المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 1 آذار 2008

إنجيل القدّيس متّى .35-27:9

ومَضى يسوعُ في طَريقِه فَتبِعَهُ أَعمَيانِ يَصيحان: «رُحْماكَ يا ابْنَ داود!» فلَمَّا دَخَلَ البَيت دنا مِنه الأَعمَيان. فقالَ لهُما يسوع: أَتُؤمِنانِ بِأَنِّي قادِرٌ على ذلِك؟» فقالا لَه: «نَعَم، يا رَبّ». فلَمَسَ أَعْيُنَهما وقال: «فَلْيَكُنْ لَكُما بِحَسَبِ إِيمانِكُما». فانفَتَحَت أَعينُهُما. فأَنذَرَهما يسوعُ بِلَهجَةٍ شَديدةٍ قال: «إِيَّاكُما أَن يَعلَمَ أَحَد» ولكِنَّهما خَرَجا فَشَهراه في تِلكَ الأَرضِ كُلَّها. وما إِن خَرَجا حتَّى أَتَوه بِأَخرَسَ مَمسُوس. فلَمَّا طُرِدَ الشَّيطانُ تَكَلَّمَ الأَخرَس، فأُعجِبَ الجُموعُ وقالوا: «لَمْ يُرَ مِثْلُ هذا قطُّ في إِسْرائيل!» أَمَّا الفِرِّيسيُّونَ فَقالوا: «إِنَّهُ بِسَيِّدِ الشَّياطين يَطْرُدُ الشَّياطين». وكانَ يسوعُ يَسيرُ في جَميعِ المُدُنِ والقُرى يُعلِّمُ في مَجامِعِهم ويُعلِنُ بِشارةَ المَلَكوت ويَشفِي النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة.

 

تقرير الأمين العام حول الـ 1701: قلق من تعطيل المؤسسات وإعادة تسلّح "حزب الله"

المستقبل - السبت 1 آذار 2008 - نيويورك ـ "المستقبل"

اعرب تقرير الامين العام بان كي مون السادس حول تطبيق القرار 1701، عن القلق من تقارير أفادت بأن "حزب الله" ينتهك حظر الأسلحة المنصوص عليه في القرار، فيما تنتهك اسرائيل سيادة لبنان عبر الطلعات الجوية في اجوائه.

كما اعرب التقرير عن قلق الامين العام من الوضع السياسي المتوتر في لبنان وامكان انعكاسه على عمل قوات "اليونيفيل".

وقال بان كي مون في مقدمة التقرير: "لقد حرصت قوات الامم المتحدة العاملة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني على عدم حصول اي اعتداءات في المنطقة الواقعة بين الخط الازرق ونهر الليطاني، وعدم تواجد عناصر مسلحة من غير هذه القوات، او اسلحة او قنابل غير عائدة لها. واشير الى ان التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني قد ازداد في خلال الفترة التي غطاها التقرير. وقد تجلى ذلك في التنسيق بينهما لتطبيق احكام القرار 1701 (2006) بالكامل. ولقد نجح هذا التعاون في بسط الهدوء بشكل عام والذي لا يزال يسود في منطقة عمليات قوات اليونيفيل".

غير ان الأمين العام قال في سياق تقريره: "لا اخفي قلقي ازاء بعض الحوادث الخطيرة التي حصلت في خلال الفترة التي غطاها التقرير والتي زادت من حدة التوتر في المنطقة"، مشيرا على وجه الخصوص الى "ازمة سياسية خطيرة عطلت العمل الطبيعي في بعض المؤسسات الدستورية الشرعية (في لبنان).. ويدخل في عمق الازمة، عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو المنصب الشاغر منذ 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007. وقد اسفرت الازمة السياسية المتفاقمة عن مواجهات عنيفة بين الاطراف المتخاصمة والتي اوقعت عددا من القتلى والجرحى. ولا تزال الاطراف اللبنانية والدولية توظف اقصى جهودها للتوصل الى اتفاق بين الطرفين. بيد ان هذه الجهود لم تعطي ثمارها بعد بسبب تضارب المصالح بين الفرقاء اللبنانيين".

خروق للقرار 1701

وسجل تقرير الامين العام حول تنفيذ القرار 1701، ارتفاع "حدة التوتر في البلاد نتيجة استمرار حلقة الاغتيالات في لبنان. فقد توسعت هذه الحلقة لتطاول قوات اليونيفيل في خارج منطقة عملها، والجيش اللبناني، وقوى الامن والسلك الديبلوماسي. ففي 12 كانون الاول 2007، استهدف انفجار اللواء في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج اغتيل على اثره مع سائقه. وفي 25 كانون الثاني 2008، استهدف انفجار آخر الرائد وسام عيد، من قوى الامن، ادى الى مصرعه مع خمسة اشخاص آخرين، وجرح 20 شخصا. وفي 15 كانون الثاني (يناير) 2008، استهدف انفجار موكب للسفارة الاميركية في لبنان، ادى الى مقتل 3 اشخاص وجرح العشرات. وتشكل هذه الهجمات الارهابية تهديدا خطيرا لأمن لبنان واستقراره، كما تهدد سيادته، واستقلاله وسلامة أراضيه".

واعتبر التقرير ان ذلك شكل "عائقا كبيرا امام الجهود المبذولة لإحراز تقدم آخر في البنود الاساسية المنصوص عليها في القرار".

وفيما اشار التقرير الى ادعاء اسرائيل بأن "حزب الله قد استعمل اسلوبه في العمل بهدف اخفاء نشاطاته عن قوات اليونيفيل والجيش اللبناني، واعاد تركيز عملياته في المدن" اوضح ان قوات "اليونيفيل" بيّنت ان "حزب الله يقوم بعمليات مرحلية يؤديها عناصر من المدنيين غير المسلحين".

ولفت التقرير الى انه "كان هناك عدد من الحوادث الخطيرة خلال الفترة التي غطاها التقرير، والتي صعدت التوتر في منطقة العمليات، خصوصا في بعض نقاط الاحتكاك المعروفة على طول الخط الازرق.. في مناسبتين منفصلتين في 9 تشرين الثاني 2007 و3 شباط 2008، تورط مدنيون لبنانيون في عمليات جرمية لتهريب مواد غير مشروعة وسلع تجارية من لبنان الى داخل اسرائيل". وهما الحادثان اللذان وقعا في قرية الغجر.

ولاحظ التقرير، استنادا الى "اليونيفيل" وجود "انتهاكات اسرائيلية للأجواء اللبنانية.. تم تقديم تقارير حول عدد كبير من الخروقات الجوية فوق الاراضي اللبنانية والمياه الاقليمية اللبنانية بين 7 و11 كانون الثاني 2008 بواسطة عدد كبير من الطائرات المقاتلة وطائرات التجسس. وقامت بعض هذه الطائرات بالتحليق على علو منخفض، وفوق مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة.. تشكل كافة الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق الاراضي اللبنانية انتهاكاً لسيادة لبنان وللقرار 1701"، داعيا "اسرائيل الى وقف كافة الانتهاكات الجوية".

اداء الجيش اللبناني

واشاد التقرير بانتشار الجيش اللبناني في منطقة العمليات "بقوام 4 كتائب من مختلف الأحجام، ويقوم بإدارة أكثر من 155 حاجز ونقطة مراقبة، ويقوم بدوريات في المناطق الحساسة جنوب نهر الليطاني" ما يساهم "بتحسين السلم والاستقرار جنوب لبنان، على الرغم من تمدد وجوده وتوليه لمهمات اضافية تشمل التواجة على المناطق الحدودية والحفاظ على الأمن في المدن اللبنانية الرئيسة، وخصوصاً بيروت".

واشار الى انه "في بعض المناسبات، اضطر الجيش اللبناني لاعادة نشر بعض قواته من منطقة عمليات اليونيفيل استجابة للضرورات الأمنية، الا ان هذه الاجراءات لم يكن لها أي تأثير على مستوى عملياته".

وقال التقرير ان الجيش اللبناني يتعرض "الى ضغوطات جمة، نظرا لواجباته الكثيرة، بما فيها تلك المتعلقة بالامن القومي، في مناطق عدة في البلاد، فيما عديده محدود نسبيا. وبالتالي، فاني قلق من ان يؤثر هذا الوضع على المدى الطويل، على سير العمليات في جنوب لبنان، ويفرض بالتالي، تحديات جديدة امام اليونيفيل وامام تطبيق القرار 1701".

نزع سلاح الميليشيات

تحت عنوان نزع سلاح المليشيات، تحدث تقرير الامين العام عن مزاعم اسرائيلية باستمرار "حزب الله" في بناء "مرافق جديدة" والقيام "بعمليات تدريب في منطقتي شمال الليطاني وسهل البقاع حيث تتحمل الحكومة اللبنانية مسوؤلية حصرية في الحفاظ على امنيهما. ولم ينف حزب الله المزاعم الموجهة اليه حول انشاء قواعد عسكرية له في منطقة شمال الليطاني، كما انه اعلن عن عزمه استخدام ترسانته ضد اسرائيل اذا اقتضته الحاجة".

وقال التقرير: "تشكل التقارير المتعلقة بإعادة تسلح حزب الله مصدر قلق كبير، وتطرح تحديات كبيرة بالنسبة الى سيادة لبنان، واستقراره واستقلاله، وامام تطبيق القرار 1701,. مع انتباهي لبند الفقرة العاشرة من القرار 1701 (2006) المتعلق بنزع السلاح، ما زلت اعتقد انه يجب نزع سلاح حزب الله وميليشيات أخرى من خلال عملية سياسية يقودها اللبنانيون وتفضي الى الاستعادة الكاملة لسلطة حكومة لبنان على كل اراضيها حتى لا يكون هناك اي سلاح من دون موافقة حكومة لبنان، ولا تكون هناك اي سلطة غير سلطة حكومة لبنان. فيما لا تزال مسألة نزع سلاح المجموعات المسلحة قضية مركزية في الحوار السياسي في لبنان، اعرب عن أسفي في ان اشير الى ان التدهور المستمر للمناخ السياسي والافق المسدود الذي طال امده، لم يؤديا الى معالجة الموضوع بكل ما يعنيه على المستوى الوطني".

وابدى بان قلقه من اعترافات "قادة حزب الله في مناسبات عدة، استعادة قدرته العسكرية بعد الحرب مع اسرائيل عام 2006" ما يعني ان "هذه الحدود معرّضة لخروقات مماثلة.. هذا يمثل انتهاكا خطيرا للقرار ويشكل خطراً كبيراً على استقرار لبنان وامنه".

وقال بان: "ما زلت قلقا بشأن التقارير الحالية والبيانات العامة لـ"حزب الله" التي تدل على خروقات لحظر الاسلحة، في انتهاك خطير للقرار 1701 (2006). ان كل الدول الاعضاء في المنطقة، خصوصا الجمهورية العربية السورية والجمهورية الاسلامية الايرانية، لديها مسؤولية رئيسية في هذا الصدد. ان انتهاكات تعرّض لبنان والمنطقة برمتها لمزيد من زعزعة استقرار".

وتابع التقرير "من بين المسائل التي تثير قلقاً باستمرار ايضا، المواقع العسكرية المدججة بالسلاح التي تحافظ عليها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة و"فتح ـ الانتفاضة، على طول الحدود نفسها" ما "يفرض وجودهما تحدياً مباشراً ومتواصلاً لسيادة الدولة اللبنانية بقدر ما تسهل لكلتي المجموعتين فعلياً السيطرة على قسم من الحدود اللبنانية مع الجمهورية العربية السورية.. يواصل الجيش اللبناني الحفاظ على خط دفاعي" في محيط المعسكرات التابعة للتنظيمين.

الحدود اللبنانية ـ السورية

اشاد التقرير بالحكومة اللبنانية "على الجهود لتعزيز قدرتها على حماية حدود البلاد". وقال بان كي مون"في تقريري الاخير الى المجلس، اشرت الى التقدم الاولي الذي انجز من قبل حكومة لبنان، بمساعدة من المجتمع الدولي"، مشيرا الى انه "على الرغم من التقدم في بعض اوجه تعزيز ادارة الحدود، فإن اهتمامي ينصب على الازمة السياسة المستمرة والوضع الامني المتهاوي الذي يضع تحديات جديدة امام قوى الأمن في هذا المجال. ان توصيات الفريق المستقل لتقصي حدود لبنان، والتي هي تعد ترتيبات الأمن على طول الحدود، تبقى مطلبا يجب ان يجري تحقيقه.. اكرر دعوتي الجمهورية العربية السورية لتقديم دعمها وتعاونها في سياق عملية مشتركة مع الحكومة اللبنانية لادارة الحدود المشتركة، وهو هدف فيه فائدة للطرفين".

الأزمة السياسية

اعتبر التقرير ان "ارتدادات الازمة السياسية المستمرة في لبنان، التي أغلقت مؤسسات الدولة الرئيسية، على تطبيق القرار 1701 (2006) هي ايضا كبيرة. هذه المؤسسات وعملية الحوار الوطني المرافقة لها، تحتاج الى اعادة احيائها من اجل تحقيق تقدم اضافي ومستمر في تطبيق احكام القرار 1701 (2006). خلال زيارتي الى لبنان في 15 و16 تشرين الثاني، شجعت كل الاطراف على بذل كل الجهود لايجاد حل للازمة من اجل مستقبل بلادهم".

وتابع "في 17 كانون الاول 2007، شاركت ايضا في اجتماع وزاري في باريس، حضرته مصر والامارات والاردن والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا واسبانيا والبرتغال (رئاسة الاتحاد الاوروبي) والمفوضية الاوروبية والممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي سولانا، والذي أصدر بياناً فيه دعم قوي للبنان وشعبه. لقد عمل من يمثلني على الأرض، خصوصاً منسقي الخاص للبنان، على تضييق الهوة بين مواقف الاطراف. بالاضافة الى ذلك، تواصل الامم المتحدة دعم المبادرات الاقليمية والدولية التي تسعى الى حل سلمي للازمة".

 

تهديدات "حزب الله" بلسان عون والافتراق الحبي

المستقبل - السبت 1 آذار 2008 - خالد العلي

تبدي أكثر من جهة سياسية ميلاً شديداً للتركيز على سلسلة التصريحات والمواقف التي يعلنها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون بهدف كشف الابعاد الحقيقية لخطط المعارضة على لسان من كلفته الاجهاز على المبادرة العربية ضمن سياق العمل على تعطيل المؤسسات وتكريس حالة فراغ في البلد لا يتاح من خلالها للأكثرية والحكومة المضي في تحدي إخراج لبنان من دائرة التجاذبات والمؤامرات التي تُحاك في دوائر عربية وإقليمية وتنفذ من خلال أطراف ما يسمّى المعارضة.

مصدر سياسي تابع مواقف ميشال عون الأخيرة رأى ان محاولات هذا الأخير الظهور بمظهر السياسي المستقل الذي يحاور باسم المعارضة من غير ضغوط سورية أو إيرانية لم تنجح وسط الوضوح في الصورة السياسية لما يجري في البلد. فعندما يقول الجنرال ان "لا علاقة لسوريا أو لإيران بشروط التفاوض اللبناني"، يعني ان كل أحاديث قادة المعارضة الأساسيين، سواء السيد حسن نصرالله أو الرئيس نبيه بري بشأن البعد الإقليمي والعربي للأزمة اللبنانية ليست سوى ترهات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، كما يعني أيضاً ان أحاديث الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن عزمه على متابعة حل المسألة اللبنانية من طريق اتصالات عربية وإقليمية غير صحيحة.. فقط موقف عون أو رؤيته هي الصحيحة، وهو يدلل عليها من خلال الاستعانة بما جرى في حرب تموز ليتساءل "..أين كانت سوريا وإيران في تلك الحرب؟!"، فلماذا "..الربط بينهما وبين المشكلة اللبنانية، فالمعارضة تعرف جيداً مطالبها.." والجميع يعرف "ان سوريا لا تؤثر على العماد عون..".

ويقول المصدر إن مواقف العماد عون هذه تستفيد منها المعارضة، لانها تعتقد ـ وهي كذلك ـ انها مرّرت مطالبها المدعمة بحقيقة الشروط السورية الإيرانية المعرقلة للحل الشامل عبر عون الذي لا يزال يمثل دور المعادي لدمشق وطهران مستغلاً تجربة تياره مع نظام الوصاية السورية، وهو يحاول جاهداً الظهور بمظهر المحاور اللبناني الصافي الذي يدفعه أركان المعارضة نحو التصعيد التدريجي لشروط الحوار. فقد يكون صحيحاً انه ليست لإيران أو سوريا مطالب محددة تطرح على طاولة الحوار، لكن إدارة عون للحوار باسم المعارضة، وتصعيده المستمر للشروط المخالفة لمنطق الحوار عبر المؤسسات، والإصرار على نمط حوار ديماغوجي يتوسل آليات غير واقعية للحلول، من شأن ذلك كله ان يبعد إمكانية التوصل إلى حل للأزمة اللبنانية عبر هذه المبادرة أو تلك، الأمر الذي يصب في خانة ما تسعى إليه دمشق وطهران وهو إعاقة الحل حتى يمكن إدخاله في بازار صفقات عربية وإقليمية ودولية.

ويختار المصدر عينة من نمط الحوار الديماغوجي الذي يعتمده عون لمصلحة المعارضة، فيقول ان موسى أعلن عقب الاجتماع الأول لوزراء الخارجية العرب وبعد الاجتماع الثاني الفهم العربي للمبادرة العربية بشأن لبنان، أي ان لا يكون للمعارضة قدرة التعطيل وللأكثرية قدرة الاستئثار. وهو كشف بالأمس وسط معمعة الطروحات انه اقترح كترجمة للفهم العربي للمبادرة حكومة مؤلفة من 13 وزيراً للأكثرية و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية، في حين لا يزال عون والمعارضة، وسوريا هذه المرة، يتحدثون عن العشرات الثلاث باعتبارها "ترجمتهم" للمبادرة. وقد استمرت المعارضة متمسكة بهذا الفهم الديماغوجي حتى اسقطت المبادرة العربية في حبائل التفسيرات الذاتية التي تتجاوز تفسيرات أصحابها وواضعيها والعاملين على ترجمتها.

وعلى الرغم من ذلك، تصر المعارضة على القول إن الآخرين أسقطوا المبادرة وانهم ما زالوا يتمسكون بها باعتبارها وسيلة للتعطيل اتضح للمعارضة ان ميشال عون هو الأقدر على استخدامها حيث لا يستطيع الكثيرون القول انه يستخدمها كرمى لعين دمشق أو طهران، انما يعتبر المصدر ان الأمر افتضح وبات واضحاً للجميع الدور الحقيقي لرئيس "التيار الوطني".

ويلفت المصدر إلى أحد أبرز عناوين حملة المعارضة على الموالاة، وهو ملف التوطين، حيث يقول عون ان إصرار المعارضة على الثلث المعطل أو المشارك أو الضامن سببه العزم على التصدي لمخطط توطين الفلسطينيين في لبنان وهو أمر ستطرحه الحكومة على مجلس الوزراء حيث يجب ان تسقطه. وعندما سئل عون عما يجب على رئيس الحكومة عمله لمواجهة التوطين أو ما هي خطط المعارضة لمواجهة هذا الملف، تحدث عن مواجهته ولاذ بالصمت، الأمر الذي لم يقنع أحداً على اعتبار ان رفض التوطين أمر ثمة اجماع على رفضه.. فسقطت عندها ذريعة الثلث لمواجهة التوطين.

ويكشف المصدر بالاستناد إلى أحاديث عون الأخيرة انه حتى البند الأول من المبادرة العربية لم يعد موافقاً عليه من المعارضة فقد تحول العماد ميشال سليمان إلى مرشح للموالاة وغير مشارك بالحل بل ضامن له!! وهو لا يمثل وسيتحول ألعوبة بيد الموالاة التي ستعطيه عدداً من الوزراء وتعود وتأخذهم منه، إلى آخر المعزوفة التي تستهدف العماد سليمان والمؤسسة العسكرية. وقد جاء إعلان عون رفضه ما يطرح على العماد سليمان من شروط، في حال كان هو المعني ـ أي عون ـ برئاسة الجمهورية، ليحسم الموقف الحقيقي للمعارضة من انتخاب سليمان رئيساً للجمهورية.

وآخر المفارقات، يخلص المصدر السياسي إلى القول، ان عون استخدم سلاح "حزب الله" ليهدد به تصريحاً أو تلميحاً. فقوله إن "من يستطيع كسب حرب أهلية لا يريد هذه الحرب الآن.." وان "من يملك السلاح سيستعمله إذا كان سبباً لقتله.." هذه الأقوال تعني تهديداً مباشراً بسلاح "حزب الله" وتحذيراً من مغبة عدم تلبية مطالب الحزب وبالتالي المعارضة، وهو أمر ينافي بالمطلق ما سوق له عون عن انه دعا في نهاية الجولة الأخيرة للحوار الرباعي إلى ضرورة الافتراق الحبيّ!!

 

ارجاء محاكمة 52 متهما من "فتح الاسلام" الى 4 نيسان لعدم تبلغهم موعد الجلسة

وطنية - 29/2/2008 (قضاء)ارجأت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسةالعميد نزار خليل وحضور ممثل النيابة العامة العسكرية جلسة محاكمة 52 متهما من التابعية الفلسطينية والسورية من افراد تنظيم "فتح الاسلام" الارهابية الى 4/4/2008, بعدما تبين ان المتهمين لم يتبلغوا موعد الجلسة. وكان احضر الى قاعة المحكمة 3 موقوفين منهم, قبض عليهم واحيلوا امام المحكمة من دون ان يتم استجوابهم امام قاضي التحقيق العسكري, فأمهلتهم المحكمة لتقديم مذكرة دفوع وطلبات اخلاء سبيل, لا سيما وان احدهم اعترض على وثيقة توقيفه مشيرا الى ان المطلوب ابن عمه وليس هو.

 

ليئيل: دمشق مستعدة لاستئناف المفاوضات مباشرة

أنباء عن لقاء بين سفير سوريا بأمريكا مع مسؤول إسرائيلي

القدس، غزة- وكالات

كشفت صحيفة هارتس الإسرائيلية النقاب الجمعة 29-2-2008 عن عقد اجتماع في واشنطن الأسبوع الماضي بين السفير السوري لدى الولايات المتحدة عماد مصطفى والدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون ليئيل رئيس الحركة من أجل إحلال السلام بين سوريا وإسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن ليئيل قدم تقريرا إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية حول هذا الاجتماع جاء فيه أن سوريا مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل على الفور، وهنا تجدر الإشارة إلى أن "ألون ليئيل" كان قد أجرى محادثات غير رسمية مع مسؤولين في دمشق برعاية سويسرية ودامت حوالي سنتين.

وفي السياق نفسه نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف قوله، إن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في موسكو لبحث معاهدة سلام بين البلدين؛ شريطة أن يتم الاتفاق مسبقا على ما يسمى بوديعة رابين أي انسحاب إسرائيل إلى حدود 67، وجاءت أقوال بريماكوف، الذي يعتبر مبعوثا خاضا للرئيس الروسي بوتين خلال اجتماعه مع النائب يوسي بيلين في الدوحة الأسبوع الماضي.

من جانب آخر، وصف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية اليوم ما تنفذه إسرائيل ضد قطاع غزة منذ أيام بـ"الحرب الحقيقية"، وقال هنية خلال إلقائه خطبة الجمعة في أحد مساجد مخيم الشاطئ بمدينة غزة أن "ما يجرى في القطاع على أيدي إسرائيل هو حرب مجنونة تشن على الشعب الفلسطيني وتجري بغطاء وسلاح أمريكي وتشجيع من قبل الصمت العربي".

وطالب هنية الفلسطينيين "بالصمود والصبر في وجه هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي الدموي" مشددا على أن "الهجمة الصهيونية ستبوء بالفشل الحتمي في مواجهة الصمود الفلسطيني". وقلل من أهمية تهديد إسرائيل بشن هجوم بري واسع على القطاع، كما عبر عن استهجانه للمواقف العربية والإسلامية تجاه الهجمة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وشدد على أن "استمرار إسرائيل في هذه السياسة العدوانية ضد الفلسطينيين لن يثني ولن يرهب الشعب وفصائله عن مواصلة طريق الجهاد حتى النصر" مشيرا إلى " ضرورة أن تكف الإدارة الأمريكية عن "توفير الغطاء الظالم لدولة الاحتلال الذي بموجبه يقتل الشعب الفلسطيني".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قتل خلال الأيام الثلاثة الأخيرة نحو 33 فلسطينيا في قطاع غزة، كما جرح العشرات، وذلك في سلسلة من الغارات الجوية وعمليات التوغل. وشهد قطاع غزة اليوم مسيرات حاشدة نظمتها حركتا (فتح) و(حماس) في عدة بلدات ومدن؛ تنديدا باستمرار العدوان الدموي على قطاع غزة، كما شارك عشرات الآلاف من أنصار حركة (فتح) في جنازة نظمت في جباليا لأربعة أطفال معظمهم دون العاشرة من أعمارهم استشهدوا يوم أمس في قصف جوي إسرائيلي بالصورايخ استهدفهم، عندما كانوا يلعبون أمام منزلهم شرق هذه البلدة.

 

بيرنز: سوريا وايران تقفان ضد حرية واستقلال لبنان

وكالات/أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز عزم بلاده على مواصلة فرض عقوبات أحادية على سوريا بسبب دورها في كل من لبنان والعراق. وقال بيرنز في تصريح للصحافيين ان بلاده "لديها اسباب متعددة للاعتقاد بأن الضغط المستمر على الحكومة السورية في الصورة التي اعلنتها وزارة الخزانة الأميركية عبر فرض عقوبات مالية تمثل الطريق الصحيح الذي ينبغي على الولايات المتحدة المضي فيه". وأشار إلى ان "سوريا بحاجة الى ادراك ضرورة قيامها بلعب دور ايجابي في الشرق الاوسط"، معبرا عن قلق بلاده لرؤية ما اعتبره "اتحادا بين سوريا وايران في دعم بعض اسوأ الجماعات الارهابية في الشرق الاوسط مثل "حزب الله"". واعتبر ان "التواجد السوري والايراني في المنطقة يقف ضد آمال واحلام الحرية والاستقلال في لبنان من السيطرة السورية، وأن يكون لدى المعتدلين الفلسطينيين فرصة في السعي الى السلام مع اسرائيل، وأن يتحرر العراقيون من الارهاب الذي تقوم ايران بتغذيته عبر ارسال متفجرات ذات تكنولوجيا متقدمة الى الجماعات الارهابية هناك".

 

فيلتمان: «لن يكون هناك أي صفقة سياسية في ما يخص المحكمة»

وكالات/أكد نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان لـ«الحياة» استحالة «ابرام صفقة سياسية في موضوع المحكمة الدولية» الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، مبدياً تفاؤلاً في سرعة تشكيلها، ومؤكداً أن واشنطن «تستمر في النظر بوسائل لإقناع سوريا بتغيير تصرفها في لبنان». وأكد فيلتمان لـ«الحياة» أن «تكاليف المحكمة الدولية في السنة الأولى تمت تغطيتها بالكامل» بعد مساعدات اقليمية ودولية آخرها من واشنطن بلغ 9ملايين دولار. وأبدى تفاؤلاً بـ«المسار والسرعة اللذين تأخذهما عملية تشكيل المحكمة من الناحية الادارية والمادية والقضائية». وأكد فيلتمان رداً على سؤال عن امكان توافر حصانة سياسية لأشخاص في مواقع سياسية قد يثبت تورطهم بالجريمة، أن هذا «جانب قانوني له تأويلات محددة»، مشدداً أنه «لن يكون هناك أي صفقة سياسية في ما يخص المحكمة»، وقال: «هدفها كشف الحقيقة وراء اغتيال الحريري وإحضار المجرمين أمام العدالة وردع آلة القتل». وانتقد فيلتمان بشدة الدور السوري في لبنان، معتبراً «أن ليس هناك أي دليل على أن السوريين يلعبون أي دور بناء، لا في دفع المبادرة العربية ولا في لبنان عموماً». وتطرق الى «لائحة طويلة عن أساليب تحجيم سوريا لاستقلال لبنان، منها تسريب الأسلحة، والوجود المستمر لتنظيمات فلسطينية مركزها دمشق في مخيمات في لبنان مثل الناعمة».

 

اللواء الركن المصري : اي سلاح آخر يستخدم في الداخل هو سلاح فتنة يصب في مصلحة اعداء الوطن

وكالات/تفقد رئيس الاركان اللواء الركن شوقي المصري فوج التدخل الخامس المنتشر في منطقة بيروت، حيث جال على وحدته واجتمع الى الضباط والعسكريين، منوها "بأدائهم وتضحياتهم"، ناقلا اليهم "توجيهات قائد الجيش العماد ميشال سليمان بوجوب البقاء الى جانب المواطنين والسهر الدقيق على امنهم وسلامتهم"، مشيرا الى "أن الشعب اللبناني بأسره يراهن على دور الجيش الوطني الجامع في ظل غياب الحلول السياسية، وهذا يتطلب المزيد من الجهود واليقظة للحفاظ على مسيرة السلم الاهلي في البلاد"، لافتا الى "أن ما جري من احداث لا يمكن ان يثني الجيش عن القيام بدوره، فالمحاسبة هي جزء من التضحية في سبيل الوطن التي ارتضاها العسكريون لانفسهم". وختم مؤكدا بأن سلاح القوى الشرعية يشكل الضمانة الامنية الوحيدة لجميع اللبنانيين، واي سلاح آخر يستخدم في الداخل هو سلاح فتنة يصب اولا وآخرا في مصلحة اعداء الوطن.

 

أندرياني: واشنطن اعلمتنا بإرسال المدمرة الى البحر المتوسط

وكالات/أعلنت فرنسا أن الولايات المتحدة ابلغتها قرار إرسال المدمرة البحرية "يو أس أس كول" إلى البحر المتوسط قبالة السواحل اللبنانية. وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني، ردا على سؤال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، "ان الإدارة الأميركية قدمت هذه المبادرة كتعبير عن الدعم للاستقرار الإقليمي وهذا مهم". أضافت: "اذكر بموقفنا بالنسبة للوضع الأمني والسياسي في لبنان، فنحن لم نتوقف عن تأييد كافة الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة القائمة، ونواصل مساندة جهود جامعة الدول العربية وأمينها العام عمرو موسى في تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة اللبنانية".

 

 "اللواء": العماد عون انتقد بري والمر وفرنجية خلال الإجتماعات الرباعية

اللواء/كشفت معلومات خاصة لصحيفة "اللواء" ان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون انتقد بشدة في الاجتماع الرباعي الاخير، مواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري من طرح المثالثة، وحليفيه النائب ميشال المر والوزير الأسبق سليمان فرنجية، فوصف المر بأنه لم يعد من تكتل "التغيير والإصلاح"، فيما تساءل عن الثاني: "من هو فرنجية، نائب لم يستطع ان يعمل وانا المفوض بالحكي".

 

فرنسا تأسف لمقاطعة لبنان معرض الكتاب في باريس

وكالات/اعتبرت فرنسا ان قرار لبنان مقاطعة معرض الكتاب في باريس بسبب احتفائه باسرائيل ضيفة شرف، "مؤسف جدا". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية باسكال اندرياني، ردا على سؤال حول القرار اللبناني، "انه قرار مؤسف جدا" لافتة الى ان "هذا النوع من التظاهرات الثقافية ينبغي أن يكون منفتحا". وأعلن وزير الثقافة طارق متري الأربعاء عدم مشاركة بلاده هذا العام في معرض باريس للكتاب من 14 الى 19 آذار اعتراضا ً على احتفاله بذكرى قيام دولة اسرائيل، ومشاركتها كضيفة شرف. وتوالت الدعوات في العالم العربي الى مقاطعة المعرض الباريسي في الأيام الاخيرة بالرغم من دعوات باريس الى الإبقاء على هذا الحدث مكانا للحوار الثقافي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 شباط 2008

البيرق

يعكف مسؤول على اعداد جملة افكار بصدد قضية مطروحة علها تساعد على تأمين مخرج لها , مستعينا ببعض اصحاب الخبرة والخطط التي ترفد هذه الأفكار .

الشرق

نائب معارض لم يستبعد ان يكشف الرئيس بري في مقابلته المتلفزة اليوم عن وجود نية لدى قوى 8 آذار لاعادة فتح ابواب الحوار الداخلي .

قيادي في الأقلية فشل في تأمين لقاء لاحد المقربين منه مع وزير اوروبي غربي على دراية بالأزمة السياسية في لبنان .

اعلامي عربي اكد انه يتكتم عن معلومات لها علاقة بالأزمة اللبنانية , لانها تسمي بعض السياسيين اللبنانيين بأسمائهم .

البلد

لوحظ في الآونة الأخيرة قيام جهات مجهولة باعتقال مواطنين لبنانيين وغير لبنانيين في الضاحية الجنوبية ولاسباب مجهولة .

يشكو بعض المواطنين من المارين في محيط قريطم من اساءات يتعرضون لها من قبل جهة امنية رسمية .

بدأت تداعيات القرارات التي اتخذتها بعض الدول العربية ببيانات تنعكس على اللبنانيين في مراكز عملهم وتتكاثر المعلومات عن امكانية استبعادهم .

النهار

تردد ان التيار الوطني الحر يتحين الفرصة لحشد محازبيه ومناصريه للتأكيد انه لم يخسر شيئا من شعبيته .

قال مرجع ديني ان رجال السياسة كانوا في الماضي يقدمون مصلحة الوطن على مصالحهم الخاصة فيما بعضهم اليوم يقدم مصلحته الذاتية على مصلحة الوطن .

لوحظ ان اركانا في قوى 14 آذار اعلنوا انه سيتم انتخاب رئيس الجمهورية قبل القمة العربية في دمشق , فيما اعلن سواهم انهم لا يتوقعون ذلك .

السفير

زار لبنان في الفترة الأخيرة خبراء في مراكز ابحاث كبرى، وتركزت محادثاتهم على سؤال أساس: ماذا لو انسحبت أميركا من العراق وغيرت سياستها في لبنان؟

المصالحة في كفرمتى التي وقعت في السرايا في مطلع تشرين الأول الماضي، ورصد لها مبلغ 86 مليار ليرة، صرف منه حوالى الثلث على اخلاء 15 منزلاً فقط.

عقدت قيادات من طائفة معينة سلسلة لقاءات ناقشت فيها آفاق المرحلة المقبلة، وأكدت تمسكها برئاسة مجلس الشيوخ عند إنشائه

المستقبل

لاحظت اوساط غربية تشابهاً في السلوك الدولي الاخير، بين دمشق و"حزب الله" في ما خص رفض الاولى استقبال وفد الامم المتحدة، والثاني عبر استفزاز "جالياته" لعدد من الدول.

قالت مصادر عربية ان المهم في دورة الجامعة ال 129 ما هو خارج جدول اعمالها حول لبنان والعراق وفلسطين وليس فقط البنود المتصلة بذلك في الجدول.

اكدت مصادر مطلعة ان أعداداً كبيرة من الجاليات اللبنانية في الخارج بدأت منذ الآن حجوزاتها لقضاء الصيف في لبنان.

اللواء

قال مرجع كبير سابق في مجلس خاص إن القمة العربية ستعقد، ولكن العبرة في مستوى التمثيل والقرارات التي ستخرج بها!·

لاحظت أوساط إعلامية أن اللبنانيين باتوا يقرأون الأخبار المتعلقة بمستقبل الأوضاع في بلدهم في صحف عربية تنفرد بنشر معلومات على درجة من الخطورة·

يهتم سفير دولة غربية بالبرنامج الاقتصادي والزراعي الذي تعرضه سفيرة دولة كبرى، وانعكاس ذلك على دور بلاده في هذا المجال!·

 

البطريرك صفير استقبل النائب الخازن والبون ووفد"حزب السيادة الوطنية"

وطنية - بكركي - 29/2/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة للتشاور مع غبطته بالنظر الى دور هذا الصرح الكبير في تاريخ لبنان وفي المحطات الخطيرة والازمات وخصوصا هذا الازمة ، لذلك كان من الطبيعي لقاء غبطة البطريرك للتشاور والتداول في الحالة القائمة وفي الخطورة الكبيرة التي بلغتها والتي باتت تهدد مستقبل لبنان واللبنانيين وعملية التوازن الوطني ولا سيما الوجود المسيحي ودور المسيحيين في لبنان والتي تستدعي مقاربة مختلفة عن المحاولات التي قمنا بها والتي ادت، بكل أسف، الى الفشل الكامل الذريع والى التراجع، عنيت بذلك عملية اطلاق الحوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية وربط انتخابه بالحوار السياسي. واعتقد ان هذا الاسلوب الذي قصدنا منه تسهيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية وتوفير التوافق على رئيس للجمهورية بغية الالتفاف حوله لانقاذ لبنان، هذا التوجه وهذا الاسلوب ثبت انهما لم ينجحا، بل على العكس من ذلك اديا الى تعقيد الامور أكثر فأكثر والى التراجع وتأزيم الحالة. وهذا ما يستدعي، كما بحثت مع غبطته، النظر الى الحالة القائمة من منظار آخر اي التفتيش عن الوسيلة التي تسمح بالعودة الى الدستور اللبناني والاصول الديموقراطية التي تسمح باعادة تكوين السلطة من أعلى الهرم، اي على مستوى رئاسة الجمهورية وايجاد مرجعية للبنان قادرة على اطلاق الحوار ورعايته ومتابعته وتحصين الوضع في لبنان ومنع انفلات الامور في لبنان ووقوع ما نخشاه من اصطدامات قد تؤدي الى انهيار الصيغة الوطنية وضرب لبنان ووحدته الوطنية وصيغة العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين".

