المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 16 أيار/ 2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .7-1:14

لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم. إنَّكم تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضاً. في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقاماً؟ وإِذا ذَهَبتُ وأَعددتُ لَكُم مُقاماً أَرجعُ فآخُذُكم إِلَيَّ لِتَكونوا أَنتُم أَيضاً حَيثُ أَنا أَكون. أَنتُم تَعرِفونَ الطَّريقَ إِلى حَيثُ أَنا ذاهِب». قالَ له توما: «يا ربّ، إِنَّنا لا نَعرِفُ إِلى أَينَ تَذهَب، فكَيفَ نَعرِفُ الطَّريق؟» قالَ له يسوع: «أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي. فلَو كُنتُم تَعرِفوني لَعَرفتُم أَبي أَيضاً. مُنذُ الآنَ تَعرِفونَه وقَد رأَيتُموه».

 

بنود وثيقة الوفد العربي الستة للحل

المركزية - بعد يومين على جولة اللجنة الوزارية العربية على القيادات اللبنانية لحل الازمة اللبنانية، وبعد تأخر المؤتمر الصحافي الذي كان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني سيعقده الثالثة والنصف الى الخامسة والنصف بعد ظهر اليوم في فندق فينيسيا لاعلان نقاط التفاهم بين الافرقاء، تنشر "المركزية" النص الحرفي للاتفاق كالآتي:

تنفيذا لقرار مجلس وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية في 11/5/2008 بشأن احتواء الازمة اللبنانية قامت اللجنة الوزارية بالتوجه الى بيروت في الفترة من 14 الى 15/5/2008، ولقاء القيادات اللبنانية لمناقشة الوضع في لبنان والاتفاق على التنفيذ العاجل للمبادرة العربية والاحاطة بالوضع الخطير الذي يهدد البلاد، وفي ضوء المشاورات التي اجرتها اللجنة، وانطلاقا من مبادئ الدستور اللبناني واتفاق الطائف، تم الاتفاق على ما يأتي:

1 - عودة الامور الى ما كانت عليه قبل الاحداث الاخيرة في 5/5/2008:

- الترحيب في هذا الاطار بقرار الحكومة الاستجابة لاقتراح قيادة الجيش بشأن القرارين المتعلقين بجهاز امن المطار وشبكة الاتصالات التابعة لحزب الله.

- الانهاء الفوري للمظاهر المسلحة بكافة صورها والسحب الكامل للمسلحين من الشوارع وفتح الطرقات والمنافذ البرية وكذلك مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت.

- عودة الحياة الطبيعية وتولي الجيش مسؤولية الحفاظ على الامن والسلم الاهلي وتأمين عمل المؤسسات العامة والخاصة.

2 - الموافقة على استئناف الحوار الوطني على مستوى القيادات والعمل على بناء الثقة بين الافرقاء، وذلك وفق جدول الاعمال الآتي:

- حكومة الوحدة الوطنية.

- قانون الانتخابات الجديد.

على ان يتوج الاتفاق بانهاء الاعتصام في وسط بيروت عشية انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

3 - اطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة اراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطنين. ويطلق هذا الحوار في الدوحة ويستكمل برئاسة رئيس الجمهورية فور انتخابه، بمشاركة الجامعة العربية.

4 - تتعهد الاطراف بالامتناع عن او العودة الى استخدام السلاح او العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية.

5 - يبدأ الحوار فور صدور هذا الاعلان وتنفيذ البند الاول وذلك في الدوحة، بتاريخ الجمعة 16/5/2008 برعاية الجامعة العربية، على ان يستمر بشكل متواصل ومكثف حتى الوصول الى اتفاق.

6 - تلتزم القيادات السياسية بوقف استخدام لغة التخوين او التحريض السياسي والمذهبي على الفور.

 

مطار بيروت يستعيد حركته وسط توقعات بإنهاء عصيان المعارضة

 بيروت - وكالات

بعد توقف دام أسبوعاً، أعلنت شركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية الخميس 15-5-2008، استئناف الرحلات التجارية إلى مطار بيروت، ستكون أولاها طائرة قادمة من باريس، ستصل نحو الساعة 19.00 (16.00 بتوقيت غرينتش). وقالت الشركة إنها ستعلن "في وقت لاحق، مواعيد اقلاع ووصول طائرات اخرى الى ابوظبي ودبي والرياض والقاهرة وعمان". يأتي ذلك فيما لمّح نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن "الأمور ستعود إلى طبيعتها"، في أعقاب تراجع الحكومة عن القرارين الذين تسببا باندلاع الاشتباكات المسلحة. وجاءت تصريحات قسم عقب لقاء عقده الخميس 15-5-2008، مع وفد الجامعة العربية، الذي يحاول التوصل إلى تسوية لأسوأ أزمة يتعرض لها لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية. وقال نائب الامين العام لحزب الله إن عودة الحكومة اللبنانية عن قراريها الخلافيين

شكل المدخل الطبيعي لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل نشوب الأحداث الأخيرة، مؤكداً رغبة الحزب بالعودة إلى تسوية على أساس لا غالب ولا مغلوب، والتعاون مع الأحزاب الأخرى كي لا يستأثر أحد بالحكم. ويُنتظر أن تعلن اللجنة الوزارية العربية عن اتفاق على إنهاء العصيان المدني للمعارضة تمهيدا لاستئناف الحوار بين الأطراف اللبنانيين في الدوحة على الأرجح، اثر تراجع الحكومة اللبنانية عن القرارين الخلافيين مع حزب الله، في حين طالبت قوى الأكثرية النيابية بتوفير حماية عربية لأمن بيروت بحسبما ما ذكرت صحيفة "المستقبل" اللبنانية.

من جانب آخر، اصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا الخميس نفت فيه معلومات عن استقالة ضباط سنة. وجاء في البيان أن "قيادة الجيش, اذ تؤكد على تماسك المؤسسة العسكرية ووحدتها, تنفي جملة وتفصيلا المزاعم المتعلقة باستقالة بعض الضباط, وتهيب بوسائل الاعلام كافة عدم التطرق الى امور تتعلق بالشأن الداخلي للجيش وعدم نشر مثل هذه الاخبار من دون العودة الى مصادرها المأذونة". وكانت بعض محطات التلفزة ومواقع الكترونية اشارت الى استقالة 12 ضابطا او اكثر غالبيتهم من السنة, وقدم الخبر على ان الاستقالة جاءت احتجاجا على عدم تحرك الجيش لمنع سيطرة حزب الله على غرب بيروت. وتوقعت الصحف اللبنانية الصادرة الخميس أن تتوصل اللجنة الوزارية العربية الى اعلان حل مرحلي لفتح المطار والطرقات بانتظار حوار بين الاطراف اللبنانيين قد يعقد على الارجح في قطر.

 

حركة الملاحة استؤنفت في مطار رفيق الحريري الدولي

وطنية-15/5/2008(متفرقات) استؤنفت حركة الملاحة في مطار رفيق الحريري الدولي عصر اليوم فور اعلان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني نص الاتفاق بين القيادات اللبنانية, علما أن المطار لم يكن مقفلا بل الطرق المؤدية اليه كانت مقفلة. وما إن تلا الشيخ حمد البيان حتى بدأت الشاحنات والجرافات بازالة الركام والسواتر الترابية عن الاوتوستراد وتنظيف الطريق بالمياه. وحطت أول طائرة على ارض المطار آتية من لارنكا وهي تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط وأعقبتها طائرة أخرى للشركة نفسها آتية من باريس. وأقلعت مساء طائرة تابعة للميدل إيست الى لارنكا على أن تصل لاحقا أول طائرة من دبي .

وقد اشرف المدير العام لشركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت على الترتيبات المتعلقة بحركة الطيران في المطار , كما اشرف رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير على التدابير الامنية وأوضح مدير عام الطيران المدني حمدي شوق إنه تم إبلاغ جميع الشركات العربية والاجنبية وتقرر أن تستأنف رحلاتها اعتبارا من يوم غد. وكانت الاتصالات الهاتفية إنهالت على المطار لمعرفة مواعيد الرحلات وتثبيت الحجوزات. وأعرب الركاب عن فرحتهم بعودة الحركة الى المطار. وينتظر أن تتفعل حركة الموظفين والعمال يوم غد اضافة الى حركة الجيش ورجال الامن العام والجمارك الذين سيقومون بالمهام الموكولة اليهم .

 

الاسمر اعلن استئناف العمل في مرفأ بيروت صباح غد

وطنية - 15/5/2008 (متفرقات) اعلن رئيس نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت الدكتور بشارة الاسمر انه بعد مشاورات اجراها مع رئيس مجلس ادارة واستثمار المرفأ المدير العام حسن قريطم ورئيس الغرفة الدولية للملاحة في بيروت ايلي زخور، تقرر استئناف العمل في مرفأ بيروت اعتبارا من صباح غد الجمعة.

 

جعجع استقبل القائمة باعمال السفارة الاميركية

وطنية 15/5/2008(سياسة) تابع رئيس الهيئة التنفيذية لقاءاته واستقبل مساء اليوم القائمة بالاعمال في السفارة الاميركية ميشال سيسون. واستمر اللقاء قرابة 90 دقيقة بحثا خلاله اخر المستجدات على الساحة اللبنانية.

 

الرئيس الجميل: إن لم نبحث في السلاح وعلاقة "حزب الله" مع الدولة نكون راوحنا مكاننا ولم نتوصل إلى شيء

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، مساء اليوم، "أن المدخل إلى أي حل هو التفاهم على معنى كلمة سيادة، وضمانة عدم توجيه "حزب الله" سلاحه إلى الداخل"، مجددا مطالبته ب"تطمينات بنيوية لا طوباوية". وجدد ترحيبه بالمبادرة العربية وبجهود رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قائلا: "مشكور الشيخ بن جاسم على الأفكار التي قدمها ويمكن بناء الحل عليها. إننا نحمل بعض الملاحظات، وسنشارك في المؤتمر ونقدم مداخلة حول بعض الأمور"؟ وقال: "ما حصل خطير جدا من حيث السيادة وسلاح "حزب الله". كل الأمور التي وردت في البنود متكاملة منذ البداية. إذ نريد انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وطنية وقانون انتخابي على أساس القضاء يحقق التمثيل الصحيح لكل اللبنانيين. البنود الواردة مطلبنا منذ البداية، ويجب استخلاص العبر من الحوادث الأخيرة لئلا تتكرر". أضاف: "عندما يتحدث البند الثاني عن اعادة بناء الثقة بين اللبنانيين يعني أن هذا الموضوع مرتبط ببسط سيادة الدولة، وهذا جزء لا يتجزأ من الحل. فإن لم يتم البحث في موضوع السلاح وعلاقة "حزب الله" مع الدولة وسيادتها وسلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، نكون قد راوحنا مكاننا ولم نتوصل إلى اي شيء".

 

طيران الشرق الاوسط عاود جدول رحلاته كالمعتاد

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط الخطوط الجوية اللبنانية في بيان عن "إقلاع طائراتها المتوجهة إلى بيروت من المحطات التالية: دبي، وأبو ظبي، والرياض، وجدة، وعمان، والقاهرة ولارنكا، في الحادية عشرة مساء اليوم الخميس، وفقا للتوقيت المحلي لكل بلد. كما تعلن قيام رحلتها المتوجهة من بيروت الى لارنكا في الثامنة والنصف مساء". كما أعلنت معاودة جدول رحلاتها كالمعتاد، ابتداء من منتصف ليل الخميس - الجمعة في 15 و16 أيار، وفتح كل مكاتب المبيعات في لبنان والخارج أيام الجمعة، والسبت والأحد لخدمة المسافرين

 

التقدمي الاشتراكي: قدرة اللبنانيين على طي صفحة الجراح العميقة والآلام من شأنها تأسيس مرحلة جديدة والعودة الى الدستور وضمان الحقوق بالتساوي

النكبة الحقيقية لبيروت وكل لبنان هي عودة الاقتتال الداخلي العبثي

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) اصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بيانا اليوم في ذكرى نكبة فلسطين ال60 جاء فيه: "يتأكد مرة جديدة ان الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي هو أساس المشكلة في المنطقة وانه لا بد من إعادة تركيز الجهود السياسية بهدف حل هذه القضية وفق مبادرة السلام العربية وبناء دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين، وأي حل خارج هذه الأسس لن يؤدي إلا الى توليد المزيد من التطرف والمشاكل والاحتقان. لقد آن الأوان للشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم أن ينال دولته التي يستطيع من خلالها تحقيق أحلامه التاريخية لوطن يليق به ويتناسب مع مطالبه المحقة التي لطالما تمت استباحتها من قبل الاحتلال الاسرائيلي". اضاف: "في ذكرى نكبة فلسطين نرى بيروت التي قاومت الاحتلال الاسرائيلي سنة 1982 ورفعت عنها الحصار الظالم وقد مرت بنكبة لا طائلة منها، ونرى الجبل المناضل الذي أمن طريق الامداد للمقاومة وقدم لها الحماية والدعم السياسي واللوجستي والمعنوي وكان موقعا متقدما لجميع الوطنيين الأحرار في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وقد التحم بالضاحية والاقليم وبيروت وكل المناطق اللبنانية التي وقفت صفا واحدا ضد اسرائيل.

إن النكبة الحقيقية لبيروت والجبل والاقليم والشمال والبقاع وكل لبنان هي في العودة للاقتتال الداخلي العبثي الذي لا طائلة منه والذي دلت كل التجارب التاريخية استحالة نجاح محاولة انقضاض فريق على آخر، وهو ما يستدعي استخلاص الدروس والعبر بأقل الأثمان والأكلاف وعدم جر البلاد الى الحرب الأهلية العبثية مرة جديدة". واكد "ان قدرة اللبنانيين على طي الصفحة بالرغم من الخسائر البالغة والجراح العميقة والآلام، هذه القدرة من شأنها التأسيس لمرحلة جديدة عنوانها العودة الى المؤسسات والدستور بما يضمن حقوق جميع الأطراف بالتساوي بعيدا عن استخدام العنف الذي لا يمكن له أن يغير في المعادلات السياسية القائمة عبر محاولة فرض التغيير بالقوة". وختم: "ان الحزب التقدمي الاشتراكي، يجدد انحيازه التام الى القضية الفلسطينية في ذكرى النكبة الأليمة، يؤكد أهمية الافادة من دروس التاريخ في فلسطين ولبنان وفي كل مكان".

 

وفد من اتحاد الرابطات المسيحية زار العماد سليمان: الجيش مؤسسة وطنية جامعة يجب الابتعاد عن أي تشكيك به

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) أعلن اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية في بيان، "ان وفدا من الاتحاد برئاسة الدكتور جوزف طربيه زار قائد الجيش العماد ميشال سليمان قبل ظهر اليوم في مكتبه في وزارة الدفاع - اليرزة، وتم البحث في الأوضاع المستجدة في البلاد والدور الذي قام به الجيش في معالجة التداعيات التي أدت اليها أحداث الأيام الأخيرة". وأشار الاتحاد الى "ان قائد الجيش أكد للوفد تماسك المؤسسة الوطنية الجامعة بالرغم من الانقسامات العميقة التي يعيشها الوطن. وكانت وجهات النظر متطابقة بين قائد الجيش وأعضاء الوفد في وجوب عودة العملية السياسية الى الواجهة التي وحدها تؤمن التوافق الوطني الذي هو الأساس لكل أمن"، مثمنا "دور الجيش باعتباره المؤسسة الوطنية الجامعة التي يعلق عليها اللبنانيون أكبر الآمال في الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره، وأكدوا على ضرورة الابتعاد عن أي تشكيك فيه لا سيما انه استطاع بإمكاناته الحالية قياسا للتحديات الجسام التي واجهته، من حصر انعكاسات هذه الأحداث وتطويق الفتنة التي أريد لها أن تقضي على الوطن والمواطن". وضم الوفد الى طربيه: رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، رئيس الرابطة الارثوذكسية نقولا غلام، نائب رئيس الرابطة المارونية السفير عبد الله بو حبيب وأمينها العام السفير سمير حبيقة وعضو مجلسها التنفيذي انطوان بستاني.

 

النائب عون التقى سيسون

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في الرابية، القائمة بالأعمال الاميركية ميشيل سيسون مدى 45 دقيقة، ولم تشأ الادلاء بأي تصرح.

 

حزب الله: حشاشون.. إنكشاريون.. وخمير حمر!

محمد حسن علوان

سيمر زمن طويل قبل أن يستطيع حزب الله ترميم سمعته التي تلطخت بدماء البيروتيين. سمعته التي حازها منذ عقود بوصفه (رمز المقاومة)، و(حامي الجنوب)، وغيرها من الألقاب التي طالما أخفى حزب الله وراءها خريطة أهدافه السلطوية، وأطماعه الطائفية. هذا السلوك اللاوطني الهمجي الذي ارتكبه مقاتلو حزب الله يؤكد أن الملتاثين بشهوة الحرب لا يمكنهم العودة إلى مربع الحضارة بسهولة. وكل طلقة مدفع، أياً كانت وجهتها، تمسح حرفاً من أبجديتهم المدنية، حتى إذا طال بهم الولوغ في الحروب عادوا أمّيين تماماً، لا يعرفون إلا لغة العنف، ومنطق التسلط.

سيمر زمن طويل أيضاً قبل أن يستطيع هذا الحزب الأمّي تعويض نقصه الحضاري، وقدرته على التعايش الإنساني مرة أخرى بسلام، ونسيان لغة الحرب وطبولها التي تقرع في رؤوسهم أعلى من أصوات السلام والوطنية والدبلوماسية والديموقراطية والإنسانية والتعددية والعدل وكل القيم الكبرى. إذا تعوّدت اليد على الأخذ بالقوة استمرأت ذلك. وإذا تضخمت الذات الحربية فلا يمكن أن تمارس سلوكاً غير الانتزاع والتهديد، وإن بررت ذلك بكليشيهات مضللة مثل: القوة في الحق، والتاريخ يحترم الأقوياء... إلخ. كل هذه أهازيج تطلقها سكرة القوة، وطيش الجبروت الفوضوي. لاحظوا حتى المفردات التي استخدمها البطل (المزدوج) حسن نصر الله: (قطع الأيادي!) واستنتجوا العقلية الحضارية التي يمكن أن يراهن عليها من شخص يتحدث هذه اللغة، ثم يزعم أنه يلعب دوراً (وطنياًً) من أجل لبنان، ويا لها من وطنية!

آثار الحروب المادية تزول وتعوَّض، ولكن آثارها الحضارية السيئة تلازم المنتصر والمهزوم معاً، فتبتلي الأول بمتلازمة التسلط الدائم، وتبتلي الثاني بمتلازمة التحرز الدائم أيضاً، إلا ما رحم الله من الأمم، ولا يبدو حزب الله من المرحومين. الذين يرضعون ثدي الحرب مرة لا يعود إليهم رشدهم بسهولة. الحرب ممحاة هائلة للأخلاق الإنسانية، سرطان حضاري فظيع يفتك بالأمم والجماعات، وتتوارثه جينياً وتاريخياً أجيالٌ بعده. تشي غيفارا وفيدل كاسترو كانا شريكين في النضال، والمثل العليا، والثورة. وربما كان من حسن حظ غيفارا أنه مات مبكراً بسمعة ثورية جيدة (إذا غفرنا له جدلاً أنهار الدم التي أراقها، وهل يُغفر الدم المراق؟)، أما فيدل كاسترو فقد طال به الأمد حتى اكتملت ذاته الثورية، فتحول إلى دكتاتور ذميم يحكم شعبه بالحديد والنار، ويحرّم عليهم حتى حق الإقامة في فندق، أو ترك البلاد، أو شراء سيارة، أو تلفزيون. فأي أخلاق ثورية هذه؟!

ينام حسن نصر الله في مخبأ من مخابئه دون أن يفكر في حياة 36 إنساناً لبنانياً أزهقها في يومين! (حتى تاريخ كتابة هذا المقال!). بالطبع سينام قرير العين، ما دام تحت عمامته تبريرات آيديولجية جاهزة تكفيه الشعور بالذنب والمسؤولية، ومادام ضميره محشواً بتراتيل ميثولوجية كلها تخبره بأنه بطل ومجاهد، وأن الله ورسوله راضيان عما يفعله، وكذلك الخميني الذي زيّنت صورته القاعة بينما هو يتحدث عن (الوطنية!). 36 إنساناً بكل قصصهم وأحلامهم وطموحاتهم وأطفالهم وأحبابهم لم يفكر السيد (حسن نصر الله) في أنه نقلهم من ظاهر الأرض إلى باطنها من أجل مشروعه السلطوي، ولربما كان كل ما يعنيه له الأمر: 36 رصاصة نقصت من ذخيرة جيشه.

مشروع (حزب الله) ليس جديداً على التاريخ، ولطالما رأينا في طيّاته كيف تتحول الطائفة إلى عصابة، والحامي إلى حرامي، والصديق إلى عدو. (حزب الله) تكرارٌ متوقع لهذا الفيلم التاريخي الذي طالما عرضته علينا الحياة. ما الفرق بين ما فعله حزب الله في بيروت الأسبوع الماضي وما فعله (الحشاشون) في إيران في القرن الثاني عشر؟ كلاهما تثكّن في عزله، وتسّلح بحجة الدفاع عن مذهبه وأرضه، وربّى آيديولوجيته على مهل، وغرسها في صدور أتباعه بإتقان، ثم انطلق في نزعة همجية لاغتيال من يخالفه النهج، ويقاسمه الوطن.

ما الفرق بين حزب الله الأسبوع الماضي في بيروت وما فعله (الإنكشاريون) في القرن السابع عشر؟ عندما كرّمتهم الدولة العثمانية بوصفهم درعاً في وجه الأعداء، فصاروا هم الأعداء بعد أن تضخمت ذواتهم جراء انتصاراتهم المتوالية مثلما تضخمت ذوات حزب الله بعد انتصاراتهم (غير المتوالية!)، وصار كل منهما يطالب بالسلطة، (لأن السلطة دائماً هي الخطوة التالية في أجندة أي محارب مهووس). ومثلما انطلق الإنكشاريون في شوارع أسطنبول يشعلون النار في المباني، ويهاجمون المنازل، ويحطمون المحلات، انطلق حزب الله ليكرر الفعلة نفسها في بيروت، من أجل الهدف نفسه، وكأنهم ينسخون نسخاً من كتاب التاريخ، دون أن يهملوا حرفاً واحداً! ما الفرق بين ما فعله حزب الله وما فعلته الميليشيات الأفغانية بعد خروج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان؟ في تلك الليلة نفسها التي تحولت تلك الميليشيات من أبطال وطنيين إلى ثلة من تجار المخدرات والإرهابيين. وتضخمت النزعة الحربية/التسلطية لدى كل منهم حتى وجهوا أسلحتهم إلى بعضهم، وسقط عشرات الآلاف من الأفغان بأيدي الأفغان أنفسهم، تماماً مثلما سقط اللبنانيون قتلى في الأسبوع الماضي، بأيدٍ لبنانية، وإن بأسلحة (غير لبنانية) بالطبع! هذه هي ثقافة لوردات الحروب، في كل بلد وتحت أي لواء، مجموعة من اللاهثين وراء السلطة، بغض النظر عن هوية من يقتلون.

ما الفرق بين ما فعله حزب الله الأسبوع الماضي وبين الخمير الحمر في كمبوديا الذين تحولوا من حزب سياسي إلى آلة ذبح عمياء أودت بحياة مئات الآلاف من الناس، ما نقموا منهم إلا أن خالفوهم وجهة النظر السياسية. آنذاك، غزا الخمير الحمر دولة فيتنام المجاورة زاعمين أنها خطوة استباقية لنوايا فيتنام في غزوهم، وهذا ما يفعله حزب الله اليوم عندما يحرق بيروت لأنه، وحسب ما قاله نصر الله نفسه (معلوماتنا تؤكد أن موضوع شبكة الاتصالات هو خطوة أولى تتبعها خطوات لاحقة). فإذا كان حزب الله قد بدأ في قتل اللبنانيين من الآن فماذا سيفعل إذن لو اكتملت مقاليد الحكم في أيديه؟ وإذا كان حزباً متسلطاً قبل أن تكون له سلطة أصلاً، فكيف سيتصرف إذا حازها إذن؟

*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية

 

أقدام الإيرانيين وصلت المتوسط.. من بيروت إلى غزة 

الأربعاء 14 مايو -الشرق الاوسط اللندنية

 صالح القلاب

لان انقلاب الخميس الماضي، الثامن من هذا الشهر، وضع لبنان على أعتاب مرحلة جديدة، كما كان قال السيد حسن نصر الله في خطاب البلاغ العسكري رقم «1»، ولأن الأحداث تتلاحق بسرعة بين يوم وآخر بل بين ساعة واخرى، فان السؤال الذي بات مطروحاً والذي لا بد لكل مهتم ومعني ومتابع ان يبحث عن اجابة شافية له هو: ماذا بعد.. وما هي الخطوة المقبلة بعد ان وقع ما وقع وبعد ان اختلطت الاوراق وغدت المعادلة السابقة، التي قام هذا النظام الطائفي التوافقي على اساسها منذ الاستقلال في بدايات اربعينات القرن الماضي وحتى قبل اسبوع، معرضة للاهتزاز والتغيير..؟!

