المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 6 ايلول/2008

إنجيل القدّيس لوقا .38-31:6

وكَما تُريدونَ أَن يُعامِلَكُمُ النَّاس فكذلِكَ عامِلُوهم. فإِن أَحبَبتُم مَن يُحِبُّكم، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم؟ لأَنَّ الخَاطِئينَ أَنفُسَهُم يُحِبُّونَ مَن يُحِبُّهُم. وإِن أَحسَنتُم إِلى مَن يُحسِنُ إِليكُم، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم؟ لأَنَّ الخاطِئينَ أَنفُسَهُم يَفعَلونَ ذلك. وإِن أَقرَضتُم مَن تَرجُونَ أَن تَستَوفوا مِنه، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم؟ فهُناكَ خاطِئونَ يُقرِضونَ خاطِئينَ لِيَستَوفوا مِثلَ قَرْضِهم. ولكِن أَحِبُّوا أَعداءَكم، وأَحِسِنوا وأَقرِضوا غَيرَ راجينَ عِوَضاً، فيَكونَ أَجرُكم عَظيماً وتكونوا أَبناءَ العَلِيّ، لِأَنَّهُ هو يَلطُفُ بِناكِري الجَميلِ والأَشرار.

كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم. لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا على أَحَدٍ فلا يُحكَمَ علَيكم. أُعْفُوا يُعْفَ عَنكم. أَعطُوا تُعطَوا: سَتُعطَونَ في أَحضانِكُم كَيْلاً حَسَناً مَركوماً مُهَزْهَزاً طافِحاً، لِأنَّه يُكالُ لَكم بِما تَكيلون».

 

القدّيس إقليمنضُس الروماني، بابا من سنة 90 إلى سنة 100 تقريبًا

رسالة إلى القورنتيّين/"كونوا رُحَماءَ كما أنّ أباكُم رَحيم"

على مَن لديه محبّة المسيح أن يتمِّمَ وصاياه. مَن تراه يستطيع أن يخبرَ عن رباط محبّة الله؟ مَن تراه يستطيع أن يصفَ جمالَه الفائق بطريقة لائقة؟ إنّ المحبّة تجمعُنا بالله؛ إنّ "المحبّةَ تَستُرُ كثيرًا من الخطايا" (1بط4: 8)... إنّ ربّنا يسوع المسيح، بمحبّته لنا، وبحسب المشيئة الإلهيّة، قد أراقَ دمَه من أجلنا، واشترى جسدَنا بموت جسده، وافتدى حياتَنا بحياته. إنكم ترون، يا أحبّائي، كم أنّ المحبّة شيء عظيم ورائع؛ حتّى إنّه لمن المستحيل أن نفسِّرَ كمالها. مَن تراه وُجِدَ ليستطيع بلوغ كمال هذه المحبّة غير أولئك الذين أرادَ الله أن ينعمَ عليهم بذلك؟ فلنُصلِّ إذًا، ولنَطلب من رحمته أن نوجَدَ في المحبّة بعيدًا عن كلّ المغريات، وأن نكون بدون لوم. لقد زالت كلّ الأجيال من آدم وحتّى يومنا هذا، لكنّ أولئك الذين وُجِدوا في المحبّة بنعمة الربّ، ما زالوا أحياء في شركة القدّيسين، وسوف يظهرونَ خلال مجيء المسيح في ملكوته... طوبى لنا، يا أحبّائي، إذا أتمَمنا وصايا الله في التناغم النابع من المحبّة، حتّى تُغفَر لنا خطايانا بفضل المحبّة.

 

صفير بحث المستجدات مع الهاشم وشخصيات وتلقى دعوة للمشاركة في ذكرى استشهاد الرئيس الجميل

المركزية - عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير للتطورات السياسية والاوضاع العامة مع زواره، فاستقبل الوزير السابق جوزف الهاشم الذي قال بعد اللقاء: المصاعب والمصائب التي نعيشها يوميا سببها ان خمسة او ستة اشخاص يحكمون البلاد في معزل عن الدستور ومجلس الوزراء ومجلس النواب، فان اتفقوا كان خيرا وان اختلفوا كان شرا ولا يتفقون الا بضغط دولي كبير. والحقيقة بان البلاد ستظل اسيرة الثلث المعطل والثلثين المرجحين ان لم يكن هناك قانون انتخابات عادل. وانا افصح الآن عن ان مشروع القانون الذي قدمته للمرجعيات والذي وافق عليه غبطة البطريرك والرئيس نبيه بري وبعض 14 آذار، واليوم سمعت من النائب وليد جنبلاط عن حق اعتراضه على قانون 1960 لانه ليس قانونا منصفا وعادلا ويوفق بين مختلف المرجعيات. وأقول ان مشروع القانون الذي اقترحته يؤمن الى حد معين العدالة والمساواة ويمكن ان يشكل قفزة جادة نحو انقاذ البلاد كي لا تبقى البلاد اسيرة الاشخاص الخمسة او الستة الذين تعرفونهم.

وردا على سؤال عن ان البطريرك صفير هو الذي طالب بقانون 1960 قال: تكلمت مع البطريرك صفير حول هذا الموضوع فتحدث في هذا المجال وطرح مشروع قانون سيوزع المقاعد النيابية في حدها الاقصى على اربعة في كل قضاء واذا كانت هناك اقضية يفوق فيها عدد النواب الاربعة فيمكن ان يطبق حينذاك النظام النسبي ومن اربعة نواب وما دون النظام الاكثري وهذا هو المشروع الذي اقترحته انا.

ثم التقى الشيخ نديم بشير الجميل الذي اكتفى بعد اللقاء بالقول: لقد وجهت الدعوة الى صاحب الغبطة لترؤس القداس الاحتفالي الذي سيقام عند الرابعة بعد ظهر الاحد 14 الجاري في كنيسة الايقونة العجائبية في الاشرفية وذلك في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس بشير الجميل.

واستقبل صفير رئيس المركز اللبناني للانماء نبيه شاهين الذي دعا الجميع الى الصيام عن الكلام في هذا الشهر الفضيل لان ما نسمعه من كلام وتصريحات من الخارج يكفي لزيادة الاحباط والتوتر فلا يجوز ان نصب الزيت على النار بانفسنا بتصاريحنا ومهاتراتنا وانقساماتنا. كما سأل الله ان يكون هذا الشهر المبارك شهرا يهدي الجميع لخير الوطن.

 

الجميل زار "الاوريان لوجور" متضامنا: ما تعرّضت له يذكرنا بأيام الوصاية السورية

المركزية - اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل ان "ما تعرضت له صحيفة "الاوريان لوجور" يعود بنا الى ايام الوصاية السورية التي كانت تنكـّل بكل الاصوات الحرة في لبنان". زار الجميل مكاتب "لوريان لوجور" في بيروت للتعبير عن "تضامنه مع الصحيفة والعاملين فيها اثر الاتهامات التي ساقها ضدها النائب ميشال عون باستباق التحقيق ومحاولة بث الفتنة". واعتبر ان ما "تعرضت له الصحيفة انما يعود بنا الى ايام الوصاية السورية الحالكة التي كانت تمعن في التنكيل بكل الاصوات الحرة في لبنان، منتقدا بشدة تهجم عون على الصحيفة وحذر من عودة هذه الظاهرة الى البروز متخوفا من ان تؤدي الى انحدار الكلمة الحرة والرأي الجريء". واستذكر الرئيس الجميل ايام كان النائب ميشال عون رئيسا للوزراء وقال انه "كان يستخدم الوسائل ذاتها لترهيب الصحافة والصحافيين واملاء مواقفه عليهم". واعتبر ان عون "يؤمّن الغطاء لقيام دولة داخل الدولة ولاستمرار المربعات الأمنية التي يسيطر عليها حزب الله والخارجة عن سلطة الشرعية اللبنانية"، منتقدا "الاستخفاف بالتعاطي مع جريمة من هذا الحجم ادت الى استشهاد ضابط اثناء قيامه بواجبه". وقال: "ان عون اغفل تماما ان منطقة اقليم الخروب لا تخضع اطلاقا لسلطة الدولة اللبنانية. وان هذا الحادث الأليم يطرح من جديد موضوع السيادة اللبنانية الذي يشكل جوهر الأزمة". وختم: "ان حزب الله الذي يصنف نفسه كمقاومة اسلامية يعزز تواجده في المناطق المسيحية، ونبدي اسفنا من ان يتحول عون مدافعا عن هذه الممارسات".

 

الامن الشمالي بين مواقف الاسد والقدرات العسكريـة

تحذيرات الموفدين قابلتها طمأنة المعنيين باستتباب الاوضاع

المركزية - عاد الوضع الامني اللبناني ليتصدر واجهة الاهتمامات الداخلية والدولية على وقع التهديدات الاسرائيلية من جهة والخشية المتزايدة التي نقلها موفدون دوليون زاروا لبنان اخيرا من تفلت الامن من عقاله ووجوب المسارعة الى لجم تداعيات التدهور شمالا اضافة الى مفاعيل حادثة الطوافة العسكرية جنوبا، في وقت تغرق القيادات السياسية اللبنانية في حرب التجاذبات الداخلية تحضيرا للمعركة الانتخابية.

ويندرج في السياق نفسه كلام الرئيس السوري بشار الاسد عن لبنان وخصوصا لناحية اعلانه الطلب الى الرئيس ميشال سليمان ارسال الجيش الى الشمال، وموجة ردود الفعل المتضاربة بازائه بين فريقي 14 و 8 آذار بحيث سارع الاول الى عقد اجتماع في ساعة متقدمة من ليل امس للرد على مواقف الاسد التي اعتبرها مثابة تدخل فاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية وعدم اعتراف بسيادة لبنان واستقلاله فيما انبرى مسؤولو ونواب قوى 8 آذار الى الثناء على قمة دمشق ومواقف رئيسها الداعمة للبنان والمقاومة. الغالبية: فقد اعتبرت اوساط في الغالبية النيابية ان كلام الاسد هو مجرد محاولة لتبرئة نظامه مما اقترفه ويقترفه في لبنان خصوصا ان المعلومات تشير الى وجود مسؤولين عسكريين سوريين في مناطق التوتر في بعل محسن يديرون العمليات الامنية ورأت انه كان الاجدى بالاسد ان يكشف عن الجهة التي زودت اطراف الصراع بالسلاح بدل رمي التهم في اتجاه دول عربية اثبتت على مدى التاريخ محبتها للبنان وسعيها لارساء الاستقرار فيه في وقت كان النظام السوري يعيث فسادا في المناطق اللبنانية. ودعت المصادر الى وجوب تسليط الضوء على معرفة مصدر السلاح والجهات الممولة عوض التهويل وتصوير الاوضاع الامنية في لبنان على انها في غاية الخطورة في محاولة لعودة الهيمنة السورية من خلال ابراز اللبنانيين عاجزين عن ادارة زمام الامور.

8 آذار: في المقابل اعتبرت قوى 8 آذار ان القمة الرباعية التي انعقدت في دمشق اكدت اهمية وموقع ودور سوريا في المنطقة ودلت على خروجها من العزلة التي كانت قائمة حولها دوليا، وقد فتح لقاء الامس الباب واسعا امام دور سوري جديد ونوعي.

ورفض مصدر بارز في هذه القوى ما أسماه باتهامات فريق 14 آذار للرئيس السوري بشار الاسد بالتدخل في الشؤون اللبنانية وقال لـ "المركزية" ان الرئيس الاسد قال طلبنا من الرئيس اللبناني ارسال قوة عسكرية اضافية الى الشمال، وبذلك اعطى رأيا يمكن ان يؤخذ به فكفى لعبا على الالفاظ.

أضاف: الرئيس الاسد تحدث عن جورجيا وفلسطين والنووي في ايران كما عن لبنان فهل يجب ان تحتج جورجيا لانه تحدث في موضوعها؟ في مجال آخر حمل مصدر مسؤول في "حزب الله على رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، على خلفية هجومه المستمر على حزب الله اثر حادثة الطوافة العسكرية وذكره بأنه قتل العديد من عناصر الجيش اللبناني وأعدم ضباطا وفي نهاية المطاف يعطي دروسا في الفلسفة ويضع شروطا للحوار.

أضاف: لقد آلمنا مقتل النقيب سامر حنا أكثر مما آلم غيرنا واعتذرنا وقدمنا مطلق النار الى المحكمة العسكرية. وقال: الحزب لا يعتبر ان انفتاح سوريا دوليا يسبب اي خسارة للمقاومة او لايران على العكس، هذا برأينا يخدم المقاومة والتحالف السوري - الايراني.

وذكر بما قاله الرئيس ساركوزي امس بأن هناك اختلافا في الرؤية بين فرنسا وسوريا بالنسبة الى ايران، ما يعني ان سوريا متمسكة برؤيتها، مذكرا بكلام الرئيس الاسد امس عن دعمه للمقاومة.

ترقب وقلق: وسط هذه الاجواء، تعيش عاصمة الشمال طرابلس حالا من الترقب والقلق على المصير بفعل المواقف المحلية والخارجية المحذرة من خطورة الاوضاع فيها والمعلومات المتداولة عبر وسائل الاعلام عالمية وعربية ولبنانية تحدثت عن ان حدثا كبيرا سيضرب المدينة، سيما وان تصريحات المسؤولين العرب والاجانب عبرت عن تخوفها وفي اكثر من مناسبة من التأزم الحاصل في طرابلس.

واستغربت اوساط شمالية تسليط الاضواء على القوى الاسلامية السلفية، واللعب على وتر الصراع المذهبي، واظهار طرابلس وكأنها مدينة اصولية متعصبة تشبه قندهار، وتاليا الحديث عن وصول اسلحة للافرقاء كافة في المدينة وضخ مبالغ مالية كبيرة للغاية بين الاحياء والازقة الداخلية لا سيما في باب التبانة وجبل محسن والمنكوبين والقبة وباب الرمل، وهي مناطق يعيش اهلها تحت وطأة الفقر والعوز واجواء البطالة المستشرية في صفوف ابنائها، يحيث يسهل استخدامها في اي وضع محتمل. وأكدت الاوساط لـ "المركزية" ان هناك خططا تعدها بعض الاطراف لتحويل المدينة الى بؤرة للتوتر الدائم يمكن استغلالها على الصعيدين الاقليمي والدولي، داعية المسؤولين في الدولة الى الطلب الى قيادة الجيش والقوى الامنية الاخرى العمل بالسرعة القصوى وفرض الامن بقوة القانون على الجميع من دون استثناء، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن المدينة وتحويلها الى مربعات امنية تستغل لمصالح غير اللبنانيين، وازكاء فتنة اسلامية" سنية شيعية او سنية علوية. الامن المستقر: ووسط اجواء القلق والبلبلة وفي جانب متصل، اكد مرجع أمني رفيع المستوى لـ "المركزية" ان الوضع الامني في طرابلس مستقر الى حد ما، بفعل تطبيق الخطة الامنية المشتركة بين قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي، بحيث وضعت حدا للتفلت الامني بنسبة عالية جدا. واعتبر ان تصوير الاوضاع على هذا النحو من الخطورة أمر مبالغ فيه لمحاولة استغلاله سياسيا من قبل بعض الاطراف في الداخل والخارج لتعويم مواقفها والاستفادة من اجواء القلق والاضطراب وتوظيفها لمصالحها الكبرى.

وشدد على ان القوى الامنية تمكنت من ضبط الوضع بنسبة مئة في المئة وان الخرق الوحيد المتبقي كان في ضبط مسألة رشق القنابل الا ان الخطة الامنية كانت كفيلة بلجمها. واذ وصف الوضع في المدينة بالمريح بعد انتشار الوحدات الامنية وتبديلها وتعزيزها رفض الخوض في قضية العديد باعتبار ان المشكلة كانت في بدايتها سياسية ثم تحولت الى اجواء نفسية وانتهت الى مدى القدرات العسكرية المطلوبة في هذا الاتجاه . واردف: اذا اقتصرت الامور على الامساك بالوضع الامني فالقضية سهلة لكن في حال كان قرار بالحرب فعندها جيوش العالم بأسره لن تكفي انما الامور ليست ذاهبة كما يبدو في هذا الاتجاه. ونفى المصدر المشار اليه ما يتداول عن دخول اعداد من جماعة "القاعدة" الى لبنان قائلا: لا قاعدة اصلية في لبنان انما مجرد قاعدة مزيفة هي تركيبة مخابراتية بواجهة متشددة.

 

 الامن الشمالي بين مواقف الاسد والقدرات العسكريـــــة

تحذيرات الموفدين قابلتها طمأنة المعنيين باستتباب الاوضاع

المركزية - عاد الوضع الامني اللبناني ليتصدر واجهة الاهتمامات الداخلية والدولية على وقع التهديدات الاسرائيلية من جهة والخشية المتزايدة التي نقلها موفدون دوليون زاروا لبنان اخيرا من تفلت الامن من عقاله ووجوب المسارعة الى لجم تداعيات التدهور شمالا اضافة الى مفاعيل حادثة الطوافة العسكرية جنوبا، في وقت تغرق القيادات السياسية اللبنانية في حرب التجاذبات الداخلية تحضيرا للمعركة الانتخابية.

ويندرج في السياق نفسه كلام الرئيس السوري بشار الاسد عن لبنان وخصوصا لناحية اعلانه الطلب الى الرئيس ميشال سليمان ارسال الجيش الى الشمال، وموجة ردود الفعل المتضاربة بازائه بين فريقي 14 و 8 آذار بحيث سارع الاول الى عقد اجتماع في ساعة متقدمة من ليل امس للرد على مواقف الاسد التي اعتبرها مثابة تدخل فاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية وعدم اعتراف بسيادة لبنان واستقلاله فيما انبرى مسؤولو ونواب قوى 8 آذار الى الثناء على قمة دمشق ومواقف رئيسها الداعمة للبنان والمقاومة.

الغالبية: فقد اعتبرت اوساط في الغالبية النيابية ان كلام الاسد هو مجرد محاولة لتبرئة نظامه مما اقترفه ويقترفه في لبنان خصوصا ان المعلومات تشير الى وجود مسؤولين عسكريين سوريين في مناطق التوتر في بعل محسن يديرون العمليات الامنية ورأت انه كان الاجدى بالاسد ان يكشف عن الجهة التي زودت اطراف الصراع بالسلاح بدل رمي التهم في اتجاه دول عربية اثبتت على مدى التاريخ محبتها للبنان وسعيها لارساء الاستقرار فيه في وقت كان النظام السوري يعيث فسادا في المناطق اللبنانية.

ودعت المصادر الى وجوب تسليط الضوء على معرفة مصدر السلاح والجهات الممولة عوض التهويل وتصوير الاوضاع الامنية في لبنان على انها في غاية الخطورة في محاولة لعودة الهيمنة السورية من خلال ابراز اللبنانيين عاجزين عن ادارة زمام الامور.

8 آذار: في المقابل اعتبرت قوى 8 آذار ان القمة الرباعية التي انعقدت في دمشق اكدت اهمية وموقع ودور سوريا في المنطقة ودلت على خروجها من العزلة التي كانت قائمة حولها دوليا، وقد فتح لقاء الامس الباب واسعا امام دور سوري جديد ونوعي.

ورفض مصدر بارز في هذه القوى ما أسماه باتهامات فريق 14 آذار للرئيس السوري بشار الاسد بالتدخل في الشؤون اللبنانية وقال لـ "المركزية" ان الرئيس الاسد قال طلبنا من الرئيس اللبناني ارسال قوة عسكرية اضافية الى الشمال، وبذلك اعطى رأيا يمكن ان يؤخذ به فكفى لعبا على الالفاظ.

أضاف: الرئيس الاسد تحدث عن جورجيا وفلسطين والنووي في ايران كما عن لبنان فهل يجب ان تحتج جورجيا لانه تحدث في موضوعها؟ في مجال آخر حمل مصدر مسؤول في "حزب الله على رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، على خلفية هجومه المستمر على حزب الله اثر حادثة الطوافة العسكرية وذكره بأنه قتل العديد من عناصر الجيش اللبناني وأعدم ضباطا وفي نهاية المطاف يعطي دروسا في الفلسفة ويضع شروطا للحوار.

أضاف: لقد آلمنا مقتل النقيب سامر حنا أكثر مما آلم غيرنا واعتذرنا وقدمنا مطلق النار الى المحكمة العسكرية. وقال: الحزب لا يعتبر ان انفتاح سوريا دوليا يسبب اي خسارة للمقاومة او لايران على العكس، هذا برأينا يخدم المقاومة والتحالف السوري - الايراني.

وذكر بما قاله الرئيس ساركوزي امس بأن هناك اختلافا في الرؤية بين فرنسا وسوريا بالنسبة الى ايران، ما يعني ان سوريا متمسكة برؤيتها، مذكرا بكلام الرئيس الاسد امس عن دعمه للمقاومة.

ترقب وقلق: وسط هذه الاجواء، تعيش عاصمة الشمال طرابلس حالا من الترقب والقلق على المصير بفعل المواقف المحلية والخارجية المحذرة من خطورة الاوضاع فيها والمعلومات المتداولة عبر وسائل الاعلام عالمية وعربية ولبنانية تحدثت عن ان حدثا كبيرا سيضرب المدينة، سيما وان تصريحات المسؤولين العرب والاجانب عبرت عن تخوفها وفي اكثر من مناسبة من التأزم الحاصل في طرابلس.

