المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم  السبت 10 أيار/ 2008

 

إنجيل القدّيس مرقس .34-28:12

ودَنا إِلَيه أَحدُ الكَتَبَة، وكانَ قد سَمِعَهم يُجادِلونَه، ورأَى أَنَّه أَحسَنَ الرَّدَّ علَيهم، فسأله: «ما الوَصِيَّةُ الأُولى في الوَصايا كُلِّها؟» فأَجابَ يسوع«الوَصِيَّةُ الأُولى هيَ: «اِسمَعْ يا إِسرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الرَّبُّ الأَحَد. فأَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ». والثَّانِيَةُ هي: «أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ». ولا وَصِيَّةَ أُخرى أَكبرُ مِن هاتَيْن». فقالَ له الكاتب: «أَحسَنتَ يا مُعَلِّم، لقد أَصَبْتَ إِذ قُلتَ: إِنَّه الأَحَد ولَيسَ مِن دونِه آخَر، وأَن يُحِبَّه الإِنسانُ يِكُلِّ قلبِهِ وكُلِّ عَقلِه وكُلِّ قُوَّتِه، وأَن يُحِبَّ قَريبَه حُبَّه لِنَفْسِه، أَفضَلُ مِن كُلِّ مُحرَقَةٍ وذبيحَة». فلمَّا رأَى يسوعُ أَنَّه أَجابَ بِفَطَنة قالَ له: «لَستَ بَعيداً مِن مَلَكوتِ الله». ولَم يَجرُؤْ أَحَدٌ بعدَئذٍ أَن يَسأَلَه عن شَيء

 

عصابات أسعد حردان تبدأ عمليات النهب في الحمرا والفردان

السياسة/أفادت مصادر من الحركة السورية القومية الاجتماعية, امس, ان بعض عناصر اسعد حردان المسلحة قد انتشرت في شوراع منطقة الحمرا وفردان, حيث هاجمت بعض المحلات, وقامت بعمليات نهب لثلاثة محلات قرب محطة البنزين المجاورة لمقهى "الويمبي". وأفاد موقع "الوطن السوري", نقلا عن هذه المصادر في الحركة المنشقة عن "القومي", تأكيدها ان قيادة حردان اعلنت, امس, قيادة اسعد حردان ان مناطق الحمرا , فردان, عائشة بكار, ابو طالب, الجندراك, محيط البريستول اصبحت في عهدة الحزب السوري القومي الاجتماعي. وقالت المصادر ان من اسمتهم "أذيال المجرم أسعد حردان" انتشرت, امس, في بعض مناطق الروشة ومارسوا عمليات النهب, كما قاموا باحراق مبنى تلفزيون المستقبل, مشيرة الى ان ما قامت به اليوم ميلشيات حردان تثبت مرة أخرى, أن هذا الحزب بات حزباً يتبع لطائفة ولا يملك ذرة من العقلانية والفكر, "فليس من الشجاعة ان نهاجم بيوتاً خالية, وليس من الشجاعة ان نستغل الفرص ونمارس النهب والسرقة في المحلات". وتوجهت الى حردان بالقول "ليست هذه أخلاق (مؤسس الحزب القومي أنطون) سعادة يا حضرة الامين اسعد حردان, بل هي اخلاق اسيادك المخابرات السورية", مضيفة "يبقى السؤال بعد ظهور هذا العدد من المرتزقة في عصابة أين كنتم ايام حرب يوليو, لو كنتم فعلاً تنتمون الى سعادة, واين كنتم يوم أحرقت مكاتب الطريق الجديدة, لو كنتم فعلاً تنتمون لسعادة فارفعوا السلاح ضد حزب الله الذي يقتل أهلكم". وخلصت المصادر الى القول "ان عصابة اسعد حردان هي أول ميليشية تدخل معارك بيروت بعد حزب الله".

 

اجتياح مبرمج حصد عشرات القتلى والجرحى.. ومحاصرة السراي الحكومي ومقري النائبين الحريري وجنبلاط

إقفال وإحراق المؤسسات الإعلامية والمكاتب الاجتماعية التابعة لتيار المستقبل وتهجير أهالي بيروت

ميليشيات »حزب الله« و»أمل« تستبيح بيروت... والجيش يتفرج

 بيروت - »السياسة« والوكالات: أنهت ميليشيات "حزب الله" وحركة امل, امس, اجتياحها العاصمة بيروت, بعد 3 أيام من الاشتباكات سقط خلالها 13 قتيلا واكثر من 30 جريحا, حيث عاثت العناصر المسلحة قتلا وتخريبا ونهبا, وقامت بعمليات اقتحام واسعة الى مراكز "تيار المستقبل" في مختلف مناطق العاصمة, في صورة مشهدية اعادت اجواء الحرب الاهلية وحروب الشوارع والأزقة, ولم يوفروا المؤسسات الاعلامية, في سياق مخططهم لإسكات الاصوات المعارضة لممارساتهم العبثية. وجابت مواكب سيارة ودراجات لمسلحي المعارضة بعد ظهر امس, طرقات بيروت وهي تطلق النيران بكثافة في الهواء ابتهاجا بسيطرتها على العاصمة.

وجابت هذه المواكب شوارع في منطقة الحمراء وكليمنصو حيث منزل النائب وليد جنبلاط, وكان المسلحون يخرجون من السيارات ويطلقون النار في الهواء بكثافة ابتهاجا, وهم يرسمون شارات النصر.

كما جابت عشرات السيارات في مواكب ابتهاج وهي تطلق النار في مناطق اخرى من بيروت الغربية كانت معقلا لتيار المستقبل.

وعمدت عناصر ميليشيات "أمل" و"حزب الله" الى التمدد باتجاه معظم احياء بيروت الغربية, وصولا الى محيط منزل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط, كما وصلت نيران الاشتباكات الى محيط دارة زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري في منطقة قريطم, حيث تعرض المنزل الى رشقات رشاشة وقذائف من جانب عناصر حزب الله. وأكدت مصادر امنية, أن الميليشيات سيطرت على "فردان" و"الحمرا", ومناطق كركول الدروز والزيدانية ومار الياس وتلة الخياط وراس النبع, بعد عمليات كر وفر متنقلة من شارع إلى شارع استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية.

وشوهد سكان بيروت يفرون في الساعات الأولى من صباح امس, باتجاه بيروت الشرقية التي يقطنها أغلبية مسيحية, بعدما عمت المدينة اشتباكات ضارية, فيما استغل بعض سكان العاصمة فترات التوقف المتقطعة للاشتباكات, للفرار برفقة أطفالهم إلى أماكن أكثر أمنا.

وقالت عناصر من ميليشيا المعارضة لوكالة "د.ب.أ" الالمانية, "إن جميع المباني المحيطة بالسراي الحكومي خاضعة لسيطرة المعارضة", وأضاف الرجال المقنعون, "بيروت تحت سيطرتنا الكاملة". وكانت الميليشيات قد تمكنت من اغلاق الوسائل الاعلامية لتيار المستقبل, وهي "إذاعة الشرق" و"صحيفة المستقبل" ومحطة "أخبار المستقبل", بعد تلقيها تهديدات مباشرة من حزب الله, وقال شهود عيان ان مسلحين من الحزب السوري القومي الاجتماعي, دخلوا استديوهات قناة "المستقبل" في حي الروشة الساحلي وفجروا عبوة ناسفة, وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان من المبنى القريب من السفارة السعودية.

واشار رئيس مجلس ادارة قناة المستقبل نديم المنلا, الى ان القناة تلقت تهديدات بتدمير كل منشآت المستقبل في حال اعيد البث, وقد تسلم الجيش اللبناني مركز "أخبار المستقبل" الذي أصبح بعهدته, معززا تواجده الامني بعشرات الجنود والآليات.

الى ذلك, قامت عناصر من "امل" و"حزب الله" باقتحام منزل الصحافي محمد سلام وقاموا بتكسير محتوياته وسرقته, كما دخل مسلحون مبنى مجلة الشراع في محلة سليم سلام وعبثوا بمحتوياته. كذلك, عززت عناصر الجيش تواجدها في محيط دار الفتوى في منطقة عائشة بكار, وفي محيط منزل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تلة الخياط, واكد مصدر من "تيار المستقبل", "ان المحازبين سلموا مراكزهم الاجتماعية في منطقة الطريق الجديدة الى الجيش تجنبا للتصعيد".

وبالقرب من مقر حزب "الكتائب" في منطقة الصيفي اتخذ الجيش اللبناني اجراءات امنية مشددة على طول الخط الممتد من مقر صحيفة "النهار", مرورا بالبيت المركزي للكتائب, بهدف الحؤول دون وصول المتظاهرين الى مرفأ بيروت, الذي توقف العمل فيه, بتعليمات من ادارته نظرا للاوضاع الراهنة والظروف الامنية, وحفاظا على العمال والموظفين. وأعلن رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط, عن "مقتل عنصرين من الحزب "الديمقراطي" التابع للوزير الأسبق طلال إرسلان" , نافيا أن "يكون للحزب الإشتراكي علاقة بمقتلهما".

وفي الشمال, أقدم مناصرون ل¯"تيار المستقبل" على قطع الطريق التي تصل مدينة طرابلس بمنطقة البداوي عند محلة التبانة, احتجاجا على اجتياح "حزب الله" و"امل" مدينة بيروت, كما قام اهالي بلدة بحنين بقطع الطريق الدولية التي تصل طرابلس بمنطقة عكار. وفي البقاع, خيم الهدوء الحذر على المنطقة, والتزم المواطنون منازلهم, حيث اقتصرت الحركة على تأمين الخدمات الضرورية, في وقت استمر قطع طريق المصنع بالسواتر الترابية واقتصرت حركة المرور على المشاة فقط. وأصيب جندي في الجيش اللبناني, امس, في منطقة بر الياس بمنطقة البقاع, من شظايا قنبلة صوتية ألقيت في المنطقة, وعمل الجيش على فتح طرقات رئيسية في منطقة البقاع, كانت عناصر تابعة لأحزاب الموالاة قد أغلقتها بالسواتر الترابية والإطارات المشتعلة.

وذكرت مصادر أمنية أن الهدوء يخيم على بلدة تعلبايا والتي تعتبر من معاقل الموالاة, عقب تسليم المسلحين أنفسهم وأسلحتهم إلى الجيش اللبناني.

من جهة ثانية , أقدم عشرات الشبان على الدخول إلى مقر دار الافتاء الجعفري في مدينة صور جنوب لبنان, والسيطرة على المقر الذي يترأسه المفتي علي الأمين.

وقال مصدر امني, ان الاشتباكات توقفت "لان احدا لم يعد يقف بوجه مقاتلي المعارضة", موضحا ان قوات الجيش وقوى الامن انتشرت ايضا في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة, وتسلمت الكثير من المراكز التي كانت تابعة للاكثرية.

 

حزب الله يؤكد استمرار حصار بيروت ونشر المسلحين حتى حل الأزمة السياسية 

الأكثرية ترفض استقالة الحكومة أو تراجعها عن القرارات: لن نقدم ثمنا سياسيا للانقلاب العسكري على الشرعية

  بيروت - "السياسة" والوكالات:

اكد مصدر سياسي في المعارضة, ان حصار بيروت سيستمر حتى حل الازمة السياسية, فيما شدد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان استقالة الحكومة غير مطروحة حاليا, واشار وزير الشباب والرياضة احمد فتفت الى ان العودة عن قرارات الحكومة, بشأن شبكة "حزب الله" واقالة قائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير, غير مطروحة ايضا في الوقت الراهن. ونفى السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز الخوجة ما ذكر عن نصيحة سعودية وجهت الى السنيورة بتقديم الاستقالة, وقال ان هدف هذه المعلومات هو احداث بلبلة.  الى ذلك, كشفت المعلومات ان "حزب الله" أرسل عرضا الى الرئيس السنيورة يقضي باستقالة الحكومة مقابل سحب المسلحين من الشوارع ورفع الاعتصام من وسط بيروت والشروع في الحوار, لكن هذا العرض قوبل برفض من جانب الأكثرية لأي استثمار سياسي بما جرى على الارض.

وشدد النائب مصباح الاحدب, في تصريح صحافي في ختام اجتماع لقوى الرابع عشر من اذار عقد في معراب, "ان وضع اليد على لبنان واخذه رهينة امر غير مقبول, ولا بد من الاختيار بين العمل السياسي او العمل العسكري", واضاف في تعليق مباشر على سيطرة قوات المعارضة عسكريا على غرب بيروت, "نتمنى الا يكون هناك جرح مفتوح لا يكون بالامكان معالجته". واعتبر ان "توازن القوى عسكريا ليس لمصلحتنا لانه ليس لدينا ميليشيا", مضيفا "فليعلم من يعتبر ان ميزان القوى لمصلحته على الارض ان ثلثي الشعب اللبناني لا يقبل بهذه الممارسات, ولا يوجد مواطن عربي يقبل بهذا الامر".

وفي اشارة الى اعلام قوى المعارضة الذي يشير الى "استسلام ميليشيا تيار المستقبل", قال الاحدب "كانوا يقولون ان هناك ميليشيا سنية تريد وضع يدها على لبنان, وتبين انه ليست هناك ميليشيا سنية, بل هناك ميليشيا تريد وضع يدها على الدولة", مضيفا ان "الشيخ سعد الحريري موجود في قريطم لانه محاصر, ووليد جنبلاط موجود في كليمنصو لانه مطوق ايضا, وهذه امور يجب ان تثار وهي غير مقبولة".

واعرب النائب الاحدب عن تخوفه من "تحركات يجري الاعداد لها في طرابلس مسقط رأسه, ودعا الجيش الى التدخل لمنع اي اضطرابات امنية في عاصمة الشمال, التي تعتبر معقلا لانصار "تيار المستقبل". من جهتها, قالت الوزيرة نايلة معوض اثر خروجها من الاجتماع, "صحيح ان الحريري وجنبلاط محاصران في منزليهما ولكنهما ليسا وحيدين, فالمحاصرون في بيروت هم كل الاحرار والمؤمنين بالديمقراطية والتعددية", مشيرة الى "ان حزب الله وجه سلاحه الى الداخل رغم كل تعهداته السابقة", واضافت "لن تتغير الصيغة اللبنانية بقوة السلاح مهما كانت الانتصارات الآنية".

من ناحيته, اكد وزير الشباب والرياضة احمد فتفت, "ان الوزراء متواجدون في السراي الحكومي والجيش اللبناني سيدافع عن السراي, اذا حاولوا اقتحامه", متسائلا "اذا لم يقم الجيش اللبناني بالدفاع عن السراي فمن سيدافع عنه اذا?" واتهم حزب الله بأنه "جيش منظم ميليشياوي كان يفترض أن يحارب اسرائيل فاذا به يحارب بيروت", معتبرا "ان من يقتحم بيروت هم سورية وايران". واعتبر انه سيكون اسهل على الحكومة الاستقالة بدلا من التراجع عن قراراتها, ورفض فكرة استقالة الحكومة, بيد انه اعتبر انها "قد تكون مطروحة فقط في حال كان هناك حل بالمعنى الحقيقي".

ووجه لوما غير مباشر الى الجيش اللبناني بقوله, ان "سكان بيروت كانوا ينتظرون من الجيش اللبناني ان يدافع عن احيائهم اكثر من ذلك", مضيفا "على المدى البعيد, ارتكب "حزب الله" خطأ كبيرا عندما دخل في الفتنة التي ستؤثر على كل العلاقات اللبنانية - اللبنانية لسنوات طويلة, لانها تسببت بجرح عميق يتحمله حزب الله". كذلك, اكد النائب نبيل دو فريج انه لا يمكن فرض شيء بالقوة, داعيا الى التعقل والعودة الى العقل ومنطق الحوار لانتاج حلول سياسية, وشدد على ان الحلول العسكرية قصية المدى, معتبرا ان مبدأ المقاومة قد سقط. ودعا وزير الاتصالات مروان حمادة, الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى ممارسة "ضغط فعلي على ايران وسورية", لمنع لبنان من "الانتقال الى نظام اصولي", مضيفا "اتوجه الى الرئيس ساركوزي والحكومة الفرنسية والرأي العام الفرنسي, وعلى فرنسا ان تساعد لبنان الذي عرفته واحبته, لبنان التنوع والثقافة الذي يبتلعه نظام توتاليتاري".

وشدد حمادة على وجوب "ممارسة ضغوط حقيقية على ايران وسورية", مشيرا الى ان "الميليشيات التي تتحرك على الارض, هي ميليشيات تابعة تماما لهذين النظامين", وتحدث عن "انقلاب" ينفذه حزب الله, مشددا على ان "الشعب اللبناني سيواصل المقاومة, وانه لا يمكن القبول بهذا التحول, الى ثقافة مختلفة تماما عما كانت عليه ثقافة لبنان من الاستقلال وحتى منذ الانتداب الفرنسي".

وتوقع النائب مصطفى علوش أن يعلن رئيس الوزراء الوقف المؤقت لتنفيذ القرارات الحكومية, ونقل الاشكال السياسي المتعلق بهذه الأمور الى المنظمات الدولية وجامعة الدول العربية, مضيفا "انه بعد الضغط العسكري وحرب العصابات التي يمارسها حزب الله, يمكن أن يوقف السنيورة تنفيذ القرارات الحكومية", الا أنه رأى في الوقت نفسه, أن خطوة كهذه لن تؤد الى حل الازمة الراهنة. وأكد علوش أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله, نجح في تنفيذ وعده بالنصر على بيروت واحراقها, مضيفا أن نصر الله تجاوز كافة الخطوط الحمراء. واعلن النائب الياس عطا الله, أن "حزب الله" يحاول من سنة ونصف أن يفشل كل المبادرات التي تطرح, مشيرا الى أنه "يخطط لانقلاب عسكري تحت غطاء خارجي", فيما أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا, ان "أهل بيروت وقوى 14 آذار لن يرضخوا للانقلاب العسكري الذي يحاول من خلاله حزب الله فرض أمر واقع جديد لمحاولة استثماره سياسيا".

وشدد على ان "الواقع تحتمه اللعبة السياسية وليس معطيات الأرض التي لا مفاعيل سياسية لها, بالمعنى الذي سارع بعض أركان قوى 8 آذار للتبشير به عبر اعلان النصر الذي تحدثوا عنه, والكلام عن ثمن سياسي للانقلاب العسكري". وأعلن زهرا "ان قوى 14 آذار تتمسك بشرعية حكومة فؤاد السنيورة حتى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية, وبعد ذلك يتم العودة الى الحوار في أي اطار كان حتى بالشكل الذي تمت به في 2006". واكد شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن ان الدولة هي الضمانة الوحيدة لجميع اللبنانيين, داعيا الى التحلي بروح المسؤولية وعدم تخطي الخطوط الحمر.

 

 اولمرت وليفني على اتصال مباشر بواشنطن لتنسيق المواقف 

قائد اجتياح 82: مواجهات لبنان فرصة »ذهبية« لهزيمة "حزب الله"

غزة - أ ش أ: أبدت الدوائر السياسية والعسكرية في اسرائيل, امس, اهتماما كبيرا بما يجري في لبنان من مواجهات مسلحة بين أنصار قوى المعارضة بزعامة حزب الله وبين مناصرى قوى الموالاة بزعامة تيار المستقبل. وفي مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية, قال الجنرال ايفي ايتام النائب بالكنيست عن حزب (المفدال), "ان المواجهات الدائرة في لبنان تمثل فرصة ذهبية لن تتكرر, وعلى اسرائيل استغلالها حتى النهاية, لتتأكد أنها لن تنتهى الا بهزيمة حزب الله وقصم ظهره".

