة «كنيسة الروم الكاثوليك في منطقة ماركا الشمالية كهدف لتنفيذ عملية عسكرية وقتل المصلّين فيها أثناء تأديتهم للصلاة». لذلك مسح موقع «الكنيسة» وتوّجه لاحقا إلى شخص «يدعى إبراهيم، وهو صاحب منجرة، وطلب منه العمل لديه كسائق. وكان يقصد من ذلك الحصول على سيارته تمهيدا لتفخيخها واستخدامها في تنفيذ العملية». واشترى نصر «جهاز إنذار وريموت كنترول، وطلب من زميله علي فايز محمد إيصال خط كهرباء من فتحة ولاعة السجائر في السيارة إلى جهاز الإنذار. كما طلب منه وصل خط آخر من جهاز الإنذار بأربعة أضوية». بعد ذلك توجه إلى سحاب، «حيث يعمل ويسكن المشتكى عليه الثاني علي فايز محمد وأبلغه بأن السيارة التي بحوزته مفخخة بقصد تنفيذ عملية عسكرية ضد  كنيسة الروم الكاثوليك، وذلك انتقاما للموقوفين والمحكومين الإسلاميين». ووافق المتهم الثاني على الاشتراك في التفجير.

واشترى المتهمان مواد لازمة لعملية التفجير وأجريا عمليات تجريب عدة للتفجير. وحدّدا يوم 11 أيار (مايو) الماضي موعداً لتنفيذ العملية ضد الكنيسة بعد جمع أموال «إضافية لاستكمال عملية تفخيخ السيارة». وتوجها إلى بلدة وقاص «لجمع تبرعات من أجل تنفيذ العملية»، فالتقيا هناك بالمشتكى عليه الثالث حمد ضيف الله، وهو صديق المشتكى عليه الثاني. ودار بينهم «حديث عن فكرة الانتقام من الأمن العام للتكفيريين المحكومين في السجون الاردنية». ووافق حمد ضيف الله على الاشتراك في استهداف الكنيسة بعدما اطلع على الصور والمعدات. وفي الموعد المحدد للعملية، «توجّه نصر إلى منطقة الرصيفة (25 كيلومتراً شرق عمان) لشراء اسطوانات غاز لغايات استخدامها في تنفيذ العملية العسكرية»، وفي الطريق، «تفاجأ بدورية أمن فولّى هارباً بعد أن رفض الاستجابة لإشارة الوقوف. وأثناء المطاردة انقلبت سيارته، وألقي القبض عليه ووجدت في سيارته أشياء كانت ستستخدم في العملية». كما قبض على الرجل الثاني وضبطت معه مادة سائلة اتضح لدى فحصها أنها حارقة. وطالب المدعي العام لأمن الدولة اتهام ماجد وعلي ومحاكمتهما بالتهم المسندة اليهما. اما بالنسبة الى المتهم الفار فطلب اصدار مذكرة قبض بحقه وسوقه الى نيابة أمن الدولة

 

كرامي لـ«الحياة»: الطابور الخامس في طرابلس لا ينتمي إلى دولة وحزب

لبنان: الأكثرية تطلب من عون تحديد مطلبه النهائي وقطر تدعو سورية وإيران إلى تسهيل تشكيل الحكومة

بيروت - الحياة- 27/06/08//

أشاع تسارع الاتصالات لإزالة العقبات من امام تشكيل الحكومة اللبنانية، ليل الأربعاء وطوال يوم امس، توقعات بقرب تحقيق اختراق في شأن مطالب زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون فيها، لكن الأجواء التي سادت عصر امس عادت فرجحت كفة طغيان التعقيد على التسهيل.

وشهد يوم امس حركة سياسية واسعة، فاجتمع رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ثم مع رئيس البرلمان نبيه بري، وأوفد مستشاره السفير محمد شطح للقاء العماد عون مساء، بعدما أجرى سلسلة من الاتصالات مع قيادات الأكثرية. وتمحور البحث حول اقتراح بعض المعارضة إرضاء العماد عون بإسناد حقيبة الاتصالات ومنصب نائب رئيس الحكومة لممثله فيها، اللواء المتقاعد عصام ابو جمرة، فيما طرحت الأكثرية إسناد حقيبة الأشغال العامة إليه وسأل قادتها: «إذا افترضنا موافقة الأكثرية على هذا الاقتراح فهل سيطرح عون بعدها مطلباً جديداً بعد ان يكون ضمن حقيبة الاتصالات، لنعود الى لعبة الشروط»؟ وقالت مصادر  قريبة من الرئيس المكلف ان الأكثرية طلبت من عون تحديد مطلبه النهائي والأخير مع الاستعداد للتفاوض من دون تحفظات، حتى لا يرفع سقفه عند حلحلة أي عقدة. في غضون ذلك، ساد الهدوء مدينة طرابلس التي قام مندوب «الحياة» بجولة على احيائها التي شهدت صدامات دموية مطلع الاسبوع بين باب التبانة وجبل محسن. والتقت رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الذي حذر من «الاستغلال السياسي» لاحداث المدينة. وقال كرامي لـ«الحياة» ان «الطابور الخامس الذي حرّك الصدامات في طرابلس هو هؤلاء الذين لا ينتمون الى دولة وحزب بل تحركهم غزائزهم». وتوقع حلحلة قريبة، واعتبر ان التأخير في تشكيل الحكومة والسجالات «استهلكت من رصيد الرئيس ميشال سليمان».

وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع انه كان لرئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط دور بارز في إعادة تفعيل المشاورات والاتصالات في كل الاتجاهات لإيجاد مخرج لتذليل العقبات التي ما زالت تؤخّر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وكشفت المصادر لـ«الحياة» ان جنبلاط تواصل مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري الموجود في المملكة العربية السعودية، وأوفد لهذه الغاية وزير الإعلام غازي العريضي للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وأوضحت ان جنبلاط أصرّ على الإسراع في تشكيل الحكومة بأي شكل لأنه يتخوّف من بقاء أزمة التأليف الى ما لا نهاية، ما يسمح «باستمرار التوترات المتنقّلة بين المناطق اللبنانية وعودة الأحداث الأمنية من الباب الواسع. وهو يعتقد بأن التوافق على التركيبة الحكومية التي تؤمن سقفاً سياسياً تتحرك تحته الحكومة، لتأمين عودة الاستقرار». واعتبر جنبلاط كما نقلت عنه مصادره أن الوضع الراهن لم يعد يطاق وان هناك من يريد إبقاء التوتر الذي لا يمكن ضبطه إلا من خلال تسوية سياسية ما يستدعي التحرّك بكل الاتجاهات على صعيد سليمان والسنيورة والقوى السياسية لتحقيق اختراق يضع الحكومة على نار حامية.

