المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 17 أيار/ 2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .14-8:14

قالَ له فيلِبُّس: «يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا». قالَ له يسوع: «إِنِّي معَكم مُنذُ وَقتٍ طَويل، أَفلا تَعرِفُني، يا فيلِبُّس؟ مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟

أَلا تُؤِمِنُ بِأَنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ؟ إنَّ الكَلامَ الَّذي أَقولُه لكم لا أَقولُه مِن عِندي بلِ الآبُ المُقيمُ فِيَّ يَعمَلُ أَعمالَه. صَدِّقوني: إِنِّي في الآب وإِنَّ الآبَ فيَّ وإِذا كُنتُم لا تُصَدِّقوني فصَدِّقوا مِن أَجْلِ تِلكَ الأَعمال. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن آمَنَ بي يَعمَلُ هو أَيضاً الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها أَنا بل يَعمَلُ أَعظَمَ مِنها لأَنِّي ذاهِبٌ إِلى الآب فكُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه لِكَي يُمَجَّدَ الآبُ في الِابْن. إِذا سَأَلتُموني شَيئاً بِاسمي، فإِنِّي أَعمَلُه.

 

الدوحة تحتضن اليوم مؤتمر "الحوار الوطني اللبناني" وسط تفاؤل حذر بإيجاد مخارج للأزمة تفاديا للتدهور

 بيروت - "السياسة" والوكالات:

انتقلت القيادات السياسية اللبنانية الموالية والمعارضة إلى العاصمة القطرية الدوحة, امس, للاجتماع حول طاولة الحوار مجدداً والبحث في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الوزارية العربية التي ترأسها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني, في أعقاب التدهور الأمني الخطير الذي شهده لبنان, حاملاً معه مؤشرات جدية لإمكانية دخوله في نفق حرب أهلية جديدة.

ويسود تفاؤل حذر الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية, رغم أهمية الإنجاز العربي الذي تحقق, سيما وأن الموضوعات المتنازع عليها بحاجة إلى جهد كبير للتوافق بشأنها, وتحديداً في ما يتعلق بسلاح "حزب الله" الذي فقد شرعيته برأي قوى الأكثرية, بعدما جرى توجيهه إلى صدور اللبنانيين في بيروت وعدد من المناطق.

وفي الدوحة, افتتح امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني, مساء امس, "مؤتمر الحوار الوطني اللبناني" الهادف الى انهاء الازمة السياسية, بحضور اركان الحوار ال¯14 عدا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي مثله رئيس كتلة حزبه النيابية النائب محمد رعد.

وقال الشيخ حمد, "ان قطر بلد يعرف حدوده, وهو لا يسعى الى دور يفوق طاقته, لكن يطمح ان يكون ساحة لقاء للنوايا الحسنة تفتح الابواب لحوار مفيد",

وأضاف "إنكم قادمون من بلد تقوم حياته على التراضي, ووضع مؤسسوه الاوائل ميثاقه الوطني الجليل, الذي مهد لاستقلال لبنان وأسس لوطن الحرية والثقافة كما عرفته الامة وتعلقت به".

واستطرد امير قطر, "أحسب ان لبنان حاضر معكم بكل تاريخه ومستقبله, وتأمل شعوب الامة كما آمل معها, التوافق على تجنب المخاطر المحدقة به التي تهدد وطنا يستحق منا جميعا ان نحافظ عليه ونصونه".

وعقب انتهاء الكلمة المقتضبة, قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم, إن الجلسة الاولى للحوار ستعقد في العاشرة من صباح اليوم السبت.

وقبيل مغادرته بيروت, ابدى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة, امله بالتوصل الى اتفاق يتيح عودة الحياة الطبيعية, وانتخاب رئيس الجمهورية, واطلاق الحوار حول تعزيز سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية, مؤكدا ان الحوار والتلاقي هما الطريق الاوحد لتحقيق المكاسب للجميع, وان اللجوء للسلاح لا يوصل الى نتيجة, كما شدد على عدم قدرة طرف على إجبار الآخر للقبول ما لايريده.

من جانبه, شدد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع, في المطار, ان النقطة الاساسية هي علاقة "حزب الله" بالدولة, مشددا على ان الحزب عليه ان يخفف توقعاته "لأننا لن نأخذ بعين الاعتبار ميزان القوى العسكرية على الارض".

من جهته, قال النائب ميشال عون ان احتمالات التفاهم والاختلاف واردة, مشددا على اهمية وجود حكومة وحدة وطنية تخلق استقرارا وطمأنينة في البلد.

من جهته, توقع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى, امس, "عملاً جدياً, ودفعاً إلى الأمام", شميرا الى أن "موضوع الحكومة لن تتدخل فيه الجامعة وهو شأن لبناني داخلي", وقال "ان هناك تعهدات نفذت, ويجب أن نبني على ذلك, ونستمر في تنفيذ المبادرة العربية", مضيفا "سنتكلم عن تسهيل أمر حكومة الوحدة الوطنية, وعن موضوع قانون الانتخاب, والاتفاق على القضاء, أما الإجراءات فيجب أن تتم كلها وفق الأعراف".

وقال مساعد موسى السفير هشام يوسف, أن الحوار سيكون بإدارة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر بمساعدة الأمين العام للجامعة وسيبدأ الحوار طبقاً لما تم الاتفاق عليه بين الغالبية والمعارضة, متمنياً التوصل إلى اتفاق حول المسائل التي لم يتم التوصل بعد إلى توافق بشأنها.

وترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفداً مؤلفاً من الوزراء طارق متري, خالد قباني, ميشال فرعون, احمد فتفت, والمستشارين, محمد شطح, الدكتور رضوان السيد, رلى نور الدين وعارف العبد.

وكان السنيورة أجرى اتصالا هاتفيا بالبطريرك نصر الله صفير الموجود في نيويورك, أطلعه فيه على ما شهدته العاصمة بيروت وبقية المناطق خلال الأيام الماضية من أحداث أليمة صدمت المواطنين والرأي العام, وعلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمسعى من اللجنة العربية, وقرار التوجه إلى الدوحة للمشاركة في الحوار.

ووقف السنيورة على ما لدى البطريرك من ملاحظات وآراء, وقد رحب صفير ب¯"كل مسعى من اجل الحل", مبديا ألمه "لما آلت إليه الأوضاع خصوصا مفاجأة استخدام السلاح ضد أبناء الوطن".

الى ذلك, أجرى السنيورة اتصالاً هاتفياً, للغاية نفسها, بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي تمنى للرئيس السنيورة والمتحاورين "التوفيق في الوصول إلى حلول", وأبدى دعمه وتأييده ل¯"كل مسعى حواري يبحث عن حل للازمة بعيدا عن السلاح والعنف".

وتلقى السنيورة اتصالين هاتفيين من كل من وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل, وزير خارجية مصر احمد أبو الغيط, وقد وضع الرئيس السنيورة الفيصل وأبو الغيط في أجواء المعطيات التي توافرت, نتيجة عمل اللجنة العربية والآفاق المطروحة مع انطلاق الحوار.

وترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري وفداً ضم النائبين سمير عازار وعلي حسن خليل وشقيقه محمود بري ومستشاره الإعلامي علي حمدان.

وفي بيروت, شدد رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل على أن "انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية, ووضع قانون انتخابي يؤمن التمثيل بشكل صحيح, خصوصاً بالنسبة للمسيحيين, لا معنى لهما إذا لم نتفاهم على مبدأ قيام الدولة, وألا تكون السلطة لأي فريق على حساب السلطة الوطنية, وألا يكون كل ما نقوم به مسكنات".

وفي تحركات عفوية للمواطنين, نظم "اتحاد المقعدين اللبنانيين" تجمعا سلميا على طريق مطار رفيق الحريري الدولي لوداع اللجنة العربية والسياسيين المغادرين للمشاركة في طاولة الحوار في الدوحة, وقد حمل المعتصمون شعارات من أبرز ما كُتب عليها باللغة العامية "إذا ما اتفقتوا ما ترجعوا".

 

 عون تراجع عن نسف الاتفاق بعد تطمينه بوجود مجالات للمناورة

 سلاح "حزب الله" لغم في "حوار الدوحة" وصاعق التفجير رئاسة الحكومة ودوائر بيروت

 بيروت - "السياسة": أبدت مصادر متقاطعة من جانبي فريق "14 آذار" وقوى المعارضة, امس, تفاؤلاً حذراً ومحدوداً بإمكان نجاح طاولة الحوار الوطني في قطر, في إيجاد حل شامل للأزمة, بسبب جملة من التناقضات تضمنها البيان الصادر عن اللجنة الوزارية العربية. وأوضح مصدر نيابي معارض, ان ما جاء في نص الاتفاق حول مناقشة علاقة الدولة بالتنظيمات اللبنانية, والمقصود به البحث في سلاح "حزب الله", هو لغم حقيقي يهدد بانفجار الحوار إذا أصر وتمسك أقطاب الأكثرية على مباشرته في قطر أو حتى وضع آلية لنقاشه, مؤكدا ان الحزب الذي يشعر بنشوة انتصار بعد ما فعله مع حلفائه في بيروت, لن يرضى بأي حل من الأحوال أن يقدم أي تنازل. وعلمت "السياسة" من مصادر حزبية بارزة في المعارضة, أن العماد ميشال عون الذي كاد ينسف إعلان الاتفاق, عندما أصر على شطب اسم العماد ميشال سليمان كمرشح توافقي, نال تطمينات من "حزب الله" بأن النقاش حول الحكومة لن يكون يسيراً وكذلك حول قانون الانتخاب, وبالتالي ثمة مجال واسع لمزيد من المناورة, بما ينهي الحوار من دون نتائج إذا رغب عون بذلك.

وأكد المصدر أنه تم الاتفاق المبدئي على توزيع حقائب الحكومة المقبلة بعد انتخاب الرئيس وفق صيغة 10/10/10, ولكن تبقى العقدة الأهم هي اسم رئيس الحكومة, إذ أن المعارضة ستحاول فرض اسم "حيادي" من خارج قوى 14 آذار, أما بالنسبة لقانون الانتخاب فإن الصيغة المبدئية التي تم الاتفاق عليها فهي مشروع قانون كان قد قدمه سليمان فرنجية في العام 2005, وكان المجلس النيابي يعمل على مناقشته على مستوى اللجان المشتركة.

واوضح ان القانون يقوم على أساس القضاء كدائرة انتخابية, حيث كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد وافق عليه مبدئياً ولكن قبل البحث في صيغة تقسيم بيروت إلى دوائر ثلاث, وعليه فإنه على هذا التقسيم يتوقف مصير طاولة الحوار في بندها الثاني, خاصة إذا أمر عون مدعوماً من "حزب الله" على إيجاد دائرة مسيحية خالصة (الأشرفية), ودائرة أخرى يكون للحزب وحلفائه الصوت الوازن (الباشورة زقاق البلاط) وهذا ما ترفضه 14 آذار.

من جهته, أكد مصدر نيابي في قوى الأكثرية المخاوف من إفشال الحوار وتفجيره من الداخل, عبر تعقيد مسألتي الحكومة وقانون الانتخاب, مشيرا إلى أن "حزب الله" لم يوافق بسهولة على إدراج بند السلاح ولم يستطع الشيخ حمد بن جاسم إقناع أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله بالأمر خلال لقاء ليلي سري جرى بينهما (تردد أن اللقاء كان هاتفياً), وانتظر الوفد العربي حصول اتصالات إيرانية مع عدد من الدول العربية, ثم مع "حزب الله" ليعود نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم ويبلغ الوفد الموافقة على مضض.

ووافق المصدر على ما يقوله المصدر الآخر في قوى المعارضة من أن هذا البند هو اللغم الحقيقي, ولكن صاعق التفجير سيكون في مكان آخر, مشيرا في هذا المجال إلى أن الموقف السوري لا يزال ضبابياً, ولم تتمكن اللجنة العربية من الحصول على دعم أكيد من دمشق التي اكتفت بإعلان موقف إعلامي مؤيد, في حين أن الأحزاب التابعة لها في لبنان, وغير المشاركة في اجتماعات الدوحة, لا تزال حتى اللحظة تعد العدة لمعركة حربية جديدة. واعتبر أن دمشق كانت إلى حد كبير خارج سياق المعركة التي خاضها "حزب الله", وبدا ذلك من خلال رفع الرموز السورية في لبنان (سليمان فرنجية, وئام وهاب, عبد الرحيم مراد وطلال أرسلان) السقف السياسي للمعركة نحو المطالبة بإسقاط الحكومة واحتلال البلد كله, في حين كان "حزب الله" يضبط إيقاع هجومه على أنغام الاتصالات الإيرانية, مضيفا "من هنا تكبر الخشية على الحوار من تجاذب إيراني-سوري على أولوية من يقطف ثمار اجتياح بيروت والجبل". على الصعيد الميداني, أكد مصدر أمني أن حادثة إطلاق النار على اثنين من مناصري "تيار المستقبل" في البقاع ومقتل أحدهما, متصلة تماماً بأحداث الأيام الأخيرة, وثمة خشية حقيقية لدى الأجهزة الأمنية الرسمية من لجوء بعض قوى المعارضة من عمليات اغتيال انتقامية, وخصوصاً من الأحزاب التي تعرضت لخسائر فادحة في المعارك مثل "الحزب القومي", وأكد المصدر الأمني أن أحزاب المعارضة لم تعد أسلحتها إلى المخازن بعد, وكل ما فعلته هو أنها انتقلت من العمل العلني إلى العمل الأمني السري.

 

رئيس »المجلس العالمي لثورة الأرز« مع نزع السلاح قبل الحوار

 الاغتراب اللبناني يحذر من »اتفاق قاهرة« جديد ويطالب بمحاكمة نصرالله ومعاونيه لاجتياحهم البلاد

 لندن- من حميد غريافي: السياسة

حذر »المجلس العالمي لثورة الارز« في واشنطن امس من ان يكون الاتفاق الذي توصلت اليه اللجنة الوزارية العربية في بيروت بين اطراف النزاع »اتفاق قاهرة« جديد يمنح »حزب الله« والتنظيمات الاخرى المسلحة التابعة لسورية في لبنان امتيازات على حساب الدولة اللبنانية , ما من شأنه سقوطها امام وصاية اخرى بعد زوال الوصاية السورية , تكون اسوأ منها لانها ستحمل وجها ايرانيا ارهابيا الى جانب وجه نظام بشار الاسد.

وقال رئيس المجلس جو بعيني في اتصال أجرته به »السياسة« امس من لندن ,انه »بعد الهجمات الفاشلة التي قام بها حزب ولاية الفقيه (حزب الله) على الشعب اللبناني في بيروت والشوف حيث فضحت مؤامراته ومخطط أسياده في قهر اللبنانيين بواسطة سلاح الغدر الذي يحتفظ به عنوة في وجه الدولة والشعب اللبناني يخشى الآن ان يتم تنفيذ الشق السياسي من هذه المؤامرة وهو منح هذا الحزب الايراني غطاء سياسيا عربيا (بواسطة اللجنة الوزارية العربية )يفرض على الحكومة ويكبل يديها كما جرى يوم قبلت الحكومة اللبنانية عام 1968 باتفاق القاهرة المشؤوم بينها وبين فلسطينيي »منظمة التحرير« الذي كلف لبنان ثلاثين سنة من الاقتتال والاحتلال السوري لا نزال نعاني حتى اليوم من رواسبهما , زعزعة لكيان واغتيالا للرموز وفرضا للرأي بقوة السلاح«.

وقال بعيني ان » اي كلام عن  حوار يخرج عن مبدأ نزع كل الاسلحة خارج قوى الشرعية مرفوض جملة وتفصيلا, وأن اي مهادنة لمن لايزال يفرض نفسه على اللبنانيين ودولتهم وحلفائهم العرب والمجتمع الدولي بقوة السلاح في ساحة رياض الصلح اولا وفي بيروت بكاملها ( بعد اجتياحها) ثانيا وفي دار افتاء جبل عامل في صور وأي حي او شارع او مكان على الارض اللبنانية بما فيها ضاحية بيروت الجنوبية (مقر قيادة حزب الله) وبعلبك وغيرها هو تواطؤ مع اعداء لبنان وتخل عن المسؤولية في بناء دولة القانون التي وحدها تحمي الجميع وترعاهم تحت جناحيها بالعدل والتساوي.

وأكد رئيس المجلس العالمي لثورة الارز ان »أي مبادرة عربية كانت او غيرها تساهم في بقاء فصيل مسلح خارج على القانون لا يأتمر بالسلطات اللبنانية هي مرفوضة ولن يقبل اللبنانيون العزل من السلاح بعد الآن التعرض للقتل والاجتياح والابتزاز, وان اقل ما يطالب به الشعب اللبناني لاستعادة كرامته المهانة هو حل »حزب الله « وسحب مسلحيه بعد تجريدهم من اسلحتهم وتسليمها الى الدولة ثم معاقبة ما كان يسمى ب¯ »شرطةمجلس النواب« الذين اقتحموا المنازل وشاركوا في عمليات القتل والنهب وهم يرتدون لباس قوى الأمن الداخلي التابعة للدولة, ثم تشكيل حكومة قوية تتكفل بحماية الناس والحفاظ على كراماتهم ومعاقبة كل المقصرين والمعتدين. وقال بعيني »ان كل مسؤول لبناني يقبل بمفاوضة حزب الله قبل ان يسلم سلاحه سوف يحاكم لا محالة من قبل الشعب عاجلا ام اجلا, كونه يؤسس لمشكل جديد وهو يعلم علم اليقين بأن التساهل مع القتلة والارهابيين يساهم في رفع منسوب الجريمة وقتل الناس وتخريب البلد.

ودعا بعيني الدولة اللبنانية بعد انتخاب رئيس الجمهورية الى »محاكمة حسن نصر الله ومعاونيه جميعا بتهم القتل والانقلاب والثورة على الدولة وعلى ما جنته ايديهم سواء في اجتياح بيروت والجبل الآن او بتسببهم في حرب يوليو 2006 التي دمرت لبنان. 

 

الحل العربي سحب شرعية المقاومة مثبتا أقدام الدولة وأكد غلبة »14 آذار« معيدا لرئيس الجمهورية بعض صلاحياته

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

»نعم... هنالك غالب هي الدولة اللبنانية وقوى 14 اذار المتمسكة بها وهنالك مغلوب هي »جميع التنظيمات على الساحة اللبنانية« (حسب البيان الذي لم يأت على أي ذكر للمقاومة) المناهضة للدولة والعاملة على تفكيكها وتدميرها, سيطرا علنا ومن دون اي لبس على بنود اتفاق وزراء الخارجية العرب الستة من اولها الى اخرها, اذا قيض لحوار الدوحة ان ينجح ولم يقم النظامان السوري والايراني الاكثر تضررا من هذا الاتفاق بنسفه من أساسه عبر تعقيد تفاصيله خلال ذلك الحوار«.

وقال ديبلوماسي عربي في جامعة الدول العربية رافق مخاض ولادة هذا الاتفاق مؤكدا على »وجود الغالب والمغلوب«, ان »التشريح الدقيق الذي هو ليس بحاجة الى آلات اكس راي اوسكانر او اولترا ساوند (كاشفة امراض الجسد) لمعرفة هذه المعادلة الداعمة في كل جوانبها الدولة الشرعية اللبنانية حسما لعمليات الاخذ والرد التي يتبعها عملاء ايران وسورية منذ انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة اللبنانية قبل نحو سنة ونصف السنة يؤكد انه لا يمكن لممثلي الدول العربية وعلى رأسهم أمين عام الجامعة ان يعطوا »التنظيمات المسلحة« قصب السباق والغلبة على نظام عربي تحت اي ظرف من الظروف, لذلك جاءت غالبية البنود بمعدل 90 في المئة لصالح الدولةاللبنانية والقوى الديمقراطية التي تحكمها اليوم (14 اذار) على النحو العلني التالي:

1 - البند الاول من الاتفاق الذي دعا الى »عودة الامور الى ما كانت عليه قبل الاحداث (الدموية) الاخيرة في 5/5/2008« اعاد سيطرة النظام القائم المعادي لسورية وايران على البلاد بعد ازالة اثار هذه الاحداث فورا.

2 - الفقرة الثالثة من البند الاول الداعية الى »عودة الحياة الطبيعية وتولي الجيش مسؤولية الحفاظ على الامن والسلم الاهلي, وتأمين عمل المؤسسات العامة والخاصة« انتزع بشكل حاسم المبادرة الميليشياوية المسلحة من بين ايدي »حزب الله« وتوابعه الذين كانوا ضربوا بوجود الجيش عرض الحائط وغزوا المناطق اللبنانية بالقوة المسلحة موقعين عشرات القتلى والجرحى, كما اجبروا على »الانهاء الفوري للمظاهر المسلحة بكل صورها والسحب الكامل للمسلحين من الشوارع وفتح الطرقات والمنافذ البرية وكذلك مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت« (الفقرة الثانية من البيان), وهذا نصر كبير للدولة والسلطة الحاكمة مقابل مطالب سخيفة كمغامرة »حزب الله« الثانية في اجتياح بيروت لمنع نقل رئيس جهاز المطار العميد وفيق شقير والتسبب بمقتل العشرات وتدمير المنازل والمؤسسات التي لا تقل سخافة عن مغامرة اختطافه الجنديين الاسرائيليين من اجل اطلاق الاسير سمير القنطار التي ادت الى الحرب الاسرائيلية على لبنان التي اعادته سنوات الى الوراء موقعة نحو ستة الاف قتيل وجريح وتشريد 700 الف مواطن شيعي من الجنوب والضاحية الجنوبية من بيروت والبقاع عن منازلهم وتدمير البنى التحتية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية لدويلة »حزب الله« تدميرا شبه تام.

3 - ان اصرار البيان العربي على ذكر اسم العماد ميشال سليمان كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية سدد الى قوى 8 اذار وفي طليعتهم ميشال عون الذي اعترض على ذكر هذا الاسم طعنة في صميم خططهم للمتاجرة بترشيح سليمان حتى تنقلب الاوضاع كما كانوا يأملون ويخططون, فيفرضون عون بالقوة رئيسا جديدا لنظام وصاية سورية - ايرانية اخر.. وكان عون كشف عن عملية التحايل هذه فور سقوط بيروت في ايدي رعاع »حزب الله« عندما اعلن »انه قبل مساء هذا اليوم سيكون السنيورة استقال« واصبح هو في وضع يحمله الى سدة الرئاسة..

4 - ان تحديد الدوحة (عاصمة قطر) مكان لاجراء الحوار بين اللبنانيين »برعاية الجامعة العربية«, حقق لقوى 14 اذار الانتصار الكامل على نبيه بري الذي كان من شروط حسن نصر الله »الاجبارية« استنادا الى نجاحه في الاجتياح والغزو ان يرأس هو (بري) ذلك الحوار كما كان يتمنى ويتوهم لاعادة تعويم نفسه من المستنقع المذهبي الذي غاص فيه وكان يعتقد انه بترؤس الحوار »الاجباري« يتوج نفسه زعيما موازيا لحسن نصر الله, ويضمن العام المقبل بعد الانتخابات النيابية رئاسة المجلس مجددا, وهو أمر لا يقل استحالة عن امل ابليس بدخول الجنة.