بداية لابد من التخمين الذي يصل الى حد اليقين بأن اللجنة التي شكلتها الجامعة العربية، والتي من المفترض انها الآن في لبنان، وانها وصلت الى بيروت امس الاربعاء، لن تجترح ما عجز عن اجتراحه الامين العام عمرو موسى، وانها قد تقوم برحلات مكوكية، كما فعل هو، بين القاهرة وبيروت قد تأخذها الى الدوحة، وربما الى عواصم عربية اخرى، لكن يجب عدم انتظار اي شيء جدي مقبول من طرفي الصراع الذي انتقل من مواجهة سياسية مُضْنية وطويلة الى الاقتتال بالسلاح والى الخنادق المتقابلة.

لم يعد ما كان موضع مساومات ومناورات وأخذ وعطاء وكرٍّ وفر مقبولا من قبل أصحاب انقلاب يوم الخميس الماضي الذين قلبوا من خلال ما قاموا به، الطاولة على رؤوس خصومهم وعلى رأس لبنان والمنطقة كلها، والذين كانوا قد رفضوا المبادرة العربية، التي دار بها عمرو موسى على العواصم وتنقل بين القاهرة وبيروت وهو يضمها الى صدره بحرص الأم على طفلها المريض، والذين سيركلونها الآن بأرجلهم بعدما غَيَّرَ ما قاموا به المعادلة السابقة والواقع على الارض.

لن يقبل اصحاب انقلاب الخميس الماضي الذين هم مجرد صدى للاصوات الحقيقية والفعلية في طهران ودمشق حتى بمجرد اعتبار هذه المبادرة، ارضية للنقاش وهنا ولأن المثل يقول: «خذوا أسرارهم من صغارهم»، فان ما قاله الجنرال ميشيل عون في آخر مؤتمر صحافي يدل على ان

«السيناريو» اصبح بالنسبة لهؤلاء هو اجراء انتخابات برلمانية مبكرة سيفوزون فيها حتما ما دام ان موازين القوى التي استجدت سوف تتحكم في نتائجها ثم بعد ذلك سيتم انتخاب رئيس جديدٍ للدولة لن يكون الجنرال ميشال سليمان في كل الاحوال وبعدها ستتشكل حكومة جديدة برئاسة احد «إمّعات» الطائفة السنية، وعندها فإن لبناناً جديداً غير هذا اللبنان سيولد ووفقا لصيغة طائفية جديدة، ستكون ثلاثية حسب ما طالب به حسن نصر الله، كبديل للصيغة الثنائية الحالية المسيحية ـ الاسلامية.

لم يأت انقلاب الخميس الماضي مفاجئاً، الا بالنسبة للبسطاء وطيبي القلوب والذين تعاملوا مع صراع هو في حقيقته اقليمي ودولي، وان هو اتخذ الطابع المحلي اللبناني، فالمعلومات التي تداولتها بعض العواصم العربية المعنية والمتابعة على مستوى الملوك والرؤساء عشية هذا الانقلاب تحدثت عن ان قرارا قد اتخِّذ على مستوى اصحاب القرار الفعليين في طهران ودمشق بان يحصل ما حصل وبسرعة وقبل زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش المقررة الى المنطقة والهدف هو توجيه صفعة قوية له ولزيارته، واظهار ان الولايات المتحدة في وضع لا تحسد عليه إن في العراق وإن في الاقليم كله بينما حلف «فسطاط الممانعة» في حالة الهجوم ويحقق انتصارات في كل بؤر الشرق الاوسط المتوترة.

لقد كان قرار الانقلاب متخذا، وكانت ساعة الصفر محددة قبل حكاية قراري مجلس الوزراء اللبناني المتعلقين بشبكة اتصالات حزب الله وبالضابط المسؤول عن امن مطار رفيق الحريري. وكانت التعليمات التي وصلت الى حسن نصر الله في هيئة خطة عسكرية جرت مناقشتها طويلا في غرفة عمليات مشتركة ايرانية ـ سورية ان يبدأ الهجوم اولا على بيروت الغربية لتجميد قيادات الرابع عشر من آذار ثم الانتقال بالعمليات العسكرية الصاعقة الى جبل لبنان لتأمين خطوط اتصالٍ بين العاصمة ومنطقة البقاع في اتجاه الحدود السورية ثم الى منطقة الشوف والى المناطق المسيحية الشرقية التي تقرر ان يكون غزوها واجتياحها باسم قوات الجنرال ميشيل عون وباسم جيش المردة التابع لسليمان فرنجية الحفيد الذي كان قد تجرأ أكثر من مرة ووجه اتهامات الخيانة والعمالة حتى الى البطريرك الماروني نصرالله صفير.

وحسب هذه المعلومات الآنفة الذكر التي وصلت بدروها الى بعض العواصم الاوروبية، فان هذه الخطة التي بدايتها انقلابُ الخميس الماضي الذي جاء خطاب امين عام حزب الله الذي سبقه بساعات قليلة فقط بمثابة بلاغه العسكري رقم «1» نصت على ضرورة اسقاط حكومة فؤاد السنيورة وبسرعة واغتيال عددٍ من قادة الرابع عشر من آذار؛ وفي مقدمتهم اولا وليد جنبلاط وثانيا سمير جعجع وتدمير كل المؤسسات الاعلامية المعادية

(كما حصل) والهيمنة على الحياة اللبنانية كلها وتحييد الجيش بقدر الإمكان، وبالتالي تحويل لبنان من بلد تعايش وتعددية الى بلد شمولي يكون فيه دور المسيحيين والسنة مجرد ضرورة «ديكورية» لإمارة مذهبية تابعة للولي الفقيه في طهران؛ على رأسها من الناحية الفعلية حجة الإسلام والمسلمين حسن نصر الله.

ان هذه ليست تصورات خيالية انها معلومات جرى تداولها بين بعض العواصم العربية المعنية، وهي معلومات وصلت الى عواصم اوروبية محددة مُطلة وبصورة مباشرة على الاوضاع في الشرق الاوسط ومتابعة للأزمة اللبنانية بحكم عوامل دينية وسياسية قديمة وجديدة. وفي هذه المعلومات، ان الجبهة الثانية التي سيفتحها تحالف «فسطاط الممانعة» الايراني ـ السوري ستكون في غزة عبر الحدود الفلسطينية ـ المصرية والهدف هذه المرة ايضا هو اجتياح منطقة العريش بطوفان بشري فلسطيني على غرار الاجتياح السابق لزعزعة أمن مصر وإحراجها ولدفع المعارضة الداخلية، وعلى رأسها «الاخوان المسلمون» للانتقال من حالة التردد الى حالة الهجوم.  كان الخطأ القاتل الذي وقع فيه «استراتيجيو» الرابع عشر من آذار انهم كانوا يعتقدون ان ضعف حزب الله يكمن في قوته، وان هذا الحزب قد يستعرض عضلاته العسكرية للتأثير على الازمة السياسية المستفحلة لكنه لن يستعملها خوفا من فقد شرعيته كـ«مقاومة» والمشكلة ان هؤلاء لم يكتشفوا حجم خطئهم هذا إلا بعد ان اجتاح مغاوير حزب الله منطقة بيروت الغربية وعاثوا فيها فسادا وأحرقوا ونهبوا ودمروا المؤسسات الاعلامية وحاصروا سرايا الحكومة ومنازل كبار القيادات. لقد حقق الإيرانيون من خلال ما جرى حتى الآن إنجازاً عسكرياً وسياسياً «استراتيجياً» كبيرا فها هي عاصمة عربية اخرى تصبح تابعة للولي الفقيه في طهران بعد بغداد التي لم يحسم فيها الصراع بعد، وبعد صنعاء المهددة بالحوثيين الذين حولوا صعدة الى جبهة استنزاف لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، وبعد دمشق التي ألبسها تحالف «فسطاط الممانعة» جلبابا مذهبيا غير عباءتها العربية، وهذا كله يضع العربَ الآخرين أمام مسؤولية تاريخية، إذ ان وصول الأقدام الايرانية الى مياه المتوسط إن على شواطئ غزة او على شواطئ بيروت يعني أن خطراً فعلياً وحقيقياً قد اقترب من عواصم الدول التي توصف بأنها معتدلة!!

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الخميس 15 ايار 2008
ورد في الصحف هذه الاسرار

السفير

قال سفير دولة كبرى إنه لا يرى وجود داع أمني حتى الآن لترحيل رعايا بلاده من لبنان.

طلبت جهة عسكرية من تيار سياسـي بارز في الموالاة لفت انتباه وسائله الإعلامية إلى عدم المس بدور المؤسسة العسكرية، وتم التجـاوب سريعاً مع الطلب.

قال مرجع حكومي إنه من الغريب أن أحد الوزراء الذين دفعوا بتوريط الحكومة بقضية «الشبكة كان الأول في بيعها سياسياً على الهواء!

يجري نقاش جدي حول حل شركة أمنية تخص تياراً سياسياً موالياً.

النهار

اسرار الآلهة : يكتفي سفير دولة عربية بالقول رداً على سؤال عن الاحداث في لبنان: "Wait and see".

من المسوؤل : لوحظ ان قوى 14 آذار كانت راضية عن أداء الجيش في مناطق وغير راضية عنه في مناطق أخرى وكذلك قوى 8 آذار.

لماذا : اتصل مرجع ديني قبل ظهر أمس برئيس سابق للحكومة مقترحاً عليه دعوة نظرائه الى اجتماع للبحث في التطورات فلم يرحب بالفكرة بسبب رفض احدهم لها قبل اكثر من شهر.

اللواء

همس أصرّ مرجع كبير على قيادة حزب فاعلة التجاوب مع رغبة عسكرية بإنهاء المظاهر المسلحة في العاصمة، تمهيداً لقرار صدر عنها بهذا الخصوص!·

غمز يغمز قياديون في الأكثرية من قناة وعود دولة كبرى، ويدعون لمراجعة الأداء والرهانات·

لغز في خضم الاشتباكات التي حصلت في أكثر من منطقة، نجح حليفان سابقان وخصمان حالياً في تجنيب المقاومة والأهالي مجزرة في إحدى المناطق الجبلية·

المستقبل

تؤكد اوساط متابعة ان الاعلام الحر اصبح ناطقا مكرسا باسم الام الناس وخوفهم على مصير وطنهم ولذلك كانت محاولة الغائه

ردد ان رئيس تيارمعارض استقبل مسؤولا في الحزب القائد دعا الى التروي وشد شده ؟؟

تعرب مصادر دبلوماسية عن اعتقادها بان الانقلاب الايراني السوري بواسطة حزب الله جرى تنفيذه استباقا لتطورات اقليمية يخشاها الانقلابيون

البيرق

سبق قرار اتخذته جهة رسمية نقاش حاد بين قطبين معنيين بانمتظار تطور متوقع

صدى البلد

سيقوم عدد من المتخصصين وبطريقة غير رسمية بالكشف الميداني على عدد من المناطق التي شهدت اشتباكات في الجبل في محاولة لمعرفة نوعية الذخائر المستعملة ومصادرها.

يقول مراقبون ان الجولة التي وصفت "بالأولى" للتداعيات الأمنية بيّنت أن القتال في الداخل مكلف أكثر محلياً وعربياً ودولياً فيما القتال على جبهات العدو يدر عطفاً ويدخل التاريخ بأحرف من نور.

يتحاشى المسؤولون المدنيون والسياسيون وغيرهم التحدث عبر الهاتف الخلوي لأسباب تتعلق بأمنهم الشخصي وبعدما تأكد أنهم تحت المراقبة المستدامة على مدى 24 ساعة.

الشرق

اتصالات بعيدة عن الاضواء ركزت على اهمية جمع قيادات سياسية مسيحية لتجنب كل ما من شانه الانسياق وراء اللعبة الامنية

سفير دولة عربية وصف ما تردد عن تعرضه لانتقادات من جهة سياسية بارزة بانها اشاعة مغرضة هدفها معروف

 

الرئيس الجميل استقبل سفير كندا وتفقد تلفزيون "المستقبل" متضامنا

وطنية- 15/5/2008 (سياسة) أستقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في سن الفيل، الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، سفير كندا في لبنان لوي دولوريمييه، وتم خلال اللقاء البحث في المستجدات على الساحة السياسية. بعد اللقاء قال السفير دولوريمييه "أن كندا مثلها مثل المجموعة الدولية تعبر عن قلقها من الأوضاع الحالية، فمن المهم عودة الحوار العقلاني. جئنا نعبر للرئيس الجميل عن مساندة كندا للبنان وقلقها مما يحدث فيه ورغبتها في توفير الشروط اللازمة لتأمين حوار مع تلافي كل أشكال العنف التي شهدناها خلال الأيام الماضية". وإعتبر ردا على سؤال "أن الحل ليس بالمواجهة، إنما بالحوار وكل المؤشرات تدل الآن على إمكانية عودة الحوار وكندا مسرورة لذلك".

زيارة تلفزيون "المستقبل"

وقام الرئيس الجميل بزيارة تضامنية الى تلفزيون "المستقبل" في سن الفيل، برفقة رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون ونائب الأمين العام في حزب "الكتائب" وليد فارس، حيث كان في إستقبالهم المسؤولون في المحطة: عبد الستار اللاز، حسين الوجه وعماد عاصي.  وبعدما جال الوفد على الإعلاميين في مكاتبهم، تحدث الرئيس الجميل فقال: "إنه وسام كبير لمؤسسة إعلامية مقاومة ومناضلة أن تمر بهذه المعمودية معمودية الدم، وهذا دليل على أهمية هذه المؤسسة ووقعها وتأثيرها على الوضع والرأي العام والا لما كان تم لجمها بهذه الطريقة. كنا وددنا ان نزوركم في مركزكم الرئيسي. نحن بجانبكم قلبا وقالبا، ونشارككم النضال الذي تقومون به، ورحم الله من إستشهد في هذه الأحداث والعبثية والمؤامرة العبثية التي قام بها البعض وليسامحهم الله. إيماننا كبير نحن الفريق الذي يناضل ويجاهد ويقاوم، وتصميمنا اكبر، والضغوطات الحاصلة شهدنا مثلها، ولن نستسلم ونترك الساحة، فالساحة ساحتنا إنطلقنا فيها في 14 آذار 2005، وأكدنا على الثوابت الوطنية الواضحة. لن نقبل أن نتنازل عن هذه الثوابت التي عمدت بدماء كل شهدائنا، دم الشهيد الأول رفيق الحريري وباسل فليحان وجبران تويني وسمير قصير وجورج حاوي ووليد عيدو ووحبيبي بيار، ورفيقنا العزيز أنطوان، ووسام عيد وفرانسوا الحاج. ما يحصل يبين أنه ليس هناك تقدير كاف لهؤلاء الشهداء الذين سقطوا والذين دافعوا عن لبنان الحرية والكرامة، أنتم في المستقبل في صلب هذا النضال وفي صلب هذه المقاومة ونحن الى جانبكم".

واستشهد الرئيس الجميل ببيت الشعر الجاهلي القديم الذي يقول: "متى يبلغ البنيان يوما تمامه ما كنت تبنيه وغيرك يهدمه، إذا ألف بان لا يقوم لهادم، فكيف ببان خلفه الف هادم". وقال: "هذا الواقع الذي نعيشه، نحن نبني ونمارس ثقافة الحياة والبناء من أجل مستقبل أفضل، نضع فيه لبنان على طريق الحداثة والتطور، فيما يبدو أن الفريق الآخر أنه يضع كل ثقله لهدم الذي نبنيه وليعطل مسيرة الوطن والحداثة".

سئل: هل تلقيتم أي ضمانه لكي لا يتعرض المدنيين في بيوتهم بعد حصول الإتفاق وإنهاء العصيان المدني؟

أجاب: هناك مبادرة عربية رحبنا بها من اول الطريق، ونعول بادىء ذي بدء على أي جهد عربي، ونفضله على اي جهد آخر، وأكدنا بأنه يفترض الا تتكرر هذه التجربة وهذه المغامرة العبثية المدمرة، وهذا الأمر مفروض أن يكون بندا أولا على أي حوار حتى لا ندخل في أي سجال حول المؤسسات، طالما الثقة مفقودة، فحتى لو شكلنا حكومة، وأتخذت هذه الحكومة أي قرار يتعلق بعامل تنظيفات، او يتعلق بعلاقات دولية ولم تنل إعجاب الطرف الآخر، فسيعود وينزل على الأرض، ويقتل ويدمر ويعتدى على المؤسسات الإعلامية ومؤسسات الدولة. فمن البديهي أن نحصل على كل التطمينات والتأكيدات أن هذه المغامرة العبثية والمدمرة لن تتكرر على الساحة اللبنانية.

سئل: ينظر البعض الى عودة الجكومة عن قراراتها بأنه هزيمة وهل تعتقد بأن هذه هزيمة، وهل أنت متفائل من الدعوة الى الحوار في قطر؟

أجاب: كل ما حصل على الأرض أخيرا هو هزيمة للبنان، ولبنان يعاني من نتائج مغامرة إنتحارية، وهنا المأساة. نعتبر أن مصير البلد والأمة اللبنانية هو على المحك، الباقي هو تفاصيل، المهم هو أن نتمكن من التفاهم على مفهوم السيادة، فهناك إنتقاص من السيادة، وقيام سيادات خاصة على حساب السيادة الوطنية.

سئل: هل أنت متفائل بالحوار؟

أجاب: أنا مصمم في الذهاب الى النهاية، مع كل حلفائنا للتوصل الى حل كل هذه الصعاب، وبناء لبنان للآجيال المقبلة.

شمعون

وبدوره قال شمعون: "الحمد لله على سلامتكم فردا فردا. أصبحنا معتادين أن يهدم الأخرون وأن نبني نحن، فمهما هدموا لن يستطيعوا هدم شيء إسمه لبنان، وسنظل نبني رغما عن كل الذين يهدمون. أمامنا مرحلة طويلة، فالمسألة لن تنتهي بمجرد الجلوس الى الطاولة، رأيناهم قبلا جالسين الى الطاولة وأعطوا وعودا، ثم أطلقوا حروبا ومعارك دامية. وقد يأتي ويقول لنا في الغد لا تؤاخذونني لم أكن أعلم بأن النتائج ستكون على هذه الشاكلة، فعليه في هذه المرة أن يتحمل لوحده كل النتائج.

لبنان ليس مزرعة لأحد، وهناك دولة لبنانية ستبنى، ممنوع بناء دولة أخرى ضمن الدولة اللبنانية، نحن مستمرون قد يكونوا ربحوا قليلا ولكنهم خسروا سياسيا الحرب بكل معنى الكلمة". واضاف: "لم اصدق يوما ما كانوا يدعونه بأنهم لن يوجهوا السلاح الى الداخل، وكنت لسوء الحظ على حق. ما تم قد تم ، ونحن مستعدون اليوم لأن نتحدث بعقلانية وبضمير ما هي مصلحة لبنان، وكيف سنبني سوية الدولة اللبنانية، أما في ما خص المقاومة فللجيش اللبناني وحده الحق في أن يقاوم دفاعا عن الوطن، وسلاحهم تحول لفرض واقع في الداخل وهذا ممنوع".

الوجه

ورد الوجه: "زيارتكم عزيزة على قلبنا، كنا نتمنى أن تزورونا في مكاتبنا الجديدة، وللآسف هذه معركة بين العلم والجهل، وبين الديموقراطية والظلامية وبين الحريات والشمولية، ومثلما إنحاز تلفزيون المستقبل وأخبار المستقبل وإذاعة الشرق لجانب اللبنانيين في معركة السيادة والإستقلال والحرية سنبقى وسنكون الى جانب اللبنانيين في معركة حرياتهم".

 

جعجع التقى سفيري ايطاليا واليونان ووفدا من اتحاد الرابطات المسيحية

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) استقبل رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وفدا من اتحاد الرابطات المسيحية، في معراب، وتناول البحث آخر المستجدات. عقب اللقاء، تحدث رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه معتبرا انه "ليس من احد سعيد بما جرى في لبنان في الايام الأخيرة إذ كانت الفتنة ستعم مناطق كثيرة من لبنان". وإذ قال: "نعتقد انه تم وأد الفتنة وذلك بحكمة كل المعنيين بالشأن العام"، اضاف: "نعلق اليوم آمالا على اللجنة الوزارية العربية ونرى ان تدخل كل هذه الدول مجتمعة في القضية اللبنانية لا بد ان يوصلنا الى حل مقبول يؤمن التوازن في السلطة ومسألة السلم الاهلي، فلبنان وصل في الفترة الاخيرة الى مرحلة شديدة التعقيد وتهدد أمنه وينبغي الخروج منها بأسرع وقت".

سئل: هل من رسالة يحملها اتحاد الرابطات المسيحية الى القيادات المسيحية؟

اجاب طربيه: "لقد تابعنا ما حصل بقلق كبير ليس فقط في المناطق المسيحية ولكن ايضا في كل لبنان. كما اننا اعربنا عن تقديرنا للقيادات التي منعت امتداد المحنة الى مناطقها الامر الذي يشكل انطلاقة في اتجاه ارساء السلام".

وتابع: "ان هذا الامر لم يكن عفويا بل تم التنبه له لما في الساحة المسيحية كما الساحة الوطنية فيها انقسامات سياسية ولكن لا يجب ان تترجم هذه الاخيرة على الارض بعنف ومشاكل امنية، متمنيا ان يعم هذا الامر على كل المناطق اللبنانية". وكان جعجع قد التقى السفير اليوناني بانوف كالوجيروبولوس والسفير الايطالي غبريال كيكيا بحضور مسؤول العلاقات الخارجية المحامي جوزف نعمه. وتداول المجتمعون الاوضاع الراهنة.

 

قتيل وجريحان في حادث سير على أوتوستراد البرباره في جبيل

وطنية - جبيل - 15/5/2008 (متفرقات) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في جبيل ميشال كرم، ان سيارة هوندا رقمها 111376 /ن كانت تسلك الطريق الشرقي لاوتوستراد البرباره - جبيل، قبالة "الكاستل ماري"، اصطدمت بعد ظهر اليوم ببيك آب رقمه 301736 / م كان متوقفا في المحلة المذكورة، ما ادى الى وفاة عذاب نصور من مواليد عمشيت في العقد الرابع من عمره كان داخل سيارة الهوندا واصابة عيد بطرس الناكوزي الذي كان الى جانبه بجروح، كما أصيب سائق البيك آب بجروح، ونقلوا جميعا الى مستشفيات المنطقة.

 

النائب الحريري عرض مع الشيخ حمد وموسى نتائج اتصالات اللجنة العربية

وطنية- 15/5/2008 (سياسة) استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري عند الرابعة الا ربعا بعد ظهر اليوم في قريطم، رئيس اللجنة الوزارية العربية رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في حضور النائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري ومستشاري الرئيس السنيورة محمد شطح ومستشار النائب الحريري هاني حمود، وتناول البحث نتائج الاتصالات التي تجريها اللجنة مع مختلف الاطراف لحل الازمة اللبنانية.

 

الشيخ نعيم قاسم: لتسوية تؤدي إلى أن لا يكون فيها لا غالب ولا مغلوب

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) قال نائب ألامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في تصريح، بعد لقائه وفد اللجنة الوزارية العربية: "نحب أن نؤكد أننا على ما كنا عليه كحزب الله وكمعارضة، اعتبرنا أن ما حصل هو علاج موضعي لمشكلة طارئة لها علاقة بالمقاومة، ونتمنى أن يكون هناك اعتبار للمستقبل، كي لا نزج بمثل هذه الموضوعات في أي وضع داخلي، ونحن الآن عدنا إلى المقلب الأول الذي يعني المعالجة السياسية بكل انفتاح من دون شروط مسبقة، من هنا ستكون الحوارات قائمة برعاية الجامعة العربية حول نقطتين أساسيتين، الأولى هي حكومة الوحدة الوطنية والثانية هي قانون الإنتخابات، لأن رئاسة الجمهورية التوافقية محسومة عندنا للعماد سليمان". واضاف: "لا بد في هذا المقام، أن نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء بالرحمة وأن يشفي الجرحى الذي قدموا من أجل عزة لبنان وكرامته ومقاومته، وتحية خالصة الى الجيش اللبناني الذي أحسن الأداء فجعل من هذه المؤسسة مؤسسة ضامنة للسلم الأهلي في لحظة تاريخية صعبة ومعقدة.

وكما عرفتمونا نحن نريد العودة إلى تسوية تؤدي في النهاية إلى أن لا يكون هناك غالب ولا مغلوب، نريد المشاركة كي لا يستأثر أحد بهذا الحكم، ونريد التعاون لبناء لبنان معا، لن تنفعنا أميركا ولن ينفعنا التدخل الدولي ولن نحصل إلا على المزيد من السلبيات، كلما رهن البعض أمره للخارج، نحن مع تكاتف اللبنانيين من اجل الحل والحل بأيدينا جميعا لا يجوز أن يكون هناك عناد وغطرسة, إذا فكر أحد بأن بإمكانه أن يستفيد من الواقع الدولى والإقليمي لتحسين شروطه فهو مخطئ, نحن في لبنان لدينا امتداد شعبي كبير والطرف الآخر لديه التمثيل الشعبي, ونحن نعترف بالآخر كما يجب أن يعترف بنا وبالتالي علينا أن نحتكم إلى الشعب والمؤسسات الدستورية.