وتزامن موقف جنبلاط مع زيارة الوزير السابق سليمان فرنجية القصر الجمهوري أول من أمس ولقائه الرئيس سليمان بتكليف من المعارضة التي كانت اجتمعت قياداتها الجمعة الماضي بدعوة من بري. كما تزامن بحسب قول أوساط ديبلوماسية عربية لـ «الحياة» مع تحرك رئيس اللجنة الوزارية العربية الراعية لاتفاق الاطراف اللبنانيين في الدوحة رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني باتجاه دمشق وطهران طالباً منهما التدخل لتبديد العقبات التي تعترض ولادة الحكومة، خصوصاً أنه بات يخشى من تمديد أزمة التأليف في شكل يؤخّر استكمال تطبيق الاتفاق.

وكان فرنجية حمل اقتراحاً الى سليمان بإعطاء «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون إما حقيبة الاتصالات وإما العدل مع إسناد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء الى الوزير السابق اللواء عصام أبو جمرا.

وتردّد ايضاً ان مخرجاً آخر طرح يقوم على توزيع جديد للحقائب السيادية الأربع (الدفاع، الداخلية، الخارجية، المال)، على ان تسند الى شخصيات معتدلة ومحسوبة على رئيس الجمهورية وفريقي الاكثرية والمعارضة، وأن بري يقف وراء هذا الاقتراح، الرامي الى إسناد الخارجية لماروني من كسروان محسوب على العماد عون ولا يعترض عليه سليمان والسنيورة، في مقابل إسناد الداخلية لشخصية سنية يسميها زعيم الأكثرية النائب الحريري وحقيبة المال إلى نائب من كتلة «التنمية والتحرير» قيل انه ياسين جابر، وتبقى الدفاع للوزير الياس المر على أن يبقى في الوقت نفسه نائباً لرئيس الحكومة. لكن الأكثرية اعتبرت هذه الصيغة غير متوازنة لأنها تعطي الأقلية حقيبتين سياديتين مقابل واحدة للأكثرية.

وتحدثت أوساط مطلعة عن صيغة أخرى وفيها المر نائباً لرئيس الحكومة وزيراً للدفاع وشيعي لحقيبة المال يعود لتيار «المستقبل» اختياره، وثالث للخارجية تترك لعون تسميته، على أن تسند الداخلية إلى سني حيادي. وعلم في ما يخص الصيغتين المطروحتين (حقيبة أساسية غير سيادية لعون وتسمية أبو جمرا نائباً لرئيس الحكومة أو إعادة توزيع الحقائب السيادية) أن من غير الجائز لهذا الفريق أو ذاك ان يستنسب ما يلائمه من الأولى ويضيف عليه ما يناسبه من الثانية.

وقالت مصادر مواكبة للاتصالات إن الرئيس سليمان لم يبد رأيه في أي من الصيغتين لأن الأمر متروك للمشاورات، ما استدعى زيارة السنيورة أمس للقصر الرئاسي، فيما تواصل رئيس الجمهورية مع عدد من القيادات في الأكثرية للوقوف على رأيها مع انها أبدت مرونة في التعاطي مع المخارج المطروحة.

وسألت هذه القيادات عن الضمانات بأن عون يريد فعلاً الاشتراك في الحكومة وعن مدى استعداد بعض الأطراف للالتزام باتفاق الدوحة، لأن الإجابة عن هذين السؤالين تشجع على البحث في المخارج ولو اضطرت إلى تقديم تسهيلات جديدة. كما ان بري دخل على خط الاتصالات ممثلاً بمعاونه السياسي النائب في حركة «امل» علي حسن خليل الذي اتصل بالنائب السابق غطاس خوري في تيار «المستقبل» فأبلغه الأخير أن الأكثرية مستعدة للتعاطي بإيجابية مع الصيغة الجديدة لكنها تحتاج إلى جواب نهائي عن موقف عون ومدى التزام الآخرين بتطبيق اتفاق الدوحة، «لتفادي ما كان يحصل سابقاً حيث عرضت علينا مجموعة من الأفكار وقيل لنا أنها ترضي العماد عون، ليتبيّن لاحقاً ان الأخير يطالب بالمزيد وأنه يرفع سقفه كلما أبدينا انفتاحاً». لكن النائب خليل وعد بنقل ما أبلغه إياه خوري باسم الحريري إلى بري، لكنه لم يعطِ جواباً حتى مساء أمس

 

لماذا طرابلس؟

مصطفى علوش (*)

المستقبل - الجمعة 27 حزيران 2008

"ولا ينبيك عن خلق الليالي كمن فقد الأحبة والصحابا ومن يغتر بالدنيا فإني لبست بها فأبليت الثيابا" (أحمد شوقي قصيدة "سلوا قلبي")

"وعاد خليل عكاوي، من عزلته بفهم جديد للاسلام معتبراً أنه هو الحل بعد فشل التجارب الماضية. كانت كنيته أبو عربي، وبعد هيام بين الأفكار المتشعبة، التزم بيسارية اسلامية وحمل السلاح ومعه العشرات من الشبان. سرعان ما تحولت هذه المجموعة الى حركة مقاومة مسلحة واجهت ظلم المخابرات السورية التي نكلت بأهل طرابلس.

تحولت التبانة بعدها الى قلعة عصبة على القوات السورية حتى دخلت في حرب مفتوحة معها على مدى عدة سنوات. ذاقت طرابلس الأمرين، فعرفت الدمار والتنكيل والترويع المزدوج... من الخارج قذائف وحصار القوات "السقيقة" والأحزاب "الوطنية"، ومن الداخل عصابة ظلامية روعت ونكلت وقضت على الحريات وأعادت المدينة الى عصور الظلمات.

لكن مجموعة التبانة نأت نفسها عن مسار العصابة الظلامية وحصرت نفسها في المواجهة. في التاسع من شهر شباط 1986 ومباشرة بعد صفقة ايرانية سورية، وبعد أن ضمنت المخابرات السورية حياة أبي عربي، اغتلاته مجموعة منها لتنتهي معه أسطورة باب التبانة... ولكن البرابرة لم يكتفوا بذلك، فبدروا في 19 كانون الأول من نفس السنة مجزرة رهيبة طالت المئات من الرجال والنساء والأطفال العزل، ولم تنفع حرمة منزل ولا مسجد. مئات دفنوا في مقابر جماعية ومنع أهلهم من الصلاة على أرواحهم حتى صلاة الغائب. لقد منع أو جبن الصحافيون عن تغطية الجريمة، ودفنت الوقائع في غياهب الخوف والذل لتزيد في معاناة التبانة وفي حزن أهلها. وأنا ما زلت حتى اليوم أسمع أنين الضحايا يتردد في أرجاء عقلي وأنا أحلم بأن يمنحني الله يوماً قوة خارقة لأنتقم لأهل حارتي..." من رواية حكايات أبو النور لمحمد علوش.

