المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 12 ايلول/2008

إنجيل القدّيس مرقس .34-28:12

ودَنا إِلَيه أَحدُ الكَتَبَة، وكانَ قد سَمِعَهم يُجادِلونَه، ورأَى أَنَّه أَحسَنَ الرَّدَّ علَيهم، فسأله: «ما الوَصِيَّةُ الأُولى في الوَصايا كُلِّها؟»فأَجابَ يسوع«الوَصِيَّةُ الأُولى هيَ: «اِسمَعْ يا إِسرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الرَّبُّ الأَحَد فأَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ». والثَّانِيَةُ هي: «أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ». ولا وَصِيَّةَ أُخرى أَكبرُ مِن هاتَيْن . فقالَ له الكاتب: «أَحسَنتَ يا مُعَلِّم، لقد أَصَبْتَ إِذ قُلتَ: إِنَّه الأَحَد ولَيسَ مِن دونِه آخَر، وأَن يُحِبَّه الإِنسانُ يِكُلِّ قلبِهِ وكُلِّ عَقلِه وكُلِّ قُوَّتِه، وأَن يُحِبَّ قَريبَه حُبَّه لِنَفْسِه، أَفضَلُ مِن كُلِّ مُحرَقَةٍ وذبيحَة». فلمَّا رأَى يسوعُ أَنَّه أَجابَ بِفَطَنة قالَ له: «لَستَ بَعيداً مِن مَلَكوتِ الله». ولَم يَجرُؤْ أَحَدٌ بعدَئذٍ أَن يَسأَلَه عن شَيء.

 

القدّيس أنطونيوس البادواني (1195-1231)، راهب فرنسيسكاني، ملفان الكنيسة

عظات لأيّام الآحاد وأعياد القدّيسين/"أحبِبْ الربّ إلهكَ من كلِّ قلبكَ"

"أحبِبْ الربّ إلهكَ من كلّ قلبكَ". لقد قيلَ "إلهك"، وهذا سبب إضافي لكي نحبّه أكثر؛ ألسنا نحبّ ما هو لنا أكثر ممّا هو غريبٌ عنّا؟ من المؤكّد أنّ الربّ إلهك يستحقّ كلّ الحب؛ فهو جعلَ من نفسه خادمًا لكَ، كي تصبح ملْكًا له، وكي لا تخجل من خدمته. خلال ثلاثين عامًا، جعل إلهك من نفسه خادمًا لكَ، بسبب خطاياك، كي ينتشلَك من عبوديّة الشيطان. لذا، عليك أن تحبّ الربّ إلهك. هو الذي صنعَكَ، وجعلَ نفسَه خادمًا لكَ بسببِكَ. لقد أعطى نفسه كليًّا لكَ، كي تعطي ذاتَكَ لنفسِكَ. فيما كنتَ تعيسًا، أعادَ لكَ سعادتك، وأعطى ذاتَه لكَ كي تستعيدَ ذاتَكَ.  لذا، يجب أن تحبّ الربّ إلهكَ من كلّ قلبك. "كلّ قلبك": لا يمكن أن تحتفظَ لنفسِكَ بأيّ جزءٍ من ذاتِكَ. هو أرادَ أن تقدّمَ ذاتَكَ كلّها. لقد اشتراكَ كاملاً بكلّ ذاته، لتكون ملْكًا له وحدَه بكليّتِكَ. لذا، يجب أن تحبّ الربّ إلهك من كلّ قلبك: لا تحتفظْ لنفسكَ بجزء من ذاتِكَ، كما فعل حنانيا وصفّورة، لأنّك قد تهلك مثلهما (أع5: 1). لذا، أحبِبْ كليًّا ولا جزئيًّا. فالله ليس مُجزّءًا: إنّه كامل في كلّ مكان. هو لا يريد أي تجزئة في كيانكَ، هو الكامل في كيانه. إذا احتفظتَ لنفسكَ بجزء من ذاتك، فأنتَ لنفسكَ ولستَ له أتريد أن تملكَ كلّ شيء؟ أعطِه ما أنتَ عليه، وسيعطيكَ ما هو عليه. لن يعودَ لكَ شيء من ذاتكَ، بل ستملكُ كلّ كيانِهِ مع كلّ كيانِكَ.

 

القيادي في "الحزب الديمقراطي" أفشل اجتياح الجبل الدرزي بمصالحته جنبلاط مع أرسلان

"المثلث الجهنمي" السوري وراء اغتيال صالح العريضي والأهداف: نسف المصالحات وإحباط مائدة الحوار 

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة

أكدت مصادر في قوى 14 آذار الحاكمة في بيروت, امس ان "كل طرقات جريمة اغتيال الشيخ صالح العريضي احد مهندسي المصالحة بين قيادتي حزبه الارسلاني والحزب التقدمي الاشتراكي الجنبلاطي أول من أمس توصل الى الطاحونة الاستخبارية الثلاثية المشتركة سورية -"حزب الله"- "حركة أمل" من دون ان تكون هناك اي شكوك لدى اي انسان عاقل بأنها ليست من هذا الصنع الثلاثي الذي يدرك ان مقتله ونهايته يكمنان في استتباب الأمن وتحقيق المصالحات واخماد البؤر الامنية التي يفتعل مسلسلها الطويل المتنقل بين المناطق واخيراً في طاولة الحوار التي حدد الرئيس ميشال سليمان موعدها الثلاثاء المقبل والتي سيركز المجتمعون حولها على "البند العاصف" مصير سلاح حزب الله تحت مسمى الستراتيجية الدفاعية".

وقالت المصادر في اتصال بها من لندن ان اختيار الشيخ العريضي القيادي البارز في "الحزب الديمقراطي اللبناني" الذي يرأسه الوزير طلال ارسلان, بالذات "يشير من دون اي شك الى هذا المثلث الاستخباري الدموي الذي حصد منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل نحو ثلاث سنوات, وما قبل هذا الاغتيال, خيرة ساسة لبنان واعلامييه, في مخطط متعمد لحذف اكبر عدد من قوى ثورة الارز التي اذلت النظام السوري باجباره على الانسحاب من لبنان, كما أذلت حلفاءه بسيطرتها على الحكم وادارة دفته باتجاه السيادة والحرية والديمقراطية التي هي نقيض تام لمبادئها الشمولية القمعية التي تتوسل القتل والتفجير والسلاح والارهاب لتنفيذ اهدافهم باعادة الاوضاع الى ما كانت عليه في العقود الثلاثة الماضية من الزمن تحت الاحتلال والمذلة والقمع والوصاية.

