#1577;، فكان التعويض عما فاته من خسارة كبيرة، ليعود الى الالتفاف ومن جديد ليدبر مكائده ضد خصومه فكانت اللعبة المكشوفة، لعبة الخمس أوراق، لعله يوفق هذه المرة بالتأليب والتحريض...

ماذا نفعل يا شباب لكي نعوّض خسارة العرش؟

فكان الجواب بإعادة تموضع سياسي ديماغوجي، عبر ضرب عصفورين بحجر واحد...

نحن على أبواب انتخابات نيابية، وعلينا تحديد الخسائر منذ الآن، وعلينا الانقضاض على المسيحيين الآخرين، وأهمهم منافساً انتخابياً سمير جعجع... ما العمل إذاً؟

فرشوا الطرقات بلوحات إعلانية، مضمونها وشكلها فارغين من أي مصداقية، فلو حقيقة أن عون رجّع حقوق المسيحيين، لما كانوا بحاجة لاستدرار عطف الشارع المسيحي وتلقيمه وتلقينه عبر الدعاية الرخيصة لتسويق دور مفقود له، دور لم يلعبه أساساً في الدوحة، ولو كان كذلك، ولو أن الناس وتحديداً المسيحيين منهم صدقوا بدعة دفاعه عن حقوقهم لما لجأ الرجل الى اللوحات الاعلانية على الطرقات، وهذا دليل إفلاس سياسي وشعبي خاصة بعدما مُني بخسائر جسيمة في كل الانتخابات التي خيضت أخيراً بدء بالجامعات مروراً بنقابات المهن الحرة وصولاً الى معركته الدائمة باتجاه رئاسة الجمهورية.

الحجر الآخر الذي رماه كان للتصويب على علاقة القوات اللبنانية بالرئيس التوافقي، فكانت الخطة تقضي بوضع أوراق بيضاء في صندوقة الاقتراع يوم الانتخاب، خصوصاً وأن القوات اللبنانية كان لها تحفظاً على آلية الانتخاب، أي من ناحية الشكل الدستوري للعملية الانتخابية، وهذا ليس رأي القوات فحسب إنما رأي آخرين ومنهم مثلاً الرئيس حسين الحسيني، والنائب بطرس حرب، والوزيرة نائلة معوض...

عدد نواب القوات اللبنانية خمس، فكان الإقرار على وضع خمس أوراق بيضاء بهدف إيهام اللبنانيين بالدرجة الأولى التواقين لانتخاب رئيس أن القوات ضد هذا الاستحقاق وأنها هي من تعرقل وبذلك يطبّق عون المثل اللبناني الشائع "شيلي اللي فيكي وحطّي فيّي"...

وهنا نتساءل من كان منذ البداية ضد انتخاب رئيس للجمهورية؟

الجواب عون وحلفائه، وهذا الأمر حقيقة ناصعة واضحة لا لبس فيها ولا شك، خصوصاً بعدما أطل النائب ميشال المر وفضح مدى عرقلة عون ونوابه لهذا الاستحقاق، وتبعاً لذلك انسحب المر من كتلة عون النيابية، وطبعاً بدأت سهام البرتقاليين تتهم المر وكالعادة بفبركات وأسباب واهية.

السؤال الثاني الواجب طرحه: من رفض إدراج اسم ميشال سليمان بالتحديد في ورقة الفينيسيا؟ الجواب عون وحده من حارب الإسم حتى قبل دقائق معدودة من توقيع ورقة الفينيسيا، ولولا إبلاغ حلفائه أي حزب الله وأمل بأنهم ماضون في الوثيقة ولن ينسحبوا معه لما مشى وشارك في الدوحة! السؤال الثالث الواجب طرحه أيضاً وأيضاً: من هو صاحب فكرة إدراج بند على الوثيقة تشير الى ضرورة تشكيل حكومة انتقالية؟

الجواب عون وحده!

إذاً هذا الرجل كان واضحاً هذه المرة بعكس ما امتاز به طوال حياته، كان واضحاً أنه لا يريد أساساً انتخاب رئيس ومن ثم لا يريد العماد سليمان بالتحديد لاعتبارات عديدة ومتشعبة.

ولا مندوحة من التذكير هنا أن عون هو صاحب الاقتراح بتقصير ولاية الرئيس لمدة أقصاها سنتين في حال سيكون الرئيس هو العماد سليمان..