واستغربت اوساط شمالية تسليط الاضواء على القوى الاسلامية السلفية، واللعب على وتر الصراع المذهبي، واظهار طرابلس وكأنها مدينة اصولية متعصبة تشبه قندهار، وتاليا الحديث عن وصول اسلحة للافرقاء كافة في المدينة وضخ مبالغ مالية كبيرة للغاية بين الاحياء والازقة الداخلية لا سيما في باب التبانة وجبل محسن والمنكوبين والقبة وباب الرمل، وهي مناطق يعيش اهلها تحت وطأة الفقر والعوز واجواء البطالة المستشرية في صفوف ابنائها، يحيث يسهل استخدامها في اي وضع محتمل. وأكدت الاوساط لـ "المركزية" ان هناك خططا تعدها بعض الاطراف لتحويل المدينة الى بؤرة للتوتر الدائم يمكن استغلالها على الصعيدين الاقليمي والدولي، داعية المسؤولين في الدولة الى الطلب الى قيادة الجيش والقوى الامنية الاخرى العمل بالسرعة القصوى وفرض الامن بقوة القانون على الجميع من دون استثناء، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن المدينة وتحويلها الى مربعات امنية تستغل لمصالح غير اللبنانيين، وازكاء فتنة اسلامية" سنية شيعية او سنية علوية.

الامن المستقر: ووسط اجواء القلق والبلبلة وفي جانب متصل، اكد مرجع أمني رفيع المستوى لـ "المركزية" ان الوضع الامني في طرابلس مستقر الى حد ما، بفعل تطبيق الخطة الامنية المشتركة بين قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي، بحيث وضعت حدا للتفلت الامني بنسبة عالية جدا. واعتبر ان تصوير الاوضاع على هذا النحو من الخطورة أمر مبالغ فيه لمحاولة استغلاله سياسيا من قبل بعض الاطراف في الداخل والخارج لتعويم مواقفها والاستفادة من اجواء القلق والاضطراب وتوظيفها لمصالحها الكبرى. وشدد على ان القوى الامنية تمكنت من ضبط الوضع بنسبة مئة في المئة وان الخرق الوحيد المتبقي كان في ضبط مسألة رشق القنابل الا ان الخطة الامنية كانت كفيلة بلجمها. واذ وصف الوضع في المدينة بالمريح بعد انتشار الوحدات الامنية وتبديلها وتعزيزها رفض الخوض في قضية العديد باعتبار ان المشكلة كانت في بدايتها سياسية ثم تحولت الى اجواء نفسية وانتهت الى مدى القدرات العسكرية المطلوبة في هذا الاتجاه . واردف: اذا اقتصرت الامور على الامساك بالوضع الامني فالقضية سهلة لكن في حال كان قرار بالحرب فعندها جيوش العالم بأسره لن تكفي انما الامور ليست ذاهبة كما يبدو في هذا الاتجاه. ونفى المصدر المشار اليه ما يتداول عن دخول اعداد من جماعة "القاعدة" الى لبنان قائلا: لا قاعدة اصلية في لبنان انما مجرد قاعدة مزيفة هي تركيبة مخابراتية بواجهة متشددة.

 

سليمان تسلـــم اوراق اعتماد 3 سفراء واستقبل طابوريان وفرنجية ومخايل ضاهر

المركزية - تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قبل ظهر اليوم على التوالي اوراق اعتماد كل من: سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ميشيل سيسون، سفير التشاد الحاج محمود آجي، وسفير كندا مارسيال باجيه وقد اقيمت المراسم والتشريفات اللازمة للمناسبة. طابوريان: وبحث الرئيس سليمان مع وزير الطاقة والمياه ألان طابوريان في شؤون وملفات تتعلق بوزارته. وقال طابوريان انه أطلع رئيس الجمهورية على زيارته لمصر غدا للبحث في موضوع استجرار الغاز المصري الى لبنان، والخطوات الآيلة الى تحسين وضع الكهرباء في لبنان. وعرض الرئيس سليمان مع النائب سمير فرنجية للتطورات الراهنة. وتشاور مع الوزير السابق مخايل ضاهر في الاوضاع الراهنة ولا سيما منها تلك القانونية الطابع. نبذة عن السفراء: وفي ما يأتي نبذة عن السفراء الجدد:

السفيرة الاميركية: من مواليد العام 1959 تحمل اجازة في العلوم السياسية وتتقن اللغات الانكليزية والفرنسية والعربية.

المناصب التي شغلتها: سفيرة بلادها لدى الامارات العربية المتحدة (منذ 2004)، نائب مساعد مدير مكتب شؤون جنوب آسيا (2002-2004)، القائم باعمال سفارة بلادها في باكستان (1999-2002)، قنصل عام سفارة بلادها في الهند (1996-1999)، مستشار سياسي لدى سفارة بلادها في ساحل العاج (1993-1996).

سفير التشاد: من مواليد العام 1947 يحمل اجازة من معهد المعلمين العربي- الفرنسي، ويتقن اللغتين العربية والفرنسية.

المناصب التي شغلها: سفير بلاده لدى مصر (منذ 2007)، مدير عام المراسم في وزارة خارجية بلاده (1999- 2007)، سفير بلاده لدى المملكة العربية السعودية (1996)، سفير بلاده لدى الجزائر (1992)، مدير عام المراسم في رئاسة الجمهورية (1989-1991)، رئيس وفد الحج 8 مرات.

سفير كندا: من مواليد العام 1958، يحمل اجازة في الاقتصاد ويتقن اللغتين الفرنسية والانكليزية.

المناصب التي شغلها: مدير الاحالات، مدير الشؤون الخارجية والاقتصاد العالمي في بلاده (منذ 2005)، مستشار سفارة بلاده في تركيا ( 2003-2005)، مساعد مدير الشؤون الخارجية والاقتصادية لبلاد البلطيق "تركيا، قبرص ومالطا" (2001- 2003)، مساعد مدير الشؤون الخارجية والاقتصادية للمجموعة الاوروبية (2000-2001)، مستشار بلاده لشؤون العدل والعلاقات الداخلية ( 1997-2000).

 

إده يرد على نصرالله عبر موقع "القوات": حصر السلاح بيد الدولة يمنع الالتباس بين الجيش والعناصر المسلحة

موقع القوات/ردّ رئيس حزب "الكتلة الوطنية" العميد كارلوس إده على كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، فأوضح أنه في بلدان العالم أجمع هناك سيادة، والدولة هي الوحيدة التي تحمل السلاح بحيث لا يحصل التباس بين عناصر الجيش والعناصر المسلحة لأنها جميعاً تكون تحت أمرة السلطة المركزية، من هذا المنطلق لا يحق للسيد حسن نصرالله أن يعتبر ان حادثة الاعتداء على طوافة للجيش اللبناني وقتل قائدها هي حادثة عادية ممكن ان تحصل كل يوم وفي أي بلد من العالم.  إده، وفي حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، قال: "إما ان هناك عناصر غير منضبطة من "حزب الله" أطلقوا النار على الطوافة، وإما هناك رسالة قاسية وجهها "حزب الله" إلى الجيش، ومهما كان السبب، فعلى الحكومة مسؤولية إظهار الحقيقة وعدم لفلفة الموضوع تحت أي حجة من الحجج"، لافتاً إلى ان التصاريح التي تصدر عنها للفلفة الموضوع غير مقنعة، وهذا سيؤدي إلى إضعاف دولة المؤسسات والدولة القوية والقادرة، لصالح دولة "حزب الله" ودولة بقية اللبنانيين.

وعن طاولة الحوار، قال إده "ان الحوار عملية دائمة في المجتمع الديمقراطي، إلا أن "حزب الله" سيفرض على طاولة الحوار المرتقبة الرأي الذي يريد وبالتالي سيعمل على إسكات الجميع إما بالتهديد أو بالقوة للوصول إلى القرارات التي يريدها". وأكد ان "حزب الله" إنما يسعى لإقامة الجمهورية الاسلامية على النمط الايراني على الأرض اللبنانية، وهو الان في إطار استكمال المراحل التي بدأها، فالمرحلة الأولى كانت يوم أعلن انه انتصر على العدو الاسرائيلي، والمرحلة الثانية عندما بدأ بالتقوية الذاتية، من خلال إقامة البنى التحتية على الأراضي المحررة وفي المناطق الشيعية، بموازاة التأثير المتدرج على الدولة اللبنانية في عهد الوصاية السوري، والآن يعمل للسيطرة على كل الدولة من خلال تضاعف الديمغرافية الشيعية وهجرة الطوائف الأخرى. وشدد إده على ان "حزب الله" لن يتنازل عن سلاحه، واعتبر أن سلاحه ليس لتحرير مزارع شبعا، بل للدفاع عن نفسه كمنظمة لها اهداف محلية، ولتحقيق أهداف السياسة الخارجية الايرانية وللسيطرة على لبنان، مؤكداً ان الحزب يلعب دور حرس الثورة الايراني في لبنان. وعن دعوة الرئيس السوري لبنان للذهاب إلى المفاوضات، رأى إده ان كلام الرئيس بشار الأسد يظهر من جهة إمكان وجود تمايز على المسار الايراني السوري، أو ربما لعبة توزيع أدوار قد يدفع ثمنها اللبنانيون مستقبلا. وشدد على ان الدور السوري لم ينته بخروج الجيش السوري من لبنان، وهذا ما تحدث عنه النائب ميشال عون في العام 2003 قبل التحالف مع "حزب الله"، عندما قال: "حتى اذا تركت سوريا لبنان فسيبقى التدخل قائما لأنها وراء كل ما يحدث في لبنان"، مشيرا الى ان التدخل السوري ان لم يتم بطريقة مباشرة فسيكون بطريقة غير مباشرة من خلال حلفائه في لبنان.

 

النائب العماد عون عرض الاوضاع والتطورات مع سفير اسبانيا

وطنية- 5/9/2008 (سياسة)استقبل النائب العماد ميشال عون في منزله في الرابية, السفير الإسباني ميغيل بنزو بيرييا في حضور عضوي اللجنة المركزية في "التيار الوطني الحر" سيمون أبي رميا وميشال دوشدارفيان، وغادر السفير بيرييا من دون الإدلاء بأي تصريح. كمااستقبل العماد عون النائب السابق وجيه البعريني الذي اعتبر بعد اللقاء "أن الواجب يقتضي تسجيل التقدير للعماد عون, لأنه واحد من ضمانات الوحدة الوطنية في وجه مشاريع الفيدرالية والكانتونات", وقال:"نلتقي مع العماد عون دائما على تأكيد هوية لبنان العربية والعمل على علاقات أخوية مع كل الأشقاء وفي المقدمة سوريا"، داعيا "إلى استراتيجية دفاعية يتكامل فيها دور الجيش والمقاومة".

 

جعجع عرض الاوضاع مع السفير الروسي وعلق على التطورات

وطنية- 5/9/2008 (سياسة) استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع اليوم السفير الروسي سيرغي بوكين، على مدى ساعة ونصف ساعة، في حضور المسؤول عن العلاقات الخارجية في "القوات" المحامي جوزف نعمه. وعلى الأثر، قال بوكين: "نشكر الدكتور جعجع لاتاحته فرصة لزيارته في مقره حيث تبادلنا الآراء حول بعض القضايا الاقليمية والمستجدات اللبنانية. كما انتهزت هذه الفرصة لأعبر مجددا عن ارتياح روسيا العميق لكل ما نشهده الآن في لبنان من تعزيز الحياة المؤسساتية والدستورية واستئناف النشاط الطبيعي لكل السلطات عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعطائها الثقة في البرلمان. وتمنيت على كل القوى السياسية النجاح في تنفيذ بقية مقررات مؤتمر الدوحة التي شكلت ارضية للوفاق الوطني اللبناني، ونحن في روسيا رحبنا بها، لأننا كنا دائما نعتبر ان الوفاق اللبناني الوطني هو المنطلق الوحيد لحل القضايا اللبنانية".

من جهته، قال جعجع: "كانت جلسة مفيدة وغنية اذ اكد بوكين مجددا تمسك بلاده بكل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن والمتعلقة بلبنان بدءا من القرار 1559 - الذي كانت رفضته روسيا في السابق، الا انها عادت، واعتبرت نفسها ملزمة به لمجرد صدوره عن الامم المتحدة - وصولا الى القرار 1701. كما كرر بوكين موقف بلاده الداعي الى قيام الدولة اللبنانية حرة سيدة ومستقلة يتسلم الجيش اللبناني وحده مهمات الدفاع عن لبنان".

وعن موقف الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله لجهة بقاء سلاح الحزب حتى ولو تم تحرير مزارع شبعا، قال جعجع "إن مسألة بقاء سلاح خارج الدولة اللبنانية أمر يقرره الشعب اللبناني بأكمله، وبالتالي لا يمكن أي فريق اتخاذ القرار عن كل اللبنانين كما لا يستطيع الزامه استراتيجية دفاعية محددة أو أن يطلب منه التخلي عن القرار الاستراتيجي في البلد"، معربا عن اسفه حيال كلام السيد نصرالله في هذا السياق".

ودعا مجددا الى "انعقاد طاولة الحوار الوطني حيث يبحث ويقرر بالتفاهم مع كل الاطراف اللبنانية إمكان بقاء السلاح أو عدمه ومكان وجوده ومن يتخذ قرار السلم والحرب". وسئل عن انتقاد السيد نصرالله موقف الأكثرية من حادثة مروحية الجيش بالقول انه لا يمكن التعاطي بهذه الطريقة ولا سيما اننا على مشارف انعقاد طاولة الحوار، فأجاب جعجع: "لا أعرف كيف كان يمكن التعامل مع هذا الحادث، علما أن الاكثرية واللبنانيين تعاملوا معه بكل حكمة وروية. وكنت اتمنى لو كان السيد حسن موجودا بين الناس في تشييع النقيب سامر حنا لكان لمس ضبط النفس، ولكن في النهاية هناك استشهاد ضابط لبناني بعد التعرض لمروحية الجيش، فأقله تطلق هذه التصريحات". ورفض "تحديد الحادث بجوانبه التقنية والمادية وبحجمه البسيط، باعتبار ان هذا الحادث اكبر من حجمه الفعلي، علما انه كبير، ويعطي فكرة عن وضع الدولة والجيش واللبنانيين غير الطبيعي في هذه المرحلة"، لافتا الى "ان التحقيق يأخذ مجراه في هذا المجال، ولكن السؤال المطروح على المسؤولين السياسيين يكمن في كيفية العمل لإخراج لبنان والجيش والدولة من هذا الوضع غير الطبيعي الذي يعيشونه".

وعن موقف الرئيس ميشال سليمان أن اقوى جيش في العالم يمكن ان يخطىء في حق نفسه وان يطلق النار على نفسه، قال: "لو كان هذا الخطأ ضمن الجيش لوضع الحادث في اطار الحوادث التي تحصل في كل الجيوش وتكون مفهومة. ولكن هذا الحادث جرى بين الجيش، من جهة، ومجموعة لبنانية اخرى مسلحة"، داعيا الى "عدم مزج الامور ببعضها البعض والنظر اليه ووضعه في اطاره الطبيعي ومناقشته من هذا المنطلق بغية الوصول الى حل لهذا لوضع غير الطبيعي الذي يعيشه الجيش". وعن التركيز على التطرف السلفي في ظل الوضع الهش في طرابلس، اعتبر ان "التطرف السلفي موضع قلق كبير عند الكثير من اللبنانيين ويجب معالجة كل تطرف عند اي كان ولكن استغرب رؤية البعض "للقشة في عين طرابلس" وعدم النظر "للخشبة في عين بيروت"، مشددا على "وجوب معالجة مشكلة الجهاد والعنف في طرابلس والشمال ولكن في الوقت ذاته يجب حل المعضلات المستشرية في بيروت وبقية المناطق اللبنانية باعتبار ان التطرف من جهة يؤدي الى تطرف من جهة اخرى".

وأين اصبحنا من انعقاد طاولة الحوار الوطني؟

اجاب: "حزب الله" يحاول التهرب من طاولة الحوار بطريقة لبقة اذ يوما بعد يوم يفرض شرطا تلو الآخر. ان التهرب من الحوار لا يفيد بأي شيء، وبالتالي وحده الحوار يستطيع تفكيك التأزم داخل وضعيتنا الداخلية بالرغم من كل المواقف المتباينة بين الافرقاء". وكرر دعوته الرئيس سليمان الى "عقد طاولة الحوار ف أسرع وقت كما عهدناه في الدوحة والمجلس النيابي في العام 2006". وعن تقويمه لنتائج القمة الرباعية اعتبر ان الرئيس ساركوزي والفرنسيين لديهم "موال" ينوون "غناءه" فلا مشكلة في ذلك، ولكن لدي ثقة بان فرنسا لن تساوم مع سوريا على لبنان من اجل الاخيرة"، واصفا ما حصل في دمشق "بطبخة بحص"، وقال: "اذا كان الهدف من هذه الحركة محاولة اخراج سوريا من المحور الايراني فأتصور ان هذا هدف غير واقعي ولا يمكن الوصول اليه مهما بلغت الاثمان، ولكن في المقابل يمنحون لسوريا المزيد من الوقت والتمثيل السياسي، علما ان سوريا تتابع سياستها تجاه لبنان وغيره". وأسف "لارتباطها بالكثير من الشروط حتى بالموافقة على العلاقات الديبلوماسية".

سئل: كيف تقرأ كلام الرئيس الأسد حول نشر اللواء العاشر في الشمال الذي أتى بعد طلب من الرئيس السوري الى الرئيس سليمان؟

أجاب: "أرفض جعجع هذا الكلام شكلا ومضمونا فلا الرئيس الاسد يستطيع ان يطلب من الرئيس اللبناني شؤونا داخلية لبنانية اذ ان الرئيس سليمان يعي تماما اين يجب نشر الجيش واين مكامن المشاكل الامنية وكيفية التصرف حيالها"، معتبرا ان "هذا القول من احدى المؤشرات التي تدل على انه بالرغم من كل شيء ما زال سلوك الرئيس السوري تجاه لبنان مشابها لسلوكه مع أي مسؤول وكأنه يتوجه الى اي محافظ في المحافظات السورية". وعن استهداف الاعلام ولا سيما ما تعرضت له أخيرا جريدة "لوريان لو جور"، استنكر الدكتور جعجع "ما حصل وما زال مع الجريدة المذكورة التي هي من ضمن الصحف اليومية المهمة والموضوعية، خلافا لبعض الجرائد غير المهنية". وأسف "حيال تهجم البعض على هذه الجريدة"، تاركا "الصحف الاخرى التي لا تشرف الصحافة اللبنانية"، مستهجنا "الحملة على "لوران لو جور"، وقال: إننا نتضامن معها ومع الصحافة الحرة. ولا يجب المساس بحرية الاعلام والحريات العامة في لبنان". وقال: "نرفض قيام لجنة تنسيقية بين الجيش و"حزب الله"، باعتبار ان هناك بعض الامور غير المقبولة في الشكل. اذ ان الجيش هو الجيش، وهو الذي يضع تصور التحرك على ارض لبنان، وطالما ان "حزب الله" موجود حاليا يمكن للجيش ان يحدد امكنة تواجده، ولكن لجنة التنسيق تشعرك بوجود جيشين على ارض لبنان. وهذا الامر غير المقبول على الاطلاق".

قيل له:لكن النائب وليد جنبلاط اشاد بهذا الموضوع؟

اجاب: "ذلك على اساس في حال سيؤدي الى استيعاب "حزب الله" تدريجيا داخل الجيش".

 

أين خالد مشعل ؟ هل غادر دمشق الى عمان؟

وكالات/. تتقصى وسائل الاعلام في الآونة الأخيرة موقع رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الاسلامية" (حماس)، الذي يبدو انه غادر سوريا بالفعل، وفي حين نفت الحركة والسودان وجوده في الخرطوم، نقلت صحيفة أميركية عن مصادر فلسطينية ان مشعل موجود في الاردن، فيما اكدت مصادر اسرائيلية ان اي اثر له لم يظهر خلال الاسابيع الاخيرة في دمشق. وتتزامن حملة التقصي عن مكان مشعل مع انباء عن خلاف اردني مع السلطة الفلسطينية، ومع مساع تبذلها مصر لإحياء الحوار الفلسطيني الداخلي، وهي عملية اتهم الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، تعطيلها الى "حماس". في قضية مشعل، نشرت صحيفة "وورلد تريبيون" الأميركية الاربعاء مقال اشارت فيه الى خبر لصحيفة "الرأي" الكويتية، تحدث عن مغادرة مشعل دمشق الى الخرطوم، لافتة في الوقت نفسه الى ان كل من الخرطوم و"حماس" نفتا ان يكون مشعل موجودا فيها. ونقلت "ورلد تريبيون" عن مصادر فلسطينية قولها ان مشعل سعى الى اعادة التموضع في الاردن، الذي طرد منه في مرحلة ساءت علاقات المملكة الهاشمية كثير بـ"حماس" خلالها، مشيرة الى ان مشعل لعب دورا محوريا في التقارب الاخير بين الجهتين. وربطت الصحيفة الاميركية بين اختفاء مشعل من سوريا والمفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل ابيب، وقالت ان اسرائيل قدمت طلبا خلال المفاوضات التي تجري فصولها في تركيا، بإبعاد قادة الفصائل الفلسطينية المتطرفة من دمشق. ونقلت "وورلد تريبيون" عن مصادر اسرائيلية تأكيدها ان مشعل لم يكون موجودا في دمشق خلال الاسابيع الاخيرة، لكنها لم تجزم ما اذا كان مشعل سيبقى بعيدا عن العاصمة السورية او انه سيعود اليها عقب مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

 

كلام الأسد اللبناني :صياغة وقحة ومضمون "إستسلامي"     

الحص المقرب من "حزب الله"واستحضار روح خالد إسلامبولي! 

