المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 3 آذار 2008

إنجيل القدّيس مرقس .12-1:2

وعادَ بَعدَ بِضعَةِ أَيَّامٍ إِلى كَفَرناحوم، فسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيت. فآجتَمَعَ مِنهُم عَدَدٌ كثير، ولَم يَبقَ موضِعٌ خالِياً حتَّى عِندَ الباب، فأَلقى إِلَيهِم كلِمةَ الله، فأَتَوه بمُقعَدٍ يَحمِلُه أَربَعَةُ رِجال. فلَم يَستَطيعوا الوُصولَ بِه إِليه لِكَثرَةِ الزِّحام. فَنَبشوا عنِ السَّقفِ فَوقَ المَكانِ الَّذي هو فيه، ونَقَبوه. ثُمَّ دَلَّوا الفِراشَ الَّذي كانَ عليه المُقعَد. فلَمَّا رأَى يسوعُ إِيمانَهم، قالَ لِلمُقعَد: «يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك». وكانَ بينَ الحاضِرينَ هُناكَ بَعضُ الكَتَبَة، فقالوا في قُلوِبهم: «ما بالُ هذا الرَّجُلِ يَتَكَلَّمُ بِذلك؟ إِنَّه لَيُجَدِّف. فمَن يَقدِرُ أَن يَغفِرَ الخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه؟» فَعَلِمَ يسوعُ عِندَئِذٍ في سِرِّهِ أَنَّهم يقولونَ ذلك في أَنفُسِهم، فسأَلَهم: «لماذا تقولونَ هذا في قُلوبِكم؟ فأَيُّما أَيسَر؟ أَن يُقالَ لِلمُقعَد: غُفِرَت لكَ خَطاياك، أَم أَن يُقال: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وَآمشِ؟ فلِكَي تَعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ له سُلطانٌ يَغفِرُ بِه الخَطايا في الأَرض»، ثُمَّ قالَ لِلمُقعَد: «أَقولُ لكَ: قُمْ فَاحمِلْ فِراشَكَ وَاذهَبْ إِلى بيتِكَ». فقامَ فحَمَلَ فِراشَه لِوَقتِه، وخَرَجَ بِمَرْأًى مِن جَميعِ النَّاس، حتَّى دَهِشوا جَميعاً ومَجَّدوا اللهَ وقالوا: «ما رَأَينا مِثلَ هذا قَطّ».

 

مخاوف سورية من صفقة بين المحكمة الدولية والضباط الأربعة يكشفون فيها دور نظام دمشق في جريمة اغتيال الحريري

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في دولة خليجية النقاب امس عن ان مبعوث الامين العام للأمم المتحدة الخاص لمراقبة تنفيذ القرار الدولي 1559 الداعي الى تجريد الميليشيات في لبنان من سلاحها تيري رود لارسن, قد يكون حمل معه الى زعماء دول عربية بدأ جولة عليها بزيارة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات الثلاثاء الماضي »الموعد المحدد لبدء اعمال المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في النصف الاول من يونيو المقبل والموعد الثاني لصدور القرار الظني الذي يطلق جلساتها في اواخر سبتمبر او مطلع اكتوبر المقبلين, في محاولة لوضع القادة العرب في صورة ما يمكن ان يحدث من تطورات او تداعيات من الان وحتى هذين الموعدين على الساحة اللبنانية في محاولات سورية قد تكون يائسة لعرقلة الاستحقاقين بشتى الوسائل«.

وقال الديبلوماسي العربي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن ان »الحملة الدراماتيكية التي يقوم بها نظام بشار الاسد عبر عملائه في لبنان منذ نحو شهرين بهدف الضغط على حكومة فؤاد السنيورة لاطلاق سراح الضباط الامنيين الاربعة المعتقلين على ذمة التحقيق بقضية اغتيال الحريري, وهم اللواء الركن جميل السيد المدير السابق للامن العام, واللواء مصطفى حمدان قائد لواء الحرس الجمهوري السابق واللواء مصطفى الحاج قائد قوى الامن الداخلي السابق, ومدير الاستخبارات السابق العميد ريمون عازار, والتي بلغت دمشق من خلالها حدود »تجنيد« الامين العام لحزب الله حسن نصر الله شخصيا وحليفه ميشال عون للمساهمة فيها - هذه الحملة ناجمة عن معلومات استقتها سورية من جهات عربية واوروبية تؤكد ان الادعاء العام الدولي المتمثل برئيس لجنة التحقيق الراهن دانيال بلمار الكندي قد يتمكن قبل اصدار قرار اتهامه او بعده من عقد صفقة او عدة صفقات مع احد المعتقلين الامنيين اللبنانيين الاربعة او مع بعضهم او معهم جميعا بعد اطلاعهم او اطلاع محاميهم على التهم المحددة الموجهة اليهم يكشفون من خلالها »المستور« عن مرتكبي جريمة اغتيال الحريري والقادة اللبنانيين الاخرين من قوى 14 اذار مقابل اصدار احكام مخففة عليهم وضمان سلامتهم وسلامة عائلاتهم عن طريق نقلهم للاقامة في الخارج تحت حماية دولية وهو امر مشروع ومتعارف عليه بين الاجهزة القضائية في العالم لكشف المجرمين«.

وأوضح الديبلوماسي ل¯ »السياسة« ان »المخاوف السورية الكبيرة من امكانية عقد مثل هذه الصفقة تجلت واضحة في اطلاق الحملة للافراج عن الضباط الاربعة قبل ثلاثة اشهر فقط من الموعد المتوقع لبدء تفعيل المحكمة الدولية في اوائل يونيو بعدما كانت محاولاتها السابقة طوال نحو ثلاث سنوات منذ اعتقالهم في 31 اغسطس 2005 حتى الان خجولة وغير فاعلة ولم تتخذ في اي وقت مثل الان طابع الحملة المنظمة اللجوج«.

ونقل الديبلوماسي عن جهات رسمية خليجية تأكيد لارسن على ان التجديد للجنة التحقيق الدولية التي تنتهي ولايتها في منتصف يونيو المقبل لم يعد واردا »ما يعني ان المحكمة سترى النور حول هذا التاريخ مع العلم ان بإمكان المدعي العام بلمار اكمال تحقيقاته دون ان يتأثر بالغاء اعمال اللجنة«,واماط اللثام عن ان السلطات اللبنانية التي كانت شددت الحراسة على رؤساء الاجهزة الامنية الاربعة المعتقلين في سجن رومية شمال بيروت اثر شائعات قبل اكثر من سنة عن امكانية تهريبهم منه »ضاعفت خلال الشهرين الماضيين اجراءات الامن حولهم مرة اخرى بعد تنبهها الى الحملة السورية لاطلاقهم التي بدأها علنا حسن نصر الله في احد خطاباته ثم تبعه فيها ميشال عون وعملاء سورية الاخرون امثال وئام وهاب وطلال ارسلان وناصر قنديل وحتى الرئيسين الاسبقين عمر كرامي وسليم الحص«.

وقال الديبلوماسي ان المحاولات التي قام بها »وسطاء ومحامو الضباط الاربعة مع البطريرك الماروني نصر الله صفير ومع قائد الجيش العماد ميشال سليمان والتي وصلت الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال زيارته الثانية للبنان باءت كلها بالفشل لان البطريرك وسليمان اللذين اعربا عن تضامنهما »الانساني« مع المعتقلين ابلغا هؤلاء الوسطاء والمحامين وعائلات الضباط انهما لا يتدخلان في القضاء وان المحكمة الدولية ستخلي سبيلهم اذا ثبتت براءتهم فيما رد عمرو موسى عليهم بالقول ان هذا الموضوع امر متعلق بمجلس الامن والمجتمع الدولي وهو اصلا غير قادر على التدخل في هذا الموضوع البعيد عن صلاحياته«.

 

واشنطن دعت إلى وقف العنف والعودة إلى المفاوضات

المخابرات الإسرائيلية تتوقع مشاركة إيران وسورية و»حزب الله« في معركة غزة

 واشنطن - جنيف -  عمان - غزة - (وكالات): أكد قائد هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي عاموس يدلين امس ان كلا من ايران وسورية وحزب الله, يتابعون عن كثب احداث العملية العسكرية التي يشنها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة. وقال يدلين في حديث الى اذاعة الجيش الاسرائيلي انه »اذا طرأت تطورات في العملية العسكرية الجارية حاليا في قطاع غزة فمن المحتمل ان تتدخل ايران وسورية و»حزب الله« في الوضع الجاري. في سياق متصل طالب وزير الدفاع ايهود باراك زميله وزير العدل دانيئيل فريدمان بدراسة قانونية لإمكانية استهداف المناطق الآهلة بالسكان في قطاع غزة والتي تطلق منها الصواريخ على المستعمرات الاسرائيلية. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان طلب باراك جاء بعد ان حاول النائب الاول لرئيس الوزراء حاييم رامون استيضاح سبب امتناع قوات الجيش العاملة في غزة عن اطلاق النار تجاه المناطق التي تطلق منها القذاف الصاروخية.

ونقلت الاذاعة عن رامون قوله خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية الاسبوعية امس ان القانون الدولي يسمح باتباع هذا الاسلوب من اطلاق النار »بصورة مكثفة ومباشرة«, مضيفا انه سمح لقوات الجيش خلال حرب لبنان الثانية باطلاق النار صوب مناطق مأهولة عندما اطلقت منها الصواريخ تجاه اسرائيل.

واعتبر رامون اطلاق النار ردا على مصدر النيران حتى لو كان مأهولا »امر مقبول وشرعي«. ونقلت الاذاعة العبرية عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها ان قصف اشدود من جانب الفلسطينيين سيمثل تغيرا ستراتيجيا في المواجهة معه. وأوضحت ان لمدينة اشدود اهمية كبيرة من الكثافة السكانية العالية بها اضافة الى مينائها البحري الذي يضم عددا كبيرا من المصانع الكيماوية.

وحيال هذه التطورات طالب البيت الابيض الاميركي مساء امس, بانهاء العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين في غزة والعودة الى المفاوضات الثنائية التي اعلن الرئيس الفلسطيني تعليقها. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو »ان الولايات المتحدة تأسف للخسائر البشرية الاسرائيلية والفلسطينية, وتوجه نداء لوقف العنف وكل الاعمال الارهابية التي تطاول مدنيين ابرياء«. على صعيد متصل دعا وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط, اسرائيل الى التوقف عن الاستخدام الاعمى للقوة المسلحة في غزة كما دعا الجانب الفلسطيني الى التوقف عن اطلاق النار وتهدئة الوضع الملتهب. واكد ابو الغيط ان الاعتداءات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني »تضع عملية السلام في موقف حرج« محذرا من ان الفلسطينيين سيخسرون كثيرا بمرور الوقت نتيجة للانقسام الداخلي«. ومن جهتها اطلقت الحكومة الفلسطينية المقالة مبادرة لتحقيق الوحدة وانهاء الانقسام وحالة الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة من اجل مجابهة الهجمة الصهيونية.

ودعت الحكومة على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو في مؤتمر صحافي عقده في غزة الى الشروع في حوار وطني غير مشروط يتضمن بحث نقاط الاختلاف كافة لوضع حلول نهائية لها وانهائها من جذورها وتشكيل حكومة وحدة وعقد جلسة طارئة موحدة للمجلس التشريعي واطلاق المعتقلين فورا في الضفة الغربية, والسماح بخروج المسيرات الداعمة لقطاع غزة. وطالب النونو بعقد جلسة طارئة لجامعة الدول العربية لمناقشة حملة »الابادة الجماعية« في قطاع غزة موجها الدعوة الى عمرو موسى لزيارة قطاع غزة بشكل فوري ليكون اول من يكسر الحصار ويطلع بنفسه على حجم الجريمة الصهيونية. واستهجن »تصريح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي وصف فيه المقاومة بالارهاب«, وقال النونو »نرى في هذه التصريحات مساواة للضحية بالجلاد وندعو الامم المتحدة الى الاضطلاع بدورها في حفظ الامن والسلم الدوليين ووقف جرائم الاحتلال«.

 

 لارسن بحث مع الرئيس المصري تداعيات الأزمة على المنطقة

 مجلس الجامعة العربية يناقش اليوم الملف اللبناني تمهيدا لتحديد مصير مهمة موسى في بيروت

بيروت - »السياسة« والوكالات:

على وقع ارتفاع وتيرة التأزم الداخلي والاقليمي, وبعد تعثر مساعي الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لتنفيذ المبادرة العربية, انشغلت الاوساط السياسية بقراءة ابعاد قرار السلطات السعودية بالطلب الى رعاياها مغادرة لبنان بأسرع وقت. وفي حين حاولت بعض المصادر التأكيد بأن القرار هو بمثابة نصيحة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان, ابدت اوساط سياسية مراقبة, خشيتها من ان تكون المنطقة برمتها, مقبلة على تطورات امنية بالغة الخطورة, في ظل ازدياد الاستعدادات الميدانية الحربية, والتي تجلت بنشر الولايات المتحدة الاميركية, لعدد من قطع اسطولها البحري قبالة الشواطئ اللبنانية, في موازاة الحرب الاسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة. الى ذلك, سيكون الملف اللبناني اليوم, محور اعمال مجلس جامعة الدول العربية في دورته العادية ال¯,129 على مستوى المندوبين الدائمين, حيث سيتم بحث مشروع جدول الاعمال واعداد مشاريع القرارات الخاصة به, لرفعها الى مجلس وزراء الخارجية في الخامس من الجاري, والذي من المقرر ان يبحث في الملف اللبناني, وما يتعلق بمصير المبادرة العربية لحل الازمة السياسية المتفاقمة.

في سياق متصل, اعلن مبعوث الامم المتحدة لتطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن, امس, ان الامين العام للمنظمة بان كي مون, "قلق للغاية" إزاء الوضع في لبنان, وقال في تصريح الى الصحافيين, عقب اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك, ان بان كي مون يشعر بالقلق "خاصة لما يرتبط بهذه القضية من تداعيات وتأثيرات, على الاستقرار في المنطقة بشكل عام". وأضاف المبعوث الدولي, أنه نقل رسالة شخصية من الامين العام إلى الرئيس المصري, تتعلق بالوضع في لبنان, في ضوء الصعوبات الحالية التي تكتنف هذا الموضوع وتداعياتها المحتملة على استقرار المنطقة بأسرها, مشيرا الى أن الرئيس المصري والامين العام للامم المتحدة, "ينظران بشكل متطابق لهذه القضية الهامة", موضحا أن مضمون هذه الرسالة "يتضمن التأكيد على استمرار الحوار بين مصر والامم المتحدة في هذا الشأن".

وردا على سؤال حول ما إذا كان وجود المدمرة الاميركية "كول" قبالة السواحل اللبنانية, يمثل عائقا إضافيا أمام جهود إنهاء المشكلة الحالية, قال المبعوث الدولي "من الصعب القول ذلك, فهناك وجود عسكري مستمر في المنطقة", معربا عن اعتقاده أن وجود هذه المدمرة "يحمل بعض الاشارات والمعاني, لكنه لايعني تغيرا كبيرا على ارض الواقع, لان الوجود العسكري الاميركي قائم في المنطقة منذ فترة طويلة".

على الصعيد الداخلي, اكد وزير الثقافة والخارجية بالوكالة طارق متري, ان الحكومة اللبنانية لم يتم استشارتها في شأن تحرك البارجة الاميركية, مضيفا "لسنا وكلاء للولايات المتحدة, مهما قال البعض, رغبة في تسجيل النقاط او محاولة لنقل الخلافات الى مكان آخر", ورأى ان التحرك الاميركي رسالة سياسية الى سورية, وليس تمهيدا لعمل جذري, معتبرا ان لا رابط بينه وبين ما يجري في غزة. وفي اطار الازمة اللبنانية, اكد رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" امين الجميل, امس, ان ما حصل في الاجتماع الرباعي الاخير الذي عقد برعاية موسى, يعبر بصدق عن مخطط المعارضة الهادف الى نسف المبادرة العربية, والانقلاب على الدستور, مشيرا الى ان المشهد السياسي اللبناني يتجه نحو المجهول, كما اعرب عن تطلعه الى كل الخيارات التي تقود الى التوافق. الى ذلك, رأى مستشار رئيس الحكومة السفير محمد شطح, ان هناك خطة مبرمجة تتبعها المعارضة بأوامر خارجية لإبقاء الفراغ في لبنان, مشيرا الى الشروط التي يتم وضعها كلما اقتربنا من الحل.

واستبعد ان يمثل رئيس مجلس النواب نبيه بري لبنان في القمة العربية المقررة في دمشق اواخر الشهر الجاري, موضحا ان الشلطة التشريعية لا تستطيع ان تمثل السلطة التنفيذية. من جانبه, اعتبر عضو تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب سليم عون, ان الوضع في لبنان بدأ يتجه نحو درجات بالغة الخطورة, لافتا الى ان ما حدث ويحدث مخطط له بشكل مسبق, ومؤكدا ان ما يضع حدا للأزمة هو اتفاق سياسي كامل بين الاطراف اللبنانية. في سياق آخر, اعتبر وزير العدل شارل رزق, ان المحكمة الدولية بدأت تحظى بإجماع اللبنانيين كونها عنصر توحيد ومصالحة, مشيرا الى ان عمل المحكمة بات قريبا جدا اثر الاجراءات العملية التي انجزت, كما اكد ان المحكمة هي مؤسسة قانونية تهدف الى خدمة القانون والعدالة.

 

مئات الأكراد يتظاهرون في بيروت دعما لأوجلان

بيروت - ا ف ب: تظاهر مئات الاكراد في بيروت, أمس, مطالبين المفوضية الاوروبية, بنشر نتائج الفحوصات التي اجرتها ل¯«قائد الشعب الكردي« عبد الله اوجلان, الموجود في احد سجون تركيا منذ تسعة اعوام, حيث يخضع »لتسميم ممنهج«. وجاء في بيان وزعه المنظمون, ويحمل توقيع »الشعب الكردي في لبنان«, ان الدولة التركية استهدفت اوجلان, »من الناحية الجسدية عبر قيامها بجريمة التسميم الممنهج«, وذلك بعد »ان فشلت مع حلفائها« في القضاء على »المقاومة« اثر اعتقاله, مشيراً »الى ان عدم كشف الاتحاد الاوروبي عن نتائج الفحوصات التي اجراها لاوجلان, يشكل مشاركة فعلية في الجريمة«. وطالب اكراد لبنان في بيانهم, »بوضع حل سلمي للقضية الكردية, عن طريق الحوار السياسي«, مشددين على »ان السلام الحقيقي يمر بتحقيق حرية اوجلان«. وتقدم مئات من الاكراد, يرفعون العلم الكردي وصورا لاوجلان, ويافطات منها »اوقفوا تركيا« باللغة الانكليزية, باتجاه مقر المفوضية الاوروبية, من دون ان يتمكنوا من الوصول, بسبب العوائق الحديدية والاسلاك الشائكة التي نشرتها قوات الأمن اللبنانية.

 

تشييع العريف الشهيد عبيد في الضنية وممثل قائد الجيش قلده وسام الجرحى

وطنية - 2/3/2008 (متفرقات) شيعت قيادة الجيش وبلدة عين التينة في قضاء الضنية، العريف الشهيد عمران عبيد الذي فارق الحياة بعد اصابته بجروح خطيرة خلال معارك نهر البارد، في حضور ممثل وزير الشباب والرياضة الدكتور احمد فتفت معتز هوش، العقيد جوزف خليفة ممثلا قائد الجيش العماد ميشال سليمان، مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، النائب السابق اسعد هرموش، منسق تيار "المستقبل" في الضنية نظيم الحايك، رئيس مكتب مخابرات الجيش في الضنية العقيد باسم كبارة، الملازم اسماعيل الايوبي ممثلا قيادة قوى الامن الداخلي، الملازم علي ايوب ممثلا مدير عام الامن العام وفيق جزيني، رئيس اتحاد بلديات الضنية عبد الملك الحاج، رؤساء بلديات ومخاتير قرى الضنية وحشد من ابناء المنطقة. بعد الصلاة على جثمان الشهيد، عزفت ثلة من فرقة موسيقى الجيش اللبناني نشيد الموتى، ثم كانت كلمة قائد الجيش القاها ممثله العقيد خليفة، تحدث فيها عن مزايا الشهيد والتنويهات التي نالها من قيادة الجيش، ثم قلده وسام الجرحى بعدها حمل رفاق الشهيد النعش ووري جثمانه في مدافن البلدة.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 2 اذار مارس 2008

ورد في الصحف الاسرار الاتية

النهار

اسرار الآلهة: رفعت سفارات غربية وعربية مستوى الاجراءات الامنية حول مكاتبها ومنازل المسؤولين فيها، في ظل معلومات عن احتمال استهدافها بسبب وقوف حكوماتها بجانب الموالاة.

