المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 24 أيار/ 2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .27-22:15

لو لم آتِ وأُكَلِّمْهُم لَما كانَت عَليهِم خَطيئَة. ولكِن لا عُذْرَ لَهُمُ الآنَ مِن خَطيئَتِهم. مَن أَبغَضَني أَبغَضَ أَبي أَيضاً. لو لم أَعمَلْ بَينَهم تلكَ الأَعمالَ الَّتي لم يَعمَلْها أَحَد لَما كانَت علَيهم خَطيئَة أَمَّا الآنَ فقَد رأَوا وهُم معَ ذلك أَبغَضوني وأَبغَضوا أَبي أَيضاً. وما كانَ ذلك إِلاَّ لِتَتِمَّ الآيَةُ المَكتوبَةُ في شَريعتِهم وهي: أَبغَضوني بِلا سَبَب. ومَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي وأَنتُم أَيضاً تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء.

 

المعلم لم يذكر التنازلات الخطيرة »غير المتوقعة« والمغرية للأميركيين والأوروبيين

سورية توقف دعمها فلسطينيي غزة و»حزب الله« في لبنان وتنهي تدخلها في العراق مقابل استعادة »جولان ناقص«

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

اكد نائب في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي من بروكسل, اول من امس, ان تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن »ان ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي ابلغ الحكومة التركية الوسيطة بين دمشق وتل ابيب, استعداده لاعادة كل مرتفعات الجولان المحتلة حتى حدود العام 1967«, ليست »دقيقة« بل »ليست صحيحة, لأن المفاوضات الجارية في أنقرة بالواسطة منذ شهور عدة, لم تتوصل بعد الى حل شامل, بل مازال الأخذ والرد يدور حول ابقاء اسرائيل مناطق سياحية مهمة في تلك المرتفعات وعدداً من المستوطنات في يدها, مقابل السماح لاقتصاديين ومتمولين سوريين بالمشاركة في المشاريع السياحية برأس مال لا يتجاوز ال¯ 15 في المئة فيما ستبقى هناك مستوطنتان اسرائيليتان ولكن الاتفاق على استئجار الاراضي المبنيتين عليها لاجيال طويلة, الا ان مسألة المياه قد حسمت على ما يبدو«.

ونقل البرلمان الأوروبي ل¯ »السياسة« عن ديبلوماسي اسرائيلي في العاصمة البلجيكية قوله, »كيف يمكن تصديق وزير الخارجية السوري عندما يزعم أننا ابلغناه باستعدادنا للانسحاب الكلي من الجولان حتى حدود العام 1967 من دون أن يذكر ما ستقدمه سورية الينا في المقابل? ثم ان معظم زعماء اسرائيل يصرون على الاحتفاظ بجزء مهم من الجولان لاسباب امنية تتعلق بمستوطنات الجليل التي تشرف عليها جبال الجولان, وايضا لاسباب انسانية حيث هناك مئات العائلات اليهودية التي هاجرت خلال السنوات العشرين الماضية الى اسرائيل وجرى توطينها في المرتفعات, واخيرا لاسباب اقتصادية اذ ان المشاريع السياحية التي انشئت هناك خلال العقود الثلاثة الماضية من الزمن هي من انجح مشاريع الدولة وأكثرها دعما للخزينة العامة«.

وقال الديبلوماسي الاسرائيلي, »ان تصريحات المعلم ما هي الا للاستهلاكين المحلي السوري والاقليمي وقد قيلت لتبريد المفاوضات التي تم كشف النقاب عنها خلال الاشهر الماضية, والايحاء بأن نظام بشار الاسد سيستعيد كامل الجولان حتى حدود ,1967 دون ان تتطرق الى التنازلات السورية في المقابل, اذ اننا نحن المنتصرون في حرب 1967 فسيطرنا على الجولان, والمنتصر هو الذي يملي الشروط على المنهزم الذي هو النظام السوري السابق وامتداده الراهن«.

واكد النائب الاوروبي »ان معلومات الاتحاد (الاوروبي) تؤكد ان من بين شروط اسرائيل الاساسية مقابل ايجاد حل للجولان في المفاوضات ابعاد قادة حركة »فتح« و»الجهاد الاسلامي« من دمشق, وسحب عناصر »الجبهة الشعبية - القيادة العامة« و»فتح الانتفاضة« من الاراضي اللبنانية وابعاد قادتها ووقف شحن السلاح الايراني الى »حزب الله« والتخلي عن دعمه وفك ارتباطات سورية به, اضافة الى شروط اميركية نقلها المفاوض التركي الى السوريين مقابل السماح باجراء هذه المفاوضات التي كانت ادارة جورج بوش تمنع قيامها حتى اواخر فبراير الماضي, ومن بينها التوقف التام عن ارسال الارهابيين واسلحة واموال الى العراق, والامتناع الكامل عن التدخل في لبنان مع تنفيذ الخطوات التي يجمع عليها اللبنانيون مثل تبادل التمثيل الديبلوماسي وترسيم الحدود واعادة المسجونين اللبنانيين من المعتقلات السورية, وتسليم الحكومة اللبنانية وثيقة »لبنانية« مزارع شبعا.

واكد البرلماني ان المفاوضات الجارية في أنقرة بواسطة موظفين من الدرجة الثانية من سورية واسرائيل, »يمكن ان تتحول الى مفاوضات مباشرة لتوقيع اتفاق سلام بين وزيري خارجية البلدين قبل نهاية هذا العام, ثم يلتقي الاسد واولمرت لمهر توقيعهما على الاتفاق الذي سيشرع ابواب سورية امام الاسرائيليين امنيا واقتصاديا وتجاريا واجتماعيا, بشكل من المتوقع ان يكون اوسع من التعامل بين اسرائيل ومصر والاردن الموقعة بينها معاهدتا سلام منذ سنوات«.

وقال النائب الذي يمثل حلف شمال الاطلسي في مجلس النواب الاوروبي في ستراسبورغ ل¯ »السياسة« ان »عروض النظام السوري - حسب علمنا - التي اسالت لعاب اولمرت, فاقت بكثير توقعات اسرائيل وان اعلان هذا الاخير استعداده اعادة الجولان جاء استنادا الى التنازلات السورية غير المتوقعة, وان الاميركيين المطلعين من الاسرائيليين والاتراك على المفاوضات مع نظام الاسد اضطروا هذا الاسبوع بعد اطلاعهم على العروض السورية المغرية الى اعلان مباركتهم المفاوضات, وتوقيع معاهدة سلام بين البلدين من شأنها - اذا حسمت دمشق موقفها من حركتي حماس والجهاد وحزب الله - التوصل الى اتفاق سلام مواز مع الفلسطينيين لاقامة دولتهم التي وعد بها بوش قبل انتهاء ولايته في مطلع العام المقبل, على ان يتبع ذلك فك ارتباط نظام الاسد بالنظام الايراني في مراحل لاحقة

 

 

معلومات عن صيغة التشكيلة الحكومية المقبلة

علمت "المركزية" أن الحكومة الثلاثينية التي ستتوزع وفق التركيبة المتوافق عليها في اتفاق الدوحة بصيغة 16 للغالبية، 11 للمعارضة و3 لرئيس الجمهورية سيكون توزيعها الطائفي وفق الآتي: يحصل رئيس الجمهورية على 3 وزراء لم تحسم حتى الساعة نهائيا قضية توزيعهم التي في ضوئها تتظهر طبيعة توزيع حصة الفريقين الآخرين في وقت ترددت معلومات عن وزيرين مارونيين وآخر اما ارثوذكسي او كاثوليكي، وإما وزير ماروني ووزير ارثوذكسي ووزير كاثوليكي، علما انه بات شبه مؤكد ان حقيبة وزارة الداخلية احدى الحقائب السيادية الاربعة سيوليها الرئيس لمَن يرتأيه من وزرائه الثلاثة الى جانب احدى وزارات الخدمات التي تردد قد تكون انها وزارة العدل. أما وزراء الغالبية فيتوزعون كالآتي: 3 وزراء موارنة، وزير شيعي، 5 وزراء سنّة، وزير ارثوذكسي، وزير كاثوليكي، وزيران درزيان، وزير ارمني. ويقسم وزراء المعارضة كما يلي: 5 وزراء شيعة، وزير سني، وزيران مارونيان، وزير ارثوذكسي، وزير كاثوليكي، وزير درزي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 23 ايار 2008

البلد

توقف مراقبون عند اتصال السفير الإيراني أمس برئيس الحكومة "غير الشرعية" مهنئاً إياه بانجاز اتفاق الدوحة.

تردد ان المشاركين في مؤتمر الدوحة من السياسيين اللبنانيين حظوا بلفتة خاصة من أمير قطر قبل عودتهم الى لبنان.

لوحظ ان حملة ضد دولة عربية وسفيرها في لبنان مستمرة عبر وسائل عدة منها وسائل إعلامية سياسية

النهار

قال مصدر وزاري إن اعطاء المعارضة "الثلث المعطل" وإن لمرة واحدة سيكون اختباراً لنياتها في العرقلة او التسهيل.

حاولت قيادات مسيحية في الموالاة عند البحث في تقسيم الدوائر جعل مرشحين مسيحيين يفوزون بأصوات السنّة، فيما حاولت قيادات في المعارضة جعلهم يفوزون بأصوات الشيعة.

يبحث بعض النواب في صيغة بديلة من تعديل المادة 49 من الدستور لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية لتضمينها محضر جلسة الانتخاب.

السفير

نُقل عن البطريرك الماروني نصر الله صفير أنه سيفي بوعده الذي قطعه سابقاً، والقاضي باتخاذ موقف مهم بعد انتخاب رئيس الجمهورية.

وصلت تقارير إلى العديد من الدبلوماسيين في لبنان تتقاطع حول معلومات تؤكد حصول اتصالات على مستوى عال في الدمام أفضت إلى اتفاق الدوحة.

جرت اتصالات بالعديد من القيادات المسيحية تمنت التخفيف من مواقفها العالية اللهجة في هذه المرحلة وإلغاء مؤتمرات صحافية كانت قد أعلنت عنها.

أبلغ مرجع حكومي قطباً سياسياً أن انتخاب العماد سليمان لا يحتاج إلى مشروع حكومي لتعديل الدستور، لأن المجلس سيد نفسه.

المستقبل

عُلم ان حركة مصالحات بين القرى في الجبل ستنشط في الأيام المقبلة بعمل مشترك بين قطبين من الأكثرية و"المعارضة" ظلاّ على تواصل خلال الفترة السابقة.

ذُكر ان رئيس وفد حزبي بقي "صامداً" حيال تبادل الطرائف السياسية في طائرة العودة من قطر الى بيروت.

تعربُ اوساطٌ سياسية عدة عن مخاوفها من اغتيالات في ظل الاسترخاء السياسي الذي خلفه "اتفاق الدوحة" وتحذر من التراخي الأمني.

اللواء

وُضعت على نار خفيفة قضية معالجة التوتر في العلاقات العربية - العربية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة·

اعتبر قيادي بارز في الأكثرية أن نجاح مؤتمر الدوحة كان مرتبطاً بتجاوز عقدتين يقف وراء إحداهما رئيس تيار، ووراء الأخرى رئيس حزب·

لا يزال دبلوماسي أميركي يشدّد على "ثغرة كبيرة" في اتفاق الدوحة تتعلق بمسألتي الشراكة في السلطة والسلاح!·

 

حفل تسليم وتسلم لساحتي رياض الصلح والشهداء وزرع أرزة لبنان تعبيرا عن الوحدة الوطنية

وطنية - 23/5/2008 (سياسة) أقيم حفل تسليم وتسلم بعنوان "بالوحدة نبني الوطن" بين قوى المعارضة ومحافظ مدينة بيروت بالوكالة ناصيف قالوش ورئيس بلدية بيروت المهندس عبد المنعم العريس لساحتي رياض الصلح والشهداء والمنطقة الممتدة بينهما، في حضور النواب: علي بزي, وأمين شري, ونبيل نقولا, وممثلي لأحزاب المعارضة الوطنية اللبنانية, والحزب القومي السوري, وتيار "المردة", و"التنظيم الشعبي الناصري".

النائب شري

بعد النشيد الوطني، ألقى النائب شري كلمة قال فيها: "إننا اليوم نسلم هذه المواقع الى رئيس السلطة التنفيذية لمدينة بيروت ممثلة بمحافظ العاصمة بالوكالة ناصيف قالوش. نحتاج إلى وقت اضافي لاستكمال ما بدأناه لتجهيز المنطقة واعادة ترتيبها وتنسيقها اجمل مما كانت عليه, من خلال اعادة تزفيت الطرق واصلاح الاماكن العامة التي لحق بها الخراب والاضرار، وترميم الارصفة واعادة زرع الأزهار بكل الانواع والالوان، وتنظيف مجاري الصرف الصحي وتنظيم شبكات مياه الري المخصصة للاشجار والورود. إن لبنان العيش الواحد والمشاركة والتوافق سيعود كما كان".

النائب بزي

من جهته، تحدث النائب بزي فأشار إلى "أن رفع اعتصام المعارضة الوطنية اللبنانية في وسط بيروت التجاري تم بعد حصول الاتفاق اللبناني واقراره في قطر، والتوقيع عليه من جميع الأفرقاء". وأمل في أن "يعتصم الجميع بحبل الوحدة الوطنية, والاستقرار والسلم الاهلي والازدهار والامان، لأن هذا ما يريده اللبنانيون بكل فئاتهم وطوائفهم ومذاهبهم". ولفت إلى أن "ما حدث أخيرا أكد أن لبنان لا يستقيم الا بالتوافق والشراكة وتكريس صيغة العيش المشترك وتمتين اواصر الوحدة الوطنية الداخلية"، آملا في "ان يصار إلى إنجاز مفصل تاريخي آخر الاحد المقبل، بانتخاب المرشح التوافقي قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. وفي اليوم ذاته، تصادف ذكرى تحرير لبنان من رجس الاحتلال الاسرائيلي، وهي ذكرى عزيزة على قلوب اللبنانيين جميعا".

أضاف: "استطاع اللبنانيون، مرة جديدة، تحرير لبنان من الازمة السياسية الراهنة. وإننا في هذه المناسبة، نترحم على ارواح كل الشهداء الذين استشهدوا للبنان ووحدته وعزته وكرامته، وسقطوا من مختلف المناطق اللبنانيةن من الجنوب وبيروت والضاحية الجنوبية والبقاع والشمال وجبل لبنان. فلا بد ان نرسم معا ومن دون تسميات معارضة وموالاة، استقرارا سياسيا على قواعد الاتفاق والتفاهم والتوافق والشراكة والتعاون والتعاضد وتكريس السلم الاهلي وترسيخه. هذه ميزات لبنان، والأنموذج الذي ارتضاه اللبنانيون لحياتهم السياسية. كل منطق آخر سقط في لبنان، سقط منطق الفتنة والحرب الاهلية وسقط منطق الزواريب والاحياء والحارات، وما نريده هو خيمة واحدة ستظللنا جميعا، هي خيمة الوحدة الوطنية والعيش المشترك والتوافق والسيادة والاستقلال الحقيقي لكل اللبنانيين على مختلف مكوناتهم وانتماءاتهم ومناطقهم".

قالوش

كذلك تحدث قالوش فقال: "اليوم هو يوم فرح، ويوم استكمال فتح الطرق في كل الاراضي اللبنانية. اليوم فرح كبير لان هذه الطرق هي اساس لوحدتنا لنتواصل مع بعضنا البعض، وهي لكل اللبنانيين. وعندما تكون قلوبنا مع بعضنا تصبح ارادتنا واحدة، ولا تغلق لا طريق ولا ساحة. نتمنى ان يستمر هذا العمل لاننا كلنا أخوة ومصيرنا واحد، ومستقبلنا واحد، وقضيتنا واحدة".

أضاف: "أثبتت بيروت أنها قلب الوطن وضميره، وستبقى موحدة وكلمتها الاعلى، وستتعالى عن كل الاساءات، وكل ما قيل. وستعود كما ارادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ملتقى لكل اللبنانيين، من كل الاطياف والمناطق والطوائف. بالامس،أقيمت المظاهرة اجتماعية بكل معنى الكلمة في هذه المنطقة بالذات، وما شاهدناه بالامس يشير إلى أن لبنان للجميع، وان لبنان وطن محبة، وأن اللبنانيين يريدون ان يفتحوا صفحة جديدة. وكما قال النائب سعد الحريري، فإننا سنبني الوطن مع زملائنا، وسنحافظ على كل الساحات والاملاك العامة سويا لان هذا هو المطلوب منا".

وتابع: "لبنان هو شعب واحد، ومصير واحد. وعلينا اكمال الخطوة التي بدأناها جميعا من خلال ازالة كل الملصقات والاعلام والشعارات حتى يشعر الجميع بالفرح في العودة إلى هذه المنطقة العظيمة. وعلينا جميعنا أن ننسى ما جرى لنبدأ معا خطوة جديدة لاجل لبنان موحد للجميع".

النائب شري

وسلم النائب شري الملف إلى المحافظ قالوش وقال: "باسم الهيئة الشبابية للمعارضة الوطنية اللبنانية التي عملت على مسح الاضرار الموجودة في ساحتي رياض الصلح والشهداء، أقدم إليكم هذا المسح الموجود ضمن ملف ما قبل الاعتصام وما بعده, ونسلمه إلى محافظ بيروت ورئيس بلدية بيروت للاطلاع عليه. وبالنسبة إلينا كمعارضة وطنية نحن حريصون جدا على الوطن وعلى كل زهرة ووردة وحاجز وموقف سيارات وكل سنتمتر موجود في الوسط التجاري. لاننا نعتبر ان الوسط التجاري يعني كل اللبنانيين، ولا احتلال للوسط التجاري، انما كانت الحركة تعبيرية. إننا نؤكد ان الوسط التجاري تحرر، ولبنان تحرر من الاملاءات الخارجية على بعض الأفرقاء السياسيين في لبنان. نحن موجودون في هذا الوطن كأحرار وسياديين ومطالبين في حماية الاستقلال وصيانته، كما صناه في جنوب لبنان والبقاع الغربي، وكما سنصونه في اي قرار سياسي على كل ساحة الوطن اللبناني". وفي الختام، تعاون الحضور على زراعة شجرة في ساحة رياض الصلح اطلق عليها اسم شجرة ارزة لبنان تعبر بالاسم والمسمى والمضمون والشكل عن الوحدة الوطنية.

 

جعجع تسلم من القائم بالأعمال القطري دعوة رسمية لزيارة الدوحة واستقبل المنسق العام ل"قوى 14 اذار" وعميد "الكتلة الوطنية"

وطنية-23/5/2008(سياسة) إستقبل رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع في مقره في معراب القائم بالأعمال القطري في لبنان محمد بن حسن الجابر على مدار 60 دقيقة، بحضورمسوؤل العلاقات الخارجية جوزف نعمه. وقد نقل الجابر الى جعجع دعوة رسمية من الشيخ حمد لزيارة دولة قطر، كما أبلغه شكر رئيس مجلس وزراء قطر بإسم اللجنة الوزارية العربية على دور القوات اللبنانية الإيجابي في مؤتمر الدوحة. كما إلتقى جعجع المنسق العام لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد وعميد الكتلة الوطنية كارلوس اده بحضور مروان صقر. اثر اللقاء الذي استمر حوالى ثلاثين دقيقة تحدث سعيد فاشاد بنجاح مؤتمر الدوحة وقال" قصدت اليوم معراب لتهنئة الدكتور جعجع على مساهمته والقوات اللبنانية بطرح المواضيع الاساسية، ولاسيما علاقة الدولة اللبنانية بمسألة التنظيمات المسلحة وسلاح حزب الله، هذا العنوان الذي سيحكم الحياة السياسية المستقبلية مع احترامي لكل المواضيع التي طرحت والتي يحاول البعض ان يجعل منها انتصارات يمينا وشمالا من قانون انتخاب وشكل الحكومة ". واعلن سعيد ان هناك امرين قد تحققا في الدوحة هما :الانتخابات الرئاسية وهذا كان مطلب اساسي لدى المسيحيين منذ الفراغ الذي اصاب سدة الرئاسة واليوم لدينا مرشح جديد وهو ماروني بامتياز دعم من قبل فريق 14 آذار منذ اللحظة الاولى وقد استكمل هذا الدعم من خلال اتفاق الدوحة وسوف يتم انتخابه بعد 48 ساعة.

واضاف: اما الامر الثاني فهو مسألة وضع السلاح فهذا هو العنوان الاساسي ونحن نعول كل الامال على الدولة برئاسة العماد ميشال سليمان من اجل بسط سيادتها على كامل الاراضي اللبنانية خلال العهد الذي سيتولى به العماد سليمان سدة الرئاسة . وتابع:ان مسألة السلاح الذي استخدم في بيروت واطبق الطوق عليها واحتل الساحات نبذها اللبنانيون بالأمس حين نزلوا جميعا الى وسط بيروت للقول بأننا حررنا بيروت ممن كان يحكم الطوق عليها ويخنقها، مشددا على ان هذا العنوان هو الذي سيحكم علاقة كل التيارات السياسية مع بعضها البعض من جهة ومع حزب الله من جهة اخرى في المرحلة القادمة.

حوار

سئل: ما هي الضمانات التي حصلت عليها قوى 14 آذار لبحث مسألة السلاح بعد انتخاب الرئيس؟

اجاب: "منذ حوالي 10 ايام كان احدهم يقول اذا والده خرج من القبر وطرح موضوع السلاح فهو مستعد للوقوف في وجهه، فاليوم اصبح "موضوع السلاح" مطروح على الطاولة بضمانة عربية ودولية. واشار الى ان المعادلة سهلة جدا اذا اردنا ان يبقى لبنان يجب ان يكون السلاح فقط في ايدي الشرعية، اما اذا اردنا ازالة لبنان فيبقى السلاح فس ايدي حزب الله والتنظيمات المسلحة.

سئل: برأيك كيف ستكون صورة انتخابات 2009؟

اجاب: "تحت عنوان واحد: سلاح حزب الله وسوف تتم الانتخابات تحت هذا الامر اي ان المرشحين في جميع الدوائر مهما كانت التقسيمات، سينتخب اللبنانيون مع او ضد السلاح، مع تأخير طرح السلاح او مع بته فورا".

واكد سعيد على ان توجيه السلاح من قبل حزب الله الى الداخل اللبناني وضد المواطنين العزل احدث منعطفا حقيقيا للحياة السياسية اللبنانية. ورأى انه " صحيح ان قبل 7 ايار غير ما بعده".

وردا على سؤال حول ما يقال بان اتفاق الدوحة هو في اطار الهدنة التي تستمر شهرا او شهرين؟ قال: " من ذهب الى الدوحة وكان يعتبر نفسه منتصرا عسكريا لما كان قبل المشاركة بالمؤتمر والوصول الى تسوية، ولو كان يملك امكانية توظيف النصر العسكري بنصر سياسي. لأن كل الافرقاء في لبنان قد توصلوا الى قناعة انه لا يمكن وجود دولة ضمن دولة او جيشان او قراران او دولتان و...و... .

وتابع وقد توصلوا الى هذه القناعة بعد ان اكتشفوا الجريمة السياسية الكبرى التي ارتكبوها بحق نفسهم قبل ان يرتكبوها بحق اولاد بيروت واولاد الجبل .

سئل: البعض يعتبر ان اتفاق الدوحة ليس اتفاق اللا الغالب واللا مغلوب بل هناك فريق غلب الاخر؟

اجاب: ان لبنان هو المنتصر اي لبنان العيش المشترك ولبنان اتفاق الطائف ولبنان كما اراده فريق 14 آذار ولبنان العربي المتصالح مع محيطه العربي ولبنان الذي هو جزء لا يتجزأ من محيطه الدولي والذي يطالب بتنفيذ كل القرارات الدولية. ولفت الى ان كل ما يشاع حول الانتصارات يأتي من ضمن الحياة السياسية املا لو لم تصل هذه الاخيرة الى هذا الدرك او السخافة.

وشدد سعيد مجددا على ان النقطتين اللتين تم التطرق اليهما في الدوحة هما انتخاب رئيس للجمهورية بعد ان كانت تشن حربا ضد المسيحيين وللأسف كان هناك فريق مسيحي يساهم في هذه الحرب من اجل ان لا يبقى رئيس مسيحي للجمهورية هذا الامر انتزع في الدوحة. اما النقطة الثانية فكان طرح مسألة سلاح حزب الله الذي كان يقال عنه بأنه مقدس وفوق القانون.

 

الرئيس السنيورة ترأس جلسة وزارية عرضت التطورات ونتائج حوار الدوحة

وطنية - 23/5/2008 (سياسة) ترأس الرئيس السنيورة جلسة وزارية حضرها الوزراء: مروان حمادة، نائلة معوض، شارل رزق، سامي حداد، محمد الصفدي، جهاد أزعور، ميشال فرعون، خالد قباني، جو سركيس، أحمد فتفت، جان أوغاسبيان، نعمة طعمة، غازي العريضي، طارق متري، حسن السبع، إلى جانب أمين عام مجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي والمستشار محمد شطح. وتركز البحث حول آخر التطورات والمستجدات ولا سيما نتائج مؤتمرا لحوار الوطني الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة. وألقى الرئيس السنيورة خلال الجلسة كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم، ونحن على بعد خطوات من اللحظة التي ينتظرها الشعب اللبناني بفارغ الصبر، أي لحظة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد العماد ميشال سليمان، بعدما فرغ منصب الرئاسة الأولى، بقدرة التعطيل والتأخير والتنكيل بلبنان. نحن اليوم نلتقي للمرة الأخيرة، كجسم حكومي، لكي نمهد لتسليم الأمانة إلى مجلس النواب الكريم ورئيس البلاد الذي سينتخب يوم الأحد بتوفيق من الله، بعدما توافقنا واتفقنا والتقت دروبنا على مفترق اجتماع الدوحة المبارك، الذي أنتج اتفاقا وطنيا شاركنا فيه، وأردناه مخرجا من أزمتنا الوطنية، وأقبلنا عليه بكل قدرتنا من اجل إخراج لبنان من المأزق الذي وقع فيه. في المحصلة، إن همنا الوحيد كمسؤولين كان وما زال وسيبقى، هو النظر إلى عمق المصلحة الوطنية العليا لمواطنينا وللعائلات اللبنانية في لبنان وفي بلاد الاغتراب الذين يتشوقون للسلام والهدوء والعيش الكريم".

أضاف: "إذا كان البعض توقف أمام هذا الموضوع أو ذاك، أو إذا كان لدى بعض المواطنين أسئلة عن أسباب بعض المواقف أو التراجعات عن المواقف التي أقدمنا عليها في المدة الأخيرة، فإن جوابنا، هو أننا نظرنا إلى الأمام، إلى مصلحة شعبنا في العيش بسلام وأمان وازدهار، وكان خيارنا أن نفسح في المجال أمام التغيير والتجربة بالوسائل السلمية والديموقراطية. فالشعب اللبناني واع أكثر من أي شعب آخر، ويعرف مصلحته، ودلت انتفاضة الرابع عشر من آذار أن اللبنانيين يعرفون ما يريدونه وما الذي يدبر لهم ويحاك لمستقبلهم. اخترنا معا أن نكون أوفياء لمن أولانا المسؤولية، أي الشعب، عبر ممثليه نواب الأمة، وقد وفينا الوعد ولم نحد عن الدرب وحمينا الاستقلال حفاظا على النظام الديموقراطي وانتظام عمل المؤسسات، ومن اجل ترسيخ السلم الأهلي والعيش المشترك وحفظا للوطن مهما تألبت الظروف وصعبت الدروب والاحتمالات".

وتابع: "سمعت في اليومين الماضيين تحليلات وأقاويل وادعاءات متعددة في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية عن الرابح والخاسر من اتفاق الدوحة، وهل ربح هذا الفريق أو ذاك أم خسر هذا الطرف أم تلك الجهة؟. لكنني أريد أن أقول لكم إن كل ما سمعته ليس إلا عبارة عن نسيج في الهواء ربما كان المخطط يهدف إلى تدمير لبنان الكيان والنظام والوطن. نحن في اتفاقنا في الدوحة أحبطنا المؤامرة الكبرى التي استهدفت بقاء لبنان ومصير لبنان. الرابح، أيها الزملاء، من اتفاقنا في الدوحة هو لبنان. هو مستقبل لبنان ومستقبل اللبنانيين. الربح الكبير في اتفاق الدوحة هو أننا جميعا تنازلنا من اجل لبنان، وليس من اجل أي طرف أخر. ونحن ملتزمون هذا الاتفاق لأنه اتفاق بين اللبنانيين ومن اجلهم ومن اجل مستقبلهم. انظروا ما هي النتيجة بمجرد إعلان الاتفاق، عشرات الآلاف من اللبنانيين انطلقوا يحزمون الحقائب للتوجه إلى بلدهم الذي اشتاقوا إليه. انظروا ما هي نتيجة اتفاق الدوحة الذي نشدد على التزامنا به نصا وروحا. فمئات المستثمرين العرب والأجانب يعدون العدة للعودة بأموالهم إلى لبنان بعدما كانوا يبحثون عن مكان آمن. انظروا ما هي النتائج التي جنيناها من التنازلات المتبادلة، أولها كانت بداية عودة الثقة بلبنان بلد الإبداع والفرص والتألق بعدما كان سيتحول إلى بلد الضياع والضحايا والحرائق والرماد. هذا هو ما حققناه في الدوحة، وما نريد أن نحققه في المستقبل. هو باختصار أن يصبح لبنان بلدا يطيب العيش فيه، والتعلم فيه، والانتماء إليه. بلد تحترم فيه حريات وكرامات المواطنين وخياراتهم وقناعاتهم. بلد يشعر ويقتنع اللبنانيون باستقلالهم وسيادتهم وانتمائهم إلى منطقتهم العربية".

وقال: "كانت دربنا شاقة وطويلة، وهي أطول درب في عمر دروب الحكومات التي شهدها لبنان. لقد واجهتم مع بداية انطلاقتكم الإرهاب والإرهابيين الذين حاولوا اغتيال وزراء منكم، بعدما نجحوا في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. كما إن المجرمين ذاتهم قد نجحوا في النيل من زميل عزيز علينا لم تفارقنا ذكراه هو الشهيد الوزير بيار الجميل، كما استهدف المجرمون المواطنين الأبرياء في الشوارع والأزقة في العاصمة ومناطق متعددة، في عين علق وفردان والأشرفية وسن الفيل وغيرها من المناطق، لكنكم أيها الإخوة الزملاء صمدتم، ولم تتراجعوا أمام الإرهاب والإرهابيين. كان قراركم واضحا وملتزما وأكيدا وشجاعا. كما انه، كان منتجا ومفيدا وأمينا وصادقا. تصديتم للارهاب وللعدوان الإسرائيلي واعدتم بإطلاق اكبر ورشة لإعادة بناء ما تهدم وواجهتم اكبر مؤامرة أطلقها الإرهابيون في نهر البارد وضد لبنان واللبنانيين والإخوة الفلسطينيين الموجودون في لبنان إلى إن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم. أنجزتم ما عجز عنه غيركم، فتصديتم للعدو الإسرائيلي، وتوحد الشعب خلفكم في مقاومته، وأجبرتم إسرائيل على الانسحاب وفك الحصار والتراجع وانسحب المحتل، بعدما وضعتم في النقاط السبع أسس تحرير وعودة الأراضي المحتلة في مزارع شبعا".

أضاف: "هبت عليكم العواصف والأعاصير من كل حدب وصوب لإحباط قيام المحكمة ذات الطابع الدولي، لكنكم وقفتم وقاومتم من اجل الحقيقة ومن اجل حماية لبنان من الاغتيال والإرهاب، ولم تتراجعوا، وتمسكتم بالإجماع الوطني بقيام المحكمة، رغم كل التراجعات عن الإجماع والضغوط التي مورست عليكم وعلى البلاد. واجهت حكومتكم حكومة الإصلاح والنهوض - حكومة الاستقلال الثاني من الصعاب والتحديات ما لم تشهده أي حكومة قبلها في لبنان لجهة حجمها وتتابعها واستمرارها. لقد أنجزت هذه الحكومة ما لم تنجزه أي حكومة في إعادة بناء المؤسسات الأمنية، مما مكنها من الانتصار على الإرهابيين في نهر البارد وكشف جريمة عين علق وملاحقة فلولهم والحد من ضررهم ومحاصرتهم، إلا إن أهم ما أنجزته حكومتكم هو أنها أعادت إحياء وجود سياسة خارجية مستقلة وواضحة أمينة لتاريخ وانتماء لبنان العربي وفي الوقت ذاته، منسجمة مع تطلعات الشعب في الاستقلال واحترام الذات".