إذاً توريط القوات اللبنانية كان أمراً عاجلاً وملحاً ومطلوباً، والأوراق الخمس كانت لعبة دنيئة وسخة انكشفت فوراً، تماماً كما انكشفت ألاعيبه السابقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الصورة المركّبة والمزوّرة على خلفية أحداث 23 كانون التي بيّنت أن عنصراً من القوات يصوّب بندقيته باتجاه الجيش، وعندما تم كشف التزوير قال عون "اللي أعطاني إياها غشّني"... القصة قديمة، قصة الحقد على القوات اللبنانية.. قصة عقدة لازمته تجاه سمير جعجع..

أتذكرون يوم زار عون سمير جعجع في زنزناته في اليرزة؟

أتعلمون لماذا كانت الزيارة وما الغاية منها؟

قبل الجواب، لفتة بسيطة، وللتذكير، فور عودته من سجن وزارة الدفاع عقد عون مؤتمراً صحافياً وأخبر اللبنانيين أنه زار الدكتور جعجع... إذاً المقصود من الزيارة استدرار عطف المسيحيين، وإظهار شخصه الكريم على أنه الأب الحاضن لجميع أبنائه، وتحديداً منهم القواتيين، وبالفعل هذه المسرحية أعطت نتائجها في صندوقة الاقتراع وتحديداً في المناطق المسيحية، فحصد تلك النسبة السبعينية، ولكن هو نفسه ذاك الأب الصالح صوّر للبنانيين أن القوات هي من وضعت الأوراق الخمس البيض، وكالعادة خلفية تحريضية تأليبية..

وأختم بالإمام علي كما بدأت: "إذا غضب الله على أمة غلت أسعارها وتملّكها أشرارها".

(*) رئيس حركة التغيير عضو قوى 14 آذار

 

وزراء "الموتورسيكلات"

يحيى جابر ، لبنان الآن

الجمعة 30 أيار 2008

وإن انتقلنا من الحوار في الشارع الى الحوار حول طاولة في مجلس الوزراء لن يتغيّر شيء مع جماعة الـ "ب 7" أيار. غداً أو بعد غد، سنرى وزيرًا للموتورسيكلات، واثقاً من نفسه، مدركاً طريقه، صاعداً نحو السراي، زاعقاً بأعلى صوته " زيحوا من الدرب". ويقتحم بدراجته النارية مدخل القصر الحكومي كأنه شوماخر الجمهورية اللبنانية، ويصرخ "أنا المنتصر الناصر المنصور". ها هو الدرّاج المنتصر يشفّط بدواليبه في الصالون، وفي الممشى، الكوريدور، ويعن، ويئن، ويون، ويوز، ويئز....بكرا أو بعد بكرا، سنرى معارضاً برتبة وزير "دواليب"، يقوم بواجباته اليومية، مع بدء كل جلسة، يشعل ويولع القعدة عند كل منعطف، أو كوع، أو مستديرة حوار. وسنشهد رشق حجارة من "زلاعيم" كأنها كسارات تطحن وتجرش... سنشهد، وزيراً كأنه كميون "سيكس ويل"، يفرغ شاحنته من الرمال، ويبدأ برفع السواتر الكلامية... ويظن الطاولة مدرج مطار، فيقطعها، ويمنع وصول الحوار إلى بر الأمان. سنشهد أحدهم مبهوجًا مبتهجًا، يخرج إلى "البراندا"، إلى شرفة السراي، ويطلق كلاماً ابتهاجياً، وتتحول الشتائم إلى رصاصات طائشة. غداً، سنشهد ونرى أحدهم "ملثماً" بالبراءة أو "مقنعاً" بالشعارات الزاهية ويبدأ بتكسير الواجهات الزجاجية للعين والبصر والبصيرة. سنشهد وزيراً كأنه عصا تُصرّح أمام الكاميرا، عصا تهدّد وتتوعد.

سيحولون ساحة السراي إلى حلبة للدراجات النارية... إنهم وزراء "الموتورسيكلات"، وزراء "الموتو"... وزراء "الياماها" و"الكاوازاكي" و"الفيسبا" يسيرون عكس السير، يخرقون، يزعجون، ويتشقلبون بألعاب كلامية على دولاب واحد، طبعاً سيسقطون، ويقعون، ويفكّون رقبتهم... ولحّق على "آخ.. وبعّ.. ووعّ..."!

