المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 9 ايلول/2008

إنجيل القدّيس لوقا .21-16:8

ما من أَحدٍ يُوقِدُ سِراجاً ويَحجُبُه بِوِعاءٍ أَو يَضَعُه تَحتَ سَرير، بل يَضَعُه على مَنارة َلِيَستَضيءَ به الدَّاخِلون. فما مِن خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظهَر، ولا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَمُ ويُعلَن. فتَنَبَّهوا كَيفَ تَسمَعون! لِأَنَّ مَن كانَ لَه شَيءٌ، يُعطى، ومَن لَيسَ لَه شَيءٌ، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي يَظُنُّه له». وجاءت إِلَيهِ أُمُّه وإِخوَتُه، فلَم يَستَطيعوا الوُصُولَ إِلَيه لِكَثَرَةِ الزِّحام. فقيلَ له: «إِنَّ أُمَّكَ وإخوتَكَ واقِفونَ في خارِجِ الدَّارِ يُريدونَ أَن يَروكَ». فأَجابَهم: «إِنَّ أُمِّي وإخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعملونَ بِها».

 

إسحق النجمة (؟-حوالى 1171)، راهب سيستِرسياني

العظة 51/"ثمّ أجالَ طرفه في الجالسين حولَه وقالَ: هؤلاء هم أمّي وإخوتي"

إنّ مريم العذراء تحتلّ بحقّ المرتبة الأولى بين الأبرار، هي التي ولدَتْ البارّ الأوّل بينهم جميعًا. فيسوع المسيح هو في الواقع "بكر لإخوة كثيرين" (روم8: 29)... ولذا، نجد في الكتابات المقدّسة الموحى بها من الله، أنّ كلّ ما قيلَ عمومًا عن هذه العذراء الأمّ التي هي الكنيسة، ينطبق بشكل خاصّ على مريم العذراء؛ وكلّ ما قيلَ خصوصًا عن العذراء الأمّ التي هي مريم، يُفهَم بشكل عامّ عن الكنيسة العذراء الأمّ. حين يتحدّث نصّ عن الواحدة أو عن الأخرى، يمكن تطبيقه على الواحدة أو على الأخرى بدون أيّ تمييز تقريبًا. وكلّ نفس مؤمنة هي أيضًا على طريقتها عروس الكلمة، وأمّ يسوع المسيح، وابنته وأخته، وهي في الوقت عينه عذراء وخصبة. كما أنّ حكمة الله، كلمة الآب، تعبّر في الوقت عينه عن الكنيسة بالمعنى الشامل، وعن العذراء مريم بالمعنى المميّز، وعن كلّ نفس مؤمنة بشكل خاصّ... قالَ الكتاب المقدّس: "تأصَّلتُ في نصيب ميراث الربّ" (سي24: 12). وميراث الربّ بالمعنى الشامل هو الكنيسة، وبالمعنى المميّز هو مريم العذراء، كما هو نفس كلّ مؤمن بشكل خاص. لقد بقَي يسوع المسيح تسعة أشهر في أحشاء مريم العذراء، وسيبقى في قلب الكنيسة إلى انتهاء العالم، وفي معرفة ومحبّة نفس كلّ مؤمن إلى أبد الآبدين.

 

القوات الجوية الإيرانية تختبر أسلحة جديدة 

تل أبيب: طهران حجمت نصر الله وفرضت سيطرتها على "حزب الله" 

  طهران- تل أبيب- وكالات: ذكر مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الإسرائيلية, امس, أن إيران أحكمت قبضتها أخيرا على "حزب الله" وأحدثت بعض التغييرات الهيكلية بداخله, بحيث ان الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله لم يعد يتمتع بدور القائد الوحيد للجناح العسكري.

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن المسؤولين, توضيحهم ان إيران قررت في أعقاب حرب لبنان الثانية أن تزيد من تدخلاتها في عملية صنع القرار في داخل "حزب الله", وبالفعل أدخلت عددا من التغييرات في هيئة التنظيم, وهو ما ترك نصر الله أمام خيار واحد المتمثل بضرورة الرجوع الى طهران لأخذ الإذن قبل تنفيذ بعض العمليات. وقال ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي "هناك قيادة إيرانية الآن لحزب الله, وهذا لا يعني أن نصر الله تحول لدمية لكن يعني أنه عندما يخرج رأسه من مخبأه فإنه سيرى أحد المسؤولين الإيرانيين واقفاً أمامه".

واشار الضابط الى ان "دور إيران في الإشراف على "حزب الله" تنامى بشكل كبير في أعقاب حرب ,2006 ومع هذا فنصر الله ما زال في وضعية اتخاذ القرار, لكن نفوذ إيران قد تزايد بشكل مثير". ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن صحيفة معارضة سورية كشفت في عددها الصادر اول من أمس, أن وفداً رفيع المستوى من الحرس الثوري الإيراني قد زار بيروت الأسبوع الماضي, من أجل تنسيق عمليات تكامل بعض أقسام "حزب الله" بقوة "القدس" التابعة للحرس والمنوطة بأنشطة إيران الإرهابية في العراق ولبنان وأماكن أخرى. ونقلت الصحيفة عن "حزب الإصلاح" السوري, أن أجزاء من بنية العمليات الخاصة ب¯"حزب الله" ستكون الآن تحت قيادة قائد قوات "القدس" العميد فاراماز غاسم سليماني, الذي كانت الولايات المتحدة أدرجته في قائمة الإرهابيين بعد أن صنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية العام الماضي.

وذكرت الصحيفة أن تلك الخطوة جاءت من جانب طهران كمحاولة لتوجيه قواتها العسكرية في حالة نشوب صراع داخل منطقة الشرق الأوسط, وإذا ما تعرضت إيران للهجوم من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة, فسيكون بإمكانها وقتها إعطاء التعليمات ل¯"حزب الله" للانتقام والرد نيابة عنها.

من جانب آخر, أكدت طهران أن المناورات الضخمة التي بدأت امس, بمشاركة وحدات من الجيش والحرس الثوري لمدة ثلاثة أيام متتالية, ستشهد قيام قوات الدفاع الجوي باختبار "أسلحة جديدة", في إطار اختبار "القدرة الدفاعية للمضادات الجوية وعرض الانجازات المتطورة والقدرة التسليحية التي أنجزها الخبراء".

وذكرت تقارير إيرانية رسمية ان الهدف من هذه المناورات, التي تأتي وسط استمرار حالة الاحتقان في المنطقة على خلفية ملف إيران النووي, هو "إظهار القدرة الوطنية والتطور والإبداع الإيراني في المجالات المختلفة, والاستعداد للدفاع القوي عن الأجواء الإيرانية". ويأتي الإعلان عن هذه المناورات بعد أسبوعين تقريباً من كشف طهران عن تطوير مقاتلات عسكرية تحلق لمسافة 3 آلاف كيلومتر, من دون الحاجة للتزود بالوقود.

 

توقيع وثيقة المصالحة الطرابلسية في دارة المفتي الشعار في المدينة

وكالات/تم توقيع وثيقة المصالحة في طرابلس في منزل مفتي الشمال وطرابلس الشيخ مالك الشعار. وقد وقع الوثيقة كل من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي، رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري، المفتي مالك الشعار، ممثل عن رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي، الوزير محمد الصفدي، النائب سمير الجسر، النائب أحمد فتفت، وعن العلويين علي عيد ونجله رفعت، كما وقع على الوثيقة عدد من فعاليات طرابلس والشمال. وفي الختام دعا المفتي الشعار الى تلاوة سورة الفاتحة على نية المصالحة التي شهدتها منطقة الشمال اليوم.

وكان الرئيس السنيورة قد القى كلمة تمهيدا لاعلان المصالحة في طرابلس. وحظيت هذه الوثيقة بترحيب شامل من الاطراف السياسية اللبنانية بعد لقاء الحريري مع الزعيم العلوي النائب السابق علي عيد ونجله رفعت ليل السبت في دارة المفتي مالك الشعار أو عبر زيارة الحريري بقاعصفرين ولقائه الرئيس عمر كرامي مساء الاحد. وتطرق الحريري في لقائه مع الرئيس كرامي الى الوضع الامني في طرابلس وكيفية معالجته، كما تم الاتفاق على ابقاء التواصل بين الطرفين.

واعتبر الرئيس كرامي ان ما جرى في طرابلس هو نتيجة للاهمال المتمادي على المستويين التنموي والانمائي وانه يجب ان تولى هذه القضية أولوية مطلقة لان ايجاد مشاريع في المدينة يؤدي الى انفراجات من شأنها تخفيف الفقر والاحتقان. وكان المفتي الشعار زار الرئيس كرامي قبل لقاءه بالحريري عارضا عليه مذكرة التفاهم وذكر ان كرامي وافق على المذكرة، وابدى تحفظا شكليا على مكان المصالحة وبرعاية من ستكون. وتتألف مذكرة التفاهم من 8 نقاط ابرزها تثبيت السلم الاهلي، ورفع جميع المظاهر المسلحة، وتوكيل مهمة الامن الى الجيش اللبناني والقوى الامنية، وعودة النازحين والتعويض عليهم. وعلمت "النهار" ان جميع الاطراف قد وافقوا على نص الوثيقة. وقد صدرت مواقف مؤيدة لهذه المصالحة من قبل كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لجزب الله السيد حسن نصرالله. الى ذلك، لم تستبعد مصادر صحيفة الحياة ان يؤدي إنجاح المصالحة الطرابلسية الى مزيد من الانفراج في ظل ما تردد من أن تنقية الأجواء بين تيار المستقبل والحزب السوري القومي الاجتماعي وستكون الخطوة اللاحقة التي تحتاج الى مزيد من التحضير لوضع حد للتأزم الناجم عن الحوادث الأمنية التي حصلت في الشمال، عقب احداث بيروت في 7 أيار الماضي. وكانت الجهود لاتمام المصالحة الشاملة انطلقت مع اليوم الطرابلسي الذي رعاه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الكبير بمشاركة الفاعليات الطرابلسية وبحضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار وبدعم مباشر من النائب سعد الحريري الذي وضع فور انتقاله الى طرابلس مشروع المصالحة على نار حامية من خلال تواصله المباشر مع جميع القيادات.

وسينتقل الحدث الشمالي الثلاثاء الى طاولة مجلس الوزراء حيث يتولى السنيورة عرض معطياته، وسيحضر كذلك في الافطار الذي يقيمه رئيس الجمهورية وهو افطار تقليدي سنوي والاول في عهد الرئيس ميشال سليمان الذي سيلقي كلمة في حضور مرجعيات سياسية وروحية بينها المفتي الشعار ورؤساء الوزراء السابقون وخصوصاً الرئيسيان عمر كرامي ونجيب ميقاتي وهما من اطراف المصالحة.

ولقي 22 شخصا على الاقل حتفهم في طرابلس منذ حزيران في قتال طائفي بين السنة والعلويين، كما وقع انفجار في آب الفائت أسفر عن سقوط 15 قتيلا بينهم عشرة جنود.

 

يزور بيروت الشهر المقبل لتقديم اسلحـة للجيش "مثيرة للاعجاب"

هيل لـ "الرأي": على الجميع التنبه الى المخاطر المحدقة بطرابلس

نحد من التعاطي مع سوريا حتى نرى سياسة تظهر تغييراً حقيقياً

المركزية - أعلن نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد هيل "انه سيزور بيروت الشهر المقبل لاستئناف المرحلة الثانية من "الشراكة العسكرية" بين بلاده ولبنان ولتقديم تشكيلة جديدة من الاسلحة الى الجيش ستكون مثيرة للاعجاب". ورأى انه على الجميع التنبه جيدا الى المخاطر المحدقة بطرابلس واخذ خطوة الى الوراء لإيجاد حل سياسي للمشكلات هناك لا السعي الى تغيير الامور من خلال استعمال القوة.

كلام هيل جاء في حديث تنشره صحيفة "الرأي" الكويتية غدا رد فيه على مواقف الرئيس بشار الاسد التي اعتبر فيها ان لبنان لن يبقى مستقرا مع وجود التطرف في الشمال فقال: "ان الامر يعود الى الحكومة اللبنانية والشعب لإيجاد الحل المناسب للمشكلات في طرابلس"، لافتا الى جهود مهمة جدا ومرحب بها في هذا الاتجاه كزيارة الرئيس فؤاد السنيورة المرتقبة الى طرابلس.

وشدد على "ان لا معلومات لديه عن امكان وجود عناصر من "تنظيم القاعدة" في الشمال"، ولكنه قال انه يفترض ان لهؤلاء وجود في المناطق اللبنانية الخارجة عن سيطرة الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، من دون ان يسمي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وقال: "ما نعمل عليه بطرق ملموسة، هو المساعدة في بناء الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي لتعيدا تأكيد سلطة الدولة ومشيئة الشعب اللبناني من خلال مسؤوليهم المنتخبين وأجهزتهم الامنية للوقاية من هذا الاستغلال (في المناطق الخارجة على القانون)".

ولم ينفِ التقارير التي افادت ان بلاده تنوي تقديم مروحيات مقاتلة من نوع "كوبرا" للجيش اللبناني، ولكنه قال انه ليس في موقع يسمح له بالتحدث علنا عن هذا الموضوع. وأوضح ان اميركا تقوم بتدريب ضباط الجيش اللبناني وتأمل في ان يشمل التدريب كل العسكريين في المستقبل القريب.

وعما قيل عن نصيحة قدمها اليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان اثناء اللقاء بينهما في بيروت بلزوم انفتاح واشنطن على سوريا على غرار ما تفعل باريس، قال: "للولايات المتحدة هدف مشترك مع فرنسا في لبنان. وأعتقد اننا نريد ان نرى لبنان مستقلا وسيدا ونريد السلام والاستقرار والبحبوحة للشعب اللبناني ولشعوب المنطقة. ولكن مقاربتنا لموضوع سوريا تقضي بالاستمرار بالحد من تعاطينا مع الحكومة السورية الى ان نرى سياسة سورية ذات صدقية وملموسة تظهر تغييرا حقيقيا في نواحٍ نعترض فيها على السياسة السورية مثل تدخلهم في لبنان، واستمرارهم في تهريب السلاح الى حزب الله، وتدفق المقاتلين الاجانب الى العراق، ودعمهم لمجموعات ارهابية مثل "حماس"، وسجل حقوق الانسان داخل سوريا. وفي كل هذه الامور لم نرَ اي تغيير من جانب الحكومة السورية". وشدد على ان لا نية ولا امكان لعقد صفقات سياسية من اجل التخفيف من تأثير المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري او جعلها تختفي وقال: "من المهم في هذه المرحلة استمرار التحقيق بطريقة محترفة من دون تدخلات سياسية". ورأى ضرورة ان يشمل اعلان سوريا نيتها اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان ليس فقط تبادل السفارات انما ترسيم كل الحدود بما فيها مزارع شبعا واقامة علاقة مبنية على احترام متبادل حقيقي وهذا لم نره يحصل حتى الآن. واعتبر ان الانتخابات النيابية المقبلة ستكون لحظة للشعب اللبناني يختار من يريد لقيادة البلاد وفي اي اتجاه تسير في المستقبل مؤكدا حرص المجتمع الدولي على تقديم دعمه للتأكد من ان تكون الانتخابات حرة وعادلة من دون اي تدخل خارجي.

 

مكتبه اوضح ان مطلق النار فــــي بخعون سلم الى القوى الامنية

فتفت: على السيد نصرالله الاعتراف بخطأ بيروت وضمان عدم تكراره

المركزية - شدد عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب احمد فتفت على ضرورة ان يعترف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالخطأ الذي حصل في بيروت، وقال: "ليس المهم الاعتذار فقط بل الضمانة من ان هذا الموضوع لن يتكرر". واشار في حديث اذاعي الى "رغبة الاطراف الطرابلسية بالمصالحة"، متحدثا عن "أياد تخطط من خارج المدينة وربما من خارج الحدود لاستغلال الوضع الذي كان قائما في عاصمة الشمال واعتماده لنشر الفوضى في كل أنحاء لبنان". وأكد ان "المطلوب هو مصالحة في كل بيروت وليس في منطقة الطريق الجديدة".

وعن امكان عقد لقاء بين النائب سعد الحريري والامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، قال: "ان لهكذا لقاء مقدمات وأسسا والتزامات وتوضيحات لما حصل واعترافات بالأخطاء السابقة، لكن هناك امكان لعقد لقاء وشيك بين الرجلين ولكن الامر مرتبط بمدى ايجابية الطرف الآخر".

واعتبر ان ما هو مطلوب من السيد نصرالله ليصبح اللقاء ممكنا، "الاعتراف بأن هناك خطأ ما حصل في بيروت وان هذا الامر لن يتجدد. ليس المهم فقط الاعتذار عما حصل بل المهم الضمانة من ان هذا الموضوع لن يتكرر"، مذكرا "بكلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي قال ان ما جرى كان طبيعيا وانه كان يجب ان تتم الامور بهذا الشكل". من جهة اخرى، رد المكتب الاعلامي للنائب فتفت على تصاريح اعلامية عن اشكال بخعون وقال في بيان اليوم: "توضيحا لبعض الاضاليل التي نشرت في تصاريح إعلامية" الى ان "ما جرى أمس على الصعيد الامني في منطقة بخعون - الضنية كان نتيجة لتعرض متظاهرين معروفي الولاء سياسيا لسيارة معزولة والهجوم عليها، ما أدى الى تبادل لاطلاق النار ووقوع عدد من الضحايا المدنيين".

وأوضح أن "النائب فتفت ألغى على أثر الحادث كلمته في الافطار الذي دعى اليه جميع فاعليات الضنية، واكتفى باستنكار الحادث معتبرا أن ما حصل من قطع للطرق وإطلاق للنار واستعمال السلاح كوسيلة سياسية ليس من شيم أهل المنطقة، وقد سلم العنصر من مرافقيه الذي شارك في تبادل اطلاق النار الى القوى الامنية حتى قبل ان يطلبه القضاء وأكد ثقته الكاملة بالقضاء الذي يتابع التحقيق لجلاء كامل تفاصيل هذا الحادث المؤسف وتوقيف جميع مطلقي النار".

وأشار البيان الى ان "ما ذكر في بعض التصاريح الاعلامية عن أن المدعو معتز هوشر شارك في الحادث هو محض افتراء يثبته مئات من الشهود الذين شاهدوا الشخص المذكور في مكان الافطار في اثناء وقوع الحادث"، واستغرب ان "تحصل محاولة التشويش هذه في وقت كان الاطراف السياسيين كافة في الضنية من دون استثناء مدعوين إلى المشاركة في الافطار، والحمد لله ان هذا الحادث لم ينجح في افشال لقاء الشيخ سعد الحريري مع ابناء منطقة المنية - الضنية ولا في اتصالاته السياسية ولم يتمكن من عرقلة مسيرة المصالحة في الشمال".

 

 أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 8 ايلول 2008

البلد

قالت مصادر امنية ان الاسبوعين الماضيين شهدا ما يقارب 35 مشكلة فردية بين انصار تنظيمين متحالفين في الاقلية النيابية، وتم في بعضها قيام احد الفريقين بمداهمات لبيوت انصار الفريق الحليف.