وذكرت مصادر 14 آذار انه بمراجعة بسيطة للادوار التي قام بها المغدور الشيخ العريضي خلال الاشهر القليلة الماضية, وخصوصاً منذ اجتياحي بيروت والجبل الدرزي في 7 و 8 مايو الماضيين, لن يكون هناك داعٍٍ للتكهن والتبصير والتنجيم عمن يقف خلف هذه الجريمة:

-كان الشيخ الدرزي المعروف باعتداله وراء منع تفجير الاوضاع بين دروز الجبل عندما تصدى لهذا المخطط الدموي بجمع وليد جنبلاط وطلال ارسلان في اليوم التالي لمحاولة اقتحام معاقل الدروز في بلدته بيصور وعاليه وصولاً الى جبل الشوف, حيث جرى صد "جحافل" حزب الله وانزال الهزيمة بها وابعادها نهائياً عن تلك المعاقل, لذلك اضافة الى معلومات استخبارية حزبية شيعية عن ان الشهيد العريضي حذر الحزب التقدمي الاشتراكي من عملية الاجتياح قبل وقوعها, وقعت المصالحة الدرزية ولحمتها الجديدة في قلب تفشيل ذلك المخطط لاشعال الجبل الدرزي وقضتا على احلام "حزب الله" والاستخبارات السورية المدعومة بجماعات حركة امل في تحويل معاقل الدروز الى صورة طبق الاصل عن المعاقل السنية في بيروت التي حقق اجتياحها لهؤلاء اهدافهم, ولكن لفترة محدودة.

- ان اسلوب الاغتيال الذي قضى على الشيخ العريضي هو نفس الاسلوب الذي أدى الى مصرع وجرح نحو 20 زعيماً واعلامياً وعسكرياً وامنياً لبنانياً خلال السنوات الثلاث الماضية وهو الاسلوب نفسه بالسيارات المفخخة, الذي نفذت به قبل نحو ثلاثة اسابيع آخر جريمة ضد الجيش اللبناني في طرابلس, "فالايدي واحدة ونوع المتفجرات واحد, ومصنع جمع وتلغيم السيارات والحافلات والشاحنات واحد, ومكان التفخيخ وتخزين المتفجرات واحد, وبالتالي فان كل الطرقات تؤدي الى الضاحية الجنوبية من بيروت".

-ولان تفجير حافلة الجيش اللبناني في طرابلس في عز المعارك المدارة بين جبل محسن العلوي وباب التبانة السني" بواسطة الاستخبارات السورية وسلاح "حزب الله" وقيادته لتلك المعارك, لم يعط النتائج المتوخاة منه لتفجير الاوضاع بين الجيش وسنة طرابلس والشمال الموصوفين ب¯ "السلفيين" على ألسنة بشار الأسد نفسه ووسائل اعلام حلفائه الذين في طليعتهم "حزب الله" و"حركة أمل" وصحفهما وفضائياتها وبسبب فشل محاولة استيعاب هؤلاء "السلفيين" أنفسهم في حلف جديد مع "حزب الله" وئد في مهده وانفرط عقده, كان لابد لهذا الحلف الاستخباري الجهنمي مثلث الاضلاع من اختيار هدف آخر يمكن ان يفجر الاوضاع على نطاق اوسع واشد خطورة, فوقع على الطائفة الدرزية التي لولا زعيماها جنبلاط وارسلان ومعرفتهما الأكيدة بهذا المخطط, لكانت الطائفة الدرزية الآن في وضع لا تحسد عليه على الاطلاق.

-أكدت المصادر الاستخبارية الشيعية في بيروت- حسب مصادر "14 آذار"- فور فشل اجتياح الجبل الدرزي في 8 مايو الماضي ان المغدور الشيخ العريضي ساهم في بلدته بيصور وفي مدينة عاليه والقرى المحيطة بها التي تعرضت لاجتياح "حزب الله" و"حركة أمل", باحباط ذلك الغزو, فيما كان الحزب والحركة الشيعيان مطمئنين الى انه سيقف مع جماعاته في الحزب الاسلامي الى جانبهما ضد ابناء طائفته كما فعل حليف الاستخبارات السورية رئيس "تيار التوحيد اللبناني" وئام وهاب والذي ووجه هو الآخر بامتناع جماعته الدروز عن مؤازرة الغزو والاجتياح.

 - بعد خسارة المثلث السوري "حزب الله" - "حركة أمل" في تنفيذ مخطط "فتح الاسلام" الذي افشله الجيش اللبناني للسيطرة على الشمال, بقيام زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري ب¯ "اقتحام" طرابلس سياسياً, ومصالحة ابنائها وزعمائها, قاطعاً الطريق على تكرار تجربة الاستخبارات السورية في مخيم نهر البارد, وعلى "حزب الله" وتلك الاستخبارات نقل المعركة منه الى "شارع سورية" الفاصل بين جبل محسن وباب التبانة ثم الى عكار بعد البقاع وبيروت والجبل, حاول ذلك المثلث ضرب ضربته مرة اخرى, في الجبل الدرزي باغتياله الشيخ العريضي لعل وعسى يوفق هذه المرة في سلخ الجبل عن بقية مناطق لبنان والسيطرة عليه كما حاولت "فتح الاسلام" السيطرة على الشمال وتحويله الى "إمارة اسلامية".

استهدف اغتيال هذا القيادي الدرزي تفجير الاوضاع في البلاد عشية انعقاد مؤتمر الحوار في قصر بعبدا الثلاثاء المقبل وعلى جدول اعماله البند الاكثر دراماتيكية لحزب الله وهو مصير سلاحه, واين سيضعه, وهل سيقبل باشراف الجيش عليه, وهو الموضوع الذي قد يؤدي الى "الانفجار الاكبر المرتقب" في البلاد, كما "استهدف ذهاب الرئيس سليمان الى واشنطن بعد نيويورك في الخامس والعشرين من الشهر الجاري, من دون ان تكون بين يديه اي اوراق او ملفات جديرة باهتمام المجتمع الدولي كبسط الامن في البلاد وعقد مؤتمر الحوار بمن حضر في الدوحة لا بمن يريد "حزب الله" و"حركة امل" ودمشق ادخاله الى المؤتمر من الحلفاء الصغار للتشويش عليه وتحوير هدفه الاساسي, الستراتيجية الدفاعية "سلاح حزب الله" عن مساره الى مواضيع اخرى عقيمة وليست بحاجة الى طاولة حوار كمواضيع الاقتصاد وسواها التي اصر عليها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وجوقة الحزب المعهودة من نواب ووزراء وقادة كوادر ووسائل إعلام".

وأعربت مصادر "14 آذار" عن اعتقادها ان اغتيال الشيخ العريضي "لن يكون الاخير في سلسلة الاغتيالات التي تستهدف تخريب لبنان والقذف به الى الحرب الاهلية, الا اننا واعون ومدركون وخصوصاً قياداتنا أمثال وليد جنبلاط وسعد الحريري وسمير جعجع وسواهم, ان المخطط الثلاثي مستمر, فيما نحن ايضاً مستمرون في احباطه يوماً بعد يوم".