وتبع: "إن ابرز ما وضعته الحكومة على طاولة البحث والنقاش هو طرح السؤال الصريح عن مصير العلاقات اللبنانية مع الشقيقة سوريا من اجل مصلحة لبنان ومصلحة سوريا وتصويب علاقاتهما ومن اجل حل المشاكل المعلقة في تحديد الحدود والعلاقات بين بلدين جارين وشقيقين واخوين من اجل مصلحتهما ومصلحة الأمة العربية والشعبين اللبناني والسوري. لقد نجحنا في كثير من المحطات الأخرى، وعلى وجه الخصوص على الصعيد الاقتصادي، رغم كل العثرات والعقبات، ونجحنا في عقد مؤتمر باريس 3، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والنقدي، وعلى مستوى عيش اللبنانيين، رغم التحديات العالمية التي تعانيها كل دول العالم، وسيستمر مؤتمر باريس 3 بما يحمله من منافع وتوجيهات انبثقت عن قناعات اللبنانيين في رسم معالم سياستنا الاقتصادية والمالية".

وختم: "عملي معكم كان شرفا لي وتجربة من أفضل تجارب عمري أعلقها على صدري وصدركم وساما منحتنا إياه ثقة الشعب اللبناني. لقد كنتم خير من حمل الثقة والأمانة وسلمها إلى أصحابها ليبقى لبنان بلدا حرا وسيدا ومستقلا".

يشار الى ان الجلسة مازالت مستمرة.

 

سولانا يمثل الاتحاد الاوروبي في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية

وطنية - 23/5/2008 (سياسة) اعلن الاتحاد الاوروبي في بيان اليوم، "ان الاتحاد سيتمثل في جلسة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية، بالممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية المشتركة خافيير سولانا وبرئيس بعثة المفوضية الاوروبية في لبنان السفير باتريك لوران. وسيلتقي سولانا الصحافيين يوم الاحد بين الساعة العاشرة والعاشرة والنصف صباحا في مركز اقامته في فندق فينيسيا".

 

حزب الاحرار: نجاح اتفاق الدوحة يتوقف على الالتزام به بصدق ومبدأ "لا غالب ولا مغلوب" لا يصح إلا عبر نهوض الدولة بمؤسساتها

وطنية - 23/5/2008 (سياسة) عقد المجلس الاعلى لحزب الوطنيين الاحرار اجتماعه الاسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الاعضاء. بعد الاجتماع أصدر المجتمعون البيان الآتي: "نرحب باتفاق الدوحة، الذي جاء ثمرة جهود عربية مشكورة ونتيجة تنازلات متبادلة من قبل فريقي الموالاة والمعارضة، وسيلة لوقف الانزلاق في الحرب الاهلية بعد الاجتياح الانقلابي، وكمدخل لولوج المؤسسات بديلا من تحكيم الشارع وادواته، وكتثبيت خيار السلم الاهلي والعيش المشترك والمشاركة المتوازنة والحوار بعيدا عن اللجوء الى العنف لتغيير موازين القوى، وعن الرغبة في إحلال هيمنة طرف داخلي بالسلاح محل الهيمنة الخارجية المرفوضة وعليه نبدي الملاحظات الآتية:

1- لا يخلو الاتفاق شأنه شأن اكثر الاتفاقات ان لم نقل كلها، من الثغرات، وليس هو في منأى عن التفسيرات التي تخدم مصلحة فريق دون آخر. لذا يتوقف نجاحه على التزامه بصدق وفي ظل رعاية جامعة الدول العربية ومواكبة من الاسرة الدولية.

2- لا تصح صيغة "لا غالب ولا مغلوب" الا اذا ادى تطبيق الاتفاق الى نهوض الدولة بدستورها وقوانينها ومؤسساتها، كونها الضامن الوحيد لكل مكونات المجتمع التعددي، والحافظ كرامتها وحقوقها. من هنا التشديد على المبادئ الواردة في الطائف لهذه الجهة، وخصوصا حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم وبسط سلطة القانون على كامل تراب الوطن، فلا تبقى مناطق مقفلة ممنوعة على الاجهزة الرسمية او مرتعا للخارجين على القانون وملجأ لهم، ولا مربعات امنية ولا سلاح غير السلاح الشرعي.

3- لن تستقيم امور الوطن، ونكررها مرة جديدة، وتستقر اوضاعه إلا في ظل تطبيق كل بنود هذا الاتفاق والذي يشكل "اتفاق الفينيسيا" جزءا لا يتجزأ منه، وفي مقدمها إسراع رئيس الجمهورية العتيد في رعاية الحوار حول المسائل الخلافية، وفي مقدمها السلاح بعد ان اكدت الاحداث ما كنا نعبر عنه من هواجس ومخاوف بالنسبة الى استدارته الى الداخل لأهداف داخلية واقليمية. ومن البديهي التجاوب التام مع الشرعية الدولية والعمل الدؤوب لتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الامن ايا تكن وسائل التطبيق مع اننا نفضل التفاهم للتوصل الى آلية تطبيق لبنانية صرف تعلي شأن الوحدة الوطنية وتعمقها.

4- كنا نفضل ان يصار الى تعديل الدستور لتأمين انتخاب قائد الجيش، المرشح التوافقي، رئيسا للجمهورية، وذلك لاعتبارات قانونية بحت تتفوق على ما عداها من اطروحات وخيارات وذرائع يتم تداولها. ونؤكد مجددا مطالبتنا باحترام الدستور والقوانين وعدم السعي الى تهميشها او الالتفاف عليها او الاحتكام اليها غب الطلب. ونأمل في ألا يعيد التاريخ، بأحداثه الضاغطة وظروفه الاستثنائية نفسه، فنكرس في شكل دائم الخيار المدني والتنافس السياسي والتحصن وراء الدستور لا التلطي وراء اي اعتبار لإفراغه من مضامينه. واننا نضع هذه الامنية المبدأ امانة في يد الرئيس الجديد المؤتمن اساسا على الدستور والذي يؤدي القسم بالله على احترامه.

5- نهنئ سلفا رئيس الجمهورية التوافقي ونتمنى له التوفيق ونعلق آمالا كبيرة عليه وعلى عهده لألف سبب وسبب: من رهان قيام الدولة واعادة التوازن والمشاركة تثبيتا لدور لبنان ورسالته الى مواجهة التحديات المعروفة والتي سبقت الاشارة الى بعضها، ومنها ما يتعلق بإشكالية العلاقات اللبنانية - السورية، انطلاقا من قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومن النقاط السبع وخلاصات طاولة الحوار، وصولا الى تطبيق اللامركزية وتحقيق الانماء المتوازن ومعالجة الازمات الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة. الا اننا نعلن انه لن يكون من السهل عليه النجاح ما دامت التدخلات الخارجية قائمة على قدم وساق. ومطلوب من اللبنانيين الانكباب على درس صيغة حياد وطنهم توفق بين التزام القضايا العربية المحقة وبين منع التدخل الخارجي في شؤون لبنان الداخلي.

6- نتقدم بالشكر من دولة قطر التي استضافت اللقاء اللبناني ومن اعضاء اللجنة الوزارية العربية، والى الدول الشقيقة والصديقة التي عضدت الجهود الجبارة لتقريب وجهات نظر الافرقاء اللبنانيين، ونخص بالذكر امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي عمل طوال عشرين شهرا بصبر واندفاع لمساعدة لبنان على الخروج من المأزق. ونتمنى ان يكون الاتفاق ايذانا بصيف واعد حار بالضيافة وبتدفق اللبنانيين غير المقيمين والضيوف والمصطافين.

اخيرا نوجه تحية إكبار وإعجاب الى صاحب الغبطة والنيافة مار نصرالله بطرس صفير الذي ما زال يجوب بقاع الارض راعيا ومبشرا بالسلام والمحبة والعيش المشترك ومدافعا عن الثوابت الوطنية التي تعود بالخير على جميع اللبنانيين من دون استثناء".

 

الشيخ قاسم:المطالبة باستمرارالمقاومة ليست من اجل حصص وزارية او نيابية وهي مشروع دفاعي عن سيادة لبنان وسد كبير في مواجهة المشروع الإسرائيلي/اتفاق الدوحة انجاز مهم للجميع ومحطة أساسية طوت مرحلة صعبة ومعقدة

وطنية - 23/5/2008 (سياسة) أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في حديث الى اذاعة "النور"، "أننا عندما نطالب باستمرار المقاومة لا نريد استمرارها من أجل حصص في تركيبة الوزارة أو الحكومة أو المجلس النيابي، وقلنا هذا الأمر علنا، حتى عندما طالبنا بالمشاركة والثلث الضامن لم نكن ننظر إلى عدد الوزراء والصلاحيات التي يمتلكونها بخصوص وزاراتهم، وإنما كنا ننظر إلى القرار السياسي الذي يحمي البلد والذي يحتاج إلى قرار للثلثين". ولفت الى أن "المطلوب هو أن يكون كل الأطراف الفاعلين في البلد مشاركين في أي قرار له علاقة بتغيير وجهة النظر في كيفية التعاطي مع المشروع الإسرائيلي أو مع المشاريع التي تخطط للبنان".

وشدد على ان "المقاومة بالنسبة إلينا هي مشروع دفاعي عن سيادة لبنان، وأن هذه المقاومة فتحت أفقا كبيرا أمام وضع سد كبير في مواجهة المشروع الإسرائيلي، وشكلت إعاقة له، إضافة الى استنهاضها للوضع الفلسطيني مجددا، بحيث انطلقت الانتفاضة الفلسطينية المسلحة بعد أشهر عدة من التحرير في أيار عام 2000".

وقال: "لا يمكن فصل التحرير الذي حصل عام 2000 عن الانتصار الذي حصل في تموز عام 2006، فالتحرير عام 2000 هو محطة تأسيسية ليس فقط لانتصار تموز وإنما أيضا لانتفاضة فلسطين المسلحة، وأيضا بداية لانهيار المشروع الإسرائيلي في المنطقة، وأبرز هذا التحرير عدم قدرة إسرائيل على الاحتفاظ بأرض محتلة عندما تكون فيها مقاومة فاعلة، إضافة إلى ذلك هذه المقاومة الإسلامية الفاعلة استمرت في الاستعداد والتجهيز من أجل أن تنتقل من حال التحرير إلى حال الدفاع، أي أن التحرير أنجز إخراج الإسرائيلي والدفاع ينجز منع الإسرائيلي من العودة أو تحقيق أهداف جديدة توسعية بالنسبة إليه، وهنا الإسرائيلي وقع في المشكلة، وهو إنما خرج تحت ضربات المقاومة ليستعد مجددا من أجل إبطال مفعول هذه المقاومة، حتى إذا أراد في يوم من الأيام أن يعود لاستخدام الساحة اللبنانية كساحة سياسية أو ميدانية، سواء لأغراضه السياسية أو لتوطين الفلسطينيين يكون عندها قادرا على فرض شروطه مع عدم وجود المقاومة، وهو ظن أنه بانسحابه وهروبه أمام المقاومين سيبطل الذرائع عن المقاومة عندها تتلاشى هذه المقاومة فتمارس عليها ضغوط لإنهائها فيكون قد ارتاح بطريقة الانسحاب، لكن الذي حصل ان انسحابه لم يتلازم مع إيقاف المقاومة، إنما استمرت هذه المقاومة بالإعداد والاستعداد تحت عنوان تعزيز القدرة الدفاعية".

واضاف: "بعد مرور ستة اعوام وجد الإسرائيلي أنه أمام قوة متنامية على حدوده المحتلة، فقرر أن يواجه هذه القوة المتنامية لأنه إذا صبر أكثر سيكون نموها أكبر، وعندها لن يكون قادرا على إسقاطها، ففكرت إسرائيل أن هذه اللحظة التاريخية وهذه الذريعة التي اسمها "أسر الجنديين" قد تكون مساعدة على تعديل موازين القوى وجاءت في لحظة تاريخية منسجمة مع مطلب أمريكي للعبور من بوابة لبنان إلى الشرق الأوسط الجديد، فكان أن تلاقت المصلحة الإسرائيلية مع المصلحة الأميركية في ضرب المقاومة وإنهاء وجودها فكان عدوان تموز. هذا العدوان هو من نتائج التحرير وليس معزولا عنه، لأن التحرير أنجز تقوية للمقاومة وإضعافا لإسرائيل".

وحذر من "أننا أمام مشروع إسرائيلي خطر وأمام مشروع توسعي، وعليه لا يجوز أن نتعامل مع هذا المشروع أنه انتهى". وقال: "نعم سددت اليه ضربات قاسية، ولكن علينا أن نواصل العمل والجهاد لأن المطلوب كثير والمؤامرة كبيرة جدا، وبالتالي نحن نراها ونسمع عنها كل يوم ، ويأتي بوش لينذر في اتجاه إسرائيل كل يوم، ونسمع الحشد الدولي الذي يؤيد حق إسرائيل في أن تكون معتدية غصبا عن العرب وموجودة في قلبها من دون أن يرف لهم أي جفن للأطفال والنساء والشيوخ والآلام والمجازر. إذا نحن أمام تحد كبير جدا إذا لم نكن مؤهلين لنخوض مشروع المقاومة بكل أبعاده فهذا يعني أننا سنسقط. لكن إذا استطعنا أن نتابع هذا المشروع فهذا يعني أن النجاح الذي تحقق في أيار سنة 2000 وفي تموز 2006 يملك القابلية ليتحقق في أشهر أخرى وفي سنوات أخرى".

واضاف: "إذا صددنا المشروع الإسرائيلي ومنعناه من التحقق استطعنا أن نحصل على استقلالنا وسيادتنا في لبنان وأن نبني بلدنا كما نريد مع من يكون في بلدنا من القوى المختلفة، لكن إذا سيطروا علينا من خلال المشروع الأميركي، أو بالواسطة من خلال المشروع الإسرائيلي، فهذا يعني أنه لن يكون لنا قرار في لبنان وسنخسر بلدنا". وعن الأحداث الأخيرة، قال: "صحيح أن البعض حاول أن يعطيها أبعادا مذهبية، وهذا جزء من التحريض وإعطاء الصورة غير الواقعية، ليس هناك خلاف بين السنة والشيعة في ما حصل، ولم نواجه من موقعنا الشيعي ولم يكن الذي نواجهه من موقعه السني، فكنا في المواجهة مقاومة فيها كل الأطياف، وفي المقابل كان هناك تيار سياسي ومعه جهات سياسية أخرى تواليه في الاتجاه، ولم يكن للعنوان المذهبي أي محل لا في خطابنا ولا في النتائج".

ووصف اتفاق الدوحة ب"الإنجاز المهم للبنانيين جميعا، وهو محطة أساسية طوت هذه المرحلة الصعبة والمعقدة التي استمرت أكثر من عام ونصف عام، وبالتالي اتفاق الدوحة هو اتفاق بين أطراف لم يكونوا يجدون قواسم مشتركة كافية فوجدوا أنه خلال أيام استطاعوا أن يحققوا هذه القواسم المشتركة التي كنا نتمنى أن نحققها قبل سنة لأن الأمور لم تتغير، والقواسم المشتركة في ما يتعلق بالاتفاق على قانون الانتخابات والعمل لحكومة وحدة وطنية، وكذلك انتخاب رئيس جمهورية توافقي. هذه هي القواسم المشتركة".

وعن التدخل الأميركي، قال: "أميركا في وضع ضعيف وتحاول أن تتجاوز مشاكلها في المنطقة بأقل قدر من الخسائر وبنوع من التجميد، وفي لبنان بذلوا كل ما يستطيعون من مجلس الأمن من الحرب الإسرائيلية على لبنان، إلى الضغط على فريق السلطة، إلى التحريض، إلى التدخل في التفاصيل اليومية لحياتنا السياسية وفشلوا، وعندما وصلنا إلى هذه المرحلة في اتفاق الدوحة كان الأميركي أمام طريق مسدود ولم يكن في إمكانه أن يشترط وأن يضع حدودا"، موضحا أن "الأمريكي أعلن مرارا وتكرارا أنه لا يقبل بالثلث الضامن للمعارضة وحصلت المعارضة الآن عليه وبموافقة الموالاة بصرف النظر عن التبرير الذي ستعطيه الموالاة، هذا يعني أن هناك تطورات جعلت الفريقين يتفقان على هذا الحل".

وعن تركيبة الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية، قال: "نحن أمام مجموعة من الخطوات الإيجابية التي يفترض أن تفتح الآفاق لمعالجة أي ثغرة يمكن أن تواجهنا، الخطوة الإيجابية الأولى كانت اتفاق الدوحة، والخطوة الإيجابية الثانية رفع الاعتصام، والخطوة الإيجابية الثالثة والمرحب بها هي خطوة انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي الذي سيساعد في أن يجعل عجلة التركيبة الدستورية وإدارة الوضع في البلد يسير في اتجاه سد الفراغات التي حصلت، ووضع الأسس للمرحلة الجديدة، بعدها سيكون تشكيل الحكومة. بالتأكيد في تشكيل الحكومة هناك نقاش له علاقة بتوزيع الحقائب ونقاش آخر له علاقة بالبيان الوزاري، أتوقع أن تجد هذه التفاصيل حلولا لها، حتى ولو حصل بعض الخلاف أو بعض التجاذب بين بعض وجهات النظر، إذا تعاملت المعارضة والموالاة بطريقة إيجابية مع هذه النتائج الإيجابية التي بدأت باتفاق الدوحة ففي استطاعتنا أن نتجاوز هذه المرحلة وأن نجد حلولا، لا مشكلة في تشكيلة الوزارة إلا ولها حل. وحتى رئاسة الحكومة سيكون لها حل، ففي النهاية هناك خيارات لها وضع قانوني يجب أن نحترمه جميعا حتى لو كان البعض تعجبه أو لا تعجبه بعض التفاصيل، وكذلك هناك توزيع لا بد أن نراعي فيه توزيع الحقائب السيادية ومطالب الأطراف المختلفين في طريقة يأخذ هذا الفريق شيئا والفريق الآخر يأخذ شيئا آخرا، أتصور أننا كمعارضة سنناقش الأمور بروحية إيجابية للمعالجة"، متمنيا أن "تكون هذه الصورة نفسها عند الموالاة".

 

الرئيس الجميل تسلم من الجابر رسالة من وزير الخارجية القطري

وطنية-22/5/2008 (سياسة)استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا اليوم القائم بالأعمال القطري في لبنان محمد حسن الجابر الذي سلمه رسالة من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، تتضمن التهنئة بنتائج الحوار الوطني الذي انعقد في الدوحة، كما أشاد بالجهود التي بذلها القادة اللبنانيون من أجل إنجاح هذا الاتفاق.

 

الكتائب:الانتخاب الاحد يعيد للمسيحيين للموقع الاول في الدولة ويشكل المدخل الاساسي لاستعادة المؤسسات الدستورية دورها الوطني

وطنية - 23/5/2008 (سياسة) عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعا استثنائيا مساء أمس في دارة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل في بكفيا وبرئاسته، خصص للبحث في نتائج مؤتمر الحوار الوطني اللبناني في الدوحة الذي عقد بين 16 و21 الحالي.

وأشار بيان اصدره الحزب على الاثر، "ان المكتب السياسي استمع على مدى ثلاث ساعات إلى تقرير مفصل قدمه رئيس الحزب وأعضاء الوفد عما سبق وما رافق وما انتهى إليه المؤتمر، بالإضافة إلى الجهود الجبارة التي بذلها مضيف المؤتمر والأمين العام للجامعة العربية وأعضاء اللجنة الوزارية العربية منذ أن بدأت مهمتها في بيروت قبل يومين على انعقاد المؤتمر".

وسجل المكتب السياسي الملاحظات الآتية:

"أولا: ان حزب الكتائب اللبنانية يوجه عميق شكره وامتنانه للدور الأخوي الذي قام به سمو امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس اللجنة العربية رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء خارجية الدول العربية الثمانية اعضاء اللجنة على ما خصصوا به لبنان من وقت وبذلوه من جهود جبارة امتدت على مدى ثمانية ايام متواصلة بدءا من زيارتهم الى بيروت في 14 الحالي وحتى انتهاء اعمال المؤتمر في 21 منه، وكل ذلك من اجل تذليل العقبات وايجاد الحلول للازمة القائمة في لبنان على مدى الاشهر الماضية والتوصل الى ما تم التوصل اليه من اتفاق، عدا عن الحفاوة التي لقيها المؤتمرون في الدوحة.

ثانيا: ان حزب الكتائب اللبنانية يرحب بالاتفاق الذي تم التوصل اليه لانتخاب المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية قائد الجيش العماد ميشال سليمان والذي يجسد انتخابه يوم الاحد المقبل استعادة المسيحيين للموقع الاول في الدولة وهو رمز الوطن وحامي الدستور، وهو يعتبر ان هذا الانتخاب يشكل المدخل الاساسي لاستعادة المؤسسات الدستورية لدورها الوطني وممارسة سلطاتها كاملة بدءا بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية على الاساس الذي تم التوافق عليه والتعاون مع المجلس النيابي للقيام بدوره الوطني وصولا الى اقرار قانون الانتخاب الجديد الذي يوفر التمثيل الصحيح ويؤمن التوازن المطلوب بعد تضمينه البنود الاصلاحية التي جاءت في مشروع اللجنة الوطنية لاعداد قانون الانتخاب.

ثالثا: ان حزب الكتائب اللبنانية يثمن غاليا ما تضمنه اتفاق الدوحة لجهة "خطر اللجوء إلى استخدام السلاح أو العنف أو الإحتكام اليه وتحت أي ظرف كان، وحصر السلطة الأمنية والعسكرية على اللبنانيين والمقيمين بيد الدولة اللبنانية وتطبيق القانون واحترام سيادة الدولة في كافة المناطق اللبنانية بحيث لا يكون هناك مناطق يلوذ اليها الفارون من وجه العدالة وتقديم كل من يرتكب جرائم أو مخالفات للقضاء اللبناني.

رابعا: ان حزب الكتائب يؤكد على ما أقر في اتفاق الدوحة لجهة حتمية استئناف الحوار في شأن تعزيز سلطات الدولة على كافة اراضيها برئاسة رئيس الجمهورية العتيد فور انتخابه وبمشاركة الجامعة العربية". وختم: "ان حزب الكتائب اللبنانية يدعو الكتائبيين واللبنانيين الى مشاركته التفاؤل بالمستقبل على خلفية اننا توجهنا الى الدوحة بفراغ وتعطيل لبعض المؤسسات الدستورية وعدنا منها بعزم وقرار لبنانيين لإحيائها".

 

الحكومة اليونانية رحبت باتفاق الدوحة وأكدت استمرار دعم الاستقرار في لبنان

وطنية-23/5/2008(سياسة) أوضحت سفارة اليونان في بيروت في بيان اليوم، أن "الحكومة اليونانية رحبت باتفاق الدوحة الذي تم التوصل اليه بفضل الوساطة الناجحة والجهود التي قامت بها جامعة الدول العربية وحكومة قطر والذي ينص على انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فورا، ووقف استخدام الاسلحة في الصراعات السياسية، والحفاظ على سلامة المواطن وأمنه من قبل الجيش اللبناني وتعديل قانون الانتخابات". ولفت البيان إلى أن "اليونان التي تربطها علاقات تاريخية قوية وعلاقات صداقة وتعاون مع لبنان، ترحب بمناخ التوافق والوحدة الوطنية الذي نتج عن هذا الاتفاق، مهنئة "كل الاحزاب السياسية اللبنانية داعية إياهم الى تنفيذ الاتفاق والثقة بالمؤسسات الديموقراطية". وأكد البيان أن "اليونان التي تشارك في قوة "اليونيفيل" البحرية الدولية، ستواصل دعم السلام وسيادة الدول وسلامتها الاقليمية والاستقرار فى البلد الصديق لبنان".

 

النائب زهرا: التنازلات كانت لمصلحة كل الوطن وليس من فريق الى فريق آخر

تحفظنا هو على الآلية المعتمدة لانتخاب الرئيس وليس على العماد سليمان

لنا ملء الثقة بأنه سيبذل اقصى ما يمكن من جهد لتحقيق مشروع بناء الوطن

وطنية - 23/5/2008 (سياسة) رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، في مداخلة على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال "ال بي سي"، "انه كان لدينا موقف في كل نقطة وردت في اتفاق الدوحة، وباختصار فإن انتخاب رئيس الجمهورية وعلاقات الدولة بالتنظيمات على ارضها، والامن وانهاء المناطق المغلقة على الدولة، ووضع السلاح على الطاولة بشكل جدي ونهائي، هي مكاسب نفتخر بأننا استطعنا الوصول اليها في هذا الاتفاق".

وقال: "اريد ان اعيد القول ان الدكتور سمير جعجع اعلن بعد حفل توقيع هذا الاتفاق والجلسة النهائية "ان كل تسوية لا يمكن ان تحمل او تحقق طموحات وآمال كل الفرقاء"، وارغب بأن أؤكد ان التنازلات التي حصلت هي لمصلحة كل الوطن وليس التنازلات من فريق لفريق آخر. واود ان أؤكد ان التحفظ الذي سجل - بكل وضوح وصراحة - هو تحفظ على الآلية الدستورية التي قد تعتمد لانتخاب العماد سليمان".

واضاف: "ان تأييدنا لترشيح العماد ميشال سليمان لا يرقى اليه اي شك، هذا الموضوع ناقشناه عند طرح الترشيح من ستة اشهر - وموقفنا واضح - وهو اننا مع هذا المرشح التوافقي، ولنا ملء الثقة انه سيبذل اقصى ما يمكن من جهد - بشخصيته المتوازنة - لتحقيق مشروع بناء الوطن الذي ينطلق بانتخاب رئيس للجمهورية واعادة التوازن انطلاقا من الموقع الاول في الدولة، وتحفظنا هو حول وجوب احترام الدستور بكل المراحل وكل الظروف، وتحفظنا هو على هذا الموضوع فقط".

وعن المدى الذي سيصل اليه التحفظ خصوصا بعد اعلان النائب بطرس حرب انه سيقترع بورقة بيضاء. قال النائب زهرا "انه يحسد الشيخ بطرس، الذي يستطيع ان يأخذ قراره وحده ويعلنه في اللحظة التي يرتئيها، اما نحن فقرارنا ديموقراطي يجري التداول به داخل القوات اللبنانية، والدكتور جعجع وانا وصلنا ليل امس - ولم يتسن لنا بعد ان نجتمع ككتلة نيابية ونتداول ونأخذ القرار ديموقراطيا".

وأمل "ان تكون المرحلة الجديدة ثابتة وطويلة الامد وتأسيسية لمشروع الدولة التي تستوعب كل الطموحات - التي لا علاقة لها بالدولة - وانا اقول اننا سنتداول بالموقف بين اليوم والغد، واذا كان القرار ورقة بيضاء او انتخاب فلن يكون اطلاقا سببا لأي تراجع لا بالثقة ولا بالعلاقة مع فخامة الرئيس المقبل، المهم ان يحترم الناس الديموقراطية والمنطق الديموقراطي، وبرأي يجب ان تستحق القوات اللبنانية - والدكتور جعجع شخصيا - من العماد سليمان ومن كل اللبنانيين ومن كل الساعين في لبنان والعالم - الى احترام الديموقراطية والدساتير - يجب ان تستحق كل احترام على هذا الموقف المتمسك بالاصول الديموقراطية، وهو ليس موقفا معرقلا لانتخاب العماد سليمان نهار الاحد المقبل".

وحول ما تردد عن عدم سماح الرئيس نبيه بري لوزراء الحكومة بالجلوس في المقاعد المخصصة لهم في جلسة الانتخاب، رأى النائب زهرا "ان اللحظة صارت مناسبة كي يتم التراجع عن هذا التعنت في الموقف، فهذه الحكومة التي يعتبرونها (غير دستورية وغير شرعية وغير ميثاقية) ادارت بأعلى قدر ممكن من الحكمة والدراية والصلابة الوضع على مدى سنة ونصف، وهي استطاعت ان تمرر المحكمة ذات الطابع الدولي، واستطاعت ان تستوعب كل الصدمات والهجومات التي تعرضت لها - وهنا اوجه تحية من القلب الى الرئيس السنيورة وكل وزير في حكومته - الذين كانوا يتحملون الخطر الامني والتهجم الشخصي ومحاولات التخوين كل هذه الفترة، وانا برأي ليس مقبولا ان لا تحضر الحكومة جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأنها ستستقيل حكما وفورا بعد هذه الجلسة، وهي لن تذهب كي تمارس دورها كحكومة او لتستفز احدا، بل هي ذاهبة لتقول : "لقد حملت الامانة وحافظت على الوطن رغم كل ما جرى، وحافظت على المؤسسات الدستورية، فتفضلوا بممارسة مهماتكم ايها اللبنانيون".

وعن من ستسمي القوات لرئاسة الحكومة المقبلة قال زهرا "ان الامر سيكون موضوع تشاور مع حلفائنا في 14 آذار، ومعروف ان هناك اسمين متداولين هما: النائب سعد الحريري والاستاذ فؤاد السنيورة، ومن نتوافق عليه في 14 آذار سنسميه لرئاسة الحكومة المقبلة".

واكد "ان حصة القوات هي في قيام حكومة متوازنة ومستعدة للعمل، وسيتم التشاور حول هذا الامر، ولا اذيع سرا اذا قلت ان موضوع الاسماء وتوزيع الحقائب لم يتم التداول به حتى الآن، واية تسريبة من اية وسيلة اعلامية او شخصية سياسية هي محاولة استباق الامور ومحاولة - ضرب في المجهول - لأنه لم يتم التداول بالأسماء او الحقائب او الحصص الحزبية والسياسية حتى اللحظة، وطبعا، طبعا، طبعا، لن يكون هناك اي اشكالية في علاقتنا مع قوى 14 آذار حول حصصنا في ال 16 وزيرا - حصة الاكثرية".

وحول التبدل في التحالفات السياسية بعد اتفاق الدوحة رأى النائب زهرا "اننا قد نشهد بعض التبدلات، وهناك اطراف استعملت وتم رميها في اللحظة الاخيرة، وهي قد تعيد النظر في موقعها وتحالفاتها، ولكن ما استطيع ان اؤكده ان 14 آذار لم تشهد تبدلا كبيرا لأن هناك قناعة عند جميع الاطراف فيها ان هذا التحالف الصلب والمتين هو الذي حافظ على البلد وهو الذي يؤسس لمستقبل لبنان ولوجهه الحقيقي في المستقبل".

واشار الى ان موقف القوات اللبنانية في انتخاب رئيس الجمهوية سيتخذ قبل الساعة الخامسة بعد ظهر الاحد.

 

وزير الخارجية الالماني في رسالة وجهها الى رئيس الوزراء القطري: اتفاق الدوحة خطوة لحل المشاكل في لبنان وسنواصل مساعينا لدعمه

وطنية-23/5/2008(سياسة) وزعت السفارة الألمانية في بيروت نص رسالة وجهها وزير الخارجية الألماني فرنك - فالتر شتانماير الى رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رحب فيها بالإتفاق الذي تم التوصل اليه بوصفه خطوة هامة لحل المشاكل السياسية العميقة في لبنان وأعلن، خلالها بأن المانيا ستواصل مساعيها بكل ما أوتيت من قوة لدعم وتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية. وجاء في الرسالة:"حضرة الزميل العزيز، أود أن أعبر لمعاليكم عن أحر التهانى القلبية وعن خالص تقديرى على جهودكم المخلصة التى تكللت بالنجاح فى تسوية الأزمة اللبنانية. ونحن ندين بالشكر إلى مبادرة سمو أمير دولة قطر وإلى جهودكم الشخصية الدؤوبة التى تمكنت من نزع فتيل الأزمة المتفاقمة فى لبنان والتى تهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها. لقد تسنى لكم جمع الفرقاء اللبنانيين تحت مظلة الجامعة العربية لإجراء محادثات فى الدوحة ، وسعيتم إلى دفعهم إلى التوصل إلى حل سياسى للخلفات القائمة.وأنا أشكركم وأشكر زملاءكم من الجامعة العربية صراحة على هذا النجاح الدبلوماسى المشجع". اضافت الرسالة:" الحكومة الألمانية من جانبها ترحب بشده بالإتفاق الذى تم التوصل إليه بوصفه خطوة هامة لحل المشاكل السياسية العميقة داخل لبنان. وسوف تواصل المانيا مساعيها بكل ما أوتيت من قوة لدعم وتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية".

 

النائب الاحدب استنكر توقيف عدد من شبان طرابلس وأكد رفضه التعامل معهم بكيدية وتصفية حسابات

وطنية-23/5/2008(سياسة) استنكر النائب مصباح الاحدب في بيان له اليوم "بعض التحركات الهادفة الى توقيف عدد من الشبان في الشمال، لاسيما في طرابلس والمنية وعكار على خلفية الاحداث الاخيرة"، واصفا هذه التحركات بالمريبة ولاسيما أنه لم يجر توقيف او حتى مساءلة اي من الذين اجتاحوا العاصمة بيروت ونكلوا بأهلها امام أعين الجميع". وأكد الاحدب رفضه التعامل مع ابناء الشمال بكيدية وتصفية حسابات لمواقفهم التي أوقفت الفتنة في البلد".