تزداد الشكوى من قبل مواطنين بسبب ظاهرة التعدي على الشبكة الكهربائية من قبل بعض المواطنين وبعض المتاجرين ببيع الكهرباء للمواطنين وغيرهم.

وزير قريب من الاكثرية يحظى باشادة وتأييد على الجهود التي يبذلها في معالجة ملف عالق في مجلس الوزراء منذ سنوات طويلة دون حل ويسبب استمراره خسائر من دون طائل للدولة.

الشرق

سياسي بارز فرض حظرا مشددا على اخبار زواره واتصالاته وابلغ مقربين انه لن يقبل بأية تسريبة في حال صدرت عنهم!

شخصية روحية نفت بشكل مطلق ما تردد عن استمرار مساعيها لرأب الصدع القائم بين سياسيين من طائفتها!

مساعدات انسانية رمضانية وصلت بشكل مموه الى سياسي شمالي من الطائفة المسيحية؟!

النهار

توقفت جهات سياسية عند حملة العماد ميشال عون على بعض وسائل الاعلام وآخرها "لوريان - لوجور" مذكّرة بيوم استدعائه عددا من الصحافيين الى القصر الجمهوري وطلبه اليهم عدم اعطاء لقب "فخامة الرئيس" الى الرئيس الياس الهراوي بعد انتخابه، والا فتح الباب امام امتيازات لصحف جديدة.

تساءل مرجع ديني اسلامي هل ان "السلفيين" وحدهم المتطرفون كي يتولى الجيش ضربهم؟

قال نائب في قوى 14 آذار ان عودة سوريا الى التدخل في شؤون لبنان والتخوف من سلاح "حزب الله" او التخويف به يشكلان خدمة انتخابية لمرشحي هذه القوى.

السفير

ذكرت دبلوماسية أجنبية أنها ستعلن خلال زيارتها لأحد الوزراء ومسؤول غير مدني عن موقف بلادها والرقم الذي وضعته للمساعدات.

جرت اتصالات مكثفة لإتمام مصالحة بين مرجعين كبيرين قبل إقامة مناسبة رمضانية قريباً.

أقامت ثلاثة أحزاب في الموالاة مراكز أبحاث ودراسات في بيروت ضمت عدداً من الضباط المتقاعدين من أجل إعداد دراسة حول السياسة الدفاعية لعرضها في الحوار.

فوجئ أحد الوزراء خلال وجوده في الخارج بأن وعود إحدى الدول العربية للبنان لم تترجم عملياً بعد.

المستقبل

 تردد أن مرجعاً حكومياً سابقاً رفض الاقتداء بمرجع حكومي سابق في زيارتين عربية وإقليمية قام بهما الأخير قبل فترة.

تحرص أوساط "حزب الله" على تعميم "أجواء" طيبة عن علاقته بنظام حاكم في دولة مجاورة، بالرغم من مواقف هذا النظام في "مسألة كبرى".

 تؤكد مصادر متابعة أن مرجعاً رسمياً سيختار الطريقة المناسبة والتوقيت المناسب ل "توضيح" مواقفه وأخرى نُسبت إليه.

اللواء

تمر علاقات رئيس كتلة نيابية مع بعض نوابه بـ <مرحلة حرجة> بسبب تبدلات محتملة في التحالفات الانتخابية، وفي تركيب بعض اللوائح في مناطق نفوذه!

عاد البحث في التشكيلات القضائية إلى المرجع الأول بسبب معارضة أكثر من طرف سياسي للمناقلات، والإجحاف اللاحق بقضاة العاصمة بيروت!·

يدور نقاش خلافي بين قياديي تيار سياسي حول <الموقف المتسرّع> الذي اتخذه رئيس التيار من حادثة حسّاسة لها علاقة بمؤسسة غير مدنية!·

 

البطريرك صفيراستقبل وفدا من فاعليات كسروان الاقتصادية وشخصيات وقدم الى رجل الاعمال المغترب جايمس واكيم الميدالية البطريركية

وطنية - الديمان - 8/9/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، النائب السابق فريد هيكل الخازن يرافقه وفد من فاعليات كسروان الاقتصادية والنقابية.

وقال الخازن بعد اللقاء: "جئنا لأخذ بركة البطريرك وتناول البحث ما تعانيه منطقة كسروان لناحية الخدمات على كل الاصعدة والحرمان الذي لا يمكن القبول به بعد الآن. ونسأل الحكومة عن الانماء المتوازن فهناك قضايا عالقة منذ خمسين عاما كمعمل الزوق الحراري الذي يسمم الناس والمرفق السياحي لا يزال معطلا ونأمل ان يفتح ابوابه قريبا. ومنطقة كسروان هي اكثر المناطق التي تدفع ضرائب للدولة وهي الاقل التي تتلقى خدمات من الدولة.

هذا الوضع لم يعد يحتمل. ونحن نعد لخطة تحرك الى جانب الهيئات الاقتصادية والنقابية في كسروان لايصال صرختنا الى المعنيين. واذا كانت الدولة لا تريد ان تقدم خدمات الى كسروان فلتجب الضرائب من اماكن اخرى. سنعمل على خطة للتحرك في وقت لاحق".

وعن الخلاف في بلدية جونيه، قال: "الاشكال في بلدية جونيه هو خلاف شخصي مع رئيس البلدية. وقد توصلنا الى احد الحلول التي سنعلنها لاحقا. وما دام هناك 1 في المئة لايجاد حل يرضي المجلس البلدي في جونيه ويرضي كرامة الجميع، فسنعمل على هذا الحل. ونحن ضد تطيير المجلس البلدي في جونيه لانها عاصمة المسيحيين والموارنة".

واستقبل البطريرك صفير وفدا من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" في الشمال واللجنة الاهلية لاعادة الاعمار ولجنة تجار نهر البارد. وقد عرض الوفد "الحالة المأسوية التي يعيشها أبناء مخيم نهر البارد في ظل استمرار النزوح لاكثر من ثلثي ابنائه ومعاناة العائدين الى منازله المدمرة والمتضررة وفي اماكن الايواء الموقت التي لا تصلح لحياة آدمية في الجزء الجديد من المخيم".

وسلم الوفد البطريرك الماروني مذكرة من نازحي البارد عن معاناتهم.

وفي نهاية اللقاء، تلا عضو اللجنة المركزية للجبهة وامين سرها في الشمال ابو لؤى اركان بيانا جاء فيه: "تشرفنا بلقاء غبطة البطريرك حيث تناول البحث ملف مخيم نهر البارد المدمر بعد مرور اكثر من عام واربعة شهور على مأساة ابناء المخيم وعام كامل على انهاء المعارك وما رافق ذلك من حالة احتقان شعبي وهواجس مشروعة". واكد "ضرورة انهاء هذا الجرح الفلسطيني النازف بالشروع الفوري في اعادة اعمار المخيم وعودة نازحيه والتعويض التجار والعائلات الذين خسروا جنى ستين عاما من عمر نكبتهم".

وطالب "فخامة رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة بالتدخل العاجل من اجل انهاء معاناة ابناء البارد انسجاما مع خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة، عبر استملاك اراضي المخيم القديم ووضعها في تصرف الاونروا من اجل الشروع الفوري في اعادة الاعمار، الى جانب اعادة اعمار وترميم للمنازل المدمرة والمتضررة في الجزء الجديد منه لان في ذلك دعما لنضال اللاجئين في لبنان من اجل العودة الى ديارهم وممتلكاتهم تطبيقا للقرار الدولي 194 نقيضا لكل مشاريع التوطين والتهجير المرفوضة فلسطينيا". ووجه "نداء باسم نازحي نهر البارد الى دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وقطر والامارات والكويت للمساهمة في اعادة اعمار المخيم لتنفيذ تعهداتها في مؤتمر فيينا انها ستساهم في نصف المبالغ المطلوبة لاعادة اعمار نهر البارد".

ودعا "قيادة الجيش وقائده العماد جان قهوجي الذي تعاطى بانسانية مع ابناء المخيم اثناء توليه قيادة اللواء الثاني الى اتخاذ الاجراءات التي تسمح بحرية الحركة لابناء المخيم بما في ذلك الغاء نظام التصاريح نظرا الى تداعياته السلبية على التواصل الاجتماعي بين العائلات الفلسطينية داخل المخيم وخارجه. وبما يمكن الاخوة اللبنانيين من الدخول الى المخيم نظرا الى العلاقات الاخوية والنسب المتبادل التي تربط الشعبين الشقيقين ولاعادة الاعتبار الى المكانة التجارية للمخيم بالنسبة الى ابنائه والجوار اللبناني، اضافة الى تخفيف الاجراءات المفروضة على الحواجز".

وانتقد "اداء الاونروا لغياب خطة الطوارىء الحقيقية لاغاثة ابناء البارد المنكوب لان ما قدم، على اهميته، لا ينسجم مع حاجات النازحين ولا يلبي متطلبات العائدين الى بيوتهم في الجزء الجديد من المخيم".

واستقبل البطريرك صفير رئيس "البنك العربي" في اوستراليا المغترب جايمس واكيم الذي نال جائزة "أفضل رجل اعمال للعام 2008 في أوستراليا" خلال احتفال رسمي اقيم في مناسبة منح هذه الجائزة للمرة الاولى خارج انكلترا. وقد منح البطريرك صفير واكيم الميدالية البطريركية وشهادة العضوية الفخرية في رابطة قنوبين للرسالة والتراث المسؤولة عن ادارة حديقة البطاركة.

وشكر واكيم للبطريرك الماروني لفتته الابوية، وقال بعد اللقاء: "من الطبيعي ان اهدي الجائزة التي نلتها الى وطني الاول لبنان والى كنيستي المارونية برئاسة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. اما هذه الجائزة فتؤكد، مرة جديدة، تفوق الطاقات اللبنانية المنتشرة تحت كل سماء، وتضاعف مسؤولية الدولة اللبنانية في توظيف هذه الطاقات في خدمة الوطن الام. ونحن نأمل ان تنجح وتتحقق الافكار التي طرحها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في خطاب القسم عن حقوق المغتربين ودورهم في المشاركة الفاعلة في ادارة الشأن الوطني اللبناني".

يشار الى ان واكيم يتحدر من بلدة بقاعكفرا في شمال لبنان وهو على تواصل وثيق مع مختلف الهيئات والافراد الناشطين للعناية بشؤون التراث الروحي والوطني وبتصنيف الوادي المقدس في لائحة التراث العالمي، ويقيم يومين على التوالي في وادي قنوبين مرات عدة في السنة.

والتقى البطريرك الماروني مستشار الامم المتحدة للبيئة مازن عبود الذي قال:

"لقد أبلغت غبطة البطريرك عن المجزرة التي حصلت في غابة الارز في منطقة نيحا- حردين (التابعة لأرز تنورين) بحيث تم قطع نحو مئة شجرة ارز وتعتبر من المجازر البيئية. وقديما وتاريخيا كان كل شخص يقطع شجرة ارز يقع عليه الحرم الكبير، وهذه الارزات التي قطعت تقع في املاك البطريركية المارونية. الاعتداء على الارز بهذا الشكل هو تعد كبير وجديد. ونحن نعرف اليوم ان النيابة العامة في الشمال قد تحركت وان الاجهزة القضائية تحركت على هذا الصعيد أيضا".

 

الرئيس سليمان تابع هاتفيا تطورات خطوات المصالحة في الشمال واستقبل الرئيس الحسيني والوزير تقلا ووزير داخلية البحرين

وطنية- 8/9/2008 (سياسة) تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم تطورات خطوات المصالحة في الشمال عبر اتصالات أجريت بينه وبين جميع الافرقاء في سبيل ترسيخ هذه الخطوات وتثبيت الامن والاستقرار.

الرئيس الحسيني

واستقبل الرئيس سليمان في قصر بعبدا قبل الظهر الرئيس حسين الحسيني وعرض معه للاوضاع الراهنة وسلسلة قضايا ذات طابع وطني ودستوري.

النائب السابق الرفاعي

ثم استقبل النائب السابق الدكتور حسن الرفاعي.

وزير داخلية البحرين

والتقى رئيس الجمهورية بعد ذلك وزير الداخلية في البحرين الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة مع وفد عسكري، في حضور وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود. وتناول الحديث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الامني بين البلدين.

الوزير تقلا

ثم استقبل الرئيس سليمان وزير الدولة يوسف تقلا وتشاور معه في التطورات.

 

الرئيس السنيورة اطلع من القاضي بيلمار على التحضيرات لإنطلاق المحكمة وعرض مع وزير داخلية البحرين الأوضاع الأمنية وسبل التعاون بين البلدين

وطنية - 8/9/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ظهر اليوم في السرايا الحكومية، رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي دانيال بيلمار، الذي وضعه في صورة التحضيرات الجارية لانطلاق عمل المحكمة الدولية.

وكان الرئيس السنيورة استقبل صباحا وزير الاتصالات جبران باسيل الذي قال بعد اللقاء: "التقيت بدولة الرئيس السنيورة وبحثنا بأمور عدة، أولها يتعلق بوزارة الاتصالات، والثاني يتعلق بموضوع وارد على جدول أعمال مجلس الوزراء غدا في ما يخص الحد الأدنى للأجور، والثالث موضوع يهمنا كثيرا في التيار الوطني الحر وهو موضوع بيع الأراضي، والمراسيم التعلقة بهذا الأمر، وهي واردة غدا على جدول أعمال الجلسة أيضا، وقد أبلغنا الرئيس السنيورة موقفنا الواضح أننا لا يمكن أن نسير في هذه القضية وإصدار مراسيم في مجلس الوزراء من دون ربطها بآلية وشروط واضحة للمستثمر الأجنبي الذي يريد أن يشتري أرضا في لبنان مساحتها أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع أي أكثر مما يسمح به القانون، وشددنا على ضرورة التأكد من أنه سيكون هناك استثمار حقيقي يخلق فرص عمل للبنانيين ويؤمن دخول رؤوس أموال أجنبية إلى البلد. خارج هذا الإطار، فإننا ننظر إلى القضية على أنها مشبوهة ولا يمكن أن نوافق عليها".

أضاف: "أما الأمر الرابع الذي تحدثنا فيه ويهم منطقة البترون، وقد بحثناه أيضا مع رئيس مجلس الإنماء والإعمار، فهو الجزء المتبقي من الطريق الذي يربط البترون بتنورين، فقضاء البترون هو القضاء الوحيد في لبنان الذي ليس فيه طريق، واليوم هناك أموال متوفرة بقيمة 14 مليون دولار، وقد اتفقنا مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس الإنماء والإعمار لكي نباشر في وقت قريب جدا بمرسوم الاستملاك والبدء بالأعمال على هذا الطريق، إضافة إلى مشاكل المياه التي نعالجها بالتعاون مع وزارة الطاقة ومؤسسة مياه لبنان الشمالي، وهناك مواضيع مرتبطة بمجلس الإنماء والإعمار في حاجة إلى استكمال، وقد اتفقنا على آلية لمتابعتها".

كذلك، التقى الرئيس السنيورة وزير الداخلية في البحرين الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، وعرض معه الأوضاع الأمنية وسبل التعاون بين البلدين، في حضور الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء سعيد عيد.

وفي بيان وزعه الوفد البحريني إثر الزيارة، ان الشيخ راشد ابلغ الرئيس السنيورة تحيات رئيس الوزراء البحريني وامنياته للبنان بالامن والاستقرار والتقدم.

وعبر الرئيس السنيورة عن ترحيبه بالزيارة متمنيا للوزير راشد "التوفيق والسداد لتحقيق الاهداف المشتركة وتوسيع آفاق التعاون المشترك"، مشيدا بدور البحرين في "دعم الاستقرار واسناد الجهود الرامية الى ارساء قواعد التضامن العربي".

وعرض الأوضاع العامة مع الوزير السابق محسن دلول.

واجتمع الرئيس السنيورة بوزير الدولة نسيب لحود الذي قال على الاثر: "تداولنا في شتى المواضيع المطروحة على طاولة البحث اليوم والتي ستبحث في مجلس الوزراء غدا وابديت له ارتياحي الكبير للجهود الحاصلة لتهدئة الامور في طرابلس وتحقيق المصالحة ابتداء من اليوم الطويل الذي دعا له الرئيس السنيورة في السراي وانتهاء بالزيارة التي قام بها رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري الى طرابلس. وكل ذلك سيؤدي الى مصالحة تتم هذه الليلة وتعيد العاصمة الثانية للبنان الى الامن في ظل اعادة انتشار الجيش اللبناني والتي هدفها مع الجهود السياسية هو عودة طرابلس الى الامن والاستقرار والانماء التي تستحقه لان الدولة اللبنانية تنكب على مشاريع تؤمن فرص عمل في طرابلس ومعالجة الاوضاع المزرية الموجودة في بعض الاحياء، وهذا ما سيتم في الاسابيع المقبلة".

وسئل هل الوثيقة التي ستوقع ستنفذ في ظل وجود سلاح في طرابلس؟

فاجاب: "هذه بداية جيدة، ونأمل ان الجيش وقوى الامن يضعوا الخطط اللازمة لاضفاء طابع الاطمئنان الكامل لاهالي طرابلس".

سئل: هل بحثت مع الرئيس السنيورة في موضوع الحد الادنى للاجور؟

أجاب: "لقد تداولنا في الموضوع وهذا الامر في ضمير جميع اعضاء الحكومة. وان شاء الله غدا يتم التوافق على الزيادة التي يستحقها المواطن".

سئل: هل هنالك رقم محدد للزيادة؟

أجاب: "الرقم قيد التداول ولكن ال 200 الف ليرة محسومة وهناك بعض الامور الاضافية كبدلات النقل والتعويضات العائلية. وانا اترك لمجلس الوزراء غدا إنهاء هذا الموضوع الحيوي والذي يخفف من الاعباء المعيشية التي يعاني منها المواطن".

وسئل: ولكن من اين التمويل؟

فأجاب: "ان المسؤولية تقع على الدولة لكي تتحمل الوزر عن المواطنين حتى ولو اضطرت ان تستدين أكثر لان المواطن لا يستطيع ان يتابع في ظل الاوضاع الموجودة. ولا بد للدولة من المساهمة في تخفيف الاوجاع التي يعاني منها المواطن والموظف".

سئل: هل يمكن ان يكون هنالك تجاذبات غدا في موضوع الاجور؟

اجاب: "سيتم نقاش وليس من الضروري تجاذبات".

جامعة بيروت العربية

ثم استقبل الرئيس السنيورة وفدا من جامعة بيروت العربية برئاسة الدكتور عمرو العدوي وعرض معه اوضاع الجامعة.

بعد الاجتماع، قال العدوي: "وضعت الرئيس السنيورة في اجواء الخطوات التي اتخذتها الجامعة في الجوانب الاكاديمية التعليمية. وعرضنا عليه توسع الجامعة في بيروت وطرابلس والبقاع، وتناولنا موضوع الدعم الذي تقدمه مصر للجامعة من خلال تلبية كل طلبات الجامعة من الاساتذة من الجامعات المصرية. وقد ابدى الرئيس السنيورة كل دعم ومساندة لخطوات الجامعة.

كذلك، استقبل الرئيس السنيورة سفير ايطاليا غبريال كيكيا، وعرض معه الاوضاع.

