المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 29 أيار/ 2008

 

إنجيل القدّيس يوحنّا .19-16:16

بَعدَ قَليلٍ لا تَرَونَني ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ تُشاهِدونَني». فقالَ بَعضُ التَّلاميذِ لِبَعض: «ما هذا الَّذي يَقولُه لَنا: بَعدَ قَليلٍ لا تَرَونَني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ تُشاهِدونَني، وأَنا ذاهِبٌ إِلى الآب». وقالوا: «ما مَعنى هذا القليل؟ لا نَدري ما يَقول». فعَلِمَ يسوعُ أَنَّهم يُريدونَ أَن يَسأَلوه، فقالَ لَهم: «تَتساءلونَ عن قَولي: بَعدَ قَليلٍ لا تَرَونَني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ تُشاهِدونَني.

 

فؤاد السنيورة رئيس أول حكومة في العهد الجديد

وكالات/انتهت الاسستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيد، مساء اليوم، واستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بعد ذلك، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري لاطلاعه على نتيجة الاستشارات. وقد سمى 69 نائبا الرئيس فؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة، فيما طرح 58 نائبا اسماء أخرى او لم يسموا احدا.

 

رئيس الجمهورية أطلع الرئيس بري على النتائج الرسمية للاستشارات وكلف الرئيس السنيورة تكليف تشكيل الحكومة الجديدة:

الرئيس المكلف: للمساهمة في بلسمة الجراح وتجاوز كل الانقسامات وللتمسك باتفاق الدوحة وتطبيقه استنادا إلى اتفاق الطائف والدستور

الامتحان الأصعب أن ننجح في تنظيم اختلافاتنا من ضمن المؤسسات الدستورية وحصر الأمور الخلافية ومعالجتها بروح الحوار والانفتاح والتفاهم عليها

سنعمل لتطبيق القرارات الدولية واسترداد أرضنا المحتلة في مزارع شبعا لتطوير العلاقات مع سوريا لتصبح قائمة على الاحترام المتبادل والندية

وطنية - 28/5/2008 (سياسة) كلف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة تشكيل الحكومة الجديدة، في اعقاب انتهاء الاستشارات النيابية التي اجراها طوال اليوم في قصر بعبدا. وبعد انتهاء الاستشارات، حضر الى القصر الجمهوري في السادسة مساء، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، واستقبله الرئيس سليمان في مكتبه، وأطلعه على نتائج هذه الاستشارات وفقا للدستور. وفي السادسة والثلث، حضر الرئيس السنيورة، وانضم الى اجتماع الرئيسين سليمان وبري، واطلع منهما على نتائج الاستشارات. ثم غادر الرئيس بري القصر، واستمر الاجتماع بين الرئيسين سليمان والسنيورة.

بيان التكليف

وخلال الاجتماع، أذاع المدير العام لرئاسة الجمهورية العميد الركن المتقاعد سالم ابو ضاهر البيان الآتي: "صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان التالي: عملا بأحكام البند (2) من المادة 53 من الدستور، وبعد أن تشاور فخامة رئيس الجمهورية مع دولة رئيس مجلس النواب، استنادا الى الاستشارات النيابية التي اجراها فخامته بتاريخ 28/5/2008، والتي أطلعه على نتائجها رسميا بتاريخ 28/5/2008، إستدعى فخامة الرئيس عند الساعة 18.20 من مساء يوم الاربعاء الواقع فيه 28/5/2008، دولة الرئيس فؤاد السنيورة وكلفه تشكيل الحكومة الجديدة".

الرئيس السنيورة

وتلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، على أثر تكليفه تشكيل الحكومة الأولى في ولاية الرئيس ميشال سليمان، بيانا قال فيه: "حسب الدستور، واستنادا إلى نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة، كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تشكيل أولَّ حكومة في بداية الولاية الرئاسية الجديدة، بعد أن كان لي شرف رئاسة الحكومة الماضية حكومة الإصلاح والنهوض - حكومة الاستقلال الثاني.

اثر تكليفي برئاسة الحكومة السابقة قلت من هذا المكان، إن استشهاد الرئيس رفيق الحريري هو الذي أوقفني هذا الموقف، واليوم أعود لأكرر إن روحه الطاهرة بقيت معي في مهمتي السابقة. ورغم أننا مررنا في ظروف غير مسبوقة وبالغة الصعوبة، فقد كنت راضيا لأني قد أديت واجبي وعملت بلا كلل حتى أفي بما تعهدت به وأحافظ على الأمانة التي تسلمت والقاضية بالدفاع عن الدولة ومصالح البلاد العليا، ومصالح وحقوق اللبنانيين كلهم، والحرص على سيادة القانون وصيانة النظام الديموقراطي، وكذلك على إحقاق العدالة، عبر تأمين إنشاء المحكمة الدولية.

إني مع بداية هذه المهمة الجديدة، أتطلع إلى المستقبل، وكلي أمل في أن نحقق الانتقال من حال عانينا منها الكثير من المصاعب والشدائد إلى حال أخرى يتشوق إليها الشعب اللبناني، وهي حال الاستقرار والعمل البناء والتنافس الديموقراطي والحر، المصان من خلال احترام الدستور واحترام حق التعبير الذي يرعاه وتكفل القوانين ممارسته. ولا يستقيم التنافس هذا إلا بالانفتاح وقبول الآخر بل احترامه في إطار الدولة المدنية الديموقراطية".

أضاف: "الكل مدعو إلى مراجعة الماضي لاستخلاص دروسه لا للعودة إليه. ففيه الكثير مما يجب أن يمضي إلى غير رجعة. وإني أدعو الجميع إلى المساهمة في بلسمة الجراح وتجاوز ما عرفناه من انقسامات وحملات ولجوء إلى العنف ومعالجة مشكلاتنا كلِّها بروح تعلي من شأن مصلحة الوطن والمواطنين وأمنهم واستقرارهم. إني أشكر إخواني في "تيار المستقبل"، وفي كتلة نواب تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي مقدمهم النائب الأخ سعد الحريري وقوى الرابع عشر من آذار وكل الإخوة النواب الذين رشحوني وشرفوني بثقتهم، ووضعوا على كاهلي مسؤولية كبيرة، أرجو أن يوفقني الله أن اضطلع بها لما فيه خير لبنان واللبنانيين. كذلك، أشكر السادة النواب الآخرين أيا كان موقفهم من ترشيحي لأنهم شاركوا في هذه العملية الدستورية والديموقراطية التي تعيد انتظام عمل مؤسساتنا الدستورية، وستمكننا من العمل جميعا، وبالتعاون مع بعضنا بعضا من أجل الإنقاذ. إن هذه العملية السياسية، بما لها من أصول معروفة، تمكننا إن شاء الله من تشكيل حكومة كل لبنان، كما اتفق عليه في الدوحة، حكومة الوحدة الوطنية وتثبيت العيش المشترك وترسيخ السلم الأهلي، الذي اهتز وكاد اهتزازه أن يهدد بقاء وطننا وتماسك مجتمعه.

لهذه الأسباب، كان اتفاق الدوحة، الذي عملت مع الكثيرين من أجل إنجاحه والتزمته. انه اتفاق بين اللبنانيين يجب علينا أن نتمسك به، ونعمل لتطبيقه والدفاع عنه بكامله، استنادا إلى اتفاق الطائف والدستور والميثاق الوطني".

وتابع: "ننطلق في طريقنا، وكلنا أمل في أن نصون علاقاتنا مع الأشقاء العرب وأن نطورها، وخصوصا مع الشقيقة سوريا لكي تصبح هذه العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل والندية، وتؤكد العمل العربي المشترك لصالح تحقيق قضايانا العربية المحقة بما يمكننا من حماية لبنان من العدو الإسرائيلي، ويتيح لنا أن نعمل على تطبيق القرارات الدولية التي صدرت لحماية حقوقنا واسترداد أرضنا المحتلة في مزارع شبعا.

إن تطلعي مع اللبنانيين إلى المستقبل يتعزز بجدية الالتزام وصدقية الخيارات الوطنية التي عبر عنها بقوة ووضوح فخامة رئيس الجمهورية في خطاب القسم، والذي عادت معه رئاسة الجمهورية لتلعب دورها الوطني الكبير بعد فراغ كاد أن يشل العمل في مؤسسات الدولة. فتوجهات فخامة الرئيس والمبادىء التي أعلن تمسكه بها في خطاب القسم هي مثل مبادئي وتوجهاتي، ويشرفني أن أعمل إلى جانبه في السير على طريقها، لما يتمتع به من وطنية وسمو خلق، وحرص شديد على وحدة لبنان واستقلاله وسيادته، دلت عليها تجربته في قيادة الجيش اللبناني الباسل وفي مواقفه الثابتة والمبدئية. لقد علمتنا التجارب أن وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك هما أغلى ما نملك، وهما سر بقاء هذا الوطن وفرادته وسر تألقه وسر استمراره وضمان استقلاله وسيادته. ويعود الفضل في ذلك إلى غنى هذا التنوع اللبناني الكبير الذي تمثل في ميثاقنا الوطني".

وأردف: "لقد أضعنا الكثير من الفرص، وفوتنا علينا الكثير من المحطات فإذا ما تأخرنا مرة جديدة عن ركوب قطار التفاهم والانطلاق به نحو الاستقرار والنمو والتنمية المستدامة والتقدم والازدهار، فان هذا القطار لن ينتظرنا مرة جديدة، وسنكون قد ضيعنا على أنفسنا مرة جديدة جهد أبنائنا وأحلامهم وتضحيات شهدائنا وضيعنا وطننا الذي لا بديل لنا عنه كما ونكون قد ضيعنا ثقة إخواننا وأشقائنا العرب الذين تداعوا إلى نجدتنا ومد يد المساعدة لنا، وهم الجادون في التزامهم ودعمهم للبنان سياسيا واقتصاديا. أمامنا أيها الإخوة، العودة إلى طريق النهوض، والعمل معا بجد وجرأة من أجل إحياء ورشة عمل تطبيق مقررات باريس-3 وإقرار جملة كبيرة من مشاريع القوانين، وذلك بالتعاون الصادق مع مجلس النواب الكريم، لكي نعيد تنشيط اقتصادنا وإداراتنا ومؤسساتنا ورفع مستوى ونوعية عيش مواطنينا في وجه أعاصير تعصف بالاقتصاد العالمي. وأمامنا مواصلة العمل، الذي لا تردد فيه، من أجل استعادة حقوقنا الوطنية كلها وتطبيق ما جاء في خطة النقاط السبع لجهة استعادة مزارع شبعا وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكامله ومتابعة إزالة آثار العدوان الإسرائيلي عن طريق استكمال إعمار منازل أهلنا في الضاحية والجنوب وبقية المناطق اللبنانية. وكذلك، العمل الحثيث لإقفال ملف عودة المهجرين الذين طال انتظارهم ومعاناتهم في بعض المناطق. وكذلك استكمال الجهود للحصول على الدعم اللازم لإعادة بناء مخيم نهر البارد الذي نريده نموذجا للعلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني واحترام سيادة الدولة اللبنانية ومواصلة الدفاع عن إخواننا الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم. إن مهمة تعزيز بناء جيشنا الوطني وقوانا الأمنية تبقى في أعلى سلم أولوياتنا الوطنية، فتقوم بكامل دورها حامية للجميع في مواجهة العدو وفي الحفاظ على السلم الأهلي والنظام الديموقراطي".

وقال: "في مستهل مهمتي الجديدة أتوجه إلى إخواني في الوطن من كل الأطراف والاتجاهات بروح طيبة ومنفتحة تسعى إلى لقاء اللبنانيين ولا ترضى فرقتهم. إني أبسط يدي للتعاون والتناصر كي يحقق بلدنا تقدما يستحقه. إن العالم يتغير من حولنا وعلينا أن نتلاءم مع هذه المتغيرات والتحولات. غير أننا ندرك أن هذا العالم بحاجة إلى لبنان كنموذج لتلاقي الحضارات وتلاقحها، وليس إلى صراعها أو تخاصمها وهو ما يرتب علينا مسؤولية كبيرة ويشكل فرصة سانحة لكي نؤدي دورنا بين الشعوب والأمم.

نحن اللبنانيين يجمعنا الكثير الكثير، ولكن قد نكون في ما بيننا مختلفين في بعض الأمور. ولذا فإن الامتحان الأصعب الذي يواجهنا هو أن ننجح في تنظيم اختلافاتنا من ضمن المؤسسات الدستورية والتقاليد الديمقراطية، وفي ذات الوقت حصر الأمور الخلافية ومعالجتها بروح الحوار والانفتاح تيسيراً لحلها والتفاهم عليها دون أن نعطل تنفيذ ما نحن متفقون عليه أو ما نصل إلى الاتفاق عليه".

وختم بالقول: "لا بد لي أن أقف أمام ذكرى الشهداء الذين سقطوا ضحية الاغتيال والعنف والإرهاب والعدوان الإسرائيلي وهم كثر، ذكرى الشهيد الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما الأبرار، ذكرى الشهيد الزميل بيار الجميل وذكرى الشهداء النواب وذكرى الشهداء المثقفين والصحافيين والمناضلين والمواطنين الأحباء، ذكرى شهداء الجيش والقوى الأمنية، أيضا ذكرى أولئك الذين سقطوا كما قلت في المكان الخاطىء والزمان الخاطىء والطريقة الخاطئة، أمام كلِّ هؤلاء انحن،ي وأسأل الله تعالى أن يسكنهم فسيح جناته وأساله تعالى أن يعيننا على النجاح في مهامنا الصعبة مؤكدين أننا لن ننساهم ولن نشوه ذكراهم. أمامنا الكثير من العمل والمهام التي نود انجازها معا، وهي لن تنطلق قبل تشكيل حكومتنا التي نطمح إلى قيامها بعون الله وبتعاون الجميع وإدراكهم للمرحلة الصعبة التي يعيشها وطننا في اقرب فرصة لكي نتوجه نحو تحقيق أهداف شعبنا في الوحدة والاستقرار والنمو". وبعد تلاوته بيان قبول تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة في القصر الجمهوري في بعبدا، زار الرئيس السنيورة بعد ظهر اليوم ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة.

 

الحريري رفض ترؤس الحكومة لأسباب محلية وإقليمية وعودة قطر متوقعة في حال العرقلة

المعارضة تطالب بتوزير »أبواق نظام دمشق« رداً على تسمية السنيورة

بيروت - صبحي الدبيسي:السياسة

إعادة تسمية الرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل حكومة العهد الأولى من قبل فريق الأكثرية, لم تلقَ الترحيب المنتظر, بالحد الأدنى من قبل فريق المعارضة, رغم ان اتفاق الدوحة أناط بالأكثرية تسمية رئيس الحكومة, مقابل حصول المعارضة على الثلث المعطل, وفتح صفحة جديدة بانتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية, بحضور حشد سياسي وديبلوماسي عربي ودولي غير مسبوقين. هذا الانتخاب كان قد سبقه قرار المعارضة الذي أعلنه باسمها الرئيس نبيه بري من قطر, وقضى بإزالة مخيم الاعتصام من ساحتي رياض الصلح والشهداء, كمبادرة حسن نية من القوى المعارضة تتويجاً لهذا الاتفاق.

وأكدت المصادر السياسية ل¯"السياسة", أنه كان من الممكن أن يكون كل شيء على ما يرام, بعد عودة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي كانت مسرحاً للأحداث المؤلمة الأخيرة, وإلى وسط العاصمة التي ترافقت عودة الحياة إليها, بعودة اللبنانيين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية, بالشكل الذي يريدون, لولا الإشكالات الأمنية التي حصلت أثناء وبعد إلقاء الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله خطابه الأخير بمناسبة الذكرى الثامنة للتحرير, بحيث تضمن هذا الخطاب رسائل عدة منها تحذيرية ومنها مباشرة وغير مباشرة للعهد ومسيرته, تناولت في بعض جوانبها تصور "حزب الله" لآفاق المرحلة المقبلة, فيما البعض الآخر اعتبرها رداً على ما جاء في خطاب القسم, الذي ألقاه الرئيس سليمان في أعقاب عملية انتخابه.

هذا الأمر يعني بحسب المصادر, أن مسيرة الحكم المقبلة لن تكون نزهة, كما تصورها البعض, على قاعدة أن اتفاق الدوحة أعطى كل من الموالاة والمعارضة ما كانا يصبوان إليه مع بعض التنازلات من كليهما. على هذا الأساس, فإن القوى المعارضة سجلت امتعاضاً كبيراً من تصرف فريق الموالاة, انطلاقاً من تسمية الرئيس فؤاد السنيورة لترؤس الحكومة, لأن جناحي فريق 8 آذار, وبالتحديد "حزب الله" وتكتل "التغيير والإصلاح" يعتبران إعادة تكليف الرئيس السنيورة تشكيل الحكومة المقبلة تحدياً لمشاعر جمهورهما, بعد سنة ونصف السنة من الشحن الممنهج ضد شخص السنيورة بالتحديد, واعتباره طوال هذه المدة مغتصباً للسلطة, بالتالي فإن إعادة تكليفه مرة جديدة بتشكيل الحكومة, تأتي من باب إعادة الانقسام للإجماع الذي تشكل عند انتخاب العماد سليمان.

وعليه, فإن المعارضة في هذه الحالة لا يمكنها الاعتراض على تسمية السنيورة, كي لا يعتبر ذلك خرقاً لمضمون اتفاق الدوحة, لكنها حتماً بدأت بمواجهة هذه التسمية بالعمل على خطين:

خط التشدد بالحصول على الحقائب السيادية, كالخارجية والداخلية والعدل والعمل, وربما المواصلات, حيث أنها تستطيع مع الثلث المعطل التي حصلت عليه بموجب اتفاق الدوحة منازلة الأكثرية في كل الميادين, حتى في ميدان عرقلة التشكيلة ابتداء من هذه الشروط.

والخط الآخر من خلال الفلتان الأمني في الشارع, أقله ليلاً, لتأمين ما لا يمكن الحصول عليه في السياسة, وهذا الأمر بدأت القوى الأمنية بمواجهته ضمن خطة قد تلجم أي فلتان أمني مستقبلاً.

واضافت المصادر "ان ما يجري يقتضي بذل جهد كبير لا يقتصر فقط على الأطراف المحليين, وعلى رأسهم الرئيس سليمان, بل ربما يستدعي الأمر تدخلاً مباشراً من اللجنة العربية, وتحديداً من دولة قطر, ما يعني عودة رئيس الحكومة القطري الشيخ حمد بن جاسم إلى لبنان والمكوث فيه لحين الانتهاء من تشكيل الحكومة, ما يعني بأن ولادة حكومة العهد الأولى لن تكون طبيعية كما يعتقد البعض, بل ستكون ولادة قيصرية تتطلب أكثر من جراحة تجميلية, من أجل إظهارها إلى الرأي العام اللبناني والعربي والدولي, بأنها حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة".

أما الأسباب التي منعت رئيس كتلة "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري من القبول ترؤس الحكومة, فهي بحسب مصادر النائب الحريري محلية وإقليمية, تتعلق بما جرى في الشارع البيروتي ونزع فتيل الفتنة المذهبية, التي كان الحريري قد أشار إليها في مؤتمره الصحافي الأخير قبل انتقاله إلى الدوحة للمشاركة بمؤتمر الحوار, وهذا يستلزم جهداً مضاعفاً بعيداً عن الأضواء لوقف ما يجري, لأن الأمور لم تهدأ بعد. من جهة ثانية, فإن الحريري لا يمكنه ترؤس حكومة قد تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة, التي تفرض أن يكون رئيس الحكومة حيادياً وغير مرشح لهذه الانتخابات مع مشاركته في وضع قانون جديد للانتخابات, حيث يقتضي أن يكون حراً في هذه المرحلة وغير مقيد برئاسة الوزراء. وكذلك بالنسبة للعلاقة مع سورية, فإن النائب الحريري لا يمكنه الذهاب إلى سورية تحت أي سبب قبل معرفة مصير المحكمة الدولية, وقبل معرفة حقيقة من سهل ونفذ جريمة اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وفي موضوع الأسماء المتداولة في التشكيلة الحكومية, علمت "السياسة" من مصادر سياسية مقربة من المعارضة على علاقة بتحديد الأسماء, بأن اتصالات مكثفة تجريها قوى المعارضة بعيداً عن الإعلام بهدف التوافق على طرح أسماء ليست من "حزب الله" وحركة "أمل" وتكتل "التغيير والإصلاح" مقترحة لدخولها الحكومة, وهي: النائب ايلي سكاف لتولي وزارة الزراعة, والوزير السابق سليمان فرنجية, لتولي وزارة الصحة إذا تعذر الحصول على حقيبة الداخلية, لأنها قد تكون ضمن حصة رئيس الجمهورية, والنائب السابق طلال أرسلان, وتعتقد المعارضة بأن رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط لن يمانع من دخوله الحكومة بعد التنسيق معه في أحداث الجبل الأخيرة, ولهذا لا تريد المعارضة تقديم هذه الهدية لجنبلاط, وتريد هي أن تطرح موضوع توزير أرسلان.

وعلمت "السياسة", أن "حزب الله" سوف يطرح وبشدة دخول حليفه "الحزب السوري القومي الاجتماعي" إلى الحكومة, سواء من خلال النائب أسعد حردان أو رئيس الحزب علي قانصوه على أن توكل إليه وزارة العمل, لكن هذا الأمر يبدو مستبعداً جداً, لأن توزير أحد القوميين يشكل تحدياً لأهل بيروت وبالأخص "تيار المستقبل", نظراً للدور السلبي للحزب القومي في أحداث بيروت الأخيرة.

أما في ما يتعلق بحصة رئيس الجمهورية, فقد علمت "السياسة" من مصادر مقربة من دوائر قصر بعبدا, بأن الحقائب الثلاث التي تشكل حصة الرئيس, قد تكون واحدة منها من نصيب النائب السابق ناظم الخوري, أو أحد الضباط المتقاعدين, وأخرى ربما تكون من نصيب البروفسور فيليب سالم الذي سيتولى وزارة الخارجية إذا ما صحت هذه التوقعات, أو شخصية شمالية أخرى على علاقة جيدة مع الإدارة الأميركية, أما الاسم الثالث فقد يكون من الأشخاص المقربين جداً للعماد سليمان.

وفي موضوع حصة الأكثرية, اكدت مصادر قوى 14 آذار ل¯"السياسة" أن لا تغييراً كبيراً في الأسماء المتداولة, مع تمسك الأكثرية بالإبقاء على الوزيرين شارل رزق والياس المر, وأن كباشاً كبيراً بين الموالاة والمعارضة سيدور حول هاتين الحقيبتين, بالإضافة إلى حقيبة الخارجية التي لن تسمح المعارضة بالتخلي عنها بسهولة, أما العماد عون فلن يتنازل أبداً عن مطلبه القديم الجديد وزارة العدل وسحب وزارة المهجرين من النائب جنبلاط. أما باقي الحقائب والأسماء فقد تبقى كما هي باستثناء وزير الاقتصاد سامي حداد, الذي يفضل أن يرتاح ويعود الى عمله في البنك الدولي

 

المعركة الأقسى ستكون حول البيان الوزاري

"بلبلة" في صفوف المعارضة جراء تسمية السنيورة و"حزب الله" يتجه الى التعطيل من الداخل

 بيروت - "السياسة": أصاب قرار الأكثرية النيابية ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة مجدداً لرئاسة الحكومة, قوى المعارضة بصدمة كبيرة أدت فوراً الى تفريقها وتشتتها, فعجزت عن اتخاذ موقف موحد في الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا أمس. وكشفت مصادر سياسية مطلعة, أن المعارضة فوجئت فعلاً بقرار قوى 14 آذار لأنها كانت تروج الى تفاهم ضمني بين فريقي النزاع في لبنان وقبل الذهاب الى مؤتمر الدوحة, على أن يكون الرئيس المقبل للحكومة هو النائب سعد الحريري وليس السنيورة, وبالتالي فان المعارضة تعتبر ما جرى أمس انتكاسة لاتفاق الدوحة.

من جهتها, نفت مصادر الأكثرية وجود هكذا تفاهم وأكدت أن الاتفاق الوحيد الذي عقد بشأن الحكومة تم في الدوحة, وأعلن عنه بوضوح بخصوص توزيع أعداد الحقائب الوزارية لا أكثر ولا أقل. وذهبت المصادر الى أكثر من ذلك لتكشف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري, كان منذ البداية في أجواء قرار ترشيح السنيورة ولم يمانع ولم يبد أي اعتراض, وخلصت المصادر الى أن تسمية السنيورة رئيساً للحكومة هو حق دستوري مارسته قوى 14 آذار بديمقراطية.

هذا من ناحية الشكل, أما من ناحية المضمون فان ترؤس السنيورة للحكومة يعيد تصويب الدفة السياسية ويقيم توازناً ضرورياً لاعادة احياء مؤسسات الدولة خارج منطق الغالب والمغلوب, الذي حاول الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله تكريسه في خطابه الأخير.

وهذه النقطة بالذات أثارت حفيظة "حزب الله" في وجه الرئيس بري بداية وفي مواجهة قوى الأكثرية, فكان الموقف الحاد لرئيس كتلة "حزب الله" النائب محمد رعد في قصر بعبدا. وكشفت مصادر مطلعة, عن أجواء الحزب أن العصبية التي تميز بها نصر الله في ذلك الخطاب عكست الاستياء مما آلت اليه الأمور, وأكدت أن الحزب يعتبر وصول السنيورة الى رئاسة الحكومة بمثابة نسف للحل السياسي, ويفتح مرحلة من التجاذب الحاد حول تشكيل الحكومة بداية ثم اعداد البيان الوزاري, لينتقل بعدها الى طاولة مجلس الوزراء.

وكشفت المصادر أن الحزب يدرس خياراته مع حليفه العماد ميشال عون بشأن المشاركة في الحكومة, فمن جهة يؤيد عون توزير عدد من قيادييه, ومن جهة يميل الحزب الى الامتناع عن المشاركة الا عبر ممثلين لقوى المعارضة وخصوصاً من الشخصيات والأحزاب التابعة لسورية, مع التشديد على أن يكون هؤلاء من الشخصيات النافرة والعدائية مثل: عبد الرحيم مراد ووئام وهاب في محاولة لتعطيل الحكومة من الداخل.

وبالعودة الى العماد عون فانه يستعد لمعركة الحصول على حقائب سيادية و"دسمة" خدماتياً ليعوض ما فاته على المرحلة السابقة, من دون الالتفات كثيراً الى موقف "حزب الله". وعليه, فان مرحلة التكليف انتهت الى كسب قوى 14 آذار للجولة, ومن المنتظر أن تشهد معركة التأليف التي تبدأ اليوم احتداماً كبيراً, أما المعركة الأقسى فستكون حول البيان الوزاري.

 

المعارضة امتنعت عن تسميته والأكثرية حذرت من شروط تعجيزية تؤخر التشكيل

السنيورة رئيساً لأولى حكومات العهد الجديد بتأييد 68 نائباً:

 بيروت - عمر البردان والوكالات:

عاد الرئيس فؤاد السنيورة الى السراي الحكومي مجدداً, لرئاسة أولى حكومات عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان باجماع قوى 14 آذار على ترشيحه, وفق الآلية التي اتفق عليها في الدوحة ومعادلة (16-11-3), وبعد استشارات أجراها العماد سليمان في قصر بعبدا, امس, وانتهت مساء, الى اعلان رئاسة الجمهورية في بيان رسمي تلاه أمين عام الرئاسة سليم أبو ضاهر, تكليف الرئيس السنيورة تشكيل الحكومة الجديدة, "عملا بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور, وبعد ان تشاور رئيس الجمهورية مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري, واستنادا الى الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها واطلع رئيس المجلس عليها".

وفي كلمة عقب تكليفه تشكيل الحكومة اثر حصوله على تأييد 68 نائبا, اكد الرئيس السنيورة تطلعه الى المستقبل, معربا عن امله في "تحقيق الانتقال من حال عانينا منها الكثير من المصاعب والشدائد الى حال أخرى يتوق اليها اللبنانيون من الاستقرار والعمل البناء والتنافس الديمقراطي والحر المصان من خلال احترام الدستور والقوانين".ودعا الجميع الى "مراجعة الماضي لاستخلاص دروسه لا للعودة اليه, ففيه الكثير مما يجب أن يمضي", واضاف "أدعو الى بلسمة الجراح وتجاوز الانقسامات وعدم اللجوء الى العنف ومعالجة المشكلات بروح تعلي من مصلحة الوطن والمواطنين".

واذ شكر "تيار المستقبل" والنواب الذين سموه, اكد انه سيعمد الى تشكيل حكومة "كل لبنان" كما اتفق عليها في الدوحة, "حكومة الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي الذي اهتز وكاد اهتزازه ان يهدد وطننا وتماسك أهاليه"الى ذلك, اعرب السنيورة عن امله في تطوير العلاقات مع سورية "لكي تصبح قائمة على الندية", "مما يمكننا من حماية لبنان من اسرائيل وأن نعمل على تطبيق القرارات الدولية لتحرير أرضنا في مزارع شبعا واسترجاع حقوقنا".