 

إنهيار طريق في سن الفيل- حرش تابت قرب المتروبوليتان وإنقطاع في حركة المرور من مستديرة رزق الله الى سن الفيل

وطنية- 23/5/2008 (متفرقات) أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام أنه عند الثالثة من فجر اليوم وفي محلة سن الفيل- حرش تابت قرب فندق "المتروبوليتان"إنهار طريق محاز لورشة بناء عائدة للمدعو جوزف عون، وهذا الطريق يربط مستديرة رزق الله بالطريق المؤدي الى سن الفيل. وقد بلغ طول الطريق المنهار حوالي 10 أمتار وبعرض 3 أمتار ما تسبب بقطع الطريق كليا أمام حركة السيارات والمارة ولم يصب أحد بأذى.

 

سيسون: لبنان في مرحلة جديدة وضعت حدا للعنف وتحتاج الى الاستقرار

وكالات/اعتبرت القائمة بالاعمال الاميركية ميشيل سيسون ان لبنان الآن في مرحلة جديدة وضعت حدا للعنف وتحتاج الى الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي الذي يستحقه لبنان. وقالت: "ان الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق الذي توصل اليه الرئيس بري والقيادات اللبنانية الاخرى في الدوحة. ونرى ان هذا الاتفاق خطوة ايجابية لتعزيز الديموقراطية في لبنان من خلال انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة واقرار قانون جديد للانتخابات".

أضافت: "ان الولايات المتحدة تدعم الحكومة اللبنانية على بسط كامل سلطتها على الاراضي اللبنانية كافة. ونحن نتطلع الى استمرار العلاقة الجيدة مع الحكومة الجديدة". سيسون، وبعد لقائها رئيس مجلس النواب نبيه بري، قالت: "لقد التقيت رئيس مجلس النواب نبيه بري. ان الولايات المتحدة تقدر الجهود الكثيرة التي بذلها الرئيس بري من اجل حل الأزمة السياسية، ونحن نرحب باتفاق الدوحة كذلك بدعوة الرئيس بري مجلس النواب الى نتخاب رئيس الجمهورية في 25 ايار الحالي هذا الاحد". وختمت: "لقد بحثت أنا والرئيس بري في حض الولايات المتحدة لكل القيادات اللبنانية على تطبيق اتفاق الدوحة بكل بنوده وبما يتوافق مع المبادرة العربية وايضا مع قرارات الامم المتحدة".

 

بوش أبلغه قلقه من واقع «حزب الله» واستياءه من الدور الأوروبي ... صفير يرى فرصة جديدة أمام لبنان

واشنطن - جويس كرم-  الحياة- - 23/05/08//

أنهى البطريرك الماروني نصر الله صفير زيارته للعاصمة الأميركية أمس، بعدما التقى الرئيس الأميركي جورج بوش لمدة 45 دقيقة في حضور أركان إدارته.

وأكدت مصادر رعوية رافقت صفير لـ «الحياة» أن الرئيس الأميركي نقل له «تفاؤلاً حذراً» حيال اتفاق الدوحة، وأبدى مخاوف من «واقع حزب الله كدولة داخل الدولة اللبنانية».  واجتمع صفير الى بوش ليل أول من أمس، في حضور وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، ومساعده أليوت أبرامز. وأشارت مصادر حضرت اللقاء، الى أن بوش أسهب في الحديث عن التطورات الأخيرة في لبنان. وأكدت انه عبر أيضاً عن استيائه «لعدم قيام الأوروبيين بما يكفي على الساحة اللبنانية». وقالت المصادر إن بوش تمنى على البطريرك «توحيد صف المسيحيين وخصوصاً بعد انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية». وأوضحت أن رايس أكدت لصفير «دعم واشنطن للبنان، وأن المساعدات الاقتصادية والأمنية ستستمر للحكومة اللبنانية وانها بحثت معه في عملية السلام وطموحات الإدارة في رؤية اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل نهاية العام».

 وتوجه صفير بعد اجتماعه المطول في البيت الأبيض الى دارة السفير اللبناني أنطوان شديد، الذي أقام مأدبة غداء على شرفه حضرتها فعاليات أميركية رسمية بينها مساعد رايس، جيفري فيلتمان، ونائب مساعد وزير الدفاع للشرق الأوسط الجنرال مارك كيميت والنائب الجمهوري اللبناني الأصل داريل عيسى.

ورحب شديد بالبطريرك الماروني، الحامل «صليب وعبء لبنان أينما ذهب»، وتحدث عن اتفاق الدوحة الذي أعطى «فرصة للعودة الى المؤسسات الدستورية بعدما عانى لبنان الكثير»، آملاً ببدء «صفحة جديدة في لبنان». وأكد صفير أنه و «بعد نجاح الجهود في قطر، واجبنا كلبنانيين العودة الى النظام وإعادة إحياء دور البرلمان والحوار المتمدن»، ورأى في الاتفاق «فرصة أمامنا لبناء لبنان جديد وعلينا ألا نضيعها». وتمنى أن تكون «المحنة التي مرت تكون مرت نهائياً وعلّها تكون علمتنا ألا نرجع الى مثل ما كنا فيه من انقسام ومن ما سوى ذلك مما يحزننا

 

السنيورة يشكر الملك عبدالله على الدور السعودي...

والجميل يرشح الحريري لرئاسة الحكومة ووسط بيروت يستعيد نشاطه ... لبنان: تظاهرة دعم عربية ودولية يوم الإنتخاب والقسم الرئاسي

نيويورك، بيروت - راغدة درغام - الحياة- 23/05/08//

فتحت الطرقات بعد ظهر امس في وسط بيروت التجاري إثر استكمال تفكيك خيم الاعتصام الذي نفذته المعارضة في قلب العاصمة وبقي جاثماً على صدرها لأكثر من سنة ونصف سنة، بعدما فتح اتفاق الدوحة بين الأكثرية والمعارضة على الحكومة وقانون الانتخاب واستكمال الحوار في شأن السلاح، الطريق أمام انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، في جلسة دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري الخامسة بعد ظهر الاحد المقبل. وفيما عادت شرايين الطرقات المحيطة بالوسط التجاري وبالسراي الحكومية الى سابق عهدها، فازدحم السير فيها عاد المواطنون الى ارتيادها، يهيئ بري لتحويل جلسة انتخاب سليمان، ثم جلسة القسم، الدستوري التي سيلقي خلالها سليمان خطاب القسم الى تظاهرة دولية وعربية. اذ دعا اليها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (وإلقاء كلمة في الجلسة) ورئيس اللجنة العربية الوزارية التي رعت اتفاق الدوحة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، اضافة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، ومفوض الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ورؤساء البرلمانات الدولي والأوروبي والعربي، مبعوث الرئاسة السويسرية، والسفراء العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، للاستماع الى قسم الرئيس الجديد وكلمته.

وبدأ العماد سليمان يتلقى التهاني منذ يوم اول من امس وكان أبرز المتصلين به أمس زعيم «التيار الوطني الحر» المعارض العماد ميشال عون الذي قال له إن الأمانة اصبحت بين يديك. وسينتخب العماد سليمان وفقاً للمادة 75 من الدستور، وفق الاجتهاد الذي يقول بأن خلو سدة الرئاسة يسمح بتجاوز التعديل الدستوري بالنسبة الى موظفي الفئة الأولى الذين يرشحون للرئاسة، بعد ان رفضت المعارضة، خلال مداولات الدوحة اقتراحاً بتعديل الدستور عبر إحالة مشروع بذلك من الحكومة لأنها سبق ان واعتبرتها غير شرعية.

وتوالت ردود الفعل العربية والدولية المرحّبة باتفاق الدوحة. وأجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر أمس اتصالاً هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اطلعه فيه على نتائج ومضمون اتفاق الدوحة ومدى أهميته بالنسبة للبنان، خصوصاً لناحية «انتظام الحياة السياسية والمؤسساتية والمساهمة في عودة عمل النظام الديموقراطي اللبناني». واعتبر السنيورة بحسب بيان المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة ان اتفاق الدوحة «اثبت بما لا يقبل الشك ان مظلة لبنان لا يمكن إلا ان تكون عربية، كما ان الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر الدولتان العربيتان اللتان كانتا صاحبتي الدعوة لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأخير، وحرصتا على الدفع باتجاه حل الازمة اللبنانية عبر غطاء ورعاية عربيتين كانتا الأساس في دعم المساعي الحميدة لدولة قطر في تولي مهمة الوساطة، وهي التي ساهمت عبر رئيس مجلس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وبرعاية وتوجيهات كريمة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في نجاح مؤتمر الحوار الوطني، كما كان للجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى، عبر الدور الذي لعبه، تأكيد على عمق الالتزام بقضايا لبنان والعمل على اخراجه من محنته».

وشكر السنيورة في اتصاله مع خادم الحرمين الشريفين «الدور السعودي الداعم للبنان على الأصعدة كافة ولعودته الى حياته الطبيعية وانتظام عمل مؤسساته الدستورية. واللبنانيون يحفظون للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين كل الود والاحترام والوفاء لما قام به للبنان على مختلف الأوجه».

وأكد مكتب السنيورة الإعلامي ان خادم الحرمين الشريفين أكد لرئيس الحكومة «دعمه وسروره لإنجاز هذا الاتفاق الذي يخدم لبنان ومصالحه الوطنية في هذا الظرف»، كما أكد الملك عبدالله للسنيورة «ان المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال مع لبنان وهي مستمرة بدعمه ودعم الجامعة العربية في رعايتها للحوار الوطني المقبل برئاسة الرئيس الجديد المقبل للجمهورية العماد ميشال سليمان». وكان السنيورة استقبل السفير السعودي في لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي اعتبر اتفاق الدوحة بداية ممتازة وجيدة آملاً ان يستمر هذا الى الأبد وان يعود لبنان مثالاً للتعددية. وبارك خوجة للسنيورة الاتفاق معتبراً أنه اثبت نجاح العمل العربي المشترك وهذا ما يجب ان نفخر به... مؤكداً على التنسيق الكامل بين المملكة العربية السعودية وقطر.

وفي التاسعة ليلاً تجول السنيورة في ساحة النجمة فتجمهر حوله رواد المنطقة وراحوا يهتفون باسمه.

وفي دمشق قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ «الحياة» ان «الدرس الأول (من الاتفاق) هو ان الجهد العربي المشترك يمكن ان ينجح». وتحدثت المصادر عن «ضرورة ان تضع الدول التي اشترطت حل الأزمة اللبنانية لتحسين العلاقات (مع سورية) التزاماتها وتعهداتها موضع التنفيذ وان دمشق تتوقّع خطوة سعودية نحو دمشق»... وزادت المصادر تواصل الجانب السوري والرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم مع الأطراف اللبنانيين والمسؤولين القطريين»...

وكان السنيورة أجرى اتصالات مع عدد واسع من القادة العرب وأعضاء اللجنة العربية الوزارية لوضعهم في أجواء اتفاق الدوحة، وتلقى اتصالين من سولانا ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للتهنئة بحصول الاتفاق...كما تلقى بري والسنيورة اتصالات تهنئة من السفير الإيراني في لبنان محمد رضا شيباني ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية، وتلقى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري اتصالاً هاتفياً من الرئيس العراقي جلال طالباني، عرضا خلاله نتائج اتفاق الدوحة، وكذلك من رئيس وزراء الكويت الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح. وأجرى الحريري اتصالاً بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ووزير خارجيته وبوزير خارجية الجزائر مراد مدلفي... ورأت أوساط الرئاسة الفرنسية ان اتفاق الدوحة متوازن وأن وزير الخارجية برنار كوشنير سيلبّي الدعوة الى حضور جلسة الانتخاب. وأمل الملك الأردني عبدالله الثاني بأن يفتح الاتفاق صفحة جديدة بين اللبنانيين. وأجرى بري اتصالاً بوزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لشكره على الدعم والمساعدة في التوصل الى اتفاق الدوحة. وانصرف الفرقاء اللبنانيون الى تقويم الاتفاق وعرض نتائجه مع احزابهم وحلفائهم، في ظل الارتياح العارم على الصعيد اللبناني لإنجازه ولبدء مسار جديد على الصعيد السياسي يعيد للمؤسسات الدستورية حيويتها.

الجميل: الحريري مرشحنا

وقال أحد أقطاب قوى 14 آذار رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل مساء أمس بعد لقائه سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ميشال سيسون إنه يأمل ان تشكل وثيقة الدوحة مدخلاً الى المستقبل شاكراً جهود أمير قطر ورئيس حكومته والجامعة العربية. وأضاف: «يهمنا انتخاب الرئيس في أسرع وقت ونحن في انتظار خطاب القسم ليحدد الخطوط العريضة للسياسة المستقبلية وليؤكد على ضرورة بسط سيادة الدولة على كل اراضيها وانهاء الازدواجية على صعيد السيادة وسلطة الدولة ومسؤوليات الأمن في البلد. واعتبر أنه بمعزل عن تقويم الاتفق بسلبياته وايجابياته فإنه أعطى نفساً جديداً للشعب اللبناني وأوقف المأساة... لم نخرج مغبونين، لكن لم يكن هذا الكمال الذي طمحنا اليه. وبالنسبة الى قانون الانتخاب قال الجميل: «كنا نريد اصلاحات أوسع وتمثيلاً مسيحياً أشمل وتشبث المعارضة في الجنوب والبقاع أعاق المطالب لتحسين الموقع لتحسين الموقع المسيحي...».وقال الجميل رداً على سؤال حول المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة: «مرشحنا لرئاسة الحكومة هو الشيخ سعد الحريري لأنه رئيس أكبر كتلة في مجلس النواب، ومن الطبيعي ان يكون رئيس مجلس الوزراء، ونحن ندعمه في هذا الاطار».

مجلس الامن

وفي نيويورك، استعد مجلس الأمن لإصدار بيان رئاسي أمس «يرحب ويدعم بقوة اتفاق الدوحة الذي تم التوصل اليه برعاية جامعة الدول العربية، والذي يشكل خطوة اساسية نحو حل الأزمة الراهنة، ونحو عودة المؤسسات الدستورية اللبنانية الى العمل، واستعادة وحدة لبنان كاملاً واستقراره واستقلاله». كما يرحب المجلس، بحسب مسودة مشروع بيان رئاسي أعدته فرنسا مع الولايات المتحدة بالاتفاق على «حظر استخدام السلام والعنف كوسيلة لحل الخلافات بغض النظر عن طبيعتها وتحت أي ظروف كانت». وسعت ليبيا، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، الى حذف الإشارة في مشروع البيان الى قرارات مجلس الأمن وبالذات الـ 1559 و1680 و1701. وقالت مصادر في المجلس ان وراء الدعوة الى حذف الاشارة الى هذه القرارات رغبة مبطنة بعدم إحياء الفقرات المعنية بنزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية في القرارين 1559 و1701. أما القرار 1680 فدعا سورية الى ترسيم الحدود مع لبنان وإقامة العلاقات الديبلوماسية معه.

وقال نائب المندوب الاميركي الدائم السفير اليخاندرو وولف: «نرى أن هناك كل الاسباب للإبقاء على ذكر القرارات» في البيان الرئاسي، معتبراً أن اتفاق الدوحة «جزء من عملية وليس نهاية المطاف»، وواصفاً الاتفاق بأنه «خريطة طريق الى خطوات مقبلة» بما فيها الانتخابات و»المفاوضات» على السلاح. ويشدد مجلس الأمن، بموجب مشروع البيان، على ضرورة تنفيذ اتفاق الدوحة «بكامل عناصره، طبقاً للمبادرة العربية، وبتماسك مع اتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن الـ 1559 و1680 و1701». ويؤكد المجلس على «دعمه الشديد لوحدة أراضي لبنان وسيادته ووحدته واستقلاله السياسي ضمن حدوده المعترف بها دولياً وتحت سلطة حكومة لبنانية تتفرد هي حصراً ببسطها على كل الأراضي اللبنانية». ويرحب المجلس بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وكذلك بـ «اتخاذ قرار الاستمرار في الحوار الوطني في شأن وسائل بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، بما يسمح بضمانة أمن الدولة وشعب لبنان

 

كندا مستعدة لمساعدة الحكومة... وهنية اتصل برعد مهنئاً ... العاهل الأردني يأمل بصفحة جديدة بين القوى اللبنانية

بيروت، دمشق، عمان- الحياة- 23/05/08//

تواصلت امس، ردود الفعل العربية والدولية المرحبة باتفاق الدوحة الذي توصل اليه اقطاب الحوار اللبناني. وأكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني دعم المملكة للاتفاق، وامل بأن يشكل «صفحة جديدة» في العلاقات بين القوى السياسية في لبنان. ونقل بيان صادر من الديوان الملكي عن العاهل الاردني تأكيده خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة «دعم الاردن لوحدة لبنان والإجماع الذي يلتقي عليه اللبنانيون بما يصون أمن لبنان واستقراره».

وأعرب العاهل الأردني عن «أمله بأن يشكل الاتفاق صفحة جديدة في العلاقات بين مختلف القوى والتيارات السياسية في لبنان بما يحافظ على مصالحه الوطنية ويضع حداً للأزمة التي هددت استقراره». ووزعت السفارة الكندية لدى لبنان بياناً، أعلنت فيه ان وزير الخارجية ماكسيم برنييه علق على اتفاق الدوحة مؤكداً «ان هذا الاتفاق يسمح بحل الأزمة السياسية التي تشل لبنان ووضع حيز التنفيذ المراحل الضرورية للتوصل الى المصالحة».

وقال: «نشجع الأطراف على تطبيق كل بنود هذا الاتفاق بما في ذلك انتخاب فوري لرئيس الجمهورية وحظر اللجوء الى الأسلحة لأهداف سياسية. ان هذه الإجراءات الإيجابية من شأنها ان تحفظ الهدوء فيما تسعى الاطراف الى وضع حد للانقسامات المذهبية وبين الفصائل».

وأضاف: «نطلب ايضاً من الحكومة اللبنانية السعي الى تطبيق كامل لكل قرارات مجلس الأمن بما في ذلك نزع سلاح كل المجموعات غير الحكومية. وأن كندا مستعدة لمساعدة الحكومة اللبنانية بالوسائل المتاحة كافة». واتصل رئيس الحكومة الفلسطينية المقال اسماعيل هنية برئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد مهنئًا باسمه وباسم الشعب الفلسطيني بالاتفاق الذي أنجز في الدوحة، معتبراً أنّ «التماسك اللبناني يعزز موقف الصمود والممانعة في وجه المخاطر العدوانية والصهيونية على وجه الخصوص». وأبدى هنية بحسب بيان وزعه «حزب الله»، «تفاؤلاً بالتوصل إلى اتفاق مماثل على المستوى الفلسطيني»، مؤكدًا «عدم التفريط بالثوابت القومية في مواجهة الاحتلال»، ومتمنياً نقل تحياته إلى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وقيادة حزب الله والمقاومة الاسلامية.

وهنأ رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الشعب اللبناني على الاتفاق، آملاً بأن يكون «خطوة نحو تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار للبنان وشعبه الشقيق». وعبر مشعل في اتصالات هاتفية مع امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ورئيس حكومته وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن تقديره للجهود التي بذلوها في جمع الاشقاء اللبنانيين وانجاز اتفاق الدوحة الذي وأد الفتنة واسس لمرحلة جديدة من الوفاق الوطني اللبناني».

وهنأ رئيس «حزب الأمة القومي» في السودان الصادق المهدي «الشعب اللبناني بكامل فصائله باتفاق الدوحة لا سيما بعدما صار اعداء الأمة يراهنون على اتخاذ الأزمة اللبنانية نافذة لاستقطاب الأمة الإسلامية بين سنة وشيعة، والأمة العربية بين معتدلين ومتطرفين كي تغرق الأمة في خلافاتها وتتمكن اسرائيل من اجندتها التوسعية وتتمكن الهيمنة الدولية من بسط سلطانها». وأثنى على وساطتي قطر والجامعة العربية، ودعا القيادات السياسية والمدنية اللبنانية الى «حقن الدماء ومسح الدموع وبناء الوحدة الوطنية اللبنانية واسترداد دور لبنان الوطني والقومي والدولي المنشود».

وهنأ السفير العراقي لدى لبنان جواد الحائري في رسالة وزعتها السفارة، «الشعب اللبناني وكل قياداته الروحية والسياسية والاجتماعية على اتفاق الدوحة، وجاء في الرسالة: «في الوقت الذي يقف فيه لبنان كل لبنان على بداية افق ومسار جديدين يبشران بالخير والأمل ليس لهذا البلد فقط بل للمنطقة بأسرها، تتجه انظارنا نحن في العراق وانظار كل الخيرين في العالم الى العودة السريعة لهذا البلد الصغير بحجمه والكبير بقلوب ابنائه الى الموقع نفسه الذي كان يحتله على منصة الثقافة والحرية والشموخ الانساني والحضاري الذي تولد من قيم التعددية والسلم الاهلي والعيش المشترك. بورك لبنان وبورك شعبه وبوركت كل الأيادي التي اسهمت في تحقيق هذا المنجز الذي يشكل فخراً للبنان اولاً ولمن وقف الى جانبه في كل الملمات».

وعقدت القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اجتماعاً برئاسة ممثل اللجنة التنفيذية للمنظمة لدى لبنان عباس زكي، وخلصت الى بيان هنأ اللبنانيين بانجاز اتفاق الدوحة لإنهاء الأزمة، واكدت القيادة «تمسكها في سياستها المبدئية القائمة على الحياد الايجابي الداعم لنهج الحوار وحفظ أمن لبنان وحل الخلافات بين الإخوة لما فيه مصلحة الوطن والشعب».

وجدد أمين سر حركة «فتح» في لبنان سلطان أبو العينين في تصريح، «موقف القيادة الفلسطينية في لبنان ورام الله الذي يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانيين»، مؤكداً أن «مصلحة الشعب الفلسطيني أن يكون لبنان وطناً مستقراً ومزدهراً وموحداً خلف قيادته الشرعية». وأكد أن «المخيمات الفلسطينية لم تشكل بأي حال من الأحوال عقبة في وجه أي اتفاق بين اللبنانيين». وهنأت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين «الشعب اللبناني وقواه السياسية»، مؤكدة ان «الشعب الفلسطيني له مصلحة فعلية في استعادة لبنان عافيته

 

جنرال» يستعد لدخول القصر وآخر يعيد النظر في حساباته

بيروت – محمد شقير- الحياة - 23/05/08//

انتهى «لقاء الصلح» في الدوحة الى تكريس قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية ينتخب رسمياً في جلسة يعقدها البرلمان بعد ظهر الأحد المقبل، بينما ينصرف رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الى مراجعة حساباته انطلاقاً من نتائج مؤتمر الحوار الوطني اللبناني.

فجميع الذين شاركوا في مؤتمر الحوار في قطر قدموا التنازلات في مقابل حصولهم على أثمان سياسية، إلا عون الذي قدم من دون أن يأخذ باعتبار أن المؤتمرين غير قادرين على إعطائه ما يريد، أي رئاسة الجمهورية. وهو ليس في وارد الاستعاضة عما فقده بالموافقة على الاتفاق بقبول «جائزة ترضية» من هنا أو هناك.

إن ما يرضي عون أعطي لمنافسه سليمان الذي تعاملت الأكثرية مع تثبيته في سدة الرئاسة الأولى على أنه المكسب الذي عادت فيه من الدوحة، لأن الحفاظ على منصب رئيس الجمهورية هو حماية للجمهورية التي كادت تذهب، تحت ضغط التطورات العسكرية الأخيرة، في مهب الريح.

وعلى رغم أن الأكثرية تشاركت مع طرفي المعارضة، حركة «أمل» و «حزب الله» في استرداد الجمهورية والحفاظ عليها، فإن عون كان يتصرف في الدوحة على أن ذلك بعيد المنال ما لم تذهب الرئاسة اليه دون سواه، وإلاّ لماذا إصراره، وقبل أن يتوجه الى الدوحة على عدم إدراج اسم سليمان مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية؟ إضافة الى ذلك كان عون يصر في الدوحة على تشكيل حكومة حيادية، تتولى أولاً إعداد قانون الانتخاب الجديد. ومن ثم يصار الى انتخاب الرئيس العتيد، وهو وقف وحيداً ضد المبادرة التي اقترحها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لمساعدة المتحاورين على تحقيق اختراق يمهد الطريق للتفاهم، خصوصاً ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري سارع الى تأييدها طالباً التريث في تحديد موقفه النهائي الى حين استمزاج رأي حليفه «حزب الله».

وعون اختار أن يكون رأس الحربة الوحيد في الاعتراض على المبادرة القطرية التي نصت على انتخاب الرئيس أولاً بعد الاتفاق على توزيع نسب الوزراء في الحكومة في مقابل ترك قانون الانتخاب في عهدتها وأن تكون قاعدته مشروع القانون الذي أعدته اللجنة التي ترأسها الوزير السابق فؤاد بطرس بتكليف من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

لم يعرف عون ما إذا كان أمير قطر اقترح مبادرته لاختبار نيات الأطراف اللبنانيين من زاوية تحميلهم مسؤولية مباشرة عن الفشل في حال انتهى كسواه من المحاولات التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لإنجاح الحل العربي للأزمة اللبنانية بحسب المبادرة التي طرحها وزراء الخارجية العرب، أو أنه كان يرغب في تظهير مواقف هؤلاء الأطراف على حقيقتها من انتخاب العماد سليمان.

صحيح أن الرئيس بري و «حزب الله» لم يتخليا عن عون وبقيا يقاتلان من أجل تحسين شروطه في التسوية الداخلية لإنهاء الأزمة في لبنان، لكن الصحيح أيضاً ان صبرهما بدأ ينفد في ضوء المعلومات العربية والدولية المتوافرة لديهما ومفادها أن لا عودة الى بيروت قبل الوصول الى نتائج ملموسة تتجاوز بيان إعلان نيات الى الاتفاق على الخطوات العملية بدءاً بانتخاب الرئيس على أساس الحل الشامل في سلة واحدة.

وكان أول الغيث حسم الخلاف الدائر على التقسيمات الانتخابية لبيروت بعدما استمر لأكثر من ثلاثة أيام، ولم يحسم إلا بعد انضمام عضو وفد «حزب الله» الوزير المستقيل محمد فنيش الى اللجنة السداسية المكلفة وضع الإطار العام للقانون الجديد بدءاً من العاصمة، باعتبار أن لا خلاف على اعتماد التقسيم الوارد في قانون 1960 لجميع المناطق اللبنانية الأخرى شرط التفاهم على إعادة النظر في تقسيم بيروت.

لم يكن ممثل «التيار الوطني الحر» في اللجنة جبران باسيل موافقاً على التقسيم الذي أعلن في البيان السياسي الذي تلاه رئيس اللجنة العربية رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، لكنه قبل به على مضض كأمر واقع وكان يطالب بأن يكون تقسيم دائرة الأشرفية بمثابة نسخة طبق الأصل عن التقسيم الوارد في قانون 1960. وتبين أن توزيع المقاعد النيابية على دائرة الأشرفية كان موضع مزايدة بين باسيل وممثل «القوات اللبنانية» في اللجنة السداسية النائب جورج عدوان الى أن تناغما مع التقسيم الذي اقترحه بري من خلال معاونه السياسي النائب علي حسن خليل والوزير فنيش مراعاة لطلب ممثل تيار «المستقبل» في اللجنة النائب السابق غطاس خوري، بعد أن وجدا أن لا خيار أمامهما إلا القبول أو الرفض.

ولم يتأكد ما إذا كان عون تصرف في المفاوضات المتنقلة بين الطبقات التي أقام فيها رؤساء الوفود المشاركون والتي قادها حمد بن جاسم وموسى واضطر أمير قطر الى التدخل في الوقت المناسب لحسم الخلاف حول هذا البند أو ذاك، انطلاقاً من مواكبته حركة الاتصالات العربية والدولية التي لم تتوقف إلا مع الانتهاء من وضع البيان السياسي الختامي للمؤتمر في صيغته النهائية.

فحوار الطبقات في فندق «شيراتون» في الدوحة، كان يواكبه حوار من نوع آخر تولته قطر مع القيادتين السورية والإيرانية، وربما ظن عون أنه قادر على دفع الأمور باتجاه الهاوية من أجل تحسين شروطه في التسوية، أو انه في أسوأ الأحوال حاول أن يضغط من أجل إعادة النظر في الأولويات خلاف حلفائه في المعارضة وفد حركة «أمل» برئاسة بري ووفد «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بينما كان نائب رئيس الوزراء السابق النائب ميشال المر يتصرف وكأن المؤتمر أوشك على الوصول الى نتائج إيجابية.

ويبدو أن المر، وهو حليف سابق لعون، كان يدرك حجم الضغوط العربية والدولية التي مورست على المشاركين في مؤتمر الحوار قبل انتقالهم من بيروت الى الدوحة واستمرت الى حين التأكد من أن الدخان الأبيض سيتصاعد من قاعات المفاوضات المتنقلة في «شيراتون»، فيما حاول «الجنرال» عون جاهداً مقاومة الضغوط لكنه استسلم لمشيئتها بعد أن لاحظ أن حلفاءه مستعدون لـ «القتال» سياسياً الى جانبه، إنما لبعض الوقت وليس دائماً.

والواقع الذي اصطدم به عون، كان اصطدم به عميد الكتلة الوطنية الراحل ريمون اده، الذي تحول الى مرشح دائم لرئاسة الجمهورية من دون أن تتيح له الظروف السياسية الوصول الى سدة الرئاسة الأولى مع خلاف أساسي يعود الى أن «الجنرال» يفتقد الأكثرية التي تضمن انتخابه بينما العميد كان يبدأ ترشحه بدعم لا بأس به لكنه سرعان ما يتراجع تحت التأثير المباشر للتدخلات العربية والدولية في معركة الرئاسة.

لذلك فإن عون كان يراهن على حصول تحول في موقف فريق من الأكثرية الى جانبه وعلى أن سدة الرئاسة ستبقى شاغرة حتى إشعار آخر، الى أن فوجئ بأن حسابات حلفائه اضطرتهم الى الانخراط في التسوية، فيما عاد هو الى بيروت استعداداً لخوض معركة سياسية جديدة بعد أن ينتهي من تقويم مؤتمر الحوار ومراجعة حساباته. لكن أحداً لا يعرف من أين يبدأ عون معركته، وهل سيطلب لنفسه «استراحة المحارب»؟ فيما يرى مراقبون لمؤتمر الدوحة ونتائجه أن بري و «حزب الله» قرآ جيداً التطورات والتقطا الإشارات في الوقت المناسب، وأعطيا فرصة لحليفهما ليعيد النظر في مواقفه

 

اتفاق الدوحة: الإنقاذ الثاني لـ«حزب الله»

شرم الشيخ - راغدة درغام-الحياة - 23/05/08//

اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية اختراق مرشح أن يصبح انجازاً مصيرياً إذا استطاعت قطر أن تحيك علاقة بين الدولة والتنظيمات تقوم على مفهوم بديهي هو: لا مجال للتعددية الأمنية في أي بلد مستقر إذ أن سيادة الدول تعطيها حق التفرد باستخدام السلاح وتملي عليها واجبات بسط نفوذها الأمني على كامل أراضيها. تزامن اتفاق الدوحة مع خروج المفاوضات السرية السورية - الاسرائيلية عبر تركيا الى العلن يوفر فرصة لطرح جدي وجديد حول تبرير «حزب الله» احتفاظه بالسلاح باسم مقاومة اسرائيل لاحتلالها أراضي لبنانية، في إشارة الى مزارع شبعا بالدرجة الأولى. فلقد أدت التطورات على الساحة اللبنانية في الاسبوعين الماضيين الى إعادة نظر البعض في موضوع السلاح بحيث أن سلاح «حزب الله» لم يعد يُعتبر مشكلة لبنانية - لبنانية كأولوية بسبب ما تبيّن من مواقف دولية واقليمية وعلى رأسها سياسات أميركية نحو منطقة الشرق الأوسط، جعلت هذا البعض يفكر بأنه لا يريد أن يصبح كبش فداء لتفاهمات أو لمواجهات اقليمية ودولية. لكن مدى تناقض مفاهيم ومعلومات صنّاع القرارات في المنطقة العربية حول ما يُصنع ويُصاغ في اطار علاقات الولايات المتحدة واسرائيل بإيران وسورية انما يوحي بفرز اعتباطي حيناً واستراتيجي حيناً آخر لهذه العلاقات. فالبعض يتزاحم على الشراكة في صوغ ما يسمى بـ «الصفقة الكبرى» تشمل ضمانات اميركية وأمنية لإيران وتفاهمات سورية - اسرائيلية أساسها جميعاً بقاء الأنظمة وعدم عزلها والاعتراف بديمومتها. والبعض ينقل عن مسؤولين اميركيين اتخاذهم الاجراءات الفعلية لتوجيه ضربات عسكرية الى ايران في أعقاب مفاجآت آتية على الساحة العراقية. والبعض الآخر يقول إن لا ضربة عسكرية أميركية لإيران على الاطلاق وانما الحلقة الأضعف هي المرشحة لاجراءات ضدها، في اشارة الى سورية. وهذا الرأي ينطلق من الاقتناع بأن كل كلام عن سلم سوري - اسرائيلي يعيد الجولان الى سورية هدفه تحويل الأنظار عن الفضائح الاسرائيلية، وأن سلاح «حزب الله» هو الأساس المطروح في سلام سورية مع اسرائيل. وبالتالي، فإن التفاهم أو المواجهة يأخذان في حساباتهما التداخل العميق بين سلام سورية وسلاح «حزب الله».