 

النائب كبارة علق على تصريح النائب جنبلاط: طرابلس عاصمة السنة لأنها التجمع السني الاكبر

ولم نقصد بكلامنا اي توجه مذهبي او طائفي

وطنية - 8/9/2008 (سياسة) صدر عن النائب محمد كبارة البيان الآتي: "تعقيبا، لا ردا، على تصريح الصديق الوزير وليد جنبلاط. غريب أمر السياسة في لبنان، بل غريبة هي ازدواجية معايير السياسة فيه. لبنان مكون من 18 طائفة تولى الدستور، وفق اتفاق الطائف، توزيع السلطة في ما بينها وفق معادلة دقيقة تستند إلى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ذلك يعني إقرار الدستور، الذي نتمسك به جميعا ونرفض تعديله - أقله من جانب قوى 14 آذار - بأن البلد مكون من طوائف".

أضاف: "لا أحد يعترض على ذلك. لا أحد يعترض على تمسك الطوائف بانتمائها إلا عندما يصل الأمر إلى اللبنانيين السنة. لا أحد اعترض على أن الجبل، في شقه جنوبي المتن، لبناني درزي الهوى والهوية، وهو ما عبر عنه صراحة بيان المشايخ الأفاضل الذين تحدثوا باسم طائفة الموحدين الدروز الكريمة يوم تعرضت لاعتداء في أيار الماضي. وما تأليف لجنة أمنية مشتركة بين الحزب التقدمي الاشتراكي و"حزب الله" سوى تأكيد على هوية المنطقة اللبنانية الدرزية كي تبقى حاضنة للتعدد تحت مظلة هويتها الدرزية. وعندما استحدثت محافظة النبطية كان الهدف منها أن تكون محافظة لبنانية شيعية من دون إلغاء تنوعها الطائفي تحت مظلتها الشيعية. وعندما يقال أن مدينة زحلة هي عاصمة الكثلكة في الشرق لا يشعر اللبنانيون الزحليون من غير الأشقاء الكاثوليك بأي تهديد لوجودهم أو انتقاص من حقوقهم المصانة تحت هوية اللبنانيين الكاثوليك في زحلة".

تابع "لا نعتقد أن أحدا يستطيع أن ينكر حقيقة أن مدينة جونية، التي تشرف عليها بكركي من قمتها، هي عاصمة اللبنانيين الموارنة، من دون أن يلغي ذلك تنوعها الديموغرافي. فقط تهتز معايير القاموس السياسي اللبناني وتبرز ازدواجيته عندما يجاهر اللبنانون السنة بلبنانيتهم وبسنيتهم أيضا. غريب أمر هذه الازدواجية. اهتزت عندما دافع السنة عن لبنان أولا على وقع دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما زالوا. واهتزت عندما أراد اللبنانيون السنة أن يدافعوا عن وجودهم تحت شعار "لبنان أولا" من دون التخلي عن طائفتهم السنية المستهدفة تحديدا منذ جريمة 14 شباط العام 2005 وتبلور استهدافها أكثر باجتياح بيروت الغربية في أيار الماضي". وقال: "بالأمس، وفي إفطار رمضاني في بيروت، قالت الزميلة غنوة جلول ان بيروت لأهلها. صحيح أن بيروت عاصمة لبنان، ولكنها لأهلها أولا كمجتمع له ثقافته وتاريخه وكرامته وانتماؤه ومثله وأخلاقه وقياداته. بهذا المعني بيروت عاصمة كل لبنان لأنها تحتضن مؤسسات الدولة اللبنانية، ولا يعني ذلك إطلاقا تجريدها من هوية أبنائها التي يعرفها الجميع".

أضاف: "طرابلس عاصمة اللبنانيين السنة لا تنتقص من حقوق وواجبات ابنائها على تعددهم، بل تحتضنهم انطلاقا من كونها عاصمة اللبنانيين السنة، وهذا ما أوضحناه في مؤتمرنا الصحافي الذي، لو قرأ كاملا، لبان معناه ومبتغاه. ولفهم منه ردنا على تدخل الرئيس السوري بشار الأسد في شؤون لبنان والسنة انطلاقا من طرابلس، ما أثار الكوابيس التي تختزنها الذاكرة الجماعية للمدينة منذ أيام الوصاية على لبنان. نحن قلنا أن طرابلس هي عاصمة اللبنانيين السنة، كونها تشكل التجمع السني الأكبر في لبنان، ولا يعني هذا القول أي توجه مذهبي أو طائفي، فطرابلس بجميع مكوناتها الاجتماعية مدينة متدينة وملتزمة نهج الاعتدال الذي كان له الدور الأبرز في الحفاظ على تنوعها الطائفي والمذهبي والسياسي وفي تفاعلها مع محيطها. وما يفعله الشيخ سعد الحريري في طرابلس بالتعاون مع سماحة المفتي "السني" الشيخ مالك الشعار وفاعليات المدينة هو تثبيت المصالحة بين أبناء طرابلس، من دون سلب المدينة هويتها. أما الأحبة أمثال الزملاء بدر ونوس والياس عطا الله وموريس فاضل فلا يقل من شأنهم حقيقة أن طرابلس مدينة سنية ينتخبون إلى مقاعدهم النيابية بأصوات أهلها".

تابع "المصالحة في طرابلس، التي نعمل لها جميعا، لا تسلب المدينة أهلها وتاريخها وقيمها ومثلها وهويتها، بل تحافظ على جميع هذه المكونات لتؤمن عيشا لبنانيا في ظلها. في هذا المعنى لا نرى خطورة في أن تكون طرابلس المتصالحة عاصمة اللبنانيين السنة لأنها لو لم تكن عاصمة اللبنانيين السنة لكانت تحولت إلى عاصمة "الإمارة الإسلامية" التي كلف سيء الصيت شاكر العبسي بإقامتها، فأسقطها اللبنانيون السنة بدعمهم غير المسبوق للجيش اللبناني على الرغم من الخطوط الحمر التي رسمت لمهمته من قبل غير اللبنانيين السنة".

 

جعجع:الانتخابات النيابية المقبلة ستحدد مصير لبنان وهويته إما الاختيار بين الحرية والديموقراطية او الحكم الديني والتطرف

وطنية - 8/9/2008 (سياسة) أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في خطاب وجهه الى شباب وشابات "القوات اللبنانية" في استراليا "ان الانتخابات النيابية المقبلة ستحدد مصير لبنان وهويته حيث سيتنافس فيها مشروعان متناقضان تماما فإما الاختيار بين لبنان الحرية والديموقراطية او لبنان الحكم الديني والتطرف والاستبداد"، لافتا الى ان "خسارة هذه المعركة والفشل فيها سيسمح لأعداء لبنان بالدخول الى البرلمان والتحكم بالسلطة التشريعية الأمر الذي يمكنهم من تغيير نظامه". واعتبر جعجع "ان لبنان آخر معقل للمسيحيين في الشرق لذلك تقع علينا مسؤوليات تتخطى الاهتمامات الشخصية، لقد مررنا بأوقات اصعب بكثير من التي نعيشها اليوم ومع ذلك صمدنا ولم يتزعزع ايماننا بقضيتنا ونتطلع الى اليوم الذي نستطيع ان ننعم فيه بالسلام حيث القانون فوق الجميع".

ورأى ان "مسألة سلاح "حزب الله" معقدة"، مشيرا الى ان "لسلاحه تأثير كبير في الانتخابات النيابية المقبلة سواء عبر قمع المعارضين له في الطائفة الشيعية او عبر رفض نتائج الانتخابات، ومع ذلك نحن مصممون على المضي قدما ولن نوفر اي جهد في سبيل تأمين انتخابات ديموقراطية وحرة وبإشراف المؤسسات الدستورية".

وشدد على "ضرورة حل مشاكلنا بالطرق السلمية لا العسكرية لذلك نعلق آمالا على اللوبي اللبناني العالمي للضغط على الحلف الايراني - السوري والعمل على ايصال مطالبنا للعالم بأكمله وإقناعه باستحالة حل قضية الشرق الاوسط دون ايجاد حل مقبول للازمة اللبنانية".

وتطرق جعجع الى الدور المحوري للشباب اللبناني في بلاد الانتشار "الذي له تأثير كبير على الحياة السياسية اللبنانية وعلى اكثر من صعيد فضلا عن امكانية تقديم الكثير من الدعم للبنان عبر علاقاتهم وتواصلهم مع صانعي القرار في دول الاغتراب لاسيما انه لدينا مصالح مشتركة مع كل دول العالم في مواجهة الإرهاب الموجود على ارضنا وفي شوارعنا. ودعا الى "بذل كل الجهود من اجل التواصل مع كل اللبنانيين واهمية ربطهم ببلادهم الأم كي يشكلوا رسلا لقضيتنا"، مشددا على الدور الاهم للمغتربين "وهو ممارسة حقهم السياسي وواحبهم الوطني عبر المشاركة في الانتخابات النيابية في العام المقبل بعد اقرار حق الانتخاب لهم".

واكد جعجع ان "القوات اللبنانية" "ستبذل كل الطاقات للحد من الهجرة عبر ايجاد فرص عمل وخلق فرص جديدة وعبر التمسك بمواقفنا التاريخية التي لم تتزعزع خلال كل المحنة. ونوه "بمشاركة الشباب اللبناني باليوم الكاثوليكي العالمي التي عبرت عن وجودنا وقدمت صورة ايجابية للعالم اجمع"، متمنيا زيارة استراليا في اقرب وقت ممكن.

 

النائب جنبلاط:الاستقرار هو ما يريده اللبنانيون والدولة هي مشروعهم الاكيد ولتكن مصالحة طرابلس ممرا لتكريس التصالح ومنطلقا لحوار يعالج كل النزاعات

وطنية - 8/9/2008 (سياسة) اكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" في موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، "أن إجراء المصالحة في طرابلس والشمال والجهود الهامة التي بذلها النائب سعد الحريري ستساهم في تعزيز المناخات الايجابية التي يتطلع إليها الشعب اللبناني بكثير من الامل. فالاستقرار هو ما يريده اللبنانيون والدولة هي مشروعهم الاكيد, لأن كل المشارع الموازية قد جربت في السابق وأثبتت فشلها المطلق وأثمانها الباهظة والمكلفة".

اضاف: "فلتكن مصالحة طرابلس ممرا لتكريس الاجواء التصالحية على حساب الاجواء التصادمية، ومنطلقا جديدا للتأكيد أن الحوار هو السبيل الاوحد لحل النزاعات السياسية مهما كانت معقدة وصعبة، وأن المؤسسات هي بحاجة للدعم السياسي الدائم لكي تقوم بدورها المطلوب على الصعيد الوطني. من هنا، فإننا نؤيد الدعوة لحصول اي لقاء بين القوى السياسية لا سيما بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" لما سيكون لذلك من إنعكاسات إيجابية على المستوى الوطني العام".

وتابع: "إننا نتطلع لأن تقدم كل القوى السياسية دون إستثناء الخطوات الايجابية المتلاحقة التي من شأنها توسيع المساحات المشتركة بين اللبنانيين بدل التركيز على النقاط الخلافية التي تؤجج التوتر والمشاكل على الارض. إن هذه المقاربة هي وحدها الكفيلة بتثبيت السلم الاهلي والوحدة الوطنية على حساب الانقسام والتشرذم".

واردف:"إن إدراك كل القوى السياسية أن اللعب بالنار من خلال أية إجراءات مناقضة لمشروع الدولة لن يؤدي سوى الى الفتنة. فمن حق الجميع طرح مخاوفه وهواجسه على طاولة الحوار، ومن حق الجميع تقديم رؤيته لمشروع الدولة ودور لبنان وهويته وسياسته الخارجية على مستوى الصراع العربي - الاسرائيلي والقضايا الاقليمية الاخرى. فهذا النقاش المعمق هو المدخل للتوصل إلى تفاهم وطني عريض حول المسائل الخلافية".

وختم: "إن الذهاب إلى الحوار يتطلب من كل الاطراف السياسية السعي المشترك لاعادة بناء مناخات الثقة التي فقدت في المرحلة الماضية بفعل الخطابات السياسية النارية من الجميع وبفعل طغيان لغة التخوين على لغة الحوار. إن إعادة تأسيس المصداقية بين القوى السياسية هي خطوة ضرورية ممهدة لانجاح الحوار. فمن المهم الاقلاع عن كل ما من شأنه أن يؤدي إلى إهتزاز هذه المرتكزات. إلا أن بناء هذه المناخات الايجابية لا ينجح إلا إذا إلتزمت به كل الاطراف أي ألا تكون بعض الاطراف تسعى إليه وبعض الاطراف تسعى إلى نقيضه. لقد آن الاوان لتضافر الجهود بهدف إنجاح مشروع الدولة الذي لم يتحقق منذ عقود طويلة لأن الدولة هي هدف كل مواطن يريد أن يعيش بهناء وطمأنينة وإستقرار وأن يسعى وراء لقمة العيش دون قلق أو خوف".

 

السفارة الاميركية : تدريب 14 عنصرا أمنيا على مكافحة الارهاب وحكومتنا ملتزمة دعم لبنان وقوى الأمن الداخلي والشعب اللبناني

وطنية - 8/9/2008 (سياسة) أعلنت السفارة الاميركية، في بيان اليوم، ان حكومة بلادها "قامت خلال شهر آب، بتدريب أربعة عشر عنصرا من وحدة القوى السيارة التابعة لقوى الأمن الداخلي في ولاية كاليفورنيا. وجاء هذا التدريب على تقنيات مكافحة الإرهاب في مقدمة سلسلة من الدورات التدريبية المخصصة للقوى السيارة في الولايات المتحدة الأميركية. وبعد المرحلة التالية من التدريب، ستقدم الولايات المتحدة إلى القوى السيارة المعدات اللازمة التي ستساعدها على تولي مسؤولياتها". واعلن البيان انه، "خلال إقامتهم في الولايات المتحدة، تعرف ضباط قوى الأمن الداخلي أيضا على قدرات خفر السواحل الأميركية، وقاموا بزيارة إلى محطة خفر السواحل الأميركية في سان فرانسيسكو". وأشار الى "إن برنامج "المساعدة على مكافحة الإرهاب" (ATA) هو جزء من إجمالي المساعدات التي تقدمها الحكومة الأميركية إلى لبنان. منذ العام 2007، قدمت الولايات المتحدة 2 مليون دولار للتدريب في إطار "المساعدة على مكافحة الإرهاب"، ودربت أكثر من تسعين عنصرا من قوى الأمن الداخلي. ويأتي هذا المبلغ من ضمن المساعدات التي تخصصها الحكومة الأميركية إلى لبنان منذ العام 2006 والتي تفوق قيمتها المليار دولار. وختم البيان: "إن التطور المهني لقوى الأمن الداخلي مهم جدا لسيادة لبنان وأمنه. لذلك، فإن الحكومة الأميركية ملتزمة بدعم لبنان وقوى الأمن الداخلي والشعب اللبناني".

 

القاضي مزهر يستجوب غدا مطلق النار على طوافة الجيش

وطنية - 8/9/2008 (قضاء) تسلم قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر، اليوم، ادعاء النيابة العامة العسكرية على مطلق النار على الطوافة العسكرية التابعة للجيش اللبناني في جرم القتل من سلاح حربي اثناء قيامها بطلعات تدريبية جوية ما ادى الى استشهاد النقيب سامر حنا واحداث تخريب في الطوافة، سندا الى المواد 549 و733 عقوبات واسلحة. ويدرس القاضي مزهر الملف تمهيدا لاستجواب الموقوف غدا.

 

طلاب "الاحرار" تمنوا "ابعاد الجامعة اللبنانية عن التدخلات السياسية"

وطنية-8/9/2008 (تربية) رأى مكتب الجامعة اللبنانية في منظمة طلاب "حزب الوطنيين الاحرار", في اجتماع له تم فيه البحث في اوضاع الجامعة خصوصا بموضوع امتحانات الدخول في بعض الكليات, "ان من واجب الجميع ابعاد الجامعة اللبنانية عن التجاذبات والتدخلات السياسية بهدف اعادة الثقة لهذه الجامعة".

وتمنى المجتمعون "النجاح للمستحقين في امتحانات الدخول وعدم اللجوء الى الجهات السياسية بهدف الوساطة او التشفع للراسبين لان الافضلية هي للطلاب الذين ينجحون في الامتحانات, وذلك لتبقى الجامعة بمنأى عن الضغوط التي تؤدي الى تدني مستواها الاكاديمي والاخلاقي". واكد المجتمعون "ضرورة الاسراع بانجاز البناء الجامعي الموحد للفروع الثانية المقرر انشاؤها في تجمع الفنار وكذلك انشاء فروع للجامعة اللبنانية في مختلف المحافظات خصوصا في الشمال والبقاع والجنوب". كما املوا "ان تكون السنة الجامعية المقبلة سنة خير وسلام وطمأنينة, وان تسود اجواء مناسبة تسمح للطلاب بتحصيل العلم الذي يبقى الهدف الاسمى والسلاح الامضى".

 

الثنائي الشيعي يتلقّف روحية المصالحة ويدعو الى تعميمها

"وثيقة طرابلس" تتصدى لـ"لغّة" السلاح

لبنان الآن-الاثنين 8 أيلول 2008

تبصر "وثيقة طرابلس" النور مساء اليوم في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار خلال اجتماع مصالحة يرعاه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ويشارك فيه الى جانب الفاعليات السياسية المعنية بالمدينة كافة.

هذه الوثيقة التي حظيت بترحيب شامل من الاطراف السياسية اللبنانية وارتفعت الدعوات "لاستنساخها " وتعميمها على باقي المناطق، تأتي تتويجاً للجهود المبذولة لقطع دابر الفتنة في عاصمة الشمال التي تكثّفت الاسبوع الماضي، أكان عبر اليوم الطرابلسي "الماراتوني" للرئيس السنيورة الثلثاء الماضي في السراي الحكومي أو عبر زيارة رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري لثلاثة ايام الى عاصمة الشمال والتي بدأها السبت الماضي. حيث كُسرت الحواجز إن عبر لقاء الحريري مع الزعيم العلوي النائب السابق علي عيد ونجله رفعت ليل السبت في دارة المفتي مالك الشعار أو عبر الخطوة الجريئة لرئيس "تيار المستقبل" عبر زيارته بقاعصفرين ولقائه الرئيس عمر كرامي العائد قبل ساعات من زيارة لطهران التقى خلالها الرئيس أحمدي نجاد.

 وأكدت أوساط الحريري لصحيفة "النهار" ان اللقاء كان ممتازا وتخللته جولة في القضايا الوطنية العامة، وكان التركيز بالتأكيد على طرابلس وتشجيع المصالحة ودعمها. وقال الرئيس كرامي لصحيفة "السفير" إن جو اللقاء كان إيجابياً كما كان التوافق كاملاً حول دعم جهود المصالحة، ولكن على أهميتها، ليست كافية وحدها والمهم تنفيذ برنامج متكامل للتنمية في طرابلس والشمال، داعياً في الوقت نفسه الى اتخاذ قرار سياسي بتوطيد الأمن وتثبيته ورفع الغطاء عن كل المخلين به وجعل المدينة منزوعة السلاح. وحسب المعلومات المتوافرة لـ"السفير"، حول اللقاء الذي جمع كرامي والحريري، فقد تخللته مراجعة عامة لمرحلة الثلاث سنوات ونصف السنة الماضية، حيث أشار الحريري إلى ان الخلاف السياسي لا يفسد في الود قضية ولا يعني حصول تصادم، مشدداً على جمع الصف ووحدة الكلمة وطي صفحة الماضي.  وأشار كرامي إلى أن الخلاف المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة لم يتسبب بضربة كف في طرابلس، فلماذا حصل ما حصل مؤخراً؟ ورد الحريري ذلك إلى ما حصل في بيروت في 7 أيار.