لقد تمكن الجنرال البرتقالي في غمرة حفلة التضليل الذي يتقنها من طمس وتجاهل تضحيات أبناء مدينة طرابلس وباب التبانة بالذات في مواجهة الاحتلال السوري على مدى ثلاثة عقود من الزمن وها هو اليوم يسترسل في حفلة تجني يحاول من خلالها تصوير المدينة الصابرة وكأنها قندهار. فمنذ بداية الدخول السوري الى لبنان في خريف 1976 عوملت المدينة على أساس أنها بيئة معادية للنظام السوري لأسباب سياسية ومذهبية. لقد رزحت طرابلس منذ ذلك الوقت تحت ظلم المخابرات وعومل السكان بقسوة بالغة لدرجة أصبحت الاهانة خبزهم اليومي عند مرورهم على الحواجز العسكرية المنتشرة في كل أرجائها، كما أن قصص التعذيب العشوائي في مراكز المخابرات صارت الحديث اليومي لدرجة دفعت الناس الى حالة من اليأس الجماعي. لقد تمكن الاحتلال السوري من عزل المدينة عن باقي لبنان على المستوى السياسي والانمائي وجعلت منها بيئة منفرة للاستثمار مما زاد في بؤس أبنائها لدرجة دفعتها الى قاع مستويات الفقر. لقد أدى هذا الوضع الى هجرة الرساميل منها الى أماكن أكثر جاذبية مما دفع نخبها أيضاً الى تحول عنها استثماراً وسكنياً.

في الفترة الممتدة بين 1976 و1982 خسرت طرابلس دورها كعاصمة لكل الشمال عندما أصبحت مدينة جونية مقصد مسيحيي القرى المجاورة، ولكن بقيت محافظة على صلاتها التجارية مع عكار والساحل السوري وكان سوق باب التبانة من أنشط الأسواق في لبنان وكان يؤمن آلاف فرص العمل للسكان. ولكن التغييرات الميدانية التي أحدثها الاجتياح الاسرائيلي ولجوء ياسر عرفات الى المدينة وضعها في مواجهة مفتوحة مع القوات السورية بعد طردها منها، وكانت هذه الفترة التي فتحت جرح خط التماس بين باب التبانة وبعل محسن حين قاتل بعض العلويين الى جانب القوات السورية في مواجهة أبناء مدينتهم لأسباب مذهبية. بعد خروج القوات الفلسطينية سنة 1983 على متن البواخر المصرية هذه المرة، وبعد أن قصفتها القوات السورية بشكل وحشي، سيطرت مجموعة ظلامية تحت اسم حركة التوحيد الاسلامي على المدينة نكلت بالحريات السياسية والدينية وأدخلت المدينة في ثلاث سنوات من عصور الظلمات التي زادت في عزلتها ودفعت المزيد من النخب الى هجرتها وقطعت كل الصلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع باقي العالم عندما تم اعلانها كإمارة اسلامية. والمفارقة اليوم هو أن معظم أمراء هذه الحركة أصبحوا جزء من المنظومة السورية في المدينة. لقد دفعت طرابلس بين سنتي 1982 و1986 المئات من أبنائها شهداء في المواجهات مع القوات السورية وأتباعها ودمرت مئات البيوت والأبنية وقضي على سوق باب التبانة بشكل شبه كامل. ولم تنتهي الأمور هنا، فبعد اغتيال خليل عكاوي، أحد أهم رموز مقاومة السوريين، على يد المخابرات في أول العام 1986 اختتمت السنة بمجزرة رهيبة ذهب شحصيتها المئات من أبناء باب التبانة على يد عملاء وأفراد المخابرات السورية. واستمر بعدها مسلسل الاذلال والافقار والعزل الى يوم 26 2005 يوم جلاء آخر جنود الاحتلال السوري من لبنان.

إن كل ما تقدم يؤكد على منطقية الخيار السياسي الذي التزمت به المدينة منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وتمت بلورته في نتائج الانتخابات النيابية التي أتت بالأكثرية النيابية الحالية، وهو خيار يتناسب بشكل كامل مع التزام أهلها القومي العروبي الذي لا يعني بأي شكل من الأشكال التبعية لنظام عائلة الأسد التي تاجرت بالعروبة وبأرواح العرب. رن الحقد على هذا الخيار السياسي هو ما يحكم عقل الحكم السوري فكلف أعوانه ومخابراته بتنفيذ المهمة على الأرض لدفع أبناء المدينة الى الاستسلام أو لتحييدهم على الأقل أو حتى لدفع بعضهم الى خيارات متطرفة تبعدهم عن الالتزام بمنطق الدولة. إن هذا الارهاب الذي افتتحه حزب الله في بيروت ومدده لاحقاً الى البقاع يأتي اليوم الى طرابلس ليكمل المخطط المرسوم لوضع كل هذه المناطق تحت ظل الابتزاز الأمني والاقتصادي ولكن يكفي هذه المدينة أن نتذكر ما حل بها أيام الوجود السوري فيها ليدفعها الى الصمود والمكابرة على الجرح والتمسك بقناعاتها السياسية فما النصر إلا صبر ساعة واحدة.

(*) نائب في كتلة "المستقبل" النيابية

 

سمير جعجع.. إن حكى!!

بقلم إيلي محفوض محفوض(*)

المستقبل - الجمعة 27 حزيران 2008

في مؤتمره الصحافي الأخير، انتهج رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مسلكاً مغايراً تماماً عن أسلوبه الذي اعتاده منذ سنوات طويلة، أو على الأقل منذ خروجه من السجن بعد انتهاء انتخابات 2005، ولعلّ التشديد على زمنية إطلاقه من المهم جداً التركيز عليها للولوج لاحقاً الى بعض الحقائق التي تمّ تغييبها عن اللبنانيين بفعل فاعل، والمقصود بالأسلوب الجديد هو انكفاء الحكيم عن لغة الصمت المُدقع إزاء التخريف والتخوين السياسي الذي يمتهنه صاحب خديعة العصر، أي النائب ميشال عون حالياً، وقائد الجيش ميشال عون سابقاً، ورئيس الحكومة الانتقالية في مرحلة معيّنة دولة الرئيس ميشال عون...

وفي كل المراحل، كان الرجل ممتهن للعبة التمسْكن للتمكّن.. ولعلّ تصرفات عون الأخيرة هي نسخة طبق الأصل ولو منقّحة عن تصرفاته التي اعتادها طوال حياته السياسية وقبلها العسكرية..

ودعونا نُقرّ ونعترف بثعلبية عون التوجيهية، وقدرته على تركيب وفبركة أحداث معيّنة وبالتالي تلفيق المزاعم لدرجة قلب الحقائق رأساً على عقب، هذا الرجل الذي كان شريكا للرئيس الراحل الشهيد بشير الجميل، أو دعنا نوضح مسألة إعطاء الحجم الحقيقي للضابط عون يوم كان يسعى سُلحفاتياً للتقرّب من الشيخ بشير بواسطة صديق مشترك هو الأستاذ أنطوان نجم، وتقرّبه هذا حصل قبل وبعد مجزرة إهدن، أي أن عون ولو بطريقة غير مباشرة يعتبر من مؤيدي بشير بنهجه وخطه وسلوكه السياسي.. عون استمر بتقرّبه من بشير قبل وبعد مجزرة الصفرا، أو كما أطلق عليها اصطلاحاً "عملية لينا"... وغيرها وغيرها من الملفات التي ينبشها عون اليوم، ليس لسبب إلاّ لإلحاق المزيد من التباعد والتفرقة والشدخ والحقد في صفوف المسيحيين.. ألا يعلم الرجل مثلاً أن سمير جعجع أُصيب على الطريق وقبل وصوله الى قصر آل فرنجية وتمّ نقله الى المستشفى؟؟ بل حتماً يعلم، ومن المفترض به أن يعلم وهو الضابط اللاعب بامتياز طوال فترة الحروب الكبيرة منها والصغيرة، الداخلية كما الخارجية..

