المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 1 ايلول/2008

إنجيل القدّيس لوقا .37-25:10

وإِذا أَحَدُ عُلماءِ الشَّريعَةِ قَد قامَ فقالَ لِيُحرِجَه: «يا مُعَلِّم، ماذا أَعملُ لأَرِثَ الحيَاةَ الأَبَدِيَّة؟» فقالَ له: «ماذا كُتِبَ في الشَّريعَة؟ كَيفَ تَقرأ؟»فأَجاب: «أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وكُلِّ نَفسِكَ، وكُلِّ قُوَّتِكَ، وكُلِّ ذِهِنكَ وأَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ».فقالَ لَه: «بِالصَّوابِ أَجَبْتَ. اِعمَلْ هذا تَحْيَ».فأًَرادَ أَن يُزَكِّيَ نَفسَه فقالَ لِيَسوع: «ومَن قَريبـي؟»فأَجابَ يَسوع: «كانَ رَجُلٌ نازِلاً مِن أُورَشَليم إِلى أَريحا، فوقَعَ بِأَيدي اللُّصوص. فعَرَّوهُ وانهالوا علَيهِ بِالضَّرْب. ثمَّ مَضَوا وقد تَركوهُ بَينَ حَيٍّ ومَيْت.

فاتَّفَقَ أَنَّ كاهِناً كانَ نازِلاً في ذلكَ الطَّريق، فرآهُ فمَالَ عَنه ومَضى.وكَذلِكَ وصلَ لاوِيٌّ إِلى المَكان، فَرآهُ فمَالَ عَنهُ ومَضى. ووَصَلَ إِلَيه سَامِرِيٌّ مُسافِر ورَآهُ فأَشفَقَ علَيه، فدَنا منه وضَمَدَ جِراحَه، وصَبَّ علَيها زَيتاً وخَمراً، ثُمَّ حَمَلَه على دابَّتِه وذَهَبَ بِه إِلى فُندُقٍ واعتَنى بِأَمرِه. وفي الغَدِ أَخرَجَ دينارَيْن، ودَفَعهما إِلى صاحِبِ الفُندُقِ وقال: «اِعتَنِ بِأَمرِه، ومَهْما أَنفَقتَ زيادةً على ذلك، أُؤَدِّيهِ أَنا إِليكَ عِندَ عَودَتي». فمَن كانَ في رأيِكَ، مِن هؤلاءِ الثَّلاثَة، قَريبَ الَّذي وَقَعَ بِأَيدي اللُّصوص؟»

فقال: «الَّذي عَامَلَهُ بِالرَّحمَة». فقالَ لَه يَسوع: «اِذْهَبْ فاعمَلْ أَنتَ أَيضاً مِثْلَ ذلك».

 

القدّيس أمبروسيوس (حوالى 340-379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة

مقالة عن إنجيل القدّيس لوقا/السامري الصالح

"كان رجلٌ نازلاً من أورشليم إلى أريحا". ترمزُ أريحا إلى عالمنا حيث نزلَ آدم، بعد طرده من الجنّة، أي من أورشليم السماويّة. التغيير في العادات وليس التغيير في المكان هو الذي تسبّبَ بنفيه. بعد أن خسرَ آدم تلك السعادة الفائقة التي كان ينعمُ بها نتيجة ارتكابه أخطاء هذا العالم، وقعَ بأيدي اللصوص... مَن هم هؤلاء اللصوص، سوى ملائكة الليل والظلمة الذين يتزَيَّونَ أحيانًا بزيّ ملائكة النور (2كور11: 14)؟ فهم يبدأون بتجريدنا من ثوب النعمة الروحيّة الذي نلناه، وهذا ما يفعلونَه عادةً لإيذائنا. إن حافَظْنا على ثوب النعمة الروحيّة الذي نلناه، لن تتمكّنَ ضربات اللصوص من إصابتنا. لذا، لا تسمحْ بتجريدكَ مثل آدم الذي حُرِمَ من حماية وصايا الله والذي جُرِّدَ من ثوب الإيمان. لذا، أُصيبَ بالجرح المميت الذي كادَ يوقعُ الجنس البشري كلّه في الخطيئة، لو لم ينزلْ السامري لشفاء جراحه.

لم يكن هذا السامري كأيّ إنسان آخر؛ فهو لم يَمِلْ عن ذاك الرجل الذي تركَه اللصوص بين حيّ وميت كما فعلَ الكاهن واللاوي... إذًا، كان هذا السامري نازلاً. "فما من أحدٍ يصعدُ إلى السماء، إلاّ الذي نزلَ من السماء، وهو ابن الإنسان" (يو3: 13). حين رأى هذا الرجل المتروك بين حيّ وميت والذي لم يقمْ أحد بتضميد جراحه، دنا منه؛ هذا يعني أنّه من خلال قبوله مشاركتنا آلامنا، جعلَ من نفسه قريبَنا؛ ومن خلال الإشفاق علينا، جعلَ من نفسه جارَنا.    

 

الآراء متضاربة بشأن انتقال »حيادية« سليمان إليه

دعوة العماد قهوجي إلى إثبات صوابية اختياره لقيادة الجيش بمنع لفلفة »جريمة المروحية« ووضع حد لتجاوزات »حزب الله«

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

توجهت انظار اللبنانيين والمسؤولين المهتمين بشؤون لبنان في عواصم غربية وعربية الى قائد الجيش الجديد العماد جان قهوجي لاستشراف بوصلة انتمائه السياسي الحقيقي اعتمادا على الخطوات التي سيتخذها حيال اسقاط »حزب الله« المروحية العسكرية الخميس الماضي في اقليم التفاح شمالي نهر الليطاني في الجنوب, وما اذا كان منذ الايام الأولى لولايته الجديدة على رأس اهم مؤسسة حكومية عسكرية في البلاد سيقتفي اثار اقدام خلفيه في القيادة العمادين اميل لحود وميشال سليمان اللذين اختطا لنفسيهما سياستين اولاهما طوال عهد لحود الاسود قابعة تحت وصاية الاحتلال السوري وصولاً الى شن حرب على الدولة ومقري رئاستها في بعبدا ووزارة دفاعها في اليرزة تسببت باستشهاد مئات ضباط الجيش وعناصره واختفاء عشرات اخرين, وثانيهما حيادية سليمان النازحة اكثر الى صف »حزب الله« وداعميه من الايرانيين والسوريين والتي اوصلته الى كرسي الرئاسة الأولى في البلاد »وما اذا كان قهوجي يستمرئ هاتين السياستين في حال كانت عينه مركزة منذ الان على ذاك الكرسي بعد نهاية عهد قائده السابق الرئيس الراهن«.

وتراقب تلك الانظار باهتمام بالغ ما اذا كان العماد قهوجي سيجاري وزير دفاعه الياس المر المحسوب على رئيس الجمهورية في تبريراته المذهلة بل المعيبة لاسقاط المروحية حين اعلن في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة ان »حزب الله« اعتقد انه يطلق النار على مروحية اسرائيلية لان تلك التي استهدفت واسقطت تختلف من حيث اللون عن اللون المعتمد للمروحيات العسكرية اللبنانية, ولان العلم اللبناني على المروحية ليس ظاهراً بشكل واضح كما في سائر المروحيات, واللافت هو انها اصيبت بثلاث رصاصات فقط, وان الشباب »عناصر حزب الله« تصرفوا بعد هبوطها »واصابتها ومقتل طيارها وجرح الآخر« باخلاقية عالية وانسانية واضحة وحاولوا اسعاف الجريح وتقديم ما يلزم له, وهذه التبريرات التي تخرج شعرة حسن نصر الله الملطخة من عجين الجريمة »ما كان ليطلقها وزير الدفاع, صهر اميل لحود, وصديق ميشال سليمان لو لم يكن الاثنان موافقين عليها, بل قد يكونان هما من لقماه اياها للفلفة الحادث المؤسف«, كما جرت لفلفة كل الحوادث السابقة التي اعتدى فيها »حزب الله« على الجيش.

وفيما يعتقد بعض رفاق العماد قهوجي من العمداء الثمانية والخمسين الذين جرى تجاوزهم بتعيينه هو قائدا جديداً للجيش انه »لن يجيد قيد انملة عن سياسة قائده السابق ميشال سليمان, في تعاطيه وتعامله الايجابيين جداً مع حزب الله وحلفاء سورية في لبنان رغم مجيئه من بيئة مسيحية جنوبية »مقهورة« من بلدة عين ابل الحدودية التي كابدت الامرين من الاحتلال الفلسطيني لجنوب لبنان في السابق ثم احتلال حزب الله للشريط الحدودي ذي الاغلبية المسيحية لاحقاً حتى الان, وعدد من سكان تلك البلدة التي اخرجت احد بطاركة الطائفة المارونية البطريرك خريش وعدد من القادة السياسيين والعسكريين (والدة قهوجي من آل حداد من عين ابل حيث ولد ووالده من بلدة بعدران الشوفية), فيما يعتقد العمداء ذلك, يرى سياسيون »يعرفون قهوجي خير معرفة« انه »قد يتغير مرة اخرى حسب الظروف« اذ كان سابقاً »حليفاً قوياً لميشال عون, ثم صار مقرباً من وليد جنبلاط عندما ارسل من قيادة الجيش الى الشوف للاشراف على اخلاء القرى المهجرة من محتليها في الحرب اللبنانية وبعد ذلك انضوى تحت لواء قيادتي اميل لحود وميشال سليمان وتقرب منهما حتى ضمن خلافتهما«.

وما شجع هؤلاء السياسيين على رؤية بصيص نور في اخر نفق المؤسسة العسكرية الذي تسده تجاوزات »حزب الله« وغطرسته واستفزازاته لمختلف الطوائف والاحزاب وتفلته من كل الاعراف والقوانين واستلشائه بالدولة ومؤسساتها ورموزها هو التصريح الاول الذي خص به العماد قهوجي صحيفة »السفير« اللبنانية الناطقة بلسان »حزب الله« وحركة امل الشيعية معلنا انه »ليس محسوباً على اي طرف, وانه فقط ابن المؤسسة العسكرية, وهو كان في الماضي ينفذ اوامرها ولا ينفذ اوامر هذا السياسي او ذاك« لذلك يتوقع هؤلاء السياسيون وكذلك البطريركية المارونية التي ينتسب اليها قائد الجيش الجديد طائفياً والتي كانت متحفظة على تعيينه خصوصاً »بعدما اخل اصحاب الوعود بوعودهم« في اختيار قائد للجيش حسب الاقدمية والتراتبية, وليس ضده شخصياً, ان يثبت انه »ليس مع طرف على حساب طرف اخر« و»ينفذ ما يمليه عليه قسمه العسكري« بالوصول الى معاقبة قتلة طيار المروحية النقيب سامر حنا بما يستحقون على جريمتهم, وهذا في نظر الجميع اول اختبار حقيقي لصدقية ما اعلنه في تصريحاته. وتساءل ديبلوماسي اوروبي في اتصال أجرته به »السياسة« في بيروت من لندن امس, تعقيباً على »انحياز ميشال عون الى جانب قتلة الضابط الطيار الشهيد من عصابات »حزب الله« بوقوف صهره وزير الاتصالات الى جانب ممثل الحزب في الحكومة الوزير محمد فنيش في مهاجمة تسييس الجريمة بقوله »ماذا كان موقف قائد الجيش الاسبق »عون« لو ان عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي او من »القوات اللبنانية« او تيار المستقبل هم الذين ارتكبوا هذه الجريمة التي يجب تصنيفها في خانة جرائم الارهاب ضد الدولة. وقال الديبلوماسي ان تبريرات صهر عون بهذا الشكل الاستفزازي لمشاعر اللبنانيين قد تكون ناجمة عن اللطمة القوية التي تلقاها باغتيال حليفه »حزب الله« ضابطاً مارونيا من منطقة البترون التي يستعد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة فيها«.

 

في مرآة تجربة علاقته بالمؤسّسة العسكرية وكي تبقى "الثنائية" أحادية في واقع الأمر/"حزب الله" لا يريد للبنان جيشاً قادراً

نصير الأسعد

المستقبل - الاحد 31 آب 2008 - 2

لم يعد من شك في أن "العناصر المسلحة" التي ارتكبت الاعتداء على الجيش في إقليم التفاح الخميس الماضي فمنعت طوافة من الإقلاع وأردت ضابطاً في سلاح الجو، هي عناصر تابعة لـ"حزب الله". هذا هو معنى البيان الصادر عن الحزب أول من أمس الذي تحدث عن "حادث مؤسف ومؤلم جداً" وعن "تعاون الحزب مع السلطات القضائية المختصة". وهذا ما يؤكده إقدام الحزب على تسليم أحد عناصره الى القضاء للتحقيق معه. "ملابسات" و"إلتباسات".. لا خطأ

على أن البيان من ناحية وتسليم العنصر من ناحية ثانية، يفتحان البحث على مصراعيه من زوايا متعددة.

الزاوية الأولى هي أن "حزب الله" يتحدث في بيانه عن "حادث له ملابساته"، ولا يوضح ما هي تلك الملابسات التي تجعل مقاتلين ينتمون إليه يتعرّضون لطوافة عسكرية لبنانية قبل أن تقلع او قيد الإقلاع.. والارتفاع ويقتلون ضابطاً لبنانياً ويوقفون آخر. فأين هو "البعد الاضطراري" للحادث المذكور؟

والزاوية الثانية هي أن "حزب الله" لا يتحدث عن "خطأ" أدى الى ما أدى إليه بل يكتفي بالحديث عن "ملابسات" و"إلتباسات"، لكأنما الالتباس في التقدير أو في التصرّف لا يُعدّ خطأ. وهكذا فإن "حزب الله" يتصرف بوصفه حزباً "معصوماً" عن الخطأ، وهو لا يعتذر عن خطأ لأنه لا يخطىء(!).

ما الذي يخشاه "حزب الله"؟

والزاوية الثالثة هي أن ثمة ما يخشى "حزب الله" التطرّق إليه على ما يبدو من خلال "الحادث". هل كان في صدد "شيء ما" في المنطقة التي حصل فيها الاعتداء على الجيش؟ هل فوجىء عناصره لـ"سبب ما" بوجود طوافة على متنها ضابطان في اللحظة التي جرى فيها الاعتداء؟ هل كان يعد لعملية ما داهمة؟ هل ظن أن المروحية إسرائيلية معادية؟ هل يفضل "حزب الله" استبقاء الغموض لأن قدراً من التوضيح يمكن أن يورّطه في شيء معين أو أن يكشف جوانب لا يرغب في إنكشافها؟

والزاوية الرابعة هي أن "حزب الله" بتسليمه أحد العناصر يحاول حصر إطلاق النار بواحد. و"الأخطر" أنه واكب التسليم بخطاب "حماية سياسية" للعنصر، بحيث صار هذا العنصر ذاهباً الى التحقيق بصفة أقرب الى صفة "الشاهد" لإعطاء إفادته عن "الملابسات" و"الإلتباسات" وبعد ذلك "لكل حادث حديث".

الإعتداء من زاوية العلاقة بالجيش

إن كل الزوايا الأربع الآنفة، تفيد أن ما جرى لم يُختم، وأن البيان والتسليم لا يزالان من ضمن المشكلة وليسا من ضمن الحل.

بيد أن ثمة زاوية خامسة، هي الأهم على الإطلاق، لأنها تضع الاعتداء الأخير على المؤسسة العسكرية في إطار العلاقة "الحقيقية" بين "حزب الله" والجيش، أي أنها الزاوية التي منها يمكن قراءة الاعتداء في ميزان العلاقة بين الحزب والجيش.

محطات من 2006 إلى 2008

خلال السنوات الماضية لا سيما الثلاث الأخيرة، برزت عدة "محطات".

في العام 2006، خاض الجيش "محاولة" لإنهاء المعسكرات المسلحة لفصائل موالية للنظام السوري ولإنهاء تهريب السلاح والمسلحين الى هذه المعسكرات، وهو أمر "كان" يفترض أن بشأنه إجماعاً. لم يخف "حزب الله" آنذاك إمتعاضه، وإعتراضه على تطويق الجيش لمعسكرات "القيادة العامة" و"فتح الانتفاضة"، وتذرّع بأن الموضوع يستلزم حواراً سياسياً مع "أصحاب المعسكرات" وغيرهم، لكنه ـ حتى في ما طرحه ـ لم يلعب دوراً ضاغطاً لصالح الجيش والدولة.