من المسوؤل: أجرى وزير مستقيل تشكيلات على مستوى الفئة الثالثة، يدرسها حالياً مجلس الخدمة المدنية لبت قانونيتها ومواءمتها وقانون موظفي الدولة.

لماذا: توقعت دوائر ديبلوماسية في بيروت حصول اضطرابات أمنية في أربع دول عربية، اثنتان في المشرق العربي واثنتان في مغربه.

المستقبل

وصفت أوساط غربية زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الى واشنطن بأنها لأغراض تنسيقية.

تقول مصادر ديبلوماسية في العاصمة الأميركية ان وجود المدمرة قبالة المياه الاقليمية للبنان لا يمكن اعتباره غير اعتيادي ومكانها الجديد مرتبط بالرسالة التي تحملها.

وضعت الأمم المتحدة خطة لتجهيز المبنى الذي ستتخذه المحكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مقراً لها في هولندا.

البلد

حزب موال لم يوزع على اعضائه المبالغ التي وعد بها مناصريه بها في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري للنزول الى ساحة الشهداء

زوجة احد رؤساء الاحزاب في فريق الاكثرية بيتها الزوجي اثر خلاف سياسي مع زوجها

يتحضر عدد من نواب وفاعليات ال14 من اذار التوجه قبل وبعد 5 الجاري الى مصر وعدد من دول الخليج لشرح وجهة نظرهم بالمبادرة العربية

تعيش المخيمات الفلسطينية توترا مرده الى امرين الاول ما هو حاصل من مجازر في غزة والثاني نتيجة دخول اصوليين وغرباء الى المخيم والقيام بتريبات في مواقع معينة

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في بكركي والتقى شخصيات ووفودا: ما نشهده من تجاذبات بين أهل الحكم يوقع اليأس في قلوب المواطنين

وطنية - 2/3/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه امين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري وحضره حشد من المؤمنين والوفود الطالبية والشعبية الى فعاليات سياسية وحزبية واجتماعية وانسانية.

العظة

وبعد الانجيل المقدس, ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان: "تجربة يسوع" أكمل فيها الحديث عن روح القدس وقانون العماد وهنا نصها:

"ان نزول الروح القدس على يسوع الذي يختتم مشهد العماد، يشكل نوعا من بدء مهمة يسوع الرسمية. وليس دونما سبب اذن، رأى الآباء في هذا العمل وجه شبه مع المسحة التي كان الملوك والكهنة في اسرائيل يقلدون بواسطتها وظائفهم. والعبارة "المسيح" تعني الممسوح: وكانت تعتبرالمسحة في العهد القديم كعلامة مرئية لتسلم الهبات المطلوبة للقيام بالوظيفة، وهبة روح الله للقيام بالوظيفة. وانطلاقا من هذا، في آشعيا، يتوطد الرجاء "بمسيح" حقيقي، وتقوم "مسحته" على أن روح الرب يستقر عليه: روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح العلم وتقوى الرب". وحسب رواية القديس لوقا، قدم يسوع نفسه في مجمع الناصرة، وأعلن عن رسالته باستعماله عبارة مشابهة لعبارة آشعيا: "روح الرب علي لأن الرب مسحني". وفي ختام مشهد العماد، قيل لنا أن يسوع قبل المسحة الحقيقية، وانه "المسيح" المنتظر: اذذاك خلعت عليه رسميا الكرامة الملوكية والكهنوتية للتاريخ وأمام اسرائيل.

فمنذ ذلك الحين، تقلد المسيح هذه الرسالة. وتخبر الأناجيل الازائية الثلاثة، وهذا ما يثير فينا العجب، ان أول عمل قام به الروح كان الذهاب بيسوع الى الصحراء "لكي يجربه الشيطان". وسبقت هذا العمل فترة خشوع، كانت حتما في الوقت عينه، صراعا داخليا في سبيل الرسالة، وصراعا ضد تشويهات الرسالة، هذه التشويهات التي بانت كأنها اتمام لهذه الرسالة. وهذا انزلاق الى التجارب التي تتهدد الانسان، لأن الانسان الذي سقط بامكانه هكذا فقط أن ينهض. ان يسوع، المقيم في قلب رسالته الأصلية، عليه أن يدخل في مأساة الوجود الانساني، وأن يجتازها في أعماقها، لكي يعثر على "الخروف الضال"، وان يحمله على كتفيه، ويعود به الى الحظيرة.

ان نزول يسوع الى "الجحيم" الذي يتكلم عنه قانون الايمان، لم يتم فقط بموته وبعد موته، لكنه يشكل جزءا من مسيرته: كان على يسوع أن يستعيد التاريخ كله انطلاقا من بدايته، من "آدم"، وأن يجتازه ويتألم منه حتى النهاية ليتمكن من تحويله. ان الرسالة الى العبرانيين قد شددت بطريقة خاصة على أن رسالة يسوع، وتضامنه معنا، الذي صوره العماد مسبقا، يتضمن تعرضه للتهديدات والتجارب التي تعرفها الحالة البشرية: "ومن ثم كان عليه أن يتشبه باخوته في كل شيء، ليصير عظيم أحبار رحيما، وأمينا، في ما هو لله، حتى يكفر عن خطايا الشعب. وبما أنه هو نفسه قد ابتلي بالآلام، فهو قادر على اغاثة المبتلين". وفي الواقع انه ليس لنا عظيم أحبار غير قادر أن يعطف على ضعفنا، بل قد جرب في كل شيء مثلنا، ما عدا الخطيئة". ان رواية التجارب مرتبطة اذن اشد الارتباط برواية العماد التي أصبح فيها يسوع متضامنا مع الخطأة. ويجب أن نضيف الى ذلك الصراع في جبل الزيتون، وهو الصراع الكبير الداخلي الذي عاناه يسوع من أجل رسالته. ولكن "التجارب" رافقت يسوع طوال مسيرته، ورواية التجارب بدت، من هذه الناحية -كرواية العماد- استباقا تجمع فيه كل صراع مسيرته.

ان مرقس، في روايته القصيرة عن التجارب، أبرز المقارنة بين آدم والقبول المؤلم بمأساة الحالة البشرية كما هي. كان يسوع "يعيش مع الوحوش، وكانت الملائكة تخدمه". والصحراء -وهي تلك الصورة في مقابل صورة الحديقة- أصبحت مكان المصالحة والخلاص. والوحوش، التي تمثل بطريقة حسية التهديد الذي توجهه الخليقة وقوى الموت الى الانسان، تصبح أصدقاء كما في الفردوس. والسلام الذي بشر به آشعيا في عهد المسيح، قد أستعيد :"يسكن الذئب مع الحمل، ويربض النمر مع الجدي". وحيثما غلبت الخطيئة، وحيثما ساد مجددا الانسجام بين الله والانسان، نتجت عن ذلك مصالحة الخليقة، والخليقة الممزقة عادت مكان سلام، على ما يقول القديس بولس لدى حديثه عن أنين الخليقة التي "تنتظر بفارغ الصبر تجلي أبناء الله".

ان واحات الخليقة التي أزهرت مثلا حول أديار البنديكتان في الغرب، أفليست تمثل مسبقا هذه المصالحة للخليقة الآتية من أبناء الله؟ وخلافا لذلك، أفليست تشرنوبيل (المحطة النووية الروسية التي انفجرت) مثلا تعبيرا مذهلا عن الخليقة المستعبدة والغارقة في ظلام الله؟ وختم مرقس روايته القصيرة عن التجارب بعبارة يمكننا أن نفهمها كأنها تلميح الى المزمور91 (90)، 11: "والملائكة يخدمونه". ونجد هذه العبارة أيضا في آخر رواية موسعة للتجارب لدى متى. وانطلاقا من هذا الاطار الواسع تصبح مفهومة كل الفهم.

تكلم متى ولوقا عن ثلاث تجارب ينعكس فيها كفاح يسوع الداخلي من أجل رسالته، وفي الوقت عينه تظهر المسألة المتعلقة بما يحسب له حساب حقا في حياة الناس. وهنا يظهر بوضوح قلب كل تجربة: وضع الله جانبا الذي، أمام كل ما يظهر في حياتنا أنه ملح، يبدو ثانويا وحتى نافلا ومزعجا. تنظيم الانسان العالم بذاته من دون الله، والاعتماد فقط على الذات، والتسليم كوقائع راهنة بالوقائع السياسية والمادية، باقصاء الله كوهم، هذه هي التجربة التي تتهددنا تحت وجوه كثيرة.

ان طبيعة التجربة تحتوي على مسلك أدبي: فهي لا تدعونا مباشرة الى الشر، وهذا يكون أمرا غليظا. فهي تدعي أنها تظهر لنا ما هو أحسن: التخلي أخيرا عن الأوهام، واستعمال ما لنا من قوى استعمالا جيدا لتحسين العالم. وتحضر الينا أيضا مدعية بالواقع الصحيح. والواقع هو ما نتأكد منه: السلطة والخبز. وفي المقابل، ان أشياء الله تبدو كأنها غير واقعية، وكعالم ثانوي، لا حاجة بنا اليه.

والحال، ان ما في الأمر هو الله: هل هو، نعم أم لا، الواقع بذاته؟ هل هو الخير، أم علينا أن نخترع بذاتنا ما هو خير؟ ان مسألة الله هي المسألة الأساسية التي تضعنا أمام مفترق طرق الوجود الانساني. وماذا على مخلص العالم أن يفعل، أو الا يفعل؟ هذه هي الاسئلة التي تكمن في تجارب يسوع. لدى متى ولوقا، ان التجارب الثلاث متماثلة، غير أن تتابعها مختلف فقط. ولنتبع صيغة متى لما في بنيتها المتصاعدة من تناسق.

ان يسوع "بعد أن صام أربعين يوما واربعين ليلة، اخيرا جاع". وفي زمن يسوع كان الرقم أربعين له معنى رمزي فيه غنى لاسرائيل. فهو يذكرنا أولا بالأربعين سنة التي أمضاها اسرائيل في الصحراء، والتي كانت سني تجربته، وفي الوقت عينه سني اقترابه الخاص من الله. وعلينا أيضا أن نفكر بالأربعين يوما التي أمضاها موسى على جبل سيناء، قبل ان يتمكن من قبول كلام الله، وألواح العهد المقدسة. ويمكن ذلك أن يذكر ايضا بالرواية الربينية التي بموجبها امتنع ابراهيم عن كل طعام وشراب طوال أربعين يوما وليلة، وهو في الطريق الى جبل حوريب حيث كان عليه أن يضحي بابنه، واكتفى بأن يقتات برؤية الملاك الذي كان يرافقه، وبكلامه.

والآباء أيضا، بتمديدهم رمزية الأرقام تمديدا فيه بعض المبالغة، اعتبروا ان الرقم أربعين هو رقم كوني، رقم العالم بمجمله: الجهات الرئيسية الأربع تحدد كل شيء، وعشرة هو عدد الوصايا. والرقم الكوني المضروب بعدد الوصايا يصبح التعبير الرمزي عن تاريخ العالم. ويسوع يجتاز مجددا نوعا ما خروج اسرائيل، وتيه جميع التواريخ وفوضاها. والأربعون يوما التي صام فيها يسوع تشمل مأساة التاريخ التي أخذها يسوع على عاتقه، وتحملها حتى النهاية.

"ان كنت ابن الله، فقل كلمة فتصير هذه الحجارة أرغفة"، هكذا ابتدأت أول تجربة. "ان كنت ابن الله"- وانا سنسمع هذه الكلمات من أفواه الذين سيهزأون من يسوع عند أقدام الصليب: "ان كنت ابن الله، انزل عن الصليب". وقد سبق لسفر الحكمة أن واجه مثل هذه الحالة: "ان كان هذا الصديق ابن لله، فهو ينصره". سخرية وتجربة يسيران هنا معا: على المسيح أن يبرهن من يدعي أنه هو ليكون صادقا. وطلب البرهان هذا اجتاز كل حياة يسوع، وكان يعاب عليه دائما أنه لا يثبت بوضوح من هو. فكان عليه أن يأتي الأعجوبة الكبيرة التي تقضي على كل ابهام وكل تناقض، وتظهر لكل من الناس، بطريقة حاسمة، أنه من هو، أو ليس هو.

هذا الطلب هو ما نوجهه نحن أيضا الى الله، الى المسيح وكنيسته على مدى التاريخ: ان كنت، يا رب، موجودا عليك أن تظهر. وعليك اذن أن تمزق الغيم الذي يحجبك، وأن تعطينا النور الذي لنا حق فيه. اذا كنت أنت، ايها المسيح، حقا ابن الله، ولست أحد المهووسين الذين ظهروا باستمرار في التاريخ، وجب عليك اذن ان تظهر بوضوح اكثر مما تفعل. اذذاك، عليك أن تعطي كنيستك، اذا كانت هي حقا كنيستك، درجة من الوضوح مختلفة عن الدرجة التي هي تعتمد عليها حاليا.

رضي يسوع بأن يجربه الشيطان، ليعلمنا أن نتغلب على التجربة بما وضع في متناولنا من وسائل، وهي الصلاة، والتقشفات، وممارسة الأسرار. غير أن المجرب لا يرتدع بسهولة. وان ما نشهده من تجاذبات بين أهل الحكم، وما يستندون اليه من حجج واهية للإبقاء على الأوضاع على ما هي عليه من تدهور، يكاد يوقع اليأس في قلوب المواطنين. والمهم هو البحث عن كيفية تلبية مطالب هؤلاء المواطنين المحقة، وهي تتكاثر كل يوم، وكأن البلد صائر الى التفكك والزوال. وما من لبناني فيه ذرة من مواطنية صادقة وشعور صادق بالكرامة، يرضى بأن يصبح وطنه في هذه الحالة المزرية التي يتخبط فيها. لنعد اليه تعالى بالصلاة، ولنصارح بعضنا بعضا، ولنشبك الأيدي لننهض معا بوطننا ليعود فيقتعد مقعده بين الأمم، وفي التاريخ".

معلمو "القوات"

وبعد القداس, استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في القداس ومن ابرزهم وفد من مصلحة المعلمين في "القوات اللبنانية" برئاسة الدكتور هنري باخوس الذي وضع البطريرك صفير في صورة النشاطات التي تقوم بها المصلحة على الصعيدين الرسمي والخاص", طالبا بركة صاحب الغبطة وآملا "ان تحمل الايام الآتية السلام والهدوء الى لبنان وشعبه".

البطريرك صفير

ورد البطريرك مشددا على "دور المعلم في ترسيخ المواطنية في الاجيال الطالعة بين ابناء الوطن الواحد, وعلى العيش المشترك, والحفاظ على الصيغة-الرسالة للبنان في هذه المنطقة من العالم", داعيا الى "وجوب تكاتف الجميع من اجل النهوض بالوطن".

والتقى البطريرك صفير ايضا وفدا من كتاب العدل راجعه في شأن مرسوم التعيين الذي لا يزال من دون تنفيذ.

والتقى البطريرك صفير وفدا من طلاب اكليريكية غزير المارونية التي خدمت القداس.

النائب عدوان

وظهرا, استقبل البطريرك صفير نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان وعرض معه للتطورات والمستجدات على الساحة الداخلية.

النائب عدوان وبعد اللقاء الذي استمر 45 دقيقة قال:"الحديث مع سيدنا البطريرك تركز اليوم على الوضع المأساوي الذي يعيشه لبنان في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية". اضاف: "كنا حاولنا في السنتين الماضيتين وخصوصا فترة انتخاب الرئيس ان لا نجعل من لبنان ساحة لبعث الرسائل وورقة مقايضة".

ورأى في "عدم انتخاب الرئيس وكل ما جرى حول هذا الموضوع جعل من لبنان ساحة بدلا من الوطن، والذي يجري اليوم في لبنان يدل على انه اصبح ساحة للجميع الا اللبنانيين، وورقة مقايضة لمصالحهم في النزاعات". ودعا "اللبنانيين المخلصين لوطنهم المبادرة الى انتخاب رئيس للجمهورية فورا، وهو رئيس توافقنا عليه كرئيس تسوية بعيدا عن اي شرط اخر، كي لا يصار رئيسا مكبلا، يأخذ مركزه في بعبدا ويجمع اللبنانيين حول طاولة حوار يشرف عليها الرئيس وبدوره كحكم وما خوله الدستور ممارسته"، لافتا الى "انها الطريقة الوحيدة لانقاذ بلدنا وكي لا يدخل لبنان في اية متاهة والسماح للآخرين باستعماله لمصالحهم".

سئل:وعن تحميل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الاكثرية او الموالاة مسؤولية تعطيل المبادرة العربية وعدم انتخاب رئيس للجمهورية؟ قال: "الرئيس بري كان من اقترح اسم العماد ميشال سليمان، ونحن قبلنا بالاسم كرئيس لتسوية يطلق فيها الحوار من بعبدا للاتفاق على القضايا الخلافية التي نختلف عليها".

اضاف:" لكن التراجع الذي يتم في كل مرة نتوصل الى تفاهم ما حول موضوع ما وفتح مطالب جديدة تدل دلالة على ان هناك نوايا حقيقية في عدم تأمين رئيس للجمهورية، وكي يبقى لبنان ساحة للاخرين".

ورأى: "ان الذي يريد فعلا حل الازمة اللبنانية عليه, التوجه فورا الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس واخراج لبنان من الوضع المأساوي".

سئل:وعن قراءته للقرار السعودي في الطلب الى رعاياه الخروج من لبنان؟

قال:" اقرأه ضمن السياق الذي اقوله، اي ان لبنان يتحول الى ساحة للاخرين واليوم ومنذ ثلاث سنوات, كلما حاول لبنان النهوض والوقوف على قدميه اقتصاديا وتسعى الحكومة اللبنانية الى ايجاد حلول للخروج بلبنان من ازمته الاقتصادية, تتوالى الضربات ما يؤدي الى انعكاسها على المواطن وعلى حياته اليومية, وخروج السعوديين والكويتيين والاخوة العرب من لبنان, سيضرب ما تبقى من السياحة, كونهم كانوا يوفرون الدخل السياحي الاكبر في لبنان".

ورأى: "إن ضرب السياحة بدأ في الخيم الموجودة في العاصمة بيروت، ليستكمل بضرب لبنان اقتصاديا بعد التعب السياسي، بهدف دفع اللبنانيين الى اليأس وهجرة بلدهم"، وقال: "لا اعرف لمصلحة من يجري هذا الامر، لكنني واثق انه لا يصب في مصلحة اللبنانيين".

سئل: وعما اذا كان لهذا الامر خلفيات امنية؟.

قال: "طبعا".

سئل:وعما اذا كان يتخوف من عملية عسكرية او خضة امنية في البلد؟

اجاب: "بين اللبنانيين لست متخوفا اطلاقا، انما لا شك في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية وعدم قيام الدولة بالسيطرة على كل اراضيها تكون ساحة مفتوحة الاختراقات. لا خيار امامنا لاستقرار لبنان الا بقيام الدولة اللبنانية عبر انتخاب رئيس للجمهورية".

سئل:وعن تحميل المعارضة رفض الموالاة لقانون 1960 للانتخابات, والبعض سألكم عما اذا كان قانون غازي كنعان افضل من قانون الى 1960؟

اجاب: "قانون غازي كنعان هو قانون غازي كنعان, مرفوض من قبلنا وعندما رفضنا قانون 1960 وما زلنا، رفضناه في هدف الذهاب الى قانون افضل لا للعودة الى الوراء".