واضاف: "ان القلق الذي يشكل هاجسا لنا هو القلق نفسه لدى غبطة البطريرك ان لم يكن اكبر. وجميعنا اصبح مدركا انه اذا استمرت الحالة على ما هي عليه فسيؤدي الامر الى انفلات الامور وسقوط الدولة اللبنانية وتحويل المجتمع اللبناني من مجتمع ترعاه قوانين وانظمة الى مجتمع ترعاه شريعة الغاب يتحكم به الخارجون عن القانون والدولة وانظمتها. وهذا ما لا يبشر بالخير لمستقبل كل اللبنانيين أكانوا في المعارضة ام في الموالاة. وهذا القلق الكبير يدعونا الى التفتيش عن مخارج، ونحن في هذا الصدد ونعمل على هذا الاساس. وهناك توجه جديد سأطرحه قريبا بوجوب الخروج من هذه الدوامة والحلقة المفرغة التي ندور فيها والعودة الى الاصول الدستورية لا سيما ان هناك اتفاقا على شخص رئيس الجمهورية وانطلاقا من المعادلة التي تقول اذا كان هناك من ازمة سياسية بين الاطراف السياسيين فمن الافضل ان نواجه هذه الازمة وللبنان رأس ومرجعية بدل ان نواجهها وليس للبنان رأس ومرجعية، وجود رئيس جمهورية لا سيما اننا متفقون حول شخص الرئيس، معارضة وموالاة، هذا اذا كان هناك صدق في هذا القول ولم تكن القصة مناورة. لذلك اعتبر انه ما دمنا متفقين فلننتخب الرئيس وليتول مسؤولياته واطلاق الحوار بين اللبنانيين واتفاقهم على كل القضايا، لا سيما ان هناك بعض القضايا تم الاتفاق عليها من خلال الحوار المعقود كتغيير قانون الانتخابات او الانطلاق من قانون العام 1960 لننطلق من القضاء في اتجاه قانون عصري أكثر ندخل عليه التعديلات الواجبة لكي يصح التمثيل ونحمي حقوق المسيحيين في التمثيل، خصوصا ان القوانين الجائرة التي وضعت ايام الوصاية وادت الى تهميش دور المسيحيين، وهناك بعض القضايا التي اتفقنا عليها يمكن ان تشكل انطلاقة صالحة في يد رئيس الجمهورية الذي سننتخب والتي تؤهله هذه القضايا لاطلاق مشروع حوار او طاولة حوار يترأسها هو ويتابعها مع الاطراف، أفضل من ان نكون في هذه الحال ننتظر مجيء عمرو موسى او موفدا اخر او امثولات يوجهها هذا او ذاك المبعوث الاجنبي ودعوة اللبنانيين للتيقن للخطر الذي يحدق لبنان وان عليهم ممارسة مسؤولياتهم الوطنية، وهذه طبعا امثولات مع شركنا لمن يذكرنا بها انما تشكل اهانة للشعب اللبناني لانها توجه وكأن المسؤولين اللبنانيين غير معنيين بمصلحة لبنان، وهناك مصالحهم تغلب على مصلحة لبنان وهذا ما نرفضه".

وقال ردا على سؤال:" اذا كان هناك قرار لدى اي طرف بتعليق الدستور ورفضه فليعلن ذلك، واذا كان لدى الاطراف السياسيين تحسسا لمسؤولياتهم الوطنية بوجوب احترام القواعد التي يقوم عليها نظامنا السياسي فهناك مسؤولية تاريخية تترتب عليهم اما تدمير لبنان او بقاؤه. واليوم اقول في امكاننا ان نبقى معلقين انتخاب رئيس الجمهورية كي نتفق على كل القضايا، ولكن هذا الامر يؤدي بالناس ان يعتادوا على العيش من دون رئيس. ويعتاد الناس بالتالي ان عملية عدم وجود المسيحيين في السلطة امر طبيعي. وهذا الامر لا يجوز التكلم به لا سيما وانني اتكلم من بكركي الصرح الذي يمثل الوجود الماروني والمسيحي في لبنان وفي الشرق؟ واذا اردنا اليوم اللعب في هذه المواضيع وفي هذه المقدسات فرئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في العالم العربي هو رئيس جمهورية لبنان، وموضوع ان نعتاد على فكرة عدم وجود رئيس مسيحي في العالم العربي وان تفرغ سدة الرئاسة المسيحية المارونية في لبنان ولا يعود هناك رئيس مسيحي في العالم العربي، فلندرك مدى خطورة هذا الامر وما هي الاخطار التي تعرض لها الوجود المسيحي الحر الفاعل في لبنان من خلال مواقف وصراعات على قضايا يمكن ان تحل حول طاولة حوار وضمن الاسس والاصول الدستورية ومؤسساتنا الدستورية. وليس في يدنا ان نحاسب احدا انما في يد الرأي العام ان يحاسب، وعلى اللبنانيين ان يقرروا من هو على خطأ ومن هو على صواب، والتاريخ سيكون قاسيا جدا على من عطل آلية السير ومن ضرب صيغة العيش المشترك والدستور".

النائب يوسف خليل

واستقبل البطريرك صفير عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب يوسف خليل الذي قال على الأثر: "ان الزيارة كانت مناسبة لتداول جميع الامور المطروحة على الساحة اللبنانية.

لقد لمست لدى غبطته تفهما لجميع المواقف والطروحات، ولكنه يصر على ايلاء الشؤون الوطنية أفضلية على ما عداها وخصوصا اذا ارتبط بها مصير الوطن".

واضاف: "كل انسان يخطىء ويصيب، ولكن لا فضل لانسان على آخر الا بقدر ما يحاذر الخطأ ويقارب الصواب، وهذا ما يخوله الاقتراب من الحقيقة وملامسة وجه الحق، فيعتدل عندئذ في القول والفعل، فلا يقول ولا يفعل الا ما يمليه عليه ضميره وعقله".

وختم: "هذا ما يجب ان يصير عليه رجال السياسة في لبنان، ولهم في عظات سيدنا البطريرك وفي سيرته ومواقفه خير مرشد ودليل".

النائب الخازن

والتقى البطريرك صفير عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب فريد الخازن الذي وجه اليه دعوة الى المشاركة في المؤتمر العام الاول لانماء كسروان الفتوح الذي سيعقد في مركز بيت عنيا-حريصا يومي الجمعة والسبت في 7 و8 اذار 2008.

البون

كما التقى غبطة النائب السابق منصور غانم البون وعرض معه التطورات.

وفد "حزب السيادة الوطنية"

واستقبل البطريرك صفير، بعد ذلك، وفدا من "حزب السيادة الوطنية" برئاسة رئيس الحزب المحامي نزيه شلالا الذي أثار "موضوع بيع العقارات للاجانب"، مطالبا "بضرورة وقف العمل بقانون تملك الاجانب واعادة وضع قانون جديد تحمى من خلاله الارض اللبنانية ضمن قيود مشددة انطلاقا من مبدأ الارض اللبنانية للبنانيين".

 

تحدثت عن انسحاب القوات التركية بعد القطريــــة

"السياسة" الكويتية: المعركة الاساسية ستكون في البقاع

المركزية - كشفت صحيفة "السياسة" الكويتية جملة وقائع سياسية وميدانية، تؤشر الى احتمال حدوث "أمر ما" في الأشهر المقبلة على أبعد تقدير، من دون استبعاد أن يكون هذا "الأمر" وشيكاً، وفي الأسابيع المقبلة.

اولاً: أكدت تقارير غربية موثوقة ما سبق وكشفته "السياسة"، عن استنفار "حزب الله" لقواته في الجنوب، خصوصاً في منطقة شمال الليطاني. والجديد الميداني، بروز خطة مواجهة أعدها الحزب تختلف عن أسلوب المواجهة في حرب العام 2006، وتعتمد أساساً على التصدي للقوات الاسرائيلية شمال الليطاني في ما يشبه حرب العصابات، وليس التصدي لها على الحدود، ما يعني أن منطقة واسعة من الجنوب ستقع تحت الاحتلال لفترة تطول أو تقصر، حسب معطيات المعركة والظروف السياسية التي سترافقها.

ثانياً: استنفرت قوة الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب جميع وحداتها، بعد رصد تحركات عسكرية للحزب داخل منطقة عملها، وفي المعلومات الخاصة، أن عدداً من الاشكالات والاحتكاكات حصل بين الطرفين، وظل طي الكتمان.

ولاحظت القوة الدولية أن الحزب أراد في الأيام والأسابيع الأخيرة، العودة الى عدد من المواقع المتقدمة لتكون مراكز استكشاف واستطلاع، مع تعذر امكان تحويلها الى مراكز قتالية دفاعية قوية، على غرار حرب 2006، بسبب وجود القوة الدولية فيها، وقد عالجت قيادة "اليونيفيل" الاشكالات بالتراضي مع القيادة العسكرية لـ"حزب الله" في الجنوب، الا ان ذلك لم يلغِ حالة الاستنفار لدى الطرفين، وكان آخرها احتكاك بين الوحدة الفرنسية وأهالي بلدة "رب ثلاثين".

ثالثاً: ترددت اشاعات قوية بعد انسحاب القوة القطرية في "اليونيفيل"، عن انسحاب القوة التركية، على أن تتبعها دول أخرى، وظل الأمر طي الكتمان حتى برز في الأيام الأخيرة، حديث جدي عن الانسحاب التركي، بذريعة أن انقرة متورطة الآن في حرب ضد الأكراد في الداخل العراقي، وأنها تفضل أن تحصر اهتمامها بتلك الحرب، واذا حصل هذا الانسحاب بالفعل، فانه سيؤكد نظرية حصول حرب قريبة في الجنوب.

رابعاً: لوحظ أن الدول الأوروبية المشاركة في "اليونيفيل"، تعمدت التأكيد أن القوة باقية في لبنان، ولكن في الوقت نفسه، كان لافتاً أن التقارير الغربية التي تحدثت عن اعادة تسلح "حزب الله" هي أوروبية بالتحديد، وجاء التعبير الأوضح عن ذلك من لندن، التي لا تشارك في "اليونيفيل"، في حين بدأت كل دول أوروبا مشاورات لايفاد مندوب عنها هو خافيير سولانا الى المنطقة، ليس بهدف البحث مع سوريا في تسهيل الانتخابات الرئاسية، بل لبحث مصير قوات "اليونيفيل" مع تصاعد الحديث عن الحرب.

خامساً: عادت فرنسا للتحرك على خط دمشق - "حزب الله"، وهنا أيضاً أخطأ بعض المراقبين، حين اعتبروا أن الهدف هو احياء المبادرة الفرنسية والحوار مع دمشق في هذا السبيل، اذ تأكد للقيادة الفرنسية أن النظام السوري لا يريد اجراء الانتخابات الرئاسية في هذه المرحلة، وتاليا لا فرصة لنجاح أي مسعى فرنسي أو غيره، الا في اطار احتواء ارتدادات أي حرب على الجنود الأوروبيين العاملين في "اليونيفيل"، وبالتزامن أعادت فرنسا احياء اتصالاتها السياسية مع "حزب الله".

سادساً: مع استتباب الهدوء في الداخل اللبناني بعض الشيء، كشفت المعلومات عن وجود خطة عسكرية أعدها حلفاء دمشق في لبنان، للاطباق على بعض المناطق الحساسة في حال نشبت حرب اسرائيلية، في وقت ما زالت مصادر قيادية في قوى 14 آذار، تؤكد أن "حزب الله" لم يتوقف عن تدريب مجموعات حزبية حليفة، لا علاقة مباشرة لها بالوضع الميداني في الجنوب.

سابعاً: تتركز الأنظار العسكرية على منطقة البقاع بشكل مغاير لما جرى في حرب تموز 2006، حيث استهدفها الجيش الاسرائيلي كقاعدة خلفية لـ"حزب الله"، وثمة معلومات تفيد أن المعركة الأساسية، ستكون هذه المرة في البقاع، بعدما استخلص الاسرائيليون أن الحزب يحتفظ بمستودعاته الاستراتيجية هناك، وقد استطاع في فترة وجيزة، أن يعيد تسليح مواقعه السابقة في الجنوب والتي دمرت تماماً، بفضل مخزون أسلحته الموجود تحديداً في هذه المنطقة.

ثامناً: ما يعزز الكلام عن البقاع، هو ضخ مصادر سورية في لبنان لمعلومات عن تدخل الجيش السوري في الحرب اذا جرت في هذه المنطقة، وذلك لهدف مزدوج، الأول هو دعم "حزب الله" عسكرياً وحماية دمشق في خاصرتها الرخوة أي البقاع، والثاني ايجاد موطئ قدم للنظام السوري في لبنان، يوازي موطئ القدم الذي قد توجده اسرائيل لنفسها في جنوب لبنان، في اعادة لمشهد ما قبل العام 2000.

تاسعاً: يبقى التوقيت خاضعاً لتحليل هذا المراقب أو ذاك، الا ان المراقبين متفقون على أن الأسابيع المقبلة، ستكون حافلة بالتطورات الاقليمية والدولية، التي قد تعطي مؤشراً على ذلك التوقيت.

 

 في حفل تقديم مجندين للعلم في معسكر عرمان العمـاد سليمان: الجيش بات اكثر قوة وصلابة بعدما تعمّدت وحدته بدماء الشهداء

المركزية - اكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان ان الجيش بات اليوم اكثر قوة وصلابة بعدما تعمدت وحدته بدماء مئات الشهداء والجرحى الذين سقطوا في مواجهة العدو الاسرائيلي والارهاب.

كلام قائد الجيش جاء في خلال كلمة القاها بإسمه قائد معسكر عرمان العميد الركن ميشال المير في حفل تقديم مجندين ممددة خدمتهم للعلم، هذا نصها: تغمركم مشاعر الفرح والاعتزاز في هذا اليوم، وانتم تتقدمون للعمل، وتقسمون يمين القيام بالواجب كاملا حفاظا على العلم وذودا عن الوطن، بعد دورة تدريب اساسية واظبتم خلالها على متابعة التحصيل العلمي بكل جدية واهتمام، ونهلتم المعارف العسكرية المتنوعة، والتنشئة الوطنية السليمة واصول الانظمة والقوانين، مثبتين قدرتكم على تحمل اعباء التدريب ومتطلباته، وها انتم الان تجنون جهدكم وتعبكم نجاحا مشرفا يؤهلكم ان تكونوا جنودا صالحين في خدمة المؤسسة والوطن".

وأضاف: "ان جيشكم ينتظر بفارغ الصبر ان تنضووا في وحداته وقطعه المنتشرة على امتداد مساحة البلاد، وتباشروا الى جانب رفاقكم مهمة الدفاع عن الجنوب ضد الاعتداءات الاسرائيلية، ومهمة الحفاظ على الامن والاستقرار في الداخل والتصدي للارهاب الذي ما انفك يستهدف اللبنانيين في ارواحهم وارزاقهم، وامام ما يتعرض له الوطن من مخاطر وتحديات يتطلع اللبنانيون الى الجيش كخشبة خلاص، عاقدين الامال الكبار عليه لانقاذ الوطن من ازماته والحفاظ على وحدته وسيادته واستقلاله".

وطالب المجندين بـ"التمسك بالمناقبية والانضباط، وكونوا قدوة في التضحية ونكران الذات والتفاني في اداء الواجب العسكري، وتعاملوا مع مواطنيكم بكل وعي وتجرد ومسؤولية، وابقوا الى جانبهم عضدا لهم، تسهرون على امنهم وسلامتهم، وتشدون ازرهم في اوقات الشدائد والصعاب، واعلموا ان جيشكم اليوم بات اكثر قوة وصلابة، بعد ان تعمدت وحدته بدماء مئات الشهداء والجرحى الذين سقطوا في مواجهة العدو الاسرائيلي والارهاب، وبحفاظكم على هذه الوحدة، تحفظون امانة الشهداء والابرار ودور المؤسسة العسكرية وتؤكدون وفاءكم للقسم الذي نذرتم حياتكم في سبيله".

ودعا الى "المثابرة على تطوير معارفكم العسكرية والعامة من خلال ايلاء التدريب والدورات التعليمية المتبعة في الجيش الاهتمام اللازم، من خلال بذلك الجهود الشخصية للاطلاع على كل ما هو جديد، فالمعرفة المقرونة بالاخلاق تبقى السلاح الامضى الذي يمكنكم من اداء واجباتكم بجدارة عالية، وتخطي كل ما يعترض سبيلكم من مشكلات وعقبات". وختم بالقول: "باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان، اهنئكم واهنىء ذويكم بمناسبة تخرجكم، متمنيا لكم حياة عسكرية ملؤها العطاء والنجاح على طريق وطن آمن حر مزدهر". وفي ختام الحفل جرى عرض عسكري شاركت فيه جميع الوحدات المتخرجة.

 

لاحظت ان السجال في لبنان انتقل الى قانون الانتخاب

"القبس": احتمال قيام الرئيس المصري والملك الاردني بمسعى ربع الساعة الاخير لإنقاذ القمة

المركزية - رأت صحيفة "القبس" الكويتية ان كل الاوراق اصبحت خارج الحدود والازمة اللبنانية في قيلولة، مستغربة ان الشارع في حالة من الاسترخاء بعد كل ما جرى كما لو ان هناك تفاهما ضمنيا فرضه الواقع، وتمنيات الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، على ابقاء الامور في اطار المراوحة.

وتحدثت عن احتمال قيام الرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني عبدالله الثاني بمسعى ما قد يكون مسعى ربع الساعة الاخير، من اجل انقاذ القمة العربية، ودائما عبر البوابة اللبنانية، اي عبر انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، على ان يتقاطع هذا المسعى مع جهود قطرية وراء الستار، للحيلولة دون انهيار القمة، حتى ان مصادر ديبلوماسية عربية تقول ان الدوحة تطرح فكرة ان تمهد القمة لتسوية الازمة اللبنانية لا ان تكون التسوية شرطا لانعقادها او لنجاحها. ولاحظت ان السجال انتقل من موضوع انتخاب رئيس الجمهورية الى موضوع قانون الانتخاب الجديد، فالانتخابات النيابية تقترب - هذا ان حصلت - وحكومة الرئيس السنيورة ستبقى، ولا بد ان تباشر منذ الآن بإجراء الاستعدادات اللازمة، لا سيما ان الكل متفق على انها ستكون انتخابات خاصة، فالأكثرية لا تريد الاحتفاظ بالعدد الراهن من المقاعد فحسب، بل انها تراهن على زيادتها، فيما تقول المعارضة انها ستحقق اختراقات دراماتيكية تؤمن لها الطريق الى السلطة.

لكن الاكثرية ترفض العودة الى قانون عام 1960 الذي تطالب به المعارضة، كونه يعتمد القضاء دائرة انتخابية، فيما بيروت تقسم الى 3 دوائر، والهدف، بالطبع، هو محاولة الحيلولة دون رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري واجتياح المقاعد الـ19 في العاصمة.

 

الأحرار: تعنت 8 آذار اكد رفضها المبادرة العربية وإفراغ المؤسسات لضرب النظام

وطنية- 29/2/2008 (سياسة) أكد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار بعد اجتماعه الأسبوعي اليوم، ان "تعنت قوى 8 آذار، بإصرارها على الثلث المعطل، قد اكد ما كنا نعلنه دائما بالنسبة إلى رفضها المبادرة العربية، من ضمن السياسة القاضية بإفراغ المؤسسات لضرب النظام والصيغة".

اضاف: "لا يخفى أن المعادلة التي يلتزمونها لا تزال كما سبق ووصفناها تقضي بالسيطرة على مفاصل الدولة ومرافقها ومؤسساتها تحت عنوان المشاركة، لفرض خياراتهم وتغليب مصالحهم ومصالح حماتهم الإقليميين مما يبقي الوطن ساحة مستباحة في خدمة المحور السوري- الإيراني في مواجهة المجتمع الدولي والشرعيتين العربية والأممية. هذا ما تكشفه مناورات التصعيد والعقبات والمواقف التي تتغير وتتصاعد لإفشال كل الاقتراحات التوفيقية. ثم محاولة تزوير الوقائع بإلقاء اللوم ظلما على فريق 14 آذار. ولقد بلغت حدا جعل مدمنيها يغرقون في متاهات التفسير التشويهي رغم المحاضر والشهود، وفي مقدمهم أصحاب المبادرات من فرنسا إلى جامعة الدول العربية، الذين فضحوا دور المعارضة المعرقل وحملوا المحور السوري ـ الإيراني مسؤولية العرقلة من خلال حلفائهم اللبنانيين".

تابع: "لقد توقفنا أمام التقاطع في مواقف قوى المعارضة الانقلابية وأمام توزيع الأدوار بين مكوناتها، الأساسي منها والثانوي، التي تتساوى كلها بحدة الخطاب ورفع سقف المطالب والاسفاف بالاتهام. ونرى في ذلك تمويها لمخطط لا يستفيد منه إلا أصحاب مشروع الدويلة، مما يثير الاشمئزاز من تذاكي العاملين على تغطيته والمتبرعين بتبرير ساحة الذين يعملون على إنجازه نقيضا للدولة الواحدة الجامعة، دولة التعددية والتنوع والقانون الموحد وحقوق كل المواطنين. ولعل أكثر ما يحبط في مطولاتهم الدفاعية الفارغة التهديد بالترسانة العسكرية بتخييرنا بين الرضوخ للدويلة، بما في ذلك زج الوطن في حرب مفتوحة، وإلا تحمل تبعة استعمال سلاحها ضد الذين يرفضون الاعتراف بها بالخضوع لقراراتها والتزام خياراتها".

وختم: "نذكر المزايدين في موضوع الثوابت الميثاقية والتوافق ان استقالة الوزراء كانت ابتزازا بحتا ومناورة شريرة خططوا لها ليدعوا بعدها الشكوى من الاجحاف. علما انهم قصدوا منها تعطيل قيام المحكمة ذات الطابع الدولي، واستغلوا لاحقا الوضع الذي تسببوا به باحتلالهم الساحات وقيامهم بالتظاهرات والاعتداءات وإقفال مجلس النواب وممارسة تصريف الأعمال في الوزارات وفق الأهواء وعندما تقضي مصالحهم ذلك، وخصوصا بتعطيل انتخاب رئيس توافقي للجمهورية. إن هذه العينة من المعطيات، إضافة إلى غيرها مما أصبح معلوما لدى الرأي العام اللبناني والخارجي، كافية لإدانة الذين ينبرون إلى ادعاء عكسها والذين يتحملون تبعة التضحية بالوطن على مذبح الشهوات والطموحات والمصالح. وهي ترتب في المقابل على اللبنانيين عموما وعلى جمهور 14 آذار خصوصا مزيدا من الصلابة والاستعداد لرفع التحديات والتغلب على الصعوبات بالتعلق بالطائف نصا وروحا وبالدولة وصيغتها وكيانها".

 

الرئيس بري التقى القائم بالاعمال القطري والسفير الروسي

وطنية - 29/2/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، القائم بالاعمال القطري احمد الكواري وعرض معه للتطورات الراهنة. ثم اسنقبل السفير الروسي سيرغي بوكين، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى البحث في المستجدات الراهنة.

 

السفير لوران تفقد المنازل المرممة بتمويل من الاتحاد الأوروبي في زوطر الغربية

وطنية-29/2/2008(متفرقات) تفقد سفير الاتحاد الأوروبي باتريك لوران على رأس وفد من الاتحاد بلدة زوطر الغربية - النبطية، وعاين المنازل التي جرى إعادة بنائها وترميمها من قبل دولة النروج بتمويل من الاتحاد الأوروبي بعد تضررها خلال العدوان الاسرائيلي في تموز 2006. والتقى السفير لوران أصحاب المنازل التي رممت في مبنى بلدية زوطر، في حضور رئيسها نعمة أبو هاشم. وقد شكر أصحاب المنازل السفير لوران والاتحاد الأوروبي على ترميم منازلهم التي دمرها العدوان الاسرائيلي. وأعرب السفير لوران عن "سروره وارتياحه لوجوده في زوطر"، معربا عن سعادته "بعودة الناس إلى منازلها بعد ترميمها من قبل الاتحاد الأوروبي والدولة النروجية، وعددها 133 منزلا تراوحت قيمة ترميم المنزل الواحد بين 500 دولار و5000 دولار". ورفض السفير لوران الرد على أي سؤال يتعلق بالسياسة. ثم انتقل الى حقل ألغام في البلدة يتولى فريق "ماغ" نزع القنابل العنقدوية الاسرائيلية منه، حيث استمع الى شرح من مدير العمليات التقنية في ماغ أندي غلاسين حول كيفية ازالة الالغام والقنابل العنقودية. وشاهد السفير لوران عملية تفجير قنبلة عنقودية من مخلفات عدوان تموز.

 

رئيس "لقاء المثقفين الشيعة" زار المطران عودة واشاد بمواقفه الوطنية: وصول المدمرة الاميركية "كول" الى شواطئنا مس بالسيادة وبشائر حرب خطيرة

وطنية - 29/2/2008 (سياسة) زار رئيس "التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني" رئيس "لقاء المثقفين الشيعة" الدكتور رائف رضا متروبوليت بيروت للروم الارثوذوكس المطران الياس عودة، في دار المطرانية في بيروت. واشاد الدكتور رضا بمواقف المطران عودة "الجريئة والوطنية" على الصعد كافة، "باعتباره صمام أمان للبنان". واستنكر الدكتور رضا وصول المدمرة الاميركية "كول" الى الشواطىء اللبنانية، معتبرا اياها "مسا بالسيادة الوطنية لدولة مستقلة"، مطالبا بالكشف عن الجهة التي دعتها بالقدوم ومن وراءهم "وهي بشائر حرب خطيرة". ودعا جميع الافرقاء السياسيين الى "التنازل لمصلحة لبنان، باجراء انتخابات رئاسية متزامنة مع حكومة حيادية تكنوقراطية، تعنى بوضع قانون انتخابات عادل مع الاصلاح السياسي ومحاربة الفساد وتفعيل اجهزة الرقابة، وكذلك اصلاح الجامعة اللبنانية من الهرم الى القاعدة، وان يكون انتخاب رئيس الجامعة والعمداء والمدراء عبر المؤهلات العلمية والاكاديمية، من قبل اساتذة الجامعة، وليس عبر القرار السياسيي بالتعيين، لابعاد الجامعة عن التدخلات والكوتات في التعيين والاختيار كمقدمة للاصلاح الاداري المنشود".

 

الرئيس السنيورة استقبل سفراء وممثلي الدول العربية المعتمدين في لبنان 

وطنية - 29/2/2008 (سياسة) أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أنه "لا وجود لسفن حربية أجنبية في المياه الإقليمية اللبنانية"، مشددا على أنه "ليس في هذه المياه إلا سلاح البحرية اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية التي تساعد لبنان في تأمين حدود البحرية حسبما نص عليه القرار 1701"، مجددا تأكيد "موقف الحكومة الثابت في الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته ومصلحته العليا فلا يكون ساحة لصراعات القوى الإقليمية والدولية".

كلام الرئيس السنيورة جاء في كلمة ألقاها ظهر اليوم خلال استقباله في السراي الكبير سفراء وممثلي الدول العربية المعتمدين في لبنان.

وجاء في كلمة الرئيس السنيورة: "نجتمع اليوم، ومنطقتنا العربية تمر بأدق وأصعب الظروف والمراحل، كما أننا نلتقي ولبنان، كما تعرفون، في أزمة لم يسبق أن واجه مثلها، وهي تكاد تهدد مصيره ونظامه وكيانه".

اضاف "وكما تتابعون أيها الإخوة، فقد دخلنا في لبنان في الشهر السادس عشر لتعطيل مؤسسة المجلس النيابي. كما أننا دخلنا في الشهر الرابع وموقع رئاسة الجمهورية اللبنانية فارغ ومن دون رئيس للبلاد، ونحن نعتبر هذا الفراغ كبيرة الكبائر التي لا يمكن أن نقبل بها أو نسكت عنها أو نستسلم تجاهها. لذلك أود أن أقول أمامكم إننا متمسكون بالمبادرة العربية باعتبارها الطريق الصحيح والسليم لإخراج لبنان من المأزق والوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

وتابع الرئيس السنيورة "لكني في الحقيقة أود أن اتجه بكلامي مباشرة أيضا صوب المكان الموجع بالنسبة لي ولكم، فنحن نتابع بكثير من الألم والاستنكار والغضب وقائع المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق أهلنا في قطاع غزة حيث تستهدف في حربها السكان المدنيين الآمنين والعزل وتقتل الأطفال الرضع وطلاب المدارس والنساء والعجزة بحجة مكافحة صواريخ حركة حماس. إزاء هذا الإجرام المتمادي والذي يمكن أن يتطور حسبما يلمح قادة العدو يهمني أن أعلن باسمي وباسم الحكومة اللبنانية اشد الاستنكار والشجب والتنديد واني أدعو إخواني في لبنان والدول العربية إلى اليقظة إلى أن قضية فلسطين كانت وما تزال هي الأساس وبالتالي يجب التنبه للمحاولات الجارية لتحويل الأنظار عما يجري على ارض فلسطين من مجازر ويجب الوقوف صفا واحدا في مواجهتها والعمل على وقف العدوان والمطالبة بمحاسبة إسرائيل على جرائمها، كما أدعو الأسرة الدولية إلى تحمل كامل مسؤولياتها السياسية والإنسانية بحسب القانون الدولي. لقد نبهنا سابقا وقلنا إن أسلوب العنف يستولد العنف وإسرائيل عبر استخدامها للعنف الأعمى لن تحصد إلا التوتر وهي في أسلوبها هذا لن تصل إلى الاستقرار ولن تشعر بالأمان".

وقال "اما بخصوص الأنباء عن وصول سفن حربية أميركية، إلى شرقي المتوسط، فيهمني أن أوضح أنه لا وجود لسفن حربية أجنبية في المياه الإقليمية اللبنانية. وليس في هذه المياه إلا سلاح البحرية اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية التي تساعد لبنان في تأمين حدوده البحرية حسب ما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. ومن نافل القول أننا لم نستدع أي بوارج حربية من أي جهة كانت".

وختم :"إني أجدد تأكيد موقفنا الثابت في الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته ومصلحته العليا فلا يكون ساحة لصراعات القوى الإقليمية والدولية. إن هذا موقف طالما تمسكنا به في مختلف الأزمات السياسية التي عاشها بلدنا وما يزال يشهدها للأسف اليوم, وقد حذرنا مرارا من خطورة سياسات يلجأ إليها البعض وتؤدي في حقيقة الأمر إلى استخدام لبنان لأغراض خارجية على حساب أمن اللبنانيين وعمران بلدهم وعيشهم المشترك. لبنان بلد مستقل، حريص على صون استقلاله وسيادته, ومن حقه علينا وعلى أشقاءنا العرب، أن نحفظه، حرا موحد الأرض والسيادة والسلطة، بعيدا عن المحاور والصراعات الخارجية".

 

ارجاء النظر في دعوى "القوات اللبنانية" على ال "أل.بي.سي" الى 28 آذار

وطنية - 29/2/2008 (قضاء) تابع قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي تحقيقاته في دعوى "القوات اللبنانية" على بيار الضاهر وآخرين في "المؤسسة اللبنانية للارسال"، في جرم تهريب اموال واساءة امانة وغيرها. وقد طلبت الجهة المدعى عليها استئخار ووقف النظر بالدعوى الحاضرة لوجود دعوى مماثلة امام القاضي المنفرد الجزائي في كسروان. واستمهل وكيل "القوات" فأمهلهم القاضي العنيسي مدة عشرة ايام للجواب الذي سيحال عند وروده الى النيابة العامة لابداء الرأي يتخذ بعدها القاضي العنيسي قراره. وارجأ الجلسة الى 28 آذار المقبل، وارجأ الى 26 منه النظر في دعوى قاضي التحقيق الاول في بيروت عبد الرحيم حمود ضد الصحافي فارس خشان في جرم القدح والذم وكرر دعوة خشان الذي لم يحضر الى جلسة اليوم لوجوده خارج لبنان.

 

النائب العماد عون استقبل في الرابية وفدي الرابطةالمارونية وحزب الطاشناق

وطنية-29/2/2008 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون, صباح اليوم في دارته في الرابية وفد الرابطة المارونية برئاسة جوزيف طربيه الذي قال :

" زيارتنا دورية تقليدية للتشاور مع العماد عون, وان التطورات التي تحصل على الساحة اللبنانية تتطلب التشاور, ونحن في هذا الموضوع نعتبر ان لا حل لمشكلة لبنان الا بمشاركة كل الافرقاء في الحل، وكما يبدو فان المنطقة واقعة في توتر عال, بدليل قدوم البوارج العسكرية, وما نسمعه بتشدد الخطاب السياسي وما نشاهده ايضا من الصعوبات التي تواجه القمة العربية". واعتبر "ان اللبنانين وخصوصا المسؤولين السياسيين لا يستطعيون ان يتجاوزا الصعوبات الخارجية الا بالعودة الى التباسط الداخلي ومقاربة المواضيع بتفاهم متبادل وهذا ما هو مقبول من العماد عون, وكان تناول بالامس المواضيع بروح من التسوية وهذا ما نشجعه عليه".

سئل: هل نحن اليوم على مشارف شرق اوسط جديد؟

اجاب :"المنطقة فيها مشاريع دولية, وخلافات اقليمية, ومنابع نفط وثروة وكل ما يشكل جاذبا للمنافسة والصدام, وفيها المشكلة الاسرائيلية- الفلسطينية, والموضوع النووي الايراني, والانتخابات الاميركية على الابواب, والمرحلة شديدة التوتر, واملنا ان يتمكن المسؤولون واصحاب القرار من سحب لبنان من المشاكل الخارجية التي تؤثر على المشاكل الداخلية".

وفد الطاشناق

واستقبل العماد عون وفدا من حزب الطاشناق برئاسة امينه العام هوفيك مختاريان, وضم النائب اغوب بقرادونيان, والنائب السابق سيبوه هوفنانيان.

وبعد اللقاء قال النائب بقرادونيان: "الاجتماع مع العماد ميشال عون, تناول المستجدات الاخيرة, ولقد وضعنا عون باللقاء الرباعي الاخير, وتوافقنا على المواضيع المطروحة لا سيما تلك التي تتعلق بالسلة المتكاملة بدءا بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية, الى حكومة الوحدة الوطنية, الى قانون انتخاب 1960 الى المشاركة العامة". اضاف:"بالنسبة الى المبادرة العربية كنا نتمنى ان نخرج منها بايجابيات اكثر على ان نحل المشاكل الراهنة, أليوم الوضع متشنج وهناك بعض التشاؤم, ونتمنى ان يكون هناك مساع اخرى للوصول الى 11 اذار, لا سيما مساع داخلية مهما كانت المساعدات الخارجية اذا نحن لم نستطيع ان نطرح الحلول على الصعيد اللبناني بانتاج واخراج لبناني لا نستطيع ان نصل بأي حل, نقول اننا اذ تركنا الابواب مفتوحة فالخارج مستعد للتدخل في كل شاردة واردة, واذا استطعنا ان نقفل الابواب والنوافذ نستطيع ان نصل الى حل مشاكلنا الداخلية".

سئل: في اي اطار قرأتم امس غزل الرئيس امين الجميل الى الارمن؟

اجاب:"الرئيس الجميل رافض لفكرة قانون 1960, وحسب ما سرب في الصحف قال الرئيس الجميل انه لا يريد ان يبقى تحت رحمة الناخبين الارمن ان في المتن او في بيروت, نحن لا نقرأ الموضوع هكذا, بل نقول اننا نحن نريد المشاركة وهذا حقنا كمواطنين في بيروت والمتن وفي غير منطقة كأي مواطن, والاهم هو موضوع التمثيل الصحيح، وقانون 1960 ليس بالقانون المثالي ولكن اذا كان من طرح اخر يؤمن اكبر نسبة من المشاركة والتمثيل فنحن مستعدون ان نبحث فيه.والمهم ان على الذي يرفض قانون 1960 ان يقنع كل الحلفاء لديه على ان يستطيع ان يأتي بقانون افضل من 1960".

اضاف:"اما بالنسبة لموضوع الغزل فللاسف نحن لا زلنا تحت تأثير الانتخابات الفرعية في 5 اب. فالرئيس الجميل زار بطريرك الارمن للمعايدة في 7 كانون الثاني لمناسبة عيد الميلاد لدى الطوائف الارمنية, وقام الشيخ سامي الجميل بزيارة الى امين عام حزب الطاشناق قبل 3 اسابيع, وليس من زيارات اخرى بعيدة عن الاضواء. زيارة الشيخ سامي الجميل مهمة ولكن تحتاج الى خطوات اخرى".