وقال "مبادئ الرئيس في خطاب القسم مثل مبادئي وتوجهاتي ويشرفني العمل معه ويتمتع هذا الرئيس بحس وطني, دلت عليه تجربته بقيادة الجيش الباسل, وقد علمتنا التجارب أن الوحدة والعيش المشترك هما أغلى ما نملك وهما سر هذا الوطن وضمان استمراره".

واكد "مواصلة العمل لاستعادة حقوقنا الوطنية وتطبيق النقاط السبع لاستعادة مزارع شبعا وتطبيق 1701 بكامله, ومتابعة ازالة آثار العدوان الاسرائيلي عن طريق استكمال اعادة اعمار ما تدمر في الجنوب", مضيفا "أتوجه الى اخواني في الوطن من كل الاتجاهات بروح منفتحة تسعى الى لقاء اللبنانيين ولا ترضى فرقتهم, أبسط يدي للتعاون لكي يحقق بلدنا التقدم يستحقه, علينا أن نتلاءم مع تحركات العالم الذي هو بحاجة الى لبنان, كنموذج من لقاء الحضارات وليس لتصارعها, مما يزيد من مسؤوليتنا". على صعيد متصل, بدا واضحاً استياء قوى المعارضة من تبني الأكثرية للرئيس السنيورة لتشكيل الحكومة الأولى في العهد الجديد, وهذا ما ظهر من خلال امتناع كتلها النيابية عن تسميته لتأليف الحكومة خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية.

وفيما اعتبرت الاكثرية ان اختيار السنيورة هو لاتمام "المصالحة", رأت فيه المعارضة "اعلان حرب", وتوقع مصدر من الاكثرية ان يؤدي ذلك الى عرقلة التشكيلة الحكومية و"تأخيرها". وقال المصدر لوكالة "فرانس برس" طالبا عدم الكشف عن هويته, "المعارضة ستشارك ولكنها قد تضع شروطا تعجيزية تؤخر التوصل الى تشكيلة مقبولة", لافتا الى ان ذلك يعني "استمرار الحكومة الحالية بتصريف الاعمال" الذي لا يحدد له الدستور مدة معينة.

وكان سليمان استهل مشاوراته بلقاء الرئيس بري, حيث امتنعت كتلته عن تسمية اي مرشح, ثم الرئيس حسين الحسيني الذي لم يسمِ أحداً بدوره, فنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي سمى السنيورة, والنائب ميشال المر الذي سمى السنيورة أيضاً.

الى ذلك, التقى سليمان وفداً من "كتلة المستقبل" برئاسة النائب سعد الحريري الذي قال بعد اللقاء, "سمينا دولة الرئيس فؤاد السنيورة, وهذه فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة, خصوصاً بعد الأزمات المتتالية في البلد, لم نسم الرئيس السنيورة لتحدي أي شخص أو انسان, نحن نريد البدء فعلاً بفتح صفحة جديدة, فخامة رئيس الجمهورية جاء باجماع وطني بين الأفرقاء السياسيين, ونحن ككتلة تيار المستقبل في مسيرة الشهيد رفيق الحريري سنتعاون مع فخامة الرئيس سليمان بكل معنى الكلمة, بكل خطوة سيكون الرئيس في حاجة الينا سنكون الى جانبه".

وأضاف "انها فرصة للبنانيين, لكي نتلاقى ونبلسم الجراح ونبدأ من جديد, انها فرصة لكل اللبنانيين لنقوم بلبنان, لننفذ خطاب قسم فخامة الرئيس الذي وجد فيه اللبنانيون ارتياحا, لذلك ان كتلة المستقبل والجميع متعاونون مع رئيس الجمهورية وسنتعاون في تشكيل الحكومة, وسننفذ اتفاق الدوحة الذي تم برعاية الجامعة العربية, بمساعدة أمينها العام عمرو موسى, وأمير قطر, واليوم نأتي الى القصر الجمهوري لنرى أخيراً أن هناك رئيساً, انها مرحلة تأسيسية فيها مصالحة, وكما قلت أن الجراح عميقة وتحتاج الى التداوي".

كما التقى سليمان وفداً من "اللقاء الديمقراطي" برئاسة النائب وليد جنبلاط الذي سمى الرئيس السنيورة, وقال بعد اللقاء "ان اللقاء مستعد لمساعدة فخامة رئيس الجمهورية في المرحلة المقبلة, واللقاء ساهم بتواضع بتسوية الدوحة, وهو مستعد أن يقدم التسوية في أي مجال".

أما الوزير محمد الصفدي فقد ترأس وفد "التكتل الطرابلسي", وقال "كنا نتمنى تسمية الشيخ سعد الحريري, لكن شاءت الظروف السياسية وبعد التشاور في 14 آذار ودراسة الموضوع مطولا, فقد تم الاتفاق من ضمن 14 آذار على تسمية الرئيس فؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة", وأكد رداً على سؤال, "لم أطرح نفسي على 14 آذار لتسميتي لرئاسة الحكومة".

الى ذلك, سمت كتلة "القوات اللبنانية" برئاسة النائب ستريدا جعجع الرئيس السنيورة, وقالت بعد اللقاء "قبل أي شيء, نحن سعداء أننا في القصر الجمهوري أخيرا ولقد أصبح لدينا رئيس للجمهورية". في المقابل, امتنعت كتلة "التنمية والتحرير" برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تسمية السنيورة, كذلك فعلت كتلة الوفاء للمقاومة التي تمثل نواب "حزب الله", وكتلة "الحزب القومي السوري" و"الطاشناق".

من جهته, قال رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون بعد زيارته قصر بعبدا على رأس وفد من التكتل, "طرحنا ثلاثة أسماء, من خارج المجلس, السيدة ليلى الصلح, ومن داخل المجلس طرحنا بهيج طبارة أو الوزير محمد الصفدي, سميناهم توافقيين, ونعتبر ترشيح السنيورة هو استمرار للماضي وعنوان للخلاف لا للوفاق الذي يجب أن يبدأ به العهد الجديد", ورأى "أن الأكثرية أو الموالاة تبدأ معركة حرب لا معركة لبناء لبنان الجديد مع الرئيس الجديد", مشيراً الى أنه "حتى لو لم يأت رئيس الحكومة كما نريد سنقبل بقرار الأكثرية لكننا مصرون على المشاركة".

وكان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" قد أكد "أنه لم يضع فيتو على أحد في الحكومة المقبلة, لكنه يرفض أن تشكل الحكومة العتيدة على قياس بعض الأشخاص", مشيراً الى "أن ما يدور من أحاديث عن توزيع الحقائب ليس سوى شائعات ولم يتم الدخول في التفاصيل بعد". وأشار الى "أنه مرتاح اليوم بعدما ربح لبنان من خلال الذين دافعوا عن وحدته الوطنية", لافتاً الى "أن نجاح اتفاق الدوحة يعود الى كونه لا يحتمل الكثير من التأويلات".

كما سمت الكتلة الشعبية برئاسة النائب أيلي سكاف, الوزير محمد الصفدي, النائب بهيج طبارة, ليلى الصلح وعدنان القصار لرئاسة الحكومة.

الى ذلك, قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد, ان كتلته اكدت لرئيس الجمهورية ان "اتفاق الدوحة ينص على وجوب تشكيل حكومة وحدة وطنية" مشيرا الى ان رئيس هذه الحكومة يجب ان يتصف بهذه الصفات. واكد رعد من قصر بعبدا ان كتلته لم تسم احدا لرئاسة الحكومة "واعتقد ان اللبنانيين بحاجة لشخصية تحدث صدمة ايجابية وتريحهم".

 

كوشنير يرحّب بإعادة تسمية السنيورة لرئاسة الحكومة

وكالات/رحب وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير بإعادة ترشيح فؤاد السنيورة الى رئاسة الحكومة اللبنانية المقبلة، وتوقع بأن تكون الانتخابات التشريعية في العام المقبل "صعبة" لأن اتفاق الدوحة "لم يسو أموراً كثيرة في العمق". وقال كوشنير في جلسة للبرلمان الفرنسي: "لقد تم اليوم إعادة ترشيح فؤاد السنيورة على رأس الحكومة اللبنانية، وهذا أمر جيد لأنه يعمل بشكل جيد جداً، وأعتقد أنه كان هناك إجماع حوله"، وأضاف: "يبقى بكل تأكيد أن النظام الانتخابي لم يتحدد في الدوحة كما يجب وهذا عمل يبقى أمام الرئيس سليمان ورئيس الوزراء". وذكر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن المبادرة الفرنسية لحل الأزمة اللبنانية استمرت نحو سنة وقادت إلى ثلاث نقاط تم تبنيها من قبل جامعة الدول العربي،ة ومن ثم قادت إلى اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية، بعد المواجهات التي أوقعت ضحايا في لبنان. وقال: "رأينا أنه من حزب الله حتى القوات اللبنانية تم تأييد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً وفرنسا سعيدة بذلك"، وشدد على ضرورة الاستمرار بمساعدة اللبنانيين على تجاوز هذه "المحنة"، منوهاً بضرورة الحوار مع دول المنطقة حول هذا الأمر بما فيها مع سوريا وإيران.

 

الرئيس السنيورة يبدأ استشاراته لتشكيل الحكومة الجمعة المقبل

وطنية - 28/5/2008 (سياسة) اصدرت الامانة العامة لمجلس النواب ما يلي: "يبدأ رئيس الحكومة المكلف استشاراته النيابية لتشكيل الحكومة العتيدة في مجلس النواب فؤاد السنيورة اعتبارا من الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر الجمعة المقبل في 30/5/2008 وينتهي يوم السبت في 31/5/2008".

 

الوفاء للمقاومة" تعليقا على تكليف الرئيس السنيورة تشكيل الحكومة الجديدة: كل قوى المعارضة مصممة على المشاركة بفعالية في الحكومة المزمع تأليفها

لمتابعة كل القضايا والملفات التي تهم المواطنين وتحمي سيادة الوطن واستقلاله

وطنية 8/5/2008(سياسة) أصدرت كتلة الوفاء للمقاومة بيانا مساء اليوم علقت فيه على تكليف الرئيس فؤاد السنيورة بتشكيل الحكومة الاولى للعهد الجديد وجاء فيه : ان كتلة الوفاء للمقاومة التي أعربت خلال الاستشارات النيابية الملزمة عن قناعتها بالمواصفات المطلوبة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المقرر تشكيلها , قد مارست حقها الدستوري حين لم تسم أحدا لهذا الموقع , وهي إذ تذكر اللبنانيين بان اتفاق الدوحة الذي رحبنا به ونلتزم بنوده لم يتضمن أصلا التوافق على اسم رئيس الحكومة لان ذلك يخضع للآليات والأصول الدستورية التي نعرفها جميعا . إلا أن الاتفاق نص بوضوح على وجوب تشكيل حكومة وحدة وطنية تحظى فيها المعارضة بأحد عشر مقعدا وزاريا , وهذا ما ينبغي أن يحترمه ويلتزمه الرئيس المكلف عند تشكيله الحكومة .

إننا وكل قوى المعارضة مدركون تماما لواجب المشاركة في الحكومة الجديدة أيا يكن الرئيس المكلف وبالغا ما بلغت السلبية لدى فريق الموالاة الذي لم يعكس في ترشيحه للسيد السنيورة استعدادا جديا لفتح صفحة جديدة والتزام العمل الوطني المشترك .

وان كل قوى المعارضة مصممة رغم ذلك على المشاركة بفعالية في الحكومة المزمع تأليفها وذلك لمتابعة كل القضايا والملفات التي تهم المواطنين وتحمي سيادة الوطن واستقلاله في كل المستويات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والصحية والإدارية وغيرها.

العماد عون: سنكون لجميع اللبنانيين في الحكومة وسنمنع أي خلل

رئيس الجمهورية توافقي وهذه سلوكية تستلزم الكثير من الحيادية

أعطيت أسماء توافقية لترؤس الحكومة لأنني أحترم هذا الموقع

وطنية - 28/5/2008 (سياسة) أكد رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في حديث إلى محطة "أو.تي.في" أن "ما تحقق في اتفاق الدوحة هو إعادة التمثيل الصحيح أو القسم الأكبر من التمثيل الصحيح للبنانيين في مجلس النواب". وقال: "لم نحقق في الدوحة أي مكسب. هذا حق مكتسب لكل مواطن، وليس مكسبا سياسيا. صحيح أننا كنا المطالبين به، وتجاه المواطنين نحن من أعدنا هذا الحق المسلوب. ولكن هذا ليس انتصارا، هذا انتصار للنظام الديموقراطي في لبنان وللتوازن". وعن حكومة الوحدة الوطنية، قال: "إنها قاعدة التوافق في لبنان، كان فيها شذوذ وخطأ. فصححنا مسار الممارسة الديموقراطية في لبنان، ولم يكن انتصارا بمعنى الانتصار الشخصي، ولكن انتصار للنظام الديموقراطي والديموقراطية في لبنان. نحن لا نسعى الى مكاسب شخصية. وبالنسبة إلى تسمية الرئيس السنيورة الذي يعاني مشاكل شخصية مع كل الأشخاص، هناك تقليد في كل بلدان العالم، أنه عند انتهاء مرحلة ما، يتغير الأشخاص. لا يوجد تقديس للشخص. هناك مرحلة انتهت، وكان هذا عنوان الخلاف في الداخل والخارج. عليه أن يرتاح ليتمكن من أن يأخذ نفسا جديدا، وأن يترك مجالا لذهنيات جديدة في التعامل والتعاطي مع الآخرين. نحن لا نغير نهج الأكثرية السياسي، اقترحنا أناسا من الأكثرية وخارجها. هذا الامر ليس مسألة مناحرة".

أضاف: "فضلا عن إعادة تسمية (الرئيس) السنيورة، ازدادت الآن الحرب الإعلامية تأججا، بدل أن تنخفض بعد توافق الدوحة، وهبط مستوى المسؤولية في التصريح، فأصبح المستشار يحل محل المسؤول. وسمعنا تصريحات لمستشارين تقول إن هذا التفاهم كالإتفاق الثلاثي سيسقط بعد ثلاثة أشهر، وأخرى هاجمت الأرمن وهاجمتني شخصيا. عهد (الرئيس) السنيورة يمثل الخروج على القوانين والقواعد الديموقراطية والدستور".

سئل: ألا يتمتع الرئيس السنيورة بشعبية كبيرة في الشارع السني، خصوصا أن هذا الشارع على لسان بعض أقطابه، يقول إنه مجروح مما حصل. ألا يحق للشارع السني بعدما حصل أن تتبوأ من جديد شخصية من "تيار المستقبل" الشعبي هذه الحكومة؟

أجاب: "هذا القول لا يصح وعيب. لكن صار يصح للمسيحيين أن يقولوا مع انتخاب الرئيس سليمان، أنهم هم أيضا مجروحون؟. هذا لا يجوز. عندما يتم التوافق على شخص، هذا لا يعني أن شعور الناس جرحت. هناك ضرورة للانتقال بالبلد من مرحلة الى أخرى. ولا يجب على كل من لديه رغبة في أن يصل شخص ما إلى الحكم، ولم يصل، أن يشن حربا، لا. يجب أن نصحح ونساعد مجتمعنا حتى يقوم بهذه التحولات السياسية في شكل طبيعي".

سئل: في ترشيحاتك، سميت الوزيرة السابقة ليلى الصلح، والنائب بهيج طبارة، والوزير محمد الصفدي، استبعدت النائب سعد الدين الحريري. لماذا الاستبعاد وتسمية هذه الشخصيات الثلاث؟

أجاب: "كان من الممكن أن أسميه، ولكن أعطيت نماذج توافقية. عندما لا يريد حزبه أن يرشحه، فأنا لا يمكنني أن أعيد تسميته توافقيا. هو رئيس تكتل الموالاة، لو كانت لديهم رغبة لكانوا رشحوه، وكنا أبدينا رأينا فيه بنعم أو لا. ليس بالضرورة أن نقول له نعم أو لا. ولكن جاء الترشيح إلى مركز رئاسة الوزراء كما جاء، علينا أن نقول لا، وهذا ليس حلا، ولكن نحن نصر على دخول الحكومة. لدينا موقعنا وندافع عنه".

سئل: هل الشخصيات الثلاث التي تمت تسميتها هي بترتيب معين؟ ولماذا وقع الاختيار عليها هي بالذات؟

أجاب: "لا يمكنني أن أرشح أيا كان، لأنني أحترم موقع رئيس الحكومة. ويجب أن يكون للشخص صفات رئيس الحكومة. فللسيدة ليلى الصلح عراقة سياسية في تاريخ لبنان واستقلاله وسيادته، ومارست الحكم، وهي تمثل كل لبنان من خلال عملها الاجتماعي الذي تمارسه بكل هدوء، بعيدا عن الأضواء. الأضواء تلاحقها، وليست هي من تلحق الأضواء. فإذا، لديها الصفات حتى تمثل رئاسة الحكومة بشموخ. وبالنسبة إلى بهيج طباره فهو إنسان مشترع ومهم، ولديه نظرة شمولية للوطن، يفكر كرئيس دولة، لا من خلاله انتمائه المذهبي. كما واكبت عمل الوزير الصفدي في الوزارة، وهو بالفعل ليس وزير لمذهبه و لطائفته ولمنطقته، بل يلبي حاجات جميع الناس بصرف النظر عن توجههم السياسي، ولديه الحس العام والنظرة الشمولية للخدمة العامة".

سئل: توقعت الصحف اليوم أن يتم نوع من التأجيج في الصراع الداخلي نتيجة لترشيح الرئيس فؤاد السنيورة. هل هذا يعني أننا سنتأخر قليلا قبل أن نرى التشكيلة الحكومية؟

أجاب: "التأجيج الأكثر هو من كثرة الكلام على شاشات التلفزة، والكلام التحريضي للناس، لأن المشكلة دائما تبدأ بالكلمة، وتنتهي بالبندقية. ومن يدعي أن استعمال السلاح هو الأسهل، نقول له لا، بل استعمال الكلمة يؤدي الى استعمال السلاح. نتمنى على حاملي الأقلام في الصحافة أن يعرفوا مسؤوليتهم، فمن يتحمل مسؤولية المشكلة من يحمل القلم، لا من يحمل البندقية".

سئل: هل ستكون معارضا داخل الحكومة لأنك هكذا صرحت بعد خروجك؟

أجاب: "لا لن نكون معارضين، بل سنكون لجميع اللبنانيين داخل الحكومة، وسنمنع أي أمر يخل بالقواعد العامة، أي سنكون حرس الثورة".

سئل: هناك من يرى أن الرئيس سليمان هو الضامن في هذه المرحلة. ماذا تتوقع منه؟

أجاب: "انتخب الرئيس سليمان تحت عنوان التوافق. وأتوقع أن يسعى دائما الى المحافظة على التوافق. وهذه طبعا سلوكية صعبة تستلزم الكثير من الحيادية".

 

الرئيس الجميل: "المستقبل" أكبر كتلة نيابية ومن حقها تسمية رئيس الحكومة

نتطلع الى تطبيع العلاقات مع سوريا وحل مسألة المعتقلين وترسيم الحدود معها

الكتائب دفعت غاليا ثمن المقاومة السياسية وهي الأحق في المشاركة في الحكومة

لا لاختيار بعض الوزراء من باب الاستفزاز لأن ذلك ينعكس سلبا على من اختارهم

وطنية - 28/5/2008 (سياسة) أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في مقابلة مع برنامج "صباح العالم" على شاشة NBN "أن تعيين الرئيس فؤاد السنيورة موقف ينسجم مع ما اتفق عليه في قطر، على أساس أن الأكثرية هي التي تسمي المرشح لرئاسة الحكومة". وأشار إلى "أن الرئيس السنيورة خاض معارك سياسية في ظروف حرجة. لذلك، اعتبرته قوى الرابع عشر من آذار المرشح الأنسب. وقال: "رشحت عن قناعة النائب الشيخ سعد الحريري ليتحمل المسؤولية لأسباب عدة، ولكنه أبدى تحفظه ورشح الرئيس السنيورة بديلا منه".

أضاف: "الاعتصام المفتوح في وسط بيروت كان قصاصا للشعب اللبناني كله لا لفريق 14 آذار أو الرئيس السنيورة، وهو من الأمور الأكثر إيلاما، نظرا لما سببه من أوضاع اقتصادية متردية وبطالة واقفال مؤسسات". وتابع: "لا أظن أن إقالة الحكومة كانت تستأهل ما حصل في العاصمة. وإن الوسائل المستخدمة للضغط على الحكومة كانت مضرة للوطن، لا للأكثرية أو الحكومة أو الرئيس السنيورة". ولفت إلى "أن الرئيس السنيورة كان في مرحلة من المراحل جزءا من مشكلة قائمة، ولو توافر رئيس حكومة غيره لكان واجه المشكلة ذاتها. لذلك، لا يمكن تحميله المسؤولية وربط المشكلات بشخصه".

وإذ حمل "حزب الله" "مسؤولية الذهاب إلى الدوحة من دون دخول التفاصيل"، قال: "توجهنا إلى الدوحة، ووضعنا أمامنا مصلحة البلد وطوينا الصفحة. فلا فرق بين النائب الحريري والرئيس السنيورة لأنهما من الفريق السياسي نفسه". وتمنى "أن تنتهي الإستشارات قريبا، وتؤدي الى تشكيل حكومة منسجمة يكون فيها الوزراء على قدر المسؤولية لينتشلوا البلد من الوضع الراهن". وأكد "أن اتفاق الدوحة كان مدخلا للحل، لا حل نهائيا"، واصفا هذه المرحلة ب"الهدنة بدليل انسحاب المقاتلين من شوارع بيروت، ووقف المظاهر المسلحة فيها رغم بعض الخروق الأمنية".

أضاف: "يمكن توظيف الهدنة إما بإعادة تفعيل المؤسسات أو أن تكون استراحة من المعارك والجهوزية في انتظار أن يخطئ الفريق الآخر. هم حزب الكتائب و14 آذار تحويل الهدنة إلى حل نهائي. ضحينا كثيرا لاستعادة موقع رئاسة الجمهورية، وكان هذا الموضوع همي الأول، وواجهنا مساعيا لعرقلة انتخاب الرئيس واقتراح حكومة بديلة من الإنتخابات الرئاسية، ولم يكن بعض مسيحيي المعارضة متحمسين لإنتخاب الرئيس. قمنا بالخطوة الأولى في انتخاب رئيس الجمهورية وعلينا البناء عليها". وعن اتهام المعارضة الموالاة بتلقي اتصالات من الولايات المتحدة الأميركية وغيرها خلال اجتماعها ليل أمس، قال: "لم يشارك في اجتماع 14 آذار أي مندوب أو سفير من أي دولة، ولم ينتظر أي فرد من 14 آذار اتصالا من أميركا أو غيرها. اخترنا رئيس الحكومة بملء ارادتنا، ولم يتحفظ أي من المجتمعين على تسمية النائب الحريري الرئيس السنيورة". أضاف: "نريد كفريق أن نمثل بكل رموزنا في الحكومة، كما تريد المعارضة أن تتمثل فيها. عرض علينا اقتراح بتسمية رئيس حكومة حيادي، وطرح بعض الأسماء لهذه الغاية لكننا رفضناها، لأن أكبر كتلة نيابية في البرلمان هي "تيار المستقبل"، ومن حقها تسمية رئيس الحكومة".

وتناول الرئيس الجميل "أزمات لبنان منذ اتفاق القاهرة في العام 1969 وبداية السبعينات"، وقال: "منذ ذلك الوقت، لم يرتح الوطن، وأصبحت مؤسساته غير مستقرة، وعانى الحروب والإنقلابات، ولم يخرج منها حتى الآن". وتمنى" استمرار التواصل بين الموالاة والمعارضة، والتفاهم على تشكيل الحكومة الجديدة واختيار الاسماء المقترحة لتولي الحقائب الوزارية"، مجددا ثقته "بالرئيس ميشال سليمان الذي بقي على الحياد، ولم يتورط مع أي فريق، وأثبت حضوره في معركة نهر البارد وعملية انتشار الجيش في الجنوب"، داعيا إلى منحه "فرصة من الاستقرار ليؤدي الدور المناط به لقيادة الوطن، وأن يكون الحكم بين كل الاطراف".

وعن التحفظات السابقة على وصول رجل عسكري الى الحكم ورفض تعديل الدستور، قال: "إن مواقفنا في هذا الصدد مبدئية، وقبلنا التسوية لمصلحة البلد. فعندما كان الخيار المطروح أمامنا إما وصول رجل عسكري الى الحكم أو إستمرار الفراغ الرئاسي فضلنا انتخاب العماد سليمان رئيسا، ونحن ندعمه".

وردا على سؤال قال: "لم أحضر جلسة الإنتخاب لأنني كنت متحفظا على آلية الإنتخاب لجهة عدم تعديل المادة الدستورية المتعلقة بانتخاب الموظفين، لكنني حضرت جلسة القسم". وعن العلاقة مع سوريا، قال: "لا نتمنى سوى الخير لسوريا. وفي المقابل، نريدها أن تبادلنا بالمثل، ونتطلع الى تطبيع العلاقات معها وحل مسألة المعتقلين في سوريا وترسيم الحدود وإقامة العلاقات الديبلوماسية".

وعن التمثيل الكتائبي في الحكومة العتيدة، قال: "حزب الكتائب هو الأحق في المشاركة في الحكومة لأنه دفع غاليا ثمن المقاومة السياسية من خلال استشهاد أربعة من خيرة شبابه. لم نتخذ بعد قرار من سيمثل الكتائب في الحكومة، لكن حزبنا غني بالطاقات، وسنتخذ القرار المناسب في حينه".

وعن التماسك داخل فريق 14 آذار، قال: "هذا الفريق متماسك وقراراته لمصلحة الوطن. صحيح أننا مررنا في مطبات كثيرة، لكننا استطعنا تجاوزها لمصلحة الوطن". وعما إذا كان يتوقع حصول فيتو على بعض الأسماء المقترحة للحكومة الجديدة، قال: "يجب أن يحترم كل فريق رأي الفريق الآخر، وألا يكون اختيار بعض الوزراء من باب الاستفزاز ليس الا، لآن ذلك ينعكس سلبا على من اختارهم في الدرجة الاولى. يجب اختيار أسماء قادرة على التواصل مع الجميع".

وعن تصوره لحل قضية سلاح "حزب الله"، قال: "في مؤتمر الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، قدمت مشروعا متكاملا في ما يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية يقوم على الطريقة السويسرية، حيث يرفع الشعار بأن كل مواطن جنوبي خفير. وعندما صدر قرار عن مجلس الأمن الدولي، انطلاقا من طلب الحكومة الذي كان يشارك "حزب الله" فيها، شكل قوة دولية عازلة على المنطقة الحدودية، فبات سلاح "حزب الله" حكما من دون جدوى. يجب على "حزب الله" أن يتخذ المبادرة بنفسه، وأن يقترح استراتيجية جديدة لسلاحه ليصار الى مناقشتها". وعن خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله الأخير، قال: "ثمة بعض الإيجابيات، لكن لدينا ملاحظات حول النبرة والمواقف لن ندخل تفاصيلها الآن. إننا نتطلع الى حوار ايجابي ومطمئن مع "حزب الله" والرئيس بري و"التيار الوطني الحر" والجميع، لأننا نتمنى أن تكون هذه المرحلة الجديدة لبناء المؤسسات وتفعيل دورها وطمأنة اللبنانيين".

 

البطريرك صفيراستقبل الوزيرازعور وميشال اده

وطنية - 28/5/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بعد ظهر اليوم وزير المال جهاد ازعور الذي اطلع البطريرك على اعمال وزارته ومواكبتها للاوضاع المالية والاقتصادية الراهنة"، وقال "اطلعني البطريرك صفير على اجواء زيارته الرعوية الى قطر وجنوب افريقيا واميركا واسبانيا، واوضاع الجاليات اللبنانية وسبل تعزيز مشاركتها في مسيرة انهاض لبنان

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 28 ايار 2008

البلد

تخوفت السلطات المعنية من التقارير الواردة قبل وبعد حادثة كورنيش المزرعة والتي تمثلت بحوادث فردية في مناطق محددة من العاصمة ما استدعى انعقاد مجلس الامن المركزي للعمل على وقفها بسرعة .

تعمل القوى الامنية على مراجعة يومية لأشرطة كاميرات مثبتة في منطقة سوليدير لكشف هوية عدد من المشاغبين كان آخرهم من سرق كابلات اثناء حفل غنائي ترفيهي .

بدأت التحفظات التي تحدث عنها نواب داخل جلسة الاستحقاق الرئاسي تلاقي ترددات في أروقة سياسية معينة وكأنها تبيت نوايا غير سليمة وربما استعملت في توزيع الحقائب الوزارية على طريقة العصا والجزرة .

الشرق

مؤسسة رسمية استعادت اداريين كانوا يعملون فيها من دون توضيح اسباب الخطوة لا سيما ان قرارا بنقل هؤلاء اتخذ في مناسبة سابقة بالغة الحساسية .

ادارات خدماتية تردد انها مطالبة بتقارير عاجلة تشرح ظروف عملها في المرحلة الأخيرة ومدى اهليتها لاستئناف نشاطها بشكل طبيعي .

سفارات عربية واجنبية خفضت من اجراءاتها الوقائية فور اعلان انتخاب الرئيس سليمان .