 

راجعٌ رجع رجّع

عماد موسى -لبنان الآن

الخميس 29 أيار 2008

العام 1990 وجد الجنرال ميشال عون نفسه مضطرًا   لترك قصر الشعب الكائن في بلدة بعبدا متوجهًا إلى  السفارة الفرنسية في مار تقلا لعدم توافر سكاكين في مطبخ القصر. وصل لإحضار سكينين من بيت السفير رينيه ألا ولم يرجع. بعد أشهر من الإقامة داخل جدران السفارة كلاجئ سياسي، وبعد أشهر من المفاوضات والضجر وجهه في وجه عصام وإدغار ليلاً نهارًا، غادر عون لبنان إلى فرنسا معززًا مكرّمًا مع وعد أكيد أنه راجع. لكنه لم يقل متى.

سمعنا كثيرًا أنّ نابوليون - بنظر عباس هاشم - راجع. فأعددنا العدة لاستقباله وخاب أملنا. خطط كثيرًا للرجعة محتفظًا لنفسه بتقدير الظرف الملائم.. وكان الجنرال يوحي لزواره  ولسائليه ومريديه أنّ قرار العودة بيده. وهو يعمل على إنضاج مشروع العودة. لا يقدر أن يرجع هكذا إلى البلاد صفر اليدين. يرجع بعد أن يتم التحرير وتُستعاد سيادة الوطن واستقلاله.

في خلال غيبة 14 سنة درَجت عبارة  "عون راجع" أما  في  المناطق الأرمنية فكُتب على الجدران بالأحمر وبالخط العريض "عون راجعة". تحوّلت النكتة إلى مادة للدعاية  السياسية على اللوحات الإعلانية، فكما رجعت قناني  الكراش القديمة ورجع "يس" أبو فؤاد ورجع برنامج "الدنيا هيك" مع علّوش وكوكو والدروندي وخردق وسويكار والمختار رجع عون. ومثلما راح رجع.

لا بل رجع "زغران" 14 سنة. كان التاريخ واقفًا في انتظاره. وصل وحرّكه. وقبيل الرجعة استبدل مسوّقو عون " راجع" بـ"رجع" شطبوا الألف يوم الرجوع، وللتاريخ فإن الجنرال مثلما راح رجع في 7 أيار2005: معصّب و"مأنغرة" معه وعيناه تقدحان غضباً. بعد "راجع" و"رجع" ولا شيء "ظبط" ورجع كما يجب سافر القائد مع قافلة من القيادات اللبنانية إلى قطر. وعادوا معًا وهو الوحيد بينهم  الذي برجوعه "رجّع" الحق لأصحابه ورجّع الشراكة. والباقون "راجعين يا هوا راجعين". لم يفعلوا شيئًا.

رجّع  عون الحق السليب، والحق يقال. فمن لديه قطعة أرض بخراج الكحلونية وعليها ألف قصة  رجعت إليه. ومن لديه معاملة واقفة بالدوائر العقارية عون رجع ومشّاها. من تركته شريكة حياته لسبب ما عون رجّعها بعدما رجع من قطر. من شعر بالتهميش والموت السريري من قرنين ونيف عون رجع من قطر وقطَرَ قطرتين بزلاعيمه فأحياه. إجترح عون العجائب هنا وهناك. دوَخ أمير قطر. دوخ الوزراء العرب. دوّخ الله والحزب وموسى والحلفاء والخصوم. ولم يشأ أن يرجع إلى الوطن من دون الحل. عون راجع. عون رجع . عون رجّع... وللمراجعة اتصل بعون كل يوم الرابعة ب. ظ  كي يرجع ويعيد عليك ما أنجزه بعناده وإرادته وتصميمه لتحيا به الأجيال. ضرب عون الراجع إلى بيروت حساب كل شيء إلاّ رجعة السنيورة.

 

البحرين تعين أول سفيرة يهودية

الجمعة 30 مايو - بي. بي. سي.

