المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 7 ايلول/2008

 

إنجيل القدّيس يوحنّا .26-20:17

لا أَدْعو لَهم وَحدَهم بل أَدْعو أَيضاً لِلَّذينَ يُؤمِنونَ بي عن كلامِهم. فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك فَلْيكونوا هُم أَيضاً فينا لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني. وَأنا وَهَبتُ لَهم ما وَهَبْتَ لي مِنَ المَجْد لِيَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد: أَنا فيهِم وأَنتَ فِيَّ لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني. يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد لأَنَّكَ أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم. يا أَبتِ البارّ إِنَّ العالَمَ لم يَعرِفْكَ أَمَّا أَنا فقَد عَرَفتُكَ وعَرَفَ هؤلاءِ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني. عَرَّفتُهم بِاسمِكَ وسأُعَرِّفُهم بِه لِتَكونَ فيهمِ المَحبَّةُ الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم».

 

المجمع الفاتيكاني الثاني عن الحركة المسكونيّة

"فليكونوا كلّهم واحدًا"

إنّه ما من سبيل إلى قيام حركة مسكونيّة حقيقيّة بدون ما تجدّد في الباطن. ذلك بأنّه من تجدّد الروح (أف4: 23)، ونكران الذات، وفيضان المحبّة الحرّ، تنطلق الرغبة في الوحدة وتبلغ نضجها... وليذكر المؤمنون جميعًا أنّهم يُعزِّزون اتّحاد المسيحيّين، بل يُحقِّقونه بمقدار ما يجتهدون في أن يحيوا بإخلاص أوفر بحسب الإنجيل. ذلك أنّهم بمقدار ما تكون شركتهم مع الآب والكلمة والروح القدس أوثق، يستطيعون أن يجعلوا الأخوّة المتبادلة أخلص وأسهل.

إنّ هذين التجدّد في الباطن والقداسة في السيرة، مُتَّحدَين بالصلوات الجمهوريّة والفرديّة لأجل الوحدة بين المسيحيّين، يجب أن يُعدّا بمثابة الروح للحركة المسكونيّة برمّتها، وأن يُسمَّيا بحقّ "المسكونيّة الروحيّة". فعلى الكاثوليك أن يروا من أقدس الواجبات عليهم أن يجتمعوا غالبًا ليصلّوا، من أجل الوحدة للكنيسة، تلك الصلاة الضارعة التي رفعَها المخلِّص نفسه في عشيّة موته إلى أبيه السماوي: "فليكونوا كلّهم واحدًا". إنّه لجائز، بل هو أمر مُشتهى، أن يجتمعَ الكاثوليك مع الإخوة المُنفصلين للصلاة في بعض الأحوال الخاصّة، كأن تكون الصلاة "لأجل الوحدة"، أو يكون الإجتماع مسكونيًّا. فإنّ هذه الإبتهالات المشتركة لأداةٌ فعّالة لإستجداء نعمة الوحدة؛ وتعبير صحيح عن الأواصر التي ما تزال تربط الكاثوليك بإخوتهم المُنفصلين: "لأنّه حيثما اجتمعَ اثنان أو ثلاثة بإسمي فأنا أكون في وسطهم" (متى18: 20).

 

حض ساركوزي على ربط "وثيقة المزارع" بالانفتاح على سورية

الكونغرس يدعو لبنان إلى إجراء مفاوضات مع إسرائيل لاسترجاع شبعا

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

دعا اعضاء في مجلس النواب في الكونغرس الاميركي امس الحكومة اللبنانية الى "اتخاذ خطوة جريئة في دخول مفاوضات مع اسرائيل لاسترداد الاراضي اللبنانية التي مازالت في ايدي الاسرائيليين منذ نحو اربعين عاما (حرب 1967) اذا ما استمر النظام السوري في دمشق برفض تسليم اللبنانيين رسالة تعترف بلبنانية تلك الاراضي (مزارع شبعا) في الوقت الذي ينخرط فيه هذا النظام في مفاوضاته الشخصية المستقلة عن جامعة الدول العربية والامم المتحدة لاستعادة اراضيه في الجولان التي خسرها في تلك الحرب نفسها".

ونقلت اوساط اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة عن نواب قياديين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس "اسفهم لعدم استخدام لبنان حقه في استعادة اراضيه المحتلة بالطرق الديبلوماسية وفي مقدمتها المفاوضات المباشرة او غير المباشرة طالما انه في مكان ما يجلس ضباط لبنانيون مع ضباط اسرائيليين وعسكريين من القوات الدولية على طاولة واحدة لتنسيق الاوضاع بين البلدين تسهيلا لمهمة "يونيفيل" في منع صدامات مسلحة بينهما وطالما ان الجانب اللبناني اجرى سابقا مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع الاسرائيليين تمهيدا لرسم الخط الازرق الفاصل بين حدودي البلدين مع نزول القوات الدولية في جنوب العام 2006". وحض البرلمانيون الاميركيون الدول الاوروبية "التي اعادت مد جسورها مع نظام بشار الاسد اخيرا في اشارة واضحة الى الفرنسيين على ربط تسليم سورية وثائق لبنانية مزارع شبعا الى لبنان بأي خطوات او اجراءات لاعادة العلاقات الى طبيعتها مع هذا النظام الذي تتناقض مواقفه بشكل دراماتيكي حين "يشجع" الحكومة اللبنانية على الانخراط في مفاوضات مماثلة لمفاوضاته مع اسرائيل لاستعادة اراضيها المحتلة في جنوب لبنان وفي المقابل يرفض سلوك الطريق الاقصر والاسهل في منح اللبنانيين الوثائق المطلوبة منه وكأنه يفضل ان يدخل لبنان في مفاوضات موازية لمفاوضاته مع تل ابيب لتخفيف الضغوط عليه لجهة عدم الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا كي تبقى بمثابة قميص عثمان في ايدي حلفاء طهران اي حزب الله لتبرير احتفاظهم بسلاحهم وفرض مشيئتهم بقوة هذا السلاح على الشعب والحكم والجيش اللبنانيين الى ما شاء الله".

ووجه احد كبار هؤلاء النواب الاميركيين وهو عضو بارز في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "دعوة ملحة الى افهام (بشار) الاسد ان فرنسا واوروبا لن تعودا في علاقاتهما معه الى ما كانت الامور عليه قبل اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري الا اذا غير سلوكه الراهن كليا وتراجع عن ستراتيجيته المرسومة في لبنان وفلسطين والعراق والتركيز على النقطة المركزية الاساسية في تسليم اللبنانيين وثيقة لبنانية مزارع شبعا التي تسحب من يد "حزب الله" الورقة الاهم والذريعة الاقوى للاحتفاظ بسلاحه حتى ولو لم يلتزم هذا الحزب بأقواله السابقة ان دوره العسكري المسلح ينتهي بتحرير كل الاراضي اللبنانية فعلى الاقل تكشف الخطوة السورية المطلوبة من الاسد عدم صدقية وجدية هذه المزاعم". ودعا اعضاء الكونغرس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "لعب دور اكثر فاعلية وحماسا" مع السوريين والاوروبيين والحكومة اللبنانية "في اتجاهين اما الحصول من السوريين على وثيقة مزارع شبعا لنقلها من الاحتلال الاسرائيلي الى مظلة الامم المتحدة كمرحلة اولى او العمل على بدء مفاوضات بين لبنان واسرائيل اما برعاية الامم المتحدة او بواسطتها".

 

سامي الجميّل في عشاء قسم روميه :للسيد حسن نصرلله نقول: ان مقاومتنا هي مقاومة الشرفاء التي ابقت الوطن وليس أنت من يعطينا شهادة بها

احيا قسم رومية الكتائبي عشاءه السنوي في دير القلعة بيت مري بحضور رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الحميل وعقيلته السيدة جويس، ومنسق اللجنة المركزية في الحزب الشيخ سامي الجميل وزير السياحة إيلي ماروني ووزير السياحة السابق جو سركيس بالاضافة الى رئيس الهيئة الإغترابية أنطوان ريشا وأعضاء المكتب السياسي بيار الجلخ ومنى حنكش وتوفيق أبي حبيب، مستشار الرئيس الجميل، رئيس اقليم كسروان الكتائبي الاستاذ سجعان القزي وعدد من أعضاء المجلس المركزي ورؤؤساء الاقسام في اقليم المتن الكتائبي.

وقد القى الشيخ سامي الجميل في المناسبة كلمة قال فيها: "صعب جدا الوقوف للتكلم في عشاء قسم رومية حيث وقف في المرة الاخيرة احدهم وتوجه اليكم وكانت الكلمة الاخيرة له، اي شقيقي بيار الجميل الذي احييه اليوم. كان الخطاب الاخير له من سنتين ونحن موجودين اليوم لنأكد له اننا هنا لنبني مدماك وراء مدماك هذا الحزب الذي قدمت حياتك لاجله ونحن لن ندع احدا يوقفنا او يخوفنا او يهددنا. لقد سقط لنا 5000 شهيد ومن المؤكد ان النضال الكتائبي لن يتوقف او ان المقاومة اللبنانية ستتوقف. لن اطيل الكلام عليكم اليوم لان المناسبة مناسبة فرح لنلتقي جميعا ونعيش الحياة التي ماتوا من اجلها شهدائنا، وساختصر بموضوعيين اساسيين لكي نرد على جواب امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على خطاب باكيش وتحديدا بنقطتين اساسيتين و سنجاوبه بهاتين النقطتين، النقطة الاولى: تنكر السيد نصرالله لوجود المقاومة اللبنانية فسأل عن اي مقاومة تتكلمون؟ فنحن نقول له ان مقاومتنا هي مقاومة الشرفاء التي ابقت الوطن وليس هو من يعطينا شهادة بها فمن يعطينا شهادة بها هو الله و التاريخ. والنقطة الثانية عندما قال كيف يعتبر البعض ان من قتل الضابط الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا هو مجرم و كيف يدعون انه مجرم. في الوضع العادي من يقتل شخص هو مجرم فكيف اذا كان الشخص المقتول هو ضابط في الجيش اللبناني و قتل في رصاصة في راسه، فماذا يكون مقاوم ؟ وهو يقاوم من ؟ الجيش اللبناني ؟

ما هي صفة هذا الشخص الذي يتعدى على الجيش اللبناني؟

بالنسبة لنا القتل ممنوع الا في حال الدفاع عن النفس. هذا ما تقوله شرعة حقوق الانسان .

هل كان هذا الضابط الذي قتل يتعدى على احد ؟

وللسيد حسن نقول نحنا واياه لبنانيين و كل واحد منا له موقعه وهويته وطريقة عيشه وثقافته فيتفضل وليحترم هذه القيم. اما النقطة الثانية تتعلق في كل ما يكتبب من اشاعات و اقاويل ومن دس و معلومات خاطئة في الصحف وبين الناس عن موقع الكتائب اللبنانية بالمرحلة المقبلة وسنستغل هذه المناسبة لنقول للجميع ان حزب الكتائب موجود قبل كثيرين ممن يعطون المواعز وسنستمر بعد زوالهم. ونطلب من كل الكتائبيين وو سائل الاعلام وحسني النية ان يتسمعوا الى خطاب الكتائب والى خطاب الرئيس القائد الشيخ امين الجميل وخطابات الشيخ بيار امين الجميل وليستمعوا جيدا الى الكلمات التي القيت على لسان كل القيادات الكتائبية ويعرفوا ان هذا هو سقفنا ومبادئنا وهذا خطابنا.

الكتائب لا تنتظر شهادة الا من الشعب. نحن الحزب الذي ناضل من اجل لبنان السيد الحر المستقل لبنان ال10452 كلم ونحنا الحزب الذي اعطى شهداء الاستقلال الثاني وعلى راسهم بيار الجميل وانطوان غانم وشهداء زحلة و كل الشهداء الذين اعطوا حياتهم لنتمكن من تحرير و طننا في ال2005 . نحن الحزب الذي يطالب باحترام وحماية الوجود المسيحي الحر في هذا الوطن, نحن الحزب الذي يعتبر نفسه فوق كل الخلافات ونحن الحزب الذي يعتبر نفسه الحاضن لكل المسيحيين من دون استثناء ونحن فخورين بذلك ونحن الحزب الذي يعطي كل شي في سبيال هذا الوطن ولكن في نفس الوقت نحن الحزب الذي لا يمكن ان يقوم بتحالفات خارج عن الطبيعة وليكن هذا الموضوع واضح للجميع فلا يمكن ان نكون الا بتحالفات طبيعية تتماشى مع مبادئنا التاريخية و مع كل ما ضحينا من اجله .

ولهذا نطلب من الجميع ان يعي تماما ان حزب الكتائب عاد الى الساحة و الحزب عاد ليفرض شروطه و حزب الكتائب لن يقبل ان يهمشه احد او يمكن ان يمشي من دونه و الحزب موجود في كل المناطق اللبنانية و الاقاليم تتنظم و تفرض وجودها في كل المناطق .

واخيرا اقول لكم ان ما يميز الكتائب هي المحبة و المحبة ليست شعار بل المحبة هي في صلب عقيدتنا المسيحية.

المحبة والتعالي عن المشاكل الصغيرة والتجرد هذه هي مدرسة الرئيس المؤسس و علاقتنا مع بعضنا يجب ان تكون مبنية على روح الرفاقية والمحبة وتعاطينا مع الاخر يجب ان يكون مبنيا عللى الاخلاص والمحبة وعلاقتنا مع خصومنا يجب ان ترتكز على المحبة مع تمسكنا بمبادئنا. نحن لسنا جماعة تحقد او ترفض الاخر نحنا نتعاطى بخلافاتنا السياسية بمحبة وبالحقيقة وبالانفتاح على الاخر وبالروح التي تميزنا بها . لان المجتمع السليم لا يقوم على الحقد وكما سامحنا كل من سار في ركاب السوري في مرحلة معينة وعادوا وانضموا الينا و استقبلناهم نحن ايضا يجب ان نكون على قدر المسؤلية وقلبنا كبير و لا نحيد عن مبادئنا لبناء المجتمع المتماسك لانكم تعرفون انه يوم لم يعد المجتمع المسيحي متماسك ما كان الثمن الذي دفعناه و تتذكرون جيدا يوم رفعنا السلاح على بعضنا كيف تدمر جبلنا و كيف انقسمت العائلات ودخل السوري ودعسنا 15 سنة وبعد لليوم ندفع ثمن الاخطاء التي الرتكبناها في حق بعضنا . علينا ان نكون واعين لتاريخنا وان نكون الام والاب لهذا المجتمع.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 6 ايلول 2008

البلد

عضو مكتب سياسي كتائبي سابق كاثوليكي بدأ التحضير لمعركته الانتخابية في منطقة المتن الشمالي.

توقفت مصادر مراقبة أمام الاستقالات التي تحصل في عدد من البلديات في المدن الكبرى. ورأت انها تأتي في اطار دورة انتخابية بلدية تسبق دورة انتخابية نيابية لاحقة.

توقعت مرجعيات سياسية مختلفة ان "يعود الاصطفاف السياسي الحاد بين فريقين اساسيين كردود فعل على اختراقات تحصل في أماكن انتخابية متداخلة في اكثر من منطقة".

النهار

تتوقع أوساط سياسية أن يكون لصدور التقرير النهائي للجنة التحقيق الدولية في تشرين الثاني حول جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه اثره على العلاقات اللبنانية - السورية.

رشح ان تمسك النائب وليد جنبلاط بمجيد جنبلاط نائباً لحاكم مصرف لبنان يؤخّر حتى الآن بت موضوع تعيينات نواب الحاكم.

قال الرئيس سليم الحص في مجلس خاص: "نعيش أزمة قيادات رغم كثرة القيادات"!

السفير

في معلومات خاصة بالأمم المتحدة أن نقل اللواء العاشر من الجنوب إلى الشمال، تمّ الاتفاق عليه بين رئيس الحكومة والأمين العام للأمم المتحدة قبل القمة اللبنانية السورية.

كشف موظف كبير أن هناك مئات المعاملات المجمدة في أكثر من وزارة، بينها الداخلية والمالية بسبب تقاعس الموظفين عن التوقيع عليها وإحالتها.

رفض مرجع كبير الكلام عن "كوتا نسائية" في قانون الانتخاب، وقال إن القبول بهذا الأمر، هو تشريع للتمييز بين الرجل والمرأة.

المستقبل

ذكر أن قائد عصابة عرفت بإرهابها في شمال لبنان جرى اعتقاله في عاصمة مجاورة وسألت اوساط عن كيفية وصوله اليها وفي اي توقيت.

عُلم ان التهديدات التي تلقتها احدى الصحف مؤخراً نقلها مسؤول سياسي في حزب معني مما يدل على انتقال هذا الاسلوب من المستوى الامني الى المستوى القيادي.

 تُسرّب دولة عربية مجاورة انها تتمسك بفتح خمس قنصليات في مدن لبنانية عند قيام التمثيل الديبلوماسي بينها وبين لبنان.

اللواء

يعتصم مرجع كبير ب <الصمت والصبر> مؤثراً الابتعاد عن أن يكون طرفاً في أي سجال للحفاظ على دوره التوافقي·

اقترح مرجع روحي على شخصية دينية شمالية المجيء إلى المنطقة والإقامة فيها إذا كان الأمر يعزز مسيرة التهدئة والأمن·

يواجه وزراء المعارضة أزمة تنسيق داخل جلسات مجلس الوزراء، الأمر الذي يثير حفيظة بعضهم·

 

البطريرك صفير ترأس القداس السنوي لمكرسي جبة وبشري في الديمان: المسيحيون تفرقوا مذاهب وشيع لا رابط بينها وغالبا ما تكون متحاسدة متنافرة

ومصلحة الوطن مؤجلة والناس متباعدون ويجرون كل في سبيل مصلحته الخاصة

وطنية- 6/9/2008 (سياسة) لفت الكاردينال الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الى "ان توحيد المسيحيين لا يكون على مشروع سياسي بل على العمل بارادة الله". وقال: "واذا ألقينا نظرة على العالم المسيحي نرى ان المسيحيين تفرقوا مذاهب وشيع لا رابط بينها وغالبا ما تكون متحاسدة متنافرة". واعتبر "ان مصلحة الوطن مؤجلة والناس متباعدون ويجرون كل في سبيل مصلحته الخاصة".

كلام البطريرك صفير جاء خلال ترؤسه القداس السنوي لمكرسي جبة بشري وعاونه المطران فرنسيس البيسري وحضره حشد من الكهنة والرهبان والراهبات والمكرسين. بعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "فليكونوا بأجمعهم واحدا". تناول فيها دعوة الشعب المسيحي والكهنوت ليكونوا واحدا ويعملون بارادة الله ومحبته ووصاياه وتوجيهاته الانجيلية وجاء فيها:

" تجتمعون اليوم مثلكم في كل سنة، في هذا الكرسي البطريركي الصيفي للصلاة، وتجديد التعارف في ما بينكم، وتوثيق عرى الصداقة، وتبادل هموم الرسالة في هذه المنطقة الشمالية من لبنان. إنا، اذ نرحب بكم نسأل الله، بشفاعة والدته البتول، ان ينجح رسالتكم ويطيل أيامكم على خير وعافية، ويبقيكم رسل وحدة ومحبة وسلام.