اضاف: "مطلبنا قانون يؤكد صحة التمثيل، اي قانون متقدم اكثر يستطيع مكونات لبنان والمسيحيين بخاصة الذين كانوا اكثر ضررا، ودفعوا الثمن للوصاية ان يختاروا ممثليهم بحرية. رفضنا ولا نزال قانون 1960 للذهاب كما قلت الى قانون افضل او الدائرة الصغرى او الى القانون الذي اقرته الهيئة الوطنية", لافتا الى "ان قانون 1960 افضل من قانون الالفين لكنه ليس بكافيا، مطلبنا الذهاب الى قانون يشعر مكونات المجتمع اللبناني بأنه يعبر فعلا عن طموحاتهم في اختيار ممثليهم".

سئل:وعن قراءته لمجيء البارجة الاميركية ووقوفها امام الشاطىء اللبناني وما يدور من لغط حولها؟

قال: "نحن كلبنانيين غير معنيين اطلاقا بكل ما يجري في مثل هذه الامور, ونصبح معنيين في حال التعرض لسيادتنا واستقلالنا"، واقرأه ب"الاستدراج لتحويل لبنان الى ساحة للاخرين، فعندما لا يكون لدينا دولة قادرة وقوية وتسيطر على قرار الحرب والسلم، وعندما ندخل انفسنا في محاور معينة دون الاخذ في الاعتبار لمصلحة لبنان ولبنان فقط, سيؤدي الى مثل هذه الامور التي هي مرفوضة كليا من قبلنا والتي نطلب في ان يكون لبنان وطنا للبنانيين وليس ساحة لصراع الاخرين".

سئل: وعما اذا كانت "القوات اللبنانية" قلقة على مصير لبنان، وهل لمس اي قلق لدى البطريرك حول ما يجري؟

قال: "لمست قلقا كبيرا لدى البطريرك صفير، ورأى في مرور الايام دون انتخاب رئيس للجمهورية، وتتدرج فيه الامور الى ما تتدرج اليه، يزداد قلق البطريرك، وقد اطلق صرخة اليوم جديدة من اجل انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، ويعتبر ايضا ان ربط انتخاب رئيس بشروط, يضرب موقع الرئيس والرئاسة ووضع المسيحيين بسدة الرئاسة, لانه يعتبر ونحن نوافقه الرأي ك"قوات لبنانية" ان الشروط التي توضع على رئيس الجمهورية مسبقا تجعل الرئيس المقبل رجلا ضعيفا خاضعا لشروط الجميع قبل ان ينتخب. نحن نريد انتخاب الرئيس دون شروط وان يلعب دور الحكم في بناء وتشكيل الحكومة وكل مرافق الدولة".

ومن الزوار ايضا, وفد من عائلة آل باسيل شكر للبطريرك صفير مواساته لهم بوفاة فقيدتهم الغالية، ثم القاضية كارمن عطالله والدكتور سامي البدوي، المهندس جو صوما، ثم الاب ميشال فريغر، مسعود مراد, الى العديد من الفعاليات الحزبية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية ووفود من المناطق اللبنانية.

 

محفوض خلال لقائه كوادر "القوات اللبنانية" في الكورة: لبنان بتضامن وتكاتف طوائفه يكتمل كيانه المستقل

وطنية-2/3/2008 (سياسة) التقى رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض كوادر "القوات اللبنانية" ومناصريها في الكورة في اطار برنامج "الجامعة الشعبية في القوات"، في حضور النائب فريد حبيب، في سينما سان شارل - كوسبا. بعد النشيد الوطني وتعريف من مسؤول الجامعة في الكورة رشاد نقولا، استهل محفوض لقاءه واصفا "الوضع اللبناني بالصعب جدا، وباننا نعيش ازمة كبيرة داخل البيت اللبناني، وبان الوجود المسيحي الحر في لبنان لا يزال يعيش بخطر".

ودعا محفوض "قوى 14 آذار الى تصحيح عبارة الوصاية السورية الى الاحتلال السوري"، قائلا: "لسنا بهواة للبكاء فقد قاومنا الاحتلال وهو ما يزال مسيطرا على لبنان، نحن لا نخافه، وبعد خروجه علينا الحفاظ على استقلالنا وعلى القضية والمجد الكبير". اضاف: "ان التصحيح في وضع لبنان يقوم على المحاسبة، محاسبة المسؤولين السياسييين على اخطائهم بحق الشعب والوطن، وعلينا الا ننساق كالنعاج خلفهم عميانا، علينا ان نتحول الى رأي عام يحاسب. وهنا طرح سؤالا عما فعلناه بعد زوال الاحتلال السوري عن لبنان وماذا انجزنا؟وتابع:" نحن شعب ورث هذه الصعوبات منذ التاريخ، ولكن لبنان وبتضامن وتكاتف طوائفه يكتمل كيانه المستقل"، داعيا "الى المزيد من التماسك لنصبح اقوى"، متهما "سوريا وعملائها في لبنان بتضييع الوقت لعدم الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، لانها تعتبر لبنان محافظة سورية ولا تريد له ان يكون كيانا حرا مستقلا وسيدا، وهم يعولون على اعادة الحوار مع اميركا للوصول الى تسوية جديدة على حساب لبنان، فلتفشل القمة العربية ولن يتنازلوا عن هذا البلد". ولفت الى ان "القوات اللبنانية" دائما تدفع دما ثمنا للقضية المسيحية"، داعيا "الى ترسيخ تحالف 14 آذار، والى ترسيخ المصالحة في الجبل". وختم بالقول: "ان "الجامعة الشعبية" هي حركة ثقافية تفتح مجالا للحوارات وللنقاشات، وهي حركة تواصل بين القيادة والقاعدة".

 

زوجة الشهيد مغنية نفت اتهامها اي دولة عربية في مقتل زوجها

وطنية-2/3/2008 (متفرقات) نفت زوجة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية سعدى بدر الدين ان "تكون قد وجهت اتهاما لأي دولة عربية في قضية اغتيال زوجها"، معتبرة "ان كل ما طرح في وسائل الإعلام حول هذه المسألة هو مجرد أكاذيب تهدف إلى تضليل التحقيق والتغطية على القاتل الحقيقي وهو العدو الصهيوني".

 

 

النائب علوش: الاصرار على اعتبار لبنان ساحة مفتوحة استدرج القوى الكبرى عسكريا وندعو القوى المسيحية الى الانسحاب من هذه المعادلة حتى لا تكون الضحية الاولى

وطنية - طرابلس - 2/3/2008 (سياسة) رأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب مصطفى علوش، خلال دردشة له امام وفد شعبي من باب التبانة زاره في منزله، "ان الاصرار على اعتبار لبنان ساحة مفتوحة ادى الى استدراج القوى الكبرى عسكريا الى المنطقة"، مؤكدا "ان الحرب والدمار ليست قدرا محتوما علينا"، داعيا "الشركاء في الوطن الى العودة الى منطق الدولة وفي مقدمته تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية". ولفت الى ان "الاستمرار في سياسة الحرب المفتوحة يشكل خطرا على الواقع التعددي"، مناشدا "القوى المسيحية التي تحاول تغطية وتبرير تحالفات "حزب الله" الاقليمية ان تعلن رفضها وانسحابها من هذه المعادلة حتى لا تكون الضحية الاولى".

وقال النائب علوش: "منذ بداية حرب تموز 2006 بدأ يظهر حجم التناقضات والاصطفافات الاقليمية وتجمعها في المنطقة وبرزت مفاعيلها على الساحة اللبنانية، وكان من المتوقع ان هذا الوضع سوف يستمر بالتفاعل لينتهي اما الى تسوية كبرى او الى انفجار ينتج تسوية جديدة. وقد حذرت قوى 14 اذار منذ اليوم الاول لانتهاء حرب تموز بأن الوسيلة الوحيدة، لحماية لبنان من ان يكون مركز الانفجار، هي بالتوافق الوطني على اخراجه من ان يكون الساحة الوحيدة للصراع في المنطقة نيابة عن القوى الاقليمية الاخرى. وكان النداء الاساسي لهذه القوى بألا يبقى لبنان الذي دفع اكبر الاثمان في بشره وحجره على مدى اربعة عقود، منصة مفتوحة لاطلاق الصواريخ بالنيابة عن النظامين السوري والايراني". اضاف: "ولكن وهم الانتصار الكامل ادى الى تمادي "حزب الله" في تحالفاته الاقليمية واصراره على ان يبقى لبنان ساحة مفتوحة، وهذا ما ظهر بشكل واضح وجلي بعد اغتيال عماد مغنية، والذي ادى الى كشف اوراق "حزب الله" بشكل كامل في خطابات امينه العام حسن نصرالله وفي مواقف القيادات الايرانية من احمدي نجاد الى قائد الحرس الثوري، بأن الحرب هي حرب مفتوحة، وبأن "حزب الله" الذي حاول ان ينأى بنفسه في السابق عن منطق الصراع الاممي الذي مثله الشهيد عماد مغنية، عاد ووضع نفسه في قلب هذا الصراع مما يعني ان لبنان بالنسبة لهذا الحزب ما هو الا ساحة للعمل العسكري، الامر الذي يخالف منطق العمل السياسي ضمن دولة تعيش مكونات متعددة". وتابع: "وبعد وصول الاصطفاف العسكري الاقليمي الى مرحلة الخطر الداهم، فانه من الواجب التوجه الى الشركاء في الوطن مجددا، بأن الحرب والدمار ليست قدرا محتوما علينا، بل انه من الممكن، ورغم كل ما يحدث، أن تعود الى منطق الدولة وتكون مقدمته تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية واعادة "حزب الله" الى الواقع الوطني من خلال الانسحاب من المعادلة الاقليمية". وختم النائب علوش: "ان الخطر الاكبر الذي يواجهه لبنان في حال المضي في سياسة الحرب المفتوحة واعتماده ساحة للصراع، فهو بالتأكيد على الواقع التعددي في لبنان، ومن ابرز وجوهه الوجود المسيحي الفاعل فيه، لذلك على القوى المسيحية التي لا تزال تحاول تغطية وتبرير تحالفات "حزب الله" الاقليمية ان تعلن رفضها وانسحابها بشكل كامل من هذه المعادلة حتى لا تكون الضحية الاولى لهذه المشاريع".

 

الكويت سترحل الوافدين الذي شاركوا في تابين عماد مغنية

وكالات/أعلن وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الصباح في تصريحات صحافية نشرت الاحد ان السلطات الكويتية تنوي ترحيل عدد غير محدد من الوافدين الذين شاركوا في تابين القيادي في حزب الله عماد مغنية الشهر الماضي. وقال الوزير الكويتي في تصريحات نقلتها صحيفة "الوطن": "سنبعد أي وافد شارك في التأبين. هذا قرار سننفذه ولن نتراجع عنه". ولم يحدد وزير الداخلية عدد الاشخاص الذي يمكن ان يتم ترحيلهم. وكان نواب ومواطنون شيعة في الكويت قاموا بتنظيم تجمع تأبيني لمغنية الذي الذي تتهمه السلطات الكويتية بخطف طائرة مدنية كويتية في الثمانينات. ورفع اربعة محامين كويتيين دعوى قضائية ضد النائبين الشيعيين عدنان عبدالصمد واحمد لاري اضافة الى مسؤولين حاليين وسابقين شيعة لتنظيمهم التجمع التابيتي لمغنية، وفصل النائبان من كتلتهما النيابية. ويتهم مقيمو الدعوة الشخصيات الشيعية بانهم "مؤسسون واعضاء في حزب الله الكويت وانهم عملوا على شق الوحدة الوطنية واعلنوا ولاءهم لحزب الله". وليس هناك فرع معروف لحزب الله اللبناني في الكويت، الا ان البعض يعتقد ان هذا التنظيم يعمل بشكل سري في البلاد وهو يعرف باسم "حزب الله الكويت".

 

الجوزو: تحرك الاسطول الاميركي سببه خطب السيد نصرالله الحماسية

وكالات/رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم، "ان "حزب الله" وحلفاءه يلقون بالتبعة على دولة الرئيس فؤاد السنيورة "كول" الى المياه المطلة على السواحل اللبنانية وينسى "حزب الله" انه قد اعلن "الحرب المفتوحة" على اسرائيل بعد اغتيال "مغنية" في سوريا وهذا مبرر كان للرد على "حزب الله" ومن ورائه سوريا وايران، بأن تهديد اسرائيل بحرب مفتوحة لن يمر مرور الكرام، وان الاسطول الاميركي بالمرصاد لكل من تحدثه نفسه تهديد اسرائيل وامنها".

وتابع: "لقد سقط النظام العراقي على يد الجيش الاميركي بتحريض ايراني وشيعي عراقي، لان صدام حسين كان يهدد اسرائيل بصواريخه التي اطلقها على الكيان الصهيوني وبالجيش الذي كان يعده لمواجهة اسرائيل, وهذا معناه ان اي نظام عربي او فارسي يهدد اسرائيل سيكون مصيره مصير النظام العراقي. لقد خدعت اسرائيل العالم كله بادعائها الفشل في حربها على "حزب الله" العام 2006، وحاولت التضخيم من صورة "حزب الله" وانه يهدد وجودها بصواريخه كي تبرر حربها الجديدة ضد لبنان، وليس ضد "حزب الله" وحده، بل ضد سوريا وايران في آن واحد، هذا هو السبب لتحرك الاسطول الاميركي، السبب هو خطب السيد حسن نصرالله الحماسية، وخطب احمدي نجاد التي تحدثت عن ازالة اسرائيل من الخارطة".

اضاف: "لا مبرر لوضع الملامة على الرئيس السنيورة، فالقضية اكبر من هذا بكثير، وهناك من يقرأ الاحداث باسلوبه الحاقد والموتور والخاطىء، او هو يتعمد قراءتها في هذا الاسلوب. طموحات الفرس تهدد المنطقة كلها اليوم، و "حزب الله" هو اليد التي تترجم هذه الطموحات وهذه الطموحات ستجرنا الى حروب لا مصلحة للبنان وللشعب اللبناني فيها، فلا يكفي ان ندعي الدفاع عن فلسطين، ثم نقوم في الوقت نفسه بالدفاع عن ايران، وكأننا دولة كبرى تستطيع ان تواجه وتقاتل الدول الكبرى وحدها؟ ان اسرائيل تعتبر المشروع النووي الايراني خطرا يتهدد وجودها ولذلك فهي تستدعي الدول الكبرى لمواجهة ايران وحلفائها في المنطقة وعلى راسهم "حزب الله" وسوريا. لقد اصبحنا اليوم دولة مواجهة، ولبنان يصعب عليه ان يتحمل مسؤولية المواجهة وحده". وقال:"اغلاق البرلمان وتعطيل الحياة النيابية، مشروع سوري، الانسحاب من الحكومة لاسقاطها مشروع سوري وهو في الوقت نفسه مشروع فارسي، وهذا كله يدفع اسرائيل واميركا والغرب الى محاربة هذا المشروع لان اسرائيل تعتبر ان ايران اصبحت على حدودها، ليس في لبنان فحسب بل في غزة ايضا.، وهذا ما يجعلنا ندفع الثمن غاليا في لبنان وفلسطين ليس دفاعا عن القضية الفلسطينية بل دفاعا عن المشروع الايراني في المنطقة". وختم: "الانقاذ يكون بعودة "حزب الله" الى هويته اللبنانية والاكتفاء بدور يتفق وامكاناته وهو الدفاع عن الارض اللبنانية، وليس الانصهار في مشروعات اقليمية يتصدى لها وحده. الشيعة جزء من الشعب اللبناني ولا يستطيعون ان يكونوا جزءا من الشعب الايراني في الوقت نفسه، او جزءا من الشعب العراقي وتصبح قضيتهم هي قضية الشيعة في العالم، وهذا امر يرهق الشعب اللبناني ويكلفه امنه واستقراره ووجوده كله وهذا معنى مجيء الاسطول الاميركي الى بلادنا

 

الحرس الثوري: لا حاجة لتهديد إسرائيل لانها زائلة

وكالات/قال القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني اللواء محمد جعفري اليوم ان لا حاجة لتهدد بلاده اسرائيل عسكريا لانها "زائلة". واضاف اللواء جعفري في تصريح صحافي بثته وسائل الاعلام هنا ان "الكيان الصهيوني هو كيان مصطنع ومفروض وهو زائل لا محالة لذا فانه لا حاجة لان توجه طهران تهديدا عسكريا له".واوضح ان "الصهيونية ايديولوجية فاشية ومعادية للانسانية ولولا الدعم الخارجي وبخاصة من الغرب وخوف بعض العملاء في المنطقة وتعاونهم مع المحتل لما بقي هذا الكيان الى يومنا هذا". وتابع ان "العالم شاهد كيف تمكن بعض آلاف من الشباب اللبناني المؤمن من كسر هيبة الجيش الصهيوني في حرب ال33 يوما وتحدوا بذلك القوى الامنية والعسكرية لامريكا وحلفائها الاوروبيين وهزموا الالة العسكرية الاسرائيلية".

 

الرئيس السنيورة استقبل السفير خوجه وتلقى اتصالا من موسى

وكالات/استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، في السراي الكبير ظهر اليوم، السفير السعودي عبد العزيز خوجه الذي عرض له خلفيات القرار الذي اتخذته وزارة الخارجية السعودية بالطلب من رعاياها اعتماد الحذر في تنقلاتهم في لبنان مع تفضيل مغادرة العائلات. وكان الاجتماع مناسبة لاستعراض مختلف التطورات المتصلة بلبنان وشؤون المنطقة. وتلقى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وكان عرض لمختلف الاوضاع في المنطقة.

 

ماراتون من الشفروليه إلى ضبية تكريما للرائد الشهيد وسام عيد

وكالات/نظمت جمعية "عبر لبنان لعدائي الطرق"، تكريما للرائد الشهيد وسام عيد ومرافقه، سباقا ماراتونيا برعاية المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ممثلا بقائد القوى السيارة العميد روبير جبور، انطلق من منطقة الشفروليه مكان الاستشهاد الى منطقة ضبية - ثكنة القوى السيارة ولمسافة 21 كيلومترا بمشاركة منتخب قوى الامن الداخلي على رأسه المقدم حسين خشفة الى جانب 250 عداء من مختلف الاندية اللبنانية، وفي حضور مساعد قائد القوى السيارة العميد الياس مغبغب وحشد من ضباط الفهود والتدخل السريع واهل الشهيدين وأقربائهما وفاعليات اجتماعية ورياضية ورؤساء اندية وصحافيين.

وفي مكان التجمع منطقة الشفروليه - مكان الانفجار وقف الحاضرون والمشاركون دقيقة صمت عن روح الشهيد الرائد عيد ومرافقه تلته قراءة الفاتحة ووضع اكليل من الزهر في مكان الاستشهاد من والد الشهيد عيد. بعد ذلك اعطيت اشارة الانطلاق من العميد جبور نحو منطقة ضبيه حيث كان في استقبالهم العميدان جبور ومغبغب وحشد من ضباط الوحدة ورتبائها وعناصرها، وكان اول الواصلين الرقيب في الجيش حسين عواضة. وألقى العميد جبور كلمة باسم اللواء ريفي شكر فيها منظمي السباق "وخصوصا روجيه بجاني صاحب الفكرة"، وشكر لهم "هذه المبادرة الطيبة تخليدا لذكرى الشهيد الرائد وسام عيد"، كذلك شكر لأهل الشهيد عيد حضورهم، وتمنى "لو كان الشهيد حاضرا". بعد ذلك وزع العميد جبور الكؤوس والميداليات على الفائزين بمشاركة والد الشهيد.