قطر تستحق التهنئة لتمكنها من تحقيق الاختراق في «اتفاق الدوحة» بين القيادات اللبنانية، وكذلك اللجنة الوزارية العربية، والأمين العام للجامعة عمرو موسى. فهذه من الحالات القليلة التي تأخذ فيها قيادات عربية مبادرات حل مشاكل مستعصية وتشرف على مفاوضات صعبة وتتوصل الى اتفاق يشارك في وضع تفاصيله قادة البلد كما فعل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.

مواقف قطر من المسألة اللبنانية لم تكن دائماً بهذه الايجابية. حتى مع مطلع الأزمة الأخيرة عندما طوّق «حزب الله» مطار بيروت وقام بانقلاب على السلطة اللبنانية أعلنت القيادة القطرية من دمشق أن هذا شأن لبناني. ثم أعادت النظر، في أعقاب حصار بيروت واقتحام «حزب الله» لجبل لبنان عسكرياً، فتحركت بتوكيل من الدول العربية مع لجنة وزارية وبمباركة سعودية ومصرية.

هذه عملية الانقاذ الثانية التي يقوم بها الشيخ حمد بن جاسم علماً أنه توجه الى نيويورك أثناء حرب تموز (يوليو) قبل سنتين وشارك في صوغ قرار وقف النار بين «حزب الله» واسرائيل حيث كان لقطر دور بصفتها عضواً في مجلس الأمن آنذاك. ذلك القرار الذي حمل الرقم 1701 هو بمثابة إعادة تأكيد للقرار 1559 الذي أدى الى خروج الجيش السوري من لبنان وأكد على ضرورة تفكيك جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها. القرار 1701 أمر الدول بعدم توفير السلاح لأي طرف في لبنان باستثناء الحكومة اللبنانية، والتقارير حول تنفيذه أشارت الى دور لسورية وايران في خرق الحظر وتوفير السلاح الى «حزب الله» والى فصائل أخرى تعمل داخل لبنان. تعرّض ذلك القرار الى كيفية حل عقدة مزارع شبعا داعماً اقتراح السنيورة من 7 نقاط الذي دعا الى وضع المزارع في عهدة الأمم المتحدة الى حين موافقة سورية على ترسيم الحدود مع لبنان، ليتبيّن ان كانت هذه المزارع لبنانية حقاً مما يجعل تحريرها مسؤولية لبنانية، أو ان كانت سورية مما يسحب من «حزب الله» ما يسمى بـ «منطق» استمراره في الاحتفاظ بسلاحه من أجل المقاومة. ذلك القرار وضع شروط وقف النار الذي سعى «حزب الله» وراءه بعدما دخل حربه مع اسرائيل، فكان للشيخ حمد بن جاسم دور مباشر في انقاذه مما اعتبره الحزب «الانتصار الالهي» حتى عندما كان يتساوى في الخسارة مع اسرائيل.

عملية الانقاذ في «اتفاق الدوحة» مختلفة يمكن وصفها لربما بالانقاذ من شبه الانتصار العسكري الذي حققه «حزب الله» عندما وجه سلاحه الى الداخل ضد اللبنانيين. فلقد فوجئ «حزب الله» بأمرين رئيسيين، أحدهما عسكري، إذ أنه تكبد خسائر فادحة عندما اقتحم بيوت الدروز في الجبل، ما فاجأه مفاجأة كبرى لم يكن يتوقعها. والمفاجأة الاخرى كانت قرار اللاحرب الذي اتخذته قيادات 14 آذار عندما رفضت تلبية دعوة «حزب الله» الى حرب اهلية - فوجد نفسه وحيداً في إعلانه حرباً على أهل بلاده. واقعياً، هذه عملية انقاذ ثانية لـ «حزب الله». ولقد حان وقت التفكير الآن في وسائل انقاذه من مغامرات أو اخطاء أخرى يقوده اليها سلاحه. وهذا هو التحدي الأكبر للجهود القطرية.

اتفاق الدوحة سجل انتصارات سياسية لكل من «حزب الله» وسورية، إذ أنه يمنح المعارضة التي يتقدمها «حزب الله» حق النقض في مجلس الوزراء، ما يعطي الحزب وسائل وأدوات السيطرة على مصير سلاحه. للمعارضة الآن الثلث المعطل لقرارات الحكومة، إذ أن لها 11 وزيراً، مقابل 16 وزيراً للأكثرية وثلاثة وزراء لرئيس الجمهورية التوافقي العماد ميشال سليمان المفترض انتخابه يوم الأحد المقبل بحضور عربي ودولي. سلاح «حزب الله» ليس مطروحاً في إطار انتزاعه أو دمجه في الجيش اللبناني وانما هو مطروح في صيغة «إطلاق الحوار حول العلاقة بين الدولة والتنظيمات».

الانتصار السياسي الذي سجله اتفاق الدوحة للبنانيين يتمثل في حصول الديبلوماسية القطرية على «تعهد بالامتناع عن العودة الى استخدام السلاح أو العنف لتحقيق مكاسب سياسية»، و «حظر اللجوء» الى الاحتكام للسلاح والعنف «بما يضمن عدم الخروج عن عقد الشراكة الوطنية»، وحصر السلطة الأمنية والعسكرية على اللبنانيين بما يشكل ضماناً لصيغة العيش المشترك، وأيضاً تطبيق القانون «واحترام سيادة الدولة على المناطق كافة بحيث لا يكون ثمة مناطق يلوذ اليها الفارون من وجه العالة». أما «الهدية» بحسب تعبير رئيس البرلمان وأحد أطراف المعارضة نبيه بري، برفع الاعتصام من وسط بيروت، فإنها إفراز بديهي لاتفاق الدوحة.

إذا كان لاتفاق الدوحة ان يتطور من اختراق الى انجاز، فإن ذلك يتطلب من القيادة القطرية ان تستخدم نفوذها مع «حزب الله» وسورية وايران واسرائيل لتحقيق التالي:

* اقناع «حزب الله» بأن هذه فرصة له كي «يتخلى» عن سلاحه بمبادرة منه تضعه في مرتبة متقدمة على «نزع» سلاحه أو «تجريده» منه.

*الإصرار على سورية كي تقدم الوثائق المتعلقة بمزارع شبعا وملكيتها الى الأمم المتحدة التي تطلب منها هذه الوثائق منذ زمن لتعرف إن كانت لبنانية أو سورية. فإصرار سورية على عدم تسليم الوثائق وعلى رفض ترسيم الحدود مع لبنان يجب ان يواجه بإصرار عربي - ودعم قطري - على ان الوقت حان حقاً للكف عن اختلاق الخلافات حول ملكية هذه المزارع.

* مسؤولية قطر تكمن ليس فقط في متابعة تنفيذ اتفاق الدوحة وانما في تنفيذ القرار 1701 ايضاً لا سيما انها شاركت في صوغه. وهذا يترتب عليه كامل الوضوح مع سورية وايران بأن من واجباتهما احترام السيادة اللبنانية وسلطة الدولة والكف عن تمرير السلاح الى الميليشيات والتلاعب بمصير لبنان.

* علاقة قطر مع اسرائيل تمكنها من مطالبتها علناً أو وراء الكواليس بالانسحاب من مزارع شبعا لوضعها في عهدة الأمم المتحدة.

فإذا أسفرت المفاوضات السورية - الاسرائيلية عن الانسحاب من الجولان قريباً أو إذا تأخرت المفاوضات وتعرقلت الاتفاقات، فإن مزارع شبعا أخذت بعداً مختلفاً لا يجب ان يبقى خاضعاً للعلاقة السورية - الاسرائيلية، كما تريد الحكومة السورية. ان اتفاق الدوحة اليوم يفرض معالجة مزارع شبعا بما يعطي رئيس الجمهورية الجديد والحكومة اللبنانية صلاحية وأدوات ممارسة النفوذ وبسط السلطة على الأراضي اللبنانية كافة. فالعماد ميشال سليمان سيتحمل مسؤولية تاريخية بعدما يُنتخب رئيساً يوم الأحد، لا سيما أنه كان في البدء مرشح المعارضة ومرشح سورية، ثم أصبح مرشح الأكثرية وعارضته سورية والمعارضة، ثم لعب دوراً بصفته قائداً للجيش أثناء الأسبوعين الماضيين أثار علامات استفهام عدة. لذلك، فهو في واجهة الامتحان الأصعب وعليه التصرف بمستوى التحديات.

رئيس الجمهورية الجديد والحكومة الجديدة عليهما مسؤولية تتطلب الدعم الاقليمي والدولي، وهما تحت المراقبة، إنما ما ليس في ايدي الرئيس الجديد أو الحكومة الجديدة هو مصير المحكمة الدولية لمعاقبة الضالعين في الاغتيالات السياسية. ومن هذا المنطلق، يجدر بالديبلوماسية القطرية أن تتصارح مع جميع المعنيين لتقول إن هذا الأمر ليس في أيديها ولا هي قادرة على التأثير في المسيرة القانونية لمحاكمة المسؤولين عن ارتكاب أعمال إرهابية.

هذه المرحلة التي تتأرجح بين التفاؤل بانفراج والتشاؤم بحروب آتية هي مرحلة الإعداد. لذلك يوجد قدر مذهل من التفاوت بين المعلومات المتوفرة لدى كبار المسؤولين في مختلف الحكومات الذين هم على اتصال دائم بأكثر من عاصمة غربية.

لبنان ساحة ومؤشر في إطار ما هو آت إلى المنطقة، لأن اللاعبين فيه قوى اقليمية ودولية تتصارع على النفوذ والهيمنة في منطقة الشرق الأوسط ولدى الدول الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة. تركيا تحاول دخول تلك الصفقة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط عبر البوابة الإسرائيلية - السورية أساساً، على رغم أن عينها على العراق وإيران. وزير خارجيتها علي باباجان رفض قطعاً، أثناء مشاركته في «المنتدى الاقتصادي العالمي» في شرم الشيخ هذا الأسبوع، أن يكشف ما إذا كانت الوساطة التركية تصب حصراً في العلاقة الثنائية بين سورية وإسرائيل ومصير مرتفعات الجولان، أو إن كانت وساطة حول وضع لبنان مثلاً في العلاقة السورية - الإسرائيلية.

وكيل وزير الخارجية الروسية الكسندر سلطانوف أقر بأن ما تطرحه موسكو من افكار حول العلاقة الأميركية - الإيرانية هو عناصر لتلك الصفقة الكبرى. قال إن الفكرة الأساسية هي «اعطاء إيران بديلاً ايجابياً يطمئنها بأن ليس هناك تهديد أمني لنظامها». أضاف أن المقترح، بفحواه الحقيقي، هو العمل على «تعاون أمني في المنطقة» يضم الولايات المتحدة وروسيا والاسرة الدولية، بدلاً من الاصرار على وقف الاتصالات مع طهران بسبب برنامجها النووي أو بسبب دورها في العراق. فروسيا تريد الدخول عبر البوابة الإيرانية.

إنما بالمقابل هناك من يقول: حذار الافتراض أن إدارة جورج دبليو بوش اتخذت قرار الانزواء والتقهقر والقبول بالوقائع على الأرض كما تفرضها إيران في العراق أو في لبنان، نووياً أو اقليمياً. أحد القائلين بذلك من المسؤولين الكبار يشير إلى الفسحة المتوافرة بين تشرين الثاني (نوفمبر) بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، وكانون الثاني (يناير) من العام المقبل، موعد تنصيب الرئيس الجديد. يقول إن تلك الفسحة ستأتي بمفاجآت على الساحة العراقية وستتمثل في اجراءات في الساحة الإيرانية، إذا استمرت طهران في الافتراض أن إدارة البطة العرجاء فرصة لها لفرض الوقائع في العراق أو في لبنان.

تجنيب المنطقة مفاجآت غير سارة يقتضي معالجة جذرية لبعض القضايا الصعبة. الوساطة القطرية هي اليوم البوابة العربية، بموافقة عربية، إلى معالجة الأزمة اللبنانية. فإذا كان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم راغباً في الحصول على جائزة «نوبل» للسلام، أمامه التحدي الكبير لتحويل ذلك الاختراق إلى انجاز حقيقي في مصلحة لبنان والمنطقة. فكل التوفيق له، إذا حمل على عاتقه تحقيق الانجاز

 

الالتباس في الـ«لا غالب ولا مغلوب»

وليد شقير-  الحياة - 23/05/08//

قليلة هي الأطراف والشخصيات التي اعتبرت في تصريحاتها ان اتفاق الدوحة تطبيق للقاعدة اللبنانية الذهبية: لا غالب ولا مغلوب. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى هو الوحيد الذي شدد عليها في خطابه بعد توقيع الاتفاق في شكل واضح. هذا لا يلغي أهمية الاتفاق والإنجاز الذي حققه للفريقين اللبنانيين المتخاصمين معاً، لأن الغالب المفترض والمغلوب المفترض في مأزق. ولربما هذا ما يجعل هذه القاعدة صالحة على الدوام في لبنان لأنه يجعلهما متساويين من زاوية المأزق الذي هما فيه.

فلا يمكن تجاهل أن المعارضة، وخصوصاً «حزب الله»، حصلت على الثلث المعطل في حكومة الوحدة الوطنية المقبلة التي كانت ترفض الأكثرية التسليم لها به على مدى السنة والعشرة شهور الماضية، كنتيجة لاستخدامها السلاح في بيروت والجبل. وهي بهذا المعنى ربحت على الأقل على المدى القصير.

لكن في المقابل، فإن الأطراف والشخصيات التي اعتبرت أن ثمة غالباً ومغلوباً، هي قليلة أيضاً، على الأقل في مواقفها العلنية التي صدرت. فما أن أوحى أو صرح بعض رموز المعارضة بأنهم الغالبون لأنهم استطاعوا أن يبرهنوا للأكثرية أنهم الأقوى على الأرض (عسكرياً) حتى انبرى حلفاء لهم في المعارضة الى القول إن الاتفاق انتصار للجميع لأنه يجنّبهم الحرب الأهلية التي كادت تستعر لتهزمهم جميعاً. فالعارفون والأذكياء في المعارضة يدركون أن تفوقها العسكري عبر «حزب الله» وتنظيمه القوي، يفترض أن يترجم، إذا كان لا بد من ترجمته، في الخطوات التي تلي، وليس فقط عبر الثلث المعطّل، لأن ترجيح كفة المعارضة في السلطة بعد حصولها على حق التعطيل، يفترض أن يمر بعملية سياسية متوسطة وطويلة المدى، ولأن ما حصل في الميدان العسكري لم يقلب ميزان القوى السياسي رأساً على عقب، في انتظار الانتخابات النيابية في أيار (مايو) من العام المقبل. وإذا كان صحيحاً أن استخدام السلاح هدف الى إحداث انقلاب عسكري، فإن هذا الانقلاب لم تكتمل فصوله على المستوى السياسي. ولعلّ هذا ما يفسّر طلب المعارضة و «حزب الله» والقيادة السورية تمديد المهلة التي وضعها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني واللجنة الوزارية العربية للفرقاء اللبنانيين، والسقف الزمني الذي أصرّوا عليه كعنصر ضاغط كي يتوصلوا الى اتفاق في ما بينهم. فدمشق وحلفاؤها كانوا يأملون في أن يلعب عامل الوقت دوراً في انتزاع التنازلات من الأكثرية على طريق ما تعتبره القيادة السورية منذ 15 آب (أغسطس) «سقوط» الفريق الحاكم في لبنان. ومن المؤكد أن الجانب السوري سيسعى الى مواصلة تعديل ميزان القوى السياسي في لبنان، بالوسائل العديدة المتوافرة لديه، السياسية وغير السياسية، إذا كانت الغلبة التي سعى اليها عبر السلاح، لم تحقق كل ما أراده... ولعلّ هذا جوهر ما ترمز اليه الفقرات المتعلقة بالسلاح وعدم جواز استخدامه تحت أي ظرف، في اتفاق الدوحة، الذي حوّل مسألة السلاح الى مسؤولية عربية فأجرى تعديلاً على القرار 1559، في البند المتعلق بالميليشيات ووضعه في إطار عربي فنقل مسؤولية البت به الى الحوار اللبناني، بدلاً من أن يكون في إطار دولي.

وفي المقابل، فإن الأطراف أو الشخصيات التي هي في عداد قوى 14 آذار، والتي تعتبر أنها مغلوبة بقوة السلاح هي قليلة أيضاً. فمن رأى بين قوى الأكثرية أن المعارضة استطاعت انتزاع مطلبها بالثلث المعطل عبر الوسائل العسكرية، اعتبر أن الهدف من هذا التنازل لـ «حزب الله» هو توفير المزيد من المآسي والهزائم على نفسه وعلى البلد ككل من دون أن يعني ذلك الاستسلام لكل مطالب الحزب وحلفائه...

إن الالتباس حول ما إذا كانت قاعدة لا غالب ولا مغلوب طبّقت في اتفاق الدوحة سيظل مدار نقاش، طوال الأشهر المقبلة وسيبقى سبباً لحسابات خاطئة وأخرى صائبة عند فرقاء في الطرفين المتخاصمين، وسيستمر خاضعاً للتقلبات الإقليمية الآتية. وإذا كان البعض يعتبر أن لا علاقة بين تزامن الإعلان عن اتفاق الدوحة، وبين الإعلان الاسرائيلي والسوري الرسمي عن المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب ودمشق، فإن هذا لا ينفي صحة القول إن تقدم سورية في التسوية مع اسرائيل يفترض أن يقابله إعطاء ثمن لـ «حزب الله» في السلطة السياسية في لبنان إذا اقتربت التسوية الإقليمية، حتى لو كانت موقتة، لا سيما أنها تفترض تقليص دوره الإقليمي. وإذا كان اتفاق الدوحة يطلق مساراً سياسياً جديداً في لبنان، بالتزامن مع مسار التفاوض الإقليمي، فإن التحدي يكمن في كيفية تحويل الحزب من «قوة إقليمية عظمى» الى قوة لبنانية متواضعة الأهداف، بتواضع البلد الصغير وتركيبته المعقدة. وهنا على الحزب مسؤولية كما على قوى 14 آذار مسؤولية كبرى أيضاً، بالمعنى الإيجابي للكلمة، في التخطيط لمرحلة قد يطول أمدها

 

وصف اتفاق الدوحة بـ"العجيبة السارة"

عبده: على حزب الله إعادة الثقة بأن سلاحه لن يوجه الى الداخل

المستقبل - الجمعة 23 أيار 2008 - وصف السفير جوني عبده اتفاق الدوحة بـ"الاتفاق العجيبة السارة". وأعرب عن اعتقاده أن "المسؤولية التي تحملها العرب، أوقفت نزيفاً كان يمكن أن يحصل بسرعة، من دون وجود أي قدرة على احتوائه". ولفت إلى "أن الشعب اللبناني خائف من سلاح وعلى "حزب الله" فهم هذا الموضوع جيداً"، معتبراً أن على الحزب "مهمة أساسية وكبيرة جداً في إعادة الثقة الى اللبنانيين بأن سلاحه لن يوجه الى الداخل". ورأى في حديث أمس الى "وكالة أخبار اليوم"، أن الموالاة "كانت سباقة الى ولوج الحل وبالتالي الى إعطاء الثلث الضامن أو الثلث المعطل كي تبدأ الأمور بالحلحلة تمهيداً لانتخاب رئيس الجمهورية، لكن هذا لا يعني أن الوضع لا يحتاج الى المزيد من العمل، بل هو بحاجة الى عمل دؤوب يومي". وقال: "قد نكون أمام معضلة أخرى هي تأليف الحكومة، ولكن إذا كانت الروح التي سادت في الدوحة وبمساعدة الجامعة العربية وقطر على تخطي الصعاب وتسهيل هذا الاتفاق فلا يمكن إلا أن يكون هناك حلحلة في موضوع الحكومة والسير قدماً، لأن ذلك يحمي المنطقة كلها وتحديداً الدول العربية".  وأكد أن "لا ربط ما بين الإعلان عن المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية وبين اتفاق الدوحة"، موضحاً أن "الموضوع السوري ـ الإسرائيلي كان معروفاً سابقاً، وبالتالي ليس مفاجئاً أن تبدأ الآن مثل هذه المفاوضات التي اعترف بها السوري والإسرائيلي والتركي منذ فترة طويلة، علماً أن هذه المفاوضات قائمة منذ العام 2006، بل على العكس فإن تحسين الموقع التفاوضي لأحد هذين الطرفين كان باستمرار الأزمة في لبنان الى حين حلها مع الحل الذي قد يحصل بين دمشق وتل أبيب". واعتبر أن البحث في موضوع السلاح "يجب أن يكون خارج سلاح "حزب الله" وبالتالي على هذا الحزب مهمة أساسية وكبيرة جداً في إعادة الثقة الى اللبنانيين بأن سلاحه لن يوجه الى الداخل، وهذه نقطة صعبة جداً وبحاجة الى مجهود كبير إذا وجدت النية الحسنة للقول للبنانيين "لا تخافوا"، وهذا الأمر لا يكون عبر مرسوم أو بيان. إن الشعب اللبناني خائف وعلى "حزب الله" فهم هذا الموضوع جيداً. لكن هذا لا يعني على الإطلاق أنه يجب بحث سلاح الحزب في الوقت الحاضر لا من خلال استراتيجية كبيرة أو صغيرة". ودعا الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله إلى "أخذ المقاومة إلى خارج الداخل، وبالتالي لا يكون له أي علاقة لا بالمجلس النيابي ولا بالحكومة لكي يحمي المقاومة". ورأى أنه "من المبكر تهنئة الرئيس العتيد لأنه بحاجة الى الصلاة والتضرع الى الله كي يساعده في هذه المهمة الصعبة والدقيقة". وأوضح أن "قيادة البلد تختلف كلياً عن قيادة الجيش".

وأبدى تخوفه "من الاغتيالات واستمرار وجود خطر كبير"، مشيراً الى أن "الوضع الأمني يرتبط بتقدم المسألة السياسية والوطنية، وقرار الأمن يأتي من فريق خارجي وهو "عدة الشغل" لتحسين موقف هذا الفريق أو ذاك، وليس مرتبطاً بمؤشرات سحب بعض العناصر أو بإضافة بعضها الآخر أو بحواجز جيش هنا وهناك، بل هو مناخ عام يمكن أن نشعر به من دون أي مؤشرات".

وعما إذا كانت التحالفات الانتخابية للعام 2009 ستتغير خصوصاً بعد التقسيمات الجديدة لبيروت، اعتبر أن "الأجواء التي يمكن أن تحصل قد تخلق تحالفات جديدة أو على العكس". وقال: "لا يمكن أن نتوقع شيئاً الآن لأن الأمر يتوقف على تقدم الحالة السياسية وتقدم الحل، فإذا لم يتقدم الحل كيف ستتم الانتخابات؟".

 

كفانا جلداً للذات

المستقبل - الجمعة 23 أيار 2008 - خالد العلي

طالما يحلو للبعض أن يطلق على المرحلة الراهنة "مرحلة انتقالية" فلا بد من التأني في قراءة طبيعتها والمكوّنات الأساسية التي من شأنها المساعدة في وضع اللبنات الأولى للمستقبل. صحيح أن تلك اللبنات وضعت في الطائف وتحوّلت الى دستور، إلا أن مرحلة الوصاية السورية والظروف التي سيطرت على البلد بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري حجبت الرؤية عنها وجعلت قابلية تطبيقها متعثرة بعض الشيء، إن لم نقل مستحيلة في بعض الأحيان، الأمر الذي أوصل البلد الى الطريق المسدود فعلاً والذي فتحت فيه كوة باتجاه الدوحة حيث أعلن اتفاق أجمع الكل على أنه في مصلحة لبنان وأنه أخذ من سائر الفرقاء ليعطي الوطن. وعلى الرغم من ذلك يحاول كل فريق في دوائره الضيّقة أن يدعي أنه انتصر أو أن البعض يروّج أنه انهزم فما هي مقاييس النصر أو الهزيمة؟

مصدر سياسي تابع مجريات مؤتمر الدوحة دعا الى وضع مقاييس لتحديد هاتين المسألتين وعما إذا كان ثمة شيء آخر غير مفهوم الدولة ومدى مقاربة اتفاق الدوحة لهذا المفهوم يمكن أن يحدد الرابح أو الخاسر استناداً الى ما كانت عليه الأطراف قبل الاتفاق إيديولوجياً وعملياً. فالإجابة الواقعية عن رأي هذا الفريق أو ذاك بالدولة كمفهوم وخيار وتعاط يحدد قرب أو بعد الفريق عن النصر أو الهزيمة.. فهل كان فريق الرابع عشر من آذار ضد "تطبيق القانون واحترام سيادة الدولة على المناطق اللبنانية كافة"، بالتأكيد لا وربما الآخرون لهم رأي آخر في كيفية التطبيق والاحترام.. فقد جاء نص اتفاق الدوحة متناغماً بشكل كلي مع ما كانت تفكر فيه وتعمل من أجله الأكثرية، وهذا ما تم الاتفاق عليه في قطر وصدر في نص مكتوب وأضيفت به فكرة احترام سيادة القانون وحماية القضاء وجعله قادراً على تنفيذ مهماته.. ألا يشكل هذا النص انتصاراً لمن كان يؤمن ولا يزال بالقانون والسيادة والعدالة والقضاء العادل؟ فإذا كانت هذه الفقرة انتصاراً للبنان فهي بالتأكيد انتصار لمن كانت هذه الشعارات الواقعية ولا تزال خيارات أساسية في حياته السياسية.

ويضيف المصدر، متسائلاً من هو المنتصر عندما يتحدث اتفاق الدوحة عن ".. حظر اللجوء الى استخدام السلاح أو العنف أو الاحتكام إليه فيما قد يطرأ من خلافات أياً كانت هذه الخلافات وتحت أي ظرف..."؟ بالتأكيد لبنان الوطن والدولة لكن على مستوى الأفرقاء المنتصر هو فريق الرابع عشر من آذار لأن خياراته الفعلية لم تكن على صلة بالسلاح أو بأي نوع من استخداماته. وإذا كان متهماً بغير ذلك فجماهير هذا الفريق تعرف ذلك وهي في النهاية المرجع.

ويقول المصدر صلح الدوحة الذي يدعو الى استمرار عقد الشراكة بين اللبنانيين في إطار نظام ديموقراطي وحصر السلطة الأمنية والعسكرية على اللبنانيين والمقيمين بيد الدولة بما يشكل ضمانة لاستمرار صيغة العيش المشترك، من كان يستهدف أو من كان المقصود أنه خالف هذه القواعد؟! بالطبع التزام هذه التوجهات المفصلية في حياة أي شعب أو دولة يعتبر انتصاراً لهذا الشعب وتلك الدولة، ففريق الرابع عشر من آذار قاتل ودفع شهداء تحت هذه العناوين فيما الآخرون وقفوا لأسباب كثيرة متروكة مناقشتها لحقبات أخرى من التاريخ ـ في مواجهة تلك القواعد، فمن يكون المنتصر إذاً؟؟!

وأردف المصدر يقول صحيح ان اتفاق الدوحة تحدث عن "تعهد الأطراف بالامتناع أو بعدم العودة الى استخدام السلاح أو العنف..." فهل فريق الرابع عشر من آذار هو المعني بهذا البند؟ وهل استخدم سلاحاً لتحقيق مكاسب سياسية أو غير سياسية؟ بالتأكيد لا ومن استخدم السلاح لهذه الأغراض يعرف جيداً أن أحداً لم يستخدمه في مواجهته إلا في حدود ضيقة جداً، فمن المنتصر إذاً بعد لبنان؟ فاستناداً لاتفاق الدوحة فتح الحوار وسيستكمل حول "تعزيز سلطات الدولة على كافة أراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات..." فلقد وضعت قضايا القداسة من سلاح وغيرها على طاولة الحوار بعد سنوات وسنوات من التهديد والوعيد للدولة تحت شعارات معينة أليس الحوار وموضوع الحوار مكسباً لجميع اللبنانيين وللبنان ولفريق الرابع عشر من آذار على وجه التحديد؟! فلم ننسَ بعد شعارات هذا الفريق والدم الذي قدمه لإبقائها مرتفعة وفاعلة وذلك عن طريق التزام الحوار خياراً استراتيجياً.

ويعتبر المصدر أن التوافق على قانون للانتخاب ولمرة واحدة انتقالية مكسب للخيار الديموقراطي الذي يلتزمه فريق الرابع عشر من آذار حيث لم تكن الخيارات متعددة في الدوحة بل كانت ضيقة وأمكن انتقاء الأفضل، فعوض التركيز على التقسيمات فليعمل على سياسة الحوار مع كتل شعبية هي الآن في غير موقعها الطبيعي أو التقليدي، وربما مضغوط على أمرها. فعوض الندب على التقسيمات فليطلق العمل السياسي على قاعدة تحصين التقسيمات تمهيداً للعمل على إنتاج قانون في المرحلة المقبلة ثابت يعكس حقيقة القوى السياسية فلا يعقل أن يستمر الخلاف حول من هي الأكثرية ومن هي الأقلية.

ويتوقف المصدر أخيراً عند الثلث الضامن أو المعطل فيقول انه ثلث "معطَل"، فإذا كانت الأفلية راغبة في التعطيل وهي وقعت على أنها لن تستقيل أو تعوق فما تمثله لن يقوى على إعاقة عمل حكومة الأكثرية فهي تستطيع أن تحكم بالـ16 وزيراً إذا أخلت الأقلية بالتزاماتها وبالتعاون مع حصة رئيس الجمهورية... أما استخدام الثلث في القضايا الرئيسة التي ينص عليها الدستور فهو لن يحدث لأن تلك القضايا أو بعضها وضع له نص في اتفاق الدوحة يحضر للحوار. وفي مطلق الأحوال بدعة الثلث لم تكرس إنما اتبعت لمرة واحدة وبعد الانتخابات المقبلة يطلق العنان للمنطق الديموقراطي، أليس في ذلك انتصار أيضاً لفريق الرابع عشر من آذار، فنص الدوحة أعطى الثلث وعطله لمصلحة البلد، والمعارضة حتى إشعار آخر ملتزمة بهذه المصلحة الخاضعة لنقاش وحوار لا بديل عنه وإلا الجميع في الموالاة والمعارضة يعرف ما هو البديل وكان ثمة فرصة لهذا البديل وسقطت قبل أن يسقط لبنان. وأخيراً ألم يكن التوافق وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في مصلحة فريق الرابع عشر من آذار على الرغم من توافقية الرئيس العتيد، صحيح ان العبرة في التنفيذ لكن كفانا جلداً للذات

 

مجلس الأمن يرحب باتفاق الدوحة وبحظر استخدام السلاح

المستقبل - الجمعة 23 أيار 2008 - نيويورك ـ سامر رزق

تبنى مجلس الأمن الدولي الخميس مشروع بيان اقترحته فرنسا أعاد التأكيد على دعم المجلس "جميع قراراته المتعلقة بلبنان". ورحب المجلس "بقوة باتفاق القادة اللبنانيين في الدوحة وباجماع أعضائه على "الاتفاق على حظر استخدام السلاح والعنف لتسوية النزاعات" في لبنان.

وبرزت اعتراضات داخل المجلس خلال المداولات المغلقة على تحديد القرارات الدولية المتعلقة بلبنان في متن البيان، وتحديداً القرارات 1550 و1680 و1701 حيث رفضت دول أعضاء منها روسيا وليبيا وجنوب أفريقيا ذكر هذه القرارات بأرقامها، ما دفع بفرنسا صاحبة الاقتراح الى الموافقة على التعديل حرصاً على الاجماع اللازم لتبني البيان. وأمل رئيس مجلس الأمن السفير البريطاني جون ساورز أن "يجلب الاتفاق الاستقرار الى لبنان من خلال فتح المطار ووقف معاناة الشعب اللبناني" وبـ"تطبيق الاتفاق بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية الأحد، وبدء عملية بناء وحدة لبنان" وفق اتفاق الدوحة.

واعتبر رئيس مجلس الأمن أن تحديد القرارات المتعلقة بلبنان كان ليكون أفضل لكن "المهم هو وضوح البيان باعتباره رسالة الى جميع الفرقاء في لبنان بأن اتفاق الدوحة يجب أن يطبق". والاتي نص بيان مجلس الأمن:

"يهنئ مجلس الأمن قادة لبنان وشعبه، ويدعم بقوة ويرحب بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في الدوحة برعاية الجامعة العربية، والذي يؤسس لخطوة أساسية نحو حل الأزمة الحالية، وعودة عمل المؤسسات الديمقراطية اللبنانية، واستكمال إعادة بناء وحدة لبنان واستقراره.

يثمن المجلس جهود الجامعة العربية وخصوصاً اجتماع وزراء الخارجية، بقيادة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والأمين العام عمرو موسى، لمساعدة القادة اللبنانيين للتوصل الى الاتفاق.