ان انجيل اليوم يذكرنا بقول للسيد المسيح، ورد في صلاته الكهنوتية، وهو دعوته تلاميذه، وعبرهم، ومن بعدهم الشعب المسيحي بأجمعه، "ليكونوا واحدا"، ويضيف قائلا: "وكما انت في، ايها الآب، وانا فيك، كذلك فليكونوا فينا واحدا". هذه دعوة صريحة لا لبس فيها ولا إبهام. يطلب من المسيحيين توحيد صفوفهم، وهذا الطلب يتردد صداه منذ ان كان السيد المسيح على الارض، اي منذ الفين وثماني سنوات. ويعلل هذا الطلب بقوله:" ليؤمن العالم بانك انت الذي أرسلني". وهذه الوحدة المسيحية تشبه ما بين الاقانيم الثلاثة من وحدة. لذلك قال:" ليكونوا واحدا كما نحن واحد: انا فيهم وانت في لتكون وحدتهم كاملة، ويعرف العالم انك انت الذي أرسلني". وحدة المسيحيين هي العلامة التي يعرف الناس منها ان المسيح هو مرسل من الله ابيه السماوي. لذلك عينت الكنيسة كل سنة وقتا محددا من اجل الصلاة لتحقيق الوحدة المسيحية. والمحبة هي علامة المسيحيين الحقيقية. قدما، عندما كان المسيحيون، في أوائل عهد الكنيسة، يضطهدون، كان الوثنيون يتعجبون من محبة بعضهم لبعض. وتوحيد المسيحيين لا يكون، على مشروع سياسي، على ما يتوهم بعضهم، بل على العمل بارادة الله التي أعرب عنها بما أعطانا من وصايا، وتوجيهات انجيلية.

واذا ألقينا نظرة على العالم المسيحي، ماذا نرى؟ نرى ان المسيحيين تفرقوا مذاهب وشيعا وجماعات لا رابط بينها. ولا حاجة الى تعداد هذه المذاهب، فهي معروفة عندنا خاصة، ولدينا ثماني عشرة طائفة، منها اكثر من نصفها مسيحية وغالبا ما تكون متناظرة، متحاسدة، متنافرة. هل هذا ما طلبه المسيح من أتباعه؟ وهذا الانقسام ظاهر في الطائفة الواحدة، وهو يتسبب لابنائها بالضرر الكبير.

اما عندنا، فالوضع لا يحتاج الى مزيد شرح. ان المسيحيين، بدلا من ان يكونوا قدوة في توحيد الصفوف، والشهادة للمسيح عن طريق محبتهم بعضهم بعضا، نراهم متباعدين، متنافرين، يعطون عن المسيح شهادة كاذبة لانهم يكذبون بمسلكهم ما أوصاهم به السيد المسيح عندما قال:" ليحب بعضكم بعضا كما انا أحببتكم". ومحبة المسيح ايانا كلفته الموت على الصليب، وما رافق الصليب من اساليب تعذيب.

ان غير المسيحيين اذا كانوا متنافرين، وهم كذلك، فانهم يتورعون عن تحقير بعضهم بعضا، ويبتعون عن الشتم والسباب. ومن أولى من الذين كرسوا نفوسهم للسير وراء المسيح، لتأدية شهادة حية له عن طريق ممارسة وصية المحبة لجميع الناس وبخاصة للفقراء والمعوزين والمتخلفين؟.

ان وقتا نعيش فيه في بلدنا هو وقت فيه صعوبة كبيرة، فالناس متباعدون ويجرون كل في سبيل مصلحته الخاصة. واما مصلحة الوطن فمؤجلة. وعلنا نحن المكرسين لله وخدمته وللكنيسة ان نكون مثلا حيا في نكران الذات، والبحث عن المصلحة العامة اكثر منا عن المصلحة الخاصة.

وبعد، نحن نذرنا نفوسنا لله وكنيسته وخدمتهما، فعلينا ان نشهد كل يوم على ما آمنا به، يقال عن احد القديسين انه كان في غالب الايام يخرج للوعظ، ولكنه لم يكن يعظ احدا، بل كان يكتفي بان يمر بين الناس، فيعرفه الناس من مشيته ومسلكه وحديثه، ثم يعود الى ديره، وكانت مشيته بين الناس وعظا مؤثرا. وكان يسمى ذلك عظا، وكان ذلك عن حق وحقيق وعظا. اننا نسأل الله ، ونطلب اليكم رهبانا وراهبات، مكرسين ومكرسات، ان تسألوا الله في صلواتكم ان يرأف بنا ويجود علينا بتوحيد صفوفنا عملا بقوله تعالى "ليكونوا واحدا كما انا وانت ايها الآب واحد".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك صفير في الصالون الكبير المشاركين في الذبيحة الالهية، في حضور المطران البيسري، وشدد أمامهم على "ضرورة الالتزام بالقيم الانجيلية وتعاليم الكنيسة والعمل على تعزيز روح الوحدة والتضامن بين أبناء الكنيسة".

واستقبل البطريرك صفير الملحق الصحافي في السفارة الفرنسية فرنسوا ابي صعب والشيخ روبير بولس. كما التقى النائب السابق جبران طوق وعرض معه الاوضاع العامة على الساحة اللبنانية اضافة الى مواضيع تتعلق بمنطقة بشري.

 

الرئيس كرامي عاد الى بيروت بعد زيارة الى ايران

وطنية - 6/9/2008 (سياسة) عاد الرئيس عمر كرامي الى بيروت صباح اليوم من طهران عن طريق البحرين بعد زيارة الى ايران استمرت عدة ايام التقى خلالها كبار المسؤولين الايرانيين. ورافق الرئيس كرامي في زيارته كلا من نجله فيصل وخلدون الشريف وجمال مواس.

 

النائب جنبلاط في حفل افطار لهيئة الخدمات الاجتماعية في اقليم الخروب: لنترك التحقيق في الطوافة يأخذ مجراه وكفى جدالا لانه يسمم الاجواء اكثر

كلام نصر الله حول عدم ربط السلاح بمزارع شبعا إيجابي ويلاقي موقفنا الرسمي

كنا بغنى من الرئيس الفرنسي ان يهدد إيران من دمشق لأننا سندفع الفاتورة هنا

وطنية- 6/9/2008 (سياسة) أقامت هيئة الخدمات الإجتماعية في اقليم الخروب إفطارها السنوي في مطعم ومسبح الجسر، بمشاركة النواب: وليد جنبلاط، مروان حمادة، علاء الدين ترو، ايلي عون ومحمد الحجار، طوني انطونيوس ممثلا النائب نعمة طعمه، الوزير السابق جوزف الهاشم، مدير عام وزارة المهجرين المهندس احمد محمود، منسق عام محافظة جبل لبنان الجنوبي في تيار "المستقبل" الدكتور بسام عبدالملك، وكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب "التقدمي الإشتراكي" الدكتور سليم السيد، مسؤول مكتب "الجماعة الإسلامية" في الإقليم الشيخ احمد عثمان، عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى محمد سعيد فواز، القاضي منيف عويدات، رئيس إتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد حبنجر، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من أبناء المنطقة.

وفي المناسبة، ألقى الدكتور سعيد مراد كلمة باسم هيئة الخدمات، لفت فيها الى ان الهيئة انطلقت بعملها من رعاية مرضى السكري الى الإهتمام بمطالب الإقليم الإنمائية والحياتية، اضافة الى النشاطات الثابتة من تأهيل المعوقين والمقعدين وتأمين إحتياجاتهم، وكفالة الطالب اليتيم في المدرسة الرسمية.

وتساءل مراد: "ماذا بعد إتفاق الدوحة وإنتخاب رئيس للجمهورية وقيام حكومة وحدة وطنية؟ وهل هي حكومة وفاق وطني أم حكومة إنقسام وطني؟"، معتبرا "أنه لا يمكن التوصل الى حلول سحرية بين ليلة وضحاها، إلا ان الوفاق لا غنى عنه، خصوصا بعد إستفحال الأزمة المعيشية".

النائب جنبلاط

وتحدث النائب جنبلاط، فقال: "نتمنى لهيئة الخدمات مزيدا من الخير ومن الخدمات للمجتمع في إقليم الخروب، ونتمنى ان تتوسع خدماتها الى مناطق أخرى، ان استطاعت. لقد استوحينا من هيئة الخدمات هذه الفكرة، وهذا المنطق في الجبل، وفي مأوى اليتيم وفي منطقة عاليه، وفي غيرهم من المناطق، فأنشأنا صناديق تعاضد للمرضى، ولاحقا ربما نوسع خدمات هذه الصناديق لغير المرضى، للمحتاجين، لكن، انتم كنتم الرواد في هذا المجال".

اضاف: "قبل ان آتي الى هنا، مررت الى جانب الجسر القديم - الجديد الجميل في الدامور، الجسر القديم الذي جددته او رممته مجددا المملكة العربية السعودية، ولا شك انه جميل، لكن نظرت الى الماء، الى وادي الدامور، الى النهر فلم أجد الا خيطا صغيرا من المياه الآسنة، وهي المشكل الكبير التي ينتظرها لبنان - مشكلة المياه". وتابع قائلا: "صحيح، نحن في كل يوم وفي كل لحظة وفي كل ساعة ومناسبة، هناك هجوم وهجوم مضاد، تصريح وتصريح مضاد حول الإستراتيجية الدفاعية وحول سلاح المقاومة وحول طرابلس، الخ، لكننا ننسى الأساس، أو ننسى الى جانب هذه القضايا المهمة، ننسى قضية المياة ونحن مقبلون على كارثة في ما يتعلق بالمياه. لقد قمت بتجربة في الشوف الأعلى بإنشاء بعض البحيرات الإصطناعية الصغيرة، ولكن أتمنى على الدولة ان تقوم ببناء السدود، ولو سدود صغيرة في الدامور وغير الدامور، كي نتفادى الأسوأ في السنوات المقبلة، اذا ما استمرت الدورة المناخية كما هي.. وعندما أجول ليلا في منطقتنا الجميلة، في القرى، والدساكر، أرى الإنارة مشعشعة، لكن لا أفهم كيف تبقي البلديات هذه الإنارة العامة طوال الليل؟ انها تدفع من أموالها، من الصندوق البلدي المستقل هذا المال، ويذهب هذا المال هدرا، لذلك أنصح بالتقنين في ما يتعلق بالإنارة العامة، او برفع سعر الإنارة العامة، لكي يشعر رؤساء البلديات بقيمة هذا المال الذي يذهب".

وقال: "أتابع هنا ايضا لأقول لشركة سوكلين، والتي انتم كمواطنين وكبلديات تدفعون ثمنا كبيرا.. صحيح ان الشركة تقوم بعمل جبار، ولكن انتم تدفعون ثمنا كبيرا يحتسب من البلديات لشركة سوكلين، وتستطيع، وادي الناعمة - حارة الناعمة، ان تولد بعضا من الكهرباء، من الغازات المنبعثة من الأرض، وهي تستطيع هذا بكل سهولة، على ان تواكب البلديات ايضا إحتساب كميات النفايات التي تسلم من كل قرية، لاحتساب الكميات".

وفي السياسة قال النائب جنبلاط: "لا شك اننا نترك التحقيق في الطوافة ليأخذ مجراه، وأعتقد ان الطوافة اخذت الحيز الكافي من الجدل المضاد وغير المجدي. "خلينا نترك الطوافة.. بيكفي"، ولندع التحقيق يأخذ مجراه في القضاء العسكري، وكفى جدالا حول الموضوع، ان هذا الجدال يسمم الأجواء اكثر".

وأضاف: "بالأمس قرأت كلام الامين العام ل"حزب الله" حول السلاح وحول مزارع شبعا عدم ربطه بالسلاح، فهذا الكلام إيجابي ويلاقي موقفنا الرسمي، لن نربط شبعا بالسلاح، شبعا شيء وهي جزء من الارض اللبنانية، وننتظر من الحكومة السورية ان توثق شبعا رسميا مع الحكومة اللبنانية، كي تكون شبعا، رسميا لبنانية لدى الأمم المتحدة. اما السلاح فننتظر طاولة الحوار من اجل الخطة الدفاعية. وقد كنا بغنى من قبل الرئيس الفرنسي بأن يهدد من دمشق، ذاك هدد وذاك طلب، وأمر الرئيس اللبناني. وذاك هدد إيران من دمشق، كنا بغنى من الرئيس الفرنسي ان يهدد إيران من دمشق، لأننا لاحقا سندفع الفاتورة هنا في لبنان، فليذهب الى ايران وليتفاهم معهم هناك، وليعملوا ما يشاؤون، ولكن فليتركونا مع أمننا ولا يغامروا بأمننا".

وختم النائب جنبلاط قائلا: "خيرا، حسنا فعلنا بالأمس وأكدنا على أهمية الطائف في ما يتعلق باتفاق الهدنة مع اسرائيل، ننتظر كل الدول العربية ان توقع السلم مع إسرائيل، ولن نوقع السلم مع إسرائيل، نبقى على الهدنة، ونحن بالصراع العربي-الإسرائيلي مرتبطين بشق اساسي وهو التضامن مع الشعب الفلسطيني وبحق العودة، وعندما يعود آخر فلسطيني الى فلسطين نفكر.. ربما.. في إقامة علاقات طبيعية مع هذا الكيان الغادر".

 

الرئيس سليمان تابع مع نصري خوري موضوع الابار الارتوازية في دير العشائر

وطنية - 6/9/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري الذي اطلعه على موضوع الابار الارتوازية في منطقة دير العشائر، حيث توقفت اعمال الحفر في انتظار قيام اللجنة الفنية المشتركة اللبنانية - السورية بين وزارة الطاقة ووزارة الري بالتنسيق بالنسبة لهذه الابار ومدى تأثيرها على المياه الجوفية كونها تقع ضمن احواض مشتركة.

 

غطاس خوري: الارهاب استورد الى طرابلس نتيجة افتعال محدد

المطلوب من النظام السوري الاعتراف بالكيان اللبناني نهائيا لتنصب الاستراتيجية الدفاعية على التمسك باتفاقية الهدنة

وليكن السلاح فيها في خدمة لبنان ومصالح اللبنانيين اولا

هناك هجمة للتفاوض السلمي بالمنطقة ويجب ان نحصن بالوحدة

وطنية - 6/9/2008 (سياسة) اعتبر القيادي في قوى 14 آذار النائب والوزير السابق غطاس خوري في حديث الى "إذاعة الشرق"، ان "النقطة الأهم التي تشغل بال قوى 14 آذار وكل اللبنانيين هي كلام الرئيس السوري بشار الأسد في قمة دمشق وخصوصا في ما تطرق إليه بموضوع الإرهاب في لبنان. وكأن الإرهاب منبعه طرابلس وتصدره طرابلس، والكل يعرف أن الإرهاب استورد الى طرابلس نتيجة افتعال محدد وراءه النظام السوري، واعادة نظرية جورجيا - روسيا وما الى ذلك هو أمر خطير على سيادة لبنان وعلى استقلاله وقوى 14 آذار تنبهت الى ذلك ولفتت النظر إليه في بيانها". وقال: "ليست فقط قوى 14 آذار المعنية باستقرار المدينة وبالتالي استقرار لبنان، وإنما كل اللبنانيين معنيون بوضع حد نهائي للشبهة الفتنة التي يروج لها. هذه نقطة أساسية يجب التركيز عليها لأن لبنان بلد مستقل له حدود معترف به دوليا وعلى كل الدول الصديقة للبنان احترام سيادة البلد واستقلاله ومنع أي تدخل في شؤونه الداخلية لا عبر إرسال جيوش نظامية أو جماعات ميليشيوية، ونحن نتذكر جيدا جماعة "فتح الإسلام".

ورأى النائب خوري "أن زيارة رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري الى المدينة تفي بما وعد به بالمصالحة في طرابلس والاجتماع الى أكبر القوى السياسية فيها، القوى المعنية من كافة الأطراف ودعوتها الى التوافق لأن المراد والهدف هو اعطاء طرابلس صورة حقيقية، صورة المدينة العربية المتسامحة المنفتحة على الجميع والتي كانت رمزا للتسامح والعيش المشترك".

واعتبر "أن ما أعطاه النظام السوري باليمين بإقراره موضوع العلاقات الديبلوماسية يحاول أخذه بالشمال، وطرح الموضوع جاء تعبيرا لزيارة موعودة ولاستقبال الرئيس ساركوزي في دمشق والمطلوب الاعتراف بلبنان دولة مستقلة سيدة وهذا ما يطالب به لبنان، والمطلوب من النظام السوري ومن كل الحركات السياسية في سوريا الاعتراف بالكيان اللبناني نهائيا وهذا غير واضح في كل التصاريح من هنا أو هناك. والاعتراف الديبلوماسي هو جزء من هذا الاعتراف وإلا لا قيمة له".

وفي موضوع دعوة لبنان الى المشاركة من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، أكد "أن لبنان يؤيد أي مبادرة عربية الى السلم لكن لبنان ملتزم باتفاقية الهدنة العام 1949 وبكل القرارات الدولية وبقرارات قمة بيروت التي حددت المسار الاستراتيجي التضامني العربي لمواجهة إسرائيل أو لإرساء تسوية سلمية عادلة وشاملة معها. ولبنان ملتزم بقرارات قمة بيروت والمبادرة العربية"، مشككا ب"دقة الكلام المنسوب الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان"، معتبرا "أن كلام الرئيس السوري ربما يفتقد الى كثير من الدقة وهو كلام يراد به تعكير أجواء التوافق حول رئاسة الجمهورية"، مؤكدا "أن مشاركة لبنان في أي مفاوضات تقررها المؤسسات الدستورية وهذا الأمر مرتبط باتفاق الطائف ومعاهدة الهدنة ولبنان متمسك بذلك ولا يريد التفاوض على أي شيء آخر، أرضه وقد تحررت، قصة مزارع شبعا موضوع تجري معالجته، قضية الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية حلت، تبقى ملفات المياه وأمور أخرى، من هنا يجب أن تنصب الاستراتيجية الدفاعية على التمسك باتفاقية الهدنة".