وعلمت "النهار" ان جميع الاطراف قد وافقوا على نص الوثيقة التي ستذاع مساء اليوم، وتحمل عنوان "وثيقة طرابلس" وتتضمن ثماني نقاط: "الغاء كل المظاهر المسلحة وموافقة الجميع على ان يتسلم الجيش اللبناني كامل الصلاحيات في مناطق التوتر في طرابلس، تعهد الجميع عدم اللجوء الى السلاح والعنف لاي سبب كان، تدفع التعويضات عن الخسائر البشرية وفي الممتلكات وتأمين عودة النازحين وفق جدول زمني محدد بالاتفاق مع قيادة الجيش، يعطى كل من ليس عنده منزل او مأوى ايجار بيت واثاث من الهيئة العليا للاغاثة، الاتفاق على قبول عرض الصندوق الكويتي لاعادة اعمار شارع سوريا، تتم كل الاتصالات والمساعي من أجل المصالحة من خلال اللقاءات التي تعقد برئاسة المفتي الشعار".

واعتبر المفتي الشعار عبر صحيفة "النهار" انه اذا عاد المواطنون الى ضمائرهم ووطنيتهم فسيلتقون في بوتقة المحبة والمصالحة، إذ ليس هناك من مبرر لوجود هذا التقاتل لانه لا اساس لفتنة مذهبية او طائفية في الشمال، "فمنذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري لم تحدث اي مشكلة بين السنة والشيعة، كما لم تحدث اي مشكلة بين السنة والعلويين، وما حصل هو امر مفتعل ولا علاقة له بالانتماء المذهبي والديني".

وتلقّف الثنائي الشيعي روحية المصالحة وسارع الى طلب تعميمها بشكل يطوي نهائي مفاعيل "وثيقة التفاهم بين حزب الله وبعض الجماعات السلفية " التي سقطت في مهدها، فاتصل الرئيس نبيه بري بالنائب الحريري وهنأه على "الجهود التي يبذلها ورعايته للمصالحة بين أبناء طرابلس"، واعدا من جهته بالسعي "لدى جميع الاطراف الاصدقاء المعنيين بأن ينجزوا هذه المصالحة في أسرع وقت ممكن". كما اتصل بري ليلا بالرئيس كرامي مؤيدا "خطوات المصالحة". وقال بري لـ"السفير" إنه اذا كانت المصالحة مطلوبة وأولوية، بين جبل محسن وباب التبانة فإن المصالحة التي لا تقل اهمية، هي مصالحة الطريق الجديدة وجوارها، وإطفاء هذا الفتيل المشتعل.  أضاف بري: "إن هذا الأمر ليس متروكاً، فهو ايضاً قيد الاهتمام البالغ والمتابعة الحثيثة توصلاً الى نزع كل اسباب التوتر والإشكالات، قريباً إن شاء الله".  ويأتي في هذا الإطار الاجتماع الذي عقد، أوا من أمس، في مكتب المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني وحضره مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا عن "حزب الله"، وأحمد بعلبكي عن حركة "أمل" ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي بحسب ما ذكرت "السفير". وجرى فيه بحث خطة بالتدريج تبدأ المرحلة الاولى منها بإزالة كل الصور والشعارات من شوارع وأحياء بيروت الادارية، وفي ضوء نجاح المرحلة الاولى يتم الانتقال الى بيروت الكبرى ومن ثم الى كل لبنان.  وتبلغ ريفي وجزيني من "حزب الله" و"أمل" موافقتهما الكاملة على البدء فورا بنزع الشعارات والصور من كل بيروت الادارية، ولكن مدير عام قوى الأمن استمهل من أجل الحصول على موافقة "تيار المستقبل".

من جهته، اعرب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن إستعداده للقاء الحريري، وقال في كلمة متلفزة في افطار "هيئة دعم المقاومة الاسلامية" في بعلبك: "المصالحة مطلوبة في طرابلس، المصالحة مطلوبة في بيروت، المصالحة والحمد لله حصلت لكنها تحتاج الى تثبيت في تعلبايا وسعدنايل". وأضاف: "في ما يعنيني انا والنائب سعد الحريري، انا أعلنت انني جاهز لأجلس معه، والنقاش لم يكن على المبدأ بل كان على المكان. وقد اقتُرح مكان بالنسبة الي الذهاب اليه سهل لكن العودة منه صعبة جدا ... واذا لم يتيسر اللقاء المباشر الشخصي نتيجة الظروف الامنية لي وللنائب سعد الحريري، لا يمنع ذلك ان تحصل لقاءات على مستوى آخر بين حزب الله وتيار المستقبل". وفي ظل هذا المناخ التفاؤلي، لم تستبعد مصادر صحيفة "الحياة" ان يؤدي إنجاح المصالحة الطرابلسية الى مزيد من الانفراج في ظل ما تردد من أن تنقية الأجواء بين تيار "المستقبل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وستكون الخطوة اللاحقة التي تحتاج الى مزيد من التحضير لوضع حد للتأزم الناجم عن الحوادث الأمنية التي حصلت في الشمال، عقب احداث بيروت في 7 أيار الماضي. كما ان المجموعات السلفية، أو أكثرها حضوراً على الأرض، لم تكن غائبة عن التحضيرات للمصالحة وجرى إشراكها في اللقاءات التمهيدية. وأشارت المصادر نفسها الى ان الرد على كلام الرئيس السوري بشار الأسد في شأن دورها في توتير الأجواء تمثل في انخراطها في مساعي التهدئة

 

فتفت: هناك أيادٍ من خارج طرابلس وربما من خارج الحدود تخطط لاستغلال الوضع 

لبنان الآن-الاثنين 8 أيلول 2008

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت رغبة الاطراف الطرابلسية بالمصالحة، متحدثاً عن "أيادٍ تخطط من خارج المدينة وربما من خارج الحدود لاستغلال الوضع الذي كان قائماً في عاصمة الشمال واعتماده لنشر الفوضى في كل أنحاء لبنان". فتفت، وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، أكد أيضاً ان "المطلوب هو مصالحة في كل بيروت وليس في منطقة الطريق الجديدة". ورداً على سؤال عن امكانية عقد لقاء بين النائب سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله"، قال فتفت إن "لهكذا لقاء مقدمات وأسساً والتزامات وتوضيحات لما حصل واعترافات بالأخطاء السابقة"، لكنه لفت الى امكانية عقد لقاء وشيك بين الرجلين ولكن الامر مرتبط بمدى ايجابية الطرف الآخر. وعما هو مطلوب من السيد نصرالله كي يصبح اللقاء ممكناً، أجاب فتفت ان "المطلوب هو الاعتراف بأن هناك خطأ ما حصل في بيروت وان هذا الامر لن يتجدد". وأضاف: "ليس المهم فقط الاعتذار عما حصل بل المهم الضمانة من ان هذا الموضوع لن يتكرر"، مذكّراً بكلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد الذي قال ان ما جرى كان طبيعياً وانه كان يجب ان تتم الامور بهذا الشكل". وأوضح فتفت أن في ما يتعلق بحادثة "بخعون"، "فقد سلمنا مطلق النار من قبلنا قبل ان يطلب القضاء ذلك. وننتظر تسليم مطلقي النار من الطرف الآخر

 

سليمان والسنيورة يواكبان وبري أثنى على جهود زعيم «المستقبل» ... الحريري يلتقي كرامي والمصالحة الطرابلسية وشيكة

بيروت - محمد شقير - الحياة  - 08/09/08//

بدأ سكان طرابلس (شمال لبنان) يتنفسون الصعداء، وهم ينتظرون إنجاز المصالحة الشاملة في عاصمة مدينتهم بين اليوم وغد، والتي من شأنها ان تنتقل بها الى مرحلة سياسية جديدة تعيد إليها الحياة وتبعث فيها الروح وتطوي صفحة سوداء من الاقتتال الداخلي الذي مزق اجزاء منها الى خطوط تماس لم تقتصر على محاور النزاع التقليدية بين أحياء باب التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن، وإنما أخذت تمتد الى أحياء أخرى تحولت الى بؤر للتوتر، مع ان وحدات من الجيش اللبناني التابعة للواء العاشر نجحت في محاصرتها، لكنها في حاجة الى توافر الغطاء السياسي للتشدد مع من يعرّض أمن المدينة الى الخطر.

وكانت الجهود لإتمام المصالحة الشاملة التي واكبتها «الحياة» أمس عن كثب، انطلقت مع اليوم الطرابلسي الطويل الذي رعاه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا الكبيرة بمشاركة الفاعليات الطرابلسية وبحضور ومباركة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار وبدعم مباشر وغير مشروط من زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري الذي وضع فور انتقاله الى طرابلس مشروع المصالحة على نار حامية من خلال تواصله المباشر مع جميع القيادات. وكان مقرراً ان يزور الحريري ليلاً الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي في منزله في بقاعصفرين بحضور المفتي الشعار الذي لعب دوراً في التحضير لهذا اللقاء.

وجاء لقاء الحريري وكرامي على خلفية تأييدهما المطلق لجهود المفتي الشعار في رعايته المباشرة للمناقشات في شأن ورقة العمل التي أعدتها لجنة تمثل جميع الأطراف، تكون أساساً لإنجاز المصالحة. وكان الحريري التقى لهذه الغاية ليل السبت – الأحد الأمين العام للحزب العربي الديموقراطي النائب السابق علي عيد في دار الفتوى في طرابلس في اجتماع تجاوز جهود الحريري في دعمه للمصالحة، الى مصارحة في العمق جرى فيها التشديد على ان لا مشكلة بين المسلمين السنّة والعلويين في طرابلس أو بين المسلمين والمسيحيين، وأن مشروع الدولة يبقى الإطار العام لحماية السلم الأهلي ووقف حالة الاستنزاف في طرابلس.

وبحسب المعلومات، فإن المشهد السياسي الجديد في طرابلس والذي انعكس إيجاباً على الحياة العامة لسكانها هو الآن بخلاف المشهد السياسي السائد في عدد من المناطق اللبنانية التي ما زالت تشكو من استمرار حالة الاحتقان المذهبي والطائفي.

كما ان المصالحة التي سيرعاها السنيورة بانتقاله الى طرابلس ما هي إلا أول الغيث على طريق تثبيت حضور الدولة ومرجعيتها على المستويين الأمني والإداري لضمان عدم عودة التوتر من جهة، وللسيطرة على المحاور القائمة حالياً على الأرض والتي يمكن ان تتحول الى بؤر للفوضى المتنقلة ما لم يصر الى وضع اليد عليها، خصوصاً أن الإحصاءات الأولية التي تولتها القيادات الأمنية أكدت وجود عشرات المحاور التي يمكن استخدامها في حال تجدد القتال على خط التوتر الذي يفصل أحياء التبانة والقبة والمنكوبين عن جبل محسن.

واعتبرت المصادر أن الخطوة الأولى ستؤدي الى انفراج في العلاقات السياسية داخل المدينة من دون ان يعني ذلك الانتهاء من الخلافات السياسية، ما يتيح للجميع التواصل بحثاً عن الحلول للمشكلات العالقة بعيداً من التطييف بعد ان قادت المصالحة إلى إنهاء القطيعة.

ولم تستبعد المصادر نفسها في حديثها لـ «الحياة» ان يؤدي إنجاح المصالحة الى مزيد من الانفراج في ظل ما تردد من أن تنقية الأجواء بين تيار «المستقبل» والحزب السوري القومي الاجتماعي ستكون الخطوة اللاحقة التي تحتاج الى مزيد من التحضير لوضع حد للتأزم الناجم عن الحوادث الأمنية التي حصلت في الشمال، عقب احداث بيروت في 7 أيار (مايو) الماضي.

كما ان المجموعات السلفية، أو أكثرها حضوراً على الأرض، لم تكن غائبة عن التحضيرات للمصالحة وجرى إشراكها في اللقاءات التمهيدية. وأشارت المصادر نفسها الى ان الرد على كلام الرئيس السوري بشار الأسد في شأن دورها في توتير الأجواء تمثل في انخراطها في مساعي التهدئة.

وتركت زيارة الحريري واتصالاته ارتياحاً في الوسط السياسي، اذ ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وضع في صورة التحضيرات الى جانب الرئيس السنيورة، فيما تلقى الحريري اتصالاً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري هنأه فيه على الجهود التي يبذلها ورعايتها للمصالحة بين أبناء طرابلس ووعده من جهته انه سيسعى «لدى كل الأطراف الصديقة المعنية لأن تُنجز هذه المصالحة بأسرع وقت ممكن».

الى ذلك طرح الحريري مع عيد الحليف لسورية اسئلة حول موقف دمشق من المصالحة، خصوصاً انه احد أبرز المسؤولين العلويين، وبالتالي لا يمكن المضي في جهود التهدئة من دون ضوء أخضر سوري وهذا ما يدعو الى التفاؤل بإتمام المصالحة من جهة، واستمرار التواصل بين الجانبين للتدخل معاً ومعالجة أي إشكال طارئ. على صعيد آخر، وبعد عبور موكب الحريري بلدة بخعون في الضنية في اتجاه بلدة سير الضنية للمشاركة في إفطار دعا إليه النائب أحمد فتفت، حصل إشكال بين بعض الشبان في بخعون ومدعوين الى الإفطار أدى الى إطلاق نار أصاب خمسة منهم بجروح طفيفة

 

سجال بين وزيرين في الحكومة على خلفية جريمة وقعت في نيسان

بيروت-  الحياة - 08/09/08//

رد وزير السياحة إيلي ماروني على وزير الزراعة ايلي سكاف وما تناوله في حديثه خلال لقائه مع راعي ابرشية زحلة للروم الكاثوليك المطران اندره حداد، واعتباره ان حادث نيسان (ابريل)، الذي قضى خلاله الكتائبيان نصري ماروني وسليم عاصي على يد جوزف الزوقي «حادثة تحصل في كل المناطق».

وقال ماروني في مؤتمر صحافي أمس: «ان الجريمة التي راح ضحيتها نصري ماروني وسليم عاصي لن تمر، ولن تمر، ولن تمر، وهي بالتأكيد لن تمر، فإذا كان أحد يعتبر أنها لن تمر وتزعجه، فهذا أمره، وهل هو يريدها أن تمر». وأكد «أننا كلنا ننتظر القضاء ليقول كلمته، والأجهزة الأمنية لتعتقل المجرمين، الزوقي ومن وراءهم أياً يكن». وقال: «أعتقد أن زحلة التي ندافع عنها لن تدع دم أبنائها يذهب هدراً، ولن نسمح لمن لا يتكلم إلا بلغة المقاعد والمال أن يعلمنا لأننا نحن أصحاب قضية اسمها وطن حر ومدينة حرة قوية نابضة مزدهرة، نريد أن نعمل لإنمائها وازدهارها، نحن حملنا درب الشهادة ومشينا. وليتذكر الجميع انه لولا مقاومتنا لكان الجميع في مصير مجهول». وأكد ماروني أن «لن ندع الهاجس الانتخابي يسيطر على المدينة، ونريد ترك أهلها يعيشون بسلام وشبابها يعودون ليعملوا على أرضها لا لنعمل على ترحيلهم الى أقطار الدنيا». وكان سكاف رأى أن «ما جرى في زحلة، في نيسان الماضي، حادثة تحصل في كل المناطق، نأمل ان يقول القضاء كلمته فيها، وليس لدي أي مأخذ على أحد، ومن حق الجميع ان يعمل تحت سقف الحرية، والديموقراطية، وعلينا ان نقود البلد بسلام وحرية وأخلاق، لأننا نريد وحدة الوطن والمدينة

 

الوحدة قبل المصالحة

داود الشريان- الحياة    

رُبّ ضارة نافعة. هكذا هو حال تصريحات الرئيس بشار الاسد ضد السلفيين في طرابلس. اذ ساهم اتهام الرئيس السوري للجماعات والجمعيات السلفية في مدينة طرابلس بأنها «قوى متطرفة ومدعومة من الخارج»، في تسارع جهود المصالحة التي يقودها رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري. فالجماعة السلفية اعتبرت تصريحات الاسد تحريضاً للقوى المحلية والاقليمية والدولية ضدها، ومحاولة للاستعداء وإيجاد ذريعة للتدخل في طرابلس والتضحية بالقوى السلفية في سبيل الوصول الى هذا الغرض.

جهود المصالحة في طرابلس التي يقودها الحريري بالتعاون مع بعض وجهاء طرابلس والرئيسين السابقين عمر كرامي ونجيب ميقاتي، لقيت حماسة مشجعة، وساعدت تصريحات الحريري الذي اعتبر «أمن العلويين في طرابلس هو أمن طرابلس، وهو أمن مسلمي طرابلس ومسيحييها وأمن كل لبناني»، على خلق اجواء متفائلة، للوصول الى مصالحة قبل نهاية شهر رمضان. لكن إحساس الجماعات السلفية بالخطر الداخلي والخارجي، والتفافها حول جهود تيار «المستقبل» قد لا تستمر طويلاً أمام تدخلات وإغراءات الجيران وغيرهم. فالسلفيون في طرابلس ليسوا جسدا واحداً، فهم مجموعة من الجمعيات والمجموعات والمنابر، ولكل جماعة مصالحها وحساباتها، وتعتمد على جهات مختلفة للتمويل، فضلاً عن ان اوضاعها المالية ليست في احسن حال. ولهذا فإن اتمام هذه المصالحة بحاجة الى جهد في توحيد المجموعات السلفية في لبنان، ودعمها مادياً لوقف استخدامها لمشاريع واطماع الآخرين.