واعتبر ايتام, الذي قاد القوات الاسرائيلية أثناء احتلال جنوب لبنان العام 1982, أن "اسرائيل مطالبة بتوظيف علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية, لاقناعها بدعم خصوم حزب الله بحيث تنتهي هذه المعركة بتحطم حزب الله والقضاء على غرور امينه العام حسن نصر الله".

وقالت الاذاعة الاسرائيلية, انه برغم انشغال الدوائر الاسرائيلية باحتفالات مرور 60 عاما على تأسيس اسرائيل, والتحقيق مع رئيس الوزراء ايهود أولمرت في قضية فساد يتوقع أن تنهي حياته السياسية, يجري كل من ديوان ايهود أولمرت ومكتب وزيرة خارجيته تسيبي ليفني, اتصالات مباشرة مع الادارة الأميركية لتنسيق المواقف بشأن ما يجري في لبنان. كما أقامت شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان), خلية عمل خاصة لمتابعة ما يجري, ولرسم السيناريوهات لما قد تفضي اليها المواجهات الدائرة وتأثير كل منها على اسرائيل. وذكرت القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي, نقلا عن مصدر أمني أن "اسرائيل والأجهزة الاستخبارية ومراكز التقييم الستراتيجي بها, تنطلق من افتراض مفاده أن نتيجة المواجهة الحالية, ستترك آثارا كبيرة وعميقة على العلاقة مع اسرائيل", مضيفا أن اسرائيل "تحبس أنفاسها لمعرفة ما ستؤول اليه الأمور, وهي بكل تأكيد معنية بهزيمة حزب الله ومن يقف خلفه" في اشارة الى كل من ايران وسورية.

واعتبر أن "اندحار حزب الله في نهاية هذه المواجهة يخدم المصلحة الاسرائيلية في تطورين هامين, الأول يتمثل في اضعاف الحزب سياسيا بحيث يتراجع تأثيره على دوائر صنع القرار بلبنان, ما سيعمل في النهاية على تقلص قوته العسكرية وتفكيكها وهو مصلحة اسرائيلية من الطراز الأول".

أما التطور الثاني, بحسب المصدر, فهو أن "خسارة حزب الله ستساهم في تمكين اسرائيل من توجيه ضربات عسكرية موجعة له". من جانبه, اعرب مدير الدائرة السياسية الأمنية بوزارة الدفاع الاسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد, عن قلقه من مسار المواجهة في لبنان, موضحا في تصريحات نقلتها اذاعة الجيش, أن "هناك مؤشرات على ضعف الحجة التي ترتكز عليها الحكومة وحلفاؤها مقابل الحجة التي يرتكز عليها حزب الله". وأضاف "ان الأغلبية الساحقة من اللبنانيين والعرب غير مقتنعين بمحاولة الحكومة اظهار الصراع الحالي في ثوبه الطائفي, وللأسف حزب الله نجح في اقناع الأغلبية (من اللبنانيين), أن الصراع يدور بين حلفاء الولايات المتحدة والمدافعين عنها من جهة, والمقاومة من جهة أخرى". ونوه جلعاد بكفاءة الآلة الاعلامية لحزب الله, مشيرا الى أن اعلام حزب الله نجح في ابراز العديد من قادة الموالاة في لبنان, على أساس أنهم متعاونون مع اسرائيل.

 

جنبلاط: لا أنصح حزب الله بالسيطرة على الدولة

نهارنت/تساءل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط "كيف يمكن للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان يحكم البلد وهو يخوّن ثلاثة ارباعه؟ وقال وأنا لا انصح "حزب الله" بمحاولة السيطرة على الدولة واسقاط الطائف". وقال جنبلاط في حديث تلفزيوني ان "نصرالله وقع في الفخ وهو يطبق منطق الحزب الشمولي"، وأشار الى ان "ما من أحد يفكر بنزع سلاح حزب الله بالقوة"، سائلا: "ما قيمة اعتصام وسط بيروت إلا تعطيل الاقتصاد؟". ولفت الى أن "الجيش يتمتع بثقة الجميع ويستطيع ان يقرر ما اذا كانت قرارات الحكومة يجب ان تنفذ وأين". وأضاف: "هناك فرق كبير بين قرار الحكومة التي تريد فرض السلطة على اراضي الدولة وتطبيق الشرعية وبين قرار الحزب بالدخول في حرب". وأشار رئيس "اللقاء الديمقراطي الى أن "هناك محاولة لاقتحام مناطق للحزب التقدمي الاشتراكي، لكننا لا نملك سلاحا كما حزب الله"، لافتا الى ان "القرار كان في اقفال المراكز وتسليمها للجيش". وقال: "سقطت مقولة ان الحريري يملك ميليشيا مسلحة تم تدريبها في الأردن، كما انه صبر على احراق مؤسساته كلها". وأكد جنبلاط، أن "الحكومة تعلم والجميع يعلم ان تنفيذ القرار المتعلق بشبكة الاتصالات يتطلب وجود الجيش"، وسأل: "لماذا لا نترك الجيش يتولى الموضوع، وهل يستحق القرار الاداري حول تصرف ضابط امن المطار حرق البلد"؟ وقال "غباء إذا تم رفض مبادرة النائب سعد الحريري". ولفت الى أن "الجيش يتمتع بثقة الجميع ويستطيع ان يقرر ما اذا كانت قرارات الحكومة يجب ان تنفذ وأين". وأضاف: "هناك فرق كبير بين قرار الحكومة التي تريد فرض السلطة على اراضي الدولة وتطبيق الشرعية وبين قرار الحزب بالدخول في حرب".

واعتبر جنبلاط أنه "اذا كان هناك من ايجابية في ما حدث هو أننا كنا ولا نزال طلاب حق من دون اي سلاح، فنحن طلاب دولة". وسأل: "كيف يمكن لنصرالله ان يحكم البلد وهو يخوّن ثلاثة ارباعه؟، وقال: "نصرالله وقع في الفخ وهو يطبق منطق الحزب الشمولي". وأشار الى ان "ما من أحد يفكر بنزع سلاح حزب الله بالقوة"، سائلا: "ما قيمة اعتصام وسط بيروت إلا تعطيل الاقتصاد؟". وختم "بين مبادرة النائب الحريري ومبادرة الرئيس نبيه بري يمكن الوصول إلى حل، ولا نريد ان نكون محور سوري ايراني ولا نريد ان نكون مستخدمين من قبل محور اميركي".

 

النائب جنبلاط: باق في بيروت والجيش يؤمن حمايتي نؤمن بالدولة والحزب لا يستطيع أن يفرض إرادته

وكالات/أكد النائب وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني أن الجيش يقوم بمهمة حمايته، متمنيا أن "ينتشر لحماية النائب سعد الحريري، ونحن نؤمن فقط بالدولة".

وقال: "لا أحد يستطيع أن يسيطر على بيروت ولا أحد يستطيع أن يسيطر بشكل أحادي على القرار اللبناني، وليست هذه هي الطريقة للتعاطي، وذريعة أن الحكومة تجرأت على السؤال عما يجري في مطار بيروت أو ما إذا كانت تلك الشبكات أمنية أو تجارية، هذه الذريعة التي أدت إلى هذا الاجتياح ليست مقبولة".

أضاف: "أنصح حزب الله الذي يملي إرادته على الجميع بأنه لا يستطيع أن يفرض إرادته على اللبنانيين. أنا باق في بيروت مع أهلها. هناك إطلاق رصاص أتمنى على قوى الأمن أن تعالجه، وإذا كان هناك من حروب إلغاء، هذا موضوع آخر". واعتبر أن "حزب الله بقوته العسكرية لا يقدر أن يلغي الآخر، والحوار هو الحل ونحن موجودون له وإذا كانوا جاهزين فليتفضلوا"، وقال: "نحن هنا في شكل سلمي والأمور لن تمتد إلا إذا كان الحزب قرر إلغاء الموالاة وهنا دخلنا مرحلة جديدة". وأوضح أن "هناك عرضا قدمه النائب سعد الحريري عن سبل المعالجة للخروج من المأزق إلا أن أي جواب لم يأتيني شخصيا".

 

مقاتلو المعارضة يحتفلون بانتصارهم في شوارع بيروت

الجمعة 9 مايو -إيلاف

إيلاف من بيروت،وكالات: بعد توقف المعارك نزل مقاتلو المعارضة الى شوارع بيروت المقفرة للاحتفال بسيطرتهم على غرب بيروت الجمعة، وكانوا يتنقلون على متن سيارات او دراجات نارية وهم يطلقون النار في الهواء ابتهاجا. وبعد انسحاب مناصري الاكثرية بشكل كامل من الشارع مساء الخميس وسيطرة قوات المعارضة وخصوصا قوات حزب الله على كامل الاحياء السنية في بيروت وعلى مراكز تابعة لتيار المستقبل، توقفت الاشتباكات فنزل مقاتلو المعارضة باسلحتهم الخفيفة والمتوسطة الى الشارع وهم يطلقون النار ابتهاجا. وجابت هذه المواكب شوارع في منطقة الحمراء وكليمنصو حيث منزل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكان المسلحون يخرجون من السيارات ويطلقون النار في الهواء بكثافة ابتهاجا وهم يرسمون شارات النصر. كما جابت عشرات السيارات في مواكب ابتهاج وهي تطلق النار في مناطق اخرى من بيروت الغربية كانت معقلا لتيار المستقبل مثل عائشة بكار والظريف والملا وزقاق البلاط وكورنيش المزرعة وراس النبع وحول منزل زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في قريطم.

واعلن مصدر مقرب من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ان اطلاق نار سمع صباح الجمعة في حي قريطم حيث يوجد منزل الحريري "الا انه يطلق من قبل انصار المعارضة على سبيل الترهيب من دون ان تكون هناك اشتباكات". ورفعت اعلام حزب الله وحركة امل على الطرقات وعلى اسطح الابنية في احياء كانت تعتبر معقلا للاكثرية وخصوصا لتيار المستقبل، في حين انتشر مسلحون تابعون للمعارضة في الشوارع واختفى انصار الاكثرية تماما.

وقالت جوانا (25 عاما) من سكان غرب بيروت التي بقيت محصورة في منزلها طيلة الايام الثلاثة الماضية "لقد سقطت بيروت امام قوة السلاح الا ان روحها لم تسقط كما انها لم تسقط سياسيا". ويقول سميح (45 عاما) من سكان حي طريق الجديدة السني بغالبية سكانه "الوضع هادىء نسبيا الجمعة وفتحت بعض المحلات ابوابها. على الاقل لم نشاهد اليوم مسلحين". الا ان شبانا مسلحين تقدموا بعيد الظهر الى اطراف الحي من دون سلاح ظاهر بعد ان توقف اطلاق النار وكانوا يوقفون بعض المارة ويسلمونهم الى الجيش.

واعتبر سميح ان دوريات الجيش التي تمر في المنطقة "ليست كافية لاقناع السكان بان الاشتباكات توقفت". ويقوم عناصر من الجيش على متن آليات ودبابات بتسيير دوريات في المنطقة. كما انتشر الجيش بكثافة حول منزلي جنبلاط والحريري خوفا من تعرضهما لهجوم. يقول ابو خليل الذي يعيش في حي كورنيش المزرعة الذي شهد مواجهات عسكرية عنيفة منذ الاربعاء "عشت الحرب الاهلية وكما يحصل دائما كلما كانت لطرف معين مطالب ينزل انصاره الى الشارع بالسلاح". ومع عودة الهدوء الى شوارع بيروت بدات عمليات تنظيف الشوارع من اثار القصف والعوائق التي تقفل الطرق.

قوى الاكثرية: السيطرة المسلحة على بيروت "اسقطت نهائيا شرعية سلاح حزب الله"

 واعتبرت قوى الرابع عشر من اذار/مارس في بيان اصدرته اثر اجتماع استثنائي ان سيطرة قوات المعارضة المسلحة بالقوة على غرب بيروت "اسقطت نهائيا شرعية سلاح حزب الله". وتلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بيانا باسم قوى الاكثرية جاء فيه "ان هذه المحاولة الانقلابية قد اسقطت نهائيا شرعية سلاح حزب الله ونزعت عنه شرعية السلاح المقاوم".

واضاف البيان اثر الاجتماع الذي عقد في مقر جعجع في بلدة معراب شمال شرق بيروت "لم يعد يجدي نفعا الادعاء ان استخدام السلاح هو للدفاع عن السلاح لان استخدام السلاح ادى الى سقوط السلاح". وكانت قوات المعارضة وعلى راسها حزب الله سيطرت عسكريا على احياء غرب بيروت ليلة الخميس الجمعة. ولم يتمكن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ولا زعيم تيار المستقبل سعد الحريري من المشاركة في هذا الاجتماع بسبب وجود مسلحين حول منزليهما في بيروت.

 وناشدت قوى 14 اذار الدول العربية والمجتمع الدولي مساندة لبنان الذي تعرض "لانقلاب مسلح دموي" نفذه حزب الله بهدف "اعادة سوريا الى لبنان وايصال ايران الى البحر المتوسط". وقالت هذه القوى في بيان تلاه رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع اثر اجتماع طارىء لقياداتها اعقب سيطرة قوى المعارضة على القسم الغربي من بيروت "نتوجه الى كل الدول العربية لتحمل مسؤولياتها لان انقلابا مسلحا دمويا نفذه حزب الله هدفه اعادة سوريا الى لبنان وايصال ايران الى البحر المتوسط". واضاف البيان "المجتمع الدولي لا يمكن ان يقف متفرجا ومن واجبه خصوصا ممارسة الضغط على بلد مجاور (سوريا) لمنع تمرير السلاح وكذلك دعم الحكومة الشرعية".

المئات يتجمعون عند الحدود السورية في محاولة لمغادرة لبنان

 هذا وتجمع مئات الاشخاص بينهم مواطنون اجانب وعمال سوريون، عند الحدود السورية اللبنانية، في محاولة لمغادرة لبنان هربا من المواجهات المستمرة منذ ثلاثة ايام. ووصلت جموع من الرجال والنساء والاطفال الى نقطتي العريضة (شمال) والمصنع (شرق) الحدوديتين في محاولة لمغادرة البلاد. وبين هؤلاء بريطانيون واميركيون والمان وقبارصة والعديد من السوريين.  وباشرت دول عربية عدة اجلاء مواطنيها من لبنان. لكن مسؤولين في السفارتين الفرنسية والاميركية اوضحوا ان لا اجلاء لرعاياهم حتى الان.  واغلقت الطريق المؤدية الى مطار بيروت فيما اوقف مرفأ بيروت عمله بسبب الازمة. وعلق احد المنتظرين على الحدود "انها الفوضى الكاملة"، مؤكدا ان جنودا لبنانيين اطلقوا النار في الهواء او استخدموا هراواتهم لضبط الحشود التي تنتظر العبور الى سوريا.

 وقال مسافر عند نقطة العريضة "انا هنا منذ اكثر من ساعتين ونصف ساعة". واوضحت شيلاغ البريطانية الستينية انها كانت تزور لبنان لعشرة ايام حين اندلعت الخميس الاشتباكات بين مناصري المعارضة والموالاة في غرب بيروت. واكدت ان ما تعيشه اليوم لن يمنعها من العودة الى لبنان "لانني احب هذا البلد".

واغلق مناصرون للحكومة الجمعة لفترة قصيرة الطريق المؤدية الى نقطة العريضة الحدودية احتجاجا على اغلاق المعارضة لطريق مطار بيروت.

 اما طريق المصنع فمغلقة منذ مساء الاربعاء، ما يجبر المغادرين على سلوك طرق فرعية. واكد مصدر مسؤول في حركة امل الشيعية المعارضة الجمعة ان المعارضة ستبقي "قطع الطرق في بيروت" ومنها طريق المطار حتى تتراجع الحكومة عن القرارات التي اعتبرها حزب الله تمس بامنه.

ردود فعل دولية

الولايات المتحدة تجدد ثقتها في حكومة السنيورة والجيش اللبناني

 وجددت الولايات المتحدة الجمعة ثقتها في رئيس الوزراء اللبناني وحكومته وفي الجيش اللبناني الذي يتحرك "لما فيه مصلحة اللبنانيين". وقال شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الاميركية "اجدد دعمنا الثابت لحكومة السنيورة التي تفعل كل ما يجب القيام به". واضاف "اننا على ثقة في تقويم الحكومة والجيش (للوضع) وقراراتهما"، مشيرا الى ان "الجيش يتصرف بطريقة مهنية وهو تحت سلطة الحكومة".

وتابع "نعتقد ان الحكومة تثبت حسن رؤيتها (..) وفي هذا الصدد فان الطريقة التي تستخدم بها العسكريين وتنشرهم تخدم مصالح اللبنانيين ولبنان". واوضح انه من المقرر ان تتصل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس هاتفيا الجمعة بالعديد من مسؤولي المنطقة وايضا من مسؤولي الدول الكبرى لتعزيز دعم الحكومة اللبنانية. وكما فعل الخميس سعى المتحدث باسم الخارجية الى التقليل من اهمية المغزى السياسي للمواجهات المسلحة في بيروت بين انصار المعارضة المدعومة من سوريا بقيادة حزب الله وانصار الحكومة المدعومة من الغرب. وقال "ان ما تشاهدونه اليوم هي عصابات مسلحة ترتكب اعمالا غير مشروعة" مضيفا "لا اعرف على وجه الدقة اهدافهم وغاياتهم ولكنها بالنتيجة في تصادم مع مصالح اللبنانيين". وكان مسلحون من انصار المعارضة سيطروا على عدة احياء من بيروت تعتبر من معاقل تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري في بيروت الغربية بعد يومين من المعارك اوقعت 13 قتيلا.

كوشنير: الوضع خطير في لبنان وفرنسا لن تبقى مكتوفة الأيدي

شدد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير اليوم الجمعة على أن فرنسا لن تبقى مكتوفة الأيدي في مواجهة ما وصفه بالمأساة الجارية في لبنان. وأشار كوشنير إلى أن باريس تنسق عملها مع أبرز الشركاء في لبنان، وتتشاور مع شركائها الأوروبيين. وقال كوشنير في بيان إن "فرنسا لن تبقى مكتوفة الأيدي في مواجهة هذه المأساة." وأضاف كوشنير "الوضع خطير، ولا بد من تجنب بأي ثمن أتون الحرب الأهلية،" داعيا "كل فرد وكل طرف وكل قوة إلى وقف فوري للمعارك وإلى استئناف طريق الحوار." من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة أن إجلاء المواطنين الفرنسيين من لبنان غير مطروح في هذه المرحلة، لكنها نصحت الفرنسيين بعدم التنقل داخل لبنان. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية باسكال أندرياني إن "مسألة وضع خطة لإجلاء الفرنسيين غير مطروحة في هذه المرحلة، إنما ننصح بعدم التنقل في لبنان وندعو مواطنينا الموجودين في البلد إلى التزام أقصى درجات الحذر." وقالت أندرياني "إننا نتابع باهتمام كبير تطور الوضع لكي نتخذ التدابير الضرورية لحماية مواطنينا."

روما تعد خطة لإجلاء الايطاليين من لبنان

في حين، أعلن وزير الخارجية الايطالية فرانكو فراتيني أن الحكومة الايطالية تعد خطة لإجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة لبنان. ونقلت وكالة أنسا عن فراتيني "أن الايطاليين الراغبين في مغادرة بيروت بإمكانهم ذلك وسيوفر لهم جسر جوي وطني." ولم يعط الوزير أي تفاصيل إضافية كما لم يوضح عدد الايطاليين المقيمين في لبنان. يذكر أن إيطاليا تنشر في لبنان 2500 جندي في إطار القوات الدولية المنتشرة في جنوب لبنان منذ 2006.