وتابع:" على كل حال لا نستطيع ان نتحدث عن قانون انتخاب انطلاقا من فرضية تحالفات مستقبلية. نحن نتحدث عن الاساس, اي قانون انتخاب عادل منصف يؤمن المشاركة الفعلية والتمثيل الحقيقي للمسيحيين وغير المسيحيين في كل المناطق اللبنانية".

 

الشيخ قبلان: ما نسمعه من خطابات مسيئة من قبل البعض يدل على خفة عقل وسخافات

اذا تجاوزت البارجة الاميركية حد مياهنا الإقليمية فإنها تكون قد اعتدت علينا

نحذر اميركا وننصحها ان لا تلعب بالنار لانها لن تحرق اصابعها فقط بل كيانها

وطنية - 29/2/2008 (سياسة) القى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "نعيش ذكرى مباركة في رحاب أربعين الإمام الحسين، هذا الإنسان الكبير والرائد نعيشه بإخلاص ومحبة وولاء، سبعة ملايين انضموا إلى قافلة الحسين، هذه المسيرة المباركة من يوم ألطف إلى آخر أيام هذه الدنيا نتذكرها بأسى وحزن، إلا أنها شكلت المجد والحق والريادة، لذلك علينا ان ندرس أبعاد مسيرة الإمام الحسين، فكلما تجدد الزمن تبرز ملحمة الحسين ندية كأنها بنت ساعتها، وهنا نسأل لماذا اعفي عن الظلمة حتى أصبحوا في خبر كان فحين يذكرون يذكرون بالمذمة حتى ان قبورهم لا يعرف لا اثر في حين ان المظلومين الذين ضحوا في سبيل المبادئ والقيم انتصبوا اعمدة في التاريخ منطلقة نحو السماء يتردد ذكرها بالحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، فعندما نتطلع الى مشاهد كربلاء نرى التقدير والاحترام لصاحب المقام والشهداء معه لان التاريخ حفظهم حتى أضحى الإمام الحسين قطب رحى الفلك، لذلك علينا ان نتذكر الحسين القدوة والنموذج والرجل الصالح لنقتدي به ونتعلم منه ونسير سيره ونحذو حذوه ونبتعد عن السخافات والأوهام لنتعمق في التاريخ، فنرى ان التركيز على اهل البيت ليس اعتباطا ولا ارتجالا وإنما تركيز على شريعة جدهم النبي محمد لأنه أرسل ليكون بشيرا ونذيرا وليتمم مكارم الأخلاق وليكون ورحمة للعالمين وأهل بيته امتداد له ساروا سيره وحفظوا الأمانة وابتعدوا عن كل شر".

ورأى "ان المشاهد الكربلائية المليونية تجعلنا اكثر صلابة ومتانة وتعلقا واهتماما بأهل البيت لأنهم قوم امنوا بالله وساروا على هدي ونهج الرسول محمد، لذلك علينا ان نمتن العلاقة مع بيت النبوة ونرفض رفضا مطلقا التخلي عن نهج وسيرة اهل البيت الذين جسدوا النبوة بصدق وحق فهم قدموا للدين ما لم يقدمه أي نبي او ولي، وبمعرفتهم نزداد حبا لهم ولا نخجل بالانتماء الى مدرستهم لانهم هم الطريق الى طاعة الله ورسوله، وهو طريق لا شوك فيه ولا اعوجاج ومن خلالهم نجدد العهد مع الإسلام، فهم الضمانة والطريق الى الحق والخير والمعرفة، ولا يجوز ان نتجاهلهم ونبتعد عن الحق حيث لا ينفعنا الا التمسك بالحق المتمثل بالإسلام ومحمد وأهل بيته لكي نفوز بالدنيا والآخرة".

وقال: "ان لبنان يعيش اليوم العصبيات، ولقد علمت بوجود مشكلة تتفاقم في المدارس الخاصة والرسمية، ويجب معالجتها ونزع فتيل العصبية من المدارس، لذلك نطالب مدراء المدارس ان ينزعوا الحساسيات الموجودة فيها لانها تخرج التلميذ عن الاستقامة والأخلاق، فيجب ان يتعلم التربية والأخلاق والابتعاد عن السب والشتم والعصبية، وعلى المدراء والأساتذة ان لا يغفلوا عما يجري داخل المدرسة فتكون المراقبة شديدة، ونحذر من العواقب السيئة لاننا نريد جيلا جيدا مستقيما وطنيا، وان تعم المحبة والإخلاص بين الطلاب، فلا يجوز ان يحمل الطلاب السكاكين في جيوبهم لان ذلك ينافي للأدب وللأخلاق، لذلك نطالب الجميع بالتخلص من هذا المطب الذي يوقعنا جميعا في المساوئ والمهالك، وليبتعد الجميع عن السب والشتم، ولا يجوز التعرض بالسب والشتم الى النبي واهل بيته وللصحابة والتابعين، فهذه لغة العاجز الخارج عن التربية والأخلاق والدين، فنحن نعيش عالما متطورا، فعلينا ان نتأدب بآداب النبي ونكون قدوة فالسب والشتم والبغضاء والعدواة أعمال محرمة ومذمومة، نحن أهل وطن واحد، المسلم والمسيحي أخوة، وعلينا نتقارب مع الجميع، وعلينا ان نحترم بعضنا، ونبتعد عن كل شتم وعيب، ونطالب الجميع دولة وألاحزاب ومدراء واساتذة المدارس ان يهتموا بالاخلاق والتربية والمواطنة قبل العلم".

البارجة الاميركية

وعلق الشيخ قبلان على وصول بارجة اميركية مقابل الشاطىء اللبناني فقال: "اذا تجاوزت حد المياه الإقليمية فإنها تكون اعتدت على الحدود اللبنانية، ونذكر أميركا بما جرى للمارينز وللبارجة التي كانت تحمل العلم الإسرائيلي التي دمرت قبالة شاطىء لبنان، نحن لا نملك بارجات وطائرات الا أننا نملك الإيمان والعزيمة، وعندنا الوحدة الوطنية والشعب اللبناني شعب متيقظ يرفض الاعتداء على لبنان وأرضه، فالموت والحياة عند هذا الشعب بات كحد سواء".

وتساءل: عما اذا "كانت هذه البارجة تحمل تهديدا لسوريا او للمقاومة؟ وعلى كل الاحتمالات فنحن نحذر اميركا وننصحها ان لا تلعب بالنار، ومن يلعب بالنار لا يحرق أصابعه فقط بل يحرق كيانه، نحن لسنا مغرورين، وعلينا ان نتماسك ونكون يدا واحدة لنحفظ وطننا، أما ما نسمعه من خطابات مسيئة من قبل البعض فإنها تدل على خفة عقل وسخافات، فالعاقل يزن الكلام قبل ان ينطق به، ولسانه خلف قلبه وعقله، اما الجاهل فلسانه قبل عقله، ونحن لا نتورط ونرفض الانجرار لأي خلاف داخلي، لذلك نتمنى على الجميع ان يفهموا ويدركوا وان يعدلوا بالقول والعمل ويكونوا مع الله ليكون الله معهم".

 

العلامة النابلسي: إذا كان ارسال البارجة فرض مسار ما على القمة فهو وهم التصعيد الاسرائيلي في غزة يتسم ببلادة عربية وانعدام احساس عربي وجبن

وطنية - 29/2/2008 (سياسة) رأى رئيس "هيئة علماء جبل عامل" العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة "أن إسرائيل كانت ولا تزال مصدر قلق للأمة كلها، تهدد سلامتها واستقرارها وحاضرها ومستقبلها". واشار الى "أن التصعيد الاسرائيلي في غزة يتسم هذه الأيام ببلادة عربية، وانعدام ِاحساس عربي، وجبن عربي قل نظيره. فلم تعد مسألة العرب مع فلسطين والشعب الفلسطيني مسألة تراخ إهمال وضعف، بل غدت المسألة هي التحلل من كلِ رابط مع فلسطين والتخلص من كل عُلقة مع الشعب الفلسطيني، والتفلت من الحس الانساني والواجب الأخلاقي". وأضاف: "فها هم العرب يعلنون أن لا صلة تربطهم بالدم الفلسطيني، فهم منشغلون بما يجلب الدعة والاستمرارية لحكمهم، الذي يمدد له كلما سال جرح في فلسطين ولبنان والعراق، وقد وصلت الوقاحة بعرب الأنظمة أن يحتجوا على ايران و"المقاومة الاسلامية" في لبنان على اصرارهما دعم الشعب الفلسطيني وحملهما للقضية الفلسطينية في كل ارجاء هذا العالم، فإذا كنتم أيها العرب تخجلون أو تعجزون، وأخذ الخذلان منكم كل مأخذ، فإن غيركم لن يتخلى عن فلسطين والشعب الفلسطيني، بل سيبقى في طليعة المساندين والداعمين لهذه القضية العادلة ولو احتج العرب وتخاذل العرب وتخلى العرب عن هذا الأمر". وختم بالقول: "نقول لعرب الأنظمة الذين يضنيهم ويتعبهم ويسؤهم كل تضامن عربي أننا سنبقى نرفد الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح والدم وكل ما يتطلبه هدف إزالة هذا الكيان السرطاني من الوجود". وحول ارسال المدمرة الاميركية الى السواحل اللبناني قال الهلامة النابلسي "نقول للأميركيين: إننا لا نخاف من تهديدكم ووعيدكم، وليس منا من هو مستعد ليسلمكم البلاد، أو يجعلها معبرا للضغط على سوريا، وإذا كنتم تريدون من وراء ذلك فرض مسارٍ ما على القمة العربية فإنكم واهمون ولن تبلغوا الى ذلك سبيلا".

 

معركة أحمدي نجاد مع الداخل

الياس حرفوش- الحياة - 29/02/08//

من الخطأ الاستهانة بأهمية التصريحات الأخيرة لحسن روحاني مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي والمسؤول السابق عن الملف النووي، هذا الملف الذي اصبح السبب الأساسي وراء المواجهة بين ايران والعالم. لا تنبع اهمية هذه التصريحات من كونها الاولى من نوعها. فالتيار الذي يصف نفسه بـ «الاصلاحي» في ايران لم يتوقف عن اعلان المواقف المعترضة على ادارة الشأن الداخلي، بما في ذلك الطريقة التي يتم بها التحضير للانتخابات المقبلة، وكذلك على ادارة السياسة الخارجية في مواجهة العقوبات التي باتت تشكل عبئاً حقيقياً على الاقتصاد الايراني. أهمية تصريحات روحاني انها تمثل رداً مباشراً على اشادة خامنئي بسياسة احمدي نجاد وحكومته، وعلى اعتبار المرشد ان هذه السياسة، التي لا يتردد في وصفها بـ «الحكيمة»، باتت تفرض «التراجع» على اعداء ايران. أي اننا أمام رجل مسؤول في سلم الهرم الايراني قادر على الوقوف في وجه مرشد الثورة، الذي يُعتبر المرجع الاخير في النظام، لانتقاد مواقفه بصورة علنية وادانة سلوك رئيس الجمهورية الذي يُعتبر خامنئي حاميه الحقيقي، وربما الوحيد.

واذا كان من بديل لاحتمالات المواجهة الاقليمية والغربية مع طهران، التي تكاد تبدو حتمية، في ظل الخطاب المتشدد والبعيد عن الواقعية الذي يعتمده احمدي نجاد، فإن هذا الرهان يجب أن يعتمد على اصوات عاقلة من داخل النظام الايراني نفسه، قادرة على النظر الى العالم بعيون مفتوحة، وعلى تصحيح هذا المسار الانتحاري الذي تتجه اليه طهران مع الولاية الحالية لرئيسها. اصوات من نوع ما سمعناه من روحاني الذي قال عن السياسة الخارجية الحالية لبلاده: «هذه ليست سياسة خارجية. ينبغي اختيار اداء يتسم بالليونة لخفض التهديدات وضمان مصالح ايران». هذا بينما يستخف الرئيس الايراني بالقرارات الدولية وبفرض العقوبات مهدداً بأن مجلس الأمن يستطيع ان يفرض «مئة قرار» على ايران من دون ان يكون لها اي تأثير.

هذه الاصوات المعتدلة من داخل النظام التي نتحدث عنها لا يخدمها التصعيد الخارجي ضد ايران ولا الاستغلال الاسرائيلي للمواجهة القائمة مع طهران، في الوقت الذي تملك اسرائيل مخزوناً نووياً لا يمكن لأحد في المنطقة ان يبرره او يدافع عنه. ما يخدم اشخاصاً مثل روحاني ومحسن رضائي القائد السابق لـ «الحرس الثوري» ومحمد قاليباف رئيس بلدية طهران وحتى علي لاريجاني المسؤول السابق عن الملف النووي وسواهم، هو عدم توظيف مواقفهم من قبل الدول الغربية في معركتها مع النظام الايراني. فإذا كان لهذه الاصوات ان تنتصر في ايران وان تحقق أي اختراق في جدار التماسك الذي يبدو صلباً حول سياسات احمدي نجاد، فيجب الاخذ في الاعتبار ان هؤلاء الاشخاص هم من داخل الثورة، وبالتالي فهم لا يستطيعون تحقيق أي تقدم داخلي اذا تم إلصاق التهم بهم وتصنيفهم ضمن معسكر «الاعداء» او في خدمة هذا المعسكر، وهي التهم التي يوجهها اليهم احمدي نجاد في اطار لعبة مكشوفة لتشويه صورتهم واتهامهم بـ«تطبيق مخططات العدو». اهمية هؤلاء المعارضين هي في ولائهم للجمهورية الاسلامية، وبالتالي في ان اعتراضاتهم هي في خدمة الجمهورية وبقائها وليست بهدف القضاء عليها واسقاطها. هذا بالضبط، اي المحافظة على الثورة، هو ما تهدف اليه الانتقادات الضمنية التي يوجهها حسن روحاني للرئيس الايراني بسبب تصريحاته الداعية الى «ازالة اسرائيل من الخريطة». يرد روحاني على ذلك بجملة نعتبر جميعاً انها من البديهيات : «اذا اعتبر المجتمع الدولي ان بلداً ما يريد إزالة الآخرين، فلن يدعه يقوم بذلك وسيواجهه». وهكذا فبينما يرى احمدي نجاد ان النتيجة الطبيعية لتصعيده الخطابي، والخطابي فقط، ضد اسرائيل، سينتهي الى فنائها، يعتبر روحاني ومن يوافقونه في ايران أن مثل هذا الخطاب هو الوقود الذي يغذي العداوات ضد النظام الايراني التي قد تنتهي بفنائه هو نفسه. وهذا بالضبط ما سبق ان اشار اليه الرئيس السابق محمد خاتمي الذي اعتبر ان تصريحات احمدي نجاد «تمثل كارثة وتشكل اكبر تهديد للثورة والنظام والمجتمع».

اهمية هذا الحراك الداخلي ايضاً أنه يؤكد أن النظام الايراني ليس نظاماً اوتوقراطياً، بالمعنى الذي يمكن افتراضه في نظام تمثل المؤسسة الدينية قاعدته الاساسية. انه نظام قابل ومنفتح على فكرة التعدد، التي تملك امكانات انقاذه. وهذا ما لا ينطبق على كثير من الانظمة والحركات المحيطة التي تعتبر نفسها رديفة لطهران او سائرة في فلكها

 

هآرتس: لقاء سري بين عماد مصطفى والون ليئيل 

GMT 11:45:00 2008 الجمعة 29 فبراير

 وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

 القدس : كشف النقاب عن لقاء عقد الاسبوع الماضي بين السفير السوري في الولايات المتحدة عماد مصطفى مع مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيليى الاسبق الون ليئيل الذي تمكن من خلال مفاوضات سرية غير رسمية تحت رعاية سويسرية العام الماضي من ابرام اتفاق اعلان مباديء بين سوريا واسرائيل بالتفاوض مع رجل الاعمال السوري الاميركي ابي سليمان الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع الرئيس السوري . ونقلت صحيفة(هآرتس) الاسرائيلية عن ليئيل الذي يرأس الحركة لدفع السلام بين سوريا واسرائيل ، انه اطلع المسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية على فحوى مباحثاته مشيرا الى ان الرئيس السوري بشار الاسد يرغب باستئناف مباحثات السلام مع اسرائيل فورا. وبحسب الصحيفة فان زيارة ليئيل الى واشنطن بحثت في العلاقات ما بين واشنطن ودمشق وشملت لقاءات في الكونغرس الاميركي.

 

يونيفيل» لن تخضع للإبتزاز اذا تعرّض أمنها للخطر ...

نصائح أوروبية لـ«حزب الله» بالتريث وتحذير من مغامرة عسكرية إسرائيلية

بيروت، دمشق، القاهرة- الحياة - 29/02/08//

يحظى الوضع في جنوب لبنان باهتمام فوق العادة من سفراء الاتحاد الأوروبي والوفود الأوروبية الزائرة لبيروت، خصوصاً منذ اغتيال القيادي في «حزب الله» عماد مغنية في سورية، وتهديد أمينه العام السيد حسن نصر الله بالردّ على اسرائيل محمّلاً إياها مسؤولية الوقوف وراء جريمة الاغتيال، ومع تصاعد الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت المصادر الأوروبية لـ«الحياة» إن الوضع في الجنوب لا يزال موضع اهتمام المجموعة الأوروبية ليس بسبب مشاركتها الرئيسة في قوات الطوارئ الدولية فحسب، وإنما إنطلاقاً من شعورها بأن الاستقرار فيه يمكن ان يشهد انتكاسة في حال بادر «حزب الله» الى الرد على اسرائيل باعتبارها مسؤولة عن اغتيال مغنية. وهذا يدفع السفراء الأوروبيين الى مراقبة الوضع عن كثب من جهة، والى دعوة الحزب الى ممارسة سياسة ضبط النفس والتنبّه الى رد الفعل الاسرائيلي، نظراً الى أن تل أبيب ستتخذ من أي رد ذريعة للانتقام من الحزب بسبب الهزيمة التي منيت بها في حرب تموز (يوليو) 2006، خصوصاً أن الرد سيكون كبيراً. ونقلت عن مسؤولين أوروبيين أن الدولة العبرية سترد على «حزب الله» في لبنان ولو جاء رد الحزب في أي مكان آخر خارج الأراضي اللبنانية.

وكشفت المصادر أن عدداً من السفراء الأوروبيين سارعوا الى التحرّك في كل الاتجاهات بعيداً من الاضواء وان معظمهم يتواصل مع قيادة الحزب لدعوتها الى التريث والحذر إزاء احتمال قيام اسرائيل بمغامرة عسكرية جديدة بذريعة استهدافها من الحزب.

ورأت ان الجولات الاستطلاعية للوفود الأوروبية التي تزور بيروت تأتي في سياق الوقوف على الدور الذي تتولاه القوات الدولية لتطبيق القرار 1701. وقالت إن زيارة الوفد الفرنسي برئاسة نائب مدير قسم مصر والشرق الأوسط في وزارة الخارجية لودفيك بوي وعضوية مديرة قسم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية سيلفي برمان لبيروت تصب في خانة التشديد على دور القوات الدولية وضرورة تأمين الحماية لها وعدم إقحامها في النزاع الداخلي في لبنان، خصوصاً أن هناك جهات تحاول استغلاله لاستهداف الحضور الدولي في الجنوب والذي كان ضرورياً لوقف حرب تموز. ولفتت المصادر الى ان لا مصلحة للبنان في التعرّض لدور القوات الدولية، مشيرة الى ان الأمم المتحدة لن ترضخ للابتزاز في حال تعريض أمن «يونيفيل» للخطر، بالتالي ستضطر الى تكثيف وجودها.

ورداً على سؤال نفت المصادر ما أشيع أخيراً من ان الاتحاد الأوروبي سيبادر الى خفض مشاركته في القوات الدولية، وقالت إن لا مشكلة لها مع الجنوبيين الذين يتعاونون معها ويقدرون دورها في الحفاظ على الأمن والاستقرار في قراهم. وتابعت ان تعزيز مشاركة الاتحاد الأوروبي في «يونيفيل» كان موضع تقدير وموافقة من كل الأطراف المعنية في الداخل، اضافة الى جهات اقليمية في اشارة الى سورية وإيران.

ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن ضابط اسرائيلي يشارك في تدريبات يجريها الجيش الاسرائيلي قرب الحدود مع لبنان قوله: «ننظر بجدّية الى تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهو لا يتفوّه عادة بكلام فارغ». وأشار الضابط الذي يقود فرقة دبابات «ميركافا» الى تحسين حماية هذه الدبابة التي أصابتها صواريخ «حزب الله» في حرب تموز. وترافقت التدريبات الاسرائيلية مع تصاعد خرق الطيران الاسرائيلي للأجواء اللبنانية.

وأشار قائد القوات الدولية في جنوب لبنان كلاوديو غراتسيانو الى «تحديات دائمة تواجهها القوات الدولية أثناء عملها لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة».

موسى اليوم في دمشق

وفي دمشق، قالت مصادر مطلعة ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى يصل اليوم الى العاصمة السورية. وتوقعت ان يلتقي السبت الرئيس بشار الاسد. واضافت المصادر ان زيارة موسى تركز على الاعداد للقمة العربية المقررة في دمشق نهاية الشهر المقبل. وذكرت ان وزير الخارجية السوري انهى امس تسليم الدعوات لحضور القمة، ورجحت ان توجه الدعوة الى المملكة الربية السعودية ولبنان عبر الامانة العامة للجامعة العربية.

وفي القاهرة، جدّد الرئيس حسني مبارك موقفه من القمة، مؤكداً أن نجاحها يعتمد على ألا يظل مقعد لبنان خاوياً. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد: «ينبغي عدم الانجراف وراء تقارير إعلامية حول عقد القمة أو إرجائها أو نقلها من العاصمة السورية»، داعياً إلى انتظار اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في 5 آذار (مارس)، والذي يقدم فيه الأمين العام للجامعة تقريره حول مساعي تسوية الأزمة اللبنانية. واستدرك: «سيكون لكل حادث حديث». وذكر عواد أن الرئيس مبارك «وعد بالمشاركة في القمة إذا سمحت ارتباطاته وأجندته بذلك».

الى ذلك، نفى القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان أندريه باران ما ردّده بعض وسائل الإعلام من ان مجيء لودفيك بوي الى بيروت ما هو الا اشارة الى استعداد فرنسي لإطلاق مبادرة جديدة لتسوية الأزمة في لبنان، بالتالي تصوير فرنسا كأنها تود الدخول في منافسة مع المبادرة العربية.

وقال باران لـ«الحياة»: «ندعم المبادرة العربية وليست هناك مبادرة فرنسية أو نيّة للتحضير لمبادرة جديدة في الوقت الحاضر». وأكد ان فرنسا تتمنّى إنجاح المبادرة العربية ليتسنّى للبنانيين انتخاب رئيس جديد قبل انعقاد القمة العربية في دمشق. واعتبر ان كل ما عدا ذلك «ليس سوى تأويلات لا نعرف مصدرها، خصوصاً أننا ندعم جهود الأمين العام للجامعة، ونأمل بأن يستمر في تحركه لدى الاطراف اللبنانيين كي ينجح في ترجمة عملية للمبادرة من خلال انتخاب المرشح التوافقي قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وفي أسرع وقت».

وأبلغت مصادر ديبلوماسية «الحياة» ان «الحديث عن استعداد فرنسا لإطلاق مبادرة جديدة، يأتي ضمن المحاولات لكسب الوقت بغية الهروب الى أمام للإيحاء بأن المبادرة العربية فشلت، وأن الأمور وصلت الى مكان صعب، بل الى طريق مسدود». وأشارت الى ان «كل هذه الإيحاءات في شأن وجود مبادرة فرنسية جديدة لن تخدم الجهود الآيلة الى إنجاح المبادرة العربية وكل من يطلقها (الايحاءات) يُدرك جيداً ان ما يقال في هذا الشأن ليس صحيحاً».

ورداً على سؤال عما اذا كان الحديث عن مبادرة فرنسية سببه ان هناك إمكاناً لمعاودة الاتصالات بين باريس وطهران، قالت المصادر ان الاتصالات بين البلدين مستمرة والحوار لم يتوقف عن طريق سفيري البلدين. وأوضحت ان كل ما في الأمر ان الجانب الإيراني يبدي رغبة في ان يزور وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير طهران، بينما تقترح باريس ان يقوم بهذه الزيارة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران خصوصاً أنه يتابع ملف العلاقات الثنائية. وتابعت ان هناك «حلقة مفرغة بين الاقتراحين، لكن هذا لا يمنع البحث في موضوع لبنان عبر السفيرين او عندما يلتقي كوشنير نظيره الإيراني منوشهر متقي في مناسبة دولية معينة

 

اتهم الأكثرية بالعرقلة معتبراً أن جوهر الصراع في قانون الانتخاب وليس في العشرات الثلاث

بري: قبلنا بقضاء 1960 وأي تغيير سيكون نحو الدائرة الواحدة أو المحافظة مع النسبية

ولست ضد دعوة السنيورة إلى القمة لكني أعتقد أنه لن يذهب حتى ولو دعي اليها

اغتيال اسرائيل لمغنية عملية حربية واعتداء صارخ على القرار 1701

المستقبل - السبت 1 آذار 2008 - دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى "توافق لبناني ـ لبناني ووحدة الصف الداخلي التي تعتبر اهم اساليب المقاومة". واكد "انا مع المبادرة العربية واتمنى لها النجاح حتى القمة ولكن اذا فشلت القمة سيكون لنا تحرك من نوع آخر مع العرب وغير العرب".

موضحا ان الاوروبيين "يشعرون بالشيء الحاصل في لبنان وسيصل المنسق الاعلى لشؤون الامن والسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا خلال ايام في مهمة استطلاعية للتحرك والجانب الفرنسي مؤهل للعب دوره".

وأكد انه "لا حل الا بالوحدة الوطنية والتوافق الداخلي"، مشيرا الى "اننا نحاول تدوير الزوايا ولكن ليس على اساس ان يستعملونا زمورا يزمرون به ساعة يشاؤون". وأعلن أنه "حصلت اخطاء منا لكن حصلت اخطاء كثيرة من الفريق الحاكم وهو من يضع العراقيل".

ولفت إلى أنه "ليس صحيحاً ان المعارضة لا تريد العماد سليمان. انها بالاساس رشحته". واعتبر "ان جوهر الصراع ليس في الثلاث عشرات، فعندما قبل سعد الحريري بالعشرات الثلاث برز موضوع قانون الانتخاب". وقال: "قبلنا بالقضاء لجمع الرأي بين اللبنانيين على اساس 1960، واي تغيير لن يكون إلى تحت الى فوق بمعنى أننا نطالب بلبنان دائرة واحدة مع النسبية او محافظات خمس مع نسبية".

وأعلن "بصراحة، الحكومة صحيح انها غير شرعية، لكنها موجودة، ومن الطبيعي اذا اقدمت سوريا على دعوة الرئيس فؤاد السنيورة إلى القمة، فهذا ليس اعترافاً مني او من السوري بشرعية الحكومة"، وقال: "على جميع العرب حضور القمة العربية بالرغم من الخلافات، وانا لست ضد دعوة الرئيس السنيورة إلى القمة العربية في سوريا، لانه اذا دعي فسيدعى كرئيس واقعي، لكنني أعتقد أنه لن يذهب حتى ولو دعي اليها". وموضحا كما رأى ان "اغتيال "مغنية" اعتداء على القرار 1701".

وقال الرئيس بري في حديث إلى الزميل عرفات حجازي عبر محطة "bna" مساء امس شارك فيه النائب غسان تويني والصحافي طلال سلمان: "لقد ملّت الناس من كل السياسيين بمن فيهم انا، وهذا اللقاء ليس لفريق ضد آخر، انه حوار مكاشفة لانني صبرت كثيراً ولاكثر من سنتين وانا اسمع التهجم ضدي. انه حوار ليس لاخافة الناس بل لاعطاء الحقيقة العارية".

وتحدث عن بدايات الحوار والمبادرة العربية مذكراً بأنه طلب من الامين العام للجامعة عمرو موسى عقد اجتماع بين وزيري الخارجية السعودي والسوري "لان العرب عندما يكونون بخير يكون لبنان بخير". وقال: "ما جرى انه انعقد اجتماع خماسي فإلى سوريا والسعودية حضر وزراء خارجية سلطنة عمان ومصر وقطر. وبعد الاجتماع اتصل بي السيد موسى لابلاغي انهم اتفقوا وقرأ علي البيان فقلت له شكراً لان مضمون البيان وفحواه هو عدم اعطاء حق الارجحية او الاسقاط للمسلم السني او الشيعي بل لرئيس الجمهورية المسيحي مما يعني ثلاث عشرات فقال لي لا دخل لنا بالارقام، وقلت له ادخل ولا تأتي الا بحسم الموضوع لانني اخشى دخولك في التفسيرات اللبنانية".

أضاف: "بعد صدور البيان بالمبادرة العربية قلت انه بيان تاريخي لكن اخشى عليه من الاختلاف اللبناني ـ اللبناني حول التفسيرات. وبالفعل بمجرد وصوله الى لبنان بدأنا نسمع بكلام مختلف عن ثلاث عشرات او 13­10­7 فشعرت ان هناك من رحب بالمبادرة العربية وآخرين لم يعلنوا ذلك صراحة، وان هناك كلاماً يقال ويتم التراجع عنه الى ان صدر كلام صريح مني "هل الاميركي بالتحديد مع المبادرة العربية؟"، وهنا اؤكد ان الاميركي من الاساس ليس مع المبادرة العربية. وهذا ما حصل في الزيارة الاولى لموسى".

وتابع: "اما في الزيارة الثانية فعندما وصل السيد موسى عقدنا لقاء لـ90 دقيقة اتفقنا على النقاط ما عدا واحدة. فقد اتفقنا على اعتماد البيان الوزاري الحالي واحترام القرارات الدولية واحترام كامل مقررات الحوار والعماد سليمان مرشحا توافقيا. لا اشكال دستوري حول الانتخاب المباشر للعماد سليمان، القضاء متفق عليه على اساس قانون .196. يكتب الاتفاق ويعلن قبل البدء بالتطبيق. كما اتفقنا على الضمانات، ممنوع أن تستقيل الحكومة او تتعطل بصورة استثنائية حتى اجراء الانتخابات النيابية. ويقوم الرئيس المنتخب بقيادة عملية التوافق حول القرارات وفق المادة 65 من الدستور. اما نقطة الاختلاف فكانت على الثلاث عشرات و13+7+10، انا اصريت على الثلاث عشرات عندما نقول ممنوع حق الارجحية "15+1" لأحد او حق الاسقاط "10+1". وفي اليوم التالي عقد اجتماع اللجنة الرباعية (الجمعة) زارني يومها (النائب) غسان تويني، وخلال اللقاء اتصل بي العماد عون وقال لي إن الاخوان عرضوا ثلاث عشرات، قلت له من عرض قال سعد الحريري قلت له اقبل بدون تردد ابداً".

أضاف: "خلال الجلسة مع موسى في اليوم السابق قلت اذا قبلوا ثلاث عشرات انا اتكفل بـ"حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، واذا فشلت انزل مع كتلتي لتأمين 91 صوت حتى لو انقسمت المعارضة. بعد الاجتماع (الرباعي) اتصل بي موسى قال ممثلكم لم يقبل بـ3 عشرات، قلت سيعود ويقبل، عاد عون الى الاجتماع وابلغهم ان بري ماشي بـ3 عشرات فلنبحث في قانون الانتخاب، فجأة بعد ذلك وكنت مجتمعاً بالسفير (السعودي عبد العزيز) خوجة، سمعت موسى يقول في مؤتمر صحافي أن الاجتماع أرجئ الى 24 وانه مغادر الى القاهرة. وجاءني قبل سفره، وكان اللقاء بحضور نواب من كتلتي وفريق عمل موسى. قلت له هذا الاتفاق حصل معك امس قال نعم، قلت له كيف تسافر. فرد قائلاً "اختلفوا"، قلت له اليوم الجمعة اتمنى عليك الغاء سفرك وغداً تعقد اجتماعاً للرباعية وقبل الاجتماع اقنع حلفائي بـ3 عشرات وانتخب الرئيس. ونتيجة ذلك قال السفير (هشام) يوسف أن هذا المعطى لم نكن في جوه. فرد موسى لن نسافر لكن يجب ان اذهب الى الموالاة لأسألهم اذا غيروا رأيهم. ثم عاد وقال لي غيروا ولم يقبلوا بالثلاث عشرات. ومع ذلك يقال ان المعارضة طيّرت الامر والمطبخ السوري وراء الثلاث عشرات. انا قلت اذا السوري او غيره اخذ ذلك اكون انا المطبخ مع انني لا اخجل من اي اقتراح يأتي من اي بلد عربي وخصوصا من سوريا وآخذ به. هذا ما حصل، بعد ذلك اتى الاجتماع الاخير في 24 شباط وتم التوافق على وضع الاتفاق الذي اعلنته بصياغة مشتركة انتدبت علي حسن خليل من جهتي وانتدب موسى السفير يوسف ووضع النص لكن في الاجتماع الرباعي لم يتفق عليه".

واستطرد: "وضع موسى اقتراحا مختلفا، فتبين ان جوهر الصراع ليس في الثلاث عشرات، فعندما قبل سعد الحريري بالعشرات الثلاث برز موضوع قانون الانتخاب. ليس صحيحاً ان المعارضة لا تريد العماد سليمان رئيسا. انها بالاساس هي التي رشحت العماد سليمان، وغير المعارضة قال عنه انه تابع لكذا أوكذا، ونحن لا نمشي بتعديل دستوري. انا شخصياً لا استطيع ان انسى بعد حرب تموز وانتشار الجيش الى الجنوب كيف نام العماد سليمان في خيمة على الحدود وارسلت له رسالة اجابني برسالة قال فيها "ان خيمة بين قانا والخيام منسوجة بالقمح الجنوبي وتبغه تعرف كيف تميز بين ابن الارض وعدوها وتعرف ان المقاومة كف الوطن والكف.. لا ترضى ان يقطع منها بنان".

قانون الانتخاب

وعن قانون الانتخاب قال: "منذ الامام الصدر ونحن مع لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية. وبحالة افتراضية جداً نقبل بـ 5 محافظات للم شمل لبنان. ذات يوم طلبت من غسان تويني حمل اقتراح مني مفاده انني اقبل بالقضاء واقنع حلفائي بالموضوع واتصلت بالسيد (حسن) نصرالله، وبالفعل تم الامر.الان عندما قبلنا صاروا يريدون القضاء على غير 1960. (سمير) جعجع قال اول من امس "القضاء جيد لكن ليس كما هو موجود" وبمعنى آخر هناك نوايا لان ينتخب المسيحي المسيحي والسني السني والشيعي الشيعي. اقول الآن نحن قبلنا بالقضاء لجمع الرأي بين اللبنانيين على اساس 1960. ان اي تغيير سيكون الى فوق ونطالب بلبنان دائرة واحدة مع النسبية او محافظات خمس مع نسبية".

وردا على سؤال، قال: "ذاكرة اللبنانيين ليست قصيرة، تذكرون عندما اقترحت أن تنتقل طاولة الحوار الى المملكة العربية السعدوية، قبل إقرار المحكمة. وقلت ان يتم تشكيل لجنة رباعية لا توافق على الحكومة حتى توافق على المحكمة أولاً. كان يومها موضوع الوزير الملك. لكن عندما رأيت أن هناك ترددا، حتى عملنا نص الدعوة التي سيوجهها خادم الحرمين الشريفين للمتحاورين، وسجلت كل الأسماء، الإخوان في المملكة تمنّوا عليّ بدء هذا الأمر مع الحريري لاعلان النوايا. جلسنا 6 و7 جلسات، وبدل أن أسمي له اسما وهو يقبل به، بدأ هو بتسيمة الأسماء، ويسرب الأسماء. بالرغم من ذلك، اقترحت اضافة اسمين إلى اللجنة الرباعية للمحكمة والحكومة وهم نيكولا ميشال ووزير العدل، بالرغم من ذلك لم ينجح هذا الموضوع. بالنسبة لبكركي، غير صحيح ان المعارضة وبري لم يسيروا برأي بكركي. ما اتفقنا عليه نحن وبكركي هو التالي: تجمع بكركي القادة الموارنة وتقدم لنا أسماء توافقية تعرض على بري والحريري ونختار منها 1­2­3 نتوافق عليهم وننزل بهم الى المجلس.

بالنتيجة بكركي قدمت 6+1 اسماء. 5 منهم ينتمون للمعارضة والموالاة ولم يكن سوى ميشال ادة لا موالي ولا معارض. سرت بميشال اده ووضعت كل ثقلي الى ان وافقت عليه الكثير من القيادات ومنهم وليد جنبلاط. لكن لم يقبل سعد الحريري باستقباله، وبوساطة من حنبلاط استقبله مرتين ليقول بعد ذلك لا أريده، مرة أعددت مبادرة مع السفيرين الأميركي والفرنسي اطلق عليها النار قبل أن يعلم بها. ما هي المبادرة العربية؟ هي وليدة المبادرة الفرنسية، هل فشلت؟ غير صحيح. كان (وزير الخارجية الفرنسي برنار) كوشنير وكان سعد الحريري ونادر وأنا واخي محمود، اجتمعنا وكتبت ورقة بخط يدي وأخذ نسخة منها سعد الحريري، ووضعها والاخوان الفرنسيون وغيرهم أخذوها. النص: أولاً انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وفقاً للأصول الدستورية. ثانياً: تشكيل حكومة وحدة وطنية حسب تمثيل الكتل النيابية في البرلمان. ثالثاً: قانون انتخاب عادل ومنصف. كان يوم الاثنين ونزلنا للتصويت. سعد الحريري نفسه اتصل بالأخت بهية الحريري قال لها احضري الى بيروت لأن هناك امكانية لحصول انتخاب. نزلنا 107 الى المجلس. و"لطشت" كلمة 13 ـ 17، قال لي انا لم اقل 13ـ 17 لكن حسب تمثيل الكتل النيابية ناخذ 6ـ 13 مسامحين بالـ 6. فقلت له ماذا تعني اشرحها لي، اجاب: تعني لن تكونوا الا مبسوطين. لغاية الآن "شايفها بسطة" عراقية".