إذاً محصّلة هذه الحقيقة ـ المعادلة أن عون يعلم خفايا الأمور وخباياها، وهو ينفض يديه دوماً من غبار السنوات العجاف الطويلة التي كان من أركانها، ولعلّ تذكير اللبنانيين وإنعاش ذاكرة العونيين منهم تحديداً بمثال حيّ عما نقوله يبقى من البديهيات في زمن امتهان الخداع هذا.. اغتيال الرئيس رشيد كرامي حصل زمن تولّي عون قيادة الجيش، ولم نسمع للرجل أي مبادرة أو تفعيل باتجاه الدفع بالتحقيق للوصول الى نتائج مرجوة، وأكثر من ذلك، عندما حاول الرئيس أمين الجميل إقالة قائد الجيش العماد ميشال عون من منصبه على اعتبار أنه يبقى المسؤول هرمياً ومسلكياً ومعنوياً عن حادثة تفجير الطوافة العسكرية التي كانت تقلّ رئيس الحكومة، بادر الرئيس سليم الحص برفض الطلب طبعاً هذا الرفض كان مذيّلاً بتوقيع سوري، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على مدى تورط عون مع السوريين منذ ما قبل ذاك التاريخ، ولعلّ استقباله في سوريا ببذته العسكرية الرقم (2)، كانت أول دغدغة للجامح دوماً أبداً نحو عقدة مرضية تلازمه باستمرار ألا وهي القبض على السلطة عبر اعتلاء كرسي رئاسة الجمهورية، وأخيراً أطلّ على اللبنانيين بأكذوبة كبيرة مفادها ما ردّده حرفياً على مسامعنا:

"عُرضت عليّ رئاسة الجمهورية ولكن على حساب الوحدة الوطنية، لذلك فضّلت أنا الوحدة الوطنية على الرئاسة..." وهنا لم يسأله أحد من الذي عرض عليه الرئاسة؟ وكيف كان سيصبح رئيساً من دون موافقة الأكثرية النيابية عليه، إلاّ إذا اعتبر أن اجتياح بيروت كان سيوصله الى بعبدا.

أردت هذه المقدمة الطويلة للوصول الى تساؤل محدد وهو لماذا لم يتكلم سمير جعجع قبل اليوم؟ ولماذا لم يدافع على الأقل عمّا سيق ضدّه شخصياً على الرغم من التشويه الذي يعتمده دوماً عون، وهنا لماذا لا نستذكر معاً قصة ربطة الخبز على حاجز البربارة، وأنا من الذين اعتقدوا أن منع نقل ربطات الخبز من المناطق الشرقية الى خارجها تدبير طائش وعمل زجري تقوم به حواجز القوات اللبنانية، ولكن ما لم نعلمه وما لم يعلمه اللبنانيون أن هذا القرار تمّ اتخاذه من قبل وزير الاقتصاد واستكمل تطبيقه الوزير عصام أبو جمرة زمن توليه وزارة الاقتصاد في الحكومة الانتقالية، ولم أسمع في يوم تصريح أو توضيح من قبل القوات اللبنانية حول هذا الموضوع، وبقيت الرواية التي ساقها عون من ضمن برنامجه الدعائي التحريضي ضد القوات اللبنانية.

أما مسألة حرب الإلغاء، والتي استمررت بتسميتها حرب توحيد البندقية حتى الأمس القريب، على اعتبار أن عون يرمي من خلال ما قام به، سحب سلاح الميليشيات، لأنه لا سلاح بعد اليوم إلا بين يدي الجيش اللبناني، فكانت الحرب التي جعلت من المسيحيين الطبقة المعدومة سياسياً، خصوصاً بعد الاجتياح السوري صباح 13 تشرين الأول 1990، لنصل الى زمن يقف فيه ميشال عون مع ميليشيا حزب الله وباقي الفصائل المسلحة من أحزاب سوريا في لبنان من قومي وبعثي وأمل...

واليوم بات بالإمكان الإجابة عن سؤال: لماذا بقي سمير جعجع في السجن الى ما بعد الانتخابات النيابية؟

زاره عون في اليرزة بشكل صوَري، وإطمأنّ باله أن جعجع لن يخرج قبل الانتخابات وهذا المسعى السوري كان عبر سيناريو مكتوب ومُعدّ للتنفيذ، لن يتمكّن عون من استنهاض المسيحيين في حال وجود سمير جعجع على الأرض، لذا من بديهيات عناصر المعركة استئخار عملية العفو وبالتالي إبقاؤه في السجن حتى ما بعد إنهاء جرّ المسيحيين الى جَعْبة عون التي انكشفت حقيقتها، ميشال عون كان بإمكانه أن يصل الى الرئاسة لو لم يتحوّل الى طرف عدائي لفريق 14 آذار، ولكن مشكلته أنه متورط حتى أذنيه، متورط لدرجة أنه أطلّ عشية اغتيال جبران تويني ليقول: "هلّقتني بيتهمو سوريا.. حلّو بقا عن سوريا"..

وعونيات الحكيم هذه المرة جاءت في محلها ولو أنها متأخرة، هذه العونيات يجب أن تكون شغلنا الشاغل، ليس لسبب إلاّ لانتشال الفئة التي لا زالت حتى الساعة مغمضة العينين، الفئة المسكينة التي بدأت تلامس الحقيقة ولكن المشكلة تكمن في الصدمة، تماماً كما حصل معي ومع رفاق كثر لي، حيث لم نصدّق أن الرجل مخادع وأنه يقترب أكثر فأكثر من السورنة، ولكن تحكيم العقل، وترجيح المنطق، والقراءة الموضوعية لخطاب الرجل المستحدث جعلنا ويجب أن يجعل من كل عوني مغشوش البحث جدياً وملياً في العونيات التي باتت كتابا يُقرأ بهدوء للتوصل الى نتائج منطقية تؤشر الى الحقائق كلها، وهذه الحقائق باتت مكشوفة وما عادت مخفية أو دعنا نقول لم يعد بإمكان عون إخفاؤها وتعمية حقيقتها، خصوصاً بعدما تحوّل تورطه القديم الى حالة ظاهرة لا يمكن إخفاؤها أو التستّر عليها، ثلاثون سنة من الخداع، الى أن وصلنا الى اللحظة الحاسمة لحظة المحاسبة...