برلين تدعو إلى انتخاب رئيس لبناني

في ألمانيا، عبر وزير الخارجية فرانك والتر شتاينماير عن قلقه العميق من تصاعد العنف في لبنان، داعيا الأطراف السياسية إلى انتخاب رئيس جمهورية توافقي. وقال شتاينماير في بيان "توافقت الأحزاب السياسية في البرلمان اللبناني قبل أشهر على مرشح إلى الانتخابات الرئاسية مقبول من الجميع. الآن، هي مدعوة إلى سد الفراغ على رأس الدولة." ودعا شتاينماير، الذي اتصل بالسنيورة، الأطراف اللبنانيين إلى ترك السلاح والاعتراف بسلطة الدولة.وأكد أن الأزمة تحل فقط "بالحوار وفي إطار المؤسسات الدستورية."وقال "إن اتفاقا على نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان يجب أن يشكل جزءا من هذا الحوار."

 

حزب الله أول ضحايا "انتصاره" في بيروت

الجمعة 9 مايو - جواد موسى الأنصاري

بدا السيد حسن نصر الله على شاشات التلفزيون، عصر الخميس 8 مايس، مزهواً بقدرته على ردع خصومه السياسيين عن المساس بسلاح حزب الله، كما قال. وفي اليوم التالي شاهد العالم سيطرة مسلحي حزب الله وحركة أمل على بيروت. وهكذا نفذ السيد حسن تهديده بكسر العظم أو قطع اليد، حسب تعبيره، لخصومه وحاصرت قواته مكاتب المسؤولين الحكوميين وقصفوا وداهموا وأحرقوا مكاتب الصحف ومحطات التلفزيون الموالية لخصومهم، الخ وصارت شوارع بيروت تحت سيطرتهم المسلحة. ولا يهتم هذا المقال بالحجج والمعطيات التي أوردها ممثلو هذا الطرف أو ذاك، مما يندرج ضمن الصراعات الإيديولوجية أو صراع الارادات والمصالح السياسية المحلية والاقليمية والدولية ولا بالثرثرة السياسية المستخدمة هنا وهناك للتغطية على هذه المصلحة أو تلك، بل يهتم بتحليل مغزى ونتائج الخطوة الخطيرة التي أقدم عليها حزب الله والتي تمثلت باجتياح مسلحيه لبيروت وضرب مواقع خصومه السياسيين، حيث شكلت في رأيي مغامرة تسببت في خسائر كبيرة على المدى البعيد أو الاستراتيجي لحزب الله كحركة مقاومة وحتى كحركة سياسية، أما خسائر الخصوم (الموالاة) فرغم وضوحها تعد قياساً مؤقتة وقليلة الأهمية.

ويمكن اختصار هذه الخسائر بالشكل التالي:

 1- استند حزب الله في مشروعيته وبجدارة على قضية المقاومة ولكنه برر الاحتفاظ بسلاحه بحجة أن قوات الاحتلال لم تنسحب تماماً (مزارع شبعه)، وقد أكد مراراً أنه لن يستخدم هذا السلاح إلا في حربه مع إسرائيل، ولكن اليوم سقطت هذه المصداقية على يد حزب الله نفسه عندما أقدم على استخدام هذا السلاح في حسم مفاوضاته وصراعاته مع الأطراف السياسية بقوة النار وبارتكاب اعتداءات واضحة على خصومه السياسيين. 

2- الخسارة الأخرى المهمة تاريخياً في لبنان تمثلت في إقحام الشيعة اللبنانيين في هذه المغامرة، ولا أعني هنا التحالف السياسي لنبيه بري مع حزب الله ولا الحضور الكبير لمليشيا حركة أمل في عملية السيطرة والمداهمات وإحراق المكاتب لأن نبيه بري، ومن ورائه حركة أمل، يتصرف كما هو معروف كشخصية سياسية لها حساباتها وارتباطاتها، تماماً كما أن لميشيل عون حساباته كشخصية سياسية لبنانية. ولكن الخطير هو إقحام شيعة لبنان في هذه المغامرة، حيث انخرط المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في الصراع الجاري وجيّر تحركات حزب الله ضد الحكومة من منطلق طائفي، من خلال التأكيد على رفضه تهميش الطائفة على يد حكومة غير شرعية. وتم كل ذلك (بيان المجلس وخطاب الشيخ قبلان)، يوم الخميس وقبيل خطاب السيد حسن نصر الله، مما أعطى لهذا الأخير "مصداقية طائفية" إن صح التعبير، إضافة الى المصداقية المعلنة كمقاومة. وكان الأحرى بممثلي الطائفة الشيعية أن ينأوا بأنفسهم عن الصراعات السياسية وأن لا يخوضوا في موضوع الولاء أو عدم الولاء لإيران، فهم قبل كل شيء ممثلون لمواطنين لبنانيين ومن حق كل كيان تمثيلي للشيعية أن تكون له علاقات بإيران، إلا أن ربط نفسه بالسياسة الإيرانية يشكل خطأ كبيراً بحق من يُفترض فيه تمثيلهم. ومن المؤسف أن الشيخ القباني وقع في نفس المطب عندما صرح بأن المسلمين السنة قد ضاقوا ذرعاً، وقد تناسى الطرفان بأن الكثير من الشيعة كما السنة وغيرهم في لبنان قد ضاقوا ذرعاً بهذه الألاعيب السياسية والمغامرات التي تهدد مصالحهم في الاستقرار والتضامن يداً بيد من أجل بناء غد أفضل لأطفالهم. وتناسوا أيضاً أن اللبنانيين اللذين سيفرون الى الخارج، كما في كل مرة، هرباً من المواجهات المسلحة لن يقتصروا على طائفة معينة.          

3- كشفت هذه الأحداث حقيقة أن حزب الله هو حزب سياسي كغيره، يريد الوصول الى السلطة ولكن مشكلته تكمن في أنه لم يستطع تجاوز تناقضاته الداخلية كتنظيم شيعي وديني أساساً، إذ لم يتمكن من تبني حل حقيقي لإشكالية المشاركة في العملية السياسية وقبول الأمر الواقع (الوضع الاجتماعي والثقافي) المخالف لقناعاته الفكرية والدينية ولم يتجاوز أيضاً تحالفاته الاقليمية (مع إيران وسوريا)، فسقط في فخ نوع آخر من الممانعة، أي تلك المتعلقة بالمشاركة الحقيقية والفاعلة في النظام السياسي والاجتماعي في لبنان، كل لبنان. وما يبدو على السطح منذ اجتاح بيروت هو تعبير عن تبني هذا الحزب لسياسة الهروب الى الأمام. وهذا ما تدلل عليه أيضاً النقطة التالية.   

4- حتى كحزب سياسي يخطط للوصول الى السلطة أو المشاركة فيها، كشفت هذه الأحداث عن ضعف قدرة الحزب التي عُرف بها على تحليل المواقف السياسية واتخاذ القرارات الصائبة. فما هي أهداف حزب الله السياسية لقرار الدخول في مغامرة السيطرة على بيروت، وماذا يريد قادة حزب الله أن يفعلوه الآن؟ هل يحتفظوا ببيروت ويشكلوا حكومة مع حلفائهم ويفرضوها بقوة السلاح على بقية اللبنانيين؟؟ أم يأتوا بفؤاد السنيورة ويجبروه بقوة السلاح على التوقيع بما يريدوه من قرارات؟؟ وبعبارة أخرى، ماذا لو استمرت قوى الموالاة والحكومة تبني سياسة تجميد اللحظة السياسية الثقيلة التي يمر بها حزب الله وقياداته حالياً من خلال الامتناع عن اتخاذ أي قرار جديد (غير الطلب بانسحاب المسلحين طبعاً). فمما لا شك فيه أن حزب الله يمر حالياً في وضع سياسي لا يحسد عليه، وسيكون قراره بالغ الصعوبة للخروج من الأزمة/ الورطة التي وضع نفسه فيها.     

5- وهكذا فان التحليل المتعمق للأحداث يبين بالنتيجة أن الحسابات الاقليمية لعبت لدى حزب الله وحلفائه الدور الأكبر في هذا القرار، نسبة الى الحسابات اللبنانية، وهذا لا يعني أني أتهم قيادات حزب الله بل المهم أن حساباتها وقراراتها تأثرت بالوضع الاقليمي ومجابهة إسرائيل وأمريكا أكثر من تركيزها على الأهم وهو نتائج هذه الخطوة على الصعيد الوطني اللبناني.

6- قد يقول البعض أن هذا دليل التحامهم بقضية المسلمين الأولى وبقضية العرب المقدسة، أقول أن هذا هو الدرس التاريخي الآخر لهذه المغامرة الخاسرة، فهذه ليست المرة الأولى التي يتطور فيها الالتحام بقضية فلسطين الى ممارسة دكتاتورية القمع والتسلط على الأطراف الأخرى بل وبقية المجتمع فقد حصل ذلك في مصر وسوريا والعراق، وبين القوى الفلسطينية نفسها، على مدى عقود أليمة ودامية، وكان فيمن مارس هذا التسلط من هو مخلص في "التحامه" بالقضية ومن استخدمها للصعود السياسي وتحقيق سيطرته بالقوة.

وفي كل الأحوال، ربما آن الأوان لكي يعيد العرب والمسلمون حساباتهم في أهمية تبني الآليات الحضارية والأخلاقية في حل الخلافات السياسية وبالنسبة للقضية الفلسطينية ضرورة حسم اختيارهم لحلها إما بتأييدهم لطريقة أبو مازن لتقويته في المفاوضات مع إسرائيل وانتزاع أفضل ما يمكن للشعب الفلسطيني بروح براغماتية واقعية أو الذهاب حقاً الى حرب جديدة مع هذا العدو والذي أثبتت تجربة أكثر من ستين عاماً أن مثل هذه الحرب أو حتى مشروعها لا يفيد في ظل الأوضاع العربية إلا المغامرين سواء كانوا مخلصين أو لا، ولا تقودنا بالتالي الا الى دكتاتوريات جديدة بشعاراتها ومآسيها وهزائمها المعروفة.   

ولذلك كله يمكن اعتبار حزب الله الخاسر الأكبر على المدى البعيد من العملية التي قام بها يومي 8  و 9 مايس 2008 للسيطرة على بيروت وإخضاع خصومه السياسيين بقوة السلاح.

 

توقف الاشتباكات بعد سيطرة حزب الله الشيعي على كامل بيروت "السنية"

وكالات/توقفت الاشتباكات في العاصمة اللبنانية بيروت ظهر الجمعة 9-5-2008، بعد أن سيطر مسلحو ميليشيا حزب الله على القسم الغربي من العاصمة ذي الغالبية المسلمة السنية، وفق ما أكد مصدر أمني لبناني. وقال المصدر الأمني طالبا عدم الكشف عن اسمه أن الاشتباكات توقفت "لأن أحدا لم يعد يقف بوجه مقاتلي المعارضة". وأوضح أن قوات الجيش وقوى الأمن انتشرت أيضا في المناطق التي سيطر عليها مسلحو حزب الله وحركة أمل وتسلمت الكثير من المراكز التي كانت تابعة للأكثرية. وكانت الأوضاع الأمنية تطورت بشكل سريع، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً، وجرح العشرات، في حين توقف مرفأ بيروت عن العمل حتى إشعار آخر. وتعليقاً على التطورات، دعا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز اللبنانيين إلى تجنب الحرب الأهلية، متهماً إيران بالوقوف وراء الاضطرابات الحاصلة في لبنان في إطار محاولتها "السيطرة على كل الشرق الأوسط". واعتبر أن التطورات الأمنية التي يشهدها لبنان هي "نزاع داخلي لا صلة له بإسرائيل"، مضيفاً "إنها كارثة لهم. كارثة لنا جميعاً. وأرجو في اللحظات الأخيرة أن ينقذوا أنفسهم من حرب أهلية دامية". من جهته، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الأزمة اللبنانية هي "شأن داخلي"، معرباً عن أمله بأن يتمكن اللبنانيون من "إيجاد حلّ لهذا الوضع من خلال الحوار".

إجلاء السعوديين/وعلى ضوء "التصعيد الخطير" الحاصل في لبنان، بدأت السعودية باجلاء رعاياها عن لبنان, على ما ذكرت صحيفة "السفير" الجمعة، ونقلت عن السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجه تأكيده "إجلاء اكثر من 70 سعوديا تم تأمين وصولهم للاراضي

السورية عن طريق البر". واكد خوجه على ان سفارته مستمرة في اجلاء المزيد من الرعايا. كما دعت المملكة إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية الجمعة. وفي استجابة للدعوة السعودية، أعلنت مصر موافقتها على عقد اللقاء الوزاري، فيما أعرب دبلوماسي مصري عن انزعاج بلاده وعدد من الدول العربية "مما يقوم به حزب الله في لبنان، مؤكدا أنه "لا يمكن أن نسمح لقوى تقف وراءها إيران بالسيطرة على مقاليد الأمور في لبنان". واعتبر المصدر المصري، الذي لم يكشف هويته، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن حزب الله يحمل "نية للتخريب"، خاصة بعد أن "طرحت عليهم مبادرة للتسوية ورفضوها"، في إشارة إلى المبادرة التي طرحها زعيم الغالبية النيابية في لبنان سعد الحريري لإنهاء الأزمة، وتابع "هناك انزعاج وقلق كبيرين لأن ما يحدث معناه أن إيران تريد أن تسيطر على لبنان".

إصابة مقر الحريري/وميدانيًّا، سيطر المسلحون التابعون لحزب الله وحركة أمل الشيعيتين على كافة أنحاء غرب العاصمة بيروت، في حين اختفى أنصار الأكثرية تقريبا من الشارع. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في أحياء كانت تعتبر معقلا للأكثرية، خصوصا لتيار المستقبل أن إعلام حزب الله وحركة أمل رفعت على الطرقات وعلى أسطح الأبنية في حين انتشر مسلحون تابعون للمعارضة في الشوارع، ومن هذه الأحياء عائشة بكار الظريف الملا، زقاق البلاط وكورنيش المزرعة.

كما شوهد عشرات المسلحين من المعارضة على مقربة من تمثال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في المكان الذي اغتيل فيه في شباط/ فبراير 2005 في حي عين المريسة. وفي منطقة رأس النبع التي يعيش فيها مزيج من المسلمين الشيعة والسنة وكانت مسرحا لاشتباكات عنيفة في اليومين الماضيين، أكد شهود عيان أن تيار المستقبل أخلى جميع مكاتبه، وقال محمد سويدان أحد سكان الحي "ليلا فرغت كل مكاتب تيار المستقبل وبقي مسلحو حزب الله وأمل على طرف الشارع، رغم ذلك فالحركة معدومة تماما والناس ما زالت تختبئ في الطوابق السفلية". وفي منطقة الحمراء شوهدت عناصر مسلحة من حزب الله على شرفة مكتب لتيار المستقبل، أما في فردان، فنصب المسلحون حواجز وأخذوا يدققون في هوية سائقي السيارات القليلة التي تحاول العبور. ولوحظ أن الاشتباكات توقفت تقريبا ويسجل إطلاق نار متقطع في بعض المناطق، أفاد شهود أنه أحيانا رصاص ابتهاج من قبل أنصار المعارضة.

توقف إعلام المستقبل/واضطرت جميع الوسائل الإعلامية التي يملكها زعيم تيار المستقبل سعد الدين الحريري، وتشمل 3 محطات فضائية وصحيفة وإذاعة، للتوقف عن البث بشكل قسري، بعدما تعرضت مقارها لتطويق وهجوم ناري من قبل المسلحين الذين هددوا باقتحامها في حال عدم توقف البث. ونشر الجيش اللبناني عناصره في محيط تلفزيون المستقبل، التي تبث أرضيا وفضائيا، من بيروت الغربية، بينما أوقفت إذاعة الشرق التابعة لتيار المستقبل بثها. أما صحيفة المستقبل، الواقعة في منطقة الرملة البيضاء عند مدخل بيروت الجنوبي، فتعرضت للهجوم من قبل مسلحين تابعين لحزب الله وحركة أمل مزودين بأسلحة متوسطة وخفيفة وأطلقوا وابلا من القذائف على المبنى الذي كان الصحفيون بداخله، ما أدى إلى احتراق الطابق الرابع، وفق ما نقل مراسل "العربية" الفضائية التي عرضت مشاهد الدمار الذي تعرض له المبنى، وتدخل الجيش لإبعاد المهاجمين، دون وقوع خسائر بشرية.

 

 كوشنير: فرنسا لن تبقى مكتوفة الايدي في مواجهة المأساة في لبنان

وكالات/أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان بلاده لن تبقى "مكتوفة الايدي في مواجهة المأساة" الجارية في لبنان، مشيراً الى ان باريس تنسق عملها "مع أبرز الشركاء في لبنان" وتتشاور بكثافة مع شركائها الاوروبيين. وقال كوشنير في بيان: "انا على اتصال مباشرة وعبر سفيرنا في بيروت مع كل الاطراف اللبنانيين"، واضاف ان "الوضع خطر"، و"لا بد من تجنب اتون الحرب الاهلية بأي ثمن"، داعيا "كل فرد وكل طرف وكل قوة الى وقف فوري للمعارك والى استئناف طريق الحوار".

 

الوزير حمادة يدعو ساركوزي الى الضغط على دمشق وطهران

وكالات/دعا وزير الاتصالات مروان حمادة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى ممارسة "ضغط فعلي على ايران وسوريا" لمنع لبنان من "الانتقال الى نظام أصولي". وقال حمادة في مقابلة عبر الهاتف لمحطة "فرانس 24" الفرنسية"، ان على فرنسا ان "تساعد لبنان الذي عرفته واحبته، لبنان التنوع والثقافة الذي يبتلعه نظام توتاليتاري". وشدد على ان "الميليشيات التي تتحرك على الارض هنا هي ميليشيات تابعة تماما لهذين النظامين"، وتحدث عن "انقلاب" ينفذه حزب الله، قائلا "ان البيانات المقتضبة التي تصدر هنا وهناك لن تحدث تغييراً".

لمواجهة سعي ايران "للسيطرة على لبنان"

دعت مصر الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الاوضاع في لبنان ومواجهة ما وصفته بانه سعي ايراني "للسيطرة على هذا البلد".

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية المصرية لوكالة فرانس برس ان بعد "مشاورات بين مصر والسعودية دعت القاهرة الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الاوضاع في لبنان"، موضحا ان بلاده "لديها افكارا واقتراحات ستطرحها على هذا الاجتماع" من دون يكشف عنها.

وتابع: "لا يمكن ان نسمح لقوة تقف وراءها ايران بالسيطرة على مقاليد الامور في لبنان"، وأشار الى ان "الوضع اليوم مختلف عما كان بالامس وهو اسوأ بكثير وهناك انزعاج وقلق كبيران لان ما يحدث معناه ان ايران التي تقف وراء حزب الله تريد ان تسيطر على لبنان".

وأضاف المسؤول المصري: "طرحت عليهم (حزب الله) مبادرة للتسوية امس ورفضوها وهذا يعني ان لديهم نية للتخريب".

 

أبو الغيط يدين "محاولة فرض امر واقع في لبنان"

وكالات/دان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط "محاولة فرض امر واقع في لبنان" وايقاع البلاد "في شراك فتنة مذهبية وطائفية"، داعيا الى تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية في اسرع وقت. وقال ابو الغيط في بيان انه "يتابع انزعاج بالغ التطورات المؤسفة التي تشهدها العاصمة اللبنانية بيروت على مدار الساعات الماضية وما اسفرت عنه من سقوط قتلى وجرحى". واعرب عن "ادانته الكاملة لتدهور الامور على نحو ما جرى ومحاولة فرض امر واقع وايقاع لبنان في شراك فتنة مذهبية وطائفية مقيتة ذات ابعاد داخلية واقليمية لن تستفيد منها سوى تلك الاطراف التي يخدمها ان يظل لبنان ساحة للصراع وليس دولة مؤسسات كما تود مصر ان تراه". واكد الوزير المصري ان احداث العنف التي وقعت "لن تؤثر على الموقف المصري الداعي الى تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب المرشح التوافقي رئيسا للجمهورية".