اقفال المجلس والقمة العربية

وعن اقفال المجلس النيابي 16 شهراً، قال: "نعم المجلس مقفل في وجه الحكومة غير الميثاقية وغير الشرعية وغيرالدستورية، لكنها قائمة. الابواب مفتوحة على مصراعيها لانتخاب رئيس للجمهورية. ضيّعنا الوقت حتى وصلنا لبعد 24 ت2، لو "طاوعوني" في 30 آب لما وصلنا الى هنا. المجلس النيابي لم يخرق الدستور بعد، ولا اريد الدخول في عملية اخذ ورد، لاننا بحاجة لمجلدات من المخالفات الدستورية القائمة بهذا الموضوع".

وعما اذا كان لبنان سيشارك في القمة العربية، قال: "اذا كان لبنان بهذا الوضع لا يستأهل قمة، مع العلم انه كان يستأهل قمم استثنائية، كيف بالاحرى قمة عادية؟. العرب يقولون لنا الآن: انت مريض وممنوع ان تدخل المستشفى. اذا الآن لا نريد حضور القمة العربية يجب انعقاد القمة العربية ليس لحل المسألة اللبنانية فقط، عندما كنت اتحدث عن الـ"س.س." من دون لبنان، العلاقات السعودية ـ السورية ضرورية جداً بالنسبة لموضوع العراق، وفلسطين والعمل العربي المشترك ولتنفيذ اتفاق مكة، والمبادرة العربية التي أعلنت في قمة بيروت والتي اقترحها آنذاك ولي العهد جلالة الملك عبدالله نفسه، ما الذي نفذ منها؟ هل خروج فلسطينيي الـ1948، او ما يحصل في فلسطين وغزة؟".

أضاف: "في لبنان، اقول بصراحة، الحكومة صحيح انها غير شرعية، لكنها موجودة، ومن الطبيعي اذا اقدمت سوريا على دعوة فؤاد السنيورة، اولاً هذا ليس اعترافاً بشرعية الحكومة، فبالامس كان (وزير الاشغال العامة والنقل محمد) الصفدي في سوريا، هذا ليس اعترافاً مني او من السوري بشرعية الحكومة..، على جميع العرب حضور القمة العربية بالرغم من الخلافات، وانا لست ضد دعوة فؤاد السنيورة للقمة العربية في سوريا، لكنني أعتقد أنه لن يذهب حتى ولو دعي اليها، لقد حددت له موعداً (مع المسؤولين السوريين) ولم يذهب. وامير قطر كذلك .جميع العرب بالرغم من الخلافات يجب ان يحضروا القمة خصوصا في ما يتعلق بلبنان وفلسطين والعراق. ثانياً: اذا دعي فؤاد السنيورة، يتم دعوته كرئيس حكومة واقعي".

عن تنفيذ القرار 1701 قال: "القرار يتكلم عن وقف العمليات الحربية، انا ارى أن اغتيال اسرائيل (القيادي في حزب الله عماد) مغنية هو اعتداء صارخ على

القرار 1701، وهي عملية حربية بالنسبة لهذا القرار. كما ان الطلعات الجوية اليومية في سماء لبنان هي ايضاً تخالف القرار المذكور".

وردا على سؤال قال: "ما زلت اعمل مع المبادرة العربية التي امامها محطتان الاولى في 5 ـ 6 آذار ( اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب) والثانية هي القمة العربية. وانا عينت الجلسة بعد 5 وقبل 29 واذا لم يتوافق وزراء الخارجية يكون لي مجال تأجيل الجلسة الى ما قبل القمة، اما اذا انتهت القمة وفشل الحل العربي. فأقول هناك تحرك آخر لن افصح عنه الآن".

موضحا ان"الاوروبيين يشعرون بالشيء الحاصل في لبنان اكثر من العرب وسيصل (المنسق الاعلى لشؤون الامن والسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير) سولانا خلال ايام في مهمة استطلاعية للتحرك والجانب الفرنسي مؤهل للعب دوره. انا مع المبادرة العربية واتمنى لها النجاح حتى القمة ولكن بعد القمة سيكون لنا تحرك من نوع آخر مع العرب وغير العرب".

ورأى في إرسال الولايات المتحدة الاميركية المدمرة "كول" وبعض القطع من الاسطول الاميركي إلى قبالة الشواطىء اللبنانية "عملية تهديد حقيقية وليس مجرد عرض عضلات" واعتبر أن هذا الاسطول "يأتي لمؤازرة اسرائيل لكي تكمل مخططها، وان يتم ما يجب ان يتم في غزة من دون ان يتحرك احد للمؤازرة".

وقال: "ان الاسرائيلي يتحين الفرص للانتقام لهزيمته في حرب تموز و"كول" قادمة في هذا الاطار".

عن بنود الحوار قال: "اتفقنا على 11 بندا وبقي بندان. اتفقنا على ترسيم الحدود والعلاقات مع سوريا والمعتقلين لديها. اتفقنا على عدم التوطين والسلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات. وتألفت لجنة من الحريري ونصرالله وبري اجتمعت مع احمد جبريل وبقي بندا رئاسة الجمهورية والاستراتيجية الدفاعية (سلاح المقاومة)، حصل اتفاق مبدئي حول هذا الامر في الجلسة الاخيرة في 25 تموز 2006 ونصرالله قال اخيراً "نحنا حاضرين بموضوع السياسة الدفاعية".

وعن احداث مار مخايل، قال: "انها هدفت الى اثارة الموضوع الطائفي. هناك ضابط اطلق مئة رصاصة وعندما قيل ان بعض المحققين اعتذر وتنحى كنت سعيداً لانه شيعي وانا لا اريده ان يحقق".

وعن اتهامه بأن مطالبته بثلاث عشرات تمهد للمثالثة، رد قائلا: "غير صحيح لان كل عشرة لن تكون لطائفة واحدة، والسؤال الشرعي هو كيف تكون الموالاة بحجم المعارضة؟ وهنا اقول، هذا غير صحيح لان رئيس الحكومة سيكون من الموالاة. اعطوني شخص رئيس الحكومة وخذوا 29 وزيرا فرئيس الحكومة هو الدعامة الاساسية وعندما تأخذ الموالاة رئيس الحكومة من ضمن العشرة خاصتها يعني انها تأخذ كل الضمانات".

ودعا الى "توافق لبناني ـ لبناني اولا ووحدة الصف الداخلي في كل الميادين"، مشددا على ان "الوحدة الوطنية هي اهم اساليب المقاومة".

 

صفير التقى القائم بالأعمال الفرنسي وحرب والخازن والبون

يوسف خليل: إرشاد للسياسيين في عظات سيدنا

 

 

البطريرك صفير مستقبلاً القائم بالاعمال الفرنسي في بكركي امس. (امل عيد)

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير،  في بكركي أمس، النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "تشاورت مع غبطته نظرا الى دور هذا الصرح الكبير في تاريخ لبنان وفي المحطات الخطيرة والازمات في الحال القائمة التي بلغتها هذه الازمة والتي باتت تهدد مستقبل لبنان واللبنانيين والتوازن الوطني وخصوصاً الوجود المسيحي، والتي تستدعي مقاربة مختلفة عن المحاولات التي قمنا بها والتي أسفرت، بكل أسف، عن فشل ذريع، عنيت بذلك عملية اطلاق الحوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية. واعتقد ان هذا الاسلوب الذي قصدنا منه تسهيل انتخاب رئيس وتوفير التوافق ثبت انه لم ينجح، بل على العكس من ذلك أدى الى تعقيد الامور. وهذا ما يستدعي، كما بحثت مع غبطته، النظر الى الحال القائمة من منظار آخر أي التفتيش عن وسيلة تتيح العودة الى الدستور اللبناني والاصول الديموقراطية باعادة تكوين السلطة من أعلى الهرم، اي على مستوى رئاسة الجمهورية وايجاد مرجعية قادرة على اطلاق الحوار ورعايته ومتابعته وتحصين الوضع في لبنان ومنع انفلات الامور  ووقوع ما نخشاه من صدامات قد تؤدي الى انهيار صيغة العيش المشترك وضرب الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين.

ان غبطة البطريرك يشعر بالقلق نفسه الذي لدينا. وجميعنا ندرك انه اذا استمرت الحال على ما هي عليه فسيؤدي الامر الى انفلات الامور وسقوط الدولة اللبنانية وتحويل المجتمع اللبناني من مجتمع ترعاه قوانين وانظمة الى مجتمع ترعاه شريعة الغاب يتحكم به الخارجون على القانون.

وهناك توجه جديد سأطرحه قريبا بوجوب الخروج من هذه الدوامة  والعودة الى الاصول الدستورية وخصوصاً ان هناك اتفاقا على شخص رئيس الجمهورية وانطلاقا من المعادلة التي تقول اذا كان هناك من أزمة سياسية بين الاطراف السياسيين فمن الافضل ان نواجه هذه الازمة وللبنان رأس ومرجعية بدل ان نواجهها وليس للبنان رأس ومرجعية. وما دمنا متفقين فلننتخب الرئيس وليتول مسؤولياته واطلاق الحوار بين اللبنانيين على كل القضايا، ولا سيما ان هناك بعض القضايا اتفق عليها في خلال الحوار المعقود كتغيير قانون الانتخابات او الانطلاق من قانون العام 1960 لننطلق من القضاء في اتجاه قانون عصري أكثر ندخل عليه التعديلات الواجبة لكي يصح التمثيل ونحمي حقوق المسيحيين في التمثيل".

و استقبل البطريرك صفير ايضا عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب يوسف خليل الذي قال على الأثر: "لمست لدى غبطته تفهما لجميع المواقف والطروحات، ولكنه يصر على ايلاء الشؤون الوطنية أفضلية على ما عداها وخصوصا اذا ارتبط بها مصير الوطن".

واضاف: "كل انسان يخطىء ويصيب، ولكن لا فضل لانسان على آخر الا بقدر ما يحاذر الخطأ ويقارب الصواب، وهذا ما يخوله الاقتراب من الحقيقة وملامسة وجه الحق، فيعتدل عندئذ في القول والفعل، فلا يقول ولا يفعل الا ما يمليه عليه ضميره وعقله.

 هذا ما يجب ان يصير عليه رجال السياسة في لبنان، ولهم في عظات سيدنا البطريرك وفي سيرته ومواقفه خير مرشد ودليل".

ثم التقى البطريرك صفير عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب فريد الخازن الذي وجه اليه دعوة الى المشاركة في المؤتمر العام الاول لانماء كسروان الفتوح الذي سيعقد في مركز بيت عنيا - حريصا يومي الجمعة 7 آذار والسبت 8 اذار منه.

كذلك التقى البطريرك النائب السابق منصور غانم البون وعرض معه التطورات. ثم وفدا من "حزب السيادة الوطنية" برئاسة نزيه شلالا .

وبعد الظهر استقبل البطريرك القائم بالأعمال الفرنسي اندريه باران وعرض معه الأوضاع.

 

التيار الشيعي الحر/المكتب الإعلامي

التاريخ :29/2/2008

حمل رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن على وزير العمل المستقيل طراد حمادة متهما" إياه بالسعي لإبقاء مؤسسة الضمان الإجتماعي مغارة علي بابا والأربعون حرامي ، وأن عودة حمادة إلى الوزارة تنفي عنه صفة المستقيل وهو يراوغ بين فترة وأخرى ليمرر القضايا التي يطلبها منه أولياء نعمته ، ودعا الحاج حسن القضاء المختص إلى التدقيق في ملفات المؤسسات الوهمية التابعة لحزب الله وحركة أمل وغيرهم المسجلة في وزارة العمل والضمان الإجتماعي والتي تكبد الخزينة خسائر جمة حيث تُسرق الأموال لتذهب إلى جيوب أرباب هذه المؤسسات ، وأضاف : ليت الوزير حمادة يعالج قضايا أهله وشعبه ومواطنيه بمصداقية ويطرد بوطقة الشبيحة وأكلة السحت والسماسرة التابعين له ولمعلميه من مبنى الوزارة التي هي مؤسسة كل اللبنانيين ، ولكن يظهر أن الوزير حمادة عاد ليعطل انتخابات الضمان وليبقي يد الميليشياوية على صندوق الفقراء ، إنها سياسة تركيع المواطن وإذلاله على أبواب المكاتب ، ولا داعي للتذكير بمغارة الطاقة والصحة واللصوص الذين ينهشون لحم المواطن ويمتصون دمه وكل ذلك بفضل الميليشياوية التي زرعها أرباب الوزير حمادة .

وفي رده على ما قاله النائب ميشال عون لكلام الناس قال : هو يعرف تماما" من يمتلك صناديق الخرطوش ولعل مخازنه مليئة بها واشتاق لرائحتها ، وأما اعتباره نقل ملف الرئاسة إلى مجلس الأمن استعمار وسيقاومه فهو كالنعامة التي ترفض رؤية الحقيقة فهو السباح الأول باتجاه نقل لبنان إلى مجلس الأمن والتفويض الدولي به ، ونستغرب دفاعه عن سلاح المقاومة وهو الذي يعيش حالة الحقد الدفين على الشيعة وسلاح المقاومة وتاريخه الأسود يشهد بنزواته الدموية واستخدامه للساحة اللبنانية مرتعا" للصراع من أجل وصوله إلى كرسي الرئاسة ، وحمم قذائفه ما زالت شاهدة في منطقتنا شمسطار وغيرها من المناطق التي قصفها عون بحجة التحرير ، وأسخف ما سمعناه هو مطالبته باستعادة أملاك المسيحيين في بعض المناطق متناسيا" ما أخذ قسرا" من مسيحيي الضاحية الجنوبية من قبل حلفاءه الذين سيجردونه من ثيابه في وقت قريب .

وأبدى الحاج حسن تخوفه من التطورات الإقليمية مبديا" خشيته من نشوب حرب ضروس في المنطقة ، داعيا" المعارضة إلى لبننة قراراتها وعدم التضحية بلبنان من أجل المشروع الفارسي والتسلط السوري ولتسهل تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب العماد سليمان رئيسا" للجمهورية وليقلعوا عن سياسة الكيدية والوعيد فالنار اقتربت فلا يجعلوا لبنان الوقود بل ليكونوا سعاة إطفاء .

هذا ويقيم التيار مساء اليوم مجلس عزاء بمناسبة أربعين الإمام الحسين (ع) في النبعة .

 

واشنطن تجمد أرصدة 4 سوريين بتهمة دعم الارهاب

النهار/افادت الادارة الاميركية أمس أنها فرضت عقوبات اقتصادية على أربعة أفراد سوريين تتهمهم بأنهم يسهلون تدفق الأموال والأسلحة والإرهابيين وغير ذلك من سوريا الى تنظيم "القاعدة" في العراق. وتعد هذه الخطوة المحاولة الأحدث لكبح جهود تبذلها جماعات سورية لزعزعة الحكومة العراقية. وهو يجمد أي أصول لهؤلاء الأفراد تخضع للقوانين الأميركية وتحظر على الأميركيين والمؤسسات العاملة في الولايات المتحدة التعامل في تبادلات عمل معهم.

وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الارهاب والإستخبارات المالية ستيوارت ليفي في بيان إنه "منذ سقوط نظام صدام حسين، صارت سوريا محطة عبور لإرهابيي القاعدة الأجانب المتوجهين الى العراق". وأضاف أن بدران تركي هشام المزيدي، المعروف بـ"أبو غادية"، والشبكة التي يتزعمها في سوريا "يبذلان جهداً كبيراً في تسهيل تدفق الأموال والأسلحة والإرهابيين عبر سوريا بنية قتل القوات الأميركية وقوات الائتلاف وعراقيين أبرياء".

وحددت الوزارة الأفراد الأربعة المستهدفين بالعقوبات الإقتصادية بأنهم بدران تركي هشام المزيدي وغازي فضة هشام المزيدي وأكرم تركي هشام المزيدي وصداح جيلوت المرسومي. وأوضحت أن الأربعة يستخدمون أسماء أخرى. وتعذر التحقق من كتابة أسماء هؤلاء بالعربية.

وصرح الناطق بإسم وزارة الخارجية الأميركية طوم كايسي بأن اجراء وزارة الخزانة يطبق أمراً تنفيذياً سابقاً أصدره الرئيس جورج بوش لفرض عقوبات على أولئك الذين يقوضون السلام والإستقرار في العراق. وقال: "على رغم بعض الجهود والتقدم الحاصل، لا تزال سوريا نقطة الإنطلاق لذهاب المقاتلين الأجانب الى العراق. ونعتقد أنه يتعين على الحكومة السورية أن تقوم بالمزيد الكثير مما يمكنها القيام به للتعامل مع هذا الموضوع". وأضاف أن "حقيقة أننا نعاقب أفراداً يقيمون حالياً في سوريا بسبب مشاركتهم ودعمهم للقاعدة في العراق، مؤشر واضح لكون الحكومة السورية لا يزال ينبغي ان تسير طريقاً طويلاً وان تقوم بالاعمال الضرورية كي تصبح حقاً شريكاً صالحاً في محاربة الإرهاب بدل من أن تكون مسهلاً وممكناً" له.

خدام

الى ذلك، دعا نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام الدول العربية الى مقاطعة القمة العربية المقررة في دمشق في نهاية الشهر المقبل، معتبراً أن قرار تجميد أموال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، قبل أيام هو الموقف الأول الذي تتخذه الإدارة الأميركية ويتعلق بمعاناة الشعب السوري. وأوضح أن "جميع المواقف التي اتخذتها الإدارة الأميركية سابقاً حيال النظام السوري كانت من أجل الوضع في لبنان أو العراق أو المنطقة وللمرة الأولى تتخذ قراراً يتعلق بالشعب السوري ويتعرض للفساد في سوريا". وأضاف أن "رامي مخلوف يعني بشار الأسد". وإذ رحب بالخطوة، أمل في أن "تليها خطوات أخرى لإشعار السوريين بأن المجتمع الدولي بدأ يتحسس معاناتهم الشديدة من نظام يتصف بالاستبداد والفساد وأن تحاكي دول غربية أخرى القرار الأميركي". ودعا الى اتخاذ موقف حازم من القمة العربية التي تستضيفها دمشق في نهاية الشهر المقبل، قائلاً إن سوريا " صارت خاضعة للتأثير الإيراني كما أن سلطة بشار الأسد تنبع من توجيهات الإيرانيين".

وتساءل خدام "كيف يمكن أن تنعقد القمة والنظام في سوريا يعطل انتخاب رئيس جديد للبنان؟". وأمل من "كل الدول العربية أن تتخذ موقفاً حازماً وترفض المشاركة" في القمة. ورأى أن "مشكلة لبنان لن تحل ما لم تحل مشكلة الشعب السوري لأن بشار الأسد يعتبر لبنان بالنسبة اليه أهم من سوريا، وهي ليست مشكلة لبنانية - لبنانية، بل مشكلة فرضها التحالف الإيراني - السوري".(أ ب، رويترز، و ص ف، ي ب أ)

 

موسى في دمشق اليوم: العلاقات العربية متوترة جداً

النهار/عشية زيارته لدمشق، أقر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في روما امس بأن العلاقات العربية "متوترة جداً"، لكنه شدد على التزامه العمل لعقد القمة في العاصمة السورية بين 29 آذار و30 منه وضمان نجاحها بحضور الزعماء العرب.

وسئل بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما عن احتمال تغيب بعض الدول العربية عن قمة دمشق، فأجاب ان "الجو متوتر جداً، ولكن أعتقد بوجود فسحة من الوقت لاتخاذ الخطوات الضرورية كي تثمر هذه القمة نتائج". وأضاف: "أعد بأن أبذل جهدي كي تعقد القمة في دمشق وأن تتكلل بالنجاح وهذا يتطلب حضور الجميع في جو ملائم وايجابي". وأكد أن "حضور الجميع ضروري" في القمة. وتحدث عن "قلق عميق" من الأزمة التي يمر فيها لبنان، قائلاً أن "الجامعة العربية لن تألو جهداً في سبيل إيجاد حل". وخلص الى أن حل الأزمة في لبنان يعد "مسؤولية عربية". وعرض موسى أيضاً مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو التوتر في شمال العراق والأزمة اللبنانية. ويزور الأمين العام دمشق اليوم، ويلتقي الرئيس السوري بشار الأسد غداً السبت ويبحثان في الترتيبات الخاصة بإنعقاد القمة والازمة اللبنانية والاستحقاق الرئاسي اللبناني. ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً في القاهرة في الخامس من آذار والسادس منه لمناقشة موضوع القمة وجدول الأعمال. وتسلم امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعوة من الأسد لحضور القمة. • في الدوحة، أعلن القائم بأعمال السفارة السعودية علي قزاز ان المملكة اختارت سفيرها الحالي في سوريا احمد بن علي القحطاني سفيراً جديداً في قطر، وذلك للمرة الأولى بعد ست سنوات من سحب السفير من قطر.

(و ص ف، ي ب أ، أ ش أ)

 

 

حوار ديبلوماسي على إيقاع الوتر الإيراني!

صلاح سلام

يبدي ديبلوماسي عربي مخضرم تفهماً كبيراً للأسباب والدوافع التي تجعل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتمسك بهذا الخطاب التعبوي الشعبي، ذات النبرة العالية، وهو يخوض معركة فاصلة مع العدو الصهيوني، وحليفته الكبرى أميركا من جهة، ويتصدى لصراعات سياسية مريرة ذات طبيعة طائفية ومذهبية معقدة في الداخل اللبناني، من جهة ثانية· وبالتالي فإن الحزب بحاجة للحفاظ على تعبئة جمهوره، وضمان تماسكه خلف قيادته، رغم الظروف السياسية والنفسية والمعيشية الصعبة المهيمنة على الوضع اللبناني· ولكن ما يفاجئ الديبلوماسي الخليجي المتابع "للدراما اللبنانية المستمرة"، على حد قوله، منذ أحداث السبعينات، وما حملته من حروب عبثية ومعارك إقليمية، ما يسميه "الانعطافة الواسعة" لحزب الله نحو الداخل اللبناني، وتحوله الى طرف مباشر في مناورات الزواريب السياسية الضيقة، وفي احتكاكات الشوارع المذهبية التي اعتادت التعايش الإسلامي الحضاري على مر القرون، الأمر الذي أفقد الحزب هالة المقاومة المنتصرة على الاحتلال الاسرائيلي، وأحبط انتشار بريق السيد حسن نصر الله في العالمين العربي والإسلامي، إثر الانتصار التاريخي الذي تحقق في حرب تموز 2006 ·

ويتساءل الديبلوماسي الخليجي، الذي كان حتى الامس القريب من أشد المتحمسين للمقاومة وقيادتها في لبنان، عن مبررات تحول حزب الله، عن سابق تعمد وتصميم الى طرف في لعبة الرمال المتحركة المحلية، والى "اداة"، من حيث يدري أو لا يدري، لتحقيق مصالح وغايات خارجية، تبدو وكأنها تتعارض مع المصالح الوطنية اللبنانية· "أخشى، يقول محدثي، أن يحصل مع حزب الله في لبنان، ما حصل مع الجماعات الإسلامية في باكستان، عندما لم تعد تفرّق بين "العدوّ" على حدود كشمير، والشقيق المسالم في الداخل، فهدر دم أبناء الوطن الواحد، وأبناء الدين الواحد في الداخل، والعدو يتفرج عليهم من الخارج··"·

وتحاول أن تلطِّف "الجو" مع الديبلوماسي الذي جعل من "المسألة الإسلامية" قضيته الاولى، نظرا لتداخلاتها في توجهات حياتنا السياسية، وفضلاًعن انعكاساتها المختلفة على علاقاتنا العربية والإسلامية، وتشعباتها المتعددة في نسيج بعض المجتمعات العربية والإسلامية·

وعندما تقول إن الخلافات في لبنان هي خلافات سياسية، أكثر مما هي طائفية أو مذهبية، وإن شعار المشاركة، الذي ينادي به حزب الله، هو هدف سياسي أولاً وأخيراً··، يجيب الرجل وكأنه أمسك بطرف الخيط من جديد:

- لا أحد يستطيع أن يلغي أحداً في لبنان· فتوازن المعادلة الوطنية يفرض على كل طرف القبول بالآخر، والتعامل معه وفق أسس الميثاق الوطني وقواعد الدستور· وبقاء حكومتكم مبتورة بعد خروج وزراء أمل وحزب الله منها، يؤكد صحة ما أقول، لأن الاكثرية، رغم أنها أكثرية لا تستطيع، وقد لا تكون بوارد ذلك أصلاً أن تقفز فوق واقع التمثيل الشيعي الحالي، وتعين بدلاء عن الوزراء المستقيلين من الشيعة المتعاطفين مع فريق 14 آذار·

"ولكن الأسلوب التصعيدي الذي يواكب المطالبة بالمشاركة يطرح أكثر من علامة استفهام· في الاساس مطلب المشاركة قد يكون مبرراً في نظر البعض، ولكن إذا كانت تكتيكات المشاركة قد أدت الى هذا الانقسام المذهبي، وإحداث توتر محموم بين السنّة والشيعة، وصل الى حد تكرر الاحتكاكات في الشارع الواحد، فعندها يصبح مثل هذا الكلام، وبهذه الطريقة،عن المشاركة خطراً لا بد من معالجته، قبل أن يتحول هذا "الخطر المذهبي" الى كارثة حقيقية لا تعود تنفع معها لا المشاركة·· ولا حتى الاستئثار بالسلطة!

"يا جماعة·· حزب الله ما زال في خضم المعركة المصيرية مع العدو الاسرائيلي، وبالامس سمعنا السيد حسن نصر الله يعلن الاستعداد لخوض حرب مفتوحة مع العدو· فكيف يمكن لحزب الله أن يذهب الى الحرب وخاصرته الداخلية رخوة بفعل الانقسامات السياسية والطائفية والمذهبية الحالية··"·!

ولكن ماذا يستطيع أن يفعل اللبنانيون أمام حجم الصراعات الإقليمية والدولية المحتدمة في المنطقة وعلى ساحتهم، وهم عاجزين عن معالجة الخلافات العربية - العربية التي تلقي بظلالها الثقيلة على ازمتهم وتزيدها تعقيداً··؟!

يستحضر الديبلوماسي الخليجي ملفاً من درج مكتبه، ويقلب أوراقه وهو يتحدث:

- ليست المشكلة في الخلافات العربية - العربية، والتي يمكن معالجتها في اللحظة المناسبة، بقدر ما يكمن لبّ المشكلة الحقيقية في لبنان وعلى امتداد نقاط التوتر في الجسم العربي، في هذا المد الإيراني الذي ساعدته الولايات المتحدة الأميركية، بشكل مباشر أو غير مباشر، على فلش نفوذه في المنطقة بعد إسقاط نظامي طالبان في أفغانستان وصدام حسين في العراق، فكان أن استعاد "نظام الخميني" أنفاسه من جديد، وتقدم الى "اختراق" مواقع جيوسياسية مهمة في المنطقة، لم يستطع الوصول إليها خلال وجود طالبان في الشرق وصدام حسين في الجنوب·

ويتابع وهو يؤشر على خريطة أخرجها من الملف الذي أمامه:

- الانفلاش الإيراني لم يهيمن على جنوب العراق، المتاخم لحدود الكويت والسعودية وحسب، بل أيضاً عزز وجوده في سوريا ولبنان، وأحكم قبضته على قطاع غزة المجاور للحدود المصرية وأفاق العرب، متأخرين كالعادة، على تغلغل المد الإيراني الذي أصبح على تماس مع دول "القرار العربي" والبعيدة عن حدوده أصلاً آلاف الكيلومترات·

"حاول العرب استيعاب "الصدمة الإيرانية"، والتعامل مع الواقع الجديد من خلال فتح قنوات الحوار والتشاور مع طهران التي تحتاج الى التأييد العربي في معركتها النووية مع أميركا والغرب·

"وفود عربية ذهبت الى طهران·· وأخرى إيرانية جاءت الى عواصم العرب، وزيارات متبادلة تمت على مختلف المستويات، وقمم عقدت مثنى وثلاث·· ولكن، يبدو أن العلاج العربي لم يكن ناجعاً مع مراجع القرار في طهران التي تدغدغها الطموحات الفارسية القديمة·

ويخلص الديبلوماسي المخضرم الى طرحه استنتاجاً لا يقل خطورة عن الكلام السابق:

-- أخشى أن نكون أمام مرحلة بائسة تستعيد أيام الصراع العربي - الفارسي القديمة· ذلك أن استمرار حالة الوهن في الجسم العربي، وغياب القرار العربي الواحد، وتفاقم هذا التصدع المتزايد في الصف العربي، من شأنه أن يغري القيادة الإيرانية الحالية، المعروفة بجموحها الإيديولوجي والسياسي أكثر فأكثر على قضم القرار العربي، وفرض هيمنتها على أوضاع المنطقة العربية، والتفرد بتقرير مصير الملفات المصيرية الكبرى التي سترسم الخريطة السياسية الجديدة لدول المنطقة·

ويصمت برهة، وكأنه لاحظ استغرابي لكلامه، ثم يتابع:

- قد تعتبر أن في تحليلي بعض المبالغة· ولكن دعني أسأل بكل وضوح، ودون أن أقلل من احترامي أو من دور أي طرف عربي: ماذا يمنع إيران ان تفاوض واشنطن على هدنة غزة، كما يحصل التفاوض حالياً بين الاميركيين والإيرانيين حول الامن في العراق! ألا تستطيع إيران أن تفاوض برلين، أو أية عاصمة أوروبية معينة، حول ملف الاسرى الذي يمسك به حزب الله، أو حتى حول مشاكل قد يعترض في المستقبل القريب، سبل تطبيق القرار الدولي 1701 الخاص بوجود قوات اليونيفل جنوب لبنان!

ويذهب محدثي أبعد من ذلك:

- هل تعلم أن السجال الدائر عندكم حول المثالثة في الحكومة، انطلق أساساً من طهران في إطار النقاش والتفاوض مع الفرنسيين حول تعديل اتفاق الطائف وتطبيق المثالثة بين السنّة والشيعة والمسيحيين، بدلاً من مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في إدارة السلطة وفي الوظائف العامة·

وتكر سبحة الكلام غير المباح مع صاحبي، منذ انتصار ثورة الخميني في إيران، ومحاولات الملالي الجدد تصدير الثورة "الى الخارج، وما جرى بعد ذلك من حروب أخطرها الحرب العراقية - الإيرانية، وعاصفة الصحراء لتحرير الكويت، وقيام نظام طالبان في أفغانستان، مروراً بالصدامات المذهبية التي انتشرت في الهند وباكستان وأفغانستان لوقف المد الإيراني هناك، الى الحرب الاميركية على العراق، وحرب تموز في لبنان، وتفرد حماس في غزة، حوار طويل ومتشعب، تداخلت فيه المعلومة مع التحليل وتشابكت على ضفافه المواقف مع المفاوضات السرية، وخلص في نهايته الديبلوماسي الخليجي المخضرم الى استنتاجات خطيرة، أكتفي اليوم بالجملة الاخيرة:

- لنراقب ما سيجري في إيران خلال الأسابيع المقبلة سواء بالنسبة للانتخابات أم بالنسبة للملف النووي، وبعد ذلك نتائج التطورات في لبنان وباكستان· الرهان الإيراني يتركز على هذين البلدين حالياً، بعدما أصبح موضوع العراق منتهياً لصالح الجانب الإيراني، كما تقول طهران!!

 

مدمّرة أميركية فجأة قبالة السواحل اللبنانية

واشنطن تبرر الخطوة بحماية "الاستقرار الإقليمي"

النهار/في خطوة فاجأت جميع الاوساط الرسمية والسياسية اللبنانية، أعلنت الولايات المتحدة امس انها قررت ارسال المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" للعمل قبالة الشواطئ اللبنانية بسبب القلق الناتج من الاوضاع في لبنان. اتسم هذا القرار بغموض كبير، اذ جاء من دون مقدمات او مؤشرات مسبقة واحيط بغلاف من التبريرات التي لم ترق حتى الاوساط الحكومية والموالية. علمت "النهار" ان الحكومة لم تكن على علم بهذه الخطوة ولم تتبلغ من اي مسؤول اميركي اتجاه بلاده اليها. وبدا ان اعلان الخطوة فاجأ الحكومة كما الاوساط السياسية في الغالبية والمعارضة، وسط ميل الجميع الى ادراجها في سياق اقليمي اوسع من النطاق اللبناني بذاته، باعتبار ان ليس في الوضع اللبناني ما يستدعي خطوة كهذه لا من حيث اجلاء رعايا اميركيين ولا من حيث معطيات تنذر بمواجهة اقليمية محتملة راهناً انطلاقاً من الارض اللبنانية. وينتظر ان يسعى المسؤولون اليوم الى تقصي حقيقة الخلفيات الكامنة وراء هذه الخطوة والسعي الى منع حصول مضاعفات سياسية داخلية لها، خصوصاً ان اي فريق ليس معنياً بها مما يقطع الطريق على محاولات محتملة لتوظيفها في سياق الصراع الداخلي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين اميركيين ان الولايات المتحدة ارسلت السفينة الحربية "يو اس اس كول" قبالة سواحل لبنان في علامة على نفاد الصبر مع سوريا ولاظهار التأييد للاستقرار الاقليمي. وقال مسؤول كبير في ادارة الرئيس جورج بوش ان الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من الازمة السياسية في لبنان التي تلقي واشنطن اللوم فيها على التدخل السوري، وان اللفتة العسكرية تبرز ذلك القلق. واضاف المسؤول الكبير الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "تعتقد الولايات المتحدة ان اظهار التأييد مهم للاستقرار الاقليمي. نحن قلقون جداً من الوضع في لبنان الذي طال امده كثيراً... شعورنا هو ان هناك عصبية زائدة في ظل التهديدات التي تصدر عن اعضاء في حزب الله وشعور عام بأن هذا الوضع لن يحسم". اوضح: "انه جزء من اشارة الى تحرك من جانبنا واعضاء آخرين في المجتمع الدولي لاظهار قلقنا من السلوك السوري". وقال مسؤول دفاعي اميركي ان السفينة "كول" غادرت مالطا يوم الثلثاء متوجهة الى لبنان، وانها لن تكون في مجال الرؤية من لبنان لكنها "ستكون في الافق". و"الهدف هو تشجيع الاستقرار خلال فترة حرجة محتملة". واشار الى ان السفينة "يو اس اس ناساو" وهي سفينة هجومية برمائية، محل "كول"، علماً انها في المحيط الاطلسي في طريقها الى البحر المتوسط.

واصدر الرئيس بوش الامر بالتحرك في وقت سابق من هذا الاسبوع في اشارة الى القلق على لبنان وابلغه الى حلفاء الولايات المتحدة المقربين. وعندما سئل الناطق باسم مجلس الامن القومي غوردن جوندرو عن هذا التحرك، اجاب: "الرئيس قلق من الوضع في لبنان ويبحث في المسألة بانتظام مع فريقه للأمن القومي".

وكانت المدمرة "يو اس اس كول" قد تعرضت لعملية انتحارية قتل فيها 17 بحاراً في مرفأ عدن اليمني في تشرين الاول 2000، وهي مدمرة تطلق صواريخ موجهة.

وقال المسؤول الدفاعي الاميركي ان سفينتي امداد تابعتين للبحرية الاميركية موجودتان ايضاً في المنطقة.

فيلتمان

وافاد مراسل "النهار" في واشنطن هشام ملحم ان الخطوة الاميركية عكست عمق الاستياء الاميركي من سلوك سوريا وتصرفاتها في لبنان، وهدفها الرد على "التهديدات والمواقف العدائية" الصادرة عن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. وقال نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان لـ"النهار" ان السفن الحربية الاميركية "تقوم دورياً بأعمال الدورية والتدريبات والتحرك في شرق المتوسط". واضاف السفير الاميركي السابق في بيروت، في اشارة الى التوتر والازمة السياسية في لبنان: "في ضوء الظروف الحالية، تؤمن الولايات المتحدة ان اظهار دعمنا للأمن الاقليمي هو امر مهم".

وكان فيلتمان، كرر امس ان حكومته لن تدخل في اي صفقة من اي نوع مع سوريا على حساب لبنان. وقال في ندوة في مركز ويلسون للدراسات شارك فيها ايضاً وزير العدل شارل رزق، ان الدعم الاميركي للبنان "قوي وشامل وموجود بعمق في الحزبين"، الجمهوري والديموقراطي، وانه بصرف النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية في اميركا، سيستمر هذا الدعم للبنان ولحكومته ولن تكون هناك صفقات اميركية على حسابه. وفي انتقاد ضمني لـ"حزب الله"، تساءل عن "الاطراف الذين يفيدون من الفراغ السياسي في لبنان والناتج من تعطيل البرلمان وعمل الحكومة اللبنانية... لمصلحة من مقاطعة الحكومة، او التعاون مع ميليشيا مموّلة من الخارج تتسبب بالحروب؟".