 

حوري: لا لتبويس اللحى وسلاح "الزعران" مرفوض

وكالات/شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري على أن "اللبنانيين قادرون من خلال قرارهم الوطني المستقل معالجة أمورهم بعيداً عن فلسفة من يتفلسفون خارج الحدود"، مؤكداً "أن النائب سعد الحريري في البقاع اليوم، يستكمل ما قام به في طرابلس، لإيصال الامور الى بر السلام".

كلام حوري جاء خلال تمثيله رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري في إفطار منسقية المزرعة في تيار "المستقبل" في فندق رويال بلازا فجر أمس في حضور منسق عام بيروت المهندس خالد شهاب ورئيس مكتب مساعدات الرئيس الشهيد عدنان فاكهاني وحشد من اهالي المزرعة.

بعد النشيد الوطني وقراءة الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتقديم من نقولا حبيب، قال منسق منطقة المزرعة محمد بعاصيري "إن "تيار المستقبل" هو التيار الوطني الوحيد الموجود في لبنان، التيار الذي تخطى الطائفية والمناطقية، ورفض المذهبية". واعتبر "أن إتهام جنرال الرابية جريدة "المستقبل" بـ"الدعارة الإعلامية" هو عهر سياسي، بعد محاولاته لخلق فتنة سنية­أرثوذكسية على ابواب الانتخابات النيابية".

وشدد على "أننا نريد حوار الشجعان لا الجبناء، حوار القرار اللبناني لا القرار الفارسي"، معتبراً "أن أول شروط العقلنة يكون بلبننة الخلاف"، وداعياً الطرف الاخر الى "خطوة شجاعة تضاهي خطوة النائب الحريري لكي تعم المصالحة أرجاء الوطن".

ثم أشار حوري الى "أن بيروت لأهلها ولكل "الاوادم" في هذا البلد، ولا مكان "للزعران" فيها لا من الداخل ولا من الطارئين الجدد"، مجدداً مطالبته "بأن تكون بيروت الكبرى مدينة منزوعة السلاح والصور والشعارات، وأن يكون السلاح حصرياً بيد مؤسسات الدولة".

وأكد "أن مصالحة الشمال تعبر عن مصالحة حقيقية، لا عن هدنة كما أراد البعض تصويرها، وهي تعني أن اللبنانيين قادرون من خلال قرارهم الوطني المستقل معالجة أمورهم بعيداً عن فلسفة من يتفلسفون خارج الحدود"، مشيراً الى "ان التفاهم ليس مستحيلاً"، ولافتاً الى "أن النائب الحريري في البقاع اليوم، يستكمل ما قام به في طرابلس، لإيصال الامور الى بر السلام".

وشدد حوري على أن "أبواب قريطم مفتوحة للجميع"، وقال: "لنصل الى الحل لا بد من معالجة الاسباب، لا يمكن أن نطلب من المعتدى عليه أن يساوي نفسه بالمعتدي، ولا يجب أن يكون هناك مكاتب مفتوحة للطارئين الجدد على بيروت، فيما مكاتب تيار "المستقبل" لا تزال مقفلة".

وأكد أنه "من غير المقبول ان يكون الحل على طريقة تبويس اللحى، لأن سلاحهم موجود في كل مكان في حين لا نملك نحن إلا سلاح الكلمة"، مشيراً الى "اننا نرحب بالحوار للحديث عن الاستراتيجية الدفاعية، وهنا نقصد سلاح المقاومة، أما سلاح "الزعران" في الداخل الذي اعتدى على المواطنين العزل فهو خارج النقاش ومرفوض"، آملاً "الوصول الى قرار واضح في الحرب والسلم، لتكون الدولة هي الحامية لنا جميعاً".

وقال حوري: "ما حدث في 7 و 8 أيار لا يقل خطورة عن 17 أيار، فليستخلصوا العبرة، ويدركوا انهم دخلوا الى مستنقع لعين عليهم أن يبحثوا عن وسيلة للخروج منه. لن يمر علينا قولهم بأن ما حصل عملية نظيفة، هي عملية أوسخ من الوساخة، وعدوان على الوحدة الوطنية والعيش المشترك، في محاولة لإرهابنا من أجل إعادتنا الى سياسة القرار الواحد".

وتحدث عن "الحملة المسعورة" التي يتعرض لها موقع رئاسة الحكومة، مؤكداً "اننا لا نقبل بأن يمسه أحد، إنطلاقاً من حرصنا على كل مواقع الدولة، فهذا الموقع يشغله رجل يعلّم الآخرين كيف يكون الشرف والكرامة، رجل واجه بصبر رفيق الحريري وعنفوان سعد الحريري، وما زال مستعداً للمواجهة، ونحن معه".

وتطرق حوري الى مسألة الانتخابات النيابية، والوعود التي تطلقها "الأقلية" بشأن تبادل الادوار مع الاكثرية، وقال: "نحن نحترم الديموقراطية، ونقدر إرادة الشعب اللبناني، لكن الاقلية سيتراجع عددها، و14 آذار ستزداد قوة ومنعة"، مشدداً على أن "14 آذار ليست مسيرة تحالف انتخابي، بل تحالف سياسي قاد معركة السيادة والحرية والاستقلال التي سقط من اجلها الشهداء".

 

بيصور

"أبو رامز"

صدفة غريبة (يا اخوان)... في كل مرة يطلق الناطقون المعتمدون باسم النظام السوري في لبنان صرخات الاحتجاج على خطوة ما، أو باتجاه اسم أو حالة سيادية ما، محاولين جهدهم من دون خجل أو مواربة إثارة الالتباسات والاتهامات في هذا الشأن، يلي ذلك ترجمة دموية مباشرة على الأرض.

وجريمة بيصور لا تخرج عن ذلك السياق. سبقها كلام كبير، تشكيكي وملتبس إزاء مصالحة طرابلس وأصحابها وأسئلة عنها يمكن رصفها في سياق البلاهة المقصودة. وذلك الكلام وتلك الأسئلة أخرجت المخبأ في الصدور وفي زوايا النيات السوداء والسيئة وعكست تبرماً من نتيجة جاءت عكس الذي كان مطلوباً بحيث بدا أن ما تم في الشمال كان بالفعل أكبر مما تصور حتى المعنيون بالمصالحة أنفسهم.. كرة ثلج تدحرجت رغم حرّ أيلول وشمسه ووصلت مفاعيلها الى البقاع بعد أن مرّت على القصر الرئاسي في بعبدا حيث التقطت وزيّنت بالدعوة الى استئناف الحوار الوطني يوم الثلاثاء المقبل.