وفي العام 2007، وبعدما صار واضحاً أن عصابة "فتح الإسلام" هُرّبت الى ميخّمات الشمال من المعسكرات السالفة الذكر وعبرها مروراً بمخيمات داخل مناطق نفوذه، إعترض "حزب الله" على تصدّي الجيش للإرهاب في مخيم نهر البارد الذي وصفه بأنه "خط أحمر".

في بداية العام الحالي، وتحديداً في كانون الثاني 2008، حصلت أحداث مار مخايل. بداية هذه الأحداث احتجاج مطلبي في صيغة حرق إطارات وقطع طرقات وضغوط شتى على الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة لمنعها من القيام بواجباتها لا سيما فتح الطرقات. ونهاية هذه الأحداث عدد من المواطنين القتلى وضحايا من القوى العسكرية. اعترض "حزب الله" وطالب بتحقيق وأرفق طلبه هذا بإنذار من ان الحزب لن يسكت بعد الآن... فكان التحقيق العسكري بنتائجه المعروفة.

في أيار الماضي، ومع قراره تغيير المعادلات السياسية بالقوة المسلحة، أجبر "حزب الله" الجيش على الاختيار بين ظروف غير متكافئة مع الحزب وبين أداء دور لا يشكل حماية فعلية للبنانيين وللسلم الأهلي.

وفوق ذلك، لا بد من التذكير بأن "حزب الله" كان حتى آب 2006 معترضاً على إنتشار الجيش في كل الجنوب وحتى الحدود بدعوى رفضه ان يحمي الجيش الحدود الاسرائيلية (!)، وهو مع موافقته على القرار 1701 ضغط لفرض "قواعد" لتعاطي الجيش معه في المنطقة المنزوعة السلاح جنوب الليطاني وعبّر عن رفضه مرات عدة لخطوات فكّرت "اليونيفيل" في الإقدام عليها لتطبيق القرار الدولي.. واذا به لا يزال موجوداً عسكرياً وأمنياً جنوب الليطاني وشماله وفي مناطق لبنانية عدة.

"الثنائية وأحكامها"

إن ما تسعى هذه المقدمات اليه هو وضع الاعتداء الأخير في إقليم التفاح في سياق العلاقة بين "حزب الله" والجيش.

يكرر "حزب الله" على الدوام تمسكه بـ"ثنائية" بين الجيش و"المقاومة".. وحتى "المقاومة" في شوارع بيروت، ويعلن ان لا استراتيجية دفاعية الا تلك "الثنائية".

هذا في المعلن من المواقف. بيد أن المحطات الآنفة تفيد ان "حزب الله" لا يريد للجيش ان يفرض وجوده، أو ان يسجل انتصاراً يقويه، أو أن تتطور قدراته. ذلك ان التمسك في العلن بـ"الثنائية" يعني بالنسبة اليه في الواقع أن يبقى الطرف الأخر من "الثنائية" ضعيفاً وغير قادر أو أن يبقى موقعه "دونياً" بالنسبة الى موقع الحزب. فلا "ثنائية" عندما يقوى الجيش ويصبح قادراً ومقتدراً، والاستراتيجية الدفاعية تصبح إذذاك محسومة "لـ" الجيش.

"عدائية" من هنا، ليس دقيقاً تماماً ـ في معرض التعليق على الاعتداء الأخير ـ القول إن "حزب الله" يحاول "ترسيم الحدود" بين دولته والدولة. الصحيح ان حديثه عن "الثنائية" يضمر رفضاً لنهوض الجيش ـ والدولة ـ ومنعأً لأي محاولة لـ"نهضة" الجيش.

ولذلك، وحتى لو كان "التحليل" في شأن الاعتداء الأخير لا يكتمل الا باستعراض كل المعطيات والعوامل، وتوقيت هذا الاعتداء بالصلة مع تقاطعات إقليمية معينة، فان "جريمة سجد" تعكس عدائية من "حزب الله" تجاه الجيش.. وكفى..

 

الأمين: سيادة الدولة منقوصة ومنتقصة واكتشفنا أن هناك حواجز في السماء!

المستقبل - الاحد 31 آب 2008 - رأى المفتي السيد علي الأمين في تعليقه على حادثة سجد "أن سيادة الدولة منقوصة ومنتقصة، وأن التعايش غير ممكن بين جيش نظامي يشكل رمز الوطن وسلاح غير منضبط". واعتبر في حديث الى اذاعة "الشرق" أمس "أن الإمام السيد موسى الصدر ليس شعاراً يرفع موسمياً ويجب أن يبقى حاكماً وحكماً على نهج الوحدة الوطنية". واستعاد كلاماً للإمام المغيّب أدلى به الى مجلة "الحوادث" في العام 1977وتحدث فيه عن علاقة الشيعة بإيران، وقال فيه: "أعتقد أن الشيعة في لبنان لبنانيون عرب ومسلمون وأي ربط سياسي بينهم وبين بلاد غير عربية يعتبر خطيئة". وسأل: "أين هي مدرسة الإمام الصدر، المدرسة التي ورثها الذين يتحدثون باسمه اليوم ويؤمنون بمرجعيته ونحن نرى أن بوناً شاسعاً ومساحة شاسعة تفصل بين ما أطلقه الإمام الصدر وبين من يحاول أن يورثه لفظاً وليس ممارسة الدور الذي اضطلع به الإمام، لا بل إنهم يحاولون أن يعيقوا خط الاعتدال داخل الطائفة الشيعية وهو الخط الذي يقوم بما قام به الإمام الصدر؟". ووصف حادث سجد بأنه "مؤلم للجميع وموجع لكل اللبنانيين وللمؤسسة العسكرية وهي محط آمالنا ويجب ان تدعم من الجميع. لم نكن لنعتقد أن الأرض في الجنوب ممنوعة على الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وإنما هناك حواجز. إكتشفنا أن هناك حواجز في السماء! مما يكشف أن سيادة الدولة منقوصة وأن سيادة الدولة منتقصة، وبأن التعايش بين جيش نظامي يشكل رمز الوطن هذا التعايش لا يمكن مع سلاح غير منضبط".

ودعا الى "تسريع عملية انضمام "حزب الله" الى الدولة حتى نمنع تكرار مثل هذه الأمور المفجعة".

 

تفاصيل إضافية عن حادثة الطوافة والضباط يترقبون نتائج التحقيقات

موقع القوات/كشفت مصادر مطلعة لموقع "القوات اللبنانية" أن حالة من الترقب تسود صفوف عددا كبيرا من ضباط الجيش اللبناني في انتظار ما سيصدر من نتائج عن التحقيق في الاعتداء الذي تعرضت له الطوافة العسكرية في سجد والذي أدى الى استشهاد النقيب سامر حنا. وتقول هذه المصادر إن هؤلاء الضباط يخشون من أن تتم لفلفة الموضوع تحت ستار أن المسلح الذي أطلق النار تصرف من تلقاء نفسه، أو الادعاء بأنه كان في حالة نفسية أو عصبية متوترة أدت به الى إطلاق النار. وتشير في هذا الإطار أوساط مطلعة على مسار التحقيق لموقع "القوات اللبنانية" الى أن "اللجوء الى هكذا مخرج قد يكون صعبا جدا. وإذا حصلن لا سمح الله، فسيسبب فضيحة مدوية. فالمعلومات المتوفرة تؤكد أن "حزب الله" كان قد وجه أكثر من إنذار الى الطيارين الذين كانوا يتدربون في تلك المنطقة منذ أياما طالبا منهم عدم العودة مجددا إليها. ومن غير المعروف ما إذا كانت قيادة الجيش على علم بهذه التحذيرات التي يمكن وصفها بأنها مقدمة لما حصل، خصوصا وأن مثل هذه التحذيرات لا يمكن أن يتم توجيهها الى الجيش من دون قرار مركزي كبير من قيادة "حزب الله"، وكذلك عملية إطلاق النار".

وتؤكد الأوساط المطلعة على التحقيق أن المعلومات التي توفرت في التحقيق الأولي جاء فيها أن مسلحي "حزب الله" رددوا على مسامع الضابط الطيار محمود عبود الذي بقي على قيد الحياة جملا كررها عبود في إفادته ومنها: ألم نقل لكم بألا تعودوا مجددا الى المنطقة؟ ألم تبلغكم قيادتكم بذلك؟ ألم يبلغكم رئيس الجمهورية بهذا القرار؟

المطلعون على التحقيقات يلفتون، وخلافا لما تم تداوله في بعض وسائل الاعلام، الى أن المروحية، وهي من طراز غازيل، تحمل العلم اللبناني على 4 جهات من هيكلها وكانت تشارك في التدريبات في المنطقة منذ 4 أيام قبل الحادث. ويروي هؤلاء المطلعون ما جرى على النحو الآتي: "نفذت المروحية هبوطا على تلة سجد. وعندما همّت بالإقلاع مجددا سمع الطياران صوتا يشبه المفرقعات. وعندما أصبحت المروحية على علو نحو 5 أمتار سمع الطياران الصوت مجددا، فاعتقد النقيب الشهيد سامر حنا أن الصوت يصدر عن المحرك فقرر الهبوط مجددا. وعندما حطت الطوافة على الأرض أصابها رشق ناري كان الثالث وأدى الى استشهاد النقيب حنا على الفور. وبعد لحظات أحاطت مجموعة من المسلحين يزيد عددهم على 15 مسلحا بالمروحية، وكان يرددون هتافات مذهبية معروفة لدى مسلحي "حزب الله". فألقى المسلحون القبض على الضابط عبوط وكبلوه وجروه أرضا بعيدا عن الطوافة، في حين كان هو يصيح بهم: "ماذا تفعلون؟ نحن ضباط لبنانيون ورفيقي مصاب في المروحية".

ويتابع هؤلاء المطلعون سرد الرواية: "بعد مضي أكثر من نصف ساعة على الاعتداء تنبهت قيادة القوات الجوية الى أن الاتصال فقد مع الطوافة المعنية، فتوجهت طوافة أخرى الى المنطقة. وعندما سمع المسلحون صوت الطوافة الثانية غادروا المكان على عجل حاملين معهم جثة النقيب الشهيد".

وتقاطعت المعلومات كما أكد المطلعون على أن "الطوافة تعرضت لإطلاق النار من جهتين على الأقل، ما يكشف تعرضها لكمين حقيقي. وقد استقرت حوالى 5 رصاصات في هيكلها. أما النقيب الشهيد فقد أصابه الرصاص مباشرة، ما يؤكد استهدافه لتوجيه رسالة قاسية".

من أعطى الأمر بإطلاق النار على الطوافة؟

في معلومات خاصة لموقع "القوات اللبنانية" أن قائد منطقة الجنوب العسكرية في الجيش اللبناني العميد الياس زعرب، وفور تبلغه نبأ تعرض الطوافة العسكرية لإطلاق النار، توجه على رأس قوة عسكرية مؤللة الى مكان الحادث، فتعرض له مسلحو "حزب الله" ومنعوا القوة من التقدم. وقد بلغت المواجهة الكلامية بين الطرفين حد اتخاذ أوضاع قتالية متقابلة.

وبعد مفاوضات طويلة سمح مسلحو "حزب الله" للعميد زعرب ولمرافقه وللضابط الطبيب أن يكملوا طريقهم نحو مكان الحادث.

وفي هذا الإطار سألت مصادر معنية: هل يكفي تسليم مطلق النار على الطوافة العسكرية؟ وهل سيتم تسليم المسلحين الذين تعرضوا بالضرب المبرح للضابط محمود عبود والذين قاموا بالتحقيق معه؟ ومن خولهم إجراء تحقيق مع ضابط في الجيش اللبناني كان يقوم بمهمة عسكرية؟

أما السؤال الأهم الذي تطرحه هذه المصادر فهو: هل سيتم الكشف عن الجهة التي أمرت بإطلاق النار على الطوافة أم أن الأمر سيقتصر على "كبش محرقة" بهدف لملمة القضية وعدم كشف المستور؟

 

إعترافات "قاتل" النقيب حنّا     

"كُنّا أربعة وأنا من أطلق النار على المروحية"

خاص-"يُقال.نت"/عمرُه عشرون سنة .هو واحد من أربعة يتمركزون في مركز قريب من تلّة سجد. خبرته لم تسمح له بأن يميّز بين مروحية عسكرية لبنانية من طراز "غازال"لا تزال على اللون الذي أتت به من بلدة الإمارات العربية المتحدة وبين اللون التقليدي للمروحيات اللبنانية وبين اللون الذي تُطلى به المروحيات الإسرائيلية. إرتباكه بين اللحظة التي حطّت فيها المروحية على تلّة سجد وبين تلك التي حاولت فيها أن تُقلع مجددا ،منعه من تمييز رسم العلم اللبناني الموجود على خلفيتها ،ودفعه الى إطلاق رشق ناري من أربع طلقات على المروحية التي كان يقودها النقيب الشهيد سامر حنّا. هو لا يعرف أن يميّز بين مروحية مزوّدة بالأسلحة وبين أخرى غير مزوّدة ،ولا بين  مروحية معادية تأتي في هذا التوقيت وحيدة وعلى متنها طاقمها فقط ، وبين مروحية تقوم بوظيفة تدريبية.

لا تعليمات خاصة تلقاها بشأن مروحية تابعة للجيش اللبناني ،ولا بشأن قائدها،جل ما في الأمر أنه مطلوب منه أن يحمي من تلك المنطقة "ثغور"مواقع المقاومة بالتصدي لأي عملية تسلّل ولأي عملية إنزال قد يقوم بها العدو. هو يعرف أن تلك المنطقة تشهد طلعات تدريبية لمروحيات الجيش اللبناني ،ولكنّه لا يعرف شيئا عن مروحية مرقطة بلون الصحراء .هو ينفي أن يكون قد مارس أعمال القنص ضد النقيب الطيار سامر حنّا بل أطلق من بندقية "أم.16"يحملها رشقا من أربع رصاصات في اتجاه المروحية ،بقصد منعها من التحليق وتفتيشها وليس بقصد قتل أي شخص فيها. وهو ينفي أن يكون قد أهان الملازم أول عبود الذي كان على متن المروحية بل أقدم ورفاقه الثلاثة الآخرين على استدعاء سيارة إسعاف بمجرد أن أعلن الملازم عبّود صفته العسكرية. هذا با ختصار ما أدلى به المقاتل الذي سلّمه "حزب الله"الى النيابة العامة العسكرية .أجزاء من أقواله تطابقت مع التحقيق العسكري وأخرى تناقضت.

المتطابق منها يتّصل بلون المروحية وبنوع السلاح المستعمل وبعدد الرصاصات ،بحيث سُحبت إثنتان من جثة النقيب الشهيد وعثر على الإثنتين الأخريين في "فراش"المروحية . غير المتطابق منها مع التحقيقات يتصل بأن مروحية "غازال"بهذا اللون حلّقت سابقا،وتحديدا قبل أربعة أيام ، وكانت في مهمة تدريبية في المنطقة ، بقيادة مقدّم طيّار من آل الحلو،ممّا يعني أن قيادة "حزب الله "تعرف أمر هذه المروحيات، وهي راجعت بشأنها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني.

وغير المتطابق أيضا هو أن مجموعة الأربعة التي أحاطت بالمروحية بعد هبوطها ،وعلى الرغم من معرفتها بصفة الفريق الذي على متنها واستشهاد قائدها أقدمت على "مصادرة "الجهاز الذي كان مع الملازم عبّود ومنعته من التواصل مع قيادته ،وتولّت مجموعة "حزب الله"بالذات الإهتمام بمحاولة إسعاف النقيب الشهيد حنّا.

الغريب في الرواية يمكن اختصاره بنقطة رئيسة وهي كيف يُمكن وضع مقاتل من "حزب الله" مهمته التصدي للإنزالات الإسرائيلية في منطقة يعتمدها الجيش اللبناني لتدريب طيّاريه ،من دون أن يكون مطّلعا على طريقة حصول إنزالات وعلى نوعية المروحيات التي بحوزة الجيش الإسرائيلي وتلك التي بحوزة الجيش اللبناني. وفي مطلق الحال،لا يزال التحقيق مستمرا وقد طلب مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية تسليمه العناصر الثلاثة الذين كانوا في كتيبة "قاتل حنّا"،كما طلب تسليمه رئيس هذا المركز.     