5 - ان قول البيان في بنده الرابع ان »الاطراف تتعهد بالامتناع عن او العودة الى استخدام السلاح او العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية« يشكل اتهاما عربيا صريحا وعلنيا »لحزب الله« باستخدام سلاحه في الداخل, ويكذب كل ادعاءاته حتى الان حول عدم استخدام هذا السلاح »الا ضد العدو الاسرائيلي«, كما ان مضمون هذا البند يؤسس مع مضمون البند التالي الخامس الداعي »الى تعزيز سلطة الدولة اللبنانية على اراضيها كافة والبحث في علاقتها مع مختلف التنظيمات (المسلحة) على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطنين« لطرح سلاح »حزب الله« فورا على بساط البحث لانه لم يعد »سلاح مقاومة« في نظر الوزراء العرب الذين اطلقوا عليه اسم »سلاح التنظيمات« بطلب من سمير جعجع«, لان اي بيان وزاري للحكومة الجديدة لن يتضمن ذكر »المقاومة« كما في البيان الراهن بعدما تحولت الى »تنظيم مسلح« يحاول ضرب »امن الدولة والمواطنين« ويمنع »تولي الجيش مسؤولية الحفاظ على امن البلاد وعمل المؤسسات على جميع الاراضي اللبنانية«.

وهذان البندان هما الاخطر ضد »حزب الله« وسورية وايران لانهما يطرحان موضوع سلاح المقاومة بشكل غير مسبوق ومفاجئ لحسن نصر الله الذي شن حربه الراهنة على اللبنانيين والدولة لمساسهم ب¯ »شبكة اتصالاته« التي هي جانب هامشي من ترسانة سلاحه الهائلة في محاولة لافهام الدولة ان اي مساس بالسلاح سيؤدي الى حرب.

6 - ان تشديد بيان الوزراء العرب على »استكمال الحوار (بعد الدوحة) برئاسة رئيس الجمهورية فور انتخابه وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بمشاركة الجامعة العربية«, حدد طوال السنوات الست المقبلة الجهتين الوحيدتين المؤهلتين لادارة اي حوار اخر على الساحة اللبنانية, اذ حصره برئيس الجمهورية والجامعة العربية, ملقيا بنبيه بري او اي شخص اخر منحاز الى سورية وايران من طرازه, خارج دائرة المسؤولين الاساسيين عن الدولة, كما ان هذا التوجه العربي لحصر الامور برئيس الجمهورية يؤكد نقطتين هامتين: اولاهما اعادة غير معلنة لبعض صلاحيات هذا الرئيس التي فقدت في اتفاق الطائف, وثانيهما توجيه اتهام غير مباشر لنبيه بري الذي اضطلع منذ انسحاب ولي نعمته النظام السوري من لبنان بالحوارات والمشاورات بالانحياز وعدم الحيادية لانه طرف اساسي في 8 اذار لا يحق له ان يتدخل في ادارة اي حوار بعد الان. واكد الدبلوماسي العربي ل¯ »السياسة« ان تراجع حكومة فؤاد السنيورة بطلب ملح من لجنة الوزراء العرب عن قراريها المتعلقين بشبكة اتصالات »حزب الله« ورئيس جهاز امن المطار والتي وصفها البيان بأنها »استجابة لاقتراح قيادة الجيش«, يبدو في حسابات الربح والخسارة قشة في بيدر بنود ذلك البيان الذي سحب من يدي »حزب الله« و»حركة امل« وتوابعهما ومن ورائهما النظامان السوري والايراني كل عناصر الغطرسة والاعتداد بالسلاح والقوة والاجتياحات الدموية وتحقيق »الاهداف السياسية بقوة السلاح«, وهذا ما يؤكد ان قوى 14 اذار خرجت من المعركة منتصرة, كما ان الدولة اللبنانية استعادت زخمها العربي الواسع ضد رغبة ايران وسورية اللتين هما الاخريان هزمتا أمام السعودية ومصر والدول العربية المعتدلة«.

 

 القادة اللبنانيون وصلوا الى قطر وجلسات الحوار تبدا غدا 

الجمعة 16 مايو - وكالات

الدوحة: وصل قادة لبنان من الموالاة والمعارضة مساء اليوم الى الدوحة لبدء حوار برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والجامعة العربية  في وقت أعلن البيت الابيض ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الغى محادثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش في مصر يوم الاحد المقبل حتى يتمكن من التعامل مع الازمة السياسية في لبنان. وأشار المتحدث باسم البيت الابيض جوردون جوندرو الذي يرافق بوش خلال زيارته إلى السعودية في اطار جولة شرق اوسطية الى ان السنيورة الغى المحادثات "نظرا للوضع على الارض" في لبنان.

وفور وصول الوفد من لبنان الى الدوحة عقدت جلسة ترحيبية رحب خلالها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالحاضرين واعلن ان الجلسة الاولى ستبدا صباح غد عند الساعة العاشرة. وقال أمير قطر ان بلاده لا تسعى الى "دور يفوق طاقتنا ولكن نطمح لان نكون ساحة لقاء لنوايا حسنة". وشدد على ان لبنان يستأهل بذل الجهود لاخراجه من أزمته، وقال مخاطباً الحاضرين "امامكم عمل كبير وشاق وسوف نتابع مداولاتكم "، وأعلن رفع الجلسة ليتبعه رئيس حكومته ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني، قائلا ان الجلسة الاولى ستبدأ عند العاشرة والنصف بتوقيت الدوحة من صباح غد السبت.

كما وصلت الى الدوحة قادمة من بيروت اللجنة الوزارية العربية التي شكلها مجلس جامعة الدول العربية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وعمرو موسى الامين الامين العام للجامعة العربية واعضاء اللجنة وزراء خارجية الاردن ودولة الامارات وسلطنة عمان والبحرين والجزائر وجيبوتي والمغرب واليمن.

وكانت اللجنة الوزارية العربية قد اجرت خلال اليومين الماضيين جولة من المشاورات مع قادة الاكثرية والمعارضة فى لبنان اسفرت عن اعلان اتفاق برعاية جامعة الدول العربية يقضي باستئناف الحوار على مستوى القيادات اللبنانية في الدوحة. وشكر السنيورة في تصريح قبيل مغادرته بيروت دولة قطر وجامعة الدول العربية لرعايتهما مؤتمر الحوار اللبناني مؤكدا ان مظلة لبنان ستبقى عربية دائما. واعرب رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة عن امله في التوصل إلى تسوية تتيح الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية المقبلة وقانون الانتخاب وتتيح العودة الى الحياة الطبيعية بانتخاب رئيس الجمهورية التوافقي وإطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة أراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن أمن الدولة والمواطنين.

وشدد على ان "التلاقي والحوار هو الطريق الوحيد لتحقيق المكاسب للجميع"، لافتا الى ان "اللجوء الى السلاح واستخدام القوة لا يوصل الى نتيجة بل يسقط الوطن ويهزم الجميع"، وقال انه "ليس لدى اي طرف القدرة بقوة السلاح على الغاء الاخرين او إجبارهم بما لا يريدونه مشددا على صيغة العيش المشترك في لبنان". وغادر غالبية القادة من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الى الدوحة على متن الطائرة القطرية التي اقلت الوفد الوزاري العربي برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وامين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى.

إلا أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزعيم الغالبية النيابية سعد الحريري غادرا على متن طائرة خاصة بالاخير. ومن بين المغادرين :الزعيم الدرزي ورئيس اللقاء الديمقراطي النيابي وليد جنبلاط، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس الجمهورية الاسبق رئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل، نائب رئيس الحكومة الاسبق ميشال المر، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ، رئيس كتلة الاصلاح والتغيير البرلمانية ميشال عون، رئيس الكتلة الشعبية النيابية الياس سكاف. وأعلن بن جبر آل ثاني أمس عن التوصل الى اتفاق بين الموالاة والمعارضة للعودة بالامور الى ما قبل الاحداث الاخيرة في الخامس من مايو/ايار الجاري. وكان حزب الله الموالي لإيران والمتحالف مع سوريا دفع بمقاتليه الى شوارع بيروت ذات الغالبية السنية وبعض المناطق اللبنانية اثر اتخاذ الحكومة اللبنانية المدعومة من الغرب ودول عربية بينها السعودية قرارين لإزالة شبكة اتصالات خاصة بالحزب الشيعي واقالة مدير امن المطار العميد وفيق شقير من مهامه بسبب ما قيل عن اهمال في التعاطي مع كاميرا وضعها الحزب لمراقبة المدرج الغربي لمطار رفيق الحريري الدولي. وادت الاشتباكات الى مقتل 65 شخصاً وجرح 200 آخرين.

 

مع بوادر الانفراج السياسي بسفر قادة الحوار الى قطر انفراج ميداني واسع وعودة العمل في المرفأ والمطـار

ومصادر تؤكد لـ"المركزية" ان وزارة الداخلية مسؤولة عن امن المطار

 المركزية - بعد تحقيق اللجنة الوزارية العربية الاختراق الكبير في معالجة الازمة اللبنانية وانسحاب بشائر التفاؤل والتهدئة على الساحة، يأمل الجميع في ان تتوصل المساعي العربية هذه المرة بشكل جدي الى وضع بنود المبادرة العربية موضع التنفيذ ولا سيما منها بند حكومة الوحدة الوطنية وبند قانون الانتخاب بعد حسم التوافق على البند الاول الذي يقضي بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية. المسؤولون في الخارج: وفي وقت توجه قادة الحوار ومن ضمنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وفي ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية تبدو البلاد في عهدة وزير الدفاع الذي هو نائب رئيس الحكومة وفي عهدة "الرئيس المرتقب" الذي يسهر على امن البلاد بناء على التكليف الوطني الجامع من اللبنانيين اولا.

وفي موازاة هذه التحركات التفاؤلية شهدت الطرقات ازدحاما لافتا ولا سيما منها تلك التي كانت مقفلة بفعل الاحداث الاخيرة، في وقت يواصل الجيش وتنفيذا لقرار القيادة وانفاذا لقرار مجلس الوزراء حفظ الامن وازالة كل اثار المرحلة الاخيرة. امن المطار: واليوم استأنف المطار حياته العادية بالكامل اقلاعا وهبوطا بعد فتح الطرقات المؤدية اليه ليل امس وعاد العمل فيه بشكل طبيعي خصوصا على مستوى المسؤولين الامنيين وجهاز امن المطار، بعدما اعيد رئيسه العميد وفيق شقير الى موقعه وواصل القيام بمسؤولياته. وفي هذا السياق كشف مصدر واسع الاطلاع لـ"المركزية" ان ما يقال على بعض المستويات السياسية المسؤولة من تكليف الجيش امن المطار غير دقيق، لان امن المطار هو من مسؤولية جهاز امن المطار الذي يتألف من ضباط وعناصر من الاجهزة الامنية العاملة في المطار، وإن تعيين ضابط من الجيش على رأس هذا الجهاز لا يعني ان الجيش مسؤول مباشرة عن امن المطار وإن كان الجيش يحمي المنطقة التي يقع فيها المطار كما يحمي مناطق لبنانية اخرى، وتاليا امن المطار اقلاعا وهبوطا وحركة مسافرين ووافدين وكلما يقع تحت هذا العنوان. واكدت ان وزارة الداخلية هي المسؤولة عن امن المطار وجهازه التابع لها مباشرة وليس لأي سلطة اخرى.

 

سعيد لـ"المركزية": نعلم لدينا ملاحظات لكن 14 آذار يد واحدة وهي خلف ممثليها في مؤتمر الدوحة

 المركزية - كشف منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد عن ان لديه ملاحظات عدة ازاء ما جرى اخيرا لكنه قال لـ "المركزية" ان 14 آذار يد واحدة ونحن خلف ممثلي 14 آذار في مؤتمر الدوحة، نحن خلف الرئيس أمين الجميل والنائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والنائب بطرس حرب والدكتور سمير جعجع وكل الذين يمثلون 14 آذار في الدوحة، ونعتبر ان مشروع 14 آذار مشروع بناء الدولة في لبنان، والخطوة الاولى في عملية البناء هي انتخاب رئيس للجمهورية. نعم لدينا ملاحظات ونعتبر انه ليس الوقت المناسب اليوم لطرحها، لأننا نريد التسوية واخراج البلد من مأزقه.

وعما اذا كانت 14 آذار لمست رغبة حقيقية عند المعارضة لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا اجاب: ان المعارضة غير قادرة الا ان تنتخب وتسير في الحل لانها تورطت وانهزمت سياسيا من خلال تصرفاتها، عندما ارتد السيد حسن نصر الله الى الداخل تحوّل من رمز المقاومة في لبنان والعالم العربي والعالم الاسلامي الى زعيم ميليشيا يقتل الابرياء في بيروت، وهذا مكسب لنا لم نحلم به من قبل.

وقال: لقد سقطت مقولة ان لا شرعية لأية سلطة تناقض مصالح حزب الله. اليوم على رأس الدولة سيكون رئيس للجمهورية، هذا الرئيس مسؤول عن عملية بناء الدولة وعن استيعاب سلاح حزب الله بين ايدي الجيش اللبناني.

ورفض سعيد اعتبار ان اتفاق الدوحة سيحل مكان اتفاق الطائف وقال: ان اتفاق الطائف هو حجر الزاوية الذي ينظم العلاقات اللبنانية - اللبنانية، واللبنانية - العربية، وقد اوضح أمس رئيس الوفد القطري ان كل ما يحصل هو تحت مظلة اتفاق الطائف.

وعن اعتبار البعض ان 14 آذار انتهى. أجاب: انه كلام اعلامي، فدور 14 آذار هو تنظيم مقاومة مدنية سلمية ديموقراطية في مواجهة حزب الله المسلح.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 16 ايار 2008

البلد

تتداول اوساط المعارضة تفاصيل عن المشروع القطري الذي سيكون بديلاً للطائف السعودي ويقضي باعادة تكوين السلطة بتوازن مقبول لا طغيان فيه.

تلقت المراجع الامنية مئات الشكاوى عن عمليات سلب ونشل في بيروت والضواحي نفذها شبان على متن دراجات صغيرة توازي ما يحصل عادة خلال 3 اشهر.

لن يكون مطار بيروت الدولي منطلقاً لأسفار قيادات الرابع عشر من آذار في المدى المنظور ما يعزز العمل على دفع تحضير مطار القليعات والمرافئ البحرية كبوابات لبنان على الخارج.

الشرق

نائب شمالي سابق رأى في المصادمات الاخيرة في منطقة عكار دليلا قاطعا على ان الامور غير مهيأة حتى الآن لحصول توافق سياسي في حده الأدنى .

جهة سياسية فشلت في مسعاها لتحقيق هدنة اعلامية واوضحت ان طريقة تعاطي الاعلام الخاص مع التطورات لا يبشر بامكان الاتفاق على اي حل .

مسؤول امني سجل مجموعة مفارقات بالنسبة الى العملية العسكرية في بيروت , ابرزها عودة خطوط التماس بطريقة سلبية واضحة .

النهار

شهدت اسعار الاسلحة الفردية وذخائرها ارتفاعاً جنونياً في بعض المناطق الحساسة، بحيث وصل سعر بندقية الكلاشنيكوف الى زهاء 1700 دولار، وسعر الطلقة الى الف ليرة.

يرى رئيس سابق للحكومة انه بات من الصعب تشكيل حكومة وحدة وطنية بسبب ما خلفته الاحداث في النفوس وان البحث يدور حول تشكيل حكومة حيادية من مستقلين.

تخشى اوساط سياسية مراقبة ان يؤدي اصرار قيادات موالية على البحث في موضوع السلاح الى عرقلة الحوار.

السفير

أجرت قيادة تنظيم ميليشاوي (سابق) اتصالات بمناصريها القدامى لمعرفة مدى استعدادهم للعودة الى "الجبهة" لمواجهة "الانقلاب" بالقوة، لكن النتائج لم تكن مشجعة.

شكا بعض الوزراء من كثرة النصائح بالصمود التي تلقوها من دبلوماسيين غربيين "بإلحاح يكاد يكون تحريضاً" لتعطيل احتمالات الحل بانتظار "تحسين الشروط" سياسياً!

جرى نقاش حاد بين مسؤول كبير ووفد أجنبي على خلفية العروض التي طرحها الوفد والتي لم يوافق عليها.

اللواء

أبدت أوساط تربوية تخوفها من تصاعـد الحملات المتبادلة بين مجموعـات الشباب وطلاب الجامعات من خلال برنامجي "فاس بوك" و"يو تيوب"·

تتعرض الخطوط الهاتفية الخليوية التي يستعملها بعض قادة الأكثرية في عدد من المناطق الى تشويش يصل أحياناً الى حد انقطاع مفاجئ للتخابر!·

حذّرت أوساط شمالية من تداعيات استمرار وتطوّر اشتباكات منطقتي بعل محسن وباب التبانة ومخاطر إفساح المجال أمام تدخل تيارات أصولية متطرفة وأطراف إقليمية في المواجهات الساخنة!·

 

اسماء الوفود المشاركة في الحوار الوطني في قطر

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) في ما يلي اسماء الوفود المغادرة التي ستشارك في طاولة الحوارالوطني في قطر:

فريق المعارضة:

رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ومعه النائبان علي حسن خليل وسمير عازار، وضم الوفد مدير شؤون الرئاسة علي حمد وشقيق الرئيس بري محمود بري والمستشار الاعلامي علي حمدان.

كتلة "التغيير والاصلاح": العماد ميشال عون على رأس وفد ضم النواب: عباس هاشم، نبيل نقولا وفريد الخازن، جبران باسيل.

كتلة نواب "حزب الله": النائب محمد رعد ومعه الوزير المستقيل محمد فنيش والنائب حسين الحاج حسن.

"الكتلة الشعبية": النائب ايلي سكاف ومعه النائبان سليم عون وحسن يعقوب.

فريق الموالاة

رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على رأس وفد وزاري ضم الوزراء:" طارق متري، خالد قباني، احمد فتفت وميشال فرعون، السفير محمد شطح، المستشار الاعلامي عارف العبد والمستشارة رولا نور الدين.

رئيس كتلة نواب "المستقبل" النائب سعد الحريري ومعه النائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري والمستشار الاعلامي هاني حمود.

رئيس حزب "الكتائب" الرئيس امين الجميل ومعه نائب رئيس الحزب شاكر عون ونائب الامين العام وليد فارس ومستشار الرئيس الجميل الاعلامي جوزف ابو خليل وعضوا المكتب السياسي المحامي جورج جريج والدكتور ايلي داغر.

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد حنبلاط ومعه الوزراء غازي العريضي، مروان حمادة، ونعمة طعمه والنائب وائل ابو فاعور.

رئيس "التكتل الطرابلسي" الوزير محمد الصفدي ومعه النائب محمد كبارة.

عن الطائفة الارثوذكسية ميشال المر وغسان تويني.

رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ومعه النائبان جورج عدوان وانطوان زهرا ومستشار "القوات" للشؤون الخارجية المحامي جوزف نعمة.

عن لقاء "قرنة شهوان" النائب بطرس حرب وجواد بولس.

ويشارك عن الطائفة الارمنية حزبا الطاشناق والهانشاك النائبان هاغوب بقردونيان واغوب قصارجيان.

 

الرئيس السنيورة اتصل بالبطريرك صفير والمفتي قباني للوقوف على رأيهما وملاحظاتهما قبل الانطلاق بالحوار

رئيس مجلس الوزراء تلقى اتصالين من الفيصل وأبو الغيط ويغادر الى الدوحة على رأس وفد للمشاركة في جلسات الحوار

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) يغادر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بيروت اليوم متوجها إلى الدوحة في قطر، للمشاركة في جلسات الحوار الوطني على رأس وفد مؤلف من الوزراء: طارق متري، خالد قباني، ميشال فرعون، احمد فتفت والمستشارين: الدكتور محمد شطح، الدكتور رضوان السيد، رلى نور الدين والدكتور عارف العبد.

اتصالات

وكان الرئيس السنيورة أجرى اتصالا هاتفيا بالبطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير الموجود في نيويورك أطلعه فيه على ما شهدته العاصمة بيروت وبقية المناطق خلال الأيام الماضية من أحداث أليمة صدمت المواطنين والرأي العام، وعلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمسعى من اللجنة العربية وقرار التوجه إلى الدوحة للمشاركة في الحوار. وقد وقف الرئيس السنيورة على ما لدى البطريرك من ملاحظات وأراء، وقد رحب البطريرك صفير ب"كل مسعى من اجل الحل"، مبديا ألمه "لما ألت إليه الأوضاع خصوصا مفاجأة استخدام السلاح ضد أبناء الوطن". كما أجرى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا، للغاية نفسها، بمفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني الذي تمنى للرئيس السنيورة والمتحاورين "التوفيق في الوصول إلى حلول"، وأبدى دعمه وتأييده ل"كل مسعى حواري يبحث عن حل للازمة بعيدا عن السلاح والعنف". وتلقى الرئيس السنيورة اتصالين هاتفيين من كل من: وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية مصر احمد أبو الغيط. وقد وضع الرئيس السنيورة الفيصل وأبوالغيط في أجواء المعطيات التي توافرت نتيجة عمل اللجنة العربية والأفاق المطروحة مع انطلاق الحوار.

 

الرئيس السنيورة أمل في "التوصل الى تسوية للعودة الى الحياة الطبيعية": اللجوء الى السلاح والقوة لا يوصل الى نتيجة بل يسقط الوطن وينهزم الجميع

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) أدلى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قبيل مغادرته الى الدوحة للمشاركة في الحوار الوطني، بالتصريح التالي: "ذاهبون الى الدوحة للحوار وكلنا أمل بتوفيق من الله بأننا سنتمكن من التوصل الى تسوية تتيح الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية المقبلة وقانون الانتخاب، وتتيح العودة الى الحياة الطبيعية بانتخاب رئيس الجمهورية التوافقي وإطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة أراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن أمن الدولة والمواطنين.

إن المكسب الذي سيحققه لبنان واللبنانيون من التوصل الى اتفاق كبير وكبير جدا، فالهدف أن تعود العملية الديمقراطية لتأخذ دورها في وطننا عبر عمل المؤسسات الشرعية والدستورية ويعود اللبناني الى حياته الطبيعية لكي يتمكن لبنان من معالجة ما تراكم لديه من مشكلات فاقمتها الأحداث الأخيرة.

لقد قلنا في السابق وكررنا طوال هذه الأزمة التي مررنا بها، ان التلاقي والحوار هو الطريق الوحيد لتحقيق المكاسب للجميع والتقدم للوطن، وان اللجوء الى السلاح واستخدام القوة لا يوصل الى نتيجة بل يسقط الوطن وينهزم الجميع. وها هي التجربة التي عشناها مؤخرا أكبر برهان على ما كنا نقول".

أضاف الرئيس السنيورة: "في محصلة الأمر ما من طرف قادر على إجبار الآخرين على ما لا يريدونه ولا على إلغاء الآخرين بقوة السلاح. هذا ليس اكتشافا، بل هذا قانون التوازنات والحياة وجوهر صيغة العيش المشترك في لبنان، وها نحن نصل الى الواقع الذي كنا نعرفه وخبرناه سابقا وهو ان العنف، لا يسهم في الحل بل يزيد من التباعد والفرقة وفقدان الثقة بين أبناء الشعب الواحد وان استخدام القوة يرتد على مستخدمها ولا ينفعه بل ويفقده ثقة الآخر وثقة الأشقاء والأصدقاء في العالم ولا يقربه شعرة من تحقيق أي من أهدافه.