2008-09-05- "يُقال.نت"

بالتأكيد كان الرئيس السوري بشار الأسد ، بطريقة كلامه عن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان "وقحا"الى المستوى الذي نسي فيه أن لبنان لم يعد تحت الوصاية السورية ،وأن ما كان يصح مع الرئيس السابق أميل لحود، لن يقبل اللبنانيون أن يصح مع الرئيس الحالي ميشال سليمان . وبالتأكيد أيضا وأيضا أن الأسد لا يزال يحلم بالعودة الى لبنان الذي خرج منه بطريقة تقض مضاجعه ،فكان يهرب من كوابيسه الى التفجيرات والإغتيالات  وإلى "التلذذ"بأصوات مجموعة من المرتزقة التي يتراوح حجمها بين وئام وهاب وميشال سماحة. إلا أن المؤكد أكثر أن بشار الاسد تدثّر بوقاحته، من أجل أن يتمكن من الزحف ،أمام العرب ممثلين بقطر ،وأمام المسلمين ممثلين بتركيا، وأمام الغرب ممثلا بفرنسا.

قال الأسد ما قاله عن لبنان في الجلسة الإفتتاحية العلنية للقمة الرباعية التي انعقدت في دمشق ،قبل ظهر أمس،ليُفاجأ بأن أمير قطر ،وبصورة علنية راح يؤدبه على كلامه ،ويدافع عن لبنان .  أمير قطر قد يكون محبا للبنان وقد لا يكون،ولكنّ دافعه الى "مواجهة "الأسد هو سرقة الضوء عن "خروجه  على النص"،الذي سيدفع المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وكثيرا من الدول التي شهرت يأسها من الأسد ،الى التشبث بوجوب فرض مزيد من الضغوطات عليه ،حتى يخرج نهائيا من حالته العدائية تجاه لبنان. المحاولة القطرية فشلت في الجلسة الإفتتاحية ،فالمراقب السوري الذي كان يتحكّم بالبث المباشر إرتجفت يداه ،فعمد فورا إلى قطع البث،ليمنع المشاهدين السوريين واللبنانيين والصحافيين الفرنسيين من متابعة ما يُطلق من مواقف متناقضة مع موقف رئيسه ...المقدسة كلمته .

المراقب السوري قطع البث ،هذا ما علّمه إياه نظامه ،وربما كان يستعد لإلقاء القبض على أمير قطر ،تماما كما سبق له وألقى القبض على موقعي إعلان دمشق الذين تجرأوا وقالوا إن سوريا بحاجة الى إصلاح. ومغفورة هي خطايا هذا المراقب،ألم تلاحظوا وليد المعلم الذي يزيد نفخته انتفاخا وورمه تورما وصلفه صلفا كلما وقف الى جانب فوزي

صلوخ ،كيف "يكش"و"يرتجف"و"ينبطح"كلّما استدعاه "سيّدي الرئيس".

وباستثناء الوقاحة التي تنال من الكرامة الوطنية اللبنانية لأنها تنال من مقام رئاسة الجمهورية اللبنانية ،ليس في كلام الأسد ما يُثير مخاوف اللبنانيين،ولا سيما منهم أولئك الذين يسيرون على مذهب 14 آذار السيادي. ولكن في المقابل ثمة الكثير مما يُفترض أن يُثير مخاوف أولئك الذين يسيرون على مذهب "حزب الله"،ولعلّ الموقف الذي أطلقه الرئيس سليم الحص المقرّب من "المقاومة الإسلامية في لبنان"يُترجم هذا الخوف . عمليا كان الحص في موقفه يخيّر الأسد بين مسارين ،أوّلهما طلب المغفرة من دماء الرئيس المصري الشهيد أنور السادات ،وثانيهما توقع خروج خالد إسلامبولي سوري. "الخائن"بشار الأسد ،وفق ما يوحي به موقف الرئيس سليم الحص،كان يُحاول أن يبيع موقفا إيجابيا للعالم في لبنان.كان يقول إنّه مؤيد للإستقرار،وأنّه يُشكّل ضمانة تُمكّن الجيش من تخفيف وحداته في جنوب نهر الليطاني لينتشر في شمال البلاد. ما أعلنه الأسد على هذا المستوى ليس تفصيلا مهملا ،بل هو كشف نفسه امام المجتمع الدولي ،فكل ما يُمكن أن يحصل في "جنوب الجنوب"،من الآن وصاعدا ،بات مسؤولية سورية ،لأن التشجيع على تقليص التواجد العسكري من منطقة معيّنة ، يستدعي التأكد من ثبات الواقع الأمني فيها،ومن "تنييم"الشبكات الإرهابية .

وهكذا حاول الأسد ،بلُغة هي بالنتيجة وليدة عادة إحتقارية ،أن يقول للعالم إنّه الملاك الأبيض الذي يخشى على لبنان من التطرف ويُساهم في محاربته ،في حين أن غيره من الدول المرضى عنها ،ويعني المملكة العربية السعودية التي تُقفل أبوابها في وجهه بسبب أسبقياته السوداء،هي التي تشجع التطرف.

غير مهم هنا تفصيل  الدور الرئيسي الذي لعبه الأسد بمعاونة "حزب الله"لدفع التنظيمات السلفية الى واجهة الشمال السني ،لأن الأهم يبقى في النتيجة ومفادها نواحه :أنا تغيّرت،ألا تستمروا في مكافأتي. ومن مصلحة الأسد أن يعترف أنّه تغيّر.هو لاحظ ،مرارا وتكرارا ،أن نيكولا ساركوزي،بغض النظر عن عواطفه ،يعيش هاجس لبنان ،فكم مرة كان يريد أن يتحدّث عن إيران وجد نفسه ينطق باسم لبنان ؟وكم مرة أفهمه أن انفتاحه على سوريا مشروط ،لا بل "ممرحل"،فكلما قدمت في لبنان قدّم لها ،وكلّما قدمت لإسرائيل قدّم لها وكلّما انسحبت من دائرة الورقة بيد إيران الى دائرة المعادلة المستقلة ،قدّم لها .

الأسد يُدرك تماما  أن المرحلة السابقة إنتهت. بالأمس القريب كان والده ،متكئا على ثنائية دولية متكافئة ،يُربي الوحش ويُطلقه ويقبض ثمن قتله من أولئك الذين يخاف أن يلتهمهم . حاليا بشار الأسد إكتشف أن الوحش الذي يُربيه، عليه أن يقتله لأنه لن يلتهم أحدا غيره .

وبهذا المهنى ،بات بشار الأسد الذي تأكد أن حدود لبنان مزنّرة بألغام ناسفة لنظامه إن هو أخطأ فوطأها ،بحاجة الى الرئيس ميشال سليمان ليُهدئ التوترات في الشمال ،لأن استمرارها على قاعدة المواجهة السنية -العلوية من دون أي قدرة على استثمارها ،سيُفجر سوريا تحت أقدام نظامه ،حيث الأقلية العلوية تحكم بالنار ،الأكثرية السنية . وبهذا المعنى إطمئنوا،فالأسد يعرف أنه في بداية الطريق التي توصله الى "حبيبته"...واشنطن ،وحتى تلك الساعة مطلوب منه الكثير الكثير،وسوف يُقدم الكثير الكثير. وما يصح قوله على مستوى الإستقرار اللبناني يصح أيضا على إمكان عودة لبنان الى طاولة المفاوضات مع إسرائيل،فلبنان ،شاء من شاء وأبى من أبى ،لا يرتاح إلا بتسوية إقليمية شاملة . على أي حال ماذا قال الأسد عن لبنان في الجلسة الإفتتاحية للقمة الرباعية التي دامت ساعة واحدة فقط وبماذا ردّ عليه أمير قطر حمد بن جاسم قبل أن يتدخل المراقب لقطع البث المباشر؟  «تحدثنا عن ضرورة أن يدخل لبنان في هذه العملية (السلمية )ولكن في مرحلة المفاوضات المباشرة والرئيس سليمان متفق معي حول هذه النقطة، فنحن الآن في مرحلة حساسة وسوف نتمكن في الجولة الخامسة بحسب ما نأمل من تحقيق شيء واضح».

وانتقل  إلى استعراض الوضع في لبنان معتبراً أنه «ما زال هشاً» وأضاف: «نحن قلقون مما يحصل في شمال لبنان (طرابلس) وكانت هذه النقطة محور حديث بيني وبين الرئيس ميشال سليمان حين زار سورية وأكدت له أن أي شيء إيجابي يتحقق في لبنان لا قيمة له دون حل مشكلة التطرف والقوى السلفية التي تتحرك في شمال لبنان، وهنالك دول تدعم هذه القوى بشكل رسمي». وتابع: «طلبت من العماد سليمان أن يرسل مزيداً من القوات من الجيش اللبناني للشمال قال هنالك لواء متبق في الجنوب ويونفيل بحاجة لهذه القوات وأصررنا على أن إرسال هذه القوات الآن ضروري لحسم هذه المشكلة، وإلا فإن لبنان لن يستقر مع وجود هذا التطرف فيه». ورأى الأسد أن «اتفاق الدوحة أبعد شبح الحرب عن لبنان وزيارة العماد ميشال سليمان تم خلالها إعلان العلاقات الدبلوماسية بين سورية ولبنان، والآن هنالك إجراءات قانونية تتم وحين ننتهي منها يتم تعيين سفراء بين سورية ولبنان وربما يكون بنهاية العام بشكل تقريبي».

الرد القطري

وجاء الرد القطري سريعا وفيه:

إن الجيش اللبناني أثبت أنه متماسك وليس لديه مشكلة .ما بخصوص الشمال ،فإن الحل يكون بتعاوننا جميعا لمساعدة هذا البلد الذي لا تهدأ فيه المشاكل ،من أجل أن يتمكن من إدارة عملية تنموية ناجحة ،ولذلك من المفيد أن نفكر بالطريقة التي يُمكننا أن نساعد لبنان إقتصاديا .

وكان لافتا أنه بعد الإجتماع عاد الأسد فعدّل في لهجته وتطرق الى مواضيع لم يكن قد توقف عندها في كلمته "غير المهذبة "في الجلسة الإفتتاحية وقال الأسد:

"إن لبنان كان جزءاً أساسياً من الحديث اليوم (أمس) ونحن مرتاحون للخطوات الإيجابية التي تمت في لبنان خاصة بعد مؤتمر الدوحة فدولة قطر تمكنت بجهود حثيثة من أن تبعد شبح الحرب عن لبنان في هذا المؤتمر، وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح» وتابع: «وهناك خطوات ما زالت منتظرة من اللبنانيين وفي مقدمتها الحوار الذي سيحل أو يفترض أن يحل المشكلات الأساسية العالقة. أيضاً الخطوات الإيجابية التي تمت كان جزء أساسي منها متعلقاً بزيارة الرئيس ميشال سليمان إلى سورية حيث تم الاتفاق على بدء العلاقات الثنائية، والآن الخطوات القانونية في هذا الإطار تسير قدماً وسيكون في يوم من الأيام بعد أن تنتهي هذه الخطوات سفراء بين البلدين». ولفت الرئيس الأسد إلى أنه في هذا الإطار هناك إجماع على دعم الرئيس ميشال سليمان لكي يرعى كل هذه العملية التي بدأت مع انتخابه، وما زالت مستمرة وصولاً إلى الانتخابات انتهاء بكل القرارات التي يقرها المتحاورون في لبنان عندما تنتهي عملية الحوار.".

 

أضواء على "خطورة"موقف نصرالله     

فضيحة "االسيّد":يبيع عفوا لمتّهمين برّأتهم المحكة بعد ظلم مديد

القضاء العسكري:هؤلاء لم يحاولوا المسّ ينصرالله

2008-09-04-خاص-"يُقال.نت "

أحد لن يُشكك بعد اليوم أن استشهاد النقيب الطيار سامر حنّا في تلة سجد سينتهي قضائيا على انّه مجرد حادث. فبعد أسبوع على تسليم "مطلق النار"،وهو ما حرص وزير الدفاع الياس المر على توصيفه في مجلس الوزراء بأنه "أحد المتهمين"،بقي هذا الشخص ،وهو من آل مقداد ،الموقوف الوحيد في الملف. وتزامن الكلام الذي أطلقه الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله -وهو جزم بوقائع القضية التي لا تزال قيد التحقيق-مع اكتشاف مسألة قضائية في غاية الخطورة ومفادها أن مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد ،وخلافا لتأكيدات سابقة، جمّد طلب تسليمه الأشخاص الثلاثة الآخرين الذين كانوا برفقة المقداد وآمر الكتيبة التي ينضوي فيها . تراجع عُرف سببه في مؤتمر نصرالله حين أعرب عن استيائه من المطالبة بالتوسع بالتحقيق ليشمل الشريك والمتدخل والآمر ،قائلا :"إذا كان هناك من مسؤولية فأنا من يتحملها". وأمام هذا الكلام الذي يتزامن مع هذا "اللافعل "القضائي يكون واضحا أن ملف الشهيد حنّا ذاهب الى اللفلفة .

وعلى عادة نصرالله كلّما كان هناك حدث متصل ب"حزب الله"سلبا يُحاول أن يستوعب المسألة بضخ كميات من "الأخلاقيات "التي لم تعرفها البلاد بعد أحداث مار مخايل ولا حتى بعد أحداث أيلول 1993 التي ذكّر بها اليوم ،ولا عند مقتل عدنان شمص الذي رفض "حزب الله"من سماه القضاء قاتلا وحدّد من يعتبرهم هو القتلة الحقيقيين ،الأمر الذي عاد فتمّت ترجمته بخطف الزيادين وقتلهما وتوفير ملاذ آمن للقتلة .

ومن تخونه الذاكرة ،فلمعرفة ردة فعل "حزب الله"في العام 1993 يكفيه أن يُراجع بعضا من الأرشيف ليُدرك أن "حزب الله"أبقى هذه المسألة محور مواقفه واتصالاته الى أن أخذ من مجلس الوزراء إعتذارا وإدانة للجيش  . ولم يتناس نصرالله ،صاحب الأطلالة الأخلاقية ،أن يصف كل من يطالب بجلاء حقيقة ما حصل وكل من تبنّى ما وصله من معلومات من مرجعيات رسمية موثوقة بالعمالة وخلافها من التعبيرات . ومرة جديد يستنبش نصرالله ،لإظهار روحه السمحاء ،ملف أولئك المتهمن -زورا-بمحاولة اغتياله مطالبا القضاء الصفح عنهم وإطلاق سراحهم. إلا أن التطور المهم في موقف نصرالله من هذه القضية ،تمثّل اليوم ،وللمرة الأولى ،بتراجعه عن اتهام المجموعة التي سبق وأُلقي القبض عليها ،قبل نحو سنتين ونصف السنة ،بمحاولة اغتياله الى مستوى الإعلان عن تهمة التخطيط لاغتياله ...

وهنا المفارقة ،ففي القانون لا تبعة على المخطط إلا إذا حاول أن يتحرّك ،أي نقل المسألة من طور التداول الى بدء التنفيذ.

وفي حقيقة الأمر أن هذه القضية هي كناية عن "تفكير إستطرادي"قاله أحد المتهمين في حضرة بعض الموقوفين عن أنّ الحل في حال "هجم الشيعة على السنة هو اغتيال نصرالله ". وبمراجعة الملف الذي أصبح علنيا ،يتبيّن أن القائل لديه مشكلات عصبية حقيقية وتستدعي علاجا جسديا ونفسيا في آن،في حين يظهر بوضوح أن الشخص الذي حرّض هذه المجموعة على اقتناء السلاح والتفكير بمواجهة "الشيعة المسلحين"ومن ثم "وشى "بهم ،أي صنع الملف كاملا،هو شخص كان تابعا لماجد حمدان ،شقيق العميد مصطفى حمدان ،وهو مطلوب بموجب حكم قضائي غيابي بجرم التسلح حيث عثر على مخازن أسلحة تابعة له في كل من بيروت وعرمون.

وكان نصرالله غارقا في "بيع "اللبنانيين "عفوه عند المقدرة"عن هذه المجموعة التي أضناها سجن ظالم ،فيعد بأمور وأمور مستقبلية كإرسال كتاب الى المحكمة في جلستها المقبلة ،فيما كان القضاء العسكري يُصدر حكمه ...نعم كان يُصدر حكمه معلنا براءة كل هذه المجموعة من تهمة محاولة اغتيال نصرالله "لعدم كفاية الدليل"!

وهذه الإطلالة الإستيعابية للحادثة الخطرة في سجد والتمهيدية لقرار قضائي تسويفي،حتّمت إرجاء الكلام عن الجنرالات الأربعة ،أو بالأصح المطالبة مجددا بإطلاق سراحهم . هو يُدرك أنه لا يستطيع الضغط في آن من أجل "تطيير "ملفين في آن .المسألة العاجلة ملف استشهاد حنّا أما ملف استشهاد الحريري فيحتمل الإرجاء ،لأن دون الحسم فيه ما يربو على أربعة أشهر .(لقراءة موقف نصرالله إنقر على الوصلة التالية :

http://youkal.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2378&Itemid=46

 

 العفو مساء عن أبرياء...عصرا     

يقال نت/أطل الأمين العام ل"حزب الله"على اللبنانيين ،أمس بُعيد الثامنة مساء حيث أطلق الكثير من المواقف قبل أن يُنهيها بإعلان عفوه عن مجموعة مؤلفة من 12 شخصا من بيروت،جلّهم من الأنسباء ،سبق أن وُجهت إليهم تهمة محاولة إغتياله .

هذا الإندفاع الى عرض العفو عن هؤلاء المتهمين ،جاء بعد ساعات على إعلان المحكمة العسكرية الدائمة  براءة هؤلاء من التهمة المنسوبة إليهم ،وتحديدا عصر  أمس.ويؤكد متابعو محاكمة هذه المجموعة أن مندوبين عن "حزب الله"يتواجدون بشكل مستمر في كل جلسة تُعقد في ملف نصرالله ،مما يعني أن زعيم حزب الله كان يُتاجر على حساب 12 شخصا قضوا أكثر من سنتين ونصف السنة في السجن ،بسبب الظلم أولا وبسبب "خوف"القضاء من بطش "حزب الله" ثانيا وبسبب نجاح "حزب الله"على مدى سنوات مديدة في تحويل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الى "جهاز"يعمل لدى ...وفيق صفا .

اعلنت المحكمة العسكرية الدائمة براءة اثني عشر متهماً من جريمة التخطيط لمحاولة اغتيال امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، للشك ولعدم كفاية الادلة بحقهم، وجرمت عدداً منهم بتهمة تأليف عصابة مسلحة وتسليح اللبنانيين بهدف الاقتتال والاتجار بالاسلحة. واصدرت المحكمة عصر امس برئاسة العميد الركن نزار خليل حكماً قضى بانزال عقوبة السجن مدة خمس سنوات بحق غسان الصليبي اشغالاً شاقة، فيما حكمت على كل من سيراج الدين الصليبي وابراهيم الصليبي ويوسف قبرصي وعلي خالد والفلسطيني احمد الرشيد بالسجن مدة 3 سنوات اشغالاً شاقة. كما اصدرت حكماً قضى بسجن سليمان الصليبي مدة عشرة ايام فقط، واكتفت بمدة توقيف كل من محمد الصليبي وابراهيم العرب وصافي العرب. واعلنت براءة زياد يموت، فيما قضى حكم غيابي بسجن الفلسطيني محمد قبلاوي مدة ستة اشهر. وسبق للمحكمة ان استجوبت المتهمين الذين نفوا التهمة، واعترف أحدهم غسان الصليبي، بانه كان يسعى الى تسليح عدد من الشباب السنّة من أجل الدفاع عن أرضهم وبيوتهم. وأكد بان التهمة المسندة اليهم هي مفبركة وان قضيتهم هي قضية سياسية بامتياز.

 وكانت المحكمة قد استمعت أمس الى مطالعة ممثل النيابة العامة القاضي أحمد عويدات الذي تحدث في مستهلها عن الطائفية والمذهبية، فرأى بانهما سلاحان رهيبان وعواقبهما وخيمة ويرميان الى تجزئة الأمة وتقطيعها الى جماعات متنافرة وتفتيتها واستنزاف قدراتها وطاقاتها، واضعاف قوتها، وحثها على الاقتتال.

وقال: "ان من المبادئ الاسلامية العليا مبدأ عصمة الدماء والنفوس والاعراض بغض النظر عن هوية أصحابها المذهبية والدينية".

وأشار عويدات الى ان موجات التضليل استعملت كسلاح مميت لتأجيج الصراع والتناحر ولزيادة التمزق والتشتت وتعميق الهوة بين المذاهب الدينية، فتسيطر الانفعالية والارتجالية التي هي خراب ودمار، وتنزلق النفوس الى القمع والتكفير ما يولد انحرافاً بالذات الانسانية. ومن هنا ينبغي تطهير النفوس منها للحد من سلبيات الغضب والانفعال والتحلي بالصبر والاناة. وفي سرده لوقائع القضية، اعتبر عويدات ان غسان الصليبي الف جماعات عسكرية من شباب أهل السنّة، وقام بتدريبها وتسليحها وراح يدعو الشباب الى الانضواء تحت لوائه فانضم اليه المدعى عليهم الآخرون.

وعرض عويدات دور كل واحد من المدعى عليهم لجهة جمع الاسلحة وتخبئتها وشرائها وأضاف بان غسان الصليبي تحاور مع محمد الجارودي وسراج الدين الصليبي عن الوسيلة الفضلى لاضعاف طاقات الطائفة الشيعية وشل قدراتها، وقد رأى غسان ـ يضيف عويدات ـ ان الطريقة الانجح هي في اغتيال السيد حسن نصرالله، وانه تم الاتفاق على رصد تحركاته واعضاء مجلس الشورى في حزب الله في منطقة الضاحية الجنوبية، وانه لهذه الغاية انخرط سراج الدين في صفوف حزب الله منتظراً التعليمات من غسان، غير ان العملية اجهضت بتدخل من الاجهزة الامنية واعتقال افراد المجموعة.