لعل هذه الحماسة للمصالحة تفضي الى وحدة السلفيين، فقيادات الجماعات السلفية في طرابلس لا تستطيع ان تنكر ان بعض الجهات استخدمت، وتستخدم، بعض اطراف هذه الجماعة لتحقيق اهداف سياسية. فما حدث في مخيم نهر البارد، ودخول واختفاء جماعة «فتح الاسلام»، أكبر دليل على ان الجماعات السلفية مخترقة، وتخضع لرغبات المموّل، وتصمت عن الحق. واستمرار هذا الوضع سيفضي حتما الى مزيد من الفوضى والفتنة. ولهذا فإن جهود المصالحة التي يقودها تيار «المستقبل» لن تحقق الهدف منها من دون خطة لاحتواء هذه الجماعات، وحل مشاكلها، ومحاولة توحيد أطيافها ضمن مشروع سياسي قائم على المصالح، فالاعتماد على تذكر هذه الجماعات عند الأزمات، ومحاولة استخدامها في شكل موقت ثم نسيانها، منهج غير مفيد في أحسن الأحوال، وفاشل في أسوئها

 

مسؤوليّتهم ومسؤوليّتنا

حازم صاغيّة- الحياة    

تثير زيارة كوندوليزا رايس ليبيا ولقاؤها القذّافي أسئلة تتعلّق بسياسة الدول العظمى ومدى توفيقها بين المصالح والأخلاق. لكنها أيضاً أسئلة تتعلّق بالمجتمعات «الصغرى» وحسّها الجماعيّ بالمسؤوليّة عن ذاتها. فوزيرة الخارجيّة الأميركيّة قالت، وهي العبارة التي توقّفت عندها وسائل الإعلام العالميّة كافّة، إنه «ليس للولايات المتحدة أعداء دائمون». وكانت، في هذا، تعيد الاعتبار لنهج براغماتيّ كلاسيكيّ طويلاً ما ارتبط بفهم السياسات الخارجيّة كأداة متقلّبة لحفظ المصالح الدائمة للدول. وهذا إنّما يرقى إلى انقلاب كامل عن النهج الإيديولوجيّ الذي سيطر على إدارة جورج دبليو بوش منذ جريمة 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ومباشرة «الحرب على الارهاب». ذاك أن ما ساد يومها هو دفع العالم، بخليط من التبسيط والسذاجة، الى الدمقرطة. ولم يخل الأمر من منظّرين كُثر رأوا أن السياسة القائمة على القيم، وفي صدارتها قيمة الديموقراطيّة، لا تتعارض البتّة مع المصالح الأميركيّة. فهي، كما أضافوا، المرّة الأولى في التاريخ حيث تلتقي المصالح والقيم، ضدّاً على المبدأ الاستعماريّ القديم.

بيد أن الواقع كان يكشف أن الولايات المتّحدة لا تستطيع أن تخوض «حرباً على الإرهاب»، أو أيّة حرب أخرى، فيما هي تخوض معركة الدمقرطة. ذاك أن المواجهة الأولى تستدعي كسب الجميع، لا سيّما الأنظمة الأقلّ ديموقراطيّة التي لا تتردّد في خوض «الحرب على الإرهاب» بشراسة لا تراعي اعتباراً. في المقابل، فالدمقرطة تشقّ الجبهة التي يُراد توحيدها ضدّ الإرهاب كما تعزل الأنظمة التي يُعمل على الاستفادة من جهودها في الحرب المذكورة.

هكذا تغيّر التوجّه الأميركيّ في السنوات القليلة الماضية فانتقلت الدمقرطة لتحتلّ موقعاً بالغ التدنّي في الأجندة الأميركيّة. أما بالنسبة إلى ليبيا تحديداً، فاجتمع بُعدان إضافيّان آخران، أحدهما أن عقيدها، «ملك ملوك أفريقيا»، سارع الى إعلان التوبة وتسليم ما يملكه من أسلحة كيماويّة للدمار الشامل، مقدّماً ما وصفه أحد المعلّقين الأميركيّين يومها بـ»الاستسلام الاستباقيّ»، كما عوّض ضحايا طائرة لوكربي ماليّاً وسلّم المتّهمين الافتراضيّين بالضلوع في الجريمة. والثاني، امتلاك الثروة النفطيّة. وكان قد سبق رايس إلى ليبيا كلّ من ساركوزي وبلير وبيرلوسكوني في سباق أوروبيّ على كسب قلب الزعيم الليبيّ. لا بل بذل بيرلوسكوني في ليبيا استرضاء مزدوجاً لعقيدها، تمثّل من جهة في استثمارات بليونيّة في «الجماهيريّة»، ومن أخرى، في اعتذار عن الماضي الكولونياليّ لبلاده.

وقصارى القول إن القوى الغربيّة، لا سيّما الولايات المتّحدة، ترجّحت بين حدّين أقصيين لا توسّط فيهما: إمّا براغماتيّة المصالح العارية من كلّ القيم،  والضعيفة أخلاقيّاً من دون شكّ، وإما السذاجة الإيديولوجيّة التي لا تأخذ المصالح بعين الاعتبار، أو أنها تشتقّها من الاعتبارات المبدئيّة، أو تلحقها بها. ولا شكّ في أن هذه السياسات بشقّيها عرضة لنقد حادّ في بلدانها: فكما هاجم براغماتيّون متشدّدون كـ«المحافظين القدامى» في أميركا التوجّهات الإيديولوجيّة، تنبري جماعات التشدّد في القيم، كمنظّمات حقوق الإنسان، لنقد التوجّه البراغماتيّ الراهن.

وهو جزء من منطق اشتغال السياسات وتوازناتها في الأنظمة الليبراليّة الغربيّة، وإن وجد «العالم الثالث» نفسه، في بعض الأحيان، حقلاً لتجريب السياسات تلك. مع ذلك، فالمبالغة في نقد الغرب بسبب ما يسمّيه البعض «انتهازيّة»، تتغافل عن مسألة أساسيّة هي نقد مجتمعاتنا التي لا يمكن للغرب أن ينوب منابها (وكارثة حرب العراق هي، بالضبط، أن الولايات المتّحدة حاولت أن تنوب مناب المجتمع العراقيّ).

بلغة أخرى، يبدي الليبيّون، منذ انقلاب الفاتح من سبتمبر 1969، عجزاً عن إطاحة هذا النظام، وعن تغيير القائد المزاجيّ والفولكلوريّ الذي لا يُساءل في قراراته الاعتباطيّة. ولربّما قيل إن سلوكاً غربيّاً يحاصر القذّافي كفيل بتمهيد الطريق للتغيير، إلاّ أن هذا سبق وحدث مراراً في السابق، ولو على نحو غير متّسق تماماً. وفي انتظار أن تظهر بوادر تنمّ عن مسؤوليّة المجتمع الليبيّ تجاه نفسه، يبقى نقد السلوك الغربيّ في سعيه وراء مصالحه نقداً أعرج

 

تناقض سوريّا وتعقيب 14 آذار

حازم صاغيّة – لبنان الآن

هناك صوتان سوريّان متفاوتان، بل متضاربان، خرجا من قمّة دمشق الرباعيّة الأخيرة. وهما صدرا عن الحنجرة نفسها وعن أعلى مراتب النظام، أي رئاسة الجمهوريّة. صوتٌ يقول إن السلام السوريّ – الإسرائيليّ ممكن وواعد وينبغي، في لحظة ما، أن ينضمّ لبنان إليه. ويضيف هذا الصوت، للمرّة الثانية أو الثالثة، إعلان سعيه إلى إثارة الاهتمام الأميركيّ بالمفاوضات غير المباشرة التي ترعاها تركيا بين دمشق وتل أبيب.

والصوت الآخر يتحدّث عن "الاضطراب" في شمال لبنان، موحياً بالرغبة في "ملء الفراغ"، ومثيراً بإيحائه هذا هلع أكثريّة ساحقة من اللبنانيّين لا تريد أن ترى مجدّداً جيش سوريّا ودبّاباتها فوق أرضها. وما يفرك الجرح بالملح طريقة غير لائقة في الإشارة الى رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة وتحديد ما هو مطلوب، أو غير مطلوب، منه. المحطّة الوحيدة التي يمكن أن يجتمع فيها هذان الصوتان المتناقضان هي "تلازم المسارين"، أي سير دمشق نحو السلام مع إسرائيل فيما هي تضع بيروت تحت إبطها وتخنقها، ومن ثمّ الاندراج في منطق الحلول من دون التخلّي عن صداقتها مع القوى المانعة للحلول (إيران، حزب الله...).

وهذا منطق لن يستطيع التذاكي والتشاطرُ التمويهَ على استحالته وعلى تفجّره من الداخل: ذاك أن الانتقال إلى السلام الإقليميّ، والرغبة في حضور أميركيّ فاعل في سلام كهذا، يدشّن الإقرار بالمنظومة الدولتيّة التي تقوم عليها العلاقات الوحيدة المقبولة بين دول. وهنا يكمن معنى السلوك الفرنسيّ، أكان ساذجاً أم لم يكن، في ربط كلّ تقدّم يطرأ على علاقة باريس مع دمشق بتقدّم الأخيرة في الاعتراف العمليّ باستقلال لبنان، أي إنشاء السفارتين وترسيم الحدود. أما الضعف الأميركيّ قبل الانتخابات الرئاسيّة، وفي ظلّ الاستنزافين العراقيّ والأفغانيّ، فلا يعني، بحال من الأحوال، الرجوع الى منطق "الصفقة" مع سوريّا بما يترك لها لبنان! فهذه تجربة جُرّبت من قبل وعادت آثارها بالكارثة على الجميع، لا سيّما على السياسة الخارجيّة الأميركيّة.

ويُخشى أن تكون رغبة سوريّة في المناورة، وصولاً الى استعادة "وحدة المسارين"، ما يفسّر الإصرار على الاحتفاظ بالصوتين معاً، بالإفادة من تطوّرات لبنانيّة وإقليميّة باتت معروفة، وربّما من "عودة الحرب الباردة" (على رغم إدانة الرئيس الأسد لاحتمال هذه العودة، وهو على مقربة من الرئيس ساركوزي).

كائناً ما كان الأمر، كان أحرى بقيادات 14 آذار التقاط هذا التبايُن داخل اللغة السوريّة، وشرح أسبابه الكامنة في تركيبة النظام وتوجّهاته، وإرفاق التحذير من الصوت السلبيّ بتشجيع الصوت الإيجابيّ داخل اللغة إيّاها. أما القول السقيم الذي سمعناه (وليس للمرّة الأولى) من أن اللبنانيّين آخر من يسالمون، فأقرب إلى عنتريّات ضيعويّة لا تقنع أحداً، فيما تمعن في إضعاف صدقيّة أصحابها. والبائس أن هذه الصدقيّة غدت واهنة بحيث لم تعد تحتمل المزيد من تعريضها للقضم والاستهلاك.

 

جريمة التحول إلى المسيحية في مصر المحروسة

الإثنين 8 سبتمبر -جوزيف بشارة

 شعور بالأسف الممزوج بالخجل والحيرة تملكني حين قرأت قصة ماهر الجوهري، المواطن المصري، الذي ترفض السلطات في بلاده الاعتراف بتحوله إلى المسيحية. يرجع سبب الشعور بالأسف إلى تغييب حرية العقيدة عن مصر، وإلى سياسة الازدواجية في المعايير التي تطبقها السلطات المصرية حين تقوم بتسهيل تحول المسيحيين إلى الإسلام وتمنع تحول المسلمين إلى المسيحية رغم وجود النصوص الدستورية التي تحمي حرية العقيدة. ويعود سبب الشعور بالخجل إلى اضطرار ماهر الجوهري لترك منزل أسرته الذي كان يعيش فيه مع والدته وابنته بعد تهديد عائلته له بالقتل نتيجة شعورها بالعار من اختياره للمسيحية ولاعتباره مرتداً عن الإسلام. بينما كان سبب الشعور بالحيرة هو رفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قبول الجوهري عضواً بها وهو ما قد يبدو للمرء على أنه استسلام للواقع الذي يفرضه المتشددون الإسلاميون المنتشرون في ربوع مصر وأركانها الأربعة.

يبلغ ماهر الجوهري من العمر السادسة والخمسين، وقد اختار الرجل عن اقتناع وبمحض إرادته الحرة ومن دون إغراء أو إكراه أو تهديد اعتناق المسيحية التي بدأ يشعر بانجذاب لتعاليمها قبل نحو أربع وثلاثين سنة. حاول الجوهري تغيير الديانة في أوراقه الرسمية ولكنه فشل، كما فشل من قبله محمد حجازي وغيره من المتحولين من الإسلام إلى المسيحية في مصر المحروسة. ومن ثم قام الرجل بتحريك دعوى قضائية ضد الحكومة المصرية لإجبارها على الاعتراف بديانته الجديدة.

موقف الحكومة المصرية المؤسف والغريب يتناقض نصاً وروحاً مع الدستور الذي يؤكد في مادته السادسة والأربعين على أن الدولة تكفل حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية ويشدد في مادته الأربعين على أن المواطنين لدى القانون سواء، وأنهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة،وأن لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة. وعلى الرغم من هذين النصين الواضحين اللذين يحترما بوضوح حرية المصريين المتساوية في اختيار العقيدة، إلا أنه لا يبدو أن السلطات المصرية بكافة شعبها تكترث كثيراً بتطبيق واحترام الدستور بقدر اكتراثها بنفاق الإسلاميين المتطرفين الذين يأتي الإخوان المسلمون على رأسهم.

ولا يبدو لي أن الدعوى القضائية التي رفعها ماهر الجوهري ضد الحكومة ستثمر عن نتائج إيجابية إذ أن القضاء المصري عادة ما يلجأ إلى فهم المادتين الأربعين والسادسة والأربعين، اللذين ينصان على احترام حرية العقيدة، من منظور إسلامي ضيق مستنداً في ذلك على نص الدستور في مادته الثانية على أن الإسلام دين الدولة، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع. ولعل هذا يفتح من جديد ملف المادة الثانية من الدستور التي تقف عائقاً أمام أية محاولة جادة لتحقيق المساواة بين المصريين، وتعرقل كل الجهود المبذولة لتطبيق مباديء حقوق الإنسان التي يأتي على رأسها حرية العقيدة.

بعيداً عن الموقف المخزي للحكومة المصرية من حرية العقيدة والمساواة بين المواطنين المصريين، فقد شعرت بالخجل من الموقف الذي اتخذته عائلة ماهر الجوهري منه بعد إعلانه التحول إلى المسيحية، والذي اضطره للهرب والاختباء بعيداً عن أعين أشقائه وأهله. وبالإضافة إلى رغبة العائلة في تطبيق حد الردة على ماهر الجوهري، كما أفصح الرجل في حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية، فمن المؤكد أن الأجواء القبلية التي تسيطر على المجتمع المصري هي التي دفعت عائلة ماهر الجوهري للشعور بالعار من تحوله إلى المسيحية. فالمصريون، كغيرهم من الشعوب الإسلامية، يرون أن الدين يجب أن يربط بين الأفراد على المستوى العائلي، وأن أي خروج عن الدين هو خروج عن الروابط العائلية، وأن أي خروج عن الروابط العائلية هو بمثابة جريمة عار تستوجب القتل لاسترداد الشرف والكرامة الجماعية للعائلة.

وعلى جانب أخر، لم يدهشني موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الرافض لقبول انضمام ماهر الجوهري لعضويتها، وهو الموقف الذي أكد عليه الجوهري في حديثه للوكالة الفرنسية، حيث ذكر أن رجال الدين التابعين للكنيسة رفضوا قبوله بسبب خشيتهم من أن يكون مجرد "طعم" من قبل أجهزة الأمن المصرية، وهو الأمر الذي دفعه للذهاب إلى كنيسة الروم الأرثوذكس التي قبلته عضواً بها. لم أندهش من موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من ماهر الجوهري لعدة أسباب يتعلق بعض منها بالضغوط الشديدة التي تتعرض لها الكنيسة باعتبارها الكنيسة التي يتبعها أكبر عدد من المسيحيين في مصر، وهي الضغوط التي تصل إلى درجة زرع الجواسيس بها والتربص بتحركاتها ومحاولة تصيد الأخطاء لرجالها. ويتعلق بعض أخر من أسباب عدم اندهاشي من موقف الكنيسة القبطية بتنازل الكنيسة إكراها/طوعاً عن دورها الكرازي، والتدهور الروحي والتعليمي الذي تشهده الكنيسة في السنوات الاخيرة الناتج عن تفرغ مجمعها المقدس بقيادة سكرتيره العام الأنبا بيشوي لمحاكمة وقمع كل مفكر مستقل وصاحب رأي حر في الكنيسة.

إن قضية التحول من الإسلام إلى المسيحية هي قضية شخصية مثلها مثل التحول من المسيحية إلى الإسلام. وإذا كان المجتمع المصري والحكومة المصرية يتسامحان مع التحول إلى الإسلام، فمن الضروري والمهم أن يتسامحا مع التحول عن الإسلام. فحرية العقيدة في مصر، كما في العالم الإسلامي، طريق لابد وأن يكون ذا اتجاهين. ولست أبالغ إذا قلت أن أهمية حرية العقيدة في مجتمعاتنا كأهمية الهواء الذي نستنشقه، وأن توافرها لا يقل أهمية عن توافر الخبز الذي نتناوله والماء الذي نشربه. فحرية العقيدة مرتبطة ارتباط وثيق بحرية رأي وحرية الفكر وحرية الإبداع، وهي جميعها تشكل الحريات التي تخلق الحضارات وتقود المجتمعات نحو التطور الاجتماعي والثقافي والعلمي.

لم يرتكب ماهر الجوهري وزوجته وابنته أية جريمة تستوجب العقاب الحكومي أو العائلي، وإنما مارس الرجل حقه الطبيعي بالتحول إلى المسيحية بعد اقتناعه الكامل بها، كما أكد الرجل. ولذا فلابد للحكومة المصرية أن تحترم إرادته إذا أرادت أن تقدم الدليل على تمتع المجتمع المصري بحرية العقيدة والمساواة والتسامح. وإذا كانت الحكومة المصرية ترفض إلغاء الديانة من الوثائق الرسمية لحجج أراها واهية، فإن عليها الالتزام بالنصوص الدستورية التي تنص على حرية العقيدة والمساواة بين المواطنين، وهي النصوص التي تضع الحكومة أمام مسئوليتها في تنفيذ القانون. لا شك في أن المجتمع المصري كغيره من المجتمعات العربية والإسلامية بحاجة ماسة لثورة اجتماعية تنهض به ثقافياً وفكرياً وعلمياً وتقوده إلى طريق الحريات وحقوق الإنسان والتسامح. ومن المؤكد أن كل الجهود التي لا تلتزم بتحقيق هذه النهضة ولا تقوده إلى هذا الطريق ستقف عاجزة عن قيادة المجتمع المصري إلى مستقبل أفضل.

جوزيف بشارة

 

حديث نصرالله واغتيال الاستراتيجية الدفاعية

مصطفى علوش (*)

أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لُقيانا تجافينا (ابن زيدون)

المستقبل - الاثنين 8 أيلول 2008 -

في تعريف الدولة فهي مؤسسة سياسية تحتكر السيادة على بقعة جغرافية محددة، فيها مجموعة من السكان. وتتضمن الدولة عادة مجموعة من المؤسسات التي تمتلك احتكار السلطة للحكم واستعمال القوة والعنف بالنيابة عن الناس. ويتطلب وجود هذه الدولة، بشكل جزئي، اعتراف عدد من الدول الأخرى بسيادة هذه الدولة وحدودها الجغرافية، وخصوصاً الدول المجاورة لها. وعلى لسان ماكس وبر، العالم الاجتماعي المعروف، فالدولة هي المنظومة التي تحتكر الحق الشرعي باستعمال العنف ضمن مساحة جغرافية محددة، قد تتضمن في منظومتها قوات مسلحة، خدمات مدنية، بيروقراطية، محاكم وقوات أمن.