ما هكذا كان المقصود من إشعال فتيل مواجهات عاصمة الشمال بالنسبة الى "الشقيقة".. وما كان مسموحاً لتلك النسمة الصيفية المنعشة أن تصل الى البقاع. وما كان يفترض (قبل ذلك يا اخوان) من 7 أيار أن يصل الى ما وصل إليه على مستوى الجبل والموحدين من أهله.. كانت الأمور مرسومة باتجاه آخر تماماً. اتجاه "تكسير الجبل" فوق رؤوس أهله حسب الرواية الأشهر المنقولة عن ذلك اللقاء الأخير الذي سبق جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

حساب مؤجل دُفع حالياً، وتصفية حساب مع من رفض الاستماع الى فحيح أفاعي الفتن والمفتنين، وتذكير للجميع بأن الصفحة لم تطوَ بعد.. ومن يتوهم غير ذلك عليه أن يفيق من ذلك الوهم.

مفهومة تماماً أحاجي رسالة بيصور، وواضحة وضوح شمسها وتيجان مشايخها الأجلاء. غير أن الرد عليها، جاء بدوره، واضحاً لا لبس فيه: لا عودة الى الوراء. وما بدأ في 7 أيار في الجبل سيستكمل، وما بدأ في طرابلس والبقاع يفترض أن ينمو ويعيد تقطيب ما انفخت في المظلة الواقية للسلم الأهلي وسمفونية العيش المشترك. وهذه (يا اخوان) مهمة تليق بالشجعان وتنحني لإرادتهم.

 

التهريج السياسي عند القائد الشعبوي

مصطفى علوش(*)

"ومن البليّة عذل من لا يرعوي عن جهله، وخطاب من لا يفهم"  (المتنبي)

أثناء محاكمات نورمبرغ الشهيرة التي أدارها الحلفاء لمحاكمة القيادات النازية بعد الحرب العالمية الثانية، انفجر "هملر" ـ نائب أدولف هتلر ـ بموجة من الضحك عند عرض خطاب زعيمه في ميونيخ قبيل اندلاع الحرب حيث تناول "هتلر" زعماء العالم بتعابير مغرقة في الشعبية وقدم عرضاً هزلياً مميزاً سخر فيه من رؤساء فرنسا وانكلترا والولايات المتحدة. والواقع هو أن استخدام التعابير المفرطة في شعبيتها والخارجة عن المألوف في لغة التخاطب هي من الصفات الملازمة للقائد الشعبوي والديماغوجي.

وحسب تعريف الباحث الأكاديمي الفرنسي "بيير أندريه تاغويف" في كتابه "الوهم الشعبوي"، فإن القائد الشعبوي يسعى الى تسخيف النخب الاجتماعية والسياسية ويزعم بأن السياسة هي مسألة سهلة ومفتوحة لتداول عموم الناس (الجماهير الليبية كمثال) في خطاب يستهدف الجماهير المأخوذة بظرف وحكمة وشعبية القائد. ومن الخطأ افتراض أن الخطاب الشعبوي يجذب فقط الفئات الشعبية، فهذه الكذبة الكبيرة قادرة على خداع الجميع خاصة في مراحل الأزمات، أو في فترات الشدة، والمثال هو ما ضمته النازية من نخب وعلماء ورجال أعمال.

وتكون الشعبوية في قمة فعاليتها عند خلط الحقائق بالأكاذيب وبإغداق الوعود المضخمة على الناس (القضاء على الفساد والرخاء والبحبوحة والنصر).

وقد تكون أكثر النتائج كارثية للمسار الشعبوي هي في حال أقنعت معظم الشعب مما يفتح الطريق أمام السلطة المطلقة للزعيم.

وتزدهر الشعبوية أيضاً على تشييع منطق الكراهية والعنصرية بين المجموعات بحيث يصبح "الغير" المسؤول الوحيد عن كل مصائب المواطنين "الشرفاء".

ويمكن لهذه الشعبوية أن تجر الى حروب كارثية ومغامرات عنيفة تنتهي عادة بمصيبة إنسانية كبرى. ومع ذلك فبرأي الكاتب أن الانجراف وراء الشعبوية هو "مرض" عابر قد يتسبب بالأذى عند حلوله بالمجتمع، وكون آثاره يمكن أن تزول بشكل كامل بعد الشفاء منه.

ولكن أحد أهم ضحايا القائد الشعبوي أثناء وجوده في موقع السلطة هي الحرية وأحد أهم مظاهرها هو الإعلام المتحرر من منطق "البروباغاندا" أو الدعاية له.

ولقد قدم الجنرال ميشال عون المثال الأوضح على هذا المسار منذ الأيام الأولى التي استولى فيها على الحكم بعد انقضاء عهد الرئيس أمين الجميل سنة 1988، فمع خطاباته المغرقة في المعارك والانتصارات فقد ضاق صدره بانتقادات بسيطة لصحيفة الديار فقام بإغلاقها عقاباً على ذلك.

كما أن عدائيته ضد الصحافة بشكل عام كانت نافرة بشك دائماً، ومن منا لا يذكر كيف انسحب بشكل فظ احتجاجاً على إحراجه في مقابلة سبقت عودته الى لبنان على محطة الجزيرة. وفي يوم عودته الى مطار رفيق الحريري لم يوفر الحضور من رجال الإعلام من الزجر.

وبعد ذلك، وحتى قبل أشهر من غزوة بيروت فقد عبر الجنرال صراحة وعلناً عن رغبته بإحراق تلفزيون المستقبل الى أن حقق له حلفاؤه هذا التمني خلال الغزوة.

أما إغراقه في الشعبوية فهو واضح في تفلته من حدود الأدب باستعماله مجموعة تعابير مغرقة في السوقية والتي قد يجدها مؤيدوه غاية في "الهضمنة" أو "الصراحة" أو "الصدق" ولكنها في الحقيقة هي جزء من إفلاسه من التعابير المتحضرة والتي تخاطب عادة عقول الناس بدل أن تدغدغ غرائزهم، أو تدفعهم الى موجات من الضحك تماثل ما حصل "لهملر" عند سماعه خطاب "الفوهرر"، فإن اتهم اليوم إحدى وسائل الاعلام بممارسة "الدعارة الإعلامية".

وهذا يعني بيع الموقف والكلمة مقابل المال، فإنه بالتأكيد يمارس "التهريج السياسي" الذي يدفع أحياناً الى الضحك ولكنه أيضاً يدفع الى الشفقة والأسف على من لا يزالون يؤمنون بأن الجنرال لا يزال يحمل قضية تستأهل دعمهم.

(*) عضو كتلة "المستقبل" النيابية

 

اغتيال العريضي رسالة في أكثر من اتجاه "لمن يهمــه الامر"

موسى في بيروت في 15 الجاري للمشاركة فــي الحــوار

ترتيبات لوجستية في القصر وتحضير الدعوات للاقطاب الـ 14

المركزية - لم يكد اللبنانيون يتنفسون الصعداء بفعل الاجواء الانفراجية والمفاجآت السارة على الساحة الداخلية نتيجة المصالحات والمساعي الوفاقية اولا والاعلان عن موعد اطلاق الحوار ثانيا حتى عاد شبح الاغتيالات ومسلسل التفجيرات ليقض مضاجعهم في محاولة لتبديد جرعة الامل التي ارتشفوها في الايام الاخيرة.