 

 بلدة دير عمار أحيت ذكرى أربعين الشهيد الرائد عيد

كلمات شددت على مواصلة مسيرة حماية لبنان واستقلاله

وطنية - دير عمار - 2/3/2008 (سياسة) أحيت بلدة دير عمار في قضاء المنية- الضنية ذكرى مرور اربعين يوما على استشهاد ابنها الرائد وسام عيد ومرافقه اسامه مرعب، في مهرجان شعبي حاشد أقيم في ساحة البلدة، حضره، الى عائلة الشهيد، ممثل منسق عام "تيار المستقبل" في الشمال عبد الغني كبارة، المهندس عامر الرافعي وحشد من ابناء المناطق الشمالية ودير عمار. بعد تلاوة من القرآن الكريم والنشيد الوطني ودقيقة صمت عن ارواح الشهداء، القت حسنة عباس قصيدة شعرية من وحي المناسبة، ثم القى محمد عبد الرحمن عيد كلمة عائلة الشهيد أكد فيها "الاستمرار في مسيرة الشهيد وسام عيد، متمسكين بنهج الرئيس الشهيد الكبير رفيق الحريري"، مشيرا الى "ان الاقتصاص من المجرمين بات قريبا جدا وان المحكمة الدولية آتية وقريبا ستوضع الاصفاد في ايديهم وتعلق المشانق لهم، وان العدالة لا بد آتية ايضا". وعاهد الشهيد عيد على "مواصلة مسيرة حماية لبنان وحريته وسيادته واستقلاله". وكانت كلمة لأهالي دير عمار القاها رئيس البلدية احمد عيد، اعتبر فيها "ان الشهادة هي الحياة والاستسلام هو الموت". وقال: "ستبقى ايها الشهيد وساما على صدورنا بكل فخر واعتزاز، قدمت دماءك الزكية لتنضم الى جانب شهيدنا الغالي الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الابرار من اجل قول الحق والحقيقة". وتوجه بالتحية لوالد الشهيد عيد ووالدته "التي ابدت استعدادها لتقديم ما تبقى من ابنائها للشهادة في سبيل الوطن الغالي لبنان". وفي الختام شارك الحضور بمسيرة صامتة جابت شوارع البلدة وصولا الى ضريح الشهيد في مدافن البلدة لقراءة الفاتحة عن روحه الطاهرة".

 

بيان ل"المستقبل" عن الاشكال خلال احياء ذكرى اسبوع مهدي خليل

وطنية - 2/3/2008 (سياسة) أصدر تيار "المستقبل" في عكار العتيقة، بيانا، أوضح فيه ملابسات الاشكال الذي حدث اثناء إحياء ذكرى مرور اسبوع على وفاة عضو المكتب السياسي في الحزب "الشيوعي اللبناني" مهدي خليل الذي اقيم في باحة ثانوية عكار العتيقة جاء فيه: "ان تيار المستقبل في عكار العتيقة الذي يقتدي بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يتمتع بعقلية وممارسة تقبل الآخر بكل انفتاح وعقلانية، وعليه فان ما حدث اثناء حفل تأبيني الراحل مهدي خليل حيث كان بعض اعضاء تيار "المستقبل" مشاركين لان المناسبة وجدانية، ولكنها تحولت الى مهرجان سياسي لقوى المعارضة، واثناء كلمة الحزب الشيوعي التي ألقاها امين عام الحزب خالد حدادة وعندما تعرض لشخص حكومة الرئيس فؤاد السنيورة حيث استغلت هذه المناسبة لاغراض سياسية. انتفض بعض الشبان وهتفوا لحكومة السنيورة والنائب سعد الحريري، فهنا أطلق مرافقو حدادة النار اثناء الاحتفال على مناصري تيار "المستقبل"، ودبت الفوضى وتوقف الاحتفال بعد تدخل القوى الامنية مشكورة. وهنا يؤكد التيار ان بلدة عكار العتيقة هي بلدة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بامتياز وخيارها معروف، وترفض اي خطاب سياسي للمعارضة من ارضها. ويشيد تيار المستقبل وابناء عكار العتيقة بجهود الاجهزة الامنية التي تم التعاون معها من اجل تطويق الاشكال".

 

النائب فضل الله: فريق السلطة وصل الى الحائط المسدود من يربط مصيره بالبوارج الاميركية سيرحل مع هذه البوارج

وطنية- 2/3/2008 (سياسة) أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، خلال احتفال اقامه "حزب الله" في مجمع المرحوم الحاج موسى عباس في مدينة بنت جبيل بمناسبة ذكرى اربعين الامام الحسين، في حضور حشد من الشخصيات والفاعليات، انه "امام ما يرتكب في غزة من مذابح وجرائم ومجازر بشعة على يد العدو الاسرائيلي كما ارتكب بحقنا في تموز 2006 بتواطؤ وصمت وانتظار من النظام العربي الرسمي ومن المجتمع الدولي حتى تقضي اسرائيل على الشعب الفلسطيني، نصبح اكثر اقتناعا وتمسكا بخيار المقاومة الذي التزمناه واكثر تمسكا بسلاحها واكثر سعيا وعملا لإعطاء هذه المقاومة كل امكانيات القوة لحماية لبنان وشعبه". واعتبر "ان ما يحصل في غزة اليوم يدعونا جميعا بمواقفنا وبعواطفنا وبقلوبنا وبآرائنا وبكل ما نستطيع ان ندعم وان نتضامن مع الشعب الفلسطيني وان نتخذ موقفا صريحا وواضحا من العدوان الاسرائيلي". وقال: "بالنسبة الينا كحزب الله وكمقاومة لا نحتاج الى التعبير عن الموقف المتضامن، لاننا نعتبر هذه المعركة واحدة مع العدو الاسرائيلي تمتد من فلسطين الى لبنان. فهذا العدو تارة يعتدي علينا وتارة يعتدي على الشعب الفلسطيني. ان الحلفاء ومحور القتل والجريمة الذي وقف في تموز من العام 2006 ضد لبنان وضد المقاومة وشعبها هو نفسه هذا المحور المسؤول اليوم عن هذه الجريمة التي ترتكب في قطاع غزة ضد هؤلاء الاطفال والنساء وضد هذا الشعب المجاهد والمضحي والمقاوم". اضاف: "نحن عندما واجهنا هذا العدو قلنا ان الخيار الوحيد المتاح لدينا هو المقاومة والتضحية والاستشهاد لتحقيق النصر. اليوم الشعب الفلسطيني متروك وحده وليس لديه من خيار الا ان يمسك بمقاومته وبسلاحه لمواجهة آلة القتل الاسرائيلية".

ولفت الى "ان الاسرائيلي اليوم يرتكب هذه الجريمة بتغطية اميركية كاملة وايضا بتواطؤ دولي وبعضه تواطؤ عربي. الفلسطينيون متروكون لوحدهم، وممنوع على الشعوب العربية ان تتحرك او ان تتظاهر او ان تعلن موقفا. هناك صمت مطبق، وجريمة ترتكب بصمت، وهذا ما يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه من هذا الدم الذي نراه يسقط في كل يوم. فالعدو امام هذه المجزرة والمذبحة لا يمكن الا ان يواجه بالمقاومة وليس هناك خيار آخر وحتى اولئك الذين كانوا في لبنان يقولون لنا انهم بدبلوماسيتهم وبعلاقاتهم وبمواقفهم ممكن ان يواجهوا العدوان الاسرائيلي، الآن فليقولوا لنا كيف سيواجه هذا الشعب الفلسطيني هذا العدوان الذي يجري بتآمر من اطراف عدة"؟

وشدد على "ان هذه الازمة السياسية في البلد لا تحل ولا تعالج الا بالتوافق والتفاهم انطلاقا من مبدأ الشراكة الوطنية على مستوى السلطة وعلى اسس وثوابت ومسلمات وطنية، وكل هذا الضجيج والصراخ والسجال وكل هذه التهديدات والمواقف التي تطلق من هنا وهناك لا تستطيع ان تغير شيئا في المعادلة السياسية وفي موازين القوى الداخلية، لذلك إما ان يكون حل سياسي وتسوية سياسية داخلية قائمة على مبدأ الشراكة والتفاهم والتوافق رغم كل ما يجري وكل هذا الانقسام الحاد في البلد، وإما ان هذه الازمة تستمر وتطول ولا يمكن ان نجد لها حلا"، لافتا الى "ان الفريق الحاكم يجرب كل وسائل الدعم الخارجي حتى لا يأتي الى خيار الوفاق والتفاهم والشراكة، مستأثرا بالحكم والسلطة ورافضا للمبادرة العربية بقرار امريكي".

وقال النائب فضل الله: "ليس هناك ثقة بفريق السلطة ان يلتزم بأي اتفاق جزئي، ولسنا مستعدين للذهاب الى اي اتفاق جزئي. نحن امام فريق يتكلم بشيء ليلا ويطرح هو فكرة المثالثة ثم نرى في اليوم التالي انهم انكروها وصاروا يتهمون الآخرين بإنكارها. لا امكانية لحل بدون سلة متكاملة وحل كامل، وإن كل ما يمارسه هذا الفريق من مواقف لا يقدر ان يقوم بخطوة احادية الجانب في ظل وجود هذا الجزء الكبير من الشعب اللبناني المعارض لها".

اضاف: "ان فريق السلطة وصل الى الحائط المسدود وهو عجز ان يتحكم بالبلد وهو متوهم انه اليوم لديه حكومة وسلطة، ووصل لليأس من امكانية التفرد لوحده والى العجز والفشل والضعف لذلك فانه يلجأ الى الاستقواء بالخارج والارتباط بالادارة الامريكية التي جاءت ببوارجها المدمرة الى الشواطىء اللبنانية لاستنقاذ مشروعها من الغرق وبعد فشل الادوات المحلية الامريكية في التحكم بمقدرات البلد وفي تحقيق اهداف المشروع الامريكي في لبنان".

واعتبر النائب فضل الله "ان الجماعات المرتبطة بامريكا قد استنفدت كل قدراتها الذاتية ولم تعد قادرة على التحكم بمسار الامور وعلى تحقيق ما يطلبه الامريكيون، فجاءت الادارة الامريكية ببوارجها"، موضحا "انه من المفارقات انهم خرجوا يقولون اننا لم نستدع البوارج الامريكية، وهل انتم في موقع يسمح لكم بان تستدعوا الامريكان، بل انتم تتلقون الاوامر من الامريكيين ولا تستدعون انتم الامريكيين، انتم تعملون عند الادارة الامريكية، هي تستدعيكم وتطلب منكم. ليس لهذه السلطة التي ادعت ان البوارج ليست في المياه الاقليمية اي مستوى من المصداقية، لذلك نحن نعتبر ان ادعاءات هذه السلطة فضيحة ثانية. الادارة الامريكية اعلنت ان مشاوراتها لم تنقطع مع هذه السلطة وهي تنسق وتتشاور معها، لكن من في السلطة قاموا هم بالتصحيح وليس الامريكيين، فهل انتم موظفون لدى مجلس الامن القومي الامريكي وناطقون باسمه ام انتم سلطة في لبنان؟ ليقل الامريكي انه لم يتشاور معكم، لانه هو من اعلن ذلك، وهو لن يقول ذلك، لانه لو قال انه لم يتشاور معكم فيعني هذا من المنظار الدبلوماسي انه يمارس اعتداء على لبنان. فعندما يرسل بوارجه من دون تنسيق مع هذا الفريق فيعني انه يقوم رسميا بممارسة الاعتداء. لقد خرجوا ليقولوا ان الترجمة خطأ. هذا الفريق في الداخل سمعناه يقرع طبول المواجهة ويريد ان يحرق البلد وينفخ عضلاته اليوم في الهواء بعدما أتت البوارج الى الشواطىء اللبنانية. ويبدو ان هؤلاء نسوا التاريخ وبعض منهم انسلخوا من كل تاريخهم الذي صار يبدأ من حيث ارتباطه بالمشروع الامريكي. نريد ان نذكرهم بأن من يربط مصيره بالبوارج الامريكية سيرحل مع هذه البوارج". وختم: "ان البوارج الامريكية جاءت الى لبنان في يوم من الايام وجربت ان تدعم جماعتها ولكن ميزة شواطئنا انها تلفظ كل غاز. نحن لا يخيفنا التهديد بالبارجة ولا التلويح بالتهديد العسكري. ونحن قوم لا نؤخذ لا بالتهديد ولا بالتخويف ولا بالوعيد، وهذه التجربة الامريكية فشلت في الماضي وستفشل في الحاضر، ولكن الفرق بين الماضي والحاضر انه في الماضي خسر الذين ربطوا مصيرهم بالمشروع الامريكي سلطتهم في لبنان وحاولوا ان يعوضوها بطريقة او باخرى. اما في وقتنا الحاضر فنحن بكل اطمئنان وثقة نقول ان اي محاولة امريكية جديدة لن تكون افضل حالا من السابق".

 

هيئة أبناء العرقوب" دعت الحكومة إلى الدفاع عن لبنانية مزارع شبعا

وطنية- 2/3/2008 (سياسة) علقت "هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا" في بيان اليوم على التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة عن القرار 1701، ورأت أن "الأمم المتحدة تحاول التهرب من مسؤولياتها في قضية الاحتلال الإسرائيلي المستمر لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وإلقاء المسؤولية على لبنان وسوريا وإسرائيل التي لم تتجاوب أو تعلق على تقرير خبير الخرائط الذي كلفته الأمم المتحدة وضع تصور أولي لحدود مزارع شبعا ومساحتها". ورأت أن "التقرير يشكل فضيحة للحكومة اللبنانية التي لم تحرك ساكنا منذ صدور تقرير خبير الخرائط وهي آخر من يهتم بهذه القضية وخصوصا أن الخبير أضاع بحسب تقريره ثلث مساحة المزارع"، ودعت الحكومة إلى "التحرك والاعتراض على كل ما يؤدي إلى إضاعة حقوقنا في تقارير الأمم المتحدة".

 

المطران سعاده ترأس قداسا لمناسبة عيد مار يوحنا مارون في كفرحي ـ البترون:

نطالب بفتح أبواب مجلس النواب ليبحث نواب الأمة في شؤون العباد والبلاد نضرع إلى الله لكي يحافظ على مؤسسات البلاد ومقوماتها الأساسية فتظل فاعلة فيصار إلى انتخاب رئيس للبلاد بعد أن فرغ هذا المركز من شاغره منذ عدة أشهر

وطنية-البترون- 2/3/2008 (متفرقات) احتفلت ابرشية البترون المارونية بعيد شفيعها البطريرك الاول للموارنة القديس يوحنا مارون, وترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران بولس اميل سعاده قداسا احتفاليا في كنيسة مار يوحنا مارون في الكرسي الاسقفي في كفرحي ـ قضاء البترون وعاونها بالذبيحة الالهية نائبه العام المونسنيور منير خيرالله والخوري يوسف مهنا بمشاركة لفيف من كهنة الابرشية في حضور الشيخ انطوان حرب ممثلا النائب بطرس حرب، فاعليات سياسية وحشد من المؤمنين.

العظة

وبعد تلاوة الانجيل المقدس, ألقى المطران سعاده عظة قال فيها:

"نجتمع في صباح هذا الأحد الخامس من الصوم المقدس، الذي يقع فيه عيد القديس يوحنا مارون البطريرك الماروني الأول وشفيع هذه الكنيسة التي بنيت على اسمه وشفيع الأبرشية التي تجتمع لتحتفل بعيده, فنمجد الله ونكرم القديس يوحنا مارون الذي اسس بجهاده وتعبه الكنيسة المارونية وبناها بيعة كاثوليكية منارة في هذا الشرق. نجتمع في رحاب هذه المطرانية - دير مار يوحنا مارون لنصلي في هذه الظروف المأساوية التي يعيشها اللبنانيون والموارنة بنوع خاص من جراء الانقسامات السياسية التي قسمت الموارنة واللبنانيين احزابا وشيعا على غير ما عاشه الآباء والاجداد متحدين متعاضدين متعاونين ملتفين حول رأس كنيستهم البطريرك صفير يسيرون بحسب توجيهاته ويحققون امنياته وتطلعاته."

وقال: "اننا نصلي في صباح هذا العيد من أجل أبينا البطريرك صفير الكلي الطوبى خليفة القديس يوحنا مارون السادس والسبعين على كرسي انطاكية للموارنة والأمين على تراثها لكي يمن الله عليه بالقوة والنعمة والصحة ليتابع رسالة سلفائه البطاركة العظام بقيادة شعبه وكنيسته والوصول بهما إلى المرافئ الآمنة بالرغم من الأمواج العالية التي تضرب سفينة الكنيسة ولبنان وتحاول إغراقهما والقضاء عليهما."

اضاف: "اختار العيش الصعب في هذه الجبال الوعرة التي شح عطاؤها والتي التجأ إليها للحفاط على مقومات وجوده وحريته ومعتقداته. وعمل الموارنة مع من جاء إليهم من الشعوب على خلق وطن هو لبنان. هو ثمرة جهادهم وتعبهم وتضحياتهم عبر الاجيال بالرغم من العثرات والمضايقات التي تعرضوا لها عبر التاريخ. وهكذا تكرس لبنان وطن الاقليات الدينية، ملجأ المضطهدين بسبب معتقداتهم وممارستهم لمعتقداتهم. لقد عمل الموارنة على خلق وطن موحد التطلعات والاهداف التي اكتملت مع الزمن فأصبح لبنان وطن الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان في هذا الشرق. وهذا ما دفع بقداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى الاعلان أمام دول الأرض وشعوبها بأن لبنان هو اكثر من وطن لأنه رسالة محبة ومساواة بين ابنائه. هذه الرسالة التي من شأنها ان تنير العقول والبصائر في مشارق الأرض ومغاربها وتدفعهم إلى تحقيق مضامينها في بلدانهم ووسط شعوبهم لخير الانسانية جمعاء".

وتابع: "اننا نصلي لأن تندمل الجروح التي خلفتها السياسة بين اللبنانيين فلا تزداد شرخا صفوف المواطنين التي أخذت التصريحات النارية التي تطلق من هذه الفئة أو تلك إلى تأجيج نار الانقسامات وإشعال نار الفتنة لا سمح الله ويقضى على الوطن الذي تعب الآباء والاجداد باقامته. لقد كلف غاليا من سبقونا قيام دولة لبنان على هذه الأرض، كلفتهم دماء القلب وعرق الجبين حتى اصبحت كل ذرة تراب من تراب هذ الوطن مجبولة بدماء الشهداء ودموع الامهات. اننا نصلي ونضرع إلى الله لكي يحافظ على مؤسسات البلاد ومقوماتها الأساسية فتظل فاعلة فيصار إلى انتخاب رئيس للبلاد بعد أن فرغ هذا المركز من شاغره منذ عدة أشهر ويخشى ان تطول هذه المدة فيطاح بمركز الرئاسة وشاغرها الماروني. اننا نطالب بفتح أبواب مجلس النواب بيت ملتقى نواب الأمة ويجتمعوا للبحث في شؤون العباد والبلاد وان اختلفوا آراء وشيعا." ودعا المطران سعاده "إلى ايقاف الهجومات والانتقادات على البطريركية المارونية وعلى البطريرك عماد لبنان الضامن الأول لوجود لبنان سيدا حرا مستقلا وإلى الحفاظ على المؤسسة العسكرية الضامن الوحيد للأمن ومنع الفتنة. ان الوطن لا يصان ولا يستطيع ان يقوم ويثبت إلا بالحفاظ على مؤسساته ووجود دولة فاعلة قادرة ثابتة ترعى شؤونه وتلتزم الدفاع عنه في المجالات المحلية والدولية. اننا نصلي إلى الله بشفاعة القديس يوحنا مارون إلى أن يوقف التعدي على حياة الانسان في لبنان. وخاصة قادة البلاد من سياسيين واعلاميين وقادة رأي فلا نعود نسمع بمتفجرات توضع هنا أو هناك ولا بإرهابيين يلاحقون فئة من المواطنيين ويأسرونهم في أماكن معينة. لقد شبعت أرض لبنان من دماء الأبرياء. لقد غاب عن بال هؤلاء ما قاله السيد المسيح "من يأخذ بالسيف بالسيف يؤخذ".