 

البابا يفكر في اتخاذ مبادرة انقاذية للسلام في الشرق الاوسط وخصوصا لبنان

البطريرك لحام التقاه وأكد ان الخبـــرة اللبنانيـــــة مهـــــددة

المركزية - أعلن قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر أنه في صدد التفكير في اتخاذ مبادرة انقاذية للسلام في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا لبنان الذي يشكل محور الاهتمام نظرا الى ما يمثله من قيم ومن تنوّع يجب الحفاظ عليه وتحصينه.

كلام البابا جاء في خلال لقائه البطريرك غريغوريوس الثالث لحام والوفد البطريركي الذي يرافقه في زيارته الكنسية الرسمية للفاتيكان، حيث اقيم استقبال موسّع في قاعة سانتا كليمنتينا تبادلا البابا والبطريرك الكلمات أمام المطارنة والوفود التي قدمت من 32 أبرشية منتشرين في أنحاء العالم.

في بداية اللقاء الذي افتتحه البطريرك بصلاة ودعاء، ألقى كلمة بالفرنسية عبر فيها عن السعادة التي تغمر كنيسة الروم الكاثوليك في أثناء هذه الزيارة التي أتت لتؤكد عمق العلاقة الإيمانية والتاريخية مع الكرسي الرسولي، كمرجعية إيمانية وروحية ورأس للكنيسة الرسولية الجامعة. وجاء في كلمة البطريرك: "إننا نشكر الرب على هذا اليوم المبارك الذي سمح لنا فيه أن نلتقي بقداستكم مع وفد من اصحاب السيادة، أعضاء السينودس المقدس لكنيستنا الرومية الملكية، ومع الرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات وكهنة وعلمانيين، من وزراء ونواب وهيئات اجتماعية واقتصادية ورجال أعمال وعائلات أتت من جميع أبرشياتنا في العالم للمشاركة في هذا الحج المبارك. واللذين سيبقى هذا الحج حيا في ذاكرتهم وفي ذاكرة كنيستنا التي تهتدي بتعاليم الانجيل وإرشاداتكم.

أبناؤنا يا صاحب القداسة منتشرون في كل الدول اعربية وأوروبا وكندا وأميركا الشمالية وأوستراليا وأفريقيا.

هذه الكنيسة المهاجرة تزداد يوما بعد يوم بأبنائنا المؤمنين الذين تفتقدهم أرضهم الأم نتيجة الهجرة التي تقضي على وجودنا في بلادنا بسبب الكثير من الصعاب والتحديات والتي أبرزها الصراع العربي الإسرائيلي.

إن الوجود المسيحي في الشرق يثبت أهميته يوميا أكثر فأكثر على الصعيدين الداخلي والخارجي.

فعلى الصعيد الداخلي يتركز همنا الرعائي الأكبر على تقوية المناعة في كنيستنا البطريركية في وجه المخاطر التي تهددها مرتكزين في ذلك على المحبة التي هي شعار بطريركيتنا (اسهروا وسيروا في المحبة) وهذا يعني أنها كنيسة قوية في الإيمان، ومسؤوليتنا أن ننقل هذا الكنز الثمين لأبنائنا، وقد أطلقنا صرخة عنوانها (كنيسة من دون شباب هي كنيسة من دون مستقبل، وشباب بلا كنيسة ليس لهم مستقبل). أما على الصعيد الخارجي فإن رسالتنا متعددة:

1- أن نكون الخميرة في العجين، وأن نحمل يسوع وانجيله ورسالته وقيمه لكل اخوتنا في أوطاننا بخاصة الذين لا يشاركوننا إيماننا، أي اليهود والمسلمون.

2- نحن المسيحيون الشرقيون العرب، نعيش في عالم أغلبيته من المسلمين وهنا نقول إن عندنا رسالة خاصة تجاه هذا العالم العربي، رسالة لا عودة عنها، رسالة ملتزمة وفريدة لأننا نعيش منذ 1428 سنة هذه الرسالة من خلال وجودنا وشاهدتنا في العالم العربي خصوصا في سوريا ولبنان الذي له مكانة خاصة لديكم يا صاحب القداسة".

وتابع: "إن الخبرة اللبنانية مهددة اليوم بالإنهيار في ظل الأزمة المأسوية والأحداث المؤسفة التي يعيشها لبنان راهنا، والتي إذا ما استمرت ستجعل طرق الحل في لبنان مقفلة، لا بل ستضعنا كلنا أمام حائط أسود، حائط يصبح حاجزا من الصعب تجاوزه بين اللبنانيين، ويصبح معه التلاقي والعيش معا واللحمة الوطنية سرابا وخداعا.

إننا نطلب صلاتكم لأجل لبنان الذين تحبون ولأجل كل اللبنانيين وأن يلهم الله المسؤولين والزعماء وقادة الدول للإسهام بإخراج لبنان من محنته ومتابعة رسالته في الداخل والخارج وأن يكون شاهدا حيا على الحوار بين الأديان كما كان وكما يجب أن يبقى لأنه إن سقطت "التجربة اللبنانية" بفرادتها وتنوعها لا سمح الله والتي سماها سلفكم البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي أنه (لبنان أكثر من بلد إنه رسالة)، تسقط معها كل محاولات التقريب بين الحضارات والثقافات والأديان. إننا على يقين أن صدام الحضارات هو المولد الأساسي للعنف والعصبيات القاتلة وهذا ما يجب أن نسعى إلى تغيير مساره حتى تتلاقى الثقافات وتتفاعل الحضارات فيما بينها بدل أن تتقاتل وتتصارع وتدمر.

إن أحد أبرز الوجوه التي تتصف بها كنيستنا هو الوجه المسكوني المؤكد على السير في الوحدة المسيحية التي نعمل كلنا في سبيلها. فكنيستنا كانت دائما داعيا لهذا الدور واعية له وأنها ظلت على مدى 130 سنة قابعة في المغاور والأقبية بعيدا عن الاضطهاد لتحافظ على شركة الكنيسة مع كنيسة روما.

يا صاحب القداسة، إن وحدة الكنيسة كانت وستيقى بالنسبة لنا خيارا تاريخيا ووجوديا وإلتزاما فعالا وعنصر فخر وتواضع لنا ولأبنائنا، لكن هذه الشركة "الروحية" لا تفصلنا عن واقع حياتنا الكنسية الأرثوذكسية، هذا يعني أننا نريد أن نعيش داخل الكنيسة الكاثوليكية تقليدنا الشرقي كاملا، بالشركة الكاملة مع روما، وهذا هو التحدي الأكبر في الحوار الكاثوليكي الأرثوذكسي.

إننا نثمن عاليا الدعم الذي تقدمه كنيسة روما لكي تقدر أن تحقق رسالتها على الصعيد العالمي والإنساني وأهم هذه الوسائل المساعدة كانت ولا تزال مجمع "مجمع الكنائس الشرقية والموسسات الكاثوليكية الداعة" خصوصا في أوروبا وأميركا.

قداسة الحبر الأعظم، إننا نشكركم باسم كنيستنا وأبنائنا على هذا الاستقبال المميز الذي خصصتمونا فيه ونعل بقوة وحماسة "إننا سنبقى أمناء لإيمان أبنائنا وسنبقى سراجا مضاءا وشهودا شجعان وحاملين لبشارة إنجيل سيدنا يسوع المسيح في العالم العربي مهد المسيحية". إننا يا صاحب القداسة نتكل على صلواتكم ونطلب بركتكم، بركة الأب والراعي ونطلب توجيهاتكم ونصائحكم لمستقبل كنيستنا وهذه هي الرسالة التي أعطاها سيدنا يسوع المسيح للقديس بطرس.

البابا: ثم ألقى قداسة الباب كلمة بالفرنسية شدد فيها على الدور الإنفتاحي الرائد الذي تقوم به الكنائس الشرقية عموما وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك خصوصا من حيث الشهادة للانجيل ونشر ثقافة المحبة والتعليم الكناسية في منطقة الشرق مهد الديانات، داعيا إلى أن تبقى هذه الكنيسة وأخواتها من كنائس شهود المسيح مؤكدا أنه في صدد التفكير في اتخاذ مبادرة انقاذية للسلام في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا لبنان الذي يشكل محور الإهتمام نظرا الى ما يمثله من قيم ومن تنوع يجب الحفاظ عليه وتحصينه.

وبعدما شكر البطريرك والاساقفة على زيارتهم منح قداسة البابا البركة الرسولية للحاضرين وصلى على نيتهم ونية السلام في الشرق الأوسط والعالم. وبعد تبادل الكلمات، صافح قداسة البابا عددا من العلمانيين الممثلين للوفود الآتية:

وبعد الظهر، رأس البطريرك لحام قداسا احتفاليا في كاتدرائية القديس بولس "بازيليكا سان باولو" حيث صلى مع وفد المطارنة والوفود المشاركة على قبر القديس بولس الموجود في الكاتدرائية وحضر القداس نيافة الكاردينال موتزيميلو رئيس البازيليك ورئيس مجمع الكنائس الشرقية السابق نيافة الكردينال موسى الأول داود إضافة إلى سفراء ودبلوماسيين وممثلين للرهبانيات الموجودة في روما. وألقى خطبة شدد فيها على وجوب أن تبقى العلاقة بين المسيحيين بكل تنوعاتهم علاقة محبة وعلاقة تفاهم وسعي حثيث من أجل الدفاع عن وحدة الكنيسة والدفاع عنها. ورفع الصلوات على نية الوفود المشاركة والبلدان الذين جاؤوا منها ووجه نداءا الى اللبنانيين بوجوب الدفاع عن لبنان ككيان لمحبة وموطن للتلاقي، بعيدا عن تهديد الواحد للآخر إذ لا يجوز أن يحمل سلاح لبناني ضد لبناني ولا يجوز أن يرمى حجر من لبناني على لبناني ولا يجوز أن يحقر لبناني لبنانيا بل أن نبقى متحدين متفاهمين لنعمل معا للنهوض بوطننا من جديد.

وتعليقا على الأحداث المؤسفة التي حصلت في بيروت طالب البطريرك لحام المسؤولين كافة والمرجعيات الروحية والسياسية للعمل معا من أجل إنقاذ رسالة لبنان ودور لبنان ومعنى لبنان الذي له الكثير من الفضل في إرساء قواعد السلوك الحضاري والدين والمدني في العالم، مكررا أمنيته أن يصار إلى اتفاق سريع على وقف الأحداث وعودة السلام إلى هذا البلد الذي ينتظر إنبلاج الفجر من جديد... ولا فجر، ولا شمس خارج إرادة أبناء لبنان.

وفي برنامج اليوم الجمعة زيارة البطريرك ووفد الأساقفة المرافق لنيافة الكردينال فولاي الرئيس الأعلى لفرسان القبر المقدس، والكاردينال ليوناردو ساندي رئيس مجمع الكنائس الشرقية وأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال ترسيسيو برتوني.

 

الرئيس الجميل:هذا الانتصار سينقلب على أهله ولن يغير منحى السياسة

ادعو الجميع الى العودة الى الصواب والمنطق والحوار لمعالجة الامور

وطنية - 9 /5/2008 (سياسة)رأى الرئيس الشيخ امين الجميل "ان الاحداث لم تمكنني من العودة الى بيروت وآمل ان اكون مع أهلي في أقرب وقت."واعتبر ان "ما حصل استكمال للانقلاب والمؤسف ان سلاح "حزب الله" سلاح انقلابي لكن أيا تكن الضغوطات نؤكد ان هذا الانتصار الذي يظنونه هو فخ لأنه انتصار على أخ ويجب اعادة النظر بكل المفاهيم." ولاحظ "ان وضع اليد العسكري على بيروت لن يغير في المعادلة السياسية ولن يجعلنا نتنازل عن هدفنا باعادة تكوين المؤسسات لأن كل عملنا هو بناء المؤسسات والعمل من خلال النظام الديمقراطي والأصول السياسية اللبنانية وقال:" هذا الانتصار سينقلب على أهله، ولن يغير منحى السياسة والمعادلة السياسة، ولن يدعنا نتنازل عن خطتنا واعادة بناء المعادلة السياسة والعودة الى بناء المؤسسات والعمل من خلال النظام الديمقراطي ما هو هدفنا الاساسي

وايد مبادرة النائب سعد الحريري التي تهدف الى اعادة العمل للمؤسسات.وقال:"

نحن مع اهلنا في لبنان الذين رفضوا ان يستسلموا ونحن مع العودة الى الضمير والوجدان واكد" ان لا خلاص الا اذا توقف "حزب الله" عن هذا المسار لأن "حزب الله" يفكك المؤسسات ويساهم بتعطيل دور الجيش وهذا يفتح الساحة اللبنانية على كل المغامرات، دعونا لا ننسى ان "القاعدة" تهدد لبنان ولدينا معلومات عن دخول عناصر من "القاعدة في المغرب الاسلامي" الى عين الحلوة ما يفتح الساحة اللبنانبة على كل الاحتمالات ولا أدري اذا كان الانقلابيون في بيروت مدركون لخطورة عملهم ووجه نداء للمناطق التي فيها اكثرية مسيحية الذين ابوا ان يدخلوا في هذه الفتنة "وادعوهم الى ان يبقوا كذلك ويتحلوا بالحكمة لاننا لا نعرف الى اين سنصلط،وقال:" اذا اعتقدت المعارضة ان بسيطرتها العسكرية تغير المعادلات السياسية نؤكد لها ان انتصارها فخ.

واعتبر"ان اقحام سلاح "حزب الله" موضوع خطر جدا وآمل ان يكون لنا موقف واضح في أول جلسة حوار. وتساءل:" لمذا لا ينتظر "حزب الله" الفترة المتبقية للانتخابات طالما انه يعتقد انه سينتصر فيحل عندها كل الاشكالات بالسبل اليمقراطية، أما اقتحام بيروت واول ما قاموا به هو اقتحام تلفزيون وهو قدس الاقداس في لبنان اي الحرية الاعلامية ما يدل على المنحى الديكتاتوري. اذا كان هذا البديل الذي يبشروننا بها فآسف ان اقول انهم مخطئون لأن هذا المنحى انتحاري سينقلب على اصحابه. هذه بداية نهاية المطاف ولبنان لا يقوم الا بتركيبته المتنوعة. ودعا الجميع الى العودة الى الصواب والمنطق والحوار لمعالجة الامور الانية اما الامور السياسية فلننتخب رئيس، ويؤسفني ان المعارضة تتصرف بهذا المنطق ولم تقدم اي بديل وهي تتصرف بدكتاتورية جديدة. فلتقدم بديل لكي نبحث فيه.

 

الاحزاب الارمنية الثلاثة:على جميع الافرقاء تحمل مسؤولياتهم وتغليب المصلحة الوطنية وتحكيم العقل والعودة الى الحوار

وطنية - 9/5/2008(سياسة) اجتمعت الاحزاب الارمنية الثلاثة الطاشناق والهنشاك والرامغفاري مجددا اليوم في مقر حزب الطاشناق في برج حمود لمناقشة الاوضاع على الساحة اللبنانية في ضوء التطورات الاخيرة في الابلاد. واكد بيان صادر عن الاحزاب الارمنية الثلاثة جاء فيه: " في ظل غياب الحوار السياسي وما رافق ذلك من تدهور في الاوضاع الامنية, يتوجب على جميع الافرقاء اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم وتغليب المصلحة الوطنية وتحكيم العقل والعودة الى الحوار البناء لاعادة انهاض لبنان وتعزيز وحدته الوطنية. واكد البيان " ان الاحزاب الارمنية الثلاثة تؤمن بأن اللبنانيين سيتغلبون اليوم كما في الماضي على هذه المرحلة الصعبة وسيعيدون لبنان الى سابق عهده.

 

بيان للسفارة الايطالية في بيروت

وطنية9/5/2008(متفرقات)اصدرت السفارة الايطالية في بيروت بيانا جاء فيه:" نظرا الى الأوضاع في بيروت تعلن السفارة الايطالية أنها قي صدد تحضير خطة رامية الى السماح للايطاليين المتواجدين في المناطق التي شهدت اشتباكات والذين يطلبون ذلك، بالانتقال الى مناطق اكثر امانا في المدينة. يتم ذلك بالتنسيق مع السلطات اللبنانية وما ان تسمح الظروف بذلك. يتعلق الامر بعشرات الاشخاص ليس اكثر. تقوم السفارة في الوقت عينه وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية الايطالية بمراقبة الوضع بشكل مستمر وسيصار الى تقييم اي اجراءات اخرى محتملة في ضوء التطورات على الارض

 

اجتماع لقيادات قوى 14 اذار اجتمعت في معراب

النائب الاحدب: خطوة تطويق سعد الحريري امر غير مقبول

وطنية - 9/5/2008 (سياسة) لبت قيادات قوى 14 آذار دعوة أمين عام لجنة المتابعة النائب السابق فارس سعيد لاجتماع ٍ طارىء ٍ في معراب ترأسه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع للبحث في آخر المستجدات الأمنية التي تحصل في بيروت ومختلف المناطق. ومن الحاضرين: وزير السياحة جو سركيس والوزيرة نايلة معوض، والنواب طوني زهرا، ستريدا جعجع، إيلي كيروز، جورج عدوان، عاطف مجدلاني، هادي حبيش، جواد بولس، بطرس حرب، مصباح الأحدب، هنري الحلو، فؤاد السعد، صولانج جميل، يغيا جرجيان، والنواب السابقون: فارس سعيد، كميل زياده، نسيب لحود. والسادة ميشال معوض، سامي نادر، إيلي محفوض، إيلي خوري، جوزف أبو خليل، أنطوان ريشا، سليم الصايغ، ميشال خوري، رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، ألياس أبو عاصي، ادي ابي اللمع، احمد الايوبي، بهيج حاوي، روجيه اده، الصحافي وسام سعاده، ورئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات ، مارون الخولي، الياس الزغبي.

قبل انتهاء الاجتماع غادر النائب مصباح الاحدب بسبب ارتباطه بموعد مسبق واوضح للاعلاميين عن بعض الهواجس عارضا لبعض النقاط فقال" ما كان يحكى عن "ميليشيا سنية" تريد ان تضع يدها على لبنان الا انه تبين عدم وجودها ، اذ ان الميلشيا الفعلية هي التي تهيمن على مقدرات الدولة عنوة بعيدا عن كل المنطق الذي من المفترض ان يكون سائداً."

اضاف " اليوم الشيخ سعد الحريري موجود في قريطم لانه مطوق كذلك الحال بالنسبة الى النائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة، مؤكداً على وجوب اثارة كل هذه الامور اذ من يريد التعاطي في الشأن السياسي لا يجوز في الوقت ذاته ان يملك ميلشيا امنية على الارض. وفي حال كان التعاطي على مستوى الامن فنحن خيارنا المؤسسات اللبنانية. وتوجه الاحدب الى المؤسسات اللبنانية ولا سيما العسكرية منها قائلاً " نحن في طرابلس لدينا معلومات عن وجود تحركات معينة فما هو الدور الذي ستقوم به المؤسسة العسكرية حيال هذاالامر؟ هل ستردعها ام لا ؟ هل ستفتح بعض الشوارع وتقفل بعضها الآخر؟

تابع " اذا كان هناك فريق متخوف من انقسام الجيش اللبناني على اثر التهديدات التي سمعناها بانه قد يكون هناك ضباط من فريق معين قذ ياخذوا موقفاً معيناً اذا كانت قرارات محددة للجيش اللبناني.