إني أود أن أتوجه الى اللبنانيين جميعا لكي أقول لهم، إننا نذهب الى الدوحة وبرعاية كريمة من دولة قطر والجامعة العربية التي قلنا دائما ان مظلتنا في لبنان كانت وستبقى عربية، لكي نعود إن شاء الله باتفاق يسمح لنا كلبنانيين بأن نتطلع الى الأمام مستفيدين من عبر الماضي وتجاربه المريرة. نحن نعرف أن آمال الشعب اللبناني معلقة علينا وهو يتطلع حتى نتوصل الى اتفاق وهو يتألم لما عاناه سكان بيروت وبقية المناطق وكل اللبنانيين من تسلط السلاح والمسلحين ويترحم على الشهداء الأبرياء. وهذه الآلام لن تغيب عن بال اللبنانيين إلا بالجهد الصادق للملمة الجراح العميقة والسعي الجاد والسليم لايجاد الحلول الحقيقية للمشاكل التي يعانون منها". وختم الرئيس السنيورة: "ثقوا ان لبنان ومصلحته العليا ستظل الهاجس الأكبر لنا وثقوا أن العزيمة والارادة الوطنية لن تلين ولن تتراجع من أجل أن يعود لبنان الى حيث يريده أبناؤه بلدا حرا عربيا سيدا ومستقلا".

 

العلامة الامين:التعيين في منصب الافتاء عبر الدولة بعداقتراح المؤسسة الدينية

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) اصدر العلامة المفتي السيد علي الأمين، بيانا وزعه مكتبه جاء فيه:"قرأت في بعض الصحف خبرا صادرا عن المجلس الشيعي يتعلَّق بادارة دار الإفتاء الجعفري في صور،(...)يهمني القول ان المجلس الشيعي ليس له صلاحية قانونية وشرعية بهذه الأمور، لأن التعيين في منصب الإفتاء يتم من خلال الدولة اللبنانية بعد اقتراح الإسم من المؤسسة الدينية(...). ونحن عندما اتخذنا مواقفنا (...) لم نأخذ منصب الإفتاء في الإعتبار والإهتمام، لأن المهم عندنا حريتنا واقتناعاتنا الدينية والوطنية بأن مصلحة أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية هي في الحفاظ على العيش المشترك مع كل الطوائف اللبنانية وفي انخراط كل الأحزاب في مشروع الدولة الواحدة التي تشكل وحدها الحماية والضمانة لكل اللبنانيين".

 

ميشال معوض: باقون ويخطىء من يظن انه يستطيع رمينا في البحر

الحكومة تراجعت حفاظا على لبنان ومهما دمروا لن ينالوا من عزيمتنا

لم تعد معادلة السلاح خارج الشرعية للدفاع عن لبنان قائمة او مقبولة

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) سأل عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض خلال مؤتمر صحافي عقده في زغرتا "من يتجرأ بعد 7 ايار 2008 على أن يسمي "حزب الله" مقاومة؟ من يتجرأ على أن يسمي "حزب الله" مقاومة بعد سقوط اكثر من 100 مواطن لبناني شهيدا وبعضهم بالاغتيال والتصفية، وبعد اصابة اكثر من مئتي جريح؟ من يتجرأ على أن يسمي "حزب الله" مقاومة بعد احتلال بيروت وخطف المطار والمرفأ، والتعدي على المؤسسات وحرمات المواطنين وممتلكاتهم؟ من يتجرأ على ان يسمي "حزب الله" مقاومة بعد ما تبين مدى رعايته وتمويله وتدريبه لكل الميليشيات والعصابات وشبكات الاجرام في لبنان من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب مرورا بجبل لبنان؟".

كما سأل: "من يتجرأ على تسمية "حزب الله" مقاومة بعد ما شهدناه من تعديات على مؤسسات اعلامية، وفي مقدمها مجموعة "المستقبل"، ومن تهديد للصحافيين اللبنانيين والعرب ومحاولة فرض مصطلحات "العصر الجديد" عليهم؟".

وقال: "كأن (الأمين العام ل"حزب الله") السيد حسن نصرالله أعلن على الملأ في خطابه الشهير والمشؤوم في 8 ايار، أن مرحلة ما قبل 7 ايار تختلف تماما عن مرحلة ما بعدها. كان على حق، ولكن طبعا على غير ما كان يقصد. وكان 7 ايار الحد الفاصل بين المقدس والمدنس. فبعد 7 ايار تدنس سلاح "حزب الله" بدماء اللبنانيين وبالتعدي على حرماتهم وكرامتهم. ان هذا السلاح الذي استعمل لاحتلال بيروت او جزء منها او للتعدي على الجبل عجز عن الدفاع عن السلاح، بل على العكس تماما. انه اسقط نهائيا شرعية السلاح لبنانيا وعربيا ودوليا. وللتذكير فقط، سقط سلاح الكفاح الفلسطيني يوم اصبحت طريق القدس تمر في جونيه. واليوم سقط سلاح "حزب الله" مجرد ان صارت طريق مزارع شبعا تمر في ساحة رياض الصلح والطريق الجديدة والمزرعة والشويفات وجبل الباروك".

أضاف: "مهما صنعوا وقتلوا ودمروا لن ينالوا من عزيمتنا. سبق ان قلت لكم وأكرر إن ارادتنا اقوى من العشرين الف صاروخ. أخرجنا الجيش السوري من لبنان، وهزمنا نظامه الأمني بإرادتنا سلميا وديموقراطيا من دون ضربة كف، وكانوا يحتلون ليس فقط بيروت، بل كل لبنان وكل مؤسسات الدولة اللبنانية. يخطىء من يظن انه يستطيع رمينا في البحر. نحن باقون. هذه ارضنا. فلا ايران ولا سوريا ولا حزب ايران وسوريا يستطيع ان يقتلعنا من هنا. نحن نحترم حرية الغير، ولكن لا احد يستطيع ان يتعدى على حريتنا. اعرف انكم تعيشون منذ اسبوع على اعصابكم، وفي فمكم ماء، كما يقولون. اعرف ان لديكم اسئلة وتساؤلات مشروعة ومحقة حيال ما حصل من محاولة انقلاب واحتلال لبيروت وتعد على الحرمات والمؤسسات. تتساءلون عما حصل، وكيف ان الجيش والقوى الأمنية الشرعية بقيت تتفرج؟".

وسأل: "من يحمي اللبناني من "حزب الله" وقوته الكبيرة التي بناها بموافقة جميع اللبنانيين وبرعاية الدولة اللبنانية لمواجهة اسرائيل، وارتدت الى الداخل، واصبحت تشكل خطرا على امن اللبنانيين وصيغة العيش المشترك والنظام الديموقراطي والحريات العامة. تتساءلون لماذا تراجعت الحكومة عن قراراتها؟ وهل ان ذلك هو تخل عن ثوابت ثورة الأرز او عودة الى الوراء الى جمهورية الخوف بقيادة "حزب الله" وكالة عن النظامين السوري والايراني؟.

وتابع: "لا عودة الى الوراء. لن نتخلى عن ثوابت مسيرة الاستقلال التي دفعنا ثمنها دما وما زلنا ندفع الدم في سبيلها. لن نتخلى عن دماء شهدائنا وقادتنا السياسيين، ولا عن دماء الضباط والعسكريين الذين استشهدوا فداء عن الشرعية في مواجهة الارهاب. لن نتخلى عن دماء كل مواطن لبناني سقط في عملية الاعتداء على بيروت، بيروت المقاومة وعلى الجبل الصامد والشامخ. صحيح ان الحكومة تراجعت ودفعت من هيبتها، لكن حفاظا على لبنان. الحكومة تراجعت عندما سقط مشروع تحكم "حزب الله" بالقوة بالقرار اللبناني، وعندما تبين الا افق لمشروع الانقلاب المسلح الا المزيد من الدمار والدم".

وقال: "لا أحد يغش نفسه ولنكن واضحين. ان انقلاب "حزب الله" واحتلاله لبيروت وتوجيهه سلاحه الى صدور اللبنانيين لا علاقة له بالقرارين لأنهما كانا حجة سخيفة لتنفيذ مخطط عسكري وسياسي هدفه تحكم "حزب الله" بالقرار اللبناني. نعم. "حزب الله" كان يريد ان يتحكم بلبنان ويحاول ان يعيد أنموذج عنجر والوصاية، اي تحويل لبنان والمؤسسات اللبنانية الى مسرح شكلي تابع لقرار (السيد) حسن نصرالله بعد التسبب بالفراغ في الرئاسة الأولى وشل مجلس الوزراء وإغلاق مجلس النواب، تماما كما نظام ولاية الفقيه في ايران. سقط هذا المشروع بصمود الحكومة وصمود بيروت وابناء الجبل".

أضاف: "سندافع بأسناننا عن لبنان والحرية والديموقراطية والتعددية. ولنكن واضحين. لن نسمح بأن يتحول لبنان ساحة تحت ولاية "حزب الله" بالوكالة عن سوريا وايران. تراجعت الحكومة لايجاد مخرج شكلي لمن ورط نفسه والبلد، ولتمنع تحول الصراع القائم حول هوية لبنان ومستقبله الى حرب اهلية تسقط الهيكل على رؤوس الجميع، ولكي نفوت على لبنان خطر تسرب الاصوليات التكفيرية الى الداخل للحؤول دون عرقنة لبنان وادخاله في اجندات لا علاقة للقضية اللبنانية وللمصلحة اللبنانية بها".

وتابع: "القيادة السنية في لبنان هي قيادة معتدلة ومنفتحة، وخيارها هو الدولة ولبنان اولا. وهذا يحفزنا الى الحفاظ عليها حفاظا على لبنان والدولة والسلم الأهلي بعدم الانجرار الى الصدام المسلح. فالسلم الأهلي هو في اول اولويات مسيرة الاستقلال. فلا استقلال بدون دولة ولا دولة بدون سلم. ومن هذه المنطلقات كلها، نحن ذاهبون الى الحوار بكل قناعة وانفتاح".

ورأى "أن المدخل لإعادة تعزيز الدولة هو بانتخاب رئيس للجمهورية، تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية ولقانون انتخاب على اساس القضاء وبرفع الاعتصام وفتح ابواب مجلس النواب. وهذا ما كنا نطالب به في الأساس. ولكن لنكن واضحين: ان الحوار ما بعد 7 ايار هو غير الحوار قبل 7 ايار. فبعدما حصل أخيرا، على الحوار أن يضع الاصبع على الجرح. ان السلاح خارج الشرعية الذي كان عنوانه الدفاع عن لبنان اصبح يشكل بكل وضوح خطرا على الدولة والنظام والحريات وامن المواطنين وكرامتهم. لم تعد معادلة السلاح خارج الشرعية للدفاع عن لبنان قائمة او مقبولة. فاللبنانيون، كل اللبنانيين اصبحوا امام خيار واضح: اما لبنان، اما السلاح".

وقال: "انطلاقا من هذا الواقع ومن ظهور السلاح الميليشيوي بكثافة للانقلاب على الدولة من عكار الى النبطية، وتعقيبا على ما ورد بتهذيب ولباقة في البند الخامس من بيان الجامعة العربية "الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة اراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطن"، نطالب بأن يتم الحوار حول ثلاثة محاور:

المحور الاول: تجريد كل الميليشيات اللبنانية فورا التي تسلحت تحت عنوان "سرايا المقاومة" او غيرها، والفلسطينيون خارج المخيمات من السلاح.

المحور الثاني: وضع استراتيجية دفاعية تحت امرة الدولة تستند الى حصرية قرار السلم والحرب، وكذلك امتلاك السلاح بالدولة فقط، مع الاستعانة بخبرة المقاومة - مع ما يعني ضمنا تجريد الفلسطينيين خارج المخيمات من السلاح وتنظيمه داخل المخيمات، وكل ذلك بعد سقوط كل الضمانات والتطمينات التي كان يطلقها السيد نصرالله في هذا الخصوص.

المحور الثالث: بناء جيش قوي قادر على حماية النظام والمؤسسات".

وتوجه إلى المسيحيين بالقول: "سمعنا من بعض المسيحيين أن هذه المعركة بين المسلمين ولا دخل للمسيحييين فيها. والصحيح ان هذه الحرب انقلابية على الدولة، ولم تكن على الارض المسيحية، بل هي اعتداء على الدولة حيث للمسيحيين قرارهم الحر. وعلينا كمسيحيين ان نتفادى الفتنة في المناطق المسيحية، ولكن غير صحيح ان هذه حرب بين المسلمين، والا دخل للمسيحيين فيها. ما حصل ليس حرب نصر الله على النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط، ولكنه محاولة انقلاب "حزب الله" على الدولة".

أضاف: "يقول (النائب) الجنرال ميشال عون ان الوثيقة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" حمت المسيحيين. في الحقيقة، لا أفهم هذا الكلام. هل كانت هذه الوثيقة للبننة سلاح "حزب الله"؟. التاريخ سيحكم انه لولا وثيقة التفاهم هذه لم يكن ليتجرأ "حزب الله" على محاولة الانقلاب على الدولة. فما سمعناه من بعض المسيحيين بعد الحوادث الاليمة في الثامن من ايار، ان هذه الحوادث اعادت لبنان الى السكة الصحيحة، والحقيقة اقول كيف يسمح لنفسه العماد عون بان يتكلم باسم الثورة الاسلامية، مع العلم ان الكثيرين من اللبنانييين لا يحبون ان يسمعوا كلام ناصر قنديل او وئام وهاب، وهما الناطقان باسم المخابرات السورية، واصبحا اليوم يتكلمان باسم "حزب الله"؟".

وسأل: "هل من المعقول ان يسمح العماد عون لنفسه ان يعلن البلاغ رقم واحد بعدما قام "حزب الله" بالانقلاب؟ هل العماد عون قام بهذا الانقلاب ؟ عن اي سكة يتكلم؟ هل هي سكة احتلال بيروت وسكة الاعتداء على الجبل والحريات في لبنان؟ وهل هي سكة إقفال المطار؟ هل يتكلم عن سكة تعليق صور (الرئيس السوري) بشار الاسد على الجدران، بدل انتخاب الرئيس اللبناني؟ هل يتحدث عن سكة تسليم لبنان الى ولاية الفقيه؟ هل يتحدث عن حرق المؤسسات اللبنانية الاعلامية؟".

وختم: "قطعنا قطوعا الاسبوع الماضي، ولولا صمود قوى الرابع عشر من آذار والحكومة اللبنانية وأهالي بيروت والجبل وكل مواطن لبناني، لكنا على قاب قوسين من أن يستطيع "حزب الله" من أن يفرض نفسه على لبنان. ورغم الخلاف السياسي بيننا والعماد عون في اواخر الثمانينات، غير أننا لم نقبل باقصائه سياسيا، حتى لو كان منافسا في السياسة. نطلب من العماد عون وقفة شجاعة يقول فيها انه لا يقبل بمس الحريات ووسائل الاعلام والنظام الديموقراطي".

 

مقتل جندي دولي وجرح آخر في حادث سير في وادي الحجير

وطنية - 16/5/2008 (متفرقات) ادى انقلاب سيارة تابعة للقوات الدولية من الوحدة الماليزية في منطقة وادي الحجير الى مقتل جندي وجرح آخر وصفت حالته بالخطرة. وعملت عناصر تابعة للوحدة الفرنسية على نقلهما الى المستشفى الميداني في تبنين

 

النائب العماد عون في حديث الى الاعلاميين قبيل مغادرته الى قطر: احتمال للتفاهم أو الاختلاف ونريد مرشحا توافقياأو حكومة انتقالية

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) تساءل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في حديث مع الاعلاميين قبيل مغادرته مطار رفيق الحريري الدولي الى الدوحة، ردا على سؤال حول ما قيل أمس بأنه اعترض على قائد الجيش العماد ميشال سليمان مرشحا توافقيا وحيدا لرئاسة الجمهورية، "لا أعرف لماذا يترجمون كلامي دائما بشكل خاطىء". اضاف: "نحن قلنا مرشحا توافقيا أو حكومة انتقالية، فربما لن نستطع أن نتوصل الى اتفاق. هناك شروط ومواضيع نريد بحثها، وهناك احتمال في الا نتوصل الى تفاهم، ماذا نفعل؟ هل نترك البلد متصادما كما هو ونرحل؟. عندما قلنا حكومة انتقالية، لا نكون فصلنا في مسألة رئاسة الجمهورية، ونكون انتقلنا الى حكومة انتقالية تمثل كل الناس، حكومة وحدة وطنية تصنع الاستقرار في البلد وتعطي الطمأنينة. على سبيل الاحتياط حتى لا نصل الى الفشل، فقط لا أكثر ولا أقل".

سئل: دعا رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الى عدم رفع التوقعات بالنسبة الى حوار الدوحة؟

اجاب: "دائما هناك احتمالات للتفاهم أو الاختلاف، ولولا هذه الاحتمالات لما كنا نذهب ونحاول أن نتناقش حتى نصل الى حل".

قيل له: موالون ومعارضون ستكونون جميعا على متن طائرة واحدة.

اجاب: "هذا لبنان، كله على طائرة واحدة".

سئل: متى ستكون الحكومة الجديدة؟

اجاب: "لا يزال مبكرا الحديث عنها. أنا أريدها من ستة، لا من ثلاث عشرات ولا ثلاث أربعات".

سئل: قانون الانتخاب؟

اجاب: "مطروح أشكال عدة، ولكن كلها متشابهة تقريبا على أساس القضاء".

 

اهالي الفاكهة -الجديدة طالبوا بتسليم قتلة خالد خليل الى العدالة

وطنية- 16/5/2008 (متفرقات) تداعى الكهنة والمشايخ والمخاتير ورئيس وأعضاء المجلس البلدي في الفاكهة-الجديدة الى اجتماع طارىء في مبنى البلدية اثر الجريمة المروعة التي هزت بلدتنا والتي ذهب ضحيتها المأسوف على شبابه الشهيد عصام خالد خليل. وأصدر المجتمعون توصيات شجبوا فيها الجريمة واكدوا التضامن الكامل مع أهل الشهيد وذويه واعتبار ان هذه الجريمة تمس بكافة أهالي البلدة, وشددوا "على ضرورة تسليم المجرمين فورا الى الأجهزة الأمنية وترك العدالة تأخذ مجراها" مؤكدين "ان أمن البلدة والمنطقة هو بعهدةالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية فقط وعلى عدم السماح لأي كان الاخلال بهذا الأمن". وأهاب المجتمعون " بالأجهزة الأمنية كافة بذل أقصى الجهود للقبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة بأسرع وقت وحفاظا على أمن الأهالي والبلدة".

 

المفتي الشعار استنكر تعرض السفارة السعودية لإطلاق النار واكد حرص المملكة على دعم امن لبنان واستقراره ووحدته

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) استنكر مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار "تعرض السفارة السعودية في بيروت لاطلاق النار خلال الايام الماضية".

وقال في تصريح اليوم: "لفتنا في حوار صحافي مع السفير السعودي في بيروت الاخ الدكتور عبد العزيز خواجه قوله "ان السفارة تعرضت لوابل من الرصاص لاكثر من مرتين" مؤكدا ان ما تعرضت له السفارة "امر مقصود". وأضاف المفتي الشعار: "اننا اذ نستنكر هذا الاعتداء المشين، ونهنىء السفير خوجه واركان السفارة على سلامتهم، فاننا لا بد ان نثني على مواقفه الحكيمة وتحركه المشكور لتهدئة الامور انطلاقا من تعليمات السياسة الرشيدة للمملكة العربية السعودية الشقيقة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز". وختم: "اننا نستغرب مثل السفير خوجه ان يكون اطلاق الرصاص على السفارة "رسالة امتعاض من تحرك ينوي لتهدئة الامور"، ونؤكد حرص السعودية الاكيد على دعم امن لبنان واستقراره ووحدته وهو امر مشهود ولا يخفى على احد وخصوصا ممن اطلقوا النار على هذه السفارة العزيزة".

 

حزب "الوطنيين الاحرار": على اللجنة العربية التنبه لأي مناورات ونحذر من رجوع بعض الأطراف عن موافقتهم ومحاولتهم الالتفاف على الاتفاق

وطنية- 16/5/2008(سياسة) عقد المجلس الأعلى لحزب اوطنيين الاحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع اصدر البيان الآتي:

"1- نشكر اللجنة العربية التي بذلت جهودا كبيرة للتوصل إلى "اتفاق الفينيسيا" على أمل ترجمته في شكل يصون الثوابت الوطنية انطلاقاً من اتفاق الطائف والقرارات الدولية ومبادرة جامعة الدول العربية.

لقد كنا نفضل أن يتقدم موضوع السلاح غير الشرعي على باقي الموضوعات رغم أهميتها، إذ أكدت الأحداث الأخيرة ونتائجها استحالة التعايش بين سلاحين وجيشين ودولتين ومنطقين. إلا أن طرح السلاح على الطاولة ببند مستقل من الاتفاق واعتبار بنوده كلها متساوية في القوة وفي الإلتزام بحيث تعتبر سلة واحدة، يمكن أن يشكل مدخلا مقبولا ولو تطلب بته مزيدا من الصبر والاحتمال.

إلا أننا، انطلاقاً من التجربة التي مررنا بها، نحذر من رجوع بعض الأطراف عن موافقتهم، ومحاولتهم التحايل والالتفاف على الاتفاق أو انتقاء بعض بنوده، من خلال وضع العراقيل والعقبات في اختلاق الذرائع والأعذار. ولقد أثبت تعاطيهم، بما فيه محاولة الانقلاب الأخيرة، عمق ارتباطهم بالمحور السوري ـ الإيراني وباختلاف أجندتهم عن الأهداف التي يعلنونها بالتضليل والتمويه ويغطونها بإطلاق الاتهامات بالعمالة والخيانة ضد الآخرين. لذا ندعو اللجنة العربية إلى اليقظة، والانتباه إلى المناورات لإفشالها، وإلى تحليها بالجرأة لتسمية المعرقلين العاملين على إجهاض مبادرتها مما يزيل اللبس ويحل الشفافية فيتحمل الفريق المعرقل تبعة عمله ويدفع ثمنه. كما نهيب بالشرعية الدولية مواكبة اللجنة العربية وشد إزرها والبقاء على الاستعداد لتحمل المسؤولية في حال تعثرها، حتى لا يقذف بلبنان في المجهول أو يترك لقمة سائغة للقوى التي تصر على إبقائه ساحة وتتحدى المجتمع الدولي وتبذل قصاراها لتقويض الحكومة وتغيير الصيغة وضرب الكيان.

2 - نؤكد، انتصاراً للحقيقة وللبنان التعددي وبعيداً من الرغبة في التصعيد وفي صب الزيت على النار، عمق الجرح الذي أحدثه الاجتياح ـ الانقلابي، فما جرى مدان بكل المعايير، ولا نغالي إذا قلنا ان تداعياته، خصوصاً النفسية منها، توازي نتائج الحروب التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود.