وانتهى عويدات في مطالعته الى اعتبار الافعال التي قام بها المدعى عليهم تشكل جرائم ارهابية، طالباً لهم عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة، وتسطير مذكرة تحر دائم توصلاً لمعرفة هوية محمد الجارودي وأحمد أبو علقة وآخرين مقيمين في مخيم شاتيلا.

ثم ترافعت المحامية مهى فتحة عن المتهمين غسان الصليبي وأحمد الرشيد وابراهيم العرب وسراج الدين الصليبي ويوسف قبرصلي وعلي خالد، فركزت على أساليب التعذيب الذي تعرض لها موكلوها في مرحلتي التحقيق الاولي والاستنطاقي، طالبة ابطال تلك التحقيقات التي جاءت تحت تأثير الضرب والتعذيب.

ورأت ان التحقيق جاء بطريقة انشائية من دون اثباتات، وان الجرم بحقهم لم يكتمل معتبرة بان القضية ملفقة، وان التنازع الطائفي الذي حصل في البلاد هو الذي دفع الشباب الى حمل السلاح.

وطلبت تبرئة موكليها لعدم قيامهم بأي عمل جرمي، واستطراداً منحهم أوسع الاسباب التخفيفية والاكتفاء بمدة توقيفهم.

وكانت لافتة مرافعة المحامي جاد طعمة عن ابراهيم الصليبي وسليمان الصليبي فأثنى في مستهلها على مطالعة ممثل النيابة العامة في شقها الاول، التي تحدث فيها عن خطورة الطائفية والسلاح واستعماله في الداخل. وقال: "يجب ان نستذكر ان السلاح استعمل في المدى القريب واستعملت الطائفية ايضاً، وكان المتهمون قابعين في السجن بسبب اتهامهم بانهم كانوا يدافعون عن ارضهم وبيوتهم". ووصف طعمة المتهمين بانهم اناس وضيعون لا يملكون الكفاءة ليقدموا على ما اتهموا به.

وتحدث طعمة عن السبب الذي دفعه الى الدخول في هذه القضية، حيث كان حاضراً احدى جلساتها أمام المحكمة ورأى الدماء على قميص زياد يموت الذي لم يكن موكله حينها، وعلم بانه تعرض للضرب في السجن. وقال طعمة في هذا المجال: "كنا أمام حالة عنف فاضحة، على مرأى من المحكمة، ولم يتحرك أحد، ومن هنا طلبت من النقابة التطوع لاني آمنت ان ثمة امرا ما، فدخلت الى متاهات الملف وفوجئت".

وتطرق طعمة الى مسألة عدم محاكمة محمد الجارودي في هذا الملف الذي زود المتهمين بسلاح احضره من الضاحية الجنوبية، وسأل: "هل يمكن إخراج أي سلاح من الضاحية وجاء أحد المتهمين ليكشف بعد ذلك ان الجارودي كان يعمل مخبراً لأحد الأجهزة وانه كان مرافقاً لشقيق مصطفى حمدان المحكوم عليه غيابياً بجرم الاتجار بالاسلحة". وأضاف طعمة ان الجارودي أحضر سلاحاً ثقيلاً لغسان الصليبي الذي رفضه وابلغه بانه يريد سلاحاً فردياً ليدافع عن بيته، وزعم الجارودي حينها امامه بانه لا يستطيع اعادة السلاح الثقيل في ذلك الحين طالباً من الصليبي ايداعه عنده بعض الوقت، حين القي القبض عليه. وخلص طعمه الى الاشارة الى وجود تناقض بين تحقيق وزارة الدفاع، وامام المحكمة، لافتاً الى ان محاولة اغتيال نصرالله لا يقبلها عاقل، فكيف بهذه "العصابة" المؤلفة من اقارب، وسأل، اذا كانوا مدعومين، فهل بقوا سنتين ونصف السنة في السجن. وانتهى الى طلب البراءة لموكله للشك وعدم ثبوت الدليل. وبسؤال رئيس المحكمة المتهمين عن كلامهم الاخير، راوحت طلباتهم بين البراءة والحق، واسترجاع الكرامة والحكم بالعدل. وترافع المحامي محمود مخيش عن المتهمين محمد الصليبي وصافي العرب، فتساءل عن سبب الاستمرار في توقيفهم.

وقال مخيش انه لم يجد أية واقعة أو مجرد شبهة بحق موكليه ضد نصرالله أو حزب الله وكل ما هنالك ان محمد الصليبي هو ابن غسان الصليبي وان صافي العرب هو صهره.  ولفت الى ان غسان الصليبي لم يأت على ذكر موكليه في افاداته، سوى انه امّن لاحدهما رخصة سلاح غير انه لم يقدم على شراء اية قطعة سلاح.

وأكد مخيش ان موكليه ليس لهما أي دور في القضية، ولم ينسب لهما أي عمل قاما به، وانتهى الى طلب اعلان براءتهما لعدم وجود اي دليل بحقهما.

وترافع المحامي أحمد دياب عن المتهم زياد يموت فأكد بان ليس لموكله أي علاقة في القضية، معتبراً ان توقيفه عاماً ونصف العام هو ظلم كبير.

وقال دياب ان الذنب الوحيد لموكله هو رغبته في العمل لدى معارفه من أهل الدعوة والتبليغ التي تضم رجال دين، والتي تهدف الى دعوة الناس الى العبادة، وقد ثبت للمحكمة نظافة هذه الجمعية التي يرئسها غسان الصليبي. وأشار دياب الى ان موكله رفض عرض غسان الصليبي له بتأمين رخص سلاح له.

وفند دياب اقوال موكله والمتهمين الآخرين في كافة مراحل التحقيق والتي جاءت متطابقة، وتؤكد عدم وجود اي دور له في القضية، خصوصاً بعد رفضه الانتماء الى مجموعة مسلحة هدفها التسلح من أجل الدفاع عن أهل السنة في بيروت. وخلص دياب الى طلب البراءة لموكله لانتفاء الدليل.

 

فرنسا تحذر إيران من ضربة إسرائيلية وسورية تستأنف المفاوضات بعد أولمرت 

دمشق -  + وكالات : عقدت الخميس في العاصمة السورية دمشق قمة رباعيه ضمت الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ خليفه بن حمد ال ثان لبحث سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.

وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب القمة قال اردوغان إنه تم تأجيل الجولة الخامسة من المفاوضات بين سورية وإسرائيل بسبب التطورات السياسية في إسرائيل.

لكن مصادر إسرائيلية رسمية قالت إن الاتصالات جارية لتحديد موعد جولة جديدة من المفاوضات مضيفة أن إسرائيل (ما تزال معنية بمواصلة المحادثات ولديها نية في التوصل إلى اتفاق مع سورية). ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول إسرائيل قوله إن تأجيل المفاوضات جاء بسبب وجود إشكال قانوني حول مدى قانونية ترأس يورام طوروبوفيتش الوفد الإسرائيلي المفاوض مع سورية وان الحكومة تعمل من اجل حل هذا الأشكال. وقد استقال طوروبوفيتش من منصب كبير مسشاري رئيس وزراء الإسرائيلي في شهر تموز/يوليو الماضي ووافق على الاستمرار في ترأس الوفد الإسرائيلي بشكل تطوعي وهذا الأمر يستوجب موافقة النائب العام الإسرائيلي. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن في ختام أعمال قمة دمشق الرباعية أن سورية سلمت تركيا ورقة مبادئ حول السلام بين إسرائيل وسورية وان بلاده تنتظر الرد الإسرائيلي عليها. وأضاف أن الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين بلاده وإسرائيل والتي كانت مقررة هذا الأسبوع قد تأجلت بسبب استقالة كبير المفاوضين الإسرائيليين. جاءت تصريحات الأسد خلال مؤتمر صحفي مشترك ضم الاسد، ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر، ورجب طيب ارودغان رئيس وزراء تركيا الذين عقدوا قمة رباعية. وقد ركزت القمة بشكل أساسي على مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل علاوة على عدة ملفات أخرى في المنطقة، ومنها ملف العلاقات اللبنانية السورية.

وأشار الأسد إلى أن مستقبل هذه المفاوضات يتوقف على من يخلف رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت الذي يستقيل في وقت لاحق من هذا الشهر بعد انتخاب زعيم جديد لحزب كاديما الذي يتزعمه أولمرت.

 من جانبه ، حذّر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، إيران من أنها (تجازف كثيراً)، عبر محاولتها امتلاك السلاح النووي، لان إسرائيل يمكن أن توجه (ضربة) إليها وستحل عندها (الكارثة). وقال ساركوزي (إيران تجازف كثيرا عبر استمرارها في عملية الحصول على القدرة النووية العسكرية -ونحن واثقون من ذلك- إذ يوما ما ومهما كانت الحكومة الإسرائيلية قد توجه إسرائيل ضربة) إلى إيران. وأضاف (الأمر لا يتعلق بمعرفة ما إذا كان الأمر مشروعا أو ذكيا أم لا. ماذا نفعل عندها؟ ستحل كارثة ويجب تجنب حلول هذه الكارثة). جاء كلام ساركوزي في بداية قمة رباعية جمعت الخميس في دمشق إلى جانب فرنسا وسورية, كلا من تركيا وقطر. وبحثت هذه القمة المصغرة التي استمرت ساعة تقريبا المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية عبر تركيا والعلاقات السورية-اللبنانية والملف النووي الإيراني. وتابع [لتجنب هذه الكارثة, أن الموقف الدولي يقضي بالقول: على إيران وقف تخصيب (اليورانيوم). انا شخصيا مضيت ابعد من ذلك بقولي ان فرنسا على استعداد لمساعدة إيران في الحصول على الطاقة النووية المدنية, كدليل على حسن نيتنا]. وتابع [لكنه لا يمكن لإيران في مطلق الأحوال رفض عمليات المراقبة التامة والنزيهة] التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية مضيفا لا يمكن لإيران القول (أواصل التخصيب وفضلا عن ذلك لا اقبل سوى بعمليات مراقبة جزئية). وقال (إذا واصلت إيران التخصيب, فهذه مشكلة لكن على الأقل فلتقم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات المراقبة بشكل كامل. وعندها سيتم التثبت من حسن النوايا). وقال (يبدو لي أن في وسع سورية أن تلعب دورا مهما لإقناع) إيران. 

 

ساركوزي يمنحه صك براءة و"14 آذار" ترفض تدخله الفاضح في لبنان

الأسد يسقط 26 نيسان 2005 من روزنامته السياسية

الجمعة 5 أيلول 2008/وكالات

بعدما نجحت دمشق بكسر العزلة الدولية عنها خلال زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى باريس في تموز الماضي، نجحت بالامس عبر القمة الرباعية السورية – الفرنسية – القطرية - التركية بتكريس دورها كلاعب اقليمي لا يمكن تخطيه. وأطلّ الرئيس السوري بشار الاسد مجدداً على الوضع اللبناني متدخلاً ومحذّراً ومستحضراً دور "الوصي"، وكأن تاريخ 26 نيسان 2005 غير موجود في روزنامته السياسية. وحذّر الاسد بما يشبه التهديد من الوضع الامني في الشمال ومن الاصوليات التي قد تطيح كل ما انجز في لبنان. واعلن ان الوضع في لبنان لا يزال هشاً. وكشف أنه طلب من الرئيس ميشال سليمان ارسال مزيد من قوات الجيش اللبناني الى الشمال، لان "ارسال هذه القوات الآن وعلى وجه السرعة ضروري لحل هذه المشكلة والا لن يبقى لبنان مستقراً مع وجود التطرف". وأضاف أن "أي شيء ايجابي تحقق في لبنان سيصير بلا قيمة من دون حل للتطرف والقوى السلفية التي تتحرك في لبنان"، مؤكداً ان "هناك دولاً تدعم هذه القوى رسمياً".

وفي حين أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل ستعقد يومي 18 و19 ايلول في تركيا، بعد تأجيل هذه الجولة التي كانت مقررة في السابع من ايلول في اسطنبول بسبب الوضع الداخلي في اسرائيل، اكد الرئيس الاسد ان الرئيس ميشال سليمان "وافق" على الانضمام الى المفاوضات عندما تنتقل الى مرحلتها المباشرة، رامياً بذلك كرة متفجرة بين يدي سليمان في مطلع عهده في ظل الموقف الثابت لـ"حزب الله" من هذا الملف، خصوصاً وان ما نقله الاسد عن سليمان يظهره بموقع "المتفرّد".

 وليكتمل مشهد لعب الاسد بالورقة اللبنانية واستخدامه سياسة "العصا والجزرة"، نفى الرئيس السوري مساء في مقابلة خاصة مع قناة "المنار" وجود أي طلب من الغرب لتقدّم سوريا تنازلات من حيث حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، مشدداً على أن لا مصلحة لبلاده في التخلي عن المقاومة "لأننا لسنا دولة هدايا".

وبما يشبه صك براءة اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان ما قام به الاسد فى لبنان "كان له دور مهم في اعادة الاستقرار الى لبنان"، في إشارة الى تسهيل سوريا انتخاب رئيس والتزامها اقامة علاقات ديبلوماسية. وقال: "نحن في حاجة إلى سوريا في لبنان ومع ايران، والولايات المتحدة تعرف الدور الكبير الذي تقوم به سوريا في هذا الإطار ونحن نتكلم في هذا الموضوع وفرنسا تضطلع بدور لكى تفتتح عصر السياسة المنفتحة مع سوريا". وقال مستشار مقرب من ساركوزي لصحيفة "السفير" ان الهدف الرئيسي "للمجازفة التي أقدم عليها الرئيس الفرنسي بالانفتاح على سوريا، تمثلت على الدوام بانتزاع دور في العملية السلمية مماثل للدور الأميركي ويعكس بوضوح الثقل الفرنسي الحقيقي في المتوسط يساعد على تكريس تطلعاتنا لبناء اتحاد متوسطي حقيقي".

 وتوالت الردود الدولية والمحلية على المواقف الصادرة عن القمة الرباعية، فعلق مصدر رسمي إسرائيلي في تل أبيب بأن "أقوال الرئيس السوري عن وجوب تحقيق سلام بين الشعوب وليس فقط بين الحكام والمفاوضين العرب والإسرائيليين، جميلة"، لكنه أضاف: "أننا لا نزال نرى سوريا تهرب أسلحة إلى حزب الله... الأسد يتحدث عن الاستقرار في لبنان فكيف يتماشى هذا مع استمرار تهريب الأسلحة، فهو يحصل على الأسلحة من إيران ويهربها إلى لبنان... لمصلحة حزب الله، وسوريا غارقة في هذا الموضوع حتى رأسها ... كذلك فإن مشعل وقيادة الحركة موجودون في دمشق وهذه أمور يعرفها الجميع".

من جهتها، اعتبرت قيادات 14 آذار بعد اجتماع مسائي في قريطم أن مواقف الرئيس السوري بشار الاسد حول لبنان "تدخل فاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية ... وعدم اعتراف بسيادة لبنان واستقلاله، اضافة الى كونه اهانة للرئيس اللبناني بشخصه وموقعه". كذلك رد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة على الرئيس الاسد من غير ان يسميه قائلاً: "طرابلس كانت ولا تزال مدينة العلم والعلماء والعيش المشترك والسلم الاهلي وليست مدينة للارهاب".

ومساء، اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة خلال افطار رمضاني، ليعرب عن اسفه لاعتداء سجد ويحذّر من اي مساس بـ"حزب الله" ويؤكد بقاء السلاح. وكان لافتاً غياب مواقف القمة الرباعية في دمشق كلياً عن خطاب نصرالله. وهو اشار الى أن "المقاوم الذي اطلق النار ليس مجرما بل هو من طلب تسليم نفسه للقضاء"، آخذا على بعض السياسيين تصرفهم بحقد، أو بمنطق تحريض الجيش على المقاومة من أجل الوقيعة والفتنة بين الجانبين، داعيا الى ترك القضاء المختص يقول كلمته في الحادثة والمسؤوليات المترتبة على ما جرى.  وأكد فيه أن جلد "حزب الله" لا يسلخ ولن يأتي من يستطيع ان يسلخه. وشدد أن المقاومة مشروع دفاعي عن لبنان، مشددا على أن سلاحها "سيبقى إذا تحررت مزارع شبعا لأننا نتحدث عن استراتيجية الدفاع فنحن بلد مهدد من إسرائيل والغاية هي حماية لبنان".

 

ديفيد هيل: واشنطن تتحفظ على زيارة ساركوزي لسوريا ولا تراجع في سياستها حيال لبنان 

وكالات/الجمعة 5 أيلول 2008

نفى نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل أي تراجع أو تغيير في موقف الإدارة الأميركية من لبنان، وأبدى تحفظه على زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق قبل لمس تغيير في الموقف السوري.  وأكد هيل في حديث الى صحيفة "السفير" أن الإدارة الأميركية تتابع عن كثب زيارة ساركوزي إلى دمشق وأن لدى باريس وواشنطن هدفاً مشتركاً في الشرق الأوسط، والمقاربة حيال سوريا يجب أن تبقى محدودة حتى تظهر أدلة ملموسة على أنّ دمشق تقدم تغييراً في سياستها الإقليمية. كما رأى أن "العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وبيروت ليست مرتبطة بالسفارات فقط بل هي احترام متبادل وعلينا أن ننتظر ونرى"، مشدداً على أهمية ترسيم الحدود بين البلدين، ومؤكداً أنه حاول خلال زيارته الى لبنان "إيصال رسالة لناحية ضرورة تطبيق القرارات الدولية المعنية بلبنان لاسيما القرارين 1701 و1559.  واضاف: "بصراحة يبقى تدفق الأسلحة الى "حزب الله" مصدر قلق كبير لدينا وعلينا أن نبقي تركيزنا على المخاطر المرتبطة بهذا الأمر". وأعرب هيل عن قلقه من الوضع في جنوب لبنان وقال :"علينا أن نكون حريصين جداً، الخطر هناك من حدوث شي ما، قد نصحو يوماً ونجد أنفسنا أمام أزمة فيها احتمالات تصعيد". وجدد التأكيد على أن الإدارة الأميركية ستقوم بكل ما في وسعها لتحقيق أهدافها ومساعدة مؤسسات الدولة اللبنانية لاسيما المؤسسة العسكرية لأن هذا الأمر سيساعد كي لا تكون بعد الآن حجج تقول إن "حزب الله" وحده حامي اللبنانيين.

واضاف: "على الناس مراقبة ما نفعل وإعطاؤنا النصائح التي نرحب بها دائما"، مشدداً على "أهمية إجراء الحوار الوطني المنتظر، والتطبيق السريع لكل بنود اتفاق الدوحة، وضرورة إجراء الانتخابات النيابية التي هي فرصة أمام اللبنانيين من اجل التعبير عن خيارهم حول من يحكم بلدهم وعلى أي أساس".

  وبشأن الاحداث التي تحصل في طرابلس اعتبر هيل "أنّ ما يحدث مشكلة كبيرة يجب التعامل معها"، ودعا "جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوة إلى الخلف لرؤية أن هناك خطراً فعلياً في هذا الأمر، وإيجاد وسائل سلمية لحل هذه المشكلة".  ومن جهة اخرى اعتبر "أن قرار تعيين قائد الجيش الجديد شأن لبناني"، منوهاً بالعماد جان قهوجي، وأكد أنه "سيكون شريكاً قوياً لنا ونتطلع إلى العمل معه لنحاول أن نرى ما هي حاجات الجيش التي سيحددها وكيف يمكننا تلبيتها".

 

هيل عرض خلال زيارته بيروت تسليح الجيش بمروحيات كوبرا

وكالات/الخميس 4 أيلول 2008

كشفت مصادر مطلعة لـ"nowlebanon.com" أنّ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون آسيا والشرق الادنى ديفيد هيل وخلال زيارته الأخيرة لبيروت أبدى أمام الجانب اللبناني عزم الولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية للجيش اللبناني من ضمنها تسليح المؤسسة العسكرية بطائرات مروحية مقاتلة، وفي هذا الإطار قالت المصادر نفسها إن هيل عرض أمام وزارة الدفاع اللبنانية لائحة مروحيات عسكرية أميركية الصنع وفي مقدمها المروحية المقاتلة من نوع AH-1 COBRA تنوي وزارة الدفاع الأميركية تقديمها ضمن خطة تعزيز قدرات الجيش اللبناني في سبيل تمكينه من فرض الأمن ومواجهة التحديات وتثبيت السلم الأهلي في لبنان.

ولفتت هذه المصادر إلى عدم استبعادها أنّ تكون حادثة إطلاق النار على مروحية الجيش اللبناني في إقليم التفاح من قبل عناصر "حزب الله" رسالة استباقية من قبل قيادة الحزب على المستويين الداخلي والخارجي مفادها أنّ أية مساعدات عسكرية سوف تقدّم للبنان لن تغيّر من الواقع الميداني الحالي ولن يُسمح بإحداث أي اختلال في ميزان القوى الراهن الذي يمنح "حزب الله" التفوق العسكري على الساحة اللبنانية.

 

نحن والشقيقة

عقاب صقر (الشرق الأوسط) ، الجمعة 5 أيلول 2008

عجيب أمر لبنان مع شقيقته وكأن الشقاق والشقاء قدر الاشقاء، لا تمر قضية من دون ازمة تولد ازمات، ولا يحسم ملف الا بالحديد والنار او بتدخل خارجي يرسم ملامح الاخوّة وحدودها ليلقنها للشقيقين. ويصر النظام في الشقيقة على صحة نهجه تجاه لبنان، علما انه يعتمد منهجية تخلو من ابسط مقومات العلاقة المتوازية او حتى المتوازنة، ويمكن لمن يشاء ان يلحظ اختلال جانب اساسي من هذه العلاقة اللدودة عبر التناقضات التالية:

ـ يدعم النظام في سورية المقاومة في لبنان، وصولا الى فلسطين والعراق، ويحرّمها على الشعب السوري.