قد يكون ضجيج قمة دمشق وحديث الأسد المخزي حول لبنان طَغَيَا على الحديث الرمضاني الذي أدلى به الأمين العام لـ"حزب الله" حول جريمة اغتيال النقيب سامر حنا على يد أحد مقاومي حزبه، واصفاً إياه بالحادث العاديّ وشبهه بالوضع في العراق حيث تقوم جموع الإرهابيين باغتيال قوى الأمن والجيش العراقي تحت غطاء مقاومة الاحتلال. وتحت غِطاء المقاومة يستمر حزب الولي الفقيه في لبنان بقضم يومي للدولة اللبنانية ومؤسساتها وصولاً الى الانهيار الكامل لهذه الدولة لتقوم مكانها الدولة الإسلامية في لبنان تحت لواء الحاكم المطلق والمعصوم المقيم في إيران.

لست أدري الى ما يرمي سيادة الأمين العام في تشبيهه الوضع في لبنان بالعراق، فإن كان يتحدث عن الاحتلال هناك فهل هذا يبرر سقوط آلاف الضحايا الأبرياء في التفجيرات العمياء التي نادراً ما طالت قوات الاحتلال! أم أنه يبشرنا بمستقبل مماثل لم يحدث في العراق؟

وإن كانت "المقاومة" العراقية لا تعترف بالدولة في العراق لأنها حكومة تحت الاحتلال مبرراً بذلك عداوته تجاهها، فهل هذا يعني أن سماحة الأمين العام قد أعلن أخيراً عداوته للدولة اللبنانية؟ ولكن الحقيقة الواضحة هي صحة قوله في ان الحدث عاديّ، فالحدث هو محصلة طبيعية لوجود سلطتين مسلحتين على أرض واحدة، وهكذا يكون الحدث العاديّ تصادم السلطتين المسلحتين. وقد يطيب لفلاسفة هذا الحزب تشبيه وضع لبنان بفرنسا أثناء الاحتلال النازي عندما كانت حكومة فيشي متعاونة مع الاحتلال، فهل يعتبر سماحته الحكومة التي يشارك فيها حزبه حكومة تحت الاحتلال؟

ولكن الجانب الأخطر كان في تصريح الأمين العام "الجندي في جيش الولي الفقيه" بأنه لا يسلم أحداً الى الدولة حتى لو كان مطلوباً؟

فتصوروا أن المقاوم البطل كان قد قرر عدم تسليم نفسه للقضاء، وتصوروا أيضاً أن استكمال التحقيق في حيثيات "الحادث" تحتاج الى تسليم أعداد أخرى من المقاومين للتحقيق معهم، وتصوروا أيضاً أن الحزب المقاوم قرر عدم تسليمهم لضرورات السرية وأعلنت نتائج تحقيق داخلي يضع الحدث في موقع "الحادث المؤسف" كما بدأ الحليف الملحق العماد ميشال عون في الترويج له في طلاته الأسبوعية، فأين يصبح حينها دور القضاء؟ وهل يكون الفصل بيد قضاء "حزب الله" أو بتكليف شرعي من الولي الفقيه؟

ولكن، وحتى لا نتمادى في "استغلال" القضية كما يقولون، فقد تكون المسألة نتيجة التباس كما صرح "حزب الله"، أو تكون عملاً مقصوداً لتمرير رسالة ما من دولة "حزب الله" الى الدولة اللبنانية، ولكن ما حدث يؤكد أنه مهما بالغ الطرفان في اعتماد التقية في زواجهما القسري، فإن منطق الأمور يؤكد أن الصدام حتمي حتى لو تجاهلنا ارتباط هذا الحزب بالأحلاف الإقليمية، وتخطينا كون أعضائه جنوداً في جيش "الولي الفقيه" مما يجعل وجوده في لبنان كوجود فيلق للحرس الثوري الإيراني. هذا ليس بالطبع محاولة للنيل من "حزب الله" فما قلته هو محط مفخرة لأعضائه، ولكنه مجرد توصيف لوضع قد يجعل من الدخول في الحوار الوطني لبحث قضية سلاح الميليشيات وتنظيم الاستراتيجية الدفاعية مثل حوار الطرشان لأنه محكوم بأفكار مسبقة وقناعات عقائدية من جهة "حزب الله"، وإصرار على وضع كل السلاح تحت سلطة الدولة من قوى 14 آذار وشتان ما بين الطرحين. ولكن، ومع كل ذلك، فعلينا الإصرار على هذا الحوار والذَهاب إليه بطروح محددة وعقل منفتح حتى تصل التقية الى "باب الدار".

(*) عضو كتلة "المستقبل" النيابية

 

اشتباك في بخعون يوقع 6 جرحى وتسليم مطلق النار الى السلطات الأمنية

المستقبل - الاثنين 8 أيلول 2008 - تعرضت سيارة تابعة للنائب احمد فتفت في بخعون ـ الضنية امس الى اعتداء بالعصي والحجارة، تطور الى اطلاق نار، ما اضطر العناصر التي في داخلها الى الرد على مصادر النيران. وعملت القوى الأمنية على معالجة الحادث بمساعدة ابناء بخعون الذين استنكروا اي اشكالات تقع في البلدة. وحصل الحادث قبل نصف ساعة من وصول موكب رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الى المنطقة. وأفيد لاحقاً، عن إصابة ستة أشخاص بجروح.

وعاد الوضع الى طبيعته في منطقة الضنية عند العاشرة من مساء امس وأعيد فتح الطريق الرئيسية التي تربط الضنية بطرابلس، بعد ان تم تسليم مطلق النار الى السلطات الامنية المختصة. وانتشرت وحدات من الجيش اللبناني على مداخل بلدة بخعون وعمدت الى تفتيش السيارات والمارة.

 

هيدي مدرستك"

"أبو رامز"

المستقبل - الاثنين 8 أيلول 2008 - لم تأت خطوة سعد الحريري في طرابلس (يا إخوان) ملتبسة أو مفتعلة أو وليدة حسابات مبسطة تتعلق بمصلحة ما خاصة به أو بتيار المستقبل، ولم تأت كنقطة معلقة في الهواء لا أمامها ولا وراءها ولا فوقها ولا تحتها.

بل جاءت في سياق ألفه اللبنانيون منذ أن ألفوا وعرفوا رفيق الحريري ونهجه ومساره وسياسته وأفكاره وأحلامه وآماله... ومدرسته. تلك المدرسة القائمة على بنيان الحياة وتلمس سبل تعزيزها وإلغاء ما يعرقل سياقها المعقول والطبيعي والسلمي والتسووي. باعتبار أن التسوية هي الوسط الذهبي الذي حكى عنه حكماء اليونان في زمان غابر والذي يساوي الفضيلة ويلغي الطرفين الحادين النافرين المتضادين للضلع المثلث: بين التهور والجبن تأتي الشجاعة وبين التبذير والبخل يأتي الكرم وبين الثرثرة والكتمان تأتي الأمانة وبين العدائية والوضاعة تأتي الصداقة... إلخ. التسوية بمعناها القابل للترجمة بكرامة وعزة نفس ورفض الخنوع والخضوع للشر والأشرار.

جاءت الخطوة لتسد نوافذ وأبواب شر عرفه اللبنانيون وعرفوا ويلاته منذ ثلاثة عقود وأكثر، وخبروا، كما لم يفعل أحد مثلهم، معنى أن يصبح دمهم وعرضهم وأرضهم وأرزاقهم وآلامهم مجرد تفاصيل بسيطة، عابرة، غير مهمة عند من امتطى صهوة التاريخ ليستعيد أمجاد السيف والترس والخيل والليل في زمن الصواريخ العابرة للقارات... الباحث تارة عن "توازن استراتيجي" مع عدو ما وطوراً عن تجميع أدوات وأوراق لاستخدامها في خدمة مصالحه دون غيرها، المتنطح لأدوار أكبر منه ومن إمكاناته وظروفه... الباحث في نهاية المطاف، عن دور محوري إقليمي كبير فلا ينتج إلا الهزائم وتفريخ الحروب الأهلية في لبنان وفلسطين والعراق.

يحارب سعد رفيق الحريري الشر بالتسوية النبيلة والكريمة التي تحفظ حق الجميع وحقوقهم... لم يبدأ في طرابلس، لكن فيها بدأ يُسمع ذلك الصوت الداعي الى كلمة سواء تحفظ البلد وأهله وتنتج مصالحة تطفئ الكارثة والنار. وهو فعل ذلك، منذ اللحظة الأولى التي رأى فيها دم أبيه على الأرض فخاطب الحس الوطني الجامع عند اللبنانيين داعياً الى التمسك بما أنجز بعد الحرب والبناء عليه وسيستمر في ذلك لأنه ابن تلك المدرسة التي بناها رفيق الحريري أولاً وأخيراً.

 

بين قمّة دمشق العربية .. وقمّة دمشق الرباعية مياه جديدة في البحر السوري .. والإقليمي !

المستقبل - الاثنين 8 أيلول 2008 - محمد مشموشي(*)

بين القمة العربية في دمشق (آذار العام 2007) والقمة الرباعية فيها (أيلول العام 2008) يبدو أن مياها كثيرة، ومختلطة، وملونة، جرت في بحار وأنهار المنطقة التي يطلق عليها اسم "الشرق الأوسط"، وأنتجت، في ما أنتجت، ما تشهده المنطقة الآن من "أبواب مفتوحة" على مصاريعها باتجاه اسرائيل، وربيبتها الولايات المتحدة الأميركية، وأخرى "مقفلة" بشكل كامل بين دول عربية بعينها، وثالثة "مواربة" فلا هي مفتوحة الى حد الانخلاع كالأولى ولا هي مسدودة بحيث لا ينفذ منها هواء كالثانية.

في أعقاب القمة العربية، وما اكتنفها لجهة الحضور أو المقاطعة، لم يترك النظام السوري ولا حلفاؤه في لبنان تحليلا، أو تعليقا، أو وصفا، الا استخدموه لتصوير القمة بأنها كانت "ناجحة" (بل وبالغة النجاح) في محاولة منها للرد على العزلة الدولية، وحتى العربية، التي فرضت على النظام المضيف منذ أواخر العام 2004. يومها لم تكن ثمة أبواب سورية مفتوحة، علنا على الأقل، لمفاوضات من أي نوع مع اسرائيل، بل كان الجو مليئا بلافتات عن "الممانعة" و"المقاومة" و"اسقاط المشروع الأميركي"، تضاف اليه أخرى عن "أنصاف الرجال" و"الخيانة" و"العمالة" كانت ترفع سريعا في وجه كل من يطرح علامة استفهام أو حتى ينبس بكلمة.

وبعد القمة الرباعية، لم يختلف الأمر كثيرا لجهة الحديث عن تحطيم جدار العزلة، وتاليا عودة النظام السوري الى لعب دوره القديم ـ المتجدد على مساحة المنطقة وفي العالم، لكن غابت نهائيا (هل هو غياب مؤقت ؟) لافتة "الممانعة" بينما بقيت زميلتها "المقاومة" وان بمفهوم مختلف وتحت عنوان آخر ... "لا مصلحة لنا بالتخلي عن المقاومة"، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع محطة تلفزيون "المنار". وعمليا، فبين السطور يمكن لمن يريد قراءة كلمة "الآن" أو "الى حين" لدى حديث الأسد عن "الهدايا" التي لا تقدم مجانا: "نحن لسنا دولة تقدم هدايا .. نحن دولة تتحدث عن مصالح". والهدية، في اللغة، هي كل ما يقدم من دون مقابل، وتفقد صفتها هذه عندما لا تكون كذلك.

فأية مياه، جرت في بحار المنطقة بين الموعدين ؟!.

من نافل القول ان الحدثين الأهم والأكثر دلالة بهذا المعنى انما حدثا في فلسطين ولبنان، حيث لـ"الممانعة" و "المقاومة" تأثيراتهما الاقليمية والدولية المباشرة، لجهة قضية كانت ولم تزل لأكثر من نصف قرن قضية المنطقة الأولى (الصراع العربي ـ الاسرائيلي)، وأخرى تتعلق بمصير بلد ودولة تتلاعب بهما المصالح والأهواء الاقليمية باعتبارهما مجرد "ساحة" لتصفية حساباتها وتحقيق الطموحات (لبنان). والحدثان، بغض النظر عما يقال غير ذلك، هما الفشل المدوي سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا للانقلاب المسلح الذي قامت به حركة "حماس" في قطاع غزة وانعكاساته على القضية الفلسطينية أولا وعلى مقولة "الممانعة" ثانيا (توجد هدنة حاليا بين "حماس" واسرائيل)، والفشل المدوي بدوره سياسيا وعسكريا كذلك لما وصف بـ"الامارة الاسلامية" التي كانت ستقام في شمال لبنان، كمرحلة أولى تتمدد لاحقا لتشمل لبنان كله، على يد منظمة أطلق عليها اسم "فتح الاسلام"، نبتت هكذا فجأة ومن دون سابق انذار، في مخيم نهر البارد.

في الوقت نفسه، كانت تتقدم ـ كما بات جليا الآن ـ اتصالات بعضها سري وبعضها علني بين "شخصيات" سورية واسرائيلية (بدأت في أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان العام 2006) كما كانت تشتد شبكة العزلة الدولية، فضلا عن الاتهامات العلنية، حول سوريا وايران والدور الذي تقومان به على مساحة المنطقة من لبنان الى العراق الى فلسطين وصولا الى بعض دول الخليج.

على خط آخر، ولكن مواز، كانت هزيمة كاملة وشبه نهائية تلحق بحرب أقسى وأكثر طموحا شنتها الدولتان الحليفتان، سوريا وايران، في داخل العراق وعلى حدوده (انسحبت منها دمشق قبل ذلك بعد أن اكتشفت أنها لن تستطيع مواصلتها)، وكانت "الساحتان" الأخريان في لبنان وفلسطين تزدادان ضمورا بعد أن وصلتا الى حافة الانهيار النهائي: لا غذاء ولا ماء، حتى ولا "مقاومة"، في غزة ... ولا دولة، ولا حتى "مقاومة" خاصة بعد القرار الرقم 1701، كما بات الوضع منذ العام 2007، في لبنان. لعل اغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله" الشهيد عماد مغنية، في شهر شباط الماضي، وفي ضاحية دمشق، كفرسوسة، المحمية جيدا، وما تلاه من اغتيال العميد محمد سليمان ذي المهام الحساسة في القيادة السورية، كانا المؤشر الأكثر دلالة على أن مياها جديدة ومختلفة بدأت تجري في الجدول السوري، وأنها سائرة لتصب، ان لم يكن الآن ففي مرحلة لاحقة، في بحر علاقاتها مع المنطقة ومع العالم.

ولعل العلاقة الحميمة الى حد كبير، والمفاجئة الى حد كبير أيضا بسبب التاريخ والجغرافيا، بين سوريا وتركيا من ناحية، ودور الأخيرة الناشط في المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية من ناحية ثانية، يكفيان لاعطاء مؤشر آخر على غزارة هذه المياه وعمقها ونوعيتها. بين دلائل ذلك، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تعمد طمأنة الرئيس الأسد في القمة الرباعية الى أنه أيا كان خليفة رئيس حكومة اسرائيل الحالي ايهود أولمرت فسيكون ملتزما بمواصلة المفاوضات مع سوريا ... ومن النقطة التي وصلت اليها.

ولعل البيانات السورية المتكررة عن أنها تسعى في نهاية المطاف الى رعاية أميركية مباشرة للمفاوضات بين سوريا واسرائيل، وعن أن هذه الرعاية تنتظر قيام ادارة أميركية جديدة بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، تكفي بدورها للقول ان النقاط الست التي وضعتها سوريا في عهدة "الراعي" التركي ليست سوى نقاط اتفاق ... وان تكن تحمل صفة "وديعة". يؤكد ذلك، وفق صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، أن موفدا أميركيا هو مساعد نائب وزيرة الخارجية ديفيد ولش كان سيشارك في الجولة الخامسة للمفاوضات لولا أنها لم تؤجل الى وقت آخر. والوقت الآخر، بحسب أردوغان مجددا، هو الثامن عشر من أيلول الجاري.

الى أين من هنا ؟!.

في قمة دمشق العربية، جرى الحديث في المداولات (بمبادرة سورية) وفي البيان الختامي عن احتمال اعادة النظر في المبادرة العربية للتسوية في ما لو استمر الجمود في المنطقة. الا أنه، كما اتضح فيما بعد، كانت المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية قد بدأت فعلا وان لم تكن قد حققت نتائج محددة.

ولأن المبادرة العربية تتحدث عن تسوية شاملة وكاملة وعادلة (الايقونة العربية التاريخية) على المسارات كلها، بما فيها أساسا المسار الفلسطيني، وقد اتخذت باجماع القادة العرب في قمة بيروت العام 2002 أولا ثم في قمة الرياض العام 2006.

ولأن سوريا قالت دائما انها ضد التسوية المنفردة، من كامب ديفيد الى اتفاق أوسلو الى اتفاق وادي عربة، فهل يكون "اتفاق اسطنبول" مثلا (أو هو اتفاق واشنطن لاحقا ؟!) تسوية شاملة ... لمجرد دعوة الرئيسين اللبناني والفلسطيني، كما قال الرئيس الأسد في ختام القمة الرباعية، للانضمام الى المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية عندما تصبح مباشرة ؟!.

وأين سيكون موقع "الممانعة" و"المقاومة" و"اسقاط المشروع الأميركي" في محصلة سياق من هذا النوع ؟!.

أسئلة لبنانية قبل كل شيء، على خلفية الثمن الفادح الذي دفعه اللبنانيون على مذبحها، الا أن الاجابة عنها ستنتظر قمة ثنائية بين الأسد وتسيفي ليفني (أو بنيامين نتنياهو)، أو قمة ثلاثية بينهما وبين أردوغان، أو في وقت لاحق بينهما وبين باراك أوباما أو جون ماكين.

وحتى ذلك اليوم .. يبقى السؤال: هل يحفظ اللبنانيون رؤوسهم عند تغير الدول، أو المياه في مجاريها ؟!.

أم أن هناك (في لبنان خاصة) من لا يزال يراهن على فشل ذلك، لنعود مجددا الى مقولات "الممانعة" و "المقاومة" وما اليها.

(*) كاتب سياسي

 

مقابلة مع النائب مروان حمادة من جريدة السياسة

»القرار 1701 معطل من اسرائيل و»حزب الله« والقوات الدولية أصبحت فوجاً للسياح 

كل المناطق مقفلة أمام الجيش اللبناني والحوار هو الحل كي لا يدفع بلبنان إلى مغامرات جديدة

  سورية ليست روسيا ولبنان ليس جورجيا

 قوى »14 آذار« اختارت التسوية أمام الفتنة والحرب

 الدولة مشلولة وسلطتها تتلاشى أكثر فأكثر على كل الأراضي اللبنانية

 من غير الطبيعي ان تمثل المقاومة في الحكومة وتتصرف باستقلالية خارجها

 اتمنى أن يكون الحوار الوطني قبل الانتخابات النيابية

 علينا ألا نكتفي بـ»الطعم« وننسى الصنارة في ملف العلاقات الديبلوماسية اللبنانية - السورية

 »تيار المستقبل« سيربح الانتخابات في الشمال ايا يكن منافسه

بيروت - صبحي الدبيسي: 9 ايلول 2008

 رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة "أن »14 آذار« اختارت التسوية أمام خيار الفتنة والحرب, وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال بأننا تنازلنا عن الأساسيات التي كانت في انطلاقة »ثورة الأرز«, والتي تستمر عنواناً كبيراً للمرحلة الفاصلة الآتية في الربيع المقبل, في الانتخابات النيابية حين سيكون العنوان: لبنان أولاً".