لقد رأيتم بأم العين كيف عادت بيروت إلى حضن الأمن اللبناني من خلال الجيش اللبناني خلال فترة قصيرة من الزمن. بيروت للجميع, ليست لطرف دون آخر وليست لجهة دون أخرى وبالتالي كلنا معنيون لان نحفظ لبنان ونحمي لبنان، ندعو للابتعاد عن لغة التشنج والعصبية لأننا في هذه المرحلة بحاجة لان نكون معا, ليس هناك أي طرف بإمكانه أن يعطي شهادات للآخرين, فلنترك للناس ان تعطي هي الشهادة بالوطنية من خلال التضحية والفداء والمقاومة والجهاد والعمل من اجل وحدة لبنان ووحدة اللبنانيين". وتابع: "أكرر نحن في مرحلة جديدة يجب أن يكون طابعها الحوار والتفاهم والوصول إلى حل، وأقول لكم إذا كان الطرف الآخر مستعدا للاسراع لتسوية مقبولة ومعقولة، فنحن حاضرون بأسرع وقت كحزب الله ومعارضة, شروطنا ليست معقدة ومن ضمن الطائف والدولة ومن ضمن التسوية التي تعطي للأطراف بحسب تمثليهم والواقع السياسي والشعبي, نسأل الله تعالى أن يعود اللبنانيون قلبا واحدا في هذا الأمر".

حوار

ثم كان حوار معه الصحافيين.

وقال ردا على سؤال: "تحدثنا عن رأينا في كيفية الحوار وسننتظر جهود وفد الجامعة العربية هو الذي يعلن عن النتيجة التي تناسب الطرفين ولكن بالنسبة إلينا ليس هناك بحث إلا بما كنا نبحث به قبل صدور القرارين.

إن شاء الله كل الأمور تظهر اليوم، بناء على المساعي التي تتابعها اللجنة العربية. الحوار يكون أسهل وأيسر لأن جميع الأطراف أدركوا بان الخيار الوحيد هوان نبحث مع بعضنا بشكل ارضي أي ان نكون واقعيين فنعالج ما نحن بصدده, أمامنا مشكلة لا يوجد رئيس جمهورية في البلد ولا توجد حكومة في البلد ولا يوجد قانون انتخابات يساعد على ان نعيد إنتاج السلطة, المطلوب معالجة هذه الأمور الثلاثة, بعد الانتهاء منها وتقديم العلاج السليم من خلال الحوار والتسوية تطرح الأمور الأخرى بشكل طبيعي وفق الآليات الدستورية المعروفة".

واضاف: "نحن مع الحوار وهذا ما سينتج ان شاء الله إذا أعلن الوفد اليوم هذه النقطة. نحن نطالب أن لا يتكرر المشهد الذي حدث في قرارات خاطئة تؤدي إلى ضرب المقاومة لمصلحة المشروع الأميركي الإسرائيلي وبالتالي رد الفعل الذي حصل هو على فعل, عندما لا يحصل هذا الفعل لا يحصل أي شيء ونحن نؤكد انه لا يوجد أي نشاط داخلي لسلاح المقاومة الذي هو في مواجهة إسرائيل".

 

النائب جنبلاط عرض الاوضاع مع سيسون

وطنية- 15/5/2008 (سياسة) زارت القائمة بالاعمال الاميركية ميشيل سيسون قرابة الثالثة بعد الظهر، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، وعرضا الاوضاع.

 

حزب الاتحاد السرياني: نؤيد رئيس الحكومة الساعي لبناء لبنان التعددي

وطنية- 15/5/2008 (سياسة) بارك رئيس حزب الاتحاد السرياني ابراهيم مراد في بيان اليوم "للبنان بعودة صحيفة وتلفزيون "المستقبل" الى الساحة اللبنانية"، معتبرا انها "عودة صوت الحق والحقيقة الى ضمير اللبنانيين، وصوت الحق وحرية التعبير والكلمة في وجه سلاح قمع الحريات والرأي الاخر". وإذ حيا "صمود الحكومة اللبنانية في وجه الابتزاز الميليشيوي الذي تعرض له لبنان"، أكد "الاستمرار في تأييد الحكومة ورئيسها الاستاذ فؤاد السنيورة الساعي دوما الى بناء لبنان التعددي الحر السيد المستقل في وجه المشاريع الهادفة الى عودة الحرب الاهلية تمهيدا لعودة الهيمنة السورية على لبنان". ورحب مراد ب"جهود اللجنة العربية"، آملا "ان تنجح في اقناع قادة المعارضة بسحب عناصرها وفتح كل الطرق في اسرع وقت، تمهيدا لعقد حوار وطني شامل لكل القضايا الخلافية بين اللبنانيين بإشراف جامعة الدول العربية والامم المتحدة، لايجاد حل نهائي وشامل للازمة اللبنانية واولها قضية سلاح "حزب الله" وعلاقته بالدولة اللبنانية واذا كان لا يزال هذا السلاح حاجة ملحة للدولة ام انتهى دوره".

 

النائب مجدلاني: البند الاول في أي حوار ان يكون كل السلاح في يد الشرعية

المحور السوري-الايراني يضع توازنات للانتقال من المناضفة الى المثالثة

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) قال النائب عاطف مجدلاني في تصريح اليوم: "بعدما سقط القناع، وبعدما ابتعد الحزب عن كنيته، وبعدما نسي وعوده وتناسى قسمه، وبعد ممارسته لكل انواع الاعتداءات والاستفزازات والدهم ضد اهالي بيروت، وبعدما فجر حقده الاسود على سيد الشهداء رفيق الحريري بتدمير مؤسساته الاعلامية والتربوية والثقافية والصحية، بعد كل هذا: اين نحن اليوم، وماذا بعد؟". اضاف: "لا شك ان المحور السوري-الايراني ينفذ المخطط المرسوم المكون من ثلاث مراحل: المرحلة الاولى: الفراغ، وقد تحقق حتى الان. المرحلة الثانية: الفوضى وقد اصبحنا في صميم هذه الفوضى-الفتنة. المرحلة الثالثة: طائف جديد في الدوحة، الهدف منه اعادة رسم خريطة التوازنات للانتقال من المناصفة الى المثالثة". وتابع: "اذا كانت ميليشيا "حزب الله" التي استباحت بيروت الآمنة المسالمة الابية والتي انتصرت على كل الاحتلالات التي تعرضت لها، تعتقد انها حققت انتصارا فهي مخطئة، لا هي انتصرت ولا نحن في صدد التنازل عن الوطن "لولاية الفقيه"، ولان استباحة المحرمات وقتل الابرياء، واسكات الصوت الحر وفرض الرأي بقوة السلاح غير مسموح وغير مقبول، فلا بد ان يكون البند الاول في اي حوار كل السلاح في يد الشرعية ليكون أمن بيروت وأمن لبنان". وختم: "لا يسعنا سوى ان نهنىء حزب الله بانجازه الاخير، فهو نجح في زرع الفتنة المذهبية في البلد ونجح في تعميق الجرح والاحقاد بين الناس ونشر المهانة والذل بين مواطنين احتضنوا في قلوبهم قبل بيوتهم أهلهم في عدوان تموز، والاهم انه نجح في اقناع كل الناس بان "عدوهم" الجديد هو سلاح حزب الله بالتحديد. وفي النهاية، لا بد من السؤال اذا كان حزب الله اهدى انتصاره الالهي في تموز 2006 الى الشعب اللبناني، فالى من يهدي انتصاره الاخير؟".

 

الرئيس السنيورة ناقش مع رئيس اللجنة العربية وموسى مشروع بيان الاتفاق

وطنية- 15/5/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، عند الأولى والنصف بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، رئيس اللجنة الوزارية العربية رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في حضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري ومدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف ومدير مكتب رئيس الوزراء القطري عبدالله السليطي ومساعد وزير الخارجية القطري سيف مقدم البوعينين ومستشاري الرئيس السنيورة محمد شطح ورولا نور الدين. وتناول البحث خلال اللقاء مناقشة مشروع بيان الاتفاق الذي ستعلنه اللجنة الوزارية العربية. بعد ذلك، أقام الرئيس السنيورة غداء على شرف رئيس وزراء قطر وموسى وأعضاء اللجنة الوزارية العربية والوفد المرافق حضره عدد من الوزراء اللبنانيين وتم خلاله تقويم مجمل الأوضاع اللبنانية وما توصلت اليه اللجنة العربية.

 

وفدان من الكتائب يزوران مرجعيات روحية مسيحية

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) قام وفدان كتائبيان بزيارة مرجعيات روحية مسيحية، استجابة للنداء الذي وجهه رئيس الحزب الرئيس امين الجميل لبناء قواعد ثقة وتعاون بين مختلف الاحزاب السياسية والفاعليات الدينية والمدنية في المناطق المسيحية. وتألف الوفد الأول من النائب الأول لرئيس الحزب شاكر عون وعضوية انطوان ريشا وجورج جريج وميشال مكتف ويوسف الجميل وروفايل مارون، بزيارة مطران انطلياس للموارنة يوسف بشاره، والنائب البطريركي العام سمير مظلوم في بكركي، ومطران بيروت وجبل لبنان للروم الكاثوليك يوسف كلاس. وتألف الوفد الثاني، من النائب الثاني لرئيس الحزب سليم الصايغ وعضوية ميشال خوري وروكز زغيب وطنوس قرداحي الذي قام بزيارة المطرانين بشارة الراعي وجورج ابو جودة في عمشيت وطرابلس.

 

الكتلة الوطنية: ما فعله "حزب الله" يفاقم الازمة الاقتصادية

الرئيس التوافقي ليس الرئيس الحيادي الضعيف بل القوي والعادل

وطنية -15/5/2008 (سياسة) عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري برئاسة العميد كارلوس اده وحضور الامين العام جوزف مراد ورئيس مجلس الحزب بيار خوري واصدرت البيان الاتي:

- ان تراجع الحكومة عن قراراتها جاء نتيجة ابتزاز مسلح، نرجو الا يكون قد ساهم في هذه الضغوطات وفد الجامعة العربية، ان هذا التراجع سوف يعطي اشارة ضعف الى حزب الله فكلما قوي هذا الحزب وتنامت قدراته بدون ان تفعل شيئا بوجهه سوف يستمرون متغطرسين متطلبين ومستقويين ونحن ضعفاء. سوف يأتي يوم في لبنان يلعب فيه حزب الله دور الصهاينة في فلسطين ونحن سنتحول الى مواطنين درجة ثانية على ارضنا كالفلسطينيين على ارضهم.

- ان حزب الكتلة الوطنية اللبنانية يعزي اهالي جميع الذين سقطوا في الاحداث الاخيرة في لبنان جراء مؤامرة المعارضة، ويستنكر عمليات القتل العنيفة التي حصلت في جميع انحاء لبنان. لكن لابد ان نهنىء جميع اللبنانيين، لاسيما ابناء الجبل والشمال الذين هبوا واستبسلوا في الدفاع عن كراماتهم وحرياتهم لانهم بذلك دافعوا عن حرية وكرامة جميع اللبنانيين. تحية والف تحية الى ابناء الجبل والشمال الذين سطروا اروع معاني البطولة في ذاك الليل المشهود.

- ان الرئيس التوافقي الذي يتكلم الجميع عنه ليس رئيسا حياديا ضعيفا يراقب ويتفرج، بل الرئيس التوافقي هو الرئيس القوي والعادل الذي يستطيع ان يأخذ الموقف والقرار اللازم لمصلحة لبنان ويدافع عن العدالة والحق ولا يبقى على الحياد.

- بعد قراءة بيان قائد الجيش والذي اشار فيه الى حرب اهلية، ان اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية تشير الى ان حوادث الاسبوع الفائت لم تكن حربا اهلية والمتعارف عليها كحرب بين ابناء الوطن الواحد، بل هو عصيان مسلح اعلنها من جانب واحد حزب مدجج بالسلاح على كل لبنان بغية السيطرة عليه، وما الاشتباكات التي حصلت الا الدفاع المشروع عن النفس المنصوص عليه في كل القوانين وشرائع العالم والذي ما كان ليحصل لو قام الجيش بواجبه وقمع هذا العصيان في مهده.

- ان ماحصل في الايام الاخيرة ومارآه الشعب اللبناني حيث كان الجيش يستولي على المكاتب المدنية للاحزاب السياسية المعتدي عليها تحت ضغط مقاتلي المعارضة وبغض النظر عن المسلحين المهاجمين وكأن المفهوم المبدأي للقوانين انقلب رأسا على عقب، امر مستهجن ومرفوض، فالعمل السياسي المدني كلفه الدستور بينما الاعتداء المسلح هو المخالف للقوانين. ان الانذار الذي حمله ضابط في الجيش الى قناة المستقبل بينما مهمته الاصلية هي حمايتها امر لا يصدقه عاقل، محير وغير قابل للتفسير، وهو ينزع الثقة التي يضعها الشعب في جيشه المولج حمايته كما ينص الدستور.

- ان محاصرة حزب الله المطار والمرفأ تذكرنا بمنع استعمال هذه المرافق من قبل اسرائيل ابان حرب تموز 2006، عمل واحد هدف واحد وهو افقار الشعب اللبناني وتهديم الكيان. ان ما فعله حزب الله سيفاقم الازمة الاقتصادية ويزيد الضغوطات المعيشية على المواطنين فبعدما كان لدينا مؤشرات ايجابية تنبىء بموسم سياحي، واعد اتت مؤامرة العصيان المسلح وكأن الهدف هو تيئيس وتفقر الشعب اللبناني، لان السيطرة على شعب يائس وفقير اسهل نتيجة الضغوطات النفسية والمعيشية التي يرزح تحتها.

- ان كل ما فعلته المعارضة في الاسبوع الماضي هو ضربة موجهة لقوى الاعتدال واستنهاض لقوى التطرف، فالاعتراض بالسلاح على قراري الحكومة هو التطرف بحد ذاته، مما سيؤدي الى ارتفاع اصوات الغضب والتعصب والدعوات الى حمل السلاح لموازنة سلاح حزب الله".

 

ممثل الأقباط في لبنان ناشد السياسيين التوافق وخطر الانزلاق

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) وجه ممثل الأقباط في اتحاد الرابطات المسيحية اللبنانية إدمون بطرس، نداء مفتوحا الى كل من: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، النائب سعد الحريري، النائب وليد جنبلاط، النائب ميشال عون، السيد حسن نصرالله، الوزير السابق سليمان فرنجية، الدكتور سمير جعجع، وكل من هو معني في الصراع السياسي اللبناني من رؤساء أحزاب وتيارات سياسية. وقال في النداء: "انكم جميعكم مسؤولون عن اي تدهور أمني على الساحة اللبنانية الداخلية، اذ ان على الشيعة والمسيحيين ان يكونوا ممثلين في الحكم خير تمثيل ومشاركة، وهذه مسؤولية فريق 14 آذار والموالاة، كما ان على فريق 8 آذار والمعارضة الا يحتكم الى السلاح لحل المشاكل الداخلية. وليعلم الجميع ان الجميع خاسر، انما بالتوافق الجميع منتصر، فحذار الانزلاق وحرق البلد، وتحملوا مسؤوليتكم امام اللبنانيين والعالم".

 

الرئيس بري التقى رئيس اللجنة العربية والامين العام للجامعة وهشام يوسف

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ظهر اليوم، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس اللجنة العربية المنبثقة عن مجلس الجامعة رئيس وزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والامين العام للجامعة عمرو موسى ومدير مكتبه السفير هشام يوسف، في حضور النائبين علي حسن خليل وسمير عازار. استمر الاجتماع حوالي النصف ساعة، ولم يدل اي من الشيخ حمد او الامين العام للجامعة بأي تصريح، واوضحا ان اللجنة ستعقد مؤتمرا صحافيا عند الثالثة والنصف من بعد الظهر.

 

النائب الاحدب:اي اتفاق يبقي السلاح بين أيدي "حزب الله" مرفوض وعلى الوفد العربي ان يعي ان لا جدوى من الحوار تحت التهديد

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) أوضح النائب مصباح الاحدب في بيان انه "بعد الاتصالات والمشاورات التي أجراها مع المشايخ والمسؤولين عن هيئات المجتمع المدني والفاعليات واللجان الاهلية في طرابلس والشمال، يهم النائب مصباح الاحدب ان يؤكد للمسؤولين في لبنان ان اي اتفاق يبرم في ما بينهم ويحمل في طياته الموافقة على إبقاء السلاح بأيدي أدوات "حزب الله" في الشمال هو مرفوض وغير قابل للتنفيذ على أبناء هذه المناطق الذين لم يروا من هذا السلاح المسمى بالمقاوم سوى رصاصات الغدر التي اطلقت باتجاه المواطنين العزل في ساحة حلبا، ولولا ارادة اهالي الشمال بدرء الفتنة لكان الشماليون استفاقوا على حوادث مأساوية كانوا قد دفنوها مع انتهاء الحرب الاهلية المشؤومة". وشدد على ان "اي اتفاق يحافظ بموجبه على السلاح بأيدي هذه الميليشيات سيفتح المجال امامها للانقضاض مجددا على اهالي الشمال وفرض الشر المستطير عليهم بعد فشلهم في تحقيق ذلك في محاولتهم الاولى، متمنيا على الوفد العربي ان يعي بأنه لا جدوى من الحوار تحت تهديد السلاح الذي من الخطر ابقاؤه بأيدي هذه الميليشيات خصوصا وأن اهالي طرابلس وعكار والضنية والمنيه لن يقبلوا ان يبقى السلاح موجها الى صدورهم ليستخدم في اي فرصة يراها "حزب الله" مناسبة للانقلاب على الدولة والسيطرة على البلد".

 

النائب العماد ميشال عون التقى سفيري ايطاليا وبريطانيا

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم، في دارته في الرابية، السفيرين البريطاني فرنسيس ماري غي والايطالي غبريال كيكيا، ولم يدليا بأي تصريح.

 

لقاء موسع لممثلين عن الأحزاب المسيحية في صالة كنيسة مار جرجس: للحفاظ على أمن منطقة الشياح وقطع الطريق لمحاولة زعزعة استقرارها

وطنية - 15/5/2008 (سياسة) عقد لقاء موسع في صالة كنيسة مار جرجس، مساء امس، بدعوة من رئيس قسم الشياح الكتائبي النقيب حليم مطر، حضره ممثلون عن الأحزاب المسيحية: الكتائب اللبنانية، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، حزب الوطنيين الأحرار ورئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس وأعضاء المجلس البلدي ومستقلين وكهنة، تداول المجتمعون في القضايا التي فرضتها الأحداث الأخيرة واحوال المنطقة، وتم التوافق على الحفاظ على أمنها وهدوئها وقطع الطريق على أي محاولات لزعزعة الإستقرار فيها. وفي الختام قرر المجتمعون الآتي:

- العمل بكل الوسائل ليكون أبناء المنطقة عائلة واحدة متضامنة على كل المستويات، وعدم تفرد اي طرف في اي قرار يمكن ان ينعكس على محيطه.

- التأكيد بأن ابناء الشياح هم أخوة وتجمعهم صلات وعلاقات ود مع محيطهم على جانبي طريق صيدا القديمة ويصرون على البقاء على تواصل مع الجميع.

- تشكيل لجنة برئاسة رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس تسهر على المنطقة وتطلع على كل شاردة وواردة سعيا وراء تحقيق ما يصبو اليه الجميع من صلات ود بينهم وبين جيرانهم.

 

بلديات ومخاتير عاليه نوهوا بالاتفاق بين النائب جنبلاط وارسلان وأيدوا بيان قيادة الجيش الضامن للسلم الأهلي وإزالة المظاهر المسلحة

وطنية - 15/5/2008 (متفرقات) صدر عن بلديات ومخاتير قرى غرب عاليه، بيان جاء فيه: "نظرا للأوضاع والظروف الخطيرة التي يمر بها لبنان وانعكاساتها الخطيرة على أمن المواطن وحياته المعيشية، تداعى رؤساء بلديات ومخاتير قرى وبلدات: عرمون، بشامون، عين عنوب، عيناب، عيتات، شملان، بيصور، مجدليا، ديرقوبل، البساتين وسرحمول وممثل دير سيدة شملان، إلى عقد اجتماع في مركز بلدية عرمون، الساعة السابعة من مساء يوم أمس الأربعاء".

بداية، رحب رئيس بلدية عرمون الشيخ فضيل الجوهري بالحضور، عارضا لموضوع الاجتماع "لجهة تحديد السبل الآيلة إلى تثبيت الأمن وتكريس الاستقرار في منطقتنا العزيزة". ثم تداول المجتمعون في قضايا الساعة وأمور تتعلق بواقع المنطقة. بعدها صدر عن المجتمعين بيان تلاه الشيخ الجوهري وتضمن النقاط الآتية:

"- نوه المجتمعون بالاتفاق بين الزعيمين وليد بك جنبلاط والأمير طلال أرسلان في إطار معالجة كل الاشكالات التي شهدتها منطقتنا، ولا سيما لجهة ترسيخ وقف إطلاق النار وتثبيت العيش المشترك وإشاعة أجواء الطمأنينة.

- تأييد البيان الصادر عن قيادة الجيش اللبناني الضامن للسلم الأهلي، والمولج بحفظ الأمن وتأمين سلامة المواطنين، والمطالبة بتنفيذ قراره المتعلق بإزالة المظاهر المسلحة كافة.

- أكد المجتمعون بقاء اجتماعاتهم مفتوحة لمتابعة سائر التطورات لما فيه خير المواطن والوطن وصيانة العيش المشترك الذي هو سمة هذه المنطقة".

واتفق المجتمعون على عقد لقاء موسع مع رئيس الحزب اللبناني الديموقراطي طلال ارسلان في دارته في خلدة في الاولى والنصف من بعد ظهر اليوم لبحث الامور والمستجدات كافة في المنطقة وتحديدا منها الوضع الامني وسبل معالجته ضمانا لامن هذه المنطقة.

 

بيروت عسكر يملاًون الشوارع ..."على مين؟" 

الخميس 15 مايو -إيلي الحاج -ايلاف

 " العسكر أكثر من المدنيين في الشوارع " ، قال الصحافي الصديق الذي رافقني هذا الصباح في جولة على بعض مناطق بيروت، " لكن العصافير تزقزق بقوة " ، أضاف. كان الوقت باكراً هذا الصباح الربيعي عندما انطلقنا من " بيروت الشرقية " وهي تسمية من زمن الحرب الأهلية السابقة 1975- 1990 عادت إلى التداول لمجرد تكرار اسم " بيروت الغربية " التي شهدت الحوادث الأمنية مدى أسبوع مضى . بوصولنا إلى أول وسط المدينة بدت لنا الطريق مقطوعة على جسر فؤاد شهاب الذي يصل بين البيروتين ، كانوا يسمونه "الرينغ"، وأحياناً كثيرة كان يتحوّل المعبر الوحيد بين شقي العاصمة اللبنانية وأحياناً كثيرة كان يتحوّل ميداناً واسعاً لممارسة القنص . تحدثنا عن العصافير والناس والقناصة والمئات بل ربما الآلاف الذين قضوا في هذه البقعة وهم يحاولون الإنتقال بين ضفة وأخرى، تلك الأيام كان الناس يتبعون توجيهات مذيع في " إذاعة لبنان " الرسمية والوحيدة قبل أن يمتلىء أثير لبنان بإذاعات من شتى الإتجاهات والميول . الشرطي الواقف عند إشارة السير أشار إلينا بالنزول إلى ساحة الشهداء في اتجاه البحر وكنا نتطلع إلى أطراف المخيم الواسع الذي أقامه أنصار "حزب الله" وحلفاؤه في ساحة رياض الصلح ويمنع على المصورين والناس تصويره . من المخيم خرج شبان وأقفلوا الجسر في الإتجاهين بإطارات وحجارة وعوائق . "لن يفتحوه قبل أن يلقي السيد حسن نصرالله كلمة متلفزة اليوم يعلن فيها إنتهاء العمليات الحربية"، قال رفيقي ، اليساري السابق الشيعي الحريري الهوى اليوم . كان الجسر ضيقاً في ما مضى وسّعه الرئيس رفيق الحريري وربطه بأنفاق وطرق واسعة بين "البيروتين".

"سالكة وآمنة" عبارة شهيرة للمذيع الراحل شريف الأخوي استذكرناها بينما كنا نعبر أول حاجز للجيش اللبناني. نظر إلينا الجنود بلا اكتراث ولم يقولوا شيئاً بل أومأ إلينا أحدهم بيده كي نتابع. هذه الساحة هنا تعبق بالذكريات والرموز ، فبين مخيم إعتصام "حزب الله" وحلفائه وضريح الرئيس الحريري ورفاقه طريق رفع عليها الجيش حاجزاً عاليا بالأسلاك الشائكة . هنا ساحة 8 آذار وهنا ساحة 14 آذار وبينهما ارتفع جدار أشواك وشكوك وأوهام تلطخ أخيراً بالدم.

نعبر قبالة الرموز وقبالتها : المسجد الكبير الملاصق لكاتدرائية المدينة ، تمثال الشهداء الذين أعدمهم العثمانيون، صورة كبيرة للوزير الراحل بيار الجميّل على المقر المركزي لحزب الكتائب ثم نلتف يساراً فتطالعنا صورة كبيرة للنائب والصحافي الراحل جبران تويني على مبنى جريدة "النهار" وبعده تمثال برونزي للكاتب الصحافي سمير قصير تحت شجرة وارفة في الساحة التي تحمل إسمه ... تذكرنا سمير ومقاله "عسكر على مين؟".

-"هذه الأيام؟ على نسائهم في البيوت".

عاشق بيروت الكبير سمير قتلوه في أحد شوارعها مثل هذه الأيام صباح 2 حزيران/ يونيو 2005، وبعده حاول قتلها. ترى لو كان حياً ماذا كان كتب عنها وعنهم اليوم ؟

الرموز تتكاثف، تتداخل، تتعدد وتتناقض. الجيش رمزالوطن وللعجز أيضاً . مخيم "المعارضة الوطنية اللبنانية" المستمر منذ نحو سنة ونصف بلا جدوى حتى اليوم لعجز عن إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة رمز لقدرة الحزب الشيعي على الصبر كما يردد أمينه العام. غير مستعجل "حزب الله"، وإذا لم يسقط السنيورة غداً فبعد خمسين سنة . لا بد أن يرحل في نهاية المطاف وسيطلق أنصار الحزب وحركة "أمل " رشقات نارية غزيرة في الهواء مدى ساعات كما فعلوا أمس بعد تراجع الحكومة عن قراريها الشهيرين. قال رفيقي أن ثمن تلك الرشقات يكفي لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية ورفع الحرمان عن عائلاتها. لكنها ذهبت في الهواء.