يرحب المجلس بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى تأسيس حكومة وحدة وطنية، ووضع قانون انتخاب، بناء على مبادرة الجامعة العربية، وكذلك قرار مواصلة الحوار الوطني بما يقوي سلطة الدولة على كامل أراضيها، بطريقة تضمن سلامة الدولة والشعب اللبنانيين. ويرحب بالاتفاق على حظر استخدام السلاح والعنف لتسوية المنازعات، بغض النظر عن طبيعتها وتحت أي ظرف.

يدعو المجلس الى تطبيق الاتفاق بكامله، بما يتوافق مع مبادرة الجامعة العربية، وبالتوافق مع اتفاق الطائف وجميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان وجميع بيانات رئاسة مجلس الأمن المتعلقة بالوضع في لبنان. يعيد مجلس الأمن التأكيد على دعمه القوي لسلامة أراضي لبنان وسيادته ووحدته واستقلاله السياسي ضمن حدوده المعترف بها دولياً وتحت السلطة الحصرية لحكومة لبنان على كامل أراضيه".

 

انتقل إلى اسبانيا واليوم يلتقي خوان كارلوس ومسؤولين

صفير اختتم زيارة لواشنطن بلقاء حاشد عند السفير:الفرصة مؤاتية للبنان جديد ويجب عدم التفريط بها

واشنطن – من حبيب شلوق: النهار

لاحظ البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير"ان الفرصة مؤاتية للبنان جديد"، داعياً الى عدم التفريط بها. وأكد ان لبنان وجد كدولة لمختلف الطوائف ويجب ان ننجح في اعادة التعددية والديموقراطية التوافقية الى هذه الارض العظيمة، ولو الصغيرة بحجمها".

ألقى البطريرك صفير كلمة في حفلة استقبال تخللها غداء، اقامها سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد في منزله، في حضور السفير البابوي في واشنطن المونسنيور بترو سامبي والكاردينال تيودور ماك كاريك الرئيس السابق لأساقفة واشنطن والنواب الاميركيين اللبنانيي الاصل راي لحود وداريل عيسى ونيك رحال وتشارليز بستاني، ونائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ومساعد نائب الرئيس الاميركي جون هانا ونائب وزير الدفاع الأميركي الجنرال مارك كيميث والسيدة جنيفر غافيتو والسيد مايك سينغ من مجلس الامن القومي والسيد ماثيو ايرفين رئيس مكتب لبنان في الخارجية الاميركية.

كذلك حضر الوزير السابق محمد يوسف بيضون ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ومدير مكتب شركة "طيران الشرق الاوسط" اديب قسيس ورئيس جامعات القديس يوسف في العالم الأب لوري والملحق العسكري في السفارة اللبنانية العميد نبيل نصر والسفير كلوفيس مقصود والدكتور إد صوما والمسؤول في تيار "المستقبل" رفيق البزري وامال مدللي، ورئيس مقاطعة اميركا الشمالية في "القوات اللبنانية" جوزف جبيلي والمسؤول في "التيار الوطني الحر" انطوان حداد، والدكتور وليد معلوف، وحبيب الدبس والسيد سالم بيضون والعميد فارس صوفيا.

والقى الكاردينال ماك كاريك كلمة رحب فيها بـ"الصديق البطريرك صفير" الذي "يزيد كل يوم شباباً"، واثنى على "جهوده ووطنيته وسهره الدائم على رعيته ليس في لبنان فقط بل في العالم اجمع، وما وجوده اليوم  بيننا إلا اثبات لذلك".

وألقى السفير شديد كلمة رحب فيها بالبطريرك، وقال: "انه يحمل لبنان وهمومه اينما حل ليدافع عن قضاياه المحقة وهذا ما فعله اليوم في لقائه رئيس الولايات المتحدة جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وبقية المسؤولين الاميركيين". واضاف: "إن قدومكم الى واشنطن يا غبطة البطريرك هو فأل خير، فأنتم هنا في يوم الفرح اللبناني، فرح التوصل الى الاتفاق في الدوحة حيث اتفق القادة اللبنانيون على تناسي خلافاتهم وحلها وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وقد باركتم هذا الاتفاق وما فتئتم تنادون منذ اللحظة الاولى بعدم ابقاء سدة الرئاسة فارغة ونبهتم الى خطر هذا الوضع، وها هم اليوم يتوجون مؤتمر الدوحة باتفاق يحمل الخير والسلام الى ربوع الوطن. ومن هنا، من هذه الارض اللبنانية في الولايات المتحدة، وبحضوركم يا صاحب الغبطة نهنئ انفسنا واللبنانيين عموماً بهذا الاتفاق ونتمنى لفخامة الرئيس المقبل الجنرال ميشال سليمان كل التوفيق لقيادة الوطن الى برّ الامان".

كلمة صفير

ثم كانت كلمة للبطريرك، قال: "انه لفرح ان نتشارك بعض الوقت في ضيافة سعادة السفير وزوجته والموظفين الكرام في السفارة. بعد نجاح مؤتمر قطر، وجب على كل اللبنانيين واصدقائهم ان يعيدوا الأمور الى وضعها الطبيعي، مجلس النواب والحوار الحضاري واحترام الحقوق والواجبات للدولة، والعمل لديمومة تعايش ليس فقط بحسب القانون ولكن بالعمل ايضاً.

ان الفرصة مؤاتية للبنان جديد، فلا نفرط بها، ولنكن جميعاً بصرف النظر عن الطوائف والمذاهب والاحزاب او تعدد الافكار، مستعدين للنهوض بلبنان بكل قوانا وقدراتنا.

ان لبنان وجد كدولة، لمختلف الطوائف، ويجب ان ننجح في اعادة التعددية والديموقراطية التوافقية، الى هذه الارض العظيمة، ولو صغيرة بحجمها".

واضاف بالعربية: "ايها الاصدقاء، اننا فرحون مثلكم بما حدث في الدوحة وهو ان اللبنانيين قر قرارهم على ان ينتخبوا رئيسهم، بعدما فرغت الرئاسة ولاول مرة طوال ستة اشهر، وكان كل مرة ينتخب الرئيس قبل ان تنتهي مدة رئاسة سلفة بثلاثة اشهر او اربعة او خمسة اشهر، ولكن هذه المرة مضت ستة اشهر وسدة الرئاسة فارغة، وهذا شأن يحزننا ويؤسفنا ولكن الأمل في انتخاب رئيس الاحد المقبل، يفرحنا ويسرنا جميعنا. ان شاء الله ستكون الامور على ما ترغبون.

ان القضية اللبنانية تعرفون ما هي وانها شديدة الوقع علينا جميعاً، والحكومة اليوم منقسمة على ذاتها والمجلس النيابي لم يجتمع منذ زمن بعيد، والمؤسسة الدستورية لم تكن فاعلة، وهذا ما نأسف له، ولكن لبنان سيبقى وطن الايمان والمحبة، والسلام، واننا كلنا نسعى في هذا السبيل. والمحنة التي مرت علينا ستكون قد مرت نهائياً ولعلها تكون علمتنا الا نرجع الى مثل ما كنا فيه من انقسام وسوى ذلك مما يحزننا.

اننا نأمل في ان يكون لبنان وطناً لجميع ابنائه مقيمين ومغتربين وان يكون المغتربون دائماً مشدودين اليه بنظرهم وتوقهم وأعمالهم التي تمد لبنان بما يحتاج اليه من قوة.

لا نريد ان نطيل عليكم الكلام، انما نريد ان نشكركم جميعا لتكونوا دائماً متآلفين على ما رأينا، وحيثما زرنا اللبنانيين، رأيناهم متكاتفين على خلاف ما هو حاصل في لبنان. نسأل الله ان يجمع صفوفكم وان ينهض بلدنا لبنان ليكون دائماً وطن الحرية والسيادة والاستقلال".

وتسلم البطريرك صفير من الدكتور وليد معلوف نسخة من كتابه "قديش كنت خبّرك، خواطر، ذكريات، امل جديد للبنان".

الاكليريكية

وعلى الأثر، توجه البطريرك صفير الى الاكليريكية البطريركية المارونية في العاصمة الاميركية حيث تفقدها، وبعد استراحة ترأس قداساً في كنيسة سيدة لبنان الملاصقة لها، عاونه فيه المطرانان رولان ابو جودة وغريغوري منصور والاب العام ماضي والمونسنيور دومينيك اشقر وسيلي بجاني وجورج سبعلي وميكايل توماس، ولفيف من الكهنة. وأدت الخدمة جوقة الكنيسة بقيادة بيار شاهين. وحضر السفير انطوان شديد والامناء كارلا جزار وزياد عطا الله ووليد حيدر ومروان فرنسيس.

كذلك حضر رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، وممثلون لقوى 14 آذار: الكتائب، الاحرار، "القوات اللبنانية"، "المستقبل"، الحزب التقدمي الاشتراكي، والسيد طوني حداد ممثلاً "التيار الوطني الحر"، واد صوما، وحشد من ابناء الجالية.

والقى المطران منصور كلمة رحب فيها بالبطريرك صفير واثنى على مواقفه و"عمله الدؤوب في سبيل الكنيسة المارونية".

وبعد الانجيل القى البطريرك صفير عظة دعا فيها الى المحبة وتعاون اللبنانيين سواء في لبنان وفي بلدان الانتشار.

ثم كان زياح العذراء ولقاء بين البطريرك وابناء الرعية، شارك فيه الى المشاركين في القداس عدد من الوجوه اللبنانية، منها: جوزف ابي نادر، الدكتور غسان سعد، طوني الحلو، جان رحيّم، بشير خاشقجي، رشيد قيامة، العميد المتقاعد مارون معوض، رمزي ريحاني. وكانت كلمتان للمطران منصور وللمونسنيور اشقر.

الى اسبانيا

وقبل ظهر امس بتوقيت واشنطن (بعد الظهر بتوقيت بيروت)، سافر البطريرك صفير الى اسبانيا حيث سيلتقي اليوم الجمعة بعيد وصوله الى مدريد الملك الاسباني خوان كارلوس ومسؤولين اسبان.

الوصول الى واشنطن

وكان البطريرك صفير وصل الى واشنطن، المحطة الاخيرة من جولته الاميركية، يوم الاربعاء في زيارة ليوم واحد، آتيا من هيوستن، حيث ودّعه رئيس الرسالة اللبنانية في لوس انجلس الاب عبدالله زيدان وكاهن رعية سيدة الارز في المدينة الاب ميلاد ياغي وكهنة الرعية، وعدد من وجوه الجالية بينهم عفيف جبران ونبيل جبران وروني عطاالله.

وفي واشنطن، التي وصل اليها بعد ساعتين ونصف ساعة بالطائرة، استقبل البطريرك صفير والوفد المرافق سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد والمستشارة الاولى في السفارة كارلا جزار، والمطران غريغوري منصور والمونسنيور مايكل توماس والمونسنيور سيلي بجاني والمونسنيور دومينيك الاشقر والاب جيفري عبدالله، وعدد من ابناء الجالية بينهم طوني الحلو وموريس صليبا وسيمون ابي نادر. ولما كان موعد اللقاء مع الرئيس الاميركي لم يحن بعد، انتقل البطريرك صفير والوفد المرافق الى نصب جورج واشنطن القريب من البيت الابيض، وهو نصب على شكل "مسّلة" يخترقه مصعد. و"المسلّة" ترتفع نحو 555 قدماً (نحو 140 متراً) وهو الاعلى بين الابنية في المنطقة، اذ منعت السلطات اقامة ابنية بارتفاعه.

وصعد البطريرك صفير والوفد المرافق الى اعلى النصب، ورأى عبر نوافذ "المسلّة" كل واشنطن بما فيها البيت الابيض ومبنى الكونغرس

 

عون متصلاً به: الأمانة بين يديك

سليمان: سأعمل لحماية الديموقراطية واسرائيل عدوتنا والشعب مع المقاومة

اعلن قائد الجيش العماد ميشال سليمان، "ان عدو لبنان هو اسرائيل والشعب كله مع المقاومة". ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية عنه امس ان "عدونا واحد هو اسرائيل، والشعب كل الشعب مع المقاومة لان العدو الاسرائيلي لا يفرق بين لبناني وآخر". واضاف ان "لبنان قوي وسيبقى قويا بارادة شعبه لقد عشنا مراحل صعبة وخضات كبيرة، لكن اللبنانيين، كل اللبنانيين، كانوا في كل مرة يثبتون انهم فوق الجروح وفوق الالم بدعم من اشقائهم العرب واصدقائهم في كل العالم". واعرب عن "تفاؤله بمستقبل مشرق للبنان لان اللبنانيين اختاروا طريق الحياة". وقال انه "سيعمل على حماية الديموقراطية اللبنانية والمكتسبات الدستورية، "وسيكون مع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية الى جانب حماية حرية الرأي وحرية التعبير". ووجه العماد سليمان رسالة الى الكويتيين والخليجيين والعرب جميعا مفادها "ان لبنان بلدكم ونعاهدكم على ان نبقى اقوياء، وسيبقى داعما لقضايا العرب، وان لبنان اذ يشكر الدعم العربي فانه يأمل ان يستمر هذا الدعم لان لبنان في حاجة الى اشقائه العرب". الى ذلك اتصل النائب العماد ميشال عون بقائد الجيش وهنأه بالرئاسة، وابلغه تقديم كل الدعم، وقال له: "الامانة اصبحت بين يديك". واستقبل سليمان في مكتبه امس رئيس هيئة الاركان المشتركة الكورية الجنرال تي يونع كيم على رأس وفد عسكري، وتناول البحث مهمة وحدة بلاده العاملة ضمن قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، وعلاقات التعاون العسكري بين الجيشين الصديقين. كما التقى المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وتداول معه الاوضاع العامة، وتضافر جهود المؤسستين لتثبيت مسيرة الامن والاستقرار في البلاد.

• أبرق نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى والنائب السابق عمر مسقاوي الى العماد سليمان مهنئا اياه باجماع الأمة على انتخابه رئيسا للجمهورية.

 

اتفاق الدوحة أحبط المحاولة الانقلابية الجديدة

تفاهم عربي - دولي: سلاح "حزب الله" مشكلة إقليمية لا داخلية

النهار/عبد الكريم ابو النصر

"أحبطت المجموعة العربية محاولة الانقلاب الجديدة التي أراد نظام الرئيس بشار الاسد تنفيذها في الساحة اللبنانية وتمكنت بجهودها وتدخلها المباشر المدعوم دوليا من اقامة مظلة حماية سياسية وديبلوماسية للبنان قابلة للتحول مظلة حماية عسكرية عبر ارسال قوة امنية عربية الى هذا البلد في حال استخدم حزب الله سلاحه مجددا في الصراع السياسي مع الغالبية. وقد كرس ذلك كله اتفاق الدوحة الذي تم التوصل اليه بين الغالبية والمعارضة في مؤتمر الحوار الوطني الذي رعته وشاركت فيه اللجنة الوزارية العربية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري وعمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية، وهو اتفاق ادى الى اعادة تركيب السلطة على اسس جديدة تشمل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتفاهم على قانون جديد للانتخاب مقبول من الطرفين".

هذا ما اكدته لنا مصادر ديبلوماسية عربية واوروبية وثيقة الاطلاع في باريس، واوضحت ان اتفاق الدوحة استند الى صيغة "لا غالب ولا مغلوب" والى التفاهمات والمبادئ الاساسية الآتية التي تم التوصل اليها بين الدول العربية المعنية بالامر:

اولا، ليس ممكنا تأمين تغطية عربية لاستخدام السلاح في الصراع السياسي الداخلي، بل من الضروري والحيوي، لبنانيا واقليميا، ضمان عدم اعتماد "حزب الله" مجددا على سلاحه لمحاولة تحقيق مكاسب سياسية.

ثانيا، ليس ممكنا تأمين تغطية عربية لقيام اي طائفة بمحاولة الهيمنة على طوائف اخرى لان ذلك يفجر لبنان ويدفعه الى الحرب الاهلية.

ثالثا، ليس ممكنا تأمين تغطية عربية لانتهاك الدستور واتفاق الطائف بالقوة وتجاهل نتائج الانتخابات النيابية الحرة لان ذلك يهدد النظام اللبناني والوحدة الوطنية.

رابعا، ليس ممكنا تأمين تغطية عربية لهيمنة سوريا مجددا على لبنان، او لتعطيل المحكمة الدولية او للتراجع عن تطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة.

وذكرت المصادر ان قطر قامت "بدور عربي" وبجهود استثنائية من اجل التوصل الى اتفاق الدوحة، وان اعضاء اللجنة الوزارية العربية لاحظوا ان القيادات اللبنانية المختلفة تشعر بقلق شديد على المستقبل وانهم لم يلمسوا لدى قادة المعارضة "الشعور بالانتصار بل لمسوا لديهم تخوفا جديا من عواقب استخدام السلاح في الصراع السياسي بسبب تركيبة لبنان المعقدة والدقيقة".

وقد حذر مسؤول عربي كبير في هذا المجال من ان تراجع "حزب الله" عن التزامه الخطي المقدم الى الوفد الوزاري بعدم استخدام السلاح لتحقيق اهداف سياسية سيعطي حينذاك شرعية ومبررات قوية لارسال قوة عسكرية عربية الى لبنان من اجل حماية بيروت والمناطق والمواقع المهددة. ومن اجل ضمان السلم الاهلي فيه "لان المجموعة العربية لن تسمح بسقوط لبنان وانهياره كدولة".

واكد هذا المسؤول العربي "ان ثمة تفاهماً عربياً - دولياً غير معلن مفاده أن سلاح حزب الله ليس شأنا لبنانيا داخليا"، وشأنا سوريا – ايرانيا فحسب، بل اصبح، نتيجة استخدامه في الداخل، مشكلة عربية – اقليمية جدية، وخصوصا ان دولا عربية عدة تواجه، بصيغ مختلفة، حركات مسلحة مدعومة من الخارج وتعمل على اضعاف السلطة الشرعية واطاحة النظام فيها. وعلى هذا الاساس تم التفاهم على تأمين رعاية عربية حازمة لمشكلة سلاح حزب الله وبحيث تشارك الجامعة العربية فعليا وجديا في الجهود المبذولة من اجل ايجاد آلية ملائمة ومحددة وتوفير ضمانات كافية لحماية النظام اللبناني واللبنانيين من احتمال استخدام الحزب مجددا سلاحه في الداخل، لان اي تساهل في هذا المجال سيجعل الدول العربية مسؤولة عن اندلاع حرب اهلية في لبنان".

الخطة الانقلابية

وفي هذا المجال كشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع ان المعلومات التي تلقتها حكومات وجهات عربية وغربية من بيروت ودمشق وطهران وعواصم اخرى تؤكد ان نظام الاسد كان يريد، وبالتفاهم مع مسؤولين ايرانيين بارزين، ان يواصل "حزب الله" تنفيذ انقلابه المسلح حتى النهاية لتحقيق مجموعة اهداف اساسية للسوريين وحلفائهم، واوضحت المصادر ان الخطة الانقلابية التي بدأ تنفيذها فعليا يوم 7 ايار اعدت بعناية ومنذ اشهر، وقد تم اتخاذ القرار النهائي بتنفيذها "في اقرب وقت ممكن وحين تسمح الظروف بذلك" بعد القمة العربية التي عقدت في دمشق في آذار الماضي، وتميزت بغياب قادة الدول العربية البارزة والمؤثرة احتجاجا على سياسات النظام السوري. واشارت المصادر الى ان هذه الخطة الانقلابية تشكل "تطويرا نوعيا" للخطة الانقلابية التي اراد السوريون تنفيذها عبر حلفائهم ضد حكومة فؤاد السنيورة والغالبية في خريف 2006 وكانت تقضي بالقيام آنذاك بزحف شعبي على السرايا لاسقاط الحكومة بالقوة على ان يقوم المقاتلون المسلحون بدور داعم "للانتفاضة الشعبية". واكدت المصادر ان الخطة الانقلابية الجديدة التي بدأ تنفيذها يوم 7 ايار كانت ذات طابع عسكري – ترهيبي – اذلالي اكثر مما كانت ذات طابع شعبي، واراد السوريون من خلالها تحقيق الاهداف الاساسية الآتية:

اولا، توجيه ضربة عسكرية ومعنوية كبيرة الى زعيم الغالبية النيابية سعد الحريري والى حليفه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من خلال السيطرة عسكريا وبشكل مفاجئ على بيروت الغربية وكذلك من خلال اقتحام الجبل وخصوصا منطقة الشوف وعاليه والحاق الدمار بعدد كبير من المؤسسات والمنشآت المدنية التابعة للزعيمين واثارة الرعب في نفوس الاهالي، وتقضي الخطة ايضا بتجنب القيام في المرحلة الاولى باي عملية اقتحام للمناطق المسيحية وتأجيل هذا الامر الى مرحلة لاحقة. ويرافق ذلك كله تطويق السرايا والتهديد باقتحامها اذا لم تستقل الحكومة، وتنفيذ اجراءات وخطوات ضد شخصيات من الغالبية وضعت قائمة باسمائها.

ثانيا، مطالبة قيادة الجيش بعد ذلك بان تتسلم السلطة بصورة موقتة لان المؤسسات الدستورية معطلة ومشلولة، ويتم بعد ذلك تشكيل حكومة موقتة مهمتها الاعداد لاجراء انتخابات نيابية مبكرة في ظل الامر الواقع الجديد الذي تكون المعارضة فرضته، ويتم اختيار رئيس الجمهورية بعد هذه الانتخابات وفي ضوء نتائجها. واذا ما رفضت قيادة الجيش تنفيذ مطلب الانقلابيين هذا، خوفا من حدوث انقسام عميق في المؤسسة العسكرية، فان الفوضى الامنية ستعم البلاد مما يتيح لحلفاء سوريا المسلحين التحرك بحرية اكبر وتنفيذ مجموعة من العمليات لمحاولة تعزيز مواقعهم في الساحة اللبنانية.

ثالثا، راهنت القيادة السورية على ان هذه التطورات الخطرة ستدفع الدول العربية والاجنبية المعنية بمصير لبنان الى الاتصال بالمسؤولين السوريين من اجل التفاوض والتفاهم معهم على صيغة يحصل بموجبها نظام الاسد على تفويض عربي ودولي لادارة شؤون هذا البلد من جديد، سواء مباشرة او عبر حلفائه وبدعم قوي منه، وهو ما ينهي حينذاك حكم القوى الاستقلالية ويعيد الاوضاع الى ما كانت قبل الانسحاب السوري من لبنان في نيسان 2005.

رسائل متبادلة مع اسرائيل

واكدت المصادر ذاتها ان النظام السوري بذل جهودا كبيرة لتأمين الظروف الملائمة، عربيا واقليميا ودوليا، لنجاح هذه الحركة الانقلابية المسلحة، فالمسؤولون السوريون قدموا، من جهة، تطمينات الى الحكومة الاسرائيلية عبر الوسيط التركي مفادها ان "حزب الله" لن ينفذ اي هجوم على اسرائيل في المرحلة المقبلة سواء للانتقام لتصفية احد قادته البارزين عماد مغنية الذي تؤكد مصادر ديبلوماسية فرنسية ان اسرائيل هي التي اغتالته، او لاي سبب آخر. لكن المسؤولين الاسرائيليين حذروا الاسد، عبر الوسيط التركي، من المخاطر الكبرى التي يمكن ان تنتج من سيطرة "حزب الله" على لبنان. وحاول المسؤولون السوريون، على الصعيد العربي، منع عقد مؤتمر طارئ لوزراء الخارجية العرب الذي دعت اليه مصر والسعودية لمناقشة الوضع اللبناني، وشددوا على ان الصراع في لبنان "شأن داخلي" وذلك لاعطاء الفرصة الكاملة لـ"حزب الله" لحسم المعركة عسكريا. لكن هذه المحاولة السورية فشلت اذ تم عقد هذا المؤتمر الوزاري العربي الذي قاطعه وزير الخارجية السوري وليد المعلم ثم حاول السوريون منع صدور قرار عن هذا المؤتمر الوزاري العربي يؤكد رفض استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية في لبنان، ففشلوا اذ ان هذا القرا ر صدر. وحاول المسؤولون السوريون منع تشكيل لجنة وزارية عربية تعمل على حل الازمة اللبنانية في الاطار العربي ومن دون عقد اي صفقة مع دمشق، ففشلوا ثم تقبلوا على مضض تشكيل هذه اللجنة برئاسة الشيخ حمد بن جاسم وعمرو موسى. ووفقا لديبلوماسي عربي بارز "فليس صحيحا ان تولي الشيخ حمد بن جاسم رئاسة اللجنة العربية هو انتصار ديبلوماسي لسوريا لانه قريب من الاسد، من جهة لان الشيخ حمد يرئس هذه اللجنة مع عمرو موسى، ومن جهة ثانية لانه يقوم بدور عربي وليس بوساطة قطرية، ولانه عضو في لجنة وزارية عربية تضم وزراء خارجية ثماني دول اخرى".

وعلى الصعيد الدولي عمل السوريون مع بعض الجهات الدولية على منع صدور قرار عاجل عن مجلس الامن يفرض عقوبات جديدة عليهم ويوجه انذارا دوليا رسميا الى "حزب الله" يحذره فيه من العواقب الوخيمة لمواصلة حركته المسلحة. وما حدث هو ان الدول الكبرى المعنية بالامر قررت اعطاء الاولوية والفرصة الكاملة للوفد الوزاري العربي لوقف انقلاب "حزب الله" ولمعالجة الازمة اللبنانية بالوسائل الديبلوماسية.

لكنها في الوقت نفسه حذرت من انها ستتدخل بحزم لانقاذ لبنان ومنعه من السقوط في قبضة المحور السوري – الايراني في حال فشلت الجهود العربية، وشددت في اتصالاتها مع الجهات المعنية على انها تضع في حساباتها خيارات عدة منها فرض عقوبات قاسية جديدة على النظام السوري ومنها احتمال استخدام القوة العسكرية، ومنها امكان تشكيل قوة دولية، وقوة عربية – دولية لتأمين الحماية لبيروت ومناطق اخرى، ومنها احتمال منح قوة اليونيفيل تفويضا جديدا لمنع انهيار الاوضاع في لبنان.

هذه العوامل كلها ساهمت في وضع حد للحركة الانقلابية المسلحة.

وضمن هذا الاطار كشف ديبلوماسي عربي بارز ان الجهات العربية المعنية بمصير لبنان "رفضت بشكل حازم منطق النظام السوري وحلفائه القائل ان الحسم العسكري لمعركة بيروت لمصلحة "حزب الله" والمرتبطين به يعكس حقيقة موازين القوى الداخلية في لبنان، وان اي حل سياسي يجب ان يأخذ هذا الامر في الحساب. وحذرت هذه الجهات العربية في اتصالاتها المختلفة، من ان هذا المنطق السوري خطر وخاطئ، من جهة لانه لم تقع معركة حقيقية في بيروت بل ان ما حدث هو هجوم مسلح مباغت نفذه "حزب الله" وحلفاؤه ضد مواطنين عاديين وضد انصار الغالبية الرافضين القتال والانجرار الى الحرب الاهلية، ومن جهة ثانية لان الشعب اللبناني هو الذي يحدد وحده وفي انتخابات حرة موازين القوى الحقيقية وليس السلاح، ومن جهة ثالثة لان هذا المنطق السوري يلغي مبدأ التداول السلمي في السلطة ويهدد بالتالي النظام اللبناني ككل والسلم الاهلي والوحدة الوطنية ويشجع الافرقاء اللبنانيين على استخدام العنف والقوة المسلحة لتسوية خلافاتهم بدلا من اعتماد الحوار والسعي الى التوصل الى حلول وتفاهمات مقبولة تؤمن مصالح جميع الافرقاء".

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

 

 عزل اتفاق الدوحة عن العوامل الإقليمية تبسيط! الثلث للمعارضة تعطيل واقعي في خانة الرئاسة

روزانا بومنصف     

النهار/تبدو الازمة في لبنان بسيطة وكذلك حلها عندما ينبري من يتساءل عما اذا لم يكن ممكنا الوصول الى هذه التسوية التي حصلت قبل سنة ونصف سنة او حتى قبل اشهر، خصوصا بعد مشهد العناق بين الافرقاء اللبنانيين في الدوحة. ذلك ان في هذا التبسيط تجاهلا لعاملين مهمين: الاول ان الازمة السياسية، على رغم صعوبتها خلال هذه المدة الطويلة، كانت لا تزال تخضع لاصول وقواعد جرى خلالها تسجيل سوابق ليس من السهل تجاهلها مثل اقفال مجلس النواب او رفض السياسيين لقاء او استقبالا بعضهم لبعض، لكنها بقيت ازمة في اطار سياسي حتى اخرجها "حزب الله" الى احتمالات الفتنة المذهبية الداخلية والحرب الاهلية. علما ان تساؤلات كثيرة لا تزال تطرح اذا ما كان اعطي الضوء الاخضر لتحويل سلاحه نحو الداخل بعد ممانعة طويلة في هذا الاطار هي من اجل ترتيب وضعه نتيجة التفاهم بين ايران وبعض الدول الغربية وتحديدا الاميركيين في العراق، لأن اي مكاسب سياسية له لن تسجل الا "على الحامي" او ان تحركه لتحقيق المكاسب استباقي انما في الاطار نفسه في ظل "تفهم" غربي حتى من الدول الداعمة لقوى الاكثرية في لبنان بان التسوية لن تحصل إلا على هذا الاساس، لكن ليس ضرورة بالموافقة على الاسلوب الذي اعتمد في اجتياح بيروت والجبل.

والامر الآخر ان للازمة امتدادات اقليمية ودولية لم تبد واضحة في اللقاءات التي عقدت في قطر، علما ان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لم يتول الوساطة بين اللبنانيين الا بعد موافقات كثيرة جدا في القاهرة وقبل وصوله الى بيروت اولا ثم خلال الاجتماع الهاتفي لمجموعة "اصدقاء لبنان" ثم خلال مكوكيته التفاوضية بين الافرقاء اللبنانيين في الدوحة، حيث كشف القطريون ان الاتصالات التي كان يجريها رئيس الوزراء لم تتوقف ابدا مع ايران وسوريا وفي كل الاتجاهات. فالاطار الاقليمي كان محددا لطبيعة الازمة في لبنان ونضج بعض عوامله او تم انضاجها على وقع وصول لبنان الى الحرب الاهلية واحتمال جره المنطقة معه الى ذلك، ثم على وقع بعض التحركات في المنطقة كالمفاوضات الاسرائيلية - السورية عبر تركيا والتي اعلن استئنافها رسميا في موازاة الاعلان عن اتفاق الدوحة، مما يعني ان التحضيرات لهذه المفاوضات دائرة في الكواليس منذ اسابيع لا بل منذ اشهر. كما ان الاتفاق الاميركي - الايراني في العراق بدا ايضا الاطار الذي يمكن ان يؤدي الى متغيرات في لبنان. ولذلك تفيد معلومات بعض المطلعين ان الاميركيين رموا بثقلهم من اجل انجاح صيغة التسوية التي تم الاتفاق عليها في الدوحة واصروا على ضرورة ان ينجح التفاوض باي ثمن في حين يؤكد بعض آخر انهم وافقوا على كل سطر من هذه الصيغة ولم يعترضوا على اي بند فيها بما في ذلك البند المتعلق باعطاء المعارضة الثلث المعطل الذي يعد المؤشر الرئيسي الى مكاسب للمعارضة على حساب الاكثرية نتيجة ممانعة طويلة عن اعطاء الثلث المعطل في الحكومة وهو في الواقع امر خطر جدا على النظام البرلماني والديموقراطي في لبنان ويجب ان يسجل من ضمن اتفاق الضرورة المرحلية وليس السابقة العرف التي لا عودة عنها.

فالثلث المعطل هو افتئات على صلاحيات رئيس الجمهورية تحديدا ايا يكن، والحؤول دون ان يكون حكما بين اللبنانيين في حين ان المبادرة العربية في احدى مراحلها اعطت رئيس الجمهورية للمرة الاولى صلاحيات اخذها منه اتفاق الطائف ولكن لم تتم الافادة منها ولم تحصن، خصوصا من الافرقاء المسيحيين في شكل اساسي قبل الاخرين لأن موقع الرئاسة الاولى كان سيكون مؤثرا في اي صيغة مختلفة عن ثلث معطل لاي من الافرقاء.