وأكد في حوار مع "السياسة", "أن »14 آذار« بقواعدها الحزبية والمناطقية ستنتصر وستؤمن أكثرية تفوق 70 مقعداً في الانتخابات المقبلة".

واعترف "أن كل المناطق مقفلة تقريباً في وجه الجيش اللبناني, وهذا ما ظهر في أحداث 7 و8 مايو في العاصمة, وما ظهر في الضاحية الجنوبية في أحداث أواخر يناير الماضي, وفي الاعتصام الذي استمر سنة ونصف السنة, وكذلك اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني".

واعتبر حمادة "أن »القرار 1701« معطل من إسرائيل بسبب طلعاتها الجوية المستمرة في الأجواء اللبنانية, وكذلك من »حزب الله« بسبب تكديس السلاح وتهريبه من سورية ومن إيران", مشيراً إلى أنه لا يرى »أن الأمم المتحدة تقوم بواجبها في الجنوب, فقد تحولت من قوة ضاربة إلى فوج من السياح".

وفي السيادة, رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" أن "لبنان باقٍ, ولكن الدولة مشلولة وسلطتها تتلاشى أكثر فأكثر", مبرراً استعجال النائب وليد جنبلاط لانعقاد طاولة الحوار ب¯"أن التسوية ستبقى هشة إذا لم تدعم بحوار شفاف وطني وصحيح", مشدداً على "أن الحوار هو المسلك الوحيد للوصول إلى حل سلمي يحفظ مصالح الشعب اللبناني ولا يدفع بلبنان إلى مغامرات جديدة". وأبدى خشيته من "أن لا يبدأ هذا الحوار, أو أن يماطل فيه أو يعطل, لأن البعض لا يريد حواراً قبل الانتخابات النيابية".

وفي ملف العلاقات اللبنانية - السورية رأى حمادة "أن العنوان جيد, ولا نعرف ماذا سيكون المضمون", ناصحاً ب¯"ألا نكتفي بالطعم وننسى الصنارة", ومؤكداً "أن لبنان يتمتع بمناعة عربية ودولية, وإلا كانت القوى الظلامية والديكتاتوريات المحيطة به ابتلعته منذ زمن بعيد".

ونفى وجود تباين بين "اللقاء الديمقراطي" و"القوات اللبنانية", مشيراً إلى "أن الانتخابات المقبلة ستواجه بتمثيل مسيحي قوي ينطلق من مبادئ "14 آذار".

ورأى "أن ما تروجه إسرائيل و»حزب الله« عن حرب وشيكة هو نوع من حرب نفسية", آملاً "أن لا يكون لبنان مرة أخرى ساحة حرب تنعكس على الشعب اللبناني تدميراً كبيراً", مبدياً ارتياحه لأداء الرئيس اللبناني ميشال سليمان في إدارة الحكم, ومتمنياً أن يحظى بدعم أكبر من القوى السياسية.

وقلل حمادة من "أهمية الوعود التي قطعها خلفه وزير الاتصالات الحالي جبران باسيل بشأن خفض فاتورة الهاتف الخلوي الذي يؤمن للخزينة 42 في المئة من الدخل القومي, قبل إيجاد البدائل".

 وهذا نص الحوار:

 من قمة التصعيد السياسي, وما أعقبها من أحداث دموية بعد السابع من مايو, إلى الفتن المتنقلة هنا وهناك, اعتمد فريق »14 آذار« نوعاً من المهادنة المشروطة, لكن جماهيركم لم تستوعب بعد هذا التحول المفاجئ في مجريات مواقفكم السياسية, كيف تفسر لنا حقيقة موقف قوى »14 آذار«?

  لأن البلد وضع أمام خيار الفتنة والحرب الأهلية أو التسوية الموقتة, اختارت »14 آذار« الخيار اللبناني الوطني الصرف, ألا وهو التسوية, إلى أن هذه التسوية لا تعني بأي شكل من الأشكال أننا تنازلنا عن الأساسيات التي كانت في انطلاقة »ثورة الأرز«, والتي تستمر عنواناً كبيراً للمرحلة الفاصلة الآتية أمامنا في الربيع المقبل في الانتخابات النيابية, حين سيكون العنوان: لبنان أولا لبنان!

لبنان الديمقراطية والعروبة, لبنان الحريات أو لبنان النظام الشمولي, المحكوم مخابراتياً على غرار النظامين السوري والإيراني. هذا سيكون عنوان الانتخابات, خيارنا كان خيار السلم. وسلاحنا سيكون إلى جانب القلم والورقة التي ستوضع في صندوق الاقتراع. ونحن نعتبر أن هذه التسوية هي أكبر من هدنة وليست أبداً استسلاماً, لن نغير شيئاً من مبادئنا وسنطلب من الشعب اللبناني أن يحكم بالنهاية في الربيع المقبل.

 من يضمن لكم النجاح والفوز بالانتخابات النيابية في الربيع المقبل في ظل هذا التراجع السياسي, ألا تخشى أن ينعكس سلبياً عليكم?

 ليس هناك تراجع سياسي, فالمناخ الشعبي ليس تراجعياً, ما جرى خلال الأسابيع الماضية في الشمال, وما جرى من عدوان على مروحية الجيش, وما جرى من تصرفات على الأرض في بيروت وهي تصرفات متمادية ومستمرة. كل ذلك يجعلنا نثق أن »14 آذار« بقواعدها الحزبية والمناطقية ستنتصر وستؤمن أكثرية تفوق 70 مقعداً نيابياً في الانتخابات المقبلة. أنا لا أقول أننا سننجح في حيازة الثلثين, ولكن بكل تأكيد سنعود ونشكل أكثرية مطلقة في المجلس النيابي.

 على ذكر سقوط المروحية, هل يعني أن هناك مناطق محرمة على الجيش اللبناني?

 وهل تعتقد بأن هذا بالشيء الجديد, تقريباً كل المناطق مقفلة بوجه الجيش اللبناني.

 هل نحن أمام "فتح لاند" آخرى في الجنوب وفي الضاحية?

 أنا بنظري, بشكل من الأشكال وبالمنطق الأمني الشامل, للأسف كل لبنان حتى الآن ممنوع على الجيش اللبناني, وعلى قوى الأمن الداخلي. وهذا ما ظهر في أحداث 7 و8 مايو في العاصمة, وهذا ما ظهر في الضاحية الجنوبية في أواخر يناير, وهذا ما ظهر في الاعتصام من خلال احتلال الأملاك الخاصة والعامة لأكثر من سنة ونصف السنة, وهذا ما كان واضحاً في اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني, وما جرى في نهر البارد.

بالنتيجة الجيش اللبناني, وفي المرة الوحيدة التي كان له ردة فعل قوية بتغطية سياسية كانت في نهر البارد, ولكن للأسف بعد ذلك, رأينا نوعاً من التراجع في الحزم وفي الحسم.

 هل يريد "حزب الله" تجميد مفاعيل القرار الدولي 1701 من خلال إطلاق النار على الطوافة العسكرية ومقتل قائدها لتعطيل دور الجيش في الجنوب?

 القرار 1701 معطل من الجميع. من إسرائيل أولاً في طلعاتها الجوية, واستمرار هذا النوع من العدوان, وكذلك من "حزب الله" بسبب تكديس السلاح وتهريبه باستمرار من سورية ومن إيران إلى لبنان. وكذلك لا أرى أن الأمم المتحدة تؤدي واجبها, فأنا أشعر بأن قوات الأمم المتحدة في الجنوب والتي قيل أنها قوة ضاربة, وقوة فاعلة, تتحول تدريجياً إلى فوج من السياح.

 برأيك متى سينتهي التحقيق في قضية الطوافة العسكرية? وهل ستصدر محاكمات بحق الذين اغتالوا النقيب حنا?

 للأسف حالة القضاء اللبناني, ولا أتحدث عن القضاة, فهم ممتازون, كما حالة الدولة, والدولة في الوقت الحاضر, وفي عناوين السيادة الرئيسية مشلولة, لبنان باقٍ والبلد باقٍ, والشعب باقٍ. ولكن الدولة مشلولة, وتتلاشى سلطتها أكثر فأكثر على الأراضي اللبنانية, أملي كبير أن يأخذ القضاء مجراه في هذه القضية. ولكن لا أتوقع الكثير, لأن الجاني الحقيقي هو من أعطى الأوامر لقوى من هذا النوع لأن تؤدي واجبها, وأن تطلق النار بحرية على الجيش اللبناني.

 هل يعني هذا الكلام, أن شيئاً لم يتغير بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتعيين قائد للجيش, بما يعني أن الأوضاع السياسية والأمنية باقية على ما هي عليه?

 لا... هناك تسوية أخذت طريقها إلى التنفيذ, والحمد لله أنه أصبح عندنا رئيس جمهورية وحكومة. ولكن التأثير الميداني على الأرض لهذه العناوين السياسية لا يزال محدوداً جداً.

 يستعجل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط انعقاد طاولة الحوار, ولكن ذلك يبدو متعذراً في الوقت الحالي. لماذا يتأخر الحوار برأيك? وهل توجد شروط من قبل المعارضة للمشاركة في الحوار?

وليد جنبلاط على حق بالمطالبة بإجراء الحوار, لأن هذه التسوية ستبقى هشة, إن لم تدعم بحوار شفاف وصحيح ووطني ومنفتح على موضوع الستراتيجية الدفاعية, التي تعني بالنتيجة هل هناك في لبنان دولة وسلطة واحدة تستوعب القوى الأخرى حتى القوى المقاومة, لكي يبقى قرار السلم والحرب مع الدولة, ومع الحكومة, خصوصاً وأن الحكومة تضم في صفوفها ممثلين عن هذه المقاومة? إذاً من غير الطبيعي أن يكونوا في الحكومة, وأن يبقى التصرف مستقلاً خارجها.

الحوار هو المسلك الوحيد للوصول إلى حل سلمي يحفظ مصالح الشعب اللبناني ولا يدفع بلبنان إلى مغامرات جديدة في المنطقة, أو في ظروف إقليمية صعبة جداً.

 هل تخشى من تعطيل الحوار?

 أنا أخشى أن لا يبدأ هذا الحوار. ثم أخشى أن يماطل فيه, ثم أخشى أن يعطل. هناك بعض المراقبين يقولون بأن لا حوار حقيقياً قبل الانتخابات. أنا أتمنى أن يكون الحوار الحقيقي قبل الانتخابات, لكي لا تأتي الانتخابات كسر عظم.

 في ملف العلاقات السورية-اللبنانية, هل لمستم جدية في إقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان?

 العنوان جيد, ولا نعرف كيف سيكون المضمون. أما في الشؤون الأخرى التي لا معنى للعلاقات الديبلوماسية من دونها, كترسيم الحدود والاعتراف بها, مثل تسهيل تحرير مزارع شبعا, وعدم تهريب السلاح, وقضية المفقودين في السجون السورية. لذا يجب ألا نكتفي بالطعم وننسى الصنارة.

 الرئيس بشار الأسد شبه الوضع بين سورية ولبنان بالوضع بين روسيا وجورجيا فهل أنت متوجس من أن يحصل في لبنان ما حصل في جورجيا?

 لا... لا هواجس عندي, لا سورية روسيا رغم التشابه في الأحرف, ولا لبنان جورجيا. لبنان يتمتع بمناعة عربية ودولية, لم يسبق لدولة في العالم أن تمتعت بها, وإلا كانت القوى الظلامية والديكتاتوريات المحيطة به ابتلعته منذ زمن بعيد.

 ألا تخشى عودة سورية إلى لبنان من البوابة الشمالية?

 لا أخشى عودة عسكرية لسورية إلى لبنان, وهناك خطوط حمراء مرسومة دولياً لأي تحرك خارجي للنظام السوري, فالأحرى به أن يتطلع إلى تحرير الجولان بدلاً من أن يضرب استقرار شمال لبنان. ولكن سورية موجودة بعملائها وبأدواتها في لبنان.

* في موضوع تأليف الحكومة وحصة »14 آذار« طرحت علامات استفهام كثيرة حول استمرار الانسجام السياسي لهذا الفريق, لا سيما وأن "اللقاء الديمقراطي" و"تيار المستقبل" ضحيا لمصلحة الشريك المسيحي في هذا الفريق. كيف تصف لنا صورة »14 آذار«, هل ما يزال فريقاً متماسكاً, أم سيتحول إلى فريق تتقاذفه المصالح الشخصية لأقطابه?

 »14 آذار« تجاوزت سوء التفاهم الذي رافق تشكيل الحكومة والاجتماعات القيادية بدأت وستستمر وتتطور, وسيكون ل¯»14 آذار« برنامج وطني, آمل أن يخوض في ظله كل مرشحينا الانتخابات المقبلة.

 منذ »اتفاق الطائف« وفي زمن الوصاية السورية لم تتقلص حصة رئيس "اللقاء الديمقراطي" في الحكومة كما تقلصت هذه المرة. الى ماذا تعزو سبب ذلك?

 إلى رغبته في التسوية ليس إلا. هذا لا يعني أن هذه هي الحصة النهائية, ولكن المرحلة فرضت هذه التسوية.

 لماذا غيب الرئيس فؤاد السنيورة عن الحكومة الحالية حضور الحكومة الماضية, ك¯: مروان حمادة ونائلة معوض, وأحمد فتفت وغيرهم?

 لكل موسم رجاله ونساؤه, قد يكون من الأفضل للحكومة ولنا خصوصاً ألا نكون فيها. على الأقل فأنا مغتبط لأني خارج الحكومة.

 لقد خصص رئيس الحكومة يوماً إنمائياً لمنطقة الشمال, ماذا يقدم أو يؤخر هذا اليوم? وهل سيطفئ فتيل التفجير العسكري في هذه المنطقة?

 العمل على تنمية الشمال ونقل طرابلس من وضعها المزري للأسف, على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي إلى وضع أفضل من الضرورات في كل الحالات, إذا كان هناك قتال في طرابلس, وإذا كان هناك سلم وأمان في طرابلس, فالمدينة تستحق الكثير, ولم تأخذ إلا القليل.

كان هناك حديث عن مناطق محرومة من لبنان, والتي لم تعد محرومة أبداً. المناطق المحرومة حقاً هي طرابلس وعكار والضنية.

 ماذا تقرأ رحلة العماد ميشال عون ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس على ظهر يخت يخص الأخير إلى موناكو, لا سيما وأن هناك إشاعات تقول بأن وراء هذه الرحلة أهدافاً سياسية لرسم تحالف شمالي ضد الأكثرية? ما هو تعليقك على هذا الموضوع?

 لا تعليق لي على ذلك. فأنا مطمئن إلى حكمة دولة الرئيس عصام فارس, وصموده المحتمل أمام إغراءات العماد عون. و"تيار المستقبل" سيربح الانتخابات في الشمال أياً يكن منافسه.

 هل اتضحت لديكم صورة التحالفات المقبلة في الانتخابات النيابية?

 نعم, بدأت تتضح, ربما لم توضع كل الأسماء النهائية, المهم الآن الاتفاق على العنوان الكبير للمعركة, وطبعاً تمثيل كل القوى في لوائح متنوعة, يكون فيها محل للمستقلين الوطنيين الذين واكبوا »14 آذار« من دون إغفال الأحزاب, وفي رأيي الأمور لم تحسم قبل نهاية السنة.

 البعض يتحدث عن تباين بين "اللقاء الديمقراطي" و"القوات اللبنانية", هل صحيح أن هذا التباين موجود?

 لا.. ليس هناك تباين, كلنا في »14 آذار«, الهمس والنقاش يدور حول اللوائح الانتخابية, وهذا الكلام لا يقتصر على "اللقاء الديمقراطي" و"القوات اللبنانية", بل يشمل "الكتائب" و"الأحرار" و"المستقبل". والتنافس طبيعي بين كل من يترشح ليكون مرشحاً على اللوائح المقبلة.

 كيف ستواجهون "التيار الوطني الحر" في منطقة بعبدا والمتن الشمالي?

 سنواجهه بتمثيل مسيحي قوي وبمناخ قوي يرتكز إلى مبادئ »14 آذار«.

 هل ستبقون على التحالف مع "القوات اللبنانية" في الشوف كما حصل في انتخابات العام 2005?

 سنبقى على تحالفنا مع "القوات اللبنانية" بالجملة, أما بالمفصل فلا أعرف كيف ستكون الأمور?

 في موضوع إعادة ترتيب البيت الدرزي وتأكيد التحالف بين النائب جنبلاط ووزير الشباب والرياضة طلال إرسلان. البعض يعتبره مرحلة آنية, ومع الوصول إلى الانتخابات ينتهي كل شيء, فماذا تملك من معلومات بشأن هذا الموضوع?

 أظن أن ما قام به الوزير جنبلاط وتجاوب الأمير طلال ارسلان معه صبا في مصلحة الطائفة الدرزية لحماية الجبل وصونه, ولإبقائه خارج دائرة التخريب والفتن. أما المرحلة الانتخابية فلم تبدأ بعد, ولا أعرف كيف ينعكس هذا التفاهم على اللوائح الانتخابية ولكن المناخ الذي وجد ترحب به كل الطائفة الدرزية.

 منذ فترة يشيع "حزب الله" أجواء الحرب ويتوقع قيام إسرائيل بعدوان يستهدف لبنان و"حزب الله" بالتحديد, ما هي قراءتك للأوضاع في المنطقة?

 "حزب الله" يروج, وإسرائيل تروج للحرب, وأرى في ذلك نوعاً من الحرب النفسية, آملاً أن لا يكون لبنان مرة أخرى ساحة حرب, وألا نغامر بأي شيء قد ينعكس على الشعب اللبناني تدميراً كبيراً, بنظري هذا الكلام  يدفعنا إلى التذكير بما يطالب به جنبلاط لإطلاق الحوار سريعاً بشأن السياسة الدفاعية. نحن في لبنان نعتمد سياسية دفاعية, وهذا ما سنسعى إليه برئاسة الرئيس سليمان وليس إلى فتح حرب أو إطلاق حرب مفتوحة في الشرق الأوسط لحساب أي قوة إقليمية أو دولية, كفى لبنان خراباً.

 هل أنتم مرتاحون لأداء الرئيس ميشال سليمان في الحكم?

 نعم مرتاحون لأدائه, ونطالب بمنحه دعماً أكبر من القوى السياسية, لأنه لن يستطيع وحده أن يحل مشكلات لبنان الكثيرة والمعقدة.

رئيس الجمهورية له صلاحيات, ولكن منذ »الطائف«, هذه الصلاحيات تتوزع على أكثر من مؤسسة دستورية, إن للحكومة دوراً أساسياً إلى جانب المجلس النيابي, نتمنى أن يقود الرئيس سليمان لبنان إلى انتخابات نيابية, ستكون مفصلية لمستقبل لبنان.

 هل تخشى فتح الملفات في وزارة الاتصالات, لا سيما وأن الوزير باسيل لمح إلى ذلك?