(*) رئيس حركة التغيير عضو قوى 14 آذار

 

مكاسب لبنان من الانفتاح الفرنسي المشروط على سوريا

ساركوزي والأسد: الابتعاد عن إيران والمصالحة مع العرب وإسرائيل

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

"يقود الرئيس نيكولا ساركوزي عملية الانفتاح السياسي الجديدة على نظام الرئيس بشار الاسد بحذر شديد حاملا صفة محامي لبنان المستقل، وهو يهدف اساسا الى دفع هذا النظام الى التخلي عن سياساته المتشددة الخطرة واعتماد سياسات معتدلة وواقعية ومرنة حيال قضايا المنطقة تحترم قرارات الشرعيتين الدولية والعربية وتؤمن المصالح الحيوية للبنانيين والفلسطينيين والعراقيين والعرب عموما، فالحكم الفرنسي يرفض اي تقارب مع نظام الاسد وفقا لشروط دمشق ومطالبها بل انه يريد ان يتم هذا التقارب تدريجا على اساس المواقف والمطالب الفرنسية الواضحة التي تلقى دعما واسعا داخليا وعربيا ودوليا وتؤمن الحماية للبنان المستقل السيد. وهذا الانفتاح الفرنسي يشكل تحديا للرئيسين ساركوزي والاسد، اذ ان الاول يقوم فعلا بمجازفة سياسية في محاولته الجديدة اقناع النظام السوري بضرورة إحداث تغييرات جذرية في مواقفه حيال قضايا المنطقة تنسجم مع المطالب المشروعة العربية والدولية، والثاني سيضيّع فرصة مهمة للتقارب مع الغرب اذا ما اساء فهم أبعاد الانفتاح الفرنسي الجديد عليه، كما فعل العام الماضي، واذا ما حاول استغلال هذا الانفتاح لتحقيق مصالحه واهدافه الخاصة في لبنان، خلافا لما يريده ويسعى اليه الفرنسيون".

هذا ما اكدته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية في باريس وثيقة الاطلاع على مضمون الاتصالات الفرنسية – اللبنانية – السورية الجارية حاليا. واوضحت ان هذا الانفتاح الفرنسي الحذر على سوريا يتم وسط معلومات تلقاها الفرنسيون وتؤكد ان "ثمة عملية جارية لإعادة ترتيب الاوضاع في البيت السوري الداخلي، وان "مناقشة جدية تجري بين اصحاب القرار في دمشق في شأن احتمال اعادة النظر في سياسات نظام الاسد حيال قضايا المنطقة بما يساعد على تحسين علاقات سوريا مع الدول العربية والغربية البارزة والمؤثرة".

واذ تنفي هذه المصادر الاوروبية تلقيها اي معلومات موثوق بها عن احباط محاولة انقلابية ضد الاسد، او عن وجود صراع حاد على السلطة بين اركان النظام السوري، فانها تؤكد، في الوقت نفسه، ان دولا عربية وغربية عدة على اقتناع بأن السياسات المتشددة لم تحقق للاسد المكاسب التي كان يتوقعها، وان امام النظام السوري تحديات جدية داخلية وخارجية يصعب جدا عليه التصدي لها بنجاح اذا لم يقرر اجراء التغييرات الاساسية المطلوبة منه في توجهاته حيال لبنان وقضايا المنطقة.

وكشفت المصادر الديبلوماسية الاوروبية المطلعة ان الحكم الفرنسي يسعى الى تحقيق خمسة اهداف اساسية من خلال انفتاحه الجديد على نظام الاسد هي الآتية:

اولا، تصميم الحكم الفرنسي، كما ابلغ الى جهات عربية ودولية بارزة، على ان يكون انفتاحه على سوريا مشروطا، ولمصلحة لبنان المستقل الحر، وان يؤمن لهذا البلد الحماية من اي "نزعات سورية توسعية" حياله ترمي الى اخضاعه مجددا لهيمنة نظام الاسد. وساركوزي ليست لديه ثقة كاملة بالاسد وبنياته، لذلك فانه يريد ان يكون هذا الانفتاح الفرنسي عليه امتحانا جديا لمدى استعداد نظامه اعتماد سياسة معتدلة جديدة حيال لبنان تشمل تطبيع العلاقات مع هذا البلد سياسيا وديبلوماسيا وامنيا تحت رعاية عربية – دولية. وقد تم التوصل الى اتفاق في هذا الشأن بين ساركوزي والرئيس بوش الذي يدعم هذا التوجه بحيث يشمل التطبيع تبادل التمثيل الديبلوماسي وترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، وتكريس لبنانية منطقة مزارع شبعا تمهيدا لإعادتها تدريجا الى السيادة اللبنانية، وتسهيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتشجيع المعارضة على التعاون مع الرئيس ميشال سليمان لتحقيق المصالحة الوطنية، ومعالجة المشاكل القائمة عبر الحوار بين الافرقاء اللبنانيين، والتوقف عن تحريض حلفاء دمشق على استخدام السلاح والعنف ضد الغالبية النيابية وبهدف تحقيق مكاسب سياسية. وقد تولى مبعوثا ساركوزي كلود غيان وجان دافيد ليفيت ابلاغ هذه الرسالة المتضمنة مطلب التطبيع الكامل مع لبنان الى الاسد خلال لقائهما معه يوم 15 حزيران الجاري.

الدور السوري وسلاح "حزب الله"

ثانيا، يعطي الحكم الفرنسي اولوية خاصة لمعالجة مشكلة سلاح "حزب الله" سلميا، خوفا من سقوط البلد في فخ الحرب الاهلية. وهذا يتطلب، وفقا للفرنسيين، وضع سلاح "حزب الله" في تصرف الجيش في اطار تنفيذ اتفاق الدوحة الذي يدعو الى تنظيم العلاقات بين الدولة والتنظيمات المسلحة. ويريد الحكم الفرنسي ان يقوم النظام السوري بدور ايجابي فاعل في المساهمة مع جهات عربية واقليمية اخرى في معالجة هذه القضية الحساسة والمهمة من خلال "تشجيع" حزب الله على التوقف عن استخدام سلاحه في الصراع السياسي الداخلي وعلى تسليم هذا السلاح الى الدولة في اطار استراتيجيا دفاعية جديدة بما يؤدي الى تعزيز الامن والاستقرار والسلم الاهلي في هذا البلد. ووفقا لما قاله لنا ديبلوماسي اوروبي مطلع "فان فرنسا وسائر الدول المعنية بمصير لبنان ترفض ان يستخدم النظام السوري قضية سلاح حزب الله للعمل على فرض هيمنته مجددا على هذا البلد من خلال القول انه وحده القادر على منع استخدام هذا السلاح، وان الثمن يجب ان يكون منح تفويض عربي ودولي للقيادة السورية لإدارة شؤون لبنان، هذا امر مرفوض كليا، فرنسيا وعربيا ودوليا، وليس ثمة مجال للدخول في اي مساومة في شأنه".