 

المفتي الجوزو: "حزب الله" مخترق وهناك من يتآمر على سمعته

وكالات/لفت مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الى أن "الخروق الأمنية مستمرة في شوارع بيروت على الرغم من المشاركة في الحكم وقيام حكومة الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية المقلقة في طرابلس وحادثة إطلاق الرصاص على الطوافة العسكرية ومقتل الضابط الشاب سامر حنا". وقال في تصريح: "أنا أشك بأن "حزب الله" مخترق. هناك من يتآمر على سمعة الحزب من حلفائه ويحاول اختراق صفوفه وتدمير سمعته ويستغل هذا الغضب المتنامي عليه. كل الناس متشائمون وعبارات التفاؤل ضئيلة وقليلة لأن الشائع أن أفراد العصابات تكمن وراء كل زاوية ولبنان تحول غابة تنعق فيها الغربان، فأين المشاركة إذا والوحدة الوطنية ووعود الحزب بصيف هادىء وآمن ومستقر"؟

 

غزوة" جديدة لـ"حزب الله" تطال دوحة الحص:هجوم ليلي بالرشاشات على مبنى سكني يروّع الأهالي

المستقبل - الاحد 31 آب 2008 - عمر حرقوص

الاعتداءات المتنقلة في المناطق اللبنانية على المواطنين استمر بها "حزب الله" وأتباعه. وكان آخرها في منطقة دوحة الحص القريبة من بلدة الناعمة الساحلية، حيث قام عدد من عناصر "حزب الله" بمهاجمة بناء سكني يملكه أشخاص من آل الشيخ موسى بالرشاشات والبنادق الآلية، بعد إشكال بين شابين صغيرين في أحد الشوارع القريبة للمبنى. هذا الإشكال الفردي بين الشابين تحول فجأة إلى "غزوة" جديدة قامت بها مجموعة كبيرة من السيارات الرباعية الدفع التي تحمل مقاتلين مدججين بالأسلحة والعتاد الحربي.

الطريق الهادئة داخل منطقة دوحة الحص لا توحي ان اشكالاً حدث ليلة الجمعة السبت في هذه المنطقة. الطريق التي توصل الى المبنى البعيد عن ازدحام اوتوستراد بيروت صيدا، الأشجار على الجانبين تخفي مدخل البناء الهادىء. تطل امرأة من نافذة منزلها مستطلعة بخوف السيارة التي تقترب. فما مرّ عليهم من جنون المهاجمين يمنعهم من الوقوف على شرفات منازلهم، خصوصاً أن أكثر السكان حملوا أغراضهم ولجأوا الى بيوت أقربائهم في بيروت خوفاً من حملة جديدة تقتلهم هذه المرة. أمام المبنى تظهر بقايا الهجوم الذي قام به عناصر "حزب الله". فراغات الرصاص التي تحمل أرقاماً فارسية، وزجاج المبنى المتناثر على السيارات المصابة، إضافة إلى الفجوات التي تظهر واضحة على الجدران. تقترب امرأة من سكان البناية وتستطلع الشارع خوفاً من عودة "الأشاوس" وتسأل ان كان العلم اللبناني المرفوع على المبنى لا يدل على هوية الأرض اللبنانية، فهي وخلال الهجوم ظنت ان "المقاومين" يهاجمون موقعاً إسرائيلياً أو يتصدون لإنزال طائرات مروحية عدوة. تقول ان أولادها كانوا غائبين عن البيت لحظة وقوع "الغزوة" الجديدة، وهي لم تكن تتوقع أن يتحول بيتها الذي بنته طوال أعوام إلى خربة وبهذا الشكل. تجمع أغراض البيت السليمة جانباً، وتنقل إلى الغرف التي تظنها آمنة، ما لم ينخره الرصاص. فهي بعد حادثة ليل الجمعة تتوقع أن يكرر المهاجمون حملاتهم على البناية التي تسكنها. يقول أحد الرجال الباقين في المبنى ان العناصر الحزبية اعتدوا على حارس بناية مجاورة لهم بإطلاق الرصاص على قدميه لأنه رفض أن يفتح لهم باب المبنى. يروي الرجل ان المهاجمين احتلوا سطح البناء القريب وصاروا يطلقون منه النار على مبنى الشيخ موسى من دون أي رحمة للأطفال الموجودين في المنازل.

إحدى الشابات وهي أم لطفلين تضع يدها على رأسها وتخبر عن ضجيج الرصاص الذي لا يتوقف. تقول ان رحلة الهروب بدأت بعد الاشكال، اذ وصلت السيارات وبدأ من فيها اطلاق النار على كل من يتحرك في البناء. وكان "المقاتلون" يشتمون قاطني البناء ويهددونهم بالدخول إليهم وقتلهم. يرتجف صوتها من رعب الليلة التي مرّت، لكنها تكمل حديثها وهي تشير إلى أثاث بيتها المدمر. فأولادها عاشوا رعباً لم يروا مثله سابقاً. المعركة بدأت قبل آذان المغرب واستمرت إلى ما بعد آذان العشاء، أي أكثر من ساعة ونصف الساعة من إطلاق النار. وتناسى المهاجمون صوت المسجد القريب وأكملوا اطلاق النار بكثافة. في الصباح كان السكان المتبقون في المبنى يحاولون إزالة الركام المتناثر في بيوتهم، فيما لم يذهب الشبان إلى أعمالهم خوفاً من تعرضهم للاعتداء. أحدهم يملك مؤسسة تجارية في خلدة، أبلغ عبر أحد الموظفين محاولة بعض الشبان في وضح النهار خلع أبواب مؤسسته التي تعيش منها العائلة.

ليلة المعركة انتظرت العائلات طويلاً وصول الجيش والقوى الأمنية لفك الحصار عنهم. دخل الجيش إلى المنطقة وانسحب عناصر "حزب الله"، فيما قدم الأهالي شكوى في المخفر علّ العدالة تأتي هذه المرة وتمنح الطمأنينة للمواطنين الذين ظنوا ان قدوم شهر رمضان سيمنع عنهم "رذالات" من يدعون الإيمان في الشهر الفضيل.

 

معلومات عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى في اشتباكات في عكار

علم موقع "nowlebanon.com" ان خلافاً وقع بين عائلات من قريتي الشيخ لار وعيدمون في عكار على خلفية ملكية عقارية، وقد تطور الخلاف إلى اشتباك مسلح استعملت فيه الأسلحة الرشاشة، وأشارت معلومات إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى في الاشتباك. وعلى الفور تدخل الجيش اللبناني لفض الإشكال، وعمل على وقف الاشتباك، حيث هدأت الأمور بعض الشيء.

 

كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه

موقع "nowlebanon.com"-الاحد 31 آب 2008

-  سنتابع وصية الصدر في حفظ لبنان وفي قلبه الجنوب.

-  اسقطنا آخر محاولة ليبية لإخفاء معالم جريمة اختطاف الصدر.

-  العدالة اللبنانية لن تألو جهداً في ممارسة دورها في الكشف عن حقيقة الجريمة.

-  اختفاء الامام الصدر ورفيقيه مسؤولية القذافي الشخصية.

-  لم نسلم في كثير من خطواتنا لا من الأكثرية ولا من البعض في المعارضة.

-  حاولنا ونحاول أن نسعى بالحوار وأن نطرح الأفكار.

- أقول للبنانيين لا تناموا على حرير، بل ناموا بعين مفتوحة.

- اسرائيل والإرهاب يريدان النيل من لبنان.

-  المقاومة كانت ولا تزال وستبقى حاجة وضرورة لبنانية.

-  المقاومة لم تكن سبباً بل جاءت نتيجة للعدوان الإسرائيلي.

-  مقاومتنا وجيشنا وشعبنا سيتمكنون من ردع أي عدوان.

-  الحل لمسألة سلاح المقاومة هو بالدولة التي تتبنى كل أهداف التحرير التي هي نفسها أهداف المقاومة.

-  حادث سجد مؤسف ومؤلم، وسامر حنا هو عريس الجنوب والشمال.

-  يجب تشكيل لجنة بين الجيش والمقاومة لمنع تكرار حصول حوادث مؤسفة.

-  المقاومة تلقى دعماً خارجياً مثلها مثل كل الحركات المقاومة والتحررية في العالم.

-  أحذر من خلق عصبيات مذهبية جديدة عبر الإشكالات المتنقلة.

-  هناك حركة للأسلحة في الشمال وإلى ميليشيات في غير مناطق لبنانية.

-  ما جرى في طرابلس هو حرب بين الفقراء، لا بين من يمثل الأكثرية والمعارضة.

-  أدعو لإطلاق حركة تنموية للشمال.

-  لا أحد يمكنه احتكار اي بقعة جغرافية في لبنان.

-  لا أحد يمكنه احتكار الحدود والسلم والحرب، كما ان لا احد يمكنه احتكار العاصمة وتتطويبها.

-  يقولون عنّا ميليشيات، وأقول لولا هذه الميليشيات لا أحد ينظر إلى لبنان.

-  يجب ان لا تتواصل حفلة التكاذب حول إمارات تأسيسية للبنان.

-  يجب ان يصار إلى تشكيل هيئة وطنية لتضع مفهوم موحد للوطن والمواطن والمواطنية، وهي نفسها تدرس سبل إلغاء الطائفية السياسية.

-  الدولة تثبت يوماً بعد يوم أنها منتج فاشل للكهرباء.

-  لماذا لم يتم الإسراع في خصخصة الكهرباء؟

-  يجب الاستمرار في الاستفادة من الفرصة التي وفرها اتفاق الدوحة.

-  أحذر الجميع من أي خطأ في الحسابات ومن استمرار الرهان على حركة الأساطيل او على ضربة لإيران او للمقاومة.

-  نأمل ان تفتح العلاقات الدبلوماسية مع سوريا صفحة جديدة بين البلدين وبين الشعبين.

 

فرنجية للمجالس بالأمانات: حزب الله لن يسهل التحقيق في حادثة سجد انما الغاء المؤسسة العسكرية عملياً

أكد النائب سمير فرنجية في حديث للمجالس بالأمانات من اذاعتنا أن داخل فريق 14 آذار ثقافة سياسية مختلفة موضحاً أن كل فرد سيخوض الانتخابات سيكون فرداً من الرابع عشر من آذار قبل كل شيء آخر وسيخوضها بالشعارات ذاتها من النهر الكبير الى الناقورة ما يتطلب تحسيناً في الأداء وتصور واضح لطبيعة هذه المعركة مشدداً أن معركة الانتخابات في الـ2009 هي معركة على لبنان الذي يتمتع بحقوق كأي بلد آخر.وسأل فرنجية كيف تتحدث عن تحرير مزارع شبعا البخالية من السكانبمقاومة مسلحة ومنطقة الجولان التي تبلغ مساحتها 1050 كيلومتراً وفيها 150 الف مقيم وتؤمن 33 في المئة من مياه اسرائيل وهي تتحرر بالتفاوض. وسأل من يطالب بالمقاومة كيف يقبل أن يدخل حليفهم الرئيسي في مفاوضات. كما سأل من يطالب بالمجلس الأعلى بين لبنان وسوريا كيف يشرح أين هي وحدة المسارين. وشدد على أن المشكلة التي تواجهها 8 آذار هي مشكلة المفاهيم.

ورفض النائب فرنجية طرح سببين متناقضين حول موضوع واحد من خلال السلاح كأساس في التحرير والتفاوض مع اسرائيل كذلك في مت خص القرار 1701 حيث وافق حزب الله على هذا القرار في الوقت نفسه  الحزب موافق على استمرار المقاومة.

واذ رأى فرنجية أن المعركة الانتخابية لن تكون مسيحية اعتبر ان هذه المعركة في آخر اهتمامات النائب ميشال عون مشيراً الى ان كثرين اعتبروا أن زيارة عون هي تمهيد لهذه المعركة وقال أن حزب الله أبلغ عون أنه على استعداد لاعطائه التمثيل المسيحي في الجنوب حتى على حساب حلفاء الرئيس نبيه بري وتحديداً في منطقة جزين وزهرا.

ولفت فرنجية الى أن زيارة عون الى الجنوب ليست انتخابية امنا تهدف الى تقوية وضع حزب الله تجاه جمهور حزب الله.

واستغرب دخول عون الى بنت جبيل ومناطق اخرى من دون سائر فيما دخل الى منطقة جزين لحماية حزب الله وقال: لا يدخل أحد في معركة انتخابية لحماية حزب لله في منطقة مسيحية وهو بين اهله.

واذ أكد الحرص على قانون ككل شدد على ضرورة اجراء الاصلاحات وعلى اولوية مطلقة هي الاستراتيجية الدفاعية.

ورأى ان الكلام الفصلي هو في السؤال هل نحن مقبلون على حرب وكيف نحمي البلد منه أو هل نحن متجهون على صدام مستمر بين حزب الله والجيش باشكال متنوعة. وأشار الى السياسة التي يعتمدها حزب الله هي سياسة الغاء الجيش اللبناني، إما بالصدام المباشر أو بابقاء الوضع متوتراً لأن البديل الفصلي هو الدولة التي يمنعون قيامها من خلال اقناع اللبنانيين بأن لا وجود للدولة وبأن الجيش هو افتراضي.

واذ أشار الى ان الغاية الاستراتيجية الدفاعية هي استيعاب هادئ لوضع حزب الله ضمن مؤسسة الدولة اللبنانية يتبن لنا أن هناك نية في تعطيلها. وتحدث النائب فرنجية عن التركيز المستمر على الجيش وعدم وجود مصلحة لحزب الله لقيام الدولة.

وشدد على أن الخطر هو خطر الغاء الجيش وتحدث عن ثلاث خطوات في أبعاد الجيش عن الأمن بالتراضي: اهلان رئيس الجمهورية بأن الأمر لي والدعوة الى طاولة الحوار بأسرع ووقت ممكن على أن يكون البند الول على هذه الطاولة وضع لبنان وموقعه من الصراعات في المنطقة والذي سيكون البند المفتاح لبحث مسألة السلاح إضافة الى أخذ الحكومة القرار السريع بانهاء الأمن بالتراضي انطلاقاً من طرابلس تحت عنوان مدينة منزوعة من السلاح لجعل لبنان منزوعاً من السلاح. اما البند الثالث فيكمن في إجراء حوار داخلي بين اللبنانيين بمعزل عن القوى السياسية.

ولفت فرنجية الى ان حزب الله لن يسهل التحقيق في حادثة سجد انما الغاء المؤسسة العسكرية عملياً.

 

حنين للمجالس بالأمانات: لن يكون هناك قانون سليم للانتخابات إلا اذا تمت مناقشته بموضوعية قبل أربع سنوات من الانتخابات

رفض النائب السابق صلاح حنين وجود تكامل بين الجيش اللبناني والمقاومة ورأى ان لا وجود تكامل بين نقيضين.

وقال في حديث للمجالس بالأمانات لإذاعتنا ان الجيش الآخر غير الجيش اللبناني يناقض مبدأ بناء الدولة رافضاً أن تصبح المقاومة، مقاومة لبسط سيادة الدولة على أراضيها. وأشار حنين الى أن حماية المقاومة يجب الا تكون حسب مقولة السيد حسن نصرالله أن السلاح جاهز للدفاع عن السلاح مشدداً على أن الموضوع هو موضوع الدولة. وقال حنين أنه لغاية العام 2000 كان المجتمع اللبناني حامي المقاومة عندما كانت المقاومة سليمة مؤكداً أنه من غير الجائز الذهاب الى السلاح جاهو للدفاع عن السلاح، كما لا يجوز وجود مقاومة لبسط سيادة الدولة. واذ رفض حنين وضع حادثة سجد في إطار الحوادث الفردية رأى أن لها ابعاداً سياسية مشدداً على العصا السحرية الوحيدة هي الدولة وكل مستقبل لبنان قائم على هذه المعادلة. وسأل هل نريد بناء دولة الدستور أو نريد أن يدخل كل فريق مع دستوره الى طاولة الحوار. وأكد انه طالما هناك سلاح موجود خارج الدولة وستتكرر هذه الحوادث وذلك في غشارة الى ضرورة تصحيح الموضوع بكامله من خلال طرح الخطة الدفاعية على طاولة الحوار.ولفت الى أن الاعتداء على الجيش لا يتمثل فقط بعملية فتح النار بل أيضاً بالاعتراض على دوره الرسمي بحماية وحدة الأرض.