وشدد على ان الغالبية النيابية في لبنان اظهرت مرونة كبيرة وقبلت حتى بطروحات الاقلية في شأن انتخاب الرئيس بأكثرية الثلثين، وبأن يكون تأليف الحكومة جزءاً من النقاش الراهن المتعلق بالرئاسة، اضافة الى انها تخلت عن مرشحيها وقالت انها تقبل بمرشح من خارج قوى 14 اذار هو قائد الجيش ميشال سليمان، وقال: "حان الوقت للاطراف الآخرين لان يسمحوا للبرلمان بانتخاب رئيس". وذكر ان الغالبية البرلمانية قبلت بتفسير الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لطريقة تأليف الحكومة بعد انتخاب الرئيس، أي ان يكون للاكثرية أقل من نصف الوزراء في الحكومة الجديدة.

ورأى الوزير رزق ان قيام المحكمة ذات الطابع الدولي سيكون له أثر ايجابي كبير و"توحيدي". وشدد على ان المحكمة ليست اداة سياسية، ويجب ألا تكون اداة سياسية، بل محكمة لمعاقبة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وتوقع ان تبدأ المحكمة نشاطاتها "قريبا".

وقالت مصادر اميركية مطلعة على النقاش في واشنطن في شأن الوضع في لبنان والذي ادى الى ابحار المدمرة "كول" للعمل قبالة السواحل اللبنانية: "سمعنا حديثاً مواقف وخطباً تهديدية لحسن نصرالله عقب اغتيال عماد مغنية في دمشق... نحن قلقون على الامن الاقليمي، كما نشعر باستياء كبير من التدخل السوري السلبي المستمر في لبنان ومحاولات تعطيل أي مبادرة تسعى الى حل مشكلة انتخاب رئيس جديد للبنان". وأبرزت المصادر الاهمية التي تعلقها واشنطن على تهديدات "حزب الله"، لذلك نحن نبعث برسالة واضحة عن دعمنا للبنان، تقول ان لصبرنا حدوداً".

ويأتي القرار الاميركي قبل فترة من القمة العربية في دمشق والتي يبدو، وفقا لمصادر ديبلوماسية عربية في واشنطن، ان عدداً من الدول العربية المحورية ستقاطعها، أو تتمثل فيها على مستوى وزير الخارجية. وكانت مصادر اميركية قالت لـ"النهار" قبل ايام ان لبنان والقمة العربية كانا من ابرز القضايا التي ناقشها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مع الرئيس بوش خلال زيارة المسؤول السعودي الاخيرة لواشنطن. واضافت انه كان هناك تقويم مشترك لخطورة الدور السوري في لبنان. واكدت ان سعود الفيصل عبّر عن موقف "قوي جداً" من دور سوريا في لبنان.

عون

وجاء أولى ردود الفعل المحلية على الخطوة الاميركية على لسان رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" العماد ميشال عون الذي عدها في اطار اظهار "القوة الردعية" الاميركية. قال في حديث الى برنامج "كلام الناس" من "المؤسسة اللبنانية للارسال" ليل أمس تعليقاً على خبر ارسال المدمرة: "ليس على علمي ان سوريا تريد حرباً على لبنان ولا على اسرائيل، هذه الخطوة هي لاظهار القوة الردعية. ولكن لماذا القلق؟ أنا لست قلقاً". ما في السياق السياسي، فلم تبدل اطلالات اعلامية امس لاقطاب في المعارضة والغالبية واقع الجمود السياسي السائد منذ انعقاد آخر جولات التفاوض بين الفريقين في رعاية الامين العام للجامعة العربية.

وافاد عون امس انه لن يقبل بعد الآن بصيغة العشرات الثلاث في الحكومة المقبلة "فأنا لي حقي في التمثيل بحسب حجمي والا لن اشارك في الحكم. وانا ممثل المعارضة واقول ذلك (بهذه الصفة)". وأكد انه "لن يسهل انتخاب الرئيس بعدما حرمت الموالاة المعارضة حقوقها وهي تتهمني بخدمة ايران وسوريا". وقال رداً على سؤال انه لا يقبل ان توضع عليه شروط كمرشح للرئاسة مثلما يجري وضعها على العماد ميشال سليمان "لان لدى صفة تمثيلية ولدي كتلة من 23 نائباً. أما العماد سليمان مع احترامي له فليس شريكاً في الحل بل هو ضامن للحل". وأكد ان سوريا وايران "لا تؤثران علي رغم اننا لسنا على عداوة مع سوريا".

ورأى ان العماد سليمان "هو مرشح الاكثرية". وبرر الشروط التي تطرحها المعارضة "بعدم ثقتها بالاكثرية لتجاوزها الدستور وصلاحيات رئاسة الجمهورية". وتحدى الغالبية القبول بانتخابات نيابية مبكرة وقال: "اذا ارادوا مشاركتنا فليقبلوا بالشروط والا فلينتخبوا رئيساً من دوننا". لكنه أعلن ان "لا مرشح عندنا بديلاً من العماد سليمان حتى الآن"، رابطاً استمرار ترشحه بالتوافق.

وقد استرعى الانتباه في هذا السياق مضي حليف العماد عون النائب ميشال المر امس في اطلاق مواقفه المتمايزة والمستقلة عن مواقف رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" حيال الازمة الرئاسية. وقد صرح المر عقب لقائه سفراء اسبانيا والدانمارك والبرازيل بأن "المبادرة العربية قطعت 90 في المئة ولم تبق الا مساعدة عربية تدفع في اتجاه الحل النهائي وهو الامر الذي يسعى اليه عمرو موسى قبل عودته الى بيروت". ولاحظ انه "عندما تتمسك المعارضة بالثلث المعطّل وتقول انها مع المبادرة فهذا يعني التناقض بعينه مع المبادرة التي لا تعطي احداً حق التعطيل".

الجميل

وعقد الرئيس أمين الجميل امس مؤتمراً صحافياً خصصه للرد على ما وصفه بـ"العودة الى أيام الدكتيلو من خلال تركيب ملفات ونشر معلومات مغلوطة واجتزاء معلومات من المحاضر لتشويه الحقيقة وتمويه موقف المعارضة المعطل للحلول واعطاء انطباع ان مسؤولية العرقلة تقع على فريق 14 آذار".

واذ وصف ذلك بـ"الاسلوب الشيطاني"، اعتبر ان "المنحى التعطيلي من خلال المطالبة بالثلث المعطل وتعطيل دور رئيس الجمهورية وكل مؤسسات الدولة ما هو سوى ترجمة لشعار المعارضة. تطرق الى قضية المهجرين شارحاً موقفه منها في "اللقاء الرباعي"، وقال: "نحن لا ندخل في سجال شعبوي، ليس هناك من مزايدات". واتهم المعارضة بالعمل على "المباعدة بيننا وبين الطائفة الارمنية". وشدد على استمرار الغالبية في التمسك بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، "ولكن لا اعرف اذا كانت المعارضة على هذا الموقف والا ما معنى الشروط التعجيزية غير القابلة للتنفيذ؟". في المقابل، اتهم العماد عون الغالبية بتعطيل كل الحلول والاقتراحات، وخلص الى ان "الدعم الدولي لفريق الموالاة يعطل الديموقراطية في لبنان".

 

 

 

 

 

 

 

 

دعا عون إلى "نزع "سوسة" الرئاسة من رأسه

شمعون: قرار المحكمة الظني سيعزل سوريا أكثر ونتيجة قمة دمشق ستكون البرهان على نياتها السيئة

المستقبل - الجمعة 29 شباط 2008 - رأى رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" دوري شمعون "ان بداية الحل في لبنان ستكون بإصدار المحكمة الدولية اول قرار ظنّي"، لافتا الى "ان نتيجة القمة العربية في دمشق ستكون البرهان الكبير على نيات سوريا السيئة". واعتبر "ان توسيع الحكومة وتفعيل عملها حل ممكن في الوقت الراهن"، مشيراً الى "ان أي صدام لن يحصل في الشارع لان أوامر إيران لـ"حزب الله" تقضي بتجنب الصراع السني ـ الشيعي مهما كان الثمن".

وعرض شمعون في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" امس، لبعض مشاريع الحكومة، وقال: "هناك نحو 91 جسرا وعبارة تهدموا خلال الحرب الاخيرة وقد عمدت الدولة الى ترميم 76 جسرا اضافة الى اعادة اعمار المدارس".

وعن إمكان حصول أي اتفاق سياسي، اشار الى ان "الجميع يتطلعون نحو الخلاص، والبعض يعودون الى وزاراتهم متى يشاؤون واللوم في النهاية يقع على الحكومة التي لم تقبل إستقالة الوزراء". وأوضح ان "ما تريده المعارضة هو الثلث المعطل وتاليا هم يريدون من انتخاب الرئيس ان يكون صورة فقط، فكيف يكون تعزيز دور المسيحيين منهم وهل بمنع وزراء الرئيس من التصويت؟".

ولفت الى أن "الاوامر تقضي بمنع انتخاب رئيس للجمهورية وقيام الدولة، وما يهم سوريا هو المحافظة على دورها في لبنان، لناحية الحكم إما مباشرة او بواسطة حلفائها، ولا مشكلة لديها في تطيير القمة العربية"، نافيا "ان تكون الولايات المتحدة لا تريد المبادرة العربية بالعمق والتحليل الاخير لفت الى ان السيد عمرو موسى حاول السير في اتجاه الحلول، إنما يبدو ان هناك من يسعى الى امتناع عودة الامور الى طبيعتها".

ووصف أسلوب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في التعاطي بأنه "لن يعطي أي نتيجة، ومنذ البدء كان نعي للمبادرة العربية". وقال: "لا يريدون للعماد (ميشال) سليمان الوصول الى سدة الرئاسة، فقد عملنا جاهدين لناحية عدم الانتخاب بالنصف زائدا واحدا في محاولة للاتفاق مع المعارضة وانتخاب العماد سليمان. فالمطلوب هو تسيير أمور الوطن، وتاليا تفشيل المساعي يأتي من الفريق الآخر".

واعتبر "ان بداية الحل في لبنان هي بإصدار المحكمة الدولية أول قرار ظني، وأن الهدف لدى البعض كان منع الدولة اللبنانية من المساهمة بالمحكمة من خلال تحييد القضاة اللبنانيين وإيقاف اي مباحثات مع الاجهزة الامنية".

أضاف: "بعد نحو شهرين ستكون المحكمة جاهزة وقد أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن بدء عملها في حزيران المقبل. هذه المحكمة هي قرار دولي، وتم التصويت عليها من الدول إقتناعا منهم بضرورة كشف حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وتاليا اول قرار ظني سيؤدي الى عزل سوريا أكثر وأكثر". واشار الى ان "اي تدخل في المحكمة لن يحصل فالقضية ليست اغتيال الرئيس الحريري فحسب إنما هناك قضية اغتيال داني شمعون وآلاف من الشباب"، مؤكداً "ان بتر يد الاجرام السوري أمر نصلي لاجله منذ حين". وشدد على "ان عمل هذه المحكمة هو دولي وغير مسيّس، و أتى بقرار من مجلس الامن".

وعن القمة العربية قال: "نتيجة هذا الامر هي برهان كبير على ان لسوريا نيات سيئة، وتاليا موسى يحاول "برد الزوايا" إنما في نهاية الامر لن ينجح وسيتبين للمجتمع العربي ان سوريا هي المشكلة في الموضوع اللبناني، وسيزيد من عزلتها دوليا وعربيا".

ورأى ان المجتمع العربي "يحاول التحرك كمجتمع دولي يختلف تماما عن عمله في السابق".

واعلن ان "مواقف قوى 14 آذار واضحة، والتحركات الشعبية كانت أكبر دليل على هذا الامر، وما نقوله للعرب اننا حاضرون لانجاح أي مهمة".

واعتبر ان توسيع الحكومة وتفعيل عملها "حل ممكن ولن يوصل الى صدام في الشارع، فـ"حزب الله" لديه اوامر من إيران بتجنب أي حرب سنية ـ شيعية مهما كان الثمن، الا ان هذا الامر لا يعني تحييد المشكلات السنية ـ السنية او الدرزية ـ الدرزية او المسيحية ـ المسيحية، ولكن لا أظن ان الشعب اللبناني بكل أطيافه يقبل بالانجرار الى أي فتنة".

وأسف للكلام الذي وجه الى البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، وقال: "على الصعيد الشخصي لا مشكلة مع الوزير السابق سليمان فرنجية إنما المشكلة قائمة من الناحية السياسية".

ودعا النائب ميشال عون الى "نزع "سوسة" الرئاسة من رأسه"، قائلاً: "مررنا بتجربة مع العماد عون حين كان رئيسا للدولة، وكان فيها ضد سوريا، واليوم أصبحت الاخيرة، من بيت فرفور ذنبها مغفور"، فهذا ليس العماد عون الذي نعرفه، ويمكن مسامحته عما فعله سابقا إنما لا يمكن مسامحته على الخط الذي يسير عليه اليوم".

ولفت الى "ان العماد عون لا يمثل المسيحيين كافة وهو طالب على طاولة الحوار بألا يكون لوزراء الرئيس أي حق في التصويت"، متسائلاً: "أين يعزز موقع المسيحيين بهذا الامر؟. فهو يمثل تطلعات بعض المسيحيين الذين يؤيدوه لانهم ضد سمير جعجع او ضد أمين الجميل فقط وليس محبة به، وهذا أمر واضح، والدليل ان برنامجه لغاية اليوم لم يقدم شيئا. وتاليا باستثناء النائب ميشال المر، ماذا يملك فريقه من خبرة في الشؤون الوزارية؟".

وعن قانون الانتخاب، قال: "اعلن البطريرك صفير انه مع القضاء، ونحن نقبل بهذا الامر". وعن قانون القضاء للعام 1960، قال: "نحن قبلنا على اساس القضاء ولكننا لم نحدد، وكلما صغرت الدائرة كلما كان الصوت المسيحي ذا قيمة كبيرة".

 

اعتبر تحرّك البارجة "كول" خطوة لا موجب لها

عون: منطق الأكثرية سيودي بنا إلى جهنم ولست قلقاً من السلوك السوري في لبنان

المستقبل - الجمعة 29 شباط 2008 - العدد 2890 - شؤون لبنانية - صفحة 6

اكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تمسكه والمعارضة بالثلث المعطل في الحكومة، واتهم الأكثرية بطرح "حلول غير طبيعية"، ملوحاً بـ"اقتراحات جديدة للحفاظ على حقنا في المشاركة، وإذا لم يقبلوا بحقي لا أريد تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية". ولفت في حديث إلى برنامج "كلام الناس" عبر "المؤسسة اللبنانية للارسال" مساء أمس إلى ان هناك قرارات تفترض نصاب الثلثين لاقرارها "والأكثرية لا تملك هذا النصاب لذلك عليها التفاهم معنا وهذا يكون من خلال المشاركة في قرار السلطة، وهم يريدون منا تقديم النصاب لهم مجاناً".

ورأى ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان في حال انتخابه رئيساً "لن يكون شريكاً بل ضامناً للحل"، وقال: "أنا لا أقبل بالشروط التي أضعها على العماد سليمان لو كنت مرشحاً، فأنا عندي نواب، ولست توافقياً ولكن بإمكاني السهر على التوافق بالرغم من ان قوتي الشخصية ستدخل ضمن التفاهم".

ورأى ان خطوة الولايات المتحدة بتحريك البارجة "كول" باتجاه الشواطئ اللبنانية "خطوة لا موجب لها"، وأعلن ان "لا علاقة لسوريا بشروط المعارضة التفاوضية"، واعتبر ان "منطق فريق الأكثرية سيودي بنا إلى جهنم"، وقال: "لست قلقاً من السلوك السوري في لبنان". أشار إلى "ان محاضر الاجتماع الرباعي تؤكد من طيّره"، ورأى ان الأكثرية "تريد امتلاك القرار مجاناً وهذا لا يجوز"، معتبراً "ان صمود الحكومة يدل على انها ليست ديموقراطية". وحمل الحكومة مسؤولية "ضرب بيوت الناس في وسط بيروت"، وسأل عن "الهدف من جولات الموالاة المكوكية في الخارج"، واعتبر "ان الدعم العربي والدولي للحكومة يدل على انهم يريدون بقاء السنيورة حاكما". وأكد رداً على سؤال ان المطلوب انتخابات نيابية مبكرة وليس انتخابات رئاسية، مكرراً مقولته بأن الحل "هو في صناديق الاقتراع وليس في صناديق "الخرطوش"، وصندوق الاقتراع يحدد الاقلية والأكثرية، فلماذا لا ننتخب رئيساً على أساس مجلس منتخب أصولاً ويمثل الشعب بشكل صحيح ويأخذ في الاعتبار ما حصل في الحرب الأخيرة".

ورد على وصف رئيس "حزب الكتائب" الرئيس أمين الجميل تسريبات محاضر الاجتماع الرباعي بأنها "طريقة شيطانية"، بالقول: "نحن لم نصل يوماً إلى شيطانية الموالاة". أضاف رداً على سؤال: "الكتائب دافعت عن لبنان، صحيح، إنما الجميع في لبنان قدم شهداء، والشهيد شهيد الوطن والفقيد هو للعائلة، وهذا ما يجب على كل عائلات الشهداء فهمه كيلا يحتكروا الشهادة".

ورأى ان الطائف "همّش المسيحيين، شره الكثير نفذ جيداً وخيره القليل نفذ بشكل عاطل، والتوازنات والتناقضات التي فيه جعلت النظام بحاجة إلى حَكَمْ، وكانت سوريا تقوم بهذا الدور وهو مفقود اليوم".

وشكك بحجم المشاركة المسيحية في تجمّع 14 شباط واعتبر "ان أقل نسبة مشاركة للمسيحيين في التظاهرات كانت في 14 شباط والجميع رأى عدد السيارات التي نزلت إلى ساحة الشهداء، هذه كذبة بيضاء، فليغيّروا عداداتهم". وأعلن "ان انتقال الملف الرئاسي إلى مجلس الأمن استعمار سنقاومه". واتهم الأكثرية بأنها "تحاول استفزازنا لاستدراج حزب الله إلى الداخل"، وقال: "أنا أعمل كي لا يحصل صدام مسلح في لبنان، ومن يقدر على ربح الحرب الأهلية لايريدها والفريق الثاني يحاول التشويش".

وحذر من "ان مَن يملك السلاح سيستعمله إذا كان حمله له سبباً لقتله، وفي حال الدفاع عن النفس سيستعمله".

 

عجائب الدنيا توحدت في الرابية: شيءٌ من "صفقة العار" بين "زعيم الغفلة" والنظام السوري

ميشال عون على حقيقته العارية ... إلا من عمالته

إعداد: يوسف الخوري

 موقع القوات/مع كل إطلالة شمس يسقط قناع من أقنعته ويبان أكثر فأكثر على حقيقته العارية. لم يعد ينفعه حجاب ولا حقن البوتوكس ولا أي ستار ليستر طبيعته الأصلية كـ "مخلوق" برسم الإيجار أياً كان المستأجر، فكل شيء يهون في سبيل غرائزه وأوهامه وشبقه إلى السلطة ولو فوق أنهار من الدماء. هذا هو، لم يتغيَّر منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي.

 الأصداء التي تتسرَّب من محيطه والتي يتم تداولها في الكواليس، جميعها تتحدث عن أن "الرجل" في وضع المحبط نفسياً أمام التراجع الدراماتيكي لشعبية حصَّلها بالكذب والخداع. والإرتباك والتلعثم اللذان يرافقان إطلالاته العلنية إضافة ً إلى العصبية التي إستعصت على كل الحبوب المهدئة تشهد على ذلك، ولو لم ينهر كلياً بعد مستنداً إلى مخزون الحقد والسمّ في تكوينه ومراهناً على ضعف ذاكرة اللبنانيين وتسامحهم.

 العديد من المحللين والمراقبين يرون أن هذا الوضع التعيس الذي يعيشه "جنرال الكذبة"، هو نتيجة طبيعية، إذ يرى أوهامه تتهاوى وحقيقته تتكشَّف فضيحةً بعد فضيحة على لسان الكثير من أصدقائه القدامى وأركانه السابقين الذين رافقوه وعايشوه، والذين شفيوا أخيراً من خداعه على مدى عقود من الزمن وبدأوا يشهدون للحقيقة.

 آخر ما تكشَّف من حقيقة هذا "المخادع"، ما ورد من حقائق مذهلة في الوثائقي الذي بثـَّته محطة "أخبار المستقبل" أوائل  شباط الحالي بعنوان "سوريا في لبنان- المحاولة الثالثة "، عن تواطئ "جنرال الكذبة" منذ منتصف الثمانينات مع النظام السوري وتقديم أوراق الإعتماد إليه مرفقة ببرنامجه الرئاسي ومصحوبة بالتعهدات المطلوبة في سبيل وصوله إلى رئاسة الجمهورية.

 فايز القزي وخيبته برفيق العمر...

 صديق عمر الجنرال ومستشاره السياسي على مدى عقدين ونيِّف الكاتب فايز القزي يروي كيف قام بتكليف من عون بتسويقه لدى السوريين في نهاية عهد الرئيس أمين الجميل، من خلال لقاءات مع غازي كنعان ومحمد ناصيف وحكمت الشهابي وغيرهم. وكيف كان ينقل الرسائل بين عون ورجالات المخابرات السورية في دمشق، وكيف أمَّن للجنرال الزيارة تلو الزيارة إلى دمشق حيث كان يحل ضيفاً عزيزاً مكرماً. أوليس الجنرال من تمنى يوماً أن يكون "جندياً صغيراً في جيش حافظ الأسد العظيم".

 وكم هو موجع ما رواه القزي أنه "عشية إتفاق الطائف إتصل بعون من قبرص لينقل إليه نصيحة ياسر عرفات وتأكيد صدام حسين بأننا خسرنا المعركة، وأنهما يطلبان منه وقف القتال والقبول بالطائف والتفاوض ومحاولة تحسين شروط التسوية- فقط-، وبأن الأخضر الإبراهيمي سيأتي ليلتقيه في بعبدا مطالباً عون بأن يكون ليِّناً مع مندوب الجامعة العربية، فالمعركة خسرناها ولنخفـِّف الخسائر. فأجابه عون بأنه سيلتقي الأخضر الإبراهيمي وقد حدَّد له موعداً، فأعاد القزي مطالبته بأن يكون ليِّناً وألا يكون جافاً، فأجابه الجنرال: سيأتي إلي أخضر وسأعيده يابس"... نعم بهذه الخفة المجرمة تعاطى مع أخطر لحظة كان يمر بها لبنان في تاريخه الحديث، والتي تسبَّب هو بها...

 نعم، هكذا وبكل بساطة. مصير شعب ووطن وتاريخ وقرون من النضال والتضحيات والدماء والشهداء في سبيل الحرية والكرامة ولكي نعيش أحراراً أعزاء فوق هذه البقعة من العالم مرفوعي الرأس محافظين على كامل قناعاتنا ومقدساتنا وعقيدتنا، وآلاف الشهداء يسقطون على مذبح الوطن على مدى خمسة عشر عاماً لتبقى مناطقنا حرة ولتنطلق منها في اللحظة التاريخية المناسبة شعلة تحرير كل لبنان، يُضحِّي بها "زعيم الغفلة" كشربة ماء.

 أتى الأخضر الإبراهيمي وعاد أخضراً وذهب إلى التقاعد كديبلوماسي محترم لا تزال أروقة الأمم المتحدة والجامعة العربية تشهد لأخلاقياته ومناقبيته. وذهب "جنرال اللعنة"  يجرّ الوطن إلى اليباس، وإلى الدماء والأشلاء والشهداء والجرحى والمعوقين والمهاجرين، قبل أن يلجأ هارباً إلى السفارة الفرنسية لينتقل بعدها إلى "النضال" من على ضفاف السين ومقاهي الرصيف في الشانزيليزيه، ثم ليعود "صاحب الأخلاق الرفيعة" ويشتم فرنسا التي آوته وإحتضنته وجعلت يوماً شرفها من سلامته...    

 كم بدا الكاتب القزي كالمصاب بخيبة عمره بـ "جنرال الخيبة" وهو يتابع رواية فضيحة "صفقة العار" التي عاد بموجبها "جنرال الخزي والعار" إلى لبنان من باريس عشية ثورة الأرز، والتي "إنطلقت بمبادرة من القزي من خلال لقاءات عقدها مع رستم غزالي حصل بنتيجتها على مباركته قبل أن ينطلق إلى باريس- مصحوباً بتحيات غزالي وتقديره وإحترامه للجنرال!!! لينال موافقة عون على كافة شروطها. هذه الصفقة التي كانت تقضي بأن: ينسى الجنرال القرار 1559ولا يعود إلى رفعه، يبقى على خطابه وشعارات الحرية والسيادة والإستقلال- لضرورات المصلحة، لا يتحالف مع الحريري وجنبلاط وقرنة شهوان، فيعود الجنرال عزيزاً مكرماً بمباركة النظام السوري مع كل التسهيلات المطلوبة"... وهذا ما حدث فعلاً كما بيَّنت الأحداث التي تلت، في وقت كان اللبنانيون يتحضَّرون للثورة الكاملة على نظام الوصاية لطرده من لبنان وتطهير أرضنا من رجسه.

 ونُذكِّر ونسأل من لا يزالون مخدوعين بهذا "الكذبة"، أو هم يتبعونه لأسباب محض شخصية أو مصلحية وإن على حساب مستقبلهم وأولادهم، نسأل: هل تذكرون يوم الإنتخابات النيابية الأخيرة في العام 2005 في بلدة بعبدات المتنية يوم كان "شاغل بعبدا" يُدلي بصوته في صندوقة الإقتراع حين سألته مراسلة إحدى محطات التلفزة: فخامة الرئيس كيف ستتعامل مع نتائج الإنتخابات النيابية وكل المؤشرات ترجِّح فوز معارضي السلطة بغالبية المقاعد؟ هل تذكرون بماذا أجاب؟ قال لها: "أي معارضة؟ عن أي معارضة عم تحكي؟" مطلقاً ضحكة صفراوية سامة كشفت كل المستور. هل تذكرون يا من تصرُّون على أن تبقوا عمياناً طرشاً خرساً؟ نعم، هكذا أجاب يومها، هذا الذي كان "جنرال الكذبة" يقول فيه "ما لم يقله مالك في الخمر" من شتائم ولعن وتحقير. كان "حبيب بشار" يكشف من دون أن يدري أن الصفقة تمَّت والجنرال عائد، وسنرى كيف سيفوز أحرار لبنان وحزب السيادة والحرية والإستقلال بالإنتخابات.

 وللتاريخ فقط نذكِّر بأن الصفقة نفسها عرضها النظام الأمني السوري- اللبناني البائد على رجل كان مرَّ عليه أحد عشر عاماً في زنزانة تحت الأرض وصفها النائب نعمة الله أبي نصر حليف "زعيم الغفلة" بـ "قبر مضاء"، فرفضها "السجين الحر" إبن القضية البار ولم يتنازل قيد أنملة عن مبادئه وقناعاته وتضحيات رفاقه وكل أحرار لبنان. لم يتعب الحكيم من سنوات السجن التي قضاها في "القبر المضاء"، لم يلن رغم كل ما قاساه وأُلصق به وبرفاقه من تهم باطلة وإفتراءات كاذبة، مفضِّلاً البقاء في السجن ألف مرة على أن يخون ولو للحظة دماء رفاقه، فيما "مناضل الشانزيليزيه" لم يصدِّق أن "صفقة العار" عُرضت عليه ليهرول إليها زاحفاً... ولكن شتان ما بين رجلٍ رجل كسمير جعجع و "مخلوق" كـ "جنرال الخزي والعار".

 محسن دلول والإتصالات التي لم تتوقف يوماً

 الوزير السابق محسن دلول روى من جهته في الوثائقي إياه، كيف "أرسل إليه عون أشهراً قبل إنتخابات الرئاسة في العام 88 المقدَّم- في حينه- في الجيش اللبناني طلال فواز يطلب منه تحضير موعد للجنرال في دمشق مع كبار المسؤولين السوريين لتسويقه لرئاسة الجمهورية. لم يتأخَّر دلول وقام بتأمين اللقاء مع حكمت الشهابي وكبار الضباط وأُقيمت حفلة "طويلة عريضة" على شرف عون في نادي الشرق في الشام. وتتالت الزيارات وعجقت على خط الشام بين الموفدين يحملون الرسائل المتبادلة بين الجنرال والنظام السوري"...

 دلول الذي أكد أن "الإتصالات بين عون والسوريين لم تنقطع يوماً منذ الثمانينات"، تابع يروي وقائع المرحلة عشية سقوط "الكذبة" وهربه إلى السفارة الفرنسية، يوم "تم تكليفه من الرئيس الياس الهراوي والحكومة اللبنانية وبمسعى من السفير الفرنسي رينيه ألا، بالتفاوض مع عون لإخلاء قصر بعبدا بالطرق السلمية وإنضمامه إلى مسيرة السلم وإعادة بناء الدولة. وبنتيجة الإجتماع الذي دبَّره السفير ألا بينه وبين عون، وافق هذا الأخير على ترك القصر وتسليم السلطة للرئيس الهراوي بعد أن أكد له دلول أن العملية حُسمت وسندخل عليك"... إلا أن ما فاجأ دلول في حينه هو "أن محور المفاوضات من طرف عون كان يدور حول  وضعه الشخصي ومستقبله السياسي ومكاسبه ومغانمه وليس المبادئ والشعارات التي كان يرفعها"... كان عون يسأل: "وأنا ماذا سيحل بي وما هو مستقبلي السياسي؟ ودلول يجيب بأنه سيكون نائباً لرئيس الحكومة ووزراءه سفراء أو مدراء عامين، ثم يؤسس حزباً وفي الإنتخابات النيابية المقبلة يأتي بعدد وفير من النواب فيصبح في الإنتخابات الرئاسية اللاحقة المرشح الأبرز". ويسأل عون: "والجماهير المحتشدة في ساحة الشعب ماذا أقول لها وكيف أبرِّر الإتفاق بعد كل ما وعدتها به؟". ودلول يجيب: "هذه أتركها علينا فنحن خبراء فيها، فحين يسقط الملك أو الحاكم تصبح ساحة القصر ساحة الشعب أو ساحة الثورة، ويمكنك أن تخرج على الجماهير بخطاب يقول ما معناه: حين تصبح القضية في خطر نتيجة الظروف يتم تعليق العمل بالشعارات إلى مرحلة لاحقة، نحن لا نلغي الشعارات بل نعلـِّق العمل بها مرحلياً".

 "تمَّت كتابة النص ووافق عون ومشى"... وافق "جنرال الخزي والعار" وأعجبه ما إنتهت إليه "حرب تحريره" من نتائج "مشرّفة". طبعاً، فحصّته محفوظة، أما دماء الشهداء فلتجفّ على مهلها وغداً ننحت لهم لوحة تخلـِّد ذكراهم مع كم بيت شعر. ولكن كعادته، "عاد في اليوم التالي لينقض الإتفاق"... فالمهووس عاشق الكرسي يريدها الآن وليس بعد سنوات وإلا فليُدمَّر الهيكل على رؤوس اللبنانيين...

 خدام وإستغلال الهوس بالسلطة لإستكمال السيطرة على لبنان...

 آه مما كشفه عبد الحليم خدام مما يدمي القلب ويدمع العين ويجعل الحسرة تسابق الحسرة، وهو يروي كيف "كان عون يقدِّم أوراق الإعتماد الواحدة تلو الأخرى للنظام السوري مصحوبة ببرنامج رئاسي وتعهدات، قال فيها خدام أنها لم يتقدَّم بمثلها إلى حافظ الأسد أي قائد مسيحي على الإطلاق" لما حملته من تنازلات عن الثوابت اللبنانية... وأولى إلتزاماته بهذه التعهدات كانت "حرب الإلغاء الأولى" في 14 شباط 1989، والتي لم يكتف بها النظام السوري وطلب المزيد لأنه لم يتم القضاء على القوات اللبنانية كلياً- بعد أن إستوعبت قيادة القوات في حينه ما كان يُحضَّر للمناطق المحررة من خلال اللعب على هوس الجنرال بالسلطة مهما كان الثمن وإستغلال هذه الناحية فيه للقضاء على المقاومة اللبنانية. هذه الحرب التي أعلن بعدها الجنرال ما سمَّاه بـ "حرب التحرير" بعدما "لم يمش السوريون به رئيساً للجمهورية فوراً لحساباتهم الخاصة وعلاقاتهم مع أطراف عدة وصعوبة تسويقه بالسرعة التي كان يطلبها، دون أن يقطعوا معه نهائياً- كما قال خدام". حرب تبيَّن أنها كانت حرب تدمير لبنان نهائياً ومهَّدت لإحكام قبضة الوصاية السورية عليه إلى عقود قادمة.

 وتابع خدام يكشف كيف أن "التواصل والتعاون مع عون تكثـَّف لاحقاً"، بعد أن أدار فوهات مدافعه إثر خيبته في "حرب التحرير" بإتجاه المناطق المسيحية، وشنَّ حرب الإلغاء على آخر معاقل المقاومة في وجه الإحتلال السوري، مفصِّلاً كيف "سمحت القوات السورية بإنضمام كتائب من اللواء السابع في الجيش إلى عون وقامت بإمداده بالسلاح والقذائف والذخيرة والمواد التموينية والفيول والمشتقات النفطية". ويقول خدام صراحة ً أن "الهدف كان لأننا كنا نعرف من خلال دراستنا لطباعه وطموحاته أنه سيتابع ضرب القوات اللبنانية فيسهل تطبيق إتفاق الطائف كما يجب"- طبعاً يقصد التطبيق السوري للإتفاق ... كان النظام السوري يعرف أن القوات اللبنانية هي خط الدفاع الأخير المتبقي عن الوجود اللبناني الحر في مواجهة أطماعه، وبضربها وإضعافها تسقط المناطق الشرقية في قبضة الشام ويتحقق حلم حافظ الأسد التاريخي ويُستتبع لبنان...

 أبو جمرا يُسقط كذبة إمتدت على مدى عقود...

 نائب رئيس الحكومة العونية في أواخر الثمانينات من القرن الماضي اللواء عصام أبو جمرا، كشف أمراً لعله سيُحاسَب عليه من قبل جنراله، لأنه أسقط بالضربة القاضية كذباً ونفاقاً إمتد منذ إعلان عون "حرب التدمير والتهجير" حتى الأمس القريب، بأن القوات اللبنانية لم تشارك في "حرب التحرير" ولم تدعم الجيش اللبناني في حربه ضد السوريين، فضلاً عما تم تشييعه في أوساط العونيين من أن القوات كانت تتظاهر بأن مرابض مدفعيتها وبطاريات راجماتها تقصف المواقع السورية فيما كانت في الواقع تقصف مواقع الجيش وتتحجَّج لاحقاً بأن الأمر يحصل نتيجة أخطاء حسابية في الإحداثيات وبسبب التبدُّد الذي يحصل في سلاح المدفعية.

نعم منذ العام 1989وحتى الأمس القريب هذا ما كان المنافقون الكاذبون عديمو الضمير أقزام عون يزرعونه في صفوف جمهورهم، وإسمعوا ما قاله أبو جمرا بلسانه، قال: "الطرف اللبناني الوحيد الذي إلتحق ودعم ووقف مع الجيش اللبناني بكامل وأقصى قوته وطاقاته على كافة المستويات، كان القوات اللبنانية، فيما تخلـَّف باقي الأطراف اللبنانيين عن الثورة على السوريين في باقي المناطق اللبنانية كما كنا نتوقع"... هل تسمعون أيها العونيون؟ هل تقرأون؟ هل ستبقون على ضلالكم وغيِّكم وحقدكم بعد هذا الكلام، أم أنكم ستشهدون للحق وتعودون إلى ضمائركم قبل فوات الأوان وخراب لبنان في ما أنتم سائرون عليه بعدما تأكدتم أنكم كنتم مخدوعين؟... عسى ألا تصح مخاوفنا ونسمع في الأيام المقبلة أن اللواء أبو جمرا تلقى القصاص والعقاب على ما كشفه، فأسقط نفاقاً وكذباً فاجراً بُنيت عليه قاعدة شعبية وضُلـِّل جمهور فحُصدَت مغانم.

 حقائق ووقائع مذهلة كثيرة كشفها هذا الوثائقي القيِّم الذي أعدَّه الزميل نجم الهاشم، لا يتسع المكان لسردها كلها، إلا أنها تكشف كم أن "جنرال الكذبة" هذا لم يكن لبنان وشعبه يوماً قضيته الأساسية، ولا السيادة والإستقلال كانت تعني له شيئاً، وطبعاً لا المسيحيين ولا غيرهم، وأن همُّه الوحيد كان إرضاء طموحاته وهوسه بالسلطة أياً كانت الأثمان التي ندفعها كلبنانيين من حياتنا وأرزاقنا ومستقبل أبنائنا. ولمن لم يتسنَّ له مشاهدة هذا الوثائقي، ننصح بالإستحصال عليه لما فيه من حقائق تاريخية مدهشة...