تذكرنا أن الجيش كان قد أنذر في اليوم السابق باستخدام القوة لمنع المظاهر المسلحة. ولكن ماذا يمكنه أن يفعل متى تطلق آلاف الرشاشات نيرانها في وقت واحد ومن كل الأحياء؟ وخصوصاً من الضاحية الجنوبية؟

في شارع باب إدريس أطلقنا ضحكتين ونحن ننتظر إشارة المرور الخضراء. كان يقول إنه حارب مع رفاقه آنذاك في "الحركة الوطنية" مقاتلي حزب الكتائب في هذه المحلة مطلع الحرب الأهلية السابقة، لم يكن يتصوّر أن يوماً سيأتي يهرب فيه من مسلحين شيعة ويصبح الهمّ الرئيسي لحزب الكتائب أن يعثر له على مكان يسكنه في "الشرقية".

كنا وصلنا إلى شارع "الستاركو" وكنت أعلق على كلامه بالقول إنه يبالغ في كل تشابيهه ، فأجابني إن قرار العيش بسلام في لبنان مع إستمرار "حزب الله" في حمل السلاح مهما تكن مبرراته وذرائعه هو مبالغة فظيعة في التفاؤل. وإننا نضحك على أنفسنا عندما نأمل أن نعيش في هذه البلاد مثل بقية بني آدم .

دخلنا شارع كليمنصو. العسكر في كل مكان راجلين وفي الآليات، جيش وقوى أمن وفرق فرق ثم يقفل الشارع بحاجز . هنا منزل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط. وثمة سهم يشير إلى اتجاه السير الموقت. استدرنا وعدنا إلى مدخل شارع الحمراء من قرب محطة "أخبار المستقبل" المقفلة والتي انتقلت موقتاً إلى ضاحية بيروت الشرقية. وكما في كليمنصو حشد من جنود الجيش بآلياتهم وأسلحتهم . الطريق شبه خالية والزقزقات كما في الشوارع الأخرى صاخبة قوية. بيروت ملأى بالجيش والعصافير وطرقها شبه خالية لأن التلاميذ ما زالوا نائمين فالمدارس لم تفتح ، ولا تزال تنتظر المطار وطرق العاصمة المقطوعة التي تنتظر خطاب سيد المدينة المسلّح السيد نصرالله كي تفتح.

"هل هذا خط بارليف؟" تساءلنا عندما عبرنا قرب مقر وزارة الداخلية في شارع الحمرا الذي زنره جدار عال من الأسلاك الشوكية . ثم رأينا أصحاب متاجر يفتحون أبوابها وباعة جرائد في أكشاكهم وسيارات مدنية ومشاة كأنه يوم عادي وهناك مقاه فتحت وجلس روادها يرتشفون القهوة ويقرأون الصحف . هل ننزل ؟ "لا، القوميون السوريون هنا يعرفونني ولا أريد أن ألتقيهم . ربما يظنون أنني مرتكب مجزرة حلبا".

وقع القوميون السوريون في خطأ تاريخي عندما استفزوا مشاعر السنة في لبنان بحرق محطة "المستقبل" ورفع علمهم وصور الرئيس السوري بشار الأسد عليها، ويعتبر قائدهم النائب بإرادة "حزب الله" أسعد حردان شديد الإرتباط بالإستخبارات السورية ورمزاً من رموزها في لبنان. كانت فعلة مسلحيه تعبيراً عن قصر نظر. وكان أحدهم أرسل إلي بالأنترنت لينك يظهر عبر "اليوتيوب" فيلما عما حصل في حلبا فلم أفتحه. يصعب على إنسان طبيعي التفرج على مشاهد قتل عزّل، وحتى مذيع قناة "المنار" أشاح بنظره عن المشاهد المقززة التي عرضتها المحطة لإثارة الرأي العام ضد "تيار المستقبل". وروى وزير الرياضة أحمد فتفت إن جمعاً من أهالي حلباً أراد قطع الطريق إحتجاجاً على اجتياح "حزب الله" لبيروت الذي اعتبروه مهيناً للسنّة وإحراق تلفزيون "المستقبل" فأطلق مسلحون قوميون من مقرهم النار على الجمع وقتلوا اثنين وجرحوا آخرين. وعلى الأثر أقدم أهالي الضحيتين الغاضبون على الإنتقام فقتلوا نحو 11 من القوميين السوريين بعد أسر معظمهم . وبصرف النظر عن صحة الرواية أو عدمه يبقى فعلاً وحشياً عمل إعدام الأسرى، المسلحين أو المدنيين، وسواء ارتكبه في سورات غضب أنصار ل "المستقبل" في الشمال أو مسلحون من "حزب الله" في حق أنصار للحزب التقدمي الإشتراكي في الشويفات أو إشتراكيون في حق أنصار أو مسلحين للحزب الشيعي في عاليه. وقد أمضى جنبلاط ليلة وهو يصيح على الهاتف في أنصاره الذين أسروا نحو 70 مسلحاً من "حزب الله" مع آلياتهم في جرود جبل الشوف لئلا يقتلوهم بعدما استسلموا. والأهم من توزيع التبعات والإتهامات بالمسؤولية عما ارتكب أن وحشاً مخيفاً قد استيقظ في نفوس اللبنانيين. وأذكر أن مدير التحرير السابق لصحيفة "لوريان لوجور" الفرنسية العريقة جوزف سعادة ظهر منتصف التسعينيات في برنامج برناربيفو على محطة "فرانس- 2" لمناقشة كتابه "ضحية أم جزار؟"، كتاب روى فيه كيف ارتكب شخصياً وهو الكادر المثقف مجزرة "السبت الأسود" بعد قتل ولديه عام 1975 . وعندما أدرك ضيفا البرنامج الآخرين أن الرواية ليست خيالية قفزا عن كرسييهما هلعاً. ولا يزال سعادة الذي بات عجوزاً يسأل من يسأله: "أنت ما رأيك؟ هل كنت ضحية أو جزاراً؟" .

 تشابهت الشوارع وكنا نحكي عن روح الحقد الذي انبثق في النفوس وعاود الحياة ظاهراً على بعض الوجه. ونتطلع إلى أعلام هي أيضاً رموز انتصار تحقق، ووجوه قليلة لناس عاديين في الشوارع وجنود تكاد تغفيهم زقزقات العصافير في مدينة تراهن على النسيان كي يسامح أهلها والآتون إليها بعضهم بعضاً يوماً ما . بقية الشعوب يعيش الجيل فيها حرباً أهلية ونحن حربين . بعدما توقفنا ونظرنا مليا إلى البحر على كورنيش المنارة الخالي إلا من بعض حسناوات أبين التخلي عن هواية الهرولة استطعنا أن نحدد بالضبط شعورنا حيال هذه المدينة التي أدرنا لها ظهرينا: الشفقة!

 

حزب الله» أكمل في بيروت ما بدأته «حماس» في غزة!

هدى الحسيني

يصعب التصديق انه في اليوم الذي كانت تحتفل فيه اسرائيل بعيد استقلالها الستين (8 ايار ـ مايو)، كان «حزب الله» يغزو بيروت الغربية. هل كان ذلك صدفة تزامنت ايضاً مع الهزيمة التي منيت بها ايران وسوريا في العراق عندما اعلن في اليوم نفسه فريق مقتدى الصدر في بغداد عن استسلامه للحكومة التي كان هدد رئيسها نوري المالكي بالذهاب في معركته ضد جيش المهدي حتى النهاية ولو بتشريد مئات الآلاف من مدينة الصدر؟

قبل احتفال اسرائيل بعيد استقلالها، كانت تتخوف من احتمال ان يُنفذ «حزب الله» بصفته «المقاومة» عملية ضدها ناسفاً بذلك كل تحضيراتها واحتفالاتها، فاذا به، ينفذ فعلاً عملية انما ضد بيروت الغربية ويبتعد كثيراً عن حدود اسرائيل. عندما اغتيل عماد مغنية في دمشق، اعلن الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله «حرباً مفتوحة»، اعتقد اللبنانيون انه يقصدها ضد اسرائيل وضد اهداف اسرائيلية، فاذا بها حرب مفتوحة ضد بيروت الغربية ومؤسساتها الثقافية والاعلامية والخيرية والهندسية، لم تكن بيروت تعرف، انه ومن دون علمها، سببت اغتيال عماد مغنية في دمشق، فقرر «الحزب» معاقبتها.

قبل اسبوعين من سقوط القناع، بدأت وسائل «حزب الله» تتناقل اخباراً مفادها ان احد رجال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يقف وراء اغتيال مغنية. وبعدما اطبقت ميليشيا «حزب الله» على بيروت الغربية بعد ثلاث ساعات من المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد نصر الله وقال فيه، ان الحزب لا يريد السلطة، انما قال، ان سلاحه هو للدفاع عن السلاح، بعدما كان للدفاع عن لبنان. كتب «نادر فوز» في صحيفة «الاخبار» اللبنانية مقالاً بعنوان: «التدرج على ثلاث مراحل»، شرح فيه مخطط «حزب الله» وكان ذلك في 10 ايار/ مايو. قال: «عند الساعة الواحدة من فجر الجمعة حققت العملية العسكرية اهدافها بالكامل (...) ومع انتهاء العمليات في العاصمة، اللبنانيون امام مرحلة رابعة: تعميم الحسم في كل المناطق وخاصة الشوف»!.

ان اوجه التشابه كثيرة بين ما قامت به اسرائيل في حرب تموز (يوليو) 2006 وما قام به «حزب الله» اخيراً. عندما قتل افراد «حزب الله» ثمانية جنود اسرائيليين وخطفوا اثنين، لم يعتقد احد بأن الرد الاسرائيلي سيكون بتلك الوحشية، وقال السيد نصر الله: انه لو كان يعرف ما كان أمر بتلك العملية.

لنفترض ان الحكومة اللبنانية اخطأت عندما اصدرت قرارها بتفكيك شبكة اتصالات الحزب، وينقل العميد وفيق شقير، قد تكون اخطأت بالتوقيت والتقييم، فليس هذا هو المال السائب الوحيد في لبنان، ثم أنها تعمل على خصخصة قطاع الهاتف فكان لا بد لـ«حزب الله» الذي اقام دولته من ان ينهي شركته الهاتفية قبل دخول الشركات الاخرى على الخط، لكن، هل يستحق هكذا خطأ مثل هذا العقاب الجسيم لكل لبنان.

لقد رفض الحزب الالتزام بقرارات الامم المتحدة، كما ان الحكومة اللبنانية لم تطلب من الجيش العمل على تطبيقها، هي لم تطلب حتى من الجيش ازالة الخيم من وسط العاصمة. وليس صحيحاً ما قاله المعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل، ان الحكومة بقراراتها الاخيرة كانت تريد تفجير الصراع بين الجيش و«المقاومة»، كان باستطاعة الحزب رفض تطبيق قرارات الحكومة، لقد حصل شيء مشابه في السابق عندما ارادت الحكومة نقل اللواء ابراهيم جزيني من منصب مدير عام الأمن العام، رفض الحزب وحركة «امل» ذلك، وتراجعت الحكومة ولا يزال جزيني في مركزه.

منذ استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة، ورغم كل التشنجات التي كانت تحصل، ظلت الامور تحت السيطرة وكان الكل يتفق على القول ان ايران لا تريد حرباً اهلية في لبنان. الآن تغيرت المعادلة، واعطت ايران الاشارة الى «حزب الله» لتنفيذ الخطة الموضوعة اصلاً، وكانت حركة «حماس» بدأتها. فهي منظمة سنّية فلسطينية قامت بانقلاب ضد السلطة بتنسيق كامل مع ايران ودعم لوجستي من ايران وسوريا، الآن «حزب الله» الشيعي اللبناني قام بانقلاب ضد السلطة بتوجيه من ايران وسوريا. هذا الخط الرباعي الايراني ـ السوري ـ «حماس» ـ «حزب الله» يعد للهجوم منذ سنتين ولم يجد من يقف في وجهه سوى الكلام، واصرار قسم كبير من اللبنانيين على تحدي هذا التيار الذي يرفض القبول بالحرية والديموقراطية والحوار، بتمسك اللبنانيين كافة بالحرية والديموقراطية والانطلاق والحياة بكل معانيها. اما الذي عجل في تطبيق «حزب الله» لخطته فهو هزيمة ايران في «مدينة الصدر» العراقية، بعدما كانت فتحت مخيمات قرب طهران لمقاتلي الصدر، حيث تدربوا على ايدي مدربين من «حزب الله»، اما دور سوريا في هذه المعادلة فهو ان اللواء محمد ناصيف المسؤول عن الشؤون الامنية، الذي ينسق مع «حزب الله» هو نفسه المنسق مع التيار الصدري.

ارادت ايران ومعها سوريا تبليغ اميركا بأن عضلاتها لا تزال قوية في لبنان، في حين اراد «حزب الله» الانتقام من وليد جنبلاط الذي كان اول من تحدى «هيبة» امينه العام، فاراد اذلاله في عقر داره في الشوف، لكن ماذا ينفع الامير طلال ارسلان اذا ربح «سيف» «حزب الله» وخسر نفسه. اما ان يقول الحاج حسين خليل ان السيد نصر الله لا يريد الانتقام الشخصي من وليد جنبلاط، فانه لم يقل لنا لماذا صعد مقاتلو «حزب الله» الى عاليه والشوف؟

لقد احتاج «حزب الله» الى سنوات كثيرة ليبني تلك الهالة حول زعيمه وحول سلاحه، رغم عدم اقتناع الكثير من اللبنانيين بمبرر تكديس السلاح، حتى ولو اقتنع الكثير من العرب والمسلمين، وهو سيحتاج الى سنوات مضاعفة ليعيد ثقة اللبنانيين به وقد لا تعود. قد يكون انتصر الآن، لكن طعم هذا الانتصار سيكون مراً، ليس من لبناني يقبل بنظام قائم على المذهبية ويعتبر كل ما عداه خطاً احمر. يعرف «حزب الله» ان ايران تتحمل تشويه سمعتها، فهي دولة كبيرة، غنية بالثروات الطبيعية، اما لبنان فعندما تنهار سمعته بهذا الشكل، فانه يتحول الى بؤرة ارهاب وفوضى وقد تعيده تداعيات حرب «الحزب» عليه، الى العصور الوسطى.

يدّعي الحزب، انه «يحرر» المناطق ويسلمها الى الجيش. ما هي الخطة التي يتبعها، وهل يعتقد بأن افتعاله للمعارك يعطيه الحق بتجريد بقية اللبنانيين من اسلحتهم، ومن سيجرده هو من سلاحه؟ هل ان تسليم الجيش سيؤدي بعد اكتمال الدائرة ـ اذا استطاع الحزب بدعم ومساعدة ايران وسوريا، تجريد كل اللبنانيين من اسلحتهم وكراماتهم ـ لأن يقف لاحقاً وجهاً لوجه امام الجيش، ويكون الجيش قد أُكل يوم أُكل الثور الأسود؟ عندها تُتاح الفرصة امام «حزب الله» ليسيطر على كل لبنان، هذا اذا سُمح له ذلك. في كل مرة، عندما يُخطئ «حزب الله» يدفع كل لبنان الثمن، الخوف الا يتحمل لبنان هذه المرة دفع الثمن خصوصاً اذا بدأت قوافل «القاعدة» تهرع لنصرة اهل السنة في لبنان!

قبل فوات الاوان، على «حزب الله» ان يحفظ خط الرجعة، يقول انه لبناني ويبرر المدافعون عنه تلقيه الاموال المتدفقة من ايران على اساس انها اموال لدعم المقاومة، في حين ان هذه المقاومة بالذات تقضي على لقمة عيش كل لبناني. صارت المقاومة بنظر اللبنانيين برأسين. رأس يقول انه ليقاوم اسرائيل، ثم برز الرأس الآخر الذي يريد تدمير والغاء بقية اللبنانيين. على «حزب الله» ان يعرف بأنه يمثل الشيعة في لبنان، وعليه بالتالي تجنب الاسلوب الذي اعتمده النظام السوري تجاه اللبنانيين طيلة احتلاله، الى درجة ان اللبنانيين صبوا حنقهم كله على الشعب السوري. وعلى حكماء الشيعة اللبنانيين ان يذّكروا الحزب بأنهم ليسوا جزءاً من الامة الايرانية. ويبقى السؤال: هل تقبل سوريا «قلب العروبة النابض» ان يصبح لبنان «دويلة» تابعة لايران، حتى لا نقول «دويلة» ايرانية؟!

*نقلا عن جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية

 

جنبلاط ينصح نصر الله بالاحتفاظ بـ «الاعتدال السنّي» وبري يعتبر ان التواصل يعمّر والشارع يدمّر ...

 «ورقة تفاهم» عربية لتطبيق قرارات الجامعة والتمهيد لحوار الدوحة وحمد بن جاسم يعد بطرح تحييد الصراع عن استخدام السلاح

بيروت , واشنطن - محمد شقير- الحياة  - 15/05/08//

تستعجل اللجنة الوزارية العربية في لقاءاتها الاستكشافية بالقيادات اللبنانية في الموالاة والمعارضة، تحديد موعد لاستضافة العاصمة القطرية جولة جديدة من مؤتمر الحوار الوطني الأول لحل الأزمة في لبنان، من خلال التوصل الى ورقة عمل مشتركة لتطبيق قرارات الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب، تنطلق من العودة بلبنان الى وضعه الطبيعي الذي كان عليه قبل صدور القرارين عن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في شأن شبكة الاتصالات الهاتفية التي أنشأها «حزب الله» وإعفاء قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من مهامه وإعادته الى ملاك الجيش، وردود الفعل عليهما التي اتسمت باستخدام السلاح واللجوء الى العنف، بما يهدد السلم الأهلي في لبنان. وكانت اللجنة العربية برئاسة رئيس وزراء قطر وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعضوية الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزراء خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والجزائر والأردن والمغرب واليمن وجيبوتي وعمان، وصلت ظهر أمس الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وتوجّهت بعدما تولّت عناصر من «حزب الله» رفع السواتر الترابية من أمام اللجنة، الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن ثم تباعاً الرئيس السنيورة، رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل، ورئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون ثم رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري الذي كان آخر من التقتهم اللجنة قبل ان تلتقي في ساعة متقدمة ليلاً الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله.

وترافق تحرك اللجنة الوزارية العربية مع انعقاد مجلس الوزراء اللبناني في جلسة طارئة ليل أمس، برئاسة السنيورة للموافقة على الكتاب الذي رفعته قيادة الجيش اللبناني الى الحكومة وفيه طلب بالعودة عن القرارين المتعلقين بشبكة الاتصالات وإعفاء العميد شقير، واللذين كانت الحكومة وضعتهما في عهدة العماد سليمان.

وستأتي الموافقة ضمن سلة شاملة لورقة تفاهم تبنيا لقرارات المجلس الوزاري للجامعة العربية.

وجاءت جلسة مجلس الوزراء من ضمن التفاهم الذي جرى التوافق عليه بين الحكومة والأكثرية من جهة، والرئيس بري من جهة ثانية، برعاية عربية مهدت لها اللجنة العربية باتصالات أجرتها معهم قبل وصولها الى بيروت، وتولاها حمد بن جاسم وموسى، باعتبار ان العودة عن القرارين وإعلان الاستعداد للجلوس الى طاولة الحوار سيقابلان فوراً بموقف عملي من المعارضة يقضي بإنهاء كل المظاهر المسلّحة وما ترتّب عليها من عصيان مدني تمثّل في قطع الطرقات وإقفال مطار بيروت في وجه الملاحة الجوية، والتي كانت بمثابة رد فعل اعتراضي مسلّح على قراري مجلس الوزراء.

وعلمت «الحياة» ان عودة الحكومة، بدعم من الأكثرية، عن قراري شبكة الاتصالات وإعفاء العميد شقير جاءت مقرونة بضمانات حصلت عليها اللجنة العربية من بري شخصياً، باسم المعارضة، وفيها العودة بالبلد الى ما كان عليه قبل صدور القرارين وتحرّك المعارضة في الشارع، بدءاً من بيروت وامتداده الى الجبل وطرابلس وكادت الصدامات الناجمة عنه تؤدي الى وضع لبنان ككل على شفير الهاوية.

لذلك فإن عودة الوضع الى حاله الطبيعية متوقعة بين ساعة وأخرى، وفور الإعلان عن الاستعداد للحوار وعودة الحكومة عن قراريها، على رغم ان «تيار المستقبل» بادر بعد ظهر أمس الى إعادة فتح حركة المرور بين بيروت ودمشق من نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسورية تأكيداً لحسن النيات ودعماً للانفراج الذي بدأ يعود تدريجاً الى البلد.

لكن العودة الى الوضع الطبيعي ما قبل 5-5-2008 لا تشمل الاعتصام الذي تنفذه المعارضة في الوسط التجاري لبيروت، بذريعة انه مرتبط باتفاق الحل الشامل، أي انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخاب جديد، على رغم ان بري كان لمّح لدى استقباله اللجنة العربية الى ان لديه خطوات إيجابية جديدة، من دون ان يكشف تفاصيلها، فيما يعتبر البعض في المعارضة ان ما يقصده يتعلق بإمكان التوصّل الى تفاهم في شأن النسب في توزيع الوزراء على الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية الجديد، في الحكومة العتيدة.

وبالعودة الى لقاءات اللجنة العربية، لا بد من الإشارة الى ان رئيسها حمد بن جاسم لم يتحدث حتى المساء الى وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والأجنبية، وفضّل عدم الرد على أسئلة الصحافيين واعداً إياهم بأن اللجنة ستعد في نهاية لقاءاتها ورقة عمل تجمع بين الحصيلة النهائية لاجتماعاتها «الماراثونية» وربما المكوكية اذا اقتضت الحاجة، وبين ترجمة قرارات وزراء الخارجية الى خطوات ملموسة استعداداً لتوجّه الأطراف الى الدوحة لاستئناف جولات الحوار، في ضوء الاستعداد لاستجابة دعوة قطر والتي ستكون برعاية عربية، وصولاً الى التوافق على البندين العالقين من الحوار، وهما الحكومة الجديدة وقانون الانتخاب، للإسراع في انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية.

وانطلقت اللجنة العربية في لقاءاتها من قناعة بأن استئناف الحوار لن يتحقّق بالسرعة المطلوبة ما لم يصر الى تنفيس الاحتقان من ناحية، والى تهدئة النفوس والخواطر من ناحية ثانية، فمن دونهما لا يمكن إعادة الاعتبار للتواصل الداخلي، وبالتالي لا بد من العودة بالبلد الى الاستقرار إفساحاً في المجال أمام التحاور بعيداً من الضغوط وفي منأى عن استثمار الوضع على الأرض والاستقواء به لتوظيفه في المعادلة السياسية التي يفترض ان تبقى كما كانت عليه، أي منذ إطلاق المبادرة العربية لإنقاذ لبنان.

ولقيت اللجنة العربية كل تجاوب من القيادات التي التقتها، بتأكيد دعمها قرارات وزراء الخارجية العرب، وتمسّكها بالمبادرة العربية.

ونقلت مصادر مواكبة للقاءات اللجنة عن بري قوله: «لا جديد في موقفنا وهو معروف، وما حصل على الأرض تسبّب فيه القراران الصادران عن الحكومة، وما هو إلا ردّ فعل» و «إعلان العودة عن القرارين والاستعداد للحوار سيقابله من جانبنا إنهاء العصيان المدني».

وشدّد بري ان لا تعديل في جدول أعمال الحوار، ويتعلق بحكومة وحدة وطنية والاتفاق على ماهية الدائرة الانتخابية، أي القضاء، من دون الدخول في التفاصيل، وأن هذا يكفي للذهاب الى البرلمان لانتخاب العماد سليمان، مشيراً الى ان لا رابح ولا خاسر ازاء كل ما جرى لأن الأخ لا ينتصر على أخيه، واللجوء الى الشارع يدمّر، بينما الجلوس الى طاولة الحوار يعمّر». وسأل بري، كما تقول المصادر، عن اتهام المعارضة بتنظيم انقلاب سياسي وعسكري، وقال: «أي انقلاب يتحدثون عنه طالما ان لا اهداف سياسية له وأن الحوار سيتم على الحكومة الجديدة وقانون الانتخاب من دون زيادة او نقصان».

وبالنسبة الى لقاء اللجنة العربية جنبلاط، علمت «الحياة» ان حمد بن جاسم أكد له ان الحوار سيلتئم في الدوحة برعاية عربية لمناقشة تشكيل الحكومة الجديدة وقانون الانتخاب تمهيداً للتفاهم على آلية لانتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية.

وقالت المصادر ان جنبلاط حمّل اللجنة العربية رسالة الى السيد نصر الله وفيها «ضرورة الاحتفاظ بالاعتدال داخل الطائفة السنية لما فيه مصلحة للبنان، وله ولحزب الله، وأن سعد الحريري وهو الرمز الأول للاعتدال وأن البديل منه التطرف والتشدد».