النهار

رشح أن دولاً عادت تضغط لتأجيل مباشرة المحكمة ذات الطابع الدولي عملها الى ما بعد الانتخابات الاميركية.

فوجئ قريبون من المعارضة بعدم تضمين السيد حسن نصرالله خطابه "لفتة ضرورية" الى العاصمة بعد الحوادث التي شهدتها قبل أسبوعين.

تردد أن رئيس الجمهورية قد يرشح ضابطاً سابقاً وزيراً للداخلية ضمن الكوتا المخصصة له.

السفير

يستعد ثلاثة نواب من الموالاة والمعارضة لتكوين كتلة جديدة موالية لرئيس الجمهورية.

عمل بعض المديرين العامين على التمديد لرؤساء المصالح والدوائر والوحدات لمدة شهر منعاً للفراغ في الإدارات بانتظار جلسات مجلس الوزراء.

أجرى مرجع كبير اتصالاً بجميع القيادات الأمنية طالباً اتخاذ تدابير صارمة بحق مثيري الشغب ومحملاً الجميع المسؤولية.

المستقبل

تقول شخصيّات مطّلعة إنّ حفلاً تكريمياً أقيم مساء انتخاب الرئيس ميشال سليمان شهد تصفية حسابات بروتوكولية من جانب الجهة الداعية والمنظمة.

لاحظت أوساط متابعة نوعاً من الارتباك في خطاب المرجع الأول ل "حزب معارض" في الفقرة العراقية منه.

ولفتت الى تكرار تركيزه سلباً على النخب الثقافيّة والاعلاميّة في معرض تقسيمه اللبنانيين الى "مجموعات".

اللواء

قال وسيط إقليمي كبير إن المفاوضات بين سوريا وإسرائيل بلغت مرحلة وضع مسودة اتفاقية السلام بين البلدين·

يدور نقاش واسع حول القرار المناسب لتولي منصب حكومي كبير في ضوء معطيات المرحلة المقبلة·

يطمح مسؤول حزبي في الأكثرية لانتزاع مراكز القرار في المنطقة التي يتواجد فيها·

 

قيادة الجيش نعت العريف حسين محمد جانبين الذي استشهد امس في دوحة عرمون

وطنية - 28/5/2008 (امن) نعت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان العريف حسين جانبين الذي استشهد بتاريخ 27/5/2008، أثناء قيامه بواجبه العسكري في مهمة الحفاظ على الامن والاستقرار في منطقة دوحة عرمون، وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 2/11/1981 تمنين الفوقا - قضاء بعلبك

- تطوع في الجيش بتاريخ 15/9/2006

- حائز على اوسمة الحرب، الجرحى والتقدير العسكري البرونزي، وتنويه العماد قائد الجيش مرتين.

- عازب

- استشهد بتاريخ 27/5/2008

يقام المأتم بتاريخ اليوم الساعة 16,00، في حسينية بلدة تمنين الفوقا، ثم يوارى الثرى في جبانة البلدة.

تقبل التعازي قبل الدفن وبعده، ولمدة ثلاثة ايام في منزل والد الشهيد الكائن في البلدة المذكورة".

 

تكتل "التغيير والاصلاح" سمى ليلى الصلح والوزير الصفدي والنائب طبارة

النائب عون: مصرون على المشاركة والاكثرية تبدأ معركة حرب لا معركة بناء

وطنية - 28/5/2008 (سياسة) يواصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان استشاراته النيابية، والتقى وفدا من تكتل "التغيير والإصلاح" برئاسة النائب العماد ميشال عون الذي قال بعد اللقاء: "لقد سمينا اكثر من شخص، سأتكلم باسم تكتل "التغيير والاصلاح"، نحن اليوم في بداية عهد توافق، وانطلاقا منه اعتبرنا ان رئيس الحكومة يجب ان يكون توافقيا، وبما ان هذا الشيء لم يتم حتى الآن، ولم يكن هناك تفاهم على اسم، فطرحنا ثلاثة أسماء، من خارج المجلس طرحنا السيدة ليلى الصلح، ومن داخل المجلس طرحنا بهيج طبارة او الوزير محمد الصفدي، سميناهم توافقيين، طرحنا اكثر من اسم من أجل الليونة وامكانية الخيار. نعتبر ترشيح (الرئيس) السنيورة - وسمعنا الشيخ سعد يرشحه - هو استمرار للماضي وعنوان للخلاف لا للوفاق الذي يجب ان يبدأ به العهد الجديد، هذه رسالتنا رسالة سلوك للنهج التوافقي، احدهم يصرح انه كاتفاق ثلاثي، لن ينفذ ومستوى المسؤولية "وطي" (تدنى)، وآخر يعتبر انها هزيمة للمعارضة. انطلاقا من هنا وما نسمعه يبدو ان الاكثرية او الموالاة تبدأ معركة حرب لا معركة لبناء لبنان الجديد مع الرئيس الجديد".

أضاف: "نصر على المشاركة، المعارضة في قلب الحكومة، ومصرون على المشاركة، لأنه حتى لو لم يأت رئيس الحكومة كما نريد سنقبل بقرار الاكثرية لكن مصرون على المشاركة".

 

جريح في إشكال فردي في القبة في طرابلس

وطنية- 28/5/2008(أمن) أفاد مندوب"الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبد الكريم فياض عن جرح مواطن من آل حيدر في خلال إطلاق نار في منطقة القبة - حي ضهر المغر بين أسامة حيدر وغازي عبد اللطيف لاشكال فردي.  وقد تم نقل حيدر الى المستشفى للمعالجة وقد حضرت القوى الامنية وفتحت تحقيقا في الحادث وتعمل على ملاحقة مطلق النار.

 

ساركوزي في بيروت الاسبوع المقبل لتهنئة العماد سليمان

 المركزية - من المتوقع ان يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بيروت نهاية الاسبوع المقبل لتهنئة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وترتدي زيارة ساركوزي للبنان طابعا مهما ومميزا إذ انها ستكون الزيارة الاولى لرئيس اوروبي بعد الانتخابات الرئاسية في بيروت وقد سبقتها سلسلة اتصالات لبنانية فرنسية. وتجدر الاشارة الى ان الرئيس الفرنسي كان راغباً في حضور جلسة انتخابات الرئاسة اللبنانية، لكنه ارتأى تأجيل الزيارة الى موعد آخر كان يتسنى له الوقت الكافي لجلسات عمل مع الرئيس سليمان. ويتوقع ان يوجه الرئيس الفرنسي دعوة الى نظيره اللبناني لزيارة بلاده.

 

سيسون الى بلادها للمثول امام لجنة الشؤون الخارجيـــة وتعود "كسفيرة ومعها رسالة دعم ودعوة الى العماد سليمان

المركزية - مع انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وانتهاء الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة، علم ان عددا من حكومات الدول العربية التي اوفدت سفراءها الى بيروت بصفة قائمين باعمال، لاعتبارات سياسية ومعطيات بروتوكولية كانت سائدة في الفترة السابقة، قررت رفع مستوى تمثيل هؤلاء من قائم بأعمال الى سفير. وفي هذا الاطار، علمت "المركزية" ان القائمة بالاعمال الاميركية ميشال سيسون قد تغادر بيروت قريبا الى واشنطن تلبية لاستدعاء حكومة بلادها للمثول امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي ونيل الموافقة على تعيينها كسفيرة في لبنان، على ان تسلك بعدها آلية التعيين القنوات الديبلوماسية المعروفة، بعدما عاد العمل المؤسساتي الى طبيعته في لبنان، وسقطت المحظورات السياسية التي كانت قائمة بعد التمديد للرئيس اميل لحود واعتماد دول غربية عدة سياسة المقاطعة. ومن المتوقع ان تعود سيسون من بلادها حاملة رسالة دعم من الادارة الاميركية الى لبنان، رئيسا وحكومة وشعبا في كل المجالات، وناقلة دعوة الى الرئيس الجديد العماد ميشال سليمان لزيارة واشنطن بعدما كان دعاه الرئيس جورج بوش عندما اتصل به مهنئا. كذلك علمت "المركزية" ان مسؤولا اميركيا سيزور لبنان الاسبوع المقبل لتقديم التهانئ للرئيس الجديد، والبحث في سبل مساعدة لبنان خصوصا في المجال العسكري.

 

 Mtc توضح سبب التشويش على الشبكة خصوصا في الجنوب وتعلن سعيها المستمر لايجاد الحل المناسب

المركزية - اوضحت شركة mtc Touch ان التشويش الذي تتعرض له الشبكة في مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب يؤثر على الخدمة ويحد من فاعليتها، واعربت عن سعيها المستمر لايجاد الحل المناسب للحد من حالات التشويش، واصدرت لهذه الغاية البيان الآتي:

"عطفا على ما تناوله بعض الصحف المحلية اخيرا حول موضوع التشويش على الاتصالات الخلوية في بعض مناطق الجنوب، يهم mtc Touch توضيح ما يلي:

اولا - تتعامل شركة mtc Touch بذات المستوى في سبيل تأمين خدمات الخلوي على كامل الاراضي اللبنانية من دون اي تفرقة جغرافية بين منطقة وأخرى، وهي تقوم بواجباتها في هذا الخصوص بأقصى الامكانات المتوافرة كما تنص عليه التزاماتها تجاه الدولة اللبنانية في ادارة الشبكة الخلوية الثانية.

وفي هذا السياق، انشأت ووزعت محطات للبث الخلوي على مختلف الاراضي اللبنانية لتأمين الربط على كامل مساحة لبنان، وللشبكة الخلوية الثانية ما يزيد عن 40 محطة بث خلوي موزعة في محافظة الجنوب.

ثانيا - لا اهمال من قبل شركة mtc Touch في تنفيذ جميع التزاماتها اتجاه الدولة اللبنانية واتجاه المشتركين الاعزاء، بما في ذلك ما خص تطوير وتحديث الشبكة، وان الشبكة وبعناية mtc Touch لا تزال لغاية تاريخه قادرة على استيعاب العدد المتزايد للمشتركين وتأمين الخدمات بما في ذلك منطقة الجنوب.

اما التشويش الذي تتعرض له الشبكة في مناطق لبنانية متعددة بما في ذلك في بعض مناطق الجنوب فهو يؤثر على الخدمة ويحد من فاعليتها وهو يعود الى مصادر خارجة عن نطاق الشبكة بما في ذلك بسبب اجهزة التردد اللاسلكي المتوافرة في السوق المحلي، وان الشركة في هذا المجال هي على تعاون وثيق ومتواصل مع وزارة الاتصالات وكافة الهيئات الرسمية الاخرى للحد من تأثير هذا التشويش والغائه بشكل نهائي.

وختاما تعرب الشركة لزبائنها الكرام في جنوب لبنان وفي سائر المناطق اللبنانية عن اسفها وهي تسعى ضمن صلاحياتها الى ايجاد الحل المناسب للحد من حالات التشويش.

 

سعر البنزين تجاوز ال31 الف ليرة والمازوت والكاز الى تصاعد مستمر

وطنية - 28/5/2008 (اقتصاد) ارتفع اليوم سعر صفيحة البنزين خال من الرصاص 98 اوكتان و95 اوكتان 700 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة الكاز 1100 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة المازوت 1200 ليرة لبنانية، والديزل اويل للمركبات الالية 1200 ليرة لبنانية، وطن الفيول اويل (1% كبريت) 16 دولارا اميركيا، وطن الفيول اويل للعموم 17 دولارا اميركيا، وسعر قارورة الغاز زنة 10 كلغ 1300 ليرة لبنانية وزنة 12,5 ليرة لبنانية 1400 ليرة لبنانية.

جاء ذلك في قرارات صدرت عن وزير الطاقة والمياه بالوكالة محمد الصفدي، حدد بموجبها الحد الاعلى لسعر مبيع المحروقات السائلة في الاراضي اللبنانية كافة، اعتبارا من اليوم الاربعاء كالآتي:

ل.ل/العشرين ليتر

بنزين خال من الرصاص 98 أوكتان 31100

بنزين خال من الرصاص 95 أوكتان 30300

كاز 35700

مازوت 36000

ديزل اويل (للمركبات الآلية) 36500

د.اميركي/كيلو ليتر

فيول اويل للعموم 656 (1% كبريت(

فيول اويل للعموم 581

الغاز سائل بوتان ل.ل/10 كلغ ل.ل/ 12,5 كلغ

المبيع في مركز التعبئة 15600 19950

عمولة التوزيع 1000 1750

عمولة المحل التجاري 300 500

المبيع في المحل التجاري 16900 22200

 

البطريرك صفير استقبل سيسون ونقيب المحررين وشخصيات مهنئة: مرتاح الى انتخاب الرئيس سليمان لأنه برهن أنه رجل وطني

وطنية- 28/5/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير في بكركي اليوم، نقيب المحررين ملحم كرم على رأس وفد من أعضاء النقابة لتهنئته بسلامة العودة، واستهل النقيب كرم اللقاء بكلمة جاء فيها: "رحلتك كانت رافدا للبنان، نقلته ونقلت قضاياه كلها بسطوع وبروز الى كل العالم، وطرحت شؤونه بموضوعية بانية هي التي عودتنا اياها دائما، وما كانت تصرفاتك إلا مسؤولة وعالية المستوى، ولها في الاقتناعات الصدور والصهوات المطهمة وميمنات الطرق، وكانت دفق عناءة وبلسمة الجروح هي السمة المميزة لخلقك ولعطائك".  ضاف: "إخواني وأنا سعداء بأن نراك بيننا اليوم بعافية كاملة هي الرصيد الكبير لهذا البلد، لأبنائه وقادته الكبار، وأنت طليعتهم. وفقك الله يا صاحب الغبطة".  ورد البطريرك شاكرا للنقيب كرم كلمته "التي يتخللها دائما كلام منتقى ورفيع، ونحمد الله على أننا قمنا بهذه الجولة على أربعة بلدان وعدنا اليكم بخير".  بعدها دار حوار بين البطريرك صفير واعضاء الوفد والنقيب كرم.

وفي رده على الكلام الذي تناوله بالنقد خلال سفره، سأل البطريرك: "أين؟ في لبنان أم في الدوحة؟".

قيل له: في لبنان؟

فأجاب ضاحكا: "نشكر الله". وأضاف: "على كل نحن معتادون هذا الامر ولا نطمع بأن يكون هناك اجماع دائم، فللناس آراؤهم ولهم ألسنتهم وطريقة تعبيرهم، ونحن نرحب بكل ما يقال فينا او عنا".

سئل: هل تسنى لكم الاطلاع على المستجدات؟

أجاب: "لم يتسن لنا الاطلاع على التفاصيل في جولتنا، وقلما توفقنا في الإطلاع على التفاصيل إنما على كلام عادي، ولم يتسن لنا الإستماع الى الإذاعات أو قراءة الصحف".

سئل: كنتم تطالبون دائما بضرورة ان يكون لدينا رئيس وبألا يبقى لبنان دون رئيس، فها قد أصبح لنا رئيس، ما تعليقكم؟

أجاب: "نعم، نحن من الذين كانوا يقولون إن لبنان يجب ان يكون له رئيس ويجب ألا يبقى دون رئيس، وهذه المرة الاولى ننتظر الرئيس طوال هذه المدة. منذ سنة 1920 كان الرئيس ينتخب قبل الوقت المحدد، أي قبل أشهر على ما ينص الدستور، ولكن هذه المرة تأخر موعده، ولكن قد جاء بحمد الله، والظاهر ان جميع البلدان شاركت في انتخاب هذا الرئيس من الغرب ومن الشرق، وهذا دليل على ان لبنان له مقامه وله ايضا رصيده ويجب علينا نحن معشر اللبنانيين ان نحافظ عليه".

سئل: هل من لقاء بروتوكولي سيجمعك مع الرئيس سليمان؟ وما هو ردك على اتفاق قطر؟

أجاب: "لا بد من ان يكون لقاء، ولكن ننتظر بعض الشيء، ونحن نتفاءل خيرا لأن البلد بلدنا والناس يريدون لنا الخير، وليس الجميع يريد لنا الفوضى والفتنة، ولكن نحن نعتمد بالدرجة الأولى على إرادة اللبنانيين وعلى فهمهم للأوضاع وعلى جمع صفوفهم في سبيل خير لبنان، وإذا كنا نحن لا نريد الخير لذاتنا فلا يمكننا ان ننتظر ما يريده لنا الغير".

سئل: هل تعتقدون أن المعطيات التي أدت الى اتفاق الدوحة وإنهاء الأزمة السياسية في لبنان توصل الى الحل؟ أم أننا في مرحة هدنة؟

أجاب: "نأمل ان تكون مرحلة حل، فقد طال الانتظار، ولكن الأمر يعود الينا قبل ان يعود الى غيرنا، فإذا وطدنا إرادتنا على الخير وعرفنا أن نجمع صفوفنا ونكتفي بما قسمه الله لنا ولا يحسب كل منا أن له دولة خاصة، فالامور ستسير في المنحى الخير إن شاء الله، ولكن إذا كان يصر كل منا على أن تكون له دولته فهذا أمر مقلق جدا".

سئل: كيف السبيل الى إعادة بناء الدولة بعد انتخاب الرئيس؟

أجاب: "نحن كنا ننتظر انتخاب الرئيس قبل هذا الوقت، ولكن انتخب الآن والحمد لله، وعلى اللبنانيين جميعا أن يتضافروا في هذا الشأن. لبنان بلد صغير وهناك أربعة ملايين لبناني، وقد هاجر منهم نحو المليون كما قيل لنا، ويجب أن يكون مثالا حيا لأن فيه 18 طائفة عليها العيش معا في وفاق ومحبة وتعاون، وهذا ما نرجوه، وانه ليس بالأمر العسير إذا صحت الإرادات وصلحت النيات".

سئل: هل تؤيدون بيروت مدينة محيدة للجميع؟

أجاب: "نحن نؤيد لبنان بأجمعه بلدا محيدا، وبيروت بالطبع تستقطب مجمل الناس، ونأمل أن يعيش اللبنانيون في جو من التفاهم والمحبة".

سئل: هل اعتماد قانون القضاء كما تم الاتفاق عليه يؤمن انتخابات نزيهة وعادلة؟

أجاب: "القاعدة العامة كما أفهم الأمر هو أن يكون لكل نائب دائرة، ربما يترشح 20 شخصا انما النائب واحد، ولكن الأمر في لبنان يختلف لأن الطوائف منتشرة ولها حساسياتها، ولذلك، قلنا بدل أن يكون في القضاء عشرة نواب، يصح أن يكون هناك ثلاثة او اربعة نواب، ويصبح في مقدور الناس ان ينتخبوا عن حق ومعرفة من يريدون انتخابه، ولذلك قلنا ربما يكون التمثيل أصح مع القضاء المصغر وليس مع القضاء الكبير ولا مع الدائرة الصغرى".

سئل: هل أنت مرتاح الى نتائج زياراتك؟ وهل لمست تعاطفا مع لبنان من أبنائه في الخارج؟

أجاب: "نعم، ان اللبنانيين في الخارج يتشوقون ويتابعون دائما أخبار لبنان، ولذلك يساعدون أكبر مساعدة المقيمين في لبنان، ولولا ذلك ربما كان الوضع أسوأ مما هو اليوم، وهم يتوقون الى أن يعود لبنان وطن المحبة والسلام".

وقال البطريرك صفير ردا على سؤال: "رحبنا كسائر اللبنانيين بانتخاب رئيس الجمهورية، وأما قطر وسائر البلدان العربية فهي تنظر الى لبنان نظرة محبة ومودة، خصوصا قطر حيث المسؤولون فيها على حسن علاقة مع جميع البلدان العربية والاجنبية، ولذلك كان لوساطة قطر القسم الأكبر من النجاح، ولم نر حتى الآن بلدا آخر غير لبنان يتضافر فيه المسؤولون من كل البلدان لكي يساعدوا على انتخاب الرئيس، وهذا يدل على أهمية لبنان في العالم".

سئل: هل أنت مرتاح الى مجيء الرئيس سليمان والى انه قادر على حمل هذه التبعة في هذه الأحوال المصيرية؟

أجاب: "نعم، نحن مرتاحون الى انتخابه رئيسا، وهي ليست المرة الاولى يأتي الى الحكم رجل من الجيش، ولكن الرئيس سليمان برهن خلال قيامه بواجبه العسكري أنه وطني ويحافظ على جميع اللبنانيين، بدليل أنه كلما كانت هناك معركة بين الجيش وخصومه كان الجيش يتفرق وينقسم على ذاته، إنما هذه المرة لم ينقسم، والفضل في ذلك يعود الى فخامة الرئيس سليمان، ونأمل لعهده الخير وجمع اللبنانيين، وأن يكون هناك سلام وطمأنينة وأمان".

سئل: ألا تعتقدون ان الأوان آن لعقد قمة روحية مسيحية-إسلامية تواكب العهد الجديد وطي صفحة الماضي؟

أجاب: "إذا كان للقمة الروحية فائدة، فإننا على استعداد للاجتماع، ولكن إذا لم يكن لها فائدة فهذا الأمر رهن بالوضع السياسي. أما الآن فلا أرى انه من الواجب الملح أن يكون هناك قمة روحية، ما دمنا قد حصلنا على انتخاب رئيس، وإذا دعت الحاجة الى هذه القمة فسنكون من الداعين لها".

سئل: لقد جمعكم لقاء خاص بأمير قطر حول مأدبة الغداء، فهل أطلعكم أو ألمح لكم سمو الأمير الى مبادرة معينة تجاه لبنان، خصوصا أنكم قلتم في تصريح لكم في اليوم التالي "أنا أرى الحل قريبا جدا"؟

أجاب: "نعم، لمح الي بهذا الأمر، ونحن نعرف ما هو موقف قطر في البلدان العربية والأجنبية، وهي على علاقة جيدة بالشرق والغرب، وقد تحدثنا عن لبنان، ومنذ ذلك الحين لمحنا ان في الأمر خيرا".

سئل: كيف السبيل الى استعادة المهاجرين والمغتربين مع مطلع العهد الجديد؟

أجاب: "لقد ورد كلام في خطاب الرئيس يدعو الحكومة اللبنانية الى تسجيل المغتربين، وهذا شيء حسن، يجب أن يشعر اللبنانيون ولو كانوا في الإغتراب بأنهم ما زالوا لبنانيين، وفي مقدورهم المشاركة في الانتخابات، وهذا أمر تتبعه جميع الدول، وهو ما يجب ان يكون في لبنان".

وبعد اللقاء، لخص مضمونه النقيب كرم بقوله: "نعم، إني مرتاح الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، فهو قد برهن خلال تمرسه بمهماته في قيادة الجيش عن أهليته للقيام بهذه المهمات على الوجه الأكمل، مما حصن الجيش ووحدته وحال دون تفككه، ونأمل لعهده الخير بجمع اللبنانيين المتعطشين الى السلام والأمان والإطمئنان.

هذا ما قاله لنا غبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير خلال زيارتنا له، اخواني وأنا، لتهنئته بسلامة العودة وبالنجاحات التي حققتها زياراته خلال جولته الاخيرة، والتي تفقد فيها اللبنانيين المغتربين والتقى قادة أربع دول على مدى 22 يوما.

وردا على سؤال، قال غبطته: نحن معتادون الهجوم علينا، وإننا لا نطمح الى أن يقوم إجماع علينا، فأنا مع كل قول فينا أو عنا. وقال: جميع الدول اشتركت في انتخاب فخامة الرئيس سليمان، وفي ذلك دليل على أن للبنان رصيده ومكانته في العالم، آملا ان تكون مرحلة ما بعد الدوحة مرحلة حل دائم، خصوصا اذا وطدنا إرادتنا على الخير وعرفنا أن نجمع صفوفنا، وألا يحسب كل فريق ان له دولته داخل الدولة، فإصرار كل فريق على دولته أمر خطرا جدا، ذلك ان اللبنانيين جميعا، يريدون العيش بوفاق وسلام.

ومرة جديدة، أكد غبطته ضرورة أن يشارك المغتربون اللبنانيون في الانتخابات النيابية، كما في كل الدول الراقية، خصوصا ان هؤلاء المغتربين شديدو الالتصاق بوطنهم الأم، فلا تشرق شمس من دون أن يطلع أي منهم على التطورات في لبنان من خلال النشرات المحلية التي تتناول قضايا لبنان.

وقال غبطته: إن اللبنانيين المغتربين أسهموا في بقاء أقربائهم المقيمين في لبنان حيث هم، من خلال مدهم بالمساعدات والدعم المالي لمواجهة الضيقة الإقتصادية والثبات في أرضهم".  أضاف كرم: "نعم، قال غبطته، لمح امير قطر في لقائي معه قبل مؤتمر الدوحة الى ان لديه بادرة حيال لبنان، ومن هنا كان تقديري أن الحل بات قريبا. وردا على سؤال عن إمكان دعوته القيادات المسيحية الى الاجتماع معا، قال غبطته: سبق لنا أن جمعناهم، وتعرفون النتيجة. وعن القمة الروحية قال نيافة الكاردينال: إذا كانت لها فائدة في الوقت الحاضر فنحن مستعدون لعقدها. وثمن غبطته اشارة فخامة الرئيس سليمان في خطاب القسم الى المغتربين الذين هم ثروة لبنان، وضرورة الاهتمام بهم لضمان بقاء هذه الثروة".

النائب غانم

كذلك التقى البطريرك صفير رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم الذي أشار بعد اللقاء الى أن "الزيارة للتهنئة بسلامة العودة والاطلاع على نتائج زياراته ولقاءاته مع مختلف المسؤولين في الدول التي زارها". أضاف: "تطرقنا الى موضوع الساعة وانتقال لبنان من الهاوية التي كان يتخبط فيها الى بدء الانفراج بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وهي فرصة تاريخية لبنان من أجل إعادة توليد الوحدة الوطنية من خلال الشرعية المؤسساتية وإعادة توليد مفهوم الدولة من رحم الدولة، وهو المفهوم الذي يرتكز على اعتماد مصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل أنانية أو استنسابية أو مصلحة شخصية للانطلاق بلبنان بصفحة جديدة تكون وحدة اللبنانيين هي الدرع الواقي من كل الأخطار التي ما زالت محدقة بنا". وأمل النائب غانم في أن تشكل "حكومة الوحدة الوطنية بسرعة حتى يتسنى للعهد الجديد أن يبدأ مسيرة التوافق والإصلاح". واعتبر "أن الشرعية اللبنانية تنبثق من وحدة الكلمة عند اللبنانيين، وهي التي يجب أن تعتمد لحل كل المشاكل التي وردت في البيان الختامي لمؤتمر الدوحة.

سيسون

وفي بكركي أيضا القائمة بالأعمال الاميركية ميشيل سيسون التي هنأت البطريرك بسلامة العودة، وكانت مناسبة لعرض المستجدات والتطورات.

كما استقبل على التوالي: النائب عبدالله حنا، الشيخ روي عيسى الخوري، النائب السابق ميشال الخوري، أمين سر نقابة شعراء لبنان الشاعر إميل نون، المهندس جو صوما، ثم المطارنة المتقاعدين جون شديد ويوسف ضرغام ويوسف محفوظ، ثم العقيد المتقاعد ميشال كرم، والمستشار في وزارة الدفاع الفرنسية الدكتور انطوان عساف الذي هنأه بسلامة العودة. وتلقى البطريرك صفير اتصالا هاتفيا من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن مهنئا بسلامة العودة، وبانتخاب العماد سليمان رئيسا.

وكان استقبل وفدا من طلاب مدرسة الشانفيل للأخوة المريميين، هنأه بسلامة العودة، راجيا أن تكثر الدعوات في رهبانية الأخوة المريميين التي تعيد لمؤسسها وشفيعها القديس مارسلان شمبانياه، كما قال الطالب جون نعمة الذي تحدث باسم الطلاب واعدا بأن يحملوا صلواتهم "عند أمنا سيدة لبنان في حريصا الذاهبين اليها ضارعين ان ترعى مسيرتكم الأبوية، فتبقوا وتبقى بكركي في ازدهار وسلام".

ورد البطريرك شاكرا لهم "الكلمة التي تفضل بها زميلكم".

وأضاف: "انكم ذاهبون الى حريصا المزار اللبناني والعالمي الشهير، وستسألون سيدتنا مريم العذراء ان تنميكم بالروح والقداسة على مثال السيد المسيح، وستسألونها ايضا ان يستقر لبنان ويسوده السلام والأمان لتنموا وتكبروا بجو من الأمان والراحة، انتم اليوم تكبرون على مقاعد الدراسة، لكنكم بعد سنوات ستكونون في الساحة اللبنانية او العالمية، ولذلك يجب ان تعدوا نفوسكم منذ اليوم لتحمل المسؤوليات والتجمل بالفضائل المسيحية التي لا بد منها. هناك في مجتمعنا بعض الشذوذ، انما كل ما كان فيه وخصوصا الأمور السياسية كانت على بعض الشذوذ، ولكن يجب ان تعود الأمور الى مجراها الطبيعي وان تنموا وتكبروا في جو سليم وان تكونوا نساء الغد ورجاله، ويصبح لبنان كما كان سابقا وطن السلام والأمان والمحبة". وتابع: "طبعا ستذكرون لبنان بزيارتكم لمزار سيدتنا مريم العذراء، ليعود اليه السلام الكامل، وهذا ما نرجوه، وقد انتشر اللبنانيون ورأيناهم في رحلتنا في كل مكان، ان شاء الله يمكنهم جميعا لا ان يعودوا الى لبنان نهائيا انما ان يزوروه وان ينموا في جو من الطمأنينة والسلام". واستقبل ايضا الامين العام السابق للرابطة المارونية الدكتور خليل كرم وجرى عرض لنتائج الجولة ولقاءاته مع المسؤولين، وأجرى البطريرك اتصالا هاتفيا بالسفير في واشنطن أنطوان شديد شاكرا له اهتمامه بحسن تنظيم الزيارة، وحسن ضيافته خصوصا لجهة الترتيبات التي قام بها للقاءات مع المسؤولين الاميركيين.