 بقرادوني يؤكد... في معرض النفي

أيضاً وأيضاً، تفاصيل أخرى حول "صفقة العار" مع النظام الأمني السوري- اللبناني والتي عاد على أساسها "جنرال الخزي العار" إلى لبنان، كان رواها في فترة سابقة رئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني في مقابلة مع برنامج "نهاركم سعيد" من شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC.

 بقرادوني وفي معرض رده على سؤال لمقدم البرنامج الزميل وليد عبود، "نفى أن يكون هو من تولى إعداد التفاصيل النهائية للصفقة مع الرئيس لحود والسلطة السابقة"، وأنه فقط "تولى تهيئة الأرضية الداخلية لعودة عون مع الأطراف الداخليين في لبنان" من الأحزاب التابعة والدائرة في الفلك السوري. لم ينفِ دوره في الصفقة، نفى فقط وضعه التفاصيل النهائية، وقال: "إن الذي أتم الإتفاق حول عودة الجنرال مع السلطة كان النائب إميل إميل لحود والوزير يوسف سلامة وآخرين عبر زيارات ولقاءات متكررة مع عون في باريس"، حيث تم الإتفاق على طي صفحة ملفاته القضائية والأموال المتـَّهَم بإختلاسها إضافة ً إلى ملف تعويضاته العسكرية... وطبعاً التحالفات المستقبلية والإصطفافات المقبلة كانت "زهرة" الصفقة و "وجّ الصحارة". أليس هذا بالضبط ما تم لاحقاً، فأُقفلـَت الملفات وأُوقفت الملاحقات عن عون وأعوانه بسحر ساحر وبشحطة قلم؟ وما نشهده اليوم أليس نتيجة التحالفات الإنتخابية العلنية والمستترة والإتفاقات المبرمة مع النظام السوري الذي يبرِّئه عون من كل الجرائم لينتقل إلى التنكيل بالإستقلاليين السياديين الأحرار؟...

 كارلوس إده لا يصدِّق...

 عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده وعن المرحلة التي سبقت "صفقة العار"، يعود إلى فترة "لقاء البريستول" حين كان الشعب اللبناني يتوحَّد والتقارب على قدم وساق بين مختلف أطراف المعارضة في حينه، ولقاء البريستول- بمشاركة ممثل لعون- يتركَّز أكثر فأكثر ويُثبِّت نفسه لاعباً فاعلاً في السياسة اللبنانية في مواجهة السوريين ونظامهم في لبنان.

 يروي إده حادثة لم يتوقف عندها كثيراً في حينه، إلا أن الصورة باتت واضحة اليوم بالنسبة إليه. يقول: "كنا في أحد إجتماعات البريستول نناقش جدول الأعمال وأحد البنود يتعلق بإنسحاب الجيش السوري من لبنان. كانت هناك وجهتا نظر: واحدة تقول بأن تأتي الفقرة المتعلقة بهذا البند متماشية مع إتفاق الطائف فينسحب السوريون في مرحلة أولى إلى البقاع ومن ثم إلى خارج الأراضي اللبنانية كما ينص الطائف، وأخرى تقول بالإنسحاب الكامل فوراً من كامل الأراضي اللبنانية بعد إستنفاذ كل المهل الزمنية، وكان الجنرال عون يصرّ على الطرح الثاني، وخضنا نقاشاً قوياً مع حلفائنا على صوابية هذا الخيار الذي عدنا وإتفقنا عليه بالإجماع- أي الإنسحاب فوراً من كامل الأراضي".

 ويتابع إده: "خرجت من اللقاء ولم أتمالك نفسي وأسرعت بالإتصال بالعماد عون لأطلعه على ما حصل، وأننا إتخذنا القرار الذي كان يرتئيه والجميع وافقوا من دون إستثناء. ويضيف: فاجأتني ردة فعل الجنرال إذ أتت فاترة باردة، لم تكن بمدى الحدة والإصرار الذي كان عليه قبل النقاش وخلاله حين هدَّد بالإنسحاب من لقاء البريستول إن لم يؤخذ بوجهة نظره، أما وقد تم الأخذ بها بالكامل فلم يكن تعليقه على الموضوع بالمستوى المتوقع، وكأنه كان يراهن منذ ذلك الوقت على رفض الفرقاء المسلمين في لقاء البريستول لتصبح لديه حجة بالإنسحاب منه. لم نكن طبعاً وقتها نعلم بأن المفاوضات بين العماد عون والنظام الأمني السوري- اللبناني المشترك على قدم وساق وأنها قطعت شوطاً كبيراً".

 ويعود إده ليتذكر أنه كان "ذهب مرة يرافقه وائل أبو فاعور- النائب لاحقاً- إلى باريس للقاء الجنرال عون ليبحث معه الوضع في لبنان والتحضيرات للمرحلة المقبلة. قبل الدخول إلى اللقاء أثار أبو فاعور مع إده معلومات غير مؤكدة بدأت تتجمَّع عن إتصالات بعيداً عن الأضواء يقوم بها الجنرال مع السوريين ومع النظام في لبنان. رفض إده بحدة هذا الكلام متوجهاً إلى أبو فاعور بكلام شديد بما معناه أن هذا الكلام لا يجوز وسأعتبر أني لم أسمعه ولا تـُثره مرة جديدة".

 دخل الرجلان إلى اللقاء مع عون، وبعد السلام والكلام بدأ إده الحديث عن "ضرورة الإنطلاق بقوة وإنضمام العماد عون بشكل رسمي ونهائي إلى لقاء البريستول إستعداداً للمرحلة المقبلة، وتشكيل لوائح للمعارضة على مستوى كل لبنان للسير بقوة بورشة إنهاض البلد والتخلـُّص من كافة رواسب نظام الهيمنة. ويا لشدة هول ما سمعه العميد إده، أجاب عون بأنه لا يستطيع الآن الدخول بشكل علني إلى صفوف المعارضة لأن هناك مفاوضات قائمة بينه وبين السلطة في لبنان تتعلق بأمواله وتعويضاته المالية. ذُهل إده ولم يصدِّق ما سمعته أذناه، وعاد ليسأل الجنرال ما إذا كان سمع ما قاله بوضوح، فأعاد عون التأكيد على كلامه بأنه في هذه المرحلة هناك مفاوضات مالية مع الحكم القائم في لبنان ولا يستطيع الذهاب أكثر في إصطفافه".

 خرج الرجلان من بيت الجنرال في باريس، ليسارع أبو فاعور إلى القول: "ألم أقل لك يا عميد، يبدو أن المعلومات التي كانت شكوكاً أصبحت حقيقة؟ إده وكان لم يستفق بعد من هول ما سمعه من الجنرال شكَّك بقدراته اللغوية وبفهمه للغة العربية وقال لأبو فاعور بأنه عائد إلى عون لسؤاله من جديد فبالتأكيد هو لم يسمع أو لم يفهم جيداً، وعاد إلى عون ليسأله هل صحيح جنرال ما فهمته منك بأنك لا تستطيع الإنضمام بشكل رسمي وعلني إلى المعارضة لأن لديك مفاوضات مالية مع السلطة في لبنان؟ فأعاد عون تأكيد كلامه، هنا قال إده- ما معناه-: ولكن نحن الآن أمام معركة السيادة والحرية والإستقلال وهي على وشك التحقق، وأنت الآن بصدد قطف كل نضالك وتضحياتك طوال هذه السنوات، فكيف ذلك؟ لم يكن لدى عون جواب سوى جوابه السابق"... خرج إده وقد تأكد، ولكنه لم يستطع أن يصدِّق!!!

 خاتمة

 وبعد. إن أردنا المتابعة فقد لا تتسع الصفحات للوقائع والحقائق الدامغة على "عمالة"- نعم عمالة- هذا "العار" على لبنان وشعبه. نعم إنه عميل، فلا يمكن أن نضع ما إرتكبه هذا "المجرم" بحق لبنان وشعبه منذ ثمانينات القرن العشرين في خانة الخطأ غير المقصود أو سوء التقدير، وهو صاحب مقولة "إن التقصير والخطأ الجسيم يقرب إلى أن يكون جريمة". "من فمه ندينه"، إنه عميل.

 نستطيع أن نكتب ساعات وساعات، فسجله الأسود لا ينضب. ولكن ألا يكفي ما أوردناه لكي يعيد من لا يزال من اللبنانيين مخدوعاً بهذا "الجنرال الكذبة" حساباته؟ ألا تكفي هذه الحقائق لكي يزيلوا الغشاوة عن بصائرهم وبصيرتهم ليروا نور الحقيقة الساطع؟ على ماذا لا زالوا يراهنون؟ هل على إنتصارات واهمة؟ ألم يراجعوا تاريخه المشبع بالهزائم والخسائر الواحدة تلو الأخرى؟ ألم يكتفوا مما دفعه الوطن واللبنانيون من دماء وتضحيات وخراب ودمار؟ هل يمكن بعد ما تقدَّم أن نضع كل ذلك في خانة الخطأ؟ أم أنهم ترى لا زالوا يراهنون على صحوة ضمير لديه وبقايا إنسانية فيه؟ رهانهم على سراب، فليتهم يوفـِّرون على أنفسهم وعلينا جميعاً وليرزلوه اليوم قبل الغد...

 دمَّر وطناً بكامله. قتل شعباً وحطـَّم أجيالاً شرَّ تحطيم. تسبَّب بالجراح والإعاقات لعشرات الآلاف والهجرة لمئات الآلاف عبر حروب لا تنتهي. أهدر مئات السنين المزروعة بقوافل شهداء المقاومة اللبنانية وبالتضحيات والبطولات والدماء والدموع وشظف العيش، في سبيل أن نبقى أحراراً ويبقى لبنان أرضاً مقدسة مصانة محروسة بسواعد أبطالها من كل رجس غريب. وكل ذلك في سبيل ماذا؟ في سبيل هذه الأنا المريضة وهذا الهوس والشبق المجنون إلى أن يكون رئيساً على كرسي أفرغه من أي مضمون.

 ولا يزال هذا "العميل" يتابع اليوم على نفس النهج. يعرقل ويعطـِّل ويزرع العوائق أمام إعادة بناء الدولة والمؤسسات، بدءاً من ملء الموقع اللبناني والمسيحي والماروني الأول بإنتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، إلى باقي المؤسسات. يغطي سلاح "دويلة حزب الله" على حساب سلاح الجيش وقوى الأمن- سلاح الدولة، هو الذي شنَّ حرباً لإلغاء أبطال المقاومة اللبنانية- الذين قدَّموا آلاف الشهداء دفاعاً عن حرية لبنان وإستقلاله وكرامة شعبه يوم تخلـَّى هو عن واجبه، محرِّضاً الأخ على أخيه والإبن على أبيه والقريب على قريبه والجار على جاره، ومقسِّماً المجتمع الواحد زارعاً الحقد والبغض والكراهية بين أبنائه- شنَّ "حرب الإلغاء" تحت شعار: "تريدون الدولة أم الدويلة؟" نعم هذا كان شعاره، أما اليوم ومع "المال الطاهر" و "البترو- دولار النظيف" فلتحيا "دويلة الولي الفقيه الشمولية" ولتسقط الدولة اللبنانية دولة التنوع والتعدد والإنفتاح والحضارة والليبرالية والديموقراطية والحرية.

 لا يزال حتى الساعة على ما كانه منذ أن أن أطلَّ علينا يتوعَّدنا بالمصير الأسود إياه، بالحروب والدماء والآلام والتضحيات والحرق والتكسير وقطع الطرقات وإحتلال الساحات، مؤمِّناً الغطاء لـ "حليفه الإلهي" وزميله في جنون العظمة في حروبه على العالم، والويل لنا إن لم ننصع ونجعله رئيساً، وإلا فلتخرب البصرة ولتـُحرق روما :إما أنا أو لا أحد ومن بعدي الطوفان...

 هل نتابع؟ هل بقي ما يقال؟ بقي الكثير الكثير بعدد عذاباتنا وآلامنا وأوجاعنا وجروحاتنا النازفة منذ أن إبتـُلينا بهذا "العميل".  ولكن يكفي ما سبق ليتأكد من كان بعد على ضلال إذا كان يبحث عن الحقيقة. ويكفي أصحاب الضمائر الحية وكل من يحب لبنان فعلاً وشعبه الطيب الأبي، يكفيهم ما ذكرناه من حقائق ووقائع كي يعودوا إلى ذواتهم الأصيلة ويطلبوا المغفرة والسماح عن كل إساءة إرتكبوها بحق اللبنانيين، الشهداء والأحياء، حين ساهموا عن قصد أو غير قصد بما أصاب ويصيب وطننا بفعل تبعيتهم لهذا "الكذبة"، وأن يعودوا إلى مسيرة الحرية والإستقلال والكرامة الوطنية مبشِّرين بالحق.

 عسى أن نكون أسهمنا في إنارة بعض العقول بإضاءتنا على صفحات من تاريخ "جنرال العار" وما جرَّه- ولا يزال- على لبنان واللبنانيين من ويلات، فتتوقف مسيرة التراجع والتخلف قبل فوات الأوان وسقوط الهيكل، ولا نتحسَّر مع الشاعر الذي قال يوماً: "قد أسمعتَ لو ناديتَ حياً / ولكن لا حياة لمن تنادي.

 عذراً من القراء الأعزاء على الإطالة. وأعتقد أنه يكفي إلى هنا- حتى الساعة- لمن يريد أن يبصر ويسمع ويقرأ ويفهم. أما إذا كان البعض ممن سيقرأون سوف يستمرون على ضلالهم وكراهيتهم، رغم إنكشاف الحقيقة أمامهم وإقتناعهم بصدق ما ورد، إلا أنهم سينكرون الحق لا لشيء إنما فقط لمجرد الحقد والنكاية، فلهؤلاء لن نزيد بل نكتفي بالقول أيضاً مع الشاعر: "ليس ينفعُ في الإفهام شيءٌ / إذا كان النهارُ يحتاج إلى دليل".

شمس الحق ساطعة ونورها يضيء على كل العالمين، فعسى أن يحل نور الحق في قلوب الضالين... آمين.

 للتواصل مع يوسف الخوري: youssef.khoury@lebanese-forces.com

 

جعجع رعى إطلاق مشروع شبكة العيادات الطبية في المناطق: ما زلنا نعلق آمالا ولو ضئيلة على المبادرة العربية

وفي حال فشلت سنطرح البدائل لمواجهة الفريق الآخر

وطنية - 29/2/2008 (سياسة) أطلق قطاع رجال الأعمال في "القوات اللبنانية" بالتعاون مع مؤسسة التعاضد الصحي وقطاع المهن الطبية في الحزب، مشروع شبكة عيادات طبية متعددة الاختصاصات "Cedars Network Clinics" في المناطق اللبنانية كافة برعاية رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

واقيم حفل كوكتيل في معراب، حضره ممثل الرابطة المارونية الدكتور عبدو جرجس، نقيب الصيادلة صالح دبيبو، رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الأشقر، محافظ بيروت السابق نقولا سابا ومدراء مستشفيات: سيدة لبنان، الحياة، معربس، سرحال، باستور، وهارون وحشد من الاطباء ومسؤولو المناطق والقطاعات في القوات اللبنانية.

استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد "القوات اللبنانية"، تلاهما كلمة ترحيبية لمسؤول قطاع الاعمال في "القوات" الدكتور جورج مفرج قال فيها: "ليس صدفة ان نلتقي اليوم هنا في هذه الظروف العصيبة الا لنؤكد مرة جديدة اننا متمسكون بثوابتنا، مصرون على ثقافة الحياة لا بل مصممون على بناء لبنان، لبنان الحضارة، لبنان الرقي، لبنان الكلمة والانسان".

أضاف: "لقد وضع قطاع رجال الاعمال في القوات اللبنانية اولوية انجاز المراكز الطبية لتكون في خدمة أهلنا وأبنائنا، لأجل بناء مجتمع متماسك تكون صحته وعافيته في طليعة اهتماماتنا".

جعجع

ثم ألقى رئيس الهيئة التنفيذية كلمة أشاد فيها بمشروع انشاء عيادات متعددة الاختصاصات في كل المناطق اللبنانية، معتبرا انه يشكل احد المدلولات التي تشير الى "اننا سنربح معركتنا الوطنية في نهاية المطاف لأن الشعب الذي يسهر على مصالحه كما يجب وفي العمق كما في الظاهر مهيء له ان ينتصر في الأخير".

وقال جعجع: "اننا اليوم في صدد مواجهة كبيرة جدا يمكن للبعض ان لا يرى بعض معالمها"، مجددا التأكيد على ان حقيقة المشكلة ليست "وزير بالزائد او وزير بالناقص"، مذكرا بما عرض على "القوات اللبنانية" في الحقبات الماضية من مكاسب عدة وحصص وزارية "ولكن لم تعن لنا شيئا في اي وقت من الاوقات"، مستشهدا بما قاله النقيب عصام كرم في احدى المحاكمات "المفبركة" حيث تساءل: هل القوات اللبنانية عليها ان تكون "إما في الوزارة وإما في النظارة؟ أليس هناك مكان بين الاثنين؟" معتبرا ذلك "خير دليل على ان الحصص في الحكومات ومجلس النواب ليست "بيت القصيد بالنسبة لنا"، فبيت القصيد هو المواجهة الحاصلة بين مشروعين كبيرين: الأول مشروع 14 آذار المرتكز على قيام دولة فعلية في لبنان تكون اولوياتها مصالح شعبها, فيما نرى لبنان في المشروع الآخر مختلف تماما عما نريده فهو فيه ليس سوى جزء من كل، اي ليس كيانا قائما بحد ذاته بل هو كناية عن جزء صغير في لعبة كبيرة وتكمن اهميته لهم انه يشكل محطة اضافية في اطار مواجهتهم الكبيرة التي يخوضونها على اكثر من صعيد وفي اكثر من مكان ومع اكثر من عدو ويحملون تبعاتها للشعب اللبناني". وقال: "ان احترامنا لكافة الأفرقاء السياسيين لا يمنعنا من ان نعرض مشاريعهم السياسية على حقيقتها وكما هي".

تابع جعجع: "ان الاختلاف كبير بين المشروعين ,الاول يكون فيه الشعب اللبناني اولوية والآخر الشعب اللبناني فيه ليس اولوية، وعندما يصل الفرق والاختلاف بين المشاريع السياسية الى هذا الحد فلا يجب ان نستغرب ان تذهب المواجهة الى المستوى الذي وصلت اليه في الوقت الحاضر".

وكشف "ان الفريق الآخر وفي سياق هذه المواجهة يلجأ الى تكتيك غير اخلاقي في السياسة يتمثل التعطيل والضغط على الناس نفسيا، اعلاميا، اقتصاديا، اجتماعيا وثقافيا"، رابطا ذلك "بأهمية المشروع الاجتماعي والانساني الذي نطلقه اليوم".

ولفت الى ان هكذا مشاريع "ليست من مهامنا لا كحزب قوات لبنانية بشكل خاص ولا كقوى 14 آذار بشكل عام، فنحن لسنا دولة ولا جمعيات خيرية"، موضحا انه يجب ان "نعمل للانسان ولخدمته عبر الدولة" او من خلال المؤسسات الاجتماعية كما هو معروف في كل دول العالم". وأكد "ان سبب اهتمام القوات اللبنانية بالخدمات الصحية في هذه المرحلة يكمن في مواجهة الفريق الآخر الذي يعمل على تعطيل الدولة من جهة ومحاولة تعطيل حياة المواطن من جهة اخرى"، لافتا "الى ان الاهتمام بالمواطن في الوقت الحاضر يأتي في السياق الطبيعي للمواجهة السياسية التي نخوضها ولكن باتجاه معاكس لتكتيكهم اي باتجاه تسهيل امور المواطن لا تعطيلها".

وأشار جعجع الى "ان مشروع انشاء سلسلة عيادات في مناطق مختلفة ومتعددة الاختصاصات يتطلب جهدا كبيرا وليس بالأمر السهل أبدا "وهو بالنسبة إلينا مغامرة شاقة ولكن ضرورية لانه يعتبر احدى ادوات المواجهة في الصراع القائم"، معلنا انه "مقابل محاولات التهديم التي يرتكبونها سنحاول ان نبني".

واعتبر ان "ثورة الارز هي نقطة تحول في تاريخ لبنان وهي تتعرض كل يوم لهجوم مضاد, فتارة عبر الحكومة والانتخابات الرئاسية واخرى عبر المحكمة الدولية"، مؤكدا "ان المعركة محتدمة جدا على صعيد المنطقة ككل، فعلى الصعيد المحلي هناك معركة المحكمة الدولية التي اصبحت واقعا ملموسا وستبدأ عملها في حزيران ومن المنتظر ان يكون هناك قرار ظني سترد فيه التسميات التي ستوضح الامور، لذلك هناك جهود سورية كبيرة لإيقاف تقدم المحكمة الدولية وهي اما عبر تعطيل الشرعية اللبنانية كما نلمسه الآن, او عبر عقد صفقة معينة مع قوة خارجية الأمر الذي فشلت في تحقيقه لأن الدول الداعمة للمحكمة الدولية رفضت, و بالاضافة الى المحكمة الدولية, هناك الانتخابات الرئاسية ونحن ما زلنا نعلق آمالا ولو ضئيلة على المبادرة العربية وفي حال فشلت سنطرح البدائل لمواجهة الفريق الآخر".

 

سينغ: لا معلومات ل"اليونيفيل" عن المدمرة "كول" سوى مااعلن في وسائل الاعلام

السلطة على المياه الاقليمية تعود الى لبنان ومسؤوليتنا محددة وفق مهمتنا

وطنية - 29/2/2008 (سياسة) نفى مسؤول المكتب الاعلامي لقوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب ميراج سينغ امتلاك "اليونيفيل" اي معلومات حول مسألة وصول المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" قبالة الشواطىء اللبنانية، وقال: "ما تعرفه "اليونيفيل" هو ما تم اعلانه في وسائل الاعلام وانها لم تبلغ بهذا الانتشار وهو لم يكن منسقا معها باي شكل من الاشكال". واشار الى "ان عملية القوة البحرية التابعة لليونيفيل مستمرة دون انقطاع بتنسيق وثيق مع البحرية اللبنانية", وقال: "ان السلطة على المياه الاقليمية اللبنانية تعود الى لبنان". اضاف: "ان القوة البحرية التابعة "لليونيفيل" منتشرة بناء على طلب من الحكومة اللبنانية ووفقا للسلطة المعطاة لها من قبل قرار مجلس الامن 1701". ورأى ان "انتشار القوة البحرية "لليونيفيل" محددة في منطقة بحرية مع ولاية محددة ايضا نقلت بمساعدة البحرية اللبنانية لفرض سيطرتها على المياه الاقليمية اللبنانية من اجل منع دخول اي اسلحة او مواد غير مرخص لها عبر البحر الى لبنان".

وختم مشيرا الى ان "مسؤولية القوة البحرية التابعة ل"اليونيفيل" محصورة في منطقة العمليات البحرية ومحددة وفق مهمة القوة البحرية واي نشاط خارج هذه المنطقة ليست في مجال القوة البحرية ومهمتها".

 

الوزيرالعريضي في حديث الى "القبس":الافق مسدود امام من يريدون السيطرة الا اذا كنا امام لبنان آخر تسقط فيه الصيغة وعندها تكون كارثة الكوارث

وطنية - 29/2/2008 (سياسة) أكد وزير الاعلام الاستاذ غازي العريضي انه "لا يجوز ان

يبقى لبنان موقعا لتصفية الحسابات وآن الأوان للخروج من هذه الدوامة". ولفت الى ان "الأفق مسدود امام من يريدون السيطرة الا اذا كنا امام لبنان آخر تسقط فيه الصيغة وهذ كارثة الكوارث". ورأى ان "ابرز اهداف ما يجري من نزاعات وخلافات ومنع انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة، هو لاعادة تركيب السلطة في لبنان اي الصيغة، وهذا خطأ تاريخي". ولاحظ ان "المعارضة ووراءها سوريا لا تريدان الحل في لبنان". واشار الى ان "كلام (النائب) العماد ميشال عون جعلني أتوجس واعادني بالذاكرة الى كل هذه التحليلات عندما حذر من تطيير الانتخابات النيابية". واكد انه "لا يمكنهم ان يأخذوا البلد الى حيث يشاؤون ثم يحملوننا المسؤولية".

مواقف الوزير العريضي جاءت في حديث الى جريدة "القبس" الكويتية ينشر غدا، هذه وقائعه:

سئل: حرب ما في غضون شهرين او الاشهر الثلاثة المقبلة تقلب الخريطة السياسية اللبنانية رأسا على عقب ولمصلحة قوى 14 اذار/مارس، حتى المعارضة تتوجس من هذه النقطة، فماذا تعلم عن ذلك؟

اجاب: "أولا عن أي حرب تتحدث؟ ومن سيفتعلها؟ هل هذه الحرب ستكون لمصلحة 14 آذار/مارس؟ دمار لبنان لمصلحة 14 آذار؟ هل التفاوض السوري-الاسرائيلي هو لمصلحة 14 آذار؟ في حرب تموز/يوليو ألم يكن السوري يتفاوض مع الاسرائيلي في ظل الحرب؟ أكان ذلك لمصلحة المقاومة أم لمصلحة 14 آذار؟ انا أعنى بلبنان كله ولا اتصرف بشكل فئوي، لكن لا استطيع ان اقبل بمثل هذه الاحكام المسبقة التي تطلق وكأن ثمة من يمتلك حقا الهيا باتهام الناس او بتبرئتها.

وهذا احد اسباب الانقسام السياسي الخطير الذي اذا ما استمر يهدد كل وحدتنا الوطنية والمقاومة وانجازاتها لان نجاح المقاومة نابع من عناصر عدة أساسها لا شك الارادة في المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي مدى عقود من أيام الحركة الوطنية وصولا الى المقاومة الاسلامية. هؤلاء ابطال وشرفاء سواء أكانوا شهداء ام جرحى ام معوقين هم مناضلون ونعتز بهم، ولكن الى جانب سبب الارادة هناك طبيعة النظام السياسي في لبنان، هذا التنوع هو الذي حمى المقاومة والا لكان قرارا محصورا بالأنظمة. ونحن نعلم كيف تتصرف كل الانظمة في هذه الاحوال. حماية وخلفية المقاومة الاساسية كانت الوحدة الوطنية اللبنانية. هل تربح المقاومة اذا كان ثمة انقسام في لبنان؟ أي انقسام في أي مكان هو في النهاية لمصلحة اسرائيل".

تركيب السيناريوهات

كسياسي وكوزير اعلام هل تعتقد بوجود احتمال لاندلاع حرب ما؟

اجاب: "اولا الذين يطلقون هذه الاحكام يتصرفون على اساس ان الحرب آتية، اسرائيل ستفتعلها وهي ستنتصر لذلك ستربح حركة 14 آذار؟.

انا كنت اول القائلين ان اسرائيل سقطت في حرب تموز/يوليو 2006 ولا ازال اقول ذلك، ولا يجوز تركيب تلك هذه السيناريوهات واتهام الناس".

ازالة اسرائيل

سئل يعني هذا انكم لن تطعنوا "حزب الله" في الظهر؟ من خلال احداث داخلية او اضطرابات؟

اجاب: "هناك خوف لدى بعض 14 آذار من الذين تدربهم المقاومة تحت عنوان افواج المقاومة هم الذين يصفون حسابات في الداخل، وهذا الامر يشير اليه بعض اصحاب المجموعات التي يتم تدريبها علنا. كل هذا ضد لبنان. وأنا هنا أود ان الفت الى انه في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، قبل دخول القرار 1701 حيز التنفيذ وكانت الحكومة مكتملة العدد وانا الى طاولة مجلس الوزراء قلت: "لقد انتصرنا، لكن الآن بدأت مسيرة الجهاد الاكبر، وهو ان نعرف كيف نحافظ على الانتصار، وكيف نثمر الانتصار لا ان نذهب وندمر الانتصار، انطلاقا من ان اسرائيل دولة صاحبة اختصاص في تحويل هزائمها الى انتصارات وتفريغ انتصارات الاخرين من مضمونها، لذلك ادارة المعركة في المرحلة المقبلة تساوي بأهميتها القضية التي نناصل من اجلها.

اذا كانت القضية ناجحة وادارتها خطأ نخسر، واذا كانت القضية خاسرة وادارتها جيدة نربح. للأسف، كل ما جرى بعد هذه الحرب، بالادارة السورية واللبنانية في المعارضة، اساء الى المقاومة والى الانتصار وانجاز المقاومة. لقد انقسم البلد واهتزت الوحدة الوطنية. حذرت من هذا الامر، لكن للأسف حصل.

واذا ما اجرينا مقارنة نجد ان في اسرائيل الحكومة مأزومة، الجيش مهزوم المجتمع الاسرائيلي يعاني كل انواع الاهتزازات: اهتزاز ثقة بالمؤسسة وبالصورة التي لا تقهر. اهتزاز على مستوى القدرة في تحقيق الانتصار، تشكيك في الجيش، وقلت حينها اسرائيل أول مرة تواجه أزمة وجود، ماذا نفعل؟

وكان يقابل ذلك في لبنان: مجتمع موحد، متماسك، مقاومة منتصرة، حكومة متماسكة وقراراتها بالاجماع بإدارة جيدة على المستوى الدولي والعربي المحلي، جيش لبناني مجددا بعد 30 عاما وباجماع الى الجنوب اجماع ومطالبة بارساله الى الجنوب هل يفرط بهذه العناصر؟ للأسف، فرطوا بكل هذا بسبب سوء الادارة والاحكام المسبقة.

واضاف: "بعد ساعات من وقف الحرب، أسمعنا الرئيس السوري كلاما عن "أنصاف الرجال" على المستوى العربي وفي الداخل "هذا منتج اسرائيلي- اميركي"، وكرت السبحة بالاتهامات.

والآن تذهب مخيلتهم الى القول اننا في انتظار حرب اسرائيلية. هل المطلوب خراب البلد ودماره وقتل ابنائنا وتخريب اقتصادنا، فقط من اجل ممارسة سياسة الهروب الى الامام تجنبا للتسوية في الداخل بعد كل مسلسل الاغتيال والارهاب والدمار الذي حصل؟

ثانيا ثمة فريق قد يكون مخطئا او صائبا، لكن لا يستطيع احد ان يصادر حق أحد في التعبير عن رأيه او هواجسه. هذا لا يجوز.

لقد قال السيد حسن نصر الله بازالة اسرائيل، في المقابل دعا الرئيس الايراني محود احمدي نجاد منذ اشهر الى ازالة اسرائيل، ولكن هل استمر في موقفه؟

بعدها بأيام قال عدد من مستشاريه انه لم يقل ذلك بل كان ذلك "فبركة" وسائل اعلام غربية.

واذا قارنا بين الشخصين نجد ان موقع الرئيس نجاد اكبر من موقع السيد ناهيك بدور ايران ونفوذها وهو اهم من كل لبنان، ومن الدول العربية مجتمعة.

الرئيس نجاد تراجع والسيد قدم توضيحا، ولكن بين الامرين ألم نسمع قائد الحرس الثوري الايراني (محمد علي جعفري) يقول في رسالة الى"حزب الله" ستدمر اسرائيل على ايدي حزب الله".

مصطلح ام رؤية

سئل: هل هي أزمة مصطلح او ازمة رؤية؟

اجاب: "الازمة ازمة رؤية، لقد كنت قبل "حزب الله" ضد اسرائيل واميركا ولم ابدل، ومهما امتلك الحزب من قوة لا يستطيع بتصريح ان يحرمك انتماءك واقتناعك وتربيتك.

والسؤال: كيف يقولون انهم ذاهبون الى الحرب ويتهمون الاكثرية بالتخطيط لهذه الحرب والافادة منها. الا يحق للأكثرية ان تخاف وان تسألهم الى اين انتم ذاهبون بالبلد.

أليس العنوان هو الشراكة؟ الا يحق للأكثرية ان تشارك في مصيرها؟ هم يحرموننا حق النقاش، ويقولون نريد ان نعرف من هو قائد الجيش الجديد؟ وهذا تفصيل مقارنة بمصير البلد. ولنفترض ان فريقا طرح اعتماد السياسة السورية في التعاطي مع اسرائيل حيث لا عمليات لتحرير الجولان مدى عقود من الزمن. فالسلام هو خيار استراتيجي وفي هذه الحال يتهم القائل بانه اسرائيلي واميركي وخائن ولا يريد المقاومة! اما اذا اعتمدت هذه السياسة ومورست في سوريا فهي دولة الممانعة والمقاومة والصمود والعروبة!

ما يحدث الان هو جزء من سياق بدأ في الستينات وما زال السياق نفسه، تغيرت الوجوه والسياق ذاته

لقد مررنا بمحطات، وأود ان اسأل من رفع شعار ممنوع العودة الى 1982 لأن الجنوب اللبناني لا يحتمل أليسوا ذاتهم الذين يتكلمون على الموضوع الفلسطيني بعدها أتى اتفاق الطائف واصبحنا امام دستور جديد، ثم المصالحة، ثم حرب تموز 2006. كل هذه الامور نتركها ونعود الى عام 1950".

الحلحلة

سئل: في ضوء ما قلت، كيف تتصور الوضع اللبناني اذا لم تحدث حلحلة وفي حال لم تحصل حلحلة على المستوى الدولي والاقليمي؟

اجاب: "كيف تتحقق الحلحلة؟ هل بابقاء لبنان رهينة وساحة صراع لتصفية كل الحسابات الاقليمية والدولية، وبالتالي أي لبناني يتألم يكون عميلا وخائنا؟

قد نذهب او لا نذهب الى الخيار العسكري ونكون معا، فالحرب الاخيرة انطلقت بعدما عقدنا جلسة (هيئة الحوار) واحدة حول مناقشة الاستراتيجية الدفاعية.

في الصيف الماضي وقبل اطلاق الرئيس نبيه بري مبادرته، رفعت شخصيا عشرات المرات شعار الحوار السياسي ومنذ تاريخ 11/11/2006، ولا ازال مقتنعا بانه ليس هناك مخرج للأزمة اللبنانية الا باتفاق سياسي يشكل المعبر الى الرئاسة والحكومة وبناء المؤسسات، وهذا يكون بين القوى السياسية في لبنان كفريقين مختلفين الجواب كان "ان الحوار مضيعة للوقت".

لقد بقيت لدينا مناقشة موضوع الاستراتيجية الدفاعية فما كان من الشيخ نعيم قاسم ان قال" انقعوها واشربوا ماءه". وهذا اعلان بانه ليس لنا رأي في كل مصير البلد".

النائب جنبلاط وسوريا

سئل: عشت شخصيا تجربة العلاقات اللبنانية - السورية بكل تفاصيلها وخلفياتها وانت تعلم مدى انعكاس هذه العلاقات على الساحة الداخلية اللبنانية، لماذا اذا ذلك الهجوم المنقطع النظير من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيم الطائفة الدرزية (النائب وليد جنبلاط) على القيادة السورية؟ وبعبارات تنسف كل الجسور؟

أجاب: "لا يتحمل وليد جنبلاط مسؤولية نسف الجسور التي بدأت بفرض سوريا قرار التمديد للرئيس اميل لحود، اما ان تقبل او يخربوا البلد من دون الاستماع الى رأي اهل البلد باصرار وعناد ارادوا ذلك والا التهديد بتخريب البلد".

سئل: أليس نحن من اعطيناهم "صلاحية" فعل ذلك.

اجاب: "في تفرة معينة هذا الكلام صحيح على مستوى كل اللبنانيين، لكن هذا لا يعني ان الامور تبقى جامدة وما تم المطالبة به تحديدا بالنسبة الى وليد جنبلاط لم يكن يشكل لا انقلابا ولا خروجا عن المصالح الاستراتيجية السورية في لبنان، وحتى هذه اللحظة نقول بمصالح سورية في لبنان. هذه من حقائق التاريخ والجغرافيا، لكن عندما تصل الامور الى حد التدخل في الشؤون الداخلية الصغيرة والكبيرة الى حد انهاء البلد فلا بد من الوقوف في وجه ذلك.

عندما تطرح امور من داخل اتفاق الطائف فهذا ليس قطعا للجسور بل يمثل منتهى الحرص على متانة الجسور بين البلدين وعدم تعرضها لاهتزازات، لان الامور وصلت الى مرحلة لا يمكن الاستمرار فيها لا سيما بعد تحرير الارض عام 2000 من اسرائيل، وبالتالي اصبحنا امام مرحلة جديدة.

لا يمكننا اتهام وليد جنبلاط انه اراد الانقلاب. بدأ آنذاك مسلسل الاغتيالات مستهدفا ابرز شخصية في تاريخ لبنان والعالم العربي: الرئيس رفيق الحريري، مع استمرار هذا المسلسل الذي طاول رموزا سياسية وفكرية وثقافية واعلامية من فريق واحد.

ثم كانت الحرب على المحكمة الدولية ثم اتهام هذا الفريق بانه اميركي واسرائيلي.

وليد جنبلاط هو انسان سياسي يرتكب اخطاء مثل كل السياسيين، لكن لا يمكن تحميله مسؤولية ما يجري في البلد وهو احد ابرز المستهدفين بمسلسل الاغتيال".