إن النكث بالوعود والعهود بشعار من خمس كلمات هو أشبه بانسلاخ أو بكسر يصعب التحامه على صعيد الشراكة في مجتمع متعدد ومتنوع. والسعي إلى التغيير بالعنف والسلاح هو برهان تطبع بالنموذج الانقلابي أحد مكونات التراث السوري السياسي خصوصاً والدول المتخلفة عموماً.

وادعاء استباق ضربة أو عمل عسكري أو استهداف في تبرير انقلاب دموي لا يعد فقط محاكمة للنيات مرفوضة حكماً، إنما يحض الآخرين أيضاً على الاقتداء به وتوسله عندما تدعو الحاجة. وإذا قدر لهذه الممارسة دخول التقاليد اللبنانية لتصبح جزءا منها فهي ستقضي على الديموقراطية القائمة على معادلة الموالاة والمعارضة والتي تفرض انتظار الاستحقاقات للتغيير بالانتخاب وفقاً لبرنامج واضح وقابل للتطبيق. إلى ذلك سيكون من بين ضحاياها ما هو عزيز كثيراً على اللبنانيين مثل الوفاق والوحدة الوطنية، فيتحول بعضهم قبائل بدائية تدين بثقافة العنف وتتقن لغة السلاح والإكراه، بينما المطلوب اتقان ثقافة السلام والحوار والتنافس الشريف. وتحريك العصبيات وإيقاظ الفتنة التي يحتضن اللاوعي أسبابها، وهي ترقى إلى مئات السنين، هو كإضرام النار في الهشيم بحيث لا تتوقف عند حدود ولا توفر اياً من الدول المجاورة.

نسوق هذه الملاحظات لرفض المواقف التي سعت إلى تتفيه ما حصل أو أقله تبسيطه بمصطلحات فارغة. فمقولة لا غالب ولا مغلوب لا جدوى منها إذا لم تنهض الدولة الواحدة التي تمتلك حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم، وتبسط سلطتها على كامل تراب الوطن، وتصون حقوق كل اللبنانيين وتحفظ كرامتهم، لأن ليس من لبناني واحد يقبل بعد اليوم أن يظل السيف مسلطاً فوق رأسه، أو أن يعيش في حماية أحد سوى حماية الدولة والقانون. ولقد أصبح ملحاً التصدي المباشر إلى موطن الداء، سواء على المستوى اللبناني بالنسبة إلى إشكالية السلاح وإلى التزام الطائف وسقف الدولة، أو على المستوى الدولي بالنسبة إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن بما يكفل المسلمات اللبنانية وإحقاق الحق. أخيراً نهنئ مؤسسات المستقبل الإعلامية وباقي وسائل الإعلام التي استهدفها أصحاب الفكر الشمولي، على نيل وسام الاستحقاق اللبناني وإدراجها على لائحة الشرف التي تضم كل المدافعين عن الحرية والتعددية وهما من أركان الكيان اللبناني ومن علل وجوده".

 

مفتو المناطق دعوا في خطب الجمعة الى تحكيم العقل ونبذ العنف والفتن

وطنية - 16/5/2008 (سياسة)دعا مفتو المناطق في خطب الجمعة "الى تحكيم العقل والابتعاد عن الفتن ونبذ العنف", ورأى مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في خطبة الجمعة ان ما جرى من هجمة على اهل بيروت شكل طعنة في القلب لا يمكن ان تندمل جراحها في وقت قريب. وقال: "ان عدم قتالنا كان هو المعركة الكبرى حيث كان سلاحنا اننا لا نحمل السلاح ولم نحمل السلاح، وبالتالي لن نحمل السلاح الا في وجه العدو الاسرائيلي وليس في وجه اي عربي او مسلم مهما كانت الظروف والمظالم. واعلن المفتي الميس ان "ما جرى في بيروت ما هو الا مقدمة لما يخطط له في كل العالم العربي ومدنه وعواصمه وعلى كل العرب ان يتنبهوا لخطورة هذه المسألة الى الامن والاستقرار الداخلي والتفكير بالابعاد المستقبلية لما بدأ في غزة وجرب في بيروت".

ودعا العرب الى "تحمل المسؤوليات كاملة لعدم تكرار ما جرى في بيروت والعمل الدؤوب على وقف الفتنة بين المسلمين لان المستفيد منها هو العدو الصهيوني وعملاؤه".

الصلح

من جهته اكد مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد الصلح ان "موقف الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة هو الموقف الحكم العاقل الذي اثبت الحرص على الوطن وعلى الكيان اللبناني من الزوال والاحتراق. وقال: "دائما اصحاب الوطن واهل الدار هم الذين يقدمون التضحيات لمصلحة الوطن ولمصلحة الدار ولا يمكن ان يفسر ذلك بأنه تراجع او هزيمة الا عند ضعاف النفوس لان المنتصر هو الذي يحافظ على وطنه والمنهزم هو الذي يريد احراق الوطن ورغم كل ما جرى فقد خرج لبنان الوطن اقوى بكثير من محاولات الفتنة والتقسيم والفوضى". ورأى ان "الهجمة التي طاولت مدينة بيروت هي غيمة سوداء ولكنها عابرة باذن الله ولا تترك في النفوس الا كل عزيمة وقوة للتمسك بالشرعية وبمفهوم الدولة والصمود امام كل المساعي التي تتربص بلبنان الشر، وجره الى الفتنة العمياء".

وأمل "ان تصل اللجنة العربية الى الحلول للواقع المأزوم وانهاء الاعمال العسكرية للمحافظة على وحدة الصف والموقف في وجه العدو الاسرائيلي".

 

النائب الاحدب عرض التطورات مع القائمة بالاعمال الاميركية: السلاح الموجود في مدينة طرابلس والموجه اليها يجب نزعه

همناالامن ونتمنى على الوزيرالصفدي حمله الى طاولة الحوار

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) استقبل النائب مصباح الاحدب في منزله في طرابلس القائمة بالاعمال الاميركية في لبنان ميشل سيسون يرافقها وفد من السفارة، وعرض معها التطوارت الاخيرة على الساحة اللبنانية. بعد الاجتماع رفضت السفيرة سيسون الادلاء بأي تصريح، فيما طالب النائب الاحدب في تصريح ب"بحث موضوع انتشار السلاح في مدينة طرابلس وسائر المناطق اللبنانية على طاولة الحوار لا سيما سلاح "حزب الله"، وقال: "تقوم السفيرة الاميركية بزيارة روتينية لمدينة طرابلس، وقد زارت عددا من الشخصيات والفاعليات في المدينة، ونحن بدورنا نرحب بها في المدينة كما نرحب بجميع الديبلوماسيين، لان طرابلس مدينة منفتحة على العالم ونريد لها ان تكون على تواصل مع جميع الدولة. وبالتأكيد طرابلس لها خصوصيتها مع الحفاظ على المبادىء العامة والنقاط الواضحة، ولا احد بصدد تجاوز الاطر العامة الموضوعة فاسرائيل هي عدو ولسنا بصدد المزايدات في هذا المجال".

اضاف: "اريد ان اتوجه الى صديقي الوزير محمد الصفدي نائب طرابلس والمنتخب من المواطنين انفسهم الذين انتخبوني، وكنت اتمنى عليه ان يقوم بالاتصال والتشاور مع كل الاطراف الموجودة في طرابلس، لان الذي يحصل الان هو امر تاريخي والتشاور به ضروري ومصيري، ووجود الوزير الصفدي على طاولة الحوار ناتج من كونه يمثل قوى الرابع عشر من آذار وايضا يمثل مدينة طرابلس، لذلك كنت اتمنى عليه ان يتشاور معنا، وكونه لم يقم بذلك اوجه له عبر وسائل الاعلام الرسالة التالية: يا معالي الوزير مطلبنا الاساس الان ليس تعديل اتفاق الطائف، وقد اخافنا ما قام به "حزب الله" من تمزيق لاتفاق الطائف، وان كان هناك اليوم من طرح لتعديل اتفاق الطائف فنأمل منك ان تتشاور معنا لانني لا اعتقد ان طرح الرابع عشر من اذار اليوم هو تعديل الطائف، ولا اعتقد ان مدينة طرابلس تطرح اليوم تعديل اتفاق الطائف، واذا كنت تريد ان تمشي بهذا الاتجاه نتمنى ان تضعنا في هذه الاجواء لنعلمك بأننا التقينا عددا كبيرا من اللجان الشعبية في المدينة والقريبة من معاليك وقد اخبرتنا بأنك لم تتداول معها بهذا الموضوع".

وتابع: "ان همنا الاساسي اليوم في المدينة هو امن طرابلس وحصانتها ونتمنى على الوزير الصفدي ان يحمل هذا الامر الى طاولة الحوار، والحصانة تكون بعدم التنازل عن الواقع القائم في طرابلس قبل ان يكون الجيش اللبناني قد حفظ الامن في المدينة، والاجماع في طرابلس يتمثل بعدم القبول بتكرار الامور واعادة التاريخ الى الوراء واستهداف المدينة مهما كان التباين السياسي بين الفاعليات فيها. ونحن نريد تطمينات من طاولة الحوار بأن الجيش سيقوم بدوره الاساسي لحماية المواطنين في طرابلس".

وردا على سؤال عن وجود السلاح مع بعض الاحزاب والتنظيمات في طرابلس، قال: "لن نقبل ان تبقى الامور كما هي عليه لان ذلك يعني قيام اطراف اخرى في المدينة بإعادة التسلح وليس هذا ما نريده. نحن نرحب بالخطوة التي يقوم بها الوفد العربي ونرحب بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية وقد عبرنا له عن هواجسنا الامنية ونحن على ثقة بأنه سيأخذ ذلك في الاعتبار، وان السلاح الموجود في طرابلس والموجه اليها يجب ان ينزع. ومن المفروض ان يطرح موضوع "حزب الله" على طاولة الحوار وان لم يحصل ذلك فقد اصبح مطروحا في البلد، والمواطنون يريدون ان يعرفوا كيف ستتم حمايتهم من "حزب الله" واين سيتواجد وكيف سيستعمل سلاحه، لان التصاريح لن تكفينا وقد صرحوا سابقا بأنهم لن يوجهوا السلاح الى الدخل وشاهدنا ما فعلوا في بيروت من اقتحام للشواع ومهاجمة المواطنين العزل، ونحن نريد الدولة ومؤسساتها الامنية لا سيما الجيش اللبناني".

 

اجتماع تشاوري في منزل الوزيرة معوض قبيل بدء مؤتمر الحوار في الدوحة

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) عقد اجتماع، ظهر اليوم في منزل وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض في بعبدا، قبيل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة بدعوة من دولة قطر وبرعاية الجامعة العربية، ضم، الى الوزيرة معوض، النائبين بطرس حرب وجواد بولس بهدف التشاور وتنسيق المواقف حول مختلف المواضيع المطروحة، وخصوصا تلك الواردة في جدول اعمال وزراء الخارجية العرب أمس في بيروت.

بعد ذلك، صرح النائب حرب الذي يمثل رسميا النواب المستقلين في الشمال في الحوار: "هذا الاجتماع مخصص للبحث في ما بيننا في الحوار الذي سيحصل في الدوحة، بعد صدور الاتفاق الوطني الذي اعلنه الشيخ حمد امس، لا سيما انني موجود الى طاولة الحوار ممثلا النواب المستقلين في الشمال الذين كانوا في لقاء قرنة شهوان، ومن الطبيعي ان يحصل التشاور في كل الخيارات المفتوحة امامنا وفي الموقف الذي سيتخذ في القضايا الاساسية، لا سيما الواردة في جدول اعمال هذا الاجتماع الحاصل في الدوحة، مع تأكيدنا ان الوفد الذي سيحضر معي يضم النائب الاستاذ جواد بولس والاستاذ ميشال معوض وأحد المستشارين الدستوريين القانونيين الدكتور طوني سليمان".

اضاف: "طبعا، نحن نذهب بعقل منفتح وتصميم وطني على ايجاد المخارج للمشاكل العالقة في لبنان، آملين ان تقابلنا القوى السياسية الاخرى لا سيما قوى المعارضة بعقل شبيه وتوجيه مشابه للذي نحمله، لانني اعتقد ان الشعب اللبناني "طلع دينو" من الخلافات والعنف والقتل والسلاح، ويحتاج الى ما يمكن ان يعيد بناء الدولة وتكوين السلطة في لبنان بدءا من انتخاب رئيس جمهورية، الى الاتفاق على مشروع متكامل يؤهلنا للدخول مجددا الى حضن الدولة والى اعادة احياء النظام الديموقراطي البرلماني مع القواعد التي يقوم عليها. هذا هو توجهنا ان شاء الله تلتقي النيات الطيبة للوصول، في النتيجة، الى حل يتعطش اليه اللبنانيون".

 

النائب ابي نصر: حذرنا مرارا من خطورة إنتقال الصراع الى الشارع والمطلوب من المتحاورين إبتكار حلول تعيد للوطن معناه الكياني

وطنية -16/5/2008 (سياسة) دعا النائب نعمة الله أبي نصر في تصريح اليوم "المسيحيين في لبنان وخصوصا الموارنة الى أن يستعيدوا دورهم الحقيقي في لبنان والمشرق لأنهم أصحاب رسالة عنوانها الحرية والإنفتاح". وقال:"في ضوء الأحداث الخطيرة التي شهدها لبنان أظهر المسيحيون درجة من الوعي تبشر بالخير، لكنها غير كافية، إذ أن عليهم أن يبادروا فورا لطرح حلول جذرية لمجموع قضايا لبنانية تقوم على وصل ما انقطع بين الطوائف اللبنانية وبالتحديد بين السنة والشيعة والدروز". وأضاف:"لقد سبق وحذرنا مرارا من خطورة إنتقال الصراع السياسي الى الشارع، أما وقد وقع المحظور وانفجر الصراع المذهبي في الشارع يهدد كيان لبنان، فإذا سقط الكيان خسر الموارنة مبرر وجودهم وفقد المسيحيون عموما فرصة الإستمرار الحر في هذا الشرق. ولذلك تتحمل القيادات السياسية المارونية مسؤولية كبرى في بلورة الحلول وتعزيز فرص الحوار والتواصل بين مختلف الفئات، وإفهام الجميع أن تعزيز الموقع المسيحي في الدولة اللبنانية هو لمصلحة المسلمين قبل المسيحيين وإلا فقد لبنان معناه". وتوجه أبي نصر بنداء الى الذين سيجتمعون حول طاولة الحوار، ودعاهم "الى تصحيح الأخطاء المميتة التي ارتكبت في الطائف والتي أرست قواعد مناقضة لثوابت التاريخ، فسلبت لبنان ذاتيته وقراره طيلة عهد الوصاية السورية، وحرمته فرصة بناء دولة حقيقية بعد انتهاء الوصاية. مطلوب من المتحاورين إبتكار حلول تعيد لبنان الى المنطق اللبناني، وللوطن معناه الكياني الذي نشاهد اليوم تخريبه المأساوي".

وقال:"إن الدستور المنبثق من الطائف تنكر لدور المؤسس الفعلي لدولة لبنان الحديث، وتغاضى النظام السياسي عن هويته اللبنانية، فسقط الهيكل فوق رؤوس الجميع ودخلنا في صراعات طائفية ومذهبية ارتبطت بصراعات إقليمية أكبر من لبنان، وعندما وقعت الأزمة السياسية تعطل مجلس النواب، وشلت الحكومة وفرغت رئاسة الجمهورية التي لم تتمكن من لعب دور الحكم القادر بين المؤسسات، لأنها جردت من صلاحيات أساسية في حل الحكومة ومجلس النواب، فانقلبت الأزمة من المؤسسات الى الشارع وكبرت حتى صارت تهدد بحرب أهلية. هذه هي الحقيقة التي لا بد للمجتمعين أن يدركوها ليستعيد النظام السياسي اللبناني قدرته على تداول السلطة ديمقراطيا بوجود رئيس يحكم فعلا ويكون بالإمكان محاسبته إذا أخطأ. وأي بحث دون هذا المستوى هو مجرد مسكنات لأزمة مطروحة قد تنفجر كل حين."

 

الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط تمنى نجاح الحوار بين المسؤولين

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) أعلن الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط جرجس ابراهيم صالح، في بيان اليوم، انه "بعد الظروف الاليمة التي مر بها لبنان في الايام الاخيرة وما خلفته من ضحايا وجروح في قلوب جميع المواطنين، نشكر الله على توقف اعمال العنف وعودة الحياة الطبيعية الى البلد، واعادة فتح الطرقات والمرافق الحيوية، كالمطار والمرفأ وعودة الناس الى مزاولة اعمالهم". واضاف: "كما اننا سعيدون بنجاح اللجنة العربية باعادة فتح قنوات الحوار والتواصل بين القيادات اللبنانية وعقد لقاء الحوار في الدوحة، ابتداء من هذا المساء، بهدف الوصول الى توافق على خريطة طريق تخرج البلاد من ازمتها السياسية وتعيد الحياة الطبيعية الى المؤسسات الدستورية الوطنية كافة". وأمل ان "يلهم المسؤولين ويرشدهم الى كل ما يساهم في وضع حد نهائي لهذه المسألة الخطيرة ويعيد الامن والسلام والطمأنينة الى البلاد"، متمنيا من جميع المخلصين "ان يضموا صلواتهم الى صلوات اللبنانيين وادعيتهم من اجل نجاح الحوار بين المسؤولين وعودة السلام الى قلوب جميع المواطنين، خصوصا من تعرض منهم لاذية مباشرة في المرحلة الاخيرة".

 

النائب جنبلاط عرض التطورات مع سفير مصر والقائم بالأعمال اليوناني

وطنية - 16/5/2008(سياسة) استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، صباح اليوم، السفير المصري احمد فؤاد البديوي وتداول معه التطورات الراهنة. وكان استقبل مساء امس القائم بالأعمال اليوناني كالو غيروبولس واستبقاه على العشاء.

 

التكتل الطرابلسي" دعا الى "التقاط فرصة الحوار في رعاية الجامعة العربية"

وطنية- 16/5/2008 (سياسة) رحب "التكتل الطرابلسي"، في بيان اليوم، ب"مؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة على قاعدة المبادرة العربية"، ودعا القادة السياسيين إلى "التقاط فرصة الحوار التي ترعاها الجامعة العربية لإثبات قدرتهم على حل الخلافات بالحوار تمهيدا لإعادة تكوين السلطة والمؤسسات الدستورية على أساس متين من الثقة". ودعا "اللبنانيين إلى إدراك دقة المرحلة والتحولات الكبرى في المنطقة والعالم وتأثيرها على مصير لبنان مما يستوجب مزيدا من التضامن والتماسك لكي يكون لبنان هو المنتصر والسلم الأهلي هو الغالب". وأكد أنه "يشارك في الحوار انطلاقا من ثوابته الوطنية، وهو يحمل قضية الوفاق الوطني والسيادة والاستقلال والدفاع عن الدولة ومؤسساتها، وهذه قضية نحملها باسم أهلنا في طرابلس والشمال وكل لبنان".

 

وفد كتائبي زار المطران الراعي في اطار تحركه لتثبيت الهدوء

وطنية - جبيل- 16/5/2008 (سياسة) بدأ اقليم جبيل الكتائبي ترجمة النداء الذي وجهه رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل لتثبيت الهدوء والاستقرار وتجنيب المناطق اي اشكالات. وفي هذا الاطار، زار النائب الثاني لرئيس الكتائب الدكتور سليم الصايغ يرافقه عضوا المكتب السياسي رئيس الاقليم المهندس طنوس القرداحي والمهندس روكز زغيب، راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي في مقر المطرانية في عمشيت، وجرى عرض المستجدات على الساحة اللبنانية، وتوافق الجميع على صون العيش المشترك وتعزيز السلم الاهلي ورفض الفتنة بكل اشكالها ووأدها ان وجدت. وتعهد المطران الراعي خلال اللقاء الاتصال بنواب المنطقة و"المرجعيات الروحية لترسيخ الصورة الحضارية لمنطقة جبيل لكي تبقى كما كانت في احلك الظروف مثالا يحتذى في الوحدة الوطنية".

الى ذلك، بدأت التحضيرات في البلدات والقرى الجبيلية لعقد اجتماعات بين القوى السياسية المسيحية والفعاليات من رؤساء بلديات ومخاتير لصياغة تفاهم يعزز التواصل والثقة والتعاون بين مختلف الافرقاء ويقطع الطريق على كل محاولة من شانها تعكير الهدوء والاستقرار.

 

الحياة عادت لبيروت وجنبلاط جال بالجبل داعياً للتنازل "وأدًا للفتنة"

لبنانيون ودّعوا الزعماء المشاركين في حوار قطر: لا تعودوا بدون اتفاق

عواصم – وكالات/"إذا ما اتفقتوا، ما ترجعوا" هو الشعار الذي حمله اتحاد المقعدين اللبنانيين خلال اعتصام سلمي أقامه الجمعة 16-5-2008 على طريق مطار بيروت الدولي، لتوديع الطائرة التي حملت وفد اللجنة العربية والزعماء السياسيين اللبنانيين إلى الدوحة، على متن طائرة واحدة، لبدء حوار حول الأزمة السياسية في لبنان.وجاء التجمع السلمي للمقعدين ضمن حملة "لا للحرب"، واستمر حتى مغادرة الطائرة الأراضي اللبنانية، حاملة 13 زعيماً لبنانيًّا "من الصف الأول"، تطبيقاً لاتفاق الحلّ الذي توصلت إليه لجنة الوساطة العربية، بين الفرقاء اللبنانيين، والذي يشمل التفاهم على حكومة وحدة وطنية وقانون جديد للانتخاب، وفق سلّة تفاهمات يمكن أن تسمح بانتخاب قائد الجيش اللبناني كرئيس للبلاد، "خلال أيام" بحسب ما أمل أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى.

وتناقلت وسائل الإعلام اللبنانية أسماء الزعماء الذين سيحضرون حوار الدوحة، ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، يرافقه النائبان علي حسن خليل وسمير عازار، بينما سيرافق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الوزراء طارق متري، وخالد قباني، وميشال فرعون، وأحمد فتفت. أما النائب سعد الحريري، فسيرافقه النائب باسم السبع وغطاس خوري، في حين سيرافق الوزير مروان حمادة زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. أما رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون فسيرافقه النواب عباس هاشم وفريد الخازن والمهندس جبران باسيل. وسيغيب أمين عام حزب الله عن المشاركة في هذا الحوار، لأسباب أمنية، ليتمثل الحزب بالوزير محمد فنيش والنائب محمد رعد. وفي الدوحة، أفادت الصحف أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيفتتح جلسات الحوار عند التاسعة مساء (18.00 ت غ) في فندق شيراتون في العاصمة القطرية. إلا أن مصدرا دبلوماسيا عربيا حرص على عدم الإفراط في التفاؤل. وقال الجمعة لوكالة فرانس برس، طالبا عدم كشف اسمه "علينا أن نكون حذرين؛ لأن المشاكل عميقة بين الطرفين وسنكون في حاجة لجهود كبيرة لإنجاح الحوار". وأضاف "أرجو ألا نفرط في التفاؤل والرهان على أن يومين أو ثلاثة في الدوحة ستكون كافية للتوصل إلى حل شامل". من جهته، قال النائب علي خريس، إن "الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون انتخابي سيدفع بالمعارضة إلى رفع فوري للاعتصام في وسط بيروت وإنهاء كل أشكاله. وقد وجد من أجل تغيير الحكومة التي نعتبرها غير شرعية". ويستمر الاعتصام المفتوح للمعارضة اللبنانية في وسط بيروت على أبواب مقر رئاسة الوزراء منذ سبتمبر 2006 بهدف إسقاط الحكومة.