المنامة: عين ملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة، أول امرأة يهودية مبعوثة للبحرين لدى الولايات المتحدة الأميركية. وقالت هدى نونو إنها فخورة بخدمة بلدها "بصفتي بحرينية قبل كل شيء" مضيفة أنها لم تُختر لتولي هذا المنصب بسبب ديانتها. ويُعتقد أن نونو هي أول يهودية في العالم العربي تتولى منصب سفيرة لبلدها. وكانت نونو البالغة من العمر 43 عاما قد عملت لمدة ثلاث سنوات عضوة في مجلس الشورى البحريني الذي يبلغ عدد أعضائه 40 عضوا، إضافة إلى رئاستها لفرع البحرين لمنظمة "هيومان رايتس ووتش". وقالت نونو" إنه لشرف عظيم أن أُعين أول سفيرة لدى الولايات المتحدة الأميركية، وإني لأتطلع إلى أن أكون في مستوى هذا التحدي الجديد". يُشار إلى أن عائلة نونو هي من أصل عراقي كانت قد انتقلت للعيش في البحرين قبل قرن. ويوجد في البحرين إحدى أقدم وأصغر الجاليات اليهودية في العالم. وكانت البحرين في الماضي تحتضن نحو 1500 يهودي لكن عددهم انخفض إلى نحو 50 يهوديا ولهم كنيس. وتعتبر البحرين حليفا مقربا من الولايات المتحدة لكنها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

 

مراسلون بلا حدود/الذكرى الثالثة لاغتيال سمير قصير في غياب أي تقدّم ملحوظ في مسار القضية
بعد مرور ثلاثة أعوام على اغتيال الصحافي الفرنسي - اللبناني سمير قصير في 2 حزيران/يونيو 2005، لم يقدم أي من القضاء اللبناني والفرنسي على إدانة أي مشتبه به واعتقاله. فلا تخفي مراسلون بلا حدود وأسرة الصحافي قلقهما إزاء بطء الإجراءات القضائية.
أسرّت أرملة سمير قصير جيزيل خوري لمراسلون بلا حدود بقلقها حيال تقدّم التحقيقات معتبرةً أن نهاية القضية تبدو لها بعيدة لا سيما أن التغييرات السياسية المتعددة، ليس في لبنان وحسب، بل أيضاً في المنطقة بأسرها، كفيلة بزعزعة مسار التحقيق. ولهذا السبب، تعوّل على الإجراءات القضائية المتبعة بالتوازي في فرنسا. الواقع أن أسرة الصحافي طلبت من فرنسا فتح تحقيق في الاغتيال غداة وقوع المصاب.
في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: "مع أنه يمكننا تفهّم ضرورة اتخاذ القضاء مجراه وتأثير السياق السياسي اللبناني في مساره، لكنه لا يسعنا إلا أن نعبّر عن بالغ قلقنا إزاء بقاء قاتلي هذا الصحافي أحراراً طليقين بعد مرور ثلاثة أعوام على وقوع الحادث. ولا يمكن للصحافيين اللبنانيين أن يشعروا بالأمان في وطنهم طالما أن الإفلات من العقاب لا يزال سائداً فيه".
وقد أشار الأستاذ وليام بوردون وكيل السيدة جيزيل خوري إلى أن القاضي الفرنسي المكلّف بالملف يبذل قضاره ليتقدّم التحقيق بسرعة.
على صعيد آخر، تم تمديد ولاية لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة التي تتولى التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري إلى 15 كانون الأول/ديسمبر 2008. ومن شأن هذه اللجنة المكلّفة المساهمة في التحقيق في عشرين اغتيالاً آخر ارتكبت في لبنان منذ العام 2004 من بينها ذلك الذي كلّف سمير قصير حياته، أن تؤدي دور المسهّل والمسرّع عند مباشرة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المنشأة في حزيران/يونيو 2007 مهامها في لاهاي. وفي التقرير المرحلي الأخير، أشار رئيس اللجنة والمدعي المستقبلي لهذه المحكمة دانيال بيلمار إلى أن اغتيال رفيق الحرير قد ارتكب على يد "شبكة إجرامية" من الأفراد المتورطين في عمليات اغتيال أخرى في لبنان. وقد توصل إلى عدة نقاط تشابه بينها ولا سيما من حيث التنفيذ واختيار الضحايا.
اغتيل الصحافي كاتب الافتتاحيات في جريدة النهار والمؤرّخ والأستاذ في جامعة القديس يوسف سمير قصير في 2 حزيران/يونيو 2005 إثر انفجار سيارته المفخخة الموقوفة أمام منزله في منطقة الأشرفية شرقي بيروت.