وقال: "اننا نصلي لكي تبقى أرض لبنان أرض تلاقي وحوار ومحبة وسلام، أرض الانسان والعيش الواحد بين كافة أبنائه إلى اي معتقد أو اتجاه سياسي إنتموا. فلبنان الذي تقدست أرضه بأقدام السيد المسيح وأمه العذراء مريم يوم زارا مناطق صور وصيدا، وأنبت القديسين العظام من يوحنا مارون إلى المكرم الأب يعقوب الحداد الكبوشي مرورا بالقديسين شربل ورفقا ونعمة الله إلى الذين هم على درب الاعلان وما اكثرهم. لبنان هذا يأبى ان تتدنس أرضه بجرائم الغدر والتعدي. اننا نصلي إلى الله الآب والقدوس الذي وفر لنا هذا اللقاء في هذا العيد المجيد عيد أبينا ورأس كنيستنا البطريرك يوحنا مارون ان نلتقي ونتضامن ونتحاب على الخير والعمران والبناء. اننا نصلي لأجل البطريرك وكنيستنا المارونية لكي تظل كما قال عنها السيد المسيح نورا ينجلي أمام الشعوب والأمم، وكما وصفها الأحبار الاعظمون "وردة بين الأشواك". اننا نصلي لكي نظل أمينين على تراثنا الانطاكي والكاثوليكي فنتمسك بالحق ونتجنب الباطل وندافع عن المظلوم والمضطهد والمهمش. أعطنا أن نملأ بقوتك يا رب لبنان والعالم العربي عدلا وحبا. شدد عزائمنا للمضي في نشر ملكوت السلام في العقول والقلوب والربوع انت يا من هو السلام الحقيقي". وهنأ المطران سعاده ابناء الأبرشية بعيد شفيع الأبرشية القديس يوحنا مارون ملتمسا "من الله أن يعيده على الجميع بالخير واليمن والبركة والسلام".

وبعد القداس تقبل المطران التهاني بالعيد في صالون الدير.

 

الرئيس السنيورة استقبل السفير خوجه وتلقى اتصالا من موسى

وطنية- 2/3/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، في السراي الكبير ظهر اليوم، السفير السعودي عبد العزيز خوجه الذي عرض له خلفيات القرار الذي اتخذته وزارة الخارجية السعودية بالطلب من رعاياها اعتماد الحذر في تنقلاتهم في لبنان مع تفضيل مغادرة العائلات.

وكان الاجتماع مناسبة لاستعراض مختلف التطورات المتصلة بلبنان وشؤون المنطقة. وتلقى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وكان عرض لمختلف الاوضاع في المنطقة.

 

المفتي قبلان:الادارة الاميركية لا تريد الوفاق وتعرقل المبادرات وتفخخ الحلول

وطنية -2/3/2008(سياسة) اتهم المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في كلمة له في بلدة ميس الجبل، "الادارة الاميركية بانها لا تريد الوفاق بين اللبنانيين، وهي التي تعرقل المبادرات وتفخخ الحلول وتسعى الى الفتنة بين اللبنانيين". وقال المفتي قبلان: "ان ما يجري على ساحتنا الداخلية يؤكد مرة اخرى ان الحلول لا يمكن الا ان تكون لبنانية وعلى قاعدة التوافق والتفاهم بين الجميع وتحقيق المشاركة الكاملة ويجب الا يكون هناك غالب ومغلوب. وهذا يستدعي تكثيفا لكل الجهود وعملا صادقا لانجاح المبادرة العربية التي تحفظ حقوق الجميع وتؤمن ظروفا هادئة ومتوازنة لهذه الازمة السياسية التي نتخبط بها جميعا وتكاد تجعل ن بلدنا حلبة صراع يتبارز فيها اصحاب المصالح على حساب مصلحتنا الوطنية وفي مقدم هؤلاء الادارة الاميركية. هذه الادارة التي زعزعت الاستقرار في العالم بتسلطها وبمحاولات الهيمنة التي تمارسها ضد كل الشعوب التي لا تريد سوى ان تكون حرة كريمة عزيزة على ارضها وفي اوطانها، هذه الادارة التي بانحيازها للكيان الصهيوني وبعرقلتها لكل مبادرات السلام في المنطقة ولكل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، تعطي الان الضوء الاخضر لاجتياح غزة ولقتل شعبها واطفالها كما اعطت الضوء الاخضر سابقا للعدوان الاسرائيلي على لبنان ابان حرب تموز 2006. هذه الادارة تقوم بالتهديد وتوجيه الرسائل العسكرية من خلال استقدام البوارج الحربية قبالة السواحل اللبنانية لانها لا تريد الامن والامان لهذه المنطقة بل تريد اضعافها وحرمانها من كل مقومات القوة، تريد تفتيتها وتفكيكها الى كيانات تتناحر فيما بينها". اضاف المفتي قبلان:" ان الادارة الاميركية لا تريد الوفاق بين اللبنانيين فهي التي تعرقل المبادرات وتفخخ الحلول وتسعى بكل ما تستطيع لايقاع لفتنة بين الانيين، وهي من تهمس في اذان البعض منهم لتقول له راهن على سياستنا، كن جزءا من مشروعنا، خاصم ايران وعادي سوريا، ارفض سلاح المقاومة. ونحن نحقق لك ما تريد وما تطمح اليه. وكل ذلك من اجل اسرائيل وأمنها". تابع:" علينا ان نعي هذه الحقيقة، وعلى الملوك والرؤساء والقادة العرب ان ينتبهوا لهذه الاخطار الكبيرة والتحديات الصعبة التي تدفعهم الى السياسات الاميركية التي تستهدف انظمتهم وشعوبهم ودولهم ، عليهم ان يتنادوا الى القمة العربية في دمشق ويتجاوزوا خلافاتهم التي يجب الا تكون وخصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة وتتعرض لشتى انواع التعدي والتحدي ويدفع الشعبان الفلسطيني والعراقي وربما في القريب الشعب اللبناني ثمن هذا الزمن العربي السيء والرديء".

 

هل حديث بري عنمبادرة جديدة سحبٌ للتفويض من عون

الهام فريحه

شيٌْ ما يجري في المنطقة أو يُحضَّر للمنطقة، فالمدمِّرة الأميركية يو إس إس كول لم تتحرَّك في اتجاه الشواطئ اللبنانية لمجرد العراضة، يبقى على اللبنانيين من مسؤولين وسياسيين أن يتهيّّبوا الموقف ويحصنوا بلدهم قبل هبوب العاصفة. لكن في المقابل، ماذا نلحظ السجالات ما زالت هي إياها، كأن شيئاً لم يكن وكأن المنطقة لا تقف فوق فوهة بركان، متى يستوعب اللبنانيون أن البركان إذا انفجر فإنه سيطال أكثر ما يطال المناطق الأكثر تصدُّعاً وفي الظروف الراهنة يبدو لبنان الأكثر تصدُّعاً. بدلاً من وضع هذا التطور في سُلَّم الأولويات، يعود البعض إلى نغمة المناورات)فيتحدَّث عن مبادرة جديدة. أول من أمس شاهدنا الرئيس بري يتحدَّث في هذا الإتجاه فتذكرنا أن رئيس مجلس النواب ضرب الرقم القياسي في اطلاق المبادرات منذ الثاني من آذار 2006، فهل هي مصادفة أن يتحدَّث عن مبادرة جديدة في الذكرى السنوية الثانية لإطلاق مبادرته الأولى التي تمثلت في حوار الصف الأول في مجلس النواب من مبادرة الحوار الى مبادرة التشاور إلى مبادرة بعلبك في أواخر آب الماضي، الرئيس بري بدا في أدائه في واحدٍ من عدة احتمالات: إما انه صادقٌ وغير قادر، وإما انه ركنٌ في مثلث يتوزَّع الأدوار بحيث أن الأول يبادر والثاني لا يعترض والثالث يرفع السقف.  وفي الإحتماليَن النتيجة واحدة وهي أن الأزمة تراوِح مكانها. ثم أن هناك تناقضاً في ما يطرحه رئيس مجلس النواب، فكيف يُفسِّر أن المعارضة وهو أحد أركانها فوَّضت العماد ميشال عون التفاوض بإسمها، ثم يُعلن أن لديه مبادرة جديدة؟

فهل يمكن أن نقرأ في هذا التحوُّل أنه تمَّ سحب التفويض من الجنرال أم أن هناك طبعة جديدة من المناورات؟

مهما يكن من أمر، فإن الخلاصة الوحيدة هي التالية: السياسيون لم يتعلموا شيئاً، لا من أخطائهم ولا من أخطاء خصومهم، وهُم يتصرَّفون كأن الشرق الأوسط هو أكثر المناطق استقراراً في العالم، وكأن القمة العربية ستجترح العجائب لهم. هؤلاء يجب أن يعرفوا وأن يتذكّروا أن الخطر صار بيننا وأن أواخر هذا الشهر هو الحد الفاصل لإنتقال الملف اللبناني من الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة، فهل هذا ما يريدونه.

 

دور المدمرة كول على مسرح الأزمة

رفيق خوري

ليس خارج السياق المرسوم للأحداث أن يطغى حديث المدمرة كول على كل الأحاديث. فالإعلان الأميركي عن وجود المدمرة قبالة الشواطئ اللبنانية فرض نفسه على الجميع: مَن أحرجته الخطوة، ومَن أخرجته عن طوره، ومَن وجدها فرصة لتأكيد موقفه الايديولوجي في الصراع والهزء من موقف خصمه وتسجيل نقاط في التحدي للامبريالية الأميركية. ولا فرق في الانشغال بالخطوة بين الذين اكتفوا بقراءة النص المعلن لما سمته واشنطن رسالة إلى العنوان السوري وبين الذين قرأوا بين السطور ورأوا أن الرسالة موجهة الى أكثر من عنوان وأن أهدافها متعددة وبعيدة المدى، وحتى بين الذين لم يروا سوى حركة مسرحية.

ولا مفاجأة في رد دمشق الأولي بالقول إن إرسال المدمرة يطيل الأزمة، فهي طويلة بوجود كول ومن دونها. ولا طبعاً في ذهاب البعض الى الرهان على حل الأزمة بأزمة أكبر وأوسع. فالميل الى تضخيم الأمور وتكبير الأحجام والأدوار رياضة وطنية في لبنان. والخطط ومعها الحماقات الأميركية في المنطقة باب واسع لمزيج من القراءات الواقعية والخيالية. ذلك أن المشهد على مسرح الأزمة طغت عليه الرتابة، وصار الحوار بين الممثلين مكرراً ومملاً، وإن كان ما يدور في الواقع من حول المسرح تراجيديا في حياة البلد والناس. وليس دخول كول الى مقدمة المسرح سوى تطور أو عامل درامي يحتاج اليه المشهد لاستعادة الإثارة والإيحاء أن المسرحية وصلت الى فصل جديد.

فما رآه حزب الله هو انكشاف مشروع الوصاية الأميركية عبر اضطرار الأصيل الى التدخل بعد فشل الوكيل. وهو قال من قبل ما يؤكد عليه حالياً من أن المواجهة مع أميركا في الأساس. وما قالته قوى 14 آذار وتعيد التأكيد عليه اليوم هو أن المواجهة مع المحور الإيراني - السوري في الأساس أيضاً. والكل يعرف أن الصراع الإقليمي والدولي كان ولا يزال محور اللعبة الدائرة فوق ساحة لبنان والجبهات القديمة والجديدة على مدى خريطة الشرق الأوسط.

ولا أحد يستطيع أن يتجاهل الوجه المحلي الأصلي والحقيقي للصراع على السلطة في لبنان. لكن ذلك لا يقلل من واقع الاتهامات المتبادلة بين الأطراف حول كوننا وكلاء وأدوات. وإذا كان الشرق الأوسط في مخاض قوي، فإن قدرتنا على التأثير فيه محدودة. لكن ما نستطيع ويجب أن نفعله، بالحد الأدنى من الواقعية والحكمة والشعور الوطني، هو تجنيب لبنان أن يكون مكان الولادة. فلا أحد يعرف الصورة التي ينتهي اليها المخاض. ومن الوهم الرهان على أرباح وانتصارات، بدل الذهاب الى التسوية المعقولة والمقبولة.

 

سمير فرنجية: الوضع خطير في المنطقة والمطلوب من اللبنانيين شبكة امان لحماية بلادهم

كتبت داليا نعمة - نهارنت

اعتبر النائب سمير فرنجية ان "اختصاص رئيس المجلس بات نَقل المشكلة من مكانها الفعلي الى مكان معاكس. مشكلة لبنان ليست في الحكومة ولا في تشكيل الحكومة ولا في قانون الانتخاب هي حول الخلاف القائم على الثوابت الوطنية في البلاد"

واضاف "هناك قرار سوري بتعطيل انتخابات رئيس الجمهورية وبناء على هذا القرار تتصرف المعارضة".

وعن ارسال الاسطور الاميركي الى قبالة السواحل السورية واللبنانية قال "هذا التحرك ليس مرتبطا بالوضع الداخلي في لبنان بل بالوضع المتفجر في المنطقة وهو اشارة قد تكون مرتبطة بقرب الاعلان عن عقوبات جديدة بحق ايران. هذا الاعلان عن التواجد يتزامن مع الحرب التركية في شمال العراق ومع الحرب الاسرائيلية على غزة والتهديدات المتبادلة فيما يتعلق بالملف النووي الايراني. الوضع الآن يعيدني بالذاكرة الى الوضع الذي نجم عن تطورات العام 1958 عن تزامن عدد من الازمات في المنطقة مثل ازمة الانقلاب في العراق وازمة الاردن، كان حينها الوضع شبيه جدل بما يحصل الآن ، اما تأثير هذا الوضع على الوضع الداخلي في لبنان فهو لا يقدم ولا يؤخر وبالتالي المعارضة لا تحتاج الى وجود بوارج لكي تقول ان الاكثرية تابعة للسياسة الاميركية كما انها لم تكن بحاجة الى اي شيء لتتهم رئيس الحكومة بانه كان ينسق حرب تموز 2006 مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وبالتالي هذا سجال سخيف لا يستأهل ان يتوقف المرء عنده"

واضاف "الوضع خطير في المنطقة والارجح ان تكون المنطقة متجهة الى حرب. هل هذه الحرب ستكون لخدمة مصالح فريق الاكثرية او فريق الاقلية؟ بالطبع كلا فهي ستكون لخدمة مصالح لا علاقة لها بهؤلاء جميعهم".

وتابع " هناك شيء خطير يحصل في المنطقة يستدعي من جميع الاطراف اللبنانية الى طي صفحة الكلام السخيف عن الشروط الموضوعة لصالح تأمين شبكة امان . مسؤولية ابقاء الوضع مكشوفا الى هذه الدرجة اليس مخاطرة ومسؤولية كبيرة يأخذها اركان 8 آذار؟ يذكرني وضعهم بوضع الحركة الوطنية في عام 1982 عندما اتت الاشارات عن امكان اجتياح اسرائيلي للبنان. لم تقدر الحركة الوطنية ان تأخذ المبادرة لحماية البلد عبر تجميد الصراع الداخلي. وتأمين شيء من شبكة الامان المطلوبة فدخلت اسرائيل على وضع لبناني مهيأ وجاهز لعدم المقاومة بسبب الخلافات الداخلية ومائة اعتبار واعتبار".

وعن القمة العربية المتوقع انعقادها اواخر الشهر الحالي قال "اولا لا اعتقد ان القمة ستعقد قعليا وفعليا تعني انه ربما لا تعقد ابدا او تعقد ولكن ليس بالمفهوم القوي للكلمة المنطقة متجهة الى ازمة كبرى."

وعن مواقف رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد عون في المقابلة التلفزيونية الاخيرة له قال "لا اعتقد ان ميشال عون له علاقة فعلية بالاطراف الاساسية. ميشال عون وضع كمفاوض بلحظة قرار التعطيل. ولكن العماد عون ليس على علاقة بما يجري وهو معنى بالملف اللبناني من زاوية ضيقة جدا تتعلق بوصوله عو عدم وصوله الى سدة الرئاسة. هذا الكلام ينتمي الى مرحلة ماضية هي مرحلة التعقيد، اما بمرحلة اعادة الحسابات فدوره شكلي. وعلى كل حال لم يعد العماد عون اليوم يمثل مصالح شريحة واسعة من اللبنانيين. اصبحت المسألة لها طابع شخصي وحزبي. وبالتالي دائرة تأثيره ضيقة جدا"

وعن الخطوات التي تنوي قوى 14 آذار اعتمادها في المرحلة المقبلة قال "يتم التحضير الآن لمؤتمر ل14 آذار من اجل بداية التفكير في المرحلة المقبلة ولكن 14 آذار محكومة في الوقت الحالي بحركتها في ما يتعلق بموضوع الرئاسة وببرنامجها المعلن وهي ملتزمة به. ولكن في كيفية التعاطي مع هذا الاستحقاق محكومة بالمبادرة العربية التي لا تزال حتى الساعة قائمة ونحن في انتظار معرفة الاتجاه الذي ستأخذه هذه المبادرة حتى نقدر على ضوء هذا الامر ان نحدد الخطوات العملية لما ستفعله 14 آذار في المرحلة المقبلة"

س- احتل قانون الانتخاب في الايام الماضية حيزا كبيرا من النقاش حتى ان الرئيس نبيه بري اعتبر ان المشكلة الىن باتت في قانون الانتخاب وليست في الحكومة الى حد ما ، المعارضة تطالب بقانون عام 1960 على اساس القضاء في حين ان مسيحيي 14 آذار رفضوه على اعتبار انه يلغي وجودهم ويضيع ناخبيهم مطالبين بتعديل الاقضية، ما رأيكم في هذه المسألة؟

ج- ان اختصاص رئيس المجلس بات نقل المشكلة من مكانها الفعلي الى مكان معاكس. مشكلة لبنان ليست في قانون الانتخاب وحماس المعارضة لقانون 1960 كان من الافضل ان يبرز عام 2005 ويبرز عام 200 و96 و92 هذا الاكتشاف المتأخر جدا لقانون الانتخاب هذا فعلا غريب في هذه المرحلة. وكأن ازمة لبنان مرتبطة بقانون الانتخاب الواجب اعتماده علما ان هناك مشروع تم التقدم به على قاعدة المشاريع الانتخابية لكافة الاطراف ولا اعتقد انه من ضمن المشاريع التي تقدمت بها من قبل المعارضة كان هناك هذا الاجماع على قانون انتخاب عام 1960 . على كل حال المشكلة ليست في الحكومة ولا في تشكيل الحكومة ولا في قانون الانتخاب هي حول الخلاف القائم على الثوابت الوطنية في لبنان واذا لخصناها سنجد ان الخلاف قائم على اتفاق الطائف البعض يحاول ان يحوله من مناصفة طائفية الى مثالثة مذهبية. الخلاف قائم حول دور الجيش في حماية الوطن والمواطن هناك من يعتبر ان هذا الجيش عاجز وبالتالي يحق له ان يحمل السلاح ويتولى مسألة الامن . الخلاف قائم حول الصراع العربي الاسرائيلي الاكثرية ملتزمة بالمشروع العربي لحل الازمة وهناك من لا يوافق على هذا الموضوع. الخلاف قائم حول طبيعة العلاقة مع سوريا واعترافها بسيادة لبنان تمهيدا لاقامة علاقات دبلوماسية معها وفريق يعتبر انه لا توجد حاجة لهذا الامر والامر الخامس هو القرارات الدولية واعتبار لبنان جزء من الشرعية الدولية وعليه الالتزام بكافة القرارات الصادرة عنها في حين ان فريق آخر يعتبر ان هذا الامر ليس ضروريا. هذه هي المواضيع الخلافية. الرئيس بري نقلنا بالتفاوض من الاتفاق على رئيس توافقي من دون اي كلام بالسياسة وعندما قبلنا نقل الموضوع الى الحكومة وعندما تبين ان هناك امكانية، ولكن برأيي هناك صعوبة قصوى، للاتفاق على الحكومة نقلنا الى موضوع الانتخاب واذا اتفقنا على قانون الانتخاب تصبح الخطة الاقتصادية للحكومة هي الاساس والى آخره. هناك قرار سوري بتعطيل انتخابات رئيس الجمهورية وبناء على هذا القرار تتصرف المعارضة.