سئل: لنقل ان تسوية العلاقات مع سوريا هي بين الصعب والمستحيل؟

اجاب: "نحن نتحدث عن دولتين ولقد قلنا ان مرشحينا لرئاسة الجمهورية هما: (النائب السابق) نسيب لحود و(النائب) بطرس حرب. فاذا انتخب احدهما فسيتصرف كرئيس جمهورية لبنان ويبدأ بفتح ملف العلاقات اللبنانية-السورية من دون شك.

وفي الواقع، لا رئيس جمهورية موجود، والحكومة مستهدفة، المجلس نيابي معطل من يبني علاقة مع من؟ يقولون الحكومة غير شرعية ثم يستقبلون رمزا من رموزها اي وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي، كيف حصل ذلك؟".

قيل له: الامر الواقع،اجاب: "اذا كان كذلك فلماذا لا نعترف بهذه الحكومة ونخفف الاضرار، ونطور العلاقات. الوزير الصفدي هو من كان يعالج المشكلة التي نتجت من اغلاق الحدود، هو من الاكثرية التي سميت "المنتج الاسرائيلي".

ساعة نشاء الانسان وطني وشريف وساعة نشاء العكس. هذا لا يجوز".

العلاقات والتصريحات

سئل: لكن هناك قيادات مركزية في البلد، وليد جنبلاط لا يمكن مقارنته بشخص آخر؟

أجاب: "أنا اتحدث عن مبدأ، النظرة الى الحكومة اللبنانية مرتبطة بالنظرة الى وليد جنبلاط، وهل تتوقف العلاقات بين البلدين اذا ما اطلق زعيم سياسي تصريحا من هنا أو تصريحا من هناك؟

أعطيك مثل آخر: كيف عالج وزير الاتصالات مروان حماده مشكلة شبكة الاتصالات في الشمال والبقاع؟ ارسل وفدا الى سوريا واستقبلت الوفد وزارة الاتصالات السورية. في المبدأ، لا استطيع ان اقول ان الحكومة غير شرعية ثم اتعاطى بأسلوب المفرق.

في المقابل، عندما خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتوضيح العلاقات الفرنسية- السورية ومدى التدهور الذي وصلت اليه، أعلن عن اتفاق مع الفرنسيين على خروج هادىء للرئيس اميل لحود من بعبدا وبقاء حكومة السنيورة.

والسؤال: كيف يتفقون مع فرنسا على ابقاء الحكومة غير الشرعية، فقط لان هناك مصلحة سياسية؟هل هي شرعية عندما ترضى وتقوم بعملية بيع وشراء وليست شرعية وخائنة وعملية ساعة تشاء؟ من هنا اذا كانت شرعية فلماذا لا يتعاملون معها؟".

انتخابات 2009

سئل: لبنانيون كثيرون باتوا على اقتناع بان الأزمة لن تتوقف عند حدود عدم انتخاب رئيس للجمهورية، بل ان الانتخابات النيابية عام 2009 مهددة ايضا. اتصور، بل يمكنني ان اجزم انكم على بينة كاملة من ذلك، فكيف ستواجه قوى 14 آذار هذا الوضع؟

اجاب: "أعترف امامك بكل صراحة بانني كنت اسمع هذا الكلام عن نية المعارضة وسوريا عدم الدخول في حل حتى الانتخابات النيابية، او ما بعد تلك الانتخابات، ولم اكن مقتنعا بهذه الفكرة. اما اليوم فكلام العماد ميشال عون جعلني اتوجس واعادني بالذاكرة الى كل هذه التحليلات عندما حذر من تطيير الانتخابات النيابية. وهذا الكلام اثار قلقي لكونه يعني امرين اساسيين.

1 - اذا كان هذا حقيقة وفي سياق مشروع، فهو يؤكد ان المعارضة ووراءها سوريا لا تريدان الحل في لبنان. ولذلك اجهضتا ثلاث مرات القرار العربي: الاول عندما جاء الامين العام للجامعة العربية الى بيروت مع وزراء السعودية وقطر ومصر وتونس حيث تم الكلام على ضبط الحدود ودعم الحكومة اللبنانية ومنع ادخال السلاح، حينها انتظر موسى 7 ساعات قبل اعطائه جوابا وغادر منفعلا.

اما القرار الثاني فكان في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب واطلاق ما سمي المبادرة العربية وبعد ذلك النص الثاني من المبادرة الذي آل الى الفشل ايضا.

واذا اخذنا هذا الامر من باب الحقائق فهذا يفسر ما جرى، واذا اخذناه من باب الاحتمالات فهو يفسر حق الاكثرية في طرح اسئلة عن اسباب ما جرى. في الحالين، لا يستطيع احد ان يتهم الاكثرية بالعرقلة فكيف عندما نصبح امام واقع؟".

ادارة الازمة

سئل: هل وصلنا الى النقطة التي اصبح معها الوضع هكذا: التفاهم على ادارة الازمة؟

اجاب: هذا موضوع خطير لان ادارة الازمة كانت تحتاج الى رئيس الجمهورية. واليوم هو غير موجود والمجلس النيابي معطل، من يدير الازمة؟ صاحب الازمة؟".

سئل: هل لها صاحب واحد؟

اجاب: "من حيث المبدأ يستفيد منها كثيرون".

"ثورة الارز"

سئل: أكاديميا "ثورة الارز" مصطلح فضفاض وغير واقعي وغير منطقي، أليس كذلك؟ عادة الثورة تكون لها استراتيجية غير الخروج السوري الذي انقضى عليه ثلاث سنوات، والنائب وليد جنبلاط دعا اكثر من مرة الى وضع هذه الاستراتيجية من دون طائل.

أي ثورة بعد كل هذه المراوحة؟ ثم ألا ترون انه حان الوقت لبعض الواقعية؟

أجاب: "لنعتبر ان الشعار يعبر عن حلم والحلم مشروع وضروري في السياسة قد ينجح وقد لا ينجح، والانسان حتى آخر لحظة من عمره يبقى يحلم. وفي الممارسة انا من القائلين دائما بضرورة مراجعة مسيرة هذه الحركة الكبرى التي خاضت تجربة لم تخضها أي حركة مماثلة في اي دولة في العالم ومن دون مبالغة.

الحركة محكومة بالقتل واحكام القتل تنفذ، وهي في السلطة وهو امر لا سابق له. ومع ذلك تصمد وتستمر ويلتف الناس حولها، كما شهدنا في يوم 14 شباط/ فبراير.

هل هذا يعني ان هذه الحركة لم تخطىء؟ بل اخطأت في محطات كثيرة واخفقت في محطات اخرى، لذلك لا بد من تقويم هذه الحركة لا سيما السلبيات التي واجهتها".

أزمة سلطة، أزمة دولة؟

سئل: هذا الذي يحصل الآن ازمة سلطة أم ازمة دولة يقتضي معها اعادة النظر بالصيغة اللبنانية التي قامت فلسفيا على مبدأ التسوية المفتوحة؟

اجاب: "هذا السؤال بكل كلماته يختصر تاريخ لبنان بأزماته وآفاقه وتسوياته. لذلك انا لمناقشة اي شخص او اي جهة في المعايير والمبادىء بعيدا عن الضجيج ازمة دولة، لا ليست ازمة دولة، لان الدولة لم تقم في لبنان.

والآن ان أحد ابرز اسباب الصراع القائم هو منع الدولة من القيام، فعندما بدأت مسيرة قيامها بمفهوم جديد وبتفويض عربي ودولي ظهر مشروع آخر لمنع ذلك.

اما امكان اعادة تركيب السلطة في البلد، فان ابرز اهداف ما يجري الآن من نزاعات وخلافات ومنع انتخاب رئيس وتشكيل حكومة، نعم، اعادة تركيب السلطة في لبنان اعني الصيغة.

اما لماذا اربط بين الامرين فلأنه، في تاريخ لبنان، الصيغة مرتبطة بالسلطة، الا ان الذين يهدفون الى هذا يرتكبون خطأ تاريخيا لانهم لم يستفيدوا من تجارب غيرهم في ادارة شؤون البلد".

"جمال التسوية"

سئل: كمال جنبلاط كان يتحدث عن "جمال التسوية" وأول مرة طرح فيها مشروع تسوية "لا غالب ولا مغلوب" كان احداث عام 1958 ونحن بعد 50 عاما في لبنان نعود الى صيغة "لا غالب ولا مغلوب".أليس هذا الشعار مطروحا الآن لبنانيا وعربيا حينها انتهت "لا غالب ولا مغلوب" الوحيد الذي كان مميزا بين رجال السياسة بامتداداته الوطنية خارج الطائفة كان كمال جنبلاط.

اذا كنا مقتنعين بعد عقود من الحرب والانجازات بان هذا البلد هو بلد التسوية ان بسبب ذلك التسوية فلن تستطيع اي جبهة مهما امتلكت من قوة ومن امكانات ومن سلاح ومن عتاد ومن دعم خارجي ودولي السيطرة او الاستئثار.

لذلك فان الأفق مسدود امام من يريدون السيطرة الا اذا كنت امام لبنان آخر تسقط فيه الصيغة، وهذه كارثة الكوارث لان التنوع في لبنان، وللأسف، قبل ان يكون سياسيا هو تنوع طائفي، بمعنى اوضح هل نحن مؤمنون بالديمقراطية التوافقية، كما تقول المعارضة؟

والصيغة اللبنانية فريدة لان القرارات فيها ديموقراطية توافقية. واذا كان الامر كذلك فكان من المفترض بهؤلاء ومعهم سوريا التي كانت شريكا اساسيا في صوغ اتفاق الطائف عدم لخط كلمة تصويت في الدستور، ونقول بالتوافق اما ان يمنعونا من الممارسة فكيف سنبني دولة؟

الديموقراطية التوافقية ليست مسارا في اتجاه واحد او لفريق واحد تدعى كذلك لاننا امام اتجاهات مختلفة ومراكز قرار مختلفة في البلد يجب جمعها في مركز قرار واحد وبالتوافق".

القهر والظلم

واضاف: "ولكن عندما تأتي المعارضة وتترجم الديموقراطية التوافقية على الشكل التالي: ماتريدونه او ماهو لكم لنا ولكم ولا يمكن الحصول عليه الا اذا وافقنا نحن اما ما هو للمعارضة فهو للمعارضة أقبلت الاكثرية ام لم تقبل؟ ومن حق اللبناني ان يطرح اسئلة عن مصيره فلنعمل على تبسيط الديموقراطية التوافقية ما نتفق عليه جميعا يعمل به وما لا نتفق عليه يبقى للنقاش حتى الاتفاق عليه.

مثلا، لم نتفق على السلاح، فقالوا "أنتم خونة وعملاء ونحن متمسكون بسلاحنا وسنقاتل اسرائيل الى ما لا نهاية". نحن لسنا خونة وعملاء ولا نقول لهم لا تقاتلوا اسرائيل، بل ندعوهم الى الاتفاق معا.

لا يمكنهم ان يأخذوا البلد الى حيث يشاؤون من دوننا ثم يحملوننا تبعات شراكة المسؤولية معهم بكل نتائجها. ونحن لا علاقة لنا وفي مكان آخر، اذا اردنا اتخاذ قرار في الدولة يقولون لنا بوجوب الديموقراطية التوافقية فكيف هذا؟.

التسوية في لبنان قائمة على هذا الاساس، ولا مكان للتسوية مع القهر والظلم".

سئل: الى اين؟ اللبنانيون يسألون السياسيين الذين نسمع منهم الاجوبة اياها، اي ان كل طرف يلقي باللائمة والعاقبة على الطرف الاخر، حتى الصحافة تسأل بصوت عال: ايها السياسيون، الى اين؟

اجاب: "نحن نجيب عن السياسيين وبعض الصحافة جزء من المعركة والسؤال: من هم السياسيون؟".

هؤلاء الناس

قيل له: ممثلو الناس؟

أجاب: "هؤلاء الناس الذين يسألون باستثناء فئة قليلة هم الذين يهتفون للزعماء: بالدم، بالروح، نفديك يا فلان، أليس صحيحا هذا؟ ماذا يفعلون؟ كيف يطرحون الاسئلة؟ من حاسبنا؟ من سأل من في بلادنا؟

نحن امام حالة من العصبية والنكاية لا مثيل لها في الحياة السياسية في اي مكان اخر. فيما يبدأ الناس بمحاسبة المسؤول على خياراته لا سيما التي تتعلق بأمن البلد ومصالحه في مختلف المجالات تبدأ مسيرة الدولة. وانا أطرح هذا الكلام علنا في الاعلام، والمسؤول الذي يشعر بان لا احد يحاسبه اكان في الدولة ام في الحزب فكيف يقوم بالتغيير؟".

ما أقل عقلهم

سئل: "غازي العريضي حيث تكون وحيدا وتتأمل، الا تسخر من لعبة الارقام وتقول: "ما اقل عقلهم".

رد: "أرقام بأي معنى؟".

قيل له: الارقام المتداولة في شأن التشكيلات الحكومية؟

اجاب: "أنا اساسا ضده ومنذ 11/11/2006 كنت الوحيد الذي تناول هذا الموضوع مع طرح شعار حكومة الوحدة الوطنية اعتبر ان الجميع ساهم في اغراق البلد والعالم في لعبة الارقام حتى أصبح على كل موفد يريد المجيء الى لبنان ان يخضع لدورة تثقيفية تفسيرية في الخارج ليعرف ما هي قصة 19-10-1 و 19-11 وهكذا دواليك.

لقد سبق ان أوضحت ان حكومات الوحدة الوطنية في التاريخ جاءت نتاج امرين: اما ازمة سياسية حادة كبرى تنشأ في البلاد فتتفق القوى السياسية على تشكيل الحكومة او ترقب قرارات مصيرية ما مقبلة على البلد في ظل موازين معينة ومنها قرارات حرب او مواجهة حرب.

في الحالين يجري نقاش سياسي في العمق بين القوى المتصارعة ويتم تشخيص الحالة الصح. ثم يتم تشخيص الحل الصح، وبالتالي يصل الفريقان الى اتفاق سياسي يشكل القاعدة التي تبنى عليها حكومة الوحدة الوطنية الاتفاق على الرؤية، على المشروع والهدف والورشة. لذلك اكرر ان المسألة ليست مسألة اعداد بل هي مسالة اعداد الاساس السياسي للوزارة".

مفاتيح الحل

سئل: من يلعب الوضع القائم؟ اسماء تتردد سوريا ايران، اسرائيل اميركا؟

مفاتيح الحل ليست في ايدي اللبنانيين بل في ايدي الخارج لماذا لم يستعملها وماذا ينتظر؟

اجاب: "من هو هذا الخارج؟ المسألة ليست في المطلق خارج أيدي اللبنانيين. هل نحن نتحمل المسؤولية، ثم اذا كان الخارج مسؤولا مباشرة، فمن هو هذا الخارج؟ انا انطلق من الاجماع العربي الذي اقر في الفترة الاخيرة وأسأل: من هو الفريق الذي لم يلتزم هذا الاجماع؟".

سئل: هل الوضع القائم مناسب لاسرائيل او لايران او للاثنتين معا؟

أجاب: "للجميع، طبعا انه لمصلحة اسرائيل وايران تؤدي على ساحة غير ساحتها.

وبالنتيجة المصلحة مشتركة لكنها ليست لبنان وفي لعبة المخابرات كل شيء يجوز، وسبق ان تفاهمت ايران واسرائيل. مثال آخر سوريا واسرائيل في حال حوار وهما عدوتان لبعضها البعض. واريد ان اختم: لا يجوز ان يبقى لبنان موقعا لتصفية حسابات، فاذا كان تعارض بين المتصارعين كان على أرضه، واذا كان تفاوض كان على حسابه، واذا كان تصادم كان على أرضه، واذا كان تفاهم كان على حسابه. آن الأوان لنا كلبنانيين ان نخرج من هذه الدوامة".

انعدام الحساسية تجاه عنصر كرامة بشار الأسد مظهر وقاحة

شلومو غازيت/معاريف

في أثناء زيارته لأنقرة اطلق وزير الدفاع ايهود باراك، حسب أنباء صحافية، تحذيرا حادا للرئيس السوري بشار الاسد· هكذا افادت صحيفة الحياة العربية الصادرة في لندن· اسرائيل تتوقع، كما جاء في التحذير، بأن تغير سوريا سياستها العاطفية تجاه حزب الله وحماس·

واذا لم يستجب السوريون لهذا الطلب، فان اسرائيل كفيلة بأن تعود لتهاجم منظمتى الارهاب على الارض السورية· وبالمقابل، فان تغييرا في سلوك دمشق سيعتبر خطوة لبناء الثقة استعدادا للمفاوضات السلمية بين الدولتين·

أقترح الدخول في مفاوضات مع السوريين في أقرب وقت ممكن· ولدى اسباب وجيهة لذلك: يوجد في دمشق زعيم ونظام يمكنهما أن ينفذا التزاماتهما، والثمن الذي ستكون اسرائيل مطالبة بدفعه للسلام مع السوريين اقل من الثمن للفلسطينيين· كما أن هناك فرصة لانجازات اخرى، مثل انهاء محور حزب الله ـ دمشق ـ ايران، عزل الحالة الفلسطينية في العالم العربي ومساهمة ذات مغزي للولايات المتحدة وللغرب اذا ما توقف الدعم السوري للمعارضة العراقية·

ولكن بالذات بسبب تأييدي للمفاوضات مع سوريا، فاني أود ان اسأل: هل نقل بالفعل تحذير بهذه الروح الى الرئيس السوري؟ وسؤال آخر، هل كان رئيس الوزراء يعرف بالرسالة قبل نقلها؟ وهل كانت التحذيرات بناء على رأيه؟ على فرض أن الجواب على السؤالين ايجابي، فأخشي ان نكون هنا قد أظهرنا عدم فهم لتعقيدات العلاقات بين دمشق وحزب الله وحماس· افترض أن رأي الاسد في نصر الله وخالد مشعل ليس افضل من رأينا· وعلى الرغم من ذلك، فان سوريا تستخدم هاتين المنظمتىن لتحقيق اهدافها الاستراتيجية· طالما ان سوريا غير مستعدة لان تدخل في مواجهة عسكرية مع اسرائيل، فانها لا ترى فرصة لحث اتفاق يعيد هضبة الجولان الا بوسائل ضغط غير مباشرة ـ حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب· دمشق لن تتخلى مسبقا عن روافع الضغط التي تمارسها علىنا قبل المفاوضات

· ولكن ما يقلقني بقدر لا يقل عن ذلك، هو مظاهر الوقاحة، نزعة القوة وانعدام الحساسية في الجانب الاسرائيلي تجاه عنصر الكرامة لدى بشار الاسد والشعب السوري· لقد كان هذا د· هنري كيسنجر الذي شرح: لا تهن عدوك ابدا · وما هو صحيح دوما وفي كل مكان، صحيح هنا باضعاف في ظروف الشرق الاوسط· يجدر بنا أن نتذكر اقوال مناحيم بيغن، الذي لم يتردد في أن يوضح للولايات المتحدة، حين حاولت ممارسة الضغط علىنا باننا لسنا جمهورية موز · علىنا أن نضع انفسنا مكان الطرف الاخر، وان نفكر كيف كنا سنرد على رسائل وتحذيرات من هذا النوع·

 

المطلوب في ضوءمدمرة بوش ودعوة بري

فؤاد مطر

في الوقت الذي تتحول المخاوف اللبنانية الى ما يشبه الهلع من الآتي الأعظم في ضوء قرار الرئيس جورج بوش الإبن ارسال المدمرة "كول" الى المياه الاقليمية اللبنانية، وتتزايد مساحة المجهول في شأن قمة دمشق اتساعاً، جاء طلب الرئيس نبيه بري من كوادر "حركة أمل" التي يترأسها ومن أي "أَمَلي" أو محب أو مناصر للحركة "عدم اطلاق النار والتزام النظام العام وموجباته والتحلي بمناقبية المجاهدين··"· ثم يضيف البيان الصادرعن المكتب الإعلامي للرئيس بري: "···ولْتكُن فرصة للإقلاع عن عادات لطالما كانت موضع انتقاد من جميع اللبنانيين والعقلاء والمرجعيات الدينية والوطنية···"·

هذه الدعوة الطيبة جاءت لمناسبة إطلالة تلفزيونية استثنائية توقيتاً ومضموناً للرئيس بري وجاءت بعدما ضاق الصدر اللبناني بظاهرة التعبير بالرصاص ابتهاجاً وترحيباً بظهور الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله على شاشات المحطات التلفزيونية الارضية والفضائية يلقي خطاباً لمناسبة عامة أو حزبية· فقد كان هذا التعبير الرصاصي يوحي لغير المتيسر لهم متابعة خطاب السيد كونهم خارج البيت أو المكتب أن هنالك أموراً بالغة الخطورة ستحدث، فينتابهم القلق بطبيعة الحال ويستعجلون العودة الى بيوتهم لتفقُّد أفراد العائلة· أما بالنسبة الى صحافي وكاتب مثل حالنا فإن اطلاق الرصاص بالكثافة التي يحدث فيها كان يجعل تركيزنا على متابعة الخطاب لتلخيصه ونشره في الصحيفة أو للتعليق عليه، دون ما تحتاجه الكتابة من تركيز·

ولطالما تمنيْنا أن يصدر من "حزب الله" توجيه بوقف هذا النوع من الترحيب بالرصاص، لكن ذلك لم يحدث لدواع من بينها كون هذا النوع من الترحيب هو في بعض جوانبه حالة تعبوية خصوصاً لعناصر من الحزب تقتني السلاح والذخيرة لأوقات الشدة ومن الطبيعي أن تكون دائماً على جهوزية·

ثم ها هو الرئيس بري يتنبه للأمر ويستبق اطلالته التلفزيونية المتميزة بالدعوة المشار اليها والتي ستكون في نظرنا اختباراً للالتزام بالطلب من جهة، وملاحظة لا تحتاج الى الكثير من التفسير برسم كوادر وعناصر "حزب الله" شركاء "حركة أمل"·

الى ذلك ان ارسال المدمرة البوشية الى المياه الاقليمية في هذه الظروف البالغة الحساسية داخلياً في شأن الترؤس وعربياً في شأن قمة دمشق غير المحسوم أمر انعقادها وإقليمياً في شأن الموضوع النووي الايراني، الذي يزداد تعقيداً مع كل كلام جديد يقوله الرئيس نجاد وبعض أهل الحكم في ايران، توجِبُ على الجميع التلاقي حول ما هو متيسر من الجوامع المشتركة، انطلاقاً من أن التسويف من جانب رموز الازمة اللبنانية الذي بلغ أوجه في شأن الاستحقاق الرئاسي، وعدم التفهم من جانب أهل الحكم السوري للواقع المستجد في لبنان وإلى درجة أن هؤلاء يرون أن التضحية بالقمة تأجيلاً أو نقلاً أو انعقاداً باهتاً يبقى أهم من التخلي عن الورقة اللبنانية، هما اضافة الى العناد الايراني الذريعة التي دفعت بالرئيس بوش الى تزويد مياهنا الاقليمية بهذه الهدية المسمومة والتدميرية المسماة "المدمرة كول"· وفي موضوع العناد الايراني يستوقفنا قول الرئيس محمود احمدي نجاد قبل أمس "إن ايران أصبحت القوة الأولى في العالم···"·

أليس من الطبيعي في ضوء ما يحدث ونسمع أن نخشى الأعظم وتتكرر خشيتنا السابقة عندما كان العراق الصدَّامي يردد كلاماً مماثلاً··· ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن·

" نقطة نظام

في لبنان تتواصل المشاكسات وضجيج التصريحات التي تبعث اليأس والإحباط في نفوس الناس· وفي دمشق يتناول رئيس تيار "المردة" سليمان طوني سليمان فرنجية وزوجته ريما طعام العشاء الى مائدة الرئيس بشَّار الأسد وزوجته أسماء بعد حضورهم أوبرا "كارمن" التي تُعرض في العاصمة السورية ضمن مهرجان "دمشق عاصمة للثقافة العربية"· في الحالتين هنالك تشابه· فالمشاكسات والتصريحات على مدار الاربع والعشرين ساعة في لبنان غدت من المبالغات الممقوتة والمبغوضة· والطمأنينة والاسترخاء كما أوحى بهما الرئيس بشَّار وضيفه الذي طالما انتظر دوره للترؤس في لبنان فيهما شيء من المبالغة وذلك لأن الخطر بدأ يدق أبواب المنطقة·

 

 

بانوراما: مفاوضات سرية بين إسرائيل وحزب الله بشأن الأسرى

حرب الأسرى بين حزب الله وإسرائيل 

كم عدد الأسرى الذين يطالب بهم حزب الله؟ 

عملية التبادل هل ستؤثر على حزب الله داخلياً؟ 

غزو تركي محتمل لشمال العراق 

هل ستقوم أميركا بمنع التوغل التركي في الشمال العراقي؟ 

اسم البرنامج: بانوراما

مقدم البرنامج: منتهى الرمحي

تاريخ الحلقة: الاثنين 15-10-2007

ضيوف الحلقة:

فيصل عبد الساتر (كاتب صحفي)

حلمي موسى (خبير في الشؤون الإسرائيلية)

نظير مجلي (محلل سياسي)

عماد جميل مزوري (حكومة إقليم كردستان)

حسن جوني (مستشار سابق للأمن القومي التركي)

عمرو الشوبكي (مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية)

 - إسرائيل وحزب الله يتمان اليوم عملية تبادل جثث وأسير, هل هي مقدمة لعملية أكبر يجري التفاوض سرياً بشأنها بوساطة ألمانية؟

- تركيا تستعد لعملية المطاردة الساخنة في شمال العراق بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني, لكن ما هي خلفية هذه العملية؟ وما هي أهدافها غير المعلنة؟

منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا إلى بانوراما الليلة, هذان العنوانان سيكونان محور حلقتنا لكننا نتوقف أولاً مع موجز بأهم الأنباء.

[موجز أنباء]

منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد، جولة جديدة من حرب الأسرى بين إسرائيل وحزب الله أتمها الطرفان بنجاح اليوم, وتمثلت في تسليم إسرائيل جثتي مقاتلين وأسير حي لحزب الله, مقابل تسلم جثة مستوطن يهودي من أصل أثيوبي قضا غرقاً في البحر عام 2005, ودفعت الأمواج بجثته إلى الناقورة حيث وقعت في أيدي حزب الله. وقد تمت عملية التبادل في الناقورة الحدودية وبإشراف الصليب الأحمر الدولي وقوات اليونفيل العاملة في الجنوب اللبناني.

وتأتي عملية تبادل الأسرى غداة نشر خبر نقلاً عن مصادر إيرانية مفاده أن الجنديين الإسرائيليين الذين خطفهما حزب الله في تموز 2006 نقلا إلى إيران, ويمكن أن يفرج عنهما في عملية تبادل بوساطة ألمانية, كما تأتي عملية التبادل في أعقاب قرار السلطات الألمانية في الأسبوع الماضي الإفراج عن إيراني محكوم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته باغتيال أربعة معارضين أكراد إيرانيين عام 92 وعن لبناني شريك له.

ألمانيا التي سبق وأن توسطت في تبادل أسرى في إسرائيل وحزب الله, آخر هذه الوساطة في عام 2004 نفت وجود أي صفقة وراء عملية الإفراج. ويظل السؤال المطروح متعلقاً بمدى قرب عملية تبادل أكبر بين حزب الله وإسرائيل يجهز لها سرياً فيما يبدو بوساطة ألمانية.

 

حرب الأسرى بين حزب الله وإسرائيل

هاني أبو عياش: ملامح مفاوضات التبادل بين إسرائيل وحزب الله بوساطة ألمانية باتت أوضح ويبدو أنها أثمرت, تبادل أولي وجزئي كعربون حسن نوايا يهيء الطريق لمقايضة أخرى في المستقبل القريب، إسرائيل أفرجت عن رفات عنصريين من حزب الله وأسير حي, مقابل إرجاع حزب الله لرفات صياد إسرائيلي.

وما جرى اليوم جاء حلقة في سلسلة الجهود الألمانية السرية لإتمام الصفقة الكبيرة التي تشمل كامل الأسرى اللبنانيين مقابل الجنديين إسرائيليين الذين أُسرا قبيل حرب يوليو العام الماضي.

حزب الله وإسرائيل والوسيط الألماني يتابعون المفاوضات بأعلى تمثيل ممكن. المرحلة الأولى من الجهد كانت مرحلة جسّ النبض حيث يريد كل طرف معرفة مطالب الآخر ومدى درايته بالمعلومات حول خصمه, ومن ثم يطلب الوسيط إثبات حسن النوايا, وفعلاً أعلنت ألمانيا نيتها الإفراج عن لبناني وإيراني معتقلين لديها, فيما أفرجت لبنان عن إسرائيلي دخل بلادها بجواز أوروبي مؤخراً, إلا أن المرحلة الأخيرة والتي تبقى ملامحها سرية حتى يوم التنفيذ ستشمل الجميع.

هذه الصفقة تعيد للأذهان تاريخ عمليات تبادل بين الطرفين, فمنذ العام 91 أبرمت إسرائيل وحزب الله بوساطات أجنبية ست صفقات تبادل للأسرى والجثث, استعاد بفضلها حزب الله على 631 أسيراً ومئتين 232 رفاتاً, بينما أرجعت إسرائيل جثث 9 من جنودها وضابط احتياط و17 عميلاً كانوا ضمن جيش لبنان الجنوبي بأرقام تقريبية.

تتابعت عمليات التبادل وصولاً لعملية حزب الله في يوليو من العام الماضي والتي أُسر فيها جنديان إسرائيليان, حيث يحاول حزب الله من خلال التفاوض عليهما الإفراج عن باقي أسراه, الأمر الذي قد يحصل إذا ما اعتبرنا عملية تبادل اليوم كإشارة على تقدم المفاوضات بين الطرفين. هاني أبو عياش - العربية.

منتهى الرمحي: ومعنا من بيروت السيد فيصل عبد الساتر الكاتب الصحفي, ومن بيروت أيضاً السيد حلمي موسى الخبير في الشؤون الإسرائيلية, ومن الناصرة السيد نظير مجلي المحلل السياسي، أهلاً بكم جميعاً وأبدأ معك سيد فيصل عبد الساتر, هل هي مقدمة فعلاً للصفقات أكبر ربما تشمل الجميع في المستقبل القريب طبعاً؟

فيصل عبد الساتر: طبعاً أنا أفرق بين كلمة صفقة وبين عملية تبادل, الذي حدث اليوم هو عملية تبادل تمت بين فريقين بوساطة فريق ثالث, وهذا الفريق شُهد له بقيامه بعدة عمليات مماثلة وقد نجحت هذه العملية بكل معنى الكلمة, أما عن القول أن هناك تحضيراً ما لعملية قد تكون أكبر من ذلك, نعم ربما هذا الكلام صحيح إلى حد كبير, بحسب بعض المعلومات التي تفيد عن أن هناك تحضيراً ما, وكانت هذه العملية محاولة لجس النبض بين الفريقين عبر الفريق الثالث, وقد كان هناك العديد من الإشارات في هذا الإطار التي تنبئ عن حدوث مثل هذه العملية الكبيرة المتوقعة بين حزب الله وبين الجانب الإسرائيلي.

منتهى الرمحي: يعني فقط للتذكير الأسرى الذين يطلبهم حزب الله كم عددهم؟ ما الذي يريده حزب الله؟ على ماذا ممكن أن ينهي هذه العمليات في النهاية؟

فيصل عبد الساتر: ماذا يريده حزب الله يعلنه حزب الله وليس أنا بالتأكيد وليس غيري أيضاً بهذا الإطار.

 

كم عدد الأسرى الذين يطالب بهم حزب الله؟

منتهى الرمحي: معلوماتك فقط بعرف أنك لا تتحدث باسم حزب الله, ولكن بالتأكيد أنت مطلع؟

فيصل عبد الساتر: نعم أنا مطلّع أريد أن أتحدث بهذا الموضوع, العدد التقريبي للأسرى اللبنانيين الموجودين الآن لا زالوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي, أعتقد على وجه التقدير هم تسعة أو عشرة إذا صحت المعلومات، لكن هل يكتفي حزب الله بهذا المعنى بشمل هذه العملية إذا ما كان هناك عملية فعلاً في هذا الإطار, هل سيكتفي فقط في الأسرى اللبنانيين؟ أم سيكون له مطالب أخرى كما عودنا الأمين العام لحزب الله عندما طالب أيضاً بالأسرى الفلسطينيين والعرب في عمليات سابقة وقد كانت تعرقل لأسباب عديدة, هذه المرة هل سيعاود حزب الله مطالبته بالأسرى الفلسطينيين والأسرى العرب الموجودين في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة في حال كان هناك عملية سرية في المفاوضات ما بين الوسيط الألماني من جهة والفريق اللبناني الذي يمثله حزب الله وإسرائيل, بتقديري موضوع الأسرى عند حزب الله في هذا الإطار هو ليس فقط موضوع إنساني, هو موضوع إنساني وموضوع سياسي وديني وشرعي وموضوع أخلاقي وموضوع وطني أيضاً, عندما نتحدث عن هذا الموضوع البعض يتحدث باللهجة الإنسانية, هي ليست موضوع إنساني هو موضوع شامل, يعني موضوع سياسي حزب الله حريص على الوضع السياسي في هذا الإطار, وأيضاً حريص على الوضع الإنساني والأخلاقي والديني والوطني, يجب أن نأخذ كل هذه العناصر بعين الاعتبار عندما يقوم حزب الله بأي عملية في هذا الإطار.

منتهى الرمحي: سيد نظير المجلي الوساطة الألمانية ممكن أن تؤدي بالنهاية إلى موافقة إسرائيل, يعني ربما يرى البعض بأن تسعة أو عشرة أسرى العدد التقريبي للبنانيين موضوعهم سهل بالنسبة لإسرائيل, لكن عندما يتحدث الأمين العام لحزب الله عن أسرى عرب وأسرى فلسطينيين لدى إسرائيل, هل يمكن للوساطة الألمانية أن تنجح بهذا الإطار؟

نظير مجلي: من دون شك الوساطة الألمانية هي العنصر الأساسي الذي نجح حتى الآن في تحقيق تبادل الأسرى بين الطرفين, وصحيح عندما نتحدث عن المستقبل علينا أن ننتبه أن هذه الأمور تسير بمنتهى السرية, حتى هذه الصفقة التي نتحدث عنها اليوم بدأت منذ شهور طويلة, في إطارها قام حزب الله بتسليم إسرائيل بطاقة هوية هذا الشاب الإسرائيلي من أصل أثيوبي الذي غرق ووصلت جثته إلى الشواطئ اللبنانية ولم يدرِ أحد بهذا الأمر, أربعة وخمسة شهور وبطاقة هويته وصلت لإسرائيل, مما يعني أن هناك أيضاً من دون شك محادثات بمنتهى السرية تتم, الآن يجري الحديث عن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين حزب الله وإسرائيل في هذا المجال في مجال تبادل الأسرى فقط, والصفحة الجديدة ينطوي عليها الكثير من الإشارات, يقولون أ، هناك تقدم حقيقي في المفاوضات حول الصفقة الكبرى التي ستشمل الجنديين الأسيريين مقابل الأسرى اللبنانيين, حتى يجري الحديث عن أسرى عرب وأسرى فلسطينيين, ويقولون أن الخلاف الآن قائم حول هل تتم المسألة بصفقة واحدة في نفس اليوم مثلما تطلب إسرائيل, أم مثلما يطلب حزب الله أن يتم إطلاق سراح الأسرى العرب وتسليم الجنديين الأسيرين إلى طرف ثالث, ومن ثم يجري إطلاق سراح دفعة أخرى من الأسرى الفلسطينيين والعرب أم لا, في إسرائيل يتحدثون عن أن الخلاف هو في هذا الباب, ولكن بالطبع هذه كلها معلومات غير رسمية ويجري تبادلها وتداولها نتيجة لتسريبات من داخل المؤسسة الإسرائيلية, رغم أنهم يحيطون الموضوع بمنتهى السرية.

منتهى الرمحي: من ضمن هذه التسريبات سيد مجلي أنه في مسؤول في رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه, قال بأن حزب الله على استعداد لتقديم معلومات عن رون آراد ماذا يعني هذا بالنسبة لإسرائيل؟

نظير مجلي: نحن نتذكر أن الصفقة الأخيرة التي جرت بين حزب الله وإسرائيل كان بضمنها أحد الشروط أن حزب الله تعهد أن يقدم معلومات قدر ما يستطيع أن يجمع مثل هذه المعلومات, وفي إسرائيل يقولون أن هذا مربوط بالسلطات الإيرانية أيضاً وبتنسيق إيراني مع حزب الله, وقد ينجم عنه فعلاً تقديم معلومات, وذلك يفتح الباب أمام علاقات أوسع أو أمور أوسع من ضمنها الصفقة, ومن ضمنها ربما أمور سياسية أخرى يجري الحديث عنها في إسرائيل, تتناول قضية مزارع شبعة, وتتناول قضية الأجواء المتوترة بين إسرائيل وسوريا, يعني الألمان يعملون كما نعرف جميعاً الألمان لديهم علاقات جيدة مع إيران, ولديهم علاقات جيدة مع حزب الله ومع إسرائيل ومع سوريا, وهم العنوان المناسب لفتح هذا الملف وتوسيعه أو تضييقه بقدر ما يستعد الطرفان لذلك, ويبدو أنه الآن نحن أمام مرحلة يوجد فيها استعداد, وباعتقادي أنه في إسرائيل يوجد استعداد غير عادي للقيام بصفقة كهذه, رئيس الحكومة الإسرائيلية في وضع وضع شخصي وحزبي وسياسي صعب وهو بحاجة إلى أية بارقة أمل تعيد له بعض شعبيته, وهذه من الممكن أن تساعده كثيراً, خصوصاً الآن في هذه المرحلة التي تمتلئ فيها الصحافة الإسرائيلية ووسائل الإعلام في قضايا التحقيقات التي جاء البوليس أو الشرطة الإسرائيلية حول قضايا الفساد, وانتظار تقرير فينوغراد, وتعرقل التحضيرات لمؤتمر أنابوليس, كل هذا باعتقادي يضع الحكومة الإسرائيلية في وضع يستعد فيه للانطلاق إلى الأمام في تقديم المزيد من التنازلات بين قوسين لمصلحة صفقة أخرى وتبادلات أخرى.