"الاتحاد السرياني"

ومن الزوار أيضا، رئيس "الاتحاد السرياني" ابراهيم مراد يرافقه أمينة الشؤون الداخلية ليلي لطي وامين سر منطقة ساحل المتن شمعون جانه.

وأطلع مراد البطريرك صفير على "الغبن والتهميش والقهر الذي طال ابناء الطائفة السريانية في تقسيم الدوائر الانتخابية لبيروت"، وطالبه بالتدخل "لمعالجة هذا الوضع"، وسلمه ملفا كاملا بإحصاءات انتخابية صادرة عن مجلس النواب. وأكد مراد أن التحركات التي يجريها الحزب "إن لم تحل سياسيا ستتحول الى تحركات شعبية وربما إعلان مقاطعة الاقتراع في الانتخابات النيابية عام 2009، لأنه لا يجوز ان نتحول الى مقترعين ولا يقترع لنا".

من جهته، أكد البطريرك صفير انه "لا يجوز تهميش اي فئة من فئات المجتمع اللبناني"، مؤيدا حق تمثيل الطائفة السريانية في مجلس النواب.

 

بان وجه رسالة في العيد ال60 لحفظ الامم المتحدة للسلام : سيستمر عمل ذوي الخوذات الزرقاء ما دامت هناك حاجة إليهم

وطنية -28/5/2008 (سياسة) وزع مركز الاعلام للامم المتحدة في بيروت نص الرسالة التي وجهها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في العيد السنوي الستين لحفظ الامم المتحدة للسلام، وجاء في نصها :

"في هذا العام، يجيء اليوم الدولي، السنوي، لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة موافقا للعيد السنوي الستين لحفظ الأمم المتحدة للسلام. فاليوم تنقضي ستة عقود على إنشاء مجلس الأمن أولى بعثاتنا المخصصة لحفظ السلام. وقد جاء معظم حفظة السلام من بضعة بلدان أوروبية وأمريكية وكان أغلبهم عسكريين غير مسلحين يراقبون خطوط وقف إطلاق النار ويرصدونها.

ومنذ ذلك الوقت، تطور حفظ السلام ليصبح العمل الأهم بين أعمال منظمتنا. واليوم لدينا أكثر من 110 آلاف رجل وامرأة منشورين في مناطق النزاع بشتى أنحاء العالم. وهؤلاء جاؤوا من نحو 120 بلدا ... وهذا رقم قياسي لم يتحقق في أي وقت مضى، مما يعكس الثقة في حفظ السلام الذي تضطلع به الأمم المتحدة. لقد أتوا من دول كبيرة وصغيرة، غنية وفقيرة ... وبعضهم أتوا من بلدان نكبت هي نفسها بالحرب مؤخرا. وهم يأتون إلى مهمتهم محملين بثقافات وخبرات مختلفة، ولكن ما يوحدهم هو تصميمهم على توطيد دعائم السلام. وبعضهم يرتدون أزياء عسكرية، ولكن الكثيرين منهم مدنيون تتجاوز أنشطتهم مهمة الرصد.

فهم يدربون الشرطة، وينزعون أسلحة المحاربين السابقين، ويقدمون الدعم للانتخابات، ويساعدون على بناء مؤسسات الدولة. وهم يبنون الجسور، ويصلحون المدارس، ويساعدون ضحايا الفيضانات، ويحمون النساء من العنف الجنسي. وهم يصونون حقوق الإنسان ويعززون المساواة بين الجنسين. وبفضل جهودهم يمكن إيصال المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ الأرواح ويمكن بدء التنمية الاقتصادية.

وفي العام الماضي، زرت حفظة السلام في أفريقيا، وآسيا، والشرق الأوسط، ومنطقة البحر الكاريبي. ولقد رأيت لاجئين يعودون إلى ديارهم، وأطفالا يعودون إلى المدارس، ومواطنين ينعمون بالأمن مرة أخرى في ظل سيادة القانون. لقد رأيت مجتمعات بأسرها تنتقل، بمساعدة من حفظة السلام، من الدمار إلى تجدد الشباب. لقد قدم ذوو الخوذات الزرقاء في هايتي، وفي ليبريا، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، متنفسا يسمح للسلام الهش بأن يترسخ.

ولم يكن بوسعنا أن نؤدي هذا العمل بدون شركائنا في المنظمات الإقليمية. إذ أن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ينشران الآن في دارفور أولى قواتنا المختلطة. ونحن نعمل مع الاتحاد الأوروبي في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى المجاورتين. ويساهم أكثر من نصف دولنا الأعضاء جميعها بقوات وشرطة في عمليات حفظ السلام التي نضطلع بها. ونحن ممتنون لكل دولة من هذه الدول الأعضاء. ونوجه شكرنا الخاص لكبار المساهمين، وهم: باكستان، والهند، وبنغلاديش، ونيجيريا، ونيبال. وتسهم هذه الدول مجتمعة، وهي من دول الجنوب، بنحو النصف من حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة.

إن هذا العيد السنوي مناسبة للاحتفال، وإن كان أيضا مناسبة نبكي فيها زملاءنا الذين سقطوا في ساحة الواجب. وعلى مدى هذه العقود الستة، مات في سبيل قضية السلام أكثر من ألفين وأربعمائة رجل وامرأة. وفي العام الماضي وحده، فقدنا 87 شخصا شجاعا.  وكل واحد منهم بطل. واليوم، نلتزم مجددا بأن نضمن ألا تذهب تضحياتهم أبدا في غياهب النسيان، وسيستمر عمل ذوي الخوذات الزرقاء، الحيوي، طالما كانت هناك حاجة إليهم".

 

الشيخ قبلان دعااللبنانيين للمحافظة على وطنهم والتعامل بالحسنى : لاحتضان العاطلين عن العمل عبرفتح باب التطوع في المؤسسة العسكرية

وطنية -28/5/2008 (سياسة) دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، خلال الدرس الأخلاقي اليومي الذي يلقيه في مقر المجلس "الشباب اللبناني الى "التحكم بالانفعالات والتزام التعاليم الدينية التي تحكم العقل وتجعل منهم نواة صالحة في المجتمع، اذ ينمي الدين ملكات الخير في الانسان لينطلق من خلال ادراكه ونهجه وليس من خلال انفعالاته وشهواته"، داعيا جميع اللبنانيين دون استثناء الى "المحافظة على وطنهم، وان يتعاملوا مع بعضهم بالحسنى والاسلوب الرصين العاقل ويبتعدوا عن الفوضى والاثارات المذهبية والطائفية ويتواضعوا لبعضهم البعض ويتعاطوا في ما بينهم بمودة ومحبة، فالفوضى عمل محرم، ولا يجوز الخروج من العقل لأنها تخرب البلد وتسيء الى الامن والاستقرار، لذلك طالبنا الدولة اللبنانية ان تحتضن الشباب العاطلين عن العمل وتستوعبهم في مؤسساتها وبخاصة في المؤسسة العسكرية وبذلك بفتح باب التطوع للشباب حتى تستقيم الامور، لان لبنان ابتدأ مسيرة الوفاق مع انتخاب الرئيس سليمان رئيسا للجمهورية ومع بدء المشاورات النيابية لتكليف رئيس للحكومة".

وطالب "ان يكون السياسيون قدوة في الأخلاق، ويسري طلب السجل العدلي في أي وظيفة عامة فيكون السياسيون أصحاب ايثار، لأننا لا نريد سياسيين يستبد بهم الطمع والظلم والفساد إنما نريد سياسيين من أصحاب الأكف النزيهة المشهود لهم بالعمل الصالح والسيرة الصحيحة والمسلك المستقيم فالتغيير أصبح مطلوبا في اختيار الأفضل للوطن والشعب. مع رجائنا ان يتم التشاور مع كل الفعاليات الوطنية، وعلينا ان نختار الأصلح والأفضل لإدارة البلاد فتكون الحكومة صاحب تجارب صحيحة، من هنا علينا ان نختار البعيدين عن الأنانية والطمع والعصبية وحب الذات ونتجنب اختيار الظالمين لان الظلم قبيح وبشع".

وقدم النصيحة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ب"ان يستدعي عددا من النواب أصحاب الكفاءات العلمية للتشاور معهم ليستمع الى تطلعاتهم وآمالهم فهناك أصحاب الخبرات والكفاءات من النخب العلمية والفكرية والتربوية والاجتماعية يجب ان يؤخذ برأيهم لأننا نريد ان تحمل الحكومة الجديدة البشائر للشعب اللبناني فتحل المشاكل الاقتصادية والمعيشية وتلتزم بتصحيح الأجور التي يطالب به الاتحاد العمالي العام الذي يضم كل الطبقات العمالية في لبنان من الموالاة والمعارضة فلبنان يحتاج جهود جميع بنيه في مسيرة انقاذه".

وشرح في حديثه قوله تعالى:"والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسين" فقال: اننا نأخذ اخلاقنا من القرآن الكريم الذي يمثل قانون الحق والمعرفة فهو مدرسة في الآداب والتربية اذ يشكل هذا القرآن دستورا للعلم والعقيدة والآداب والتربية، وبلادنا ينقصها الكثير من الأخلاق والتربية اذ نحتاج الى انتفاضة في بيوتنا والى توعية في مدارسنا ومجتمعاتنا نحتاج الى اللقاء على حب الخير".

واكد "ان الانسان حبيب الله عليه ان يجسد المعرفة والخلق المستقيم في القول والعمل فما يحدث من ملابسات وخروج عن الآداب واللياقة والتربية يؤدي الى امور خطيرة تستدعي منا التصحيح، فالحكم الظالم خير من الفوضى العارمة من هنا فان القانون السماوي ينظم شأن العباد من دون خوف وقلق وعلينا ان نكون مؤمنين بحق فنحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا ونكره لغيرنا ما نكره لأنفسنا، حتى نجسد معنى الايمان الذي قال عنه رسول الله "لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه". وتحدث عن مزايا رسول الله والانبياء وائمة اهل البيت الذين كانوا ثروة إنسانية إيمانية مهمة جدا لما كانوا يتمتعون به من أخلاق عالية فهم أصحاب سيرة غنية بالفضائل والمناقب مما يحتم علينا ان نلتزم توجهاتها وتعاليمها حتى يصلح الله حالنا.

 

الرئيس السنيورة التقى النائب الحريري وكتلته وعرض الاوضاع هاتفيا مع رئيس وزراء قطر

وطنية- 28/5/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عند الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري على رأس كتلته النيابية، يرافقه عضو الكتلة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائبة بهية الحريري. وعلم أن الزيارة كانت لدعم الرئيس السنيورة وتأييده وتشجيعه بعد تسميته من الكتلة لتولي منصب رئاسة الحكومة.  وكان الرئيس السنيورة استقبل النائب السابق صالح الخير وعرض معه الأوضاع والمستجدات.

وتلقى الرئيس السنيورة الليلة الماضية اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وعرض معه الأوضاع.

وأجرى اتصالات بكل من: وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد، ووزير الخارجية الأردني صلاح البشير ومفوضة "الأونروا" في لبنان كارين ابو زيد.

 

 

القائمة بالأعمال الاميركية عرضت الاوضاع مع جعجع : سنبذل كل الجهود لمساعدة لبنان رئيسا وحكومة وشعبا

وطنية- 28/5/2008 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون، في حضور المسؤول عن العلاقات الخارجية في "القوات" جوزف نعمه ومستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري.  واستمر اللقاء نحو ساعة وربع ساعة، وكان عرض لأوضاع المرحلة الجديدة بعد انتخابات رئاسة الجمهورية، ونقلت اليه سيسون "سرور الولايات المتحدة بانتخاب الرئيس وعودة الحياة الى قصر بعبدا"، وقالت إن الولايات المتحدة ترى "ان ثمة فرصة جديدة للبنان".  كما نقلت سيسون موقف الولايات المتحدة الداعم للرئيس الجديد وللحكومة الجديدة، مؤكدة أن بلادها ستبذل "كل الجهود لمساعدة لبنان رئيسا وحكومة وشعبا على تخطي الصعوبات التي يواجهها، خصوصا على المستوى الاقتصادي والانمائي والمعيشي بعد الفترة الصعبة التي مر بها لبنان".

 

النائب زهرا: معالجة الوضع القائم عليه ان ينطلق من مقولة الامن بالتراضي لا احد يستطيع تحمل مسؤولية الفوضى الامنية وهو يتبجح بأنه مع مشروع الدولة

وطنية-28/5/2008(سياسة) أسف عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث الى تلفزيون الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" "لما حدث في بيروت امس ومن عدم سعي اللبنانيين الكبار -الأطراف التي فجرت الارض - الى تبريدها بل يستمرون في تسخين الجو واستنهاض الرأي العام خاصة في الحملات الاعلامية، وعدم التزام بيان الدوحة بوقف الحملات الاعلامية والتخوين، وقمة هذه الحملة كانت في الخطاب الناري للسيد حسن نصر الله امس".

ورأى النائب زهرا أنه في دعوة السيد حسن للعودة الى تراث رفيق الحريري والمزاوجة بين المقاومة ومشروع النهوض الاقتصادي دعوة للعودة الى تراث قبل العام 2000 ، اي ما قبل الانسحاب الاسرائيلي من لبنان وهي دعوة الى ترك الشؤون الاستراتيجية لحزب الله، ووقتها كان الامر يتم برعاية سورية طبعا، والانصراف الى الشأن الاقتصادي وعدم التعاطي لا بالسياسة الخارجية ولا بالسياسة الدفاعية ولا بالسياسة الأمنية . فهو يدعو الى التراث الذي حفظ حياة رفيق الحريري اي ما قبل انضمامه الى "البريستول" واعتباره ان المقاومة ما عادت مقبولة كما كانت مقبولة قبل الانسحاب الاسرائيلي من لبنان".

اضاف "رغم تأييد السيد نصر الله لخطاب القسم الا انه تجاوزه في النقاط الاساسية، ففي موضوع الاستراتيجية الدفاعية، التي نعرف جميعا انها الهم الاساسي والحوار الوطني السابق حسم الكثير من الامور، فعندما وصلنا الى الاستراتيجية الدفاعية اخذنا الى حرب تموز 2006 بعد وعود بصيف هادئ، آملا ان يكون الصيف الاميركي قد سرع الى الربيع - في ما شهدناه من انقلاب عسكري وسياسي" متمنيا ان "يكون قد انتهى شرط ان يكرس الاستقرار الامني وننتهي من هذه المظاهر المقلقة، واذكر هنا ان سيدنا البطريرك كان يقول ان "الحرب اولها كلام"، فكيف اذا كان الامر تجول على "الموبيلات " واطلاق نار واستفزازات فهذه تكون نصف الحرب وليس اولها. فإما ان نوقف هذا الامتهان لكرامات الناس ولأمن بيروت ، واما نكون فعلا نعيش هدنة مؤقتة، وانا لا ابشر بالتفجيرات ولكن ما نشهده لا يسمى امنا ولا استقرارا وليس العيش في ظل اتفاق سياسي توج بانتخاب فخامة الرئيس سليمان اول من امس".

وحول ما حصل في الشارع امس رأى النائب زهرا ان "عملية اطلاق النار تكررت بشكل دائم ولكن ما نشهده في المرحلة الاخيرة اطلاق قذائف صاروخية ايضا وما حدث بالأمس في شوارع بيروت خصوصا في الطريق الجديدة وجامع عبد الناصر هو اطلاق قذائف صاروخية على شبان واقفين وتجوال في الاحياء وبين البيوت ورمي حجارة، وهذه استفزازات مباشرة وبرأيي هذا جزء من حملة سياسية كبرى يرافقها مظاهر على الارض تقول "نحن الاقوى وان شيئا لن ينتهي بلا غالب ولا مغلوب" هذه في جزء منها جرت على الارض وفي جزء آخر نشهد حملة سياسية تستهدف الممانعين لهذه السيطرة ونتائج هذا الانقلاب".

وولفت الى "انه قد لا يكون المقصود مما جرى امس القول بأنهم يريدون الاستمرار في السيطرة على الشارع واحداث الفوضى فيه، ولكنهم يوجهون رسالة مفادها انه حتى في ظل وجود سلطات دستورية فعندما نضطر نحن من يدير الارض، وبالتالي فرسالتهم مرفوضة وسيئة، وهي برسم السلطات العسكرية والامنية والقضائية المسؤولة، وغير مقبول ان يتم التعرض لأمن اي لبناني وكرامته في ظل وجود دولة في لبنان، وعلى الدولة ان تثبت حضورها وتقوم بواجباتها".

وأكد النائب زهرا ان طريقة المعالجة يجب ان تتم من مقولة ان الامن لا يكون بالتراضي ، فاذا كان ما يجري على الارض يتعلق بعناصر غير منضبطة وليس لها غطاء سياسي ، فدورية للدرك تستطيع ان تلمهم وتربيهم ، واذا كان من يحمل السلاح المتوسط والقانصات والمضادات للدروع والصواريخ "هو موجه"، فبرأيي ان رسالة بسيطة توجه من المعنيين في قيادة الجيش او مديرية المخابرات الى مراجعهم السياسية تكفي لضبطهم والا يشهر بهذه المراجع ويقال انها تعلن شيئا وتنفذ شيئا آخر . أضاف:"لا احد يستطيع تحمل مسؤولية اعادة فرض فوضى امنية في الشارع وهو يتبجح بأنه مع مشروع الدولة ومع الاستقرار ومع الاحتكام الى المؤسسات ومع سلطة رئاسة الجمهورية والسلطات الدستورية الاخرى".

وشرح النائب زهرا ان "ما جرى امس ليس مثل ما حصل قبلا في بيروت، وليس اجتياحا عسكريا وليست مجموعات منظمة تقوم بهجومات بقصد السيطرة، فبعد اجتياح بيروت ومحاولة اجتياح الجبل، صدر بيان عن قيادة الجيش يحدد موعدا لمنع كل المظاهر المخلة بالأمن ولو اضطر الجيش الى استعمال القوة، فإذا كانت القيادة غير قادرة فهذا يعني اننا امام واقع عدم وجود دولة ومؤسسات، واذا كانت قادرة فشكرها على هذا الاعلان بعد التطبيق مضمونة، وامس بعد سقوط 17 جريحا اقفلت الطريق على كورنيش المزرعة وانحسر الانفلاش والفوضى اللذان كانا حصلا، وانا اطالب بمنع المشكل من الاساس وصادقا اقول ان اتصالات تحذيرية مسبقة وجدية تمنع حدوث اي شيء من هذا القبيل".

أضاف:"أود ان الفت هنا انه لو كان هناك امكانية للعودة الى الفلتان السابق والسيطرة على بيروت لما كنا وصلنا الى اتفاق الدوحة الذي جاء نتيجة تدخل ايراني واضح التأثير على حلفائهم في لبنان نتيجة انكشافهم السياسي اسلاميا وعربيا بشكل لم يعد مقبولا السعي الى لملمة ما حدث، لأن لم يهضم اجتياح بيروت ولا محاولة اجتياح الجبل".

من حق السيد نصر الله المفاخرة بأن يكون فردا في حزب ولاية الفقيه، هذه خياراته ، ونحن لنا الحق ان نرفض محاولة فرض هذه الرؤية على اللبنانيين، وهو قال انهم لا يفرضون ولا يسعون الى فرض ، ونحن ننتظر ان يطبق كلامه لأننا شهدنا تجربة مرة في هذا الموضوع، فالحزب عسكر انضباطي ملتزم يقوم بالصدمة والاجتياح ويترك لغيره عملية الفوضى على الارض، وقد شاهد الجميع ذلك . وفي المفاوضات في الدوحة كانوا هم اصحاب القرار والكل تابع وواكب ووسائل الاعلام كانت حاضرة. فمنذ اليوم الثاني عندما تدخل امير قطر وقدم اقتراحا بانتخاب رئاسي وحكومة وحدة ومناقشة قانون الانتخابات انطلاقا من مشروع لجنة بطرس، الرئيس بري وافق وحزب الله هو الذي مانع، وبقي ممانعا في الحل الى الليلة الاخيرة، اي بعد تقديم وزير الدولة القطري مؤتمره الصحفي واعلانه عن تقديم اقتراحين وان احد الاطراف طلب مهلة للتفكير والاجابة . دخل على الخط مباشرة الوزير والنائب محمد فنيش وكان هذا مؤشرا الى الجدية في الموضوع والكل صار عارفا ان وزير الخارجية الايراني دخل على خط الاتصالات الهاتفية وشهدنا الحل بعد الساعة 4 فجرا وبالتالي هم كانوا اصحاب القرار على الارض وفي المفاوضات بفضل سلاحهم. وهذا يناقض كل ما ورد في خطاب الامس حول الفرض وولاية الفقيه واخذ السلطة بالقوة وما شابه، وانا اريد ان اقول هذا المشروع انكفأ مؤقتا لأنه لم يستطيع هضم ما قام به" آملا ان "يكون هذا الانكفاء مقدمة للتفكير مليا بالانكفاء النهائي وان تكون محاولة الهيمنة والاستئثار التي يمارسها حزب الله بأسم الشيعية السياسية قد وصلت الى خاتمتها كما وصلت المشاريع الاخرى الى خواتيمها في السابق فنكون فعلا قد صرنا في مرحلة نعمل فيها انطلاقا من اتفاق الدوحة على ترسيخ وضع مستقر تتراجع فيه المشاريع الفئوية لمصلحة مشروع لبنان الواحد المتنوع".

وحول موضوع مزارع شبعا رأى النائب زهرا أن "الوقت مناسب جدا في ظل المفاوضات المتقدمة السورية- الإسرائيلية الى أن تبادر سوريا الى تحرير مزارع شبعا من أسر تمسكها بعدم تحديد هويتها، وذلك يسهل كثيرا إستردادها من دون نقطة دم واحدة من خلال الأمم المتحدة.

وعن تبادل الأسرى لفت النائب زهرا أن "هذا الموضوع لا يعني سوريا بل يعني تحديدا حزب الله، والأمم المتحدة داخلة على الخط وإن شاء الله يصل الى خواتيم سعيدة ويكون مقدمة لمفاوضات حقيقية لاسترداد الأسرى اللبنانيين في السجون السورية. وهنا أحيي فخامة الرئيس لأنها المرة الأولى التي يتم ذكرهم، كما مواضيع كثيرة أخرى، كان عليها فيتو في السابق سواء في خطابات القسم أو في الكلام السياسي أو المفاوضات اللبنانية- اللبنانية أو اللبنانية- العربية، وأريد القول أن لدينا فرصة حقيقية إذا كانت سوريا صاحبة نوايا فعلية في تسهيل الحلول في لبنان كي تمرر ما تقوم به من مفاوضات غير مباشرة أو ربما مباشرة في المستقبل القريب مع إسرائيل، وتسهل لنا موضوع مزارع شبعا، أما كلام السيد حسن حول هذا الموضوع فلا أحد في لبنان مغشوش بأن موضوع مزارع شبعا والأسرى والألغام عاد الحديث عنها مجددا هذه المواضيع صار مكشوفا أنها تهدف الى تبرير استمرار حمل السلاح على الرغم من أهميتها الوطنية ولكل اللبنانيين، ولكن كلنا نقول أن هناك وسائل أخرى ومع احترامي للسيد حسن وقوله أن حمل السلاح يحرر كل الأرض أما المفاوضات تحرر شبرا شبرا، فأنا أريد أن أحيل كل العالم الى حرب تموز كي أرى ماذا حررت؟ والتي ذهب ضحيتها كما يعلن 1200 شهيد لبناني و 5000 جريح ومليارات الدولارات خسائر إقتصادية وأسست لفراغ سياسي ودستوري لمدة سنتين في لبنان، وبرأيي هذه الخسائر تحرر أوطانا بكاملها وليس كما حصل نبقى على نفس الخطوط ولا نسترجع شبرا واحدا بل بالعكس تنتهي الحرب بالقرار 1701 الذي أنهى كل ما سبقه بما فيه البيان الوزاري الذين ما زالوا متمسكين به حتى اليوم.

وحيا النائب زهرا الرئيس وكل المفاوضين اللبنانيين وإعلان الدوحة على احترام القرارات الدولية لأن هذا يؤسس لإنهاء جدل عقيم قد نشهده عند إعداد البيان الوزاري لأن علينا أن نحترم ما جاء في القرارات الدولية ولا نستطيع بالتالي أن نتجاوزها عندما نريد أن نضع بيانا وزاريا لإرضاء جمهورنا جمهور حزب الله".

وحول تأثير القرار 1701 على تحويل سلاح حزب الله الى الداخل، رأى النائب زهرا أنه إذا كان لا بد من الوصول الى هذه الاستحقاقات فإن خير البر عاجله دعنا نكشف بسرعة ونواجه الاستحقاقات بسرعة لأن لبنان غير قادر على البقاء معلقا على كف عفريت الى آماد غير محددة وطوال عشرات السنين خصوصا ولا شك لدي بأن هذا هو مشروع حزب الله وهذا هو هدفه وعلى الأقل القرار 1701 أمن دخول الجيش اللبناني الجنوب وانتشاره هناك بعد غياب 30 سنة، وأقام حصانة دولية للوضع اللبناني برمته وعاد يؤكد على حق الدولة ببسط سلطتها على كامل أراضيها. وإذا كان من تداعيات القرار تحويل حزب الله سلاحه الى الداخل فأنا برأيي ولا مرة لم يكن الحزب يتدخل أساسا، وقوات النخبة التي تدخلت في بيروت اما الباقون فميليشيات، كانت دائما جاهزة للوضع الداخلي، وتاليا ليس القرار 1701 من أتى بهم الى الداخل بل مشروعهم السياسي- وهذا المشروع هدفه بكل بساطة وضع اليد على الدولة اللبنانية.

وحول جهوز قوى 14 آذار لمواجهة مثل هذه المشاريع، رأى النائب زهرا أن كلاما كثيرا أطلق حول هذا الموضوع، والاتهامات عن تسلح وتدرب قوى 14 آذار سقطت بالتجربة الميدانية، والكلام عن تدريب تيار المستقبل لعناصر سقط وثبت أنها مجرد عناصر أمنية ذات مهمات بسيطة ولا تحمل أسلحة وهدفها حماية مؤسسات أو شركات وليس المواجهة في الشارع مع ميليشيا مدربة، وتاليا كان قرار رئيس تيار المستقبل الشجاع في أن الأمن منوط أساسا بالمؤسسات الشرعية العسكرية والأمنية، ورهان قوى 14 آذار كان دائما على مؤسسات الدولة وتاليا فإن ما حدث كان تكريس لهذا الواقع. ومن جهة أخرى فقد اعترف السيد نصرالله بأن استعمال سلاح المقاومة في الداخل حرك الوضع السياسي وسهل الوصول الى تسوية وهذا نصر ظاهري وهمي، فمقابل الثلث المعطل حصلنا على النصف زائدا واحدا في الحكومة مع تعهد بعدم الاستقالة أو التعطيل، والحكومة المقبلة عمرها فقط عشرة أشهر ويهمنا كثيرا أن يفرج عن مشاريع باريس 3.

واعلن زهرا اننا كقوى 14 آذار وكمسيحيي 14 آذار وكقوات لبنانية نتعاطى السياسة من منطلق الصدق والصراحة والشفافية والجرأة في اعلان ما نريد والسعي الى الوصول اليه بالطرق الديموقراطية والسلمية ، والمؤسف اننا نواجه آلة عسكرية واستخباراتية " ونحن تلقينا نصائح من خبراء بأن نبادر الى الهجوم في موقع الدفاع لارباك الخصم ، ولكننا للاسف لا نحاول فبركة الاشاعات ولا الدس ولا خوض حرب نفسية ، ونحن انتهينا من مرحلة خوض الحروب في السياسة وفي العسكر ، وذهبنا باتجاه الحياة المستقرة والآمنة التي يرعاها الدستور .

وحول اللوحات الاعلامية التي تتحدث عن ترجيع حقوق المسيحيين قال زهرا ان "اول ما يلفت هو انه بالرغم من الحاجة الى التحضير والحجز وما شابه فإن اللوحات المذكورة كانت جاهزة بعد اقل من 24 ساعة وهذا يعني ان خطة مدروسة مسبقا بغض النظر عن النتائج، ونحن اليوم امام حملة اشاعات ودس وافتراء وتضليل وكل الهدف منها ايهام اللبنانيين ومن مندرجاتها ما حصل في عشاء البيال وقبلها الاوراق الخمسة البيضاء ، وما تردد حول معرفة الدكتور جعجع بما يحصل حملة واحدة مكررة هدفها افهام كل من يعنيه الامر ان من يدير الدولة في لبنان هم حلفاء سوريا ! وانه من غير المسموح للآخرين بالطموح في هذا المجال ، والاكيد انه يزعجهم كثيراً الآداء الواثق والمتجه في نفس الاتجاه منذ عشرات السنين للقوات اللبنانية .