والى متى والى اين سيؤدي هذا التعطيل المستمر والى متى ستستمر الحجج التي لا تنفذ؟

مرتبطة بازمة سوريا مع المحكمة الدولية. سوريا تريد مقايضة الجمهورية اللبنانية بالمحكمة الدولية والمؤسف ان يكون هناك اطراف لبنانية تكون موافقة على هذا الامر. الآن تتم التضحية بالبلد في سبيل حماية النظام السوري وبرأيي هذه جريمة ترتكب بحق البلد وترتكب بحق كل اللبنانيين وترتكب بحق الطائفة الشيعية . وهذه ليست المرة الاولى بتجرية الحرب اللبنانية التي يتم فيها هذا الامر. جرت التضحية بطوائف اخرى في مراحل زمنية سابقة. كنا نتأمل ان يكون البعض قد استخلص الدروس من هذه التجارب ولكن يبدو ان الامر ليس كذلك. يبدو ان هناك محاولة لدفع فريق من اللبنانيين الى التجربة من جديد. بشعوري ان عملية الارتباط بسياسة هذا النظام بلحظة ازمته يشكل عرقلة وخربطة ويؤخر الحل ويؤخر العودة الى الحياة الطبيعية ويدفع الشباب الى الهجرة ويدفع البلاد الى خانة الخطر من اجل ماذا؟ الآن تتم التضحية بالعراقيين وبالفلسطينيين واللبنانيين من اجل الحفاظ على النظام وابقاء الوضع على ما هو عليه. هذا النظام لم يقدم شيء ايجابي. في كل لحظة بخلال كل تاريخه كان يقدم خدمة لمصالحه للغرب تحديدا مجموعة من البشر. والمأساة التي نشهدها اليوم في غزة هي من صنيعة يد النظام السوري بالاساس عندما دفع بحركة حماس الى القيام بهذا الانقلاب الغريب في حزيران 2007 وهو انقلاب ناجح عسكريا ولكنه الترجمة السياسية له كانت عمليا خروج حماس من السلطة فهذه الجماعة التي كانت تتمتع باعتراف وشرعية عربية ودولية بحكم وجود رئيس حكومة فلسطينية ينتمي اليها عادت اليوم لتصبح مجموعة مطاردة وشعب غزة بات ضحية لما يحصل وهذا احد الامور فقط. ودعم القاعدة في العراق على اساس انها مقاومة وتحولها الى ادارة للفتنة بين السنة والشيعة في العراق هذا ايضا من صنيعة النظام السوري في لبنان هذه الفتنة المتنقلة بداخل لبنان ايضا هذه من صنيعة النظام السوري . بالتالي يجب على الرئيس بري واقطاب المعارضة ان يطرحوه على انفسهم سؤالا هو الى اين وماذا بعد؟

س- باكلام عن غزة بالامس قال الرئيس بري ان ما يحصل في لبنان هو لجزب الانظار عن ما يحصل في غزة وذلك عبر تعطيل الوضع وزيادة الازمة في لبنان، ما رأيك؟

ج- على الرئيس بري ان ينتبه الى مسألة التواريخ فتعطيل الحياة السياسية في لبنان سبق مسألة غزة بستة اشهر واكثر وذلك عبر تعطيل مجلس النواب وانسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة واحتلال وسط بيروت ومحاولة الانقلاب على الحكومة عبر احداث كانون الثاني ومحاولة اقامة امارة في شمال لبنان اضافة الى الاغتيالات التي سبقت جميعها مسألة غزة التي تلت هذه الاحداث. ويمكننا القول ان منطق النظام السوري في التصعيد في لبنان انتقل الى غزة والعكس صحيح.

س- اثار مجيء الاسطول الاميركي والمدمرة كول الكثير من الجدل في الاوساط السياسة اللبنانية البعض قال انها احرجت حكومة السنيورة التي سارعت الى نفي علمها بالموضوع والبعض وصفه بالعدوان والرئيس بري اعتبرها تهديدا حقيقيا حتى انه لفتني في احدى مقالات الرأي في صحيفة السفير التي اختتمها كاتبها بالقول "جاء الاميركيون فلتفتح الملاجئ" في اشارة الى التاريخ الدموي للتدخل الاميركي العسكري في المنطقة، في اي خانة ترى انت مجيء الاسطول الاميركي في هذه المرحلة الدقيقة؟

ج- هذا التحرك ليس مرتبطا بالوضع الداخلي في لبنان بل بالوضع المتفجر في المنطقة وهو اشارة قد تكون مرتبطة بقرب الاعلان عن عقوبات جديدة بحق ايران. هذا الاعلان عن التواجد يتزامن مع الحرب التركية في شمال العراق ومع الحرب الاسرائيلية على غزة والتهديدات المتبادلة فيما يتعلق بالملف النووي الايراني. الوضع الآن يعيدني بالذاكرة الى الوضع الذي نجم عن تطورات العام 1958 عن تزامن عدد من الازمات في المنطقة مثل ازمة الانقلاب في العراق وازمة الاردن، كان حينها الوضع شبيه جدل بما يحصل الآن ، اما تأثير هذا الوضع على الوضع الداخلي في لبنان فهو لا يقدم ولا يؤخر وبالتالي المعارضة لا تحتاج الى وجود بوارج لكي تقول ان الاكثرية تابعة للسياسة الاميركية كما انها لم تكن بحاجة الى اي شيء لتتهم رئيس الحكومة بانه كان ينسق حرب تموز 2006 مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وبالتالي هذا سجال سخيف لا يستأهل ان يتوقف المرء عنده. ولكن ما يستوقفني اكثر هو وضع المنطقة الخطر ككل. هذا الوضع كان يفترض ان يؤدي بلبنان الى نتيجة عكسية باتجاه تأمين شبكة امان لكيفية تخفيف التشنجات الداخلية. وليس الذهاب بالاتجاه العكسي. التطورات خطيرة على الكل وعلى البلد بشكل اساسي وايضا على كل الاطراف في لبنان، فهل حزب الله بعد اغتيال عماد مغنية هو نفسه قبله؟ عندما يقتل الحاج عماد مغنية في دمشق التي وعدت انها بعد يومين ستعطي اول نتائج هذا التحقيق واليوم مر عشرون يوما ولم يظهر شيء بعد. هذا الشخص الاساسي في حزب الله عندما يقتل في مدينة كان يعتبر نفسه فيها آمنا يطرح تساؤلات كثيرة فهو قد قتل في اليوم الذي كان يتواجد فيه وزير الدفاع الاسرائيلي في تركيا لبحث ملف العلاقات الاسرائيلية السورية. في وقت كان المفاوض السوري ابراهيم سليمان موجود في تركيات للتفاوض مع مسؤول اسرائيلي وفي وقت يتردد فيه عن عرض السوريين اجراء لقاء فوري سوري اسرائيلي حول مسألة المفاوضات مع استعداد الرئيس السوري للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي في موسكو، هذا ما يتردد، وسط هذا الجو على حزب الله ان يتساءل هل ضمان النظام السوري سيتم على حسابه؟ ومهما كانت العلاقة وطيدة فلن تكون ابدا افضل من علاقة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات مع هذا النظام السوري في احدى الفترات ولكن الجيش السوزري نفذ فيما بعد هجوما على طرابلس لطرد عرفات منها وبالتالي فقد ضحوا بالحركة الوطنية وبالجبهة اللبنانية وكل العلاقات التي بنيت من اجل مصالحها. الآن هناك سؤال يطرح؟ ماذا يملك حزب الله من ضمانات في لحظة البيع والشراء مع الغرب .

امام هذه التطورات الحاصلة هناك قرار يجب ان نأخذه كلبنانيين . قرار ان لا يكون اي منهم مجرد سلعة في خدمة اي طرف من الاطراف الخارجية وان نخرج من هذا المنطق الذي يجعل الاطراف اللبنانيين في نهاية المطاف مجرد سلعة تعرض للبيع والشراء والمقايضة الى آخره. وان نثبت مصالح الدولة اللبنانية وحمايتها من كل ما يأتي من خارج لبنان. فلا سوريا تحمينا ولا اميركا ولا اي احد يحمينا. حان الوقت لكي نستخلص الدروس والعبر . لانه فعلا الوضع خطير في المنطقة والارجح ان تكون المنطقة متجهة الى حرب. هل هذه الحرب ستكون لخدمة مصالح فريق الاكثرية او فريق الاقلية؟ بالطبع كلا فهي ستكون لخدمة مصالح لا علاقة لها بهؤلاء جميعهم. دعونا على الاقل كما كنت اقول منذ اشهر ان نوجد مساحة من التحييد النسبي في لبنان حيال الصراعات التي تقوم في المنطقة. لن اكون طماعا واطلب التحييد الكامل ولكن على الاقل التحييد النسبي بشكل لا نكون معه الساحة المواجهة الاولى في المنطقة بل لنكن الساحة الثانية او الثالثة للمرة الاولى في تاريخنا.

ولكن هذا الامر غير موجود فبالتالي ماذا سيحل بلبنان وسط الحسابات الخاطئة؟

بل هذا الامر ممكن لان التطورات التي تجري في الوقت الحالي هزت الجميع. منطق الشعارات سقط ومسألة قانون الانتخاب والمشاركة وكل هذا اصبحت امورا مضحكة. على اللبنانيين ان يتخذوا قرارا بحماية بعضهم بعضا. من قتل او سمح بقتل عماد مغنية ليس لبنان. بل هو حليف حزب الله الاول. ليستخلصوا العبرة من هذه الحادثة. فنحن محكومون بالعيش سوية. لنتوقف عن سياسة الاستقواء بالخارج ضد الداخل لنقم ولو لمرة واحدة بالتضامن في الداخل لحمايتنا من الخارج.

لننتقل الى القمة العربية، اذا كان هناك من شيء مشترك في المواقف الاخيرة لمختلف الاطراف هو الاتفاق على وجود مرحلة ما قبل القمة ومرحلة ما بعد القمة، كيف تتوقعون ان تكون انعكاسات فشل القمة العربية على لبنان؟

اولا لا اعتقد ان القمة ستعقد قعليا وفعليا تعني انه ربما لا تعقد ابدا او تعقد ولكن ليس بالمفهوم القوي للكلمة المنطقة متجهة الى ازمة كبرى. امكانية عزل لبنان عن ازمة المنطقة بجوه الحالي شبه معدومة. فيمكننا ان نكمل بالصراع الداخلي الى ابد الآبدين بانتظار ان يتم الحسم خارجيا. وان نستخلص نتائج الخارج لاعادة هدم الداخل. تمنياتي الا تصل الامور الى هذا الحد. وان نحد من انعكاسات الخارج على الداخل. برأيي لا يوجد مرحلة ما قبل وما بعد القمة. دخلنا في مرحلة خطيرة قد تؤدي الى نشوب حرب في المنطقة. لبنان بلا رئيس جمهورية وبحكومة تعاني من ازمة كبيرة ومجلس مقفل وبغياب اي حوار جدي والاى وصول الخطاب السياسي الى حدود لم تعد مقبولة حتى ادبيا. هذا الجو يجعل البلد مكشوفا. برأيي لن يحصل هناك تطور في القمة العربية ولا اعرف ما اذا كانت ستحصل اصلا. في ظل هذا الوضع تعقدت الامور بشكل سريع جدا خصوصا بعد التأثيرات السيئة جدا لخطاب السيد حسن نصرالله وعدم جدوى محاولته التراجع عنه بعد اسبوع في الطمأنة . فعددا من الدول العربية وللمرة الاولى تطلب من رعاياها عدم السفر الى لبنان. مشاكل مع بعض الجاليات الاجنبية خصوصا في الكويت كقضية تأبين مغنية. بعدد من الاشارات العسكرية الاسرائيلية على الحدود. وتزامنها مع ما يحصل في شمال العراق وغزة . هناك شيء خطير يحصل في المنطقة يستدعي من جميع الاطراف اللبنانية الى طي صفحة الكلام السخيف عن الشروط الموضوعة لصالح تأمين شبكة امان . مسؤولية ابقاء الوضع مكشوفا الى هذه الدرجة اليس مخاطرة ومسؤولية كبيرة يأخذها اركان 8 آذار؟ يذكرني وضعهم بوضع الحركة الوطنية في عام 1982 عندما اتت الاشارات عن امكان اجتياح اسرائيلي للبنان. لم تقدر الحركة الوطنية ان تأخذ المبادرة لحماية البلد عبر تجميد الصراع الداخلي. وتأمين شيء من شبكة الامان المطلوبة فدخلت اسرائيل على وضع لبناني مهيأ وجاهز لعدم المقاومة بسبب الخلافات الداخلية ومائة اعتبار واعتبار. وجاءت محاولة الرئيس سركيس لتشكيل هيئة انقاذ وطني جاءت متأخرة. وضعنا اليوم يشبه كثيرا وضعنا في عام 1982 لنستخلص بعض الدروس. المنطقة مقبلة على مشاكل كبيرة ستظهر بشائرها في غضون اسابيع ولا نتكلم هنا عن سنوات. ومقياس الوطنية اليوم هو كيفية حماية لبنان من التطورات التي قد تحصل في المنطقة . اي كلام آخر عن اي موضوع كان بات كلاما خارج القضية ولا معنى له واستمرار للمرحلة الماضية. اليوم السؤال المطروح هو هل يمكننا ان نحمي انفسنا ام لا؟ هذا الكلام اعرف مدى صعوبته ولكن تقديري ان كل الاطراف بدأت تأخذ في الاعتبار لاول مرة المعطى الخارجي في حساباتها الداخلية. واغتيال عماد مغنية كان مؤشرا خطيرا. فالمطلوب ان نسرع في هذا الموضوع.

ولكن آخر مواقف المعارضة بانها مستمرة كانت على لسان العماد عون في مقابلته التلفزيونية الاخيرة التي اعلن فيها صراحة انه لن يسهل الانتخابات الرئاسية ولن يتنازل عن اي مطلب وهو المفاوض الرئيسي؟

اولا لا اعتقد ان ميشال عون له علاقة فعلية بالاطراف الاساسية. ميشال عون وضع كمفاوض بلحظة قرار التعطيل. ولكن العماد عون ليس على علاقة بما يجري وهو معنى بالملف اللبناني من زاوية ضيقة جدا تتعلق بوصوله عو عدم وصوله الى سدة الرئاسة. هذا الكلام ينتمي الى مرحلة ماضية هي مرحلة التعقيد، اما بمرحلة اعادة الحسابات فدوره شكلي. وعلى كل حال لم يعد العماد عون اليوم يمثل مصالح شريحة واسعة من اللبنانيين. اصبحت المسألة لها طابع شخصي وحزبي. وبالتالي دائرة تأثيره ضيقة جدا. وبكلامي عن 8 آذار. فانا اتوجه بالتحديد الى حزب الله وامل. لانهم يتحملون بشكل مباشر او غير مباشرة مسؤولية جماعة من الجماعات اللبنانية ليس بتفويض ولكن كأمر واقع وبالتالي مسؤوليتهم تختلف نوعيا عن مسؤولية العماد عون. العماد عون مشروع فردي لا توجد اي انعكاسات له اذا فشل على المعطيات العامة. شبكة الامان مطلوبة من حوب الله وامن المطلوب منهم ان يضعوا مسافة تحمي لبنان من ازمات المنطقة. بالتالي لم اعول كثيرا على الكلام الذي صدر عن النائب ميشال عون الذي يكرره منذ اكثر من ستة اشهر اي ما قبل اغتيال مغنية وما قبل الغزو الاسرائيلي لغزة وما قبل عرض القوة الاميركي وقرب فرض العقوبات على ايران. ما اقوله ان هناك بداية

حسابات جديدة. وفي هذه المرحلة فان طروحاته لا علاقة لها بواقع الحال. وانا اشك ان ينجح مرة جديدة في ان يكون نائبا في مرحلة اكثر استقرارا لانه لم يؤخر الحل فقط بل وعلى مدى سنتين لم يقم باي انجاز سوى انه اطال امد الازمة وبدل ان تنتهي في عام 2005 ها نحن في عام 2008 ولا تزال قائمة. هذا هو الانجاز الوحيد للعماد عون. ما يهمني ليس العماد عون بل حزب الله وامل لان وضعم شبيه باوضاع سابقة في التاريخ اللبناني واتمنى الا يراهنوا على انتصار ايران والا يعولوا كثيرا على كلام الرئيس الايراني احمدي نجاد.

ماذا تحضر 14 آذار في المرحلة المقبلة

يتم التحضير الآن لمؤتمر ل14 آذار من اجل بداية التفكير في المرحلة المقبلة ولكن 14 آذار محكومة في الوقت الحالي بحركتها في ما يتعلق بموضوع الرئاسة وببرنامجها المعلن وهي ملتزمة به. ولكن في كيفية التعاطي مع هذا الاستحقاق محكومة بالمبادرة العربية التي لا تزال حتى الساعة قائمة ونحن في انتظار معرفة الاتجاه الذي ستأخذه هذه المبادرة حتى نقدر على ضوء هذا الامر ان نحدد الخطوات العملية لما ستفعله 14 آذار في المرحلة المقبلة .

 

بري المخلص

احمد عياش     

بين بحر بدأ يزدحم بالبوارج الحربية من كل الالوان الدولية، وبر يصطبغ بأحمر أهل غزة يتقدمهم الاطفال، كانت سماء بيروت تضج ليل الجمعة بأصوات القذائف. إنهم انصار الرئيس نبيه بري يحيّونه على طريقتهم بترويع المدينة وتهشيم زجاجها وجرح من نالته شظايا تلك الليلة المملوءة ابتهاجاً بظهور الاستاذ المخلص.

لعل الاقمار الاصطناعية التي ترصد هذه المنطقة الملتهبة من العالم أخذت بالاعتبار هذه الواقعة. ولعل اسياد البنتاغون الاميركي ادركوا ما ينتظرهم اذا ما اقتربت مدمرتهم كول أو سواها من شواطئ هذا البلد الذي يفعل الابتهاج فيه مثل هذا الفعل، فكيف لو كانت القذائف لمناسبة الغضب على الغزاة؟

ما بقي عالقاً في الاذهان من مقابلة الرئيس بري التي أرادها مستودعاً لكشف الاسرار هو هذا السر الذي لم يعد كذلك. انها عقلية من العبث التفكير في تغييرها حتى وإن ذهبت منطقة الشرق الاوسط الى الحرب، وانفجرت غزة عن بكرة أبيها، وتلاشى لبنان في أزمة يجاهد رئيس البرلمان في تبرير اقفاله كي لا يطلق سراح الحل. قوة الرئيس نبيه بري انه في زمن غير زمن موسى الصدر الذي قرر الصوم حتى الموت كي يمنع الحرب الاهلية، وفي زمن غير زمن محمد مهدي شمس الدين يوحي بشيء من حكمة لم يعد يتذكرها سوى الاستاذ غسان تويني، وفي زمن غير زمن رجال تعاقبوا على رئاسة المجلس وعوقبوا لأنهم تصرفوا كما يجب أن يتصرف من ينتمي حقيقة الى هذا الوطن.

انه الرئيس بري، المكسب الذي لن يجود الزمان بمثله على المعارضة التي تريد أن تقلب حقائق الزمان. فهي ترى في انتخاب رئيس جديد للجمهورية أمر يمكن تأجيله وفي معادلة الاكثرية والاقلية تعادلا حسابياً تفتق به عبقري فابتدع الثلاث عشرات على غرار الثلاث ورقات وفي امكان رهن لبنان باتفاق سوري - سعودي وايراني - اميركي ومن ثم باتفاق كوني يصالح كوكب الارض مع كواكب في مجرتها وسائر المجرات.

لكل ذلك، يستحق الرجل عندما ظهر على شاشة التلفاز ان تزلزل له بيروت. ويا ليت بالامكان لو يتاح زلزلة لبنان والمنطقة.

قبل المقابلة التلفزيونية، كان الظن بأن هناك بارقة امل وفسحة في النافذة أن يستيقظ ضمير ما حتى ولو كان مستتراً فيبشر اللبنانيين بأن الجعبة ما زالت تضم سهماً يرسم طريق الخلاص.

بعد المقابلة، صارت القناعة راسخة ان الحل آت بعد رحيل اللبنانيين من ديارهم قبل أن تتفتق العبقريات عن استنساخ مفتاح مجلس النواب مفاتيح لكل منازل أهل البلاد. فلا تفتح الا بارادة سامية تعرف متى يحق لاهل المنازل الدخول اليها أو عدم الدخول.