حنين لفت الى أنه منذ نشوء الطائف لم نر ارادة لبنانية للانتقال من مرحلة عام 1975 الى مرحلة السلم الأهلي وبناء الدولة واعتبر أنه لو طبق الطائف لما كنا قد وصلنا الى ما نحن عليه. واذ وصف الحكومة بتجمع الوزراء وسأل أين هدفها الوطني مؤكداً أن حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة الهدف الوطني والمشروع الوطني. واوضح أن الحكومة الحالية تضم وزراء من أجواء متناقضة جداً وجاءوا ليمارسوا تناقضاتهم في الوزارة، داعياً الى احترام اتفاق الدوحة وبث الاصلاحات في اللجان النيابية.

ورأى حنين أنه لن يكون هناك قانون سليم للانتخابات إلا اذا تمت مناقشته بموضوعية قبل أربع سنوات من الانتخابات مشدداً على ضرورة ايجاد قانون يسمح بانتاجبة سياسية جديدة واصفاً التقسيمات الموجودة اليوم بالعجوزة وقد انتهكت ولا تستطيع تحقيق هذه الانتاجية.

ورفض تجزئة قانون الانتخابات قسمين مشدداً على أن هذا القانون هدفه الأساس هو التمثيل الصحيح الذي لم يتم الا من خلال مناقشته بموضوعية قبل أربع سنوات قبل الانتخابات. حنين شدد على أن لا وجود لانتخابات ديموقراطية وقال لا تقوم انتخابات  في ظل استمرار استخدام السلاح. ولفت الى أنه من غير الطبيعي وصول مرشحين الى مناطق وآخرين لا يستطيعون ذلك وسأل كيف ستحصل الانتخابات مع عدموجود أمن جيش ودولة على كل المناطق معتبراً أن وجود سلاح خارج إطار الشرعية يطعن بالانتخابات النيابية.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 31 اب 2008

ورد في الصحقف الاسرار الاتية :

البلد

لن يحيد أمر اليوم الذي سيصدره القائد الجديد للجيش يوم غدٍ عن الثوابت الوطنية التي جا?ت في خطاب القسم.

تساءلت قوى سياسية عن الأسباب التي أدت الى تمديد إقامة مساعد وزير الخارجية الاميركية في بيروت. وربطته بحادث الطوافة الذي تزامن مع وجود طاقم عسكري أميركي.

اعتبرت جهات في الموالاة ان وصول التحقيقات الى خواتيمها هذه المرة "اشارة مهمة الى عودة الدولة لأخذ مكانتها وبد? مرحلة الدولة القادرة".

النهار

فشل مسؤول لبناني في اقناع رئيس افريقي بالافراج عن لبناني محكوم بالسجن 18 عاما بتهمة التواطؤ لقلب نظام الحكم في تلك الدولة

اعرب رئيس تجمع سياسي عن انزعاجه من عدم وقوف احد الطامحين الى مركز حساس على خاطره

يستثني مرجع رفيع الموظفين المختصين ايا تكن رتبهم من حضور مقابلاته مع شخصيات من مستوى معين

المستقبل

لفتت مصادر مطّلعة الى أن تقرير وزير بارز معنيّ عن الاعتداء الذي تعرّض له الجيش أمام مجلس الوزراء كان "قوياً" وشديد التحديد.

تردّد أن مرجعاً نيابياً يسعى الى معرفة "الصفقة" بين طرفين في منطقته ليبني على الشيء مقتضاه.

أجمعت الصحافة في دولة معادية على تفسير حادث خطير حصل قبل أيام على خلفية توتر جهة محلية واستنفارها من وحيال عملية تهدد الدولة المعادية بها.

 

النائب حرب طالب بإعلان هوية المعتدي على الطوافة ودوره في الجريمة: مجرى التحقيق وجديته يشكلان الحد الفاصل بين مشروع الدولة والدويلات

وطنية- 31/8/2008 (سياسة) قال النائب بطرس حرب في حديث صحافي اليوم: "دون استباق التحقيق القضائي في اغتيال الشهيد النقيب سامر حنا حرب والاعتداء الذي تعرض له طاقم المروحة العسكرية في تلة سجد، وتفاديا لاي استغلال رخيص للجريمة المروعة وللشائعات التي بدأت بالانتشار، وكشفا لحقيقة ما جرى، نطالب بإعلان هوية الشخص الذي تم تسليمه للقضاء ودوره في الجريمة التي حصلت وهوية شركائه، ولا سيما انه من المعلوم ان المروحية تعرضت لهجوم من مجموعة مسلحة، والاعتداء لم يكن عملا فرديا قام به شخص واحد على مروحية الجيش، بل هو عمل مجموعة مسلحة تابعة لأحد الاحزاب، أقدمت بالاضافة الى اعتدائها على المروحية، على منع طوافات الجيش التي توجهت صوب مكان الحادث من إغاثة الطوافة المستهدفة بالاعتداء وتحرير طاقمها وتقديم المساعدة الطبية لمن اصيب منه".

واعتبر ان "الجريمة طالت الجيش ودوره وسيادة الدولة على كامل اراضيها، هذا بالاضافة الى انها أودت بأحد افضل ضباط الجيش، وهذا ما لا يجوز السكوت عنه"، أضاف: "انني اذ أرحب بتسليم احد المجرمين الى العدالة، اطالب القضاء برفض اي تسوية في هذا الامر وتوقيف كل من يظهره التحقيق، شريكا او متدخلا او محرضا. فالقضية أخطر من ان تخضع لتسوية سياسية ما، اذ ان أبعادها تطال الجيش ودوره وهيبته كما تطال القضاء وعدالته والسيادة الوطنية وقدسيتها، ومجرى التحقيق وجديته يشكل الحد الفاصل بين مشروع الدولة السيدة المحتكرة للسلاح وبين مشروع الدويلات والمنظمات المسلحة".

وأوضح النائب حرب ان "اللبنانيين الذين هالهم نوع الجريمة وحجمها ورمزيتها، ينتظرون من القضاء ان يكشف الجريمة وخلفياتها وينزل العقاب بمرتكبيها، وينتظر من المسؤولين عن مرتكبي الجريمة ان يثبتوا قولهم بالفعل فيسلموا كل المسؤولين عن الحادثة الى القضاء ويرفعوا الغطاء السياسي والعسكري عنهم تفاديا لتكرار الاعتداء على الجيش الوطني الشرعي وتفاديا لتكريس قاعدة المناطق اللبنانية المحرمة على الجيش الوطني وترسيم الحدود بينها وبين حدود الدولة اللبنانية".

 

العماد قهوجي عزى بالنقيب الشهيد حنا في البترون

وطنية- 31/8/2008 (سياسة) زار قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل ظهر اليوم كنيسة مار اسطفان- البترون حيث قدم التعازي الى عائلة النقيب الطيار الشهيد سامر حنا، منوها أمام افراد العائلة بمسيرة الشهيد ومناقبيته العسكرية، وادائه الواجب العسكري بكل تفان وشجاعة واخلاص، ومؤكدا أن شهادته هي ذخر للجيش ووسام رفيع يعلق على صدر الوطن. وقد أعرب ذوو الشهيد عن شكرهم لمبادرة القائد، مؤكدين بقاءهم على عهدهم في الايمان بالرسالة السامية للجيش حامي الوحدة الوطنية وضامن الحرية والاستقرار.

 

إقليم جزين الكتائبي أقام عشاءه السنوي وأعاد افتتاح بيت الكتائب في البلدة

الصايغ: لا نريد مجتمع المقاومة المطروح من شركائنا فالمقاومة لمواجهة الاحتلال

وطنية - 31/8/2008(سياسة) أقام اقليم جزين الكتائبي حفل عشائه السنوي شارك فيه سامي أمين الجميل، النائب الاول للحزب شاكر عون،النائب الثاني الدكتور سليم صايغ ، نائب الامين العام وليد فارس ورؤساء أقاليم: الزهراني جورج كساب، بنت جبيل ميلاد حبوب، البقاع الغربي جورج صايغ وعكار جورج سعود، اضافة الى وفدين من "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" وعناصر حزبية كتائبية من منطقة جزين.

بداية النشيد الوطني ثم دقيقة صمت عن أرواح الشهداء. وكانت كلمة لرئيس اقليم جزين الكتائبي انطوان الاسمر عدد فيها تضحيات الحزب، وقال:"ان العمل شاق سنعمل بصورة مستمرة من اجل الوصول الى الهدف الحقيقي وصيانة لبنان ووحدته". وكانت كلمة للصايغ اعتبر فيها ان "الكتائب وجدت من اجل لبنان الواحد المستقل". من جهة ثانية، أعيد افتتاح بيت الكتائب في جزين برعاية الرئيس امين الجميل وحضور نجله سامي والصايغ وشخصيات جزينية مدنية، فكرية وسياسية.

وكانت كلمة للصايغ قال فيها:" نلتقي اليوم لكي نتشارك في قراءة رسائل عدة نوجهها: الرسالة الاولى الى اهالي جزين. السؤال الذي لا بد ان يبادر الى خاطر كل مواطن يشعر بثقل الحال في هذه المنطقة، هل هنالك من مستقبل لنا في المنطقة؟ نحن نريد ان نؤكد ان لا مستقبل للاشرفية وجونيه وزغرتا وبيت مللا وحمانا وبكفيا اذا لم تعد جزين ورميش والمية ومية وكل قرية في الجنوب الى اهلها، بمعنى ان يعود اهالي هذه القرى اليها فيتجذروا بأرضها كما أجدادهم".

أضاف:"نحن معنيون بأن يقرع آخر جرس كنيسة في آخر قرية في الجنوب فيجيبه آخر جرس كنيسة في آخر قرية في الشمال. هذا هو مشروعنا، الكل في الجزء والجزء في الكل وهذا مرادف للمسيحية بكل أبعادها الايمانية والحياتية، المسيحية كما الحرية توأمان لا يقوم واحدهما دون آخر. إن هدفنا الوجود المسيحي الحر من أكبر قرية الى أصغر قرية ترفع فيها اشارة المسيحية، ونحن نريد من الآخر ان يحترم هذا الوجود، الا اننا لا نستعطيه منه كما لا نقبل ان يمننا احد بذلك. هذا الوجود الحر من اصل فلسفة الكيان اللبناني، من دون حرية لا مسيحية في لبنان، وبالتالي لا مبرر لوجود لبنان. الا اننا كما ذكرت لن نستعطي تلك الحرية كما لا نقبل ان نقهر ولا نريد ان نقهر، فكما لا إكراه في الدين كذلك لا إكراه في الانتماء الى الوطن".

وسأل:" هل تريدون ان نؤسس سويا لمستقبل زاهر على اساس الحرية وننطلق من التاريخ دون ان نتحجر فيه ، لفتح طريق الغد دون عقد او خطابات متشنجة؟ تعالوا لفتح حوار حقيقي يكون سقفه طموح شبابنا وعتبته الاعتراف بالآخر كما هو فنعيش شراكة لبنانية حقيقية روحها الميثاق وجسدها اللامركزية الموحدة التي نطمح اليها، مناعتها الداخلية شعب لبنان وقدرة الدولة على فرض سيطرتها وسيادتها على كامل الاراضي اللبنانية".

أضاف:"الرسالة الثانية الى شركائنا في الوطن والجنوب اللبناني، نحن لا نريد مجتمع المقاومة الذي تطرحونه فالمقاومة تكون عند وجود احتلال ونحن لا نريد تحويل لبنان الى هانوي من اجل مزارع شبعا، نحن نريد مجتمعا محصنا ملتزما حقوق الانسان والتعددية والديموقراطية، ومن ثم تأتي الاستراتيجية الدفاعية التي تبدأ بالقناعات المشتركة وتنتهي بخطة الحماية. وبذلك يعود لبنان سويسرا الشرق بكل ما للكلمة من معنى. وتستعيد جزين رونقها وتعود الايام الحلوة في وطن تفوح فيه رائحة الطيب واناقة الجمال والعنفوان. لذلك نطلق من جزين صرخة نريد أن يسمعها القاصي والداني،انه لن يهدأ لنا بال ولن يستكين لنا جفن، قبل ان تعود جزين قلعة الايمان وقبلة الاغتراب، الطمأنينة والبحبوحة، فنكون معها على موعد مع الفرح والرجاء".

وتابع:"الرسالة الثالثة الى الكتائبيين، ان الكتائب اليوم تضع مدماكا جديدا، ولكن المدماك الاهم هو قلوب الجزينيين وعقولهم. لسنا بحاجة الى مداميك من حجارة وأصنام بل الى كل فرد منكم، فيكون بيت الكتائب مساحة حوار ومركز تخطيط ومكان لقاء لكل ابناء جزين. وهذا هو التحدي لرئيس القسم ومسؤول الاقليم. الكتائب هي اكبر من حزب، انها ضمير قضية ورسالة وطن فلا تقوقع ولا انكماش، بل نريد ان تكون الكتائب امينة على رسالتها، صادقة في مشروعها قادرة على الالتزام والالزام. هكذا كانت في الزمن الرديء وأيام العز وهكذا ستبقى بفضلكم".

وكانت كلمة للجميل شكر فيها الحاضرين، معتبرا أن "الجرأة التي أبدوها تدل على التزامهم الحقيقي بالحزب". وشكر إقليم جزين على "هديته الرمزية المتمثلة وهي سيف من صنع حرفيي البلدة"، معتبرا أن هذه الهدية "هي للدفاع عن أنفسنا وعن وطننا لبنان وقيمنا".

 

جعجع في عشاء ل"القوات" في حدشيت: متفائلون بالمستقبل وسنصل الى بر الامان

النائبة جعجع: سنبقى الدرع الحصين في وجه المؤامرات التي تعرقل بناء الدولة

وطنية- 31/8/2008 (سياسة) أعرب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، خلال عشاء أقامه مكتب "القوات" في حدشيت في حضور النائبة ستريدا جعجع، نقيب المهندسين في الشمال جوزيف اسحق، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري رئيس بلدية بقاعكفرا ايلي مخلوف، رئيس بلدية بشري جورج جعجع، رئيس بلدية بزعون بالتكليف رامي بو فراحة ورئيس بلدية حدشيت نبيل الدريي، عن "تفاؤله بالمستقبل لأن التاريخ خير عبرة للمستقبل، فرغم من كل الصعوبات التي مر بها اجدادنا ورغم الاضطهادات حافظوا على هذا الوطن، وما انجزته القوات اللبنانية من خلال صمودها السنوات الثلاثين الماضية تؤكد بان لبنان سيبقى وسنصل الى شاطىء الامان". بداية النشيد الوطني ثم كلمة ترحيب لريمون حنا فكلمة منسق "القوات اللبنانية" في حدشيت يوسف ديب اشار فيها الى "ان المرحلة القاسية كانت ضرورية ومفيدة لانها صقلت وحضت وابقت على المناضلين الحقيقيين واسقطت كل الانتهازيين والوصوليين".

ثم القت النائبة جعجع كلمة شكرت فيها ابناء حدشيت "الذين ضحوا في سبيل الوطن في كافة المراحل"، داعية الى "رص الصفوف والعمل يدا واحدة لاكمال مسيرة الاستقلال والسيادة"، لافتة الى "ان المرحلة المقبلة حساسة وتحتاج الى العمل للتأكيد على ان القوات اللبنانية ستبقى الدرع الحصين في وجه كل المؤامرات التي تهدف الى عرقلة مسيرة بناء الدولة".

وحيت "القواتيين من ابناء حدشيت"، واشارت الى "ان كل ما انجزته والنائب ايلي كيروز لا يفي أبناء حدشيت حقهم نظرا الى التضحيات التي قدموها في سبيل الوطن"، ووعدت ب"متابعة العمل من اجل مساعدتهم وأبناء المنطقة وخصوصا المزارعين منهم والعمل على تصريف الانتاج الزراعي".

والقى رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع كلمة ثمن فيها "تضحيات ابناء حدشيت منذ سنوات واستشهادهم في سبيل الحفاظ على لبنان"، وقال: "النائبة ستريدا تكلمت عن حدشيت الوفية منذ العام 1994 حتى العام 2005، ام انا فاخبركم عن حدشيت الوفية منذ العام 1975 حتى اليوم، ووجودي هنا يعيد الى ذهني ذكريات قضيناها معا في حدشيت والوادي المقدس". واذ استذكر "احد الرفاق من ابناء حدشيت الذي استشهد معنا وهو الشهيد البطل طوني وردان"، هنأ أهالي البلدة والمنطقة على "صمودهم طوال السنوات السابقة لانهم احفاد رجال عظام"، وأكد "ان وجودنا في هذه المنطقة يحتم علينا حماية ما تمثله من قيم وتراث لهذه الكنيسة المارونية، وكل الجهود التي نبذلها اليوم في سبيل الحفاظ على لبنان لا يشكل رقما صغيرا مما بذله اجدادنا في سبيل الحفاظ على قدسية هذه المنطقة".