وشدد على ان طرابلس ايضاً لا تستباح وعلى الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ان يأخذا بعين الاعتبار ضرورة حماية طرابلس، معرباً عن تخوفه حيال وجود بعض الضباط من طرابلس لن يقبلوا بأن تكون المعادلات حتى في المناطق الاخرى غير صحيحة... وقال "اليوم اما ان يكون هناك تحرك ووضع حدّ واما ان يكون هنالك تحمل مسؤوليات. ونتوجه بكل صدق ومحبة في ظل خطورة الاوضاع الى كل الاطراف لنقول " ان وضع اليد على لبنان بهذه الطريقه واخذه كرهينة امر غير مقبول اذ ان لبنان اصبح اليوم بلد رهينة والخيار هو بين العمل العسكري والسياسي فيما الحل يكون على المستوى السياسي." وتمنى ان لا يكون هنالك جرح مفتوح يصعب معالجته في المستقبل . ورداً على سؤال اكد الاحدب على ان خطوة تطويق سعد الحريري امر غير مقبول كما ان حصار المؤسسات اللبنانية مرفوض اذ يجب ان تقوم هذه الاخيرة بدورها ولا سيما المؤسسات الامنية منها. تابع:" في حال كان الموضوع توازن قوى فلا مانع ، ولكن توازن القوى عسكرياً ليس لمصلحتنا لأنه فعلياً لا نملك ميلشيا ولكن ليعلم من لديه ميزان القوى على الارض اليوم بان ثلثي الشعب اللبناني لا يرغب بهذه الممارسات كذلك هناك اجماع عربي ودولي على رفضها. واذا كانت المواجهة ضد اسرائيل فجميعنا مع السلاح اما اذا كانت لاحتلال بيروت فانا اعتقد انه لا يوجد مواطن واحد عربي يقبل بذلك.

وعن كيفية دعم قوى 14 آذار لحكومة السنيورة في ظل الاعمال التخريبية الحاصلة اجاب: هناك شرعية حتى اذا لم يتوقر لها غطاء عسكري مرحلياً فهي تبقى وتستمر شرعية وفي النهاية هناك نظام في لبنان وفي حال كان المطروح تغيير هذا الاخير فهذا لا يكون بالقوة. واشار الى ان " سهل ان نَبلع لقمة كما التي بَلعناها بالامس ولكن اعتقد ان من قام بها يعي تماماً ان هضمها صعب جداً".

 

سفارة دولة الامارات ترحل رعاياها عبر سوريا

وطنية - 9/5/2008 (سياسة) وزعت سفارة دولة الامارات المتحدة في بيروت بيانا اعانت فيه انه "باشراف سعادة محمد سلطان السويدي سفير دولة الامارات العربية المتحدة في لبنان بدأت سفارة دولة الامارات بترحيل الرعايا الاماراتيين الموجودين في لبنان منذ يوم امس، وذلك برا عبر سوريا عن طريق العبودية باشراف مواكبة من السفارة حتى الحدود. وقد تم ترحيل 35 شخصا امس انطلقوا من مكان التجمع في اوتيل متروبوليتان ويجري حاليا تنظيم ترحيل 45 شخصا اضافة الى ان البعض فضل المغادرة بسياراتهم الخاصة. ودعت السفارة باقي الرعايا الاماراتيين الى التبليغ عن اماكن تواجدهم ونصحتهم بعدم مغادرة اماكنهم.

 

الشيخ قبلان نطالب بالتراجع فورا عن قرارات الحكومة غير الشرعية ولينزل السياسيون الى المجلس النيابي لعقد جلسات الحوار

وطنية - 9/5/2008 (سياسة)أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول "لبنان ساحة للاختلافات، فعلينا ان نتعظ مما جرى لنفتح صفحة جديدة ونتلاقى في ما بيننا، فنبتعد عن الغرور والتكبر والعجب، فالنصيحة من الدين والدين يرشد لما فيه الخير وينقذ الناس من كل بلاء ومصيبة، وقد قال الإمام الحسن:"الرجال ثلاثة عاقل ونصف عاقل ولا عقل له، اما العاقل فهو الذي يملك عقلا ويستشير العقلاء فينجح ويسلم ويطمئن اما الرجل الذي عنده عقل ولا يستشير العقلاء فهو نصف عاقل وأما الثالث فهو لا عقل له ولا يستشير العقلاء ويتبع الهوى".

أضاف:" إن التجارب الكثيرة والمرة التي مر بها لبنان على مدى 35 سنة الى يومنا هذا حصلت لاننا كنا نتبع الاهواء ونبتعد عن العقلانية وتتحكم بمصيرنا الشهوات والرغبات والغرور، ونحن منذ ذاك الزمن ننصح بالاستقامة وبالتراجع عن الخطأ وعن كل ما يضر الناس لان الإصرار على الخطأ جريمة كبيرة والغرور مقتل لصاحبه ، اما الاحترام المتبادل والتواصل والتشاور والحوار فيحل المشكلة لذلك علينا ان نكون من عباد الله الناصحين فنحن نحب للناس كما نحب لأنفسنا ونؤثرهم على أنفسنا لاننا من مدرسة اهل البيت الذين صاموا ثلاثة ايام وقدموا عشاءهم لمن طرق بابهم من مسكين ويتيم وفقير وأثروهم على أنفسهم".

وتابع:"نحن نحب للآخرين كما نحب لأنفسنا لو نرفض ان نحسد وان تزول النعمة عن الآخر وتنتقل إلينا فهذا عمل محرم . ان البلاء كبير ولم ينتصر احد على احد كلنا في الخسارة سواء فما جرى هو خسارة للجميع فنحن لا نريد ان نهمش او ننظر بريبة لاحد نحن نريد العيش الهنيء لكل الشعب اللبناني، ونرفض اتهامنا اننا نطالب ان يكون لبنان محمية ايرانية نحن لا نقبل ان يكون محمية ايرانية، ولكن في المقابل نحن لا نريد ان يكون لبنان محمية أميركية او إسرائيلية ونرفض بشدة لاننا نريد لبنان مستقلا ومتعاونا مع ايران والسعودية وسوريا وقطر وكل الدول العربية والإسلامية ونحن نسأل ماذا فعلت ايران للبنان فهي ساعدته وقدمت له الكثير ، واذكر الاخوة العرب ان الشيخ محمد علي التسخيري يشارك العرب في معظم مؤتمراتهم ولقاءاتهم ليؤكد ان ايران متضامنة مع كل العرب في صمودهم وشموخهم، وعلى العرب ان يقدموا للمقاومين الإبرار اطباقا من الورود لأنهم رفعوا رأس الأمة العربية والإسلامية عاليا ، لذلك فان الكلام الخارج عن الحق يثير العصبية فمن لا يريد ان لا يقاتل إسرائيل فلا يحاربنا، فنحن ننتظر منذ ستين عاما عودة اللاجئين وتخليص فلسطين من الاحتلال ولم يتحرك احد من العرب فنحن لا نطالب احدا ان يقاتل إسرائيل ونحن لا نريد احتلال بيروت ولا نحاصر احدا فيها، ونؤكد ان اهل طريق الجديد أهلنا وإخواننا فلماذا إثارة المشاكل معهم، لقد طالبنا بالتراجع عن القرارات الكيدية ولكنهم لم يفعلوا ولقد نصحناهم وحذرناهم ولكنهم لم يفعلوا وطالبناهم ان يتجاوبوا مع دعوة الرئيس بري للحوار، نحن طلاب آخرة وعيش كريم ولا نريد قصورا وفنادق نريد حياة كريمة ونحن لا نريد عداوة مع احد ولا سيما النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط، لذلك نطالب ان يتم المحافظة على جميع الزعماء واولهم سعد الحريري ووليد جنبلاط لاننا مؤتمنون بالمحافظة على الاخرين كما امرنا الله ان نأخذ بالعفو ونأمر بالمعروف ونعرض عن الجاهلين، وندعو اللبنانيين ان يتواصلوا ويتسامحوا ليعود لبنان جسما واحدا،إننا نرى ان أميركا وإسرائيل هي اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولقد خسرنا كثيرا باستشهاده فهو كان رجلا حكيما عاقلا عادلا".

وأردف:"أن ما جرى بالأمس مؤسف وحزين، ادعو رجال الدين السنة والشيعة ان يضعوا نصب اعينهم تقوى الله ولا يزيدوا الطين بلة وادعو الى الوحدة والتضامن والحوار والاتفاق فيدعوا بالتي هي احسن كما امرنا الله ، ونحن نريد لبنان الشراكة والتوافق والعدالة والديمقراطية والعيش المشترك والوحدة الوطنية ، لذلك نطالب اهلنا في بيروت لنقول نحن اهلكم واخوانكم لا نريد لكم الا الخير والسعادة والأمن كما نريد لكل اهلنا في لبنان الخير، وعلى السياسيين ان يصححوا مسارهم وعلى اللبنانيين ان يؤكدوا أنهم اهل واخوة ولتسلم كل المكاتب الى الجيش اللبناني ولينزع السلاح من بيروت لاننا مع الجيش والدولة نحن مع العدالة والاستقامة، وعلى اللبنانيين الاستماع الى صوت العقل وتقوى الله في بلاده وعباده ونطالب بالتراجع الفوري عن قرارات التي اتخذتها الحكومة غير الشرعية ولينزل السياسيون الى المجلس النيابي لعقد جلسات الحوار".

ودعا الشيخ قبلان العرب الى حفظ وحدتهم كما عمل وسعى الرئيس جمال عبد الناصر الذي تعاون مع كل اخوانه في مواجهة العدو الوحيد للعرب وهو اسرائيل وعلى العرب ان يوحدوا صفوفهم ويتوحدوا لمواجهة اسرائيل التي تمثل العدو الوحيد للعرب والمسلمين حتى يعود القدس الى فلسطين والشعوب العربية".

 

النائب الأحدب: الحل سياسي وطرابلس لن تستباح

تبين أن لا وجود لميليشيا سنية تريد السيطرة

وطنية- 9/5/2008 (سياسة) أكد النائب مصباح الأحدب في تصريح له من معراب قبل انتهاء اجتماع قوى 14 آذار أن "الوهم الذي كانوا يقولون عنه عن وجود ميليشيا سنية تريد وضع يدها على لبنان تبين أن لا وجود لهذه الميليشيا"، ورأى"أن الحل يكون على المستوى السياسي" معتبرا "أن الجرح إذا توسع تكون معالجته صعبة في المستقبل". وقال:"إذا كان هناك فريق يخاف من أن ينقسم الجيش، فإن طرابلس لن تستباح وعلى الجيش أن يأخذ في الاعتبار حماية هذه المدينة".

أضاف:" إن الرئيس السنيورة مطوق في السرايا الحكومية وكذلك النائب الحريري في قريطم وهذا غير الجائز في العمل السياسي". ورأى "ان توازن القوى ليس لمصلحتنا إذ ليس لدينا ميليشيا، ولكن فليعلموا أن هناك إجماعا لبنانيا وعربيا ضد هذه التصرفات".

 

النائب عون : سنرجع الى حياتنا العادية و طرقاتنا ستكون آمنة

اتأمل ان لا ينتهي النهار ويكون هناك طريق مسكرة وان شاء الله نخرج من مخيمات المدينة والسراي في وقت واحد

وطنية - 9/5/2008امل النائب العماد ميشال عون "ان لا ينتهي النهار ويكون هناك طريق مسكرة، وان شاء الله نخرج من مخيمات المدينة والسراي في وقت واحد". تعليقا على الاحداث الاخيرة قال العماد عون:"احب ان اتوجه اليوم الى شعبنا، كل شعبنا على الاراضي اللبناينة بصورة عامة، وشعبنا في بيروت بصورة خاصة. اليوم هو انتصار للبنان، وليس انتصار اناس على اناس اخرين، لانه في لبنان دائما ننتصر معاً هو انتصار بالعودة الى الميثاق الوطني، الى اعادة التوازن بين مكونات المجتمع اللبناني التي كانت مفقودة مما سبب لنا مشاكل سياسية وتدخلات عالمية في لبنان وضرب الاستقرار، وبقينا في الازمة لمدة اكثر من سنتين ونصف، نعيش الازمة التي لا تنتهي . توجهت سابقا الى دول العالم ومجلس الامن، نبهتهم الى اننا سنصل الى حالة التصادم، والكتاب سلمته الى بان كي مون والى الدول الأعضاء في مجلس الامن، لكن مع الاسف لم نلق الاصغاء الكافي لكي نحل المشكلة قبل وقوعها.

توجهت الى كل اللبنانيين مرات عدة وقلنا لهم، السلاح لا تجلبوه لانه سترمونه كالخردة أو سيحترق، وآخر تنبيه كان من خلال جريدة الرأي العام الكويتية منذ أيام.

اذا هذا اللاوعي الذي بادرتنا به الحكومة منذ بداية الاعتصام سنة 2006 وحتى اليوم واجهناه بالوعي، نبهناهم وقلنا لهم: لا تتعاملوا في لبنان بهذا الشكل، وهذا الدعم المفرط لحكم حجمه ليس بمقدار حجم لبنان، هو جزء صغير من لبنان، لا تدعموا حكماً همّش اللبنانيين وهمش طائفتيتن كبيرتين وابتز طائفة..

اليوم، سنرجع لحياتنا العادية، طرقاتنا ستكون آمنة، ومدينتنا آمنة. سنتطلع الى الماضي القريب لاكتشاف الجرائم التي ارتكبت في لبنان، وننظر الى المستقبل لنبني لبنان، هذه الاحداث اعادت القاطرة الى السكة الصحيحة. اتأمل ان يكون تعاملنا مع بعضنا من هذا المنطلق، واطمئن كل الناس: لا احد معرض للاضطهاد، ولكن البعض الذي شذ كثيراً وتجاوز صلاحياته، على مستوى مسؤولين وليس على مستوى شارع او شعب هم معرضون لتحمل مسؤولياتهم السياسية. اتأمل ان لا ينتهي النهار ويكون هناك طريق مسكرة، وانشاء الله نخرج من مخيمات المدينة والسراي بوقت واحد.

 

الوزير فتفت : الجيش اللبناني سيدافع عن السراي الحكومي إذا حاولوا اقتحامه

وطنية- 9/5/2008(سياسة) أكد وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت أن الوزراء متواجدون في السراي الحكومي، معتبرا أن لدى الحكومة تأييدا من الشعب والمجلس. واتهم "حزب الله" بأنه جيش منظم ميليشوي كان يفترض أن يحارب اسرائيل فإذا به يحارب بيروت ، معتبرا أن من يقتحم بيروت هم سوريا وايران.

وأكد فتفت في حديث تلفزيوني أن الجيش اللبناني سيدافع عن السراي الحكومي إذا حاولوا اقتحامه، متسائلا إذا لم يقم الجيش اللبناني بالدفاع عن السراي فمن سيدافع إذا؟. وأوضح فتفت أن معظم القتلى هم من المدنيين وهناك قتيل من المعارضة هو أحد حراس رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري ، متهما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باستغلال قرار الحكومة لاعلان الحرب، معتبرا "ان الرئيس بري أصبح فريقا في الحرب الدائرة". وإعتبر الوزير فتفت "أن هناك عملا منظما لاسكات وسائل الاعلام غير التابعة لهم".

 

النائب جنبلاط تلقى اتصالا هاتفيا من ارسلان وعرض معه التطورات الراهنة

وطنية - 9/5/2008 (سياسة) اصدر الحزب التقدمي الاشتراكي البيان التالي:تلقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالا هاتفيا من الامير طلال ارسلان تم خلاله عرض التطورات الراهنة. وابدى ارسلان استعداده لزيارة جنبلاط مؤكدا له ان اي مس بكرامته او سلامته هو امر مرفوض بالمطلق وهو كالمس بكرامته الشخصية. وشكره جنبلاط على موقفه الوطني المسؤول الذي يعكس اصالته السياسية وحرصه على الوحدة الوطنية شاكرا له هذه الالتفاتة ومؤكدا له انه سيتواصل معه في حال استدعت الحاجة. وتلقى جنبلاط اتصالات للاطمئنان من النائب بطرس حرب ورئيس حركة التجدد الديمقراطي نسيب لحود ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون. من جهة اخرى اكد جنبلاط بقاءه في مدينة بيروت ومع اهلها مهما كانت الظروف والصعاب.

 

النائب جنبلاط: باق في بيروت والجيش يؤمن حمايتي نؤمن بالدولة والحزب لا يستطيع أن يفرض إرادته

وطنية- 9/5/2008 (سياسة) أكد النائب وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني أن الجيش يقوم بمهمة حمايته، متمنيا أن "ينتشر لحماية النائب سعد الحريري، ونحن نؤمن فقط بالدولة". وقال: "لا أحد يستطيع أن يسيطر على بيروت ولا أحد يستطيع أن يسيطر بشكل أحادي على القرار اللبناني، وليست هذه هي الطريقة للتعاطي، وذريعة أن الحكومة تجرأت على السؤال عما يجري في مطار بيروت أو ما إذا كانت تلك الشبكات أمنية أو تجارية، هذه الذريعة التي أدت إلى هذا الاجتياح ليست مقبولة". أضاف: "أنصح حزب الله الذي يملي إرادته على الجميع بأنه لا يستطيع أن يفرض إرادته على اللبنانيين. أنا باق في بيروت مع أهلها. هناك إطلاق رصاص أتمنى على قوى الأمن أن تعالجه، وإذا كان هناك من حروب إلغاء، هذا موضوع آخر". واعتبر أن "حزب الله بقوته العسكرية لا يقدر أن يلغي الآخر، والحوار هو الحل ونحن موجودون له وإذا كانوا جاهزين فليتفضلوا"، وقال: "نحن هنا في شكل سلمي والأمور لن تمتد إلا إذا كان الحزب قرر إلغاء الموالاة وهنا دخلنا مرحلة جديدة". وأوضح أن "هناك عرضا قدمه النائب سعد الحريري عن سبل المعالجة للخروج من المأزق إلا أن أي جواب لم يأتيني شخصيا".

 

المفتي قبلان: ما يجري في لبنان لا علاقة له لا بالسنة ولا بالشيعة وأهل بيروت هم أهلنا وإخواننا ولا نقبل أن يعتدى على كرامتهم

وطنية - 9/5/2008(سياسة)ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراحنة، وقال فيها:"يقول رسول الله:"ليغشين من بعدي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل".

هذا القول لرسول الله ينبغي أن يحفزنا جميعا إلى العمل معا نحن كمسلمين لتدارك الفتنة، وتجنبها وعدم الوقوع فيها لأن أعداء هذه الأمة يعملون على ذلك، ويخططون لوقوع هذا الأمر. فالفتنة حرام، والظلم أيضا حرام. كما لا يجوز أن تتحكم فئة قليلة استولت على السلطة أن تظلم فئة كبيرة من الناس وأن تجعل مستقبل اللبنانيين جميعا ومستقبل بلدهم في أيدي هذه السلطة التي لا يهمها سوى أن تبقى متسلطة ومسلطة على رقاب الناس ولقمة عيشهم ومتلاعبة بأمنهم وباستقرارهم بعدما ربطتهما باستمرارها في السلطة واستئثارها بالقرارات التي لا تؤدي إلا إلى الفتنة.

من هنا، ندعو الجميع وبالخصوص رجال الدين المسلمين إلى عدم تحويل الصراع السياسي إلى فتنة بين المسلمين، ودفعهم إلى صراعات في ما بينهم لأن هذا هو المطلوب بالنسبة إلى أميركا وإسرائيل، وهذا الأمر يفرحهم ويجعلهم يشعرون بأن مشروعهم في المنطقة قائم ومتدرج صعودا وثمنه سيكون إضعاف المسلمين وتفككهم وبالتالي التسليم بما يفرض عليهم أكان ذلك في العراق أم في فلسطين، أم في لبنان. هذا البلد الذي كنا نقول دائما لمن هم في هذه السلطة، لا تراهنوا على أمريكا، ولا تسمحوا للذين يعطون من طرف اللسان حلاوة بأن يستدرجوكم ويجروكم إلى حيث لا يجوز أن تكونوا، ولطالما نبهنا وحذرنا من مغبة العناد والاستئثار وكنا ننادي دائما بالحوار ولكن هذه السلطة رفضت ولا تريد الإصغاء لصوت العقل وللواجب الوطني واستمرت في الاستعلاء والرفض لكل المحاولات التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاق وتحقيق المشاركة من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية يتشارك فيها الجميع وتكون المسؤولية واحدة في مواجهة ومجابهة التحديات.