وتجدر الاشارة في هذا السياق الى عتب وأسف من كثيرين خصوصا من خارج لعدم امساك المسيحيين بهذه الفرصة، لا في المعارضة ولا في الاكثرية من اجل ان تكون هي القضية لدى المسيحيين قبل اي شيء آخر. وهي فرصة اهدرت طوال اشهر فضاق الهامش جدا امام اي تعديل لذلك في اعلان الدوحة، فضلا عن ان عدم دفاع المسيحيين عن قضاياهم نتيجة مصالحهم الخاصة وحساسياتهم الشخصية لا يسمح لأي أحد آخر بان يؤدي هذا الدور بالنيابة عنهم.  ثم ان التعطيل مارسه "حزب الله" واقعا خلال اكثر من سنة ونصف سنة عبر كل ما قام به انتهاء باجتياح بيروت ومحاولة اجتياح الجبل. وهناك من يعتقد ان اعطاء المعارضة الثلث المعطل لم يعد يكتسب الاهمية التي كانت تعلق عليه قبل اسبوعي الحرب الاخيرين في بيروت، من حيث ان موافقة "حزب الله" العلنية الصريحة للمرة الاولى على العماد ميشال سليمان رئيسا جرت بعدما اعتبره كثيرون "ضمان" الرئاسة الاولى بالعمل العسكري "على الارض"، وذلك في ضوء ما جرى مع المؤسسة العسكرية وما اصابها من حيث ان اي نسبة وزارية تعطى لرئيس الجمهورية أكانت وزيرا ام اكثر ستصب في مصلحة ما سيكون الثلث المعطل في الحكومة ، علما ان هؤلاء يعلقون اهمية على اداء رئيس الجمهورية في الاضطلاع بدور يساهم في تعديل هذا الواقع ويعوض بعض هذه الخسارة بشخصه اذا امكن وحسن ادارته للامور.

 

التصدي والممانعة للعرب والصمود لإسرائيل !

عبد الرحمن عبد المولى الصلح     

لا يزال العرب او قسم منهم يدور في فلك التصدي، بعدما ابتدع ذلك القسم اخيرا همروجة جديدة اسمها الممانعة. وللتذكير فقط، فجبهة الصمود والتصدي ابصرت النور ردا على مبادرة الرئيس المصري انور السادات عام 1978، ومن اعضائها: بغداد ودمشق وطرابلس الغرب. والحق، فإن لغة التصدي استعملت غداة تأسيس الكيان الصهيوني في ايار عام 1948، ومنذ ذلك التاريخ والعرب يتصدون ويتصدون، لكن الصمود كان ولا يزال وسيظل لاسرائيل العدوة!

ويا للاسف الشديد، ايضا وايضا، فاسرائيل بارعة، ليس في الصمود فحسب، بل ايضا في قضم الحق العربي، او بالاحرى، الحق الفلسطيني في الاصل، إما عن طريق القوة، او عبر تأثيرها في القرار الدولي عبر اللوبي الصهيوني في اميركا واوروبا. والقوة التي لجأت اليها اسرائيل بدأت بالمجازر. وكيف ننسى مجزرة دير ياسين عام 1948 التي راح ضحيتها 254 مدنيا على يد عصابتي "ارغون" و"شتيرن"، علما ان رئيسي العصابتين الارهابيتين مناحيم بيغن واسحق شامير توليا، بالرغم من سجلهما الاسود، منصب رئيس الوزراء في اسرائيل! ولم يتوقف الامر بالطبع على مجزرة دير ياسين، فقد تبعتها مجازر ومجازر، كان آخرها – وآمل ان تكون الاخيرة – مجزرة غزة التي راح ضحيتها ما يقارب الـ120 قتيلا.

والتصدي، الذي رفع رايته قسم من العرب، لم يثمر الا مزيدا من الخسائر والترحم على المكتسبات التي كان في الامكان تحقيقها لو سلكنا مسلك الواقعية والمنطق بعيدا عن المزايدات الرخيصة. وللتذكير فقط، ومنعا للاطالة، فلو تم تزخيم مبادرة الرئيس المصري الراحل انور السادات وتفعيلها، يومها، لما وصل بنا الحال الى ما نحن عليه. لم تكن في الضفة الغربية مستوطنة واحدة! في حين ان المفاوضات اليوم تتمحور على 80 في المئة من اراضي الضفة، وليس من فلسطين! في الذكرى الستين لانشاء الكيان الصهيوني، تجدر الاشارة الى عاملين كان لهما الدور المؤثر في انشاء اسرائيل واستمرارها:

1 – الدعم الاميركي اللامحدود للكيان الصهيوني.

2 – عجز (او تخاذل) النظام العربي الرسمي، ليس في رسم استراتيجية واضحة المعالم للتصدي الحقيقي والفاعل لاسرائيل فحسب، بل الاسوأ من ذلك، عدم استطاعته استيعاب الخلافات العربية – العربية وحلها.

في ما يتعلق بالعامل الاول، لا ادري سببا رئيسيا حال دون انشاء لوبي عربي فاعل في الاوساط السياسية الاميركية لنصرة القضية العربية خصوصا في ضوء:

- انفتاح المجتمع الاميركي وحريته وشفافية مؤسساته السياسية والثقافية والصحافية، والتي تسمح بمبارزات تؤثر حكما على الرأي العام (يقيني ان وصول باراك اوباما الى ما وصل اليه في الانتخابات الرئاسية الاميركية، وهو الاسود والمسلم الاصل، خير دليل على ذلك، لئلا ننسى ايضا هيلاري كلينتون وهي اول امرأة في التاريخ السياسي الاميركي تصل الى ما وصلت اليه).

- طغيان رأس المال على مجرى القرار الاميركي والذي يتمظهر بالتبرعات للحملات الانتخابية، وبانواع واشكال اللوبيات التي تعمل دون كلل للتأثير في مجرى الامور، من اللوبي الصهيوني الى لوبي التبغ، مرورا بلوبي النفط ولوبي السلاح ولوبي المثليين والى ما هنالك من "لوبيات" لا حصر ولا عد لها.

... وفي هذا الصدد، يذكر الكاتب غور فيدال، على سبيل المثال لا الحصر، ان مليوني دولار، احضرها صهيوني الى متن احدى القاطرت التي كان تقلّ المرشح هاري ترومان في اثناء حملته الانتخابية، كانت السبب الرئيسي للاعتراف السريع باسرائيل! (سليم نصار، "في انتظار 60 سنة اخرى من الصراع العربي الاسرائيلي"، "الحياة" 10/5/2008). ترى، أوَلم يكن في الامكان تخصيص جزء بسيط من الثروة العربية "لشراء" ترومان آخر؟! أوَلم يكن من الاجدى العمل بشكل حثيث وجدي ورصين – في موازاة العمل المسلح – لايجاد مناخات سياسية في الولايات المتحدة لنصرة الحق العربي؟!

الظاهر ان ذلك لم يكن متاحا في ظل طغيان "الثورجية" على الواقعية، وفي ظل رفع شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع. وحده الرئيس الراحل انور السادات ايقن ذلك، ولو متأخرا. فبناء على وثائق الخارجية البريطانية التي نشرتها "الشرق الاوسط – نيسان 2008" يورد السفير البريطاني آنذاك في القاهرة في احد تقاريره، ان من احد اهم اسباب زيارة الرئيس المصري انور السادات للقدس، هو جعل اميركا تتخذ موقفا اكثر انحيازا وعدلا الى العرب. وللتذكير فقط، فنظام التمييز العنصري لم يتفكك، الا حين ايقن "النظام الدولي"، بعد انهيار الحرب الباردة، بعدم ضرورة استمراره.

اما في ما يتعلق بالعامل الثاني، فحدّث ولا حرج. فلائحة الاخفاقات العربية، لا بل الصراعات العربية – العربية طويلة واستعراضها وتبيان محطاتها امر يبعث على الملل والضجر. ولا يختلف اثنان على ان استفحال الخلافات العربية وغياب اجماع عربي (ان لم نقل فلسطيني) اراح اسرائيل وبدد هواجسها.

ثمة اسئلة لا بد من طرحها: كيف تزول اسرائيل، وقد اضحت، لردح من الزمن، "ضرورة" لبعض الانظمة العربية من اجل المحافظة على كينونتها واستمرارها؟ كيف تزول اسرائيل، ما دام الحاكم في النظام العربي الرسمي لا يترك القصر إلا... الى القبر! وهو الذي بإسم الممانعة، يقمع شعبه ويقضي على تطلعاته وآماله، لا بل باسم الممانعة يخاف من تظاهرة او بيان؟! ومهما قيل عن دور المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، فالثابت ان لصندوق الاقتراع في اسرائيل حرمته وشرفه، بينما الانتخابات عندنا اسم على غير مسمى! ولماذا لا تبقى اسرائيل طالما ان بلدا يعتبر ان سيطرته على بلد مجاور وتحكّمه بمساره واستقلاله... احدى ضرورات الامن القومي؟ نكتفي بهذا القدر من الاسئلة لئلا نطيل. لكن السؤال الاخير هو: ما الذي يمنع اسرائيل من الاستمرار، في وقت تستعرض فئة ما عضلاتها العسكرية في بيروت ومناطق اخرى وتمارس "بطولاتها" على فئة اخرى فتجتاح ما تجتاح باسم الممانعة والتصدي للمشروع الاميركي؟!

بناء على ما تقدم، وفي الذكرى الستين لانشاء اسرائيل التي قامت على الحقد، والعنصرية، واغتصاب الارض والاستيطان، يؤسفني القول، والحسرة تعصر قلبي، بأن "التصدي" سيظل ملازماً للعرب، اما الصمود – ويا حسرتي، فهو لاسرائيل!

"فهنيئا"... لاسرائيل، بنا!

 

 إبريق الزيت"

المستقبل - الجمعة 23 أيار 2008 - مصطفى علوش (*)

"غدٌ بظهر الغيب واليوم لي وكم يخيب الظن بالمقبل"(رباعيات الخيام) أحمد رامي

بصراحة، كنت قد أعددت منذ يومين مقالة من "كعب الدست" كالعادة، تدخل في صلب تحليل ما حدث في الأيام السود الماضية، والتي قد تعدّت الألف يوم، لولا ومضات نور زيّنت بعضها. حاولت أن أربط الأحداث ببعضها منذ ما قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى حين "الغزوة الكبرى" التي اجتاحت أبناء بيروت، ولكن اتفاق الدوحة الأخير، ونصيحة الصديق نصير الأسعد بأن هذه المقالة، مع دقّتها، لا تتناسب مع مسار التهدئة، والأهم نصيحة أقرب الناس لي التي أصرّت عليّ بألا أكون دائماً "العنزة السوداء"، أنقذوني من نشر هذه المقالة.

ولكن في الوقت الذي تصدّرت عناوين الصحف شعارات "لا غالب ولا مغلوب" وبدأ التهليل للفارس القادم ليعتلي صهوة الجواد اللبناني الجموح، ارتسمت في خاطري "حكاية إبريق الزيت". وللذين لا يعرفونها فهي حكاية مشهورة في المشرق ترويها الأمهات والجدّات المتعبات من عمل النهار للأطفال لكي يناموا بداعي الرتابة والملل من سؤال: "إن قلت إيه، وإن قلت لأ، بحكيلك حكاية إبريق الزيت؟" وهكذا يتكرر السؤال حتى يغفو الأطفال ويصحون في اليوم التالي على السؤال نفسه.

وهكذا تتكرر الليالي الى أن يكبر الأولاد ويستوعبوا الحكاية بأنها كذبة، ومع ذلك فإنهم يعودون ويقصونها على أبنائهم في كل ليلة ليناموا.

والواقع هو أننا كلبنانيين نعيش منذ عقود، أو ربما منذ قرون، على واقع تكرار ممل للأحداث، ومع أن الجميع يقرّون بأخطائهم ويستخلصون العبر المناسبة في كثير من الأحيان، ولكنهم يعودون دائماً في المساء الى تلاوة "حكاية إبريق الزيت".

والأنكى هو أن المجموعات الأقلوية ترفض الاستفادة من تجربة بعضها البعض وتعتبر نفسها دائماً أنها تحمل مشروعاً مختلفاً، أو أنها تتظلل بشعار مميز، أو أنها تلقّت إشارات إلهية بنجاح مشروعها، حين فشلت المشاريع المماثلة للمجموعات الأخرى، لذلك ترى هذه المجموعة تحمل مغامرتها القاتلة، متسلّحة "بهوياتها القاتلة"، وتقودها شخصيات قاتلة، فتنتهي بكارثة تستدرج فيها كل المجموعات الأخرى "المجربة" الى "حيث لا يجرؤ الآخرون".

بصراحة، لقد تعبت اليوم من تكرار حكاية "ولاية الفقيه" وخطرها على النسيج اللبناني، ومن تشبيه هذه التجربة النازية، أو الشيوعية، أو العقائد الشمولية، أو حتى بأنها نسخة عن دولة القاعدة، وأريد أن أؤمن بأن هذا المشروع ما هو إلا وهم رجل متطير مثلي من تكرار الكوارث في التاريخ.

أريد فعلاً أن أصدّق أن اللبنانيين بكل "أقلياتهم" قد اقتنعوا أخيراً بأن الوسيلة الوحيدة ليتحوّلوا جميعاً الى "أكثرية" من خلال الالتزام بمشروعية دولتهم وليختلفوا بعدها، مهما اختلفوا، بالسياسة والاقتصاد والاجتماع والفلسفة والآداب وكل ما طاب لهم من فنون الاختلاف.

في 21 أيار، تمكّن اللبنانيون، والعرب من اجتراح معجزة جديدة اسمها اتفاق الدوحة، وقد يكون هذا الاتفاق نظرياً، كما كانت كل الاتفاقات اللبنانية السابقة، مدخلاً للاستقرار الطويل الأمد، أو مجرد هدنة قد تطول أو تقصر بناء على التبدلات في موازين القوى المحلية والدولية.

ولا بد للمراقب العاقل، حتى لو أخذ بفرحة الاتفاق، إلا أن يلاحظ أن بذور الإشكال واضحة في هذا الاتفاق المبرم في حالة الطوارئ، فالرئيس يعيّن عملياً من دون منافس له، وحتى لو نظرياً كما فعل ريمون إده مع فؤاد شهاب، والتوافقات الحكومية لم تخرج، ولن تخرج، عن منطق المحاصصة، والترتيبات الانتخابية بنيت على منطق الحصص الطائفية والإقطاعية السياسية.

ليس هذا الطرح من قبيل "تهبيط الحيطان" ولكن دعوة الى عدم "النوم على حرير" وللتأكيد على أن هذا الاتفاق الضروري قد يمنح فرصة جديدة للمجتمع المدني ليعلو صوته "فوق صوت المعركة" ويعلن انطلاق مرحلة العمل لإنشاء دولة للمواطن على أنقاض اتحادات الطوائف. لقد وضع اتفاق الطائف سنة 1989 حلاً موقتاً ومن خلاله مدخلاً لحل نهائي يتمثل بالسعي الى إلغاء الطائفية السياسية التي هي الوسيلة الوحيدة لتحويل الأقليات الطائفية اللبنانية الى أكثرية من المواطنين، وقد تكون المحنة الأخيرة دافعاً جديداً للعمل في هذا الاتجاه، ومن خلاله وبه الانطلاق الى عهد النمو والازدهار بدل مشاريع الدمار والشهداء.

فهل يكسر اللبنانيون ولمرة أخيرة إبريق الزيت؟!.

(*) نائب لبناني عضو كتلة "المستقبل"

 

ميشال معوض: عون فضّل اصطفافه مع حزب الله على المصلحة المسيحية

الجمعة 23 أيار 2008

أشار عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض الى أن "خيارنا الاول كان ان يتم الحوار في لبنان برعاية وادارة رئيس الجمهورية كطرف محايد وكحكم، كون الرئيس نبيه بري لم يعد مؤهلاً لادارة حوار هو طرف اساسي فيه بانتمائه الى قوى 8 آذار". وقال: "لقد تبين في الدوحة انه لو لم يكن هناك ادارة قطرية حيادية وموضوعية وجادة لما كان نجح الحوار، ولا يمكن لأي حوار ان ينجح من دون دبلوماسية الكواليس ومناقشة الأوراق والاجتماعات الثنائية بينما كان الحوار في لبنان يعتمد فقط على جمع الأفرقاء حول طاولة لأخذ الشكل دون النتائج".

 وأكد معوض، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أن "حلحلة حزب الله في اليوم الأخير اتت بسبب اتصالات قطرية - سورية وقطرية - ايرانية انتجت كلمة سر ادت الى اتفاق اللحظة الأخيرة، ما يؤكد ان المشكلة الاساسية لم تكن لبنانية - لبنانية، حتى لو كان هناك بعد لبناني للمشكلة، بل المشكلة كانت في استخدام النظامين السوري والايراني للداخل اللبناني لأغراض اقليمية".

 وعن أن الحل اتى نتيجة التنازلات التي قدمتها قوى 14 آذار، قال معوض: "ابداً، نحن حتما قدمنا تنازلات اولها القبول بمبدأ الحوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية لأننا كنا نرى ان ذلك من شأنه اضعاف الرئاسة وتكبيلها واتت النتائج لتعطينا الحق". وأضاف: "حكومة الـ 16-11-3 التي تم الاتفاق عليها لا تعطي لرئاسة الجمهورية الثقل المطلوب، فموقف رئيس الجمهورية لا يغيّر في توازنات الحكومة اذ لا يعطي للأقلية امكانية القرار ولا للأكثرية اكثرية الثلثين". وأضاف: "التنازل الثاني كان في قبولنا الثلث المعطل مع العلم ان هذه الصيغة لا تشكل سابقة للمستقبل، اذا اننا اتفقنا في الدوحة انها صيغة استثنائية في ظرف استثنائي، ومع العلم ايضاً ان هذا الثلث المعطل مقرون بعدم الاستقالة".

وشدد على "أننا اعطينا هذا الثلث المعطل بعد استعمال حزب الله سلاحه في الداخل وليس خوفاً من حزب الله وسلاحه بل لاخراج لبنان من المأزق التي وضع حزب الله نفسه كما كل لبنان فيه". وقال: "البديل عن الاتفاق كان الدخول في حرب اهلية تسقط مشروع 14 آذار السيادي ولبناء الدولة، اذ ان اي حرب اهلية كانت ستؤدي الى تدمير مفهوم الدولة والوطن وتحويل لبنان الى ساحة للتدخلات والصراعات الاقليمية، كما تحويل الساحة السنية من منطق الاعتدال الى منطق الاصوليات التكفيرية ذات الاجندات الاقليمية تماماً كما هي حال حزب الله على الساحة الشيعية، كما ان الحرب الاهلية ستؤدي حكماً الى انهاء الوجود المسيحي الحر في لبنان".

وأضاف: "اعطينا الثلث المعطل ولكن اخذنا بالمقابل ولأول مرة نصاً عربياً موقعاً من حزب الله بوجوب حصر السلاح غير الشرعي بيد الدولة اللبنانية وبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبناني، بما فيها كل المربعات الأمنية حفاظاً على الشراكة الوطنية. هذا النص الذي يسقط معادلة "السلاح خارج الشرعية دفاعاً عن لبنان" يؤسس لمعادلة اما السلاح او لبنان".

ولفت الى ان "اتفاق فينيسيا الذي سبق مؤتمر الدوحة وضع آلية لتنفيذ هذا النص بوضع آلية حوار فور انتخاب الرئيس ميشال سليمان وبمشاركة عربية".

وأشار معوض الى أنه "إذا كان اعطاء الثلث المعطل في الماضي يشكل مدخلاً لتعطيل المحكمة وتعطيل الدولة لصالح دويلة حزب الله الذي كان يرفض اي كلام حول سلاحه او دويلته، فان اتفاق الدوحة اسقط سياسياً مشروع حزب الله بالتحكم بالقرار اللبناني بالسلاح وتحويل المؤسسات اللبنانية خصوصاً رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والحكومة الى مجرد مسرح شكلي لقرار فعلي يكون عند حزب الله ومن وراءه من قوى اقليمية. وذلك بعد ان سقط هذا المشروع ميدانياً على الأرض بصمود الحكومة وبيروت بالرغم من احتلالها والجبل وكافة اللبنانيين. كما اسقط الطموح السوري الايراني بالفراغ والفوضى على امتداد الساحة اللبنانية".

وقال: "اتفاق الدوحة حصر الصراع القائم بيننا وبين حزب الله على الهوية ومستقبل لبنان اي الصراع بين الوطن والساحة، بين الشمولية والتعددية، بين الدولة والدويلة. وحصر هذا الصراع في المؤسسات الدستورية وثبّت اتفاق الطائف وركّز اسس الدولة بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا انجاز لمشورع 14 آذار". وأضاف: "كما ان هذا الاتفاق فتح الباب لتوسيع رقعة وجود الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وحصرية امتلاكها للسلاح ولقرار السلم والحرب بوصف اي سلاح خارج الشرعية بأنه سلاح يشكل خطراً على الشراكة الوطنية مما يشكل مدخلاً جدياً لإدخال حزب الله في النظام اللبناني ومدخلاً لاعترافه الفعلي بالطائف وبالتعددية اللبنانية. فاذا كان ثمن كل ذلك ثلثاً معطلاً في حكومة شبه انتقالية فنحن نكون قد حققنا مكسباً وطنياً كبيراً".

وعن قانون الانتخاب وكلام العماد ميشال عون عن استرداد حقوق المسيحيين، قال معوض: "استطيع ان اقول بكل موضوعية ان العماد عون فضّل في الدوحة اصطفافه مع حزب الله على المصلحة الوطنية والمصلحة المسيحية". وأوضح: "ففي موضوع السلاح اولاً حاول العماد عون الى جانب حزب الله تأجيل النقاش في الموضوع وهذا ما عبر عنه في اكثر من وسيلة اعلامية بهدف تمييعه وهروباً من وضع اشكاليته تحت المظلة العربية". وسأل: "لماذا هذا الموقف الذي يشكل خطراً على الصيغة اللبنانية وعلى النظام الديمقراطي وعلى الوجود المسيحي الحرّ في لبنان".

 وأضاف: "للتذكير فقط ان العماد عون خاض سنة 1989 حرب الالغاء تحت شعار توحيد البندقية تحت سقف الشرعية، وايده يومها الكثيرون من المسيحيين. فلماذا تدمير المناطق المسيحية لتوحيد البندقية المسيحية تحت سقف الشرعية وتبرير استخدام حزب الله للبندقية الشيعية في الداخل فوق سقف الشرعية. وللتذكير ايضاً او ليس العماد عون نفسه هو الذي اعتبر سنة  2005 ان سلاح حزب الله يشكل خطراً على لبنان؟ فالموقف الحالي للعماد عون غير مبرر ويشكل خطراً استراتيجياً على الوجود المسيحي الحر في لبنان لأن تغطية استعمال حزب الله للسلاح في الداخل والاستقواء على الاخرين سيرتد حكماً عليه وعلى المسيحيين في المستقبل، فماذا لو اختلف هو مثلاً مع حزب الله على موقف سياسي وهل يقبل لتحصين الوضع المسيحي بحماية معادلة "إما الخضوع لمشروع حزب الله الشمولي واما محاولة الاخضاع بقوة السلاح؟ واين مصلحة المسيحيين في ذلك؟".

 وأكد أنه "في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية الذي يصر حزب الله وحركة امل على انتخابه من دون تعديل للدستور اي خرقاً للدستور، فكان هنا ايضاً العماد عون متخاذلاً. وفي وقت كان من المنتظر منه موقف صارم دفاعاً عن هيبة موقع الرئاسة، الموقع المسيحي الأول في الدولة، وتحصينه من انتخاب مطعون بشرعية آليته الدستورية، ما يشكل سابقة تنال من هيبة هذا الموقع وحصانته، اتى هذا الموقف ليغطي قرار حزب الله على حساب موقع الرئاسة، مما اضطرنا كمسيحيي 14 آذار الى مجرد التحفظ على الآلية فقط لعدم عرقلة التسوية الحالية للأزمة الراهنة".

وعن موضوع قانون الانتخاب، قال معوض: "لا حاجة الى خلق انتصارات وهمية. ان الكل يعلم ان مبدأ القضاء مسلّم به من كل الفرقاء قبل الذهاب الى الدوحة. والمشكلة اذاً لم تكن على دائرة القضاء كتسوية مبدئية بل على محاولات حزب الله استحضار تقسيمات معينة تُزوّر الواقع الشعبي وتنتج اكثرية نيابيةبهدف امساكه بالقرار اللبناني وتفلته عبر مثل هذه الاكثرية النيابية من الاندماج في النظام اللبناني ومن استمرارعملية حصر السلاح بيد الدولة".

وأضاف: "أول طرح اتتنا به المعارضة هو اعتماد قانون 1960 من دون اي تعديل، وهذا يعني، اولاً استثناءات على القضاء في منطقة بعلبك – الهرمل وهي دائرة واحدة بقضاءين. وكذلك الحال بالنسبة لمنطقتي راشيا – البقاع الغربي ومنطقة حاصبيا – مرجعيون. كما ان هناك عدم الأخذ بعين الاعتبار تحويل عكار وبعلبك – الهرمل الى محافظات ادارية. وهنا طرحنا كمسيحيي 14 آذار تقسيم عكار الى دائرتين او ثلاث مع العلم ان هناك ثلاثة نواب مسيحيين لعكار ذات الأكثرية السنية. بالطبع هنا ايّدنا العماد عون ومن يمثله في اللجنة ولكن عندما طرح وفي نفس المنطق تقسيم بعلبك – الهرمل الى ثلاثة دوائر لحماية التمثيل المسيحي فيه وعدم طغيان اصوات حزب الله على الأصوات المسيحية، اتانا الرفض من حزب الله من دون اي تعليق او دعم من العماد عونن مما اجهض كل المشروع. فلا يمكن ان يقبل تيار المستقبل تقسيم عكار فيما يرفض حزب الله تقسيم بعلبك – الهرمل. فعندما لم نتمكن من تقسيم هاتين المنطقتين، طالبنا كمسيحيي 14 آذار نقل المقعد الماروني في طرابلس الى البترون ونقل المقعد الماروني في بعلبك – الهرمل الى بشري. هنا ايضاً ايدنا التيار الوطني الحر في مسالة المقعد الماروني في طرابلس في حين جاءنا الرفض من حزب الله فيما يتعلق بالمقعد الماروني في بعلبك – الهرمل وهنا ايضاً لا موقف للعماد عون، مما علّق الموضع برمته".

وتوجه الى عون بالقول: "اذا كانت تهمه فعلاً الحقوق المسيحية وليست مصالح حزب الله تحت ستار المصالح السميحية، فليأت بموافقة حزب الله على نقل المقعد الماروني من بعلبك – الهرمل الى بشري واتعهد شخصياً بنيل موافقة الشيخ سعد الحريري بالنسبة للمقعد الماروني في طرابلس".

وقال: "بما يختص بتقسيم بيروت وفقاً لقانون 1960، كان يلحظ هذا القانون ثلاث دوائر: دائرة اولى من تسع نواب وهي دائرة مسيحية ولكنها دائرة يتحكم فيها حزب الطاشناق، مما يعني اننا بهذا التقسيم نعطي لحزب الطاشناق حق الترجيح لتسعة نواب، ما يحوّل في التموضع الحالي لحزب الطاشناق، الصوت الارمني الى احتياط استراتيجي لحزب الله وقد يضع الأرمن في مواجهة سياسية حادة مع بقية الطوائف المسيحية وهذا يضرّ بالعلاقة بين المسيحيين من جهة والقضية اللبنانية من جهة والقضية اللبنانية من جهة ثانية. اما الدائرة الثانية، فهي دائرة لها ثلاثة نواب مكونة من اكثرية شيعية تمكن حزب الله من الحصول على كل المقاعد وتبقى الدائرة الثالثة ولها سبعة مقاعد وذات الأرجحية السنية".

وأضاف: "هذا يعني انه في حين ان قوى 14 آذار تمثل في بيروت موحدة طائفياً وسوسيولوجياً وسياسياً بين 65% و 75% من عدد الأصوات في بيروت، ان تقسيم 1960 للدوائر يحتم النتائج سلفاً ويعطي للأكثرية الشعبية فقط سبعة مقاعد من اصل 19. وهل هذا هو الدفاع عن المسيحيين او الدفاع عن حزب الله يتحويل الاحتلال العسكري لبيروت الى احتلال سياسي؟".

 وتابع: "اما الطرح الثاني الذي اقترحته المعارضة في تقسيم بيروت ووافق عليه العماد عون هو التقسيم الذي كان قد اعده الوزير السابق سليمان فرنجيه اي: دائرة اولى مكونة من اربعة مقاعد مسيحية، وهي دائرة مقبولة، اعتمدناها في اتفاق الدوحة، وزدنا عليها مقعداً خامساً. اما الدائرة الثانية فهي دائرة مكونة من حوالي مئة وستين الف ناخب وتضم الأصوات الارمنية والشيعية التي تحسم النتائج سلفاً في هذه الدائرة واعطيت هذه الدائرة ثمانية مقاعد. في حين ان الدائرة الثانية التي تضم حوالي مئتين وعشرة آلاف صوت وهي ذات ارجحية سنية مخصص لها سبعة نواب. وفي هذا التقسيم ايضاً كان المطروح ليس مصلحة المسيحيين بل ايضاً تحويل الاحتلال العسكري لحزب الله الى اجتياح سياسي مناقض للتمثيل الصحيح، كما وضع حزب الطاشناق تحت قبضة حزب الله للتاثير عليه في مناطق اخرى وخصوصاً في المتن".

وأشار معوض الى انه "صحيح اننا عندما اتفقنا في النتيجة على صيغة 5 للدائرة الاولى اي دائرة مسيحية بشراكة ارمنية من دون اي ترجيح، واربعة للدائرة الثانية وهي دائرة متوازنة تحرر خيارات الطاشناق، وعشر مقاعد في الدائرة الثالثة، صحيح ان التيار الوطني الحر عارض زيادة مقعد مسيحي في الدائرة الاولى من دون موافقة تيار المستقبل". وسأل: "هل هذا هو الانجاز المسيحي؟ ولماذا المزايدة المسيحية عندما يخص ذلك تيار المستقبل والسكوت والرضوخ الكامل عندما يتعلق الأمر بحزب الله؟ تيار المستقبل تنازل وقبل بتقسيم بيروت، طبعاً بتقسيم منطقي، فلماذا لم يتنازل حزب الله في مناطقه، في بعلبك – الهرمل مثلاً او في حاصبيا – مرجعيون؟ ولماذا السكوت عن ذلك من قبل التيار الوطني الحر؟ هل هو الحفاظ على مصلحة المسيحيين او تغطية لمشروع حزب الله الانقلابي الذي يشكل خطراً على لبنان، على الصيغة، على الحريات، على التعددية، وحتماً على المسيحيين".

 وختم: "الرهان الأساسي للعهد الجديد برئاسة العماد ميشال سليمان هو بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية كي يكون رئيساً على الـ 10425 كلم 2 وليس رئيساً على دولة تشاركها دويلة اخرى على الاراضي اللبنانية. ونحن سنكون الى جانب العماد سليمان في تحقيق ذلك وفي اعادة تحصين موقع رئاسة الجمهورية".

 

مديرية التوجيه في الجيش اللبناني توزع نبذة عن حياة الرئيس التوافقي سليمان:

من قيادة الجيش الى رئاسة الجمهورية محطات حاسمة ومهام على مساحة الوطن

وطنية- 23/5/2008(سياسة) وزعت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني نبذة عن حياة الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان جاء فيها:

"من بلدة عمشيت المتربعة على عرش شاطئ الحرف والنور، الشاهدة على عظمة شعب جبل بدمائه الزكية تراب أرضه، إلى المدرسة الحربية مصنع الرجال الأشداء، الملقى على عاتقهم حماية الوطن من كل طامع وغادر، إلى الانخراط في ميدان العطاء وتجسيد القيم والمبادئ العسكرية، أفعالا يومية يظللها العلم اللبناني ولواء الشرف والتضحية والوفاء، إلى سدة قيادة الجيش وصولا إلى هذا اليوم، مسيرة خط صفحاتها قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ليختصر حقبة من الزمن امتدت على مساحة الوطن الذي حمل جرحه بصمت أبلغ من الكلام، ومضى على طريقه متسلحا بقسم أكبر من الحياة، وإيمان راسخ لا يتزحزح بسمو الرسالة المحصنة بسيل التضحيات ونهر دماء الشهداء الذي لا ينضب.

 

" سيرة قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذاتية في سطور

- من مواليد 21/11/1948 في بلدة عمشيت ـ قضاء جبيل.

- تطوع في المدرسة الحربية بصفة تلميذ ضابط عام 1967 وتخرج منها برتبة ملازم

عام 1970 .

- شغل خلال خدمته العسكرية الوظائف التالية: آمر فصيلة مشاة ـ آمر سرية- قائد كتيبة ـ مدرب في المدرسة الحربية ومدرسة الرتباء - رئيسا لفرع مخابرات جبل لبنان - أمينا للأركان - قائدا للواء الحادي عشر - قائدا للواء المشاة السادس وحتى تعيينه قائدا للجيش اللبناني بتاريخ 21/12/1998.

-تابع دورات عسكرية عديدة منها: دورة تدرج في بلجيكا - دورة تقنيات عمل الأركان في فرنسا - دورة أركان في كلية القيادة والأركان - دورة إدارة الموارد الدفاعية في الولايات المتحدة الأميركية .

- حائز على إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية ويتقن اللغتين الإنكليزية والفرنسية.