وختم: "المقاومة موجودة في عروقنا لاننا ورثناها عن اجدادنا، ورثنا عنهم حسن المقاومة التي انتقلت عبر الاجيال، لذلك لا ينتابني اي شعور بالخوف عندما افكر بالمستقبل، ولدي ايمان باننا سنصل الى شاطىء الامان".

 

الحريري وجنبلاط يوفدان ممثلين عنهما إلى مهرجان الصدر اليوم ...

 لبنان: سليمان يعد بآلية للتعيينات المقبلة وحادث المروحية يستعجل الدعوة إلى الحوار

بيروت- الحياة - 31/08/08//

واصلت الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني أمس التحقيقات في حادث إطلاق النار على المروحية العسكرية والذي أدى الى استشهاد النقيب سامر حنا يوم الخميس الماضي، وتواصلت ردود الفعل على الحادث والدعوات الى معالجة مسؤولة وجدية لأسبابه وذيوله، فيما زار قائد الجيش الجديد العماد جان قهوجي الذي عينه مجلس الوزراء أول من أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي أصدر مرسوم التعيين بحيث بات في إمكان قهوجي مباشرة مهماته رسمياً.

وزار سليمان، الذي يغادر غداً الى قطر في زيارة رسمية، عائلة النقيب الطيار الشهيد في بلدته تنورين لتقديم التعازي بوفاته، بعدما كان الحادث طغى على مناقشات جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت أول من أمس، حيث تكررت دعوة بعض الوزراء الرئيس سليمان الى تسريع عقد مؤتمر الحوار الوطني من أجل مساهمة كل الفرقاء في تنفيس الاحتقان في البلاد. (راجع ص 5)

وينتظر أن يلقي رئيس البرلمان نبيه بري عصر اليوم خطاباً شاملاً حول الوضع اللبناني لمناسبة إحياء الذكرى الثلاثين لإخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، في مدينة النبطية، يتناول فيه المرحلة الراهنة والحوار وضرورة اتخاذ خطوات لتعزيز المصالحة الوطنية والانفتاح بين الفرقاء.

ويفترض أن تشهد المناسبة خطوات رمزية للتلاقي بين أطراف في المعارضة والأكثرية تنعكس على الحوار بين «أمل» وقوى أساسية في 14 آذار، خصوصاً أن زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري سيرسل وفداً الى المهرجان، قوامه النائب جمال جراح الذي سيمثله شخصياً وكتلته النيابية، إضافة الى أحمد الحريري، ومسؤول آخر من «تيار المستقبل» في الجنوب. كما أن رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط سيرسل وفداً يمثل كتلة اللقاء النيابي الديموقراطي يضم اثنين من النواب إضافة الى وفد مركزي من الحزب التقدمي الاشتراكي.

وكان الرئيس سليمان أيّد في جلسة مجلس الوزراء مداخلات عدد من الوزراء الذين أبدوا خشية من حال الاحتقان التي تعيشها البلاد ويغذّيها أي حادث أو صدور اتهامات متبادلة، وشددوا على وجوب تسريع الدعوة الى الحوار، إلا أن سليمان لم يشر الى ما إذا كان سيدعو طاولة الحوار الى الالتئام في القريب العاجل. وذكرت مصادر نيابية أن الدعوة الى الحوار لن تتم قبل إقرار قانون الانتخاب آخر شهر أيلول (سبتمبر) المقبل في المجلس النيابي، وربما تأخرت الى ما بعد شهر رمضان المبارك.

وركزت ردود الفعل على حادث إطلاق النار على المروحية العسكرية، بانتظار التحقيق القضائي الجاري.

وعلمت «الحياة» أن النقاش السياسي الذي جرى في مجلس الوزراء لم يقتصر على حادث المروحية وتعداه الى التباين الذي حصل حول طريقة تعيين قائد الجيش، بعد الملاحظات التي أبداها وزيرا «اللقاء الديموقراطي» غازي العريضي ووائل أبو فاعور وتوافق عدد من القوى السياسية على التعيين ثم طرحه على مجلس الوزراء. وإزاء مطالبة وزراء بطرح التعيينات المقبلة برمتها على مجلس الوزراء استناداً الى معايير واضحة لأن ما حصل عن اتفاق خارج مجلس الوزراء يشكل «انطلاقة غير موفقة للحكومة والعهد وللتعيينات»، قال الرئيس سليمان: «يجب أن نضع آلية للتعيينات المقبلة»، مبدياً تفهمه للملاحظات التي أبديت في هذا الصدد».

وطُرح في الجلسة موضوع تسرب المعلومات الى الإعلام عن مجلس الوزراء، خصوصاً حين أشار الرئيس سليمان الى أن قرار تسمية مدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري سفيراً في الفاتيكان يجب ألا يعلن قبل نيل موافقة الدولة المعنية، فأبلغه أحد الوزراء أن الإعلام بات على علم بالأمر وأن المشكلة ليست بالإعلام بل بالمسؤولين الذين يسربون.

من جهة ثانية، أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصالات هاتفية بكل من رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف، ورئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي، لشكرهما على الجهود التي بذلاها من أجل المساهمة في إنجاح الوصول الى الاتفاق الذي وقع في الأردن من أجل استجرار الطاقة الكهربائية من مصر الى لبنان عبر الأردن وسورية، وكانت الاتصالات مناسبة لبحث الأوضاع والعلاقات الثنائية

 

سليمان يعزي بالطيار حنا في بلدته... وجعجع ينتظر انتهاء التحقيق

الشرطة العسكرية تستمع الى شهود في حادث سجد

بيروت -الحياة - 31/08/08//

تابعت الشرطة العسكرية اللبنانية تحقيقاتها في حادث إطلاق النار على المروحية العسكرية التابعة للجيش اللبناني فوق تلال سجد في إقليم التفاح، واستمعت الى إفادات شهود تحت إشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد.

وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يرافقه رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن شوقي المصري، زارا منزل النقيب الطيار الشهيد سامر حنا في بلدته تنورين، وقدم التعازي الى أهله، منوهاً بما كان يتمتع به من مناقبية في المؤسسة التي نذر حياته لها.

ورفض أمس، رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع «الدخول في حيثيات حادث إسقاط المروحية قبل انتهاء التحقيق».

واكتفى بالقول: «بغض النظر عما اذا كان الحادث مقصوداً أو غير مقصود، نسأل، حتى ولو أخذنا بافتراض «حزب الله» ان الأمر مجرد حادث، ألا يدل هذا الحادث على ان الوضع في لبنان غير طبيعي؟ وبالذات وضع الجيش؟ ومقابل ماذا ولماذا مستمرون بإبقاء لبنان والجيش والدولة في وضع غير طبيعي؟».

ولفت في لقاء مع طلاب «القوات» الى أن «مزارع شبعا لم تثر يوماً إلا في العام 2000، اذ كانت منذ الخمسينات كناية عن أراض سليخ يأتي اليها بعض الرعاة السوريين، وفي ما بعد تمركزت فيها قوى الأمن السورية وشهدت حروباً عدة ودخلت اليها إسرائيل ولم يسأل حينها أحد عنها. لم يتذكروا مزارع شبعا بالفعل الا بعد العام 2000 عندما انسحبت إسرائيل وعندما لم يكن هناك من سبب أو مبرر لإبقاء سلاح «حزب الله» اتخذوها حجة».

ووجه نداء الى رئيس الجمهورية «كي يدعو الى طاولة حوار في اسرع وقت ممكن من اجل بحث مسألة الاستراتيجية الدفاعية والقرار الاستراتيجي في لبنان فضلاً عن موضوع سيادة الدولة وسلطتها على كل أراضيها»، مؤكداً ان «هذا هو الحل الوحيد لكل المشاكل التي واجهتنا والتي ممكن ان نواجهها وإلا سيبقى لبنان في وضع غير طبيعي، حتى ولو اعتبر البعض ان ذلك يصب في مصلحتهم على المدى القصير».

وأسف وزير الاتصالات جبران باسيل، في تصريح لـ «استغلال حادث مروحية الجيش لغايات سياسية ومحلية صغيرة». وقال: «انه لمبكٍ، أن نفقد أحد خيرة ضباط الجيش اللبناني، عرفنا أهله جيداً، وعرفناه بمزاياه الشخصية قبل انخراطه في المؤسسة العسكرية. وعرفناه بعد ذلك، وعرفنا عنه الكثير مما أغنى به هذه المؤسسة. وانه لمن المبكي اكثر، ان يسقط ضابط كهذا بنيران صديقة ما عرفت طريقها الا الى رأسه الشامخ، ولمن المؤسف اكثر وأكثر ان يتم استغلال حادث كهذا لغايات سياسية ومحلية صغيرة أمام روع الأمر، إلا أننا آثرنا قبل التعليق انتظار تقرير وزير الدفاع حول التباسات الحادثة، الأمر الذي أعطانا بعضاً من الراحة والتعزية بسبب جدية التحقيق وتعاون المعنيين معه، ما أدى الى تسليم مطلق النار، واستعدادهم الى كل ما يلزم لكشف الحقيقة من كل جوانبها ومعاقبة المخطئين على عملهم، والأهم الاتعاظ مما حصل لعدم تكراره والاستفادة منه لوضع استراتيجية دفاعية وطنية». وأعرب بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريولس الثالث لحام عن «شديد حزنه وأسفه لاستشهاد النقيب الطيار سامر حنا»، وامل «ان تكون دماؤه الطاهرة خاتمة أحزان اللبنانيين، وإكليل مجد على هامة الوطن».

وشدد على «ان الخلاص لا يكون الا بتضامن اللبنانيين وتوحيد جهودهم الهادفة الى إعادة بناء الوطن على أسس وطنية ثابتة، ركيزتها العدالة والولاء المطلق للبنان، منبهاً من المخططات التفتيتية والأحداث الأمنية المتفرقة التي تطاول الوطن»، ومحذراً من «حال التوتيرات المتنقلة التي تهدد قواعد العيش الآمن بين أبناء البلد الواحد». ورأى الحزب «الشيوعي اللبناني» في بيان «ان الحادثة الأليمة والمؤسفة التي أودت بحياة النقيب الشهيد حنا، وطاولت الجيش والمقاومة في آن، تستدعي الإسراع في صياغة سياسة دفاعية وطنية، كي يكون لبنان كله قادراً على التصدي للاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية التي بدأ يتصاعد الحديث عنها من جانب قادة العدو وبعض العرب المهولين بقوة هذا العدو»

 

أهالي المفقودين في يومهم العالمي يطالبون بلجنة مستقلة

بيروت- الحياة - 31/08/08//

أحيت «لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين» (سوليد) أمس، اليوم العالمي للمخفيين من خلال استعادة قضية هؤلاء المزمنة في مؤتمر صحافي عقدته في خيمة الاعتصام المفتوح منذ ثلاث سنوات، في وقت ترأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجتماعاً لـ«اللجنة القضائية» التي تتابع ملف المفقودين والمعتقلين وتضم القاضيين جوزف معماري وجورج رزق والعميد في قوى الأمن الداخلي سامي نبهان، واطلع منها على مراحل عملها.

وأعطى سليمان توجيهاته للجنة بـ«ضرورة تكثيف اللقاءات مع الجانب السوري المماثل أو مع الأهالي وتفعيل العمل من زاوية اقتراح آليات، والاجتماع مع وزير العدل في هذا الخصوص كي تتم معالجة مسألة المفقودين على المستويات المطلوبة».

وفي حديقة بيت الأمم المتحدة في قلب بيروت تجمع أهالي المفقودين وكمّوا أفواههم بقصاصات كتب عليها «الى متى؟» وكبلوا أيديهم بالحبال وغطى بعضهم رأسه بأكياس سود تماهياً مع أوضاع المفقودين. وطالبت «لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين» التي تحدثت باسمها وداد حلواني، بـ «تشكيل لجنة وطنية مستقلة وفقاً للمعايير الدولية، تضم ممثلين عن: عائلات الضحايا، الجمعيات الأهلية العاملة على قضية الإخفاء القسري، وقضاة مشهوداً لهم بالاستقلالية والنزاهة، وأعضاء في المجلس النيابي، الحكومة، المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال والتي تلتزم الحياد وتمتلك الخبرات اللازمة كالصليب الأحمر الدولي، وذلك لحل قضية المختفين قسراً في لبنان وخارج الحدود، من لبنانيين وغير لبنانيين مقيمين على الأراضي اللبنانية، بما يؤمن الإفراج الفوري عن الأحياء، أينما كانوا، والإعلان عن الذين اصبحوا في عداد الموتى، بما يضمن لهؤلاء جميعاً حقوقهم الإنسانية وحقوق عائلاتهم المعترف بها دولياً بغض النظر عن جنسياتهم وجنسيات المرتكبين».

 وشددت حلواني «على ضرورة اعتماد المعايير الدولية لتحديد أماكن المقابر الجماعية على كل الأراضي اللبنانية ونبشها وفق هذه المعايير. وعلى هذه اللجنة ان تنشئ قاعدة معلومات للحمض النووي من خلال إجراء فحوص لجميع أهالي المختفين قسراً، كما عليها ان تسارع الى وضع برنامج متكامل لتعويض الضرر المعنوي والمادي الذي لحق بضحايا جرائم الإخفاء القسري وعائلاتهم. ويجب أن تكون لديها صلاحيات تخولها الحصول على المعلومات من مراكز الاستخبارات والأمن وكل المؤسسات التي يتضمن أرشيفها معلومات عن الأشخاص المختفين قسراً، كذلك السعي للحصول على المعلومات من قادة وأفراد الميليشيات السابقة ممن يعتقد انهم قاموا بتسليم معتقلين لبنانيين الى الأجهزة السورية والإسرائيلية. وينبغي على هذه اللجنة مواكبة الأسر المعنية وإعلامها بالتقدم الذي تحققه في عملها وبالنتائج التي تتوصل إليها وجعل هذه المعلومات علنية».

ودعت الى «إدراج قضية ضحايا الإخفاء القسري في لبنان وما وراء الحدود على طاولة الحوار الوطني، والاعتراف الرسمي بفشل اللجنة القضائية المشتركة السورية - اللبنانية بعد ثلاث سنوات من العمل، وبالتالي نقل مهماتها الى اللجنة الوطنية، الأمر الذي يستوجب الشروع بتشكيلها بالسرعة اللازمة

 

الجميل يعتبر أن تسليم مطلق النار على المروحية لا يحل المشكلة ... سليمان يلتقي القائد الجديد للجيش

بيروت-الحياة - 31/08/08//

تمنى الرئيس اللبناني ميشال سليمان التوفيق لقائد الجيش الجديد العماد جان قهوجي، خلال استقباله إياه أمس، في مسؤوليته الجديدة «خصوصاً أن أمام الجيش مهمات وتحديات كثيرة من الشمال الى الجنوب فضلاً عن مواجهة الإرهاب وضبط حدود الوطن والدفاع عنه».

وامل العماد قهوجي في بيان «من الجميع بما في ذلك الهيئات البلدية والأهلية نزع الصور الشخصية واللافتات العائدة له أينما وجدت».