اضاف "نستطيع القول بأننا بدأنا بالعودة الى الاصول المعقولة بعد غياب رئيس منتخب للجمهورية لمدة 6 اشهر ، واكبر انجاز حققناه حتى اللحظة هو وجود رأس للدولة في موقعه الطبيعي وسنرى ماذا يتوجب علينا ان نفعل في موضوع تشكيل الحكومة وتفعيل المجلس النيابي وتطبيع الوضع والعودة الى حياة دستورية ونيابية طبيعية ، والاهم الوضع الامني الذي يسمح بإزدهار واستقرار اقتصادي.

وفي موضوع الحكومة الجديدة رأى زهرا اننا مدعوون كقوى 14 آذار الى اجتماع لتحديد المرشح لرئاسة الحكومة ولا بأس ان يرتاح فخامة الرئيس 48 ساعة قبل بدء الاستشارات ، وحول ترداد مقولة انتظار كلمة السر السعودية في هذا الموضوع ، رد زهرا بأن الجميع يعرف العلاقة " السوبر ممتازة " بين لبنان والمملكة ، وبينها وبين تيار المستقبل وآل الحريري ، ولكن من يقيّم الخيار بين الاثنين هو قوى 14 آذار منفردة ومجتمعة . والرئيس السنيورة وكل وزراءه هم موضع احترام الجميع خصوصا في مواجهتهم الظروف الاستثنائية الصعبة امنيا ونفسيا واقتصاديا ومن جميع النواحي ،والرئيس السنيورة مؤهل لرئاسة الحكومة تماما كما سعد الحريري الذي هو رئيس كتلة نيابية كبرى واثبت انه صاحب مسؤولية وطنية كبرى وهو صاحب ارث سياسي ووطني كبير ويتمتع تالياً بمؤهلات كبيرة لشغل هذا المنصب.

ورأى زهرا ان الحصص الوزارية ليست هي الاهم ، وان القوات تتمثل بكل قوى 14 آذار ، واعيد ان حضورنا السياسي هو الاهم وحضورنا السياسي يقيمه الناس والاعلام والدول والدعوات التي بدأت تتوالى الى د . جعجع ، واطمئناننا لحلفاءنا يبين اننا سنتمثل بـ 16 وزيراً وعلى امل 16 لأنني اعتقد حصة فخامة الرئيس لن تكون بأي حال في توجه مناقض لتوجهاتنا لأننا نتبنى كل ما طرحه فخامته في خطاب القسم ، واثارته مواضيع كانت سابقاً من الممنوعات وهي تجسد احلامنا ، رغم انه حكى عنها بطريقته لا بطريقتنا ، وهذا سرّ تميزه ورغبته في الوقوف على مسافة واحدة من الجميع . واذ رأى زهرا ان جمهور القوات اللبنانية هو اكثر من يحتاج الى خدمات من مؤسسات الدولة لأنه جرى تهميشه على مدى سنين الوصايا وجرى استبعاده واضطهاده ، وتوقع ان تعود قوى 14 آذار بأكثرية مريحة في انتخابات العام 2009 داعياً كل الفرقاء الى الاعتراف آنذاك بنتائج الانتخابات ديموقراطياً .

وتعليقاً على ما جرى في عشاء البيال مع د . جعجع وزوجتي الرئيسين الشهيدين بشير الجميل ورينيه المعوض ، قال زهرا انه لا يعرف متى سيستطيع الرئيس نبيه بري الفصل بين موقعه كرئيس للمجلس النيابي وموقعه الحزبي ، وهو استغل موقعه الدستوري في خطاب تهنئة فخامة الرئيس لتمرير رسائل سياسية تخصه وحده ولا تعبر عن رأي المجلس النيابي ، وهو يستطيع ان يعلن موقفه كرئيس حركة امل وكنائب من مقعده النيبابي وعليه تالياً الفصل بين الموقعين . وذكر زهرا بموقف القوات من انتخابه رئيساً للمجلس رغم التسريب اليها - آنذاك - بأن اطلاق جعجع مرتبط بهذا الموقف ، فلم نكن مقتنعين بإنتخابه واليوم كل حلفاءنا ندم على اقتراعهم له .

وبعدما استعاد زهرا ما جرى في الدوحة خلال مناقشات القانون الانتخابي جدد الحديث عن مزايدات البعض وتحضيراته لحملة اعلامية تتحدث عن ترجيع حقوق المسيحيين مكرراً القول ان المستقبل تجاوب بشكل فوري مع مطالب مسيحيي 14 آذار ، في حين رفض حزب الله تقديم تنازل واحد في مناطق تواجده .

واكد زهرا ان النص المتعلق بالأمن والسلاح وحتمية طرح موضوع السلاح على الطاولة والالتزامات في الموضوع الامني واستعمال السلاح في الداخل التي صدرت في بيان النهائي ، نحن المساهمون الاساسيون في صياغته لأننا لم نترك اي تفصيل يضيع عنا ، وكنا فاعلين مع الوفود التي تفاوض ومع الرعاة العرب ومع المؤثرين كي نصل الى حل يحفظ المؤسسات وكرامة البلد .

وختم زهرا بأن نتائج حوار الدوحة كانت انتخاب رئيس للجمهورية اولاً ، والعماد عون منذ يوم الاحد كان يسأل عن طائرة لأنه كان يريد المغادرة ! ومشروعهم كان حكومة انتقالية لتأمين انتخابات نيابية يظنون ويتوهمون انهم سيربحونها ويأتون برئيس جمهورية ... والبقية تأتي ! وفيما نحن في الدوحة كان انصار التيار يخبرون في لبنان ان الجنرال - عون - راجع رئيس للجمهورية ! ورأى زهرا ان حزب الله تخلى عن حليفه عون في موضوعين : انتخاب رئيس للجمهورية ، وقانون الانتخاب الذي لم يقدموا له فيه شيء يحفظ له ماء الوجه امام المسيحيين .

 

افرام دفاعا عن مسيحيي الجزائر: ليكفل القانون الحريات الدينية كافة

وطنية - 28/5/2008 (سياسة) اكد رئيس الرابطة السريانية والامين العام لاتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية حبيب افرام "ان المسيحية في الشرق امام تحديات مذهلة خصوصا في كيفية نظرة الحكومات والشعوب العربية خصوصا الى هذا الحضور ومعناه، والى قبولها بالآخر وبحرياته ليس كمنافس ابدا بل ضمن التنوع والتعدد في واقع المنطقة". واعتبر "ان انزال عقوبة السجن لشبان جزائريين اعتنقوا المسيحية، وفرض غرامة بتهمة اقامة قداس بدون اذن ومحاكمة امرأة جزائرية بتهمة ممارسة ديانة غير الاسلام، لا تعطي صورة ناصعة، مشيرا الى "أن عدد المسيحيين في الجزائر لا يتجاوز واحد بالمئة ولكن هذا لا يمنع حقهم الانساني في حرية العبادة والايمان والممارسة والمساواة"، مشددا "على ضرورة ان يكفل القانون كل هذه الحريات".

 

القاضي شمس الدين رد طلب نقض في قضية "المؤسسة اللبنانية للارسال"

وطنية -28/5/2008 (قضاء) قررت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي عفيف شمس الدين رد طلب نقض قرار الهيئة الاتهامية في بيروت الذي قدمه رئيس مجلس ادارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" الشيخ بيار الضاهر والمؤسسة وآخرين، والذي طلب فيه وقف قرار الهيئة التي صادقت فيه على قرار قاضي التحقيق رد طلب وقف السير بالدعوى واستئخار النظر فيها، وذلك في دعوى القوات اللبنانية ضد المؤسسة اللبنانية للارسال والشيخ بيار الضاهر والشركات التابعة لها في جرم تهريب الاموال.

 

قيصر معوض: لا قيامة دون دولة قادرة على تملك وحدها السلاح وقرار الحرب والسلام

وطنية- 28/5/2008 (سياسة) هنأ النائب السابق قيصر معوض في مؤتمر صحافي عقده اليوم العماد ميشال سليمان لانتخابه رئيسا للجمهورية وقدم مجموعة ملاحظات على اتفاق الدوحة معتبرا ان "الطبقة السياسية اثبتت مرة اخرى عجزها عن قيادة سفينة الوطن بالحوار ومن ضمن المؤسسات الدستورية".

واضاف: "اتخمتنا هذه الطبقة بمشاريع التغيير والتجديد ولكننا وجدنا انها في اتفاق الدوحة تصارعت على توزيع الحصص واعادة قانون انتخاب 1960 بما يسمح باعادة استنساخ هذه الطبقة ضاربة بعرض الحائط ما نص عليه اتفاق الطائف". واكد ان "لا قيامة للبنان دون دولة قادرة وسيدة على كامل ارضها، تملك وحدها السلاح وقرار الحرب والسلام".

 

مكتب الوزير الصفدي: الوزير الصفدي لم يطلب رئاسة الحكومة لنفسه

وطنية - 28/5/2008 (سياسة) صدر عن مكتب الوزير محمد الصفدي البيان الاتي:"اوردت بعض وسائل الاعلام معلومات خاطئة عما جرى خلال اجتماع قوى 14 آذار امس بما يخص الوزير الصفدي، فهو لم يطلب رئاسة الحكومة لنفسه ولم يطرح اصلا اي سؤال حول سبب حصرية ترشيح الرئيس السنيورة ولم تجر معه اي تدخلات او مشاورات جانبية، علما انه سبق للتكتل الطرابلسي وللوزير الصفدي شخصيا ان رشح النائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل، اقتناعا منه باهمية ان يتولى رئاسة الحكومة في هذه الظروف بالذات".

 

الرئيس سليمان تلقى اتصالا من الامين العام ل"حزب الله" هنأه فيه بانتخابه ومزيد من برقيات التهنئة من رؤساء عرب واجانب ومسؤولين سياسيين وروحيين

العاهل السعودي ورؤساء مصر واليمن والمانيا تمنوا دوام التقدم والاستقرار

وطنية-28/5/2008 (سياسة) تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالا هاتفيا من الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله، الذي هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنيا له التوفيق في مهمته الوطنية, ورد الرئيس سليمان شاكرا للسيد نصر الله تهنئته.

برقيات تهنئة

الى ذلك تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المزيد من برقيات التهنئة، لمناسبة انتخابه، من عدد من قادة الدول العربية والاجنبية ومسؤولين سياسيين وروحيين.

الملك السعودي

وفي هذا الاطار، تلقى الرئيس سليمان برقية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، جاء فيها:

" بمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية يسرنا ان نبعث لكم باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا بالغ التهاني الودية على الثقة التي اولاكم اياها الشعب اللبناني الشقيق، راجين لكم التوفيق الدائم في مسؤولياتكم.

كما يطيب لنا في هذه المناسبة ان نشيد بمتانة العلاقات التاريخية الوثيقة القائمة بين بلدينا الشقيقين، مؤكدين حرصنا على المضي قدما في تعزيزها في جميع المجالات".

ولي العهد السعودي

كما ابرق مهنئا، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وجاء في برقيته:" يسعدني بمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية ان اعرب لفخامتكم عن اصدق التهاني، واطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامتكم، والتقدم والازدهار للشعب اللبناني الشقيق، منوها بالعلاقات المتميزة بين بلدينا، وما تشهده من تطور في المجالات كافة".

الرئيس مبارك

كما تلقى الرئيس سليمان برقية تهنئة من نظيره المصري الرئيس محمد حسني مبارك جاء فيها:

" يسعدني ان ابعث الى فخامتكم بأصدق التهاني القلبية بمناسبة انتخابكم من قبل البرلمان اللبناني وادائكم اليمين الدستورية رئيسا جديدا لبلدكم الشقيق.

واغتنم هذه المناسبة كي اعرب عن اطيب تمنياتي لكم بالنجاح والسداد في اداء مهامكم الجديدة وتحقيق كل ما يصبو اليه الشعب اللبناني الشقيق من تقدم واستقرار وللعلاقات الاخوية الوطيدة بين بلدينا دوام التطور والازدهار".

الرئيس اليمني

وتلقى الرئيس سليمان كذلك، برقية تهنئة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، جاء فيها:" يطيب لي باسمي ونيابة عن شعب وحكومة الجمهورية اليمنية ان اعرب لفخامتكم عن خالص التهاني واصدق المشاعر القلبية بمناسبة نجاح لقاء التوافق والمصالحة بين مختلف الطوائف والتيارات السياسية في لبنان الشقيق والثقة التي منحكم اياها الشعب اللبناني عبر البرلمان بانتخابكم بالاجماع لتولي مسؤولية قيادته خلال الفترة المقبلة. ولا شك ان ما تم التوصل اليه عبر الحوار السياسي السلمي، كان تتويجا للجهود المتواصلة، وتجسيداً للمساعي النبيلة التي بذلت من اجل الوصول الى ما تم، مما يؤكد بان الحوار والتفاهم من انجح الوسائل لحل مختلف القضايا والاشكالات العالقة سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي.

واننا على ثقة بانكم قادرون على ترجمة تطلعات وامال الشعب اللبناني الشقيق في تحقيق المزيد من التقدم والازدهار والامن والاستقرار. كما اغتنم هذه الفرصة لاؤكد لكم متانة العلاقات الاخوية التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين وهي علاقات تاريخية حميمة ومتطورة وتزداد رسوخاً وثباتا يوما بعد يوم لما فيه خدمة مصالحنا المشتركة وفي اطار الحرص المتبادل والدائم للدفع بها نحو مجالات اوسع.

ارجو لفخامتكم التوفيق في اداء المهام الملقاة على عاتقكم في المرحلة المقبلة مع التمنيات لكم بموفور الصحة والسعادة ولشعبكم التطور والازدهار وللعلاقات القائمة بين بلدينا وشعبينا المزيد من التقدم والهناء مع اسمى اعتباري".

الرئيس الالماني

وابرق مهنئا ايضا، رئيس جمهورية المانيا الاتحادية هورست كولر، وقد جاء في برقيته: " ستبقى المانيا واقفة الى جانب لبنان وشعبه وحكومته، واثقة بتصميم الشعب اللبناني على تشكيل مستقبله في روح من التعايش السلمي. ستستمر المانيا في العمل باصرار من اجل السيادة الكاملة للبنان واستقراره واعادة بنائه الاقتصادي، وهذا يترافق مع املنا بان لبنان ديمقراطيا مستقرا سيكون له تأثير ايجابي على المنطقة باكملها.

انني اتمنى ان تزداد علاقات الصداقة الجيدة والوثيقة القائمة بين بلدينا عمقاً. كما اعبر للشعب اللبناني ولكم شخصيا عن اطيب تمنياتي لمستقبل السلام والحرية والرخاء".

المستشارة الالمانية

وتلقى ايضا الرئيس سليمان برقية تهنئة من المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل. وجاء في برقيتها:"يسعدني ان اوجه لكم تهاني الحارة بمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية. انكم تتولون مهام الرئاسة في مرحلة هامة بالنسبة لمستقبل بلدكم الامر الذي يعني انكم تتحملون مسؤولية جليلة. ان الحكومة الالمانية ترحب بالاتفاق الذي عقد بين الاحزاب السياسية في الدوحة وانتخابكم رئيسا للجمهورية وتعتبر ذلك نجاحا فائقا بالنسبة لمستقبل لبنان. اذ ان ذلك يشكل خطوة اولية نحو تدعيم اواصر سيادة لبنان وسلامته الاقليمية واستقلاله على الاجل البعيد كدولة متعددة الطوائف ونحو تقوية سلطة المؤسسات التابعة للدولة.

هذا وتراقب الحكومة الالمانية التطورات الجارية في لبنان باهتمام كبير وبروح التعاطف. وسوف تتابع المانيا جهودها الرامية الى تكريس تطور سياسي واقتصادي ناجح للبنان سواء ثنائيا او في اطار الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. كما اننا سندعمكم ازاء مهمتكم البالغة الاهمية حيال صياغة مستقبل سلمي لبلدكم في سياق علاقته مع الدول المجاورة.

اتمنى لكم كل النجاح والتوفيق ورعاية الله في اداء مهام منصبكم".

وزير خارجية المانيا

وابرق مهنئا كذلك وزير خارجية جمهورية المانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير وجاء في برقيته:"لقد نلتم احتراما كبيرا وتقديرا واسعا من خلال تأديتكم لمهامكم كقائد عام للقوات المسلحة اللبنانية، حيث تأكد ذلك من خلال التعاون الجيد بين بلدينا في مجال ضبط الحدود وتقوية القوات البحرية اللبنانية".

البطريرك عيواص

الى ذلك، تلقى الرئيس سليمان برقية تهنئة من بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية اغناطيوس زكا الاول عيواص. وجاء في برقيته:" كنا جميعا ننتظر الفجر الموعود وكنتم الرجل الموعود، فحقق لنا الله بكم هذا الوعد المبارك، لتكونوا رئيسا للبنان، حيث اجتمع حولكم اللبنانيون في مشارق الارض ومغاربها. ومما يزيدنا اغتباطا وسعادة وفرحا، هذا الاجماع حول تسميتكم واختياركم، بل انتخابكم رئيسا لنا.

ففيما نهنىء لبنان العزيز بكم وانفسنا جميعا، نصلي من اجل توفيقكم وتقدمكم، فيكون عهدكم عهد بركة ومرحلة سلام واستقرار وازدهار للبنان معبرين عن السريان في لبنان وبخاصة السادة مطارنة كنيستنا: اثناسيوس افرام برصوم مطران بيروت، ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان، يسوتينوس بولس سفر مطران زحلة والبقاع، قليميس دانيال كورية مطران المؤسسات البطريركية في العطشانة، وعلى المخلصين معبرين عن فائق محبتنا واكرامنا لفخامتكم لتحققوا الامال والتطلعات التي نذرتم نفسكم لها".

الاتحاد المسيحي الديمقراطي-اللبناني

وتلقى الرئيس سليمان برقية تهنئة من رئيس الاتحاد المسيحي الديمقراطي اللبناني النائب نعمة الله ابي نصر . وجاء في برقيته:"ان الاتحاد المسيحي الديمقراطي اللبناني اذ يهنئكم، بالاجماع الوطني الذي تحقق حول شخصكم، حيث جسدتم الوفاق الوطني، يرى في خطاب القسم شمولية مقرونة بواقعية ورؤية وطنية رائدة، لانكم اول رئيس يتطرق الى "قضية المغتربين ووجوب تعزيز تواصلهم والتصاقهم بالوطن والاستفادة من طاقاتهم حيث هم احق بالجنسية من الذين اخذوها على غير وجه حق". ان في ذلك حكمة وجرأة ورؤية مستقبلية غير مسبوقة من أي مسؤول قبلكم، لاننا كما تعلمون نحن احوج الدول لاولادنا في الاغتراب واكثرها اهمالا لهم. ولان سياسات التغيير الديمغرافي والجغرافي التي اعتمدت في السابق من خلال التجنيس والتهجير والهجرة واهمال الاغتراب، ادت الى ما نحن عليه من خلل خطير في توازنات تكوين العائلة اللبنانية، فكنتم اول من انبرى لاصلاحها".

 

الوزير فتفت: تسمية الاكثرية للرئيس السنيورة كان بالاجماع

المعارضة لم تسجل الانتصار ولم تستطع اخراجه رغم ما فعلت

وطنية-28/5/2008(سياسة) أكد الوزير احمد فتفت في حديث الى اذاعة صوت لبنان، "ان تسمية الاكثرية للرئيس فؤاد السنيورة كان بالاجماع"، مشيرا الى ان قوى الرابع عشر من آذار "بنت موقفها على موقف الرأي العام". وسأل "لماذا ترى المعارضة في ترشيح السنيورة استفزازا".واستغرب "ان تكون مجمعة على عدم تسمية الرئيس السنيورة"، لافتا الى "ان اجتماع 14 آذار ليل امس لم يبحث في الحقائب الوزارية". وقال عن اجتماع قوى 14 آذار:"ان الاجتماع انحصر بعرض من النائب سعد الحريري وترشيحه للرئيس فؤاد السنيورة، وبعد ذلك كل من تكلم في الجلسة ايد هذا التوجه وهناك اجماع على ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة".

وعما اذا كان ترشيح السنيورة يشكل اسفزازا للمعارضة واذا كان سيعقد تشكيل الحكومة، قال فتفت: "ان الامر متعلق بقراءة المعارضة للمرحلة وما فهمته من حكومة الوحدة الوطنية ومن اتفاق الدوحة". اضاف: "ان تسمية السنيورة سيتم ضمن الاصول الدستورية وهذا ما قاله اتفاق الدوحة، لماذا يريدون ان يروا في ذلك استفزازا، وبكل صراحة ان الاكثرية بنت موقفها في الدرجة الاولى على موقف الرأي العام الذي يعتقد بانه في هذه المرحلة لكل طرف في الاكثرية وتحديدا في تيار المستقبل دوره المهم والاساسي". واشار الى "ان للنائب سعد الحريري، رئيس الاكثرية وتيار المستقبل، دوره المهم في اعادة تنظيم الاوضاع داخل التيار والتحضير لمعركة انتخابية مهمة جدا وهذا الدور يستوجب منه الكثير من الوقت والتفرغ".

وقال: "ان المعارضة في ذلك لم تسجل الانتصار الذي كانت تتوقعه من خلال الهجوم المركز على الحكومة برئاسة السنيورة، وهي لم تستطع اخراجه رغم كل ما فعلت، ذلك لان الرئيس السنيورة أنجز الكثير، وان الرأي العام معه، والاكثرية معه، وهذا هو اصول العمل النيابي والديموقراطي في لبنان".

وعما اذا كانت الاكثرية سجلت انتصارا على المعارضة من خلال ترشيح السنيورة، قال: "انني لا أعتقد ان الموضوع موضوع انتصار على أحد، فالموضوع هو انتصار للبنان كما ان اتفاق الدوحة انتصار للبنان، وانا استغرب ان تكون المعارضة مجمعة على عدم تسمية الرئيس السنيورة لاني سمعت تصريحا منذ ايام عدة للرئيس نبيه بري يقول فيه انه اذا سمت الاكثرية الرئيس السنيورة فهو ليس لديه اعتراض، ربما لدى الجنرال عون اعتراض على الجميع، وهذا شيء غير مستغرب ولم اكن أظنه انه سيسمي الشيخ سعد الحريري بعد الهجمات المتراكمة واليومية حتى التي تلت اتفاق الدوحة، ولحزب الله ربما موقفه الخاص النابع من نظرته الى كل الوضع اللبناني والمتمثل ليس فقط في خطاب السيد حسن نصر الله الاخير ولكن ايضا بما يجري على الارض وهو جزء من الضغط في اللعبة السياسية الحالية". وعما اذا كانت الاكثرية بحثت في توزيع الحقائب الوزارية، قال فتفت: "اننا في هذا الموضوع نخدم الاصول الدستورية، هذا الموضوع ليس من اختصاص قوى 14 آذار أو اي أطراف سياسية مجتمعة بل هو من اختصاص رئيس الحكومة المكلف الذي وبعد اجراء استشارات يقوم بها مع الكتل النيابية يبحث موضوع توزيع الحقائب".

 

الوزير طعمه:من غير اللائق تجاهل الدور السعودي وما قدمته المملكة للبنان ونقول لمن يتطاول عليها بأن أصوات النشاز لن تؤثر على دورها وعطاءاتها

وطنية - 28/5/2008 (سياسة) أعرب وزير المهجرين نعمة طعمه عن شكره، وامتنانه العميق لدولة قطر وللجهد الكبير الذي أضطلع به الامير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بحيث أثمرت هذه الجهود الجبارة من الاخوة القطريين واللجنة العربية الكريمة تسوية أدت الى حل المعضلة اللبنانية، لكن ثمة أصوات تظهر بين الفينة والاخرى، منتقدة ومهمشة الدور المملكة العربية السعودية، وهنا للتاريخ أؤكد بان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والقيادة السعودية قاموا بجهود مضنية داعمين المساعي التي قامت بها دولة قطر واللجنة العربية بحيث أكد ذلك سمو أمير دولة قطر والشيخ حمد، وهذا ما لمسوه مباشرة أثناء اجتماع مجلس دولة التعاون الخليجي في الدمام وذاك الدعم ومباركة الدور القطري أثنى عليه مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الاخيرة برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وقال الوزير طعمة:"من غير اللائق تجاهل الدور السعودي وما قدمته المملكة للبنان من دعم سياسي واقتصادي ومالي الى احتضانها اللبنانيين وبقائها على مسافة واحدة من جميع الافرقاء السياسيين في لبنان. وهذا الدور يمارسه السفير السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه عبر تواصله مع كل القيادات السياسية. فمن هذا المنطلق، ستبقى المملكة في قلوب كل اللبنانيين والعرفان بالجميل، يقتضي ان نكون أوفياء لمن وقف الى جانبنا في السراء والضراء من مؤتمر الرياض العام 1976 الى دور اللجنة العربية الرباعية وصولا الى الطائف وسوى ذلك من دعم على كل المستويات". وختم الوزير طعمه:"ويبقى ان نقول لمن يتطاول على المملكة بان علاقتها مع قطر على أحسن ما يرام وانها باقية الى جانب لبنان، وأصوات النشاز هنا وهناك، لن تؤثر على دورها وعطاءاتها، فشكرا لقطر والسعودية وكل الاخوة الخليجيين والعرب ولكل من وقف الى جانب لبنان وسعى جاهدا لحل أزمته".

 

المعارضة لم تسم السنيورة كمرشح لرئاسة الوزراء

الأربعاء 28 مايو -إيلاف من بيروت -وكالات : بدأت الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس ميشال سليمان، ومن المتوقع ان تبدأ استشارات التأليف الجمعة المقبل الا اذا طلب الرئيس المكلف مهلة لاجراء بعض المشاورات أو تقريب موعدها ولك بعد التشاور مع رئاسة مجلس النواب. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد وصوله الى قصرا بعبدا للقاء الرئيس ميشال سليمان في  إطار الإستشارات النيابية لاختيار رئيس الحكومة ردا على  سؤال عن إمكانية ترشيح كتلته لفؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة المقبلة، قائلا :"ليه هوي مرشح"؟ جملة تختصر التعقيدات المقبلة في تشكيل الحكومة خصوصا وان الصحف وصفت تسمية السنيورة بالحرب الباردة في ظل وصف بعد اقطاب الموالاة بقاء السنيورة بالانتصار على الفريق الاخر واعتبار "الاخر" ابقاء السنيورة استفزاز وانقلاب على اتفاق الدوحة . ووسط معمعات التسمية عادت الاشتباكات لتظهر في مناطق محددة وسط حرب اعلامية تحمل كل طرف المسؤولية.

وأكد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري أن كتلتة سمت رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن هذه التسمية ليست بهدف التحدي إنما لأن هذه المرحلة تحتاج للسنيورة من أجل بلسمة الجراح. الحريري، وفي كلمة من قصر بعبدا، أكد أن كتلته مستعدة للوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من أجل إنجاح عهده. وقال " كتلة التنمية والتحرير لم تسم السنيورة لكنها قالت أنها ستتعاون ، نحن في مرحلة أساسية فيها مصالحة ولا بد أن تبدأ مع فؤاد السنيورة لأن الجروح كبيرة وتريد كل الخطوات لبلسمتها ونحن لم نسم فؤاد السنيورة للتحدي إنما لفتح صفحة جديدة ".

واضاف "اتى  رئيس الجمهورية بإجماع وطني ونحن مستعدون للوقوف إلى جانبه في أي خطوة يريد اتخاذها وهذه المرحلة فرصة للتلاقي وبلسمة الجراح بين اللبنانيين وللقيام بلبنان وتنفيذ خطاب القسم  سمينا السنيورة ونعتبر ان لبنان اليوم أمام فرصة جديدة لفتح صفحة جديدة ولم نسم السنيورة للتحد"

من جهته سمى النائب ميشال المر فؤاد السنيورة ليترأس الحكومة المقبلة، وقال بعد خروجه من عند الرئيس ميشال سليمان: "سميت فؤاد السنيورة بما أنه كان هناك مرشحين، هو ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، وتم التوافق على السنيورة فسميناه". وعلق رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل على تسمية النائب ميشال المر لفؤاد السنيورة لترؤس الحكومة المقبلة، فإعتبر موقفه سليما ومتضامنا مع الأكثرية.

جنبلاط من جهته قال تم التوافق داخل الموالاة على تسمية السنيورة لرئاسة الحكومة ونتمنى له ولفخامة الرئيس كل التوفيق واللقاء الديمقراطي مستعد لتقديم كل شيء لإنجاح عهد الرئيس سليمان كلام جنبلاط جاءبعد اجتماعه برئيس الجمهورية .