وتضمنت رسالة جنبلاط الى نصر الله إشارة واضحة لجهة ضرورة التنبه الى بيروت، والى أن قهرها بهذا الشكل ليس لمصلحة احد، وأن ما حصل فيها مهين، وكنا في غنى عما حصل في العاصمة والجبل، وأين المصلحة من التقاتل الذي هدد صيغة العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية». وسأل جنبلاط، بحسب المصادر، «هل يستحق كل ما حصل احتجاجاً على قرارين صادرين عن الحكومة، وأين المصلحة في استخدام القوة. نحن لا نريد تهديد أمن المقاومة وسلامتها، وكنا في غنى عنه. الجبل وبيروت كانا في أصل المقاومة وانطلاقتها الى الجنوب لأنهما شكلا لها المعبر لتحرير الارض، لكن من حقنا ان نسأل أين تقف حدود الدولة مقابل الدويلات الناشئة وأين علاقة المقاومة بالدولة».وعلمت «الحياة» ان حمد بن جاسم أكد لجنبلاط أنه سيطرح على طاولة الحوار في الدوحة عدم استعمال القوة المسلحة في الصراع الداخلي، وان المقاومة ستحتفظ بسلاحها الذي سيكون موضع حوار داخلي.

وكان الجميل رحب بعد استقباله اعضاء اللجنة العربية بكل الاقتراحات، بما فيها البنود المعروفة. وقال: «أظهرنا كل تجاوب مع المبادرة العربية وتفسير الأمين العام». وزاد: «طرح الشيخ حمد وأعضاء الوفد، ان يُستكمل الحوار بعد انتهاء أول جولة من المشاورات واستخلاص الأفكار الرئيسة لكل ما طرح على الطاولة، وكذلك طرح فكرة عقد اجتماع أو لقاء أو مؤتمر في الدوحة لاستكمال البحث ومحاولة الخروج بحلول نهائية للأزمة». وأضاف: «نرحب بهذا الاقتراح، وبعد التشاور مع كل الفرقاء وفي ضوء ورقة العمل التي ستوضع قريباً، تحدد الخطوات اللاحقة لحل الأزمة». واستدرك: «لدينا حالياً أولوية هي كيفية تطمين الشعب اللبناني بعد الكوارث التي حصلت اخيراً وامتداد سلاح حزب الله الى الداخل وتوجيهه الى الداخل، وهو خطير جداً وأثار قلقاً عميقاً في نفوس اللبنانيين».

أما عون فأشار بعد لقاء اللجنة الى ان «الحديث كان صريحاً عن مكونات الأزمة اللبنانية»، وأضاف: «نود تسهيل مهمة اللجنة ونأمل من الأطراف الأخرى بأن تفعل ذلك». وشدد على ان «الظروف صعبة وقد تتحول الى ظروف أصعب إذا لم يدركوا ان التنازلات يجب ان تقدّم لنصل الى حل يتناسب والمصلحة الوطنية ويحترم حقوق الجميع». واعتبر ان «التصرف السابق للحكومة يجب ان يتوقف والانطلاق بنظرة جديدة، وأن يؤدي كل دوره وفقاً للميثاق والدستور اللبناني، وهذه الطريقة هي الأمثل لنصل الى نتيجة حاسمة». وحذّر من «تدخلات خارجية تحول دون التوصل الى اتفاق».

الوضع الأمني

على صعيد الوضع الأمني، واصلت وحدات الجيش اللبناني في بيروت والجبل، تسيير دوريات مؤللة لضبط الأمن وإعادة الاستقرار تدريجاً. وشهدت العاصمة حركة عادية وفتحت المحال التجارية، واستأنفت المصارف أعمالها في صورة طبيعية، ولم يسجل أي إشكال سوى تعرض موظفي الوزارات والإدارات الرسمية الى مضايقات من مجموعات بعضها يحمل السلاح في شكل غير ظاهر، لمنعهم من الالتحاق بوظائفهم. وهذا ما أشارت اليه وزارة المال في بيان أصدرته، الى ان المضايقات استهدفت موظفيها العاملين في مكاتب الوزارة، في شارعي رياض الصلح وبشارة الخوري.

وكانت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، أصدرت بياناً لفت الى استمرار بعض المواقع الإلكترونية في نقل معلومات وتصريحات محللين سياسيين، تنم عن عدم ثقة بدور المؤسسة العسكرية، وذلك من خلال الايعاز الى عدد من الضباط بتقديم استقالتهم. وشدّدت قيادة الجيش على تماسك المؤسسة العسكرية ووحدتها. وجاء في البيان انها تنفي «جملة وتفصيلاً المزاعم المتعلقة باستقالة بعض الضباط، وتهيب بوسائل الإعلام كافة، عدم التطرّق الى أمور تتعلق بالشأن الداخلي للجيش، وعدم نشر مثل هذه الأخبار من دون العودة الى مصادرها المأذونة». ودعت القيادة «جميع المتعاطين بالشأن السياسي والإعلامي» الى «التحلّي بالمسؤولية الوطنية العالية في هذه المرحلة الخطيرة، وعدم التشكيك بوحدة الجيش المصمم على متابعة دوره الوطني الجامع». كما لفتت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة – الى ان المدير العام اللواء أشرف ريفي أصدر أمراً فورياً الى غرف العمليات في قوى الأمن في كل المناطق اللبنانية، بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الشكاوى التي تتلقّاها بكل جدية.

دمشق وواشنطن

على صعيد المواقف العربية والدولية من الأزمة اللبنانية، أكدت دمشق أمس دعم جهود اللجنة العربية «تنفيذ المبادرة العربية كسلة متكاملة».

وفي واشنطن، صوتت لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأميركي بغالبية ساحقة على مشروع قرار يدين أعمال العنف الأخيرة في لبنان، ويدعو الى تطبيق «اجراءات صارمة» على حركة النقل من ايران لمنعها من امداد «حزب الله» بالأسلحة، ويحض الاتحاد الأوروبي على اعتبار الحزب منظمة ارهابية.

ويؤكد القرار دعم واشنطن للحكومة اللبنانية ويعتبر أن الأحداث الأخيرة و»احتلال حزب الله غير الشرعي للممتلكات العامة « وقع «على الأغلب بعد مباركة من سورية وايران». ويدين القرار الذي قدمه النائب الجمهوري اللبناني الأصل داريل عيسا والنائب غاري أكرمان، طهران ودمشق لتسليح «حزب الله» ويدعو الادارة الأميركية الى اتخاذ الخطوت «المناسبة» لدعم الحكومة اللبنانية.

واعلنت الخارجية الاميركية ان مجلس الامن سيجتمع بعد ظهر امس (بتوقيت نيويورك) للبحث في الوضع اللبناني. واعلن الناطق باسم الوزارة توم كايسي ان المشاورات المجلس «ستستكمل على الارجح في الايام المقبلة»، من دون ان يوضح ما اذا كانت الولايات المتحدة تنوي طرح مشروع قرار على المجلس. وقال: «في هذه المرحلة لا ندري بعد جيدا طبيعة التحرك الذي يمكن ان تفضي اليه هذه المحادثات، لكننا نعتقد بان من المهم ان يعبر المجلس بقوة عن موقفه من هذه المسألة. هذه قضية تقلق عددا كبيرا من الدول الاعضاء في المجلس

 

مندوب السعودية لدى الجامعة يتهم نظيره السوري بـ «تأييد الاقتتال»

القاهرة - الحياة - 15/05/08//

قال المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد عبد العزيز قطان «إن انزعاج المندوب السوري خلال الاجتماع الوزاري الطارئ الأخير للجامعة وخروجه عن طوره، وتجاوزه حدود اللياقة الديبلوماسية مع جميع الحاضرين وليس مع المملكة فحسب، لا ينبغي أن ننظر إليه باستهجان، بل يجب أن نتلمس له كل العذر والتبرير». وأوضح في تصريح لـ «الحياة» أن «التفاوت والتباين في وجهات النظر أمر طبيعي عند مناقشة أي موضوع داخل أروقة الجامعة بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة للحلول المطلوبة التي من المفترض أن تقوم على حُسن النيات».

وأضاف: «في الوقت الذي اتفقت فيه رؤية جميع الحاضرين على خطورة الوضع في لبنان، وضرورة إنهاء كل المظاهر المسلحة، والعودة إلى طاولة الحوار، وأهمية الحفاظ على الشرعية باعتبارها رمزاً للسيادة اللبنانية، وتعزيز سلطة الجيش لتمكينه من الحفاظ على الأمن، وقف المندوب السوري يغرد وحيداًَ مقللاً من حجم الأزمة، ومطالباً بالتنديد بالحكومة، وتأييد الاقتتال والانتشار المسلح في العاصمة بيروت وبقية المدن اللبنانية مدعياً عبثاً أن الاقتتال في الجبل هو بين الدروز أنفسهم ومبرئاً «حزب الله» من أي مسؤولية وملقياً اللوم كله على الحكومة».

وتابع: «حتى عندما قرر الوزراء العرب وقف مداولاتهم لتوجيه نداء عاجل للبنانيين لوقف التصعيد الخطير الذي جرى في منطقة الجبل وطرابلس وغيرها من المدن اللبنانية، وحصار مقرات بعض القيادات اللبنانية، حاول المندوب السوري بكل أمانة وإخلاص تعطيل القرار، بل حاول إقناع الاجتماع بأن هذا التصعيد لا وجود له إلا في مخيلتهم نافياً صحة جميع التقارير السياسية والإعلامية، بل وشككك في الصور التلفزيونية الحية التي كانت تعرض على الهواء مباشرة، ما حدا بالأمين العام إلى التدخل بقراءة التقارير التي تلقاها من أكثر من مصدر والتي تشير جميعها إلى التصعيد وخطورة الوضع، وصدر القرار بالإجماع عدا سورية».

وزاد قطان ساخراً: «لا أستطيع أن أنكر فضل أخي المندوب السوري في إخراجي من جو الأزمة الطاحنة، إلى أجواء رومانسية حالمة بوصفه الشاعري للوضع في بيروت بعد أحداث الجمعة الدامي، حتى تهيأت لي الوجوه الملثمة حياءً وخجلاً، تحمل الورود وليس البنادق، وكأني أسمع هديل الطيور وليس المدافع».

وقال قطان: «لعل أحد الأعذار التي ينبغي أن نتلمسها للمندوب السوري، محاولته إقناع الحاضرين بأن «المعارضة اللبنانية» في كل فئاتها وأطيافها السياسية، لا علاقة لها بتاتاً بالقتال الدائر في الشوارع اللبنانية، وأنه لا يوجد ما يثبت ذلك، وأن القتال يجري بين قوى فريق الموالاة بعضهم البعض نتيجة خلاف داخلي بينهم، وتارة أخرى كان يقول إن استخدام المعارضة للسلاح هو حق مشروع لها للدفاع أمام الحكومة الغاشمة، والمثير للاستغراب أن الاجتماع لم يقتنع بهذه الحجج الدامغة والواضحة للعيان». وأشار إلى أن المندوب السوري كان يدافع باستماتة عن إيران في الاجتماع – مع أنها لم تكن محور البحث – إلى الحد الذي برر فيه احتلالها للجزر العربية الإماراتية، موضحاً أن هذا الموقف قوبل باستهجان من جانب المشاركين في الاجتماع. وقال: «ما تجدر الإشارة إليه أن مجلس الجامعة كان يستشعر خطورة تصاعد النزاع المسلح في لبنان، ويعتصر ألماًَ نتيجة إراقة الدم اللبناني بيد اللبنانيين، واتسمت مداولته بالحكمة والموضوعية، والحرص على الخروج ببيان متوازن يهدف إلى تسهيل مهمة الوساطة وإطلاق الحوار السياسي بين الأطراف، كما أن المجلس كان حريصاً على استذكار المبادئ الأخلاقية والسياسية الدولية الرافضة لمبدأ استخدام العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية، وهو المبدأ الذي نصت عليه جميع المواثيق الدولية والعربية».

وأعرب عن دهشته للرفض القاطع للمندوب السوري لهذا المبدأ، «الذي طلب حذفه من القرار تحت ذريعة أنه اتهام واضح لحزب الله، مع أن قرار المجلس في صيغته الأولية أو النهائية لم يتعرض من قريب أو بعيد لأي طرف من الأطراف بالاسم، بل وعندما رغب المجلس في إدانة حرق الممتلكات والمؤسسات الرسمية والمدنية انبرى المندوب السوري محتجاً على هذه الإدانة بذريعة أنها تتهم أيضاًَ حزب الله بحرق المؤسسات الإعلامية التابعة لحزب الموالاة، مع أن هذا المبدأ ينطبق على الأطراف المتنازعة كافة من دون استثناء».

وكشف قطان أن المندوب السوري اتهم الدول العربية بأنها لم تكلف نفسها عناء إدانة إسرائيل لقصفها قناة «المنار» خلال حرب صيف عام 2006، وقال: «ربما أخطأت الدول العربية والجامعة بالاكتفاء بالتنديد الشديد والاستنكار البالغ للاعتداء الإسرائيلي السافر على الأراضي اللبنانية كافة، وعلى أبناء الشعب اللبناني بجميع فئاته من دون ذكر قناة «المنار» تحديداً». وأضاف: «إن كانت هذه رؤية الأخ المندوب السوري فلا غرو أن يخرج علناً أمام وسائل الإعلام باتهام مجلس الجامعة ببيع القضية الفلسطينية، وذلك عند مناقشة المجلس للنزاع بين فتح وحماس». واختتم السفير قطان بقوله: «لا أستطيع أن اخفي إعجابي بصمود وأريحية المندوب السوري، أمام رفض المجلس لآرائه الثاقبة التي استعصت على فهم العقل العربي، وفتحت سجالاً بينها وبين المملكة والكثير من الدول العربية داخل الاجتماع، وربما يعود السبب إلى رغبة مجلس الجامعة في إطفاء نار الفتنة اللبنانية وليس تسعيرها

 

فتح الاسلام»: سندافع عن أهلنا في لبنان ...

«الجماعة الاسلامية» في مصر: «حزب الله» ارتكب خطأ جسيماً

القاهرة - الحياة - 15/05/08//

دانت «الجماعة الإسلامية في مصر» ما وصفته بـ «احتلال «حزب الله» الموقت للعاصمة اللبنانية بيروت لينقض وعداً كان أخذه على نفسه بألا يستخدم سلاحه داخل لبنان». وسألت الجماعة في بيان لها أمس: «ما أكثر الاخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها امتنا؟ ان المشهد اللبناني الحالي اضاف خطأ استراتيجياً جديداً»، وقالت: «في هذه الأيام قام «حزب الله» بخطأ جسيم لا يقل شناعة عن الأخطاء الإستراتيجية السابقة إذ قام باحتلال العاصمة اللبنانية بيروت ليهدم وعداً جازماً كان قطعه على نفسه بعد انتصاره المشرف على الجيش الإسرائيلي ودحره من لبنان وهو ألا يستخدم سلاحه إلا في وجه عدوه وعدو الأمة المغتصب لأرضها وبلادها وهو إسرائيل، ولكن مع أول اختبار جدي لهذا الوعد إذا بالحزب ينكث بعهده ووعده ويستعرض قوته أمام الفرقاء بل أمام الأمة أجمع».

وأضافت الجماعة: «كم كان يتمنى الجميع، وخصوصاً أهل السنة الصالحين، أن يحافظ حزب الله على صورته بيضاء ناصعة وأن يتخلى عن أفكاره العقائدية الشيعية الفجة ضد الصحابة خصوصاً وأهل السنة عموماً. كنا نعلم أن حزب الله يمارس ضدنا من وسائل الخداع الكثير والكثير وكان أهل السنة مهيئين لقبول الخداع بل وتصديقه، إن حزب الله ليس أول من يخدعنا ولكنه قد يكون من أمهر وأذكى من خدعنا».

ولفتت الجماعة إلى «أن أهل السنة كانوا يعلمون أن حزب الله لا يخدم الأجندة العربية والإسلامية في المقام الأول، ولكنه يخدم الأجندة الإيرانية ولكن ما حيلة أهل السنة في هذا الوضع الصعب حيث لا رأي لهم ولا دولة ولا إمام... ولا حتى قدوة يحيي فيهم الأمل».

وسألت الجماعة: «لماذا يدفع اللبنانيون كل شيء... والجولان السورية لم تقم فيها تظاهرة واحدة ضد العدو الإسرائيلي، مجرد تظاهرة أو اعتصام أو حتى إضراب عن العمل ليوم. لماذا يريد الجميع بمن فيهم سورية وإيران وأميركا أن يحارب لبنان بالوكالة عنهم وأن يدافع عنهم ضد الآخرين وأن يدمر بين الحين والآخر من أجلهم، وهل جربت سورية أن يحارب آخرون على أرضها من دون إذن أو حتى علم للدولة والحكومة التي تستيقظ صباحاً لترى الطائرات وهي تدك دولتها وهي لا تدري عن الأمر شيئاً». وأكدت الجماعة «أن حزب الله تعدى دوره كحزب سياسي مسلح في دولة صغيرة مثل لبنان ليصبح اليوم قوة إقليمية تفوق في قدراتها السياسية والإعلامية والعسكرية والإستراتيجية قدرات كثير من دول المنطقة التي أصبحت اليوم بلا أثر أو تأثير».

وأضافت الجماعة: «نقول للذين يقارنون اليوم بين (الامين العام لحزب الله) حسن نصر الله و(رئيس كتلة «المستقبل» النيابية) سعد الحريري إن هذه المقارنة خاطئة، ولكن قارنوا بين سعد الحريري وبول بريمر جديد في لبنان وساعتها لن نبكي على فلسطين والعراق وأفغانستان فقط، بل سنبكي أيضاً على سورية ونلعن الأيدي التي صفقت لحزب الله يوم أن احتل بيروت والأيدي التي صفقت من قبل لعبد الناصر في اليمن. وصفقت لصدام في الكويت... وصفقت للقاعدة في 11 أيلول (سبتمبر)... وصفقت للصدر (مقتدى) وهو يقتل ويذبح أهل السنة في العراق. إن احتلال بيروت بواسطة قوات حزب الله ما هو إلا بروفة للسيطرة عليها عند الضرورة ودحر الخصوم وعلى رأسهم أهل السنة وتحويل لبنان إلى دولة شيعية ولذلك كان لافتاً للنظر اشتراك ميلشيا «أمل» في هذا التدريب الميداني».

«فتح الاسلام»

الى ذلك، تلقت «الحياة» بياناً باسم القسم الاعلامي في «تنظيم فتح الإسلام» تحت عنوان «أكاذيب ومبررات لذبح أهل السنة في لبنان». وتضمن البيان رداً على النائب السابق ناصر قنديل اول من امس «والذي قال من خلاله أن المجموعات التي تقطع طريق المصنع هم من أبناء تنظيم فتح الإسلام»، معتبراً ذلك «إدعاء خطيراً يراد من خلاله التمهيد لتوجيه ضربةٍ الى أهلنا في تلك المنطقة بحجة أنهم من تنظيم فتح الإسلام وليسوا من تيار المستقبل».

وأعلن التنظيم ان المجموعات «التي قطعت طريق المصنع ليست من فتح الإسلام ولكنهم شباب من هذه الطائفة التي استبيحت حرماتها فأرادوا أن يعيدوا لطائفتهم التي ينتمون إليها شيئاً من كرامتها وهيبتها وعزتها». وهاجم «فتح الاسلام» «تيار المستقبل» وقال انه «مشبوه ولن ننسى بأن هذا التيار كان سبباً في قتل العديد من إخواننا وتدمير مخيم بأكمله وتشريد أهله». واعتبر «فتح الاسلام»  «إن ما حصل في بيروت من إقتحام وقتل وإحراقٍٍ وإهانةٍ وتمادٍ في الإذلال لأهل السنة ليس مبرراً ولا مقبولاً من أحد وأن ما يردده حزب الله والمعارضة بأن هذا الفعل كان رداً على القرارات التي اتخذتها الحكومة. هو أكذوبة لا تنطلي على الشرفاء والعقلاء من أهل السنة». وأضاف التنظيم: «إننا في تنظيم فتح الإسلام من أهل السنة والجماعة لن نسكت على ما يحصل مع أهلنا ولن نقف مكتوفي الأيدي»... وهدد بمواجهة «الذي يريد أن يطأطئ رؤوس أهلنا ولو كلفنا ذلك تقديم الأرواح وسفك الدماء

 

التبانة - بعل محسن: توتر يخمد... ويتجدد

طرابلس (شمال لبنان) – باسم البكور-  الحياة- 15/05/08//

على رغم مرور ثلاثة أيام على وقف إطلاق النار على «جبهة» باب التبانة – بعل محسن في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، فإن عصام لم يفتح محله التجاري المقابل للجامعة اللبنانية في منطقة القبة الشعبية ذات الغالبية السنية. عصام شاب علوي ورث الدكان عن والده الذي افتتحه مطلع السبعينات من القرن الماضي. وعلى رغم عدم انتمائه الى أي حزب أو تيار سياسي موالٍ أو معارض، فإن انتماءه المذهبي – بحكم الولادة لا الاختيار – كافٍ لإغلاق باب رزقه الوحيد أسبوعاً كاملاً، منذ اندلاع المواجهات بين حيّي التبانة (ذي الغالبية السنية) وبعل محسن (معقل العلويين في طرابلس) المتجاورين، علماً ان محله التجاري المتواضع لا يقع في أي من الحيّين الأخيرين. «لكن الحسابات الطائفية والمذهبية تغلب في كثير من الأحيان الاعتبارات المناطقية»، يقول عصام متحسّراً، في إشارة غير مباشرة الى ان وجوده (كعلوي) في محيط سني قد يعرضه للغرق مرغماً في مثل هذه الظروف المتوترة. لكنه يستدرك: «الزعران قلة لدى كلا الطرفين، لكن تأثيرهم يتضاعف مرات... عندما تدب الفوضى وتستيقظ الفتنة النائمة». والفتنة السنية – العلوية النائمة التي يتحدث عنها عصام استيقظت فعلاً في طرابلس، بعدما أيقظتها الفتنة في بيروت الأسبوع الماضي. فكانت النتيجة قتلى وجرحى خلال ساعات، فضلاً عن احتراق الكثير من البيوت والمحال التجارية والسيارات في كل من التبانة و «البعل».

عاش مواطنو الحيين المتجاورين أيام رعب حقيقية فتحت في ذاكرتهم ونفوسهم جرحاً قديماً (1975 –1985)، ظنوا طويلاً انه اندمل والتأم. الجرح القديم فُتح مجدداً، ونزف ضحايا ودماراً من كلا الطرفين. وكان الطرابلسيون في زمن الوجود السوري في لبنان، يعتبرون ان أبناء الطائفة العلوية في بعل محسن لهم الحظوة على سواهم عند السوريين. فيما كان علويو المدينة يعتبرون انهم كانوا من أكثر المتضررين من الوجود السوري، من دون أن ينكروا ان بعضهم كان خلال الحقبة السورية يستقوي بأجهزة الأمن السورية على أخوانه الطرابلسيين. هذه العلاقة الملتبسة ظلت عبئاً يلاحق أبناء الطائفة طوال الحقبة السورية في لبنان. الأمر الذي انعكس علاقات مغلَّفة بالريبة والحذر بينهم وبين بعض أبناء الطائفة السنية في عاصمة الشمال، خصوصاً في منطقة التبانة التي لها مع بعل محسن خصوصية في العلاقة المأزومة بلغت ذروتها بين عامي 1982 و1985، وما بينهما من دم ودمار.

كان الصراع بين الحيَّين المتجاورين الأعلى كثافة سكانية في طرابلس، نشأ عام 1980 على خلفية الصراع آنذاك بين «قوات الردع» السورية وحركة «فتح» الفلسطينية. إذ كانت الأخيرة (ولاحقاً «حركة التوحيد» الإسلامية بزعامة الشيخ سعيد شعبان) تدعم باب التبانة، فيما الدعم السوري كان لبعل محسن. وظلت النفوس محقونة بالعصبيات طوال فترة السلم الأهلي، في ظل غبن اجتماعي – اقتصادي – إنمائي عانى منه أبناء الحيّين الفقيرين، الذين فتحوا النار على بعضهم بعضاً أخيراً. «لا نريد فتح جرح قديم»، يقول رفعت عيد، مسؤول العلاقات السياسية في «الحزب العربي الديموقراطي» الذي يرأسه والده النائب السابق (عن الطائفة العلوية في لبنان) علي عيد، معتبراً ان «هناك فصائل مأجورة لعبت دورها في تأجيج نار الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة».

يعد العلويون في بعل محسن نحو 50 ألف شخص، ويقول عيد (31 سنة) حازماً: «نحن مستعدون للتضحية بـ 25 ألف علوي... ليعيش الباقون بكرامة، إذا ما اعتدي علينا»، مؤكداً ان «ليس من مصلحة الأقلية العلوية ان تفتعل مشكلة أو معركة دموية مع الأكثرية السنية في طرابلس، هذه المدينة التي احتضنت الطرفين معاً طوال عقود في وئام وسلام». ولا يختلف رأي المنسق العام لـ «تيار المستقبل» في الشمال عبدالغني كبارة عن رأي عيد لجهة ضرورة وأد الفتنة المذهبية في مهدها، مشيراً الى وجود «طرف ثالث» لإشعال «خطوط التماس» القديمة في طرابلس، ربما للفت الأنظار عن الفتنة المشتعلة في بيروت.