وتوقف الرئيس أمين الجميل بعد لقائه الرئيس سليمان في بعبدا عند «الحادثة الأليمة التي حصلت في سجد، لأؤكد أنها خطرة وتتجاوز البعدين الأمني والقضائي، وإن تم تسلّم الجاني أو لم يتم ذلك. هناك مبدأ معترف به هو مبدأ سيادة الدولة، وللأسف، فإن هذه المشاكل تذكرنا بمرحلة السبعينات مع المقاومة الفلسطينية، حيث غالباً ما كانت تقع أحداث مماثلة بينها وبين الجيش اللبناني، تحال بعدها على لجان التحقيق مقبرة العدل والمنطق». وقال: «القضية لا تحل بتسليم الجاني. وهذه المعالجة لا ترد النقيب سامر حنا الى أهله. هذه مأساة إنسانية، فلتتم معالجة هذه المسألة بدرجة عالية من المسؤولية، تجنباً لوقوعها مرة ثانية

 

المجلس الإسلامي قلق ويحض على الحوار

بيروت - الحياة  - 31/08/08//

أبدى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي اجتمع امس، برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، قلقاً شديداً «أمام الأحداث الأمنية المتنقلة وكان آخرها الاعتداء الذي تعرضت له مؤسسة الجيش اللبناني باستهداف مروحية عسكرية تابعة لها»، وطلب المجلس من القوى الأمنية «أن تتعامل مع الخروق الأمنية في أي منطقة كانت بالحزم والشدة وجعل مسؤولية الأمن بيدها». ودعا المجلس إلى «الإسراع في عقد الحوار الوطني لأنه ضرورة وحاجة لبت الأمور العالقة وخصوصاً في الإستراتيجية الدفاعية الوطنية، ولوضع حد للتجاوزات والاستفزازات التي تحصل بين الحين والآخر في بيروت وكل المناطق». ونوه «بالجهود المشكورة التي تبذلها المملكة العربية السعودية والكويت ومصر في المساعدة لحل المشكلات اللبنانية». وأهاب «بالسلطات القضائية بضرورة الإسراع في بت أوضاع الموقوفين الإسلاميين ومحاكمتهم بحسب القوانين المرعية الإجراء والإفراج فوراً عن الذين لم يوجه في حقهم أي تهمة أو دليل أو قرينة اتهام تستدعي توقيفهم»، وأكد انه «سيتابع هذا الموضوع بكل الوسائل المتاحة من اجل إنهاء هذا الملف

 

بارود: الانفجار نتيجة حتمية لغياب الحوار

بيروت-الحياة  - 31/08/08//

عقد البطريرك الماروني نصرالله صفير مع وزير الداخلية اللبناني زياد بارود خلوة بحثا خلالها التطورات الراهنة على الساحة اللبنانية وذلك على مدى ساعة، في جناح البطريرك الخاص، واستكملت على مائدة الغداء. وكان الوزير بارود اعتبر أن الجيش اللبناني أثبت انه «المؤسسة الحامية وهو من يعطي البلد الاستقرار، وان موضوع سقوط مروحية الجيش قيد التحقيق ولا يحق لنا إطلاق التكهنات». ودعا في حديث الى إذاعة «صوت لبنان» القوى السياسية الى «أن تقوم بجهد لحصول المصالحة»، وقال: «نحن بحاجة ان يكون لبنان منزوع السلاح، ان موضوع السلاح يجب ان نتعاطى معه بكل جرأة ونقوم بالخيارات المطلوبة على الصعيد السياسي».  ورأى «ان الانفجار سيكون نتيجة حتمية لعدم الحوار ولفت الى ان الانطلاقة ستكون بعدما تستكمل التحضيرات لإنجاحه

 

الفلسطينيون في لبنان

داود الشريان- الحياة - 31/08/08//

 بيروت التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس جميع القيادات السياسية اللبنانية، وقال للبنانيين بملء الفم نحن، كفلسطينيين، ضد التوطين ولن نقبل به. ونصرّ على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى بلاده ووطنه. أما السلاح، فهناك السلاح داخل المخيمات وآخر خارجها. في المبدأ نحن ضيوف، وتحت القانون اللبناني ولسنا فوقه، وما تراه الحكومة اللبنانية والسلطة اللبنانية ككل ينطبق علينا كما ينطبق على غيرنا، ما يراه لبنان مناسبا نحن مستعدون لتلبيته. لا يريدون السلاح، إذاً يزال السلاح. تصريحات «ابو مازن» الواضحة والمباشرة وجدت ترحيباً واسعاً في جميع الأوساط اللبنانية. بعضهم فرح ورحب ليطمئن، والبعض الآخر وجدها فرصة ليدفع الاتهام عن نفسه وموقعه. فقضية التوطين تحولت خلال المرحلة الماضية إلى موضوع في السجال بين المعارضة والأكثرية،  فثمة من يتهم بعض الأكثرية بالسعي لتسهيل التوطين لتغيير الخارطة الطائفية، وهو اتهام بلا سند.

على أي حال، إسرائيل لم توافق حتى الآن على منح حق العودة للفلسطينيين، ولن توافق. فحق العودة أصبح سراباً، ولهذا فإن الاستمرار في تجاهل أوضاع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والظروف المعيشية والإنسانية، والحياة الاجتماعية للفلسطينيين في لبنان، وعدم الاعتراف بحقهم بالعمل والتملك والتنقل بحرية، ليس هو الحل. فالمواطن الفلسطيني في لبنان يعيش تحت قانون الإقامة الجبرية، ويتكدس الفلسطينيون في مخيمات تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم، وتركهم في هذه الأوضاع لن يقرب حق العودة، وفي المقابل فإن تحسين ظروفهم، والتعامل معهم كمقيمين للعمل لن يسوّغا مشروع التوطين.

الأكيد أن تضخيم قضية توطين الفلسطينيين في لبنان كلمة حق يراد بها باطل، فالحديث المتواصل عن التوطين يرمي إلى إبقاء أوضاع المخيمات على حالها التعيس، بهدف استمرار وجود السلاح داخل هذه المخيمات، والذي بات يستخدم لحل قضايا الآخرين على الأرض اللبنانية. ولهذا فإن الحل هو كسر جدار عزلة هذه المخيمات، وتحويلها إلى أحياء او مدن صغيرة، والتعامل معها كبقية الأحياء والمدن اللبنانية، وفتح الباب للفلسطينيين للانخراط في الحياة المدنية، ومن دون قرار شجاع على هذا المستوى، ستبقى هذه المخيمات بؤراً للتوتر، ومحرّضاً على فعل التوطين  

 

اول استطلاع رأي من نوعه منذ السابع من ايار: كل المسيحيين ضد سلاح حزب الله ومعهم 91 بالمائة من السنة و93 بالمائة من الدروز

91 بالمائة من السنة في لبنان لا يؤيدون بقاء السلاح مع حزب الله.

و93 بالمائة من الدروز في لبنان لهم الموقف نفسه.

الشراع

هذان الموقفان ليسا مجرد تحليل او نتيجة انطباع عام كونه مراقب عرضاً عن موقف السنة والدروز من سلاح حزب الله، بل هو نتيجة استطلاع رأي هو الاول من نوعه منذ اجتياح بيروت في السابع من ايار/مايو الماضي انجزته ((الشراع)) عبر مركزها للاستطلاعات في الثامن عشر من شهر آب/اغسطس الجاري.

وإذا كان هذا الموقف للسنة والدروز صارخ في تعبيراته ودلالاته كونه يطال مجموعتين استهدفهما استخدام حزب الله لسلاحه في الداخل اللبناني، فإن الموقف المسيحي لا يقل رفضاً للسلاح غير الشرعي بل يتجاوزه لتصل نسبة المسيحيين الرافضين لبقاء السلاح في ايدي حزب الله الى مائة في المائة.

وهذه الارقام والنسب قد تكون مفيدة للكل، سواء للذين يستعدون للذهاب الى جلسات حوار برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لبحث مسألة امتلاك حزب الله للسلاح وحظر استخدامه في الداخل كما نص اتفاق الدوحة، او لحزب الله نفسه الذي فقد ويفقد الاجماع الوطني اللبناني على سلاحه، ذلك الاجماع الذي امن بالوحدة والاحتضان الواسع التحرير عام 2000، وحمى لبنان وحزب الله ضمنه في عدوان تموز/يوليو 2006.

هذا الاستطلاع يعبر عن آراء ومواقف 3 مجموعات لبنانية اساسية: السنة والمسيحيون والدروز.. وهي المجموعات التي قد لا تشكل مجموع اللبنانيين الا انها تمثل النسبة الاكبر منهم خصوصاً اذا تم اضافة مواقف شرائح شيعية واسعة رافضة لسياسات حزب الله واستمرار امتشاقه للسلاح رغماً عن إرادة لبنان الوطن والشعب والمؤسسات وخدمة للسياسات الامبراطورية الايرانية والمطامع والنوازع الشخصية والخاصة والضيقة للنظام السوري.

((الشراع)) اجرت استطلاعاً للرأي شمل 260 مواطناً من السنة والمسيحيين والدروز من الجنسين ومن مختلف مناطق لبنان ومن اعمار متفاوتة ومن شرائح اجتماعية وعلمية وثقافية شتى، ومن خلفيات عائلية وحزبية عديدة، وطرحت عدة اسئلة (منشورة في إطار خاص ضمن هذا السياق)فجاءت الاجوبة كما يلي:

السؤال الاول: هل تؤيد بقاء السلاح مع حزب الله؟

اما الاجوبة فجاءت كما يلي:

*92 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع من سنة ومسيحيين ودروز يرفضون بقاء السلاح في ايدي حزب الله، فيما ايّد 7 بالمائة فقط بقاء السلاح مع حزب الله ولكن بشرط ان يكون لمقاتلة اسرائيل وحدها وعدم استخدامه في الداخل وفق قواعد وشروط يتفق عليها في جلسات الحوار الوطني.

*وفي تفصيل ذلك طائفياً ومذهبياً، فإن 91 بالمائة من السنة ومثلهم 93 بالمائة من الدروز و100 بالمائة من المسيحيين المستطلعة آراؤهم رفضوا بقاء السلاح في ايدي حزب الله، بينما ايّد 9 بالمائة فقط من السنة و7 بالمائة من الدروز بقاء السلاح في ايدي حزب الله ولكن بشرط مقاتلة اسرائيل وحدها.

السؤال الثاني: كيف ترى حل مسألة السلاح مع جيش شيعي في لبنان؟

48 بالمائة من المستطلعة آراؤهم من السنة والمسيحيين والدروز يرون ان لا حل لمسألة السلاح مع حزب الله الا بالقوة سواء من خلال الجيش اللبناني او من خلال قوات دولية.. الخ بينما رأى 40 بالمائة امكان حل هذه المسألة بالحوار والتوافق، بينما اعتبر 7 بالمائة ان لا حل لهذه المسألة في حين يؤكد 3 بالمائة ان هذه المسألة تحل من خلال انتهاء الصراع مع العدو الاسرائيلي.

هذه الارقام والنسب تبدو حتى الآن على اهميتها ودلالاتها طبيعية وعادية كونها اجابات اجمالية وعامة، الا انها في التفاصيل غير عادية بالنظر الى ما تحمله بعض الاجوبة مما يمكن اعتباره جرس انذار لما يمكن ان يحدث في البلاد اذا لم تتم معالجة هذه المسألة.

ففي اجوبة المستطلعة آراؤهم من السنة طالب 49 بالمائة بنـزع هذا السلاح بالقوة وبكل الوسائل المتاحة بينما دعا الى حل هذه المسألة بالحوار وعبر استراتيجية دفاعية يتفق عليها نحو 38 بالمائة فقط من السنة، بينما رأى 7 بالمائة ان لا حل لها، مقابل 4 بالمائة فقط اعتبروا ان بقاء هذا السلاح ممكن حتى انجاز التحرير الكامل وانتهاء الصراع مع اسرائيل.

في اجوابة السنة عداء واضح لسلاح حزب الله، وضمنها من طالب بالجهاد ضد حزب الله.. والشيعة (8 بالمائة) ودعا نحو 4 بالمائة الى مقاطعة الشيعة وطردهم ومثلهم استغاث بـ((القاعدة)) او دعا لتطرف سني مقابل لما اسمي تطرف حزب الله بينما طالب نحو 4 بالمائة من السنة بتسليح باقي الطوائف ضد حزب الله.

اللافت ان 34 بالمائة من الذين دعوا الى نزع سلاح حزب الله بالقوة قالوا ان ذلك ممكن عبر حرب اقليمية او اقتتال داخلي يتم خلاله فرض نزع السلاح على حزب الله بالقوة.

واذ وجد من اعتبر ان ضرب ايران هو بوابة نزع سلاح حزب الله، وجد ايضاً من طالب بنـزع سلاح حزب الله عبر مجلس الامن او حلف الاطلسي.. الخ.

وبالنسبة للمسيحيين: فإن 48 بالمائة منهم دعوا الى استخدام القوة عبر الجيش لنـزع سلاح حزب الله بينما دعا 41 بالمائة منهم الى الحوار والتوافق معه بينما رأى 10 بالمائة ان لا حل منظوراً لهذه المسألة.

اما الدروز، فكان لافتاً ان 60 بالمائة منهم دعوا الى حل هذه المسألة عبر الحوار والدولة وبواسطتها المؤسسات، فيما دعا 36 بالمائة منهم الى حل هذه المسألة بالقوة، واعتبر 3 بالمائة ان لا حل لها لا بالقوة ولا بالحوار.

السؤال الثالث: من يقدر على نزع سلاح حزب الله؟

أجوبة هذا السؤال تنوعت إلى درجة يصعب معها استخلاص نسب واضحة إلا ان أبرزها هو ما يلي: 36 بالمائة من اللبنانيين المستطلعة آراؤهم يرون ان الدولة القوية العادلة والقادرة وإذا توحد اللبنانيون تستطيع نزع السلاح من حزب الله، بينما يرى نحو 22 بالمائة منهم ان لا أحد يستطيع نزع سلاح حزب الله.

وتنوع الأجوبة ورد كما يلي:

عند السنّة: رأى 31 بالمائة ان الدولة القوية والقادرة تستطيع نزع سلاح حزب الله و20 بالمائة وجدوا ان لا أحد يستطيع نزع سلاح حزب الله.

ووجد 17 بالمائة من المستطلعة آراؤهم من السنّة ان المؤمنين والمجاهدين واتحاد القوى المناهضة لسوريا والتشيع الفارسي تستطيع نزع سلاح حزب الله بينما رأى 5 بالمائة ان قوى 14 آذار تستطيع ذلك، في حين رأى آخرون (8 بالمائة) ان إيران وسوريا تستطيعان ذلك، بينما وجد 4 بالمائة ان صفقة بين سوريا وإسرائيل لبيع حزب الله تضمن نزع سلاح حزب الله، فيما وجد من رأى ان هذا غير ممكن إلا بسقوط النظامين السوري والإيراني أو بالسلاح المذهبي أو بالقوات الدولية أو بالسلام مع إسرائيل أو بحرب تشنها إسرائيل على حزب الله.

أما درزياً فرأى 50 بالمائة ان الجيش المدعوم من القوى الحزبية المناهضة لسلاح حزب الله قادر على نزع سلاحه، بينما رأى بعض الاصوات ان الحزب التقدمي الاشتراكي قادر على ذلك (10 بالمائة)..

مسيحياً يعتقد 56 بالمائة من المستطلعة آراؤهم ان الجيش اللبناني قادر على نزع سلاح حزب الله، فيما رأى 12 بالمائة ان الأمم المتحدة قادرة على ذلك.. فيما وجد من رأى ان اتفاقاً سورياً – أميركياً من شأنه نزع السلاح..

السؤال الرابع: هل تؤيد أن يكون للسنّة حزب مسلح؟

53 بالمائة من المستطلعة آراؤهم أيدوا قيام السنّة بتشكيل حزب مسلح مقابل 46 بالمائة رفضوا ذلك.

اللافت في توزيع النسب على المجموعات المشمولة باستطلاع الرأي هو ان المسيحيين رفضوا وبنسبة مائة بالمائة فكرة قيام حزب سني مسلح، بينما تحمس لها الدروز بنسبة 90 بالمائة منهم.

أما عند السنّة فكان لافتاً ان الفكرة لا تحظى بنسبة مؤيدين موازية لنسبة مؤيديها من الدروز إذ بلغت نسبة المؤيدين لها 56 بالمائة من السنّة مقابل 43 بالمائة منهم رفضوها.

وإذ تحفظ قسم كبير من المستطلعة آراؤهم على الإجابة حول التنظيم الذي يختارونه من السنّة ليكون التنظيم المسلح، تصدر تيار المستقبل لائحة التنظيمات السنية ليكون حسب من شاء الإجابة الحزب السني المسلح في مواجهة حزب الله يليه وبفارق كبير التيارات السلفية والاحزاب الإسلامية الأخرى.

درزياً تصدر الحزب التقدمي الاشتراكي اللائحة، فيما تصدرتها ((القوات اللبنانية)) مسيحياً و((التيار الشيعي الحر)) أو ما سمي أحرار الشيعة اللائحة شيعياً.

السؤال الخامس: هل تعتقد بقدرة الجيش اللبناني على نزع سلاح حزب الله؟

69 بالمائة من المستطلعة آراؤهم رأوا ان الجيش غير قادر على أداء هذه المهمة فيما وجد نحو 31 بالمائة منهم انه قادر على نزع سلاح حزب الله.