وقال: "أما الرسالة الأساسية التي وجهها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في أن سلاح الحزب غير مرتبط بأي شيء على الأرض ولا حتى بمزارع شبعا، فهذا يعني أن هذا السلاح هو سلاح إقليمي وقد لا يكون مرتبطا بالمصالح اللبنانية. صحيح هذا السلاح حقق هدفه بالانتصار على إسرائيل الدولة العدوة ولكن على ما يبدو له مهامه الأخرى في التوازن الإقليمي ولا يعرف اللبنانيون عن ذلك كثيرا. لذلك نحن نطالب باستراتيجية يضع السلاح فيها بخدمة لبنان ومصالح اللبنانيين أولا، أما ارتباط السلاح بالتوازن الإقليمي فهذا خطر جدا. السيد نصرالله يريد الذهاب بمقارعة إسرائيل رغم الجهود المبذولة لتطبيق القرار 1701 وتحرير الأسرى ورغم جهود إيجاد حل سلمي لمزارع شبعا والغجر وكفرشوبا، فيما الرئيس الأسد يذهب لمفاوضة إسرائيل ويدعو لبنان الى المشاركة".

اضاف: "هذا اختلاف في النظرة بين النظام السوري و"حزب الله". وهذا قد يبرر العصبية و"النرفزة" في كلام نصر الله الأخير، لا سيما حين يتحدث بشار الأسد عن لغة المصالح والهدايا حين تصل المفاوضات الى خواتمها وهي قد تصل. كل ما يحدث هو برسم "حزب الله" الذي عليه أن يشرح لنا ما هي استراتيجيته في ظل هذا الوضع الإقليمي الناشىء إلا إذا كان كلام نصر الله هو الاستراتيجية. هذا أيضا كلام برسم كل المزايدين على قوى 14 آذار. هناك هجمة من أجل التفاوض السلمي في المنطقة، وإذا لم يكن لبنان محصنا أكثر بالوحدة الداخلية وبالتمسك بالقرارات الدولية فهناك خطر ألا يكون هذا السلام المقبل لمصلحة لبنان حتى".

 

جعجع في لقاء مع مسؤولي وكوادر القوات اللبنانية في قرى قضاء بشري: المطلوب منا بذل كل الطاقات لان الدولة اللبنانية لم تستقر بعد

وطنية - 6/9/2008 (سياسة) أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع "ان همنا الأساسي حاليا هو هم كياني، وجودي، وطني وتاريخي بامتياز قبل اي أمر آخر، فمن دون الاستقرار السياسي يستحيل الانماء والتقدم والازدهار". معتبرا "ان التمثيل السياسي عليه ان يكون سياسيا اولا باعتبار ان جل ما يتمناه المواطن هو ان يتمثل خير تمثيل". وشدد على "ان المواطن اللبناني، ولاسيما المسيحي، لا يحتاج إلا الى وطن مستقر آمن من جهة والى الحرية من جهة اخرى فلا يجب ان نحيد عن أولوياته".

جعجع وفي لقاء عام مع مسؤولي وكودار القوات اللبنانية في كل قرى قضاء بشري وحضور النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز قال: " ما زالت مسيرتنا في بدايتها والمطلوب منا بذل كل الطاقات لأن الدولة اللبنانية لم تستقر بعد وكل جهدنا في الوقت الحاضر يصب في اتجاه قيام الدولة اللبنانية ولا يمكن لأي شعب ان يعيش ويستقر بغياب الدولة". ودعا الى عدم الاستراحة "لأنه الآن بدأت مسيرتنا كقوات لبنانية فبعد انسحاب السوريين من لبنان خرجنا من تحت الارض، ولكن ذلك لا يعني اننا وصلنا الى هدفنا المنشود، إن طريقنا واضحة وواسعة ولكن تحتاج الى جهد وتعب كبيرين وعلينا ان نكون حاضرين وجاهزين في كل الاوقات".

ولفت جعجع الى "ان القوات اللبنانية اكثر الأحزاب انتشارا في المناطق اللبنانية وتتحضر لخوض الاستحقاق الانتخابي فيها، فيما البعض يستعد له في منطقة واحدة او اثنان او ثلاث مناطق". وقال "القوات اللبنانية منتشرة من عكار الى جزين ومن بيروت الى بعلبك الهرمل والبقاع الغربي وذلك كله بفضل جهد كل مسؤولي القوات." ورأى "ان نواب بشري الحاليين اهم ما حققوه هو انهم مثلوا المنطقة خير تمثيل"، معتبرا ذلك "انتصارا كبيرا لقضاء بشري واهم تحول و تغيير عن الواقع القديم". وتابع: "ان الفرق نوعي وجذري بين ما يقوم به النواب الحاليون في بشري وبين ما كان سائدا في السابق" . مشيرا الى انه "قبل ان نفكر بالخدمات والانماء علينا ان نفكر كيف سيبقى لبنان وكيف سنورثه لأولادنا كي يستقروا فيه ولا يهاجروه". وفي الختام شكر جعجع "الجميع على كل ما قاموا به في المرحلة السابقة لاسيما في مرحلة الوصاية السورية على لبنان"، ودعا الى "المشاركة الكثيفة في القداس السنوي لراحة انفس شهداء المقاومة اللبنانية الذي سيقام في باحة مجمع فؤاد شهاب الرياضي في جونيه في 21 ايلول 2008".

النائب كيروز

وألقى النائب ايلي كيروز كلمة في المناسبة اعتبر فيها هذا اللقاء "بمثابة شهادة لسنوات طويلة ولحقبة ماضية بكل نضالاتها وتضحياتها". وقال: "اختبرنا معا الكثير من النضال والكثير من المعاناة ومن العمل المشترك المثقل بالتحديات والصعوبات واردنا من هذا اللقاء ان يكون شهادة للتلبية الدائمة وللحضور الدائم معا في "الوقفات" الكبرى". وتابع:" ان بعضا من تاريخ المقاومة المسيحية اللبنانية وبعضا من تاريخ القوات اللبنانية هو من تاريخ منطقة بشري التي لم تكن ولم تصبح صدفة قلعة من قلاع المقاومة والقوات . لن ننسى ما اختبرناه معا من عذابات في كل بلدة من بلدات القضاء وعلى الحواجز الامنية في يسوع الملك وعلى مقاعد المجلس العدلي في جلسات المحاكمة وفي الاستدعاءات والاعتقالات التي كانت تحصل." واذ اعتبر "ان لبنان مازال اليوم في حالة مخاض عسير وبوضع سياسي واقتصادي معقد". دعا كيروز الى "العمل والانطلاق من الاولويات الصحيحة لاننا ما زلنا نعيش في قلب الازمة". واضاف: "ان كل شيء يمكنه ان ينتظر إلا المواعيد المصيرية فيجب ان لا ننسى ان نضالنا لم ينتهي بعد ولا ان ننسى ان القوات اللبنانية كانت وستبقى تيارا مناضلا من اجل لبنان الحر والسيد وان منطقة بشري كانت وستبقى أمينة لدورها التاريخي ولإرث شهادتها في خدمة لبنان وفي خدمة القوات اللبنانية".

 

النائب الحريري بحث هاتفيا والرئيسين ميقاتي وكرامي الاوضاع العامة واستقبل الوزير الصفدي و3 نواب ومفتي طرابلس والشمال وقادة امنيين

المفتي الشعار: المصالحة اصبحت قريبة ولعلنا نهنئ فيها قبل عيد الفطر

وطنية - 6/9/2008 (سياسة) اجرى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، فور وصوله الى مدينة طرابلس، قبل ظهر اليوم، اتصالات هاتفية بكل من الرئيس عمر كرامي والرئيس نجيب ميقاتي والنائب موريس فاضل وتداول معهم في اوضاع المدينة وشؤونا عامة. كما استقبل في مقر اقامته في فندق "كواليتي -إن" وزير الاقتصاد محمد الصفدي والنواب سمير الجسر، ومحمد عبد اللطيف كبارة، ومصطفى هاشم في حضور قائد منطقة الشمال العسكرية العميد الركن عبد الحميد درويش وقائد سرية طرابلس في قوى الامن الداخلي العقيد بسام الايوبي وعرض معهم اوضاع المدينة وشؤونها لا سيما الامنية منها.

المفتي الشعار

كذلك استقبل النائب الحريري مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي قال بعد اللقاء: "قمت بزيارة للزعيم الشيخ سعد الحريري الذي شرف بلدنا طرابلس والشمال، ونحن كنا بانتظار هذه الزيارة منذ فترة وقد تكررت دعوتنا له حتى يزور اخوانه ومحبيه، وهو يعلم ان هذا البلد يحمل له من العاطفة والحب والتقدير والوفاء والولاء ما لا يخفى على احد. ومناسبة هذه الزيارة ان الشيخ سعد كعادته يحمل بعض مشاريع الخير، ولعل من مشاريعه الاساسية التشاور في موضوع المصالحة التي ستظهر آثارها قريبا بين ابناء البلد الواحد، ابناء منطقة التبانة ومنطقة جبل محسن.آمل ان تمحى هذه التفرقة لاننا ابناء بلد واحد، ونعيش كما كنا في السنوات الماضية بدون أي شعور بالتفرقة او الحرمان باذن الله". واضاف: "لقد قدم الينا الشيخ سعد ويريد ان يتشاور مع فاعليات المدينة كلها وخاصة مع الجهة التي كنا نجتمع معها دائما حول استيعاب أي مشكلة في الشمال ليقف على رأيهم وليأخذ المبادرة في حال اكتمل التصور لنعلن باذن الله ان المصالحة اصبحت قاب قوسين ولعلنا نهنئ فيها اخواننا في الشمال قبل حلول عيد الفطر المبارك".

سئل:كيف تقيمون الوضع الامني حاليا؟

اجاب: "الوضع الامني بصورة عامة جيد جدا، ولا يمكن ان تنتهي الامور مئة بالمئة بدون القيام بهذه الخطوة المباركة التي هي المصالحة. لكن الوضع بصورة عامة مرض وجيد جدا، وقد جاءنا عديد جديد من الجيش وبدأوا يتمركزون ويقومون بمهامهم والوضع دائما يسير نحو الافضل باذن الله".

والتقى النائب الحريري والد ووالدة الرائد الشهيد وسام عيد.

 

كل الاستعدادات اكتملت لحرب إسرائيل ـ (حزب الله) 

بيروت – خاص بـالقناة  : 6/9/2008 

 حتى قبل أن يحصل الانفجار في طرابلس الذي استهدف الجيش اللبنانى، كانت كل الأجهزة الأمنية اللبنانية تتحسب من حصول شىء على الصعيد الأمنى.

فالتقارير التى وصلت إلى هذه الأجهزة لم تكن تنبئ إلا بأن هناك تحضيرًا لاعتداء أو اغتيال وذلك فى اتجاه معاكس لأجواء الاستقرار المفترضة التى سادت بعد اتفاق الدوحة. وتقول مراجع أمنية إن أسباب هذا التوقع الأمنى والاحترازى تعود بمعظمها إلى أسباب كثيرة أبرزها:

1- استمرار الفراغات الأمنية المثيرة للقلق التى أنتجتها أحداث مايو أيار وهذه الفراغات الأمنية باتت تشكل جزرًا لا تملك القوى الأمنية يدًا طويلة للوصول إليها، لأنها محمية سياسيًا من أطراف أساسيين لا يريدون معالجة هذه الجزر التى تؤدى دورًا سياسيًا مهمًا فى الضغط كلما استدعت الحاجة، والأمثال كثيرة على هذه الجزر، فهناك بؤرة الصراع فى طرابلس والكثير من البؤر الأخرى المحمية فى البقاع وهى جميعها تضاف إلى المخيمات الفلسطينية والمراكز العسكرية الفلسطينية التى تمثل أكبر تحدٍ بالنسبة للقوى العسكرية اللبنانية. والمخيمات الفلسطينية باتت حسب هذه المراجع أماكن لتجمع مقاتلين عرب ويمكن لهؤلاء أن يشكلوا نواة عمل أمنى فى أية لحظة خصوصًا إذا ما استطاعوا تنظيم أنفسهم داخل المخيمات خارجًا عن سلطة القوى الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير وخصوصًا حركة فتح. أما فى طرابلس فإن البؤر والمربعات الأمنية المستحدثة ستشكل هى الأخرى ملاذًا آمنًا للعديد من القوى المسلحة ولخلايا تابعة لهذا الطرف أو ذاك وهناك صعوبة كبرى فى ضبط هذه المجموعات فى ظل غياب الغطاء السياسى للقيام بهذا العمل.

مناوشات شيعية ـ شيعية

2- وجود تداخل داخلى على جانب كبير من الأهمية داخل أكثر من اصطفاف، وهذا التداخل بات يتم التعبير عنه بوضوح من خلال تعارض العمل بين أطراف أساسيين متحالفين سواء مع سورية أو إيران. وفى هذا الإطار فإن هذا التعارض بات ينتج على الأرض هوامش خلاف محدودة إلى الآن ولكنها ليست عفوية .

وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن النظر إلى المناوشات التى باتت تحصل فى بعض القرى الشيعية وفى أحياء من الضاحية بين عناصر من أمل وحزب الله، وهذه المناوشات والحساسيات جرت فى عشرات القرى وفى الجامعات، ولا يمكن النظر إليها إلا من زاوية التباعد الإيرانى ـ السورى الحاصل حاليًا، والذى يترجم على الأرض بفتور فى العلاقة بين هذه الأطراف.

3- بناء على ذلك فإن الساحة اللبنانية باتت تعد من أكثر الساحات انكشافًا على الصراعات الإقليمية وقد أرسلت القيادات الأمنية رسائل فى هذا الإطار إلى أكثر من جهة سياسية، وإلى الحكومة تطلب توفير غطاء سياسى للبدء بعمليات أمنية كبرى لتنظيف هذه البؤر خصوصًا وأن التوتير الأمنى قد امتد ليصل إلى أن يصبح مجالاً مفتوحًا أمام عمل العصابات المختلفة التى تحول ملفها إلى قضية خطيرة مفتوحة على كل الاحتمالات استوجبت تحركًا سريعًا قامت به القوى الأمنية.

خطة أمنية جديدة

وفى التفاصيل أن القوى الأمنية اللبنانية رصدت فى الآونة الأخيرة وجود عصابات متخصصة للسرقة نطاق عملها مناطق جغرافية محددة كجبل لبنان والعاصمة بيروت وهذه العصابات نشطت بقوة على بعض الطرقات الفرعية حيث نظمت عمليات سلب وخطف للسيارات وسائقيها وركزت على السيارات الضخمة بحيث توزعت أعمال العصابات على شكل خلايا من ثلاثة أشخاص كانت تقيم الحواجز وتخطف السيارات بسائقيها لتطلقهم بعد مفاوضات على دفع الأموال لقاء استرداد السيارة المخطوفة.

وبعد استقصاءات عدة وتدخل من أعلى المراجع وخصوصًا رئيس الجمهورية العماد سليمان أعطت الأوامر للقوى الأمنية لتقوم بقمع هذه الظاهرة الخطيرة فكان أن رصدت أمكنة تجمع وانطلاق وحركة هذه العصابات وتبين أن بعض المناطق التى لـحزب الله نفوذ فيها كالضاحية الجنوبية والبقاع تؤوى عددًا من قادة العصابات.

وتضيف المعلومات: أن حزب الله الذى شعر بأن هذا الواقع يشكل اختراقًا سلبيًا لمناطقه، بادر إلى التعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية فرع المعلومات ومديرية المخابرات فى الجيش وكان هذا التعاون هو الأول بهذا المستوى خصوصًا مع فرع المعلومات وأثمر عن قيام قوى الأمن بتنفيذ عمليات أمنية محكمة فى الضاحية والبقاع أسفرت عن توقيف 12 زعيما لهذه العصابات ستة منهم أساسيون فى التخطيط لعمليات السرقة المنظمة عصابات لسرقة السيارات وأجهزة الكمبيوتر، كما جرت المداهمات فى الضاحية بالتنسيق الكامل مع حزب الله وشهدت هذه المنطقة للمرة الأولى دخولاً أمنياً رسمياً له طابع رمزى عنوانه رغبة حزب الله بضبط الوضع الاجتماعى فى هذه المناطق ومنع انزلاق الأمة إلى حالة فلتان لا يمكن ضبطها إذا ما استفحل.

انفجارات والفاعل واحد

فى موازاة ذلك لا تزال أحداث طرابلس والانفجار الذى حصل فى المدينة تأخذ أبعادها، حيث علم أن التحقيقات قد أخذت مجراها إلى حد بعيد دون أن يعنى ذلك حصول اختراق، وقالت المعلومات لـالوطن العربى: إن الموقوف الذى اعتقل والذى ظهر على شاشات التلفزيون لم يكن له علاقة بالحادث إنما ذلك لا يعنى أن التحقيق أقفل بل هو يركز على إمكان وجود ترابط مع أعمال التفجير والاغتيالات التى حصلت منذ العام .2005

وتقول مراجع أمنية إن التحقيقات السرية المتواصلة فى قضايا الاغتيال والتفجير أدت إلى الآن إلى تأكيد نظرية المحقق الدولى بلمار كجهة وجود ترابط أساسى بين الكثير من عمليات الاغتيال بحيث تدل كل هذه التحقيقات على أن هناك جهة واحدة تقف وراءها.

وبناء على سير التحقيقات والمعلومات التى أدت إلى اختراقات فى التحقيق توقعت المراجع الأمنية أن يكون التقرير المقبل للمحقق الدولى دانيال بلمار واضحا ومفصلاً وخصوصا لرواية متماسكة حول تنفيذ عمليات الاغتيال فى قضية الرئيس الحريرى وجبران توينى وسمير قصير وجورج حاوى.

وأشارت المراجع إلى أن التقرير المقبل سيتضمن أدلة وإثباتات على رواية كيفية حصول الاغتيال وعلى الجهات التى تقف واءه. ولم تتوقف المراجع عندما ورد فى التقرير الأخير لبلمار حول وجود شبكة تقف وراء الاغتيالات من زاوية أن المنفذين هم فقط شبكة إجرامية عادية، بل أشارت إلى أن هذه الشبكة لها امتداداتها، ولذلك لا يمكن عزل التحقيق الذى يجرى فى قضية الحريرى عن الاغتيالات والأحداث الأمنية التى حصلت سواء فى سورية أو فى لبنان. وأشارت المراجع إلى أن تقرير بلمار سيؤكد على أن الشخصيات التى اغتيلت لم تذهب خفايا اغتيالها إلى الأدراج بل ستكون مادة للمحكمة الدولية بحيث تستطيع أن تذهب إلى النهاية فى عملية المحاكمة وكشف الحقائق.

ولم تستبعد المراجع الأمنية أن يكون اغتيال بعض القادة فى سورية هو عملية قطع وصل لطمس قنوات خاصة بالتحقيق خصوصاً وأنه جرى تكبير بعض الأدوار لبعض الضباط لتسليط الضوء عليهم لتحميلهم مسؤوليات محددة إذا دقت ساعة تحمل المسؤوليات.