حقاً، ان لبنان أنجب الرئيس نبيه بري فلن يدخل عالم النسيان. انه سيبقى بلد الازمات التي لا تجد حلاً، وبلد المعارضة التي تريد أن تحكم ولو على حساب الشرائع والقوانين وبلد يفتش فيه بعض أهله عن باب ليقفلوه ولو كان مؤدياً الى الرجاء والحياة.

 

أبعد من "يو إس إس كول"

علي حماده     

لا تقل وحشية بعض الانظمة العربية عن الوحشية الاسرائيلية المتفجرة في غزة هذه الايام. فقد نال الشعوب العربية والاسلامية غير العربية  على مر العقود الماضية من "مآثر" الانظمة ما لم تنله من الجزار الاسرائيلي طوال الفترة عينها، أي منذ ثلاثينات القرن الماضي الى اليوم. ويكفي مجرد احصاء بسيط لـ"مآثر" بعثي العراق وسوريا ايام صدام حسين وحافظ الاسد وابنه في حق شعبي العراق وسوريا تقتيلا  وابادة جماعية وارهابا وسجنا لاهل الرأي.  ويقابله احصاء بسيط آخر لـ"مآثر" الجهتين المذكورتين في شن الحروب والتسبب بقتل مئات الآلاف من ابناء الشعب وتبديد ثرواته. هذا عراقياً، اما سورياً، فحمامات دم فلسطينية ولبنانية في لبنان على مدى ثلاثين عاما وصولا الى قتل زعماء وقادة بالجملة ، وفي الفترة نفسها  تصدير ارهاب منتظم لقتل اهل العراق على الطرق وعلى ابواب المدارس وفي قلب الاسواق. وعندما نتحدث عن شعوب اسلامية غير عربية، انما نعني الشعب الايراني وما تعرض له منذ 1979 امام محاكم التفتيش " الخلخالية " بداية، وصولا الى قتل المثقفين ازواجا في منازلهم قبل ثلاثة اعوام. (ألا تذكرون تلك النمطية في قتل مثقفي اليسار من الشيعة في لبنان خلال الحرب وفي مقدمهم حسين مروة الضرير ابن الثمانين؟).

 لا نقول هذا في محاولة للتقليل من هول المجزرة الرهيبة في قطاع غزة، والتي يقوم بها الاسرائيلي، الذي لا يحتاج، وخصوصا على الصعيد الفلسطيني، الى ذرائع لكي يكمل مشروعه في محاولة دفن الاستقلال الوطني وفكرة الدولة. ولكنه في الوقت عينه يستغل حالة فلسطينية شاذة شبيهة في شكل او آخر بمثيلتها اللبنانية لكي يزيد منسوب التوحش والتدمير، ضاربا عرض الحائط كل ما جرى التزامه، في انابوليس. وهذا هو الهدف: التهرب الدائم من العملية السلمية التي لا تقود  إلا الى نشؤ دولة فلسطينية. ومن هنا هذه الحاجة الاسرائيلية الى ممارسة التدمير المنهجي لكل مشروع جدي للسلام في المنطقة.

ذلك هو خبز أنظمة عربية، ان يستمر الارهاب الاسرائيلي في تغذية الخطاب الشعبوي المتخلف الذي يعرف اصحابه انه مبني على شعارات كاذبة وبطولات وهمية، همها الاول السلطة، والسيطرة على الداخل لا طرد المحتل. وعندما يحدث ان يطرد المحتل كما حصل من خلال الاتفاق الضمني للانسحاب الاسرائيلي عام 2000، يحار هؤلاء في طريقة اعادة استدراج الاحتلال الى الداخل على النحو الذي حصل عام 2006 عندما ورط حزب فئوي في لبنان بلدا ومنطقة بكاملها في حرب اتت كارثية على لبنان بأسره. وهنا تحضرنا كما في مثال غزة اليوم، مسألة الضحايا: ففي حرب 2006  لم يرف لـ"حزب ولاية الفقيه"  جفن عندما قتل اكثر من 1300 مواطن لبناني جلّهم من بيئته. وخوفنا أن يتكرر الامر مع "حماس"، فتواصل سياساتها التي تصنع في الخارج، فتزيد معاناة الشعب دون سقوف، ولا يخفف منها عقد خالد مشعل مؤتمرات صحافية دمشقية، وادعاء مخبول من محمود احمدي نجاد أن ايران اقوى دولة في العالم.

والآن، ماذا عن المدمرة الاميركية "كول" المرابطة قبالة شواطئ لبنان، واستطرادا  سوريا؟ غالب كما حصل في السابق، ان الاساطيل لا تأتي من اجل لبنان، وانما لا يحرّكها سوى همين في المنطقة: خطر استراتيجي على اسرائيل، وآخر على منبابع النفط. والمشروع الايراني خطر في الحالتين.

 

 

"الحوار" ضد "التفاهم"

الياس الزغبي       

في لقائهما التلفزيوني المشترك ليل الاربعاء 6-2-2008 حرص السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون على اعتبار "ورقة التفاهم" التي وقّعاها في 6-2-2006 بمثابة مستند ومرجع للنقاط التي تم اقرارها على طاولة الحوار الوطني وأعلنها الرئيس نبيه بري يوم الثلثاء في 14 اذار 2006، بل ذهب السيد نصرالله الى حد القول ان "ورقة التفاهم شكّلت المسودّة الاساسية" لما جرى الاتفاق عليه في جلسات الحوار. وكان الطرفان، وخصوصا منهما الجانب العوني، قد دأبا باصرار، وفي أكثر من مناسبة، على تصوير الاتفاقات المبرمة بين الاطراف الـ14 المتحاورة وكأنها مجرد استنساخ لما ورد في "تفاهمهما"، وأن فضل "الورقة" قد سبق. فهل هذا صحيح ؟ وهل هناك تطابق أو تشابه بين "التفاهم" و "الحوار" أم تناقض وفروق جوهرية؟

 في قراءة مقارنة للنقاط الاربع المشتركة بينهما يتبين أنهما يلتقيان في الشكل، أي في العناوين العامة العائمة فقط، ويتنافران في المضامين والمؤديات، واحيانا في اللغة:

 أولا - في موضوع التحقيق الدولي والمحكمة الدولية

أقرت طاولة الحوار "موضوعات لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية وتوسيع مهمات لجنة التحقيق"، بينما أغفلت "ورقة التفاهم" ذكر المحكمة الدولية كليا (لم يكن قد صدر قرار انشائها بعد ولكن التحضير لها كان حثيثا في الامم المتحدة وبيروت)، ولم تسمّ التحقيق الدولي باسمه بل أشارت الى "استمرار التحقيق وفق الاليات المقررة رسميا"! وتجاهلت الاشارة الى القرار الدولي 1595 الذي أنشأ لجنة التحقيق وكل القرارات التالية، وكأن موقّعي "التفاهم" لا يعنيهم ما يصدر عن الامم المتحدة والشرعية الدولية، لذلك لم يرد ذكر لأي قرار دولي في "الورقة" من ألفها الى يائها (هذا عائد الى عقيدة غير خافية لدى "حزب الله" في تقديم "الولاية" أو الشريعة على أي شرعة، وخلو أدبياته السياسية من ثقافة الالتزام بمفاهيم المجتمع الدولي والمواثيق الدولية). ولم يفت الموقّعين أن يعاجلوا التحقيق "الرسمي" بالتشكيك فيه عبر الدعوة الى ابعاده " عن محاولات التوظيف السياسي"، الامر الذي لم تقع فيه طاولة الحوار، وتنبّه اليه أركان 14 اذار في جولات النقاش.

ثانيا - في السلاح الفلسطيني

- أسندت طاولة الحوار حل السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومعالجته داخلها الى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني (الطائف) وما نصت عليه تحت عنوان "بسط سيادة الدولة اللبنانية على كل الاراضي اللبنانية"، فيما غابت الاشارة الى الدستور والى نص الطائف عن "التفاهم" خصوصا لجهة "بسط السيادة".

- تحدثت ورقة الحوار عن مهلة 6 أشهر للحكومة لحل السلاح خارج المخيمات و "لمعالجته" داخلها، بينما تحدّث "التفاهم" عن "ترتيبه" في الداخل، وقد التزم المجتمعون "العمل الجدي لتنفيذ ما ورد اعلاه ودعم جهود الحكومة"، فلم يقم الاطراف "الاقربون" الى المنظمات المسلحة، خصوصا منها المتمركزة خارج المخيمات، بأي جهد في هذا المجال نظرا الى التقاطع الاستراتيجي بينهم وبينها.

- لم تشترط ورقة الحوار قيام "اطار مؤسساتي فلسطيني واحد" للتفاوض معه كما فعلت "ورقة التفاهم"، والخطورة تكمن في تعليق حل السلاح الفلسطيني على توحيد قرار الفلسطينيين، وهو أمر صعب بل مستحيل، وسيبقى هناك فصيل أو أكثر يرتبط بدمشق أو سواها، قادر على نسف الحل. فهل هذا ما يضمره واضعو "التفاهم" من خلال "الاطار المؤسساتي الفلسطيني الواحد"؟ وما هي الحكمة التي أملت دس هذه العبارة في النص؟

ثالثا – في العلاقات اللبنانية – السورية

- لقد أرست طاولة الحوار هذه العلاقات على أساس نص الدستور لجهة أن "لبنان وطن سيد حر مستقل عربي الهوية والانتماء"، وعلى أساس اتفاق الطائف ولاسيما ما ورد فيه عن علاقات لبنان وسوريا لجهة " استقلال وسيادة كل منهما "، بينما نصت "ورقة التفاهم" على "سيادة واستقلال الدولتين"، وهنا فرق كبير في اللغة والمعنى، فلا يجوز أن يكون هناك سيادة واحدة واستقلال واحد لدولتين، بل سيادتان واستقلالان، وهذه هي أهمية هاتين الكلمتين الصغيرتين: "كل من". والمفارقة أنها المرة الاولى التي ترد فيها هذه العبارة الاستثنائية خلافا لكل النصوص التي تعالج العلاقات اللبنانية السورية، من الطائف الى طاولة الحوار مرورا بكل البيانات الوزارية، حتى أن "معاهدة التعاون والاخوة والتنسيق" (1991) لم تشذ عن العبارة التقليدية بكلمتيها السحريتين. ولا يمكن تبرير هذا "الخطأ" اللغوي طالما أن أصحابه من أئمة لغة سيبويه، وقد زايدوا أخيرا على العرب وأمينهم العام عمرو موسى في تفسير البند الثاني من مبادرة الجامعة العربية (أليس سيبويه فارسي الاصل ومن منطقة شيراز؟)، فلا عجب في أن يزايد الفرس على العرب في اللغة والسياسة، وحتى في العروبة كما هو حاصل، من لبنان الى فلسطين الى العراق.

- أكدت ورقة الحوار على "عدم جعل سوريا مصدر تهديد لأمن لبنان ولبنان لأمن سوريا ومواطنيهما"، كما أكدت على ضبط الحدود وتكريس قاعدة "عدم تدخّل اي من الدولتين في الشؤون الداخلية للدولة الاخرى"، ولم ترد أي اشارة الى المسألتين في "التفاهم".

- طالبت ورقة الحوار باقامة علاقات "ندّية تتجسد في أقرب وقت ممكن بعلاقات دبلوماسية على مستوى السفارات"، واكتفت "ورقة التفاهم" بالعلاقات الدبلوماسية بدون ذكر أي مستوى (قد يكفيها مكتب تمثيلي وظيفي كما في الثمانينات)، وربطتها بـ "توفير الظروف الملائمة" (من يقدّر ويقرر ملاءمتها؟).

- وصفت "ورقة التفاهم" مرحلة الوصاية السورية (الاحتلال، في القاموس العوني القديم) بـ"التجربة السابقة التي علقت بها أخطاء وثغر وشوائب"، وهذا ما لم تنزلق اليه ورقة الحوار تداركا لمحظور المطالبة لاحقا باعادة التجربة بعد "استخلاص العبر والدروس من الاخطاء والثغر والشوائب"!

- دعت ورقة الحوار الى انهاء ملف "المفقودين والمعتقلين" بينما اكتفى "التفاهم" بالحديث عن "المعتقلين" فقط، أي الموقوفين وفقا للقانون السوري. وقد ذهب أحد طرفي "التفاهم" (العماد عون) الى حد تبرئة ذمة النظام السوري من "المفقودين"، بتحميله المليشيات اللبنانية مسؤولية اخفائهم على الطريق! ولم يبذل طرفا "التفاهم" أي جهد لكشف مصير هؤلاء، ولم ينجحا في تحرير "معتقل" واحد برغم التحالف ووحدة الحال مع مرجعية الاعتقال.

رابعا – في مسألة مزارع شبعا

دعمت ورقة الحوار الوطني الحكومة في العمل على "تثبيت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحديدها وفق الاجراءات والاصول المعتمدة والمقبولة لدى الامم المتحدة"، وهذا يعني السعي الى الحصول على توثيق اعتراف سوريا رسميا بلبنانيتها من أجل تحديدها وترسيمها. لكن "ورقة التفاهم" أعفت سوريا من هذا الاعتراف الرسمي بقولها: "بعد أن أعلنت الدولة السورية لبنانيتها الكاملة"! ثم توالت التأكيدات على لسان المسؤولين السوريين أن لا تحديد ولا ترسيم للمزارع الاّ بعد تحرير الجولان! ولم يصدر أي تعليق أو تساؤل أو استيضاح من أهل "التفاهم".

 لقد دهمت الحرب طاولة الحوار وقطعت عليها البحث في مسألة سلاح "حزب الله". ولو قيّض للطاولة أن تفتح هذا الملف لما أخذت بما ورد عنه في "التفاهم" لأنه يضع السلاح في مرتبة "الوسيلة المقدسة"، أي فوق نقاش البشر، ولكان الامر معقولا لو أن الحق أو الهدف هو المقدّس. زد أن بقاء السلاح مرهون بفكرة مطلقة وغامضة هي "حماية لبنان" و "توافر الظروف الموضوعية" الأكثر غموضا، وكل بحث معلق الى ما بعد بعد تحرير مزارع شبعا ولو استغرق الامر جيلا كاملا وربطته سوريا بجولانها، وبدون أن يكلف الطرفان نفسيهما اشارة عابرة الى الجيش اللبناني في استراتيجية الدفاع عن لبنان، وصيغة "تقاسم اللبنانيين أعباء هذا الدفاع" وهو النموذج الامثل لصيغة التقاسم.

 يحار المواطن في أسباب هذا التأليه ل "ورقة التفاهم" وكيف تحوّلت في عيون أهلها الى أصل كل شيء (الحوار والجوار والمصالحة والممالحة والرجاء والبناء والسلام...)، والى علة الوجود وسدرة المنتهى. وهم لو أدركوا سلبياتها وأضرارها خارج بيئتهم المقفلة (شغب 27 الفائت نموذجا) لأنزلوها من مرتبة "المقدّس" هي الاخرى، لئلا تصبح طوطما يعبدونه، أو صنما، يأكلونه اذا جاعوا ويحرقونه اذا ضاعوا.

الياس الزغبي      

(محام وكاتب سياسي)      

 

إرهاب 8 آذار يعيق بناء الدولة السيدة الحرة ويقتل اللبنانيين"

زوين لـ"المستقبل": القرار 1559 سيطبق إن انتهت المبادرة والشرعية اللبنانية مكرّسة والدولة مطلب داخلي وعربي ودولي

المستقبل - الاحد 2 آذار 2008 - زينة يوسف

يرفض المنسق العام لـ"المكتب المركزي للتنسيق الوطني" وعضو "المجلس العالمي لثورة الأرز" نجيب زوين، أن يجلس مكتوف اليدين، أمام ما يمر به لبنان من أزمات، فالرجل "الذي قاتل منذ زمن من أجل وطنه، لا يندم على أي لحظة نضال لأنه كان ولا يزال يعمل بقلبه وضميره". وهو حين اكتشف أن هناك من يعيق مسيرة التحرير وبناء الدولة، لم يتوان عن الإلتحاق بالخط السيادي، وصب كل جهوده من أجل القضية اللبنانية.

يختصر زوين زيارته و"المجلس العالمي لثورة الارز" الأخيرة الى الولايات المتحدة، بـ"طلب المساعدة المعنوية والسياسية لإكمال بناء مسيرة الدولة، التي يعيقها إرهاب 8 آذار"، ولا يهتم لما يقال عن لجوئهم الى الخارج ضد لبنانيين آخرين، فهو يعتبر أن هذا الفريق "يقتل كل الشعب اللبناني من خلال تهيئة الأجواء للإرهاب، ومنع قيام الدولة السيدة والحرة".

إن "التأكيد المسبق على فشل المبادرة العربية، بسبب خوف الدول العربية من مواجهة النظام السوري حتى النهاية لئلا تنتقل المشكلات الى أرضها"، أدى الى توجه "المجلس العالمي الى مجلس الأمن، الى المكان نفسه حيث تم طبخ القرار 1559، "ولكن هذه المرة من أجل المطالبة بتطبيقه في أسرع وقت تحت الفصل السابع". فعاد أعضاء المجلس مطمئني البال الى تطبيق القرار "إنما بعد اعلان الإفلاس العربي".

وفي حديث الى "المستقبل"، أكد زوين أنه لا يشعر بالخوف على مصير لبنان، فـ"اللبنانيون في الخارج يعملون للقضية أكثر من بعض اللبنانيين هنا، وهمهم يوازي همنا، وبالتالي وطننا ليس متروكا ولن يكون هناك صفقات على حسابه، فالشرعية اللبنانية مكرسة وقيام الدولة السيدة الحرة هو مطلب داخلي وعربي ودولي".

تطبيق الـ1559

"لأن الشعب اللبناني بحاجة الى الدعم الدولي في نضاله ضد الإرهاب في كل أشكاله، وللمساعدة على إتمام مسيرة بناء دولة القانون والعدالة"، توجه زوين مع عدد من اللبنانيين في دول الإنتشار وفي لبنان، والذين هم أعضاء "المجلس العالمي لثورة الأرز" الى الولايات المتحدة حيث اجروا محادثات مع الإدارة الأميركية في واشنطن، ومع البعثات الدائمة في الأمم المتحدة، مطالبين بـ"الإسراع في تنفيذ القرار 1559 تحت الفصل السابع".

يشرح زوين "هذه المجموعة من الأشخاص أو هذا اللوبي اللبناني، كان عمليا وقبل الإنضواء تحت اسمه الحالي بعد الإنسحاب السوري والفورة الشعبية العارمة التي سميت بثورة الأرز، هم وراء قانون محاسبة سوريا وقرار مجلس الأمن الـ1559"، موضحاً أن "المجلس العالمي" هو "هيئة غير حكومية مؤلفة من اللبنانيين تدعم الشعب اللبناني ومسيرة 14 آذار، والأهداف السيادية لقيام الدولة الحرة والمستقلة، وهي غير ملتحقة أو منتسبة الى أي تنظيم حزبي". ونسب أهمية دور "المجلس" الأساسي الى "عمله في الدول الصديقة في العالم، وحث لبنانيي الإنتشار وتجييشهم لمساعدة القضية اللبنانية".

لم يعد الوفد من واشنطن فارغ اليدين، فهو حمل تأكيدات على أن "سياسة الإدارة الأميركية لن تتغير، وأيا كان الحزب الفائز في الإنتخابات، فهو سيدعم القضية اللبنانية"، وذلك يعود بحسب زوين الى "العلاقات المميزة والحضور الفعال لأعضاء المجلس في دول العالم".

مواجهة إرهاب 8 آذار

يميز زوين بين مصالح الدول كافة، وبين مصلحة اللبنانيين وهدفهم الذي يتمثل بـ"مواجهة إرهاب قوى 8 آذار ومن يدعمها، والذي دفعنا ثمنه دماً، وهو متمثل بالقتل أحيانا والسلاح المتفشي والتظاهرات على الأرض، وحرق السيارات والدواليب واحتلال الوسط التجاري، وتهديد اللبنانيين وتخويفهم"، معتبراً أن "المطلوب من الخارج هو فقط المساعدة لمواجهة هذا الإرهاب معنا".