نعم يوجد هناك صراع مرير في المنطقة، كما يوجد ضغوطات إقليمية ودولية هائلة ولكن مواجهتها لا يمكن أن تكون إلا بتكاتف اللبنانيين وليس بتنازعهم، وبتعاون اللبنانيين وليس بتخاصمهم,بوحدتهم لا بفرقتهم وهذا بكل أسف غير قائم وغير متوفر بسبب البعض الذين يسلكون مسار التحريض، وتجندوا للأسف الشديد ليكونوا أبواقا للفتنة، بدلا من أن يكونوا دعاة تهدئة ودعاة توحد ودعاة رفض لكل الأساليب الاستفزازية والفرزية بين المسلمين.

إن ما يجري في لبنان لا علاقة له لا بالسنة ولا بالشيعة، ونحن إخوة وأهل بيروت هم أهلنا وإخواننا، ولا نقبل أن يعتدى على كرامتهم وعلى حرماتهم، فالصراع سياسي بحت ومن يقول غير ذلك يكون هو من يعمل للفتنة، فالصراع القائم هو بين خطين، خط يريد لبنان سيدا حرا مستقلا قويا بمقاومته وبجيشه وخط آخر يريده تابعا يملى عليه ليكون جسر عبور لما تريده أمريكا ويخدم مصلحة إسرائيل.لأنه هناك فريق سياسي في لبنان قد غرر به، فراح يعمل كي يكون رأس حربة لمشروع عرقنة لبنان، ولكن هذا لن يكون ولن يحصل وليطمئن الجميع، بأن المقاومة في لبنان التي بذلت الدماء لأجل كرامة لبنان وعزة شعبه لن تسمح بإمرار هذا المشروع ولن تقبل على الإطلاق بأن تستدرج إلى المكان الذي يريده من لا يريد لهذا البلد أن يكون واحدا موحدا ولجميع أبنائه.

إننا نتوجه بالنداء إلى جميع اللبنانيين وبالخصوص إلى علماء ورجال الدين مسلمين ومسيحيين لنقول لهم كفى لبنان معاناة، علينا جميعا أن نعمل على التهدئة والعودة بالأمور إلى المسلك الوطني الصحيح و على هذه السلطة التي كانت السبب في كل ما حصل وما جرى، وهي المسؤولة عما آلت إليه الأمور سابقا وحاضرا، وستكون مسؤولة في المستقبل إذا لم تتراجع عما اتخذت من قرارات متهورة واستفزازية لأن عدم تراجعها يعني أنها تدفع بالبلاد والعباد إلى المجهول وتكون هي - أي هذه السلطة - هي المسؤول الأول والأخير عن إحداث الفتنة وبالتالي هي من يأخذ بالبلد إلى الخراب والدمار.

 

ارسلان: ابناء الجبل بجميع انتماءاتهم سيبقون اخوة وسيقفون معا ضد الفتنة

وطنية - 9/5/2008 (سياسة) اصدر الامير طلال ارسلان البيان التالي:" نعلن لشعبنا اللبناني ان مناطق عرمون وخلدة والناعمة باتت امنة لم يعد فيها اي اشكالات امنية وجميع المجموعات المسلحة المغرر بها التي كانت تقوم بقطع الطرق قامت برعايتنا بتسليم اسلحتها الى الجيش اللبناني وعناصرها باتوا في عهدة الجيش اللبناني الذي هو موضع ثقة الجميع ومصدر اطمئنان لجميع اللبنانيين. أتوجه بالنداء الى جميع اهلنا في منطقة الساحل ليحذوا حذو اخوتهم الشرفاء الذين رفضوا الانجرار الى الفتنة وان يقوموا بتسليم المواقع والاسلحة لتكون في عهدة الجيش اللبناني ونحن نقدم لهم كل الضمانات اللازمة باسم المعارضة اللبنانية بجميع قواها وننتظر منهم تجاوبا سريعا. فاللبنانيون اخوة وسيبقون على الدوام اخوة يحفظون سلمهم وامانهم في عهدة الجيش اللبناني وتحت رعايته.

نتوجه الى جميع اهلنا في الجبل مؤكدين ان ابناء الجبل بجميع انتماءاتهم سيبقون اخوة وسيقفون معا ضد الفتنة. ويهمني ختاما ان اؤكد لكم ان امن الاخ وليد جنبلاط هو من امتنا وكرامته من كرامتنا.

 

تعزيزات للجيش من الصيفي حتى مرفأ بيروت

وطنية- 9/5/2008 (أمن) شهد مرفأ بيروت انتشارا أمنيا لافتا لعناصر من أفواج المغاوير والمجوقل واتخذت إجراءات أمنية مشددة على طول الخط الممتد من جريدة "النهار" مرورا بالبيت المركزي الكتائبي في الصيفي وصولا إلى مرفأ بيروت

 

وزير خارجية كندا: ندعم اجراءات الحكومة اللبنانية

وطنية - 9/5/2008 (سياسة) وزعت السفارةالكندية في بيروت تصريحا لوزير خارجية كندا دان فيه " بشدة اعمال حزب الله التي تؤدي الى العنف واقفال مطار بيروت الدولي، ان هذه الاعمال تؤجج النزاعات المذهبية ويجب الا يسمح ل "حزب الله" ومناصريه بجر لبنان الى الحرب". اضاف:"ان كندا تدعم الاجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لوضع حد للازمة الحالية ومنها الانتخاب الفوري لرئيس جمهورية". وختم: "نحن نتابع الوضع عن كثب وسوف نبقي الكنديين المسجلين في لبنان على علم بمجريات الامور".

 

البطريرك لحام التقى قداسة البابا في لقاء خاص لأربعين دقيقة

الخبرة اللبنانية مهددة بالإنهيار في ظل الأزمة المأسوية والأحداث المؤسفة

البابا يفكر في اتخاذ مبادرة انقاذية للسلام في الشرق الأوسط وخصوصا لبنان

وطنية- الفاتيكان- 9/5/2008(سياسة) في اليوم الثاني من زيارته الكنسية الرسمية إلى الفاتيكان، التقى البطريرك غريغوريوس الثالث لحام قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر في اجتماع خاص على مدى أربعين دقيقة أعقبه استقبال البابا للمطارنة أعضاء الوفد البطريركي.

بعدها، أقيم إستقبال موسع في قاعة سانتا كليمنتينا شارك فيه قداسة البابا والبطريرك لحام اللذان تبادلا الكلمات أمام المطارنة والوفود التي قدمت من 32 أبرشية منتشرين في أنحاء العالم. في بداية اللقاء الذي افتتحه البطريرك بصلاة ودعاء، ألقى كلمة بالفرنسية عبر فيها عن السعادة التي تغمر كنيسة الروم الكاثوليك في أثناء هذه الزيارة التي أتت لتؤكد عمق العلاقة الإيمانية والتاريخية مع الكرسي الرسولي، كمرجعية إيمانية وروحية ورأس للكنيسة الرسولية الجامعة. وجاء في كلمة البطريرك: "إننا نشكر الرب على هذا اليوم المبارك الذي سمح لنا فيه أن نلتقي بقداستكم مع وفد من اصحاب السيادة، أعضاء السينودس المقدس لكنيستنا الرومية الملكية، ومع الرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات وكهنة وعلمانيين، من وزراء ونواب وهيئات اجتماعية واقتصادية ورجال أعمال وعائلات أتت من جميع أبرشياتنا في العالم للمشاركة في هذا الحج المبارك. واللذين سيبقى هذا الحج حيا في ذاكرتهم وفي ذاكرة كنيستنا التي تهتدي بتعاليم الانجيل وإرشاداتكم.

أبناؤنا يا صاحب القداسة منتشرون في كل الدول اعربية وأوروبا وكندا وأميركا الشمالية وأوستراليا وأفريقيا.

هذه الكنيسة المهاجرة تزداد يوما بعد يوم بأبنائنا المؤمنين الذين تفتقدهم أرضهم الأم نتيجة الهجرة التي تقضي على وجودنا في بلادنا بسبب الكثير من الصعاب والتحديات والتي أبرزها الصراع العربي الإسرائيلي. إن الوجود المسيحي في الشرق يثبت أهميته يوميا أكثر فأكثر على الصعيدين الداخلي والخارجي.

فعلى الصعيد الداخلي يتركز همنا الرعائي الأكبر على تقوية المناعة في كنيستنا البطريركية في وجه المخاطر التي تهددها مرتكزين في ذلك على المحبة التي هي شعار بطريركيتنا (اسهروا وسيروا في المحبة) وهذا يعني أنها كنيسة قوية في الإيمان، ومسؤوليتنا أن ننقل هذا الكنز الثمين لأبنائنا، وقد أطلقنا صرخة عنوانها (كنيسة من دون شباب هي كنيسة من دون مستقبل، وشباب بلا كنيسة ليس لهم مستقبل). أما على الصعيد الخارجي فإن رسالتنا متعددة:

1-أن نكون الخميرة في العجين، وأن نحمل يسوع وانجيله ورسالته وقيمه لكل اخوتنا في أوطاننا بخاصة الذين لا يشاركوننا إيماننا، أي اليهود والمسلمون.

2-نحن المسيحيون الشرقيون العرب، نعيش في عالم أغلبيته من المسلمين وهنا نقول إن عندنا رسالة خاصة تجاه هذا العالم العربي، رسالة لا عودة عنها، رسالة ملتزمة وفريدة لأننا نعيش منذ 1428 سنة هذه الرسالة من خلال وجودنا وشاهدتنا في العالم العربي خصوصا في سوريا ولبنان الذي له مكانة خاصة لديكم يا صاحب القداسة". وتابع:"إن الخبرة اللبنانية مهددة اليوم بالإنهيار في ظل الأزمة المأسوية والأحداث المؤسفة التي يعيشها لبنان حاليا، والتي إذا ما استمرت ستجعل طرق الحل في لبنان مقفلة، لا بل ستضعنا كلنا أمام حائط أسود، حائط يصبح حاجزا من الصعب تجاوزه بين اللبنانيين، ويصبح معه التلاقي والعيش معا واللحمة الوطنية سرابا وخداعا.

إننا نطلب صلاتكم لأجل لبنان الذين تحبون ولأجل كل اللبنانيين وأن يلهم الله المسؤولين والزعماء وقادة الدول للإسهام بإخراج لبنان من محنته ومتابعة رسالته في الداخل والخارج وأن يكون شاهدا حيا على الحوار بين الأديان كما كان وكما يجب أن يبقى لأنه إن سقطت "التجربة اللبنانية" بفرادتها وتنوعها لا سمح الله والتي سماها سلفكم البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي أنه (لبنان أكثر من بلد إنه رسالة، تسقط معها كل محاولات التقريب بين الحضارات والثقافات والأديان. إننا على يقين أن صدام الحضارات هو المولد الأساسي للعنف والعصبيات القاتلة وهذا ما يجب أن نسعى إلى تغيير مساره حتى تتلاقى الثقافات وتتفاعل الحضارات فيما بينها بدل أن تتقاتل وتتصارع وتدمر.

إن أحد أبرز الوجوه التي تتصف بها كنيستنا هو الوجه المسكوني المؤكد على السير في الوحدة المسيحية التي نعمل كلنا في سبيلها. فكنيستنا كانت دائما داعيا لهذا الدور واعية له وأنها ظلت على مدى 130 سنة قابعة في المغاور والأقبية بعيدا عن الاضطهاد لتحافظ على شركة الكنيسة مع كنيسة روما.

يا صاحب القداسة، إن وحدة الكنيسة كانت وستيقى بالنسبة لنا خيارا تاريخيا ووجوديا وإلتزاما فعالا وعنصر فخر وتواضع لنا ولأبنائنا، لكن هذه الشركة "الروحية" لا تفصلنا عن واقع حياتنا الكنسية الأرثوذكسية، هذا يعني أننا نريد أن نعيش داخل الكنيسة الكاثوليكية تقليدنا الشرقي كاملا، بالشركة الكاملة مع روما، وهذا هو التحدي الأكبر في الحوار الكاثوليكي الأرثوذكسي.

إننا نثمن عاليا الدعم الذي تقدمه كنيسة روما لكي تقدر أن تحقق رسالتها على الصعيد العالمي والإنساني وأهم هذه الوسائل المساعدة كانت ولا تزال مجمع "مجمع الكنائس الشرقية والموسسات الكاثوليكية الداعة" خصوصا في أوروبا وأميركا.

قداسة الحبر الأعظم، إننا نشكركم باسم كنيستنا وأبنائنا على هذا الاستقبال المميز الذي خصصتمونا فيه ونعل بقوة وحماسة "إننا سنبقى أمناء لإيمان أبنائنا وسنبقى سراجا مضاءا وشهودا شجعان وحاملين لبشارة إنجيل سيدنا يسوع المسيح في العالم العربي مهد المسيحية". إننا يا صاحب القداسة نتكل على صلواتكم ونطلب بركتكم، بركة الأب والراعي ونطلب توجيهاتكم ونصائحكم لمستقبل كنيستنا وهذه هي الرسالة التي أعطاها سيدنا يسوع المسيح للقديس بطرس.

كلمة قداسة البابا

ثم ألقى قداسة الباب كلمة بالفرنسية شدد فيها على الدور الإنفتاحي الرائد الذي تقوم به الكنائس الشرقية عموما وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك خصوصا من حيث الشهادة للانجيل ونشر ثقافة المحبة والتعليم الكناسية في منطقة الشرق مهد الديانات، داعيا إلى أن تبقى هذه الكنيسة وأخواتها من كنائس شهود المسيح مؤكدا أنه في صدد التفكير في اتخاذ مبادرة انقاذية للسلام في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا لبنان الذي يشكل محور الإهتمام نظرا الى ما يمثله من قيم ومن تنوع يجب الحفاظ عليه وتحصينه. وبعدما شكر البطريرك والاساقفة على زيارتهم منح قداسة البابا البركة الرسولية للحاضرين وصلى على نيتهم ونية السلام في الشرق الأوسط والعالم. وبعد تبادل الكلمات، صافح قداسة البابا عددا من العلمانيين الممثلين للوفود القادمة.

وبعد الظهر، ترأس البطريرك لحام قداسا احتفاليا في كاتدرائية القديس بولس "بازيليكا سان باولو" حيث صلى مع وفد المطارنة والوفود المشاركة على قبر القديس بولس الموجود في الكاتدرائية وحضر القداس نيافة الكاردينال موتزيميلو رئيس البازيليك ورئيس مجمع الكنائس الشرقية السابق نيافة الكردينال موسى الأول داود إضافة إلى سفراء ودبلوماسيين وممثلين للرهبانيات الموجودة في روما. وألقى خطبة شدد فيها على وجوب أن تبقى العلاقة بين المسيحيين بكل تنوعاتهم علاقة محبة وعلاقة تفاهم وسعي حثيث من أجل الدفاع عن وحدة الكنيسة والدفاع عنها.

ورفع الصلوات على نية الوفود المشاركة والبلدان الذين جاؤوا منها ووجه نداءا الى اللبنانيين بوجوب الدفاع عن لبنان ككيان لمحبة وموطن للتلاقي، بعيدا عن تهديد الواحد للآخر إذ لا يجوز أن يحمل سلاح لبناني ضد لبناني ولا يجوز أن يرمى حجر من لبناني على لبناني ولا يجوز أن يحقر لبناني لبنانيا بل أن نبقى متحدين متفاهمين لنعمل معا للنهوض بوطننا من جديد.

وتعليقا على الأحداث المؤسفة التي حصلت في بيروت طالب البطريرك لحام المسؤولين كافة والمرجعيات الروحية والسياسية للعمل معا من أجل إنقاذ رسالة لبنان ودور لبنان ومعنى لبنان الذي له الكثير من الفضل في إرساء قواعد السلوك الحضاري والدين والمدني في العالم، مكررا أمنيته أن يصار إلى اتفاق سريع على وقف الأحداث وعودة السلام إلى هذا البلد الذي ينتظر إنبلاج الفجر من جديد... ولا فجر، ولا شمس خارج إرادة أبناء لبنان.

وفي برنامج اليوم الجمعة زيارة البطريرك ووفد الأساقفة المرافق لنيافة الكردينال فولاي الرئيس الأعلى لفرسان القبر المقدس، والكاردينال ليوناردو ساندي رئيس مجمع الكنائس الشرقية وأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال ترسيسيو برتوني.

 

مناورات حزب "أبواب جهنم"

المستقبل - الجمعة 9 أيار 2008 - مصطفى علوش (*)

"من يريد نزع سلاح المقاومة سنقطع يده ونقطع رأسه وننزع روحه"

حسن نصر الله 30/3/2006 مؤتمر دعم المقاومة

"يا سيد أنتم المنتصرون ونحن نوافق على ذلك وإن ناقشنا بعضنا في حجم النصر، والمنتصر يفتح ولا يغلق، المنتصر يتحرر من العقد.."

رسالة السيد هاني فحص الى السيد حسن نصر الله

جريدة "السفير" 22/8/2006

بتاريخ 5/5/2006 نشرت "الوطن العربي" استطلاعاً لآراء عدد من المثقفين والخبراء الايرانيين المتابعين لتطورات الملف النووي، وسألتهم عن تصوراتهم لمستقبل الجمهورية الاسلامية في ظل التصعيد الحاد مع المجتمع الدولي الرافض امتلاكها التكنولوجيا النووية وكيف تستعد ايران حكومة وشعبا لاحتمالات التصعيد في المواجهة مع الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية؟

فجاءت الاجابة منهم بطرح خيارات العمل الايراني وأهمها:

1 ـ استخدام عمليات الاغتيال والاختطاف

2 ـ استخدام "حزب الله" في لبنان ضد اسرائيل كورقة للضغط في مثل هذه الظروف.

3 ـ تخريب الوضع العراقي.

لم يعد خافياً على اي من المراقبين اليوم مدى الترابط العضوي بين وجود "حزب الله" في لبنان وبين مشروع الامبراطورية الايرانية المتجددة تحت لواء "الولي الفقيه"، وهذا ما يجعل هذا الوجود وتناميه في لبنان مسألة تتعدى للموضوع اللبناني، وحتى موضوع الصراع العربي ـ الاسرائيلي لتدخل في مسألة الصراع الاسطوري بين الخير والشر، والذي، وحسب ادبيات هذا الحزب، يدعو اتباع "الولي الفقيه" الى بسط سلطته المعصومة على اكبر رقعة من الأرض وذلك لتشجيع عودة الامام المهدي (عج) من غيبته الكبرى.