حتى مطلع العام

كل المؤشرات تدل على أن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد نضوجاً للكثير من المعطيات التى ربما ستقلب المعادلات فى لبنان والمنطقة، فعلى الصعيد الداخلى، فإن المساكنة التى فرضت نفسها بعد اتفاق الدوحة باتت أمرا لا مفر منه هذا مع العلم بأن معظم الأطراف لم تبدأ بعد دخولها الجدى على خط الانتخابات النيابية مع ترجيح أكثر من طرف حصول تطورات على مستوى المنطقة قد تجعل من حديث الانتخابات النيابية أمرا من الماضى، وينقل عن أكثر من قطب سياسى تخوفه من تحضير إسرائيلى لشن حملة عسكرية ضد حزب الله والمؤشرات التى تصدر عن الحزب وحلفائه لا تستبعد هذا الخيار وهى تقول إن: حزب الله يبدى أكثر درجات الاستعداد لحصول مواجهة مع إسرائيل أرضاً وبحراً وجواً، خصوصا أن المجال الأخير الذى علم فيه أن الحزب بات يملك أسلحة مضادة للطائرات قادرة على اصطياد الطائرات الإسرائيلية وفى حال حدوث تطور كهذا فإن إسرائيل قد تبدأ حربا قد تكون الأقسى لشموليتها ولضراوتها فى ظل استعداد قَلَّ نظيره من الطرفين وبلغ أَوُجّه فى كل مجالات الصراع وقد وصلت تقارير إلى أكثر من جهة مما يدل أن حزب الله صمم تدبيرا من الجهوزية العسكرية سيكون بموجبه قادرا على الاستعداد للمعركة فى أسرع وقت ممكن أى خلال ساعات.

الداخل اللبنانى ينتظر على أكثر من خط توضيح معالم الصورة الإقليمية، وهذا الانتظار بات يفرض على كل الأطراف اعتماد سياسة الهدوء النسبى فى مرحلة أقل ما يقال فيها إنها مرحلة انتقالية

 

ضد هذا اليأس

يحيى جابر ، الجمعة 5 أيلول 2008

يا فتى 14 آذار ..حيثما وضعت قدمك، ثمة وحل. أينما حطّت يدك، ثمة فراغ. كيفما تنفست، ثمة غبار. يافتى، يا استقلالي.. كل محاولة لترفع رأسك، أو ترفع علم  بلادك.. ستجد حول رقبتك ألف حبل مشنقة، وحول أرزتك ألف فأس. يا فتى يا سيادي .. كلما حاولت بسط راحتك لسلام ما، سيقطعونها من الكوع.. لامفر، لن تنجو بخصرك للرقص حبًّا بوطنك الصغير... هناك ألف سيف وسيف وسياف.. يا فتى الحرية.. أينما وضعت اصبعك على جسد الجمهورية.. ستكتشف ورمًا هنا، دمامل هناك.. وثلاثة مليون جرح وجرح... كلما حاولت أن تصغي لطاولة حوار، ستجد حفارة تحفر وتحفر في جورة أذنيك، لتصاب بالصمم والطرش... يا فتى يا حالم.. لا موسيقى، ولا معزوفة، ولا أغنية، ولا نشيد سوى قرقعة الخطيب الذي يقود أوركسترا من الزئير في غابة جمهورية خالية من الأشجار.. حيث لم يعد هناك اخضرار ولا افترار سوى ابتسامة الخطيب.. كلما فتحت فمك ستجد كسارة أسنان، كماشات وملاقط لسحب اللسان.. يافتى 14، يا أنا، أيها الكائن في كينونتي، كن كما أنت.. كن رفشًا ضد هذا الوحل.. عد مكنسةً ضد هذا الغبار.. كن سكينًا ضد هذه الحبال.. أيها الكائن في صمصوم الروح، لا تخف لا تفزع..

الله للجميع وليس ملكًا لأحد...

 

الجنرال المُخبر

بشارة شربل

الجمعة 5 أيلول 2008

بدمٍ بارد أيضاً حاول الجنرال عون إطلاق رصاصه على صحيفة "لوريان لوجور". وهو إذ أراد أن يكون قاتلاً محترفاً لصدقية الجريدة العريقة، فإنه بدا مجرّد جنرال برتبة مخبر يدسّ إخباراً الى القضاء عن الاعلام، حتى ولو جاء الابلاغ علناً بواسطة الاعلام.

انبرى الجنرال لمهمة قد يكتشف لاحقاً أنها لا تستحقّ الفخر على الاطلاق، وخلاصتها تحريض السلطة على صحيفة، مهما كانت المبررات. وفي هذا المجال لن تسعفه الذاكرة ليتأكّد من فشلٍ سابق حين أقفل صحفاً لدى حلوله في قصر بعبدا... لم يراجع التجربة حتماً، وإلا لما كرّر الارتكاب.

ليس الانتصار لصحيفة "لوريان لو جور" انتصاراً لزملاء المهنة ولا لحقّ التعبير فحسب، بل هو إنتصارٌ في وجه نمطٍ من التشهير يقوم به الجنرال عون بانتظام ومنذ سنوات. فهو درج على مهاجمة الصحف والصحافيين في مؤتمراته لمجرّد أن وجّه اليه انتقاد أو وضعت النقاط على حروف كلامٍ له ملتبس أو كشفت تناقضات في مواقفه وتبدّلات غير مرتكزة إلا على منطق الشخصانية والكسب السياسي.

لا أحد ينكر أنّ حدود حرية الصحافة هي الموضوعية والخبر الحقيقي ولا أحد يقول إنّ الصحيفة معصومة عن الاخطاء. ومعيار الحكم عليها هو في آخر المطاف لدى الرأي العام والقوانين المرعية، لكن الجنرال في اتهامة "لوريان لو جور" لعب دور "محامي الشيطان" لأنّ جريمة قتل رفيق سلاحه النقيب الطيار هي الجريمة الأساس التي عليه عدم اعتبارها عرضية مستبقاً القضاء وعليه كمسؤول استخلاص العبر السياسية منها وليس محاولة وضعها في إطار نظرية "النيران الصديقة" والصغير من الهفوات فحسب. تسرّعت "لوريان لو جور" وسارعت الى الاستنتاج، ربما، لكنّ عون ليس المرجع الصالح لإدانتها أمام اللبنانيين والشاشات. فوسائل إعلامه تمارس الاعلام الحربيّ والحزبيّ وتتلاعب بالأحداث والحقائق من غير حسيبٍ ولا رقيب، وهي، لو اعتمدنا المقياس الذي على أساسه يريد مقاضاة "لوريان لو جور"، لكانت أول من يجب أن تكون تحت سيف الحساب. ثم فليذكّر أحدٌ ما الجنرال أنّ صحيفة "لوريان لو جور" ليست عابر سبيل في غابة وسائل الاعلام الطائفية والحزبية المستجدّة، فهي خاضت معارك مبدئية يوم كان الجنرال يرفع لواء المبادئ ذاتها. وهي في عزّ الهيمنة كانت صوتاً صارخاً ضدّ قمع الحريات، ولم تهادن يوم هادن كثيرون وآثروا السلامة أو تطبّعوا بطبائع الاستبداد. "لوريان لو جور" بصحافييها وتراثها المهني والفكريّ جزءٌ من سيرة لبنان الحديث والمستقلّ، وهي من لبنات لبنان المتعدّد، المنفتح والعلماني الليبرالي والحداثي، المعادي لكلّ أشكال الديكتاتوريات على مستوى السلطة والافراد، وهي حتماً نقيض الجنرالات مهما ارتدوا من ألوان. وبهذا المخزون تستطيع أن تخطئ وتصحّح، ومثلما تمتلك الجرأة لكشف ما يغطي عليه الآخرون فإنّها تمتلك الجرأة لتصويب الاخطاء أما الذين لا تساعدهم قناعاتهم وممارساتهم على ما يشبه هذا السلوك فإنّهم يلجؤون الى الوعيد أو التحريض، وهم عموماً يقعون بين مرتبتيْ الدسيسة والارهاب.

أنت جنرالٌ وهاجسك التاريخ... فلا تنزل فيه في "خانة الوشاة".

 

الأسد شكا من فئة في لبنان ليست مستعدة لعلاقة طبيعية مع سورية ...

وساركوزي أكد استمرار المحكمة ... باريس مرتاحة إلى التزامات دمشق وتنتظر تنفيذها وفق «خريطة طريق»

باريس - رندة تقي الدين- الحياة - 06/09/08//

اعتبر مصدر فرنسي رفيع مطلع على زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي لدمشق، ان الزيارة كانت «ايجابية جداً» لأنها اتاحت لباريس التحقق من وجود رغبة حقيقية لدى سورية في الاستمرار في الالتزامات التي قدمتها، على هامش القمة المتوسطية التي استضافتها العاصمة الفرنسية في تموز (يوليو) الماضي. وقال ان الرئيس بشار الأسد أكد كل التزاماته بالنسبة الى العلاقة السورية - اللبنانية، وان كل الالتزامات التي تعهدها خلال وجوده في فرنسا ستنفذ من الآن وحتى نهاية السنة.

وأوضح ان هذا يمثل بالنسبة الى فرنسا، خريطة طريق واضحة مع سورية حول تبادل السفراء بين بيروت ودمشق، وان الرئيس السوري ابلغ الجانب الفرنسي ان هناك مشكلات مع فئة في لبنان ليست مستعدة لعلاقات طبيعية مع سورية، وان على اللبنانيين ايضاً ان يقدموا على أفعال على الصعيد القانوني، وفقاً للقوانين اللبنانية. وذكر المصدر ان باريس «تنتظر الآن نتائج عملية لهذه التعهدات»، تتمثل بتبادل السفراء واصلاح المجلس اللبناني - السوري الأعلى ومراجعة المعاهدات الثنائية كي تكون مطابقة لتلك القائمة عادة بين دولتين، وأيضاً تنفيذ أعمال اللجان الثلاث التي شكلت في آب (اغسطس) الماضي بين سورية ولبنان، وهي لجنة ترسيم الحدود ولجنة مراجعة المعاهدة ولجنة المفقودين.

ولفت الى ان الأسد التزم تنفيذ كل هذه النقاط حتى نهاية السنة، مشيرا الى ان ساركوزي اعاد تذكير الجانب السوري بأن «بناء الثقة التدريجية مبني على تنفيذ التعهدات... وعدم المواربة على صعيد المبادئ والاستمرار في الإصغاء للشريك الآخر». واضاف: «ان باريس تعتبر الآن ان هناك خطوطا مرسومة يمكن التذكير بها بالنسبة الى ما يحصل في لبنان، وان ساركوزي أعاد التذكير بمدى تمسك فرنسا وإصرارها على استقلال لبنان وسيادته». من جهة اخرى، اعتبر مصدر ديبلوماسي فرنسي آخر مطلع ان هذه الزيارة «لم تكن مناسبة لتعلن دمشق خلالها  بادرة خارجة عن المألوف»، وأن الجانب السوري اعتبر ان مجيء ساركوزي هو بمثابة تبادل يتبع زيارة الأسد لباريس في تموز الماضي.

وقال المصدر إن الجانب السوري كرر تعهده فتح سفارة حتى نهاية السنة، لكنه لم يعط أي التزام محدد في مواضيع مثل مزارع شبعا ومراقبة الحدود وترسيمها. ورأى أن ذلك قد يكون مرده إلى كون سورية تريد اعتماد نمطها الخاص في تنفيذ هذه الأمور، وأن السلطات السورية على العموم تكلمت عن الرئيس سليمان بإيجابية، وأعطت الانطباع بأنها لا تريد أي ضغط أو دفع لتسريع الأمور. أما بالنسبة إلى «حزب الله»، فقد نقل المصدر عن ساركوزي قوله لنظيره السوري إن مزارع شبعا ينبغي ألا تشكل ذريعة لعدم التقدم على صعيد ترسيم الحدود مع لبنان ومراقبتها. وأكد أن الرد السوري تضمن رغبة في التقدم في هذه المواضيع والمساهمة في استقرار المنطقة. وذكر أن الموعد المقبل لتقويم ما تحقق على صعيد الالتزامات المختلفة هو المؤتمر الوزاري المتوسطي المقرر في مرسيليا في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال المصدر ان ساركوزي أعاد تذكير الاسد بأن هناك محكمة دولية ستحاكم المتهمين باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وأن هذه المحكمة مسار لا عودة عنه، وان فرنسا لا تقبل الافلات من العقاب.

وعن القمة الرباعية، قال المصدر إنها شكلت قمة تشاور مهمة، وان ما تردد وكتب حول ابتعاد فرنسا عن شريكيها الأساسيين في المنطقة، مصر والمملكة العربية السعودية، غير صحيح. وأضاف أن البلدين وضعا في صورة ما قام به ساركوزي عبر رسائل إلى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك، وعبر اتصالات هاتفية مع وزيري خارجية البلدين، مشيراً إلى أن الأمير سعود الفيصل سيكون في باريس مطلع الأسبوع المقبل للقاء المسؤولين الفرنسيين. كما بعثت باريس برسالة الى القاهرة تناولت زيارة ساركوزي لدمشق

 

لبنان: الأكثرية تنتقد تصريحات الأسد ووزير عوني يتحفّظ عن «لهجتها»

بيروت- الحياة  - 06/09/08//

أثارت تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد عن ان الوضع في لبنان هش وعن التطرف في طرابلس وإصراره على الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان لإرسال لواء من الجيش الى هناك وطلبه إليه مشاركة لبنان في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل عند الانتقال الى هذه المرحلة، ردود فعل واسعة في لبنان، خصوصاً من قيادات ورموز قوى 14 آذار التي رأت في بيانها بعد اجتماع أقطابها ليل أول من أمس أن كلام الرئيس السوري «تدخّل فاضح في الشؤون اللبنانية».

واتهم رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، في كلمة القاها خلال مأدبة افطار امس، الرئيس السوري، من دون ان يسميه، بانه يتخذ الاوضاع في طرابلس «ذريعة للدخول مجددا على ملف لبنان والعودة الأمنية والعسكرية من بوابة طرابلس». وقال: «نحن ننبه اللبنانيين والجامعة العربية والمجتمع الدولي الى خطورة أي مخطط يستهدف اعادة رمي لبنان في احضلان النظام السوري».

وفيما تجنب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الدخول في سجال «مع  أحد» رد بطريقة غير مباشرة على كلام الرئيس السوري. وقال في دردشة مع الصحافيين ان «طرابلس ليست كما يحاول البعض اتهامها بأنها مركز للإرهاب وهي قالت رأيها بوضوح من خلال غالبية الذين التقيتهم وهم ضد السلاح والمسلحين ومع العيش المشترك والجيش متمركز بقوة في المدينة».

وإذ اتهم نواب في الأكثرية دمشق بتحريك التوتر في طرابلس رأى النائب بطرس حرب ان دعوة الأسد لسليمان الى الالتحاق بالمفاوضات المباشرة «تجاوز للإرادة والسلطة اللبنانيتين لا سيما ان الاحتلال الإسرائيلي للجولان يختلف كلياً عن الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولبنان أعلن التزامه تطبيق اتفاق الهدنة»... وكان مصدر قيادي في قوى 14 آذار أوضح لـ «الحياة» ان أقطابها تناولوا موضوع المفاوضات مع إسرائيل في اجتماعهم اول من امس من زاوية ان دعوة الأسد لبنان الى المشاركة فيها «تتناقض مع قرارات القمة العربية التي ترأسها دمشق ومع مبادرة السلام العربية وتنسف روحية التضامن العربي».

أما في صفوف المعارضة فقد راوحت ردود الفعل على كلام الأسد بين بعض التعليقات والصمت وبين الدفاع عما قاله الرئيس السوري. وهاجم الأمين القطري لحزب البعث في لبنان الوزير السابق فايز شكر بيان قوى 14 آذار معتبراً أن «هكذا مواقف لا تجلب إلا الويل على لبنان». إلا ان وزير الاتصالات جبران باسيل الذي يمثل «التيار الوطني الحر» في الحكومة قال: «كنا نحب ألا تصدر مثل هذه اللهجة عن الرئيس السوري ولو كان القصد منها مصلحة لبنان وسورية». وأضاف: «لا نريد ان نعلّم الرئيس السوري كيف يتكلم لكن لو سمعنا كلاماً يقول ان هذا موضوع يشغل بال سورية ويمس أمنها القومي كنا رأينا كيف تتعاون الدولتان للحد من التطرف». ورأى ان إرسال وحدات من الجيش الى طرابلس «أمر تحدده الدولة اللبنانية، وإن شاء الله نجد أطر التنسيق التي تحافظ على سيادة لبنان وسيادة سورية». واعتبر باسيل ان المفاوضات مع إسرائيل شأن تقرره الدولة اللبنانية توقيتاً وإجراء

 

أضعف الإيمان - بيان «فشة الخلق»

داود الشريان-الحياة - 06/09/08//

خلال افتتاح القمة الرباعية في دمشق التي ضمت قادة سورية وفرنسا وتركيا وقطر، تطرق الرئيس السوري بشار الأسد  إلى المسار اللبناني في عملية السلام، فأشار إلى انه تحدث مع الرئيس اللبناني خلال زيارة الأخير لدمشق عن «ضرورة دخول لبنان في هذه العملية لكن في مرحلتها المباشرة». وقال الأسد إن «الرئيس سليمان موافق ومتفق معي على هذه النقطة». قيادات 14 آذار رفضت الدعوة السورية، فأصدرت بياناً غاضباً اعتبرت فيه «دعوة الرئيس السوري تدخلا في الشؤون الداخلية للبنان، وتتجاهل اتفاق الطائف الذي ينص صراحة على التزام لبنان اتفاق الهدنة مع إسرائيل»، ورأت «أن لبنان سيكون الدولة العربية الأخيرة التي توقع اتفاق تسوية مع إسرائيل بعد استرجاع كل الحقوق العربية»، حتى ان بعضهم تصور ان البيان صادر عن «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».