وفيما كان القادة السياسيون يهمون بالشروع في اعداد العدة وتحضير ملفاتهم ووثائقهم لطرحها على طاولة الحوار التي دعا اليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في 16 الجاري وفي وقت واصل رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري زيارته البقاعية لتكريس المصالحة بعدما تمكن من تحقيقها في طرابلس من خلال توقيع فاعليات المدينة واطراف النزاع "وثيقة طرابلس"، عمدت الجهات المتضررة من اجواء المصالحات ومناخات التوافق الى تعكير صفوها بالانفجار الذي استهدف عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشيخ صالح فرحان العريضي في بلدة بيصور الجبلية، الامر الذي قرأت فيه اوساط سياسية مطلعة رسالة في اكثر من اتجاه "لمن يهمه الامر" أكان على المستوى المناطقي او الوطني او حتى الخارجي مفادها ان الارادة الكامنة في بعض النفوس الشريرة بتعكير الامن وزرع الفتنة لا زالت تملك القدرة على عرقلة مسيرة التعافي التي انطلقت من الدوحة وستستأنف على طاولة الحوار بعد أيام، مبدية تخوفها من ان تضاعف جهودها لضرب الاستقرار من خلال عودة لغة التفجيرات المتنقلة، بعدما تبين ان المناخات التوافقية بدأت تنسحب على عدد من المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة وان الاوضاع اتجهت نحو الاستقرار والهدوء النسبيين .

المعارضة: وفي جانب متصل، حمل مصدر في المعارضة الاجهزة الامنية اللبنانية المسؤولية الاولى في ما يحصل نتيجة تقاعسها عن القيام بواجبها على اكمل وجه وقال لـ "المركزية" بعد عشرات التفجيرات التي طاولت قادة وزعماء سياسيين ونوابا ومسؤولين امنيين وحزبيين من غير المعقول الا تتمكن هذه الاجهزة المسيسة من الكشف عن الجهة التي تقف وراء التفجيرات او أقله الامساك بخيط ولو رفيع من شأنه الاضاءة على جوانب من التحقيقات ومن غير المقبول استمرار الوضع على حاله بحيث باتت الامور تتطلب تغييرات جذرية على المستوى الامني في ضوء العجز الفاضح الذي تظهر في السنوات الاخيرة.

الغالبية: في المقابل اعتبر مصدر في الغالبية ان الرد المناسب على الجرائم الآثمة يكون بالاصرار على متابعة المسيرة الوفاقية وتدعيم ركائزها والشروع فورا في الحوار المعمق حول المواضيع الخلافية وصولا الى نظرة لبنانية مشتركة ازاءها تمكن لبنان من مواجهة كل الاخطار المحدقة به لا بتوجيه التهم جزافا.

ورشة الحوار: في غضون ذلك، بدأت الدوائر المختصة في القصر الجمهوري التحضيرات العملية لطاولة الحوار وترتيباتها اللوجستية لناحية اختيار القاعة والاثاث واعداد الدعوات الى الاقطاب الاربعة عشر المشاركين اضافة الى المدعوين العرب، وفي هذا الاطار علمت المركزية "ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيزور بيروت في 15 الجاري ليشارك شخصيا في اجتماعات الحوار بعدما وجه اليه الرئيس سليمان الدعوة في خلال اتصال هاتفي، التزاما بوثيقة الدوحة التي نصت في بندها الرابع على استئناف الحوار برئاسة رئيس الجمهورية ومشاركة الجامعة العربية.

 

سليمان يهاتف أمير قطر والأسد ويدعو للتنبه للمؤامرات 

11/09/2008/المنار/أجرى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان اتصالاً، مساء أمس الأربعاء، بكل من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصفته راعي اتفاق الدوحة، وبالرئيس بشار الاسد بصفته الرئيس الدوري للجامعة العربية، ووضعهما في أجواء الدعوة التي وجهها الى اطراف الحوار الوطني اللبناني تنفيذا لمقررات الدوحة.  كذلك وجه الرئيس سليمان الدعوة الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي ابدى استعداده للحضور والمشاركة في جلسات الحوار، تطبيقا لما ورد في هذه المقررات. وفي سياق منفصل، أجرى سليمان سلسلة اتصالات شملت كل من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" الوزير طلال ارسلان، وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل، واطلع منهم على ما توافر من معلومات عن جريمة الاغتيال التي طاولت الشيخ صالح العريضي بتفجير سيارته مساء الأربعاء في بيصور.  وطلب رئيس الجمهورية "التنبه الى كل المؤامرات التي تحاك لاعادة توتير الاجواء وعرقلة مساعي المصالحة، والتحضيرات الجارية لمؤتمر الحوار الوطني".

 

شمعون: عون يصر على قانون أقر بعهد الوصاية السورية لاستبعاد أشخاص محددين عن النيابة

علق الأستاذ دوري شمعون على موقف العماد عون الذي أعطى توجيهاته إلى نوابه الأعضاء في لجنة الإدارة والعدل أن يصروا على عدم تعديل مادة السنتين لاستقالة رئيس البلدية ونائبه كي يستطيعوا الترشح. قائلاً: " إن العماد عون يصر على قانون أقر بعهد الوصاية السورية لاستبعاد أشخاص محددين عن النيابة ويبدو أن هذا ما يزال هدفه". وأضاف شمعون " ان هذا التصرف يدل إلى أي مدى يؤمن العماد عون بالديمقراطية، إذ أنه يساوي بين رئيس البلدية المنتخب وموظف الإدارة العامة المعين". وختم شمعون متسائلاً : " ما رأي القاعدة الشعبية العونية بهذه التصرفات اللاديمقراطية؟ ومن هنا السؤال لبعض رؤساء البلديات الذين ما يزالون من أنصار العونية، ما هو رأيهم بهذه الأمور التي تقلل من احترامهم واحترام قواعدهم الشعبية التي انتخبتهم؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 11 ايلول 2008

البلد

أبدى اهالي بلدة متنية استيا?هم من مهرجانات حزبية بات شعارها قطع الطرق واستحضار غرباء عن المنطقة من أجل الحشد.

بدأت السلطات الادارية وضع اللمسات الاخيرة على آلية تنفيذية لازالة صور بعض الزعماء ولوحات الاعلانات غير المرخصة في العاصمة.

وجهت وزارة معنية كتباً تذكيرية الى منفذي اشغال "غبّ الطلب" لانجاز الاعمال على طرق رئيسية في العاصمة والمدن الكبرى منعاً لازدحام السير مع بداية العام الدراسي.

الشرق

حزبي شاب شكل فريق عمل من رفاق سبق لهم ان عايشوا تطورات الاحداث والحرب من بداياتها وقد برر تصرفه بأنه "للإحاطة بالسلبيات والايجابيات كافة"!