من السنّة رأى 78 بالمائة ان الجيش غير قادر على نزع سلاح حزب الله في حين اعتبر 21 بالمائة منه انه قادر.

أما مسيحياً فرأى 64 بالمائة ان الجيش قادر على نزع سلاح حزب الله مقابل 35 بالمائة رأوا العكس، بينما اعتبر 63 بالمائة من الدروز ان الجيش قادر في موازاة 36 بالمائة أكدوا صعوبة لا بل استحالة هذه المهمة على الجيش.

السؤال السادس: هل تخشى من حرب شاملة في لبنان وفرط الجيش اذا حاول الاخير نـزع سلاح حزب الله؟

في الأجوبة ابدى 59 بالمائة من المستطلعة آراؤهم خشيتهم من حرب شاملة او انفراط الجيش اذا دخل في مواجهة عنوانها نـزع سلاح الحزب بينما قال 40 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع انهم لا يخشون ذلك.

وبينت الارقام ان 58 بالمائة من السنة يخشون حرباً شاملة وانفراط الجيش ومثلهم 76 بالمائة من الدروز و50 بالمائة من المسيحيين بينما لا يخشى 41 بالمائة من السنة و50 بالمائة من المسيحيين و23 بالمائة من الدروز حدوث تداعيات نوع الحرب الشاملة وانقسام المؤسسة العسكرية.

السؤال السابع: الا تخشى من حرب مذهبية اذا حصل السنة على سلاح يوازن سلاح حزب الله؟

59 بالمائة من المستطلعة آراؤهم يخشون الفتنة المذهبية اذا تسلح السنة في موازاة تسلح حزب الله و40 بالمائة لا يخشون مثل هذه الفتنة.

وبين هؤلاء 56 بالمائة من السنة يخشون الانـزلاق الى الفتنة اذا حصل السنة على سلاح يوازن سلاح حزب الله بينما لا يخشى ذلك 43 بالمائة منهم.

اما درزياً فإن النسبة ترتفع الى 76 بالمائة يخشون حدوث الفتنة مقابل 23 بالمائة لا يخشونها في حين يخشاها من المسيحيين 64 بالمائة مقابل 35 بالمائة لا يخشونها.

السؤال الثامن: لماذا يحتفظ حزب الله بسلاحه:

أ – لمقاتلة اسرائيل؟

ب – لتنفيذ اوامر ايران؟

ج – لتنفيذ اوامر سوريا؟

د – لتنفيذ اوامر سوريا وايران؟

هـ – لفرض سياسته على بقية اللبنانيين؟

70 بالمائة من اللبنانيين المستطلعة آراؤهم رأوا ان حزب الله يحتفظ بسلاحه لتنفيذ اوامر سوريا وايران بينما وجد 21 بالمائة منهم ان الهدف هو فرض سياسته على بقية اللبنانيين في حين ان 7 بالمائة فقط اعتبروا ان الحزب يحتفظ بصواريخه لمقاتلة اسرائيل.

ولدى السنة فإن 69 بالمائة وجدوا ان الحزب يريد باحتفاظه بترسانته تنفيذ اوامر سوريا وايران، و22 بالمائة لفرض سياسته في لبنان و7 بالمائة لمقاتلة اسرائيل.

رأى 77 بالمائة من المسيحيين و63 بالمائة من الدروز ان الحزب يحتفظ بسلاحه لتنفيذ اوامر سوريا وايران بينما اعتبر 12 بالمائة من المسيحيين و23 بالمائة من الدروز انه يحتفظ بالسلاح لفرض سياسته على باقي اللبنانيين.

اما الاحتفاظ بالسلاح لمقاتلة اسرائيل، فان 9 بالمائة فقط من المسيحيين رأوا هذا الامر يقابلهم 12 بالمائة من الدروز.

 

المفتي الجوزو: "حزب الله" مخترق وهناك من يتآمر على سمعته

وكالات/لفت مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الى أن "الخروق الأمنية مستمرة في شوارع بيروت على الرغم من المشاركة في الحكم وقيام حكومة الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية المقلقة في طرابلس وحادثة إطلاق الرصاص على الطوافة العسكرية ومقتل الضابط الشاب سامر حنا".

وقال في تصريح: "أنا أشك بأن "حزب الله" مخترق. هناك من يتآمر على سمعة الحزب من حلفائه ويحاول اختراق صفوفه وتدمير سمعته ويستغل هذا الغضب المتنامي عليه. كل الناس متشائمون وعبارات التفاؤل ضئيلة وقليلة لأن الشائع أن أفراد العصابات تكمن وراء كل زاوية ولبنان تحول غابة تنعق فيها الغربان، فأين المشاركة إذا والوحدة الوطنية ووعود الحزب بصيف هادىء وآمن ومستقر"؟

 

واشنطن تمنع اسرائيل من مهاجمة ايران

وكالات/ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" نقلا عن مصادر مطلعة " ان واشنطن ابلغت اسرائيل بانها ستقدم المساعدة الضرورية لاسرائيل في حال نشؤ حرب ضد ايران، مهما غلت وغلا ثمنها"، ولكنها "لا تؤيد ولن تسمح بشنّ هذه الحرب". كما اكدت واشنطن بانها لن تسمح بأن تستخدم الاجواء العراقية لشن الغارات على ايران. واضافت المصادر "ان الغرب بقيادة الولايات المتحدة الاميركية قرر الرضوخ امام طهران، لذا لا بد من مجابهة هذا التطور بجهود اسرائيلية ذاتية".

كما صرحت مصادر اسرائيلية ان الاشهر الثلاثة الاخيرة شهدت مناقشات طويلة في قيادة الجيش واجهزة الامن وفي المجلس الوزاري الأمني المصغر للحكومة الاسرائيلية، حول تطوير الطاقة العسكرية النووية في ايران. وأكدت هذه المصادر "ان القرار لا يعني بالضرورة مهاجمة ايران عسكريا ولكنه ايضا لا يسقط الخيارات العسكرية ومنها امكانية اسقاط النظام الحاكم في ايران ومحاولة فرض مقاطعة اقتصادية كاملة عليه وعلى كل من يتعامل معه".

وتحت عنوان "التسلح الايراني النووي هو خط أحمر"، بدأت المناقشات بين المسؤولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين الذين اقروا ان لابد من التخلص من سلاح ايران النووي لأنه يشكل "خطرا وجوديا" على اسرائيل، لكن بعض القوى الاسرائيلية ترى ان المعركة حول التسلح النووي في ايران قد حسمت وان الغرب قد رضخ امام هذه الحقيقة.

كما أعلن مصدر صحافي مقرب من سدة الحكم في اسرائيل، ان الجيش والمخابرات الاسرائيلية بدأت بالاعداد عمليا للقيام بعمليات اسرائيلية ضد ايران.

ولفت رئيس الوزراء ايهود اولمرت الى ضرورة تعزيز ميزانيات سلاح الجو والجبهة الداخلية باعتبارهما "أهم عنصرين في الحرب القادمة".

وذكرت هذه المصادر ان اولمرت عقد صفقة مع قيادة الجيش، فمقابل موافقته على طلباتهم العسكرية والمالية في الاعداد للخطة المعادية لايران، وافقوا هم على فتح الحوار مع سوريا. واشار اولمرت الى "ان حربا مع ايران دون سلام مع سوريا ستكون مغامرة خطيرة"، في محاولة لتفسير حماسه المفاجىء للتفاوض مع سوريا بالوساطة التركية.  لكن الجيش كان يتوقع ان تشارك سوريا في الحرب وتستطيع اسرائيل هزمها والوصول الى دمشق والتهديد باحتلالها والتي ستسفر عن العديد من القتلى والدمار لكلا الطرفين وتكون نتيجتها التفاوض السلمي وامكانية اعادة الجولان الى سوريا.

 

البطريرك صفير تحدث عن الواقع المسيحي اليهودي ونزاع يوم السبت: شريعة المسيح هي شريعة الرحمة بخلاف الشريعة اليهودية القاسية

وطنية -31/8/2008(سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الأحد في كنيسة الصرح في الديمان عاونه فيه المطران شكرالله حرب والوكيل البطريركي في الخليج الأب يوسف فخري وخادم رعية بقاعكفرا الخوري ميلاد مخلوف وخدمت القداس جوقة رعية بقاعكفرا. شارك في القداس أعضاء أخوية مار شربل في بقاعكفرا وأبناء البلدة ومؤمنون من المناطق.

وألقى البطريرك صفير بعد الانجيل المقدس عظة بعنوان "الامتناع عن العمل يوم السبت طريقة للتشبه بالله". وقال:" يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين أن الله خلق العالم في سبعة أيام وفي اليوم السابع استراح(تك2:2) والانسان كان يستريح يوم السبت من أعماله، في العهد القديم، على مثال الله. لكن بعد أن جاء المسيح، أصبح يوم الأحد الذي قام فيه المسيح من بين الأموات، يوم راحة. وهذا ما أراد البابا بنديكتوس السادس عشر أن يشرحه في كتابه "يسوع الناصرة". وكان ذلك موضوع جدل بين اليهود وإليكم مداره.

نزاع يوم السبت

لنتابع حوار ناسنر- اليهودي المؤمن - مع يسوع، ولنبدأ بالسبت. بالنسبة الى اسرائيل، المحافظة بدقة على يوم السبت هو التعبير الاساسي عن وجوده بوصفه حياة في العهد مع الله. وحتى القراءة السطحية للاناجيل تسمح بان نعرف ان النزاع لمعرفة ما يجب او لا يجب عمله، يوم السبت، هو في صميم النقاش الذي اثاره يسوع مع شعب اسرائيل زمانه. والشرح العادي يكمن في القول ان يسوع قاطع ممارسة قانونية محدودة لكي يجود على اسرائيل بمفهوم أسخى وأوسع، فاتحا هكذا البابا لممارسة معقولة، ومتوافقة مع كل موقف. والبرهان على ذلك الجملة التالية:" ان السبت جعل للانسان وليس الانسان للسبت".حيث نجد مفهوما للواقع يرد كل أمر الى الانسان، وهذا ما يستنتج منه بوضوح تفسير "متساهل" للوصايا. وبرزت من الجدل حول السبت ، صورة يسوع متساهل. ان انتقاده يهدوية زمانه هو الانتقاد الذي يقوم به انسان متساهل عاقل لعقلية قانونية متجمدة، لا يكون أساسها غير الخبث، وهو يجعل من الدين نظام وصايا تستعبد الانسان، وهي في النهاية غير معقولة تمنع الانسان من ان يوسع عمله وحريته. ومعلوم ان هذا التفسير ما كان بامكانه ان يعطي عن اليهودية صورة محببة، صحيح ان النقد العصري، ابتداء بنقد البروتستانت، كان يرى في "العنصر اليهودي" بمفهومه هذا موجودا في الكاثوليكية.

مهما يكن من أمر، ان ما يدور عليه الجدل هنا هو يسوع- من كان في الواقع، وماذا كان يريد حقا- ومسألة الواقع اليهودي والمسيحي: هل كان يسوع حقا حاخاما متساهلا، سابقا للتساهل المسيحي، هل يكون مسيح الايمان، وبالتالي كل ايمان الكنيسة، خطأ جسيما.

نوسنر يضع جانبا هذا التفسير بسرعة عجيبة، وبامكانه ان يفعل ذلك، لانه يشير الى موضوع الخلاف الحقيقي بطريقه مقنعة كل الاقناع. وفي ما خص الجدل المتعلق بالتلاميذ الذين يقتلعون السنابل، فهو يكتفي بالقول:" ان ما يقلقني ، بالتالي، ليس ان التلاميذ خرقوا وصية المحافظة على السبت . ان هذا سيكون سخيفا ويمر الى جانب ما هو جوهري". لا شك في اننا عندما نقرأ الجدل حول الشفاءات التي تمت يوم السبت والروايات عن حزن المسيح وغضبه من جراء قساوة قلب ممثلي تفسير السبت السائد، نرى ان الامر، في هذا الجدل القائم على قضايا اساسية، يتعلق بالانسان وبخير طريقة لتكريم الله، وفي هذا السياق، ان هذا الوجه من الصراع ليس على وجه التأكيد "بسيطا". ولا شك في ان نيسنر هو على حق، عندما يرى ان عقدة الخلاف في الجواب الذي أجابه يسوع في ما خص الجدل على السنابل المقتلعة يوم سبت.

ان يسوع يدافع عن الطريقة التي سد التلامذة بها جوعهم، باستلهامهم اولا داود الذي أكل خبز التقدمة في بيت الله مع رفاقه ، " وهذا لم يكن مسموحا به لا له ولا لرفاقه، بل للكهنة وحدهم". وبعد ذلك تابع يقول:" او لم تقرأوا في الشريعة ان الكهنة في السبت يسبيحون حرمة السبت في الهيكل ولا حرج عليهم؟ فأقول لكم : ههنا اعظم من الهيكل، لو فهمتم معنى هذه الآية: انما أريد الرحمة لا الذبيحة ، لما حكمتم على من لا حرج عليه، فابن الانسان سيت السبت، ويعلق نيسنر بقوله:" بامكان يسوع ولاميذه ان يصنعوا ما يصنعونه يوم السبت لانهم اخذوا مكان الكهنة في الهيكل: المقدس انتقل. فهو من الآن وصاعدا يتالف من حلقة يسوع وتلاميذه.

لقد حان الوقت لنتوقف قليلا لنرى ما كان يعني السبت لاسرائيل، ولنفهم رهان هذا الجدل. ان الله استراح في اليوم السابع، تقول لنا رواية الخلق". في هذا اليوم نعيد الخليقة". يستنتج نيسنر بحق. ويتابع القول:"الامتناع عن العمل يوم السبت هو اكثر من القيام بطقس عن طاعة دقيقة. انها طريقة للاقتداء بالله، فهذا جزء لا يتجزأ من السبت، لس فقط على الطريقة السلبية بالامتناع عن اي نشاط خارجي، بل على طريقة وضعية هذه المرة،"الراحة" التي يجب ان تجد تعبيرا واسعا: للمحافظة على السبت، يجب ان يبقى الانسان في بيته. فالامتناع عن العمل لا يكفي. يجب ايضا ان يرتاح، وهذا يعني على الصعيد الاجتماعي، ان يجتمع شمل العائلة يوما في الاسبوع. وفي هذا الاطار يشعر كل انه في بيته وفي محله؟" فالسبت ليس فقط مسألة دينية شخصية، انه نواة نظام اجتماعي: هذا اليوم يجعل من اسرائيل الابدي ما هو، الشعب الذي يستريح في اليوم السابع من خلقه، كما استراح الله بعد خلقه العالم".

في هذا السياق، يجدر بنا دونما شك، ان نبدأ بالتفكير بمجتمعنا المعاصر، وان نرى كم هو خلاصي ان تستطيع العائلات ان تقضي يوما معا، وان تجعل من منزلها المكان الذي تتم فيه المشاركة في جو من راحة الله، ولكن لنتمتنع عنا عن هذا النوع من الاعتبارات، ولنبق في حوار بين يسوع واسرائيل، وهو ايضا حوار بين يسوع وبيننا، كما هو اليوم حوارنا مع الشعب اليهودي.

ان موضوع "الراحة" ، كعنصر يؤلف يوم السبت، يفسح في المجال لنيسنر لكي يرجع الى صرخة الفرح التي اطلقها يسوع والتي سبقت، بحسب انجيل متى، حادثة السنابل التي اقتلعها التلاميذ. وهذا ما يدعى صرخة الفرح المسيحاني التي تبدأ هكذا:" احمدك، يا أبت، رب السماوات والارض، قد حجبت هذا عن الحكماء والاذكياء وكشفته للاطفال". في تفسيرنا المعتاد، ان هذين النصين الانجيليين يبدوان مختلفين كل الاختلاف احدهما عن الآخر: احدهما يتكلم عن ألوهة المسيح، والثاني عن جدل السبت. ويبدو، لدى نيسنر بوضوح، ان النصين مرتبطان كل الارتباط، لان الامر يتعلق في كلتا الحالتين بسر يسوع،:ابن الانسان"، الابن بامتياز .