"إلى سدة القيادة

في الواحد والعشرين من كانون الأول عام 1998، مرحلة جديدة في المسيرة الطويلة بدأت خطوتها الأولى بتولي العماد سليمان سدة قيادة الجيش، فكان أمر اليوم الأول الذي توجه به إلى العسكريين بالمناسبة، المعبر في خطوطه العريضة عما يجول في خاطره من مبادئ وثوابت، تؤسس لنهضة الجيش ليكون الحارس الأمين للوطن، القادر على صونه ودرء العواصف عنه.

وقد جاء في أمر اليوم:

في يقيني أن اسطع مبادئ الوفاء والائتمان، تتجلى في التزام أوامر السلطة الإجرائية وفي الابتعاد كل البعد عن التجاذبات السياسية، وأن نكون ذراع الشرعية وليس بديلا عنها، وأن نبذل كل الجهد من أجل تطوير المستوى الذي بلغه الجيش في تنظيمه، وانصهاره الوطني، وتوازنه المنزه عن الطائفية والمستند إلى الكفاءة والأهلية.

" تطلعات كبيرة وخطوات واعدة

منذ ذلك اليوم انطلقت ورشة العمل في القيادة عبر اجتماعات مكثفة بين قائد الجيش وأركان هذه القيادة، وقادة الوحدات الكبرى، للنهوض بالمؤسسة في مختلف المجالات، كما تم إرساء جملة من الثوابت الوطنية والعسكرية، بما يتوافق مع القضايا الوطنية المطروحة والمصلحة العليا للوطن.

في مجال الدفاع، كان القرار بنشر نصف وحدات الجيش على خطوط المواجهة مع العدو الإسرائيلي في الجنوب والبقاع الغربي، وكانت الأوامر واضحة بدعم المقاومة الوطنية، والتصدي الفوري لأي اعتداء إسرائيلي بكل الإمكانيات والوسائل المتوافرة.

وعلى الصعيد الأمني، أكد العماد سليمان في توجيهاته إلى العسكريين بأن الاستقرار الأمني في البلاد هو من المقدسات، ومن دونه لا يمكن أن تقوم ديمقراطية وحرية أو تتحقق عدالة اجتماعية أو يزدهر اقتصاد.

وعلى الصعيد الإنمائي أعطيت التوجيهات لمختلف وحدات الجيش بوجوب الإسهام بفعالية في هذا المجال الحيوي انطلاقا من أن الأمن والنهوض الإنمائي والاقتصادي في البلاد توأمان لا ينفصلان.

أما في الإطار الداخلي للمؤسسة فقد ركز قائد الجيش على الاهتمام الأقصى بالتدريب للمحافظة على أعلى جهوزية لدى الأفراد والمجموعات، وبموازاة ذلك لم يدخر العماد سليمان جهدا في سبيل توفير المستطاع من العتاد والسلاح ضمن الموازنة المخصصة للجيش وقبول المساعدات من الدول الشقيقة والصديقة، مشترطا في ذلك أن لا تؤدي هذه المساعدات إلى رسم سياسة الجيش أو التدخل في أدائه.

" عين على الجنوب وعين على الداخل:

في خطواته الأولى التي بدأت مع مطلع العام 1999، أكد العماد سليمان للضباط والعسكريين خلال جولته على الوحـدات العسكـرية المنتشرة على جبهة المواجهـة في شرقي صيدا وإقليـم التفـاح بتاريـخ 14/1/1999، على الدور الوطني للمؤسسة العسكرية في الدفاع عن الجنوب والبقاع الغربي في وجه العدو الإسرائيلي، وفي المحافظة على الأمن الداخلي للبلاد، مشددا على أن التهديدات الإسرائيلية بمختلف أشكالها، لن تثنينا عن ممارسة حقنا المشروع في الدفاع عن أرضنا.

زيارة الملك عبد الله الثاني الى لبنان

في الثالث عشر من شهر أيلول 1999 وصل الملك عبد الله الثاني إلى لبنان، وقد شملت زيارته لقاء العماد سليمان، وحضوره إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود مناورة عسكرية لفوج مغاوير البحر في مستيتا، وقد أعرب العاهل الأردني عن إعجابه بفوج مغاوير البحر وتقديره له، ثم كانت كلمة للعماد سليمان رحب فيها بالملك عبد الله وشكره على اختياره فوج مغاوير البحر ضمن برنامج زيارته الكريمة للبنان، ثم قدم شعار الجيش اللبناني لجلالته تكريما له.

على صعيد آخر، وفي سياق النهج الذي اتبعه لتفعيل علاقات التعاون بين الجيش اللبناني والجيوش الشقيقة والصديقة، التقى العماد سليمان بتاريخ 30/12/ 1999 العقيد الركن الدكتور بشار الأسد في حفل إفطار أقامه على شرفه في منزله في الفياضية، وكانت مناسبة تم خلالها عرض العلاقات الأخوية بين الجيشين الشقيقين.

" عملية الضنية

في أول محطة أمنية حاسمة خاض غمارها الجيش بإشراف العماد سليمان شخصيا، قامت وحدات منه مع مطلع العام 2000 بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في منطقة جرود الضنية ضد اكبر مجموعة إرهابية منظمة عرفتها البلاد، حيث تمكنت قوى الجيش من القضاء على هذه المجموعة واعتقال معظم أفرادها، وقد سقط للجيش في حينه ضابط وعشرة عسكريين شهداء.

وفي جولته على منطقة الضنية، أكد العماد سليمان أمام العسكريين أن من يتعرض لمسيرة الأمن يتساوى بالمتعامل مع العدو، كما توجه إلى أهل الضنية قائلا لهم أن هذا الجيش هو جيشكم، والضنية وأهلها براء من قتلة غادرين يحاولون تشويه صورتها وصورة أهلها.

" فجر التحرير

الخامس والعشرون من شهر أيار عام 2000، يوم تاريخي في حياة لبنان، تمثل باندحار العدو الإسرائيلي عن القسم الأكبر من أراضي الجنوب والبقاع الغربي، وبهذه المناسبة وجه العماد سليمان أمر اليوم إلى العسكريين جاء فيه: إن أهم ما ينتظركم هو حماية هذا الانتصار الوطني مما يخفيه العدو الإسرائيلي من دسائس ومخططات، وقدرات الجيش جميعها يجب أن تكون جاهزة لمد يد العون إلى المواطنين، توخيا للإسراع بعودة الجنوب إلى أحضان الوطن.

وتأكيدا على ترسيخ حالة الاستقرار في المناطق المحررة، اتخذ القرار السياسي بإرسال قوة أمنية إليها، مؤلفة من وحدات تابعة لقوى الأمن الداخلي، ووحدات أخرى تابعة للجيش شكلت عظيم هذه القوة. واستكمالا للتحرير شكلت قيادة الجيش لجنة من الضباط لترسيم الخط الأزرق على الحدود الجنوبية، وباشرت عملها خلال شهر حزيران بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية وقد تمكنت اللجنة من إنجاز مهامها بعد أن بذلت جهودا جبارة في سبيل الحفاظ على الحقوق اللبنانية.

وفي حدث إقليمي لافت، أعلن بتاريخ 10/6/2000 عن وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد، ولهذه المناسبة توجه قائد الجيش العماد ميشال سليمان بتاريخ 13/6/2000 إلى دمشق على رأس وفد من كبار الضباط حيث قدم التعازي للفريق بشار الأسد الذي انتخب بتاريخ 10/7/2000 رئيسا للجمهورية العربية السورية.

" أحداث الحادي عشر من أيلول

في الحادي عشر من أيلول استيقظ الشعب الأميركي على بيرل هاربور القرن الواحد والعشرين بعدما صدمت طائرتا ركاب خطفهما انتحاريون من مطار بوسطن، مركز التجارة العالمي في منهاتن في نيويورك، كما صدمت طائرة ثالثة مبنى وزارة الدفاع الأميركية ـ البنتاغون في واشنطن.

استنكر لبنان حكومة وشعبا وجيشا هذا الاعتداء الوحشي الآثم، فيما تطرق العماد سليمان بإسهاب إلى الموضوع في حديثه إلى مجلة الجيش، حيث قال: إننا نستنكر بشدة ما حصل في الولايات المتحدة وموقفنا من الإرهاب واضح، والجيش اللبناني تصدى في مناسبات عديدة للإرهاب، ولم يكن تدخله بناء لطلب من أي جهة، دولية كانت أم إقليمية، كما لم يقل لنا أحد أن هناك إرهابا فتدخلوا.

" زيارة المملكة العربية السعودية

استهل العماد سليمان عمله في العام 2002 بزيارة مميزة إلى خارج لبنان، حيث توجه بتاريـــخ 12/1/2002 إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد مرافق تلبية لدعوة رسمية، والتقى خلال زيارته ولي العهد في حينه الأمير عبدالله بن عبد العزيز، إلى جانب عدد من المسؤولين السعوديين. وتناولت لقاءاته سبل تفعيل التنسيق والتعاون بين الجيشين الشقيقين اللبناني والسعودي.

أطل العام 2003 وقد أثبتت المؤسسة العسكرية مناعتها، ورسخت ثقة المواطنين العارمة بدورها في صون وحدة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره وقدرتها على مواجهة الأحداث والصعاب.

إقليميا، بدأت ملامح مرحلة جديدة تطل برأسها على المنطقة العربية، من خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على العراق في العشرين من شهر آذار. وكان العماد سليمان قد أدلى في أوائل شهر كانون الثاني بحديث مطول إلى مجلة الجيش تناول فيه رؤيته للوضع في العراق وأهداف الحرب المرتقبة عليه، جازما حصولها ومعللا خلفيات وأسباب رؤيته هذه.

إلى جانب مواظبته على تنفيذ مهامه الدفاعية والأمنية والإنمائية على امتداد مساحة الوطن، شهد شهر كانون الأول من العام 2003 أكبر عملية قامت بها وحدات من الجيش معززة بطوافات عسكرية في منطقة البقاع الشمالي للقضاء على آفة المخدرات، وقد شكلت العملية إشارة واضحة إلى إسقاط وجود محميات أمنية أو مناطق عاصية على الدولة.

وفي مهمة فريدة من نوعها خارج الأراضي اللبنانية، اتخذ العماد ميشال سليمان قرارا بإرسال وحدة مختصة من فوج مغاوير البحر إلى دولة بنين في أفريقيا للإسهام في إنقاذ ركاب طائرة تحطمت في البحر قرب مطار كوتونو بتاريخ 25/12/2003. حيث أسهمت بصورة فعالة في انتشال جثث الركاب من البحر وإنقاذ 22 راكبا بينهم ستة عشر من الجنسية اللبنانية.

" استحقاقات هامة

عام 2004 كان حافلا بالاستحقاقات والتطورات المحلية، وأبرزها عملية تبادل الأسرى والجثامين بين العدو الإسرائيلي ولبنان التي جرت في 29 من كانون الثاني بإشراف وتنسيق فريق الوساطة الألماني، كما شملت العملية تسلم الجانب اللبناني بعض خرائط الألغام في الجنوب ومعلومات عن مفقودين.

" زيارة الكويت

تلبية لدعوة رسمية من رئيس الأركان العامة في الجيش الكويتي، الفريق الطيار ركن فهد أحمد الأمير، توجه قائد الجيش العماد ميشال سليمان على رأس وفد من كبار ضباط القيادة إلى دولة الكويت اعتبارا من التاسع والعشرين من أيار ولغاية الثالث من حزيران، حيث التقى خلال زيارته النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وجرى خلال اللقاءين عرض لعلاقات الأخوة والتعاون بين القوات المسلحة اللبنانية والكويتية.

" القرار 1559

مع حلول فصل الصيف وقرب موعد الانتخابات الرئاسية، تصاعدت حدة التجاذبات السياسية في الداخل، بحيث تحول هذا الاستحقاق إلى أزمة في البلاد اتخذت لها أبعادا إقليمية ودولية. وبناء على دعوة كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا انعقد مجلس الأمن الدولي بتاريخ 2/9/2004 وأصدر القرار 1559،

وبتاريخ 4/9/2004، عقد المجلس النيابي اللبناني جلسة تم خلالها تعديل المادة 49 من الدستور والتمديد للرئيس لحود مدة ثلاث سنوات إضافية.

" تحولات مصيرية ووقفة وطنية مسؤولة

العام 2005، كان عام التحولات المصيرية بامتياز، إذ شهد أحداثا أمنية خطيرة وتطورات متسارعة كان لها أثرها البالغ على مسار الحياة السياسية اللبنانية، ففي الرابع عشر من شباط اهتز لبنان بأسره لجريمة الاغتيال الوحشية التي أودت بحياة الرئيس رفيق الحريري وعدد من رفاقه بينهم الوزير السابق باسل فليحان، في انفجار هائل تعرض له موكبه بالقرب من فندق السان جورج، وقد لاقت هذه الجريمة استنكارا محليا وإقليميا ودوليا واسعا، وفي الثامن والعشرين من شهر شباط عقدت جلسة مناقشة نيابية صاخبة رافقها تجمع حشود شعبية أمام مقر المجلس منددة بالحكومة ومطالبة بإسقاطها، وإزاء احتدام الوضع كان قرار قيادة الجيش الحازم والواعي بعدم الاصطدام مع المتظاهرين، وفي الوقت عينه عدم السماح لهؤلاء بمحاولة اقتحام مقر مجلس النواب أو أي من المؤسسات الدستورية.

خلال جلسة المناقشة أعلن الرئيس عمر كرامي تقديم استقالته مما أحدث انعطافا أساسيا في الحركة السياسية الداخلية، وفي السابع من شهر آذار اجتمع المجلس الأعلى اللبناني السوري برئاسة الرئيسين اميل لحود وبشار الأسد، وتقرر بنتيجة الاجتماع إعادة انتشار القوات السورية في لبنان وقد شرعت هذه القوات بعد يومين بتنفيذ انسحابات واسعة من مناطق الجبل والشمال.

ومن الجدير ذكره، الخطوة النوعية البارزة التي شهدتها المؤسسة العسكرية خلال هذا العام في مجال تطوير بنيتها التنظيمية، فإزاء تعاظم دور الجيش وتوسع مهامه الدفاعية والأمنية والإنمائية على مساحة الوطن، وفي ظل صدور قانون إلغاء خدمة العلم في 4/2/2005، باشرت قيادة الجيش بتنفيذ مخطط إعادة تنظيم وهيكلة الجيش، عبر إعادة تنظيم الألوية بما يتناسب مع عديدها وتحويلها إلى ألوية خفيفة، إضافة إلى إنشاء فوجي مدرعات.

استمرت الأوضاع بالتفاقم وصولا إلى تظاهرتي 8 و14 آذار، وأمام الانقسام الحاد بين المعارضة والموالاة في حينه، وعجز الآليات الدستورية عن إعادة إنتاج الاستقرار السياسي في البلاد، رأى العماد سليمان أن الوضع القائم بات يهدد سلامة الوطن واستقراره ووحدة شعبه، حيث أطلق شعاره الشهير "الإرادة الوطنية الجامعة" وجوهر هذا الشعار يقوم على التزام الجيش تنفيذ قرارات السلطة الإجرائية المستندة الى هذه الارادة، وفي إطار المصلحة الوطنية العليا. ترافقت هذه التطورات المتسارعة لاحقا مع صدور تقرير بعثة التقصي الدولية حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي كانت قد شكلت بقرار من مجلس الأمن. إضافة إلى تفجيرات إرهابية طاولت العديد من المناطق اللبنانية.

في 19/4/2005 تم تشكيل حكومة انتقالية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي عين فيها الأستاذ الياس المر وزيرا للدفاع الوطني، وكلفت هذه الحكومة بمهمة أساسية هي الإشراف على إجراء الانتخابات النيابية، فيما كانت القوات العربية السورية تتابع عملية انسحابها من لبنان بسرعة مضطردة لتكتمل نهائيا في السادس والعشرين من شهر نيسان، حيث أقيم في هذا التاريخ احتفال وداعي لهذه القوات في قاعدة رياق الجوية، بحضور قائد الجيش العماد ميشال سليمان والعماد علي حبيب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العربية السورية، وحشد من الشخصيات الرسمية والوطنية. جرى خلاله تبادل أوسمة بين القيادتين ووضع حجر الأساس لإقامة نصب تذكاري لشهداء القوات العربية السورية الذين سقطوا دفاعا عن لبنان أثناء تصديهم للاعتداءات الإسرائيلية.

رافقت عملية الانسحاب هذه الكثير من الشائعات والتساؤلات حول الفراغ الأمني الذي يمكن أن يحدث عنها، إلا أن قيادة الجيش استدركت الأوضاع، وعملت بسرعة قياسية على تسلم مراكز القوات العربية السورية، ونشر وحدات الجيش في المناطق التي أخلتها، خصوصا في مدينة طرابلس التي لم يدخلها الجيش منذ نحو ثلاثين عاما، إضافة الى بعض مناطق عكار والبقاع.

في الرابع والعشرين من شهر أيار وصل رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتلف ميلس إلى لبنان ليبدأ مهامه في التحقيق بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1595 تاريخ7/4/2005،وقد بادرت قيادة الجيش إلى وضع وحدة مختصة من المكافحة بتصرف اللجنة لتوفير الأمن لها في مقر إقامتها، ومواكبة رئيسها وأعضائها أثناء تنقلاتهم وقيامهم بأعمالهم المختلفة.

وفي استحقاق آخر لا يقل أهمية عما سبق، جرت أول انتخابات نيابية في لبنان بعد انسحاب القوات العربية السورية، خلال الفترة الممتدة من 29/5/2005 ولغاية 19/6/2005، حيث عمل الجيش بفعالية في تأمين المناخ الأمني السليم لها، على الرغم مما رافقها من انفعالات عاطفية وتجاذبات سياسية حادة لامست حدود الطائفية أحيانا.

في الثلاثين من شهر آب، وبناء على توجيه رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتلف ميلس واشارة النيابة العامة التمييزية، أوقف عدد من رؤساء الأجهزة الأمنية اللبنانية، حيث تم نقلهم إلى مقر لجنة التحقيق الدولية في المنتفردي ومنها لاحقا إلى سجن رومية.

انتهى العام 2005 مخلفا وراءه تحديات كبيرة،وتداعيات وأحداث إرهابية خطيرة شملت إلى ما سبق ذكره، اغتيال ومحاولات اغتيال عدد من الشخصيات الوطنية والإعلامية، وحصول عدد من التفجيرات الإرهابية.

إلا أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان أكد أكثر من مرة، بأن الأحداث الأمنية الحاصلة وعلى تعددها ستبقى في إطار حجمها الطبيعي، ولن يسمح الجيش للمتربصين شرا بالوطن، من تحويلها إلى فتنة واسعة تأخذ طابع الشمولية.

" محطات حاسمة ومهام على مساحة الوطن

اطل العام 2006 على آفاق ملبدة بالغيوم، إذ اشتدت حدة التجاذبات السياسية، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، التقى قائد الجيش العماد ميشال سليمان في الثالث من شهر شباط وفدا من المجلس الوطني للإعلام برئاسة الأستاذ عبد الهادي محفوظ، وعقب الاجتماع صدر بيان عن المجلس تناول فيه مواقف وأراء العماد سليمان تجاه معظم القضايا المحلية المطروحة، وأبرز ما نقل عنه:

أن لا مكان للحرب الأهلية في لبنان، فالقوى الفاعلة الرئيسية هي ضد تخريب السلم الأهلي، كما أن الجيش اللبناني على علاقة جيدة بكل الأطراف، مؤكدا قيامه بخطوات مستمرة في مجال تحصين المؤسسة العسكرية.

" زيارة قطر

بناء على دعوة رسمية، توجه قائد الجيش العماد ميشال سليمان على رأس وفد عسكري إلى دولة قطر بتاريخ 19/2/2006 في زيارة استمرت لمدة أربعة أيام، حيث التقى بعد وصوله رئيس أركان القوات المسلحة القطرية اللواء الركن حمد بن علي العطية في مكتبه، ثم زار سمو الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء في مكتبه في الديوان الأميري، وتم خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها لا سيما في المجالات العسكرية.

" في رحاب الشهادة

في قضية ترتبط مباشرة بالمؤسسة العسكرية، شكلت ولا تزال هاجسا مؤلما في ضمير قائد الجيش، وهي قضية العسكريين المفقودين خلال سنوات الأحداث، والعسكريين الذين وضعت رفاتهم في المدافن الخاصة بالعسكريين الشهداء في وزارة الدفاع الوطني وتعذر تحديد هوياتهم بسبب الحروق والإصابات الجسدية البالغة التي لحقت بهم في حينه، شكلت قيادة الجيش بتاريخ 29/10/2005 لجنة مختصة أوكلت إليها متابعة تحديد هوية عشرين رفاتا في المدافن المذكورة، مستندة في عملها إلى التقدم العلمي الحاصل في مجال علم الوراثة الذي بدأ تطبيقه فعليا في لبنان بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه خلال العام 2005، حيث باشرت اللجنة مهامها بإشراف النيابة العامة العسكرية، وتمكنت خلال شهر آذار من العام 2006 من تحديد هوية عشرة عسكريين، كما تمكنت اللجنة لاحقا من تحديد هوية 7 رفات آخرين، وقد أجريت لهؤلاء الشهداء مراسم التكريم اللازمة أمام المستشفى العسكري المركزي في بدارو بتاريخ 18/3/2006. كما اتخذت الإجراءات الإدارية كافة لتأمين كامل الحقوق المادية لذويهم، بما فيها تخصيص منزل مجاني على نفقة الجيش لكل عائلة شهيد.

في حديث هام أدلى به لصحيفة الشرق الأوسط، ونشر في عددها الصادر بتاريخ 23/3/2006، تمحور حول أوضاع المؤسسة العسكرية والمواقف من القضايا الراهنة، اعتبر العماد سليمان أن الجيش تعرض للكثير من الضغوطات منذ اغتيال الرئيس الحريري، وتضاعفت مهامه بشكل كبير جدا إثر انسحاب القوات السورية وصدور قانون خدمة العلم الذي خفض عديده من 65 ألفا إلى 45 ألفا، وردا على سؤال حول موقع الجيش من التغيرات، رأى العماد سليمان أن السؤال المتوجب طرحه هو عن موقع التغيرات من الجيش وليس العكس، فالجيش لا يزال على عقيدته ونهجه، وهذه العقيدة لم تتغير حيال العدو، ويجمع عليها جميع الأفرقاء اللبنانيين.

وعن العلاقة مع الجيوش الغربية والأجنبية، اعتبر أنها قديمة وتأتي ضمن إطار الاحترام والندية، وهذا ينطبق على سوريا وغيرها. وليس من شأن أي مساعدة تقدم للجيش أن ترسم له دوره وسياسته.

"زيارة الأردن

ومن نشاطات القائد المميزة خلال هذا العام زيارته اعتبارا من 14/5/2006 ولغاية 17/5/2006 المملكة الأردنية الهاشمية على رأس وفد مرافق، تلبية لدعوة رسمية من رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش العربي الأردني الفريق الأول الركن خالد جميل الصرايرة، حيث التقى خلال زيارته جلالة الملك عبد الله الثاني وبحث معه في علاقات الأخوة والتعاون التي تجمع الجيشين اللبناني والأردني. وفي إنجاز أمني لافت، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش خلال شهر حزيران من اكتشاف شبكة إرهابية تعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية، حيث اعترف أبرز أعضائها وهو المدعو محمود رافع بإقدام الشبكة على اغتيال الاخوين مجذوب في صيدا بتاريخ 26/5/2006 وكل من المسؤول في حزب الله علي صالح في محلة الكفـاءات بتاريخ 2/8/2003، والمسؤول الفلسطيني جهاد احمـد جبريـل فـي بيروت بتـاريـخ 20/5/2002، إضافة إلى وضع عبوات ناسفة في أماكن مختلفة.

"عدوان 12 تموز 2006

مرة جديدة دفع العدو الإسرائيلي بأسلحته المدمرة باتجاه لبنان في حرب مفتوحة بدأت من الجنوب في 12 تموز تحت ذريعة خطف المقاومة جنديين إسرائيليين، وما لبثت أن امتدت إلى المناطق اللبنانية كافة، كما استهدف العدوان مواقع الجيش على كامل رقعة الوطن، مرتكبا مجازر بشعة لا سيما في فوج الأشغال المستقل في الجمهور وفي مركزي وجه الحجر والعبدة التابعين للقوات البحرية في منطقة الشمال، حاصدا 47 شهيدا وعددا كبيرا من الجرحى. وخلال هذه الحرب كان الجيش في ساحة المواجهة يعكس صورة الوطن بحيث قامت وحداته في أماكن انتشارها بأداء دورها الدفاعي بكل القدرات المتاحة لديها، من خلال التصدي للطائرات المعادية وإحباط العديد من محاولات الإنزال والتسلل لا سيما في صور والبقاع وسلسلة الجبال الغربية. وفي أثناء الحرب كان للعماد سليمان سلسلة من الجولات الميدانية على الوحدات العسكرية المنتشرة في مختلف المناطق ومن بينها مراكز الجيش التي استهدفها العدوان الإسرائيلي.

وبعد مرور أكثر من شهر كارثي ومأسوي على الصعد كافة، وخلاصة مشاورات ماراتونية، تبنى مجلس الأمن فجر 11 آب وبالإجماع القرار 1701 الذي دعا إلى وقف كامل لجميع الأعمال الحربية, وانتشار الجيش اللبناني وقوى تابعة للأمم المتحدة جنوبي نهر الليطاني.

وفور صدور القرار، سارعت دول عديدة للتعبير عن رغبتها بتقديم مساعدات تقنية ولوجستية للجيش، وذلك في ظل مناخ من التشكيك بقدرته على القيام بهذه المهمة الكبيرة والدقيقة، لكن العماد سليمان آثر أن يقوم الجيش بمفرده وبطاقاته الذاتية بتنفيذ عملية الانتشار، بعد أن استدركت القيادة مسبقا وأثناء العدوان إمكانية حصول هذا الإحتمال وعملت على إعداد كامل الخطط التنظيمية واللوجستية المناسبة.

عند الثامنة من صباح 14 آب توقف العدوان الإسرائيلي، لتنطلق رحلة عودة النازحين إلى أرضهم وبيوتهم. ويسارع الجيش اللبناني بعد غياب جاوز الثلاثة عقود للتوجه إلى حدوده الجنوبية، و ينشر نحو 15 ألفا من عناصره خلال أيام معدودة في أكبر عملية انتشار له في تاريخ لبنان، أطلق عليها اسم " الإرادة الوطنية الجامعة"، فيما تزامنت هذه المهمة مع نشر الجيش نحو تسعة آلاف من عناصره على امتداد الحدود البرية والبحرية اللبنانية لضبط المعابر ومنع أعمال التهريب على أنواعها،الأمر الذي أدهش المجتمع الدولي وأثار إعجابه بكفاءة الجيش اللبناني ودوره الوطني الكبير.

بتاريخ 2/10/2006 رفع العماد سليمان العلم اللبناني على تلة اللبونة الحدودية المتاخمة لرأس الناقورة، وجال على القوى المنتشرة يتفقدها ويمضي يومين مع الجنود في خيمة نُصبت قرب عين إبل، ويخاطبهم قائلا: "إعلموا أنكم هنا ليس لمشاهدة ما يحصل، وأن كل خرق تقوم به قوات الإحتلال يجب التصدي له بالقوة اللازمة وبما لديكم من أسلحة".

وإذا كانت الشهادة في سبيل الوطن هي أعلى مراتب التضحية، فإن الوفاء لدماء الشهداء هو واجب يقع في صلب مبادئ المؤسسة العسكرية وتقاليدها العريقة، والتزاما بذلك وبرعاية قائد الجيش العماد ميشال سليمان وحضور ذوي الشهداء، أقيم احتفال في اليرزة بتاريـخ27/10/2006 جرى خلاله تكريم 47 شهيدا سقطوا إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان.

بناء على دعوة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري عقدت جلسات تشاور بين الأفرقاء الأساسيين في البلاد لإيجاد حلول لمختلف المشاكل القائمة، حيث بدأت في السادس من تشرين الثاني 2006 واستمرت لغاية الحادي عشر منه، ولم تسفر عنها أي نتائج ملموسة. على أثر ذلك قررت المعارضة تصعيد الموقف والبدء بتنفيذ اعتصام مفتوح في ساحتي رياض الصلح والشهداء.

وإزاء سريان شائعات قوية في البلاد حول نوايا بعض الأفرقاء بمحاصرة واقتحام كل من القصر الجمهوري والسراي الحكومي، بادرت قيادة الجيش إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول هاتين المؤسستين الدستوريتين، للحؤول دون التعرض لهما.

قررت المعارضة تحديد موعد البدء بالاعتصام اعتبارا من أول كانون الأول، حيث شهد هذا اليوم تظاهرة شعبية حاشدة غطت ساحتي رياض الصلح والشهداء. وفي اليوم الثالث من الاعتصام حصل إشكال في محلة قصقص، سقط بنتيجته شهيد وعدد من الجرحى في صفوف المواطنين، وقد تدخلت على الفور قوى الجيش وعملت على تطويق ذيول الحادث وإعادة الوضع إلى طبيعته.

أمام هذا الوضع الخطير المشحون بتناقضات سياسية حادة وانعدام للثقة بين الأطراف، عممت قيادة الجيش بتاريخ 7/12/2006 نشرة توجيهية على العسكريين ووسائل الإعلام، حملت صرخة حادة ورسائل قوية من العماد سليمان في أكثر من اتجاه جاء فيها: ثقوا بأن تضحياتكم لن تذهب هدرا بل ستثمر أمنا واستقرارا وسلاما على مساحة الوطن، وستدفع بالمسؤولين في مواقعهم كافة وعلى مختلف المستويات، إلى اجتراح الحلول والإنعتاق من سجن المواقف المسبقة، فالتراجع عن الموقف الشخصي أو السعي لإيجاد حل في سبيل المصلحة العامة هو تضحية وشجاعة، كما أن التضحية في سبيل الوطن ليست واجبا على العسكريين فحسب، بل هي واجب على أبنائه جميعا وتحديدا مرجعياتهم السياسية والروحية.

مع مطلع العام 2007 بدأت المعارضة الإعداد لتحرك شعبي من نوع جديد، ترجم بدعوتها اللبنانيين في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني، إلى الإضراب العام وإقامة تجمعات شعبية بهدف قطع الطرقات العامة في مختلف المناطق اللبنانية. وإزاء هذا الوضع الشديد التأزم، اتخذت قيادة الجيش تدابير أمنية مكثفة شملت جميع المناطق اللبنانية، وأعطيت التعليمات للوحدات العسكرية ببذل أقصى الجهود لمنع إغلاق الطرقات، وضمان عدم التعدي على أمن المواطنين وسلامتهم وعلى الممتلكات العامة والخاصة. وصباح يوم الإضراب، سارعت حشود من المعارضة إلى التجمع على الطرقات وإغلاقها عبر إحراق الإطارات ووضع المجسمات والأتربة، لتواجه بمجموعات أخرى تابعة للموالاة الأمر الذي أدى إلى حصول أعمال عنف بين الجانبين وإطلاق نار في بعض المناطق تسبب بسقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين والعسكريين، فيما انبرت قوى الجيش للفصل بين الأفرقاء وملاحقة وتوقيف مطلقي النار والمخلين بالأمن، إلى جانب مواصلة العمل على فتح الطرقات أمام المواطنين. وعند حلول المساء انسحب الجميع من الساحات وعاد الهدوء ليخيم على الوطن المتشح بالدخان الأسود، في ظل سخط اللبنانيين وتساؤلاتهم حول ما آلت اليه الأوضاع ، وإقدام البعض على التلميح بوجود تباطؤ من الجيش في فتح الطرقات وقمع المتظاهرين. وبغية وضع الحقائق كاملة أمام العسكريين والرأي العام اللبناني، وجه قائد الجيش العماد سليمان تعميما على العسكريين جاء فيه:

على الرغم مما حصل من أحداث مؤسفة، فإن جهودكم المضنية وتضحياتكم الجسام قد حالت دون تفاقم الوضع إلى الأسوأ، وأسهمت في تهدئة النفوس وإفساح المجال أمام أبناء الوطن الواحد للعودة مجددا إلى جادة الحوار والتلاقي، ودفعتهم إلى التأمل بعمق بمجريات هذا اليوم، وأن ما أوحي به حول تقاعسكم أو تواطئكم خلال يوم أمس، في حين كنتم تتحملون العبء وحدكم، هو اتهام لا ضير فيه، إذا كان يساوي في الحقيقة خلاص الشعب من محنته.

وامتدادا لما جرى يوم الإضراب، حصل إشكال بين بعض الطلاب داخل حرم جامعة بيروت العربية في منطقة طريق جديدة، صباح الخامس والعشرين من الشهر نفسه، ما لبث أن توسع إلى خارج الجامعة ليشمل عددا من الأحياء المحيطة بها، ويتطور إلى صدامات تخللها استخدام الأسلحة الفردية ووسائل عنف، وإحراق سيارات وتعد على الأملاك الخاصة. على الفور بادرت قيادة الجيش إلى تعزيز القوى العسكرية الموجودة في هذه الأماكن، حيث تمكنت خلال ساعات معدودة من عزل مناطق التوتر ووقف المواجهات نهائيا بين المواطنين بعد أن تم توقيف العشرات من مطلقي النار والمشاغبين. وقد نتج عن هذه المواجهات وقوع عدد من الإصابات بين قتيل وجريح في صفوف المواطنين والعسكريين.