ويقول: "أنا أتهم فريق 8 آذار بقتل كل الشعب اللبناني من خلال تهيئة الأجواء للإرهاب كي يقتلنا، وخطف أمل الشعب بقيام الدولة السيدة والحرة. كذلك فإن دولة "حزب الله" من خلال عدم اندماجها في الدولة اللبنانية، تساعده على تفشي الإرهاب". ويرى أن "عدم قيام الدولة السيدة يمنعنا من حراسة الحدود مع سوريا ووقف تهريب السلاح الى "حزب الله"".

ويضيف: "بعد الإنسحاب السوري حاولنا بناء الدولة السيدة والحرة فاصطدمنا بمجموعتين، الأولى عقائدية دينية ممثلة بـ"حزب الله" ومدعومة من الثورة الإيرانية، ومجموعة أخرى هي مخلفات بقايا الإحتلال السوري في لبنان التي تركها هذا النظام عن قصد، لينفذ سياسته بعد خروجه. هذان الخصمان يلتقيان من خلال أهدافهما المشتركة، فسوريا لا تعترف بالكيان اللبناني، كما أن "حزب الله" وإيران يسعيان الى قيام الدولة الإسلامية فيه".

ويتابع: "من هنا تمت إعاقة بناء الدولة، وتمثلت بإقفال مجلس النواب لمدة 15 شهراً، عدم انتخاب رئيس للجمهورية، هروب من المسؤولية عبر انسحاب وزراء "حزب الله" و"أمل" من الحكومة، وغيرها. وهذه المعوقات المدعومة مباشرة من النظامين السوري والايراني، وضعتنا أمام مواجهة داخلية معينة، تمنعنا من بناء الدولة، فكنا أمام خيارين، إما اللجوء الى الشرعية العربية بالدرجة الأولى، وإما الشرعية الدولية. وفي مرحلة معينة عندما عجزت الشرعية العربية عن تلبية حاجاتنا، لجأنا الى الأمم المتحدة".

وإذ يؤكد سلفا "فشل المبادرة العربية"، يشرح "كيف تخاذلت الدول العربية منذ 15 سنة، عن مساعدة لبنان على تطبيق أحد بنود اتفاق الطائف، وإعادة الإنتشار السوري، من خلال مساعدة السوريين على دخولهم الى بيروت واحتلال لبنان مجددا، مما جعلنا نلجأ الى الشرعية الدولية والـ1559 الذي جعل سوريا تنسحب".

ويعتبر ان "الحل اليوم هو بانتخاب رئيس للجمهورية، لأننا نعيش كجسد من دون رأس، لجأنا الى الشرعية العربية لتعمل على حصول الإنتخاب، لكنها بالرغم من دعمها لقضيتنا، ليست على مستوى مواجهة النظام السوري الإرهابي حتى النهاية، كما النظام الإيراني الذي يدعو الى الثورة الإيرانية". ويعزو ذلك الى "المشكلة الخاصة التي يعانيها كل نظام عربي، والتي تحاول ابعاد المشكلات عنها قدر المستطاع. فالمواجهة مع نظام الأسد هي مواجهة مع نظام ديكتاتوري ارهابي وقاتل، وكان لبنان من دفع الثمن، أما المواقف العربية فكانت غائبة دوما. لذا ذهبنا الى الشرعية الدولية".

يبدو زوين متفائلاً جدا لجهة تنفيذ القرار 1559، ويؤكد أن "ما نقوم به هو لتسريع تطبيقه، ومطالبتنا لن تتوقف، وأصحاب الخط السيادي في انتفاضة الإستقلال وغيرهم من الأشخاص يعملون على كل الأصعدة، كما أن اللبنانيين في الإغتراب يد واحدة معنا لنقاوم ونستمر". الا أنه يرى من جهة أخرى أن الأمم المتحدة "لن تأخذ القرار قبل اعلان الإفلاس العربي، فإذا نجحت الدول العربية في مسعاها لن نعود بحاجة الى الفصل السابع. مجلس الأمن يواكب عمل الجامعة العربية، ويدعم ويتمنى أن يكون الحل داخلياً، انما في حال فشل الوفاق وكذلك المسعى العربي، فالشرعية الدولية ستتحرك".

المواجهة قوية

يلاحظ زوين أن "العقبات في وجه قيام الدولة كثيرة والمواجهة قوية. فخصمنا في الداخل المتكل على سوريا وإيران، شرس وقوي، وليس من السهل التغلب عليه"، مشددا من جهة أخرى على أن "الإرهاب والقوة العسكرية الى نهاية، كذلك الدولتين اللتين تتقاسمان الشرعية اللبنانية".

وإذ يتخوف من الوصول الى "حائط مسدود تدفعنا اليه قوى 8 آذار، تكون نتيجته الفيديرالية"، يؤكد رفضه التقسيم، "فنحن نسعى الى التعددية التي تشكل قيمة لبنان، ولن نسمح لهم بإلغاء ثقافتنا التعددية والإنفتاحية التي أعطت رسالة للعالم".

بالنسبة الى زوين، فإن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "انتهى حين اتفق مع السوريين على العودة الى لبنان، فهو كان الأمل وصار واجهة يستعملها "حزب الله" الذي "حلب" "التيار الوطني الحر"، مبديا أسفه على "رفاق لي في النضال حيث دفعنا دماً، وأعجب كيف أنهم لا يزالون في 8 آذار، ربما بسبب حقدهم على بعض الأشخاص في 14 آذار".

ويرفض أن يقال ان عون هو الذي كان وراء القرار 1559، "هو كان وجهاً من الوجوه، أما القرار فولد على يد هؤلاء الجنود المجهولين الذين يسمّون اليوم "المجلس العالمي لثورة الأرز"".

ويروي ما حصل معهم في زيارتهم الأخيرة الى الولايات المتحدة، عند احدى البعثات، فيقول: "جلسنا الى طاولة مع السكرتير الأول نتحدث، فقال له شاب من المجلس أتذكر أننا حضرنا الـ1559 على هذه الطاولة تحديدا، فأجابه: كيف لي أن أنسى، حينها جلبتم معكم عون، وأين هو الآن؟".

 

بيضون: إطلالة بري رواية للدفاع عن موقعه وأظهر عون مفوّضاً شكلاً وكأنه الزوج المخدوع

المستقبل - الاحد 2 آذار 2008 - وصف الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون إطلالة رئيس مجلس النواب نبيه بري التلفزيونية بأنها "سرد أخبار لم تطرح حلاً ولا عناصر حل، مجرد رواية للدفاع عن الموقع الشخصي وليس عن مصالح الوطن والمواطن ولو جرت في بلد آخر، لطلب من الرئيس بري الاستقالة فوراً". ودعا الى "فتح الملف الأمني لجهة ما رافق مقابلة بري من إطلاق نار"، معتبراً "أن الأمر يستوجب تدخلاً من الحكومة ومن قيادة الجيش والقوى الأمنية والقضاء اللبناني للإمساك بهذا الملف ولوقف ما يجري وهو غير مسموح به".

وذكر في حديث الى اذاعة "الشرق" أمس، "كيف أنه في أحداث مار مخايل قام البعض بمطالبة الجيش بفتح تحقيق ومحاسبة حتى القوى الأمنية التي أطلقت النيران"، متسائلاً "هل إطلاق 40 آر.بي. جي بالهواء، وربما على الناس أمر يسكت عنه، لدرجة لا يتحرك الجيش اللبناني ولا القضاء؟".

واعتبر ممارسات إطلاق النار "عودة الى عهد الميليشيات والواقع الميليشياوي"، داعياً الى "معاقبة أي فرد من مطلقيها". ووصف هذه التصرفات بـ"العبث بالأمن الوطني وغداً قد نسمع إطلاق "هاونات" في مظاهر تهدد السلم الأهلي ولا يجوز السكوت عنها"، غامزاً من قناة الرئيس بري بأنه "من أعطى الأوامر بإطلاقها وحتى بتوزيع السلاح والرصاص، وهو في دعوته الى عدم إطلاق النار كأنه كان يدعو الى هذه التظاهرة "الرصاصية"!".

واستغرب "تصرف بري مع النائب ميشال عون، بحركة التفافية باعتباره عون مفوضاً شكلاً وبدا من خلال الحديث أن الجنرال عون كأنه الزوج المخدوع على نحو ما أظهره الرئيس بري".

وأكد أنه "ليس مطلوباً اتفاق الرئيس بري مع (الأمين العام لجامعة الدول العربية) عمرو موسى، إنما المطلوب اتفاق الرئيس بري مع الطرف الآخر"، مميزاً بين "الاتفاق أو الاقتراح وكلما قدم بري اقتراحاً طلع به على الإعلام كونه اتفاقاً وهو غير صحيح".

واعتبر أن الصيغة التي يقدمها الرئيس بري 3 عشرات مع قرارات بالتوافق "أسوأ من الثلث المعطل، لا بل هي الثلثين المعطلين، في عودة لمبدأ التعطيل، وهذا عائد الى عدم اقتناع بري و"حزب الله" والعماد عون بالمبادرة العربية، ورفضهم انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية والاستفادة من الوقت المستقطع حتى نهاية خدمته وذهابه الى المنزل لاحقاً من الآن الى موعد الانتخابات النيابية".

ورأى أن البنود التي طرحها بري تقوم على "منطق واحد هو منطق التعطيل والمشروط بنقاط، والنقاط هي محاصرة لصلاحيات رئيس الحكومة والأكثرية ورئيس الجمهورية، مثل المطالبة بالمناصفة في الوزارات السيادية الأربع وإضافة وزارة العدل اليها للمساومة عليها كوزارة سيادية لاحقاً وابتزاز (رئيس كتلة "المستقبل" النائب) سعد الحريري"، سائلاً "أين هي حصة رئيس الجمهورية في تلك المناصفة في الوزارات السيادية وماذا يبقى له؟".

وطالب بـ"الوقوف خلف قانون الانتخاب الذي اشتغل عليه الوزير السابق فؤاد بطرس، وهو الوحيد الذي يمكن التوافق عليه"، واصفاً قانون الـ1960 بأنه "مناقض للطائف، والرئيس سليم الحص أكثر الناس من تكلم عن ذلك".

اضاف: "ان حركة "أمل" وعلى مدى عشرين عاماً تقاتل ضد هذا القانون، وللرئيس بري نفسه تصريحات بأن هذا القانون هو تقسيم للبنان، وأرسل بثياب الحركة الى الجبهات ضد الطائفية وضد هذا القانون، لأجل الإصلاح السياسي. وهذا الحماس لقانون 1960 عند الرئيس بري هو ارتداد على الطائف، وعودة الى الطائفية والمذهبية، وارتداد عن كل الفكر الإصلاحي الشيعي والتضحيات التي بذلت على مدى 30 عاماً، ودعوة الى المسيحيين للتراجع عن الطائف علماً أن إسقاط الطائف عملية مستحيلة".

وحمّل بري "مسؤولية التعطيل"، مذكراً بـ"قوة الرئيس حسين الحسيني وأدائه وإنتاجيته في المجلس النيابي لدرجة جرى الكلام عن نظام المجلس حينها".

ودعا "حزب الله" الى "الانسحاب من السياسة الداخلية"، متمنياً لو أنه "فك اعتصامه في 14 شباط، كتعبير عن المشاركة الوطنية في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكإعلان الذهاب باتجاه الوطن".

 

عون يماحك ولا يفاوض لانّه لا يتمتع بثقافة الحوار"

زهرا: من يتجاوز الحلول يستدرج التدخل الخارجي والتوتر سببه التصلب السوري والحرب المفتوحة

المستقبل - الاحد 2 آذار 2008 - لفت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، الى ان وجود البارجة الاميركية "يو اس اس كول" في المياه الدولية "تم ايضاحه من الاميركيين بأنه اشارة الى سوريا ان سياسات التصلب لديها لم تعد مقبولة"، معتبراً ان "من استجلب التدخل الاميركي هو من يسأل عما يجري وليس من يسعى الى حل سياسي لبناني يحفظ حقوق الجميع". ونفى امكان "اعتبار وجود المدمرة دعما للاغلبية في اي شكل من الاشكال، اذ ان دعوتها هي ان يكون الجميع تحت كنف الدولة، اما من يتجاوز الحلول والمشاريع العربية والتسويات الداخلية، فهو الذي يستدرج ويستجلب التدخل الخارجي او التهويل الخارجي".

وقال في حديث الى "تلفزيون لبنان" أمس: "ان المنطقة متوترة من لبنان الى فلسطين وسوريا وصولا الى العراق وايران، وان التصلب السوري ومحاولة سوريا وحلفائها في لبنان ابتزاز الاغلبية وفرض الشروط والتهويل لاسيما بحرب مفتوحة على مستوى العالم ردا على اغتيال عماد مغنية هو ما يجعل من لبنان ساحة للمواجهات من جديد". وذكر بالقول المعروف للسيد علي خامنئي بأنه "سوف يهزم اميركا في لبنان"، متسائلا عن كيفية بناء دولة "اذا كان جزء منها له دويلته ولا يعترف بالدولة، بل انه يفاوض ويتخذ القرارات من خلف ظهرها ويستأثر بالقرارات السيادية ومنها قرار السلم والحرب".

وأوضح ان "تخصص المدمرة كول بالسلاح المضاد للصواريخ يعني في ما يعنيه امرا يتجاوز لبنان تماما لان لبنان ليس ساحة صواريخ تكتية". وقال: "اذا كان أحد يظن ان العالم وفي طليعته الولايات المتحدة ثم دول الخليج وايضا اسرائيل يقبل نشوء قوة متفلتة وغير خاضعة للسيطرة اسمها ايران يكون على خطأ، وفي المقابل اذا كان هناك من يظن ان هذا النظام الايراني مستعد بالحسنى والحوار للتخلي عن مشروع العظمة يكون أيضا على خطأ. ومع هذه المعادلة فان المواجهة ستكون حتمية وليس بالضرورة الآن وانما في وقت قد يكون قريبا او بعيدا لان المشكلة ليست على البرنامج النووي السلمي بل على الوصول الى امتلاك اسلحة نووية".

واشار الى "ان فريقا مسيحيا هو فريق العماد (ميشال) عون استعمل التفويض الشعبي الذي أعطي له للذهاب باتجاه معاكس وتأمين الغطاء لفريق 8 آذار و"حزب الله" تحديدا لتعطيل مشروع استكمال انتفاضة الاستقلال واعادة بناء الدولة"، لافتاً الى عدم وجود اي مشكلة مسيحية ـ مسيحية خلال اللقاءات الرباعية "بخلاف ما عمد البعض الى تسويقه، وان العماد عون كان ـ كما قال أحدهم ـ يماحك ولا يفاوض في اللقاءات الرباعية". واستغرب ان يكون العماد عون "يطرح نفسه كممثل لفريقه النيابي في رئاسة الجمهورية، اذ ان الرئيس يجب ان يكون رئيسا لكل لبنان ولجميع اللبنانيين". وقال: "اذا كان العماد عون هو صاحب كل هذه المطالب التي تكبل انتخاب رئيس للجمهورية وتعرقله وتمنعه، فهنيئا له بهذا الانجاز وهو الذي يدّعي انه يمثل المسيحيين ويحمل طموحاتهم، وما كان صحيحا جزئيا في العام 2005 لم يعد اليوم صحيحا على الاطلاق، واذا كانت صندوقة الاقتراع هي الفصل فلينزع سلاح "حزب الله" وينسحب مع حلفائه من الشارع وعندها نجلس ونقر قانون انتخاب يرضي الجميع ونحن جاهزون للانتخابات في كل لحظة".

ولفت الى انه "تكونت لدى اللبنانيين قناعة راسخة بأن كل المبادرات الفرنسية والعربية والحوار بين النائب سعد الحريري والرئيس بري ولاحقا مع العماد عون لم يعد يرد لها الوصول الى حل خصوصا ان العماد عون لا يتمتع بثقافة حوارية، وأبرز تجليات ذلك اصراره على انه وحده الموجود وان الآخرين غير موجودين".

واكد ان "صيغة العشرات الثلاث لم تطرح الا للمناورة لانه لا يمكن مساواة الاقلية بالاكثرية في اي نظام سياسي"، متوقعاً عدم حدوث اختراقات من الآن وحتى انعقاد القمة في نهاية آذار. وشدد على ان قوى الاكثرية في لبنان "لن تتنازل عن حق ادارة البلد بالمشاركة مع سائر اللبنانيين ولكن من دون القدرة على التعطيل. فهناك من لا يزال يسعى الى تعطيل قيام المحكمة ذات الطابع الدولي واذا ما قدر له ذلك فلا امل بعدها بالوصول الى الحقيقة. وعليه فان قوى 14 آذار لن تستسلم اما خياراتها في حال فشلت كل المبادرات فهي كما بات معروفا تتراوح بين تفعيل الحكومة او استعمال حقها الدستوري بالانتخاب بالنصاب القانوني".

ووصف قانون انتخابات العام 1960 بأنه "لا يناسب المسيحيين، ولا حرج في الاعلان انه يجب اعتماد صيغة معدلة له، لانه في احسن الاحوال وكما بات معروفا فان المسيحيين لا يستطيعون ايصال اكثر من 34 او 35 نائبا مسيحيا الى البرلمان على اساس هذا القانون، وعندما يطرح قانون جديد للانتخابات على المجلس النيابي فان كتلة "القوات" وتكتل "التغيير والاصلاح" سيكونان الاقرب في مواقفهما من صيغة القانون الذي يجب ان يقر". وقال: "نحن مع الدوائر الصغرى واذا كانت حدودها الاقضية الحالية فسوف نطالب باعتماد النسبية التي تضمن صحة التمثيل السياسي والطائفي للجميع". واشار الى ان "هناك عملا جديا يجري على الصعيد الداخلي في 14 آذار لمقاربة كل احتمالات القوانين الممكنة، ونحن نتعاطى بجدية وايجابية مع قانون لجنة فؤاد بطرس الذي يمكن ان يشكل الاساس الذي يرضي كل الاطراف مع بعض التعديلات".

 

قبلان قبلان: الاستعراض البحري الاميركي تجربة فاشلة وساقطة

وطنية - 2/3/2008 (سياسة) اعتبر عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، في احتفال تأبيني في بلدة بليدا الحدودية، "ان المبادرة العربية لا تزال تشكل فرصة لانتاج تسوية داخلية للخروج من الازمة الراهنة شرط توافر الارادات المخلصة وعدم التجاوب مع اغراءات الادارة الاميركية التي اعلنت صراحة رفضها لهذه المبادرة وعملت على اجهاضها برا وجوا وبحرا". وقال:" ان حركة "امل" التي لم توفر جهدا من اجل تجاوز المحنة تبقى تراهن على وعي القيادات اللبنانية لا سيما بعدما تكشفت حقيقة المشروع الاميركي واهدافه الرامية الى تفتيت المنطقة"، معتبرا "ان الخطوة الاولى لانقاذ لبنان هي خطوة داخلية".

اضاف:"ان الاستعراض البحري الاميركي هو تجربة فاشلة وساقطة لان وطنا شيده الشهداء والمقاومون لن تسقطه البوارج الاميركية ولا التهويل ولا الوعيد، فلا مساومة على خيارات لبنان وثوابته الوطنية حيث لا معنى للبنان من دون مشاركة مكوناته الاساسية". وتوقف قبلان عند المجازر والمذابح التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق الاطفال والنساء في غزة، مستغربا الصمت الرسمي العربي حيال هذه الوحشية الصهيونية المدعومة اميركيا". وقال:"يخطىء من يراهن على حلول ستقدمها الادارة الاميركية المتصهينة، وندعو الى حراك عربي بوجه هذا المشروع. كما ندعو جميع الفصائل والاطياف الفلسطينية الى الوحدة في ما بينها لان الحقد الصهيوني لن يوفر احدا لاي فصيل انتمى وان الخلافات والاحقاد الداخلية تشكل قوة وغطاء لهذه الغطرسة الاسرائيلية".