ـ يخوّن اي مسؤول لبناني يتصل بالولايات المتحدة الاميركية، في حين يتصل باسرائيل ويرفض التفاوض معها من دون رعاية اميركية كاملة.

ـ يعيب على السنيورة استقبال رايس في حرب تموز، بينما كان يفاوض العدو الاسرائيلي سرا لينتقل الى العلن بعد اغتيال الشهيد عماد مغنية في قلب دمشق.

ـ يدعم لبنان في حربه مع اسرائيل لاستعادة أسراه، ويبخل بمعلومة عن المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في معتقلاته.

ـ يصر على الالتزام بما يجمع عليه اللبنانيون، ويصف غالبيتهم بالمنتج الاسرائيلي.

ـ ينادي بوحدة المسار والمصير، فيترك لبنان وحيدا في الحرب مع اسرائيل وينفرد هو بالتفاوض معها.

ـ يدعم لبنان بالسلاح لتحرير آخر شبر من مزارع شبعا، ويتغاضى عن تحرير آلاف الكيلومترات في الجولان.

ـ يفتخر بالمواقف البطولية للسيد حسن نصرالله، ويمنع أي مسعى سوري للتمثل به او استنساخ تجربته.

ـ يعتبر العلاقة مع ايران جزءا من النضال القومي، ويتهم اللبناني المتحالف مع المملكة العربية السعودية بخيانة مستلزمات العروبة.

ـ ينادي بالوحدة العربية، ويملك اسوأ العلاقات مع لبنان والعراق والسعودية والاردن، ويشوب التوتر علاقاته بمصر ومعظم الخليج العربي.

ـ يدين توقيف الضباط اللبنانيين الأمنيين الأربعة المتهمين باغتيال الرئيس الحريري، ويسجن المثقفين السوريين لارتكابهم جريمة «اعلان دمشق».

ـ يرفض ترسيم حدود مزارع شبعا لوجود اسرائيل فيها، ويقبل بالتفاوض مع اسرائيل حول ترسيم حدوده، وصولا الى المساومة على اطراف بحيرة طبريا.

ـ يخوّن الاعلام اللبناني الذي ينتقد اداء النظام في سوريا، بينما يخوّن اعلامه اللبنانيين ومسؤوليهم بالجملة.

ـ يدين ويخوّن معظم الطبقة السياسية اللبنانية التي شارك، تاريخيا، بصناعة الجزء الاسوأ منها.

من نافلة القول التأكيد ان العلاقة الممتازة مع سوريا شعبا ودولة هي المدخل للبنان متماسك ومعافى، ولسوريا قوية. ومن البديهي ان بعض اللبنانيين تمادى في سرعة وقوة انقلابه على النظام في سوريا لأسباب باتت اشهر من الشهرة نفسها. لكن هل المشكلة فقط ان بعض اللبنانيين انقلب على النظام في سوريا، وان معظم العالم العربي وجزءا من العالم دخلا في مؤامرة الانقلاب؟ ام ان النظام في سوريا يتقلّب الى حد التناقض مع الذات، حتى صح فيه القول المأثور: لكثرة ما تقلّب راح يسأل ما بال الكون ينقلب؟

 

موسم الانفتاح على سورية

الجمعة 5 سبتمبر -الحياة اللندنية

 وليد شقير

إنه موسم الانفتاح على سورية. هذا ما اظهرته زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدمشق أول من أمس ثم القمة الرباعية التي جمعت الضيف الفرنسي مع الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بناء لاقتراح الرئيس السوري.

والموسم مزدهر هذه الأيام لأنه يقوم على اعتقاد غربي عموماً، وفرنسي تحديداً، بأن فتح الباب لسورية وفك عزلتها سيشجعانها على المضي في مفاوضاتها مع إسرائيل التي أعلن عن جولتها الخامسة خلال هذا الشهر على أمل أن تصبح مباشرة، كما تتمنى الدول الحاضرة للقمة الرباعية، وعلى آمال ومراهنات غربية ولا سيما أميركية بأن أمام سورية بفعل هذه المفاوضات الجارية مع إسرائيل، فرصة لتبدأ عملية تدريجية من أجل الانسحاب من علاقة التحالف الاستراتيجي مع إيران. وهذان الاعتقاد والأمل الغربيان يشكلان ركيزة هذا الانفتاح، الذي ترفده عوامل أخرى بالتأكيد منها حاجة الولايات المتحدة الأميركية في ظل سياستها في المنطقة، وانشغالها بالانتخابات الرئاسية، الى تولي غيرها من الدول استكشاف السياسات المقبلة التي يمكن الإدارة الجديدة أن تتبعها، واختبار مدى قابلية هذه السياسات للتطبيق عندما يستقر سيد البيت الأبيض الجديد في كرسيه مطلع العام المقبل، بعد انتخابه في تشرين الثاني (نوفمبر).

وعلى رغم أن في أوساط الدول الغربية التي تخوض موسم الانفتاح على دمشق (حتى الدول الأوروبية التي لم تشارك في القمة) من يعتقد أن ثمة «وهماً» فرنسياً بإمكان إحداث تقدم في عملية السلام، عبر المسار السوري - الإسرائيلي وأن خروج سورية من تحالفها مع إيران هو «سراب»، فإن الموسم سيأخذ مداه تمهيداً لمعرفة نتائج ثماره في نهايته.

هناك أسباب أخرى للانفتاح الذي تشكل القمة الرباعية أحد مظاهره بحسب بعض الأوساط الغربية، منها أن شبح الحرب في المنطقة، على رغم تراجعه، خصوصاً بين الولايات المتحدة وإيران بفعل الملف النووي، لم يُستبعد كلياً، في ظل المزيد من التعقيدات الدولية بفعل تصاعد الصراع الأميركي - الروسي. وهذا الاحتمال يدفع دولاً كثيرة الى بذل الجهد مجدداً من أجل الحؤول دون عودة هذا الاحتمال الى الصدارة. وفرنسا وتركيا وقطر، دول لها علاقات جيدة مع واشنطن وأخرى (متفاوتة الأهمية بحسب حجم كل منها) مع إسرائيل، وبالتالي في استطاعتها العمل على نقل المطالب والنصائح ولعب دور الوسيط لعل إمكان تجنب الحرب يغلب مرة أخرى. ومن الأسباب أيضاً، ان التقدم الذي حصل حتى الآن في المفاوضات السورية - الإسرائيلية غير المباشرة، بلغ مرحلة دقيقة توقف عندها الفريقان المتفاوضان، لكنها مرحلة لا تعنيهما وحدهما، بل تعني محيطهما والدول الكبرى. وإذا كان استمرار الخلاف حول «تحديد الحدود» بين سورية وإسرائيل هو أحد هذه العوامل، فإن مزيداً من التقدم بات يرتبط بأمر حيوي بالنسبة الى دمشق لا بد من مقاربته منذ الآن هو التعويضات المالية والأثمان الاقتصادية لسورية مقابل خوضها غمار السلام مع اسرائيل. فالدول التي عقدت اتفاقات سلام مع الدولة العبرية مثل مصر والأردن وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية (في التسعينات) حصلت على أثمان من هذا النوع سواء كمساعدات مباشرة أو استثمارات طويلة الأجل. ويبدو ان دولتين لهما ثقل مالي واقتصادي مثل فرنسا (ومعها الاتحاد الأوروبي) وقطر مكلفتان من اميركا والدول الغربية البحث مع دمشق، والعمل على خفض الأثمان التي طلبتها لأنها «عالية جداً» كما يقول بعض الرواة. والدور التركي في المجال المالي هذا، مساند لدوري باريس والدوحة، خصوصاً انه الوسيط الصديق في التفاوض السوري - الإسرائيلي

 

عون متوتّر من تلاحق "الصدمات" وثبات "العجز" والهدوء السليماني الصاخب وعفوية الإعلام في استرداد "اختراعه" السياسي

طيف الحريري يحول دون عودة فارس

المستقبل - الجمعة 5 أيلول 2008 - فارس خشّان

يمر العماد ميشال عون بأزمة وجودية عميقة، تزيد توتره توترا وتُضاعف حاجته الدائمة الى التفتيش عن جهة يُلقي عليها تبعة ما تقترفه يداه، ولطالما وجد في الإعلام اللبناني ضالته، لأنه هو بالأساس مجرد "إختراع" ...إعلامي. بالأمس وصل قطاره الى صحيفة "لوريان لو جور" إلا أن من يُراجع مواقف عون في كل مرحلة يكتشف أنه باستثناء الإعلام السوري والبرتقالي و"الإلهي"، لم تنجُ صحيفة او إذاعة أو تلفزيونا أو موقعا إلكترونيا من نوبات... غضبه.

وهذا التوتر مفهوم لدى كثيرين. فالرجل الذي صنعت هالته الشعبية شعارات متفرقة يُسارع الى إثارة زوبعة من الغبار كلّما وجد أن هناك من يسعى، عفوا أم عمدا، إلى وضع قوله على ميزان فعله، وهنا تأتي تحديدا قضية استشهاد النقيب الطيّار سامر حنّا، ففيما يُصوّرها هو على أنّها مجرد حادث عابر يظهر من يُثبت أنها جريمة عمدية، وفيما يطمح هو الى اعتبارها حادثة كلاسيكية تندرج في سياق الأخطاء التي يرتكبها الجيش الواحد بحق ذاته، يظهر من يُذكّره بأن الجيش اللبناني ليس "الحرس الثوري الإيراني" حتى يعتبر أن "حزب الله" هو لواء تابع له.

وفي هذه المرحلة، لا يستسيغ العماد ميشال عون سوى سماع بعض الحناجر، فهو في حالة التفتيش عمّن يرفع من معنوياته، وباستثناء مجموعة 8 آذار الإعلامية، فإن كل الإعلام معاد يستحق الإقفال، لأنه يستهدف إحباطه.

فالجنرال وصل الى مستوى لا يستطيع معه أن يسمع لا صوت النائب وليد خوري، لأنه يذكره برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ولا صوت النائب سليم سلهب، لأّنّه يوحي بوجوب توفير فسحة للعقل على حساب اجتياح العواطف، ولذلك تراه يطرب حصرا الى نبيل نقولا وكميل خوري، فيما فرحته الكبرى تكون عندما يطل وئام وهّاب وميشال سماحة بآخر روايات "الغرف السوداء"، ولذلك يحرص على أن يتناوبا على شاشته، حيث على اللبنانيين أن يفهموا أن "الحق يُقال" عليها...حصرا.

وحالة العماد ميشال عون مفهومة جدا، فزعيم السبعين في المئة من المسيحيين، وفق الماكينة الإنتاجية التي لا تتعب بين يديّ عبدو سعد، يجد نفسه غير قادر على فتح الطريق أمام "حزب الله" في اتجاه منطقة البترون "التي يُحكم السيطرة عليها" لتقديم واجب العزاء، وهو بذلك يُذكّر "حزب الله" على تخوم الإنتخابات النيابية "المُكلفة جداً" بأنه سبق له وعجز في الجامعات والنقابات عن تجيير أصوات الكتل المسيحية إلى شريكه الذي حوّل الصوت الشيعي المتحكم به الى رافعة للحالة العونية، وليس أدلّ على ذلك سوى ما فعله الحزب في الجولة الجنوبية، بحيث امتدت خدماته الى جزّين، حتى بدا أنه لولا اجتياحه الأمني بثياب مدنية لكان الحشد البشري لمتابعة "سباق الحمير" التقليدي في بلدة روم المجاورة، أعظم من الحشد البشري لرؤية "الزائر التاريخي".

وعون الذي لا يسلك هو ونوابه المقربون درب القصر الجمهوري، لا يستطيع أن يستغيث "مديح "الرئيس ميشال سليمان بالنيات الوطنية الطيّبة التي تقف وراء اقتراح التعديل الدستوري الذي قدّمه نواب من الأكثرية لقطع الطريق على الإتجار بشعار توطين اللاجئين الفلسطينيين، في الوقت الذي بدا فيه رئيس الدولة الذي يريده عون مجرد منظّم لخلاف طائفي يصطنعه بين المسيحيين والمسلمين، يُعطي أوّل إشارة تشجيع للمستقلين بخوض المعركة الإنتخابية، وهم يرفعون صورته وشعار تعزيز موقع رئاسة الجمهورية في لبنان الذي هرب منه عون الى شعار تعزيز صلاحيات نائب رئيس الحكومة، الأمر الذي ستكون له تداعياته في كثير من الدوائر الإنتخابية ولا سيما في جبيل وكسروان والمتن وبعبدا، حيث على "حزب الله" ـ في بعضها ـ أن يختار بين القصر والفيلا، بعدما اختار الوزير طلال إرسلان تمييز مرجعية المختارة على طاحونة الرابيه.

ولعلّ حالة عون تُصبح أكثر قابلية للإستيعاب، متى جرى التوقف عند التحدي الذي رفعه أمام النائب السابق سليمان فرنجية بقدرته على جذب النائب عصام فارس الى الساحة الإنتخابية التي "أخلاها" في العام 2005، بعدما كان قد هرب من الحالة السياسية، بُعيد إعلان رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق ديتليف ميليس توافر شبهات لديه ضد قائد الحرس الجمهوري آنذاك العميد مصطفى حمدان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

كان فرنجية واثقا من أن فارس لن يعود الآن، لأن ثقته نابعة من معرفة بخلفية الرفض التي لا يُريد التوسع في شرحها لعون، ولكن "الجنرال" حسب أنّه قادر على "وراثة" الرئيس السابق أميل لحود بكل شاردة وواردة.سبق وفعل ذلك بالشعارات والحلفاء والعداوات، وبالتالي هو قادر على جذب "منظّم حفلات الإستجمام اللحودية"، خصوصا بعدما وُجّهت إليه الدعوة الى اليخت نفسه.

إلا أن العماد عون شعر مجددا أن طيف الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يُحاول طرده من الواقع اللبناني يُطارده على يخت عصام فارس.

هناك أدرك، على ما هو مرجّح، أن ابتعاد عصام فارس عن لبنان لا تُمليه حالة قرف سياسية، و الى حالة نسكية مستجدة لدى صاحب اليخت، إنما إلى مسألة وجودية شائكة. وهذه المسألة الشائكة تتمحور حول وجوب إبتعاد فارس عن لبنان، ذلك أنّه من المجموعة التي يصحّ عليها توصيف "الشاهد الملك" في قضية اغتيال الحريري، وتاليا فحياته تُصبح عرضة للخطر، إن هو عاد الى لبنان.

وفارس سبق له وقدّم إفادته في قضية الحريري التي جالت على زوايا كثيرة وعميقة إنطلاقا من واقعة تلقيه طلب من العميد الموقوف حمدان، في الثالث عشر من شباط 2005، لنقل يخته من "مارينا" ضبيه الى مرسى سان جورج، ليتمكن الرئيس أميل لحود من تلبية دعوته على العشاء، وذلك لدواع أمنية!

ويوم تسلّم القاضي صقر صقر ملف التحقيق في جريمة الرابع عشر من شباط 2005 من زميله القاضي الياس عيد، وجد ثغرات كثيرة في الملف اللبناني ومن بينها غياب إفادة عصام فارس حول واقعة في غاية الدقة تتصل بالأدوار التفصيلية المتصلة بالجنرالات الأربعة الموقوفين ولا سيما بحمدان، الصامت في سجنه وباللواء جميل السيد الذي تفيض ثرثراته، فقرر بالإتفاق مع النائب العام التمييزي استدعاء فارس الى الشهادة، إلا أن لجنة التحقيق دخلت على خط القضاء اللبناني طالبة غض النظر عن هذا الإستدعاء وتكفلت تسليمه نسخة عن إفادة فارس المحجوبة عن التحقيق اللبناني، بطلب سبق أن أصرّ عليه الشاهد.

وبدا واضحا لعون أن شرط إقحام فارس في الإنتخابات النيابية يتوافر حصرا، إما بعد المحاكمة وإما بعد منع المحاكمة عن الجنرالات الأربعة.

وفيما كان "الجنرال" يُفكّر في طريقة التغلب على "الملف المانع" وجد أمامه قضية استشهاد النقيب الطيار سامر حنّا التي قالت "لوريان لو جور "إستنادا الى معطيات وردتها من مرجعيات لا يرقى إليها الشك، بأن ما حصل على تلّة سجد ليس مجرد حادث بل هو إغتيال يُراد له أن يكون مجرد حادث.

 

مصداقية؟..

المستقبل - الجمعة 5 أيلول 2008 - "أبو رامز"

يستطيع الرئيس السوري (يا اخوان) أن يجمع عنده من يشاء ويتحدث بما يشاء ويحدد مواعيد عاجلة وآجلة لمتابعة المفاوضات الجارية مع اسرائيل التي "دخلت في مرحلة حاسمة" على حد تعبيره. ويستطيع تبعاً لذلك، أن يتوقف أحدهم في بيروت و"يتذكر" قصة التفرد والانفراد في التفاوض والتحسر بالتالي على عقود ضاعت هباء ولم نستفد منها طالما اننا سنصل الى النقطة التي وصل اليها أحدهم قبلنا بثلاثة عقود!. ويستطيع من يشاء أن يرفض أو يؤيد ما يحصل، لكن أن لا يُسمع "حسٌ" أو همسٌ أو كلمة أو تعليق أو "جعرة" ما (ولو جعرة صغيرة) من قبل جماعة خط الممانعة والمنع وتحديداً بعض أبرز أطراف جماعة "شكراً سوريا ـ نعم ايران" واعلامها الحربي، فهذا لعمري وعجبي أمر جلل ولا يُسكت عليه يا اخوان.

يعني، هل يحق لكم أن تحاسبوا وتحكموا وتنفذوا أحكامكم وتمطرونا من دون خجل أو وجل بكل ما في جعبتكم ومخزونكم من شتائم وتقريع وتقريظ ولوم وتخوين لأن فؤاد السنيورة استقبل رايس أو لأن جورج بوش وضع يده في يد سعد الحريري أو لأن ابن رفيق الحريري قال "لبنان أولاً" أو لأن وليد جنبلاط دعا الى تحييد البلد أو لأن سمير جعجع وسمير فرنجية سألا "متى يرتاح لبنان ومتى ينزل عن الشجرة" أو لأن علاقة قوى 14 آذار متينة ورصينة بالدول التي تسمونها محور الاعتدال وهي التي أثبتت منذ قيامة لبنان وحروبه وويلاته ومصائبه وطلعاته ونزلاته انها أحرص على البلد وأهله أكثر بكثير من الشقيقة المزعومة وبعض جماعتها وان حرصها هذا حقيقي وصادق ونبيل وأخلاقي ولا علاقة له بالتجارة والمتاجرة والبيع والشراء..؟ هل يحق لكم أن تفعلوا وتفتعلوا وتنفعلوا زوراً وبهتاناً وتمثيلاً وتدجيلاً على توليفات واختراعات من عندياتكم، وبعد كل هذا وذاك وذلك لا نسمع منكم كلمة عن التفرد في مفاوضة اسرائيل والاعلان عن الرغبة العارمة الجامحة الطامحة برضى أميركا وأصدقاء أميركا واسرائيل وأصدقاء اسرائيل. ولا كلمة واحدة؟. ثم أين مختبركم العظيم الذي انخرط على مدى ثلاث سنوات وأكثر في توزيع نتائج فحوصات الدم واعطاء شهادات في الوطنية والعمالة والتبعية على الطالع والنازل... اختفى؟!. غريب فعلاً، والأغرب بالمناسبة (يعني على الهامش) ان الرئيس السوري تحدث عن "قوى متطرفة وسلفية" تجعل الوضع اللبناني هشاً، باعتبار ان حليفه الأبرز والأول في لبنان هو الحزب الديموقراطي العلماني وليس "حزب الله"... و"فتح ـ الاسلام"، وحليفته الأبرز والأهم في المنطقة والعالم هي فنلندا وليس ايران؟.

 

كلام الأسد تدخّل فاضح ينم عن عدم اعتراف بسيادة لبنان"

"14 آذار": المصلحة الوطنية تقررها فقط السلطة السياسية وليس القرارات التي يتخذها أي طرف قريب أو بعيد

المستقبل - الجمعة 5 أيلول 2008 - أكدت قيادات قوى "14 آذار" أن "كلام الرئيس السوري بشار الاسد حول طلبه من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ارسال وحدات من الجيش اللبناني الى الشمال هو تدخل فاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية"، معتبرة انه "ينم عن عدم اعتراف بسيادة لبنان واستقلاله،اضافة الى كونه اهانة للرئيس اللبناني بشخصه وموقعه". وأعلنت رفضها "دعوة الرئيس السوري لبنان للدخول في المفاوضات مع اسرائيل"، مشددة على "أن المصلحة الوطنية اللبنانية تقررها فقط السلطة السياسية للبنان الممثلة بمجلس وزرائه وليس بالقرارات التي يتخذها أي طرف في المحيط القريب او البعيد".

عقدت قيادات قوى "14 آذار" اجتماعا في قريطم مساء أمس، تداولت خلاله بآخر المستجدات السياسية وبعض المواقف التي صدرت في اليومين الماضيين، في حضور الرئيس امين الجميل، ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري ، ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ، ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ، ورئيس حزب "الوطنيين الاحرار" دوري شمعون، والوزراء: محمد الصفدي ،غازي العريضي ،وائل ابو فاعور ، ومحمد شطح، والنواب: نائلة معوض، بطرس حرب، صولانج الجميل، مروان حماده، الياس عطا الله، ميشال فرعون، انطوان زهرا، سمير فرنجية، ستريدا جعجع، جورج عدوان، والنواب السابقين: غطاس خوري، كميل زيادة، فارس سعيد ونادر الحريري.