من يصدق أن مثل هذا البيان الناري يصدر عن قوى 14 آذار؟ يبدو أن «الممانعة» ستنتقل إلى لبنان. لا احد يلوم جماعة 14 آذار على مناكفة النظام في دمشق للأسباب التي نعرف، لكن أن تصبح المناكفة غاية في حد ذاتها، حتى لو كانت ضد المصلحة اللبنانية فهذا أمر لا تعرفه السياسة. فالموقف المتوقع هو الترحيب بتصريحات الأسد وتأييدها. فهذه التصريحات بداية عملية لحسم سلاح «حزب الله»، وضد كل الشعارات التي رفعتها سورية في لبنان على مدى ثلاثة عقود، والتنازل عنها إعلان رسمي بهزيمتها، وهزيمة حقبة بكاملها. لا شك في أن هذا البيان مؤشر إلى ضحالة الحس السياسي لدى قوى 14 آذار. ففي إمكان البيان الناري أن يحرج سورية من خلال معاودة الحديث عن تلازم المسارات الذي أرهقتنا به دمشق لسنوات، ثم تجاهلته تماماً بعد أن وجدت مصلحتها في تجاوزه. وكان حري بالبيان أن يطالب سورية بالتريث وعدم الدخول في مفاوضات مباشرة حتى يتم حسم الانقسام الفلسطيني، وترسيم الحدود بين سورية ولبنان، وحسم ملكية مزارع شبعا. كان في الإمكان إحراج دمشق وانتقاد موقفها من عملية السلام بألف طريقة عدا رفض التصريح. أما ان يتحول الموقف كله إلى «فشة خلق»، ويتجاهل أن هذا التصريح هو اعتراف سوري متأخر ببطلان كل شعارات المرحلة الماضية، بما فيها شعار «سلاح المقاومة»، فهذا دليل على أن جماعة 14 آذار يتصرفون على أساس أن سورية لم تخرج من بيروت

 

في حياة «التنظيمات» وموتها

حازم صاغيّة – الحياة

هكذا إذاً: في كنف «حماس»، في غزّة، تنمو «حركة جيش الأمّة» وتدعو صحافيّين إلى واحد من مخيّمات تدريبها. والتنظيم هذا، تبعاً لتعريفه الذاتيّ، «تجمُّع يتبنّى المشروع الإسلاميّ في مواجهة المشروع الغربيّ الصليبيّ في العالم، ويقوم على إحياء فريضة الجهاد وعودة الأمّة الى عقيدة السلف الصالح المستندة إلى الكتاب والسنّة». وهو، بطبيعة الحال، يناهض التيّارات اليساريّة والعلمانيّة، إلاّ «أنّنا لا نقاتلهم الآن، بل ندعوهم إلى الكتاب والسنّة».

وكانت «حماس» نفسها قد نمت في جوار «فتح»، بتوتّر كالذي بدأ يشوب علاقة «حماس» بـ»جيش الأمّة»، قبل أن ينفتح الباب للثانية كي تباشر السعي إلى وراثة الأولى. وهو أمر رأيناه هو نفسه تقريباً في لبنان تجاوزاً لـ»حركة أمل» من «حزب الله»، بعدما كانت «أمل»، في نطاق الجمهور الشيعيّ الملتفّ حول المقاومة الفلسطينيّة، قد تجاوزت «فتح». وفي العراق تتناسل التنظيمات واحدها من الآخر، والحفيد أشدّ تطرّفاً من الابن، والابن من أبيه الجدّ. وكلّ واحدة من هذه «العمليّات» تكلّف دماً لا يُحسب وضحايا غالباً ما لا يُعدّون، وإن أُسبغ عليهم، في معظم الأحيان، نعت شهداء.

وهو ربّما كان من الملامح البارزة لتاريخنا السياسيّ الحديث، نراه الآن في أكثر صوره تعفّناً، بحيث يضمر السجال بين المتنافسين ويكاد «البرنامج السياسيّ» يضمحل ليغدو العنف سيّد الموقف. حتّى السلطة، وطلبها مبرّر وجود الحزب السياسيّ، لا تعود مطلوبة، بقدر ما يُسعى إلى هدم أيّة سلطة وكلّ سلطة، وإلى تفريخ السلطات التي يناهز عددها عدد الشوارع أو الزواريب أو الطوائف، تبعاً لطبيعة البلد المعنيّ وتركيبته. وسريعاً ما ينتهي «التنظيم»، الواعد بالغد والمستقبل، أداة لقوّة خارجيّة تتوسّله وتمتصّ ما تبقّى من لونه الوطنيّ. والوراثة الدمويّة غالباً ما تنبثق من مشتَرك سياسيّ وإيديولوجيّ ولغويّ يدور في نطاق الثوابت والمقدّسات. فمتّى انهزم طرف راديكاليّ ما، لم يطل التشكيك النهج الراديكاليّ نفسه، متقدّماً، في المقابل، نحو مزيد من الراديكاليّة التي قصّر عنها السلف المهزوم.

وهذا لأننا، ما خلا الدين ونظام القرابة، لا نملك مصدراً للشرعيّة السياسيّة. فالسلاح الذي به واجهت المنطقة ريكاردوس قلب الأسد، بقي صالحاً لمواجهة نابوليون بونابرت، ولا يزال اليوم صالحاً لمواجهة التحدّيات المطروحة والمستجدّة. ولا تبخل الخطابة النضاليّة العربيّة بصلوات الاستسقاء استدراراً لتلك العلاجات! وما دام الأمن والاستقرار ممنوعين أو مشبوهين، ظلّ الفضاء العامّ ممتنعاً عن إنتاج السياسة، ولاّداً لمثل هذه الحركات الموصوفة، بقدر من السخاء بعيد، بأنها «سياسيّة». فسؤال السياسة: كيف تستبعد العنف، فيما سؤالها: كيف تبقى عين العنف ساهرة وحدها على المجتمع؟

وأسوأ ما في هذه الدوّامة، حيث «نتقدّم» في التنظيمات ونتراجع في الأهداف التي ترسمها، أننا نفسّرها بسياسة أميركا وإسرائيل، ثمّ نتواطأ على ابتزاز أميركا وإسرائيل بها كي «تقدّما تنازلات». فإذا ما «قدّمتا تنازلات» لم يعد لدينا المجتمع القادر على حملها وتوظيفها أو الطرف القادر على أخذها. وهكذا دواليك، من «تنظيم» إلى «تنظيم

 

بري فرض الحرب على كل لبنان بذريعة البيان الوزاري

"حزب الله" نصب صواريخ مضادة للطائرات في المناطق السنية بهدف تحويلها إلى أهداف إسرائيلية في أي حرب مقبلة

لندن- كتب حميد غريافي:السياسة

كشف نائب في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان" النقاب امس عن ان "مناطق الكثافة السنية في بيروت والبقاع الغربي وطرابلس ستكون عرضة للتدمير الواسع في اي حرب اسرائيلية جديدة على لبنان لأن "حزب الله" و"حركة أمل" وحلفاء سورية في تلك المناطق يحاولون تحويلها الى اهداف اسرائيلية اذ أنشأوا فيها وحولها قواعد عسكرية لهم ونصبوا فوق أسطح بعض مبانيها بطاريات صواريخ أرض- جو ضد الطائرات العبرية, متعمدين في ذلك تغطيس الطائفة السنية في الحرب ومساواتها في الدمار مع المناطق الشيعية التي تحملت كل اعباء الحرب الماضية العام 2006 دون ان تتعرض المناطق السنية الى تدمير يذكر". وقال النائب لـ "السياسة" في باريس ان "مسؤولين اسرائيليين سياسيين وعسكريين أبلغوا عواصم غربية بقلقهم من نشر جماعات "حزب الله" والحرس الثوري الايراني شبكات من صواريخ ارض-جو المضادة للطائرات وصلت اليها حديثاً من سورية وايران فوق أبنية عالية في المناطق التي مازال الحزب والحركة الشيعيان يسيطران عليها في بيروت السنية بهدف تحويلها الى اهداف جوية اسرائيلية اذ يدركان جيداً هذه المرة ان سكان بيروت السنة لن يستقبلوا كما حدث في الحرب الماضية الهاربين الشيعيين الجنوبيين ومن ضواحي العاصمة بعدما اجتاحت مئات العناصر من الحزب والحركة عقر دار السنة فيها في مطلع مايو الماضي وبالتالي فان شمولها بالقصف الاسرائيلي الجوي في الحرب المقبلة لن يهدد هؤلاء الهاربين الشيعة الذين لم تطلهم الحرب الماضية بسبب انتشارهم بين السكان السنة والمسيحيين والدروز الذين ظلوا بمنأى عن تلك الحرب عام 2006".

وقال البرلماني الفرنسي استناداً الى معلومات هؤلاء المسؤولين الاسرائيليين واستخبارات القوات الفرنسية العاملة في لبنان ان حزب الله استحدث قواعد صاروخية ومدفعية لم تكن موجودة له من قبل حول قرى البقاع الغربي ذات الغالبية السنية وحول مجدل عنجر الصغيرة "خزانا سلفياً سنيا" بحيث تتعرض هذه البلدات للدمار الاسرائيلي, كما انه نصب صواريخ مضادة للطائرات في جبل محسن في طرابلس لتعريض سنة طرابلس للقصف, فيما انشأ اربع قواعد صاروخية ومضادة للطائرات في مرتفعات جبلية محاذية لمنطقة الباروك الدرزية وبطاريات اخرى في بعض منحدرات سلسلة الجبال اللبنانية الغربية نحو البقاع حيث الكثافة السكانية المسيحية". وأعرب البرلمان عن اعتقاده- حسب هذه المعطيات- ان حزب الله "يحاول جر كل مناطق لبنان في اي حرب جديدة مع اسرائيل متذرعاً بالبيان الوزاري الجديد الذي ذكر ان الشعب والجيش والمقاومة سيشكلون "وقود" هذه الحرب وكيلا يقتصر الدمار على المناطق الشيعية من الجنوب مروراً بالمناطق البقاعية الثلاث وصولاً الى ضاحية بيروت الجنوبية وبعض قواعد الحزب الايراني على الساحل الجنوبي حتى صور".

زج كل لبنان في الحرب

وقال النائب الفرنسي ان رئيس حركة امل "رئيس مجلس النواب" نبيه بري كشف عن قصد او غير قصد اهدافه الجديدة مع "حزب الله" لتغطيس كل لبنان وخصوصا بيروت السنية في الحرب المقبلة عندما اعلنها صراحة الأحد الماضي في ذكرى اختفاء الامام موسى الصدر من الجنوب: "ان احداً في طائقة او مذهب او فئة او حزب لا يمكنه احتكار اي بقعة جغرافية في لبنان ولا العاصمة "بيروت" او اي مدينة اخرى وتطويبها وجعلها منزوعة من المواطنين الذين لا ينتمون الى الاكثرية فيها" وهو اعلان واضح بأن البيان الوزاري حول كل لبنان الى دولة مقاومة ستواجه بجميع مواطنيها الاسرائيليين في الحرب المقبلة".

 

أكدوا أن قمة دمشق الرباعية موجهة ضد طهران وامتدحوا المعاهدة مع تركيا

نواب أوروبيون يحضون الإمارات على "الذهاب فوراً" إلى "العدل الدولية" لمقاضاة إيران واسترجاع جزرها المحتله

لندن- كتب حميد غريافي:السياسة

دعا عدد من نواب مجلس الاتحاد الاوروبي في ستراسبورغ امس, دولة الامارات العربية المتحدة الى "التوجه فوراً الى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمقاضاة ايران حول احتلالها جزر ابو موسى والطنب الكبرى والصغرى العائدة لهذه الدولة الخليجية المهمة, بعدما جددت طهران اول من امس على لسان احد مسؤوليها "الناطق باسم الخارجية حسن قشقوي" رفضها اعادة هذه الجزر, متهمة دعوة مؤتمر وزراء خارجية دول الخليج لها بالانسحاب منها بانها, تدخل في الشؤون الداخلية الايرانية". واذ اعرب النواب الاوروبيون وهم فرنسي وبلجيكيان والماني وبريطاني ونمساوي عن "عدم وجود حظوظ" لان تنسحب القوات الايرانية من الجزر الثلاث التي احتلتها العام 1971 الواقعة في فم مضيق هرمز الحيوي والستراتيجي اثر رحيل القوات البريطانية عن منطقة الخليج "بسبب الصلف والتصلب والتبجح الايراني بالقوة", اكدوا "ان الظروف الدولية وخصوصاً الاوروبية المعادية للبرنامج النووي الايراني, والمعبأة حتى امكانية الوصول الى حرب مع ايران في وقت قريب جداً, تسمح لدولة الامارات الآن ولدول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة بالذهاب الى محكمة العدل الدولية لاستعادة حقوقها المنتهكة واعادة السكان الاماراتيين الذين ابعدوا عن الجزر الثلاث بالقوة الى منازلهم فيها".

ونقل ديبلوماسي خليجي في العاصمة السويسرية برن عن احد هؤلاء النواب الاوروبيين قوله: "ان تعود الجزر المهمة ستراتيجياً الى اصحابها الاصليين "دولة الامارات" امر حيوي لدول العالم وخصوصاً للدول الاوروبية إذ يمكن للايرانيين من هذه الجزر السيطرة على مداخل مضيق هرمز لاقفاله في وجه الصادرات النفطية الى الغرب ساعة يحلو ذلك لمحمود احمدي نجاد ورفاقه المتطرفين, على الرغم من ان اي حرب دولية ضد البرنامج النووي الايراني ستبدأ باحتلال هذه الجزر وطرد الايرانيين منها حماية للمضيق ومنعا لاستخدامها في الاعتداء على الدول الخليجية ومنشآتها النفطية".

وكان مجلس التعاون الخليجي دان اول من امس اقامة طهران مكتبين ايرانيين في جزيرة ابو موسى, ودعاها الى "تسوية سلمية للنزاع على الجزر الاماراتية من خلال المفاوضات المباشرة او احالة القضية إلى محكمة العدل الدولية", الا ان النواب الاوروبيين نصحوا الخليجيين ب¯ "عدم اضاعة وقت اطول في مقاضاة ايران التي رفضت فوراً الاقتراح بعقد مفاوضات حول الجزر" مؤكدين "استعداد اوروبا لمساندة موقفهم في المحكمة حتى احقاق الحق".

وأعرب النواب الاوروبيون للديبلوماسي الخليجي عن "ارتياحهم البالغ لتوقيع دول مجلس التعاون مذكرة تفاهم ستراتيجية مع تركيا تشمل العلاقات الدفاعية والامنية والسياسية والاقتصادية, رداً على محاولة سورية فتح ابواب انقرة امام محمود احمدي نجاد الذي زارها الشهر الماضي بواسطة بشار الاسد, الا ان نتائج تلك الزيارة لم تكن ناجحة بدليل توقيع مذكرة التفاهم الخليجية - التركية بعد مرور اقل من اربعة اسابيع على حدوثها".

وقال الديبلوماسي الخليجي ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن امس ان "الخليجيين تصدوا فوراً لمحاولة ايران التمدد الى تركيا بعد وصولها الى العراق ولبنان وفلسطين لتطويق العالم الاسلامي, مع العلم ان الاتراك هم انفسهم في صراع ستراتيجي مع ايران ويخشون كالخليجيين والعرب والاوروبيين والعالم امتلاكها اسلحة نووية لذلك هم يقيمون علاقات متينة مع دول الخليج, وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات, ومع دول عربية سنية طليعية على رأسها مصر والمغرب, في الوقت نفسه الذي يرفضون فيه ازعاج دول المحور الاوروبي لانهم يسعون منذ سنوات جاهدين للانتساب إليه "الاتحاد الاوروبي" بعدما اصبحوا الدولة الثانية الاقوى عسكرياً بعد الولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي".

ونسب الديبلوماسي الخليجي الى نظيره البريطاني في مجلس النواب الاوروبي قوله "ان انفتاح انقرة على اسرائيل ووجود معاهدات دفاعية وعسكرية وامنية واقتصادية واسعة النطاق معهم, لا يبشران ايران بأي خير يرتجى من تركيا الساعية باستمرار لتثبيت دعائم حلف اسلامي سني في المنطقة يجمعها مع كل من مصر والسعودية وباكستان وبعض الجمهوريات الاسلامية التي تحررت اثر سقوط الاتحاد السوفياتي, في وجه التحالف الشيعي- العلوي بين طهران ودمشق".

وقال النائب البريطاني "ان القمة الرباعية التي انعقدت اول من امس في دمشق بين ممثل اوروبا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس السوري بشار الاسد ورئيس وزراء تركيا رجب الطيب اردوغان وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني موجهة في نهاية مطافها ضد ايران اذ تسير مباحثاتها حول نقطتين ضد مصالحها وتحالفاتها, اولاهما تفعيل المفاوضات بين سورية واسرائيل لنقلها الى مفاوضات مباشرة, والثانية محاولة سلخ النظام السوري من حليفه الايراني لتعريته من اخر مسانديه الاقوياء في المنطقة".

 

مع "لوريان لوجور" ظالمة كانت أم مظلومة !

علي حماده

كثيراً ما يقال ان الصحافة العاملة في بيئة حرة تذهب بعيدا في توسيع حدود تلك "الحرية" وصولا الى الافتئات على حريات الآخرين. في لبنان كان هذا الكلام يقال عن الصحافة اللبنانية وعن ممارستها لحريتها الاعلامية التي اتهمت بسببها بالمساهمة في إشعال الحرب الاهلية! كأن الحياة السياسية اللبنانية لم تكن ارضا خصبة لاشتعال الحرب قبل ثلاثة عقود ونيف. ويذكر المخضرمون ان البند الاول في جدول اعمال التدخل السوري في لبنان صيف 1976 كان الاعتداء على الصحافة، تارة عبر مهاجمة صحف مثل "المحرر" التي قتل منها صحافيون مناضلون وجرى اقتحام مبناها في رأس النبع، و"النهار" التي لم يقفلها عمليا  لا انتداب ولا حكم استقلالي في ما بعد ولا حتى المكتب الثاني في ستينات القرن الماضي، وطورا عبر استهداف الوصاية السورية - التي انتهت احتلالا موصوفا للصحافة - بالقتل على نحو ما اصاب كبيرا من كبار الصحافة العربية سليم اللوزي رحمه الله الذي تصادف هذه الايام ذكرى اغتياله.

ومن لا يذكر كيف جرى تعذيب اللوزي، ثم الرسالة التي ألحقت بخطفه ثم بقتله بتذويب  يديه بالاسيد كي يكون عبرة للآخرين؟

وبما اننا نتحدث اليوم عن الكبير سليم اللوزي لا بد من أن نتذكر كيف مُنع ألوف الناس بالترهيب من تشييعه، فخرجت مجموعة من رفاقه واصدقائه الشجعان وفي مقدمهم الرئيس الراحل تقي الدين الصلح لتقول: لا لإرهاب الصحافة!

وبعد سليم اللوزي لم يتورع السوريون عن اغتيال نقيب الصحافة اللبنانية رياض طه ابن الهرمل العروبي رحمه الله هو الآخر، مستخدمين أدوات من ابناء المنطقة للإيحاء أن طه قتل في حادث انتقامي محلي!

نسرد امثلة هي غيض من فيض الاعتداءات التي تعرضت لها الصحافة اللبنانية على يد الوصاية، وفي الوقت نفسه لا ننسى كيف انبرى بعض المسؤولين اللبنانيين لعقد صفقة على حساب الصحافة وحرياتها في مؤتمر الرياض الرباعي سنة 1976، وحمل مرسوم تقييد الاعلام اللبناني الرقم واحد في سلسلة المراسيم التي اصدرتها حكومة ما بعد "حرب السنتين".

نسرد هذه العينة من الامثلة لنقول ان للصحافة في لبنان حكاية طويلة وصعبة مع الارهاب والترهيب. ومن يقلّب الصفحات الحاملة لوائح بأسماء العشرات من شهداء الصحافة اللبنانية، او الصحافيين الذين تعرضوا لمضايقات او تهديدات بالقتل لن يفاجأ إذا ما سمع ان صحيفة تعرضت لتهديد بسبب قيامها بواجبها في نشر الخبر والحقيقة من دون خوف ولا وجل.