اما عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أنور الخليل أن كتلته "لم تسم تكليفا ولكنها ستشارك تأليفا". اما رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن كتلته أكدت لرئيس الجمهورية أن اتفاق الدوحة ينص على وجوب تشكيل حكومة وحدة، مشيرا إلى أن رئيس هذه الحكومة يجب أن يتصف بهذه الصفات. وأكد رعد من قصر بعبدا، أن كتله لم تسم "أحدا لرئاسة الحكومة وأعتقد أن اللبنانيين بحاجة لشخصية تحدث صدمة إيجابية وتريحهم". وقال  بعد تجديد التهنئة للرئيس أكدنا أن اتفاق الدوحة ينص على وجوب تشكيل حكومة وحدة ورئيس هذه الحكومة يجب أن يتصف بهذه الصفات ونحن لم نسم أحدا لرئاسة الحكومة وأعتقد أن اللبنانيين بحاجة لشخصية تحدث صدمة إيجابية وتريحهم .وردا على سؤال قال ": لم نسمع أن الأكثرية سمت فؤاد السنيورة الآن عرفنا هذا الأمر منكم "

والى ذلك أعلن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أن التكتل اقترح ثلاث أسماء توافقية لرئاسة الحكومة هم ليلى الصلح بهيج طبارة أو محمد الصفدي ووقال "طرحنا أكثر من إسم لإيجاد ليونة في إمكانية الخيار ونعتبر ان ترشيح السنيورة استمرار للماضي واستمرار للخلاف وليس للوفاق الذي يجب أن يبدأ به العهد الجديد" واعتبر العماد عون أنه بالإضافة لما نسمعه بالأعلام، يبدو أن الأكثرية تبدأ معركة حرب وليس بناء لبنان الجديد مع الرئيس". وجدد العماد عون اصراره "على المشاركة في الحكم على الرغم من اعتراضنا على الرئيس ونحن سنقبل بقرار الأكثرية في هذا الموضوع".

وأوضح انه كان يفضل تسمية رئيس للحكومة الجديدة من خارج الحكومة، لافتا ان الحرب الاعلامية زادت التّأجيج بدل من تخفيضه خصوصا بعد اتفاق الدوحة. ولفت ان المسؤولية هبطت في التصريحات الاعلامية فالمستشار بات يتكلم نيابة عن المسؤول. ورأى العماد عون ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يمثل الخروج عن القوانين الدستورية، مؤكدا على انه عندما يتوافق على شخص، ذلك لا يعني الخروج عن رأي الناس بل الانطلاق في مرحلة جديدة.

وسأل العماد عون كيف له ان يسمي رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري رئيسا للحكومة المقبلة اذا كانت كتلته لم ترشحه حتى، مشددا على اصراره الدخول في الحكومة. أما عن الوزير السابقة ليلى الصلح حمادة فرأى ان لديها تاريخ في سيادة لبنان وتمثل لبنان ككل من خلال عملها الاجتماعي الذي تقوم به بهدوء، والاعلام هو الذي يتبعها وليس العكس. وعن النائب بهيج طبارة فرأى انه شخص معتدل في التفكير ولديه الشمولية في الوطن ويفكر كرئيس للحكومة وليس بحسب انتمائه الطائفي. وعن وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي، اشار انه واكب عمله في الوزارة، ورأى انه بالفعل ليس وزيرا للمذهب الذي ينتمي اليه ولمنطقته بل لديه نظرة عامة وشمولية. وأكد العماد عون ان التأجيج الأكثر تأثيرا هو كثرة الكلام على الوسائل الاعلامية، فالمشكلة تبدأ بكلمة وتنتهي بالبندقية. وأكد انه سيكون لكل اللبنانيين داخل الحكومة، وتوقع لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، انه وكما جاء بالتوافق سيسعى للمحافظة على التوافق، وذلك يتطلب سلوكية صعبة وتحتاج للكثير من الجهد.

من جهتها امتنعت كتلة الحزب "السوري القومي الاجتماعي" عن تسمية رئيس للحكومة. كما امتنعت كتلة نواب الارمن عن تسمية مرشحها لكنها جددت في المابل مطالبتها بوزيرين في الحكومة الثلاثينية المقبلة. من جهتها طرحت "الكتلة الشعبية" اسماء الصلح والصفدي وطبارة والقصار لرئاسة الحكومة .

وبعد طرح اسمه وردا على ما ورد في الصحف قال الصفدي  أنه رشح سعد الحريري لمنصب رئاسة الحكومة ولم يطلبها لنفسه وأوضح أنه "لم يطلب رئاسة الحكومة لنفسه ولم يطرح أصلاًَ أيّ سؤال حول سبب حصريّة ترشيح فؤاد السنيورة ولم تجر ِ معه أيّ تدخّلات أو مشاورات جانبيّة"، لافتا الى أنه "سبق للتكتّل الطرابلسي وللوزير الصفدي شخصيًّا أن رشّح رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، اقتناعاً منه بأهمّية أن يتولّى رئاسة الحكومة في هذه الظروف بالذات". وبعد  ان اصدر بيانا ذكر فيه ان تكتله سبق ان سمى الحريري اقتناعا منه باهمية توليه الحكومة بهذا الظرف سمى وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي باسم التكتل الطرابلسي فؤاد السنيورة لترؤس الحكومة المقبلة.

وقال الصفدي من بعبدا: "كنت متمسكا بتمسية رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة، لكن الظروف السياسية شاءت بعد التشاور ضمن قوى "14 آذار" أن يتم التوافق على تسمية السنيورة، ونحن كـ"تكتل طرابلسي" من ضمن قوى "14 آذار"، ونلتزم بالقرار". وشكر الصفدي كل الذين سموه لترؤس الحكومة المقبلة، موضحا أنه لم يطرح نفسه كمرشح "حتى على حلفائي".

واتفق ائتلاف الأغلبية البرلمانية في وقت متأخر من ليل امس على ترشيح رئيس الوزراء الحالي فؤاد السنيورة رئيسا لأول حكومة للبلاد في عهد الرئيس المنتخب حديثا ميشال سليمان.وقال مسؤولون كبار في 14 اذار إن الائتلاف اتخذ القرار في اجتماع في وقت متأخر مساء الثلاثاء. وأضافوا ان الائتلاف يعتزم ان يبلغ سليمان رسميًا باختياره السنيورة خلال مشاوراته مع البرلمان يوم الاربعاء. ويلتزم رئيس الجمهورية بتعيين رئيس الوزراء الذي يقع عليه اختيار اغلبية من النواب. ووفقًا للنظام الطائفي لإقتسام السلطة في لبنان فإنه يتعين ان يكون رئيس الوزراء مسلمًا سنيًا.

وكان من المعتقد ان سعد الحريري زعيم الاغلبية سيأخذ لنفسه منصب رئيس الوزراء لكنه اختار ان يبقي حليفه المقرب السنيورة فيما يرجع بشكل رئيسي على ما يبدو الي ان الحكومة الجديدة ستبقى في السلطة فقط حتى الانتخابات العامة التي من المقرر ان تجرى في 2009 .ويشغل السنيورة منصب رئيس الوزراء منذ يوليو/تموز 2005 .

وقبل ترشيح السنيورة تخوفت المعارضة من محاولة تأخير تأليف الحكومة  من خلال ما يحصل من إشكالات أمنية على الأرض من أجل الإبقاء على حكومة الرئيس السنيورة لتصريف الأعمال أطول مدة ممكنة، باعتبار أن هدف الموالاة الأساسي كان حصول الانتخابات الرئاسية، وهو ما حصل الأحد الماضي. وقالت المصادر ان الموالاة خرقت اتفاق الدوحة من خلال تعطيل إقرار قانون الانتخاب في الجلسة النيابية التي كانت مقررة إثر جلستي انتخاب رئيس الجمهورية والقسم الرئاسي.اضافة الى  الإشكالات الأمنية التي تحصل على الأرض والتي يواكبها إعلام «المستقبل»، مظهراً الوضع بأنه ما زال على ما كان عليه في السابع من أيار الجاري. اضافة الى  التركيز أمام الرأي العام المحلّي والعالمي على أن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية يشوبه بعض الشوائب الدستورية، كأن الموالاة تريد من خلال ذلك أن تهدد سليمان بأنه إذا لم يتعاون معها فسيواجه المصير نفسه الذي لاقاه الرئيس إميل لحود من حيث المقاطعة وخلافها.

موراتينوس يبدأ مباحثات مع دمشق

وعلى صعيد متصل كشفت مصادر دبلوماسية اوروبية ان وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس سيبدأ جهودا مع دمشق ترمي الى احياء المشروع الخماسي الذي سبق ان عرضه الاتحاد الاوروبي والخاص بترسيم الحدود السورية ـ اللبنانية وإقامة علاقات دبلوماسية بينهما وحل المسائل الاخرى المعلقة بين البلدين. ورأت المصادر، التي كانت تتحدث إلى صحيفة "الوطن" الكويتية، ان الظروف اصبحت متوفرة لتنفيذ هذا المشروع ، مشيرة الى عاملين اساسيين، اولهما " ان دمشق تعمل لإبراز دورها الايجابي في التوصل الى اتفاق الدوحة وتكرر امام مختلف الاوساط بأنها تعاونت وسهلت هذا الانجاز وهو مايستلزم اخراجها من عزلتها العربية والدولية، فيما الثاني يرتبط بمعلومات عن ان سورية تواجه اوضاعًا اقتصادية صعبة للغاية وتحديات اخرى كثيرة".

اشكالات امنية

 قتل جندي لبناني مساء الثلاثاء في اشكال وقع بين انصار للموالاة والمعارضة في بلدة عرمون (جنوب شرق بيروت) كما افادت قيادة الجيش في بيان صدر الاربعاء. واوضح البيان الصادر عن مديرية التوجيه "ان اشكالاً حصل في منطقة عرمون تخلله اطلاق نار بين الطرفين المتخاصمين، وقد ادى ذلك الى استشهاد الجندي حسين محمد جانبين المكلف بمهمة حفظ امن في المنطقة". واضاف "على الاثر قامت قوة من الجيش بتوقيف عدد من المشتبه بهم باطلاق النار وبوشر التحقيق". وتم تبادل الاتهامات بين الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (موالاة) وحزب الله الشيعي (معارضة) بالمسؤولية عن الاشكال.

 صحيفتا النهار والاخبار كشفتا عن حادث امني حصل  في منطقة الملعب البلدي بالطريق الجديدة مساء أمس عندما أقدم عدد من راكبي الدراجات المتجمعين هناك احتجاجاً على منعهم من استخدام دراجاتهم بعد السادسة مساء بموجب التدابير الذي اتخذها مجلس الامن المركزي، على الاعتداء ضرباً على راكب دراجة قدم من المنطقة المقابلة شمال كورنيش المزرعة حيث نفوذ المعارضة. وفيما تدخل الجيش لإنقاذه، احرق المحتجون دراجته وذلك وفق رواية صحيفة النهار . اما صحيفة الاخبار فقالت ان عددًا من مناصري تيار المستقبل قاما بطعن شابين مناصرَين للمعارضة كانا موقوفين لدى الجيش. فقبيل الساعة التاسعة، أوقف حاجز للجيش شابين في منطقة كورنيش المزرعة كانا يستقلان دراجة نارية. وقد نُقِل الموقوفان، وهما حسين حمود (ابن الرائد في شرطة مجلس النواب علي حمود) وأحمد المعلم، إلى الملعب البلدي الذي اتخذ الجيش مركزاً له في داخله. زنقلت الصحيفة رواية احد الشابين الذي قال انه تم توقيفهما على حاجز للجيش وبعد ان تبين بان دراجتهما قانونية ابلغهم الجيش بانه سينقلهما  إلى مركز الجيش في الملعب البلدي وبعد الاقتراب من المعلب هجم عشرات الشبان وهاجموا الالية وقاموا بطعن وضرب الشابين .

لبنان في الصحف

توقعت صحف لبنانية معارضة الاربعاء ان يعقد اختيار قوى 14 اذار/ مارس فؤاد السنيورة لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية المقبلة تشكيل هذه الحكومة وعزت هذا الخيار الى ضغوط خارجية. وعنونت صحيفة "الاخبار" "القرار تطلب اتصالات مع السعودية والولايات المتحدة وعواصم اخرى".

 وكتبت "كانت التوقعات تشير الى ان تاليف الحكومة سيكون نزهة ربيعية لو تولى (سعد) الحريري رئاسة الحكومة. مع السنيورة سلكت التوقعات منحى متحفظ" متوقعة "ان يكون التاليف عملية صعبة ومعقدة قد تستوجب عودة القطريين اكثر من مرة". واضافت "الامور تبدو مقبلة على توترات اقله داخل مجلس الوزراء".

وذكرت الصحيفة  نفسها أن محاولة قوية كانت جارية لإقناع وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي بالترشّح لمنصب رئاسة الحكومة، وقد بدا أنه مستعد لخوض هذه المعركة ونال دعماً مبدئياً من غالبية نواب المعارضة ومن عدد من نواب 14 آذار، وذلك بأن عبّر هو عن رغبته في الأمر إذا ما تقرّر عدم ترشيح رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري. لكن مداخلات سريعة مع الصفدي جعلته يتردد في إعلان ترشّحه،  دون أن يعبّر عن ارتياحه الى قرار قيادة 14 آذار. ونقلت الصحيفة  نفسها عن أكثر من مصدر معارض إن القوى المنضوية في فريق المعارضة تستعد منذ الآن لتركيب تشكيلة وزارية على قاعدة أن هناك مواجهة مقبلة داخل الحكومة مع رئيس الحكومة المستقيلة فؤاد السنيورة وفريقه. وأشارت الصحيفة إلى وجود وجهة لدى المعارضة تدعو الى تسمية مرشح من قوى المعارضة أو شخصية محايدة لتولي منصب رئاسة الحكومة، أي عدم تسمية السنيورة خلال الاستشارات، دون أن يؤثر ذلك على قرار المعارضة الدخول الى الحكومة والعمل مع الثلث الضامن.

من جهتها عنونت صحيفة "السفير" "سعد الحريري يجير حكومة العهد الجديد الى فؤاد السنيورة" في اشارة الى رئيس تيار المستقبل ابرز قوى 14 اذار الذي كان خيار الاكثرية محصور بينه وبينه السنيورة. واضافت "اتت التسمية بعد مشاوات واسعة داخليا وخارجيا افضت الى تاجيل خيار سعد الحريري الى ما بعد الانتخابات النيابية مطلع الصيف المقبل".وكشفت  أن رئيس "التكتل الطرابلسي" الوزير محمد الصفدي طرح سؤالاً على أقطاب 14 آذار، حول سبب حصرية الترشيح برئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ولماذا لا يصار الى طرح اسمه أيضاً، "فأنا من 14 آذار وهو (السنيورة) من 14 آذار"، لكن الأمر استوجب مداخلات ومشاورات جانبية، خاصة بين النائب سعد الحريري والصفدي، وأفضت قبيل منتصف الليل، بأن يكون السنيورة مرشح الموالاة لرئاسة الحكومة وألا يبادر الصفدي الى ترشيح نفسه.

صحيفة النهار قالت ان قوى الموالاة تطرقت خلال اجتماعها إلى تقويم اجتماعات الدوحة ونتائجها وطريقة توظيف الدعم العربي والدولي لاعادة الحياة الديمقراطية. وكان الرأي السائد ان أهم ما تحقق حتى الآن هو استعادة رئاسة الجمهورية دورها. وأشارت إلى أنه جرى أيضا تقويم لكل المواقف داخليا وخارجيا وعرض للوضع الامني في ضوء الحوادث الاخيرة والتقارير الواردة من المناطق وتحدث رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري طويلا، موضحا الاسباب التي تجعله يمتنع عن ان يكون مرشحا لرئاسة الحكومة، واقترح ترشيح رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة الذي حضر جانبا من الاجتماع. واستقر الرأي على ان عودة السنيورة الى رئاسة الحكومة هي تعبير طبيعي عن اتفاق الدوحة وخصوصا اذا وافق الطرف الآخر على الدعوة الى تأليف حكومة وفق هذا الاتفاق، بحيث تتوزع الاكثرية والمعارضة المقاعد (16 – 11) مع حفظ ثلاثة مقاعد لرئيس الجمهورية في الحكومة الثلاثينية.

وكان ثمة اتجاه غالب الى اعتبار خطاب القسم للرئيس ميشال سليمان بمثابة بيان سياسي يجب ان تنطلق منه الحكومة المقبلة.

الصحيفة نفسها نقلت عن مصدر ديبلوماسي فرنسي ان حكومة السنيورة  ستكون انتقالية لتصريف اعمال حتى موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، وهذه الانتخابات ستحدد توجه سياسة العهد للسنين الاربع المقبلة.

صحيفة الراي الكويتية قالت  أن اختيار رئيس الحكومة المستقيلة فؤاد السنيورة لترؤس الحكومة المقبلة، يعني ان «حرباً باردة» ما زالت تدور بين الاكثرية والمعارضة، عكست طلائعها مواقف الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله من خطاب القسم لرئيس الجمهورية ومن قضايا السلاح والاستراتيجية الدفاعية، ما يجعل الاكثرية متمسكة ببقاء السنيورة لتجنيب اظهار ابتعاده وكأنه انتصار للمعارضة التي شنّت على حكومته اقسى الحملات وفقاً للصحيفة الكويتية.

اما  رئيس المجلس النيابي نبيه بري فاعرب عن أمله في أن تبصر الحكومة النور قريبا، مستبعدا في تصريح خلق تعقيدات بهذا الشأن، مشيرا إلى أن الفريقين الموالي والمعارض حريصان على مساعدة رئيس الجمهورية في بداية انطلاقته وتأمين مستلزمات النجاح لمهامه الكثيرة. بري، وفي حديث لصحيفة "العرب" القطرية، لفت إلى أن الإتفاق الذي جرى إبرامه في الدوحة محصن وسيكون موضع اهتمام ومتابعة من قبل أمير دولة قطر ورئيس وزرائها، مؤكدا أن "أحدا ليس في مقدوره تعطيل ما جرى التفاهم عليه برعاية عربية ومباركة إقليمية ودولية.

صحيفة "الجريدة" الكويتية نقلت  عن مصادر مطلعة إشارتها إلى أن صفقة تبادل الأسرى والجثث التي أعلن قربَ تحقيقها الأمينُ العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله هي فعلياً "تنازل من الحزب ورضوخ للشروط الإسرائيلية". ورأت المصادر أن "حزب الله فشل في فرض شروطه المتعلقة بالإفراج عن مئات الفلسطينيين والعرب من السجون الاسرائيلية، وقبل بالصفقة المذكورة لسببين أساسيين، أولهما أن الاسيرين الاسرائيليين لديه ميتان، وثانيهما أن وضعه الداخلي في لبنان بعد الاحداث الاخيرة يستلزم «انتصارا»ً معنوياً مقروناً بجائزة ترضية للطائفة الدرزية هي الأسير سمير القنطار بعد هجوم الحزب على الجبل وسقوط ضحايا من الدروز".

المصادر أوضحت ان اسرائيل قبلت الافراج عن القنطار، وألغت ربط قضيته بمعلومات عن الطيار رون آراد بعدما تيقّنتْ ان الحزب لا يملك معلومات في هذا الصدد. وأفادت بأن الحزب سيصدر تقريرا يقول فيه انه بذل جهودا كبيرة للحصول على معلومات عن آراد لكنه لم ينجح.

من جهتها أكدت محامية سمير القنطار سهى منذر أن عميد الأسرى العرب سمير القنطار واثق من أن "حزب الله" يعمل كل ما بوسعه لإطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى العرب. وأشارت في حديث لصحيفة "العرب" القطرية، إلى أنها زارت موكلها يوم الأحد ولم يكن لديه أية معلومات عن المفاوضات الجارية لإطلاق سراحه. ولفتت إلى أنه "يواصل حياته داخل السجن بشكل اعتيادي ويرأس لجنة الأسرى في سجن هدريم ويمضي الكثير من وقته في القراءة".

 صحيفة "عرب 48" قالت أن "حزب الله" يصر في إطار صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل على إطلاق سراح الأسير سمير القنطار وفقا لاتفاقية تبادل الأسرى التي أجريت عام 2004 وعرفت بـ"صفقة تننباوم".ويطالب "حزب الله" إسرائيل عبر الوسيط الألماني بأن تحترم الاتفاق وتطبق المرحلة الثانية منه وأن تبادر لإطلاق سراح القنطار قبل الشروع في مفاوضات تبادل جديدة تشمل الأسيرين الإسرائيليين وأسرى لبنانيين وعرب وفلسطينيين.

يذكر أن المرحلة الثانية من "صفقة تننباوم" تقضي بأن يتم الإفراج عن القنطار في غضون ثلاثة شهور مقابل معلومات عن مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي وقع في الأسر عام 1987، وقدم "حزب الله" ما بحوزته من معلومات إلا أن إسرائيل تنصلت من تطبيق الاتفاق الأمر الذي رأى فيه "حزب الله" خرقا للاتفاق.

اما صحيفة الشرق الاوسط فنقلت عن مصادر فرنسية لصحيفة قولها  أن التوصل الى اتفاق الدوحة وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية يظهران "تحولا وتبدلا" في سياسة سوريا إزاء الأزمة اللبنانية. وأكدت المصادر أنه يتعين على باريس أن تكون "منسجمة مع نفسها" وأنها "ربطت معاودة الاتصالات مع دمشق بموقف إيجابي سوري من الإنتخابات وهو ما تحقق". إلا أن هذه المصادر أشارت إلى أن فرنسا "لا تريد حرق المراحل" إذ تفضل أن ترى كيف سيتطور الوضع في لبنان في ألأيام والأسابيع المقبلة. وشددت المصادر الفرنسية على أن "الدور العربي لم ينته" وعلى أن الاتفاق "بحاجة الى متابعة ورعاية" بانتظار أن يجتاز لبنان العقبات العديدة التي حالت حتى الآن دون تطبيع الوضع فيه.

سجالات ومواقف محلية

 مروان فارس: العلاقات بين سوريا ولبنان على رأس أولويات المرحلة المقبلة

رأى النائب مروان فارس أن العلاقات السورية اللبنانية ستكون على رأس أولويات المرحلة القادمة، معتبرا أن سوريا لعبت دورا كبيرا في اتفاق الدوحة، الذي أبعد عن لبنان شبح الحرب الاهلية. و أكد أن المعارضة ستدعم أي قرار يتخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حيال الحكومة، كما أن بعض أفرقائها سيوكل الامر اليه نهائيا، علما منهم بضرورة دعم رئيس الجمهورية من قبل كل الجهات السياسية وذلك لان لبنان بحاجة الى رئيس توافقي وقوي.

وأشاد النائب فارس بمواقف الرئيس سليمان الوطنية في مساندة المقاومة والحفاظ على عقيدة الجيش في مواجهة اسرائيل، وحياديته حيال الداخل اللبناني، مشدداً على أن المهم الآن هو ان يعمد الرئيس على وضع بيانه في البرلمان موضع التنفيذ حيال الحكومة المقبلة والحالة السياسية في لبنان في المرحلة المقبلة.

 قباني: حديث الرئيس سليمان عن المحكمة الدولية "أثلج الصدور"

أكد وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني أن ما تحدّث به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن المحكمة الدولية، وضرورة كشف المجرمين ومتابعتها من قِبل الدولة "سيضع حدًّا للعبثيات السابقة" التي أدّت إلى اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، والعديد من رجال الفكر والثقافة والصحافة ورجال الدولة. ولفت  إلى أن هذا "الموقف أثلج الصدور ولاقى من قبل الجميع وخاصة النواب الذين حضروا الجلسة التصفيق الحار والارتياح والإشادة من قِبل اللبنانيين، ومن قبل كل من يهتم لكشف هذه الجريمة النكراء التي هزّت لبنان، وأحدثت زلزالاً في الوسط اللبناني والعربي".

أمين شري: لا تعليق على الردود على السيد نصرالله قبل تشكيل الحكومة

  رفض عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب أمين شري الرد على التعليقات التي انتشرت بعد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاثنين مكتفيا بالقول، "لا تعليق على التعليقات الآن". الصحيفة أشارت إلى أن نوابًا آخرين أكدوا أن لا ردود على الردود، إلا اذا جاءت من مستوى معين، والمقصود قادة الأكثرية وليس نوابها.

مصطفى علوش: بقاء السنيورة يعتبر "هزيمة" للمعارضة

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب مصطفى علوش أن بقاء رئيس الحكومة المستقيلة فؤاد السنيورة في منصبه يعد هزيمة للمعارضة. ولفت إلى أن بقاء السنيورة «يدل أيضاً على أن احتلال حزب الله لبيروت لم يؤدّ إلى تغيير المعادلة السياسيّة، بل رفع معنويّات جمهور المستقبل» على حد تعبيره. 

فتفت: استغرب اعتبار ترشيح السنيورة استفزازًا للمعارضة

 أكد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال أحمد فتف أن ترشيح رئيس حكومته فؤاد السنيورة حصل بإجماع فريق الموالاة، معتبرًا أن الأكثرية بنت موقفها على مواقف الرأي العام. واستغرب اعتبار تسمية السنيورة لرئاسة الحكومة استفزازًا للمعارضة.

مخزومي :يجب للمسارعة في إقامة حكومة الوحدة المتوافق عليها

استغرب رئيس حزب "الحوار الوطني" فؤاد مخزومي في بيان "عودة أجواء الاضطراب إلى الشوارع، خصوصا في بيروت ولغة التعبئة المذهبية وبث الإنقسام في ما بين اللبنانيين على الرغم من ان اتفاق الدوحة لم يجف حبره بعد ولم يستهل رئيس الجمهورية مهامه بعد ولم يباشر ممارسة صلاحياته، لافتا إلى ان اللبنانيين ارتضوا بصلح الدوحة على علاته من أجل أمنهم وأمانهم المأمول، في حين ان ما يحصل الآن سوف يودي بالبقية الباقية من الأمل باستقرار مديد".

وشكر "الجيش اللبناني على جهوده وتضحياته، متخوفا من أن يكون هنالك سباق بين مشروع الحرب الأهلية ومشروع تثبيت السلم الأهلي الذي عمل الرئيس العماد سليمان طوال الثلاث سنوات الماضية في قيادة الجيش على الحفاظ عليه وتكريسه، لافتا إلى ان الأحداث الأمنية المؤسفة خطيرة ومحبطة لجميع اللبنانيين، داعيا إلى المسارعة في إقامة حكومة الوحدة الوطنية المتوافق عليها من دون تقاعس أو تردد لأن البلاد لا تحتمل هذا الترف، واللبنانيون ينتظرون الفرج على كل المستويات، فكيف والخيبات تحيط بهم من كل الجهات".

 يوسف سعادة : ترشيح السنيورة محاولة للإنقلاب على اتفاق الدوحة

 رأى منسق الشؤون السياسية في تيار "المردة" يوسف سعادة في ترشيح الموالاة لرئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة المقبلة محاولة للإنقلاب على اتفاق الدوحة، مؤكدا أن المعارضة لن تمسي أحدا لرئاسة الحكومة لكي لا تسمح للموالاة باتخاذ من هذا الأمر ذريعة للإنقلاب على الإتفاق الذي يزعجها خصوصا في موضوع قانون الإنتخاب. و نوه بالجهود التي بذلها العماد ميشال عون لاسترداد حقوق المسيحيين الإنتخابية في مؤتمر الدوحة، مؤكدا أن التحالفات خلال انتخابات العام 2009 ستكون وفق تحالفات المعارضة.

الوزير طعمه: من غير اللائق تجاهل الدور السعودي والقطري في لبنان

أعرب وزير المهجرين نعمة طعمه عن شكره لدولة قطر وللجهد الكبير الذي قام به الامير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بحيث ادت هذه الجهود الى حل المعضلة اللبنانية، واكد طعمة ان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والقيادة السعودية قاموا بجهود مضنية داعمين المساعي التي قامت بها دولة قطر واللجنة العربية.

وقال الوزير طعمة: "من غير اللائق تجاهل الدور السعودي وما قدمته المملكة للبنان من دعم سياسي واقتصادي ومالي الى احتضانها اللبنانيين وبقائها على مسافة واحدة من جميع الافرقاء السياسيين في لبنان. وهذا الدور يمارسه السفير السعودي عبد العزيز خوجه عبر تواصله مع كل القيادات السياسية".

وختم الوزير طعمه:"ويبقى ان نقول لمن يتطاول على المملكة بان علاقتها مع قطر على أحسن ما يرام وانها باقية الى جانب لبنان، وأصوات النشاز هنا وهناك، لن تؤثر على دورها وعطاءاتها، فشكرا لقطر والسعودية وكل الاخوة الخليجيين والعرب ولكل من وقف الى جانب لبنان". 

انطوان نصرالله :هناك الكثير من علامات الاستفهام على السنيورة    

رأى القيادي في "التيار الوطني الحر" انطوان نصر الله ان فؤاد السنيورة كان رئيسا لحكومة قوى "14 أذار" فقط وليس للوطن ككل. و لفت الى ان النائب ميشال المر حرّ بتسمية المرشح الذي يريد، وان التيار "الوطني الحر" لن يضع "فيتو" على أحد لكنه أشار الى العديد من علامات الاستفهام على السنيورة. واوضح انه اذا انتخب مجددا وكان رئيس حكومة لبنان كاملا فالجميع معه، أما اذا كان يمثل فريقا دون غيره، فسيكون لهم تصرفا آخر.