وأكدت القيادات في بيان أصدرته بعد الاجتماع أن "كلام الاسد حول طلبه من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ارسال وحدات من الجيش اللبناني الى الشمال هو تدخل فاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية وينم عن عدم اعتراف بسيادة لبنان واستقلاله، اضافة الى كونه اهانة للرئيس اللبناني بشخصه وموقعه".

واعتبرت "أن دعوة الرئيس السوري لبنان للدخول في المفاوضات مع اسرائيل، تدخل في نفس الاطار من التدخل المرفوض في الشؤون الداخلية للبنان وتتجاهل اتفاق الطائف الذي ينص صراحة التزام لبنان باتفاق الهدنة مع اسرائيل، وبالتالي فان هذا الكلام مرفوض بالكامل"، وشددت على أن "المصلحة الوطنية اللبنانية تقررها فقط السلطة السياسية للبنان الممثلة بمجلس وزرائه وليس بالقرارات التي يتخذها أي طرف في المحيط القريب او البعيد، لا سيما وان الموقف اللبناني الثابت هو الالتزام بالمبادرة العربية وان لبنان سيكون الدولة العربية الاخيرة التي توقع اتفاق تسوية مع اسرائيل بعد استرجاع كافة الحقوق العربية".

من جهة أخرى، أعلنت قيادات "14 آذار" رفضها لـ "كل الضغوط التي تمارس على الاعلام الحر والمستقل في لبنان ولا سيما ما تعرضت له صحيفة "لوريان لوجور" التي تعتبر منبرا حرا وموضوعيا يفتخر به المجتمع اللبناني. كما هنأت اللبنانيين بحلول شهر رمضان المبارك

 

عون: أين العيب والخطأ إذا وضع حادث الطوافة في إطاره القضائي؟!

المستقبل - الجمعة 5 أيلول 2008 - رد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على ما تناوله البعض بشأن موقفه من حادثة المروحية في سجد، معتبراً ان "هذه الجوقة فقدت موضوعيتها وبالتالي أعصابها"، سائلاً "أين العيب أو الخطأ إذا وضع حادث الطوافة في إطاره القضائي والقانوني؟".

وقال في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي امس: "كلما أطلق العماد (ميشال) عون موقفاً مسؤولا، تنبري جوقة لا عمل لها، وإن كانت اسماء بعض أعضائها وألقابهم فضفاضة، في أوقات فراغهم الكثيرة، للرد عليه، كيفما اتفق، وآخر ما تناولته هذه الجوقة الموقف الذي أعلنه العماد عون أمس (الأول)، من موقع مسؤوليته التاريخية والوطنية والإنسانية والنيابية، من حادث الطوافة في سجد، وأول ما يلفتنا في مواقف هذه الجوقة أنها فقدت موضوعيتها وبالتالي أعصابها، وربما أيضا خسرت كل رصيد، فلم يبق لها إلا الرد بعبارات معلبة سئمها الناس وتجاوزوها بوعيهم وحكمة قادتهم، عبارات تثبت ما لفت إليه العماد عون، وهو أن بث الشقاق والتحريض على الفتنة والتعمية على الحقائق، هي الأسلوب الوحيد الذي تتقنه هذه الجوقة، والسلاح الوحيد الذي تستعمله لإبقاء حال الفوضى والقلق سائدة، لغايات لم تعد خافية على أحد". وسأل "هل لنا أن نعرف حقيقة واحدة، أو خيطا واحدا عن هذه الجرائم، ما دامت اتهامات هذه الجوقة، كما تدعي، لا شك فيها، وما دامت كل السلطات في يدها، فأين العيب أو الخطأ، إذا، إذا وضع حادث الطوافة في إطاره القضائي والقانوني والعسكري الصحيح، لجلاء الحقيقة وتحديد المسؤوليات واتخاذ المقتضى؟".

ولاحظ "سكوت هذه الجوقة المريب عن جرائم كثيرة: من معركة نهر البارد التي أدت إلى استشهاد 171 عسكريا، فضلا عن الشهداء المدنيين، إلى متفجرة طرابلس الأخيرة التي حصدت عشرة شهداء من الجيش، إلى جرائم أخرى تم الإعتداء فيها على الجيش والقوى الأمنية، ولم يرف لهذه الجوقة جفن. من دون أن ننسى مطالبة بعض أصوات هذه الجوقة بإطلاق من اعتدوا على المؤسسة العسكرية، وأرهبوا البلاد والعباد".

كما سأل "عن غيرة هذه الجوقة المفاجئة على الجيش الذي ما تركت مناسبة إلا حاولت النيل منه ومن هيبته والتشكيك في دوره، لئلا نقول عرقلة العمل على تسليحه وتجهيزه وتطوير عديده وعتاده وتدريبه؟"، معتبرا أن "السؤال عن الهدف من إثارة هذه الجوقة كل هذه المواضيع، بهذا الأسلوب التحريضي الفتنوي، كأنها جزء من المؤامرة المستمرة مشروعا. ولكن، ولحسن الحظ، لن يكتب لها النجاح، لأن كل شيء صار واضحا للرأي العام، وقطار الحل سائر، ولن تعرقل طريقه أصوات النشاز هذه. وأخيرا، العماد عون سيظل يصارح الناس، ولو انزعج بعض الناس، ولتستمر هذه الجوقة، في التسلية وتقطيع أوقات الفراغ، ولو على حساب الحقيقة ومستقبل الوطن ودم الناس، والحكم للشعب".

 

اتّهم عون بقيادة عملية إرهابية ضد الصحافة

سعيد يلاحظ تناقضاً بين الموقفين السوري والإيراني من المفاوضات مع إسرائيل

المستقبل - الجمعة 5 أيلول 2008 - رأى منسّق الأمانة العامة لقوى 14آذار النائب السابق فارس سعيد "تناقض بين الموقفين السوري والإيراني حول المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل. ما ينذر بأن ايران ستردّ على هذا الانفتاح السوري باتجاه اسرائيل والمجتمع الدولي في لبنان وفلسطين". واتهم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بقيادة "عملية أرهابية سياسية ضد الصحافة والرأي الحرّ في لبنان".

وعلق خلال زيارته رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب أمس، وبعد لقاء استمر ساعتين، على القمة الرباعية التي عقدت في سوريا بالقول: "إن النتائج التي أعلنها الرئيس بشار الأسد على مستوى السياسة اللبنانية غير مفهومة، اذ يعلن من جهة عن استعداده للمفاوضة مع الجانب الإسرائيلي الامر الذي يشجع الجانب اللبناني أن يحذو حذوه"، لافتا إلى أنه "من جهة أخرى نرى حليفه "حزب الله" في لبنان وعلى المستوى الإقليمي يريد استمرار القتال مع اسرائيل". وسأل: "أين هو اليوم الرئيس بشار الأسد؟ هل هو في طور فك تحالفه مع ايران ويدفع ثمنا مقابل التقارب مع المجتمعين الدولي والعربي، او هل هو في صدد القيام فقط بمناورة سياسية من اجل كسب الوقت قبل الانتخابات الاميركية القادمة؟".

ومن جهة ثانية، قال سعيد في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" أمس: "إن القمّة الرباعية مهمة لأن الرئيس بشّار الأسد أوضح بحضور الجانب التركي والقطري والأوروبي أنه مستمرّ في عملية التفاوض مع اسرائيل، مما يتناقض مع الموقف الايراني وايران حتى اللحظة حليف سوريا والتي تريد استمرار القتال مع الدولة الاسرائيلية، وهذا التناقض ينذر بأن ايران ستردّ على هذا الانفتاح السوري باتجاه اسرائيل والمجتمع الدولي في لبنان وفلسطين من خلال تحريك الجماعات التي تنتمي اليها في مواجهة هذا التحوّل السوري"، موضحا "اذا كان الرئيس بشّار الأسد يريد فقط كسب الوقت وإعطاء الجانب الاوروبي ما يريد ان يسمعه، وإذا كان غير جدّي بموضوع التفاوض مع اسرائيل فهذا يعني بأن تطمينات قد تأتي الى "حزب الله" والى "حماس" ولن يكون هناك أحداث في فلسطين او في لبنان. إذاً استمرار عمليات التفجير والتعدّي على قوى الجيش اللبناني يعني أنّ الجانب الايراني منزعج من انفتاح سوريا". أضاف: "ان الرئيس الاسد يتخوّف من نشوء الأصوليات في الشمال ولكن هذه النقطة تتناقض مع سلوك الأسد، فهو الذي يتصرّف وكأنه يشعل النار ويعرض نفسه أمام المجتمع الدولي بأنه يعمل على إطفائها وبالتالي التخوّف ليس من لبنان ولكن من سوريا ضد لبنان". وعن موقفه من طلب النائب ميشال عون إحالة صحيفة "لوريون لوجور" الى القضاء لاستباقها نتائج التحقيق في حادث الطوّافة، قال: "تولّى العماد ميشال عون عنوةً الدفاع"حزب الله" في عملية المروحية وهو يقود عملية إرهابية سياسية ضد الصحافة والرأي الحر في لبنان وهذا من صلب السلوك الذي يعتمده عون منذ العام 1989 حتى اليوم ضد الصحافة".

 

لقاء عون ـ فارس اصطفاف جديد ضمن التوليفة السورية

المستقبل - الجمعة 5 أيلول 2008 - إيلي محفوض محفوض(*)

مصطحباً معه كالعادة صهره، طار النائب ميشال عون ليحطّ على متن يخت السيد عصام فارس المركون على شواطئ فرنسا، حيث الجولة الأولى في محطة المواجهات المقبلة، وعلى رأسها مواجهة الانتخابات النيابية، وعكار إحدى أبرز محطاتها التي تم انتشالها من وحل الهيمنة السورية، وبالتالي لم يعد نوابها نواطير أو باش كاتب عند عريف في المخابرات السورية، كما درجت العادة مع نواب المنطقة منذ عقود، ولعل أهمية عكار ليس فقط على المستوى الجغرافي للأراضي السورية، إنما أضف الى ذلك التواجد العلوي فيها، وقد بدأت بوادر تحركات العلويين المدروسة والموجهة تنشط مؤخراً، ولعل خير دليل على هذه المؤشرات ما حصل في بلدة الشيخلار حيث سقط عدد من الجرحى وقتيل، وهو ليس بالأمر الصدفة بل هو تحرك مدروس ولن يكون الأخير على مستوى هذه التحركات، والشمال الذي من الواضح أنهم يحضرونه ليكون القاعدة التي سينطلق منها المشروع التخريبي ـ الارهابي ليطال كل الأراضي اللبنانية، واختيار الشمال تحديداً منطلقاً للتخريب السوري إنما هو مقصود لعدة أسباب وعوامل إذا ما تقاطعت مع بعضها البعض تؤدي الى الهدف السوري المنشود.

ولكن ما علاقة لقاء عون ـ فارس الباريسي بما يحصل في الشمال وتحديداً في بعض قرى عكار؟

من الخطأ بمكان أن نفصل بين ما حصل ويحصل في يومياتنا اللبنانية منذ استشهاد الرئيس الحريري وما رافق هذا الزلزال من انفجارات واغتيالات واستنكاف وزراء حزب الله ورفاقهم وما تلا ذلك من غزوات داخلية ليس آخرها "فتح بيروت" في السابع من أيار، ولن يكون آخر عناقيد غضبها قتل الضابط سامر حنا وبدم بارد على أيدي ميليشيا حزب الله التي أصبحت العبء والضرر والخسارة على مستوى كل لبنان بعدما تحولت هذه الميليشيا الى مجموعة خارجة عن القانون ترتكب من دون أي رادع ومن دون أي رقيب أو حسيب.

المايسترو السوري ينظم مجموعاته اللبنانية كل بحسب الدور المطلوب منه أن يلعبه، ولعل وضع السيد عصام فارس على الرف حتى تحين ساعته كان أمراً متعمداً ومخططاً له من قبل، ولا مندوحة من تذكير اللبنانيين أن السيد فارس لم يشارك لا من قريب ولا من بعيد بأي نشاط أو ذكرى أو حدث منذ انسحاب جيش الاحتلال السوري عن أرض لبنان، وهو غيّب نفسه طوعاً وبشكل إرادي عن الساحة اللبنانية منذ انطلقت ثورة الأرز وتعممت ثقافتها على أرجاء الوطن، وعكار الخزان البشري الذي شارك ويشارك في تأمين الاستمرارية الحيوية لنشاطات 14 آذار، الأمر الذي أفقد فارس وعون زخمهما وحضورهما على الواقع العكاري، وهذا ما حدا بالسيد فارس للابتعاد وبالتالي الامتناع عن خوض الانتخابات الأخيرة، لعلمه أن الضابط السوري الذي كان يؤمن مستلزمات المعارك الانتخابية السابقة لم يعد موجوداً، من هنا وجدنا الرجل الموسمي الذي أوقف كل نشاط اجتماعي أو انمائي في مناطق عكار، فغابت معه تلك النشاطات التي فعلاً يجب توصيفها بأنها موسمية.

اليوم عاد السوري مستهضاً همته مستعملاً كل أدواته ووسائله وأصدقائه، مستعيداً لفكرة التسليف، أي أن السوري جاء اليوم الذي سيطلب من الذين سلفهم في السابق لكي يردوا له المعروف... وعكار لن تقوم بميشال عون وحده، ولا بباقي الأحزاب الموالية لسوريا كالقومي والبعثي، فهذه كلها لا تزيد في رصيد عون والسوريين سوى بضعة أعداد بعدما تحولت بمعظمها الى البوتقة البرتقالية، لنفهم اليوم لماذا كان عون يشدد على المسؤولين في التيار عشية وصوله الى لبنان ضرورة تنسيب قوميين وبعثيين وفلول سوريا الى صفوف التيار، لأسباب جهلناها سابقاً، ولكنها بدأت معالمها تتوضح اليوم، خاصة مع إعادة إحياء وإنعاش السيد عصام فارس.

ما هو المخطط لعكار سورياً؟

على المستوى الأمني، بدأنا نشهد منذ فترة تحركات ميدانية في الجرود العالية المتاخمة لبعض قرى القبيات ـ عندقت ـ أكروم، وهذه المناطق الجردية والتي يطلق عليها تسمية منطقة الشنبوق، أو كما يعرّف عنها أبناء المنطقة بإسم الجعافرة أي نسبة الى عائلة جعفر حيث التواجد الشيعي وتحديداً تواجد حزب الله، والبلدات المسيحية هناك عانت الأمرين في السابق من هذه الجرود، بحيث كانت تتخذ أشكالاً مختلفة تارة على الحدود والأراضي المتداخلة وطوراً على استعمال بعض الأراضي للرعي بشكل تعدي على أملاك الغير، وإذا كانت عكار ذات الغالبية السنية، وقفت وقفة العز والاباء الى جانب خط ثورة الأرز، وهي حصلت على كافة المقاعد النيابية لتقول نعم لقوى 14 آذار، ولترفض سياسة الهيمنة بعدما عانت لثلاثين سنة من نير الاحتلال السوري، يجد النظام السوري نفسه أمام الخيار التخريبي، تماماً كما فعل في طرابلس بين المنطقة العلوية وباب التبانة، وهو خسر في رهانه عبر محاولات عدة لتأليب الرأي العام السني الحليف له والمتمثل بقلة قليلة، فحتى هؤلاء لم يتمكنوا من مواجهة الشارع والرأي العام الجارف مع خط 14 آذار، ولعل موقف الرئيس كرامي يؤكد هذا الكلام، وقد يكون تحريك العلويين في بعض قرى عكار بداية لتحرك ما ينوي السوريون القيام به، وبذلك لا يكتفي هؤلاء بالزنار الشيعي على مستوى القمم بل يتم تدعيمه من العمق العكاري عبر العلويين وان قلّ عددهم، وهذه كلها تشير الى التحضير الميداني لإحداث خرق ما قبيل موعد الانتخابات النيابية على قاعدة زرع الشقاق في الصفوف وبالتالي تسويق معادلة رعب لدى الأهلين مفادها أن العسكر السوري عائد، وهكذا يعود شبح المفارز الاستخباراتية السورية والتي أرعبت الناس وأنزلت بهم كل أنواع الترعيب والترهيب حتى القتل.

والتحركات الأمنية ـ التخريبية تتقاطع مع بدايات التحركات السياسية التي بدأت معالمها بالبروز مع لقاء الثنائي عون ـ فارس على متن يخت الأخير، وطبعاً بتنسيق وتخطيط مع السوريين، والهدف مواجهة قوى 14 آذار ولكسر حركتها في عكار، على اعتبار أن سيطرتهم على عكار تساند وتساعد بعض جماعاتهم في كل من طرابلس وزغرتا... الواضح ان الحجم الشعبي لكل من الرجلين سطحي ومتواضع جداً، ولكن الواضح أيضاً أن الحجم المالي المعّد لصرفه وإغداقه في عكار يمنن الرجلين نفسيهما بأن يحصلا على مردود انتخابي في ربيع 2009، ولكن يبقى أن الواقع السياسي لن يساعدهما على الاطلاق، خاصة وأن اللبنانيين بات خيارهم واضحاً خاصة بعدما دفعوا أثماناً باهظة على مذبح الوطن ولن يقبلوا أبداً بالعودة الى زمن الهيمنة السورية.

عكار اختارت نهجها، وهي لن تقدم أية خدمة خاصة لقتلة النقيب حنا، ولا لحلفاء القتلة...

(*) رئيس حركة التغيير عضو قوى 14 آذار

 

عودة بحث مع نديم الجميل وضع المسيحيين

مجدلاني يأسف لفرض خطوط حمر على الجيش:أيام تهديد الأصوات الحرّة مرّت ولن ترجع

المستقبل - الجمعة 5 أيلول 2008 - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة امس عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني، الذي أعرب عن اسفه لـ"وجود فئة تحاول المثابرة على الاستئثار وعلى فرض مربعات امنية وخطوط حمر على فئة لبنانية وحتى على الجيش الذي ذهب منه ضحية الشهيد سامر حنا منذ فترة وجيزة، وحتى الجيش يحاولون وضع خطوط حمراء أمامه"، مشدداً على ان "الخطوط الحمر موضوعة عند الحدود اللبنانية".

وقال: "تداولنا في هموم البلد وخصوصا هموم المواطن الذي يحرص سيدنا على ان يعيش بكرامة متمتعاً بجميع حقوقه، كما عرضنا الهموم الاجتماعية وهم المواطن المعيشي، وتحدثنا عن هموم البلد وخصوصاً الوضع الامني الذي يرتبط به إرتباطاً مباشراً الوضع الاجتماعي".

اضاف: "هناك اعتداء على ضابط من قوى الامن الداخلي واعتداء على مواطن في كفرزبد كما قرأنا اليوم (امس)، إضافة الى المشكلات الامنية في طرابلس وتعنايل وغيرها. ومن المستهجن ان نسمع بعض الاصوات خصوصا في ما يخص موضوع مروحية الجيش اللبناني، وكأنها تتهم الجيش اللبناني وتوحي بأنه لم يكن هناك تنسيق وان الجيش هو من أخطأ، وكأنهم على وشك محاكمة الشهيد لا سمح الله".

ورأى ان "هناك فئة تحاول إعادتنا الى أيام سابقة عندما كانت تحصل معالجة لأصوات الاحرار في الصحافة، إما بالتهديد وإما بالاغتيال، واليوم نسمع أصواتا تطالب بإحالة الاصوات الحرة على النيابة العامة التمييزية، مهددة هذه الاصوات وهذه الاقلام الحرة، ونحن نقول ان هذه الايام مرت ولن ترجع، وهذا الاسلوب الشمولي لا يمكن ان يقبل به اللبناني لأنه يهدد الحريات والديموقراطية ولبنان المتعدد ولبنان الصيغة".

واعلن "اننا نرفض كليا فرض الرأي الشمولي على اللبنانيين، وهم أمام استحقاق مهم جدا قريبا هو الذي سيحدد وجهة لبنان الحر الديموقراطي او لبنان الشمولي الذي يرفض الرأي الآخر ويحاول ان يفرض رأيه على الآخرين".

والتقى عودة نديم بشير الجميل الذي أوضح ان البحث تناول "وضع المسيحيين والأخطار التي تهدد الوجود المسيحي والهوية المسيحية اليوم في لبنان، ثقافيا وحضاريا واجتماعيا واقتصاديا". وقال: "إذا كنا فعلا نريد الحوار الوطني فعلينا البدء بالتفكير في الحوار المسيحي ـ المسيحي لكي نشفي الجرح المسيحي الذي ينعكس سلبا على الوجود المسيحي". وشدد على انه "لا يمكننا الذهاب كمسيحيين الى طاولة الحوار منقسمين ولا يمكننا الذهاب الى حوار اذا كان الجرح الذي يؤذينا يوميا، لم يبلسم ولم يندمل". وأكد أن جولته ستشمل المراجع الاخرى "وستكون لنا خطوات تطمئن المجتمع المسيحي والمسيحيين. ما نقوله ليس كلاما او شعارات فحسب، هو فعلا نمط حياة جديد سنخلقه عند المسيحيين".