في قضية الزميلة "لوريان لوجور" لا جديد نسبة الى تاريخ الصحافة، ولكن الغريب هنا ان ينبري طرف ميليشيوي في عهد "سلم" مفترض، لا بل في عهد يفترض ان تكون فيه القوانين وحدها وسيلة لفض الخلافات ليوزع التهديدات المبطنة في حق العاملين في الصحيفة، والطرف المذكور غافل عن حقيقة ان الصحافة الحرة في لبنان وان خشيت على سلامة العاملين فيها، لم يخفها يوما لا الاغتيال ولا التفجير ولا الاغلاق، فهي كانت قبل الميليشيا، وستبقى بعد ان تزول تلك الحالة المنافية لمعنى لبنان الحقيقي الذي لا يستقيم إلا بالحرية. من هذا المنطلق لا نخشى هؤلاء وان كنا نؤمن بأن جهة استهدفت مثقفين كباراً احدهم تسعيني طريح الفراش وقد فقد بصره، لن تمتنع عن استهداف أي صحافي يمثل الحرية وحق التعبير، اي نقيض ايديولوجيا الدوائر المحكمة الاغلاق التي تعجن ناسها  بغية تحويلهم الى "ماكينات" كارهة لكل ما يرمز اليه لبنان التنوع، والتعددية، والحريات. وأهم تعبيراته الصحافة الديموقراطية الحرة الاستقلالية.

لا يكفي ان تتوسل حالة فاشيستية انتخابات ديموقراطية في ظرف معين لتكون ديموقراطية، ومثال اوروبا الاربعينات واضح للعيان. من هنا قولنا ان "لوريان لوجور" احسنت بعدم الخضوع إلا لحسّها المهني، وشغفها بالحقيقة والحرية. وفي قضية النقيب الشهيد سامر حنا يدرك المعتدون كما الجيش نفسه ان حنا قتل برصاص غير شرعي، وغير فردي. لقد قتل برصاص الدويلة. وما تسليم احد القتلة بحل حقيقي، انما انهاء هذه الحالة الشاذة التي لن تقدم لا للبنانيين ولا لبيئتها المباشرة إلا الدم والدموع والحروب التي لا تنتهي. هذا بالنسبة الى "بيت القصيد"، اما التابعون فلا يستحقون نقطة حبر واحدة! لذلك كله نحن مع "لوريان لوجور"، احد اعمدة الاستقلال اللبناني الاساسية... ظالمة كانت ام مظلومة!

 

إسرائيل تتعايش وإيران "النووية" وليس مع "حزب الله" !

سركيس نعوم

لم تخف اسرائيل من ايران يوم كان حاكمها الشاه محمد رضا بهلوي رغم انتمائه وبلاده الى الاسلام ديناً   والى الشيعة مذهباً. ولم تخف منها يوم سعى الى تحويل بلاده قوة اقليمية عظمى والحصول على تقنية نووية او على طاقة نووية بموافقة واضحة وصريحة وكاملة من حلفائه الدوليين وفي مقدمهم الولايات المتحدة. ولهذا الموقف اسباب كثيرة ابرزها ثلاثة. الاول، انتماء الدولتين الى معسكر دولي واحد كان يسمى العالم الحر وتمتعهما بحماية هذا المعسكر في وجه كل محاولات ايذائهما سواء كوطنين او كنظامين. والثاني، ارتباط الدولتين بعلاقات فيها الكثير من التحالف والتعاون في اكثر من مجال وإن في صورة غير رسمية بالكامل. اما السبب الثالث، فكان اقتناع البعض في اسرائيل وفي ايران الشاه وداخل اميركا وربما في اوساط اوروبية عدة بالنظرية التي تقول ان الاقليات تلتقي مصالحها وان هذا يفرض عليها التحالف او على الاقل التعاون والتنسيق سواء مباشرة او مداورة  بغية مواجهة الاكثرية او الاكثريات التي لا تتقبل وجودها وهذا امر يحصل دائماً في مناطق التخلف. وانطلاقاً من هذه النظرية فان لاسرائيل اليهودية المرفوضة من العرب المسلمين في غالبيتهم والسنة في غالبيتهم الساحقة مصلحة في التعاون مع ايران الشاه الشيعية غير العربية والمصلحة نفسها موجودة ايضاً عند ايران. وجوهرها ان الدولتين مرفوضتان وإن بنسب متفاوتة من محيطهما العربي الاسلامي وتحديدا السني او بالاحرى ان واحدة منهما مرفوض وجودها بالكامل وأن لا مانع من بقاء الاخرى ولكن بعد نزع انيابها تعطيلاً لخطرها على هذا المحيط.

طبعاً اختلف الوضع المشروح اعلاه بعد نجاح الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني في اطاحة الشاه واقامة ايران الاسلام وإن مع ارجحية او سيطرة تامة للمذهب الجعفري فيه. وازداد اختلافه بعد فشل عراق الرئيس صدام حسين منذ 1980 حتى 1988 في اسقاط هذا النظام الايراني رغم كل الدعم الذي تلقاه لتحقيق هذه الغاية من الغرب وتحديدا من اميركا. وتفاقم هذا الاختلاف بعد نجاح ايران الاسلامية في تثبيت نظامها في اعقاب الحرب ولاحقاً في بناء دولة بكل ما لهذه الكلمة من معنى وان ذات طابع اسلامي واخيراً في بناء قوة عسكرية تقليدية وغير تقليدية وفي الاقتراب من النجاح في بناء قدرة نووية قابلة للاستخدام السلمي وعند الحاجة الاستخدام العسكري. في اختصار صارت اسرائيل تخاف ايران الاسلامية هذه وخلافاً لما كانت عليه الحال قبل اطاحة الشاه. وما اخافها اكثر هو توسع ايران السياسي والعسكري وإن على نحو غير مباشر اي عبر العراق وسوريا ولبنان ("حزب الله" وجمهوره) وفلسطين ("حماس" و"الجهاد الاسلامي") وتحولها تهديداً مباشراً لها عندما اصبحت على حدودها وقادرة مباشرة وعبر الحلفاء على الحاق الاذى بها. وقد برهنت على ذلك حرب 2006 الاسرائيلية على لبنان. وما اخافها اكثر هو تحويل ايران المعركة مع اسرائيل اسلامية الامر الذي ساعد في نمو التيارات الاسلامية المعادية لها في العالمين العربي والاسلامي رغم الاختلاف بينها وبين اسلاميي ايران مذهبياً.

كيف تصرفت اسرائيل حيال الخطر الايراني عليها؟

اعتمدت وربما لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة وخصوصاً في عهد رئيسها جورج بوش الذي ينهي بعد اشهر ثماني سنوات في البيت الابيض. فهو تعهد منع ايران من حيازة القوة والتكنولولجيا النوويتين تلافياً لاستخدامهما عسكرياً بكل الطرق الضرورية ومنها اللجوء الى العمل العسكري ضدها. وقام باعمال عدة لتعبئة المنطقة والعالم ضدها. لكنه أخفق لأسباب كثيرة. اذ لم يستطع منعها حتى الآن بالديبلوماسية والعقوبات والضغوط السلمية والاغراءات من مواصلة مشروعها النووي او من التجاوب مع الاجراءات الدولية التي تؤكد بقاءه سلميا. ولم يستطع منعها من الامر نفسه بالوسيلة العسكرية رغم ترداده الممل "لأغنية" ان الخيار العسكري مع ايران لا يزال على الطاولة. اقلق ذلك اسرائيل. وما اقلقها اكثر كان اخفاقها في اقناع بوش قبل اسابيع قليلة بالقيام بالعمل العسكري او بالسماح لها بالقيام به بدلا منها. وهي كانت تستعد لذلك. وقد اثار ذلك موجة من المناقشة داخل كل الاوساط الاسرائيلية الرسمية والشعبية والمدنية والعسكرية والحزبية والدينية. طبعا لا يعني ذلك كله ان اسرائيل قررت الامتناع عن توجيه ضربة الى ايران الاسلامية. لكنه يعني ان قراراً كهذا لم يعد سهلاً في ظل الظروف الانتخابية الحالية لاميركا واخفاقاتها في المنطقة وفي ظل خوف الاسرائيليين من اضطرارهم الى طلب المساعدة المباشرة من اميركا في حال تعثر ضربتهم.

هل يمكن ان تتعايش اسرائيل النووية مع ايران النووية في حال لم "يضرب" احد الاخيرة عسكرياً وتالياً في حال امتلاكها تكنولوجيا انتاج الطاقة النووية القابلة لاستعمال مزدوج سلمي وعسكري؟

المصادر الديبلوماسية الغربية المطلعة وبعضها اميركي تعتقد ان ذلك ممكن وخصوصاً اذا سبق هذا التعايش تفاهم فعلي بين اميركا وايران يفتح آفاقاً امام تفاهم او على التقاء في المصالح بين ايران واسرائيل. ويبقى ممكناً اذا استمر العداء بحكم علاقة هاتين الدولتين لان اسرائيل هي مصلحة حيوية واستراتيجية اميركية ولان ايران لا تستطيع او هكذا يفترض ان تهدد هذا النوع من المصالح الاميركية بعد التفاهم بينهما. وهناك مثل مهم على ذلك هو تعايش الهند وباكستان النوويتين رغم العداء المزمن بينهما والحروب السبع، على الارجح، التي خاضتاها في ما بينهما في العقود الماضية مع الاشارة الى ان احتمال توصلهما الى تفاهم قد لا يبقى مستحيلا. الا ان ما لا تتعايش معه اسرائيل ولن تتعايش معه تؤكد المصادر نفسها هو استمرار "حزب الله" بوضعه الحالي في لبنان. اي استمراره واجهة لقوى اقليمية معادية لها واستمراره مسلحاً بالاف الصواريخ وكل انواع الاسلحة واستمراره جيشاً بعد تعايش اميركا وايران او تفاهمهما، وبعد قرارهما التعايش. طبعاً لن تمانع اسرائيل في بقائه حزباً سياسياً. لكنها سترفض بقاءه دولة مسلحة حتى الاسنان. وترجح المصادر اياها ان تنجح اسرائيل في حال اجتياز التعايش المشار اليه اعلاه الامتحان او الامتحانات في اقناع الجميع بمن فيهم حلفاء الحزب او رعاته وحماته "بإقناعه" وبالطرق المناسبة بالتحول الى الحياة الحديثة وبالتخلي عن دولته او الدويلة أو بالتخلي عنه وتركها "تتصرف" معه.

 

 

من أجل إسقاط الحوار ومواجهة إسرائيل بـ"رهن الداخل" والتحكم بالانتخابات المقبلة

"حزب الله" واستراتيجية التنصّت والمربعات الأمنية

المستقبل - السبت 6 أيلول 2008 - نصير الأسعد

لا مكان لـ"الصدفة" في الأحداث التي تحصل أو في تزامنها. وهذه "قاعدة" في كل مكان من العالم، وفي لبنان أيضاً وتحديداً.

إثارة التنصت

في 26 آب الماضي، وخلال الجلسة النيابية التشريعية، أثير "فجأة" موضوع التنصت على الهواتف المحمولة. و"فجأة" أيضاً صار هذا الموضوع قيد التداول السياسي والإعلامي. وتم "توجيه" الموضوع من جانب فريق 8 آذار ضد أكثرية 14 آذار. ذلك أن وزير الاتصالات أفاد أنه "علم" في الآونة الأخيرة أن ثمة تنصتاً غير مشروع تقوم به "جهات رسمية"، وأنه طلب من "الشركات" التوقف عن الاستجابة لـ"الجهات الرسمية".. أي ما يكفي للقول إن التنصت قائم على قدم وساق من أيام الحكومة السابقة منذ العام 2005. ...للتغطية على شبكة "حزب الله"

وفي متابعة لهذا الموضوع، لفتت أوساط على قدر كبير من الإطلاع الى أن "توقيت" إثارة موضوع التنصت، سياسي بامتياز. وبحسب معلومات هذه الأوساط، فإن "حزب الله" إستكمل خلال الفترة السابقة ليس فقط بناء شبكة اتصالاته ("سلاح إشارته") وتعميمها، بل وسائل التنصت التي يحتاج إليها أيضاً بحيث بات في وسعه ممارسة التنصت على "أوسع" نطاق.

بكلام آخر، يتبين ان إثارة التنصت الذي تقوم به "جهات رسمية" حسب إدعاء فريق 8 آذار، ما هي إلا "قنبلة دخانية" للتغطية على "إتصالات" الحزب وتنصته.

والمنطقة الأمنية شمال الليطاني

في 27 آب الماضي، إعتدي على الجيش اللبناني في سجد في إقليم التفاح جنوباً. أجبرت طوافة عسكرية على الهبوط بعيد إقلاعها أو منعت من الإقلاع أصلاً، وقٌتل النقيب الطيار سامر حنا واحتُجز معاونه لبعض الوقت وحُقّق معه قبل إطلاقه. وقد قيل الكثير في هذا "الحادث" مواقفَ سياسية وتحليلاً. غير أنه، وفي حدود المعلن فقط، فإن عنصراً من "المقاومة" هو من أطلق النار وجرى تسليمه الى القضاء العسكري. وفي انتظار التحقيق، أراد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في خطابه الرمضاني مساء أول من أمس إقناع اللبنانيين بأن "الحادث" فردي، أي أن "المقاوم المتحمّس" التبست عليه أمور فبادر من تلقاء نفسه الى اطلاق النار.. في رأس الضابط الشهيد، كاشفاً ـ على الطريق ـ ان "حزب الله" لا يجبر أياً من أعضائه على تسليم نفسه وأن تسليمه الى القضاء كان فردياً أيضاً (!)

وفي متابعة لهذا "الملف"، تؤكد أوساط على قدر كبير من الإطلاع ان "حزب الله" الذي كان أقام منذ مدة "منطقة أمنية" محظورة على غيره، في إقليم التفاح شمال الليطاني، إستكمل قبل فترة غير محددة توسيع هذه "المنطقة الأمنية" الى تخوم مدينة صيدا، واتخذ قراراً بحظر الدخول اليها أو المرور فيها أو "الظهور" قربها على أيٍّ كان لا سيما "الدولة" وجيشها، وهو حصّنها ويسيّر دوريات فيها.

إذاً، يتبين ان الإعتداء على الجيش وقتل الضابط الطيار الأسبوع الماضي حصلا تزامناً مع استكمال "منطقة أمنية" لـ"حزب الله" ومع قرار لديه بترجمة كونها خطاً أحمر يُمنع تجاوزه.

توسيع المربعات الأمنية

..والحال أن كل ما سبق يتزامن هو أيضاً مع "خطة" ينفذها "حزب الله" منذ فترة وتقضي بتوسيع "المربعات الأمنية" التابعة له، أي التي يسيطر عليها مباشرة والتي يسيطر عليها بواسطة "حلفاء"، من العاصمة بيروت الى طرابلس والشمال، مروراً بالبقاع وعلى "ضفاف الجبل" وداخل مناطق مسيحية على ما تفيد معلومات الأوساط نفسها.

الهدف الأول: نسف الحوار

وفي ضوء ما تقدم، يتبيّن أن "حزب الله" يمضي في "استراتيجية التنصت والمناطق والمربعات الأمنية"، أي استراتيجية "هبش" ما يسعه من البلد.

بأية أهداف؟ وبأي أفق؟

ممّا لا شك فيه أن ما قيل حتى الآن حول "دولة حزب الله" التي ليس فقط يرفض تفكيكها لصالح الدولة اللبنانية "المركزية" بل يريدها أن تسود على الدولة اللبنانية، صحيح لأنه يلخص مشروع "حزب الله" بالجملة.

بيد أن ثمة أهدافاً يتوخّاها "حزب الله" في المديَين المباشر والمتوسط.

لم يعد من شك في أن "حزب الله" لا يريد حواراً وطنياً، أو بكلام أدقّ لا يريد حواراً جدياً ومنتجاً. وهو لا يكتفي بوضع شروط سياسية بل هو يفرض شروطاً "ميدانية".

مواجهة إسرائيل بالسيطرة على الداخل

على أن اللافت في الاستراتيجية التي يمضي "حزب الله" في إعتمادها، هو أنه "يزاوج" بين ما يمكن القول إصطلاحاً أنه "خطة دفاعية ضد العدو الإسرائيلي" من ناحية و"خطة دفاعية ضد الداخل اللبناني" من ناحية أخرى، وذلك في إطار الاستعداد لمواجهة أي حرب إسرائيلية. اللافت ـ والخطير ـ هنا، هو أن "حزب الله" يُعدّ في حال أي عدوان إسرائيلي للسيطرة على الداخل عسكرياً وأمنياً، أي لـ"استرهان" البلد، خصوصاً أن الحزب يقول إن أي عدوان إسرائيلي مقبل سيتّخذ صيغة اجتياح بري بالدرجة الأولى، انطلاقاً من معطياته ومتابعاته.

التحكّم بالإنتخابات

أما اللافت ـ والخطير ـ الآخر، فهو أن "حزب الله" يبدو ذاهباً الى الإنتخابات النيابية العام المقبل باستراتيجية "المربعات الأمنية"، والتي هي بمثابة "مواقع إرتكاز" في المناطق اللبنانية للتدخّل في سير العملية الانتخابية وتحديد نتائجها. وهكذا تخدم "المربعات الأمنية" خطة التوتير المتواصل في المناطق التي يريد "حزب الله" أن "يكسر" غالبيتها السياسية. ومن هنا، لا مبالغة في القول أن ثمة "كلاً متكاملاً": التحكم بالانتخابات النيابية المقبلة ونتائجها للتحكم بالاستراتيجية الدفاعية للتحكم بالسلطة والتحكم بالدولة.. فلماذا الحوار إذاً؟ "يا حبيبي"! مساء أول من أمس، سمع اللبنانيون السيد حسن نصرالله يقول "يا حبيبي على هكذا حوار" في معرض إتهامه فريقاً من اللبنانيين بـ"الحقد" على "حزب الله" لأن هذا الفريق أعطى قراءته المختلفة لما تعرّض له الجيش في سجد.. وبعد أن اتهم هذا الفريق بالعمل على "سلخ جلده" وأكد أن "الجلد لن يُسلخ والأيام بيننا". ألا يحق للبنانيين أن يقولوا "يا حبيبي" على الحوار وعلى هكذا إستعدادات لمواجهة إسرائيل وعلى هكذا إستعدادات للإنتخابات؟

 

حزب الله" ومبرّرات التفلّت من الحوار

المستقبل - السبت 6 أيلول 2008 - خالد العلي

أجمعت أطراف سياسية متنوعة المشارب الايديولوجية على أن خطاب السيد حسن نصرالله الأخير في إفطار هيئة دعم المقاومة كان الأوضح في تبيان وظيفة سلاح "حزب الله" وذلك عن طريق تجاوز الكلام الديبلوماسي وحتى أوراق التفاهمات التي عقدها أو يزمع عقدها مع هذا الطرف أو ذاك. ففي الوقت الذي يمسك هذا الحزب بسلاحه وحيداً عندما يتناول استراتيجية الدفاع والتحرير يقلل من أهمية أي دور يمكن أن تكون قد لعبته أطراف لبنانية أخرى في مقاومة إسرائيل مستنتجاً عقم إجراء حوار حول تلك الاستراتيجية لأنها تتجاوز لبنان وما تبقى من أراضيه محتلاً.