 لم تتم أي صفقة أصلاً, في كل وزارة الاتصالات, بينما هذه الحكومة مدعوة الآن الى عقد صفقات شرعية, التي هي الخصخصة وعن هذه النقطة, لم أسمع منه في هذه الفترة أي تهجم على الوزارة السابقة.

 الوزير باسيل يعد بتخفيض فاتورة الهاتف الخلوي وتحديداً الخطوط الثابتة, فلماذا لم تخفض عندما كنت على رأس هذه الوزارة?

 لا أحد يستطيع أن يخفض فاتورة الهاتف قبل أن تؤمن خزينة الدولة موارد أخرى. وزارة الاتصالات تؤمن 42 في المئة من مدخول الدولة. إذا خفضت التعرفة من دون حساب البديل, فهذا يعني التوقف عن دفع المعاشات والتقاعد وصفقات الفيول, وبالتالي تعتيم اجتماعي وكهربائي في لبنان.

القضية ليست قضية تخفيض, كل الناس تريد التخفيض, ولكن قبل أن تستعيد معدلات نمو قادرة على تمويل الخزينة, تبقى الاتصالات هي أحد الروافد الأساسية, حتى ولو أصر الوزير باسيل على خفض التعرفة فلن يقبل معه لا وزير المال ولا رئيس الحكومة, وهل يعني أنني كنت لا أريد التخفيض, ولكن هل نتوقف عن دفع الرواتب, فماذا يحصل في البلد

 

النائب العماد عون ترأس الاجتماع الأسبوعي ل"التغيير والإصلاح": لا نتدخل بين أعلى مرجعيتين بين لبنان وسوريا

نريد ان نعرف كيف وصلت الطوافة العسكرية الى مكان الحادث؟

الثقة تعطى ولا تباع ومن يبيع صوته يمارس الدعارة السياسية

هناك محاولة لبيع الوطن ب30 من الفضة ولا نريد قروضا مذهبية

نحتاج الى مقاومة أخلاقية ضد مال سياسي يشتري الأرض والاستقلال

وطنية - 8/9/2008 (سياسة) ترأس النائب العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم، اجتماع "تكتل التغيير والإصلاح" في دارته في الرابية.

على الأثر، قال العماد عون: "بحثنا في أمور عدة، ولا سيما التي نكتشف كيف كان يعمل بها في الحكومة سابقا ومواضيع عامة. نرحب بالمصالحة التي تتم في الشمال، وبكل تواضع كنا من الأوائل الذين نبهنا إلى ضرورة أن تتم الإجراءات قبل أن تحصل الاشتباكات وتسيل الدماء وتحترق البيوت، وقبل أن يصبح من الضروري انشاء لجان إغاثة. تعرضنا إلى هجمات إعلامية من أصحاب العلاقة الذين يقومون اليوم بالمصالحات، كأننا نحن نفتعل المشاكل. وقع المشكل، ونادينا على العقلاء كي يقوموا بهذه الاجراءات، واليوم يبدو أنها تسير في اتجاه جيد، ونتنى أن تتم الصلحة بخير، وتتعمم وتتحس العلاقات بين كل اللبنانيين".

أضاف: "منذ خمسة أيام، علقنا على حادثة الطائرة، وتعرضنا إلى حملة إعلامية. ما الذنب الذي ارتكبناه؟ قلنا إننا نأسف ونحن نحزن لاستشهاد ضابط من سلاح الجو اللبناني، وتمنينا أن يكشف التحقيق كل الملابسات والالتباسات في أسرع وقت ممكن. واعترضنا على صحيفة "لوريان لو جور"، وأسفنا لأن النيابة العامة لم تحولها الى المحاكمة. نحن نقدس حرية الرأي، ولكن حرية الرأي ليست حرية الاعتداء وتجاوز الحقيقة، كل إنسان يتجاوز الحقيقة ويعتدي على انسان ما، على كرامة ما وحرية ما".

وتابع: "عندما تصدر صحيفة حكما قبل التحقيق وقبل أن تحدد المسؤوليات، وتصدر التعليقات بعد الحادث على لسان سياسيين كبار، وصغار، ووسط، ولكن أغلبهم ذوي أحجام صغيرة وهم أقزام. هناك أقلام أرخص تتعاطى الدعارة الإعلامية، ولا تتعاطى الإعلام. فكل ما يوهب عادة ويعطى من دون مقابل، إذا بيع وقبض ثمنه يصبح دعارة، وكل شخص يقبض ثمن ما يوهب عادة يمارس الدعارة. الثقة تعطى ولا تباع ومن يبيع صوته يمارس الدعارة السياسية، والرأي يعطى ولا يباع ومن يبيع رأيه وقلمه يمارس الدعارة الإعلامية، والحب يعطى ولا يباع ومن يبيع جسده يمارس الدعارة الجسدية. هناك أقلام تبيع نفسها، وأخص بالذكر صحيفة "المستقبل" وما شابه بهذه المواضيع".

وقال: "نريد اليوم أن نعرف رسميا من قيادة الجيش كقائد سابق للجيش - إني أعرف أصول اجراء التمارين الجوية وسير الطيران - من أوصل الطائرة الى مكان الحادث، وكيف حصل الحادث؟. أي محقق ولو كان مبتدئا سيعرف كيف حصل الحادث، ولكن نريد ان نعرف كيف وصلت الطائرة الى مكان الحادث؟. نتمنى من قيادة الجيش ومديرية التعليم ومديرية العمليات الجوية أن تعطي رأيها. من أعطى الأمر؟ ما كانت المهمة ووجهة السير؟ فاذا كانت هذه بموجب مبرر عندئذ نستطيع أن نعرف. بالتأكيد، الطيران اللبناني، وأقولها بالفم الملآن قبل أن أسمع التعليقات، الحق في أن يجول فوق كل الأراضي اللبنانية، ولكن هناك مناطق تستوجب الأخذ في الاعتبار لأن هناك قوات دولية ومنطقة حدودية متنازع عليها ومنطقة تتواجد فيها مقاومة. نريد أن نعرف ما هي القواعد المتبعة لحق الطيران؟، حتى نتمكن أن نقول لوالدة الشهيد من قتل ابنك وكيف قتل؟ عندما أقول إن هناك خطأ ما، فلا أريد أن ابرر "حزب الله"، ولا الطيران ولا أريد أن أبرر الاخطاء، ولكن عندما نعرف سبب وجود الطائرة في هذا المكان نعرف كيف حصل الحادث. ونريد أجوبة سريعة على هذه الأسئلة".

أضاف: "بحثنا في موضوع القروض في اللجان النيابية. هناك قروض تفرض الدول التي تمنحها أن توظف في مكان ما دون آخر، هذه القروض نحن سندفع ثمنها، فكيف للدولة التي تمنح القرض الحق في أن تفرض على الحكومة اللبنانية أين يصرف هذا القرض؟. هذا الموضوع يجب أن يتوقف، فالقرض يأتي باسم الحكومة اللبنانية ويجب أن تبحث وتدرس كيفية صرفه ولمن، فلا نريد قروضا فئوية مذهبية وطائفية، تقدم بناء على استشارات من ناس في موقع المسؤولية ليسوا مسؤولين الا عن سياسات التفرقة بين اللبنانيين".

وتابع: "تفاجأنا اليوم بقانون من سنة 2004 يريدون تطبيقه اليوم بالذات، وفي وزارة الاتصالات، كان مرميا في الأدراج، وعندما لاحظوا نشاطنا الإصلاحي في الوزارة أرادوا فرضه علينا. هذا القانون يفرض ربط مشاريع وزارة الاتصالات بوزارة المال، نحن لا نريد المتاجرة في الموضوع كما تعرفون، بل نريد إصلاح الأمور، خصوصا في شبكة الخلوي التي تحتاج الى صيانة. فالوزير الذي يريد أن يقوم بالمشاريع عليه أن يسحب الأموال من وزارة المال، وهم لا يريدون إعطاء الوزير الاستقلالية لتصحيح الشبكات، ثم خفض كلفة الاتصالات. اليوم أحذر من هذا الموضوع، فهم يريدون أن يتحدونا، ونرى أن هناك نوعا من العدائية إذا عالجنا الأمور بصمت. وإذا أرادوا أن يغيروا القانون، فليدرس في البرلمان المقبل في العام 2009".

وقال: "وعن الأمين العام لمجلس الوزراء الذي أثرناه الأسبوع الفائت، فلم نسمع أي صدى، باستثناء تبرير غير صحيح للحكومة التي ضاعت في البداية، والصحيح أن الأمين العام يحق له بست سنوات، وقد تخطى الأمين العام الحالي المدة ومددوا له، ونحن في صدد تقديم شكوى للتفتيش القضائي في هذا الموضوع. ونريد أن نذكر اليوم بقضية المهجرين التي بدأت في مثل هذا الشهر قبل 25 سنة في الجبل. 1155 شخصا قتلوا في أيلول عام 1983، مليار و600 مليون دولار أعادت 16,6 في المئة من المهجرين".

أضاف: "إلى ذلك، اليوم ذكرى توقيع مصالحة كفرمتى، فيما هناك تسعة بيوت لم تخل بعدما قبض قاطنوها المال، في وقت تبقى منازل كثيرة لم تقبض أي شيء للترميم وإعادة البناء، هذا عدا القرى العالقة مثل عبيه وعين درافيل وبريح وكفرسلوان وبتاتر. نحن نعرف أن لجنة الإغاثة تدفع مالا لأي مشكلة، إلا لهؤلاء المهجرين لأنهم يريدونهم أن يبقوا مهجرين دائمين، والأبشع هو ما يقوم به صندوق المهجرين لجهة الترميم المنجز، ففي كل قرى لا يوجد فيها مهجرون يدفعون المال السياسي، ونحن نقوم بإعداد الملفات لكل قضاء، فالمال يدفع عن غير وجه حق لشراء الضمائر والأصوات. وسنتحدث عن مخالفات أخرى لاحقا، وهي أمور تثبت أن الأكثرية التي لا تزال حاكمة هي غير جديرة بحكم البلد والنهوض به، آثارها سيئة واستمرارها سيء".

حوار

ثم رد النائب العماد عون على أسئلة الصحافيين:

سئل: المصالحة في الشمال تتم في ضوء تصريحات لنواب من طرابلس تعتبر المدينة ملكا للسنة، فإلى أي مدى ستلاقي النجاح؟ علما أن معطيات تتحدث عن وجود عناصر لتنظيم القاعدة في الشمال؟

اجاب: "نحن نترك دائما مكانا للصلح طالما هناك أشخاص يعبرون عن نيات طيبة، ونقوم لاحقا التزامهم أو عدمه، فالأمور ليست في هذه البساطة. فإذا حصل تلاعب نحن متيقظون، ولكننا مصرون على تشجيع المصالحة لأنه مهما اختلفت المواضيع يجب ألا تؤدي إلى صدام".

اضاف: "لقد سمعت انتقادا موجها إلي يقول إني بدأت وطنيا وانتهيت طائفيا مارونيا. أنا ماروني نعم وهذا مدون على هويتي. لكني أتمنى على الذي قال هذا الكلام أن يعترف بحرية المعتقد لدى الطوائف الأخرى مهما كانت الطائفة أو المذهب. نحن لا نكفر أحدا ونؤمن بحرية الاعتقاد".

سئل: ما رأيك بحديث رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عندما يقول إنه مستعد لرفع الأجور من ألف إلى ألفي دولار إذا كانت هناك "ركاب" تتحمل؟

اجاب: "هل هي قصة مهاترة أو مرجلة؟ لماذا الأجور متدنية لغاية اليوم؟ أقول إن هذا يعود إلى سياساته المالية التي أفقرت الناس بضرب السياسة الانتاجية. السياسة المالية أغرقت اللبنانيين بالفوائد المرتفعة ولم يعد يستطع الإنتاج أن يكمل. فالسياسة التي اعتمدها أرهقت الاقتصاد اللبناني وفي المستقبل ركابه لن تتحمله بسبب كل الأخطاء التي اقترفها".

سئل: اليوم يصور للبعض أن الخطر يأتي من سلاح المقاومة، فيما الحركات الأصولية تنتشر وتتحرك اليوم، البعض يهدد أن لا مجال لإجراء الانتخابات في ظل السلاح؟

اجاب: "كان هناك سلاح المقاومة في الجنوب ولم يره أحد في الانتخابات إلا لغاية حرب تموز. بعد الحرب بدأنا نرى ميليشيات أنشأوها حذرنا منها، وفي أذار 2007 كتبنا ذلك ل(الامين العام للامم المتحدة) بان كي مون، وهناك ميليشيات جديدة وإعادة تسليح ميليشيات جديدة، من هي؟. هذه الميليشيات المسلحة كلها موالية للحكومة وليست معارضة لها".

اضاف: "اليوم المقاومة موجودة ولكن هل "حزب الله" مسؤول عما يحصل في طرابلس؟ سلاح المقاومة معروف الهوية والاتجاه والذي لا يصدق فليذهب الى الجنوب. أتمنى أن تتكلم قوى الأمن عما اذا اعترض "حزب الله" توقيفها لأحد مخالفي المطلوبين في الضاحية".

وسأل: "عندما تحدثنا عن عصابة السيارات، لقد أوقفت قوى الأمن السارق في الهرمل، من دافع عنه؟"، وقال: "هناك ايحاءات في غير مكانها، هناك ميليشيات تحرض وتهدد".

سئل: هل هناك من يريد أن يخلق حالة من التوتر بين الجيش والمقاومة في مسألة الشهيد حنا؟

اجاب: "لا أحكم على النوايا، أحب أن أعرف الوقائع التي حصلت ومن ثم أريد أن استنتج اذا كان هناك من يفتعل. منذ 3 سنوات وهناك جرائم تقع في لبنان وأتحفظ ولا أتهم فورا، فالأكثر صراخا واحتجاجا هم الذين في أكثر الاحيان يغطون الجريمة أو الخطأ أو الجهة المسؤولة. ليس أهل الضحية عادة هم من يصرخ، على العكس هم يعيشون ألمهم ووجعهم وينتظرون أن تنجلي الحقيقة لأنهم فعلا يريدون الحقيقة".

سئل: هناك حملة قديمة جديدة عليك حاليا على أساس ان هناك مرحلة انتخابات وعلى أساس أنك بدأت التحضير لدخول الجيش السوري، لأنه لم يكن لديك تعليق على الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد. نسمع من فريق البريستول أنك ستعيد القوات السورية الى لبنان. ما هو تعليقك؟

اجاب: "عندما يتعلق الموضوع برئيس جمهوريتنا (العماد ميشال سليمان)، هناك اناس صغار وكبار من عندنا علقوا على الموضوع، أنا أعتبره تسرعا، لأن الحديث بين رئيسين والمراجع المسؤولة هي من تحدد وتوضح أو هي من تسكت وتقدر. لسنا نحن من نصارع على خطاب لا نعرف ما هي حقيقته. لنا الحق في أن نقدر بشكل صحيح أو خاطىء ولكن لا نتدخل بين أعلى مرجعيتين بين لبنان وسوريا من خلالنا نحن".

اضاف: "عندما نعرف الحقيقة نقولها ونأخذ الموقف الملائم ولكن ليس مسبقا وقبل المصدر الأساسي، لأنه في اللقاء في دمشق كان هناك رئيس جمهورية ووزير خارجية وكبار موظفي الدولة اللبنانية. أنا لم أعلق على الموضوع ولن أعلق عليه، عندما أعرف الحقيقة أعلن الموقف".

سئل: الحكومة تولي اهتماماتها للأمور السياسية ضاربة بعرض الحائط كل أمور الناس المعيشية والحياتية. برأيك زيادة الأجور التي أقرتها الحكومة، هل هي كافية في ظل هذا الغلاء الفاحش، وما هي الخطوات التي يجب اتباعها؟

اجاب: "مستوى الحياة في بلد هو مستوى انتاجه، وإذا كان مستوى انتاجه منخفضا يصبح هناك مجاعة. حتى أحكم ما يمكن أن أعطيه من أجور، علي أن أعرف ما هو المدخول، مثلا: رب عائلة يجني 500 دولار في الشهر لا يمكنه أن يصرف 600 دولار، عندها يرهن أولاده أو يبيعهم أو يبيع أعضاء جسمه لكي يطعمهم. الدولة ووزارات الاقتصاد والصناعة والعمل والشؤون الاجتماعية.. هذه الوزارات التي تتعاطى بالشأن الاجتماعي يمكن أن تحدد ما هو المدخول والربح والخسارة في القاطاعات، وعندها وعلى أساسها تحدد المدخول".

اضاف: "لذلك نحن في ظل هذه الدولة، ما عندنا؟ منذ العام 1992 والديون تتصاعد مثل السهم والبطالة والهجرة تتصاعد مثل السهم، الأمن يهبط مثل السهم والصحة تهبط مثل السهم "شي نزول شي طلوع"، لا شيء مستقر. السلبي يتصاعد والايجابي يهبط والأجور تهبط مثل السهم مجمدة. إذا هذا هو الوضع الذي نتخبط فيه، حتى نصوص القوانين ثلاث أرباعها يلزمها إصلاح، لأن الفساد يأتي من ضمن القانون والنص القانوني، يعني أنه في بعض الأحيان الفساد مقونن. مثل موضوع المهجرين كله فساد مقونن، أعطوا "صلاحيات فالتة"، ويمكنك أن تصرف المال كما تشاء دون أن يحاسبك أحد". واليوم الى أين يجرون المواطنين، من بعد ان سرقوا مالهم وافتقر اللبنانيون، يأتون بالمال من الخارج ويدفعون لهم كي يشتروهم ويكملون دفنهم على أرضهم. يشترون صوته على 4 سنوات بمعاش شهر واحد ويجوع طوال الأشهر الباقية من السنوات الأربعة. أعود وأذكر المواطنين، الرشوة مثل السمكة. السمكة عندما تأكل الطعم تعلق بالصنارة ونهايتها أما بالمقلاة أو في الشوي، تذكروا. يطعمونهم شهرا، بجوعونهم 4 سنوات. يبيعون أرضهم وأملاكهم ويهجرون أولادهم".

وتابع: "حربنا اليوم ضد المال السياسي والرشوة الرسمية، جميعنا يعرف أنه عند الحاجة تسقط الناس في الضعف أمام المال. هناك من يبيع نفسه وصوته وأولاده وبناته وضميره. واليوم نحن بحاجة الى مقاومة أخلاقية، نفرض انفسنا في معركة هي ضد المال السياسي الذي يشتري الأرض والعرض والسيادة والاستقلال".

وختم: "لا نرى الا سماسرة يعيشون على الأرض اللبنانية، أين المنتجون والمؤسسات التي تعنى بالتربية والأخلاق والوعظات. يا ليتنا نسمع انجيل لوقا كل يوم: لا تستطيعوا أن تخدموا سيدين، المال والله. أو انجيل متى: لا تعبدوا ربين، الله والمال. فليتذكر المسيحيون خصوصا ما فعله يوضاس ب30 فضة، باع سيده المسيح وهذا ما يتكرر كل يوم وبشكل جماعي. هناك محاولة لبيع الوطن ب30 من الفضة وبالمناسبة سمعت بالأمس من يتحدث عن الثلاثين من الفضة انشاء الله لا يكونون ممن يدفعون".