 

صمت رسمي عن دعوة الأسد إلى ضرب التطرّف السلفي شمالاً

حدّد الرئيس السوري بشار الاسد سبب عدم الاستقرار في طرابلس بأنه يعود الى التطرف السلفي في عاصمة شمال لبنان. ودعا الى القضاء عليه، والا فسيبقى الوضع في البلاد "هشاً". هذا هو الجديد والرئيسي الذي طرحه الاسد عن لبنان في القمة الفرنسية – السورية التي عقدت أول من أمس في دمشق، وكذلك في القمة الفرنسية – القطرية – التركية – السورية التي اعقبتها امس.

ولفتت مصادر قيادية الى ان هذا الملف الخطر لا علاقة له بـ"اتفاق الدوحة"، ولكن لا يمكن التغاضي عنه. وهذا ما حدا بالرئيس الاسد الى الاعراب عن قلقه من "قوى متطرفة" مدعومة من الخارج تذكي الاضطرابات في طرابلس، دون ان يسميها.

ولفتت الى ان "القنبلة" التي اطلقها الرئيس السوري امس هي دعوة لبنان الى فتح معركة مع القوى السلفية في طرابلس، من اجل اقفال العنف في المدينة.

ولم تتوافر معلومات لديها عما اذا كان المقصود نزع سلاح القوى السلفية بالقوة، او الطلب منها تسليمه طوعاً. وهذا يعني ان الجيش سيخوض معركة قاسية مع لبنانيين في معظمهم، وليس كما كانت الحال ضد ارهابيين فلسطينيين وعرب كانوا يتمترسون في مخيم نهر البارد.

واشارت الى ان الرئيس ميشال سليمان لم يفاجا بما طالب به الاسد، لانه طرح ذلك خلال القمة التي عقدها معه في دمشق.

وسألت عما اذا كان اليوم الطرابلسي الطويل الذي دعا اليه الرئيس فؤاد السنيورة الثلثاء الماضي مع فاعليات المدينة، سياسية ونيابية وحزبية ودينية التي ابلغته مطالبها، جاء رداً على دعوة الاسد الى ضرب التطرف السلفي، وان المعالجة ستكون بالتفاهم والمعالجات الاجتماعية.

وامتنعت مصادر وزارية عن التعليق على دعوة الرئيس السوري وما اذا كان الجيش مستعداً لقمع تلك القوى اذا التزمت الهدوء، او ان المطلوب تجريدها طوعاً، واذا لم تتجاوب فقسراً.

واهتمت مصادر ديبلوماسية معتمدة في بيروت بالموقف السوري الداعي الى تحميل سوريا الاضطراب الامني في طرابلس للقوى السلفية ولدول تدعمها رسمياً، لمعرفة ما اذا كان لبنان سيتحمل مثل هذه المواجهة التي قد توقع الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين، وتتسبب بتدمير واسع للممتلكات وتهجير عدد كبير من سكان المدينة على ابواب فتح المدارس.

وذكرت بأن مصر كانت قد نبهت الاسبوع الماضي الى خطورة الوضع في طرابلس، وانه يستوجب المعالجة العاجلة. وهذا ما نقله وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط الى المسؤولين موفداً من الرئيس حسني مبارك، متخوفاً من ان ما يجري من مواجهات في عاصمة الشمال هو عبارة عن حرب سورية – سعودية بأدوات لبنانية، ويجب وقف ذلك قبل تفاقمه.

وافادت ان ساركوزي حاول امس تنقية الاجواء بين الاسد والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، لكنه لم يفلح. كما ان العلاقة بين مبارك والاسد ليست على ما يرام.

وتوقعت ان يجدد امير قطر الشيخ حمد بن خليفة مساعيه مع الرياض ودمشق لانهاء الخلاف الذي احتدم في شأن الوضع الذي كان سائداً لبنان، سواء تعطيل وسط بيروت من المعارضة وعرقلتها انتخاب رئيس الجمهورية مدة نصف سنة، او حوادث السابع من ايار التي زادت في التأزيم وساهمت في ترسيخ النعرة المذهبية، اضافة الى امتداد القتال بين ابناء الحي الواحد.

وذكرت ان ما يزيد في المخاوف من انتكاس الوضع على المستويين السياسي والامني، يعود الى استمرار القطيعة بين السعودية من جهة وسوريا من جهة اخرى، والتي تكرست بامتناع الرئيس المصري والعاهل السعودي عن المشاركة في القمة العربية التي عقدت في دمشق آخر آذار الماضي وان الاسد الرئيس الحالي للقمة العربية، لم يتسلم الرئاسة من الملك عبدالله، في وقت لوحظ فيه ان اخبار القمة الرباعية ركّزت على ان ساركوزي هو حالياً رئيس قمة الاتحاد الاوروبي والاسد رئيس الدورة الحالية للقمة العربية والشيخ حمد رئيس مجلس التعاون الخليجي.

وافادت ان اتصالات تجريها باريس بكل من القاهرة والرياض في محاولة جديدة لانهاء الخلافات الحادة واعادة العلاقات الى طبيعتها. ولعل الاجتماعات الجانبية التي ستعقد في القاهرة على هامش مؤتمر وزراء الخارجية العرب في دورته العادية الاثنين المقبل، ستساهم في خفض مستوى النفور السوري مع كل من مصر والسعودية.

خليل فليحان     

 

عرض مع الحريري حادث المروحية

شمعون: لا نعترف إلا ببندقية الجيش

 قال رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ان "هناك من يسعى الى تغطية موضوع (اسقاط) مروحية الجيش (عند تلة سجد)، ويحاول الا يسمي الاشياء باسمائها". واكد "اننا لا نعترف الا ببندقية واحدة هي بندقية الجيش. واذا كان لا بد من مقاومة، فالجيش وحده يقاوم".

استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري شمعون في قريطم امس، في حضور النائب السابق غطاس خوري.

وعقب اللقاء، افاد شمعون "انني اطلعت الحريري على بعض الامور التي تحصل ووجهة نظرنا فيها. وابرز هذه التطورات  طوافة الجيش التي اسقطوها، واقدموا على قتل ضابط لبناني في الشكل الذي قتل فيه، وبنفسية بشعة. وهذه جريمة لا تغتفر".

ورأى ان "بعضهم يحاول ان يفسر الامر كأنه حادث ضمن حوادث اخرى تقع خلال الحروب. لكن لم تكن هناك معركة في المنطقة، ولم تكن تلك المرة الاولى تحط الطوافة هناك. هم يعرفون جيدا ان الطوافة لبنانية، الا انهم يحاولون ايجاد الاعذار، ومنها اختلاط لون المروحية عليهم. لكن هذا الامر ليس صحيحا اطلاقا، وما حصل مرفوض كليا".

وشدد على "اننا لا نعترف الا ببندقية واحدة هي بندقية الجيش اللبناني. واذا كان لا بد من مقاومة، فالجيش وحده يقاوم. وهذا رأيي من زمان في هذا الموضوع، على رغم اختلافي مع بعض الاصدقاء والحلفاء".

وقال: "لا يحق لاحد في المقاومة الا البندقية الشرعية. نقاوم عن لبنان وندافع عنه بكل الوسائل. الا ان البندقية يجب ان تكون آخر الوسائل، اذ ان هناك قوانين ومواثيق دولية. ويجب ان نسعى الى حل مشاكل لبنان، سياسيا وديبلوماسيا. وفي النهاية، اذا كان لا بد من حمل البندقية، فكلنا مقاومون، وجميعنا حملنا البندقية في الماضي". ووصف ما حصل بأنه "معيب ولا مبرّر له"، معتبرا ان "هناك من يسعى الى تغطية الموضوع، ويحاول الا يسمي الاشياء باسمائها". وقال: "هذا الامر هو الذي اوصل لبنان الى هنا، فيُعتمد الرمادي، وننسى وجود الابيض والاسود، وهذا ممنوع. نأمل في ان ينسى الخطاب السياسي لكل المعنيين في لبنان الرمادي".

وسئل عن تعليقه على مطالبة بعضهم باحالة احدى الصحف على القضاء، فاجاب: "هذه مطالبات كل من يريد اخفاء الحقيقة. وتكون لدى المطالبين بها دوافع لاخفاء الحقائق، فيتهجمون بهذه الطريقة، وينسون ان عمل الصحافة الحقيقية هو ابراز الحقيقة ايا تكن".

كذلك، التقى الحريري وفدا من جمعية آل غادر، وعائلة المفتي الراحل مصطفى غادر، في حضور وزيرة التربية بهية الحريري.

 

مجلس الإنماء والإعمار يردّ على عون

اصدر مجلس الانماء والاعمار بيانا امس، تعليقا على كلام النائب العماد ميشال عون على "توظيفات غير قانونية" في المجلس، جاء فيه: "نشرت الصحف الصادرة في تاريخ 4/9/2008 خبرا عن توظيفات جديدة تجري في مجلس الانمار والاعمار، ورد على لسان دولة الرئيس العماد ميشال عون، ردا على سؤال صحافي وجه اليه حول "توظيفات غير قانونية"، وذلك خلال اجتماع لتكتل التغيير والاصلاح. وبما ان المعلومات الواردة على لسان العماد عون غير دقيقة، يهم مجلس الانماء والاعمار توضيح النقاط الآتية:

حدد المرسوم رقم 10942 (نظام العاملين لدى مجلس الانماء والاعمار) تاريخ 13/9/2003 عدد المستخدمين في المجموعات السبع العاملة في ادارات المجلس بـ285 موظفا.

ولما كان عدد العاملين الحاليين في المجلس يبلغ 202، وبغية سد قسم من هذا النقص لتفعيل العمل في مختلف ادارات المجلس، رفع المجلس كتابا بهذا الخصوص الى مقام مجلس الوزراء في 17/9/2007، يطلب فيه الموافقة على اجراء مباريات لملء بعض الوظائف الشاغرة في هيكلية المجلس من طريق مجلس الخدمة المدنية، عملا باحكام المادة 54 من قانون الموازنة العامة للعام 2004.

وبناء عليه، وافق مجلس الوزراء في قراره رقم 6 تاريخ 9/10/2007 على استخدام عاملين في مجلس الانماء والاعمار.

وقد اعلن مجلس الخدمة المدنية ومجلس الانماء والاعمار، الوظائف الشاغرة (38) في الصحف، وبوشر اجراء المباريات الخطية والمقابلات وفقا للاصول المتبعة.

اما بالنسبة الى التكلفة المذكورة في الخبر (300 مليون ليرة لبنانية)، فقد حولت من مجلس الانماء والاعمار الى مجلس الخدمة المدنية لتغطية نفقات اللجان الفاحصة وجهاز المراقبة ونفقات الاعلان عن المباراة في ثلاث صحف يومية.

اما في خصوص الفائض الناتج من دمج مجلسي المشاريع الانشائية والمشاريع الكبرى لمدينة بيروت الذي وضع في تصرف مجلس الوزراء وفقا لقانون الدمج، فلم يبت وضعهم حتى الآن. مع الاشارة الى ان مؤهلات الفائض لا تتناسب مع طبيعة الوظائف الشاغرة في هيكلية المجلس.

ونؤكد ختاما حرص مجلس الانماء والاعمار على اتباع القوانين المرعية الاجراء في اعماله بما فيها ملء الشواغر في هيكليته"

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

زيارة ساركوزي قضت على القرار 1559 احتمال كبير لسلام مع سوريا ربيع 2009

ركزت الصحف الاسرائيلية في تغطيتها لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدمشق والقمة الرباعية التي انعقدت هناك على نقاط اساسية عدة: الدور الفرنسي في رعاية المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا، ومقترحات السلام التي نقلها الرئيس السوري الى اسرائيل عبر فرنسا، وانعكاسات ذلك على الدور الاميركي المحتمل في التسوية السلمية الاسرائيلية – السورية. هذه النقاط تناولها تسفي برئيل في تقريره امس في "هآرتس"، فاشار نقلا عن مصدر ديبلوماسي اوروبي الى تراجع الولايات المتحدة عن قرارها المشاركة كمراقب في الجولة المقبلة للمفاوضات غير المباشرة الدائرة بين سوريا واسرائيل وبرعاية تركيا في اعقاب زيارة ساركوزي لدمشق. وكان المفترض ان يحضر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش اللقاء المقبل بين مندوبي البلدين في تركيا وان يشكل حضوره بداية المفاوضات المباشرة. واعتبر الكاتب انعقاد القمة الرباعية في دمشق بمثابة انجاز سياسي لسوريا، ورأى ان زيارة ساركوزي قضت نهائيا على القرار 1559، وكتب: "مشاركة ساركوزي في القمة قضت نهائيا على القرار 1559 الذي اقترحته فرنسا واقر في 2 ايلول 2004 وأثار غضبا شديدا في سوريا وكان وفقا لتحقيقات اللجنة الدولية من الاسباب التي ادت الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي ساهم في اعداد القرار. كما شكّل هذا القرار الاساس الذي استند اليه القرار 1701 الذي انهى حرب لبنان الثانية. واليوم بعد المصالحة الكبيرة بين فرنسا وسوريا لم يعد هناك من يضغط فعلا لتنفيذه".ومن ضمن اجواء التقارب الفرنسي – السوري تحدث المعلق السياسي آرييه شافيط في "هآرتس" عن احتمال كبير لإخراج سوريا من دائرة الحرب مع اسرائيل وامكان التوصل الى اتفاق سلام مع الرئيس السوري بشار الاسد في ربيع – صيف 2009 اذا ما جرى التنسيق بين القيادتين في اسرائيل والولايات المتحدة، وكتب: "الوضع في الشرق الاوسط ليس جيدا في هذه الايام... فالامور السلبية تزايدت بسبب الاخطاء الاميركية والاسرائيلية. ليس هناك خطر نشوب حرب فورية ضد سوريا على رغم تعاظم قوة حزب الله على الجبهة الشمالية. ولكن اذا كانت هناك عملية يمكن ان تغير الاتجاه في المنطقة كلها فهي اتفاق سلام اسرائيلي – سوري، لانه استراتيجياً سيعزل حزب الله وسيصعّب الوضع على "حماس" ويشكل تهديداً لايران وسينفخ الريح في اشرعة القوى المعتدلة القلقة في العالم العربي السني".

ويشير الكاتب الى ان موقف المؤسستين العسكرية والامنية يدعم تعجيل المسار التفاوضي مع سوريا، واضاف: "المؤسسة الأمنية ليست كتلة واحدة، فيها اصوات مختلفة ومتباينة... لكن العسكريين يوصون بالفاعلية السياسية ويحضون القيادة السياسية على تعجيل المجريات". ويبدو ان هناك رأيين في الموضوع: الرأي الاول يدعو الى التبكير في الاتفاق مع سوريا قبل ان تحل لحظة الحقيقة مع ايران. وهناك رأي آخر يوصي بنقيض ذلك ويدعو الى التفاوض مع الجميع حتى مع ايران.

رندى حيدر     

 

"ولادة" الحل السوري لجنوب لبنان

يجب ان ترحب جميع (جميع) الاوساط السياسية اللبنانية بالتصريح الذي ادلى به الرئيس السوري بشار الاسد امس خلال القمة الرباعية حول المفاوضات مع اسرائيل. الطرف الوحيد... الذي يمكن له ان يتحفظ على التصريح – على الاقل ان يراقب بصمت – هو "حزب الله"!!.

فببضع كلمات مقتضبة قدّم بشار الاسد ما نعرف انه الطريق الذي لا يجرؤ احد في لبنان بين السياسيين على اعلانه دون ان يتعرض لهجوم سياسي.

انه طريق الانضمام الى العملية السلمية في المنطقة التي يريدها معظم الرأي العام اللبناني ومعظم الرأي العام السوري على قاعدة بداهة انهاء الاحتلال الاسرائيلي. مع فارق اساسي ان الاحتلال الاسرائيلي في سوريا مستمر بكل ثقله على الكيان الوطني السوري فيما لبنان انجز التحرير الفعلي لكل اراضيه المسكونة المحتلة... مع استثناء لمزارع شبعا!

يرسم الرئيس الاسد بكلمات قليلة جداً ما لا يستطيع غيره حالياً ان يفعله: اعلان رغبة الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالانضمام الى المفاوضات مع اسرائيل عندما تصل الى مرحلتها المباشرة... وفي هذا المجال يجب ان لا نقلق لان احداً لا يستطيع النيل من الرئيس اللبناني ومن الارجح ان الرئيس سليمان لن ينفي الموقف الذي نسبه اليه الرئيس السوري، ونضيف هنا انه من المصلحة الوطنية اللبنانية العليا ان لا ينفي.

اذن... وفي لحظة دقيقة في التعبير عن تحولات النظام الاقليمي عبر وجود تركيا في اجتماع رباعي كما تحولات العلاقات الدولية عبر وجود الرئيس الفرنسي، وبحضور راعي "اتفاق الدوحة" امير قطر يعيد الرئيس الاسد التذكير بصورة غير مباشرة بما يمكننا اعتباره "الحل السوري" لموضوع السلاح الاقليمي لـ"حزب الله" في جنوب لبنان في اطار استكمال السلام العربي – الاسرائيلي...

"منطق الدولة"... بل منطق رجل الدولة في لبنان يتطلب اليوم – خصوصاً في اجواء 14 آذار – المسارعة الى تأييد تصريح الرئيس السوري المقتضب حول المفاوضات مع اسرائيل والذي يؤشر على وجهة يمكن ان تتطور كخيار استراتيجي لبناني لانهاء التعقيدات الاقليمية لمرحلة ما بعد تحرير الجنوب عام 2000.

المهم الآن ان لا يجري اغراق تصريح الرئيس السوري في هذا المجال حصراً - اي المفاوضات مع اسرائيل – كما موافقة الرئيس اللبناني – في مستنقع الصراعات الاخرى. فالمطلوب الفصل التام بين القابليات المفيدة للبنان التي ينطوي عليها تصريحه حول المفاوضات مع اسرائيل وبين تصريحاته في مواضيع من نوع مختلف. جهاد الزين     

 

التعويل على الجيش يخرقه حادث المروحية وكلام الأسد

الجنوب والشمال مسرحان لسيناريوهات المواجهة

يعيش لبنان على وقع حدثين انتخابيين في اسرائيل والولايات المتحدة، بينما تكثر القراءات المحلية والغربية للفترة الحرجة التي يعيشها حاليا، شمالا وجنوبا والتقارير حولها. ففيما كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يحرص اكثر من مرة في القمة الرباعية التي عقدت امس في دمشق، على الاشادة بدور السعودية ومصر في المنطقة، كانت مصر ترسل دعوات الى شخصيات لبنانية وشمالية في الدرجة الاولى، لتطويق اي مضاعفات قد تنشأ من جراء الازمة التي حلت شكليا في الدوحة، ولا تزال آثارها الفعلية تحفر عميقا بين السنة والشيعة في لبنان. وعلى خط آخر، تدخل السعودية بقوة على خط الوسط السني في لبنان محاولة الامساك بالورقة السنية من جوانبها كافة.

وبين التدخل العربي والرسائل الاميركية التي حملها ساركوزي الى سوريا، يدخل لبنان عنق الزجاجة، خشية استكمال المرحلة الثانية من حرب تموز، التي يكثر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الحديث عن الاستعدادات لها، وجهوزية الجيش الاسرائيلي لخوضها. ولا ننسى ان الامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله تحدث مرة في احد خطبه عن حرب تموز واصفا اياها بانها "معركة".

والخشية المتزايدة التي تردد صداها في رسائل غربية واميركية واضحة الى لبنان، نقلها الموفدون الدوليون، ان يكون الكلام الاسرائيلي جدياً اكثر مما يتخيل اللبنانيون "لان الوضع اللبناني الحالي اصبح غير مقبول". وفي حين تكثر التحذيرات الدولية من خطوات لبنانية خاطئة في هذا المجال، لان اي قوة لبنانية لن تكون في منأى عن تداعيات الحرب الاسرائيلية، ثمة خشية ان تغرق القوى اللبنانية في التجاذبات والحساسيات الداخلية، والتحضير للانتخابات النيابية فيما الهم الحقيقي في غير مكان.

وما حصل من ردود فعل اثر استشهاد النقيب الطيار سامر حنا في سجد والمعركة حول حرية الاعلام، بخلفية كلام العماد ميشال عون على صحيفة "لوريان لوجور" والاعلام بعد كلامه السابق على بكركي، يضاعف حدة التجاذبات الداخلية، خصوصا ان اطلاق النار على المروحية اعاد تأجيج النار التي اندلعت في 7 ايار الفائت، واطفأها ظرفيا اتفاق الدوحة.

ولا يقلل السياسيون المتابعون للوضع الاسرائيلي وانعكاسه على لبنان، من خطورة المنحى الذي يمكن ان تتخذه النظرة الاسرائيلية حيال لبنان، خصوصا مع احتمال فوز وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بزعامة حزب "كاديما"، وسعيها الى التشبه برئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة غولدا مائير، واثبات قدرتها على منع تعاظم قوة "حزب الله" في لبنان، وترك ايران تثبت اقدامها في المتوسط.

وبلغت التحذيرات التي نقلت الى لبنان مستوى جدياً، خصوصا ان التعويل على دور روسي في التدخل لمصلحة المحور السوري – الايراني لم يعد مطروحا على بساط البحث مع الحديث الغربي الجدي عن مقايضة بين ترك روسيا تعيد ترتيب اوراقها في القوقاز وبين ترك الشرق الاوسط في يد الاميركيين، فلا يصعّد الغرب في القوقاز ولا "تخربط" روسيا للولايات المتحدة اوراقها في العراق وايران وافغانستان وغيرها من مناطق النفوذ الاميركي.