ميدانيًّا استعادت بيروت والمناطق حركتها الطبيعية الجمعة، مع إعادة فتح كل الطرق التي كان أغلقها مناصرو المعارضة بالسواتر الترابية والإطارات والعوائق, احتجاجا على قرارين أصدرتهما حكومة السنيورة في 5 مايو، واعتبرا مساسا مباشرا بأمن حزب الله.

وكانت المعارضة اشترطت لإنهاء "عصيانها المدني" إلغاء هذين القرارين اللذين اعتبرهما الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بمثابة "إعلان حرب على المقاومة".

واستأنف مطار بيروت الدولي الذي أغلقت الطرق المؤدية إليه لثمانية أيام حركة الملاحة الجوية، فيما عاود مرفأ بيروت نشاطه صباح الجمعة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن مداخل المرفأ "شهدت ازدحاما كبيرا للشاحنات التي تدخل لشحن البضائع ونقلها إلى الأسواق الداخلية في كل المناطق".

وقبل توجهه إلى قطر، أكد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خلال تجمع شعبي في الجبل على ضرورة الحفاظ "على العيش المشترك" في الجبل، خصوصا بين الدروز والشيعة رغم "الجرح الكبير" الذي نتج عن الأحداث الأخيرة. وقال جنبلاط أمام الآلاف من أنصاره الذين تجمعوا في ساحة مدينة عاليه (15 كلم شرق بيروت) وسط عشرات الأعلام للحزب التقدمي الاشتراكي "أفضل طريقة للدفاع هي التأكيد على العيش المشترك مع كيفون والقماطية (قريتان شيعيتان في الجبل) والضاحية الجنوبية" لبيروت معقل حزب الله. وأضاف أن "الخلاف السياسي لا يحل بالسلاح، والذي جرى خلال هذه الأيام الصعبة سنعتبره غيمة صيف". وقال: "فلنعالج الأمور بهدوء وتروٍّ على طاولة الحوار. كل منا ومنهم مطلوب أن يقدم تنازلات من أجل وأد الفتنة والاستمرار في مسيرة العيش المشترك".

وكان جنبلاط التقى قبل ظهر الجمعة خصمه التقليدي الزعيم الدرزي طلال أرسلان. وقال جنبلاط في ختام اللقاء الذي عقد في منزل أرسلان في منطقة خلدة المجاورة لمطار بيروت "نعمل على إزالة ما تبقى من رواسب على الأرض في منطقة الشويفات والتأكيد سويا نحن والحزب الديمقراطي (بزعامة أرسلان) على العيش المشترك مع إخواننا من الطائفة الشيعية". وردا على سؤال حول ما إذا كان وجه رسائل إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عبر اللجنة الوزارية العربية قال جنبلاط "جرى اتصال محض أمني من قبل السيد وفيق صفا (مسؤول الاتصال والعلاقات في حزب الله) لاستيضاح شيء معين" من دون أن يكشف عن مضمون الموضوع الأمني.

 

الحياة» تروي وقائع اللحظات الأخيرة التي أجّلت اتفاق البنود الستة ساعات بعد طلب تبديل أولوياته ...

وملابسات اقتراح القوات العربية ... والجامعة ضامنة للتواصل الى ما بعد رفع الاعتصام وانتخاب سليمان ...

اللجنة الوزارية تدشّن الحوار بعد إنهاء العصيان ... والسلاح في عهدة عربية

بيروت - محمد شقير-الحياة- 16/05/08//

وأخيراً انفرجت أمنياً في لبنان وعاد الوضع الى حاله الطبيعية، فانتهى انقطاع البلد عن العالم، بفضل الجهود المكثّفة للجنة الوزارية العربية برئاسة رئيس وزراء قطر وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والتي نجحت بتكليف من مجلس وزراء الخارجية العرب في استيعاب الاحتقان السياسي والتأزم الأمني، ومهّدت الطريق أمام انتقال الأطراف اللبنانيين الى الدوحة اليوم لبدء حوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب جديد، على ان يتوّج الاتفاق بانتخاب المرشح التوافقي قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بناء على ما نصّت عليه المبادرة العربية. 

أعلن ذلك حمد بن جاسم في ختام لقاءات مكثفة ومشاورات ماراثونية، شملت أبرز القيادات اللبنانية في الموالاة والمعارضة، وتوجت بإعلان اتفاق انعكست مفاعيله الايجابية فوراً على الأرض، بفتح الطرق ومطار رفيق الحريري الدولي والمعابر الحدودية بين لبنان وسورية، قبل ان ينهي رئيس الوزراء القطري مؤتمره الصحافي بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وفي حضور الوزراء العرب أعضاء اللجنة.

وتضمن الاتفاق ستة بنود تتمتع بالقوة ذاتها في التنفيذ والالتزام لقطع الطريق على الانتقائية والاستنسابية من جانب أي طرف. وأبرز ما فيه: بدء الحوار لقيادات الصف الاول في الدوحة اليوم ويفتتحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ليباشر أعماله برعاية وحضور اعضاء اللجنة العربية وموسى، ما استدعى من حمد بن جاسم وأعضاء اللجنة تأجيل سفرهم الى اليوم ليغادروا بيروت بصحبة الفرقاء اللبنانيين، ما عدا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي سيمثل بوفد من الحزب رفيع المستوى.

وإذ شدد الاتفاق على عودة الأمور الى ما كانت عليه قبل الاحداث الأخيرة، في الخامس من أيار (مايو) الجاري، وإنهاء العصيان المدني، وتولي الجيش اللبناني مسؤولية الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي وتأمين عمل المؤسسات وإنهاء كل المظاهر المسلحة على قاعدة تعهد كل الأطراف عدم اللجوء الى استخدام السلاح في الصراع الداخلي لتحقيق مكاسب سياسية، أكد الاتفاق إطلاق الحوار بعد انتخاب العماد سليمان وبرعايته، حول تعزيز سلطة الدولة وعلاقتها مع التنظيمات بما يضمن أمن الدولة والمواطنين، وتشارك فيه الجامعة العربية، على ان يأتي فور تشكيل حكومة وحدة وطنية، ما يعني ان السلاح وبخلاف السابق اصبح في عهدة وضمان عربيين.

ملاحظات عون

وعلمت «الحياة» انه كان يفترض ان يعلن حمد بن جاسم الاتفاق صباح امس، بعدما رعى ومعه موسى وأعضاء اللجنة مفاوضات متنقلة في فندق «فينيسيا» استمرت حتى الرابعة والنصف فجراً، وشارك فيها ممثلون عن قوى 14 آذار والمعارضة، من دون ان يلتقوا، وتولت اللجنة تأمين التواصل بين الفريقين للتداول في صوغ البنود الواردة في الاتفاق. لكن تأخير اعلانه الى مساء امس يعود الى جملة من الأسباب أبرزها: ان الأكثرية بكل اطرافها وافقت على مسودة الاتفاق في صوغها الأول، بينما المعاونان السياسيان لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل وللأمين العام لـ «حزب الله» حسين خليل، طلبا التريث الى حين الوقوف على الرأي النهائي لرئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، علماً أنهما كانا يمثلان المعارضة في المفاوضات المتنقلة، في مقابل ممثلي الاكثرية مستشار رئيس الحكومة محمد شطح والنائب السابق غطاس خوري والمستشار الإعلامي لرئيس كتلة «المستقبل» النيابية هاني حمود.

وتمنّت المعارضة على حمد بن جاسم التأخّر في اعلان الاتفاق، بعدما أبلغه قادة الأكثرية ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة موافقتهم على مسودة الاتفاق، وتأكيدهم المضي فيها وان لا عودة عنها.لكن رئيس اللجنة، كما قالت مصادر عربية لـ «الحياة»، استغرب طلب التريث وسأل «الخليلين»: ألستما مفوضين باسم المعارضة، فيما كان مسؤول العلاقات السياسية في «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يتصل بقيادة «حزب الله»، ناقلاً اليها مجموعة من الملاحظات بالنيابة عن عون. ومع ان حمد بن جاسم اتصل بالأخير مستفسراً في شأن ملاحظاته قائلاً له: «هذا هو الاتفاق الذي توصلنا اليه مع الأكثرية والمعارضة، اما ان تأخذ به أو دعه وليتحمّل كل طرف مسؤوليته امام اللجنة واللبنانيين».

وتردّد ان هناك من اقنع رئيس الوزراء القطري بضرورة زيارة عون لإظهاره بأنه أحد أبرز صانعي الاتفاق، لكن حمد بن جاسم استعاض عن الزيارة باتصال ثانٍ كرّر فيه عون تحفظاته عن الاتفاق. وعلمت «الحياة ان عون اعترض على إدراج اسم العماد سليمان كمرشح توافقي وطلب إبقاء هذه الفقرة في العموميات من دون تسمية أي مرشح. كما أصر على ادراج قانون الانتخاب لعام 1960 كأساس لقانون الانتخاب الجديد، إضافة الى اشتراطه ان تكون الحكومة الجديدة انتقالية بدلاً من حكومة وحدة وطنية، على ان تجرى الانتخابات في وقت مبكر قبل موعدها في ربيع 2009. لكن السيد نصر الله تدخل شخصياً من خلال معاونه السياسي، لإقناع عون بسحب تحفظاته باعتبار ان هذا هو الاتفاق الذي تم التوصل اليه. وعلى رغم ذلك، تأخرت ولادة الاتفاق لأن المعارضة طلبت في اللحظة الاخيرة إعادة النظر في سلم الأولويات لجهة ترتيب البنود، مقترحة إجراء مناقلة بين البند الثالث (بدء الحوار فور صدور هذا الاعلان وتنفيذ البند الاول في الدوحة بالنسبة الى انهاء العصيان والمظاهر المسلحة، برعاية الجامعة العربية على ان يستمر الحوار في شكل متواصل ومكثف حتى التوصل الى اتفاق)، والخامس وفيه (تعزيز سلطة الدولة اللبنانية على اراضيها كافة، وعلاقتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية، بما يضمن أمن الدولة والمواطنين، ويطلق هذا الحوار في الدوحة ويستكمل برئاسة رئيس الجمهورية فور انتخابه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبمشاركة الجامعة العربية).

لكن حمد بن جاسم ومعه موسى وأعضاء اللجنة الوزارية سارعوا الى لقاءات مفاجئة شملت رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، والنائب سعد الحريري وتشاوروا معهم حول تحفظ عون عن الاتفاق، وبعض التعديلات المقترحة على نصوص الاتفاق، وأبرزها طلب المعارضة استبدال عبارة مشاركة الجامعة العربية الواردة في البند الخامس في شأن السلاح، بأخرى تقتصر على حضورها. كما بقي حمد بن جاسم على اتصال بالسيد نصر الله من خلال معاونه السياسي، بعدما التقى نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم. وانتهت المشاورات التي سبقت اعلان الاتفاق الى اعادة النظر ببعض المفردات لاستبدالها بعبارات تغلب عليها التهدئة مع ان اللجنة لم تأخذ بطلب «حزب الله» إدراج الفقرة الواردة في البيان الوزاري لحكومة السنيورة حول سلاح المقاومة في الاتفاق، فيما أصرّت الأكثرية على موقفها وتمسّكها بحرفية الاتفاق، بذريعة ان هذا السلاح استخدم في الداخل.

بند السلاح

كما أدت المشاورات الى تمسّك الأكثرية بمشاركة الجامعة العربية في بند الحوار حول السلاح تحت عنوان علاقة الدولة بمختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية، بما يضمن أمن الدولة والمواطنين، باعتبار ان حضور الجامعة يشكل الضمانة المرجوة من مشاركتها في الحوار الذي سيبدأ في الدوحة وينتقل الى بعبدا، فور انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وبهذا تكون الرعاية انتقلت من الرئاسة الثانية الى الرئاسة الأولى، انما بمشاركة عربية.

وأوضحت المصادر العربية ذاتها لـ «الحياة» ان المشاورات لم تتطرّق الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لجهة البحث في توزيع الوزراء على الأكثرية والمعارضة والرئيس، مؤكدة ان ما قيل عن الخوض في تفاصيل هذا الشأن ما هو إلا من باب التأويل للإيحاء بأن اتفاقاً حصل بهذا الصدد. أما الحوار حول اعادة بسط سلطة الدولة وإنهاء المظاهر المسلحة فطغى على لقاءات اللجنة الوزارية في ضوء أسئلة طرحتها الأكثرية، تتعلق بعدم عودة التوتر الأمني والفوضى المسلحة في بيروت والمناطق، بعد انتقال المتحاورين الى الدوحة خصوصاً اذا تصاعدت وأدت الى اقفال المطار مجدداً.

وكان جواب اللجنة العربية ان هناك صعوبة في حصول ذلك لأن قادة المعارضة سيكونون في الدوحة أيضاً، وهم مضطرون للعودة الى بيروت عن طريق المطار، بالتالي لا مصلحة لهم في أي تصعيد، وانهم ملتزمون التهدئة وكل التدابير المنصوص عليها في الاتفاق.

لكن قادة الأكثرية أكدوا لحمد بن جاسم ان بإمكان قادة المعارضة العودة الى بيروت عن طريق المطار، نظراً الى كونه خاضعاً لسيطرتها، فشددت اللجنة على «أننا سنعود معاً واذا تعذر ذلك سنذهب جميعاً الى الجامعة العربية في القاهرة، ونقترح ارسال قوات عربية لحفظ الأمن الى جانب الجيش اللبناني في بيروت ومرافقها الحيوية». ولفتت المصادر العربية الى ان «الحديث عن الاستعانة بقوات عربية جاء من هذه الزاوية، علماً ان استقدام قوات عربية في المطلق في حاجة الى موافقة الاطراف اللبنانيين، وعندها ليست لدينا أي مشكلة». الى ان المشاورات «الاستكشافية» مع الأكثرية والمعارضة أظهرت ان الاخيرة كانت تفضل حصر الاتفاق العربي لحل الازمة اللبنانية ببندي الحكومة وقانون الانتخاب كأساس لانتخاب الرئيس، من دون التطرق الى مسألة السلاح واستخدامه في الصراع الداخلي، مؤكدة ان مجرد موافقة الاطراف على دور اللجنة العربية يعني تعريب الحوار.

وبالنسبة الى اتفاق الطائف، اكدت المصادر العربية ان حمد بن جاسم أصر على إدراجه في الاتفاق لقطع الطريق على ما أشيع من ان الاطراف اللبنانيين ذاهبون الى الدوحة للتوصل الى طائف آخر كبديل من اتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية.

على صعيد ردود الفعل، قال النائب الحريري لـ «الحياة» ان البيان الذي أعدته اللجنة «بيان مقبول ونسير به كما ورد، ويؤكد ان اتفاق الطائف والدستور هو الاساس في قيام الدولة». وزاد ان الاتفاق يعلن «وقف العدوان على بيروت عن طريق الدعوة الى سحب المسلحين وانهاء المظاهر المسلحة وتعهد عدم استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية، وهو تعهد تضمنه الجامعة العربية». ورأى الحريري ان الاتفاق «يفتح الباب امام جولة حوار جديدة برعاية عربية».

اما الشيخ نعيم قاسم فقال: «عدنا الى المقلب الاول الذي يعني المعالجة السياسية بكل انفتاح من دون شروط مسبقة، وستكون الحوارات برعاية عربية، ورئاسة الجمهورية محسومة عندنا للعماد سليمان، فيما يجب الاتفاق على حكومة الوحدة». وأكد قاسم عودة بيروت الى «حضن الأمن اللبناني من خلال الجيش، وهي للجميع وليست لطرف، وكلنا معنيون بأن نحفظ لبنان ونحميه».

وأكد «الحزب التقدمي الاشتراكي» برئاسة النائب وليد جنبلاط «قدرة اللبنانيين على طي الصفحة على رغم الخسائر البالغة، وهذه القدرة من شأنها التأسيس لمرحلة جديدة عنوانها العودة الى المؤسسات والدستور، بما يضمن حقوق الجميع بالتساوي بعيداً من استخدام العنف الذي لا يمكنه ان يغير المعادلات».

واعتبر رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل ان كل الامور التي وردت في البنود «متكاملة»، مشيراً الى انها «مطلبنا منذ البداية». وأضاف: «اذا لم يتم البحث في موضوع السلاح وعلاقة حزب الله مع الدولة وسلطتها على كامل الاراضي اللبنانية، نكون راوحنا مكاننا ولم نتوصل الى شيء».

وتلقى السنيورة اتصالاً من الرئيس المصري حسني مبارك وأطلعه على المستجدات بعدما عادت الحكومة عن قراريها في شأن شبكة اتصالات «حزب الله» وقائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير، لكن السنيورة لم يعلّق على اعلان الاتفاق باعتبار أنه شارك فيه، كما قالت مصادره، خصوصاً بالنسبة للبند السادس منه الذي نص على ان ستكون لكل بند القوة ذاتها، والتزام الجميع التزاماً كاملاً في التطبيق، تبنته اللجنة العربية لمنع الاستنسابية في التنفيذ

 

حذر من أن امتلاك إيران للسلاح النووي «خيانة لا تغتفر حيال الاجيال المقبلة ...

بوش في الكنيست يتحدث عن رؤياه بعد 60 عاماً ويتجاهل السلام ومعاناة الفلسطينيين في ذكرى النكبة

القدس المحتلة، الناصرة - الحياة - 16/05/08//

يتوجه الرئيس جورج بوش الى المملكة العربية السعودية اليوم في ختام زيارة لاسرائيل حيث القى امس خطاباً امام الكنيست تعهد فيه دعم الدولة العبرية في مواجهة المجموعات «الارهابية»، محذراً من ان السماح لايران بامتلاك السلاح النووي يشكل «خيانة لا تغتفر حيال الاجيال المقبلة». كما تجنب بوش التطرق الى التسوية السلمية، وتجاهل معاناة الفلسطينيين ومآسيهم. واحيا الفلسطينيون في مناطق وجودهم ذكرى النكبة، مشددين على تمسكهم بحق العودة، وداعين الى الوحدة الوطنية والعودة الى الحوار، فيما اكد الرئيس محمود عباس في خطاب ان «أمن اسرائيل مرتبط باستقلالنا وأمننا». 

وقام بوش امس بجولة في قلعة مسعدة التاريخية التي ترجع الى العصور الرومانية، قبل ان يتوجه الى الكنيست حيث استقبل بالتصفيق الحار. وفي خطابه الاول امام الكنيست، اعلن بوش دعم بلاده الحازم لاسرائيل، وقال: «الولايات المتحدة تقف معكم للقضاء على الشبكات الارهابية وحرمان المتطرفين من اي ملاذ».

ولم يتطرق بوش الى العملية السلمية او الى تعهده التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل أن يغادر البيت الابيض مطلع العام المقبل. واكتفى باشارة عامة عندما تحدث عن رؤيته للشرق الاوسط بعد 60 عاما، متوقعا أن تحتفل اسرائيل بمرور 120 عاما على قيامها «كواحدة من أعظم الانظمة الديموقراطية في العالم»، وأن يحظى الفلسطينيون «بالوطن الذي طالما حلموا به ويستحقونه منذ فترة طويلة، دولة يحكمها القانون وتحترم حقوق الانسان وتنبذ الارهاب». واشار الى «عقود المعاناة والتضحيات» التي مرت قبل ان يتحقق «حلم» الدولة العبرية، من دون ان يشير الى معاناة الفلسطينيين.

من جانبه، قال عباس في خطاب في الذكرى الستين للنكبة ان «استمرار الاحتلال وديمومة النكبة لن يجلب الامن لاحد. فقط انهاء الاحتلال هو الذي يجلب الامن وهذا ما دلت وتدل عليه تجارب الاحتلال في العالم». واحيا آلاف الفلسطينيين ذكرى النكبة، وارتدى كثيرون في الضفة الغربية قمصانا قطنية سوداء كتب عليها «1948 ستون عاما على النكبة»، فيما وقف المارة وسائقو السيارات ظهرا دقيقة صمت، واطلق 21915 بالونا اسود وهو عدد الايام التي مضت منذ قيام دولة اسرائيل. اما في قطاع غزة، فكانت المشاركة الشعبية في المسيرات والفعاليات التي دعت إليها «حماس» وحلفاؤها، او تلك التي دعت إليها فصائل منظمة التحرير، ضعيفة قياساً بأعوام سابقة، نظراً الى أن الذكرى تحل هذا العام وسط حال من الانقسام غير المسبوق الناجم عن سيطرة «حماس» على القطاع، ما دفع ممثلو الفصائل الى الدعوة الى الوحدة الوطنية والعودة الى طاولة الحوار. واعتبرت الحكومة المقالة في غزة خطاب بوش في الكنيست بمثابة «اعلان حرب على الشعب الفلسطيني». كما جددت تمسكها «بحقوق شعبنا وثوابته، خصوصا حق العودة»، وبـ»الحوار الوطني غير المشروط».

وفيما أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي النار على متظاهرين شاركوا في مسيرة نظمتها «حماس» قرب معبر «ايرز» شمال القطاع، قمعت الشرطة التابعة للحكومة المقالة مسيرة مماثلة دعت إليها «هيئة العمل الوطني» التي تعتبر ذراع منظمة التحرير الفلسطينية في القطاع وتضم فصائلها المختلفة.

في غضون ذلك، دعا اركان الحكومة الاسرائيلية الى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة ردا على قصف عسقلان بصاروخ ادى الى جرح 14 شخصا. وقال رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان قصف عسقلان «لا يحتمل»، وان لحظة الحسم باتت وشيكة

 

هكذا يكون التّعطيل

الياس حرفوش

الحياة- 16/05/08//

من المكابرة عدم الاعتراف بأن تراجع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عن قراريها المتعلقين بشبكة اتصالات «حزب الله» وأمن مطار بيروت، لا يشكل ضربة مهمة لمعنوياتها وهيبتها. يزيد في معنى هذا التراجع، وقد نقول في خطره، أنه يحصل لمصلحة طرف لا يضع العودة عن هذين القرارين في اطار خدمة التسوية الداخلية وإبعاد شبح الحرب، بقدر ما يعتبرها انتصاراً لموقفه السياسي ولبرنامج عمله على الارض في كل المجالات، والذي يضعه «حزب الله» في خدمة ما يسميه «مقاومة اسرائيل». نتيجة ذلك قد نكون مقبلين على مرحلة من التوظيف السياسي من قبل الحزب لهذا التراجع الحكومي، تأتي على خلفية التوظيف الامني الذي قام به في الايام الماضية لسلاحه في شوارع بيروت وغيرها من المناطق. ولم يعد سراً أن هذا التوظيف كان العامل الحاسم في نقل المواجهة مع حكومة السنيورة الى هذا الوضع الجديد، بعد أن عجزت عن ذلك استقالات الوزراء والاعتصام المستمر في خيم ساحة رياض الصلح، وسائر الضغوط والحملات السياسية والاعلامية.