منتهى الرمحي: سيد حلمي موسى طالما مختلط هذا الموضوع سياسي كما هو إنساني, بالنظر إلى إسرائيل الآن إلى أي مدى أنت مع السيد مجلي بأنه ربما أولمرت يبحث عن طوق نجاة من كل المشاكل المحيطة بها؟ وإلى أي مدى أنت ترى أن عملية تبادل الأسرى واستمرارها بين الفريقين ربما تؤثر بشكل إيجابي من الناحية السياسية على الوضع العام في المنطقة؟

حلمي موسى: يعني لا ريب في أن نجاح إيهود أولمرت في التوصل إلى اتفاق مثل الذي جرى, يقود بشكل أو بآخر إلى التفات وسائل الإعلام عن التحقيقات الجارية بحقه على الأقل لأيام أو لساعات وهذا بالنسبة إليه مكسب, ومع ذلك أعتقد بأن هذه الصفقة بالتحديد صفقة يصعب وصفها بأنها صفقة تبادل أسرى, لأنه ليس في الأمر من هذا القبيل إلا من طرف واحد, أعتقد بأن هذه الصفقة تختلف عن كل ما سبقها تقريباً من صفقات بكونها صفقة إنسانية ذات طبيعة خاصة, تقوم إلى حد كبير على بوادر حسن نية من الطرفين أكثر مما تقوم على مفاوضات حثيثة, ومطالب من هذا الطرف لذاك الطرف, أعتقد بأنه إذا كان هناك من قيمة حقيقية لهذه الصفقة فهي قيمة سياسية بامتياز, هذه القيمة تتعلق أساساً في أن معروف بأنه بعد حرب لبنان الثانية كان هناك تقريباً إنجاز إسرائيلي جرى الادعاء به وهو إبعاد حزب الله عن الحدود, ولكن ما رأيناه اليوم هو أن حزب الله هو أدار عملية التبادل هذه, حزب الله كانت لديه الجثة, حزب الله ومسؤولين أمنيين كانوا على الحدود, أعتقد بأن هذه المسألة سياسية بامتياز, ونقطة أخرى أود الإشارة إليها بسبب ما جرى الحديث عنه الوساطة, الألمانية في هذا السياق تختلف إلى حد كبير عن كل الوساطات الألمانية السابقة, الوساطة الألمانية الآن تجري في إطار الأمم المتحدة, معروف أن إدارة ميركل منحت الأمين العام للأمم المتحدة مساعد خاص وهو مساعد أمني لها, وهو الذي يقوم بهذه المهمة الآن, ولكن يجب علينا أن لا ننسى أن هناك قرار صادر عن الأمم المتحدة قرار 1701 والذي يتحدث عن إعادة الأسرى ويتحدث عن أمور من هذا القبيل, لذلك أعتقد بأن كل ما جرى الآن يجب قراءته في هذا السياق, سياق أن حزب الله موجود على الحدود ليس موجوداً بشكل سلاح, ولكن موجود بقوة فعل وقوة نفوذ وفي ذلك المعنى السياسي الأكبر, في اعتقادي الذي جرى في هذه الصفقة التي ليست صفقة تبادل أسرى بمقدار ما هي كما أسميها تنظيف قنوات, تمت هذه الصفقة عبر ذات القنوات التي تدير المفاوضات من أجل إطلاق أو من أجل تبادل الأسرى, من أجل تبادل الأسيرين الإسرائيليين الموجودين لدى حزب الله والمعلن عنهما بأسرى لبنانيين وفلسطينيين وفي مقدمتهم سمير القنطار, لذلك أعتقد بأن القيمة الحقيقية لعملية التبادل هذه الآن تكمن في هذا المجرى, إذ أن هناك تحول.. إسرائيل ترفض بعد حرب لبنان الثانية أن تجري أي اتصالات مع حزب الله بشكل مباشر, بل إنها حتى هذه اللحظة ترفض فكرة أن هناك وساطة مباشرة بينها وبين حزب الله, كانت طوال الوقت تدير المفاوضات ومستعدة لإدارة المفاوضات مع الجهة الوحيدة في لبنان التي تتحمل مسؤولية عن ذلك وهي الحكومة اللبنانية, ما جرى عملياً أن المفاوضات جرت مع حزب الله.

 

عملية التبادل هل ستؤثر على حزب الله داخلياً؟

منتهى الرمحي: والوضع مختلف حتى لو كان عن طريق وسيط, وهذا يقودنا سيد فيصل عبد الساتر للسؤال عن داخلياً يعني هذا الوضع داخلياً في لبنان, هذه القيمة السياسية ربما إذا صح التعبير بين قوسين الممنوحة لحزب الله كونه قائم على الحدود ليس بسلاحه إنما بحجمه في المنطقة وفي الصراع مع إسرائيل عملياً, كيف ستؤثر على حزب الله داخلياً؟ هل ستغير أي شيء في الأوراق الداخلية؟

فيصل عبد الساتر: لا يستطيع أحد أن يحجب أي قيمة سياسية عن حزب الله أو أن يمنحه أي قيمة سياسية، حزب الله هو الذي يمنح نفسه القيمة السياسية, وهو الذي يقوم بالعمل السياسي وهو الحاضر بقوة في كل اللحظات، يعني لا ينتظر من أحد أن يقدم له..

منتهى الرمحي: صحيح ولكنه اعتراف بالقيمة السياسية لحزب الله, كما يُنظر إليه على أنه تنظيم وليس حكومة في لبنان وليس سلطة في لبنان..

فيصل عبد الساتر: أيضاً بهذا المعنى يعني حزب الله هو لا يريد أن يفتح على حسابه دولة في داخل لبنان، لكن كل العمليات التي جرت سابقاً كانت تتم عبر وسيط ثالث مع قيادة حزب الله، وليس في ذلك أي جديد في هذا الإطار, يعني ما أشار إليه الأستاذ حلمي بهذا الإطار أنا قلت أن حزب الله عندما يجري أي عملية تبادل يأخذ بعين الاعتبار عدة شروط يعني بالكامل الموضوع الإنساني، والأخلاقي، والسياسي، والوطني، والسيادي، وإلى آخره، وأيضاً يأخذ في عين الاعتبار موضوع عدم الاتصال المباشر مع إسرائيل وهذا شيء أساسي بالنسبة إليه، أما العودة بالموضوع ليكون في إطار تطبيق القرارات الدولية 1701 أو ما شابه ذلك, قد يكون هذا يعني من هذا الباب أيضاً قد يكون فتح مسرباً من المسارب في هذا الإطار، لكن لا أوافق تماماً ما ذهب إليه الأستاذ حلمي موسى عن أن هذا الموضوع حصراً يأتي في سياق هذا القرار، لأننا نحن نعرف أن الإدارة الأميركية وكل المجتمع الدولي غداة عملية الأسيرين في 14 تموز تحديداً كل البيانات الصادرة من كل أنحاء العالم كانت تلزم حزب الله بإعادة الأسيرين حتى يكون هناك وقف إطلاق النار، والذي جرى أن حزب الله أصر على هذا الموضوع, واستطاع أن يفرض إرادته بعد حرب ضروس, استطاع أن يثبت لكل العالم أنه لن يكون بمقدور أي أحد أن يرغم حزب الله على فعل شيء يراه مخالفاً لقناعاته الوطنية والشرعية والسيادية في هذا الإطار، ولذلك احتفظ بالأسيرين إلى حين هو يقرر كيف تُدار هذه العملية, وأعتقد أن الذي جرى هو بروفة مصغرة عن العملية الكبرى التي قد تكون، وأنا أرفض كلمة صفقة أصر على أن ليس هناك صفقة, على الأقل أن الصفقة إذا كنا نتحدث عن صفقة فحزب الله هو الذي يقرر إذا هذه هي صفقة أو لا، لأن الصفقة تكون بين شخص رابح وشخص آخر خاسر في هذا الإطار، فبهذا المعنى حزب الله هو الرابح وليس هو الخاسر في هذا الإطار.

منتهى الرمحي: سيد نظير مجلي يعني البعض ربما يرى إنه مش بالضرورة أن يكون طرف رابح وطرف خاسر في عملية الصفقات، هي صفقات بالنهاية تحقق مصالح للطرفين، موضوع الجنديين الأسيرين الإسرائيليين والمعلومات عن رون آراد هي موضوع مؤرق لإسرائيل, وسبّب حرب في الفترة الماضية هزت صورة أولمرت في حكومته, وهزت القرار الإسرائيلي الداخلي وجعلت الأمور تسير بهذا الاتجاه، لكن هل ذهاب إسرائيل إلى هذا المدى في عملية إذا ما افترضنا إنه ستنتهي الأمور إلى عملية تبادل كبيرة بين الطرفين، ممكن أن يُقرأ بشكل أو بآخر على إنه اعتراف من إسرائيل بتفوق حزب الله وبأنه نفذ ما يريد في النهاية، يعني شُنت الحرب من أجل الأسيرين ونحن نعرف ذلك, ولكن فشلت في تحقيق هذا الهدف؟

نظير مجلي: أولاً اسمحي لي بملاحظتين فيما قيل سابقاً، الوسيط الألماني هو صحيح مندوب من الأمم المتحدة ولكنه مسؤول سابق كبير في المخابرات الألمانية, وهو نفسه الذي أدار المفاوضات في الماضي, وأدار الوساطة بين حزب الله وإسرائيل، هو نفسه قام بذلك في حينه باسم الحكومة الألمانية والآن هو نفسه يقوم بذلك باسم الأمم المتحدة، الأمر الثاني الدولة اللبنانية ليست غائبة عن هذه الصفقة مع احترامي للأستاذ فيصل, لا نسميها صفقة نسميها أي شيء ولكن كان هناك اليوم لقاء بين قادة في الجيش اللبناني وقادة في الجيش الإسرائيلي بوساطة الأمم المتحدة في رأس الناقورة سبقت يعني إتمام العملية, والدولة اللبنانية ليست غائبة إطلاقاً عن هذا الموضوع، فيما يتعلق بالسؤال العيني، من دون شك في إسرائيل يعتبرون قضية أسر الجنديين هي المشكلة الأساسية وإحدى مآسي الحرب اللبنانية بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية هو أنه لم يحقق هدفها الأساسي باستعادة الجنديين الأسيرين، هذه هي مشكلته وهذا هو الفشل الأكبر في كل هذه العملية، اعتراف بانتصار حزب الله لا أعتقد في إسرائيل سيكون اعتراف كهذا, حتى لو كان هنالك داخل المؤسسة الإسرائيلية تداول كلام حول هذا الموضوع واعترافات داخلية وهم يحرصون تماماً أن لا يقولوا ذلك، الآن عندما كُشفت السنة الماضية الوثائق عن حرب أكتوبر بعد 34 سنة نكتشف أن القادة الإسرائيليين كانوا يتحدثون بإعجاب عن المقاتلين العرب والتخطيط العربي لهذه الحرب وهذا لم نسمعه في العلن, دُفن 34 سنة حتى الآن بدأنا نسمع عنه، ولذلك حتى لو هنالك إعجاب أو شعور في أن حزب الله حقق انتصارات لا يقولون ذلك, بل يبرزون الجوانب الأخرى أن هذه الحرب دمرت لبنان وحزب الله مسؤول عن تدمير لبنان, هذا ما يبرزونه ويعتبرون هذه الصفقة في إطار فقط صفقة تبادل أسرى.

منتهى الرمحي: طيب سيد حلمي موسى ممكن الربط بين ما يحصل بأي شكل من الأشكال أو هل فيه هناك أية علاقة بين ما يحصل ومؤتمر السلام المنوي عقده في الولايات المتحدة الأميركية؟ أو ممكن أن نسأل بشكل آخر يعني تأثيرات ما يحصل على هذا المؤتمر؟

حلمي موسى: والله في اعتقادي كثير من الأمور أحياناً تتزامن ربما تتوافق بشكل أو بآخر ولكن ليس بالضرورة أن هناك علاقة بينها، أعتقد بأن إسرائيل جادة في استعادة الجنديين شرط أن لا تدفع ثمناً كبيراً مقابلها، أعتقد بأن حزب الله يُصر على تدفيع إسرائيل ثمن باهظ يتناسب ربما حتى ليس فقط مع كون أسيرين لديه وإنما أيضاً من تبعات الحرب..

منتهى الرمحي: ولكن هو السؤال يأتي في إطار إنك أنت ذكرت في البداية بوادر حسن النية، حسن النية علشان إيش نوصل بالنهاية النتيجة يعني؟

حلمي موسى: بوادر حسن النية أعتقد في إطار الاتفاق على تبادل أسرى أكثر مما هو في أي شأن سياسي, معروف أن حزب الله من الوجهة السياسية لا يلتقي بتاتاً مع أي فكرة لديه داخل في مؤتمرات سلام أو ما شابه، لذلك لا أعتقد بأن هناك أي دخل على هذا الصعيد بين ما يقوم به حزب الله وبين المؤتمر، ربما حزب الله من الأطراف الداعية لإفشال المؤتمر، فلو كان لذلك دخل ربما لآثر أن يؤخر هذه لنقل الصفقة أو ما شابه، لا أعتقد بأن هناك أي رابط بين الأمرين.

منتهى الرمحي: السيد حلمي موسى الخبير في الشؤون الإسرائيلية ضيفي من بيروت شكراً جزيلاً لك، السيد نظير مجلي المحلل السياسي ضيفي من الناصرة شكراً جزيلاً لك، والسيد فيصل عبد الساتر الكاتب الصحفي ضيفي من بيروت شكراً جزيلاً لك أيضاً على المشاركة.

وسنعود إليكم بعد قليل لنتابع معاً في بانوراما: ما هي الأهداف الحقيقية وغير المعلنة للعملية العسكرية التي تُعد لها تركيا في شمال العراق والتي تقول إنها لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني؟

[فاصل إعلاني]

منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد، عقدت الحكومة التركية اليوم اجتماعاً خُصص لمناقشة الإطار القانوني لمذكرة ستعرضها على البرلمان للسماح بتوغل عسكري في شمال العراق لمدة سنة لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، والمقدر عددها هناك بحوالي 3500 عنصر.

ورغم ما تثيره هذه العملية المحتملة من انتقادات أوروبية وأميركية وعراقية, إلا أن الأنباء تفيد بأن الحكومة التركية حشدت حتى الآن قوات قوامها أكثر من مئتي ألف عسكري استعداداً لتنفيذ هذه العملية التي تثير عدداً من الأسئلة عن أهدافها ولا سيما منها غير المعلنة, والتي تتمثل في إضعاف حكومة إقليم كردستان العراق، وإقناع الحركات الكردية بأن المشروع الانفصالي الكردي سيظل طريقه مسدوداً، إضافة إلى إقامة منطقة عازلة تركية في شمال العراق، وإحباط مخطط ضم منطقة كركوك الغنية بالنفط إلى إقليم كردستان.

فإلى أي مدى ستحول هذه العملية هدوء كردستان إلى فوضى في وقت تنشغل فيه القوات الأميركية والعراقية بالتصدي للعنف داخل العراق؟ وإلى أي مدى تعكس المطامع الحقيقية لتركيا في العراق المنكوب؟

 

غزو تركي محتمل لشمال العراق

خالد عويس: إنها ليست المرة الأولى التي تجتاز فيها قوات تركية الحدود العراقية لملاحقة حزب العمال الكردستاني المتمرد على سلطة أنقرة منذ أكثر من عشرين عاماً، لكن المسألة هذه المرة تطرح أكثر من سؤال, فبعض المحللين ربطوا الإصرار التركي على التوغل داخل العراق بالتوتر بين أنقرة وواشنطن, بشأن مشروع قرار تبتنه لجنة بالكونغرس الأميركي يتعلق بما يسمى مذبحة الأرمن في عهد الدولة العثمانية.

لكن محللين آخرين يرون أن حزب العمال الكردستاني بالهجوم الذي نفذه الأسبوع الماضي على الجيش التركي قد أحرج الحكومة التركية ذات الميول الإسلامي، وأجبرها على التخلي ولو مؤقتاً عن مساعيها لحل معقول مع الأكراد, خصوصاً أن هذه المساعي تواجه معارضة العسكريين الأتراك الذين لا يريدون حماية أميركية قوية لإقليم كردستان العراقي، وربما لا يجد حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وسيلة أخرى لوقف سيل الهجوم الذي يشنه عليه حزب الحركة الوطنية, واتهامه له بالضعف حيال ما يسميه الإرهاب الكردي سوى المضي قدماً في اتجاه الحسم العسكري.

أما الحكومة العراقية فهي حريصة على أن لا تفسد علاقتها بجارة تعد طرفاً مهماً في الأمن الداخلي العراقي وفي إنهاء التوتر على كركوك الغنية بالنفط، لذا فقد قدمت لتركيا ثمناً لهذا الدور من خلال اتفاق وقعته مع أنقرة الشهر الماضي لمحاربة الإرهاب في إشارة ضمنية إلى حزب العمال الكردستاني.

ويرى بعض المراقبين أن حكومة إقليم كردستان العراق تغلّب مصالحها الاقتصادية الكبيرة مع تركيا على معارضة التوغل التركي، هذا إضافة إلى أن موقف أكراد العراق ليس موحداً بهذا الشأن، وكانت بغداد ذكرت حكومة كردستان بأن الشؤون الخارجية ليست من اختصاصها حين عارضت الاتفاق الذي وقعته بغداد وأنقرة بخصوص حزب العمال الكردستاني. لكن حكومة كردستان نشرت قواتها على طول الحدود وهددت بتصعيد التمرد الكردي في تركيا، واختلفت التفسيرات حول الأمر، فالأكراد العراقيون من وجهة نظر البعض يهدفون لإحباط مخطط تركيا في الغزو، كما يرمون لتعزيز نفوذ مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان.

أما الأتراك فهم يريدون تحطيم قدرات حزب العمال وإضعاف النفوذ السياسي والاقتصادي للفصائل الكردية، وتشتيت التمركز السكاني للأكراد في شمال العراق الذي تحول إلى ملاذ آمن لأكراد المنطقة.

وربما ترمي أنقرة أيضاً إلى إقامة منطقة عازلة لمنع المتمردين الأكراد من مهاجمتها, وكذلك إحباط مخطط يشاع أن تنظيم القاعدة يُعد له بتشكيل تنظيم محلي في تركيا على غرار العراق. خالد عويس - العربية.

منتهى الرمحي: معنا هنا في الأستوديو السيد عماد جميل مزوري ممثل حكومة إقليم كردستان في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسينضم إلينا من إسطنبول السيد حسن جوني مستشار الأمن القومي التركي السابق، ومعنا الآن من القاهرة الدكتور عمرو الشوبكي الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أهلاً بكما وأبدأ معك سيد عماد, ماذا يعني بالنسبة لحكومة إقليم كردستان أن يوافق البرلمان التركي على هذه المذكرة التي تسمح بتوغل القوات التركية شمال العراق؟

عماد جميل مزوري: في الحقيقة التصديق على المذكرة لا يعني قيام تركيا بالدخول إلى الأراضي العراقية وهذه عملية تستغرق وقت، ونحن في حكومة إقليم كردستان لا نعتقد أن الأمور سوف تصل إلى هذه الدرجة، لأنه ليس من مصلحة أحد دخول القوات التركية إلى العراق.

منتهى الرمحي: هم يقولون بأن الوقت ما زال مبكراً لطرح مواعيد ممكنة للدخول في شمال العراق أو لعملية التوغل هذه، لكن فيه مطالب محددة من قبل تركيا هي أن تقف حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية والقوات الأميركية في وجه حزب العمال الكردستاني، في أية إجراءات اتُخذت لتجنب التوغل التركي هذا من قبل حكومة إقليم كردستان أو من قبل الحكومة العراقية؟

عماد جميل مزوري: في الحقيقة ذكرنا سابقاً أن حكومة إقليم كردستان لا تختلف مع تركيا حول وجود المشكلة، ولكننا نختلف حول أساليب معالجة هذه المشكلة، هم يصرون على الاختيار العسكري ونحن لدينا تجربة مريرة في الماضي بأن الخيار العسكري لم يؤتِ بثماره، ونعتقد أن الحوار والخيار السياسي هو أحسن وأفضل لحل هذه المشكلة في المرحلة الحالية، ومع الأسف دولة تركيا ترفض إجراء أي حوار مع الطرف الكردي حتى في إشراك ممثلين عن حكومة إقليم كردستان في الوفود العراقية التي تفاوض مع تركيا, وحتى الوضع الأخير مع وزير الداخلية العراقي التي ترتب عليه عقد اتفاقية أمنية.

منتهى الرمحي: سيد حسن جوني وجهة النظر التركية يعني فيما يبدو أن حكومة إقليم كردستان أو الأكراد في شمال العراق إذا بدنا نكون أكثر تحديداً, هم يريدون التفاوض معهم مباشرة من قبل تركيا أو إدخالهم في عملية الحديث عن أكراد حزب العمال الكردستاني، بينما تركيا هي تتفاوض مع الحكومة العراقية في ذلك، ما هي وجهة النظر التركية في ذلك؟

حسن جوني: إن تركيا قد أدركت وفقاً لقوانينها المحلية بأنها يتعين عليها أن تتفاوض مع حكومة العراق المعترف بها، أما حكومة الأكراد في شمالي العراق فهي حكومة جزئية من شمالي العراق، عليه فإن الدولة يمكن أن تتبنى هذه الأشياء بالتفاوض مع دولة أخرى، وتركيا تفكر على هذا النحو لأن الدولة الرئيسة أو الدولة المركزية يجب أن تعالج كافة القضايا المرتبطة بها وليس الدول الإقليمية, وهذا ما نعتقد به وفقاً للقانون الدولي.

منتهى الرمحي: الخيار العسكري الذي يمكن أن تستخدمه أو تلوح به تركيا ما الذي يمكن أن يمنعه؟

حسن جوني: نحن الآن كنا قد درسنا هذا الخيار, ويوم الغد فإن الحكومة التركية سوف تقوم بإعطاء الإذن الضروري بعد موافقة البرلمان الذي سوف يتخذ القرارات المناسبة، لكنني كنت أستمع اليوم إلى مسألة الخيار العسكري, وسمعنا بأن هناك بعض الظروف التي يجب الوقوف عليها أولاً قبل المضي في هذا القرار، وكذلك أن الأميركيين يتحدثون مع الحكومة التركية, وتعلمون أن تركيا هي دولة في حلف الناتو, وعليه فإن الخيار العسكري هو ليس خياراً ملحاً لكنه لا يزال يدور في الأفق, ولا أعتقد أنه سوف يتم التدخل العسكري فوراً وخاصة أن الأحوال تزداد سخونة, لكن قد لا يكون هناك لحظة فعلية وفورية لاتخاذ هذا القرار.

منتهى الرمحي: يعني كان سؤالي ما الذي سيمنع اتخاذ هذا القرار حتى لو أخذ وقت طويل يعني عملية اتخاذه وعملية التوغل, هل هو القضاء على 3500 عنصر من حزب العمال الكردستاني الموجودين في شمال العراق.. يعني هل هذا هو المطلب؟ سيد حسن جوني هل تسمعني..؟ سأعود للسيد حسن جوني ريثما ربما يعني تصل الترجمة إليه.. سأسأل الدكتور عمرو الشوبكي الخبير في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية, دكتور عمرو الشوبكي يعني البعض ربما يقول بأن تركيا عندها أطماع مختلفة أو عندها أهداف أخرى مختلفة غير ملاحقة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق, إذا ما حاولت القيام بعمل عسكري في الشمال, إلى أي مدى ترى أن هذا التحليل منطقي؟

د. عمرو الشوبكي: يعني هناك بالتأكيد جملة من الأهداف وراء تلويح تركيا بعملية عسكرية واسعة في شمال العراق, بالتأكيد منها محاولة إضعاف ليس فقط حكومة كردستان العراق لكن بالأساس هو كسر فكرة أو حلم الدولة الكردية المستقلة التي يعني ظهر للأتراك أن هناك بعض المؤشرات في شمال العراق, وخاصة فيما يتعلق بضم إقليم كركوك الغني بالنفط, أن هناك يعني بعض الخطوات في اتجاه ظهور هذه الدولة أو استقلالها بشكل عملي عن الدولة المركزية في العراق, وربما نكون قد شاهدنا في الفترة الأخيرة الكثير من المظاهر التي دلت على يعني رغبة أكراد العراق في الانفصال العملي, ولا أقول النظري أو السياسي في الانفصال في كثير من الخطوات العملية عن الحكومة المركزية, بهذا المعنى أعتقد أن تركيا ترغب في الحقيقة في استئصال هذا المشروع أو هذا الحلم, لكن الخطورة الحقيقية في أي عمل عسكري واسع من شأنه أن يضعف أو يفكك البناء الكردي في شمال العراق, في أنه ربما ينقلنا إلى مرحلة فوضى أخرى في الإقليم الوحيد المستقر في العراق, ونكون دخلنا في دوامة شبيهة بالدوامة التي وقعت فيها الولايات المتحدة حين فككت الدولة العراقية, وشاهدنا ما نشاهده الآن من فوضى وعمليات عنف ودمار..

 

هل ستقوم أميركا بمنع التوغل التركي في الشمال العراقي؟

منتهى الرمحي: هل هذا يعني بأن أميركا ستقوم بكل ما هو ممكن لمنع هذا التوغل التركي في الشمال العراقي؟

د. عمرو الشوبكي: ربما يعني ستقوم بكل ما هو ممكن لعدم تفكيك الكيان الكردي في شمال العراق, لكني لست متأكداً من أن الولايات المتحدة قادرة أو ربما حتى راغبة في أن تمنع أي هجوم تركي على شمال العراق بغرض إضعاف البنية التحتية لحزب العمال الكردي الذي ينشط في هذه المنطقة, ونعلم أنه مارس أيضاً الكثير من عمليات العنف والعمليات الإرهابية داخل الأراضي التركية..

منتهى الرمحي: بس دكتور عمرو يعني العملية هنا تدخل في نوع من الإرباك, يعني الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أية مآسي في الشمال العراقي, يعني يكفيها ما يحصل في الجنوب وفي الوسط من مشاكل وحالة عدم استقرار, وهي بنفس الوقت لا تريد أن تمنع تركيا من ملاحقة حزب العمال الكردستاني, خاصة أن أميركا وأوروبا تقول عنه أنه منظمة إرهابية, يعني معترف فيه أنه منظمة إرهابية كيف الخروج من هذا المأزق بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية؟

د. عمرو الشوبكي: هو بالفعل خيط رفيع جداً, لأن هناك خطر حقيقي في حال إذا تورط الجيش التركي في عملية واسعة في شمال العراق أن ندخل في المستنقع الثاني, وهو تهديد هذا الكيان الوحيد المستقر في العراق وهو الكيان الكردي في شمال العراق, وبالتالي هذه المخاطرة التي أتصور أنها يعني غير مضمونة النتائج, ستمثل ليس فقط خطراً على الواقع العراقي لكنها من وجهة نظري تمثل أيضاً خطراً على تركيا نفسها, في حال إذا تحول هذا الكيان المستقر أو ما يشبه الدولة في شمال العراق, والذي يعطي فرصة في الحقيقة للجانب التركي أن يمارس ضغوطاً اقتصادية وضغوطاً سياسية على حكومة شمال كردستان, وأن يضغط في اتجاه يعني الحصول على مكاسب حقيقية تؤدي إلى إضعاف بنية حزب العمال, هذا هو في الحقيقة ربما يكون الخيار الأمثل, إذا أضفنا إلى ذلك أن هناك عشرات الشركات التركية التي لديها استثمارات في هذا الإقليم, ففي الحقيقة خيار العملية العسكرية الواسعة سيكون خياراً كارثياً على المنطقة بأكملها.

منتهى الرمحي: وتركيا تقول حتى اللحظة أنه لم يتخذ يعني قرار نهائي فيه وما زال الوقت مبكر لطرح هذا الخيار, سيد عماد من جديد يعني أحياناً يُنظر إلى إقليم كردستان على أنه في موضوع حزب العمال الكردستاني يتعامل بشكل عرقي أكثر منه بشكل منطقي كدول بينها وبين بعض, حزب العمال الكردستاني من قبل تركيا وأوروبا وأميركا يقال عنه أنه منظمة إرهابية ومعترف فيه ويعني مسجل على لائحة المنظمات الإرهابية, حكومة إقليم كردستان في الوقت الذي تطلب فيه أن يتم التفاوض معها مباشرة هي ما بتعمل شي لطمأنة الطرف الآخر إنه في أي شي على الطريق؟

عماد جميل مزوري: في الحقيقة القضية الكردية في تركيا ليست قضية البي كي كي هي قضية إنسانية, قضية شعب موجودة والشعب محروم من حقوقه..

منتهى الرمحي: هي القضية القومية الكردية أنا بحكي عن البي كي كي نفسه..

عماد جميل مزوري: من جانب البي كي كي في التسعينات تعاونت حكومة إقليم كردستان تعاونت بشكل وثيق مع دولة تركيا حتى في المجال العسكري ولم تفلح هذا الجهود, وتوصلنا إلى نتيجة أنه لا بد من اللجوء إلى الخيار السياسي..

منتهى الرمحي: طيب مهو البي كي كي أيضاً يمارس عمليات من خلال.. هو موجود في المنطقة العراقية ضد تركيا يعني كل يوم معلن عنها؟

عماد جميل مزوري: هذا صحيح, ولكن العمليات التي تجري داخل العمق التركي وليس على الحدود ولديهم قوات داخل تركيا, ثانياً هذه المنطقة التي يتواجدون فيها منطقة جبل منطقة وعرة والكل يعرف ذلك, ليست هناك قوة تستطيع أن تخرجهم من هناك..

منتهى الرمحي: طيب على أي أساس بتحكوا إنه لازم يتفاوضوا معكم, يعني بتمونوا عليهم ممكن أن تصلوا معهم لأي اتفاقية كحكومة إقليم كردستان؟

عماد جميل مزوري: هناك نقطة مهمة لا بد أن أؤكدها سيدة منتهى, أولاً نحن نعيد ونكرر موقف حكومة إقليم كردستان وهو نفس موقف الحكومة الفدرالية في بغداد, هو الذي عبر عنه سيادة رئيس الوزراء الأستاذ البرزاني أمس في مقابلة مع الجزيرة, حين قال نحن نسعى إلى أفضل العلاقات مع دول الجوار من ضمنها تركيا, بشرط أن تكون هذه العلاقات قائمة على مبدأ الاحترام والمنفعة المتبادلة, وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض..

منتهى الرمحي: هيك كأنكم حكومة لوحدكم يعني مالكم علاقة بالحكومة المركزية..

عماد جميل مزوري: كجزء من العراق..

منتهى الرمحي: لأ بس إنتو إذا الحكومة العراقية المركزية تفاوضت على هذا الموضوع وقعت اتفاقية مع تركيا وأنتم رفضتوها؟

عماد جميل مزوري: هذه نقطة حساسة لا بد أن أذكرها, باعتبارنا شركاء أساسيين في الحكومة الفدرالية في بغداد نحن كان لدينا اعتراضات وتحفظات على هذه الاتفاقية لأننا تعجبنا من إبرامها من وراء ظهورنا, رغم التواجد الكردي الضخم في بغداد والتمثيل الكردي في الحكومة الفدرالية, لا بد أنه كانت هناك نية مسبقة لإخفاء الأمر عن الأكراد, والأكراد..

منتهى الرمحي: بس وزير الخارجية ورئيس الجمهورية من الأكراد يعني ألا يعبرون عنكم؟

عماد جميل مزوري: لم تطلع حكومة إقليم كردستان على..

منتهى الرمحي: يعني كيف مفروض أنها يتم اطلاعها مسبقاً في حكومة مركزية..

عماد جميل مزوري: صحيح وهذا ما نطالب به, لأنه لدينا تجارب مريرة مع الاتفاقيات السرية التي تجري على..

منتهى الرمحي: يعني مثلاً بدي أفترض أن الجنوب عندهم صار فدرالية وفي تلميحات لهذا الوضع, وصار في أي نوع من الاتفاقية ما بين الحكومة المركزية وأي دولة مجاورة مع إيران مثلاً, ممكن الشيعة مثلاً يظهروا أو يخرجوا يقولوا إنه ما تم الاتفاق معانا على هذه الاتفاقية ويرفضوا اتفاقية وقعتها الحكومة المركزية؟

عماد جميل مزوري: إذا كانت الاتفاقية تخص أهل المنطقة والإقليم بالدرجة الخصوص نعتبر أنه من الضروري استشارتهم على الأقل أو إشراكهم في المفاوضات..

منتهى الرمحي: طيب شو بدكم تعملوا لو فعلاً تركيا عملت بهذه العملية العسكرية؟

عماد جميل مزوري: هذه النقطة سيدة منتهى إذا تسمحين لي.. النقطة الأخرى تركيا إقليم كردستان معترف به في الدستور العراقي وبشريك أساسي كما ذكرنا في حكومة بغداد, تركيا لحد الآن لا تعترف بإقليم كردستان وبالمؤسسات القانونية في كردستان والتي هي جزء من الشرعية العراقية, بمعنى آخر أن دولة تركيا لا تعترف بالشرعية العراقية ولا بالدستور العراقي..

منتهى الرمحي: طيب خليني أسأل هذا للسيد حسن جوني..

عماد جميل مزوري: كيف تقوم الحكومة بإجراء عقد مع هذه الحكومة التي لا تعترف بالشرعية العراقية.

منتهى الرمحي: سيد حسن جوني لا أدري إن كنت استمعت إلى ما قاله ممثل حكومة إقليم كردستان في الإمارات العربية المتحدة السيد عماد معنا قبل قليل, قال أن من حقهم أن يعرفوا بهذه الاتفاقيات مسبقاً قبل توقيعها مع الحكومة المركزية؟

حسن جوني: هذه هي نصيحة الولايات المتحدة والتي قالت أنه يتعين علينا أن نوقع هذه الاتفاقية مع الحكومة المركزية, وبناء على هذا النصح قامت تركيا بتوقيع هذه الاتفاقية مع حكومة العراق, فإذا تم التوقيع مع الحكومة المركزية فهذا يعني اعتراف بالدستور العراقي, وبالتالي فإننا نعتقد أن الحكومة العراقية كانت ضعيفة لتتدخل بمسألة حزب العمال الكردستاني, والحكومة في شمال العراق لم تكن ترغب ولم تظهر أي نوايا أيضاً لمعالجة قضية حزب العمال الكردستاني, أو لمعالجة هذا الوضع وفقاً لما اقتضت عليه التعليمات من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية, وعليه فإن تركيا سوف تتدخل بهذه المسألة وسوف تتدخل وتلاحق حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية بحدود 15 - 20كم وليس إلى داخل الحكومة العراقية, وهذا ما كنا نسعى إلى القيام به وعلى هذا الأساس نفس هذه..

منتهى الرمحي: طيب هذا لا يتعارض مع الاتفاقية التي تم توقيعها المقاطعة صعبة في الترجمة بعرف..

حسن جوني: هذا الأمر قد يكون ضد إيران فنحن لا نعلم أي منظمة هذه صراحة.

منتهى الرمحي: هذا التوغل إذا ما حصل التركي ألا يتعارض مع الاتفاقية التي تم التوقيع عليها؟.. يبدو أننا لن نستطيع أن نأخذ الإجابة على هذا السؤال لأن الوقت انتهى.. السيد حسن جوني مستشار الأمن القومي التركي السابق ضيفي من اسطنبول شكراً جزيلاً لك. بقي معنا فقط عشرين ثانية دكتور عمرو الشوبكي الخبير في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية ضيفي من القاهرة شكراً جزيلاً لك, وضيفي هنا في الاستديو السيد عماد جميل مزوري ممثل حكومة إقليم كردستان في الإمارات العربية المتحدة شكراً جزيلاً لك على المشاركة.

دائماً للاطلاع على مضمون حلقات بانوراما وتقاريرها وعلى آخر الأخبار والتحقيقات ندعوكم لزيارة موقع العربية على الانترنت, إلى هنا تنتهي حلقة بانوراما لهذه الليلة موعدنا يتجدد وإياكم غداً بإذن الله قبل هذا الموعد بحوالي ساعة تحية لكم وإلى اللقاء.