شخصية شمالية اعربت عن امتعاضها من التوصل الى تفاهم طرابلسي بعدما سبق لعدد من حلفائه ان بشروه بالاسوأ لطرابلس وللشمال (...).

سياسي بارز تخوف من احتمالات حصول تغيير في التحالفات الارمنية في العاصمة "لأنها ستؤثر على تحالفاته في مناطق اخرى؟!

النهار

تردد أن رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي دانيال بلمار نقل الى الرئيس فؤاد السنيورة معلومات مهمة عن سير التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه.

لوحظ استمرار الحراسة على منازل عدد من الوزراء السابقين والشخصيات السياسية.

توقف نواب طرابلسيون عند قول رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري امام حشد من زواره، أن الوزير محمد الصفدي هو حليفه الدائم.

السفير

ذكر مرجع كبير أنه سيأخذ على عاتقه إجراء مصالحات خلال الجلسة الأولى للحوار، وأنه بدأ التحضير لذلك من خلال بعض الوزراء.

تمّ أمس حجز العديد من الغرف في بعض الفنادق في العاصمة لكبار الزوار العرب الذين سيشاركون في طاولة الحوار.

حصلت إشكالات ومشادات في مجلس الوزراء حول بعض التشكيلات والتعيينات ما دفع إلى الاتفاق على تأجيل البحث فيها.

المستقبل

جرى التداول في إجراءات قانونية لحماية حرية الصحافة و"حصانتها" في وجه "الترهيب" والتطاول اللذين يمارسهما رئيس أحد التيارات ضدّها وعليها.

تؤكد أوساط متابعة أن ثمة "اختفاء" في ظروف غامضة لكوادر عليا في أحد الأحزاب على خلفية تداعيات أحد الأحداث "المفصلية" على العلاقات الاقليمية للحزب المعني.

نوّهت مصادر مطلعة باختيار مرجع رسمي مؤسسة دستورية كبيرة مكاناً لتوضيح مواقفه ب "الطريقة المناسبة".

اللواء

تحدث زوار عاصمة معنية أن نواب من الأكثرية بدأوا بإجراء اتصالات مباشرة أو بالواسطة مع مسؤولين فيها!·

ينشط اللوبي اللبناني في عاصمة كبرى لدعم مرشح الحزب الجمهوري لضمان استمرار السياسة المتبعة تجاه لبنان والمنطقة·

يتحدث أحد العمداء المتقاعدين في مجالسه عن وعد تلقاه من مرجع رسمي بتعيينه رئيساً لمؤسسة سياحية كبيرة في منطقة كسروان!·

 

البطريرك صفير بحث مع زواره المستجدات والتطورات على الساحة الداخلية

وطنية- 11/9/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم، رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم، وعرض معه للمستجدات على الساحة الداخلية، لا سيما ما جرى ويجري من معالجات. وتطرق البحث الى موضوع قانون الإنتخاب وما يمكن تحقيقه في هذا الشأن بالإنتخابات المقبلة. وأمل النائب غانم بعد اللقاء "ان تشمل المصالحات الجارية بين اللبنانيين المسيحيين الذين هم في جوهر مبرر قوة لبنان ومناعته ورسالته الحضارية". وقال: "اطلعت غبطته على مجريات الأمور في لجنة الإدارة والعدل حول قانون الإنتخاب الذي يهم كل اللبنانيين وهذا الصرح الوطني الكبير، وتطرقت معه الى بعض الأمور التي وضعناها من اجل تحقيق الإصلاحات الممكن تطبيقها من الآن حتى موعد الانتخابات في القانون الذي سيصدر، كما وعدنا بتحويله في 25 أيلول الى رئيس مجلس النواب، وآمل ان يكون القانون مكتملا من الآن وحتى هذا الموعد". وتمنى النائب غانم ان "يوفق رئيس الجمهورية في إيجاد الحلول الجذرية التي تطمئن اللبنانيين على مستقبلهم وعلى مصير اولادهم، وعلى مستقبل هذا الوطن للتخفيف من حدة الهجرة، لا سيما الشباب، لان هذا الوطن لا يمكنه الإستمرار من دون الشباب، فديمومته في شبابه". وعن إنفجار بيصور قال النائب غانم: "لا بد من الإعتراف ان هناك مشاكل على الأرض بين فئات متناحرة أو بين فئات لا تريد ان تتم المصالحات كما يجب ان تتم وتعمم على الكل". وأمل ان "يظهر التحقيق السريع من هم وراء هذه الجريمة النكراء، ونحن نستنكر هكذا جريمة".

وكرر النائب غانم دعوته الى "التهدئة والمصالحات"، ومشددا انه على قوى الأمن الداخلي "ان تردع مثل هذه الأعمال التي هدفها الأساسي ضرب السلم الأهلي والمصالحات". وردا على سؤال عن الأسباب التي تمنع حتى الساعة المصالحة المسيحية- المسيحية، تمنى النائب غانم على القادة المسيحيين "الترفع عن خلافاتهم وعن الأمور الشخصية وان يكونوا قادة على مستوى الوطن، لأنه لا يمكن للبنان ان ينهض من جميع خلافاته ومشاكله الا بتضافر جميع اللبنانيين بدءا من وحدة المسيحيين". وعن الراعي الصالح لهذه المصالحة المسيحية، قال: "لا شك البطريرك صفير الذي حاول وسعى في الماضي من اجل ذلك، ولكنها أولا مسؤولية السياسيين". وعما اذا كان تمنى على البطريرك صفير القيام بذلك، قال: "لا لم نتطرق الى هذا الموضوع تحديدا، إنما تطرقنا الى الموضوع المسيحي ككل، وبالنتيجة القادة المسيحيون هم المسؤولون أولا وأخيرا عن هذا الموضوع". وعما اذا كان يتخوف من عراقيل توضع أمام مشروع قانون الإنتخاب الجاري درسه الآن، أجاب: "لا، الحمد لله اعضاء اللجنة متفهمون لدورهم ويدرسون الموضوع بموضوعية وعمق، ما سيحصل في الهيئة العامة، هذا شأن آخر، نحن مستعدون ان نرفع القانون الذي يمكن ان يطبق في ال2009".