ولأن هذا التفوق الذي يتمتع به «حزب الله» يبقى قائماً، فإن احتمالات التوظيف السياسي لقوة الحزب في المرحلة المقبلة ستبقى قائمة ايضاً. فـ «حزب الله» لا ينظر الى ما يقوم به في هذا الاطار على انه أمر غير طبيعي. بل يعتبر ان اي قرار يتخذه على الارض، مهما كان نوعه، هو القرار الأصلح والأفضل لمصالح اللبنانيين كلهم، سواء أعجبهم هذا الاجراء ام لم يعجبهم. تتساوى في ذلك حرب تموز مع الشلل الذي اصاب الوضع الحكومي، مضافاً اليه الشلل الاقتصادي الذي يعم البلد، وصولاً الى المواجهة الاخيرة مع حكومة السنيورة.

بهذا المعنى، سيكون أي قرار حكومي في المرحلة المقبلة موضوعاً تحت مجهر «حزب الله»للتأكد مما اذا كان قراراً «وطنياً» في نظره، أم أنه يصب في مصلحة اسرائيل وعملائها، بحسب اللغة التي استخدمت ضد قرار كاميرا المطار. وليس مستبعداً أن يكون اي رد مقبل، في حال ثبتت التهمة، على شاكلة الرد الحالي، أي النزول الى الشارع وفرض حال من الفوضى الامنية، تدفع البلد الى حافة الحرب، الى أن يتم إلغاء هذا القرار. البديل الوحيد لهذا الوضع الشاذ سوف يكون الاعتراف بحق «حزب الله» بفرض الفيتو على القرارات الحكومية التي لا تعجبه، أياً كان حجم التمثيل الذي سوف يتمتع به مستقبلاً داخل أي تشكيل حكومي.

لم يكن مستغرباً، في اطار هذا الفهم لحقيقة الامور، أن لا تجد جهات سياسية قريبة من «حزب الله»، افضل من القول إن «المعارضة استردت الثلث المعطل بالقوة». فالتعطيل هو سيد المرحلة، سواء تم ذلك بسلاح «الاقناع» أم بسلاح القوة. وبعد الآن ستكون هذه القوة هي السيف المصلت على اي قرار حكومي، بل على أي تسوية سياسية قد تقوم في المستقبل. والدولة هنا امام خيارين: إما مواجهة هذه القوة كي لا تبقى العامل الذي يتحكم بالقرارات السياسية الداخلية، او تركها تتمادى الى ما قامت به في الاسبوع الماضي. وفي الحالتين لا يمكن القول، بأسف، ان لبنان مقبل على نعيم حل العلاقة الملتبسة بين القوة الوهمية للدولة والقوة الفعلية لـ «حزب الله».

لم يكن امام حكومة السنيورة خيار آخر سوى القرار الذي اتخذته بالتراجع. فهي المسؤولة في آخر الامر عن الوضع الامني وعن الاستقرار، وهي التي كان لا بد ان تواجه مسؤولية العواقب التي ترتبت على اتخاذ قراريها. غير أن الحالة الشاذة التي تعترض هذه الحكومة، وسوف تعترض اية حكومة مقبلة، انها تتعامل مع طرف داخلي يستطيع ان يأخذ بالقوة ما لا يمكنه أخذه بوسائل العمل السياسي الاخرى. وهذه معضلة باقية من دون حل، بانتظار أن يقتنع «حزب الله» ان حجمه في المعادلة الداخلية يتساوى مع أحجام الآخرين، كما ان قراراتهم ومواقفهم لا تقل وطنية عنه

 

هل "حزب الله" حرّ... كي ينجح الحوار؟

الجمعة 16 مايو - خيرالله خيرالله

 جاء الإتفاق الذي أعلنت عنه اللجنة العربية التي زارت بيروت يومي الأربعاء والخميس الماضيين ليقطع الطريق على توسيع الفتنة والمحافظة على السلم الأهلي، في حدّه الأدنى. لا شك أن اللجنة ما كانت لتستطيع تحقيق ما حققته في خلال أربع وعشرين ساعة لولا وجود الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية  القطري على رأسها. الواضح أن رئاسة المسؤول القطري الكبير للجنة العربية لعب دورا في اقناع المعنيين بأن هناك مقدارا من الجدية في كل خطوة تقدم عليها خصوصا أن لدى قطر علاقة جيدة بالطرفين اللذين يدعمان ميليشيا "حزب الله" التي أستباحت بيروت وبيوت أهلها وكل ما هو حضاري وعلى علاقة بالعيش المشترك في المدينة.

 هذان الطرفان هما النظامان السوري والإيراني. وقد أعار الأخير "حزب الله" للنظام السوري موقتا لأسباب مرتبطة أساسا بأهداف خاصة بكل من طهران ودمشق من جهة والرغبة المشتركة في تكريس لبنان "ساحة" للمحور القائم بينهما من جهة أخرى. والواضح، أقله الى ألآن، أن الحزب المُعار، الذي ليس في النهاية سوى لواء في "الحرس الثوري الأيراني"، أدى المهمة المطلوبة منه على صعيد أغراق بيروت في البؤس والفتنة المذهبية مع تأكيد أن لسلاحه مهمة معينة واضحة كل الوضوح تتتمثل في خدمة أهداف النظام السوري وتغطية جرائمه المتتالية على رأسها جريمة أغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. يستتبع ذلك بالطبع، ضرورة التصدي للمحكمة الدولية التي كانت وراء أستقالة الوزراء الشيعة من الحكومة تلبية لتعليمات من "حزب الله" ونزع الغطاء اللبناني عنها وأظهارالمحكمة كما لو أنها تعمل خلافا لإرادة مؤسسات الدولة اللبنانية. وهذا ما يفسر، الى حدّ كبير، أستشراس "حزب الله" وأدواته المستأجرة، كالنائب ميشال عون، أو يتامى الأجهزة السورية من أجل الحصول على الثلث المعطل في الحكومة اللبنانية وألتزام التوجيهات السورية القاضية بمنع أنتخاب رئيس جديد للبنان خلفا لذلك الذي يخجل المرء من ذكر أسمه.

المهم الآن أن هناك هدنة في لبنان. هل تؤدي الهدنة الى حل، أم من السابق لأوانه البحث عن مخرج حقيقي من الأزمة العميقة التي يعاني منها لبنان وفي أساسها الرغبة السورية في أستعادة الوصاية عليه وأعتقاد أيران أنه صار منطقة نفوذ تابعة لها ما دامت ميليشيا "حزب الله" أقوى من الجيش اللبناني؟

في كل الأحوال أن الحل في لبنان، في حال التوصل أليه، سيكرس سابقة في غاية الخطورة في ضوء أصرار ما يسمى المعارضة، والحقيقة أن لا شيء في المعارضة غير "حزب الله"، على وضع شروط على أنتخاب رئيس جديد للجمهورية. هذه الشروط بمثابة هرطقة دستورية وقانونية ليس ألاّ. لا يمكن في أي بلد في العالم ربط أنتخاب رئيس للجمهورية بشروط معينة من نوع الأتفاق مسبقا على الحكومة التي ستشكل أو على قانون جديد للأنتخابات النيابية. ولكن لحسن الحظ، تنبه الذين صاغوا بيان اللجنة العربية ألى أمر في غاية الأهمية يتمثل في تأكيد أن الدستور اللبناني وأتفاق الطائف هما المرجعية وأن الإتفاق الذي أوقف الهجمة الأيرانية- السورية على بيروت يأتي تحت سقف الدستور وتحت سقف أتفاق الطائف الذي يدعو ألى حل كل الميليشيات المسلحة. أكثر من ذلك، تضمّن الأتفاق نقطة أخرى يمكن وصفها بالمهمة مرتبطة بتعزيز سلطة الدولة اللبنانية على كل الأراضي اللبنانية.

كشفت "غزوة بيروت" الوجه الحقيقي لـ"حزب الله" بصفة كونه ميليشيا مسلحة تابعة للنظام الإيراني. كل ما تبقى تفاصيل. لم تعد لدى اللبنانيين أي أوهام في شأن طبيعة هذا الحزب والمهمة التي يؤديها ومدى خطورته على التركيبة اللبنانية ومستقبل الجمهورية  في الوطن الصغير ومستقبل لبنان نفسه. أراد الحزب ولا يزال يريد تغيير وجه لبنان، معتمدا على السلاح، وضمه الى المحور الإيراني- السوري. هذا ما أكتشفه اللبنانيون وتأكّدوا منه بالملموس. هل ينضم أليهم العرب ويشاركونهم في أستيعاب مخاطر  الاكتشاف وفي الأستفادة منه بغية المساهمة في وضع حد لانتشار وباء الغرائز المذهبية الى أماكن أخرى في المنطقة على رأسها سوريا التي يلعب نظامها لعبة لا يدري أنها سترتد عليه عاجلا أم آجلا ؟

في أستطاعة حوار الدوحة أن يذهب الى أبعد من تثبيت هدنة على الأراضي اللبنانية. أن ذلك ممكن في حال طرح موضوع سلاح "حزب الله" الذي يوجه ألى صدور اللبنانين ويشكل أعتداء على مستقبل الدولة اللبنانية ووحدة الكيان اللبناني ومستقبل أبناء كل عائلة في لبنان بما في ذلك أبناء الطائفة الشيعية الكريمة. ليس مطلوبا بالطبع نزع سلاح الحزب فورا تنفيذا لأتفاق الطائف الذي يُعتبر القرار الرقم 1559 نسخة طبق الأصل عنه. المطلوب البحث في دور هذا السلاح بما يصب في مصلحة لبنان من منطلق أن دور المقاومة أنتهى في العام 2000 وتكرست النهاية بصدور القرار 1701 . لا وجود لشيء أسمه مقاومة من أجل المقاومة. من يمارس المقاومة من أجل المقاومة ينتهي ميليشيا مذهبية في أزقة بيروت وشوارعها كما حصل مع "حزب الله" أخيرا.

 لا بد من شكر  أعضاء جامعة الدول العربية. على رأس هؤلاء دولة قطر التي يستضيف أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحوار اللبناني. الحوار ضروري من دون أدنى شك. لكن الحوار المفيد والمجدي يدور بين أحرار. هل "حزب الله" حرّ؟ متى يصير "حزب الله" حزبا لبنانيا حرّا قادرا على ألتزام حدّ أدنى من التصرفات الأخلاقية بدءا بالأمتناع عن الأعتداء على الناس وعلى الأملاك الخاصة والعامة، يصبح في الإمكان الكلام عن حل في لبنان... يصبح بالأمكان الحديث عن حزب يحترم الدستور والقوانين اللبنانية ولا يسعى ألى فرض رأيه بالقوة. من راهن على قدرة الحزب على القيام بهذه النقلة النوعية خاب أمله حتى الآن... الحزب مجرد أداة إيرانية مُعارة للنظام السوري تعيش في معزل عن الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان. هل تغيّر شيء في دمشق وطهران كي يكون في الأمكان الحديث عن حل في لبنان؟

 

الحريرية والعونية .. تحولان الكوادر إلى ميليشيات 

الخميس 15 مايو -أوان الكويتية

 سركيس أبوزيد

الحالة الميليشيوية لها عدة وأدوات منها المال السياسي، التسلح، التدريب، الشعب الأمنية والتي تسمى أحيانا «انضباط»، بالإضافة الى توسيع دائرة التفرغ، أي العمل السياسي والحزبي المأجور فيتحول المناضل والكادر الى موظف لقاء راتب، وهذه الطبقة من العاطلين عن العمل تصبح أداة بيد السلطة الحزبية للتحكم بالقرار التنظيمي. وهذه الطبقة الهامشية الطفيلية، أفرزتها أصلا الازمة الاقتصادية الاجتماعية. وهي مهيأة للانتهازية لأنها تبدل مواقفها السياسية وفق سلم الرواتب، لانها غير ملتزمة عضويا بقضية أو عقيدة أو وعي عقلاني أو مشروع سياسي، وقد تعرض هؤلاء الشباب الى الفساد والانحراف عن الانتاج والمعرفة.

وهذه الحالة الميليشيوية تختلف نوعيا عن حالة المقاومة التي تتميز بالنضال والتعبئة الاستشهادية وردم الهوة بين القيادة والقاعدة. قادة المقاومة هم شهداؤها وقادة المقاومة هم القدوة في النضال والتضحية والتقشف.

عودة أجواء الحرب الأهلية

في حالة المقاومة يكون السلاح مشدودا الى مقارعة العدو الاسرائيلي، أو يستخدم للثورة المسلحة ضد نظام تبعي استبدادي فاسد، أما في الحالة الميليشيوية، فيستخدم السلاح ومشتقاته للفتنة والحرب الأهلية المجانية. والحقيقة ان الحالة الميليشوية تفرز حكما طبقتين: طبقة مستفيدة تدير آلة التنظيم وتتمتع بالوجاهة والمظاهر والنعم (بيت، سيارة، مال، حرس...) وطبقة المتفرغين، وهم من الحرس والمرافقين وقبضايات الشارع والمخبرين. في الواقع، بعد ان اضطربت الظروف الامنية، وتعثر الحل السياسي، بدأ التخوف من الفتن الأهلية والأحداث الأمنية المتنقلة واستمرار الانقسام العامودي الحاد بين المعارضة والموالاة والتحضير للأسوأ، بدأت التنظيمات السياسية والأحزاب والقوى من الجبهتين المتنازعتين الاعتماد على المال السياسي الآتي من مصادر مختلفة سخية بفضل ارتفاع سعر البترول، وتفشت ظاهرة التدريب في لبنان وخارجه والاتجاه الى التسلح.

هذه الظاهرة أعادت لبنان الى اجواء الحرب الأهلية والتبشير بعودة الميليشيات وظهور اللباس الموحد وانتشار أسماء التنظيمات العسكرية في الأحياء والمناطق وتوسيع دائرة المتفرغين وإنشاء أجهزة امنية علنية عبر شركات الحراسة، أو ضمنية تلجأ اليها الأحزاب والقوى السياسية للرصد والمراقبة والحماية والاختراق، مما يبشر بعودة الروح العسكرية التي غابت الى حد ما عن الحياة السياسية خاصة بعد حل الميليشيات نتيجة اتفاق الطائف.

هذه المظاهر او الظواهر تؤكد عودة الميليشيات الى ساحة العمل السياسي حيث تشهد انكفاء القوى المسالمة أو هيئات المجتمع المدني والمثقفين وبروز «العسكر» على المسرح السياسي من جديد. هذه المظاهر تؤدي أيضا الى انحسار القيادات السياسية والاعلامية والفكرية العاقلة في الأحزاب والقوى السياسية لصالح القيادات الميليشيوية ورجال الأمن والانضباط والتنظيم.

وهكذا تتحول الحياة السياسية والحزبية في لبنان من الحوار الديمقراطي والصراع الفكري والمناظرات الاعلامية والبرامج، الى هيمنة المنطق الميليشيوي داخل الاحزاب والقوى السياسية وفيما بينها. لذلك بدأت الصراعات والاحداث الامنية تتفشى كـ«بروفا» لتهيئة الاجواء القتالية وصعود نجم قباضايات الأحياء وجنرالات الحرب، كما بدأت تظهر على مسرح الأحزاب القيادات الميليشيوية القابضة على المال السياسي والتدريب والتفريغ والتسليح وأجهزة الأمن والانضباط لتصبح هي صاحبة القرار الحزبي والسياسي، لأن الزمن هو زمن المواجهة والحرب.

فكيف يتم انعكاس هذه الحالة الميليشيوية على بنية الأحزاب وسلطة القرار فيها؟

بدأت تظهر أحزاب ومنظمات هي من بقايا ميليشيات الحرب الأهلية، وقد باشرت بعملها ليتلائم مع طبيعة المرحلة وهي مجرد أداة للنفوذ والارتزاق في زمن سباق التسلح واستدراج العروض والتمويل. بشكل خاص سنستعرض تأثير النهج الميليشيوي على 3 نماذج هي الحريرية والعونية والحزب السوري القومي الاجتماعي، وانعكاسها على الخلافات التنظيمية الداخلية:

توزع تيار المستقبل بين اتجاهين:

1 - حريرية الابن، تتجه الى القبض على الشارع ميليشيويا وذلك بخلاف حريرية الأب التي تميز نهجها بالخدمات والمساعدات، فكان مشروعها استغلال الطائفة كرافعة لمشروعها الاقتصادي السلطوي. بينما حريرية الابن -ربما اضطرت او تجاوبت مع الظروف الأمنية الملتهبة- عملت على عسكرة الطائفة عبر شركات امنية، وتدريبات عسكرية وتمويل ودعم ميليشيات الأحياء واعادة ترميم منظمات زمن الحرب الأهلية وتوظيف بقايا الأمن السابق في مشروعها فشاهدنا انتقال زعماء الأحياء ومفاتيح انتخابية ووجهاء بعض القرى والعائلات من نظام الأمن السوري والفتحاوي الى نظام الأمن الحريري الذي أصبح يتمتع بماكينة انتخابية / ميليشيوية وأجهزة أمنية ومتفرغين تحت أسماء متنوعة.

2- «السنيورية» نمت مع حريرية الابن بفضل الدعم الاميركي لها، وتستمد قوتها من شخصية السنيورة المعتمدة والموثوقة من الادارة الأميركية، والتي تتوزع النفوذ مع بيت الحريري مكتفية بالسلطة السياسية لكنها عاجزة عن التمدد الشعبي المحتكر للحريرية.

استنفرت حريرية الابن بقايا الحركة الوطنية اليسارية خاصة قيادات منظمة العمل الشيوعي والذين خرجوا من الحزب الشيوعي اللبناني ويسار فتح والناصريين، وهم كادرات لهم خبرة عسكرية من زمن الحرب الأهلية وقدرة ديماغوجية في التعبئة، وعقدة ثأر من سورية من زمن خلافها مع فتح أبو عمار.

ويتم توفير المال والسلاح والتدريب والتعبئة من اجل عسكرة الطائفة السنية او على الأقل مناطقها الريفية المحرومة واحيائها الفقيرة المهمشة مما يشكل خطرا على أصول حريرية الأب.

الميليشا العونية والحفاظ على الإرث السياسي المسيحي

التيار الوطني الحر، موزع بين اتجاهات مختلفة هي التالية:

1 ــ الصهران وهما مقربان من الجنرال ويطمحان الى وراثته، أحدهما في السياسة والآخر في الاعلام والأعمال. ويعتبران نفسيهما من «اهل البيت» وأحق من غيرهما بوراثة تركة الجنرال.

2 ــ آل عون: يدعي هؤلاء بأنهم أحق بالقيادة لأنهم الأسرة الحاكمة ولهم حق بالنفوذ والسلطة. ويعملون على ابقاء التركة داخل العائلة وهم اولى بالمعروف.

3 ــ قدامى العسكر: وهم من رفقاء السلاح مع الجنرال عون ويعتبرون أنفسهم أحق بالقيادة، فهم من «الصحابة» وشركاء مسيرة النضال في بعبدا والمنفى وهم ضد منطق الوراثة العائلية، لأنهم عندما كانوا يقاتلون الى جانب الجنرال، لم يشاركهم في ذلك أصهاره وأقرباؤه في المعارك والاضطهاد، وبالتالي لا يحق لهم بتركة لم يشاركوا في صناعتها.

4 ــ القيادة الشابة الجديدة من التيار الوطني الحر خاصة الذين خاضوا نضالات في لبنان أيام المواجهات مع السلطة.

رغم الخلافات القيادية في التيار الوطني الحر، فإن موضوع الميليشيا لم يحسم بعد. البعض يرفض توجه التيار الى تأسيس جناح عسكري قد يحوله من حزب «الأوادم» الذي نشأ أصلا ضد ممارسة ميليشيات القوات والكتائب. بينما يطرح آخرون ضرورة انشاء قوة انضباط ذاتية لحماية بيوت وكادرات التيار لأن الاعتداءات التي تعرضوا لها قد تبعد جمهورا واسعا عنهم نتيجة الخوف وفقدان الثقة.

فريق ثالث يطرح ان الجيش هو الضامن للسلم الأهلي، ووجود ضباط متعاطفين مع التيار يكفي لحماية جمهور عون من أي اعتداء أو تعد، لكن هذه الحجة تصبح ضعيفة مع توسع الخلاف بين الميشالين الجنرالين عون وسليمان.

وفي كل الحالات المال السياسي قد يتسرب، وضرورة تأسيس جهاز انضباط بدأت تظهر. لكن هذه الحالة حتى الآن تبقى بعيدة عن الأضواء والتأثير وربما تلعب دورا فاعلا ومؤثرا في المستقبل مع تطور الأوضاع وتداعياتها.

هذه الحالة من الضياع، تجسدت في تأجيل مؤتمر التيار الوطني الحر من مايو (أيار) الى اجل غير مسمى، لأن مرحلة التحول من تيار الى حزب لم تنضج بعد، واستحقاق المؤتمر قد يفجر الخلافات الداخلية، لذلك كان التأجيل أفضل الحلول.

واستحقاق «المؤتمر» هذا يذكر أيضا بـ«القوات اللبنانية» التي ما زالت في مرحلة انتقالية ولم تتمكن من تجاوز المؤقت وانتاج حالة تنظيمية مستقرة، خاصة بعد عودة رجالات الحرب وصراع المحاور ومواقع النفوذ المالية والمخابراتية، كما انه سبق وواجه أحزاب أخرى وأثمر تمديدا للقيادة ذاتها، كما هي الحال في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تحول من حزب يساري الى كتلة طائفية اقطاعية، وبالتالي لا مشكلة بنيوية في داخله حيث تسود الرتابة والتبعية.

ميليشا الحزب القومي الاجتماعي

القديم والجديد

الحزب السوري القومي الاجتماعي شارك في الحرب الأهلية على طريقته وكان من مؤسسي المقاومة الوطنية في لبنان، وقدم قافلة متميزة من الاستشهاديين. لكن بعد اتفاق الطائف، سلم الحزب سلاحه أسوة بسائر الميليشيات وطلق المقاومة والعمليات الاستشهادية، وشارك في السلطة اللبنانية على مستوى وزراء ونواب وبعض الوظائف الرسمية، وانكفأ عن الانتاج الفكري العقائدي الثقافي الاعلامي الذي تميز به خلال تاريخه الطويل، وهو الآن يكتفي باصدار مجلة شهرية شبه داخلية ومجلة فكرية فصلية وكتاب فيما ندر.

تردد أنطون سعادة مؤسس الحزب في تسمية القضية التي طرحها، بين حزب ونهضة وحركة ومدرسة لأنه أرادها أبعد من السياسة التقليدية، ولم يشأ ان تكون فكرة معزولة عن النضال والجهاد والصراع. لكن الحالة التي وصل اليها الحزب اليوم أدت لدى القوميين والمواطنين الى التمييز بين العقيدة التي يعتبرونها واقعية ومعاصرة وبين المؤسسة التي يرونها مترهلة ومصابة بمرض الشيخوخة والعجز. وهكذا غرق الحزب فجأة باستحقاقات المرحلة وهو يتوظف في المعركة المقبلة لكن لا يستطيع ان يكون حزب مقاومة أسوة بحزب الله ولا يستطيع ان يكون حزب ميليشيا طائفية وحرب أهلية أسوة بالقوات اللبنانية وتيار المستقبل. هذا الانفصام الذي يعيشه الحزب القومي أفقده ذاتيته وخصوصيته.