ويؤكد كبارة أن «أحداث بيروت الأخيرة جعلت الشارع الطرابلسي يغلي بسبب محاولة طــــرف لبناني إذلال العاصمة ومركز القرار فيها. فكـــان رد فعل الطرابلسيين قوياً، وحاولنا جاهـــديــــن تهدئة النفوس حقناً للدماء»، معتبراً ان «لو تحرّك الجيش الوطني بفاعلية وحزم في الوقت المناسب... لما حدث ما حدث». ويلفت كبارة الى ان تعليمات رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري كانت واضحة، «وهي أنه لا يريد ضربة كف في طرابلس»، ولكن الغضب الشعبي في المدينة جراء ما حدث في بيروت كان أقوى من أن نضبطه»، مؤكداً ان «الملامة الكبيرة الموجهة إلينا من جانب كثيرين، هي أننا لم نسلّح الناس بالبنادق والمدافع... كما يفعل سوانا». وبحسب كبارة، فإن الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، «كان لها أثر إيجابي علينا، لأن كثيرين من جمهور 8 آذار (المعارضة) في طرابلس انضم إلى جماهير 14 آذار (الموالاة)، ورب ضارة نافعة

 

جنبلاط: لا نستهدف المقاومة ولكن من حقنا ان نعرف حدود علاقتها بالدولة ...

اللجنة العربية تستكشف المواقف لتنفيذ قرارات مجلس الجامعة بري:لا انقلاب ولا تعديل في جدول أعمال الحوار

بيروت – محمد شقير-الحياة - 15/05/08//

باشرت اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الاتصالات مع القيادات اللبنانية للتوصل إلى حل للأزمة اللبنانية، من خلال اللقاءات التي أجرتها أمس، في بيروت، باستكشاف إمكانات عقد حوار في الدوحة يمهد لمعالجة الأزمة المستجدة بين الأكثرية والمعارضة والتي وضعت لبنان في نفق الفتنة المذهبية. وكانت اللجنة وصلت الى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في الثانية عشرة ظهر أمس، كاسرة في شكل جزئي وموقت، الحصار المفروض على المطار من المعارضة، اذ رفعت الأتربة على طريقه بما يسمح بعبور الموكب العربي وسط حراسة أمنية مشددة، قبل ان يعاد إقفاله. 

وترأس الوفد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وضم: الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزراء خارجية كل من دولة الإمارات، الأردن، المغرب، الجزائر، البحرين، جيبوتي، اليمن وسلطنة عمان. والتقى الوفد على الفور رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ، والنائبين علي حسن خليل وعلي بزي والمستشار الإعلامي علي حمدان. وتخلل اللقاء غداء تلته خلوة بين بري والشيخ حمد. وانتقل الوفد إلى السراي الكبيرة، حيث التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، في حضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري.

ورفضت مصادر السنيورة الحديث عما دار في الاجتماع مع اللجنة العربية واكتفت بالقول: «إن الاجتماع كان جيداً وصريحاً». والتقى الوفد بعد ذلك رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو وقد استقبله في الباحة المكشوفة للمنزل. وعلمت «الحياة» من مصادر في اللجنة العربية ان رئيسها وموسى سعيا الى استكشاف مواقف جميع الأطراف اللبنانيين على حقيقتها انطلاقاً من البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير في القاهرة.

وقالت المصادر ذاتها ان حمد بن جاسم قال في مستهل اللقاءات ان «مهمتنا تنطلق من البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب وما يهمنا بالدرجة الأولى توفير الأجواء لعودة الأمور الى نصابها، أي الى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة، تمهيداً لبدء حوار سريع يشارك فيه جميع الأطراف المعنيين به، بخاصة أننا نعرف اين يقف هؤلاء الأطراف وسنحاول إيجاد نقاط مشتركة للتلاقي على قاعدة التزام الجميع المبادرة العربية». وقال موسى ان جدول الأعمال الذي سيستأنف على أساسه الحوار أصبح معروفاً وهو يستند الى المبادرة العربية، مشيراً الى ان اللجنة ستحاول من خلال لقاءاتها استخراج صيغة ستبادر الى عرضها على الأطراف للانتقال فوراً الى الحوار.

أجواء إيجابية

وبالنسبة الى اجتماع اللجنة العربية مع بري قالت مصادر مواكبة للاجتماع ان الأجواء كانت ايجابية ونقلت عن بري قوله: «لا جديد في موقفنا وهو معروف وما حصل على الأرض تسبب به القراران الصادران عن الحكومة في شأن شبكة الاتصالات السلكية التي أنشأها حزب الله وإعفاء قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من مهماته وإعادته الى ملاك الجيش اللبناني».

واعتبر بري ان ما حصل على الأرض ما هو إلا رد فعل، «وأن مجرد التراجع عن القرارين وإعلان الموافقة على استئناف الحوار سيقابلهما من جانبنا إنهاء العصيان المدني والعودة بالبلد الى ما كان عليه في 5-5-2008 أي قبل دعوة الاتحاد العمالي العام الى الإضراب في 7 أيار (مايو) وما ترتب عليها من تداعيات أمنية». ولمح بري – بحسب مصادر في اللجنة العربية – الى ان هناك استعداداً للقيام بخطوات إيجابية أخرى من دون ان يتطرق الى التفاصيل في شأنها.

وأكد بري ان الجميع في حاجة الى مخرج وأن جدول أعمال الحوار معروف ويتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على تحديد ماهية الدائرة الانتخابية «وبعدها نذهب جميعاً الى البرلمان لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية».

وإذ رحب بري بجهود اللجنة العربية لإنهاء الأزمة في لبنان على قاعدة التمسك بالمبادرة العربية أكد في المقابل ان لا رابح ولا خاسر في كل ما جرى، وأن لا صحة لما يشاع عن القيام بانقلاب سياسي، وسأل بري: «هل ينتصر أحد على شعبه وأي انتصار نتحدث عنه إذا انتصر الأخ على أخيه؟».

ولفت بري الى ان «الرد على ما يردده البعض من اننا نفذنا انقلاباً سياسياً هو في الاستعداد للعودة الى الحوار للتفاهم على بندين هما الحكومة وقانون الانتخاب ولن يكون هناك من زيادة أو نقصان».وأوضحت المصادر ان بري لم يتطرق الى استقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة شرطاً لاستئناف الحوار خلاف ما كان طرحه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في الأيام الأخيرة.

وقالت ان موقف بري كان ثابتاً في شأن البندين العالقين من المبادرة العربية، وكشفت انه أوحى كأن لا مشكلة امام التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وأن الاتفاق على توزيع الوزراء من دون الحقائب هو المطلوب، إضافة الى التفاهم على ماهية الدائرة الانتخابية أي القضاء على ان تبقى التفاصيل مادة للحوار لاحقاً لا سيما ان إقرار قانون الانتخاب الجديد يحتاج الى اعتماد الآلية الدستورية المتبعة سواء عبر الحكومة أم البرلمان ومن خلال اللجان النيابية المشتركة.

ويعتبر بري ان الاتفاق على قانون الانتخاب يحتاج الى وقت طويل وأن المعارضة ليست متفقة على تصور موحد في شأنه وكذلك الحال بالنسبة الى الأكثرية ما يستدعي الدخول في حوار بعد الاتفاق على إعلان النيات حول الحكومة وقانون الانتخاب. ونقلت المصادر ذاتها عن بري استعداده للذهاب الى الدوحة لمتابعة الحوار أو البقاء في بيروت، وقالت ان لا مشكلة لديه على هذا الصعيد وإنه ملتزم ما يتوافق عليه الأطراف، إضافة الى تأكيده أن الشارع يخرّب البلد بينما الجلوس إلى الطاولة من اجل الحوار هو الذي يعمّرها.

وسأل بري: «كيف يتهموننا بأننا نفذنا انقلاباً سياسياً؟ وأين المشروع السياسي أو المطالب السياسية للانقلابيين؟»، وقال ان منزله في عين التينة تعرض للقصف بقذائف من نوع «آر بي جي» وأن أحد عناصر شرطة المجلس المولجين حماية مقر الرئاسة الثانية استشهد جراء إصابته برصاصة قناص.

عودة الأمور الى طبيعتها

وفي ما خص اجتماع اللجنة مع جنبلاط في حضور الوزراء مروان حمادة وغازي العريضي ونعمة طعمة والنائب وائل أبو فاعور، علمت «الحياة» ان حمد بن جاسم استهل الاجتماع بالقول ان اللجنة العربية تتحرك بناء على البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب، وعلى أساس عودة الأمور الى ما كانت عليه قبل صدور قراري مجلس الوزراء وقبل التحرك المسلح على الأرض. وأضاف: «وبعد ان يتحقق ذلك تذهبون الى الحوار في الدوحة برعاية عربية يناقش فيه تشكيل الحكومة الجديدة وقانون الانتخاب الجديد وانتخاب رئيس الجمهورية والمقصود به قائد الجيش العماد مشال سليمان».

وأكد حمد بن جاسم ان هناك موضوعاً أساسياً سيدرج على طاولة الحوار يتعلق بعدم استخدام القوة المسلحة في الصراع الداخلي «لأن ما حصل لا يمكن استثماره في السياسة والمقاومة حينها تحتفظ بسلاحها». مشيراً الى ان إنهاء الاعتصام في وسط بيروت وكما أبلغه بري مرتبط بانتخاب الرئيس وبالحل الشامل.

ورد جنبلاط بقوله: «أنا لا أتهرب من مسؤولياتي، وكنت أثرت موضوع شبكة الاتصالات الهاتفية لأن خرائط وزارة الاتصالات تؤكد حصول هذا الأمر، ومن حقنا ان نسأل عنه، اضافة الى ان الكاميرات التي وُضعت بمحاذاة مطار رفيق الحريري الدولي تستدعي السؤال والاستيضاح وأن للجيش ووزارة الداخلية الحق في التحقيق فيها». وتابع جنبلاط – بحسب ما نقلت عنه مصادر مواكبة للقاء: «نحن لا نريد تهديد أمن المقاومة أو استهدافها، ونحن كنا من اصل المقاومة فور انطلاقتها في الجنوب ضد اسرائيل، وبيروت والجبل كانا معبريها الى الجنوب، لكن أليس لنا الحق في أن نسأل اين تقف حدود الدولة في مقابل الدويلات الناشئة وأين العلاقة بين الدولة والمقاومة؟». وتمنى جنبلاط على وفد اللجنة ان ينقل الى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله رسالة فيها ان الحفاظ على الاعتدال داخل الطائفة السنية هو لمصلحة البلد وللمقاومة وله شخصياً وأن سعد الحريري (رئيس كتلة «المستقبل» النيابية) هو ضمانة الاعتدال في هذه الطائفة وأن لا بديل منه «إذا كنا فعلاً نريد جميعاً الحفاظ على التعايش بين الطوائف اللبنانية». ودعا جنبلاط الى التنبّه الى بيروت والحفاظ عليها وسأل: «لمصلحة من قهر بيروت ومعاملتها بهذا الشكل؟» ولم يعترض جنبلاط على الذهاب الى الدوحة. وكان الوفد وصل على متن طائرة قطرية خاصة، حطت أمام مبنى كبار الزوار على المدرج رقم 17 في المطار. واستقبله عند سلم الطائرة وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ وقائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير. واتخذت تدابير أمنية مشددة، اشرف عليها شقير. والتقى الوفد مساء سليمان والرئيس أمين الجميل وعون والحريري

 

ازدحام في الطرق البديلة وخشية من «لقاء الآخر» ...

فتح طريق المصنع وتحركات لحصر الفتنة

بيروت - ناجية الحصري- الحياة-- 15/05/08//

أشاع مجيء اللجنة الوزارية العربية الى لبنان أجواء مشجعة في بيروت والمناطق التي عاشت كوابيس الأيام الماضية. لكن الصمت بقي اللغة الأكثر «تداولاً» بين الناس حيثما التقوا من انتماءات متناقضة، وفضل كثيرون عدم اللقاء خوفاً من ردود فعل النفوس المشحونة، والتي تجلت في أكثر من منطقة أسئلة عن الانتماءات المذهبية والمناطقية، في وقت كانت لا تزال ردميات «العصيان المدني» تفصل بين أحياء بيروت وبينها وبين ضاحيتها الجنوبية. وسجلت تحركات ونداءات ولقاءات في غير منطقة لمنع تمدد الفتنة. في بيروت، زحمة سير على الطرق البديلة عن تلك المقطوعة بالحجارة والعوائق، وتحولت الطرق الخلفية لأوتوستراد بشارة الخوري وكورنيش المزرعة وعين الرمانة والشياح الى طرق رئيسة للسيارات، فيما بقيت الحافلات الصغيرة او ما جرى التعارف عليه «الفانات»، تعمل في نطاق الضاحية الجنوبية. ولم تفتح المدارس ولا الجامعات أبوابها ربما خوفاً من ارتدادات ما حصل في الشارع ولأن الأهالي كما قالت إحدى الأمهات التي تعيش في الضاحية الجنوبية: «لا يجرؤون على إرسال أولادهم الى مناطق يطغى عليها وجود طائفة باتت على خصومة مع طائفة أخرى»، وتوضح خديجة ان مدرسة أولادها «في الشويفات (غالبية درزية) وهم من الشيعة فكيف أستطيع ان أطمئن الى ذهابهم بعد اليوم الى تلك المنطقة؟ كيف أتصرف وشارف العام الدراسي على نهايته؟».

وكانت وزارة التربية والتعليم العالي اتخذت أمس، قرارات بتأجيل بعض الامتحانات الرسمية. وفي وسط بيروت عادت الحركة جزئياً الى الشوارع، لكن الدخول الى ساحة النجمة وشارعي المعرض والمصارف باتت من بوابة بلدية بيروت بعدما أحكم المعتصمون في ساحة رياض الصلح طوقهم على المنطقة وباتوا يخضعون المارة الى التدقيق في هوياتهم، ففضل كثر تجنب «أمن المعتصمين» لمصلحة تدقيق الجيش اللبناني.

وذكرت أمس، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي «المواطنين الكرام، أن غرف عملياتها في المناطق اللبنانية كافة، تواصل تلقي شكاوى المواطنين على رقم النجدة المجاني 112، للإبلاغ عن أي حادث أو أمر طارئ يشاهدونه أو يتعرضون له، وهي تعمل على معالجة كل ما يرد إليها من اتصالات وفقاً للإمكانات المتاحة في ظل هذه الظروف الأمنية الراهنة التي تمر بها البلاد».

وكان المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله تلقى اتصالات من مؤسسات صحية ورعائية وتربوية في بيروت وعرمون «تمنى أصحابها عليه أن يتدخل لمنع ما طاول أو قد يطاول هذه المؤسسات من تهديدات أو إساءات». وأكد فضل الله «وجوب احترام هذه المؤسسات والعاملين فيها»، مشدداً على «حرمة الإساءة لهذه المؤسسات أو تهديد العالمي فيها بأي طريقة من الطرق». وأتاحت إزاحة الركام على طريق مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي لعبور موكب اللجنة العربية، بصيص أمل للعالقين في لبنان وهم من اللبنانيين المهاجرين، باحتمال العودة الى البلدان التي يعملون فيها قريباً، مثلما بشّرت العالقين في قبرص باحتمال تجنب مشقة السفر بحراً في يخوت فاقت كلفة الساعة الواحدة على متنها 300 دولار.

لكن الحدث الأبرز كان أمس بعيد الظهر حين أقدم أهالي مجدل عنجر ممن يقطعون الطريق المؤدي الى نقطة المصنع الحدودية احتجاجاً على قطع طريق المطار، على فتح الطريق في الاتجاهيين وذلك بإشراف فاعليات المنطقة وقوة من الجيش اللبناني، وفسر الأهالي خطوتهم بأنها «بادرة حسن نية».

وكان الشريط الذي بثته محطة «المنار» مساء أول من أمس، وتضمن لقطات قاسية جداً لتمثيل عناصر قالت انهم من «تيار المستقبل» في حلبا (شمال لبنان) بجثث قتلى من «الحزب السوري القومي» وأعادت بثه مراراً، أثار ردود فعل مستنكرة وأخرى محرضة، وسارع رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري الى الرد على الأمر باتهام قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» بـ«تنظيم حملة تلفيق أخبار وبث سلسلة افتراءات واستثارة الغرائز والتحريض المنظم».

وعقدت فاعليات الضنية من رؤساء بلديات ومخاتير وجمعيات وهيئات المجتمع المدني لقاء موسعاً في بلدة عين التينة - الضنية، وأكد المجتمعون في بيان «مبدأ العيش المشترك الواحد في منطقة الضنية، ورفض وجود المظاهر المسلحة من أي جهة كانت، ودعوة الجيش اللبناني والقوى الأمنية إلى ضبط المخالفين وأصحاب المآرب المشبوهة، والالتزام الكامل ببنود الاتفاقية التي وقعت في طرابلس برعاية المفتي الشعار».

وفي إطار التهدئة في مدينة بعلبك، عقد لقاء برئاسة رئيس بلدية المدينة بسام رعد ومشاركة علماء دين لتجنيب المدينة والمنطقة أي عامل للفتنة.

«النشرة»

الى ذلك، أوضح موقع «النشرة» الإخباري الإلكتروني ان ما نشر في «الحياة» في 12 الجاري عن أن النائب أكرم شهيب قتل في اشتباكات الجبل نقلاً عن موقع النشرة، لم يكن دقيقاً، ومن تابع تغطية النشرة للأحداث يعرف ذلك تمام المعرفة إذ أشرنا الى ان معلومات غير مؤكدة أفادت ان النائب شهيب قتل ولم نؤكد بأي شكل من الأشكال ولم نتبن مضمونه مع اننا أول من أورد عدم صحة هذا الخبر بعدما اتصل بنا النائب شهيب شخصياً وقبل ظهوره على الشاشات

 

قبرص تستقبل ركاب القوارب الخاصة اللبنانيين

بيروت- الحياة- 15/05/08//

برّرت مصادر في قطاع السفر والسياحة عدم إقدام أي شركة نقل بحرية على تسيير باخرة على خط بيروت - لارنكا، في ظل حركة المراكب الصغيرة واليخوت عبر المرافئ المنتشرة شمال بيروت، بالتريث في انتظار نتائج جلسة مجلس الوزراء التي كانت متوقعة أمس وبالتالي القرار المتعلق باستئناف حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري. وتوقعت أن تسيّر باخرة صغيرة تنطلق صباح اليوم من مرفأ بيروت الى لارنكا، لقاء 500 دولار للراكب الواحد.

ومع إعادة فتح معبر المصنع بعد ظهر أمس، سيتوافر للبنانيين معبر بكلفة أقل عبر مطار دمشق. وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي أنه «أعطى توجيهاته لتأهيل مرفأ جونيه المقفل في وجه البواخر منذ عام 1996، ليكون قادراً على استقبال البواخر في أسرع وقت». وأكد أن «المرفأين اللبنانيين المرخص لهما باستقبال بواخر الركاب والبواخر التجارية هما مرفأ بيروت ومرفأ طرابلس، أما الزوارق واليخوت الخاصة فبإمكانها ان تقصد، فضلاً عن مرفأي بيروت وطرابلس، المرفأ السياحي الغربي لبيروت المعروف باسم «سوليدير» ومرفأ الضبية المعروف باسم «مارينا جوزف خوري» ومرفأ نادي اليخوت المعروف بـATCL. وهذه المرافئ مجهزة لاستقبال بواخر الركاب العامة والزوارق الخاصة وخروجها». أما في شأن الزوارق واليخوت التي تنتظر في مرافئ قبرص، فلفت الى أن القوانين الأوروبية المطبقة «لا تسمح باستعمال القوارب الخاصة لغير أصحابها، لذا تمنعها السلطات القبرصية المختصة من نقل الركاب لغايات تجارية».وأجرى الصفدي اتصالات حصل بموجبها من السلطات القبرصية على «إذن للقوارب الخاصة بنقل الركاب من قبرص لفترة زمنية وجيزة». وأعلن أنه أعطى توجيهاته لتأهيل مرفأ جونيه «ليكون قادراً على استقبال البواخر».

وأعلنت سفارة قبرص في بيروت أمس، أن «اللبنانيين الراغبين في السفر عبر قبرص أو الذين يرغبون في العودة الى لبنان، سيمنحون تأشيرة دخول صالحة لمدة خمسة أيام، لدى وصولهم الى أي نقطة دخول شرعية في قبرص (مطارات ومرافئ)، للبنانيين الذين يحملون تأشيرة شنغن وتأشيرات الى استراليا، بريطانيا، كندا، ايرلندا، سويسرا والولايات المتحدة. أما اللبنانيون الذين لا تتوافر لديهم تلك الشروط فعليهم الحصول على تأشيرة من سفارات قبرص في أماكن تواجدهم

 

لجنة الخارجية في مجلس النواب الأميركي تدعم الحكومة اللبنانية وتندد بـ"هجوم حزب الله"

النهار/صوتّت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي بالاجماع على مشروع قرار يدعم بقوة الحكومة اللبنانية، ويندد بلهجة قاسية بـ"الهجوم غير الشرعي لحزب الله" على الشرعية اللبنانية ويطالبه بالوقف الفوري لهجماته وسحب قواته من كل المواقع التي احتلها منذ السابع من أيار الجاري.

كذلك ندد المشروع الذي اقترحه النواب هوارد بيرمان (ديموقراطي من كاليفورنيا) واللبناني الاصل، داريل عيسى (جمهوري من كاليفورنيا) وغاري ايكرمان( ديموقراطي من نيويورك) بسوريا وايران "لانتهاكاتهما السافرة لقرارات مجلس الامن 1559 و1680 و1701".

وحض المشروع الذي سيعرض على مجلس النواب للتصويت عليه الاثنين المقبل، الحكومة الاميركية والمجتمع الدولي "على اتخاذ كل الاجراءات المناسبة لدعم وتعزيز حكومة لبنان الشرعية بقيادة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة". وشدد في اكثر من فقرة على انتهاك سوريا وايران قرارات مجلس الامن وندد بقوة بتسليحهما المستمر لـ"حزب الله" في انتهاك واضح للقرار 1701.

ودعا الى استخدام قرار مجلس الامن 1747، الذي يفرض عقوبات في ظل الفصل السابع، ضد ايران بسبب برنامجها النووي من اجل "منع كل الرحلات الجوية بين ايران ولبنان، وبين ايران وسوريا". كما دعا الدول التي تستخدم طرق ملاحة جوية بين ايران ولبنان الى فرض "اقسى انواع المراقبة والضبط على تحرك الاليات والطائرات الايرانية ونقل المعدات الايرانية، لضمان عدم استغلال ايران اراضيها واجواءها لنقل الاسلحة بطريقة غير شرعية الى حزب الله وغيره من التنظيمات الارهابية". كذلك حض دول الاتحاد الاوروبي "في ضوء نشاطات حزب الله الاخيرة والسابقة، على اعتبار حزب الله تنظيما ارهابيا ومعاملته على هذا الاساس".

ووصف مشروع القرار هجمات حزب الله بانها تمثل "عصيانا مسلحا غير مبرر ضد الحكومة اللبنانية" ولاحظ ان هذا العصيان ادى الى أسوأ اقتتال طائفي في البلاد منذ انتهاء الحرب الاهلية في 1990. واتهم حزب الله بشن هجمات دون استفزاز على قيادات لبنانية، ومواطنين وعلى المؤسسات العامة والخاصة في البلاد واحتلال اراض تحت سلطة الدولة بطريقة غير شرعية.

واستخدم المشروع تعابير وكلمات قوية في اشارته الى "حزب الله" "الارهابي" الذي أقدم على "التحريض على أعمال الشغب وقطع الطرق واحتلال الابنية وتنظيم عصابات النهب المسلحة التي سيطرت على معظم بيروت، بما في ذلك مؤسسات حكومية اساسية، واستفزاز الاقتتال الطائفي في أماكن اخرى من لبنان". واتهم الحزب والتنظيمات المتعاونة معه بمهاجمة مقر اقامة رئيس "كتلة المستقبل" في البرلمان النائب سعد الحريري ومقر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الى وقف بث تلفزيون "المستقبل"، واحراق مبنى جريدة "المستقبل"، وفرض حصار على مقر اقامة النائبين الحريري وجنبلاط، الى مواصلة حصار السرايا الحكومية. واعتبر ان هدف "حزب الله" من عصيانه المسلح، الى ترهيب الحكومة والشعب اللبنانيين، هو "تعزيز حريته القصوى في التحرك العسكري وتوسيع سيطرته على دولته داخل الدولة في المناطق ذات الاكثرية الشيعية في لبنان، وتعزيز نفوذه على صنع القرار في الحكومة من اجل تطويع لبنان لسياسة ايران الخارجية". وانتقد دعم سوريا لـ"حزب الله" في جهوده لتقويض حكومة الرئيس السنيورة، و اشار الى الشكوك المستمرة في دور سوريا في حملتها لاغتيال القيادات اللبنانية، وتعاونها الضئيل مع التحقيق الدولي في هذه الاغتيالات، ورفضها المستمر لترسيم حدودها مع لبنان، وخلص الى ان هذه مؤشرات تؤكد رغبتها في استعادة السيطرة على لبنان. ومن المتوقع ان يقر مجلس النواب مشروع القرار بغالبية الاصوات. وسيبدأ المجلس اليوم مناقشة طلب تقدمت به الحكومة الاميركية قبل اشهر من الكونغرس للموافقة على تخصيص 50 مليون دولار لتمويل المساعدات العسكرية للبنان. وكانت واشنطن قدمت مساعدات عسكرية وامنية وتدريبية العام الماضي وصلت قيمتها الى نحو 400 مليون دولار.