ابو رزق

بعدها استقبل البطريرك صفير رئيس "الحزب العمالي الديموقراطي" النقيب الياس ابو رزق، وعرض معه التطورات على الساحة الداخلية لا سيما جريمة الامس التي استنكرها ابو رزق بشدة واعتبرها "رسالة موجهة الى اللبنانيين والتي تقول انه ممنوع على اللبنانيين ان يتصالحوا وان يتحاوروا او التحدث مع بعضهم البعض". ورأى "ان الرد على ذلك يكون في إستكمال المصالحات، وبالمزيد من الإنفتاح والتلاقي بين اللبنانيين وبذل كل الجهود من اجل تحصين الوحدة الوطنية". وقال: "الرد على هذه الجريمة يكون ايضا عبر طاولة الحوار التي دعا اليها رئيس الجمهورية للانعقاد في الاسبوع المقبل، الجريمة تحتم على المتحاورين موقفا شجاعا يقضي بجمع السلاح من كل اللبنانيين وغير اللبنانيين وحصره بالدولة ومؤسساتها الأمنية الشرعية، واذا لم يتمكنوا من ذلك، نحن نحذر من مغبة نتائج عدم الوصول الى هذا الموقف، ونطالب بتأجيل الإنتخابات النيابية، لأنه لا يجوز ان تتم الإنتخابات النيابية في ظل فوضى السلاح والفلتان الأمني، وفي ظل قانون انتخابي أقل ما يقال فيه انه رجعي وظالم، كونه لا يؤمن صحة التمثيل وتكافؤ الفرص والمساواة أمام القانون".

ودعا ابو رزق المعنيين الى "اجراء تعديلين على قانون الإنتخاب حتى يصبح قادرا على تأمين صحة التمثيل ويؤسس لبناء دولة وليس لحروب وأزمات مستقبلية، كما جرى من خلال القوانين الإنتخابية السابقة، وذلك عبر إدخال البندين على القانون وهما إعتماد نظام النسبية مكان النظام الأكثري، وفصل النيابة عن الوزارة، حتى نمنع الوزراء من الترشح لأنه لا يجوز ان تشرف حكومة على الإنتخابات ونصف أعضاءها مرشحين كون ذلك يتناقض مع مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين المرشحين أمام القانون ويضر بنوعية التمثيل الصحيح".

وأكد ابو رزق "ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة، وإستمراره في مواجهة قوى الفساد والقهر والظلم والإحتكار السياسي في الإنتخابات المقبلة اذا حصلت".

ومن الزوار ايضا النحات عاطف الاسعد والطالب الجامعي الباحث في الأمراض السرطانية ميشال عبيد ثم الخبير البيئي ضوميط كامل.

 

رسالة من "النهضة الاميركية اللبنانية" الى الرئيس السنيورة عن هواجس الاغتراب

وطنية - 11/8/2008 (سياسة) وجهت جمعية "شراكة النهضة الاميركية اللبنانية"، رسالة الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، تضمنت مطالب وهواجس الاغتراب اللبناني ومن ابرزها، التأكيد على " ترسيم الحدود مع سوريا واسرائيل، الحياد الدولي الايجابي ووضع حد نهائي للتجاذبات الدولية والضغوط الاقليمية والتحالفات الخارجية المشبوهة، تعزيز الديموقراطية في لبنان وتحصينها في وجه الضغوط الخارجية والداخلية، إرساء الامن العام والاستقرار الداخلي وتجهيز الجيش بالمعدات الحديثة للقيام بواجباته الوطنية، تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان، عدم توطين الفلسطينيين، اطلاق المعتقلين اللبنانيين من السجون السورية، تفعيل القطاعات التكنولوجية والاقتصادية والصناعية والزراعية، مكافحة الفساد الاداري والقضائي وتفعيل البنية التحتية، تشجيع توأمة مدن لبنان مع مدن العالم المتحضر، حق الاقتراع للمغتربين في السفارات والقنصليات في الخارج، تسهيل اعادة الجنسية اللبنانية للمغتربين الذين فقدوها عبر الاجيال، انشاء قنصليات فخرية في الخارج، والحفاظ على البيئة.

 

الجميل: اغتيال أبرز وجوه الحوار الدرزي  الدرزي ضربة موجهة ضد المصالحة الأخيرة في الجبل

وكالات/دان رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل الجريمة التي استهدفت عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي اللبناني مسؤول منطقة عاليه الشيخ صالح فرحان العريضي، مقدمًا العزاء لعائلته وللحزب الديمقراطي قيادة واعضاء على رأسهم الوزير طلال ارسلان. واعتبر الرئيس الجميل اغتيال أبرز وجوه الحوار الدرزي – الدرزي، ضربة موجهة ضد المصالحة الأخيرة التي تمت في الجبل وأجواء الهدوء التي سادت أخيرًا في طرابلس والتي تستكمل في البقاع. كما هو رسالة موجهة ضد مساعي الحوار الذي سيُستأنف الثلاثاء القادم في بعبدا. ورأى أن هذا الاستهداف يستوجب العودة الى المبادئ الوطنية والالتفاف حول مؤسسات الدولة واستكمال المصالحة الوطنية لدرء اي محاولات زرع الفتنة على مستوى الوطن.

 

نائبة الامين العام للامم المتحدة وصلت الى بيروت

وطنية- 11/9/2008 (سياسة) وصلت اليوم الى بيروت نائبة الامين العام للامم المتحدة اشا روز ميجيرو، في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، لحضور الاجتماع ال12 لآلية الامم المتحدة للتنسيق، وستغتنم ميجيرو فرصة وجودها في بيروت لزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيسي مجلس النواب والوزراء نبيه بري وفؤاد السنيورة. وكان في استقبالها في مطار رفيق الحريري الدولي وكيل الامين العام للامم المتحدة الامين التنفيذي للاسكوا بدر عمر الدفع، مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان سيف الدين آبارو، ممثل قائد "اليونيفيل" عمر عبود، معاونة مدير المراسم في وزارة الخارجية ميرا ضاهر والقائم باعمال مركز الامم المتحدة للاعلام في بيروت نبيل ابو ضرغم.

 

السفيرة سيسون في ذكرى 11 ايلول: على اللبنانيين والأميركيين مواصلة العمل معا لوضع حد للأعمال الإرهابية المهددة لطريقة عيشنا

وطنية-11/9/2008 (سياسة) وزعت السفارة الاميركية في بيروت بيانا اليوم، جاء فيه: "احياء لمناسبة 11 أيلول، 2001 ذكرى الهجمات الإرهابية على نيويورك وواشنطن العاصمة، وبنسلفانيا، تحدثت السفيرة ميشيل سيسون إلى أعضاء سفارة الولايات المتحدة الأميركية كما وضعت إكليلا من الزهر إحياء لذكرى ضحايا هذه الهجمات". اضاف البيان" وقالت السفيرة سيسون في كلمتها إلى أعضاء السفارة: "الآن ونحن نتأمل في الأحداث الإرهابية المروعة التي وقعت في ذلك اليوم من أيلول قبل سبع سنوات، نتذكر جميع الذين سقطوا - وقد كانوا مواطنين من أكثر من 90 بلدا ، بما فيها الولايات المتحدة ولبنان. على اللبنانيين والأميركيين أن يواصلوا العمل معا لوضع حد للارهاب غير الإنساني والذي لا معنى له، وللأعمال الإرهابية التي تهدد طريقة عيشنا."