ان الحزب القومي عبر تاريخه الطويل ربط النضال والقتال بالكفاح المسلح ضد العدو الاسرائيلي أو من اجل تغيير النظام والانقلاب عليه، فجسد ما يسميه «البطولة المؤيدة بصحة العقيدة». أما الحالة الميليشيوية، فهي غريبة عن طبيعته وخطر عليه. يجب التمييز والتفريق بين سلاح المقاومة المشدود الى قضية وعقيدة تضبط استعماله وتصونه بممارسة أخلاقية مناقبية لا تحرفه عن أهدافه، وبين سلاح الميليشيا الذي يؤدي الى قتنة وفوضى وفلتان أمني.

في مطلع مايو (أيار) يعقد مؤتمر الحزب القومي من أجل دراسة مشروع وخطة غير موجودة وغير ناضجة ومن أجل انتخاب قيادة جديدة غالبا ما تفرض من خارج المؤسسات الحزبية. النقد الذاتي مستبعد، والتجديد غير ممكن، السكون هو سيد الموقف.

هذه الازدواجية بين حالة المقاومة وحالة الميليشيا انعكست على الحزب القومي أزمة بنيوية غلبت في ادارة الحزب القومي نهج الميليشيا على حساب سلطة العقيدة والمناقب ونهج المقاومة والنهضة . هل يستطيع المؤتمر القومي ان يحسم الخيار بين هذين النهجين؟ وهل يستطيع المؤتمر تجديد شباب الحزب وعودة الروح الى قضيته وعقيدته وأخلاقيته؟ أسئلة صعبة ربما لن يتمكن مؤتمر الحزب من الاجابة عليها.

بين «المليشيا» والمجتمع المدني

لا بد ان نشير الى ملاحظة أخيرة بشأن حزب الله في ظل اللغط القائم حول سلاحه وشرعية سلاحه، ما زال حزب الله حركة مقاومة بامتياز ويرفض ان يتحول الى ميليشيا رغم محاولات جره الى الفتنة لضرب شرعية سلاحه المقاوم. اشكالية العلاقة بين المقاومة المسلحة والمجتمع المدني وظاهرة الزهو واستثمارالنصر على العدو من اجل تحصين الوحدة الوطنية وعملية التغيير تتطلب دراسة اخرى. ان تسريع الحل السياسي والتسوية السلمية هي المدخل لاعادة بناء الدولة وتفعيل المؤسسات الشرعية من أجل وضع حد للفلتان الأمني ومحاولات عسكرة السياسة ومليشت المجتمع حيث يتحول العاطلون عن العمل والمهمشون والطائفيون ورعايا الاقطاعيين الى مرتزقة في الميليشيات يدمرون ذاتهم وينتجون حروبا أهلية متواصلة ويدمرون البلد. في الواقع، باتت الحالة الميليشوية تغزو المجتمع وتوتر الشارع في لبنان بسبب اجواء الحرب واستنفار الغرائز وغياب الحل السياسي، ما حول الحريرية من مشروع اقتصادي الى مشروع يحاول عسكرة الطائفة السنية، فيما العونية ما زالت تمانع ان تتحول من تيار مدني الى ميليشيا مسيحية، والحزب السوري القومي الاجتماعي يشهد مأزقا داخليا حول خيار مصيري: بين حزب مقاومة ونهضة،او حزب ميليشيا «علمانية». لكن اذا ما استمرت الحالة الميليشوية في التفشي، هناك خطورة ان تتحول الاحزاب والقوى السياسية الى ميليشيات متصارعة تجدد الحرب الأهلية بدل تجديد الاحزاب ودمقرطتها، كما ان هناك خطرا على الحياة السياسية من «المليشة» على حساب نهج المقاومة والمجتمع المدني.

 

ترحيب فرنسي وألماني بالحوار بين اللبنانيين

واشنطن: لن نقدّم تفسيراً ثانياً لما فعلته الحكومة اللبنانية مع حزب الله

علقت واشنطن على الاتفاق الذي توصلت اليه اللجنة الوزارية العربية بين الاكثرية والمعارضة في لبنان، فقالت انها لن تقدم تفسيراً ثانياً لأي شيء فعلته الحكومة اللبنانية مع "حزب الله"، معتبرة ان الحزب مسألة يجب ان يعالجها اللبنانيون بأنفسهم، وشنت في الوقت عينه هجوماً عنيفاً على الحزب. ورحب وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير بالاتفاق.

وسئل الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك عن الاتفاق، فأجاب: "سأترك ذلك لأولئك الذين ينهمكون مباشرة في مثل هذه المناقشات للتعليق على تفاصيل أي اتفاق تم التوصل اليه. وبالتعريف فان اي اتفاق يعني ان كل الاطراف موافقون عليه، ولسنا في وارد تقديم تفسير ثان لأي شيء فعلته الحكومة اللبنانية في هذا الشأن مع حزب الله". وأضاف: "في الواقع، ان حزب الله لا يزال يمثل تحدياً لمستقبل الشعب اللبناني في ما يتعلق بالوصول الى ديموقراطية عميقة تعود بالفائدة على كل الشعب اللبناني، وكما رأينا في الأيام الاخيرة ان حزب الله راغب في قتل لبنانيين من اجل اجندته السياسية، التي لا قاعدة لها سوى محاولة توسيع قوته السياسية والعمل خارج النظام السياسي في لبنان. ورأينا، الى جانب آخرين، ليس في المنطقة فحسب وانما في العالم، هو اننا سنفعل كل ما في وسعنا من أجل تعزيز هذه الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطياً والتي تسعى فقط الى الحكم باسم الشعب اللبناني وبسط سيادتها على كل لبنان، وان توسع وتعمق الديموقراطية اللبنانية وان تحافظ بقوة على سيادة لبنان".

ولفت الى ان "حزب الله ليس وليد الاسبوع الماضي، وليس وليد الاسبوعين الاخيرين او اشهر او ستة اشهر، انه مشكلة مزمنة. لقد أسسته ايران. وسيظل قضية على الديموقراطيين اللبنانيين التعامل معها على مر الوقت... ولن يحل لبنان صعوباته المختلفة وخصوصيات نظامه السياسي في مدى اسبوع او في مجموعة واحدة من المناقشات. لذلك فان مهمتنا كأصدقاء للشعب اللبناني واصدقاء لهذه الحكومة، ان نعمل كل ما في وسعنا لتعزيز الافعال لهذه الحكومة الديموقراطية ولأولئك الملتزمين الديموقراطية اللبنانية. وهذا لا يشمل بوضوح مجموعات مثل حزب الله الذي يواصل العمل خارج النظام السياسي مع انه يقول انه يريد المشاركة فيه...".

واشار الى ان المناقشات مستمرة بين اعضاء مجلس الامن في شأن الازمة اللبنانية "ولا يمكنني ان اضع تصوراً محدداً لما يمكن ان تسفر عنه هذه المناقشات، واعتقد ان هناك تصميماً لدى المتحاورين على ان نفعل شيئاً في مجلس الامن بالنسبة الى لبنان".

وسئل عن الحوار الذي سيجري في قطر اليوم وهل واشنطن قلقة لان الدوحة تعتبر مؤيدة لـ"حزب الله" اكثر من اي دولة اخرى في جامعة الدول العربية، فأجاب ان "جامعة الدول العربية تضم عدداً من الاصدقاء الجيدين الملتزمين للبنان بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر والاردن، وان قطر تعمل باسم مجموعة اكبر. وهكذا فإننا واثقون جداً من ان اعضاء جامعة الدول العربية هؤلاء الذين نحن على اتصال مباشر معهم والذين شاركوا الاثنين في مشاورات عبر الهاتف مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، هم مؤيدون اقوياء للحكومة اللبنانية التي تدافع عن الشعب اللبناني". وذكر ان قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي "ناقش مع الحكومة اللبنانية ما يمكن ان تحتاج اليه وما يمكن ان نقدمه لها".

باريس

وفي باريس، رحب كوشنير بالاتفاق قائلاً: "منذ بداية الازمة، نددت فرنسا والاتحاد الاوروبي باعمال العنف وقدما دعمهما لمبادرة الجامعة العربية... انني اهنئ نفسي بعودة الحياة الطبيعية واعادة فتح مطار بيروت الدولي". واكد "دعم فرنسا للمؤسسات الدستورية اللبنانية وخصوصاً الحكومة والجيش اللبناني"، مشيراً الى "ان دورهما في سبيل صون وحدة لبنان واستقراره وسيادته كان حاسماً لتوفير الشروط الضرورية للخروج من الازمة".

واعتبر "ان الاتفاق الذي حصل مساء اليوم (امس) يندرج في منطق الحوار من دون شروط الذي دافعت باريس عنه دوماً، كالسبيل الوحيد لوضع نهاية للتقييد السياسي والدستوري اللذين كانا منذ زمن طويل يشلان بلد الارز". وقال: "ان فرنسا تدعو جميع الافرقاء في الداخل والخارج الى بذل كل الجهود لتتوصل المحادثات التي تبدأ اليوم بسرعة الى انتخاب رئيس للجمهورية، والى تأليف حكومة اتحاد وطني، والى صوغ قانون جديد للانتخابات النيابية". وخلص الى "ان فرنسا التي لم تدخر جهودها للتوصل الى هذا الحل، هي طبعاً جاهزة لمواكبة الحوار الجاري".

المانيا

• في برلين ابدى وزير الخارجية الالماني فرانك – فالتر شتاينماير "ارتياحه" الى الاتفاق. وقال في بيان: "انا مرتاح جداً الى تهدئة الوضع التي ترتسم في لبنان. الاتفاق الذي تم التوصل اليه اليوم هو خطوة اولى ليتمكن الجيش وقوى الامن الداخلي من ضمان الامن مجدداً في البلاد". وشكر لوفد الجامعة العربية "وساطته الناجحة"، داعياً كل الاطراف الى "ايجاد نقطة بداية لوضع حد للشلل السياسي في لبنان".

مصر

• في القاهرة، صرح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط: "إنه أمر جيد وإيجابي ان يتفق السياسيون اللبنانيون على اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل يوم 5 مايو (أيار) الحالي وانهاء المظاهر المسلحة بكل صورها وفتح الطريق المؤدية الى المطار الدولي بشكل فوري وان يطلق الاتفاق حواراً بين الاطراف اللبنانيين حول الموضوعات الخلافية تأسيساً على المبادرة العربية بحيث يتسنى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وانهاء الاعتصام في وسط بيروت". وعبر عن تطلعه الى ان "يفضي الحوار المأمول الى تسوية تسمح بانهاء الازمة السياسية في لبنان واستعادة الاستقرار فيه من خلال الاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وقانون جيد للانتخاب يحظى بموافقة الجميع". وأضاف ان "نص الاتفاق الذي اعلن عنه اليوم يعكس توازناً يوفر لكل طائفة وفريق سياسي في لبنان الدور الذي يتوقعه بما يحافظ على اتفاق الطائف والدستور اللبناني باعتبارهما ركيزتين اساسيتين للتركيبة الفريدة لهذا البلد العربي الشقيق".

وأمل ان "ينجح الاتفاق في مساعدة اللبنانيين على تجاوز الاحداث الصعبة التي جرت على مدار الاسبوع الماضي، والتي تركت أثرها على جسور الثقة في ما بينهم"، مشيراً الى "أهمية توافق الجميع مجدداً على تحريم اللجوء الى العنف المسلح لتحقيق اهداف سياسية خارج إطار الشرعية الدستورية".

("النهار"، و ص ف)

 

مجدلاني: المحور السوري – الايراني ينفّذ الفوضى والمثالثة

رأى النائب عاطف مجدلاني "ان المحور السوري - الايراني ينفذ مخططا من ثلاث مراحل: الفراغ، وقد تحقق. والفوضى - الفتنة وبتنا في خضمها ووضع طائف جديد في الدوحة الهدف منه اعادة رسم خريطة التوازنات للانتقال من المناصفة الى المثالثة". وقال في تصريح امس: "بعدما سقط القناع وابتعد الحزب ("حزب الله") عن كنيته، ونسي وعوده وتناسى قسمه، وبعد ممارسته كل انواع الاعتداءات والاستفزازات والدهم ضد اهالي بيروت، وبعدما فجر حقده الاسود على سيد الشهداء (الرئيس) رفيق الحريري بتدمير مؤسساته الاعلامية والتربوية والثقافية والصحية، بعد كل هذا: اين نحن اليوم؟ وماذا بعد؟". واضاف: "اذا كانت ميليشيا "حزب الله" التي استباحت بيروت الآمنة المسالمة الابية وانتصرت على الاحتلالات التي تعرضت لها، تعتقد انها حققت انتصارا فانها مخطئة. لا هي انتصرت ولا نحن سنتنازل عن الوطن لولاية الفقيه. ولان استباحة المحرمات، وقتل الابرياء، واسكات الصوت الحر، وفرض الرأي بقوة السلاح امور غير مقبول بها، فلا بد من ان يكون البند الاول في اي حوار وضع كل السلاح في يد الشرعية ليكون أمن بيروت وأمن لبنان مصوناً". وختم: "لا يسعنا سوى ان نهنىء "حزب الله" بانجازه الاخير، فهو نجح في زرع الفتنة المذهبية ونجح في تعميق الجرح والاحقاد بين الناس ونشر المهانة والذل بين مواطنين احتضنوا في قلوبهم قبل بيوتهم أهلهم في عدوان تموز، والأهم انه نجح في اقناع كل الناس بان "عدوهم" الجديد هو سلاح "حزب الله" تحديدا(...)". و"لا بد من السؤال: اذا كان "حزب الله" اهدى انتصاره الإلهي في تموز 2006 الى الشعب اللبناني، فالى من يهدي انتصاره الأخير؟".

 

المجلس الشيعي يعيّن حسن عبد الله  مفتياً لصور بدل الأمين

علمت "النهار" ان لجنة تنظيم الادارة في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى كلفت القاضي الجعفري الشيخ حسن عبد الله مهمات الافتاء في صور وجبل عامل، بدلاً من السيد علي الامين.

 

الانتربول ما زال يبحث عن عماد مغنية

وكالات/رغم مرور عدة اشهر على اغتيال قيادي حزب الله عماد مغنية، إلا أن الشرطة الدولية (الانتربول) ما زالت تبحث عنه، فيما يعتبر تشكيكا بالرواية العربية السورية-اللبنانية حول وفاته. وتبدو منظمة الانتربول، غير مقتنعة بوفاة مغنية، التي أعلن عنها بعد عملية اغتيال نفذت في شهر شباط (فبراير) الماضي في العاصمة السورية دمشق. واتهم حزب الله، إسرائيل، باغتيال مغنية، الذي يطلق عليه رفاقه اسم (الحاج رضوان)، ولكن إسرائيل لم تعترف بذلك حتى الان، وان كانت أخذت الاستعدادات لمواجهة أي عمل انتقامي قد ينفذه حزب الله ردا على اغتيال مغنية. ولم يكن مغنية مطلوبا فقط لإسرائيل، التي طاردته طويلا، ولكنه كان مطلوبا أيضا للعديد من أجهزة الاستخبارات العالمية، ولمنظمة الانتربول، التي مازالت تدرجه على خانة المطلوبين، غير مقتنعة بوفاته على ما يبدو، رغم إعلان سوريا، التي تتعاون مع الانتربول، عن مقتله. وما زالت منظمة الانتربول، تضع اسم مغنية على قائمة المطلوبين، بتهم تتعلق بتدبيره هجمات أدت إلى وفاة المئات، مع نشر ثلاث صور له، ليتمكن الجمهور من التعرف عليه، والإدلاء بمعلومات عنه، تمهيدا للقبض عليه من قبل الانتربول. وبالنسبة للانتربول، التي نشرت معلومات مفصلة عن مغنية، فانه مطلوب، لارتكابه مخالفات عدة تصنفها هذه المنظمة ضمن ما تسميه الجرائم المرتكبة بحق الحياة، واستخدام الأسلحة، والمتفجرات، والتخريب، والإضرار، والإرهاب. ويبدو هذا الموقف من الانتربول غريبا، خصوصا وان قائد الشرطة السورية، قد أبدى استعداد بلاده للتعاون مع هذه المنظمة الشرطية الدولية، في المواضيع الجنائية.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية، نقلت عن قائد الشرطة السورية، في الشهر الماضي قوله، ان بلاده هي من بين الدول العشر الأوائل من حيث التعاون مع الانتربول في حربها لمكافحة الجريمة الدولية. واعلن بان شرطته، تمكنت من حل غموض وكشف 94% من التحقيقات الجنائية في سوريا خلال الأعوام السابقة، ولكن يبدو أن قضية مغنية، لم تحل حتى الان. ومنذ اغتيال مغنية، فان الكثيرين ينتظرون من سوريا الإعلان عن نتائج التحقيق في عملية الاغتيال، ونشرت شائعات في الصحف، بان السلطات السورية، وضعت يدها على معلومات تفيد بتورط دولا عربية في عملية الاغتيال، وبأنها أرجأت نشر نتائج التحقيق، كي لا يؤثر على مؤتمر القمة العربية الأخير الذي عقد في العاصمة دمشق. ووفقا لهذه الشائعات الصحافية، فان استخبارات دول عربية تعاونت مع الموساد، وسهلت دخول رجاله الى دمشق لتنفيذ الاغتيال، والنيل اخيرا من الرجل، الذي قيل انه دوخ اجهزة الاستخبارات الغربية طويلا. وقتل مغنية، بعد حضوره مناسبة علنية في المركز الثقافي الايراني في دمشق، وبعد ان ودع السفير الايراني قصد سيارته ذات الدفع الرباعي، ولكنه ما كاد يجلس على مقعد القيادة، حتى تم تفجير مسند الراس، مما ادى الى وفاته. ومثلما يحدث في كثير من القضايا التي تثير الرأي العام العربي، فان عملية اغتيال مغنية، في عاصمة عربية، توارت عن الاهتمام، ولم تظهر جماعات الرأي العام هذه، أي اهتمام بتمسكها لمعرفة الحقيقة حول عملية اغتيال، اعتقد البعض أنها فتحت لجولة جديدة من العنف في الشرق الأوسط، بعد التهديدات التي أطلقها حزب الله والتوعد بالانتقام لمغنية، الذي كشف عن انه كان بمثابة رئيس أركان الحزب خلال الحرب التي شنتها إسرائيل، على لبنان في تموز (يوليو) 2006، ونظر إليها في إسرائيل، بأنها هزيمة.

 

النائب جنبلاط زار بيصور وعاليه والشويفات للتهدئة ووأد الفتنة: ما جرى سنعتبره غيمة صيف وسنبقى جسما واحدا ولكل رأيه السياسي

وطنية - 16/5/2008 (سياسة) جال رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على بعض قرى منطقة عاليه للاطلاع ميدانيا على اوضاعها ومن اجل التهدئة ووأد الفتنة بعد الاحداث الامنية التي جرت الاسبوع الماضي.

في بيصور

وفي هذا الاطار، زار النائب جنبلاط بلدة بيصور حيث اقيم احتفال حاشد في باحة المركز الاجتماعي في البلدة في حضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدرزية الشيخ نعيم حسن، وزير الاعلام غازي العريضي، رئيس البلدية امين ملاعب ورؤساء بلديات غرب عاليه، وكيل داخلية الغرب في الحزب التقدمي الاشتراكي زاهي الغصيني والشيخين ابو صالح فرحان العريضي وابو نبيل اديب ملاعب، رئيس الاركان الاسبق اللواء الركن سمير القاضي وفاعليات البلدة والمنطقة وحشد من الاهالي. بعد النشيد الوطني، تحدث الدكتور وليد ملاعب بإسم وكالة داخلية الشحار الغربي، فقال: "باسم الاهالي في هذه المنطقة الغالية، نؤكد لك يا وليد بك وقوفنا الدائم الى جانب الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، موحدون حول هذا الموقف احزابا، بلديات، فاعليات، مستمدين البركة من المشايخ الافاضل الذي تكامل دورهم في التهدئة والثبات مع دور الشباب الصامد بقوته وعزمه وشجاعته. نؤكد الحرص على التلاقي والتوحد مع الجميع في هذه المنطقة كل المنطقة مع كل الذين آمنوا ويؤمنون بان بقاء الوطن يكمن في هذه الوحدة".

ثم القى النائب وليد جنبلاط كلمة قال فيها: "كان افضل بالشكل وبالمضمون ان يكون العلم اللبناني الاكبر والعلم الحزبي في تصرف العلم اللبناني، كان افضل وفي الوقت نفسه اقول اليوم افضل طريقة للدفاع هي الحوار، وتأكيد العيش المشترك مع كيفون والقماطية والضاحية، لان الخلاف السياسي لا يعالج بالسلاح، للتذكير فقط ان بيصور ام الشهداء كانت المعبر الى بيروت، والمعبر الى الجنوب لتحرير بيروت وتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، والذي جرى في هذه الايام الصعبة سنعتبره غيمة صيف، سحابة صيف ونقولها، كما قلتها في الشويفات، حتى ولو جار علينا الجار نحميه ولا نجاوبه الا بالحسنى والحوار".

واضاف: "ذاهبون الى الحوار وجرح كبير، الجرح السياسي، لكن تذكروا كلنا جميعا كنا في مسيرة المقاومة الوطنية، والمقاومة من اجل البقاء، وكلنا ساهمنا في تحرير بيروت من الاحتلال الاسرائيلي، تذكروا بيروت الجريحة، تذكروا بيروت الصامتة، تذكروا بيروت التي مرت عليها محنة كبيرة، تذكروا بيروت رفيق الحريري، تذكروا بيروت سعد الحريري، تذكروا بيروت ثورة الارز، ولا تناقض ولن يكون هناك تناقض بالرغم من العقبات بين حركة الاستقلال للوصول الى بلد سيد حر الى حصرية السلاح بأمرة الدولة في يوم ما وجعل لبنان دولة قوية مقاومة، لا تناقض ابدا بين المشروع المقاوم وبين الدولة القوية، الامور الثانية تعالج بالحوار، وقد سرنا في ازالة الفتيل مع كل الفاعليات وفي طليعتهم الامير طلال ارسلان والحزب الديموقراطي، سرنا في ازالة الحساسيات، واذكر ايضا، ولا بد لي ان اذكر بالمساهمة الكبيرة التي قدمها الرئيس نبيه بري في اتصالاته مع الفريق الاخر، لم نتخل عن اقتناعاتنا وغير مطلوب ان يتخلوا عن اقتناعاتهم، فلنعالج الامور بهدوء وبترو على طاولة الحوار. المطلوب منا ومنهم ان نقدم تنازلات من اجل وأد الفتنة والاستمرار في هذه المسيرة، مسيرة العيش المشترك. هذا الجبل مرت عليه تلك السحابة، سنبقى واياكم يا اهل بيصور، يا اهل كيفون، يا اهل القماطية، يا اهل الضاحية، سنبقى جسما واحدا كل له رأيه السياسي، لكن سنبقي العيش المشترك الذي اردناه واراده مشايخنا العقلاء، واراده احد المناضلين الكبار من اهل بيصور الرفيق غازي العريضي".