مسعود الأشقر: نقدر ونحترم دور العماد عون في استعادة حقوق المسيحيين

تمنى "الاتحاد من أجل لبنان" "الالتزام التام باتفاق الدوحة لأن الالتزام به بصدق يشكل مدخلاً لاعادة التوازن الوطني، وبالتالي إعادة لبنان إلى دوره الريادي خصوصاً بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بشبه اجماع وطني". وتوجه الاتحاد بعد اجتماعه الأسبوعي في مقره برئاسة أمينه العام مسعود الأشقر إلى الرئيس ميشال سليمان بالتهنئة مع التنمني بأن يوفقه الله ليعبر بسفينة الوطن إلى مرفأ الامان، تماماً كما عبر بسفينة الجيش اللبناني في بحر من العواصف السياسية التي عصفت بالوطن، ويؤكد ان الامانة باتت في أيدي الامين الوفي".

كما وقف الاتحاد باحترام وتقدير "امام الدور الكبير الذي قام به رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في الدوحة لاستعادة حقوق المسيحيين بما اعاد التوازن إلى مكونات الوطن، واعاد الجمهورية لكل ابناء الوطن، ويضم الاتحاد جهوده إلى جهود العماد عون في سبيل لبنان المتوازن، السيد، الحر، والمستقل". كما تمنى الاتحاد "لو وقف مسيحيو الموالاة على الحياد أقله في معركة استعادة دور المسيحيين، بدلاً من تموضعهم وتمترسهم خلف من صادر حقوقهم طويلاً". وأعرب عن أمله بأن يقوم رئيس المجلس نبيه بري بالتعجيل بأقرار قانون الانتخاب المتفق عليه في الدوحة علّ الصدمة الايجابية تساهم اكثر في تحسين الوضع السياسي العام، بما يخدم الاقتصاد الوطني ويؤدي إلى تخفيف الاعباء الاجتماعية عن كاهل المواطنين".

أبي رميا: السنيورة يمثل صفحة من التاريخ الاسود في لبنان

 رأى مسؤول العلاقات الدبلوماسية في التيار "الوطني الحر" سيمون أبي رميا ان تسمية رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مجددا ليس خير مؤشر لقراءته للامور لانه يمثل صفحة من التاريخ الاسود في لبنان. و تمنى لو ان نفس التسوية التي سادت في الدوحة تكمل عبر قانون الانتخاب، وأسف لان تسمية السنيورة من قبل قوى الموالاة تكملة لمسار التشنج على المسار السياسي. وسأل أبي رميا الموالاة عن مفهومهم للسيادة والاستقلال حينما يتبلغون من السعودية مرشح الحكومة.

ميقاتي:اتمنى الا نغرق في التسميات والتفاصيل وأن ننطلق بنوايا طيبة

أعلن نجيب ميقاتي انه من حق كل فريق أن يسمي مْن يراه مناسبا لترؤس الحكومة، وهذا الامر ديمقراطي وبسيط من حيث الشكل، لكن من حيث المضمون والعمق فإن الامر أساسي. وأردف "نحن أمام مرحلة جديدة لا تكون فقط بوقف إطلاق النار أو نسيان ما حصل في الفترة السابقة، بل تكون تأسيسية إذا استخلصنا العبر من الماضي البعيد والقريب، وأدركنا أنه في لبنان، لا يمكن لأي حكومة أن تنجح اذا استمر شعور الغالب والمغلوب. وشدد على ان لبنان لا يحكم إلا بالتوافق وبالمشاركة الحقيقية والكاملة لجميع اللبنانيين، وتمنى "الا نغرق في التسميات والتفاصيل وأن ننطلق جميعا بقلب مفتوح ونوايا طيبة في سبيل تحقيق هدف واحد هو الحفاظ على وحدة هذا الوطن وإنماؤه". ولفت الى انه "حتى الان هناك بعض المؤشرات غير الايجابية، لكنه آمل أن نتجاوز هذه المرحلة لاننا أمام مرحلة جديدة بدأت بمؤتمر الدوحة، وهو شكل محطة مهمة جدا، وصولا الى انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان". ورأى انه "يجب أن نستفيد من الزخم الذي حققه هذا الانتخاب وأن نبادر جميعا الى انقاذ هذا الوطن".

 

مقتل أربعة أقباط بالرصاص في القاهرة

الأربعاء 28 مايو - أ. ف. ب.

 القاهرة: اقتحم مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية محلا للمجوهرات في القاهرة الاربعاء وقتلوا اربعة اقباط باعيرة نارية من بينهم صاحب المحل ثم لاذا بالفرار، على ما قال مصدر امني. واوضح المصدر ان "مجهولين يستقلان دراجة بخارية اقتحما محل كليوباترا للمجوهرات في حي الزيتون (شمال شرق) في القاهرة قرابة الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي (9:30 تغ) وقتلوا صاحب المحل مكرم عازر جميل وثلاثة من العاملين في المحل وجميعهم اقباط ثم لاذا بالفرار فورا".

 واكد المصدر ان المهاجمين لم يسرقا محتويات المحل ولم تعرف دوافعهما بعد.

 

 تلازم المسارين بين مزارع شبعا وكورنيش المزرعة 

الأربعاء 28 مايو -الرأي العام الكويتية

 علي الرز

لم تنقض 24 ساعة على كلام الرئيس اللبناني ميشال سليمان بأن «البندقية ستكون فقط في مواجهة العدو ولن نسمح ان تكون لها وجهة أخرى»، حتى انتشرت البندقية ومعها ابنة عمها القاذفة «بي سفن» في كورنيش المزرعة في بيروت لمواجهة خطاب قسم جاء «طموحا» في ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية رغم محاولات صاحب الخطاب تعمد «التواضع» في هذه النقطة الى اقصى الحدود.

الهدف الاول من هذه المبالغة في الانتشار المسلح والاعتداء على المدنيين هو لجم «الطموح» وابقاؤه في حدود الخيار واعلاء شأن «التواضع» الى مستوى القرار. فدخول بيروت المسلح ليس كمثل الخروج منها بضمانة رئيس توافقي جهد وتعب كي يعكس فرضية لا غالب ولا مغلوب. هناك فريق يعتبر نفسه غالبا بكل المقاييس ومستعد للمضي في «نصره» الى حدود انهيار الدولة اللبنانية ما دامت هذه الدولة «غير عادلة وغير قادرة وغير حامية لظهر المقاومة». فريق يعتبر نفسه السلطة فعليا أما الدولة فسلطتها «اكسسوار» مكمل له يمكنها، من وجهة نظره، بناء سياسة عامة متناغمة مع سلطته.

هذا «الانتصار» عبرت عنه المعارضة بكل اطيافها. بعمودها الفقري المتمثل في «حزب الله» والاطراف الاخرى المكونة لجسدها. بعضهم «منن» اللبنانيين بأنه لم يتسلم السلطة رغم ان كل المقاومات المنتصرة تفعل ذلك. بعضهم فصل بروتوكولات ومخارج دستورية وقانونية على قياس الامر الواقع. بعضهم اعتبر انه الزعيم الاكبر في طائفته وان هذا الموقع يسمح له بأن يكون اقوى في المعادلة السياسية من رئيس الجمهورية والزعيم الروحي للطائفة. بعضهم اعتبر انه صاحب حق في الحكومة المقبلة رغم ان التمثيل الشعبي اسقطه. بعضهم صار يطلق النار شرقا وغربا على الدول العربية التي احتضنت لبنان في عز ازماته واستقبلت اللبنانيين وامنت لهم الاقامة المستقرة والحياة الكريمة. بعضهم يمهد يوميا لقيام دولة اخرى تستمد قوانينها من تعهدات الزعيم و«حكمته» وضمانات القائد وتتوزع سلطاتها على الممثلين الملتزمين «الخط العروبي الاسلامي المقاوم الممانع». بعضهم يعتبر القرارات الدولية والتعهدات الاممية مثل حذائه... وفي ظل ذلك كله يأتي من يواجه بسلاح انه «ام الصبي»، وبأن مشروع اجتياح بيروت لن يصرف في المعادلة السياسية، وبأن المظلة العربية – الدولية تضمن الاتفاق والحوار، ثم  يأتي ايضا خطاب القسم ليقول إن «البندقية ستكون فقط في مواجهة العدو ولن نسمح ان تكون لها وجهة أخرى».

قبل اجتياح بيروت واتفاق الدوحة، كان الزعيم الموالي او المعارض يخطب فتطلق النار في الهواء. بعد احتفالية الانتخاب وقبل ان يجف حبر التواقيع حصلت مبالغة في اطلاق النار والظهور المسلح  في كورنيش المزرعة بينما يفرض ان يحصل العكس. اصيب 20 لبنانيا بجروح متفرقة بعضها من الرصاص الطائش وبعضها الآخر من الاعتداء الجسدي. الرسالة واضحة لمن يريد ان يفهم: السلاح «الملتزم» لتحرير شبعا واطلاق الاسرى لا تقترب منه ولا تتحدث عنه والا فسيأتيك السلاح «المنفلت» لتحرير بيروت... واسر العاصمة. الاستراتيجية الدفاعية ابقوها خارج رؤوسكم والا فستبحثون فيها والمسدس مصوب على رؤوسكم. مشروع المقاومة اكبر من قدرات الدولة ومرتبط بمنظومة اقليمية شديدة التعقيد والحساسيات وما عليك كي تتهادن معه إلا ان تكون علاقاتك، كدولة، ممتازة مع هذه المنظومة الاقليمية في اطار المسار والمصير. والاهم ان نظرية «لا غالب ولا مغلوب» تنفع لتطييب الخواطر في السياسة ولا ضرورة لأن نصدقها.

ومع ذلك فحسابات اهل السلاح بحاجة سريعة الى اعادة نظر، لان ما حصل في كورنيش المزرعة هو استمرار للنشوة بانتصار السلاح على اهله. تكملة لتحويل المقاومة الى ميليشيا وعلى يد اهل المقاومة. تتمة للسياسة الشبيهة بالرصاص الطائش حيث استعراض القوة يؤذي صاحبه على المدى الطويل والرصاصة المرتدة لا تميز بين هوية سياسية واخرى.

 ما حصل عملية قهر ضد مواطن اعزل يعرف انه يدفع ثمن الالتزام بمشروع الدولة وثمن العجز السياسي والاخلاقي والحضاري والعملي عن الالتحاق بمشروع آخر... بل يعرف ان من بين اهداف ما حصل ويحصل دفعه الى تمني عودة نظام الوصاية – اي وصاية – ما دامت غطرسة الشريك بلا حدود.

انتصار اللبنانيين في اتفاق الدوحة تمثل في انه نقل المشاكل من الشارع الى المؤسسات، وخطاب المعارضة اللبنانية (اللفظي والمسلح) ما زال راغبا في نقل المؤسسات الى الشارع... وحتى تستقيم اتفاقية الهدنة الداخلية ستبقى مزارع شبعا مرتبطة بكورنيش المزرعة في وحدة مسار ومصير، لان تلازم المسارين في هذا الاطار ضرورة لتذكير من يجب تذكيره بأن «التواضع» اجدى من «الطموح».

 

القضاء على نظرية الفراغ السورية... في لبنان

الأربعاء 28 مايو -الرأي العام الكويتية

خيرالله خيرالله

إنه رئيس لكل لبنان. رئيس يقضي على نظرية الفراغ التي حاول النظام السوري تكريسها من منطلق أن اللبنانيين غير قادرين حتى على انتخاب رئيس للجمهورية في غياب الوصاية السورية. كان انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في لبنان بمثابة تأكيد للفكرة القائلة ان هناك حياة للبنان بعد خروجه من تحت نظام الوصاية. كان خطاب ميشال سليمان في جلسة أداء القسم خطابا متزناً وموزوناً ومتوازناً. كان خطاباً يليق برئيس للجمهورية من المدرسة اللبنانية التقليدية، أي من مدرسة فؤاد شهاب الذي كان يسأل دائماً: ماذا يقول الكتاب؟ والكتاب بالنسبة إلى فؤاد شهاب كان الدستور ولا شيء آخر غير الدستور الذي يتوجب على رئيس الجمهورية احترامه.

لدى قراءة خطاب القسم لميشال سليمان، يجد اللبناني نفسه أمام رئيس يسعى إلى أن يكون عهده عهد الوفاق والسلم الأهلي والازدهار الاقتصادي والتفكير بعودة اللبنانيين إلى لبنان بدلاً من التفكير في إيجاد وسيلة للخروج منه. كان خطاباً واقعياً بامتياز بعيداً عن أي نوع من العنتريات والمزايدات ميزت خطاب القسم لسلفه في العام 1998. وقد تبين لاحقاً أن ذلك الخطاب المشؤوم الذي ينضح بالحقد على النجاح والناجحين الذي كُتب لإميل لحود، لم يكن سوى الخطوة الأولى على طريق التخلص من باني لبنان الحديث الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

تحدث رئيس الجمهورية الجديد الذي أظهر بالفعل أنه رئيس توافقي، يستحق اللقب عن جدارة، عن كل ما يهم اللبنانيين. تحدث عن الاقتصاد، عن السياسة، عن إعطاء الجنسية للمغتربين، عن الخطاب التخويني المتبادل بين اللبنانيين والذي لا بد من وضع حدّ له. وتحدث خصوصاً عن المحكمة الدولية وعن تمسك لبنان بها وتمسكه أيضاً بقرارات الشرعية الدولية التي ساعدت في عودة الجيش إلى الجنوب بعد غياب طويل عنه. وهو أمر كان يجب أن يحصل منذ فترة طويلة لولا إصرار المحور الإيراني ـ السوري على استخدام لبنان «ساحة» والتضحية بأهل الجنوب من أجل وحدة المسارين السوري واللبناني. أين وحدة المسارين بعدما تبيّن أن النظام السوري يبحث عن وسيط مع إسرائيل وأنه دخل معها، عبر تركيا، في مفاوضات جدية من أجل استعادة الجولان ظاهراً وإعادة إطلاق يده في لبنان حقيقة... بالتفاهم مع إيران طبعاً؟

كان رئيس الجمهورية الجديد في غاية الحكمة عندما تطرق في خطابه إلى العلاقات مع سورية. كان يتكلم بلسان كل لبناني يمتلك حداً أدنى من الوعي بالنسبة إلى ضرورة أن تكون هناك علاقات طيبة وحتى متميزة بين لبنان وسورية. لا مفر من علاقات أكثر من جيدة بين البلدين نظراً إلى أن ذلك قدر لبنان وسورية وقدر اللبنانيين والسوريين. ليس هناك لبناني يقف ضد سورية. لا وجود لمصلحة لبنانية في إضعاف سورية، لكن ذلك لا يمنع من الدعوة إلى إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين المستقلين. ليس ما يدعو وزير الخارجية السورية السيد وليد المعلم إلى الظهور في المظهر الذي ظهر به عندما سمع الرئيس اللبناني الجديد يذكر عبارة العلاقات الديبلوماسية. كان عليه أن يصفق، ولو ببرودة، على غرار ما فعله وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الذي كان إلى جانبه... أوليس التصفيق ببرودة ذروة الامتعاض من عبارة ما! ما العيب في العلاقات الديبلوماسية بين سورية ولبنان؟ أليس ذلك في خدمة البلدين والشعبين، أم أن المعلّم يصدق تلك الكذبة الكبرى التي تقول إن هناك شعباً واحداً في بلدين هما لبنان وسورية. في الإمكان أن يصير ذلك صحيحاً، عندما يصبح الوضع في سورية طبيعياً وسليماً، أي أن يكون هناك نظام ديموقراطي في سورية، نظام لا يؤمن بأن الابتزاز هو الوسيلة الوحيدة للتعاطي مع العرب والعالم... نظام يعيد أفضل السوريين إلى سورية. عندئذ لن يعود هناك ما يحول دون أن يكون هناك شعب واحد في بلد واحد أو في بلدين. في النهاية، تكمن المشكلة في أن هناك نظاماً سورياً يعتقد أن لبنان «ساحة» وهو لا يدرك أن سورية نفسها صارت «ساحة» للنظام الإيراني.

قال الرئيس ميشال سليمان في خطاب القسم كل ما كان لا بد من قوله. لم ينس شيئاً، ولم ينس خصوصاً سلاح «حزب الله». سعى بكل بساطة إلى معالجة هذه المسألة الشائكة بالطريقة التي لا بد من أن تعالج في إطارها... أي الاستراتيجية الدفاعية لدولة اسمها لبنان. كان اتفاق الدوحة واضحاً في هذا المجال عندما تحدث عن ضرورة حصر السلاح بمؤسسات الدولة اللبنانية. لقد وافق «حزب الله» على هذه المعادلة بعدما اكتشف أنه ليس قادراً على احتلال بيروت وأخضاعها. عفواً، اكتشف الحزب أن لديه ميليشيا قادرة على احتلال بيروت إلا أن حظه لن يكون أفضل من حظ آرييل شارون عندما فعل ذلك في العام 1982. واكتشف أن الجبل الدرزي ـ المسيحي، الدرزي خصوصاً، ليس لقمة سائغة. هل أدت «غزوة بيروت» إلى أكثر من الحصول على «الثلث المعطل»؟ ما الذي يريد «حزب الله» تعطيله؟ هل يريد تعطيل الاقتصاد اللبناني عن طريق احتلال وسط بيروت مجددا؟

يضحك رفيق الحريري من عليائه. ثبت أن لبنان لا يُقهر. كان لبنان بالنسبة إلى رفيق الحريري فعل إيمان أكثر من أي شيء آخر. كان مهووساً بلبنان. وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي رعى اتفاق الدوحة، الذي أوصل اللبنانيين إلى مرحلة يتمنون فيها الانتقال من الهدنة إلى السلام، في غاية الشجاعة والجرأة عندما قال إن لبنان تغلب على الفتنة وألا حاجة إلى صيغة غالب ومغلوب مادام لبنان انتصر. لكن أهم ما قاله أمير دولة قطر كان أنه جاء قبل عامين إلى بيروت للاحتفال بانتصار «المقاومة» في المواجهة مع إسرائيل صيف العام 2006. الآن في السنة 2008، يتحدث الشيخ حمد عن «الحكمة». قبل عامين كانت هناك «المقاومة». وإلى من يريد أن يتذكّر ما قاله أمير دولة قطر في العام 2006، لا بد من العودة إلى خطابه الذي ألقاه في بيروت بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي أشار فيه إلى أن المخرج يكمن في السلام الشامل على الصعيد الإقليمي. الآن هناك «الحكمة». الحكمة تأتي قبل شجاعة الشجعان، ولذلك دعا ميشال سليمان في خطاب القسم إلى معالجة قضية سلاح «حزب الله» في إطار الاستراتيجية الدفاعية. إنها دعوة إلى إنقاذ «حزب الله» من «حزب الله»، أي إلى اعتماد الحزب التواضع والاقتناع بأن لبنان هو الخيار الوحيد للبنانيين بغض النظر عن الطائفة والمذهب والمنطقة. هل يمتلك «حزب الله» حرية قراره ليصير لبنانياً؟ متى حصل ذلك، يكون أدى أكبر خدمة لعهد جديد في لبنان يسعى إلى الوفاق والسلم الأهلي والازدهار أولاً. إنه عهد لا مكان فيه لشعار لا غالب ولا مغلوب، كما يقول أمير قطر بمقدار ما أنه عهد انتصار لبنان على الفتنة. هل ينتصر؟

 

لبنان: صورتان ومشروعان

الأربعاء 28 مايو -الحياة اللندنية

 عبدالله اسكندر

صورتان قدمتهما بيروت، نيابة عن لبنان، مساء الاثنين الماضي. جمهور غفير تجمع في وسط العاصمة ليحتفل، غناء ورقصاً، ببدء تنفيذ اتفاق الدوحة مع انتخاب الرئيس ميشال سليمان، أملاً بعودة السلم الأهلي واستعادة المؤسسات لدورها. جمهور غفير آخر احتشد في الضاحية الجنوبية للعاصمة ليحتفل، تعبئة واناشيد حماسية قتالية، بذكرى التحرير، فانتهى إلى اشكال أمني سقط فيه جرحى في منطقة كورنيش المزرعة، خط التماس في أحداث السابع من الشهر.

صورتان متعارضتان كلياً.

ثمة من يأمل بأن يكون انتخاب الرئيس، بعد أزمة بدت مستعصية هددت بتوسيع الاقتتال الأهلي، خطوة تأسيسية لمرحلة السلم ونقل الخلاف إلى المؤسسات، ونبذ كل اشكال العنف والسلاح في الحياة السياسية الداخلية. إذ ان هذه المرحلة لا تستجيب فقط لمقتضيات الحياة الطبيعية والدستورية والسعي الى إعادة بناء الدولة، وانما هي ايضاً التزام مباشر وممهور بتواقيع جميع الاطراف اللبنانيين في اتفاق الدوحة.

وثمة من يعتبر ان المرحلة المقبلة ينبغي ان تتأسس على ما حققه السلاح، ليس في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وحسب، وانما ايضاً في الوضع الداخلي.

وبين خطاب القسم للرئيس سليمان الأحد وخطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير الإثنين، تتعمق صورة التعارض بين الصورتين والمرحلتين. صحيح ان كلام المناسبات كان متقارباً، خصوصاً لجهة تسهيل تنفيذ اتفاق الدوحة، وضرورة التزام العمل السياسي السلمي وحيادية السلاح في الخلافات الداخلية، سواء كان في يدي «حزب الله» او القوات المسلحة اللبنانية.

لكن التقارب يتحول تباعداً لدى التدقيق في معاني الحياد واستخدام السلاح. الرئيس يقدر تقديرا عالياً ما فعلته المقاومة في مواجهة الاحتلال ودورها في التحرير. وفي الوقت نفسه يعي ان مستجدات ما بعد حرب تموز، خصوصاً تنفيذ القرار الدولي 1701 ونشر الجيش في الجنوب وقوات دولية معززة، تعيد إلى الدولة حصراً التعامل مع ملف المواجهة مع اسرائيل وأطماعها. ولذلك اعتبر ان الاستراتيجية الدفاعية الجديدة للدولة اللبنانية ينبغي ان تستفيد من طاقات كل القوى الموجودة، بما فيها المقاومة. أي ان الحوار الذي سيرعاه يهدف الى درس سبل استيعاب سلاح «حزب الله» في استراتيجية الدولة. وما الاشارة، في خطاب القسم، إلى دور الجيش في أحداث السابع من أيار (مايو) إلا للتأكيد بأن الحياد، في مواجهة اقتتال أهلي، فرضته طبيعة المواجهة وظروفها والتركيبة الهشة للدولة. فدور القوات المسلحة ووظيفتها هما منع مثل هذه المواجهة، ولو بالقوة.

اما بالنسبة الى نصرالله فاذا كان ثمة من بحث لبناني في قضية السلاح، فينبغي ان يكون في اطار استراتيجية المقاومة وليس استراتيجية الدفاع الوطني. أي ان نصرالله يدعو إلى إلحاق الدولة بالمقاومة، سياسة وسلاحاً، في افضل الاحوال. واذا تعذر هذا الهدف، بفعل الاختلاف الكبير بين اللبنانيين على هذه المسألة، فان المقاومة ينبغي ان تبقى وحدة قائمة بذاتها تتجاور وتتوازى مع القوات المسلحة، في اسوأ الاحوال. وأورد نصرالله امثلة كثيرة على نجاح المقاومة في تنفيذ اهداف، عبر العمل المسلح، من دحر للاحتلال وإفشال المخططات الاميركية واستعادة اسرى، فيما فشلت المفاوضات الديبلوماسية في اي من هذه الأغراض. وتالياً، وجُب على الدولة ان تندمج في هذا النهج لتصبح الدولة دولة المقاومة. ولا يعود الكلام عن السلطة والطموح إليها والاستئثار بها او عن المشاركة مهماً، ما دام الجميع، دولة وجماعات، منخرطين في مشروع هذه الدولة المكرسة لخدمة المقاومة.

هكذا نكون أمام صورتين مختلفتين للبنان المستقبل، وأمام سعي لتأسيس مرحلتين تتعارضان في الأسس والأهداف. والفترة القريبة المقبلة، في ظل حكومة وحدة وطنية والإعداد للانتخابات النيابية في الربيع المقبل، هي فترة العمل لتكريس إحدى الصورتين وأحد المشروعين.

 

اتفاق الدوحة: رأس جليد يطفو على السطح
الثلائاء 27 مايو -الاتحاد الاماراتية

 خالد الدخيل

ربما كان اتفاق الدوحة مفاجئاً. لكن الأكثر مفاجأة هو الإجماع الإقليمي والدولي حوله، إجماع عبر عن نفسه في جلسة انتخاب الرئيس ميشال سليمان الأحد الماضي في العاصمة اللبنانية. لم تكن جلسة الانتخاب احتفالية لبنانية. كانت احتفالية عربية ودولية أيضاً. وزراء خارجية كثير من الدول العربية، وبعض الدول الأوروبية، وممثلون عن الاتحاد الأوروبي، والكونجرس الأميركي، وأمير قطر، كل هؤلاء وغيرهم كثيرون حضرو جلسة الانتخاب وخطاب القسم. هذا مؤشر واضح على أن الاتفاق يحظى بغطاء إقليمي ودولي. المفاجئ في الاتفاق ذاته هو موافقة الأكثرية على مطالب المعارضة التي كانت ترفضها في بيروت: السلة المتكاملة، والثلث المعطل، والاتفاق على الحكومة قبل انتخاب الرئيس. قد لايكون في الأمر مفاجأة: فلم يعد هناك من قرارات مهمة تستدعي استخدام الثلث المعطل، ثم إن عمر الحكومة المنتظرة سيكون أقل من سنة حتى الانتخابات البرلمانية القادمة.

هناك مفاجأة أخرى تزامنت مع الاتفاق، وهي الإعلان عن تحقيق المفاوضات السورية- الإسرائيلية غير المباشرة تقدما يفرض مواصلتها. هل اجتياح "حزب الله" لبيروت هو الذي دفع الأكثرية إلى قبول ما كانت ترفضه؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما علاقة الاجتياح بالغطاء الدولي، واستئناف المفاوضات السورية- الإسرائيلية؟ هل كان الاجتياح محاولة من "حزب الله"، لتحسين تموضعه أمام توافق دولي لا يملك مقاومته أم أنه لتحصين موقعه أمام احتمالات المفاوضات السورية -الإسرائيلية؟ هل كان كلا الأمرين معاً؟ تقول الأحداث أشياء كثيرة عن اتفاق الدوحة وملابساته، ولا يقول الاتفاق إلا شيئاً واحداً عن لبنان.

سياق الأحداث حتى الآن يوحي بعلاقة ما بين العناصر الأربعة: تحرك "حزب الله" العسكري على الأرض، وتنازلات الأكثرية، والغطاء الإقليمي والدولي، والمفاوضات السورية- الإسرائيلية. الرابط الزمني هنا واضح. لكن الروابط الأهم بقيت غير واضحة. أبرز الروابط الأخرى هو المحكمة الدولية بالنسبة لسوريا و"حزب الله"، والملف النووي الإيراني بالنسبة لأميركا وإسرائيل.

فيما يتعلق بلبنان، يبدو أن سوريا استوعبت أن علاقتها مع جارها لا يمكن أن تعود إلى حالة الاستتباع والوصاية التي كانت عليها من قبل. تدرك دمشق حالياً ضرورة التأقلم مع الواقع الجديد، مع ضرورة تحجيم خسائرها. من ناحيته يبدو "حزب الله" مرشحا لأن يكون الخاسر الأكبر من التغيرات التي يؤشر إليها تطور الأحداث. السؤال الذي ينتظر إجابة: هل التحرك العسكري للحزب قبل حوار الدوحة هو الذي فرض التوافق الإقليمي والدولي لتفادي فوضى أمنية في لبنان أم أن بوادر التوافق هي التي دفعت الحزب للتحرك تحسباً من أنه سيكون الخاسر الأكبر أمامها؟ مسار المفاوضات السورية- الإسرائيلية حتى الآن لا يصب في مصلحة الحزب وحليفته إيران. بل إنه مسار يعيد خلط الأوراق. هدف إسرائيل من المفاوضات واضح: التغطية على مماطلتها في التوصل إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية، والأهم من ذلك إغراء سوريا لفك تحالفها مع إيران، ووقف دعمها لحزب الله وحماس. هل توافق سوريا على ذلك؟ ما تريده سوريا من المفاوضات واضح أيضاً: استعادة الجولان، وفك عزلتها الإقليمية باستعادة علاقتها مع الرياض، وعزلتها الدولية باستعادة علاقتها مع واشنطن. كل ذلك أو بالترافق معه يفرض من وجهة نظر دمشق تفاهما حول المحكمة الدولية. هنا تأتي أحداث أخرى لتفرض نفسها كجزء من المشهد. اغتيال أهم قائد عسكري لـ"حزب الله" في دمشق، وبقاء الأمر غامضاً لما يقرب من الشهرين حتى الآن. تساءل البعض: من الذي نفذ الاغتيال؟ ولماذا؟ حدوثه في قلب دمشق وفي حي المخابرات يوحي باختراق أمني كبير. لكن صمت دمشق، واستئناف مفاوضاتها مع تل أبيب وضع بالنسبة للبعض شيئا من الظلال على هذه الفكرة. من يطالبون برأس مغنية كثر، أبرزهم أميركيون وإسرائيليون، وبالتالي من الممكن أن دمه قد يضيع بين أصحاب المصلحة في تغييبه عن المشهد. لماذا كان يجب أن يغيب عن المشهد في هذا التوقيت؟ هل يتقاطع اغتياله مع الأحداث الجارية؟ وكيف؟ تأتي بعد ذلك الضربة العسكرية الإسرائيلية لما قيل حينها بأنه موقع نووي في شمال سوريا. اللافت هنا ليس أن سوريا لم ترد على الضربة، بل تبني القيادة السورية، وتحديداً الرئيس بشار الأسد، لغة التهدئة مع إسرائيل وتجنب التصعيد معها. في الوقت نفسه تصر سوريا بشكل مستمر على ضرورة الدور الأميركي لمفاوضاتها مع الإسرائيليين. هل من علاقة لذلك بالتطورات التي انتهت باتفاق الدوحة؟ على الجانب الآخر هناك ما يحدث في العراق، وتحديداً تصفية القدرات العسكرية لمقتدى الصدر هناك. اتفاق الدوحة يؤشر من بعيد إلى أنه من الأفضل للبنان أن يسير نحو الهدف نفسه، لكن مع مراعاة اختلاف الظروف. تخلي "حزب الله" عن سلاحه للدولة اللبنانية هدف منتظر، ومتروك لحسن تقدير قيادة الحزب.