واشنطن – من هشام ملحم     

 

 القهر والعنف والتعرّض للكرامات لا تبني وطناً... بل الحوار الصادق

القاضي عباس الحلبي/(عضو اللجنة الوطنية الاسلامية المسيحية للحوار

امام مشهد عودة السلاح الى الشوارع، وتصاعد حدة الاشتباكات في الجبل، وانتشار عدوى المواجهات المسلحة بين ابناء الشعب الواحد وسقوط الضحايا والجرحى وتعميم الخراب والشلل ووقف المرافق العامة وتعطيل الحياة المدنية، ماذا عسانا نتوقع؟ فعلى رغم حديث الحوار الذي ليس حوارا بل دعوات متناقضة للتفاوض على قسمة الحكم والمنافع وصراع الاقطاب في تحديد موقع لبنان امام الصراعات السائدة في المنطقة، نقف عاجزين عن التأثير في مجرى الاحداث وفي وقف الانزلاق نحو الفتنة والشرور المستطيرة التي لا بد من ان تؤدي الى اضرار فادحة في الكيان والصيغة والنظام. ولعل التساؤل الابرز هو لماذا ينزلق اللبنانيون دوما الى الفخ نفسه من الاحتراب الداخلي؟ لماذا لم يستفد هذا الشعب من تجارب الماضي غير البعيد ومحنه؟ لماذا يدفع اللبنانيون اثمانا في سبيل تحقيق مصالح الغير؟ لماذا يحمل اللبناني سلاحه لقتل مواطنه اللبناني او لإذلاله او إلغائه؟ وماذا حقق الحوار الاسلامي المسيحي طوال السنوات الثماني عشرة المنصرمة؟

لا شك في ان بذور الصراع الدموي في عقول الناس تشكل حالة مرضية. ولا ينفع القول ان الشعب اللبناني المتنوع قد حقق انجازات كثيرة في مكتسباته التاريخية من العيش الواحد. وعبثا نكتفي بان نتغنى بان في كل مسلم شيئا من المسيحية، وان في كل مسيحي شيئا من الاسلام. كما عبثا نكتفي بالقول ان التنوع هو مصدر غنى وليس سببا للنقمة. ومن نافل القول ان فترات السلم الاهلي اكثر اهمية من اوقات المحن والازمات.

كنت دوما من القائلين بانه ازاء تنامي موجات التطرف والعنف اصبح الحوار الاسلامي المسيحي مأزوما. فثمة لغتان، واحدة للجماعة واخرى موجهة الى الآخر المختلف، كما ان حوار النخبة لم ينجح في ان يخرج من الغرف المغلقة لكي ينسحب وتعمم فائدته على عموم الناس. هذا فضلا عن عدم تعيين الحد الفاصل بين الديني والسياسي بحيث رأينا رجال دين واحبارا يحرضون على الآخر في المسجد والحسينية والكنيسة ومختلف دور العبادة. كما لم تنفع محاولات ابعاد السياسيين عن استغلال المشاعر الطائفية لتحقيق التعبئة تحقيقا لمصالح ذاتية.

اما اليوم، فماذا عسانا نقول؟

لقد حذرنا كما الآخرون وهم كثر من الوقوع في شباك الفتنة. وقد جاء تعطيل المؤسسات الدستورية لكي يحل الشارع محلها في بت النزاعات وحل الصراعات. والقوة هي الفيصل الحاسم لا بل العنف عوض السلام والتهديد عوض الحوار والشتم عوض التخاطب والالغاء عوض الاعتراف والاقصاء عوض الاقرار والتجريح عوض الاحترام.

ايها اللبنانيون، اتقوا الله وعودوا الى رشدكم، اليوم قبل الغد، لئلا تستفحل الامور وانكسار الصيغة وفرط العيش المشترك وتقسيم لبنان حتى يسهل ابتلاعه.

اي دين هذا واي ايمان، اية وطنية واخلاق في ذلك الذي يجري اليوم وباسم ماذا ولمصلحة من؟

هل في الامكان استدراك الفاجعة قبل وقوعها وهل في الامكان استدراج بعض المخلصين لانقاذ الوطن.

ولعل الخيار المطروح هو هو منذ زمن لم يتغير.

هل نريد لبنان وطنا ودولة ام ساحة وملعبا؟ ولكل من الخيارين مستلزماته ومتطلباته.

الدولة والوطن يعنيان الطائف وصيغة العيش المشترك وارادة الحياة والعيش اسوة بسائر الدول والشعوب.

الساحة والملعب يعنيان اننا قبائل متناحرة لمصلحة الخارج الذي يصفي حساباته على حساب مصلحتنا الوطنية.

ولعل المهم تأكيد امور ثلاثة:

الاول ان لا شيء في السياسة يستحق ان تذرف من اجله نقطة دم واحدة.

الثاني ان اي طائفة مهما علا شأنها وكبرت امكاناتها لا تستطيع ان تهيمن على سائر الطوائف وعلى الوطن او ان تلقي عليها القهر وخصوصا اذا كانت هي تعرف معنى القهر الذي لازمها تاريخيا وتحاول ان تلقيه على غيرها.

الثالث منتصر اليوم وغدا يوم آخر ولنا تجارب غنية من التاريخ القديم والحديث والقريب.

اما الخروج من الازمة الراهنة فهو دعوة الى كلمة سواء بيننا نحن اللبنانيين لانتخاب رئيس توافقي للجمهورية وتشكيل حكومة من مستقلين تسحب المسلحين من الشوارع وتفرض سلطة الجيش والقوى الأمنية وتعد قانونا للانتخاب وتجري العملية الانتخابية وفقا له وعندها ليحكم من يحوز اكثرية الشعب اللبناني.

القهر والعنف والتعرض للكرامات لا تبني وطنا. ما يبنيه ارادة اللبنانيين على اساس الحوار الصادق المفضي الى التسوية، وبناء ذاكرة جماعية من الماضي البعيد والمتوسط والقريب تنطلق من مآسي الحرب اللبنانية وتتعظ بالعنف الدموي الاخير لتؤسس لمستقبل يقوم على المسالمة والاستغفار والتعقل. ألم يحن اوان هذه التسوية التي ان لم تخرج ستفرض علينا بعد تكبد الكثير من الخسائر ولكن في الارواح والممتلكات والتصدع ان لم نقل فرط البنيان الوطني.

بذلك نجنب الحوار الاسلامي المسيحي والعيش المشترك السقوط. افلا يستحق اللبنانيون ان توفر دماؤهم لتحقيق غلبة او انتصار ضيق وعابر؟

اللهم قِ لبنان شر المحن.

القاضي عباس الحلبي/(عضو اللجنة الوطنية الاسلامية المسيحية للحوار)      

 

عندما يكون سلاح المقاومة وسيلة للخداع

لا يمكن لأي إنسان حر شريف مهما كان دينه وعرقه وفكره أن يقبل بالاحتلال، وكل الشعوب التي تعرضت للاحتلال قاومت المحتل حتى حصلت على إستقلالها.

وإن كل شرائع السماء وقوانين الأرض تعطي الحق للشعب الذي يتعرض للاحتلال أن يقاوم بكل الوسائل لتحرير أرضه . من هذا المنطلق نؤيد كل حركات التحرر . لكن كم هو مؤلم ومخيب للآمال عندما تستخدم بعض حركات التحرر سلاح المقاومة لإرهاب الشعب الذي احتضنها وحماها ورعاها. كان الناس يلهجون مؤيدين لحزب الله اللبناني كونه يرفع سلاح المقاومة ضد المشروع الصهيوني في المنطقة، لكن أصابتهم الخيبة واكتشفوا الخديعة الكبرى لذلك السلاح الذي اصبح وسيلة للترويع والتدمير بحق الآمنين من أبناء بيروت وباقي مناطق لبنان. ولا زال البعض يغمض العين ولايريد أن يرى الحقيقة، رغم أنها اصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ورغم وضوحها فسوف اقدم بعض الحقائق لأولئك الذين مازالت الشعارات تخدعهم. السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني لايترك خطابا إلا ويؤكد فيه على عروبة سلاح المقاومة ولبنانية حزب الله، بينما الحقائق تقول غير ذلك, وإليكم بعضها:

1-بتاريخ 12/4/2004 وقف السيد مقتدى الصدر ( زعيم التيار الصدري وجيش المهدي في العراق) في مسجد الكوفة قائلا: ( أنا اليد الضاربة لحزب الله اللبناني في العراق).

ومن يخفى عليه ماذا فعل ويفعل جيش المهدي في أبناء العراق من قتل وحشي بربري, وتهجير لملايين السنة من بغداد، حتى لم يسلم منه الفلسطينيين المقيمين في العراق حيث قامت ميليشيات جيش المهدي بقتل مئات الفلسطينيين.

فأين عروبة سلاح المقاومة؟

وأين لبنانية حزب الله؟

2- بتاريخ 21/4/2005 وجه الحزب الوطني في الأحواز نداء إلى السيد حسن نصر الله يدعوه لسحب كافة عناصر حزب الله اللبناني من إيران والتي تشارك قوات الأمن الإيراني في قتل عرب الأحواز.

فاين عروبة سلاح المقاومة ؟

ولا تنسى ياسيد حسن أن نسبة كبيرة من عرب الأحواز هم من الشيعة .

أم أن الولاء لولي الفقيه في قم يقتضي قتل كل من هو ليس بفارسي؟

3- بتاريخ 10/4/2006 قامت المنظمة الوطنية الأحوازية بتوجيه رسالة إلى السيد حسن نصر الله، تشرح معاناة العرب الأحوازيين على يد النظام الإيراني، ومما جاء في الرسالة: (المؤكد أن النظام الإيراني لاتنقصه العناصر ولا الخبرة في قمع الشعب الأحوازي، إلا أن استخدامه للعناصر اللبنانية العربية وعناصر من فيلق بدر العراقي, لقمع المتظاهرين الأحوازيين، تدل بوضوح على حجم المؤامرة والفتنة التي ينوي زرعها بين الأشقاء العرب المسلمين من أبنائنا وأبنائكم, ولا نظن أن أمرا كهذا لايستدعي التدخل العاجل والفوري من قبلكم).

ثم تقول الرسالة: (سماحة السيد حسن نصر الله نناشدكم أن تطلعوا مناضليكم الشرفاء في حزب الله بمدى خطورة مشاركتهم في قمع أشقائهم العرب الأحوازيين الأبرياء ).

وماذا عن هذه أيضا يا سيد المقاومة العربية؟

4- بتاريخ 3/8/2006 صرح حجة الإسلام الإيراني علي أكبر محتشمي والذي عمل سفيرا في سورية للفترة 1982-1985 كما عمل أيضا وزيرا للداخلية في إيران, حيث كشف النقاب لصحيفة شرق الإيرانية (أنه يعتبر الأب المؤسس لحزب الله اللبناني, وأن عناصر من حزب الله شاركت بالقتال اثناء الحرب الإيرانية العراقية جنبا إلى جنب مع الحرس الثوري الإيراني, وأن أكثر من 100 ألف من عناصر حزب الله تلقوا تدريبات عسكرية قتالية في إيران منذ تأسيس حزب الله, وكل ذلك كان يتم بأوامر من الإمام الخميني ).

وماذا عن هذه ياسيد حسن نصر الله صاحب النصر الإلهي؟

فهل طاعتك العمياء لولي الفقيه تدعوك لقتل العراقيين العرب؟

هذا هو سلاح المقاومة، وأترك لكم ترجمة هذا السلاح , هل هو عربي لبناني؟ أم فارسي؟

وأنتقل لموقف حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله من حكومة السيد فؤاد السنيورة، حيث لم تخلوا خطبة نارية للسيد حسن نصر الله من اتهامه لها بالخيانة والعمالة وتنفيذ مخططات أعداء الأمة.

إلى أن وصل الأمر إلى إحتلال بيروت, ولنعذر سلاح المقاومة فلربما اصبحت بيروت تل أبيب.

ولكن العجيب الغريب أن السيد حسن نصر الله يريد أن يستغبي أو يتغابى معتقدا أن لا ذاكرة لدى الشعوب, وهنا سوف أسرد بعض المواقف والتصريحات للسيد حسن نصر الله لنرى حجم التناقض بين حسن نصر الله اليوم وحسن نصر الله في الماضي.

1-لنعد يا سيد حسن للوراء تسع سنوات تقريبا ونذكرك بكلام قلته في صالون السيد سميح الصلح في بيروت, عندما هدد الأمين العام السابق لحزب الله السيد صبحي الطفيلي بالعصيان المدني وحينها سميت بثورة الجياع، عندها قلت ياسيد حسن: ( إن العصيان المدني غير مقبول بالمعنى الشرعي, بل إن حفظ النظام العام واجب وعدم الإلتزام بالقوانين يرتب مفاسد كبيرة على أوضاع الناس.... إلى أن قلت: وهذا يحتاج إلى اذن من ولي الفقيه).

يا سبحان الله، فمالذي تغير يا سيد حسن؟

وهل في لبنان حسنين نصر الله, واحد في الماضي والثاني يقود عصيان وسطوا مسلح في بيروت اليوم؟

2- في أكثر من خطبة اتهمت حكومة السيد فؤاد النسيورة بالعمالة، كونها تنفذ مخططات المشروع الأمريكي.

ولكن ماذا عن حكومة المالكي في العراق والتي جاءت على الدبابة الأمريكية وتأتمر مباشرة بأوامر البنتاغون, بينما حكومة السيد السنيورة جاءت عن طريق الشعب.

فلماذا يدافع نائبك الشيخ نعيم قاسم عن حكومة المالكي التي جاءت تحت حماية الحراب الأمريكية؟

3- لاتمر خطبة صاروخية لك ياسيد حسن نصر الله إلا وتتهم فيها الأكثرية في لبنان بتهم شتى شرقا وغربا، وتدعوا للتخلص منها.

بينما في أحد خطبك اللي هي تقول ( ليتح للشعب العراقي أن يعبر عن رأيه وخياره, وليتح للشعب العراقي أن يختار نوابه ولو في ظل الاحتلال ).

ونضع مائة خط أحمر تحت: ولو في ظل الاحتلال.

وتبرر ذلك أن يقاوم الشعب العراقي سياسيا.

طيب ياصاحب النصر الإلهي, لماذا لاينخرط حزب الله في العملية السياسية ويعمل من داخل الأطر الشرعية، كما تطلب من العراقيين, ولاتنسى أن العراق محتل, بينما الأكثرية هم من الشعب اللبناني.

4- في أحد خطبك دافعت عن السيد الحكيم أحد عرابي الاحتلال للعراق، لكننا لم نسمع منك كلمة واحدة تنتقد فيها الحكيم عندما طلب بقاء قوات الإحتلال في العراق, ولا تنسى الزيارة التاريخية للحكيم عندما طاف سبع أشواط في البيت الأبيض طالبا من بوش البقاء في العراق.

بينما خطبك المعهودة تتهم فيها حكومة السيد السنيورة بالعمالة.

فماذا تسمي سلوك وتصرف الحكيم؟

5- في أحد خطبك ياسيد حسن نصر الله شنيت هجوما لاذعا على السيد السنيورة لمجرد أنه استقبل رايس.

لكننا لم نسمع منك كلمة واحدة تنتقد فيها حليفك بشار الأسد عندما صافح كاتساف رئيس بني صهيون في ساحة الفتيكان في جنازة البابا.

ولا أعتقد أنك لاتتابع ياسيد حسن نصر الله لهاث حليفك بشار الأسد من أجل المفاوضات مع بني صهيون.

فكيف تفسر لنا اتهامك للسيد السنيورة بالعمالة, وتصف حليفك بشار الأسد بالممانعة ؟

نرجوا أن تترجم لنا هذا التناقض ياسيد حسن نصر الله.

6- في خطبة لك ياسيد حسن نصر الله, اتهمت حكمة السيد السنيورة بالفساد ووووو.

ولكن لاتنسى أنك كنت شريكا في هذه الحكومة لأكثر من سنة, وشاركت بمعظم القرارات التي اتخذتها هذه الحكومة والتي بلغت حوالي 2876 قرارا ولم تشارك إلا بقرارين فقط .

فبالله عليك ماذا تفسر كل ذلك؟

7- سيد حسن نصر الله دائما تتهم حكومة السيد السنيورة بأنها غير شرعية.

وحزبك كان مشارك في هذه الحكومة.

وأيضا أنت تطلب بتوسيع المشاركة فيها .

فكيف تقبل على نفسك المشاركة بحكومة عميلة , خائنة , فاسدة ؟

8- لاتخلوا خطبة لك سيد حسن نصر الله من إتهام السي أي إيه في التآمر على سلاح المقاومة.

لكن لم تقل لنا رأيك بحليفك بشار الأسد الذي يستخدم سجونه للتحقيق مع بعض المعتقلين الذين ترسلهم السي أي إيه لسجون حليفك بشار الأسد للتحقيق معهم كونه نظام متقدم في فنون التعذيب وانتزاع الاعترافات.

فماذا تسمي ذلك ياسيد حسن نصر الله؟

أعتقد هذه الأمثلة تكفي لمن ألقى السمع وهو شهيد.

هذه الأمثلة تكفي لمن يريد البحث عن الحقيقة, فلقد سئمنا الذين ركبوا ظهورنا, وتلاعبوا بعواطفنا وأعصابنا, فاستخدموا قضية فلسطين كمدخل للاستهبال على الشعوب, تلك الشعوب التي أعطت لعقولها إجازة وتركت الآخرين يعبثون في القضية ويتاجرون فيها.

إن الوثائق قد مدت أعناقها, ولم تعد تخدعنا شعارات سلاح المقاومة, السلاح الذي تم إعداه لمشروع فارسي في المنطقة, حربته النظام السوري وحزب الله اللبناني !!!

 

غرور "مقاومة" وإفلاس حزب

الاتحاد

 قسّم أسامة بن لادن العالم إلى فسطاطين، فسطاط إيمان وفسطاط كفر، وقال الرئيس الأميركي جورج بوش إن من ليس معه في حربه على الإرهاب فهو ضده... وجاء السيد حسن نصرالله مشاركاً قوياً في التطرف العالمي عندما أعلن أن من ليس مع "حزب الله" فهو عميل للولايات المتحدة وإسرائيل وخائن يجب قطع يديه... فما الفرق بين القائد المجاهد المنتصر على العدو الإسرائيلي والإرهابي أسامة بن لادن والمرعب جورج بوش؟ لاشيء أبداً فكلهم سواء وكل واحد منهم يعتقد أنه على حق وهو يسيء إلى أمته ووطنه وشعبه... فابن لادن أساء للمسلمين والعرب، وبوش أعاد الولايات المتحدة عقوداً إلى الوراء، والسيد نصرالله أشعل الفتنة التي كانت نائمة في لبنان بين السنة والشيعة وبين المسلمين والمسيحيين.

بقرار من نصرالله تحول ما كان يسمى "سلاح المقاومة" من استخدامه ضد العدو الخارجي إلى داخل لبنان وبقرار منه أيضاً لا نستبعد أن يتجه ذلك السلاح إلى دولة عربية جارة أو غير جارة... فبقرار منه فقط يتحول هذا السلاح الذي كان شريفاً في يوم ما إلى سلاح ملطخ بدماء الأبرياء يقتل الأبناء والأصدقاء والجيران!

يبدو واضحاً أن "نصرالله" لا يهمه لا لبنان ولا العرب ولا المسلمين، بل كل ما يهمه أن ينفذ الأوامر التي تأتيه من طهران وقم وما عدا ذلك فلا يهم... وما اعتداؤه الأخير على بيروت واستباحته لعاصمة بلده إلا دليل على أنه وحزبه لديهم حسابات وأجندات لا علاقة لها بأجندة بلدهم.. وأنهم مجموعة تحولت من منطق مقاومة العدو الواضح إلى منطق مقاومة كل ما يمكن أن يعتبر عدواً في المستقبل وكل من لا يتفق معهم.

عندما لم يجد الحزب من يقاومه بدأ بتحويل سلاحه إلى أبناء وطنه وهذا ما كان يخشاه الجميع، وهذا ما كان يريد الجميع أن يتجنبه، وهذا ما نجح فيه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن بعد أن أبعد الحريري عن المشهد اللبناني لم يعد هناك أي شيء يضمن بقاء الحزب في مواقع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي فقط وليس في مواقع المقاومة ضد اللبنانيين الذين يختلفون معه في الرأي.

بكلمة واحدة يمكن وصف خطاب "نصرالله" الأخير الذي تسبب في غزو بيروت وقتل وجرح العشرات من اللبنانيين، وهي "الغرور". إذ يبدو أن ما كان مقاومة للعدو قبل سنوات صار جيشاً موجهاً ضد وطنه وسلاحاً لإسكات كل من يختلف معه سياسياً وفكرياً! هكذا تنهي المقاومة تاريخها النضالي وبهذه الطريقة تفقد يوماً بعد يوم كل من أيدها وساندها... ولولا غرور المقاومة وغرور سيدها لكانت هي الحكم في الخلافات السياسية على الساحة اللبنانية اليوم... لكن لا نقول إلا رحم الله المقاومين الحقيقيين المخلصين الذين كانت نهايتهم مشرفة إما بالشهادة أو بتحقيق النصر وليس بالغرور والانقلاب على أوطانهم وقتل أبناء شعبهم بابتسامة باردة.

بالأمس كان عندنا أسامة بن لادن الذي استغل الفراغ السياسي والفكري العربي ليبث أفكاره بين الشباب ويستغلهم للقيام بعملياته الإرهابية في كل مكان من العالم، واليوم يخرج علينا شخص آخر هو "نصرالله" ليستغل نفس الفراغ الذي تعاني منه الأمة ليبني قوته ويحتل عاصمة بلده بادعاء أنه الشريف المقاوم ومن سواه ومن لا يتفق معه جميعهم عملاء لأميركا وإسرائيل وخونة!

استقواء "حزب الله" طبيعي نتيجة الموقف العربي المستسلم الذي تدركه طهران تماماً وتستغله معتبرة إياه ظرفاً تاريخياً ذهبياً بالنسبة إليها لتحقيق أحلامها المؤجلة بتصدير الثورة أو بأخذ ثأر قديم... بعد أن صار العراق بلداً طائفياً يصعب التعامل معه بمنطق الدولة الواحدة وبعد أن صار ملعباً مفتوحاً للجميع لاسيما الإيرانيين الذين صاروا يصولون ويجولون فيه، صار من المهم أن يبذل العرب كل جهدهم من أجل حل مشكلة لبنان لما فيه مصلحة لبنان أولاً وأخيراً، ومن ثم يجب أن يتجه العرب إلى دمشق بقلب سليم وعقل مفتوح حتى لا يبقى هذا البلد في مهب الريح لوقت أطول فإذا فقدنا العراق فعلياً وإذا ما كانت هناك محاولات - فاشلة إلى الآن- لخطف لبنان من قبل "حزب الله" إلى إيران فيجب أن نحافظ على سوريا حتى لا تبتعد هي كذلك بعيداً، فالجارة إيران تتربص بالجميع وتستغل الضعف العربي والأنانية العربية والقطرية العربية التي تضخمت كي تمد نفوذها وتنشر أيديولوجيتها في كل الدول العربية، ليس في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين فقط بل في غيرها أيضاً.

وما دام العرب مترددين وخائفين من إيران ولا يواجهون أطماعها وتوسعها، فإنها لن تتوقف ولن تنهي ما بدأت به من توسع في المنطقة العربية، فالعرب بحاجة إلى وقفة تاريخية واضحة وقوية في وجه إيران التي تلعب في غير ملعبها وتخرب في بيوت جيرانها... ولن يستطيع العرب مواجهة إيران إلا إذا اتفقوا ووقفوا صفاً واحداً.

من المهم أن نتفق على أن ما حدث في لبنان هو انعكاس حقيقي للوضع العربي المتأزم وأن ما حدث في بيروت يمكن أن يحدث في أية عاصمة عربية أخرى إذا ما بقي الوضع العربي على ما هو عليه من اختلاف وريبة بين أبناء الأمة الواحدة.. لنؤكد أنه رغم تعقد المشكلة اللبنانية فإن من المهم جداً أن لا يغادر الوفد العربي بيروت والذي يفترض أن يصلها اليوم، إلا وقد نجح في إيجاد حل حقيقي للمشكلة.

صحيح أن البقاء في المدرجات أسهل بكثير من النزول إلى الملعب لتغيير نتيجة مباراة صعبة لكن لا مفر للعرب من النزول إلى الملعب ومواجهة التدخل الإيراني وبدء الهجوم بدلاً من البقاء في موقع المتفرج والمدافع الذي يأتي دائماً في الوقت المتأخر.

المسؤولية بأكملها تقع على العرب في مساعدة لبنان كي يحافظ على كيانه ولحمايته من أطماع طهران وأوهام "حزب الله"... لبنان الذي عاش تاريخه ديمقراطياً تعددياً يتقبل فيه كل طرف الآخر على كل ما فيه من اختلافات وتناقضات يجب أن يبقى ويستمر كذلك... مسؤولية العرب كبيرة في المرحلة الحالية حتى لا يخرج لنا "نصرالله" آخر و"ابن لادن" آخر في بلد عربي آخر.

أخيراً الايجابية الوحيدة التي يمكن الخروج بها من انقلاب "حزب الله" واحتلاله بيروت يوم الثامن من مايو 2008 هو أن الأمور بين الفرقاء اللبنانيين اقتربت من نهايتها وقال كل واحد منهم ما كان يريد أن يقوله منذ سنوات ضد الآخر وربما لم يبق في النفوس إلا القليل جداً وهذا جيد فالنفاق السياسي الذي عاشه السياسيون اللبنانيون منذ أشهر بل منذ سنوات طويلة كان لابد أن ينتهي ويطلق كل فريق ما في نفسه من اتهامات ضد الآخر حتى يمكنهم أن يبدؤوا من جديد.

محمد الحمادي

 

 الزعيم نصر الله!