مصدر سياسي تابع خطاب السيد نصرالله رأى ان هاجس أمين عام "حزب الله" هو السلاح في مواجهة الحوار حول دوره وموقعه، فقد استحضر أوراقا قديمة قدمتها أطراف سياسية في معرض تساؤلها عن سبب مصادرة الحزب لحق مقاومة إسرائيل فدعا هؤلاء إلى خوض غمار المقاومة خاصة وأن الحزب لم يكن خلال السنتين الماضيتين يقاتل عند مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من قرية الغجر.

ويعتبر المصدر ان أحداً لم ينس الدور الذي لعبته المقاومة الوطنية اللبنانية يوم احتلال بيروت والجبل والجنوب من قبل إسرائيل وقد أشار السيد نصرالله في أوقات سابقة إلى هذه المقاومة وقدر دورها ربما في معرض الحديث عن بعض حلفائه الحاليين لكن المقاومة كانت قائمة وفاعلة إلى لحظة الدخول السوري على خط عملياتها وقد يطول الشرح في هذا المجال لكن يضيف المصدر لا يجوز التقليل من أهمية ما كانت عليه المقاومة في تلك المرحلة حتى يبرر الحزب احتكاره الراهن للسلاح وبالتالي فرض صيغ محددة للتعاطي معه تحت عناوين الاستراتيجيات.

ويستغرب المصدر كيف يدعو السيد نصرالله من كان يطالب برفع احتكار المقاومة إلى خوض غمار الحرب ضد إسرائيل خاصة بعد أن أثبتت "حوادث 7 أيار" ان الجميع يملك سلاحاً فردياً ومتوسطاً وحتى ثقيلاً!!، في وقت تتصاعد الدعوات إلى إطلاق حوار حول سلاح الحزب وبالتالي حول استراتيجية دفاعية. ويقول المصدر ان معظم الذين كانوا يطالبون فيما مضى بلعب دور في محاربة إسرائيل انخرطوا أو هم على الطريق في مشروع الدولة وجعلها الأداة والوسيلة لتحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة.. فمحاولة الحزب الهروب من استحقاق الحوار حول سلاحه ووضع سياسات دفاعية عن طريق إثارة قضايا يقول عنها السيد نصرالله نفسه انها أثيرت منذ زمن بعيد، تؤكد ان الحوار الذي نص عليه اتفاق الدوحة لكي يستكمل في بيروت برعاية رئيس الجمهورية والجامعة العربية غير مقبول من "حزب الله" وهو يبحث عن ذرائع للتفلت منه. وقد تحوّلت التحليلات السياسية التي أثارتها حادثة سجد وجريمة استشهاد الطيار سامر حنا إلى ما يشبه النعي المسبق لطاولة الحوار المفتوحة عندما قال السيد نصرالله "عندما يصبح التعاطي مع حادثة المروحية على هذا الشكل ونحن نذهب إلى طاولة الحوار (يا حبيبي ملاّ طاولة حوار) نذهب إليها ببغضاء وأحقاد وتآمر واتهام...".

ويعتبر المصدر ان تذكير السيد نصرالله "بحوادث 7 أيار" للإشارة إلى وجود سلاح مشبوه غير سلاح "حزب الله" أعاد فتح جراح لم تندمل بعد، فعوض الاعتذار من أهالي بيروت والجبل على الغزوة التي تعرّضوا لها فهو يبرر استخدام سلاحه في الداخل لأغراض اجتثاث سلاح لا يحارب إسرائيل وهو يعلم بعدم وجود سلاح يومها في بيروت لأن خيار البيروتيين كان وما يزال الدولة، فيما اضطر آخرون في الجبل للدفاع عن أنفسهم جرياً على عادات قديمة في اقتناء السلاح الفردي.. فهذا السلاح يقول المصدر لن تنجح محاولات وضعه مقابل سلاح "حزب الله" لا نوعاً ولا كمّاً ولا دوراً، وبالتالي لن يخضع إلى سوق المزايدات على طريق التفلت من الحوار حول علاقة الدولة بالتنظيمات المسلحة..

ويتوقف المصدر اخيراً عند تشكيك السيد نصرالله بحقيقة ان الناس تريد الدفاع عن لبنان فهو يدعو إلى التريث في إطلاق الحوار حتى تتبين بعض أوجه تلك الحقيقة، حتى انه لا يتوقف عندها ليبرر استمرار تمسكه بالسلاح فيقول "لا نتخذ من مزارع شبعا حجّة للاحتفاظ بالسلاح فإذا تحرّرت فسيبقى السلاح لأن المقاومة حاجة دفاعية عن لبنان.."، وبالتالي يسقط أي إمكانية لتولي الدولة مسؤولية التحرير والدفاع عن البلد وفق خطط أو سياسات دفاعية نضعهما بالتفاهم مع كل المعنيين.. فالحزب يحدد خياراته ويمضي فيها ويصادر خيارات الناس والدولة.

 

الرئيس التركي يقوم اليوم بزيارة مثيرة للجدل لأرمينيا

السبت 6 سبتمبر -فالح الحمراني - ايلاف

 فالح الحمراني موسكو: يقوم الرئيس التركي عبدالله غول اليوم بزيارة تاريخية لأرمينيا لحضور مبارات فريقي كرة القدم للبلدين في إطار التصفيات على كأس العالم. فهل ستعلب دبلوماسية الرياضة في تنقية الأجواء بين الجارين الخصمين كما لعبت دبلوماسية كرة الطاولة البنغ بونغ عام 1971 دورًا حاسمًا بمد الجسور بين الولايات المتحدة الأميركية والصين وحطمت جدار العزلة الفاصل بين الأميركيين والصينيين منذ صعود الحزب الشيوعي للحكم عام في نهاية الأربعينات.

وكانت الإعدادات للزيارة قد أثارت الكثير من الجدل في أنقرة وفي يريفان بسبب التداعيات والخلفيات السياسية للبلدين. وتطالب  أرمينيا تركيا الإعتراف بإرتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الأرمن في بدايات القرن الماضي وتقديم الإعتذار والتعويضات إليها، الأمر الذي ترفضه انقرة بشدة. وجاءت الزيارة بدعوة من الرئيس الارمني سيرجا سيركسين. وما زالت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وارمينيا مقطوعة والحدود مغلقة منذ 15 عامًا.

وقال بيان للرئاسة التركية إن قرار زيارة غول نابع من الرغبة في خلق مناخ ودي في القوقاز حيث يسود التوتر في ضوء الاحداث باوسيتيا الجنوبية وجورجيا. وجرى التأكيد ايضًا على انه وعلى الرغم من أن المباريات هي فعالية رياضية بحتة، لكنها تنطوي على طابع مهم لخلق الفرص الكبيرة في سبيل حلحلة الأزمة بين البلدين.

مواقف متناقضة

وتباينت المواقف في انقرة من زيارة الرئيس غول ليريفان. واشار انصار الزيارة الى ان رفض دعوة الرئيس الأرمني ستلحق الضرر بسمعة تركيا على الساحة الدولية. ويرى منتقدو زيارة غول ليريفان من احزاب المعارضة التركية، أن من غير الضروري القيام بزيارة دولة ترفض حتى الان الاعتراف بوحدة التراب التركي وتواصل نشر الدعاية حول ممارسة تركيا الابادة ضد الارمن في بداية القرن العشرين وتؤلب العالم ضدها، اضافة الى ان ارمينيا حسب تلك الاحزاب لا تعتزم ايجاد تسوية سلمية لنزاع مع اذربيجان حليفة تركيا حول ناغوري قره باغ ز وتعرب الدوائر التركية عن القلق ايضًا  الموقف السلمي الذي اتخذته اذربيجان من قرار غول زيارة يريفان. وثمة قلق حقيقي من أن يشن القوميون الارمن المتطرفون، من حزب الـ»طاشناق»، حملة على غل وتركيا في أثناء زيارته أريفان، وألا تحقق الزيارة النتائج المرجوة.

واشارت وسائل اعلام تركية الى ان مباحثات غول في يريفان ستتناول ثلاثة مواضيع رئيسة في هذه الزيارة. الاول هو تشكيل لجنة مشتركة لمراجعة التاريخ في صدد الدعاوى الارمنية بوقوع مذابح ايام الدولة العثمانية. والثاني هو الترويج لمنتدى أمن القوقاز والتعاون فيه.  وسيطمئن غل سركيسيان الى ان تركيا لا ترمي الى اقصاء أرمينيا أو عزلها، وأن شأن هذا المنتدى الذي لمحت روسيا لدعمه، قد يساعد على حل قضايا القوقاز جميعها، وتنمية التعاون الاقتصادي بين دوله. والموضوع الثالث على جدول البحث بين غل ونظيره الارميني هو قضية قره باغ. ومن المفترض أن يدعو غل ارمينيا الى الانسحاب من الاقليم الاذربيجاني. إذا كان الحديث في هذه الامور ممكناً فإن سفر غل الى أرمينيا محتمل. ويعقد مراقبون الامال على ان التقارب الأرميني – التركي قد يسهم في  حل قضية قره باغ. وزيارة غول اريفان هي زيارة تاريخية ومهمة قد تبدد الجفاء بين البلدين.

دعوة للاحتجاج

وشجبت رابطة المنتديات التركية الاذربيجانية زيارة عبد الله غول الى يريفان. وقال يوجيل ارتانتاش النائب البرلماني التركي ورئيس رابطة المنتديات التركية الاذربيجانية: "ان زيارة الرئيس غول الى يريفان بعثت الارتياح لدى الارمن لكن هزت العالم التركي الذي يؤيد اذربيجان.". وقال التينتاش "انه يجب على كل مواطن مؤيد لأذربيجان ويعرف الوجه الحقيقي للارمن ان يعارض هذه الزيارة".

كما اشار النائب التركي الى ان عمر جسر الصداقة المؤدي الى الارمن سيكون حتى 24 ابريل يوم "المذبحة" التي وصفها بالمزيفة.وقال "ان الارمن الذين هدفهم الرئيس هو كراهية الاتراك ويطمحون للزحف على الاراضي التركية واحتلوا الاراضي الاذربيجانية وقاموا بتشريد مليون شخص من ديارهم لن يكونوا اصدقاء لنا. لذا فإنني ادعو الجميع الى الاحتجاج على زيارة عبد الله جول الى يريفان". وفي يريفان سينظم القوميون الارمن فعاليات احتجاجية على زيارة غول لبلدهم، ويرفعون شعارات تندد باعمال الابادة التركية لابناء قوميتهم وتطالب انقرة بالاعتراف بتلك المذابح وتقديم التعويضات لاحفاد الضحايا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 آذار

 ابو رامز

بعد 7 أيار (يا اخوان) خرج البعض من جماعة "شكراً سوريا ـ نعم إيران" مزمجراً شامتاً هازجاً هازئاً بأن 14 آذار انتهت وخلصت... ومن تبقى منها عليه أن يعود الى سكة الصواب ممتطياً "تران" العروبة والمقاومة والتوبة عما اقترفت يداه وقدماه وأوداجه من أفعال تآمرية خيانية استتباعية لمصلحة الكونغو برازفيل وزيمبابوي وأنغولا ورأس الرجاء الصالح والاكوادور وجارتها البيرو.

ولأن الدنيا أنعمت على ذلك البعض من جماعة الممانعة والمنع بنعمة الفراغ على طريقة الطبول المسماة استطراداً وتمويهاً ظواهر صوتية، فإن تلك الطبول كانت الاكثر دوياً وصخباً في التحليل والتعليل و"التعليك" الخاص بتوصيف وتحديد مصير قوى الرابع عشر من آذار... "وكل من يتآمر على المقاومة" (المحفوظة الآن بعناية عند الشقيقة ومصالحها، المحفوظة بدورها عند رواد اجتماع دمشق ما غيرو).

... وكأن 14 آذار يا اخوان ليست صنواً للبنان ونتاجاً لأحراره ورواده وأولاده ونسائه وشيوخه وأرزه وشهدائه، أو كأنها واحدة من الدكاكين التي فرّختها ماكينة الشقيقة على مدى ثلاثة عقود وتبخرت بعد انتهاء مفعولها، وتفرّخها الآن ماكينة المشروع الامبراطوري الموهوم بخريطة بحر قزوين ـ البحر الأبيض المتوسط، أو كأنها تفصيل سياسي بسيط لم يطرد جيش الشقيقة ووصايتها ودورها مرة أخيرة وإلى الأبد، أو كأنها ليست وليدة دم رفيق الحريري وروحه النقية التقية الأبية الوضاءة... أو كأن 14 آذار ليست استقلال لبنان إن ذهب ذهبت وإن بقي بقيتـ، أو كأنها ليست حريته وسيادته وشمسه التي ستبقى "تدور في مستقر لها"...

إشتبه الأمر على تلك الظواهر الصوتية يا اخوان وطال ضجيجها فظنت أن البازار الذي فتح في سوق الشقيقة واضعاً أدواتها المحلية على الطاولة وفي ميزان مصالحها، هو ذاته الذي يحدد مصير "الأغيار" ناسية أو متناسية أن 14 آذار باقية طالما ان هناك عَلَماً لبنانياً واحداً مرفوعاً على شرفة بيت واحد من أقصى شمال لبنان الى أقصى جنوبه!

 

نجار: سوريا أعطت الضوء الأخضر لدخول لبنان في المفاوضات مع إسرائيل

وكالات

 أشار وزير العدل ابراهيم نجار الى ان دعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى مفاوضات لبنانية- اسرائيلية هي ضؤ اخضر سوري للذهاب إلى هذه المفاوضات، مؤكّدًا ان حديث الأسد في هذا الاتجاه هو دعوة لحلفائه في لبنان للموافقة على دخوله في المفاوضات، غامزًا أنّه في المفاوضات السورية الإسرائيلية، تعهداً بإقناع الجانب اللبناني بالدخول في المفاوضات مع إسرائيل.

وزير العدل وفي حديث لصوت لبنان، اشار إلى أنّ الأسلوب الذي اعتمده الرئيس الأسد يمس بكرامة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وبكرامة الحكومة اللبنانية كما اعتبر ان هذا الأمر غير مقبول دولياً، مشدّدًا انّ اللبنانيين اليوم في حقبة جديدة من التعامل السوري مع المحيط الشرق الأوسطي والمحيط الاوروبيو وأنّ الرئيس سليمان لا يعمل كاتم أسرار للنظام السوري.

كما قرأ نجّار في كلام الأسد حول طرابلس ما معناه أن سوريا موافقة على أن يُحسم الوضع في الشمال، معرباً عن اعتقاده بأن سوريا خائفة من الارهاب السني في طرابلس، وخائفة من قلب المعادلات السنية الشيعية في لبنان، معتبرًا أنّ كل الدلائل تشير إلى أن عودة سوريا إلى لبنان لا يمكن الرجوع إليها من جديد، وأكبر دليل على ذلك تصريح الرئيس السوري في طلبه من الرئيس اللبناني ان يحسم الجيش اللبناني المسألة في الشمال، وهذا اعتراف واضح وصريح على مقدرة حسم الجيش الوضع دون تدخل سوري"، مشدداً على انه "يجب أن نصدق بأننا نحن من نحكم لبنان ليس غيرنا وليست سوريا.

نجار الذي شدّد انّ على الحكومة اللبنانية نزع السلاح من كل لبنان وحصره بالجيش وحده تساءل إن كان بإمكان الأسد أن يوفّق بين مفاوضاته المباشرة مع إسرائيل ودعمه كما صرّح على قناة المنار منذ يومين في وقت أنّ كل استراتيجيّة حزب الله تقوم على العداء والحرب مع إسرائيل.

أمّا فيما يختصّ الانتخابات المقبلة، أشار نجار الى أن دهذه الحكومة تحضر لانتخابات العام 2009، وننتهز الفرصة لكي نؤسس لمرحلة جديدة في ظل هذه الحكومة الانتقالية، التي لا تتصف بأي مواصفات دستورية تقليدية، بل هي قائمة على قاعدة لا تراعى فيها قاعدة الأكثرية والأقلية، وهي جسر للعبور من عدم التوازن إلى الاتزان، مشيراً الى أن هناك رهان كبيرعلى هذه الانتخابات، فالأكثرية تراهن انها ستكسب الانتخابات والمعارضة تقول الشئ نفسه.

 

 

حزب الله" نصب صواريخ مضادة للطائرات في المناطق السنية بهدف تحويلها إلى أهداف إسرائيلية في أي حرب مقبلة

السياسة

 كشف نائب في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان" النقاب امس عن ان "مناطق الكثافة السنية في بيروت والبقاع الغربي وطرابلس ستكون عرضة للتدمير الواسع في اي حرب اسرائيلية جديدة على لبنان لأن "حزب الله" و"حركة أمل" وحلفاء سورية في تلك المناطق يحاولون تحويلها الى اهداف اسرائيلية اذ أنشأوا فيها وحولها قواعد عسكرية لهم ونصبوا فوق أسطح بعض مبانيها بطاريات صواريخ أرض- جو ضد الطائرات العبرية, متعمدين في ذلك تغطيس الطائفة السنية في الحرب ومساواتها في الدمار مع المناطق الشيعية التي تحملت كل اعباء الحرب الماضية العام 2006 دون ان تتعرض المناطق السنية الى تدمير يذكر".

وقال النائب لـ "السياسة" في باريس ان "مسؤولين اسرائيليين سياسيين وعسكريين أبلغوا عواصم غربية بقلقهم من نشر جماعات "حزب الله" والحرس الثوري الايراني شبكات من صواريخ ارض-جو المضادة للطائرات وصلت اليها حديثاً من سورية وايران فوق أبنية عالية في المناطق التي مازال الحزب والحركة الشيعيان يسيطران عليها في بيروت السنية بهدف تحويلها الى اهداف جوية اسرائيلية اذ يدركان جيداً هذه المرة ان سكان بيروت السنة لن يستقبلوا كما حدث في الحرب الماضية الهاربين الشيعيين الجنوبيين ومن ضواحي العاصمة بعدما اجتاحت مئات العناصر من الحزب والحركة عقر دار السنة فيها في مطلع مايو الماضي وبالتالي فان شمولها بالقصف الاسرائيلي الجوي في الحرب المقبلة لن يهدد هؤلاء الهاربين الشيعة الذين لم تطلهم الحرب الماضية بسبب انتشارهم بين السكان السنة والمسيحيين والدروز الذين ظلوا بمنأى عن تلك الحرب عام 2006".