ثالثا، يريد الحكم الفرنسي تشجيع نظام الاسد على مواصلة انفتاحه السلمي على اسرائيل واتخاذ خطوات واجراءات محددة لتعزيز هذا الانفتاح، على رغم المصاعب التي تواجهها المفاوضات السورية – الاسرائيلية الجارية عبر الوسيط التركي. ووفقا لما قاله ديبلوماسي اوروبي مطلع "فان المسؤولين الفرنسيين يأملون في عقد لقاء بين الرئيس بشار الاسد ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت على هامش قمة الاتحاد المتوسطي في باريس في13 تموز المقبل، بحيث يشكل هذا اللقاء وهو الاول من نوعه، في حال حدوثه، تطورا سلميا بارزا يمكنه ان يؤثر بشكل ايجابي على مسار عملية التفاوض بين البلدين. كما ان فرنسا مستعدة لاستضافة لقاءات سورية – اسرائيلية لدفع مفاوضات السلام الى الامام.

ويرى المسؤولون الفرنسيون ان التقارب السلمي التدريجي بين سوريا واسرائيل هو لمصلحة لبنان وليس العكس لانه يعطي دفعا قويا لمعالجة قضية منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالوسائل السلمية وليس عبر القوة المسلحة، ويساعد بالتالي على تسوية قضية سلاح حزب الله في اطار الدولة ومؤسساتها الشرعية، بما يزيل خطر استخدام هذا السلاح في الداخل".

المصالحة مع العرب والابتعاد عن ايران

رابعا، يرى الحكم الفرنسي، في ضوء ما يملكه من معلومات، ان "ثمة فرصة معقولة ومتاحة" للعمل، عبر الانفتاح على نظام الاسد، على فك التحالف الوثيق القائم بين سوريا وايران، وتشجيع النظام السوري على الابتعاد تدريجا عن خيارات النظام الايراني المتشدد وعن مساعيه لامتلاك السلاح النووي ومحاولة فرض هيمنته على المنطقة. ويؤكد ديبلوماسي اوروبي مطلع: «ان الرهان الفرنسي على ذلك الارتباط الوثيق بين دمشق وطهران رهان صعب التحقيق لكنه يصبح قابلا للتنفيذ اذا ما اعطى نظام الاسد الاولوية للمصالحة مع المجتمع الدولي لاعتماد سياسة معتدلة بدلا من مواصلة التمسك بسياسة التحدي والمواجهة في تعاطيه مع الاوضاع اللبنانية ومع قضايا اقليمية اخرى. ومثل هذا التوجه الفرنسي هو لمصلحة لبنان والقوى الاستقلالية لانه يهدف الى إضعاف قدرات "حزب الله" على التصرف بسلاحه كما يريد واستخدامه لمحاولة فرض مطالبه على اللبنانيين عموما".

خامسا، يريد الحكم الفرنسي استخدام انفتاحه على نظام الاسد من اجل اقناع هذا النظام بأن من مصلحة سوريا العودة الى الصف العربي وتحقيق المصالحة الجدية مع مصر والسعودية ودول عربية عدة ترى في سياسات الاسد المتشددة تهديدا للامن القومي العربي وللمصالح العربية والحيوية. ويدرك الفرنسيون تماما نتيجة اتصالاتهم مع عدد من قادة الدول العربية، ان من الشروط الاساسية لإنجاز المصالحة السورية – العربية ابتعاد نظام الاسد عن التحالف الوثيق مع النظام الايراني والقوى المتشددة في المنطقة وتخليه عن سياسته الخطرة حيال لبنان والمساهمة بفاعلية في تأمين نجاح العهد الجديد ومهمة الرئيس ميشال سليمان لتحقيق المصالحة الوطنية ومعالجة مختلف المشاكل العالقة عبر الحوار وبمساعدة عربية، مما يفترض تخلي حلفاء دمشق عن شروطهم التعجيزية وعن تصميمهم على تعطيل البلد مجددا وفرض مطالبهم بالقوة والعنف على الافرقاء السياسيين الآخرين.

واكدت المصادر الديبلوماسية الاوروبية المطلعة ان الحكم الفرنسي يعترف بـ"حزب الله" كقوة مهمة في لبنان يجب التحاور والتفاهم معها، لكن الحكم الفرنسي يرفض التعامل مع الحزب على اساس انه القوة الرئيسية المهيمنة على البلد لمجرد امتلاكه السلاح الثقيل السوري – الايراني، لان ذلك يشجع الافرقاء الآخرين على التسلح واستخدام العنف. ويرفض الحكم الفرنسي اي محاولة انقلابية مسلحة يمكن ان يقوم بها حلفاء دمشق لفرض هيمنتهم على السلطة، ويرى ان من مصلحة لبنان وجميع طوائفه ان يتخلى "حزب الله" للدولة عن سلاحه وقرار الحرب وان يتحول حزبا سياسيا يشارك مع الافرقاء الآخرين في تعزيز الدولة ومؤسساتها الشرعية والسلم الاهلي في هذا البلد.

وشدد ديبلوماسي اوروبي معني مباشرة بالملف اللبناني على اربعة امور اساسية هي الآتية:

اولا، ان الحكم الفرنسي منفتح على جميع الافرقاء اللبنانيين لكن مصلحته الاساسية ومصلحة كل الدول الداعمة لبنان المستقل تتمثل في مساندة القوى الاستقلالية الديموقراطية وليس تلك التي تريد ربط لبنان بالمحور السوري – الايراني.

ثانيا، ليست ثمة ضمانات بان الانفتاح الفرنسي على النظام السوري سيحقق اهدافه وسيدفع هذا النظام الى تبني سياسة معتدلة ايجابية في التعاطي مع لبنان تعزز امن هذا البلد واستقراره واستقلاله والمصالحة الوطنية فيه. لكن مسؤولية الفشل ستقع حينذاك على الاسد وليس على ساركوزي، وستكون سوريا هي الخاسرة.

ثالثا، ان ساركوزي مستعد لان يدفع ثمنا فرنسيا واوروبيا لتشجيع الاسد على الاعتدال والتخلي عن توجهاته المتشددة الخطرة، لكنه ليس مستعدا لان يدفع ثمنا لبنانيا يتمثل في التضحية باستقلال لبنان وسيادته وبالمحكمة الدولية، لان ذلك سيشكل هزيمة سياسية وديبلوماسية كبرى لفرنسا.

رابعا، يدرك المسؤولون الفرنسيون ان نظام الاسد يريد التوصل الى تفاهمات في شأن القضايا الاساسية مع الولايات المتحدة وليس مع فرنسا او اي دولة اخرى. لكن الحكم الفرنسي مستعد لان يمد جسور التقارب بين سوريا والدول الغربية الاخرى البارزة والمؤثرة بما فيها اميركا شرط ان يتراجع نظام الاسد عن خياراته المتشددة الخطرة ويعتمد في لبنان وفي ساحات اقليمية اخرى سياسات تنسجم وتتلاءم مع متطلبات المجتمع الدولي والمجموعة العربية وليس مع متطلبات النزعة الى الهيمنة والتسلط على الآخرين وتشكل دعما لخطط النظام الايراني في المنطقة. وليس ثمة جدوى من التقارب الفرنسي مع سوريا اذا لم يكن لمصلحة لبنان المستقل ولمصلحة الاستقرار والسلام في المنطقة.