وبغية تمكن قوى الجيش من ضبط الأمن ومنع الإخلال بالنظام العام وملاحقة عناصر الشغب، أعلنت قيادة الجيش في بيان صدر عنها ليلا، منع التجول في كامل محافظة بيروت اعتبارا من الساعة الثامنة والنصف ليلا وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي، مستثنية من هذا القرار جهات وأشخاصا من ذوي الأوضاع الخاصة.

وإزاء ما حصل من أحداث مأساوية كادت تهدد السلم الأهلي في البلاد، عممت قيادة الجيشـ مديرية التوجيه نشرة توجيهية على العسكريين ووسائل الإعلام أوضحت تفاصيل ما جرى وحملت صرخة جديدة من قبل العماد سليمان إلى جميع الأفرقاء في الوطن جاء فيها:

بالأمس، تعرضتم لامتحان كبير، إذ وقفتم بين نارين، تواجهون كيد الفتنة بصدوركم، فسقط منكم عشرات الجرحى بالرصاص والآلات الحادة والحجارة، استخدمها مواطنون اخوة لكم، غررت بهم التجاذبات السياسية، فصبرتم ولم تبادلوهم الأذى بمثله، وترويتم مبرهنين عن انضباط وحرص شديد على هؤلاء الاخوة، واعلموا أن ما حصل لن يتكرر، فأنتم مدعوون إلى تطبيق القوانين والتعليمات بإشراف رؤسائكم بدقة متناهية وبكل حياد وتجرد، كي نفوت على العابثين بالأمن فرصة صرفنا عن مهمتنا في الجنوب، التي نصر على التمسك بها، انطلاقا من قناعتنا الراسخة بأن دوركم في الداخل يتكامل مع دوركم في الجنوب، ونجاحكم في الجنوب يحصن مهمتكم في الداخل.

جنوبا، أثبت الجيش مرة أخرى التزامه واجبه الأصيل، وتشبثه بحقه المشروع في الدفاع عن الأرض والحفاظ على السيادة الوطنية، حين تصدت قواه ليل السابع من شهر شباط لجرافة تابعة للعدو الإسرائيلي أقدمت على اجتياز الخط الأزرق لمسافة 15 مترا في اتجاه بلدة مارون الراس الحدودية، حيث أجبرتها على التوقف ثم التراجع والانسحاب، فيما أطلقت قوات العدو النيران على أحد مراكز الجيش مما أدى إلى إصابة ناقلة جند بأضرار مادية.

" مواجهة الإرهاب

في الوقت الذي تنتشر فيه وحدات الجيش على امتداد مساحة الوطن في مهام الدفاع عن الحدود الجنوبية، وضبط ومراقبة الحدود البرية والبحرية وحماية الأمن والاستقرار في الداخل، وإثر مداهمة قوى الأمن الداخلي لخلية تابعة لتنظيم "فتح الإسلام" الإرهابي قام أفرادها بالسطو على أحد المصارف في منطقة الكورة، فوجئت مراكز الجيش في محيط نهر البارد وضواحي مدينة طرابلس فجر 20/5/2007 ، بهجوم غادر نفذه إرهابيو هذا التنظيم، الذين طاولوا بإجرامهم الوحشي عددا من العسكريين العزل المنتقلين إلى منازلهم أو إلى مراكز الخدمة، وذلك عن سابق تصور وتصميم، في محاولة تهدف إلى النيل من هيبة الدولة ومؤسساتها، وإرهاب الجيش في ظل التجاذبات السياسية الحادة التي تشهدها البلاد، وبالتالي إخضاع مدينة طرابلس ومخيمي البداوي ونهر البارد إلى نفوذهم.

لكن حساباتهم جاءت خاطئة، حيث استعادت قوى الجيش زمام المبادرة فورا، وقامت بردة فعل سريعة، تمكنت خلالها من استرجاع مراكزها والقضاء على بعض الإرهابيين وتوقيف بعضهم الآخر، كما أحكمت الطوق على مخيم نهر البارد.

وعند هذا الحد، اتخذ قائد الجيش العماد ميشال سليمان قرارا بوقف الهجوم، حرصا منه على حياة المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين، وإفساحا في المجال أمام مساع قامت بها جهات عديدة لتسليم القتلة إلى العدالة، لكن جميع المبادرات باءت بالفشل، نتيجة تعنت تنظيم فتح الإسلام وتمسكه بسلوكه الإجرامي العبثي.

وإزاء هذا الواقع اتخذت قيادة الجيش القرار بالحسم العسكري التدريجي آخذة في عين الاعتبار الأمور التالية:

- الحفاظ على أرواح المدنيين، وإعطائهم الوقت الكافي لمغادرة المخيم.

- الاستمرار بدعوة المسلحين لتسليم أنفسهم إلى الجيش، مع التشديد على إجراء محاكمة عادلة أمام القضاء.

- الحد من الخسائر البشرية في صفوف العسكريين نظرا للكمية الهائلة من الألغام والأفخاخ التي زرعها المسلحون في كل أرجاء المخيم، والحد قدر الإمكان من الأضرار في ممتلكات المدنيين.

لقد كان موقف العماد سليمان حاسما منذ البداية، إذ أكد أن أي حل لا يتضمن تسليم المجرمين إلى العدالة، هو بمثابة إساءة إلى كرامة الجيش والوطن، واعتداء صارخ على السيادة الوطنية، واعتبر بأن قرار العملية، صائب وصحيح ولا يمكن التراجع عنه، فخير للعسكريين أن يتلقوا الإصابات بصدورهم على أن تطال الوطن بأسره ، مشيرا إلى أن التفاف اللبنانيين والاخوة الفلسطينيين بمختلف فصائلهم وتوجهاتهم حول الجيش، هو تأكيد على إدانة الاعتداء ومبايعة للمؤسسة العسكرية على شرف المهمة التي تتولى القيام بها.

وفي النشرة التوجيهية التي عممت على العسكريين بتاريخ 22/6/2007، اعتبر قائد الجيش بأن دماء الشهداء العسكريين والمدنيين هي أمانة في أعناق الجيش الذي لن يستكين قبل تحقيق العدالة كاملة، وهي عامل توحيد للوطن، تسمو على أي توظيف أو طموح سياسي، وتخرج من حساب المكاسب في سوق الغالب والمغلوب، ويجب أن تشكل عبرة لجميع القادة والمسؤولين السياسيين في البلاد، تدفعهم بأسرع وقت ممكن إلى وقف الانقسام الداخلي ونبذ ثقافة التصادم، والتلاقي والحوار مجددا من أجل إيجاد الحلول لمختلف المشاكل القائمة.

ومن الجدير بالذكر انه وسط انشغال وحدات الجيش في مواجهة الإرهاب وتنفيذ مهامها الوطنية على امتداد مساحة الوطن، وفي ظل أجواء سياسية مشحونة، جرت بتاريخ 5/8/2007 انتخابات نيابية فرعية في قضاء المتن، قام الجيش خلالها بتوفير الأمن وحرية التعبير للجميع، ولم يسجل في حينه أي حادث يذكر.

في أمر اليوم الذي وجهه إلى العسكريين بمناسبة عيد الجيش قال العماد سليمان: ثقوا بأن التضحيات الجسيمة التي قدمها الشهداء والجرحى من رفاقكم الأبرار، في مواجهة الإرهاب المتلاقي مع العدو الإسرائيلي في استهداف أمن الوطن واستقراره، قد رسمت بالدماء حدا فاصلا بين لبنان الواحد السيد المستقل، ولبنان التشرذم والتفكك والضياع، وبين لبنان الرسالة والنموذج الفريد في العالم، ولبنان الساحة المستباحة للآخرين، واعلموا أن هذه الدماء الزكية قد رسخت في وجدان شعبكم معاني المواطنية الحقة وجعلت منها قيمة نبيلة تستحق أن تبذل من أجلها أغلى العطاءات والتضحيات.

وخلال كل هذه المواجهات، كانت قضية الشهداء والجرحى العسكريين وعائلاتهم حاضرة دائما في ضمير القائد ووجدانه، حيث جال مرارا على المستشفيات متفقدا الجرحى ومطمئنا على أوضاعهم، داعيا الجهات المعنية إلى بذل أقصى الجهود لتأمين العناية الصحية اللائقة بهم، كما طاف على القرى والبلدات اللبنانية معزيا عائلات الشهداء ، معاهدا إياها بالوفاء المطلق لدماء أبنائها، والسير على طريق المبادئ التي استشهدوا من أجلها.

وفي رسالة وجهها إلى العسكريين، إثر قيامه بعدد من زيارات التعزية التي تركت بالغ الأثر في نفسه قال: أنقل إليكم مشاعر أب الشهيد الفخور بشهادة ابنه والأم المتعالية على آلامها، والزوجة المدركة لمعاني البطولة والمواطنية، والطفل المتباهي وهو يلبس بزة أبيه، وأضاف: كم تمنيت أن تشاركوني أعراس الشهادة، لتشعروا معي بتلك الأحاسيس المفعمة بالفخر والاعتزاز، وأنا ألمس من الأهل حجم الوفاء، وامتزاج دموع الحزن بزغاريد الانتصار. كم وددت أن تكونوا معي في حضرة الشهداء لتشاركوني حمل الأمانة ولتدركوا أن عدم تحقيق العدالة، هو جريمة ترتكب بحق الإنسانية والوطن، وجريمة أخرى ترتكب بحق الشهداء أنفسهم، بعد أن أوصوكم بألا تضيع العدالة، وألا يتم التفريط بالسيادة أو الاستهانة بالحرية والاستقلال.

وتأكيدا على رسوخ إيمان الجيش بالقيم الأخلاقية والإنسانية، والتزامه الدقيق بقانون النزاعات المسلحة، أتمت الوحدات العسكرية في الرابع والعشرين من شهر آب عملية إخراج عائلات مسلحي تنظيم "فتح الإسلام" من المخيم، والبالغ عددهم 63 فردا بينهم 25 امرأة و 38 طفلا، وقد بادر العسكريون إلى معاملتهم بكل لياقة واحترام، وعمدوا إلى حمل الأطفال في مشهد إنساني رائع، عكس سمو مناقبيتهم وتعاليهم على الأحقاد والجراح.

في الثاني من أيلول تحقق الوعد الذي قطعه العماد سليمان للشعب اللبناني، بإنهاء قوى الجيش سيطرتها الميدانية على آخر معقل من معاقل الإرهابيين في مخيم نهر البارد، بعد ان اقدم من تبقى منهم على التسلل تحت جنح الظلام في محاولة يائسة للفرار، حيث وقعوا في أغلبيتهم الساحقة بين قتيل وأسير في قبضة الجيش.

لقي انتصار الجيش على الإرهاب ثناء الأوساط المحلية والعربية والدولية على السواء، فيما اندفع اللبنانيون بكليتهم إلى الساحات والشوارع ابتهاجا بعودة العسكريين الأبطال من ساحة القتال، وعمت الاحتفالات مختلف المناطق اللبنانية اعتزازا بالجيش وتقديرا لتضحياته، وفي إطار هذا الانتصار تمكنت قوى الجيش بتاريخ 15/9/2007 في محيط بلدة تربل شمالا من توقيف 4 عناصر فارين من تنظيم فتح الإسلام، بينهم الناطق الإعلامي باسمه المدعو محمد صالح زواوي المعروف بابو سليم طه، كما تسلمت بتاريخ 1/10/2007 من اللجنة المشتركة للفصائل الفلسطينية في مخيم البداوي عضو مجلس شورى التنظيم المدعو ناصر إسماعيل ومرافقه.

واحتفاء بالإنجاز الذي حققه الجيش وتكريما لأرواح شهدائه الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 وخلال مواجهة الإرهاب في العام 2007، نظمت قيادة الجيش في السادس من شهر تشرين الأول احتفالا كبيرا في مجمع فؤاد شهاب الرياضي - جونية، حيث ألقى العماد سليمان كلمة بالمناسبة حيا فيها أرواح الشهداء وقال: لقد صنعتم بدمائكم الزكية وعطائكم السخي مجد لبنان وجيشه، فأنتم إرث هذا الجيش ولهب الدم النابض في عروقه، ثم خاطب ذوي الشهداء قائلا: ان صبركم العظيم لا يوازيه سوى حجم أيمانكم بالقضية، فانتم بحق شجرة الوطن بجذورها واغصانها وثمارها، ولكم من الجيش ان يكون عائلتكم الكبرى، وملاذكم الدائم في كل ما تحتاجون إليه وتصبون لتحقيقه. كما توجه إلى الشعب اللبناني بالقول: إن وقفتك الوطنية الشجاعة إلى جانب الجيش هي أمانة في أعناقنا تحتم علينا، اكثر من أي وقت مضـى، مسـؤولية بذل المستحيل في سبيل المحافظة على أمنك واستقرارك.

ومع هذا الإنجاز الذي شكل نقطة تحول في مسيرة الوطن، انجلت سحابة سوداء وأطل فجر جديد على اللبنانيين، بعد أن تمكن الجيش من اقتلاع أكبر تنظيم إرهابي عرفه لبنان والمنطقة العربية، مقدما 168 شهيدا بذلوا أرواحهم فداء عن شعبهم، واختصارا لمعاناته، وبعثوا بدمائهم نبض الحياة من جديد في رماد طائر الفينيق العصي على الموت والفناء.

" الاستحقاق الرئاسي:

مع قرب الاستحقاق الرئاسي، وسريان المهلة المحددة لانتخاب رئيس للجمهورية، تصاعدت حدة التجاذبات السياسية في البلاد، في ظل تلويح الموالاة بإجراء الانتخابات على قاعدة نصاب النصف زائدا واحدا في حال تعذر التوافق، ورد المعارضة بعدم الاعتراف بالرئيس المنتخب وتأكيد لجوئها إلى خيارات متعددة في حال تم هذا الأمر، ومما زاد الوضع تفاقما تعرض موكب النائب انطوان غانم في منطقة حرش تابت بتاريخ 20/9/2007 لانفجار إرهابي كبير، أدى إلى استشهاده وعدد من رفاقه ومن المواطنين، كما أدى إلى حصول أضرار مادية جسيمة في المباني المحيطة بالانفجار.

ونتيجة لإستمرار الأوضاع المتشنجة وعدم حصول التوافق المنشود، أعلن رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري تأجيل جلسة الانتخابات المقررة في الخامس والعشرين من أيلول إلى الثالث والعشرين من تشرين الأول، ومن ثم إلى الثاني عشر من تشرين الثاني ولاحقا إلى الواحد والعشرين من الشهر نفسه.

وسط هذه الأجواء ، تناول بعض وسائل الإعلام وعدد من المسؤولين والمحللين السياسيين، مسألة ترشح قائد الجيش إلى سدة رئاسة الجمهورية، وموقف الجيش في حال حصول فراغ رئاسي، وقد جاء رد العماد سليمان واضحا اكثر من مرة، بأنه خارج إطار المنافسات السياسية، وأن طموحه يقتصر فقط على ضمان وحدة الجيش وإنقاذ لبنان، داعيا الجميع إلى عدم زج المؤسسة العسكرية في صراعاتهم ومزايداتهم السياسية.

"زيارة مصر:

في إطار سعيه الدائم لتفعيل التعاون والتنسيق بين الجيش اللبناني والجيوش العربية، وبناء لدعوة رسمية وجهت إليه من قبل رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سامي عنان، توجه العماد سليمان إلى جمهورية مصر العربية بتاريخ 19/10/2007 في زيارة استمرت لمدة أربعة أيام ، التقى خلالها الرئيس المصري حسني مبارك، وتباحث معه في شؤون تتعلق بالأوضاع العامة في لبنان، وسبل تعزيز العلاقات الأخوية بين الجيشين اللبناني والمصري.

جنوبا، واصل العماد سلميان المتابعة الدقيقة لمجريات الأوضاع الدفاعية والأمنية، وحرص على بذل أقصى الجهود في سبيل تعزيز التعاون والتنسيق بين الجيش وقوات "اليونيفيل"، ولهذه الغاية واظب على لقاء قائد هذه القوات اللواء كلوديو غراتزيانو، كما أعطى توجيهاته اللازمة لتنفيذ مناورات مشتركة بين الجانبين، وقد وجه اللواء غراتزيانو رسالة خطية إليه أشاد فيها بحكمته وجهوده التي أفضت إلى الارتقاء بعلاقات التعاون إلى أعلى مستوياتها.

وفي السياق ذاته حضر العماد سليمان إلى جانب وزير الدفاع الألماني السيدFramz Josef Jung الذي كان أثناءها في زيارة إلى لبنان لتفقد وحدة بلاده، مناورة مشتركة بين وحدات من القوات البحرية اللبنانية وأخرى من القوات البحرية الألمانية، وقد نوه وزير الدفاع الألماني بكفاءة البحرية اللبنانية وأعرب عن رغبة بلاده في مواصلة مسيرة التعاون بين الجيشين الصديقين، من جهته شكر العماد سليمان وزير الدفاع الألماني على الهبات والتقنيات والخبرات التي قدمتها حكومة بلاده لتعزيز قدرات البحرية اللبنانية وضبط المعابر الحدودية البرية، وأثنى على جهود البحرية الألمانية وتعاونها في مراقبة الساحل اللبناني ومنع أعمال التهريب، مؤكدا تصميم الجيش على رفع مستوى البحرية اللبنانية عديدا وعتادا، إلى جانب مستوى القوات الجوية والبرية، بما يكفل لاحقا تنفيذ المهام الموكلة إليه بواسطة قدراته الذاتية فقط.

بالعودة إلى الأوضاع الداخلية، ونظرا لتمادي البعض في محاولة إدخال المؤسسة العسكرية في خضم التجاذبات السياسية، وزج أسم قائد الجيش كمرشح للرئاسة، اتخذ العماد سليمان موقفا واضحا من الموضوع في بيان صدر عن قيادة الجيش، دعا فيه المهتمين والغيارى إلى إخراج اسمه من البازار السياسي حرصا على إبقاء المؤسسة العسكرية خارج إطار التجاذبات، وذلك لإتمام مهامها المستمدة من الإرادة الوطنية الجامعة، خصوصا وأنه غير مرشح لأي منصب التزاما منه بالدستور.

وقد لقي هذا الموقف تقدير مختلف المرجعيات السياسية والروحية في البلاد، وحاز إعجاب اللبنانيين الذين عبروا عن اعتزازهم بالجيش وبقيادته الحكيمة، وثقتهم الراسخة بدوره الوطني في الحفاظ على مسيرة السلم الأهلي وإنقاذ الوطن من الأزمات التي تعصف به.

بدأ موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية يقترب أكثر فأكثر، فيما استمر الغموض يتحكم بوقع الأحداث، والمساعي المحلية والإقليمية والدولية تنشط في غير اتجاه بهدف إتمام التوافق على إجراء الانتخابات الرئاسية تجنبا لحصول فراغ رئاسي، وفي هذا الإطار جاءت المبادرة الفرنسية التي حملها معه وزير خارجية فرنسا السيد برنار كوشنير، واقترح من خلالها على البطريرك صفير وضع لائحة بأسماء عدد من المرشحين، وتقديمها إلى كل من رئيسي مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل الشيخ سعد الحريري، لدرسها مع طرفي الموالاة والمعارضة وانتقاء أحد الأسماء التوافقية، وقد لبى البطريرك صفير هذه الرغبة، لكن التوافق لم يحصل وبقي الوضع على حاله، الأمر الذي استدعى حضور وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وأمين عام جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى بتاريخ 19/11/2007 إلى لبنان ، وإجراء لقاءات مع أقطاب المعارضة والموالاة من دون الوصول إلى أي نتيجة تذكر. وإزاء هذا الواقع عم القلق والخوف نفوس المواطنين من إمكانية حصول فراغ رئاسي، وما ستحمله الأيام القادمة من مخاطر جسيمة على الوطن، لكن موقف العماد سليمان الذي عبر عنه في أمر اليوم الذي وجهه إلى العسكريين بتاريخ 20/11/2007، بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لعيد الاستقلال، أتى بمثابة إملاء للفراغ المنتظر، مبددا هواجس اللبنانيين من خلال تأكيده على عدد من ثوابت الجيش التي تحفظ سلامة الوطن واستقراره، ومما قاله: دوركم الوطني تمليه عليكم دماء الشهداء، وثقة المواطنين الذين يدعونكم إلى صون أمنهم واستقرارهم ومنع التعديات على أرواحهم وأرزاقهم، واعلموا أن أي اعتداء على الأمن هو خيانة وطنية، وكل سلاح يوجه إلى الداخل هو سلاح خائن، فالوطن على المحك، وأنتم حُماته، فلا تتهاونوا ولا تستكينوا، إذ سيخرج لبنان أقوى من ذي قبل فخورا بتضحياتكم وتفانيكم.

مجددا أعلن الرئيس بري عن تأجيل جلسة الانتخاب المقررة في الواحد والعشرين من شهر تشرين الثاني، إلى الثالث والعشرين ولاحقا إلى الثلاثين من الشهر نفسه، ومساء اليوم الأخير لانتهاء ولاية الرئيس اميل لحود، صدر عن رئاسة الجمهورية إعلان رئاسي كلف بموجبه الجيش صلاحية حفظ الأمن في جميع الأراضي اللبنانية، ووضع جميع القوى المسلحة تحت تصرفه اعتبارا من تاريخ الرابع والعشرين من تشرين الثاني، وعرض التدابير التي يفرضها الجيش على مجلس الوزراء فور تأليف حكومة تتوافر فيها الشرعية الميثاقية والدستورية، وفق ما ورد في الإعلان، معللا ذلك بجملة من المواد الدستورية والقانونية، وتوافر وتحقق أخطار حالة الطوارئ، لكن موقف العماد سليمان أكد الالتزام بالدستور، مشيرا إلى ان رفع او خفض مستوى التدابير الأمنية المتخذة من قبل الجيش يحدد على ضوء ما تقتضيه الحاجة.

عادت المساعي المحلية والدولية تنشط من جديد خشية استمرار الفراغ الرئاسي، فيما بدأ التداول باسم العماد سليمان كمرشح توافقي استطاع بمواقفه الوطنية التاريخية منع انزلاق البلاد نحو المجهول، وبات يحظى بإجماع وطني قل نظيره، وأبلغ تعبير عن هذا الأمر ما قاله رئيس مجلس النواب بأن العماد سليمان هو رئيس بالقوة كما يقال في الفلسفة وسيصبح رئيسا بالفعل.

وفي هذا السياق تداعت قوى 14 آذار للاجتماع بتاريخ 2/12/2007، وصدر اثر انتهاء هذا الاجتماع بيان عنها أعربت فيه عن توافقها على ترشيح العماد سليمان إلى سدة رئاسة الجمهورية، وتعديل المادة 49 تمهيدا لإجراء الانتخابات الرئاسية. في المقابل أعلنت المعارضة عن ترحيبها بهذا الخيار على الرغم من المطالب التي تقدم بها البعض قبل الشروع بالإجراءات الدستورية، لا سيما المتعلق منها برئاسة الحكومة المرتقبة وطبيعة التشكيلة الوزارية، وهذا ما دفع رئيس المجلس النيابي إلى تأجيل جلسة الانتخاب التي كانت مقررة في الثلاثين من تشرين الثاني إلى السابع من كانون الأول ومن ثم إلى الحادي عشر منه، وسط بروز خلاف جديد بين الأفرقاء على آلية تعديل الفقرة الثالثة من المادة 49 من الدستور.

وفي خطوتين هامتين على طريق النهوض بالمؤسسة العسكرية افتتح العماد سليمان بتاريخ 1/12/2007 في منطقة الريحانية المبنى الجديد لكلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان وبتاريخ 4/12/2007 ثكنة فوج مغاوير البحر في عمشيت، حيث أكد أن هذين الإنجازين يأتيان وفاء لدماء الشهداء، وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية أرادت من خلال إطلاق اسم مؤسس الجيش فؤاد شهاب على الكلية، التأكيد على نهجه الرائد في بناء المؤسسات التي تجسد المعاني الحقيقية للسيادة والحرية والاستقلال، وتضمن وصول كل فرد إلى حقه في العيش بحرية وكرامة.

صباح الثاني عشر من كانون الأول كان موعد الجيش مجددا مع الشهادة، إذ اهتزت منطقة بعبدا وجوارها على دوي انفجار إرهابي استهدف مدير العمليات في الجيش اللواء الركن فرنسوا الحاج لحظة مروره بسيارته مقابل بلدية بعبدا، مما أدى إلى استشهاده ومرافقه وإصابة عدد من المواطنين بجروح.

لقد كانت الجريمة لافتة في توقيتها ومكانها وهدفها، وكان وقعها قاسيا على الجيش، سواء لجهة ما يمثله الضابط الشهيد من رمز وموقع داخل المؤسسة، أم لجهة مسيرته المشرقة، الحافلة بالبطولات والإنجازات، وصولا إلى دوره القيادي البارز في معركة نهر البارد.

لكن موقف العماد سليمان الفوري إزاء هذا الحادث، أتى ليبدد هواجس المواطنين من تداعياته، ويحبط مخططات الإرهابيين الهادفة للنيل من المؤسسة العسكرية ودورها الوطني.

وأثناء تفقده مكان الانفجار وزيارة عائلة الشهيد لتقديم التعزية قال:"على الرغم من حزننا الكبير على فقدان الشهيد الكبير، الذي كان بطلا على امتداد مسيرته العسكرية، وكان على استعداد دائم للتضحية حتى الشهادة، فالجيش لن يخضع للإرهاب مهما تمادى في غدره وإجرامه، وهو اليوم أقوى من أي وقت مضى، لأن دماء الشهيد هي أمانة في عنق كل ضابط وعسكري، وإذا فقد الجيش أحد أبطاله الكبار وهو الشهيد فرنسوا، فهناك ألف فرنسوا بين صفوفه، وسترون غدا أن هؤلاء هم أمناء على وحدة لبنان ودماء الشهداء التي أكسبت الوطن والجيش المزيد من القوة والمناعة، وجعلت العسكريين أكثر تلاحما وتماسكا لمواجهة كل المخاطر والصعاب.

وفي حفل التأبين التاريخي الذي أقيم للواء الركن الشهيد في كنيسة البازيليك سيدة لبنان ـ حريصا في اليوم الثالث بعد الاستشهاد، حيث تقاطرت إليه جموع اللبنانيين الغفيرة من كل المناطق والمدن والبلدات والقرى لوداع الشهيد الكبير، وانتشرت على امتداد الساحات والطرقات المؤدية من مكان الحفل إلى مسقط رأسه في بلدة رميش الجنوبية، أطلق العماد سليمان أكثر من موقف عبر كلمة قيادة الجيش التي ألقاها رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري، إذ جاء فيها:" لقد حاولتْ يدُ الغدر والإرهاب، من خلال استهداف الشهيد البطل، استهداف المؤسسة العسكرية، ظنا أنها من خلال هذه الجريمة تستطيع ثني الجيش عن أداء مهماته الوطنية، والنيل من إنجازاته التي تعمدت بدماء مئات الشهداء والجرحى، لكن، غاب عن بال هؤلاء الإرهابيين الحاقدين، أنه كلما سقط عسكري شهيد، ازداد الجيش إصرارا وعزما على مواصلة مسيرة الدفاع عن الوطن وحماية أهله، وغاب عن بالهم أيضا، أنهم مهما تمادوا في القتل وسفك الدماء، لن يجدوا منفذا للنيل من إرادة الحياة وروح الإيمان المتجذر في نفوس أبناء المؤسسة العسكرية، المصممين اليوم على التصدي بكل قوة لمن تسول له نفسه التطاول على كرامة الجيش ودوره المقدس.

كما تضمنت الكلمة دعوة إلى مختلف الأفرقاء السياسيين، بوجوب اتخاذ موقف تاريخي شجاع، يُفضي إلى بناء جسور الثقة والتواصل بين الأطراف، والمسارعة إلى تحقيق المصالحة والوفاق، من دون شروط أو مساومات أو قيود، لأن المصالحة والوفاق لا يتوقفان على موازين القوى والتجاذبات السياسية، فسيل دماء الشهداء يستحق منا التضحية والتنازل عن كل ذلك، على أن تكون الثقة المتبادلة هي الضمانة الأساسية والوحيدة لجميع الأفرقاء، كما أن رسائل الدم هذه، لا تستهدف الجيش فحسب، بل تستهدف الكيان برمته، والرد عليها يكون بالابتعاد عن الكيدية والأحقاد والحسابات الضيقة، وبالتالي التلاقي على القواسم المشتركة، ففي اتحادنا نكسب القوة ونستطيع تحقيق المستحيل.

" العماد سليمان - الوجه الآخر

إلى جانب تركيز العماد سليمان اهتمامه الأقصى على الشؤون العسكرية البحتة للجيش والخوض في التفاصيل الدقيقة لمختلف المسائل التنظيمية والإدارية والعملانية، فقد أولى اهتماما خاصا بعلاقات المؤسسة مع محيطها الخارجي، القريب والبعيد، إذ حرص بصورة مستمرة على تفعيل دور الجيش في المجال الإنمائي، وعلى التواصل المباشر مع المجتمع المدني بهيئاته التعليمية والاجتماعية والثقافية والفنية.

وفي هذا الإطار أيضا ركز على مسألة الإعلام والتوجيه في الجيش، لما لها من تأثير بالغ في توطيد العلاقة مع المواطنين، حيث شدد على ترسيخ المفاهيم الوطنية ومبادئ العقيدة العسكرية التي يقوم عليها الجيش في نفوس العسكريين والمواطنين على حد سواء، ومواكبة الأحداث الأمنية بالبيانات والنشرات التوجيهية لإيضاح الحقيقة أمام الرأي العام والعسكريين داخل المؤسسة.

واظب العماد سليمان على متابعة الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للعسكريين في الخدمة الفعلية وفي التقاعد، والسعي الدؤوب إلى تحسينها، وذلك انطلاقا من قناعته الراسخة بارتباط هذه الأوضاع بالحالة النفسية والمعنوية للعسكريين وانعكاسها على عملهم وانتاجيتهم، كما أولى اهتماما خاصا بتكريم شهداء الجيش الذين قدموا أغلى ما لديهم دفاعا عن الوطن وسلامة شعبه، وبالوقوف إلى جانب عائلاتهم ومساعدتهم على تخطي الصعاب ومواجهة أعباء الحياة، وفي هذا المجال اتخذ قرارا بتخصيص منزل على نفقة الجيش لكل عائلة شهيد.

آثر العمل بصمت وترفع، على اعتبار أن خدمة الوطن والشعب هي واجب على كل مسؤول، وليست منة تعطى لأحد، ولهذا السبب اعتذر مرارا من رؤساء البلديات والجمعيات الأهلية عن عدم موافقته على تعليق يافطات قبيل مناسبات عيدي الجيش والاستقلال تشيد به شخصيا أو بدور المؤسسة العسكرية وإنجازاتها ، كما اعتذر عن عدم رغبته بتسمية أحد شوارع بلدة عمشيت باسمه.

حمل العماد سليمان في ضميره كل التقدير والوفاء لرجالات الوطن الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل خدمة لبنان وشعبه، ولأجل ان تبقى تضحياتهم وعطاءاتهم منارة للأجيال، اتخذ القرار بإقامة احتفال تكريمي سنوي لأحد رجالات الوطن إذا ما أتاحت الظروف، وعليه كان الاحتفال الأول في العام 2005 للرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب.

كما حرص على توثيق العلاقة مع أبناء الوطن المغتربين، فكان خلال زياراته لبعض الدول الشقيقة والصديقة، الهادفة إلى تفعيل التعاون العسكري مع جيوشها والحصول على مساعدات للجيش، يلتقي أفراد الجالية اللبنانية، ويطوف على مؤسساتهم، ويطلعهم على الأوضاع في وطنهم الأم، كما يطلع على أوضاعهم الإنسانية والاجتماعية عن كثب، ويحثهم على التمسك بالقيم والتقاليد اللبنانية العريقة والإيمان بمستقبل لبنان.

لقد آمن العماد سليمان بالقيم الإنسانية كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومناهضة الارهاب والتعصب، والعدالة الاجتماعية والمساواة، وقد شكلت هذه القيم الركيزة الأساس في عمله وعمل الجيش، كما آمن بالمثل العليا للإنسان وقدرته على صنع المستحيل إذا ما توافرت الإرادة لديه، فكان يواجه المشاكل المتراكمة بصدر رحب، الأمر الذي كان يدخل الاطمئنان بسرعة إلى قلوب أركانه وكل من حوله. وفي عقيدته أن كل عسكري يجب أن تكون لديه المثل نفسها التي يتحلى بها، وهذا العسكري إما أن يستجيب بسرعة انطلاقا من قناعاته الراسخة، أو يستجيب لاحقا عندما يرى على أرض الواقع أن هذه المثل هي فعل إيمان حقيقي وهي الطريق الأقصر والأسلم لتحقيق النجاح المنشود...