خطاب القسم للرئيس ميشال سليمان بدا متناغما تماما مع وجهة الاتفاق هذه. لكن خطاب حسن نصرالله في اليوم التالي يعكس توجساً خفياً من هذا التوجه. "حزب الله" يريد الانتقام من إسرائيل لعماد مغنية، وسوريا تريد مفاوضات سلام مع إسرائيل. عندما تأخذ المؤشرات السابقة كلها تشعر بأن اتفاق الدوحة علامة واحدة على تغيرات تنتظر المنطقة.

نأتي إلى ما يقوله اتفاق الدوحة عن لبنان. كل الوثائق تقريباً التي حكمت أو تحكم لبنان الحديث صنعت خارج لبنان! أول دستور لبناني تمت صياغته تحت الانتداب الفرنسي عام 1926. اتفاقية القاهرة لتنظيم العلاقة بين الدولة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية حينها وضعت في العاصمة المصرية، وبرعاية من عبدالناصر عام 1969. اتفاق الطائف الذي وضع أسس أهم تعديلات حصلت للدستور اللبناني تم التوصل إليه في المصيف السعودي، برعاية سعودية سورية عام 1989. وأخيراً، حتى الآن على الأقل، اتفاق الدوحة. الدستور الأول جاء ليمهد للاستقلال. اتفاقية القاهرة جاءت بعد صدام المقاومة مع الدولة اللبنانية. وثيقة الطائف جاءت بعد حرب أهلية مدمرة، واتفاق الدوحة جاء بعد اجتياح حزب الله لبيروت في إطار أزمة سياسية تعتمل لأكثر من ثلاث سنوات.

كيف حصل أن بلد الثقافة، والمسرح، والإعلام "الحر"، وبلد "الديمقراطية"، والفن والجمال عاجز حتى الآن عن أن يكتب وثيقة حياته السياسية داخل لبنان أولاً، وبأيد لبنانية ثانياً، ومن دون تدخل خارجي ثالثاً؟ الغريب أن اللبنانيين قبل غيرهم يعرفون الإجابة، ويعرفون أنها تكمن في الدولة اللبنانية، وتحديداً في غياب أو تغييب هذه الدولة: نفوذ الطوائف على الدولة، والنفوذ الخارجي الذي يتسرب من خلال الطوائف. لا تسمح الثقافة السياسية للطوائف بظهور قائد ورجل دولة، أو حركة سياسية تقود المجتمع والدولة معا خارج هذا المأزق. خلال أكثر من ستين سنة منذ الاستقلال من الأزمات، والحروب، والاغتيالات، والانتكاسات الأمنية، لم يبرز خيار سياسي مختلف يتجاوز ما أصبح بالفعل حالة لبنانية مستعصية. كل حركة، وكل حزب تفرزه الثقافة السياسية اللبنانية هو في الأخير مولود طبيعي لنظام الطوائف.

لبنان جزء من منطقة الشام. وقد تعرضت هذه المنطقة ولما يقرب من ألفي سنة لحروب، وغزوات، وحضارات، وثقافات من جميع أنحاء العالم. آخرها الاستيطان الصهيوني في فلسطين. تبدو المنطقة مكشوفة منذ قرون لتدخلات وتداخلات ثقافية، وحضارية، وسياسية لا تتوقف. ومع ذلك بقي لبنان، حسب الكاتب اللبناني كمال الصليبي، وفيا لإعادة إنتاج الترابط التاريخي الوثيق بين الطائفة الدينية والقبيلة. ربما لهذا السبب لا يزال هاجس الأجنبي، وتآمر الأجنبي مسيطراً على الثقافة السياسية للشام. المفارقة أنه مع هذا الهاجس المترسخ، إلا أن لبنان، وهو في قلب المنطقة وجسرها إلى العالم قبل حربه الأهلية الأخيرة، لا يستطيع تدبر أمره، وخاصة وقت الأزمات، إلا بتدخلات وضغوط الخارج، عربية وغير عربية.

بقي سؤال: هل ينجح اتفاق الدوحة؟ على المدى القصير تبدو الأمور مرتبة لنجاحه، خاصة لجهة استكمال تطبيق الطائف. على المدى البعيد قد ينتهي مثل غيره، مجرد تسوية فرضتها المرحلة. خروج لبنان من المأزق يتطلب أمرين: فرض سلطة الدولة وسيادتها على الجميع، وفي مقدمها السلاح، ونقل عملية انتخاب الرئيس من البرلمان إلى الشعب. البرلمان كناخب لرئيس الجمهورية فشل. حتى الآن أثبت البرلمان أنه بهذا الدور رافعة للطائفية، والثغرة الأسهل لتسلل التدخلات الخارجية في انتخاب الرئيس. إعادة هذا الحق للشعب اللبناني سيحل معضلة دستورية، وسياسية استعصت على الحل لأكثر من نصف قرن. وبقاء الوضع كما هو لا يخدم إلا التنظيمات الطائفية وحلفاءها في الخارج.

 

أضعف الإيمان - لا غالب إلا الله

داود الشريان- الحياة- 28/05/08//

كشف اتفاق الدوحة بين اللبنانيين أن الإعلام العربي مغيّب تماماً عن ما يجري في المنطقة. كان الإعلام يسير في اتجاه لا علاقة له من قريب أو بعيد بما حدث. الكل فوجئ بسرعة الحل، ولا احد في الإعلام العربي يعرف على وجه العموم كيف تم اتفاق الدوحة ولماذا. فالجميع كان ينتظر مأتما وإذا بنا أمام حفلة عرس. وحتماً ستكون المصيبة أخف وألطف، إذا اقتصر الأمر على جهل الصحافة بحقيقة ما تم. فجهلنا بما يجري في دهاليز السياسة العربية ليس جديداً، وقد اعتدنا دوما على معالجة هذه المشكلة باللجوء إلى الكتابة بالتمني. وسنكون سعداء للمرة الأولى بهذا الجهل التاريخي، إذا كان اتفاق الدوحة مجرد تكرار لمشكلتنا التقليدية في الحصول على المعلومات.

اتفاق الدوحة رفع شعار «لا غالب ولا مغلوب»، على لسان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وسكرنا نحن بهذا الشعار الذي أوقف العنف، وحرر بيروت من مظاهر الانقلاب المسلح. وتدخل مهرجان القبل بين المتخاصمين والتصريحات المتفائلة في الدوحة بتسويق هذا الشعار، فنسينا للمرة الأولى المثل الشعبي المصري «بكره نقعد على الحيط ونسمع الزيط» الذي كان وما زال النتيجة الحتمية لكل مصالحة عربية - عربية. و لم يطل غياب الزيط هذه المرة، فعاد السياسيون اللبنانيون على نحو ما إلى ترداد المواقف التي سبقت اتفاق الدوحة، بعد تبدل إسمي الفريقين من «معارضة» ومولاة، إلى غالب ومغلوب. لماذا اذا رفع هذا الشعار في الدوحة مع أن القائمين على الاتفاق يدركون الحقيقية التي عرفناها نحن لاحقاً؟

الأكيد أن شعار «لا غالب ولا مغلوب» هو عنوان الغموض الذي يلف هذا الاتفاق المفاجئ. ماذا يعني هذا الشعار؟ ما علاقته بما تم على الساحة السياسية اللبنانية؟ فعلى حد علمنا أن اتفاق الدوحة تم بين الإنس في لبنان وليس الجن، والنتيجة بين من هم على الأرض اللبنانية عكس ذلك. وإذا كان هذا الشعار لا يقصد به اللبنانيون بإنسهم وجنهم، فمن المقصود به إذا؟ ومن هي الأطراف التي توصلت إلى صيغة «لا غالب ولا مغلوب» على حساب بعض اللبنانيين؟ وما هي فائدة المغلوب في لبنان من وراء ذلك؟ يبدو هذه المرة أننا أمام غموض أكبر من طاقتنا على فهم الغموض. إنه اتفاق محير ومقلق في آن. ولا يسعنا أمام هذا الشعار الذي يحتمل التورية إلا التمسك بإيمان العجائز، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ولا غالب إلا الله

 

صيف لبنان الواعد

رندة تقي الدين  

الحياة- 28/05/08//

كم كان مفرحاً مشهد وسط بيروت أمس بعد رفع الاعتصام، والداخل الى مبنى صحيفة «الحياة» في شارع المعرض أو الخارج منه، يحس كيف أن وسط المدينة نهض فجأة من غيبوبة تسبب بها المعتصمون بخيمهم المعطّلة التي شلّت الحركة الاقتصادية في الوسط التجاري.

انتعش وسط العاصمة اللبنانية مع عودة الحركة إليه وإعادة فتح المطاعم والمقاهي والمحلات، وأصوات الأولاد يلعبون في ساحاته، وصوت هيفاء وهبي تحييه ليلاً مرتدية فستاناً عليه صورة الرئيس الجديد ميشال سليمان والعلم اللبناني... هذا المشهد يبعث الأمل بأن صيف لبنان سيكون واعداً، خصوصاً مع انتعاش فنادق لبنان بعودة الزوار العرب. وينتظر أن تعلن غداً رئيسة مهرجانات بيت الدين الدولية نورا جنبلاط برنامج عروض الصيف بعدما كان الأمر غير مؤكد بسبب الأحداث، والمهرجان مقصد السياح العرب والأجانب بسبب عروضه الدولية.

هذا كله يؤكد الامتنان الكبير لدولة قطر وأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس حكومته حمد بن جاسم ونائبه عبدالله بن حمد العطية، لمساهمتهم في شكل كبير وأحياناً وراء الكواليس، في التوفيق بين الفرقاء اللبنانيين الذين اجتمعوا في الدوحة.

والآن وبعد أن انتخب الرئيس ميشال سليمان الذي ألقى خطاب قسم متوازناً وواعداً ومطمئناً للبنانيين، فالمرجو من الفرقاء السياسيين في لبنان أن يتركوا بلدهم يعيش ويمتنعوا عن الشعارات الفضفاضة والخطابات الحماسية التي ملّها شعب يحتاج الى التعافي من محنته.

صحيح أن الجرح بعد الهجوم المسلح لـ «حزب الله» و «أمل» على أحياء بيروت عميق وآثاره خطيرة، فأهالي الأحياء السنيّة في العاصمة وأهالي الجبل لديهم شعور بالغضب والذل ينبغي أن يزال بسرعة، لأن خطره كبير، ومن يتجوّل ويتحدث مع سكان المناطق السنّية يدرك مدى الشرخ الذي حدث عندما استُخدم سلاح المقاومة باتجاههم. وعلى رغم توصيات القيادات السياسية بعدم الرد وعدم خوض معارك خاسرة لكل لبنان، فالمرارة في القلوب والانقسام كبير، على رغم أن الشعب واحد لأن هناك اختلاطاً كبيراً بين السنّة والشيعة حتى في العائلة نفسها. ومن يسمع المواطن في الطريق الجديدة، أحد أحياء بيروت، أو في الحمراء، يدرك أن المشكلة مستمرة مع وجود نقمة عميقة وغياب ثقة خطير، على رغم الحل السياسي على مستوى القيادات.

الأمل كبير في تنفيذ بنود اتفاق الدوحة، وأن يرعى الرئيس الجديد ميشال سليمان هذا التنفيذ. فقد تسنّى لـ «الحياة» الاستماع الى آراء سليمان في إدارة شؤون البلد منذ بضعة أشهر عندما كان مرشحاً توافقياً ينتظر اللبنانيون انتخابه. الأمل كبير في أن يتمكن الرئيس من تنفيذ ما قال في خطاب القسم الذي مثل مشروعاً مشجعاً للبنان، حتى أن أحد المواطنين اللبنانيين البعيدين من السياسة قال لدى سماعه الخطاب الرئاسي «لو نفذ الرئيس سليمان ربع مضمون خطاب القسم لأصبحنا بألف خير»، فمهمته صعبة والمشاكل ضخمة في لبنان، وأولها الوضع الاقتصادي المتدهور، لكن مساهمة الأشقاء العرب، وفي طليعتهم السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، كبيرة وواعدة لمساعدة لبنان. ففور إعلان اتفاق الدوحة عادت الاستثمارات العقارية العربية تنعش هذا القطاع الاقتصادي في لبنان، وجرت حماية القطاع المالي عبر سياسة حكيمة لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، ولا شك في أن الثقة الدولية والعربية بلبنان ستشجع على المزيد من تلقي رؤوس أموال عربية وتدفق أموال اللبنانيين من الخارج.

موجة التفاؤل التي واكبت وصول ميشال سليمان الى سدة الرئاسة ينبغي أن ترافقها رغبة سياسية حقيقية في تصحيح الوضع الاقتصادي الذي كان معطلاً، وتلقي الأموال التي التزمت تقديمها الدول المشاركة في باريس - 3، والتي تنتظر الإصلاحات الصعبة في لبنان لكي تنفذ التزاماتها.

أنظار اللبنانيين متجهة الآن نحو صيف واعد تتدفق فيه الاستثمارات، ونحو تشكيل حكومة تكرّس الرغبة في بناء دولة مستقلة سيدة، وأن يتمكن الرئيس سليمان، كما وعد في خطابه، من التوصل الى علاقات ديبلوماسية مع سورية تكون بداية حقيقية على طريق استقلال لبنان، علماً أن رئيس الجمهورية الجديد هو رئيس التوافق إقليمياً كما هو توافقي داخلياً

 

انتقادات نيابية لخطاب نصر الله ... وميقاتي يطلب توضيحاً حول الاستراتيجية

بيروت -  الحياة - - 28/05/08//

تفاوتت المواقف من خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في مناسبة عيد «المقاومة والتحرير» أول من أمس والذي تناول فيه مواضيع منها الاستراتيجية الدفاعية والسلاح والحرب. ورأى رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي رداً على سؤال بعد استقباله سفير روسيا سيرغي بوكين أن حديث نصر الله عن الاستراتيجية الدفاعية «يحتاج إلى توضيح أكثر»، وقال: «فهمت من كلام سماحته أن هذه الاستراتيجية معني بها «حزب الله» وحده، وإذا كان الأمر كذلك فإنني أتساءل أين دور الدولة اللبنانية والمؤسسات الدستورية؟»، معرباً عن اعتقاده أن نصر الله «يعي ذلك وسيتعاون مع الدولة اللبنانية لإيجاد الاستراتيجية الدفاعية الملائمة للوضع في لبنان». ورأى ميقاتي أن خطاب نصر الله «تضمن الكثير من النقاط الإيجابية على صعيد الرغبة في التعاون والمشاركة وإدراك ميزة لبنان وخصوصيته، وكان كعادته، واضحاً في مقاربته للمسائل المطروحة». وشدد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون، في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان»، على ضرورة «توضيح دور الدولة والجيش والقوى الأمنية من التنظيمات المسلحة، وقرار الحرب والسلم في البيان الوزاري»، لافتاً إلى أن «اتفاق الدوحة واضح في هذا المجال، كما القرار 1701 واتفاق الطائف والنقاط السبع»، وداعياً إلى «متابعة الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية والنقاط الأخرى برعاية رئيس الجمهورية ومشاركة الجامعة العربية، كما جاء في خطاب القسم الذي تلاه الرئيس العتيد». واعتبر فرعون أن «الموقف من هذه القضايا الأساسية يحتاج إلى أكثر من التعليق السريع عليها، من السيد حسن نصر الله أو من غيره، بل يحتاج إلى تطوير من خلال المؤسسات الدستورية والديموقراطية البرلمانية، والوفاق الوطني حولها»، مؤكداً أن «حزب الله شارك في صوغ هذه القرارات والاتفاقات»، ومعتبراً أن «خطاب نصر الله هو محاولة لوضع العصي في دواليب الحوار حول هذه البنود قبل بداية النقاش حولها، مع وجود محاولة جديدة لوضع خطوط حمر».

كما رأى أن «التفسير المسبق لدور الدولة من السلاح هو مناقض لمبدأ الحوار»، وأن «المصلحة الوطنية العليا تقضي بوجوب تطوير هذا الموقف وصولاً إلى بت مسألة الإستراتيجية الدفاعية، إضافة إلى مسألة البت النهائي بعدم توجيه السلاح إلى الداخل».

وعلق النائب بطرس حرب على الخطاب، وقال: «لم يشعر اللبنانيون بأن الخطاب راعى الجو الجديد بتولي رئيس الجمهورية مهماته في اليوم الأول، ما يفرض تأمين الظروف المواتية لإنجاحه في ممارسة مهماته وصلاحياته، ولفتح صفحة جديدة»، مضيفاً أن «رئيس الجمهورية الجديد في خطابه كان في قمة الاعتدال وأظهر توجهاً لا يؤذي أحداً بل يساهم في بناء الدولة وإعادة الدولة اللبنانية وقرارها إلى المؤسسات، وللأسف لم يترك خطاب السيد حسن نصر الله هذا الشعور».

ودعا حرب بعد استقباله سفير اليونان كالو غيروبولس القيادات السياسية إلى «توفير جو من الارتخاء السياسي لا سيما أنه تلت خطاب البارحة ردود فعل عاطفية عليه أوقعت إشكالاً نتج منه ضحايا».وقال: «لا يجوز أن يبدأ عهد رئيس الجمهورية الجديد بـ 16 جريحاً»، داعياً «القيادات السياسية الى وجوب تذكر القانون الذي يحرم استعمال السلاح». وقال: «نفهم دواعي استخدام السلاح للتحرير وفي مواجهة العدو، وهو موضوع سيبحث على طاولة الحوار، لكن ما ليس مفهوماً هو استخدام هذا السلاح في الابتهاج وفي المناسبات الاجتماعية وكلما أطل زعيم لإلقاء خطاب».

واعتبر عضو اللقاء الديموقراطي النائب انطوان اندراوس أن إطلالات نصر الله، «نذير شؤم»، مشيراً إلى أنه «مع كل إطلالة للسيد يدفع المواطن اللبناني الكلفة الأمنية والاقتصادية وتتحول شوارع بيروت إلى مرتع للرعاع». وسأل عن «الأهداف الكامنة وراء النبرة العالية للسيد بعد فرح الناس بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية والفورة الاقتصادية والسياحية وتنامي حجوزات الاخوة الخليجيين والمغتربين اللبنانيين لقضاء الصيف في لبنان»، وقال اندراوس: «هل هذه النبرة العالية موجهة ضد خطاب القسم الذي جاء متوازناً ومنطقياً، الأمر الذي اغضب «حزب الله»، أم أنها استمرار لدور الحزب في رهن البلد لمشاريعه الانقلابية». وذكر اندراوس نصر الله بأن سورية تخوض مفاوضات صلح مع اسرائيل وإيران تتواصل مع الولايات المتحدة وأوروبا في شأن المفاعل النووي وثمة تقدم كبير في هذا الإطار، بينما السيد لا يريد إلا القتال والمقاومة من لبنان إلى فلسطين والعراق، من دون إغفال القتال في شوارع بيروت».

كما لفت عضو كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرا، في حديث إلى محطة «أخبار المستقبل» إلى «التحريف الذي حصل في محضر جلسة القسم بحيث ورد في خطاب القسم «سنستفيد من إمكانات المقاومة في الاستراتيجية الدفاعية»، ويدون في المحضر «سنستفيد من استراتيجية المقاومة الدفاعية»، معتبراً أن «هذا مخالف تماماً ويذهب في غير منحى وفي غير اتجاه». وأكد أن «أحد أعضاء كتلة «القوات» سيتصل بالأمين العام لمجلس النواب ويطلب منه محضر الجلسة»، معتبراً أن «مثل هذه التمريرات لن ندعها تمر بعد اليوم».ورأى زهرا أن «دعوة حزب الله للعودة إلى التزامات وتفاهمات سابقة تعود إلى ما قبل الانسحاب الإسرائيلي، هي استباق لموضوع الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية والسلاح، ووضع أسس خاصة بحزب الله تتجاوز كل الاتفاقات والإعلانات، وهذا أمر مرفوض».

ولفت إلى أن خطاب نصر الله «وان كان مخفف اللهجة نسبياً، إلا انه يضع شروطاً ولا يتطلع إلى رأي الآخرين». كما أكد أن «ليست هناك مقاومة تحتل المدن داخل أوطانها»، معتبراً أن «حزب الله منذ اغتيال عماد مغنية إلى الورطة السياسية في اجتياح بيروت، وصولاً إلى الدوحة، يشعر بأن سورية تخلت عنه». وتابع: «على رغم كل الادعاءات التي نسمعها فإن حزب الله بات مكشوفاً إسلامياً في شكل لم يسبق له مثيل خصوصاً بعد احتلال بيروت».

الحريري: لدولة تبسط سلطتها

وكان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري رد على سؤال لمحطة «المصرية» أول من أمس، عن أن «حزب الله» والقوى المعارضة استطاعت أن تحسم على الأرض ما ينبغي أن يكون محسوماً سياسياً، فأجاب: «فليفكروا بهذه الطريقة، وإذا كانت هذه القوى مسرورة بهذا الانتصار وبأنها حاولت الدخول إلى بيوت الناس وانتهاك حرماتها والتعدي على أملاكها، إذا كان هذا أمر يفرحهم فليفرحوا». وعن إمكان رسم خط فاصل بين مفهوم المقاومة والعمل السياسي لـ «حزب الله»، قال: «بعد ما حصل في بيروت والجبل وكل أنحاء لبنان، وضع هذا الموضوع على طاولة حوار يرأسها الرئيس ميشال سليمان. لم يكن هناك فصل بل على العكس من ذلك حصل انتقاد كبير لهذا السلاح من قبل شريحة كبيرة من اللبنانيين».

وحول الحدود المثلى في نظره لسلاح المقاومة، رد الحريري: «هناك دولة يجب أن تبسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية، وهذا يجب أن يحصل يوماً ما. من هنا إصرارنا على إطلاق الحوار في هذا الشأن برئاسة رئيس الجمهورية وبمشاركة عربية. إصرارنا هذا يأتي لأن الحوار لا يتم خلال أيام معدودة، بل يحتاج إلى وقت والى أجواء إيجابية».ونفى الحريري وجود حوار بينه وبين «حزب الله» على أي مستوى، وأبدى عدم استغرابه أن يتم هذا الحوار قريباً. وقال:

«أبواب الحوار مفتوحة دائماً، وأنا اكثر من دعا إلى الحوار مع حزب الله وحركة أمل وكل اللبنانيين، ونحن لسنا ضد الحوار، نحن أهل الحوار. هذا المنزل هو بيت الحوار

 

وسط العاصمة استعاد عافيته وفتح ذراعيه لأبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم

 قلب بيروت نفض غبار الأزمة وعاد لينبض من جديد بالوحدة الوطنية والعيش المشترك

 بيروت - عبد السلام موسى:السياسة

انتهت المحنة, وفكت المعاضة اعتصامها, وعاد قلب بيروت لينبض بالحياة في عاصمة عربية لا تعرف اليأس والإحباط, وعاد فاتحاً ذراعيه ليحتضن المواطنين بمختلف شرائحهم وأطيافهم وألوانهم, في مشهد يجسد الوحدة الوطنية الحقيقية, والعيش المشترك, حيث لا مكان للتفرقة أو التمييز. علاقة حب مزمنة لا تعرف حدوداً, يكتشفها كل من يتسنى له مشاهدة جموع المواطنين اللبنانيين الذين تدفقوا بعشوائية لتفقد منارة لبنان بعد طول غياب, أي بعد اتفاق الدوحة وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية, المنطقة التي كانت مخطوفة طيلة العام ونصف العام تقريبًا لم تعد مدينة أشباح, ها هي تستعيد رونقها من جديد, ومرافقها تعود إلى ممارسة دورها السياحي, لتستقبل زوارها من اللبنانيين, والعرب والمغتربين.

ترفع الصلوات في وسط بيروت, يتعانق رنين أجراس الكنائس مع صوت مآذن الجوامع, في مشهد رائع يجسد التآخي الإسلامي-المسيحي, ويبعد عن الأذهان هوية الطائفية التي باتت سمة الكثير من المناطق اللبنانية, مشهد يؤكد كم كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري محقاً عندما أعاد إعمار قلب بيروت, وحوله من متراس حربي إلى مكان يجمع اللبنانيين ولا يفرقهم, ويقدم صورة نموذجية لكل سائح عن خصوصية لبنان البلد المتعدد المتنوع الذي يضم 18 طائفة.

ترتدي ساحتا رياض الصلح والدباس بعد إزالة "مستوطنات" المعارضة كل يوم حلة جديدة, حيث خلعتا إلى غير رجعة ثوبيهما غير الأصلي المزركش بأعلام "حزب الله" وحركة أمل والتيار الوطني الحر وبعض المعارضة, وغابت عنهما صور قادة المعارضة, وحده العلم اللبناني بألوانه الثلاث وأرزته الشامخة يرفرف في المكان احتفالاً بانتصار لبنان.

ساحة الأشباح السابقة تعج بالحركة نهاراً, وتحولت بفعل إيمان اللبنانيين بمرحلة جديدة تؤسس لبناء وطن إلى ساحة عامة للاحتفالات, بعد أن قررت شركة "سوليدير" تنشيط الوسط التجاري بإقامة ثلاث حفلات ضخمة بمشاركة نخبة من نجوم الغناء, تزينها الأعلام اللبنانية والبالونات البيضاء التي ترمز للسلام, وأمست الساحة متنفساً للمواطنين يقضون فيها سهراتهم تحت ضوء القمر, ويحتفلون ببداية الخروج من النفق المظلم على وقع الأغاني الوطنية, ليحولوا ليل قلب بيروت إلى نهار يضج بالحياة والأمل.

في الطريق إلى ساحة النجمة, جموع المواطنين تزداد رويداً رويداً مع غروب الشمس وحلول الظلام, يملأون المطاعم على الضفتين, يتبادلون الأحاديث ويسحبون دخان نارجيلاتهم, حيث تبدو الفرحة جلية على الوجوه, والمقاهي تخدم زبائنها فوق طاقة استيعابها, الموسيقى تصدح في كل مكان, أصحابها يستعدون لتعويض خسائرهم, ويأملون أن يكون هذا الصيف حاسماً للبنانيين باتجاه تسوية الوضع المالي الداخلي ورفع مستوى المعيشة.

أما ساحة النجمة فقد استعادت دورها التاريخي التشريعي بعد أن فتح المجلس النيابي أبوابه لنواب الأمة, يفترش أرضها تحت ساعة البرلمان شبان يستطلعون الأجواء. ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ساحة الشهداء بقرب مسجد محمد الأمين أمسى مزاراً لمحبيه, "يحجون" إليه يومياً لقراءة الفاتحة عن روحه الطاهرة, فزيارة وسط بيروت لا تكتمل إلا باستذكار صاحب الفضل بعودة هذا المكان إلى سابق عهده.

وسط بيروت الذي عاد مكاناً للفسحة ليلاً وللعمل نهاراً, لا يزال يحافظ على ثوابت لا تغيب عن المشهد أبداً, السراي الحكومي تحرر من حصاره, وبدا شامخاً لزوار الوسط بجمال عمارته التركية, شارعا المصارف والمعرض بأبنيتهما الصفراء والبيضاء والحمراء والخضراء يضفيان على المشهد جماليته المعهودة المتجددة كل يوم. باختصار إنه وسط بيروت وقلبها, الذي يخاطب جميع أبناء الوطن بحديث واحد وروحية واحدة, عاد القلب يضخ دماءً جديدة بحلة جديدة أيضاً, يستبشر خيراً من عهد يكرس فعلاً المصالحة الوطنية, ولا يخطف منه محبيه الذين أعادوا إليه صخبه بين ليلة وضحاها.

هكذا يبدو وسط بيروت يومياً مع فتح صفحة جديدة, يستعيد عافيته, وحياته الطبيعية, ويعلق آمالاً كبيرة على المرحلة المقبلة, على مشارف صيف هادئ, كي تعود بيروت وجهة للسياح العرب والأجانب عبر مطار رفيق الحريري الدولي.