 

الرئيس بري إستقبل النائب حسين والامينة العامة لمنظمة العفو الدولية

خان: ركزنا على اهمية برنامج حقوق الانسان ووجود نظام قضائي مستقل وقوي

وطنية - 27/6/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية، في عين التينة، ظهر اليوم، الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية ايرين خان والوفد المرافق في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان. وصرحت خان بعد اللقاء: "التقيت دولة الرئيس وناقشت معه عددا من القضايا في المنطقة وخصوصا برنامج حقوق الانسان الذي كان مجلس النواب يناقشه، وركزنا على اهمية هذا البرنامج بما فيه يوجه خاص قضية وجود نظام قضائي مستقل وقوي".

وقالت: "طالبنا رئيس المجلس بان يعطي البرلمان كل الامور المعلقة بحقوق الانسان بما في ذلك حقوق الاجانب واللاجئين والعمال الاجانب في لبنان، وتناولنا ايضا اهمية التصديق على بعض البروتوكولات الدولية ومنها البروتوكول الدولي لمناهضة التعذيب، ووعدنا الرئيس بري بانه سوف يتم التصديق على هذه البروتوكولات عندما تكتمل كل المعطيات المتعلقة بها، ونحن نقدر الانفتاح الذي لقيناه من دولته، ونتطلع الى التعاون في المستقبل ولاكمال هذا التعاون خصوصا في ما يتعلق بالبرنامج الوطني لحقوق الانسان".

النائب حسين

ثم استقبل الرئيس بري النائب مصطفى علي حسين في حضور النائب علي حسن خليل، وجرى عرض للاوضاع الراهنة.

 

النائب عدوان:دخلنا مرحلة متقدمة جدا وآمل تأليف الحكومة في الأيام المقبلة

وكالات/استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة فؤاد السنيورة، قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية، نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية النائب جورج عدوان وعرض معه الاوضاع.  بعد الاجتماع، قال النائب عدوان: "الرئيس السنيورة يقوم بمساع فاعلة وحثيثة، واتصور ان الامور دخلت في مرحلة متقدمة جدا وامل ان الايام القليلة المقبلة تشهد فيها ولادة الحكومة. ان جميع الاطراف بدون استثناء يدركون تماما ان اي تأخير في تأليف الحكومة ينعكس سلبا على الجميع بلا استثناء وينعكس سلبا على وضع البلد الذي هو عشية صيف نريده صيفا واعدا لكل اللبنانيين، ينعكس سلبا على وضع قيام الدولة. ان التسوية التي تمت في الدوحة هدفها ان تستعيد الدولة كل مقوماتها، تم انتخاب رئيس، فتح المجلس النيابي، ومضينا قدما في تأليف الحكومة، والرئيس السنيورة مدرك تماما ان اي تأخير ينعكس سلبا على كل الوضع، وهو يقوم بمساع حثيثة جدا، واليوم كان على اتصال بكل الافرقاء، وهو دائما على تواصل مع رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية لديه دور اساسي يجب ان يضطلع به اعطاه اياه الدستور، وشخصه كرئيس تسوية يخوله لعب هذا الدور ليكون الحكم ويدفع الامور من خلال تواصله ايضا بالأفرقاء، الى النهاية التي ينتظرها الجميع، واتصور اننا دخلنا في المرحلة النهائية لتأليف الحكومة وجميعنا سننكب لنقوم بأي عمل نستطيع القيام به لتقريب هذا الوقت الى اقرب وقت".

سئل: أمس جعجع صرح اذا كان عون يريد حقيبة سيادية ف"القوات" تريد حقيبة سيادية، فهل نقلت أي جديد اليوم الى الرئيس السنيورة؟

اجاب: "ان الاجوبة النهائية بالنسبة الى الحقائب الى من، ان الرئيس المكلف في انتظار اجوبة، وهذه الامور لم تحسم نهائيا بعد، تم تواصل مع الافرقاء ومن بينهم العماد عون، واتصور ان اجوبة ستعطى في الساعات المقبلة وفي ضوئها سنستكمل بقية المراحل، لم يحسم أي شيء انما الامور اتصور انها نضجت ووصلنا الى المراحل الحاسمة".

سئل: ألم يكن عندكم اليوم مطلب معين؟

أجاب: "اللقاء اليوم مع الرئيس السنيورة يندرج في اطار التشاور، ولا يندرج في اطار المطالب اطلاقا، نحن نتشاور بكل الاوضاع، ولكننا نعرف كم هو دقيق وضع البلد، وكذلك الوضع الامني، تم التشاور بكل هذه المواضيع، وكان هناك تعاون وبحث لتفكيك اي عقبة تعترض الامور، وليس اجتماع مطالب".

سئل: أمس قال جعجع ان تشكيل الحكومة ليس كيفما كان انما بالحد الادنى من التوازن، فهل ستكون الحكومة على حساب مسيحيي 14 آذار؟

اجاب: "عندما نقول حكومة تمثل الجميع يعني انما متوازنة، هناك مجلس نواب تتألف منه كل القوى، و14 اذار تشكل فئة عريضة من المسيحيين. وأنا اتصور انه يجب ان يكون حجم تمثيلها يوازي هذه الفئة والعدد الكبير من النواب في الاكثرية، الموضوع محسوم، وقضية التوازن محسومة، وتبقى التفاصيل التي تنتظر بعض الاجوبة، وفي ضوء الاجوبة سيتم تقرير هذه التفاصيل. وانا استطيع القول انه ليس هناك مشكلة توازن اطلاقا لان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يعيان تماما ضرورة الحفاظ على هذا التوازن، ونحن مطمئنون الى ان التوازن سيحصل وفي الوقت نفسه، نحن نضع كل ثقتنا لتسهيل الامور".

سئل: على أي مستوى سيكون هذا التوازن بين مسيحيي 14 آذار وكيف ستتمثل "القوات اللبنانية" والكتائب ونايلة معوض وغيرهم؟

أجاب: "على كل المستويات، بالنسبة الى 14 آذار هناك تفاهم كلي بيننا والمطالب نفسها بحثت مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وهنا لا توجد اي مشكلة اطلاقا. نحن في انتظار بعض الاجوبة حتى يتم في ضوئها تحديد التفاصيل النهائية".