على هذا الأساس فان "حزب الله" لا يعتبر سلاحه سلاحاً اقليمياً فحسب، بل انه مؤمن بأن هذا السلاح له دور الهي في تحقيق النبوة في انتصار الخير على الشر (هذا الحزب ليس حزباً آدمياً، هذا الحزب هو حزب الله بالمضمون والأفعال والسلوك.. من خطاب لعلي عمار في الضاحية الجنوبية بعد حرب تموز). لذلك، وفي مواجهة هذه القناعات "الايمانية"، لا يمكن الا ان نتفهم للنزعة الشوفينية التي تتصرف بها قيادات هذا الحزب والخفة في اطلاق التصريحات والتهديدات والكذبات الاعلامية (التقية) لانهم يعتبرون انفسهم يمتلكون الحقيقة دون غيرهم. ولكن كل هذا لا يلغي حقيقة واضحة هي ان نظام "ولاية الفقيه"، وبغض النظر عن حقيقة ايمانه بقضية الحق والباطل، اثبت قدرة بالغة على استعمال ثبات "حزب الله" الايماني في معركة بسط الامبراطورية "الفقيهية" (ان ابرز سمات حزب الله والتي تميزه من غيره من الجماعات ذات الميول الاسلامية الأخرى في العالم الاسلامي انه الحزب الوحيد الذي يقبل نظرية ولاية الفقيه المطلقة للامام الخميني، وكذا اتباعه اليوم ايضا لمرشد الثورة الايرانية.. السيد حامد حسيني، مجلة مختارات ايرانية العدد 69 ـ نيسان 2006).

بناء على ذلك، وبدون شك على قاعدة ايمانية تبلغ مستوى التضحية بالحياة، اصبح لبنان، بوجود "حزب الله" بوابة دخول لايران على العالم العربي ومنطلقا لادارة الصراع بينها وبين العالم العربي من جهة، ومع الولايات المتحدة الاميركية حين تتعارض مصالحها من جهة اخرى.

وقد شكل للصراع العربي ـ الاسرائيلي ومنطق المقاومة ورقتي الابتزاز الذي تمارسه قيادة "الولي الفقيه" من خلال "حزب الله" وهي وسيلة الدعاية الأكثر نجاحاً في الأوساط العربية والاسلامية. وهذا ما وضع لبنان بسبب خصوصيته في موقع ضحية الابتزاز الاقليمي. ولأن مصلحة ايران هي الأولوية، وبما ان مصلحتها هي في استمرار الصراع في لبنان مفتوحاً على كل الاحتمالات، لذلك يقوم "حزب الله"، الوكيل الايراني، بكل قواه بإدامة هذا الصراع، ولا يهم في هذا الهدف "الالهي" ما يصيب اللبنانيين (من شيعة وسنة ومسيحيين) من جوع وفقر ودمار وقتل. طالما ان القيادة المركزية في طهران سالمة. (يجب ان نعمل على انضاج الممارسة الجهادية، فعندما يكون هناك في لبنان مليون جائع، فان مهمتنا لا تكون في تأمين الخبز، بل بتوفير الحالة الجهادية حتى تحمل الامة السيف في وجه كل القيادات السياسية.. حسن نصر الله، جريدة النهار 27/1/1986).

وايران تفهم جيداً ما يشكله لبنان لها فهو ورقة ضغط كبيرة، ومصلحتهم تستلزم السيطرة والهيمنة والتحكم بلبنان وأيضاً سوريا بحكم تشكيلها حلقة الوصل الجغرافية مع امبراطورية الولي الفقيه، ولكونها المدخل الاجباري للتواصل مع "حزب الله" على مختلف الأصعدة.

المريب انه، رغم كل المعطيات التي طرحناها، تستمر بعض قيادات نقابات العمال في التحالف تحت راية "حزب الله" رغم تجاهل هذا الحزب دعواتهم المطلبية اثناء الوصاية السورية، ورغم تمادي قياداته في تعطيل المرافق وقطع الطرقات والسعي الى التنكيل بالأوضاع الاقتصادية في سبيل استمرار الحالة الثورية التي يسعى اليها حسن نصر الله.

لقد برهنت احداث يوم 7 ايار من خلال فشل قيادة الاتحادات في جمع حتى بضعة متظاهرين وهزال حجج التلطي وراء المطالب المعيشية، وان "حزب الله" انتقل اليوم الى مرحلة المواجهة المفتوحة مع كل من يعارضه في استهتاره بحياة اللبنانيين.

ان هالة هذا الحزب قد افلت بعد ظهوره على حقيقته، وأسطورة الحزب الالهي تهاوت ليحل محلها حزب قطاع الطرق.

ان المعادلة التي يحاول ان يثبتها هذا الحزب اليوم هي مساومة الدولة بين السقوط في الشغب او الانصياع والتسليم بواقع دولة "حزب الله" وهذا ما يجب ان يدفعنا اكثر للشد على يد الحكومة ودعم القرارات الكبيرة التي اتخذتها في حق الخارجين عن القانون.

ان "حزب الله" يهدد بفتح ابواب الجحيم، فمن قال اننا غير قادرين على مواجهة شياطينهم؟

(*) نائب لبناني عضو كتلة "المستقبل"

 

أيد بيان قباني مؤكداً رفض الطائفة الخروج عن الدولة

الأمين: تراجع الحكومة عن قراراتها مرفوض و"المجلس الشيعي" ليس بديلاً من المؤسسات

المستقبل - الجمعة 9 أيار 2008 - رأى مفتي صور وجبل عامل السيد علي الأمين، أن "ما حصل هو بدايات للانقلاب إن استمر"، مشيراً الى "اننا لا نفهم ما تقوم به بعض المؤسسات الدينية كالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي كان من جملة المعترضين على إقالة شخص أو نقله من ملاك إلى آخر لأن المجلس الشيعي يجب أن يكون حريصا على الاستقرار وعلى علاقة الطائفة الشيعية مع سائر الطوائف على العيش المشترك". وأعلن أن "تراجع الحكومة عن قراراتها مرفوض"، لافتاً الى أن "الطائفة الشيعية ترفض الخروج على الدولة".

وقال بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أمس: "كانت زيارة لسماحته أعلنت فيها التأييد للبيان الذي صدر عنه بالأمس باعتبار أن البيان يشكل صرخة انطلقت من قلب مؤمن بوحدة المسلمين ومن خلال استشرافه لما يمكن أن ينجم من أخطار فحاول صاحب السماحة أن يستبق الأمور من أجل أن يجنب المسلمين واللبنانيين نار الفتن. وتم الحديث مع سماحته حول وحدة المسلمين بين السنة والشيعة واللبنانيين عموما، خصوصا في هذه الظروف العصيبة حيث لا يستفيد من الصراعات والنزاعات إلا العدو الإسرائيلي، ووحدة المسلمين سنة وشيعة هي بنص القرآن الكريم "إنما المؤمنون إخوة" ولا يجوز أن تنجر هذه الخلافات الى فتح أبواب الفتن التي يلعن الله سبحانه وتعالى من يسعى الى إيقاظها وإيقادها".

أضاف: "الطائفة الشيعية في لبنان مرجعها في شؤونها الدينية وفي فهمها للشريعة السمحاء هو القرآن الكريم، الذي يؤكد أننا أمة واحدة، وموقف الإمام علي بن أبي طالب من وحدة المسلمين عندما قال "لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين"، وما يجري من أحداث في بيروت وفي منطقة المطار وغيرها لا يكشف عن حرص على وحدة المسلمين، وما يجري نعتبره اعتداء على حريات الناس وممتلكاتها، ويعرض الوطن وأهله إلى أفدح الإخطار. والطائفة الشيعية ترفض الخروج عن الدولة، كما ترفض أن يقوم أي فريق تحت أي شعار وتحت أي ذريعة باغتصاب دور الدولة، وقد عانى أهلنا في الضاحية الجنوبية وفي البقاع قديما من التنظيمات التي حاولت أن تغتصب دور الدولة، وكانت الطائفة الشيعية دائما مع الدولة ومشروعها في مواجهة كل الحالات التي تريد الخروج على الدولة".

وعن مطالبة بعض قوى المعارضة الحكومة بالتراجع عن قراراتها الأخيرة في ما خص شبكة الاتصالات وجهاز أمن المطار، قال: "هذا المطلب ليس مطلبا مشروعا وهو أمر مرفوض، لأن الدولة عندما تتخذ قراراتها يجب أن تطبق هذه القرارات، وهناك مؤسسات وآليات من أجل مناقشة هذه القرارات في مؤسسات الدولة اللبنانية، ولا توجد آلية في النزول الى الشارع وفي تعطيل حياة الناس وفي تعريض البلاد الى الخطر".

وعما اذا كان ما حصل انقلاب حقيقي في بيروت، أجاب: "ما حصل هو بدايات للانقلاب إن استمر، إن للمرء الحق في أن يحتج على قرار من القرارات ولكن لا نفهم هذا التعطيل الكبير لحياة الناس والاعتداء على حرياتهم واغتصاب مكان الدولة في القيام بتأمين الأمن للناس والاستقرار، ولا نفهم ما تقوم به بعض المؤسسات الدينية كالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي كان من جملة المعترضين على إقالة شخص أو نقله من ملاك إلى آخر لأن المجلس الشيعي يجب أن يكون حريصا على الاستقرار وعلى علاقة الطائفة الشيعية مع سائر الطوائف، على العيش المشترك، على ارتباط هذه الطائفة القديم والوثيق بالدولة ومشروعها، والمجلس الشيعي في كل الأحوال ليس بديلا من الإدارات والمؤسسات التي تحاسب موظفيها ومسؤوليها".

واكد ان "القادة العرب لم يدخروا جهدا إلا وبذلوه من أجل مساعدة لبنان، والمبادرة العربية كانت ثمرة من ثمرات جهود العرب لحل الأزمة اللبنانية، وفي اعتقادنا أن العرب والمسلمين لن يتخلوا عن لبنان".

وعما اذا يستبعد حصول فتنة مذهبية سنية ـ شيعية، أجاب: "لا شك هناك عقلاء وحكماء في الطائفة الإسلامية الشيعية كما في الطائفة الإسلامية السنية، هؤلاء العقلاء والحكماء من الفريقين يسعون جاهدين من أجل ألا تقع هذه الفتنة ومعروف أن السعي إليها هو من أكبر المحرمات، وقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"، فما يجري لا علاقة له لا بالتشيع ولا بالشيعة، وإنما هي أعمال تفتح الأبواب واسعة باتجاه الفتن التي نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن".

 

كوابيس جنبلاط وهواجس اللبنانيين

المستقبل - الجمعة 9 أيار 2008 - عماد شيّا (*)

بعد الحديث الاخير لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عن كاميرات المراقبة الموجهة نحو مدارج المطار والتمدد الواسع لشبكات الاتصال غير الشرعية في اكثر من مكان، يبدو من خلال ردود "حزب الله" على هذا الحديث الموثق بشهود ومراسلات امنية رسمية، انه لم يعد امام اللبنانيين اكثر من خيارين: اما الخرس والسكوت عن اجتياح "حزب الله" للدولة ومصادرة صلاحياتها وسلطاتها واما الاتهام جاهز بالهلوسة والكوابيس والعمالة لاميركا واسرائيل.

من يقرأ بهدوء وعقل بارد رد "حزب الله" على حديث وليد جنبلاط، لا بد وان يلفت انتباهه التوتر والعجلة في الرد العنفي المسلح في المطار وشوارع بيروت والذي سبقته جملة مغالطات واشارات: فمن جهة وصف "حزب الله" ما كشفه وليد جنبلاط عن شبكات الاتصال وكاميرات المراقبة والتجسس على المدرج رقم 17 بمجرد "كوابيس"، ومن جهة ثانية، اعتبار حديثه هذا "ملاقاة" لبيان وزارة الخارجية الاميركية حول الارهاب، وبمثابة "إخبار" للعدو الاسرائيلي عن شبكات وتجهيزات امنية وعسكرية للمقاومة.

من الواضح، ان هذا الرد لـ"حزب الله" لا يشذ عن السلوك الذي درج على اتباعه منذ اعلان "نصره الالهي" في تموز قبل الماضي. فمركز الثقل في حركته العسكرية والامنية والسياسية انتقل منذ ذلك الوقت من مواجهة اسرائيل الى مواجهة الداخل، ومن الخطاب الموزون الحريص على تعزيز الثقة مع اللبنانيين الآخرين الى تخوينهم والاستقواء عليهم، ومن الاعتماد على الوصاية السورية التي كانت تمسك بأجهزة الدولة الى محاولة الهيمنة والامساك بمؤسساتها وأجهزتها الى جانب استكمال بناء مقومات دويلته الخاصة.

بعد حرب تموز الالهية لم يعد "حزب الله" يؤمن بأنصاف الحلول، وذلك انطلاقا من اعتبار نفسه حزبا الهيا ووعده وعدا الهيا ونصره نصرا الهيا، وجمهوره هو الانقى والاشرف والاشرس، لذلك فانه يزعم ان من حقه ان يفعل ما يشاء ويتصرف كما يشاء وان الامر يجب ان يكون له، الامر في الحرب والسلم، وفي المراقبة والمحاسبة، وفي الامن والاتصال والتوقيف والاستجواب، وفي منح الشهادات في الوطنية وحجبها وكيل الشتائم والتكفير والتخوين.

من بين الردود الطريفة على وليد جنبلاط، رد يرى ان جنبلاط بحديثه عن الاختراقات الامنية في المطار يتدخل في امور لا تعنيه وليست من شأنه، والاطرف كان قول احدهم "ان أخطر ما في كلام جنبلاط هو إقحام المؤسسات الامنية في السجال السياسي". والسؤال الذي يمكن توجيهه لهذا المعاون الفصيح الحريص على المؤسسات الامنية "اذا كان يعتبر ان أخطر ما في الحديث عن الهيمنة الامنية غير الشرعية على المطار، هو إقحام المؤسسات الامنية في السجال السياسي، فلماذا لم يسمع له صوت بشأن الحرب الضروس التي تشن على المؤسسات الامنية بدءا بمحاولة اغتيال المقدم سمير شحاده ومن ثم اغتيال اللواء فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد، هذا عدا التعرض اليومي للجيش وقوى الامن الداخلي في بعلبك ومار مخايل والخندق الغميق والقماطية وبئر حسن وغيرها؟!.

من المعروف ان وليد جنبلاط يمارس السياسة منذ أكثر من ثلاثين سنة، وخلال هذه السنوات اختبر كثيرون من اهل السياسة والصحافة دقة وصدقية ما يرصده "رادار" وليد جنبلاط من احداث، حتى ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله نفسه لم يخف في احدى مقابلاته الصحفية اعجابه بطريقة قراءة وليد جنبلاط للاحداث وكيفية تعبيره عنها.

اذاً، وليد جنبلاط ليس طارئا على السياسة، فهو زعيم مكوّن سياسي اساسي ورئيس كتلة نيابية كبيرة وشريك في الائتلاف الحكومي ومسؤول كما غيره عن مصير البلاد والعباد، ومن حقه وحق الناس عليه ان يكشف عما يهدد أمن الوطن واستقراره، ويعطي رأيه كعادته في ما يحصل بكل جرأة ومن دون تردد. وما الحقائق التي كشف عنها والاحداث التي تجري اليوم، حول المطار وفي احياء بيروت وشوارعها، سوى تأكيد جديد على ان كوابيس جنبلاط وهواجسه هي نفسها كوابيس لبنان وهواجس كل اللبنانيين.

(*) أستاذ في الاعلام

 

كذبة كبيرة اسمها مقاومة

سعيد لحدو -السياسة

 تحت عناوين ومسميات لافتة ومعبرة, ابتلي العالم أجمع وبخاصة الشعوب في البلدان العربية بموضة العنف الأعمى الذي تقوم به الحركات والأحزاب والمجموعات المسلحة تحت ذرائع ومبررات تارة باسم الوطنية والتحرير, وأخرى بلبوس الدين والجهاد في سبيل الله. وقد استغلت هذه التنظيمات المسلحة ظروف الكبت والقهر والاحتلال والظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي المنتشرة على كامل مساحة الشرق الأوسط, لتعلن برامجها للمقاومة والتحرير أوللجهاد ضد الكفر والكافرين مستندة على الدعم الكبير الذي تتلقاه من جهات خارجية لغايات خاصة بتلك الجهات وهي أبعد ماتكون عن تلك الأهداف المعلنة. هذا من جهة. ومن جهة أخرى تستغل هذه التنظيمات مشاعر التدين وعوامل الجهل والأمية المنتشرة بنسب عالية بين هذه الشعوب. إضافة إلى يأس المواطن من إمكانية إصلاح الأنظمة الفاسدة والمفتقرة إلى الحد الأدنى من الشرعية بقوى الشعوب الذاتية, أو إصلاح هذه الأنظمة لنفسها بنفسها. ناهيك بفكرة الاعتماد على قوى خارجية للتغيير المنبوذة بعد تجربة العراق المريرة. كل هذه الظروف والعوامل مجتمعة, هيأت المناخ المناسب لنمو وتمدد هذه التنظيمات ولتقوم بمقاوماتها الخاصة وانتصاراتها الإلهية الممجدة بغض النظر عن المآسي والويلات على كل صعيد التي تجرها مقاومتها أو جهادها ذاك على الشعب المسكين الفاقد لأية إرادة أو إمكانية بالتعبير عن رأية بصورة مستقلة وبمعزل عن التأثيرات إياها.

وبانتظار توفر ظروف أفضل لهذه الشعوب المبتلاة بالمقاومات أو الجهادات الملوثة لتتمكن من إبداء رأيها في أجواء سلمية وديمقراطية فيما يخصها أولاً وأخيراً, دون أن تخشى أية عاقبة لامن الأنظمة الحاكمة ولا من تلك التنظيمات, فإن الحال سيستمر على هذا السوء, وقد يقود إلى كوارث حقيقية باتت بعض المناطق تشهدها فعلاً, كما في العراق  وغزة, وقد يكون لبنان المرشح المقبل, من دون أن ننسى ماحصل في الجزائر والمغرب والأردن ومصر والسعودية وما يحصل حالياً في اليمن والصومال من دون أن تتوفر أية حصانة حقيقية لأي من الدول في الشرق الأوسط المطمئنة مؤقتاً لأمنها النائم على بحر من الرمال المتحركة.

في ظل رايات المقاومة أو الجهاد, (والتي قد لاتكون مصادفة أن تتلون بأحد اللونين الأسود أو الأصفر مع كل مايرمز إليه هذان اللونان من حزن وبؤس) تُرتكب أبشع وأفظع الجرائم بحق شعوب فقدت بوصلة الهداية في صحراء اليأس العربي, وشمس سياساته الحارقة لكل بذرة أمل. ولتبقى تلك العناوين المخادعة لامعة براقة ومقدسة. ولتبقى  كل الأعمال التي ترتكب في ظلها والمفتقرة لأية سمة من سمات الوطنية والإنسانية بمنأى عن أي انتقاد أو مناقشة, حتى ممن يحرصون فعلاً أن تكون هناك مقاومة وتحرير. ففي الوقت الذي أعلنت   أميركا  وعلى لسان رئيسها خطتها لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة قبل نهاية العام 2005, نرى أن صواريخ القسام الخلبية تقذف بتلك الدولة إلى المصير المجهول. في الوقت ذاته تدفع صواريخ حزب الله الإيرانية بلبنان إلى قلب عاصفة الصراع الإقليمي والدولي وهو البلد الوحيد في المنطقة العربية ذات سمة مسيحية بارزة  ونظام برلماني ديمقراطي, وبسبب هذه السمة المسيحية وما تعنيه من طريقة حياة خاصة وهذا النظام الديمقراطي في محيط إسلامي, ظل لبنان يعاني من عدم انسجام داخلي تدعمه وتغذيه وتفعله التأثيرات المحيطة كلما دعت الحاجة. وقد تجسد عدم الانسجام هذا بالنزاعات والحروب الأهلية والتجاذبات الإقليمية منذ تأسيسه وحتى اللحظة. وحين يدخل حزب الله براياته الصفراء وبكل ثقله العسكري والديموغرافي معادلة الصراع هذه في بلد لا يفتقر إلى الهزات, ومن خلف حزب الله إيران التي تدفع بلا حساب, والنظام في سورية الذي لا يتسامح قط مع من يقف ضد سياساته ومصالحه فيفتح الطريق واسعاً أمام إيران للعبور إلى لبنان بكل مايعنيه هذا العبور بالنسبة للطوائف اللبنانية المختلفة, فهل لنا أن نتخيل إلى أي شاطئ (إن كان له أن يرسو على شاطئ) سيقذف تسونامي حزب الله بلبنان?