والقى الشيخ ابو نبيل اديب ملاعب كلمة اهالي البلدة، فقال: "اننا نؤيد مساعيكم الخيرية التي تهدف الى التهدئة وعدم الاحتقان وخصوصا بين الاخوة، فبإتفاقكم مع الامير طلال ارسلان وتحمل المسؤولية لكل زعيم منكم على وحدة الصف والكلمة التي تحفظ كرامة الطائفة ووحدة وطننا لبنان، اطمانت نفوسنا لانكم فوتم الفرصة على كل من كان يريد الخلاف بين الاخوة والاهل. اننا مع حرية الرأي لكل انسان شرط الا تتعدى حريته في المساومة على كرامة هذه الطائفة ووحدتها. اننا مع التعايش مع كل الطوائف شرط الا يفرض رأيه علينا بقوة السلاح، كما حصل في بداية هذا الاسبوع".

في منزل الوزير العريضي

بعد ذلك، تفقد النائب جنبلاط منزل الوزير العريضي في بيصور الذي تعرض للقصف خلال الاحداث التي جرت الاسبوع الماضي يرافقه الشيخ حسن وفاعليات وبمشاركة وفد من بلدة كيفون وحشد من اهالي البلدة والمنطقة. بداية كلمة ترحيب القاها الشيخ علي العريضي فنوه بالاتفاق الذي جرى مع الامير طلال ارسلان، وقال: "نحن نرحب بكم، ومعاليك اثبت كما في كل مرة جدارة بتحمل المسؤولية وفي أصعب الظروف وهذه ليست المرة الاولى، وهذه المرة ايضا ان كان من سرعة الحركة التي قمت بها وبأخذ الموقف السليم فكنت موضع اعجاب الجميع، وان شاء الله دائما الى الامام لما فيه وحدة هذه الطائفة الكريمة ووحدة الوطن وسلامته".

شيخ العقل

ثم القى شيخ العقل الشيخ نعيم حسن كلمة بالمناسبة هنأ فيها الوزير العريضي على سلامته وكل الاهالي، مشددا على "العلاقة التي كانت تربط هذه القرى ببعضها البعض واجواء الاخوة بين ابنائها وكما يريدها "وليد بك"، ونحن في خدمة الطائفة الدرزية كما تربينا عليها بهدي الشيخ ابو حسن عارف حلاوي، اننا نطلب من الله سبحانه ان يحمي وليد بك وكل الشباب والوطن واننا نصر على وحدة الطائفة كما اننا نبارك الخطوات التي قام بها الزعيم وليد بك والامير طلال ارسلان".

النائب جنبلاط

والقى النائب جنبلاط كلمة قال فيها: "نحن في بيت الرفيق غازي، بيت المقاوم والمناضل العسكري، واهم من المقاومة العسكرية المقاومة بالكلمة، وايا كانت القذائف او القنابل الكلمة ستبقى اقوى، الكلمة المحقة والمقاومة ستبقى اقوى بكثير، ولا نريد ان نخلق بعد الذي حدث خطوط تماس بيننا وبين اهلنا في كيفون والقماطية، يكون اكبر غلط، فقط اتيت اليوم الى بيصور، الى هذا البيت لاحيي كل المناضلين الذين وقفوا دفاعا عن الكرامة والعرض والارض، نحن ذاهبون الى الحوار ايا كانت الاختلافات السياسية، فقط الحوار يحلها، السلاح ما بيحل شيء، السلاح بمرحلة معينة كان معكم في الاساس مع عيتات وعرمون والضاحية مع الشويفات وكل المناطق وبيروت، وما ننسى بيروت حيث طردنا الاسرائيلي".

واضاف: "اليوم هناك خلاف في وجهات النظر في البلد، بدنا نروح للحوار، بالرغم مما اصابنا من جرح معنوي ومادي وسياسي، ولكن الكلمة هي التي تعالج الموضوع، واعود واؤكد على الجرح الذي اصاب بيروت الصامتة المناضلة بيروت عاصمتنا، وسنحافظ جميعا على الكلمة، ونحن ايضا نمثل فريق سياسي اسمه 14 اذار مع سعد الحريري، ومع رفاقي ذاهبون الى الحوار، لسنا خائفين من الحوار، من اجل تثبيت، في يوم ما ان شاء الله، ان تكون فقط الدولة هي لديها حصرية السلاح، وحمل السلاح، واحيي في هذه المناسبة، واؤكد مجددا دور الجيش اللبناني والقوى الامنية بالرغم من الصعوبات الهائلة، لكن ما عندنا حماية الا الجيش، جميعنا يجب ان نلتف حول الجيش وقوى الامن، جميعنا بغض النظر عن الاختلافات السياسية، والطريق طويل، الطريق طويل، ولكن الكلمة اقوى، كلمة غازي ورفاق غازي اقوى بكثير من كل الصواريخ والمدافع، الحمد لله على السلامة".

الوزير العريضي

ثم رد الوزير العريضي بكلمة قال فيها: "مشايخنا، وليد بك حبيبنا، كل هذا العمر امضيته الى جانب من ارسى فكرة المقاومة في لبنان كمال جنبلاط والى جانب من كان سندا اساسيا للمقاومة، في كل المراحل وليد جنبلاط في وجه الاحتلال الاسرائيلي سواء في الجبل او بيروت او الجنوب، بيصور انا فرد من افرادها من ابنائها، بيصور تحكي عن حالها، بيصور ام الشهداء، بيصور فيها اسرى ومعتقلون في سجون الاحتلال الاسرائيلي في اصعب الظروف، يوم كان كثيرون لم يبدأوا نضالهم بعد، بيصور فيها شهداء في كل المواقع دفاعا عن وحدة لبنان وعروبته. بيصور كانت دائما سندا اساسيا للضاحية، لبيروت لكل المواقع الوطنية، وعندما اتحدث عن بيصور انا اتحدث عن كيفون وعن القماطية وعن الثلاث 888، عن عيتات وبشامون وقبرشمون وعن الشحار والشويفات، عن عرمون عن كل هذه المواقع في الجبل، التي ارتوت بدماء اعز ابناء الجبل ولبنان وخصوصا اعز ابناء بيصور".

واضاف: "شكرا لمشايخ هذه البلدة الذين يسيرون على طريق الاسلاف الصالحين ويؤسسون لتوريث ابنائنا تاريخا صالحا. شكرا لكل شاب من شباب هذه البلدة في اي موقع سياسي والى اي حزب انتمى، اندفع لحماية البلد من الفتنة وللحماية من الفتنة بين البلدة وبين كيفون، ما اصاب البيت اصاب بيوتا كثيرة، كل هذا يتعوض". وقال: "اذا كان لي من كلمة فقط، واعذروني، امانة تجاه يسرا زوجتي ولمى وعمر، القدر هو الذي يحمي، ربنا سبحانه وتعالى هو بيحمي، اذا كان قدرهم ان يكونوا شهداء كنت اتمنى في هذا التاريخ المتواضع لي ان يكونوا شهداء في وجه اسرائيل، واذا كان قدرهم يروحوا بحرب اتمنى ما يكونوا بحرب الفتنة، الا بحرب الوحدة الوطنية اللبنانية لترسيخها انطلاقا من هذا الجبل".

وتابع: "انا من هذا البيت المتواضع، اقول شكرا لكل من تضامن وابدى اسفا وألما وسامح الله من استهدف ما استهدف. غيمة ومرت مع ذلك اقول من بيصور احيي كفرا والسلطانية ومعروب وبنت جبيل والخيام والوزاني والغجر وكفرمان وصور والصرفند وحبوش، كل قرية من قرى الجنوب كنت ادخل اليها، واشعر بكل اعتزاز وكأني من بيصور. انا لا انسى اهل تلك القرى واهلها على رغم كل ما اصابنا من جراح لاننا متمسكون بثوابت نختلف في السياسة يبقى التعبير عن الخلاف السياسي بالرأي السياسي وليبقى الاحتكام الى الكلمة لان لنا وطنا واحدا وارضا واحدة ويجب ان يكون لنا مستقبل واحد نعمل جميعا من اجل بنائه، نحن الى جانب وليد بك والخطوات التي اتخذت في الايام الماضية بكل تعاون وتنسيق وثيق مع الامير طلال ارسلان وجهد كبير لدولة الرئيس بري. كما ذكر وليد بك سنكمل هذه المسيرة عسى ان يستفيد الجميع مما جرى بمعنى اخذ الدروس والعبر لكي نعود من حوارنا باتفاق سياسي ينقذ لبنان، وينقذ وحدة لبنان، ويؤسس لمرحلة جديدة في البلد". وختم: "دائما اكرر امانة واحدة، واريد ان اعيدها على رغم كل ما حصل، اهل كيفون مثل اهل بيصور، واهل القماطية مثل اهل بيصور، وعلى رغم كل ما جرى يجب ان نبقى نحن وكيفون والقماطية وكل هذا الجوار من قرى في هذا التنوع الفريد الذي يميز لبنان، ان نبقى كلمة واحدة وان نعالج اثار ما جرى وان نضمد الجراح. شكرا لكم جميعا وشكرا لكل الشباب الحزبيين والرفاق الشباب، الدرك، الجيش الذين الان موجودون هنا على كل ما قاموا به من جهود، ان شاء الله ان أقدر ان افي الجميع بالفرح لثبات وحدة الكلمة في بيصور وفي هذا الجبل".

عيتات وعين عنوب

وكان النائب جنبلاط توقف في طريقه الى بيصور في محطات عدة على الطريق حيث كان في استقباله الاهالي الذين توزعوا على جانبي الطريق الرئيسي وكانوا ينثرون عليه الارز والورود، ولا سيما في عين عنوب وعيتات التي اقام الاهالي استقبالا في الساحة الرئيسية.

وبعد ترحيب من رئيس البلدية الشيخ عماد التيماني قال النائب جنبلاط:

"لا نريد لا بل ممنوع علينا جميعا خلق خطوط تماس جديدة، سنعيش كأخوة مع كيفون والقماطية وكل الجوار، لن نقبل بإقامة خطوط تماس. الجيش فقط هو الذي يحمي. صفحة سوداء مرت، الجيش يحمي وذاهبون الى الحوار. هذه رسالتي".

في عاليه

وكذلك زار النائب جنبلاط مدينة عاليه حيث اقيم له استقبال حاشد في قاعة جمعية الرسالة الاجتماعية في المدينة حضره الوزير العريضي، ونواب "اللقاء الديموقراطي": اكرم شهيب، فؤاد السعد، انطوان اندراوس، هنري حلو وفيصل الصايغ، رئيس البلدية وجدي مراد وعدد كبير من مسؤولي الحزب التقدمي الاشتراكي في منطقة عاليه ورؤساء بلديات المنطقة وفاعليات روحية واجتماعية في مختلف الطوائف وحشد من المواطنين.

النائب شهيب

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، والقى النائب شهيب كلمة اهالي عاليه، فقال:" وليد بك اهلا بك، نستقبلك لأنك الخيار، هذا الخيار حمى لبنان، لبنان العيش المشترك، لبنان قبول الاخر المختلف. لبنان التنوع هو الذي سينتصر. نستقبلك اليوم مداويا للجرح الذي انفتح وبحكمتك انحسر، لم يخذلك الجبل يوما، هذا الجبل الذي رعيت وحدته وتنوعه، فكنا كلنا في الجرح واحدا". واضاف: "اهلا بك في بيتك راعيا للود والتآخي، راعيا لجيرة بيصور وكيفون وسوق الغرب والقماطية وعيتات وعاليه. وليد بك، عاليه ستبقى وفية كما منطقتها وفية، كما عودتك في كل الظروف".

النائب جنبلاط

والقى النائب جنبلاط كلمة قال فيها: "باسمي وباسم رفاقي في 14 آذار، باسمي وباسم حلفائي، واسمح لنفسي ايضا باسم بيروت لاقول خير دفاع وخير مواجهة بالرغم من الجرح الكبير الذي اصاب بيروت، بيروت الحزينة، بيروت الابية، بيروت الحصار، بيروت الاحرار بالرغم من الجرح الاليم الذي اصاب بيروت، بيروت اللبنانيين كل اللبنانيين، بيروت العرب، بيروت المقاومة، افضل وسيلة للدفاع هو الحوار، هو الحوار في الدوحة، والحوار في لبنان في اي مكان وفق القواعد التي ارستها اللجنة الوزارية للجامعة العربية. الرواسب صحيح صعبة، ولكن رحمة الله على الشهداء كل الشهداء، من جميع الافرقاء، ولن يكون هناك علاج، لا تعالج الامور بالسلاح، لا تعالج الامور بالسلاح، وحده الجيش اللبناني يحمينا وحدها قوى الامن الداخلي تحمينا. واذكر فقط كيف كان هذا الجبل من عاليه الى بيصور، الى عيتات، عرمون، القماطية وكيفون، كان هم المقاومين من اجل تحرير بيروت من الاحتلال الاسرائيلي تحرير جزين وصيدا والجنوب".

واضاف: "سنتحاور بكل هدوء واذا كان مطلوب، والمطلوب ربما تنازلات من اجل الوطن، وحدة الوطن، لا بأس، الطريق طويل، ولكن لا نخشى من التنازلات لن تكون تنازلات على حساب الجوهر، لكن لا بد من الحوار، وصولا الى تثبيت الدولة على كل الارض اللبنانية ووصولا الى حصرية السلاح بأيدي الجيش اللبناني، طبعا اقول وصولا الى ان نصل الى هذا الامر فقد يحتاج الى ظروف عربية واقليمية ناضجة نتمنى فقط ان يبقى السلاح موجها ضد اسرائيل، كل السلاح. وفي الوقت نفسه اقول افضل وسيلة للدفاع هي فتح المدارس لأهل كيفون والقماطية والضاحية والجبل وبيروت، افضل وسيلة، نحن شعب لبناني واحد واستغرب لماذا لا ارى الا اعلاما حزبية ، لماذا لا توجد اعلام لبنانية، لانه انطلقنا، انطلقنا من بيروت، تذكروا انطلقت مسيرة الاستقلال من بيروت يوم استشهاد الرئيس الراحل رفيق الحريري، وكان شعارنا وسيبقى بالرغم من كل الجراح، النضال السلمي الديموقراطي الدؤوب من اجل الوصول الى الاهداف، الاهداف التي طرحناها مع رفاقي في 14 اذار مع سعد الحريري رفيقي في الدرب بالامس واليوم وغدا".

وتابع: "كل ما هو مطلوب منكم الهدوء لا خوف، لا خشية، سلاحنا الوحيد هو الكلمة، بالكلمة نستطيع ان نحاور، وبالكلمة فقط سننتصر، كما قال كمال جنبلاط اننا الاقوياء. نحن أقوياء في نفوسنا، لا نملك ولا نريد السلاح أبدا، سلاحنا هو الكلمة، كلمة كمال جنبلاط، كلمة رفاقنا في 14 آذار، فلنمض قدما، قالوا لنا الحوار، اهلا وسهلا بالحوار، لا نخاف، فقط كما سبق ان ذكرت بيوتنا كما كانت سابقا لاهل بيروت، بيروت الجريحة الحزينة، بيوتنا ايضا لاهل كيفون، القماطية، وسوق الغرب، واذا كانوا للضاحية فأهلا وسهلا بالضاحية".

الشويفات

كما زار النائب جنبلاط رئيس بلدية الشويفات هيثم الجردي الذي نظم له استقبالا حاشدا ضم المئات من أهالي المدينة وعوائل الشهداء الذين سقطوا في الاحداث الاخيرة، اضافة الى اعضاء المجلس البلدي ورجال دين مسيحيين ودروز. والقى النائب جنبلاط كلمة قال فيها:"ان الزيارة اليوم للتعزية بجميع الشهداء الذين سقطوا من كل الاحزاب والافراد والمواطنين من اهل الشويفات، وفي الوقت نفسه، وفوق الجراح ايضا هي تعزية بالشهداء الذين سقطوا من الفريق الآخر، اننا نحترم كل الشهداء ونعتبر ما جرى سحابة صيف، فإذا كان ثمة خلاف سياسي يجب الا يترجم بنزاع مسلح. وفقط للتاريخ اذكر بان الشويفات والجبل كانا معبرا للمقاومين والمناضلين ايام الاحتلال الاسرائيلي وان كان جار علينا بلحظة غفلة الجار فنحن نحمي الجار، هذه هي رسالتي الى الشويفات والضاحية والجبل وكل الناس، لكن علي ان اضيف امرا نحن ضاحية من بيروت، وفي بيروت جرح كبير وهي العاصمة وللجميع انها جريحة اليوم، بيروت رفيق الحريري وبيروت صديقي وحليفي سعد الحريري، بيروت ثورة الارز. وفي هذه اللحظة الاليمة وفوق الجراح قلتها في الماضي ونقولها اليوم ليس ثمة تناقض بين المشروع المقاوم لاسرائيل، وبين الاستقلال اللبناني". اضاف: "سنذهب الى الدوحة بكل رحابة صدر من اجل تثبيت رويدا رويدا مبدأ الدولة القوية في مواجهة اسرائيل ولكن في الوقت نفسه وعلى مراحل طبعا مبدأ حصرية السلاح بامرة الدولة اللبنانية وبالتحديد جيشنا الباسل الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي. لقد مر الجيش بظرف صعب جدا ونقدر له كل الجهود التي مر بها ولست هنا الا لنشكر الجيش ونساعده وقوى الامن الداخلي في تثبيت الامن، ولا سلاح الا سلاح الجيش ولاحقا في الحوار سنبحث بسلاح المقاومة وهو يعالج داخليا بالحوار. في المناطق تحديدا أكان في الشويفات او بيصور او عاليه وغيرها وحده الجيش يحمينا".

وتابع: "مجددا اقدم تعزيتي لعوائل الشهداء الذين فقدوا عزيزا وافرادا بالتعازي واتمنى ان لا يكون هناك اي شعور بالثأر او بالنصر، لم ننتصر على احد بل دافعنا عن انفسنا كانت سحابة صيف ونحن والضاحية نؤكد مجددا، بالرغم من الخلاف السياسي، على العيش المشترك وعندما اقول الجبل فإنما نعني بيصور والقماطية وكيفون وغيرها من المناطق فلنفتح صفحة جديدة، ويالمناسبة اذكر بأن "ابو الشهيد" هو ايضا رئيس بلدية الشويفات وقسم كبير من الضاحية وقرأت في احدى الصحف الانجازات التي قدمتها البلدية من حي السلم الى غيره، فإلى الامام من اجل ترميم الاضرار المادية، واعتقد بأن الحوار سينتج. وهنا في الشويفات نحن على تعاون مع الحزب الديموقراطي مع الامير طلال ارسلان كل له موقفه السياسي انما كما سبق وذكرت هذا الموقف يترجم بالحوار وحده الحوار".

 

النصر التاريخي الإيراني في لبنان... نعزي ونبارك ؟

داود البصري

عودة الحكومة اللبنانية عن قراراتها بشأن ضابط امن مطار بيروت, ومنظومة الاتصالات الخاصة بحزب خدا الايراني في لبنان هي هزيمة حقيقية لمشروع الحرية اللبنانية ونكوص حقيقي عن كل الامال والشعارات, كما انه انتصار حقيقي وستراتيجي ليس تكتيكيا ابدا لنظامي دمشق وطهران ولقوى الفاشية الدينية والمذهبية التي انتعشت ايما انتعاش بعد تلك الهزيمة المدوية لجماعة الموالاة والتي هي بكل المقاييس نصر حقيقي لقوى التمدد الطائفي الايرانية وهزيمة ساحقة لقوى الحرية ولكل الاطراف التي ترفع عقيرتها بالصراخ والصداع حول حقوق الانسان وحول قيم الحرية وحول ضرورة التخلص من انظمة الطغيان, والهزيمة في لبنان لا تشبه اي هزيمة اخرى في المنطقة لانها سيترتب عليها امور اخرى لعل من اهمها انتعاش المشروع الايراني في العراق ومساندة جواسيس نظام صدام السابقين الذين تحول بعضهم في طفرة وراثية لقادة وحكام في العراق الجديد ¯ القديم الذي لم تختلف احوال شعبه في الحاضر عن الماضي بل زادت معاناة وحسفا ومأساة, ولا يمكن باي منظار التقليل من قيمة النصر التاريخي لايران وجماعتها في لبنان لكونه لم يتأت صدفة ولم يكن وليد ضربة حظ بل جاء نتيجة لتخطيط ستراتيجي ايراني بعيد المدى نسجت خيوطه الاولى مع الاحتلال السوري للبنان, وتعززت قاعدته طيلة عقدين كاملين من التسليح والتمويل وبناء القواعد والمؤسسات والبنية التحتية حتى تحولت دولة حزب خدا لدولة حقيقية اقوى بمؤسساتها المالية والامنية والتعبوية من جميع مؤسسات الدولة اللبنانية, وتحول مطار بيروت ليكون قاعدة حقيقية للتمويل الستراتيجي والتعبوي وعمليات الحشد اللوجستية للاسلحة والقوات المدربة جيدا القادمة من ايران وعلى عينك يا تاجر وفي تحد واضح لكل الاطراف المحلية والاقليمية وحتى الدولية التي تقتل القتيل وتمشي في جنازته وتمارس نفاقا سخيفا سرعان ما فضحته الايام, لقد بات حزب خدا وحلفاؤه الطائفيون في حركة امل او عملاء النظام السوري من القوميين السوريين او اولئك المتذبذبين من الذين هددوا ذات يوم بضرب دمشق بالصواريخ ثم ارتضوا لانفسهم ان يكونوا اجراء لنظام صدام ! بات اليوم هو اللاعب الاقوى وهو الذي يتحكم بموازين الحرب والسلام وحتى بمواعيد قطف الرؤوس وانهاء الخصوم والسيطرة الكاملة على كل لبنان ولو ادى ذلك الفعل لعودة الحرب الاهلية التي تعني نهاية لبنان كبلد سيد وحر ومستقل!, لقد كسب الايرانيون الحرب وليس جولة من جولاتها وباتت خطواتهم القادمة هي المفتاح الحقيقي لادارة الصراع الاقليمي في المنطقة, وبات امن الاقليم يعتمد كليا على رأي طهران وقادتها ففي قولهم الفصل ومنهم تبدأ المبادرات وبهم تنتهي! واضحى الوجود الاميركي والغربي في المنطقة مجرد ديكور هش لتفاهمات اقليمية سرية يبدو انها في طور الانجاز تحت وابل القصف المدفعي المكثف من شعارات المقاومة والتحرير, ولا يسعنا بهذه المناسبة الا ان نبارك لقادة ايران ولعمائم المنطقة البغدادية الخضراء وللرفاق اتباع الولي الايراني الفقيه في لبنان وللرفاق في حركة امل ولكل ذئاب الفاشية الدينية والطائفية, وان نعزي الولايات المتحدة وحلفاءها بوفاة مشروعها التحريري المضحك الذي تحول لمهزلة حقيقية في المنطقة, كما نعزي الجامعة العربية التي تحولت لتاكسي الغرام للرسائل الايرانية, انه النصر الايراني العظيم... و(خدايا تا انقلاب مهدي .. خامنئي را نكهدار) اي حتى ظهور المهدي احفظ لنا الخامنئي... وليخسأ الخاسئون..!. 

* كاتب عراقي