وسئل: هل تتوقع تأليف الحكومة في عطلة نهاية الاسبوع؟

أجاب: "لقد لمست ارادة لدى الرئيس السنيورة ان يؤلف الحكومة اليوم قبل الغد، ولقد كان العد بالاسابيع، اما اليوم فأستطيع القول ان العد بالايام وقد يكون بالساعات، ولكن بالايام وليس بالاسابيع، الاتصالات جارية، وآمل ان يكون هنالك خبر التأليف في الايام المقبلة للبنانيين. ان حل هذه العقد ليس اهم من حياة المواطن وراحته. عندنا مشاكل كبيرة، وعندنا صيف واعد للبنانيين فلنحاول توفير كل المستلزمات للبنانيين لأن المواطن له حق ان ينعم ببعض الهدوء والكهرباء، وفي ظل كل الظروف المعيشية الصعبة يحق للمواطن ان ينعم ببعض المساعدة والامكانات".

 

 محفوض: لحل سلاح "حزب الله" فوراً لأنه يقوّض الاستقرار

وكالات/ اعتبر رئيس حركة "التغيير" ايلي محفوض أن سلاح الميليشيات بات يقوّض الاستقرار والسلم الداخلي خاصة بعد الحروب الصغيرة المتنقلة من منطقة إلى أخرى، داعياً إلى سحب كل السلاح من الشارع اللبناني.  محفوض، وبعد زيارته متروبوليت بيروت للروم الأورثوذوكس المطران الياس عودة، قال: "على "حزب الله" الذي انتهت وانتفت مقاومته أن يبادر إلى تسليم سلاحه الذي بات عبئاً على اللبنانيين، مطالباً الرئيس ميشال سليمان إلى المبادرة والدعوة فوراً إلى طاولة حوار حقيقية وفي القصر الجمهوري ويكون السلاح هو البند الوحيد على جدول الأعمال.  أضاف: "أن استمرار السلاح غير الشرعي بيد "حزب الله" وباقي الميليشيات سيعطي ذريعة لكل الأطراف بإعادة التسلّح، وهذا ما لا نريده أبداً، نريد الجيش اللبناني والقوى العسكرية والأمنية الرسمية وحدها تحمل هذا السلاح وإن اقتضى الأمر مقاومة ما، فلن يجد اللبنانيون أفضل من الجيش اللبناني للعب هذا الدور". وختم بالقول: "الدكاكين المسلحة وسياسة الجهاديين اليومية باتت أشبه ببركان هادئ لا ندري متى انفجاره الكبير وسوف تطال شظاياه كل لبنان وكل اللبنانيين، لا يجوز التغاضي أبداً عن ايجاد حل فوري لسلاح "حزب الله" وبالتالي يسهل عندها سحب كل الأسلحة من جميع الميليشيات"

 

قوى 14 اذار" : للانتقال الى مستوى الحسم بدلا من الاكتفاء بالفصل بين المتخاصمين

وامن المجتمع اللبناني فوق كل اعتبار وهو مسؤولية الشرعية دون غيرها

وكالات/ زار وفدان من "قوى 14 اذار" كلا من قائد الجيش بالانابة اللواء شوقي المصري والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وذلك "في ظل الاحداث الخطيرة المتنقلة من منطقة الى اخرى". وضم الوفد الذي زار اللواء المصري في اليرزة، النواب: هنري حلو، انطوان زهرا وهادي حبيش، النائب السابق كميل زيادة وميشال مكتف، فيما ضم الوفد الذي التقى اللواء ريفي في الاشرفية، النواب علاء الدين ترو، هنري حلو وعزام دندشي وادي ابي اللمع.  وافاد بيان ل"قوى 14 آذار" "ان الاجتماعين تناولا الاوضاع الامنية الخطيرة التي تعيشها البلاد، وشددت خلالهما على "ضرورة ان تتحمل القوى الامنية الشرعية كامل مسؤولياتها في ضمان أمن المواطنين كل المواطنين، والانتقال الى مستوى الحسم بدلا من الاكتفاء بالفصل بين المتخاصمين، لان مثل هذا السلوك يبرر بروز حالات من الامن الذاتي وهو ما ترفضه قوى 14 اذار".  واضاف البيان: "ان شعار أمن المقاومة فوق كل اعتبار، الذي رفعه حزب الله خلال احداث بيروت والجبل وكان اخر تطبيقاته انتشار الحزب في جرود جبل لبنان سيواجه من قبل قوى 14 اذار بشعار أمن المجتمع اللبناني فوق كل اعتبار، الذي هو مسؤولية الدولة اللبنانية وقواها الشرعية المسلحة دون سواها، والتي عليها احتكار استخدام السلاح والعمل على جعل بيروت مدينة خالية من السلاح، تمهيدا لنزعه من جميع الميليشيات على كل الاراضي اللبنانية.

 

 سمير فرنجية: "حزب الله" يحاول وضع يده على القرار الأمني والعسكري في لبنان

السفير

حصر النائب سمير فرنجية المشكلة الداخلية بـ"حزب الله"، معتبراً أن مشكلة اتفاق الدوحة والمشكلة التي يواجهها "حزب الله" ليست مشكلة لبنانية، بل لها علاقة بالتطورات الحاصلة في المنطقة، وما يحاول الحزب أن يفعله في لبنان من سيطرة مباشرة وغير مباشرة، هو أولا لحماية نفسه من التطورات المقبلة، التي لا علاقة للبنانيين بها.  فرنجية، وفي حديث إلى صحيفة "السفير"، اعتبر أن الحزب يريد إبقاء ورقة بيد إيران في مواجهة المشاكل التي تعانيها، مشيراً إلى أن ما حصل في الفترة الأخيرة من اغتيال القيادي في "حزب الله" عماد مغنية، وتوقيع حكومة شيعية في العراق على اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة وتصفية جيش المهدي، وحصول مفاوضات سورية ـ إسرائيلية تحت رعاية تركية، وقبول حماس الهدنة مع اسرائيل، هي قضايا لا علاقة للبنانيين بها. وأوضح فرنجية أن "هذه الأجواء، ومع ازدياد الضغوط الاقتصادية على ايران من خلال القرارات الأوروبية الأخيرة، وتزايد الكلام عن ضربة عسكرية لإيران، تفسر تصرف "حزب الله" بهذا الشكل في لبنان، معتبراً أن الحزب هو الذي أعاد النظر باتفاق الدوحة اثر هذه التطورات التي شهدتها المنطقة، وان ما يجري هو تهديد جدي للاتفاق.

وأكد النائب فرنجية أن المسألة تكمن في أن "حزب الله" يحاول أن يضع يده على القرار الأمني والعسكري في لبنان، وهو الذي يعرقل تشكيل الحكومة، مرجحاً عدم إرادة المعارضة بتشكيل الحكومة.  ودعا النائب فرنجية "حزب الله" الى إتخاذ قرار بينه وبين نفسه، "هل يريد حماية نفسه من خلال السيطرة على البلاد، أو من خلال التفاهم مع الأفرقاء اللبنانيين الاخرين، لطي هذه الصفحة من الصراع القائم؟"، مشدداً على أن "هذا القرار يرتبط بالحزب شخصيا، ولا يمكن لأي فريق داخلي ان يؤثر عليه فيه".