اوان الكويتية/ عدنان حسين

زعيم عصابة من الطراز الأول. لا أظن أن الأمين العام لحزب الله الإيراني- فرع لبنان حسن نصر الله خلّف انطباعا عن نفسه غير هذا لدى مشاهدي ومستمعي مؤتمره الصحافي غير المباشر يوم الخميس الماضي. (لم أخطئ في صفة حزب الله، فهو أُوجد أولا في ايران، وفي إطار مشروع تصدير الثورة للخميني انشئت له فروع علنية او سرّية في لبنان والعراق وباكستان والكويت وسائر دول الخليج، وكل هذه الفروع تتلقى التمويل والتسليح والتدريب من إيران حصرا).

لم يحصل أبدا ان قال ملك او امير او خليفة او سلطان او رئيس ما قاله نصر الله، فهو برر بصريح العبارة تهديده بقطع كل يد- حتى لو كانت يد والده، حسب تعبيره- تمتد الى شبكة الاتصالات والمراقبة التي انشأها حزبه خارج نطاق الدولة اللبنانية وأعلنت الحكومة اللبنانية الاسبوع الماضي انها شبكة غير شرعية... برر تهديده بقطع الأيدي بأن الشبكة تخصه شخصيا. قال بالنص «تخصني»، ولتأكيد أنه يعني ما يقول أشار بحماسة غير مرة بأصابعه الى صدره قبل ان يرفع يده ليعدّل من وضع عمامته على رأسه. أعتى الدكتاتوريين، من أمثال هتلر وستالين وشاه إيران وصدام حسين وبول بوت وكيم ايل سونغ، لم يخطئ ويعلن نهارا جهارا ان ما يتعلق بدولته او حزبه هو ملك صرف له «يخصه»! فقط زعماء العصابات يفعلون هذا، لا يتورع الواحد منهم عن القول «أنا العصابة والعصابة أنا».

ومنطق العصابة تجلّى ايضا في تأكيد نصر الله على انه عازم على قطع كل يد تمتد الى شبكة الحزب (التي تخصه شخصيا) حتى لو كانت يد أبيه. ماذا يعني هذا؟ انه بكل بساطة يعني ان امين عام حزب الله الايراني- فرع لبنان، لا يقبل رأيا او موقفا مخالفا لرأيه وموقفه حتى لو كان لأبيه. هذا بالطبع هو ديدن الدكتاتوريين جميعا، لكن فقط زعماء العصابات لا يستحون من اشهار هذا على الناس علنا كما فعل نصر الله يوم الخميس. قلوبنا وضمائرنا مع بيروت الجميلة وهي تسقط في قبضة العصابة.

 

 عفاف الشر او ديمقراطية فاسدة

امير الدراجي

 لماذا لا يصلح التحرير الا بتتويج طاغية؟ لماذا تصبح الوطنية توام الاستبداد / وهل ندفع ثمن المحاربين، ليصبح من ضحى بنفسه، شبه قواد يبيع تضحيته في سوق السياسة.. فيقيض الثمن؟ اعطني ثورة واحدة خلقت الحرية والعدالة وانظمة غير فاسدة لشعبها سابدل قلبي بقنبلة تنبض بالحريق كلما زاحمها الحب! هل هذا صدفة ام منهج متقن دقيق الحدث؟ لماذا من يسمىوهم الفاسدين والخونة خلقوا انظمة ديمقراطية وعدالة معقولة فيما الوطنية يحتكرها الطغاة وتكتنفها الانظمة البوليسية، ويصبح الخلاص الفلسفي بمثال مركزي هو رجل المخابرات.. وصار علينا ان لاننتظر غودو بل ننتظر الكا جي بي والسي ا ياي فرعاع العالم الثالث؟ انه عفاف الاستبداد وزنى العدالة والحرية! فلا مفاضلة الا بين العدالة والظلم وبين الحرية والقهر، اما العفاف والطهارة فمن الممكن ان يكون اكبر القتلة اكثر عفة من الصالحين وهم الاخطر كلما ازداد عفافهم.. هكذا المليونير ابن لادن وابن الباشوات الظواهري وهما يسكنان القفر والكهوف، يحرسان الشر بالزهد كما يقدم الخميني ماثرته الاخلاقية وتقشفه، كي تصبح الالام والحروب والغدر والشر اكثر شرعية بعفافه الشيطاني.. فلا مناقب علي ولا ماثرة كربلاء تسكت شهوة الالوهة الشيطانية عبر شوارع بيروت وشوارع بغداد واحزان غزة..

هكذا هي الحال: اما ان يحكمنا الفاسدون للحرية او يقودنا العفاف للاستبداد والشر والحرائق. اما ان تحكمنا الدكتاتوريات البوليسية والعسكرية كي تحمينا من ظلام القادمين بالتكفير وجمهوريا الرعب بديلا عن جمهوريات الخوف، اما بتر الالسن او بتر الكرامات حين يتماهى شعار الكارثة القادمة بشعار المقاومة والاستقلالال / حين يصبح تدمير الاحلام والسلام الاجتماعي وتخريب البناء والمدن ومزابل الجثث الادمية بشعار الجهاد والامر بالمعروف / حين يقود صوت فيروز اصوات المدافع وصرير زنزانة فصراخ نصر الله وعواء الهاربين من المتاحف الى المصاحف..

هل سيجبرنا الخلاص من المستبدين ان تصبح شعارات الحرية محمولا لطغاة الدين والموت القادم بخيال الجنة؟ اذن سنضطر ان ندافع عن سجاننا المستبد امام القادمين لتحريرنا.. تلك هي الحال، تجعلنا قد خسرنا فرصتنا البيولوجية، في العبور الى الحياة، ببعض القحط الزمني والسلام الذليل.. لا شيء يبشر ويؤكد ان غودو في انتظارنا! او احلام الابطال في الحداثة الساذجة حيث تطيّرت وما طارت، لانها تحلم بالاعالي،وحين جاء تنفيذ الطيران وجدت اجنحتها جنح دجاجة وليس حمامة، وقد تراكم كسلها الطويل حتى فقدت وظيفة الطيران.. الحداثة تلك التي حفلت باسماء دافئة: سارتر وماركس / هيجل ديكارت فرويد.. فبوذا وكازنتزاكي وكل اباء الرفاه الدماغي النجباء / قادة الحرية الادبية، حيث اثبت الله والعدالة: ان لا وصاية على الفضيلة لا وصاية للاله بفقه ونص وحرب مقدسة، هي في الغالب قادها المخادعون والجاحدون والقتلة بشعارات الهية، سبقت كل الانقلابيين، في الارض، ومنذ الاف الاعوام، احدثت انقلابا في السماء، فانجزت تراكم الشيطان، على الارض، في صيغة اله! اللغة اكبر الكاذبين فاسئلوها كي تعترف / قادة الفكر القومي كقسطنطين زريق والارسوزي وعفلق الى قحط الاصلاح المتلبس شتى ضروب الاحتفالية العاطفية، عبر مدورات المناورة البلاغية والتوتر الدماغي / ابطال التنور والضوء البخيل، الكواكبي والافغاني وعبدة وزعماء التحديث القراني، حيث يخيفنا تجديد الفكر الديني وتطماننا استراحته في معبد او متحف! لانا نحب للاباء ان يتقاعدوا، وعند ذاك لا نخجل من لثم ايادي الاباء ان هم لا يزاحموا بازمنتهم العتبقة ازمنتنا الحديثة.. الى شتيت الترف الفلسفي بعد ان احتل العالم، ما اصبح شائعا، وهو العصر الايراني الذي احدث انقلابات ثقافية وانثروبولوجية مدوية، تطرش اذن الصمت وتبدد اذن الناطقين.

يبدو مخلصنا ليس سلام غودو بل جحيم وحروب نصر الله، اضافة له، من ينتظرنا هو العبسي والظواهري وابن لادن ليصار لنا، نحن الحيارى ان نفاضل بين الشرين: اي موت هو الارحم بين اللقاتلين؟ اي مزبلة فضائية تستقبل اجداثنا حين ترفض الارض دفننا بمقبرة، نحن الذين قدمنا نصوص الحديقة ويوتوبيا الجنة، في الكتب العتيقة، وهي تقدم – ارض دلمون ومثلث شنعار وشجرة ادم فقصص التكوين الاولى - حيث انتهى كل ارث التضليل النصي، يوم حفرنا بلحم ودم الوقائع، ما حدث في الماثر العمرانية للحضارة: في 11 ايلول، واسبانيا ولندن الى الخارطة الممتدة من تخوم اسيا حتى براكين الشرق الاوسط فافريقيا، وهكذا وسعنا التناغم الايثاري باخلاق هذه النصوص، التي نقدم بشارتها الى البشرية، حيث رسمت رجولاتنا الحميدة ونخوتنا المجيدة ما لم تتمكن ان تخفيه صرخات الالم، عبر شوارع بغداد وغزة المعذبة وشوارع بيروت.. هذه بقايا الطيران في جانح دجاجة وليس رشاقة نورس.

نعبر قارات الارض، ببشارة الهنود الحمر والبرابرة / في التراحيل القفراء للبدو الضاعنين فوق اليباس الطويل وهم يخضبون الخيال والامل بالعهود الاولى، والاحاجي الانيسة، حيث يهبط الاحفاد، على ضفاف ازمنة، لا تكتب الاحاجي بريش غراب او طاووس ودماء ذبيحة، بل تكتب الخلاص على شاشات الانترنيت والمكروات الذكية.. لا لزوم لمواجهة الهدروليك بقوة وعضلات بغل.. لا ضرورة لحجاب نسوتنا حين تصنعه انامل الكفرة وخبراء عروض الازياء.. لا يلزم ان نبحث في الانترنيت كيف تروج فتوى تكفير التلفزيون، وتكفير الخلاعة كي نجد ان افلام الجنس تستخدم الحجاب والعباءة والستر، مادة لاثارة الشهوة.. هكذا اراد الافتاء الجاهل، في اخر الزمان، حيث تتقابل اية الكرسي، عند مريض، مع حبة اسبرين، في صراع، احقية الشفاء. ولكي يزيدوا مكاسبهم وارزاقهم،في الحلول المشعوذة، وتحويل النص الى عيادة مرضى ومراقب نصوص سينمائية وعلوم فيزياء وكيمياء فموضات حلاقة الى احتلال الشاشت بسماجة استعراضية، تظهر كابة وغلظة الموديل، الذي يطارد استرخاءاتنا ويحتل وسائل الرفاه.. هؤلاء خلقوا عيادات للتطبيب بالنص، ثم تكرج وتكبر اعداد اللمغفلين، حتى يصبح الطب اثما وكفرا، في الافتاءات القادمة والتي راجت، لدى بعض الفرق المهووسة التي تستحق الحجر في مشافي عقلية لا في جوامع عبادة، وتستحق حوار الهروات لا حوار الكلمات.

اذا اصبح الحريق والقتل جزء من حق العبادة، اذ تجمّل الكلمات انظمة الجريمة فتمنحها اسماء البطولة والمثل العليا،علينا مكافحة الديمقراطية هذه كما نكافح الاستبداد والجريمة، بل نستبق الفعل بحيطة وقائية تضطر الى خيار خلق الضحايا لئلا يصبحون ابطش الجلادين، في المستقبل.. تلك عادة ورثتها ثقافة القربان والرجم المجدلي.

- ما لن يفعله افلاطون لا يستطع ان يفعله احمدي نجاد / مالم يتمكن فعله الاب دي شاردان والقديس اغناطيوس وسابستيان فالام تيريزا بالحب لا يفعله خامنئي بالكره والسلاح / ما يحدث تمكن صبره عند غاندي بالتسامح وتجريد القاتل من الفعل ورد الفعل، على استفزاز الضحية، تفريغ الكيمياء العدوانية عند قاتل لا يتمكنه الخميني بحروبه الطويلة وثاره المؤجل / ما خرب تجريبه بالحب لا تصلحه الكراهية / ما تحدده صحارى مكة القديمة وقحط عيشتها القاسية، في اللغة وثقافة الناس، فنص حاجاتهم للايمان لا يحدث في غابات الرافدين وكروم لبنان ومياه مصر وثلوج اسكندنافيا.. انها ضوابط الانثروبولوجيا امام الوطنيات الدينية، صراع الواقع المتسيب والمتبدد مقابل الخيال المنكمش والمقيّد / ما خلقته الاسماعيلية والحشاشون (امراء الحلولية الصوفية حيث تُقوم النزعات الملوكية بخلع الالوهة على الامراء كما تخلع الالوهة على ملوك بابل وبيزنطا ومذاهب الطغاة القدامى، فيستباح العالم كما تستبيح اللغة والواقع والافعال سياقاتهم لزعماء المقاومة والثورة وفكر التطهير، الذين لاذوا بابلسة اعدائهم)، من افواج للمنتحرين لاجل ثواب الجنة والاخرة، لا يمتثل باوهامه، كي ينجز الرفاه البيولوجي القديم، في الالفية الثالثة. ولكن سيبقى محير ان يصبح الموت مصدر رفاه بقوة الخيال لا مصدر حزن بقوة الواقع. كيف يحدد الرفاه البيولوجي بهجة المكوث في الجنة فيما الكائنات هناك ليس لها عالم بيولوجي، اي الانعدام العضوي والفراغية، التي لا احد يعرف هوية تكوينها ان لم تكن بلا تكوين اصلا. هناك لا احد يحقق الشرط الذي ينتج البهجة في غياب السبب الاول، اي في حال غياب تكوينها البيولوجي، حيث العالم الذي يغيب به الالم والبهجة، يضطر المنطق فيه،ان يغيّب الالم ولا ينتج البهجة التي هي توام الالم واتحاده، بل هو ممتنع عن ان نعرفه / ما احدثه من رفاه خلاق ذلك العالم جيمس واط لا يمكن ان يتعادل فضله، عند الله، امام ما خلقه من قهر وظلم بابوات القرون الوسطى وملالي الخوف وخلفاء العالم الاسلامي.. من هنا اكل ادم تفاحة نيوتن مودعا تفاحة ادم / ما يقدمه اصغر زبالا في مدينة منسية لا يمكن مقارنة ثوابه لدى نجوم الخطابة والوعظ الديني الذين لم يقدموا غير الكلمات الدافقة بالتحرض،على الفتن والدماء والوقائع الفاسدة، لان الادمغة لا تتحمل طنين الخيال الميتافيزيقية بواقعية التنفيذ ما لم تحدث خسارات وتصادم وكوارث هائلة، فيما يتمكن هذا الطنين التكيف مع الوقائع بحدود تعويضية تدعم الحضور البيولوجي بمساحة الامل والرجاء والتخدير الاضطراري للياس ولا يكون قادته، من رجال الدين، مصدرا للياس.. كما يحدث اليوم حيث تدفع البشرية ثمن الاماني والاحلام للعرافين والكهنة، ممن خبر واحترف تنويم الالم والخوف لا ممن انحرفت مهامه فاصبح خبيرا في يقظة الالم والجزن والكوارث

- ما هم نيتشة وعمانوئيل كنت فاحزان غوتة الى صرخات بودلير وتلك اللالئ السوريالية وهي تتزاوج الحزن، في مصائر البشر العليا ومصائر المكان الوطني، الذي قدم حماية تاملية لجنونهم ومعقولهم، للمعبد والمبغى، للصلاة والحانة.. ما احبط عزائم ابي حيان التوحيدي، وجعل الغدر فضيلة الفقهاء، ممن قدم الوشاية بالسهروردي ثم فتن الحلاج بخطاب الدين، فيما الحقيقة كانت حرب الموهبة والذكاء مع الرداءة والبلاددة ككل مواريث [الادب الملتزم ]. ما رسخ الشك في مطاوي وخفايا بوذا فاضطر كونفوشيوس الى الحكمة ليرمي الحقيقة في مكب.. من جعل مونسكيو لا يتناطح مع ابن خلدون، في الجنود، فيما تتناطح قرون الثور بين الجيوش على سهوب واقعة [ بواتيه ] وتكون المعرفة مادة تشبه الماء والهواء وتنعدم في كنفها الهويات.. من احدث كل هذا لا يمكن تصديق: ان العقل يحمل ادرة الخلاص في ذهن الظواهري وابن لادن فبراكين ايران وناريات نصر الله، وهم يقودون خلاص العالم بالخراب والقتل والهدم والقهر – اذا كان مجيء المهدي بهذه السيول الدموية المعذبة للبشرية فهل خلقنا الله ليفرج عن نفسه في مذابحنا وخرابنا؟ يا لهذا الرب - / من يخلق الروح الماثرية في ايقاعات التفكير الهيجلي العبقري، دون ان يلامس خلاص العالم، كما توهمه العقل بتلبسه السمج في تصور الخلاص، استنادا الى مثال وخلفية الملاك الكلاسيكي، لا يعط حق الخلاص لعقل كعقل حسن نصر الله وملالي المافيات المجيئية التبشيرية في طهران / من خلق الانترنيت هذا العملاق الاليكتروني العملي والواقعي لا يمنح اسطورة نومى الكهف وعقل الاسراء، في حرج الاعجوبة الالهية ان يقرروا مصائرنا، اذ نحن الان في ازمنة التوزيع العادل، بين الناس لحصص الاعجوبة، وقد تمكنت، هذه الاعجوبة (الومضية) كرحلات المثيولوجيا العتيقة، ان توزع جسدها بين الجميع، لتثبت عدالة العلم والمعرفة على احتكار الاعجوبة في السطور الملحمية التي لا تتورع من ابادة شعب وتدمير مدن كي يظهر بطل وااحد (هنا اضطراب لغوي اذ لا تبد من تبريد الحرارة اللغوية للابطال التاريخيين كي نعرف اعداد القتلى والخراب الذي الحقوه لنعيد توصيف البطولة والجريمة/ الخساسة والنبل / الرحمة الشجاعة والقسوة الجبانة)، وهكذا يحدث،ان تصبح الاعاجيب مجانية مشاعة، كسرت طوق الاحتكار، وهذا ما اغضب الباحثين عن جمهور حائر وجاهل.

لا تحدث اسطرة او مثال، الا في مجتمع قحطت اخلاقه وسحقت امانيه،ولا يحدث صلاح الا في خراب،اذ لا تنزل نبوة الا في امة جاحدة خربة فاسدة، متيبسة الامل، مخضبة الكراهية والعدوان، والا لا معنى للتدخل الالهي في امة صالحة! ولعل كثرة الانبياء ينبئ بكثرة الظلم والحراب الانساني فكثرة الفواجع، اذ لا فخر لامة تكثر اديانها ويكثر انبياؤها، هذا دليل ادانة لا دليل مجد ومفاخرة، وهكذا لم يصلح الحال.. تلك شوارعنا تخبر النبوة عجزها عن اصلاح الحال بل اصبح نصها للسلام والمحبة حافزا للانتقام والكراهية والحرائق.. تلك هي الحال في امة تكثر حرائقها ويكثر انبيائها.. حيث البخلاء، وحدهم، يخلقون اساطير الكرم في شخص، والجاحدون يكثرون من تقديس واسطرة الايمان / الوثنيون يجعلون هادم الاوثاث وثنا جديدا / نؤمن لاننا نكتظ بزحام الشك والاثم / نصلي لرشوة الاثم في الطاعة / نقدم الحب والولاء كي نقبض الثواب، ومن يقبض ثمن الحب فانه يمارس دعارة ادبية او يمارس الحب في صيغة العدوان البيولوجي الغريزي.. تبقى الحقيقة ليست عارضة ازياء تستظهر مفاتنها وتذكر حضورها كل لحظة.. انها بشعة مخيفة، تضطرنا تزييف عالمها ورعونتها ثم سكب علاقمها في كاس من الحكمة.. قد ننحني للشر وتنازل للقتلة، لا خيار امام السلام وحماية الباقي من الحياة الا في التنازل حيث تبقى الحقيقة في قوة الشر والحكمة في لين السلام.

 

 

 

قس عمانويل: نتمنى أن تختفي النزعة المتطرفة في البرلمان الجديد

الخميس 15 مايو - ممدوح المهيني

ممدوح المهيني من الكويت: يصل القس الكويتي عمانويل الغريب يوم السبت القادم من أميركا للكويت لموعد مهم جدًا كما يراه. هذا الموعد أهم بالنسبة إليه من الاحتفال بتخرج ابنه الكبير من إحدى الجامعات الأميركية، الموعد هو اليوم الكبير للاقتراع وتشكيل مجلس أمة كويتي جديد. عندما قلت لهذا القس اللبق: "هل ستقطع كل هذه المسافة من أجل أن تصوّت فقط ؟!" أجاب: "بالتأكيد سآتي للتصويت، هذه مسألة مهمة، وتتجاوز مسألة صوتي الشخصي، إنها احتفالية مشتركة يقوم بها الشعب الكويتي احتفاءً بالحياة الديمقراطية التي نعيشها.

  تقوم الطائفة المسيحية الضئيلة من الكويتيين في انتخابات برلمانية بالتصويت واقتراح المرشحين ، ومع أن عددهم القليل جدًا ( لا يتجاوز 350 مسيحيًا) ليس له أي دور مؤثر في مجرى الانتخابات، إلا أن مشاركتهم تأتي كعلامة مضيئة على الحياة السياسية الحرة والتقاليد الدستورية الراسخة في الكويت. فبينما تعيش الأقليات الدينية المسلمة في ظروف اضطهادية في غالبية الدول العربية ، يذهب المسيحيون الكويتيون كأي مواطنين آخرين للإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحيهم المفضلين. يقول القس عمانويل وهو المسؤول عن الكنيسة الإنجيلية في الكويت، إنه لم يختر بعد أسماء المرشحين الذين سيكتب أسماءهم عندما يدخل غرفة التصويت، ويقول مطالبًا المسيحيين الكويتيين : " أدعو جميع المسيحيين الكويتيين إلى المشاركة في هذه الانتخابات، وإظهار الجانب الإيجابي من شخصياتهم ".

 ولكن، وحتى لو كانت أصوات المسيحيين الكويتيين لا تؤثر في تشكيلة المجلس القادمة، إلا أنهم يأملون في مجلس جديد تقل فيه النزعة الأصولية التي تصاعدت في الأعوام الأخيرة. فوجود عدد كبير من النواب الإسلاميين الذي يدعون بشكل صريح إلى تحكيم الشريعة الإسلامية التي تعاملهم بالطريقة الإسلامية القديمة ك"ذميين" يثير لديهم الكثير من المخاوف.

 من الواضح أن الطريقة الإسلامية المتشددة قد تغلغلت إلى الثقافة الكويتية، ووصلت إلى مجلس الأمة الذي تمثل الكتل الإسلامية فيه القوة الأكثر انتشارًا وتأثيرًا. وهم يصلون إلى المجلس عن طريق استخدامهم للأساليب التحريضية والمتشددة التي تزيد من أعداد المناصرين لهم. وكل هذا يؤدي إلى تخويف الأقليات الدينية، وحتى أصحاب التوجهات الفكرية العلمانية والليبرالية.

 في لقاء مع مجموعة من المسيحيين الكويتيين قالوا أنهم يرغبون في مجلس أمة جديد أكثر انفتاحًا وتسامحًا بعيدًا عن النبرة المتعصبة التي تصاعدت داخل المجلس ، وأكدوا أنهم لن يقوموا بكل تأكيد بالتصويت للمرشحين الإسلاميين المتعصبين وسيفضلون اختيار المرشحين المعتدلين المتنورين. يقول القس عمانويل: "نتمنى أن تختفي هذه النزعة في مجلس الأمة القادم".

 من المؤكد أن هذه النزعة لن تختفي في مجلس الأمة القادم، فمع اتساع الدوائر يرجح أن يحقق الإسلاميون انتصارات كاسحة بسبب دخولهم في منافسات على دوائر انتخابية كبيرة الأمر الذي يعني عددًا أكبر من المناصرين. وتدور أحاديث أن النواب الليبراليين القلة في المجلس السابق سيتعرضون ربما للسقوط بسبب ذوبان مناصريهم في بحر الجماهير المعجبة بالطرح الإسلامي. وكل ذلك سيمثل انعكاسًا على الحياة الاجتماعية والسياسية، وهو ما لا تريده الأقلية المسيحية.

  في الواقع فإن المسيحيين الكويتيين يملكون حقوقهم السياسية كاملة، فمن بينهم سفراء وأطباء ووكلاء وزارات، ويحصل أولادهم على بعثات دراسية في الخارج إلا أن هذا الوضع أقل منه في الجانب الاجتماعي الذي يبدون فيه معزولين أكثر. يقول القس عمانويل: "الإنسان عدو ما يجهل ولكن من خلال الاحتفالات واللقاءات الصحافية نحاول أن يعرف الجميع من هم المسيحيون وبماذا يؤمنون . نحن نعيش على هذه الأرض الطيبة فلماذا لا نعيش في سلام ومحبة دون النظر إلى الاختلافات العقائدية التي تفرق بيننا. لماذا لا ننظر إلى الإنسانية التي تجمعنا".

 ويأمل المسيحيون الكويتيون أن يتشكل مجلس أمة جديد يظهر بشخصية أكثر تسامحًا، ويركز على القضايا التي تدفع البلد للإمام ويترك القضايا الدينية والعرقية التي تثير الشقاق وتعطل المشاريع التنموية. يقول القس عمانويل: "أتمنى أن يكون التسامح وبناء الإنسان هدفنا. وسأصوت للمرشح الذي يدعو إلى ذلك".

 سيذهب الكويتيون المسيحيون إلى صناديق الاقتراع بـ "دشداشاتهم" البيضاء يوم السبت للتصويت لمرشيحهم المفضلين، وبكل تأكيد لن يكون بين هؤلاء المرشحين أحد يتمنى أن يغلق الكنيسة التي سيصلون فيها صلاة الأحد.