 وفي موازاة الخطر الاسرائيلي، على الجنوب وحتى على لبنان كله، لا يمكن التخفيف مطلقا من اهمية الخطوات التي تقوم بها دول المحور العربي المناوئ لسوريا وايران في لبنان، والتي تضاعفت وتيرتها في الايام الاخيرة. فهذه الدول العربية وفق متابعي تحركها لا يمكنلها القبول في اي شكل بان ينجر لبنان الى المحور الايراني - السوري. وهذه الدول سعت جاهدة الى ابقاء لبنان تحت مظلتها، وان اكدت الاعتراف بخصوصيته حين شددت على اهمية انتخاب رئيس مسيحي للبنان خلال فترة الفراغ الدستوري. وهذه الخصوصية، تجعل الدول العربية القريبة من الغرب، متمسكة بحضور لبنان على المستوى العربي والدولي خارج خطوط الانحياز للمحور المناوئ للغرب. وهنا لب المفارقة، في بلد كان يتغنى اساسا بعلاقته بالدول الغربية حيال العالم العربي.

وثمة مخاوف حقيقية ان تصبح طرابلس نموذجا متقدما لمن يحاول تفجير الوضع في وجه المحور السوري الايراني، اذا لم ينجح تحييد لبنان سلما وعبر الاتصالات الاقليمية والدولية. وفي هذا الاطار جاءت محاولة الرئيس فؤاد السنيورة، من خلال لقاءاته في السرايا لسحب فتيل الانفجار، وتحييد الشارع السني عموما والطرابلسي خصوصا، من جنوح المدينة نحو النموذج العراقي من خلال الخلايا الاصولية والسلفية. ويشير متابعون للوضع الميداني في طرابلس الى ان ثمة محاولة جدية لتأطير هذه الخلايا، فتتحول طرابلس بذلك، بغداد ثانية تتصارع على ارضها، الانقسامات العربية الداخلية، والخلافات العربية مع ايران. ويخشى سياسيون مطلعون ان يكون السيناريو الذي يرسم لطرابلس وعكار، بمثابة "الخطة باء" بالنسبة الى من يسعى الى تفجير الوضع ضد سوريا وايران، اذا لم تسمح واشنطن بأي خطوة اسرائيلية مغامرة في لبنان.

وبين الخطرين الجنوبي والشمالي، ينقل الموفدون الغربيون مساعي جدية لانقاذ الوضع اللبناني، وتحويل الحرب عنه، ولا سيما من خلال محاولة اعطاء الجيش مركزية قرار وسلطة ميدانية وتعزيزات. فعلى رغم ثغر عرفها أداء الجيش في المراحل الاخيرة، ظل الغرب يعول عليه، من خلال الاتيان بقائده رئيسا للجمهورية، واختيار قائد جديد لجيش وافقت عليه سوريا، خلال وجود الموفد الاميركي ديفيد هيل في بيروت، مما يعني ان دوراً مستقبلياً يرسم للجيش في تثبيت الاستقرار في لبنان على غرار ما فعل في مخيم نهر البارد. لكن ثمة حدثين بالغي الاهمية ارخيا بظلهما على هذا المسار، الاول استهداف النقيب الطيار حنا، والآخر كلام الرئيس السوري بشار الاسد على طلبه من الرئيس ميشال سليمان ارسال الجيش الى الشمال. والحدثان يتوازيان في الخطورة على مستقبل الجيش ودوره.

هيام القصيفي     

 

هل يظهر شاكر العبسي مجدداً في لبنان؟

إيلي الحاج

هل صحيح أن زعيم تنظيم "فتح الإسلام" الإرهابي الذي تسبب بمقتل مئات اللبنانيين والفلسطينيين وحاملي جنسيات عربية أخرى في مخيم نهر البارد وأمكنة أخرى من لبنان، يقبع منذ شهر ونصف الشهر في أحد السجون السورية، على ما ذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية؟ وإذا كان الخبر صحيحاً فهل يتكرر التاريخ ويظهر العبسي مجدداً في لبنان كما حصل عام 2005 بعدما كان الرجل محكوماً بالسجن في سورية أيضاً بقرار قضائي عام 2002 ورفضت السلطات في دمشق طلباً أردنياً لاسترداده بموجب حكم قضائي غيابي بإعدامه مع الأردني الآخر أبي مصعب الزرقاوي في قضية إغتيال الدبلوماسي الأميركي لورانس فولي عام 2002؟

أسئلة لن تجد أجوبة عنها ، لسبب بسيط أن ليس في سورية من يجيب حين يتعلق الأمر بعالم السجون أو عالم الاستخبارات السورية التي تشكل أداة رئيسة من أدوات التعامل مع الدول المجاورة ، ويأمل اللبنانيون في استبدالها بالتمثيل الدبلوماسي وتبادل السفراء بين البلدين.

أما ما أعاد موضوع العبسي إلى الواجهة بعدما غاب عنها منذ العام الماضي إثر سقوط مسلحي تنظيمه بين قتيل وجريح ومعتقل في مخيم نهر البارد، وغياب صوته حتى منذ نحو سبعة أشهر ، فهو خبر مقتضب أوردته اليوم صحيفة "البيان" الأماراتية . وهذا نصه : "كشف مسؤول كبير في تنظيم فلسطيني مقرب من دمشق أن شاكر العبسي استطاع التسلل إلى سوريا منذ عدة أشهر، إلا أنه سقط في قبضة السلطات السورية منذ شهر ونصف وهو الآن في السجن. وبسؤاله عن الأشرطة التي بثها العبسي بعد هروبه وتوعد فيها الجيش اللبناني رجح المصدر أن تكون صورت في دمشق. وقال المصدر الرفيع إن هذه نهاية متوقعة لرجل لعب على أحبال عدة وغير ولاءاته باستمرار".

وكانت المعلومات تضاربت حول مصير شاكر العبسي لدى انتهاء معركة نهر البارد ، فتحدث بعضها عن وقوعه في الأسر ثم مقتله في عداد مسلحي التنظيم الاصولي في المعارك في تاريخ 2007-9-3، إلا أن ضابطا في الجيش اللبناني قال لوكالة "فرانس برس" انه ربما كان في عداد المقاتلين الذين تمكنوا من الفرار من المخيم، وأضاف : "نؤكد انه ليس بين الجثث (التي انتشلها الجيش) ولا بين الذين اعتقلوا". وتابع :"نعتقد انه على رأس المجموعة الصغيرة التي تمكنت من الفرار من المدخل الجنوبي الشرقي للمخيم سالكة مجرى نهر البارد وصولا إلى قرية عيون السمك» الواقعة في منطقة الضنية الجبلية الوعرة".

ولاحقاً بعد عملية خداع شاركت فيها زوجة العبسي وأحد رجال الدين، أكدت فحوص الحمض النووي أن الرجل الذي قالت الزوجة أنه زوجها ليس العبسي. وفي بداية هذه السنة وجه الرجل رسائل صوتية عبر الأنترنت ، بدا فيها مقلداً للمتطرفين الإسلاميين الذين يتبعون أسلوب أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي وأشباههم. وكان يدأب على مهاجمة الجيش اللبناني الذي وقع في صفوفه نحو 170 ضابطا وجنديا قتيلاً في المعركة مع "فتح الإسلام"، وأضاف العبسي إلى لائحة من هاجمهم "حزب الله" في إحدى المرات، فضلاً عن إسرائيل وأميركا وكل الغرب.

ولد العبسي عام 1955 في مخيم عين السلطان قرب مدينة اريحا الفلسطينية، ثم لجأ مع عائلته الى الاردن بعد احتلال اسرائيل الضفة الغربية عام 1967. وقال شقيقه عبد الرزاق أفاد ان شاكر كان متفوقا في دروسه في المدرسة، وقد توجه الى تونس من اجل متابعة دروس في الطب، لكنه درس سنة واحدة فقط ، وانتسب بعد ذلك إلى حركة "فتح" التي ارسلته الى كلية الطيران في ليبيا ليصبح طيارا ونجح في ذلك، وكان يقود طائرات من طراز ميغ 23. وعندما خاض العقيد الليبي حرباً تشاد، شارك فيها شاكر العبسي في طائرة ميغ.

وقال عبد الرزاق ان شقيقه زاره عام 1980 عندما كان طالبا في الطب في كوبا، وكان شاكر وقتها في طريقه الى نيكارغوا حيث "كان يفترض ان يساعد في تدريب قوة جوية ساندينية. وبقي في نيكارغوا اربعة او خمسة اشهر ". وخلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، حارب (شاكر) في البقاع كون منظمة التحرير الفلسطينية لم تكن تملك طائرات. ثم عاد الى ليبيا في سلاح الجو والى اليمن الشمالية كمدرب على الطيران... بعد ذلك، استقر في دمشق".

عام 2002 وضعت السلطات السورية شاكر العبسي في السجن بتهمة الانتماء الى مجموعة اسلامية محظورة والتحضير لاعتداءات. وأمضى في السجن ثلاث سنوات حكم عليه خلالها غيابيا في الاردن بالاعدام لادانته بالمشاركة في تنظيم اغتيال الدبلوماسي الاميركي لورانس فولي في عمان، في السنة نفسها 2002. وطلبت السلطات الأردنية مراراً تسليمها العبسي لكن السلطات السورية كانت ترفض ، لتطلقه عام 2005عند الحدود اللبنانية، فتوجه الى لبنان حيث تولى قيادة مركز لحركة "فتح الانتفاضة" المدعومة من النظام السوري في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت. وبعد بضعة اشهر من وصوله الى لبنان استقر العبسي مع نحو مئة رجل مسلحين تسليحا جيدا في احد اطراف مخيم نهر البارد. واعلن تأسيس منظمة "فتح الاسلام" التي تبنت افكارا اسلامية متطرفة. وهو قال في حديث الى صحافيين من صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية في آذار من العام 2007، انه يؤيد افكار اسامة بن لادن، ولا يخشى وصفه بالارهابي.

وقد استندت قوى الغالبية 14 آذار / مارس دوماً في اتهامها للإستخبارات السورية بأنها ترعى العبسي وتحركاته إلى حادثة تفجير حافلتين للركاب في بلدة عين علق المسيحية وسط جبل لبنان، عشية إحياء الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. ورأت أن "جماعة العبسي تتحرك كل مرة في توقيت يخدم المشروع السوري في لبنان"، لكن التحقيقات القضائية الجارية مع موقوفي "فتح الإسلام" لم تثبت ذلك حتى، الآن كما لم تنكره ، أقله في الإعلام. والخوف كل الخوف أن يعاود العبسي ظهوره في لبنان بعد أعوام في السجن السوري مادام ليس وارداً أن يكون تصرف القيادة السورية مع لبنان في قضية هذا الرجل مغايراً لتصرفها سابقاً مع الأردن، وما دام لا أحد يعرف في سورية من يدخل السجن ومن يخرج وإلى أين وعلى أي أساس؟

 

نصح بتوفير الأموال لأن البترون بأهاليها لا تشرى ولا تباع

زهرا لـ"المستقبل": تجربة التيار الوطني الحر سقطتو"14 آذار" ستخوض الانتخابات متضامنة في كل لبنان

المستقبل - الجمعة 5 أيلول 2008 - البترون ـ جهاد عواد

بعد الحملة العنيفة التي تعرض لها في انتخابات 2005، استطاع التواصل مع اهل المنطقة من خلال ادائه السياسي والاعلامي والانمائي ليغير الصورة التي اراد البعض ان تكون السبيل لاسقاطه انتخابياً، فلم يفلح.

نائب البترون انطوان زهرا وفي حديث الى "المستقبل" يرى في "الانتخابات المقبلة استفتاء للبنانيين على اي لبنان يريدون فإما ان يؤيدوا رؤية "14 آذار" ودعمها لمشروع الدولة واما ان يوافقوا على تقاسم هذه الدولة ووضع اليد عليها من قبل "حزب الله" وحلفائه، وفي هذا الاطار ينصح زهرا الطرف الآخر "بتوفير اموالهم الى الايام السوداء لان الناس في البترون لا تشرى ولا تباع".

ويرى ان "تجربة التيار الوطني الحر سقطت، فهم ليس لهم اي علاقة في الاصلاح والتغيير ولا بالاخلاق السياسية ومهمتنا لـ"14 آذار" وضع حد لادعاءات التيار من خلال حسم معركة البترون بشكل واضح".

زهرا وفي حديثه يشير الى "العمل خلال السنوات الماضية على انماء المنطقة بالرغم من العرقلة والتعطيل الذي مارسه البعض خلال هذه الفترة"، مؤكداً "خوض "14 آذار" الانتخابات متضامنة في كل لبنان لاننا لسنا حركة سياسية عادية بل "14 آذار" حركة معمدة بالدم ولا يمكن النظر اليها كتحالفات انتخابية عادية".

كيف تنظر "14 آذار" الى الانتخابات النيابية المقبلة؟

ـ 14 آذار تتطلع الى انتخابات نيابية في وقتها دون اي تأجيل او اي تغيير وحريصة على اجراء الانتخابات من دون اي لبس بالتالي حريصة على اقرار اصلاحات اوسع، اصلاحات ممكنة من مشروع لجنة فؤاد بطرس ولذلك حرصنا على حضور لجنة الادارة والعدل لمناقشة هذه الاصلاحات واصبحت في المراحل الاخيرة قبل تقديمها للمجلس النيابي قبل نهاية شهر ايلول الحالي.

قوى 14 آذار تعلم تماماً ان انتخابات 2009 هي انتخابات سياسية بامتياز، هذه الانتخابات استفتاء للبنانيين على اي لبنان يريدون. هناك كثير من الجدل والمزايدات في مواضيع كثيرة وهناك انقسام حول دور الدولة وعلاقتها بكافة اللبنانيين لذلك المطلوب من الشعب اللبناني ان يعطي رأيه لمشروع "14 آذار" الذي هو مشروع الدولة او بموافقته على تقاسم الدولة ووضع اليد عليها من قبل مشروع حزب الله وحلفائه.

وهل تنطبق هذه النظرة ايضاً في البترون؟.

ـ في البترون قوى 14 آذار متضامنة كما في كل لبنان، نخوضها فريقا واحدا بالبترون هناك قوى رئيسية متمثلة بالشيخ بطرس حرب ومؤيدي القوات اللبنانية واحزاب 14 آذار اخرى متواجدة من كتائب الى الاحرار الى الكتلة الوطنية واليسار الديموقراطي الى الحزب التقدمي الاشتراكي الى تيار المستقبل ولكن باحجام متفاوتة طبعاً بتضامنهم يحسمون نتائج الانتخابات النيابية لمصلحة 14 آذار.

كيف يصف انطوان زهرا السنوات الثلاث من العمل النيابي ممثلاً عن منطقة البترون؟

ـ في الواقع في البترون حاولنا منذ 2005 بالاضافة الى العمل السياسي ضمن الخط السيادي وانا التزامي سياسي بالقوات اللبنانية وبـ14 آذار الذي على اساسه خضنا الانتخابات ان نعمل على الناحية الانمائية لبلاد البترون لان هذه المنطقة تعرضت الى حرمان كبير فشكلنا فريق عمل وساهمنا مع رئيس الحكومة ومع مستشاريه حتى عام 2006 تموز الى جدولة كل البنى التحتية في منطقة البترون بما فيها الاوتوسترادات والطرق واستكمال مشروع المياه من ابار وخطوط نقل وتوزيع الى الصرف الصحي اي اوتوسترادات تنورين البترون واوتوستراد عمشيت تنورين مروراً بميفوق، الى استكمال طريق القديسين من كفيفان ميفوق عنايا، طبعاً هناك اعمال ضخمة مع وزارة الاشغال اي موضوع صيانة الطرق، فمع جدولة هذه المشاريع اصطدمنا بحائط بتصرف السياسي الذي اقفل وسط بيروت بعد حرب تموز واوقف كل مشاريع القروض بعد مقاطعة الحكومة وتعطيل المجلس النيابي.

البارحة في اول جلسة للمجلس النيابي اقرت مشاريع تنفيذ الصرف الصحي لمنطقة البترون الذي هو مجمد منذ فترة، وجزأنا التزام مشروع مياه البترون وحالياً يتم ضخ المياه من الابار وتجهيزها. المدارس البعض منها نفذ، البعض لزم ولكن الوضع العام بالبلد عرقل تنفيذ ما هو مخطط له.

ماذا عن العلاقة التي تجمع افرقاء "14 آذار"

ـ علاقة اخوية، علاقة تحالف متين، علاقة ثقة متبادلة، اذ ان حركة 14 آذار ليست حركة عادية سياسية، بل هي حركة معمدة بالدم وبالتالي لا يمكن النظر اليها كتحالفات انتخابية عادية كالسابق.

ما هو عنوان المرحلة الانتخابية المقبلة في لبنان بشكل عام وفي البترون بشكل خاص؟.

ـ "اي لبنان نريد"، معيب ومذل القبول بتحويل الانتخابات الى لعبة "نكايات" وحسابات ضيقة وصغيرة، وانا اناشد اهل البترون وكل اللبنانيين ان لا ينغشوا وينجرفوا الى اللعبة التقليدية السخيفة بالقول ان لا خروقات سياسية بين اللبنانيين والجميع يريد مشروعا واحدا، لا بل هناك مشروعان كبيران في البلد والمواجهة قائمة بينهما لذلك يجب ان تحسم هوية لبنان ودوره من خلال هذه الانتخابات.

كيف ستتعاطى قوى "14 آذار" مع كثرة المرشحين المؤيدين لها؟.

ـ في المرحلة الاولى وعلى صعيد الدوائر يكثر عدد المرشحين وما استطيع ان اؤكده ان هذه تعتبر ما قبل الترشيح اي كالانتخابات الداخلية كما يحصل في الولايات المتحدة، لكن النتيجة حين نصل الى تشكيل اللوائح النهائية 14 آذار سوف تكون بانتخابات موحدة عن كل مقعد مرشح واحد لـ14 آذار وبكل الدوائر الانتخابية.

هل صحيح ان معركة البترون هي معركة الجنرال عون بامتياز؟.

ـ طبعاً معركتهم كبيرة، ونلاحظ الامكانيات الموضوعة في تصرف المعركة، لن نناشدهم ولن اوجه اليهم اية رسالة تتعلق بالضمير والاهداف السياسية، ففي التجربة سقطوا، ليس لهم اي علاقة في الاصلاح ولا التغيير ولا اخلاق في السياسة، لكن مهمتنا كـ14 آذار وضع حد لكل ادعاءات التيار الوطني الحر وتمثيله الشعبي وتمثله من خلال حسم معركة البترون بشكل واضح وبفارق.

هل لسلاح حزب الله تأثير في مجريات العملية الانتخابية في البترون؟.

ـ في البترون قطعاً كلا، بالبترون لا يستطيعون تخويفنا ولا ابتزازنا ولا تهديدنا لذلك وبرغم حرصنا ان لا يكون اي تأثير على العملية الانتخابية لا بالقوة ولا للرشوة ولا للوعود لكن لن نسعى الى تأجيل الانتخابات وحتى لو لم يحسم موضوع السلاح.

ماذا عن علاقة انطوان زهرا بالبترونيين؟.

ـ يمكنني القول بان الاوساط المثقفة في البترون علاقتي بها تحسنت بشكل كبير وانا لم اكن معروفا بالنسبة لهم، ففي المرة السابقة حصل نوع من التردد في تأييدي سنة 2005 نظراً للحملة الشخصية الشرسة التي تعرضت اليها. وتشويه صورتي الشخصية، ورغم الظروف الامنية التي منعتني من التواصل مع اهل المنطقة ولكن الاداء السياسي والاعلامي والانمائي ومحاولة التعاطي معه كل الفعاليات المؤثرة في المنطقة "غيرت" النظرة، قد لا يتحولون مؤيدين للقوات اللبنانية او لانطوان زهرا لكن طبعاً ما عادوا (الاوساط المحايدة) في البترون يمانعون في تأييدي وتأييد القوات.

يحكى ان التيار الوطني الحر لا يريد نقل المقعد الثالث من طرابلس الى البترون كي لا يتحالف القوات والكتائب والشيخ بطرس حرب؟. فما تعليقكم.

ـ القوات والكتائب والشيخ بطرس حرب متحالفون نقل المقعد او لم ينقل، نحن سنسعى الى نقل المقعد ولا نعلم اذا باستطاعتنا ان نوفق ام لا فهذا منوط بالتصويت في المجلس النيابي ولكن اريد ان اطمئن التيار وغير التيار ان قوى 14 آذار متحالفة ومتضامنة ولن يكون اي مشكل بينها وخاصة في دائرة البترون الانتخابية.

ماذا عن دور المال في انتخابات البترون؟.

ننصحهم بتوفيرهم لهذا المال، لا يجب ان ينغش الناس بان الانتخابات بسيطة في البترون لا بل هناك معركة سياسية كبرى بين توجهين كبيرين. فالارتباطات السياسية هي عنوان الى ما يخبأ للبنان، فالناس في البترون لا بتنشرى ولا بتنباع وانصح اصحاب المال بتخبئة اموالهم للايام السوداء.

ماذا قدمت "القوات اللبنانية" للبترون؟

القوات اللبنانية كما كل الحزبيين في منطقة البترون، كل الاحزاب تعاطت مع البترون وعلمت ان البترون خزان اخلاقي في الالتزام والعطاءات في كل الاتجاهات السياسية يساريو البترون كما يمينيو البترون كما الكتائب كما الاحرار من افضل الحزبيين والمناضلين على الاراضي اللبنانية وانا اعتقد ان البترون اعطت دون "منة" لذلك الله اعطاها مراكز قداسة ومراكز سياحة دينية وقديسيها وهي متميزة عن الكثير من المناطق الاخرى والاهم تتميز رغم كل الطمع ووضع اليد من اطراف سياسية اقليمية ومحلية تتميز بأنها منطقة مسالمة وجنة للموظفين الرسميين لان التعاطي مع ابن البترون هو تعاط حضاري.