والوضع في العراق ماثل مع كل إطلالة شمس لكل ذي بصر وبصيرة. وهو أقسى وأمر من كل وصف وتوصيف. فمشاهد القتل والتدمير, والقتل والتدمير المضاد والتي لم توفر أحداً أياً كان انتماؤه أو مواقفه, حتى باتت من الأحداث اليومية التي تدعو المراقب للعجب إن خلا يوم منها. كل هذا يجري مرة أخرى في ظل راية الجهاد المنصوبة كالفخ لكل من ساء حظه فقذف به ليمر بالقرب منها دون مزيد من التعليق.

لا أحد يتنكر لحق الشعوب في الدفاع عن نفسها ومصالحها بالطرق التي تراها مناسبة للظرف والمكان. ولكن لا نتوقع من أي عاقل يتمتع بحس المسؤولية الوطنية والإنسانية أن يصفق لأحزاب وتنظيمات تتسلح بدعم وقوى خارجية لتقتل شعوبها وتهدر مصالح الوطن وتدمر متعمدة أو تتسبب في تدمير كل ما تصل إليه يداها من بنية تحتية وإقتصاد يعتمد نموه بصورة تامة على حالة السلم التي يفترض أن تكون من بديهيات الحياة في أي مجتمع وعلى الاتفاق بين كل مكونات المجتمع إذا كان هذا المجتمع تعددياً. ومن النادر أن تجد اليوم مجتمعاً يتواصل مع العالم المتمدن ولا يتصف بالتعددية. إن تنظيمات وحركات متطرفة من أمثال الجماعات الإسلامية على اختلاف تسمياتها في العراق والجزائر ولبنان والسعودية ومصر واليمن والمغرب والأردن وفلسطين, وأماكن أخرى, هل قدمت في أوج نشاطها سوى القتل والتدمير لبلادها ولشعبها على السواء? وهل يتوقع لهذه الجماعات المتطرفة فيما لو قيض لها أن تحكم بلداً ما, أن تقدم لشعوبها سوى المثال السيء الصيت الذي قدمه الزرقاوي في دولة العراق الإسلامية أو طالبان في أفغانستان وإعادة الإنسان للعيش في بدايات العصور الوسطى? والسؤال الأهم هو: هل نعيش اليوم حالة انفلات من كل القيم والمبادئ الإنسانية التي تتباهى بها المجتمعات المتحضرة? أم أن قطع الرقاب وتفخيخ الأجساد وسوق العشرات وأحياناً المئات من الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلى حتفهم لمجرد أنهم بشر اختاروا أن يعيشوا حياتهم الطبيعية , هل يمكن أن تسمى تلك الجرائم مقاومة أو تحرير?

 تلك هي كذبة العصر الكبرى التي مازلنا نصر على تصديقها رغم كل ما يجري أمام عيوننا من مآسٍ وويلات تحت لافتاتها السوداء أو الصفراء أو أي لون آخر تختاره. حيث ستبقى ذات الرموز والدلالات المعبرة عن البؤس والشقاء والجهل والتأخر على كل صعيد. فهل لهذه الشعوب المقهورة المعذبة أن تستفيق من حالة التخدير للوعي والشعور وتسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية?

* كاتب عراقي - هولندا

 

جنبلاط يدق ناقوس الخطر

صلاح بدر الدين -السياسة

لا يمكن اعتبار ما أعلنه رئيس اللقاء الديموقراطي اللبناني السيد وليد جنبلاط في مؤتمره الصحافي قبل أيام حول مضي حزب الله قدما نحو استكمال بناء دويلته داخل الدولة من باب المنافسات الحزبية أو - الحرتقات -  الجانبية التي تحدث عادة في بلد مثل لبنان المعروف بتقاليده الديموقراطية, بل يجب التمعن طويلا في المغزى السياسي والميداني في خطوة حزب الله في الظروف اللبنانية المشخصة وأبعادها الاقليمية المتعلقة أساسا بتوجهات المحور الايراني - السوري, ومشروعه تجاه بلدان المنطقة وقضاياها الساخنة في أكثر من ساحة ولا شك أن المعلومات التي أفصح عنها الزعيم الوطني اللبناني والوثائق التي كشف عنها, وأبرزها لوسائل الاعلام كانت في منتهى الدقة والصراحة حول مسألتين الأولى قيام الحزب الذي يجسد الطائفية السياسية بامتياز بتركيب كاميرات لمراقبة المطار في حي الأوزاعي ذات الغالبية الشيعية الموالية للسيد حسن نصرالله والملاصقة لمطار بيروت - مطار رفيق الحريري -  وبتقنيات عالية من غير المستبعد أن تكون ذات صلة بمسلسل الاغيالات السياسية التي تقف من ورائها أجهزة النظام السوري وحلفائها اللبنانيين وخاصة حزب الله ولغايات مرتبطة بصراع القوى في لبنان وخدمة أجندة المعارضة المتمردة على الشرعية البرلمانية المنتخبة والحكومة المنبثقة عنها والثانية قيام الحزب نفسه وبدعم مادي وتقني ايراني تركب شبكة اتصالات خاصة به في مختلف المناطق اللبنانية بدءاً من بيروت مرورا بالجنوب وانتهاء بعكار والبقاع, وصولاً الى الأراضي السورية بحجة حماية المقاومة ( مقاومة من بعد الخروج الاسرائيلي من كافة المناطق) ان صدقية المعلومات المقرونة بالدلائل الموثقة قد هزت الرأي العام اللبناني وأحدثت حالة من الذهول لدى الأوساط الاقليمية والدولية المتابعة للوضع في الشرق الأوسط المتوتر بالأساس, وقد كان من نتائجها السريعة والمباشرة ما تمخضت عنها قرارات اجتماع الحكومة اللبنانية الذي كان أطول جلسة في تاريخ حكومات لبنان, حيث دام احدى عشرة ساعة حول اعتبار تصرفات حزب الله ضد السيادة والدستور والشرعية وملاحقة المتورطين حزباً كان أم أفرادا أو مجموعات واقالة مدير أمن المطار المحسوب على حزب الله والمتواطىء معه وادانة التورط الايراني ورفع ملف خاص حول تفاصيل الموضوع بما فيها شكوى ضد نظام جمهورية ايران الاسلامية الى جامعة الدول العربية, التي ترعى الحوار الداخلي صاحبة المبادرة العربية في تطبيع الوضع بانتخاب الرئيس التوافقي واعادة الروح الى المؤسسات الشرعية  كما أن قوى الرابع عشر من مارس وبعد اجتماعها الطارىء أدانت تصرفات حزب الله والتواطىء الايراني ودعت الدول العربية الى انقاذ لبنان من المخاطر المحدقة وفي المقدمة محاولات ضمه الى نظام ولاية الفقيه .

  ابتليت شعوب منطقتنا منذ ظهور وتمدد الأصولية بجناحيها القوموي البعثي والديني - المذهبي ابتداء من ستينات القرن الماضي عندما سيطر الأول على مقاليد السلطة في عدد من البلدان وجنح الثاني نحو حمل السلاح واعلان الجهاد وممارسة الارهاب تجاه الآخر المختلف, بل وتكفيره الى أن جاء وقت بعد ثورة الخميني وازدهار ظاهرة المجاهدين تحت عباء الامبريالية والغرب في نشأتها الأولى بزعامة أسامة بن لادن انفرطت فيه  التحالفات السابقة لتحل محلها نوع آخر من الاصطفاف سمته البارزة التقارب السياسي المصلحي بين الجناحين ليشكلا معا محور " الممانعة " الذي وبالرغم من اختلاف الجذور والمنابع والمنطلقات وفي أحيان كثيرة الأهداف بين المكونين المتلاحمين في المرحلة الراهنة فهناك ما يوحدهما ويجمعهما وهو ثقافة التضليل والغدر في العلاقة مع الآخر لايهم من يكون قريباً أو بعيداً صديقاً أو عدوا شعباً أو فرداً وفي جميع المستويات أو ما يوصف بنهج - الباطنية السياسية - الذي يحمل منظومة من قواعد السلوك لايمكن لها البقاء والعيش الا في بيئة الفردية المطلقة حاكما عسكريا شموليا أو أميرا دينيا وليا كلاهما يتمتعان بالتخويل واحد من الأرض وآخر من السماء فالأصولي العلماني الحاكم في حالة حزب البعث عندما تسلط على مقاليد الحكم في سورية والعراق اعتبر أن ثورة الجماهير الشعبية أنجبته وولته كقائد الضرورة للانفراد بتسيير الدولة والمجتمع وهو في الحالة هذه سيفعل أي شيء من أجل قضية الشعب لن يردعه قانون أو مبدأ أو أخلاق في سلوكه وتعامله مع الآخرين حسب المبدأ الميكيافيلي : الغاية تبرر الواسطة ولايهم أن ضلل أو أخفى الحقيقة عن الشعب أو الدول أو هيئة الأمم المتحدة أما الأصولي الاسلامي حاكماً كان أو محكوماً فانطلاقاً من كونه ظل الله على الأرض ووكيل شريعته وحافظ سره وماسكاً بكل مفاصل الحقيقة له أن يفعل مايشاء تجاه الآخر القومي أو الديني أو المذهبي الداخلي والخارجي, فبما أنه على حق والآخر على باطل لذلك يجوز أن يقتل وينهب ويكذب ويماطل ويفجر ويفخخ ومن ثم يناور .

   نعم هذه الثقافة - الظاهرة الغريبة منتشرة في معظم بلدان المنطقة في مواجهة ثقافة المجتمعات الأصيلة والنقية ومشاريعها النهضوية من أجل التغيير الديموقراطي وبناء دول المؤسسات والقانون والتوافق الاجتماعي وحل المسألتين الوطنية بما هي قضية الحرية والتقدم والتنمية والقومية بما هي قضية رفع الاضطهاد والغبن عن كاهل الشعوب المحرومة من حقوقها مثل الشعب الكردي والتسليم بحقوقها المشروعة حسب ارادتها الحرة تلك المشاريع المعبرة عن مطامح وآمال ومصالح الغالبية الشعبية والمتوافقة مع منطق العصر ومتطلبات شروط المستقبل الزاهر ففي سورية دأب النظام على اطلاق الوعود للاصلاح والحريات والعمل بعكسها وشن حملات الاعتقال ضد معارضيه ونفيها ورفع الشعارات القومية المزايدة حول الجولان وفلسطين وممارسة ما يناقضها واعلان الالتزام بالعمل العربي المشترك والانخراط في المشروع الايراني التوسعي ضد المصالح العربية أما نظام ولاية الفقيه في ايران فحدث ولا حرج حيث ضرب رقما قياسيا في اخفاء الحقائق والتضليل تجاه شعوب ايران والمجتمع الدولي والنهج الباطني في ممارساته اليومية تماما مثل المنظمات الاصولية الاسلامية السنية والشيعية المنتشرة في العراق ولبنان وفلسطين والتي الى جانب سلوكها التضليلي وخططها  الخفية تمارس العنف والارهاب في سبيل تنفيذ أجندتها وفرض آيديولوجيتها لعجزها عن تحقيق أهدافها عبر الوسائل المشروعة والاقناع والمنافسة السلمية, وهذا ما يظهر بشكل أوضح في طبيعة وتصرفات حزب الله الذي يتزعم ما يسمى بالمعارضة والتي كشفت عنها القوى الديموقراطية في لبنان ممثلة ببيان قوى »الرابع عشر من آذار« والحكومة الشرعية .

   لقد دق السيد جنبلاط ناقوس الخطر المحدق أولاً بلبنان وبكل بلدان المنطقة وشعوبها وقواها الديموقراطية الأصيلة التي عليها الاصطفاف في جبهة واسعة لتدارك المخاطر ووضع حد لانتشار الثقافة الأصولية المهددة للأوطان والشعوب والعمل الموحد في سبيل تحقيق المشروع الوطني الديموقراطي الكفيل بحل الأزمات, واعادة الأمور الى نصابها وتوفير الأمن المجتمعي والوحدة الوطنية والعدل والمساواة.

* كاتب كردي

 

 نصر الله يعلن الحرب

درويش محمى-السياسة

انها طبول الحرب تسمع مجدداً في بيروت, تقرع هذه المرة لحرب ضارية في داخل لبنان وبين ابنائه, حرب ابطالها وضحاياها من اهل لبنان دون غيرهم, حرب جديدة لحسن نصر الله اعلن عنها بنفسه وبدم بارد من على شاشات التلفاز عصر يوم البارحة, تحت مسمى المرحلة الجديدة, مرحلة تتجاوز الانقلاب السياسي والاقتصادي على الدولة اللبنانية وحكومتها الشرعية, مرحلة جديدة الحكم فيها سيكون لفوهة الرشاش والصاروخ, مرحلة عنوانها العمل الحربي ومشاهد القتل والتدمير . اعلان اسرائيل عبر الوسيط التركي عن امكانية خروجها الكامل من الجولان ضمن صفقة شاملة مع النظام السوري, بالاضافة الى مقتل عماد مغنية الغامض في دمشق, لا شك انها تطورات هامة دفعت بحزب الله وامينه العام في التعجيل باتخاذ قرار اعلان الحرب الاهلية في لبنان, في خطوة لحسم الموقف في الداخل اللبناني لصالحه والخشية من خسارة الحليفة سورية, والسيد نصر الله كان محقاً في تكرار طلبه من الجمهور العربي والاسلامي لتفهم موقفه, فمواقف السيد التي ظهرت بوضوح في خطابه الاخير, خطيرة جداً, وهي تهدف للسيطرة على لبنان, كل لبنان, واستخدام السلاح " المقاوم" الذي وعد مراراً وتكراراً بعدم استخدامه ضد اللبنانيين .

اصرار نصر الله على احتلال مطار بيروت قلب لبنان احد اهم مظاهر السيادة اللبنانية, وتهديده بقطع ايدي خصومه من اللبنانيين, ووصفه لزعماء لبنان بالكذب واللصوصية والعمالة لاسرائيل واميركا, مواقف اعلنها نصر على العلن في خطابه يوم امس, كانت كافية لتأجيج الفتنة الطائفية في لبنان, والبدء في مواجهات عسكرية حقيقية في مناطق عدة من بيروت العاصمة, عقب انتهاء خطاب السيد نصر الله مباشرة .

الحرب الاهلية اللبنانية قادمة لامحالة, بل هي بدأت بالفعل في بيروت وقريباً ستمتد الى كامل لبنان, حرب لا يمكن تجنبها الابحدوث معجزة, فكل من استمع الى الخطاب الحربي لنصر الله, يدرك خطورة الوضع والنية المبيتة لدى السيد وحلفائه, بالعمل على دفع الوطن اللبناني الى الهاوية والخراب, والنتائج ستكون وخيمة وقاسية على لبنان, واولى تلك النتائج كان سقوط القناع الذي استخدمه امين حزب الله لاعوام طويلة, وظهوره بوجهه الحقيقي للمرة الاولى, والنية القديمة الجديدة بتحويل لبنان الى جبهة ايرانية متقدمة للحرس الثوري الايراني, ولا اعتقد ان السيد سيتراجع عن وعده الصادق بتحويل لبنان الى "خرابة", مهما بلغت تنازلات الحكومة اللبنانية, فالسيد حسن نصر الله هو سيد حرب لا سيد سلام ياسادة ياكرام  .

* كاتب سوري

 

من البصرة حتى بيروت... نيران إيران المقدسة

داود البصري -السياسة

المشهد السياسي الساخن وتصاعد نيران الفتنة الطائفية والسياسية في الساحة اللبنانية والتي يقف خلفها بشكل واضح النظام الارهابي في ايران من خلال عملائه المعروفين وهم (حزب الله) وشركاه في التخندق الطائفي المريض والمشبوه, ليس سوى جانب واحد من الصورة التصعيدية الخطيرة التي سيلجأ لها النظام الايراني ضمن ترتيباته المعروفة لتخريب المنطقة, ولنقل الحرب لدول الجوار ولاشاعة الفوضى الشاملة في الاقليم تحقيقا لاهداف مصلحية بحتة تتعلق بأحلام الهيمنة والتسلط وبلوغ الحلم النووي, لذلك كان التصريح الميتافيزيقي الاخير لرئيس النظام احمدي نجاد الذي اعتبر ان (المهدي المنتظر) هو الذي يحكم ايران ويدير العالم, ولا ادري ان كان ذلك المهدي هو المرشد الايراني الخراساني الاعلى اية الله علي خامنئي ام شخص اخر? بالتاكيد انه ليس محمد بن الحسن العسكري المأثور والمعروف في الروايات الشيعية »الاثنا عشرية« فالمواصفات والشروط التي يتحدث عنها نجاد لا علاقة حقيقية لها بالفكر الامامي المعروف...! وبعيدا عن تلك الامور الفقهية والعقائدية التي نرى انفسنا غير مؤهلين لمناقشتها بكل تاكيد ولا تعنينا ايضا من قريب اول بعيد فان هلوسة نظام طهران قد اكتسبت اليوم طابعا خطيرا مع الاصرار على ممارسة التصعيد واستعراض القوى وتنشيط الخلايا السرية النائمة والكامنة في عمق النسيج المجتمعي لشعوب المنطقة, وما يفعله النظام اليوم في لبنان هو واحد من اشد المشاريع العدوانية بشاعة من خلال التحريض العلني والواضح عبر الدعم اللوجيستي للعصابات الايرانية العاملة تحت واجهة حزب الله وطوابير العملاء المرتبطين به لاعادة فصول الحرب الاهلية ولكن وفق آليات واصطفافات طائفية وسياسية جديدة ستحول لبنان الجميل لقطعة من الجحيم وستسعر نيران الفرس المقدسة لتلتهم الاخضر واليابس, فبعد الحريق العراقي الكبير والذي استفاد منه النظام الايراني استفادة جمة من الناحية الستراتيجية الصرفة يراد للبنان ان تكون الهدف المفضل لابعاد الحساب الدولي عن ممارسات حكام طهران.

 المعلومات المترشحة من مصادر امنية وسياسية تؤكد ان الجولة الايرانية الساخنة القادمة ستكون في مدينة البصرة العراقية من خلال الاستعدادات التي يتهيأ لها اتباع مقتدى الصدر بدعم لوجيستي وتسليحي واستخباري ايراني من مكتب (اهل البي) الاستخباري وبتنفيذ ميداني من (قراركاه قدس) او فيلق القدس المكلف بشؤون العراق ومنطقة الخليج العربي بتفجير الاوضاع من جديد في البصرة وتخفيف الضغط على قوات جيش المهدي في بغداد والمدن العراقية الاخرى وتشتيت الجهد العسكري الاميركي عبر اشعال معارك وساحات وجبهات عدة في وقت واحد , ومعركة بيروت لن تختلف عن معركة البصرة المقبلة والمتجددة فجميعها تصب في اطار التآمر الايراني الواضح على امن ومستقبل شعوب المنطقة ولو عبر احلام الهلوسة المهدوية من وجهة النظر الايرانية المريضة والمعبئة بكل صيغ الدجل التاريخية .. ومسلسل الحرائق الايرانية لن يتوقف عند حدود البصرة وبيروت ففي دولة الكويت تتجمع نذر وغمامات سوداء فتصدير الارهاب هو في البداية والنهاية فريضة ايرانية محكمة وسنة ايرانية مقدسة لا بديل عنها لانها تمثل كل فكر وحصيلة نظام لا يعيش الا على الارهاب ولا يجد نفسه الا وسط جحافل الارهابيين , وقد ان الاوان لنيران العدوان الايرانية المقدسة ان تخمد....!.                        

* كاتب عراقي