وقال البرلماني الفرنسي استناداً الى معلومات هؤلاء المسؤولين الاسرائيليين واستخبارات القوات الفرنسية العاملة في لبنان ان حزب الله استحدث قواعد صاروخية ومدفعية لم تكن موجودة له من قبل حول قرى البقاع الغربي ذات الغالبية السنية وحول مجدل عنجر الصغيرة "خزانا سلفياً سنيا" بحيث تتعرض هذه البلدات للدمار الاسرائيلي, كما انه نصب صواريخ مضادة للطائرات في جبل محسن في طرابلس لتعريض سنة طرابلس للقصف, فيما انشأ اربع قواعد صاروخية ومضادة للطائرات في مرتفعات جبلية محاذية لمنطقة الباروك الدرزية وبطاريات اخرى في بعض منحدرات سلسلة الجبال اللبنانية الغربية نحو البقاع حيث الكثافة السكانية المسيحية".

وأعرب البرلمان عن اعتقاده- حسب هذه المعطيات- ان حزب الله "يحاول جر كل مناطق لبنان في اي حرب جديدة مع اسرائيل متذرعاً بالبيان الوزاري الجديد الذي ذكر ان الشعب والجيش والمقاومة سيشكلون "وقود" هذه الحرب وكيلا يقتصر الدمار على المناطق الشيعية من الجنوب مروراً بالمناطق البقاعية الثلاث وصولاً الى ضاحية بيروت الجنوبية وبعض قواعد الحزب الايراني على الساحل الجنوبي حتى صور".

زج كل لبنان في الحرب

وقال النائب الفرنسي ان رئيس حركة امل "رئيس مجلس النواب" نبيه بري كشف عن قصد او غير قصد اهدافه الجديدة مع "حزب الله" لتغطيس كل لبنان وخصوصا بيروت السنية في الحرب المقبلة عندما اعلنها صراحة الأحد الماضي في ذكرى اختفاء الامام موسى الصدر من الجنوب: "ان احداً في طائقة او مذهب او فئة او حزب لا يمكنه احتكار اي بقعة جغرافية في لبنان ولا العاصمة "بيروت" او اي مدينة اخرى وتطويبها وجعلها منزوعة من المواطنين الذين لا ينتمون الى الاكثرية فيها" وهو اعلان واضح بأن البيان الوزاري حول كل لبنان الى دولة مقاومة ستواجه بجميع مواطنيها الاسرائيليين في الحرب المقبلة".

 

الجنرال عون يجدّد عدوانه على الحرية والصحافة

بول شاوول

 من تابع في عام 1989 تعيين ميشال عون نفسه رئيس حكومة "ألّفها" تقسيمية فئوية، وعسكرية، و"حقق" عبرها حربين واحدة ضد السوريين لأن الرئيس الراحل حافظ الأسد رفض "تعيينه" رئيساً للجمهورية، وسميت "حرب التحرير"، وثانية ضد القوات اللبنانية "لتوحيد البندقية" وإلغاء أي حضور سواه على الساحة المسيحية وسميت "حرب الإلغاء".

والكل يذكر أن جنرال الهزائم المبكرة والمتأخرة (ربما من نعومة أظفاره وأضراسه) منع أثناء احتلاله قصر بعبدا، و"تزعيم" نفسه رئيس حكومة برتبة رئيس جمهورية! منع كل الجرائد والمجلات آنئذ التي لم تكن تلقبه "بدولة الرئيس" من الدخول الى المناطق "الشرقية" وفي مقدمة هذه الجرائد "السفير" التي نشرت في الصفحة الأولى آنئذ نسخة طبق الأصل عن رسالة عون الى الرئيس الأسد يقول له فيها "أنا جندي صغير في جيشك الكبير". وشن في تلك المرحلة المشؤومة حرباً على كل منبر إعلامي لا يعترف به رئيساً لحكومة (احتل القصر الجمهوري، يا للمفارقة!)، وسمح (من دون أي صفة رسمية) لكل صحيفة تلقبه بدولة الرئيس! (المهم كلمة الرئيس) بالدخول الى مناطقه الخاصة التي ورثها عن جده وأبيه. ويبدو أن عداءه لكل منبر إعلامي يخالفه الرأي أو ينتقده، تضخّم، مع تنفّخ نوبات الخيبات المتتالية، ومع فجائعه المتعاقبة في عدم تحقيق "حلمه الرئاسي الأبدي"، وازداد توتراً وعصبية وهيجاناً، كتعبير عن نفسية تعاني فوبيا "الحرية"، والديمقراطية والرأي المختلف، كما هي حال جنرالات جمهوريات الموز والخس واللوبياء.

وتتورم هذه الظاهرة عنده، أكثر فأكثر، عندما يستسلم تماماً لإرادة من ارتضى أن يصبح عنده حاجباً أو مجرد موظف أو بوق: أقصد الوصايتين ووكلاءهما داخل البلد وخارجه. ومن ينسى تلك النوبات أمام الصحافيين التي كان ينفجر بها غضباً وإهانة وشتيمة لكل الإعلام الذي ينتقده: فَبِوَجبة واحدة "كال" وفي تصريح واحد، الشتائم (وهو شتّام من نوع فتوّات الأزقة، أو عتاريس الأحياء)، لجريدة النهار و"المستقبل"، وتلفزيون المستقبل و...L.B.C وصوت لبنان، ... جُنّ لسانه إذ لم يبق له سواه من حواس وتلابيب وملكات.

وإذا كان "زغلول الرابية" الذي يغرد بصوت سواه، يهاجم ويرغي ويزبد كل من يسأله سؤالاً أو يعلن على موقف له، أو يستسفر عن تصريح من تصاريحه الهمايونية، فها هو اليوم، وتطويراً لعبقريته "المفذاذة" وذهنيته "المِبزازة" وانسجاماً و"هيامه" بالحرية، يوعز بتحويل صحيفة "لوريان لوجور" العريقة الى النيابة العامة بحجة أن عنوان صفحتها الأولى يوم السبت الماضي حول "اغتيال الضابط سامر حنا عن سابق تصور وتصميم وبيد باردة" قد "استبق التحقيق" وهو عنوان "الفتنة" (آه! يا أبا الفتن وربيبها ولبونها!). إذاً ها هو صاحب "تلفزيون الأورانج" وعصير المانغا والشنكليش يتدخل بإيعاز من حليفه "الإلهي" لمعاقبة الصحيفة أمام القضاء، بعدما تلقت تهديدات من "الفرانكوفوني" ذي النبرة الإيرانية، ومن سواه من "الفرانكو ـ فرس" مطالبين بالاعتذار الرسمي من حزب الله. إذاً من التهديدات بالقوة (بسلاح المقاومة) ضد الصحافة (ونتذكر ردود فعل الحزب الإلهي العنيفة من تكسير سيارات وإحراق دواليب وقطع طرقات بعد برنامج صبياني في L.B.C انتقد ولو بخجل السيد حسن نصرالله، وكان البرنامج نفسه تطاول وبشكل سافر وسخيف على الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووليد جنبلاط والرئيس السنيورة...

إذاً عراقة الحزب الديمقراطية "المسلحة" باحترام حرية التعبير قابلتها عراقة الجنرال "اللسانية" بالتهجم وتحويل "لوريون لاوجور" على النيابة. عراقتان من عيون الحرية، والديمقراطية، وقبول الآخر، وتعدد الآراء! تجلتا في أبهى تعبير لهما عندما عمد أطراف من 8 آذار (بقيادة الآلهة) الى إحراق جريدة "المستقبل"، وتلفزيون "المستقبل"... بتواطؤ "نبيل" من ميشال عون الذي لم يستنكر حتى هذا "العدوان" على المنبرين الذي لم يتجرأ على ارتكابه حتى شارون بحق الصحافة أثناء غزوة بيروت في 1982.

والمضحك أن جنرال العدوان على الحرية، لم يستطع تمالك إحساسه بالمسؤولية الوطنية التي لم تسمح له أن يسكت عن موضوع تحريضي مثل هذا الذي أقدمت عليه "لوريان لوجور" في نشرها خبر استشهاد الضابط الطيار حنا.

واللافت أن عون استخدم عبارتي "إحساس"! (من أين؟) و"مسؤولية" في "اعتدائه" على حرية الصحافة، وهو الذي لم يعرف يوماً لا ما هي المسؤولية، ولا ما هي الوطنية: "سدّ فمه" عن غزو بيروت وما ارتُكب فيها بتواطؤ فضحه "إعلانه النصر" في بيروت ولم يرمش له جفن "كمسؤول" عندما ذبح 13 عسكرياً في مجزرة تشرين. ولم يرف له منخار لذبح عسكره في المعارك مع حلفاء اليوم... عندما كان "في الهريبة كالغزال". فهذا الرجل الذي لم يحقق إنجازاً واحداً ونصراً يتيماً في حياته العسكرية أو المدنية (باستثناء مشاركته في ثورة الأرز التي ارتد عليها وتنكر لها وحارب فكرتها وأهلها وجمهورها)، ها هو كوكيل او كحاجب على باب حزب الله، يبرهن من جديد أنه ترسخ في الخط المعادي للدولة، وضمن المخطط الانقلابي، وإثارة الفتن: حمّال فتن ميشال هللويا! نقّال فتن، يحملونه إياها عندما لا يريدون هم أن يقوموا بها.

من فتن مذهبية (يركز اليوم كما هو مأمور به على الخط المعتدل المتمثل بتيار المستقبل، وكعقاب للطائفة السنية التي رفعت شعار "لبنان أولاً"، وكانت في مقدمة ثورة الاستقلال والسيادة ويتهمها باستجلاب "السلفية" التي استجلبها حلفاؤه الى طرابلس. وأوكل إليه قبلها "مهمة" التهجم على وليد جنبلاط وإثارة مسألة عودة المهجرين الى الجبل، من دون أن يخبرنا لماذا لم يعد مهجرو حارة حريك (مسقط رأسه) الى بيوتهم، ولم يقل لنا لماذا لا تعاد إليهم ممتلكاتهم التي سُبيَتْ منهم، ليُنكَّب بعدها مهمةَ تشويه دور البطريرك (ونتذكر ما ارتكبه محازبوه وأزلامه في الصرح البطريركي وبالبطريرك في التسعينات!)، من دون أن ننسى أيضاً تركيزه على كل جمهور 14 آذار الذي وصفه بعد آخر تظاهرة ضمت مليوناً و300 ألف شخص "بالغنم". الرجل ـ الدجاجة يصف نصف اللبنانيين بالغنم! ومن دون أن ننسى تعرضه لخصمه التاريخي سمير جعجع، ونبشه المقابر الجماعية، واسترجاع صفحات سوداء من تاريخ الحروب عندنا، وقد أغفل عون المجازر الجماعية التي ارتكبها بقصفه العشوائي الملاجئ واليونسكو وبعض المناطق الآهلة بالسكان التي كان يسيطر عليها السوريون أو حلفاؤهم، أثناء "حرب التفرير" أو التحرير المزعومة!

والمشين تعاطيه مع مسألة استشهاد الرئيس الحريري وشهداء 14 آذار الذين اغتالتهم "أيدي الاجرام". واذا كان اليوم عبر "اعتدائه" على "لوريان لوجور" يحاول تغطية اغتيال الضابط الشهيد سامر حنا في سجد (إيران لاند)، فإن تبريره للقتل يضاهي تعرضه للصحيفة الفرانكوفونية عندما وصف الاغتيال بأنه "حادثة" يمكن أن تحدث في كل الحروب: وهل كان هناك حروب في سجد بين إسرائيل وحزب الله فاختلط على هذا الأخير الأمر وأسقط مروحية الجيش اللبناني؟ وهل كانت المروحية في وضعية قتالية على علو قامة (كقامة عون) لكي يكون في الأمر سوء تنسيق! وهل كانت الطوافة على أرض إسرائيلية داخل الخط الأصفر ليظنها "عتاولة" المقاومة في سجد (إيران لاند)، غير معروفة الهوية!

وهذا ليس جديداً على "جنرال التواطؤ": فقد سبق أن وصف اغتيال الشهيد سمير قصير بالحادثة الأمنية، وفسّر اغتيال الشهيد جورج حاوي بأنه ربما خلاف شخصي بينه وبين أناس على قضايا... معينة... فكأن أحد الأدوار الموكولة إليه بعد تبخّر "زعامته" وتلاشي أثره في بنيته المسيحية (إضافة الى الوشاية كما استخدمها مقال جريدة المستقبل الخميس الماضي) وتشويه الحقائق وتحويل الانظار عن القتلة والمجرمين والسفاحين. ومعروف أن أي تضليل للتحقيق متصل بجريمة ما يعتبر مشاركة في الجرم. وعون في استباقه التحقيق واعتدائه على "لوريان لوجور" يندرج عبر محاولته طمس الجريمة، هو في لائحة الاتهام. ونطالب أقارب الضابط الشهيد أن يرفعوا دعوى على هذا المضلل بتهمة إخفاء معلومات أو تحريف الحقائق أو تمويه التحقيق! (ونطالب في هذا المجال برفع الحصانة عن هذا النائب الذي تواطأ أيضاً على دور مجلس النواب والحكومة والدستور).

لكن أطرف ما قاله "زغلول" الروابي الواطئة أنه "كلما قُتل أحد أفراد الجيش، فالكل (تأمل الكل) يعرف أن الدمعة تذرف من عيني". الله! فأي شخصية ميلودرامية هندية هذه! لكن السؤال من أين سيسحب الدمعة: من أي جيب. أو من أي أذن (وهناك من يبكون بآذانهم)، ومن أي زجاج! فكفكفوا أيها اللبنانيون دموع الجنرال التي فاضت على نحره وبطنه ورجليه.. ولكن أتراه ما زال يحتفظ بدموعه المهراقة عندما حوّل الجيش الى ميليشيا وحارب به ميليشيا القوات اللبنانية واستشهد من استشهد كرمى لمرضه الرئاسي. وهل ما زال يحتفظ بدموعه السيالة (من رمل وزجاج) عندما زج الجيش اللبناني بمعركة دونكيشوتية مع القوات السورية لأن اسمه حُذف من لائحة "قبول" المرشحين للرئاسة، فسقط من سقط من عناصر الجيش وضباطه (أكثر من 200 شهيد) لمشاريعه وطموحاته الشخصية.

وها هو اليوم مدرار الدمع (كدموع الخنساء أو جرير) يحكي عن ذرف دموع التماسيح في استشهاد الضابط حنا! وهل نسي جنرال الدموع المعلبة الـ170 عسكرياً الذين سقطوا في مواجهتهم حركة العبسي (وأنت تعرف يا جنرال من هو العبسي: إسأل العبابسة من حلفائك والأوصياء عليك وأولياء نعمتك الحديثة، ومعلقي الدروع على بطنك فعندهم الجواب الشافي) وعندها يمكن أن تسحب ما تشاء من الدموع من جيوبك، أو من جواربك وتمسح بها أنفك...

ولكن ماذا يعني كل ذلك في العمق: الاستمرار في تنفيذ خطة إرهاب الإعلام، وضرب الحريات، والمتجمع المدني، لإلغاء أي تنوع فكري أو إعلامي أو سياسي، خدمة للمشروع الاستبدادي (ألم يرهبوا الاعلام في بيروت أثناء غزوتهم المباركة!)، أي تعطيل آليات المجتمع المدني وأدواته كما هي الحال في الأنظمة الشمولية (النظام الإيراني بحرسه الثوري حتى في عهد الرئيس خاتمي، عطل أكثر من 250 صحيفة ومنشورة وطارد المثقفين وأنصار الإصلاح ونظم حملة إرهابية ضدهم واتهمهم بالعمالة وبالكفر وبالخيانة). وآخر إنجازات نظام الملالي طرد مندوب "العربية" من إيران! فلمَ الاستغراب عندما نجد "الأبناء" البررة في لبنان يمارسون أبشع أنواع الارهاب على الحرية والكلمة والتعبير ومقاومة البنى الشمولية المغلقة والأحادية. تماماً كما كانت الحال أيام الميليشيات، وفي عهود الدكتاتوريات الايديولوجية من أيام ستالين وهتلر وموسوليني وصولاً الى جمهوريات الموز. إذاً عون وحلفاؤه يريدون أن تستمر هذه المناحي القمعية الترويعية للصحافة وللآخر، إخلاصاً لروادهم الأبرار في هذا المجال وآخرهم لا أخيرهم الظواهر الفاشية المتفشية في بلاد إيران والبلاد الأخرى. وما مسألة "لوريان لوجور" إلاّ حلقة سبقتها وستسبقها حلقات أخرى من الترهيب، باعتبار أن هذا الترهيب هو الوجه الإعلامي للترهيب السياسي والعسكري والأمني والانقلابي الذي تنفذه جماعة 8 آذار وفي مقدمها حزب الله، وفي مؤخرة صداها وترجيعها جنرال الأورانج والمانغا والجزر!

لكن هؤلاء الذين جاؤوا في "آخر الزمان" نسوا ان كل الدكتاتوريات التي انتهكت لبنان وبيروت، ومارست طغيانها على الصحافة والإعلام هنا، فشلت في إسقاط هذا الصوت الذي يعبر عن "نجاة" المجتمع المدني من وحشية تلك الأنظمة. كلهم "رحلوا" وبقي الاعلام (على كل علات بعضه لا سيما من يتواطأ ضد نفسه بالسكوت عن ضرب حرية التعبير). كلهم افرنقعوا عن لبنان وبقي الهامش الحي الذي لم نعد نجده في أي مكان آخر من الجوار الأقرب والأبعد!

ونظن أن هذا المنحى الاستبدادي والقمعي في محاولة تعطيل الصحافة، (وهو جزء من تعطيل الدولة، والجيش والمؤسسات، كحماة لهذه الصحافة، ولحرية التعبير) سيستمر وسيتصاعد كلما شعر بتوع 8 آذار وعلى رأسهم حزب الله وفي مؤخرتهم المرنانة ميشال هللويا، بالعزلة الشعبية، وبالرضوخ لإرادة الخارج، والحاجة الى إسكات كل ما من شأنه أن يفضح مخططاتهم الانقلابية، وممارساتهم الفاشية الغستابوية على أكثرية الشعب اللبناني: فالأقلية التي تريد اغتصاب السلطة وتدمير الدولة، والكيان، هل توفر الصحافة أو أي صحافي (تهدده) أو الاعلام أو الأحزاب؟

إن هؤلاء "صُنعوا" وفُبْركوا في أقبية المخابرات لمثل هذه الأدوار، فهل من استغراب أو من اندهاش!

وفي النهاية، نوجه تحية الى "لوريان لوجور" العريقة، التي كان لها دور كبير في صناعة المجتمع، وفي حماية الحرية في أقصى الظروف، لها منّا التحية، والتضامن، ولهؤلاء، منّا، الإدانة، والاستنكار الى أبعد من الإدانة والاستنكار.

فالفاشية عبرت... وسيعبر أبناؤها وورثتها البررة عندنا!

بول شاوول