واليكم العبارات التي تسبق حالا حادثة السبت:" تعالوا الي جميعا، ايها المرهقون والمثقلون، فانا أريحكم. احملوا نيري وتتلمذوا لي، انا الوديع والمتواضع القلب، تجدوا الراحة في نفوسكم، لان نيري لطيف، وحملي خفيف".عادة هناك من يعطون عن هذا التعبير تفسيرا فيه امثولات أدبية، انطلاقا من خلفية ان يسوع هو متسامح: ومفهوم الشريعة المتسامح الذي هو مفهوم يسوع، يسهل الحياة، اذا قيس بالتشدد اليهودي المتقيد بالحرف". عمليا ان هذا التفسير ليس مقنعا، لان اتباع المسيح ليس سهلا، وبعد ان يسوع لم يؤكد ذلك.اذن؟

يبرهن لنا نيسنر ان ليس في الامر صيغة ما تدل على عقيدة أدبية، بل هناك نص لاهوتي رفيع المستوى، ومن باب الدقة، انه نص مسيحاني. ان موضوع الراحة، وموضوع التعب والثقل المرتبط به يربطان النص بمسألة السبت. والراحة المشار اليها لها علاقة بيسوع من الآن وصاعدا. وتعليم يسوع، في ما خص السبت، يبدو في الانسجام القائم بين صرخة الفرح والعبارات التي تجعل من ابن الانسان سيد السبت. اليكم المختصر الذي يعطيه نيسنر عنه:" ان نيري خفيف، واني أريحكم. ان ابن الانسان هو حقا رب السبت. والحال ان ابن الانسان هو من الآن وصاعدا سبت اسرائيل، وهكذا اننا نعمل مثل الله".

في الوقت الحاضر ، باستطاعة نيسنر ان يؤكد بوضوح اكثر من ذي قبل:" ما من عجب ان يصبح ابن الانسان رب السبت ليس لانه يشرح شرحا واسعا تقييدات السبت، لم يكن يسوع مصلحا ربانيا يرغب في "تسهيل" الحياة على الناس، لا ليس الامر في ان يخفف الحمل، ذلك ان سلطة يسوع هي على المحك". الآن المسيح هو على الجبل، الآن يأخذ محل التوراه". محادثة اليهودي المؤمن مع يسوع، تلمس هذه النقطة الحاسمة، وسأل، وهو خائف خوفا يشرفه، ليس يسوع عينه، بل تلميذ يسوع:" هل معلمكم، ابن الانسان هو حقا رب السبت واسأل مرة ثانية: هل معلمكم هو الله؟.

هذه اذن هي عقدة النزاع، وقد ظهرت الى العلن. ان يسوع يرى نفسه انه هو التوراة، ككلام الله بالذات. ومقدمة انجيل يوحنا على ما فيها من جلال" في البدء كان الكلمة، والكلمة كان لدى الله، والكلمة هو الله"- لا يقول الا ما أكده يسوع في الخطبة على الجبل، وفي الأناجيل الأزائية. ان يسوع الانجيل الرابع، ويسوع الاناجيل الثلاثة الازائية هما شخص واحد، هو عينه يسوع التاريخي الصحيح.

ان لب الفرق الخاص بالسبت يتعلق بقضية ابن الانسان، قضية يسوع المسيح عينه، وانا نرى مرة جديدة الى اي حد كان هارناك(وهو لاهوتي بروتستانتي) ومعه الشرح الحر، مخطئين، عندما كان يفكر بان الابن، وبان يسوع لم يكن له محلة في الانجيل: وهو في الحقيقة دائما في وسطه .

ولكن علينا الآن ان نرى وجهة اخرى من المشكلة، وهي مشكلة تظهر بوضوح في ما يتعلق بالوصية الرابعة: وهذا ما صدم الحاخام نيسنر في رسالة يسوع بالنسبة الى السبت، وليس فقط ميزة يسوع عينه المركزية. وهو ما يبرزه بوضوح، ولكنه لا يضعه موضع الشك. وان ما يضع موضع الشك، انما هو النتيجة التي تتحصل بالنسبة الى حياة اسرائيل العملية : السبت يفقد من أهمية وظيفته الاجتماعية . إن السبت هو جزء من العناصر الأساسية التي تضمن تماسك إسرائيل بما أنه إسرائيل وما إن وضع يسوع في الوسط حتى تهدم هذا البناء المقدس وتهدد عنصر جوهري من تماسك الشعب.

ايها الاخوة والابناء الاعزاء،

شريعة المسيح هي شريعة الرحمة بخلاف الشريعة اليهودية القاسية المحافظة على يوم السبت شيء حسن، ولكن السبت جعل للانسان وليس العكس صحيحا. ويمكن الانسان ان يعفي نفسه من المحافظة على السبت، اذا كان في الامر ضرورة، وهذا ما فعله داود عندما جاع هو ومن معه، فأكلوا خبز التقدمة. وهناك مبدأ لاهوتي يقول: الضرورات تحل من المحظورات".

إستقبالات

واستقبل البطريرك صفير المشاركين في القداس، عائلة المونسنيور فيكتور كيروز التي شكرته لمواساتها بفقدان الوالدة، السيدين الياس أيوب ومجيد شماس والمهندس جو صوما ووفودا شعبية.

 

فتفت: على العماد قهوجي استعادة مصداقية الجيش لدى المواطنين بأسرع وقت

 لبنان الآن

رأى عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت ان حادثة اطلاق النار على طوافة الجيش "هي جزء من كل التوترات التي شهدناها، إلا أنها أخذت منحىً أخطر، لأننا لأول مرة نشهد اعتداءً مباشراً على الجيش واغتيالاً لأحد ضابطه ألا وهو الشهيد سامر حنا"، وأضاف: "كل ما حصل ابتداءً من السابع من أيار حتى اليوم، ومروراً باتفاق الدوحة يؤكد على ضرورة حسم السلاح موضوع في الداخل".

وكرر فتفت موقفه بأن "ليس لدينا اي مشكلة عندما يُوجّه السلاح إلى اسرائيل ويُخصص للدفاع عن لبنان بالتنسيق مع الجيش اللبناني وبرعاية الدولة اللبنانية"، وقال: "لكن للأسف يبدو أن هناك طرف لا يريد تطبيق النقاط التي اتفق عليها في الدوحة، وما زال يستعمل السلاح في الداخل، ورأيناه في بيروت حتى بعد اتفاق الدوحة، ورأيناه في البقاع وفي الشمال، ورأيناه الآن في مواجهة الجيش اللبناني، إن كان عن طريق الخطأ او عن طريق محاولة ايصال رسالة معينة، فالنتيجة نفسها، فإلى أين سنصل؟".

ودعا فتفت الى "الاسراع بعقد طاولة الحوار، وإعادة استكماله من حيث توقف، لا إطلاق حوار جديد، لأن هناك مكتسبات سابقة للحوار يجب المحافظة عليها، وهناك اطار لهذا الحوار يجب المحافظة عليه، واستكماله وفق ما حدده سابقاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري في موضوع السلاح والخطة الاستراتيجية الدفاعية"، وأكد فتفت ان "هناك من يسعى لنسف هذا الحوار، ويحاول القول ان الحوار يجب ان ينطلق من جديد وعلى أسس جديدة ووفق جدول اعمال جديد"، معتبرا ان "من يطرح هذا الموضوع إنما يرفض الحوار ويرفض اتفاق الدوحة، وهذا مؤشر خطير جداً"، لافتاً إلى أن "من يحاول رفض استكمال الحوار هو بالتالي يحاول العودة الى لغة السلاح وإلى 7 ايار، وفرض شروط سياسية بقوة السلاح في الداخل". وبَارك فتفت تعيين قائد الجيش "الذي هو مطلب كبير للبنانيين"، معتبراً ان العماد جان قهوجي "يمتلك الكثير من المؤهلات التي تجعله قادراً على معالجة الامور بمنطق المؤسسات". وحول استمرار وجود ميليشيات في بيروت، قال: "هذه مسؤولية الجيش وقوى الامن الداخلي كي تكون اكثر فعالية، لذلك أقول ان المصداقية فُقدت بكل هذه القوى من ناحية التعاطي مع امن المواطنين، وعلى الجيش ان يكون اكثر حزماً وحسماً حتى يعيد هذه المصداقية، وهنا دور العماد قهوجي في أن يُسارع إلى استرجاع مصداقية الجيش ومعنوياته تجاه المواطنين بأسرع وقت ممكن".

 

الى القاتل في حزب الله

أرزة بو عون

معك حق كان يجب ان تطلق النار على الضابط سامر حنا فهو عميل! عميل من الدرجة الاولى اخترق الاجواء..... الايرانية، اجواءكم، وكان يجب ان يقتل بهذه الوحشية والبساطة. هكذا تقتلون الناس، تقتلون روحا، اي روح، لا يهم، ليس في قاموسكم اولويات "لبنانية"، فانتم تحررتم من هذا العبء من زمان. تحررتم مثلما حررتم بيروت والسرايا والجنوب ومزارع شبعا والجولان والقدس. نحن اعداءكم! وليصمت الجميع ولا تجمّلوا العبارات... بالتاكيد بالتاكيد نحن اعداءكم والى الابد، ولن نكون غير هذا، لانكم - وحتى اثبات العكس - انتم اعداء الوطن. انتم أصحاب مشروع اسوأ من الاسرائيليين واسوأ من السوريين. انتم تحملون مشروعا لا علاقة له بلبنان. مشروعكم خائن ويجب ان يحاكم. يجب أن يحاكم مشروعكم بأشخاصه في ساحة الشهداء وسط بيروت امام عيون العالم، يا من حولتم بيروت الى سلة قمامة. شهيد الجيش النقيب الطيار سامر حنا، مقابل المئات والمئات من مجاهديكم، الذين حولوا البلاد الى كومة من موت ودمار. أيها القاتل ومن ورائك، انت مثل روما زمان، مثل نيرون يسكر على السنة اللهب وهي تلتهم روما. انت مثل السوريين ومثل العثمانيين واكثر من ذلك. انت تتندر بكرهك لليهود لكنك متاثر بهم وتفعل مثلهم واسوأ بعد. تعال وتفرج على الام المذبوحة وهي تفرفر امام النعش. تعال واسمع الوالد المفجوع وهو يطالب العسكر بخلع بذة الجيش بسببكم. لا تقل لديك مئات امهات واباء الشهداء. ليس لديك احد. لم يموتوا من اجل لبنان، بل من اجل حلمك المدمر: من اجل ايرانك وولاية فقيهك!

هذه ارض القديسين، تذكر او لا تتناسى. هذه الارض مقبرة لغزاتها اياك ان تنسى.

 

المفتي قباني في رسالة الصوم: الوطن بحاجة إلى أبنائه للنهوض به نحو مستقبل زاهر

وكالات/وجه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني رسالة شهر رمضان المبارك لهذا العام، استهلها بدعوة المؤمن الى "تذكر ما مضى من عمره وعمله ويعتبر، ويجعل عمله في قابل أيامه أفضل مما مضى منها وانقضى، فيتدارك نفسه بعمله فيما بقي من أيام عمره في هذه الدنيا بأحسن مما فاته منها". واعتبر قباني في الرسالة، ان الوطن بحاجة إلى أبنائه للنهوض به نحو مستقبل زاهر ملؤه الأمن والسلام.

وجاء في رسالته: "لقد دار الزمن دورته، وعاد إلينا شهر رمضان، لنكرر عبادة الصوم هذا العام، ونتذكر ونعتبر، عاد إلينا شهر رمضان هذا العام بعد أن نسينا كثيرا، وبعد أن سبحنا في شئون دنيانا سبحا طويلا، ولذلك يجب علينا في بداية هذا الشهر الكريم أن نقف قليلا، وأن نلتفت التفاتة يسيرة إلى الوراء، لنحصي على أنفسنا سقطاتنا وزلاتنا، ولنمحو بماء الندم ما مضى من تقصيرنا في حق ربنا، ولنصمم على الاستقامة في مستقبل أمرنا.

وعبادة الصوم في شهر رمضان أيها الأحبة، ليست صوما عن الطعام والشراب فقط في نهار رمضان، بل هي صوم أيضا عن الصفات الذميمة، والعادات القبيحة، والسلوك الشائن، وبكلمة موجزة صوم شهر رمضان هو أيضا صوم عن المعاصي والآثام، حتى يعود الصائم من صيامه إنسانا جديدا مستقيما وصالحا، في حياته وعبادته ومعاملاته وأخلاقه وسلوكه وعاداته، ويعود المجتمع بالتالي مجتمعا مستقيما في أخلاقه وسلوكه وعاداته، وفي ذلك يقول النبي المصطفى سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.

ومن هذا المعنى أيضا، أن يترك الصائم ما نهى الله عنه من الغيبة والنميمة، والغيبة هي ذكرك أخاك في غيبته بما يكره، والنميمة هي مشيك بنشر العداوة لإنسان بين الناس، بينما الأمر المشروع أن تذهب إليه إن أخطأ وتنصحه بترك خطئه، لا أن تتكلم عنه في غيبته.

الصوم إذن في الإسلام أيها الأحبة، عبادة وتدريب وتعويد على أن يعيش المسلم بأخلاق كريمة فاضلة، موصولا بالله تعالى، فاطر السماوت والأرض، وعالم السر وأخفى، الذي يحيي ويميت وإليه المصير، ولذلك يجب علينا أن نتحلى بالأخلاق السامية في رمضان وبعد رمضان، وأن نعمل على نشر روح المحبة والألفة بين جميع اللبنانيين ليكونوا يدا واحدة متضامنين، لا نزاع ولا قتال ولا فرقة بينهم، فإن قوة لبنان هي في وحدة أبنائه، والوحدة قوة وثبات ونصر على العدو الإسرائيلي الذي تفرحه الفرقة بيننا نحن اللبنانيين.

إن لبنان بحاجة إلى كل أبنائه للنهوض والسير به نحو مستقبل زاهر ملؤه الأمن والسلام والاستقرار، وذلك هو مسؤولية جميع اللبنانيين، وهو من أخلاق رمضان شهر الصيام، ولذلك عظم الله شأن رمضان والصيام فيه فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"، وفي هذا المعنى جاء في الحديث الشريف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطب الناس في آخر يوم من شعبان فقال: "يا أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة هي خير من ألف شهر (وهي ليلة القدر التي أنزل الله فيها القرآن العظيم)، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء، قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة، أو على شربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه فيه (مثل الخادم أو الخادمة اليوم) غفر الله له، وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة".

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي، أما واحدة (الأولى من هذه الخمس) فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، نظر الله عز وجل إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا، وأما الثانية: فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة: فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة: فإن الله يأمر جنته فيقول لها: أستعدي وتزيني لعبادي، أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا، إلى داري وكرامتي، وأما الخامسة: فإنه إذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعا، فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، ألم تر إلى العمل يعملون، فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم".

وثبت في الصحيحين عند البخاري ومسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: "إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة (أي وقاية من السيئات)، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب (والرفث هو الكلام البذيء، والصخب هو ارتفاع الصوت بالبذاءة من الكلام والخصام)، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم إني صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه".

ومعنى قول الله تعالى في الحديث الشريف: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي" فمعناه أن الله تعالى خص الصيام بإضافته إلى ذاته عز وجل دون سائر الأعمال، ومن أحسن ما قاله العلماء في ذلك:

إن الصيام هو مجرد ترك حظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي جبلت على الميل إليها مخلصا لله تعالى، ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام، فإذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه، ثم تركته لله عز وجل بالصيام في موضع لا يطلع عليه أحد إلا الله، كان ذلك دليلا على صحة الإيمان والصدق والإخلاص لله، فإن الصائم يعلم أن له ربا يطلع عليه في خلوته، فلم يتناول ما حرم الله عليه في صيامه، فشكر الله له ذلك، وجازاه عليه من الثواب العظيم بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهو معنى قول الله تعالى في الحديث الشريف : "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"؛ وفي هذا المعنى قال بعض العلماء: "طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره".والذي ينبغي أن يعلمه الصائم: أنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى، بترك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام، إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله في كل حال، من الكذب والغش والخيانة والظلم والعدوان على الناس، في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا المعنى قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرناه آنفا: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث"؛ وقال بعض العلماء: "أهون الصيام ترك الشراب والطعام".

ولذلك قال الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه: "إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك، ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء"؛ وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر".

ورمضان أيها الأحبة هو شهر القرآن، فبادروا أيها الإخوة الصائمون، إلى صيام نهاره، وقيام ليله بصلاة التراويح والتهجد وصلاة قيام الليل، وتلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار، تفلحوا وتنجحوا وتفوزوا بجنة عرضها السموات والأرض، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".