 

الوزير ارسلان نعى الشهيد العريضي ومراسم الدفن غدا

وطنية-11/9/2008 (متفرقات) نعى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير الشباب والرياضة الامير طلال ارسلان، وعموم اهالي بيصور، "شهيد الوحدة الوطنية وعروبة لبنان" الشيخ "ابو منهل صالح فرحان العريضي "، وسيوارى في بلدة بيصور، الساعة الواحدة بعد ظهر يوم غد الجمعة. تقبل التعازي يوم الاحد الواقع في 14 ايلول الجاري، في دارة الوزير ارسلان في خلدة ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، وايام السبت والاثنين والثلاثاء والاربعاء في القاعة الشمالية في بلدة بيصور، من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الساعة السادسة مساء.

 

الوزير ارسلان قدم التعازي بصالح العريضي فور عودته من الخارج

وطنية - عاليه- 11/9/2008(سياسة) أعلن وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان، في كلمة القاها خلال تقديمه واجب التعزية بالشهيد صالح فرحان العريضي في بلدة بيصور، وذلك فور عودته من الخارج، وفي حضور وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، "ان الرسالة وصلت وكنت أتمنى ان أكون المستهدف في هذا الانفجار وليس الشيخ صالح". وقال: "سوف نستمر بما بدأناه بالجبل معا، وما بدأناه معا في لبنان سوف نستمر به، ليس كرمى شخص او شخصين او ثلاثة، سنستمر به كرمى لهذا الجبل وهذا الوطن، لانك يا شيخ صالح لم يكن لديك، ولا مرة، مشروع خاص، فأنا عاشرتك في أحلك الظروف، في الظروف الصعبة التي مررنا بها خلال السنوات الثلاثة الماضية، وجدتك الى جانبي تزداد صلابة وقناعة ورسوخا بالموقف الذي آمنت به. كنت تنبهني با شيخ صالح من موضوعين، الاول عدم المخاطرة بالعلاقة مع سوريا وعروبة الجبل، وثانيا حفظ المقاومة. وانا اعتبرك اليوم شهيد المقاومة وشهيد وحدة الجبل، لانه لا كرامة لاحد في الجبل بدون وحدة الجبل. ووحدة الجبل التي بدأناها نحن واياك في 7 ايار بالتعاون مع وليد بك جنبلاط، وبالتعاون مع سيد المقاومة سوف نستمر بها ولن نقبل ان تحصل ضربة كف في الجبل، لان كرامة لبنان وكرامة الوطن هي من كرامة هذا الجبل".

واضاف الوزير ارسلان: "بالامس سمعت عبر وسائل الاعلام الكلمة التي قالها الاخ وليد بك جنبلاط في هذه القاعة، أرى انه عبر أحسن تعبير عن خطورة المرحلة التي مررنا ونمر بها، والتي ان شاء الله لا تحصل، ولكن من الممكن ان يمر بها البلد. الاختلاف السياسي مشروع، ولكن الفتنة غير مشروعة والانقسام العشائري غير مشروع والتخلف والتقوقع غير مشروع. نحن نقر ان هناك اختلافا سياسيا في لبنان كل لبنان، انما هل هذا الاختلاف ممكن ان يمشي بحرب اهلية في البلد. اقول لك يا شيخ صالح اغتيالك كان لرمي بذور الفتنة، لان الجميع يعرف، لا سمح الله، انه اذا ضرب الجبل يضرب كل لبنان بكل طوائفه ومذاهبه وفئاته".

وتابع: "يا شيخ صالح انت صاحب الموقف العروبي، وليس عندما اتيت الى طلال ارسلان أصبح موقفك عروبيا، فأنت وطيلة عمرك وفي حياتك وبوقفاتك مع ابناء بيصور وشهدائها كان موقفك مع العروبة، حافظت على هوية هذا الجبل وضحيت من أجلها، وحافظت على عروبة هذا الجبل وبالتالي حافظت على عروبة لبنان وعلى توجه لبنان ودفعت دمك ضحية لمبادئك التي انا اشهد انه ولا يوم قبلت بلحظة ان تساوم عليها رغم كل الظروف الصعبة التي مررت بها والتي مررنا بها سويا". وقال: "الجرح عميق ولا أكابر وأقول اني غير متألم. اني متألم بقدر لا استطيع وصفه، ولكن هذا الحادث، هذا الاغتيال سوف يزيدنا صلابة ومتانة وقناعة، يبدو، ان ما كان مطلوبا عند الطامحين للفتن في لبنان، ان يحصل باغتيالك ما حصل في ايار.

يا شيخ صالح، والذي أعرفه عن قرب وكثب، كم كنت حريصا وواكبتني خطوة خطوة بكل ما فعلناه في ايار، واكبتني بكل موقف وكل اتصال وكل تفصيل من اجل سلامة الجبل ووحدته. الدم ثقيل صحيح، انما هذه الطائفة التي اعتز وافتخر ان انتمي اليها وجودها عبر التاريخ كتب لها التضحية والمواقف الصعبة، كتب لها الحفاظ على هوية لبنان والدروز في هذا الشرق.

وأكد الوزير ارسلان للشهيد صالح "ان دمك لن يذهب هدرا"، وقال: "أقول لك لم اقم بأي خطوة الا وكنت مقتنعا بها، ولم ادل بموقف سياسي الا وكنت مقتنعا به، انما الان اقول لك يا شيخ صالح اغتيالك وشهادتك اكدت لي صحة موقفي وضميري تجاه هذه الطائفة وتجاه هذا البلد، لانه كان المطلوب ان تعم بذور الفتنة في هذه المنطقة وهذا الجبل. لقد اجريت صباح اليوم اتصالا بفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وطلبت منه ومن دولة الرئيس نبيه بري ومن دولة الرئيس فؤاد السنيورة، ان يحال هذا الملف في أول جلسة لمجلس الوزراء على المجلس العدلي. ولا اقبل تحت اي سقف الا ان يحال هذا الملف على المجلس العدلي، بالتعاون مع زملائنا وعلى رأسهم الاستاذ غازي. هذه القضية لن تموت، لان كشف الفاعل هو فعلا الاداة لحماية لبنان وليس لحماية الجبل ولا لحماية الدروز، لحماية لبنان، لان هذه الضربة هي ضربة سياسية بامتياز وضربة للوحدة والعيش المشترك في البلد وضربة لهوية الجبل وانتماء الجبل".

أضاف: "نحن امامكم وامامك يا شيخ ابو صالح نعدك انه في اول جلسة ستعقد لمجلس الوزراء، سوف يتخذ قرار في ان يحال ملف هذه القضية على المجلس العدلي، تدرس خطوات قضائية ثانية، اتمنى ان يأخذ مجلس الوزراء قرارا بتحويلها الى المجلس العدلي، والخطوات الثانية التي انا ادرسها مع محامين سوف اتحدث مع منهل صالح العريضي واخوته والشيخ ابو صالح وابنائه عن كيفية متابعة هذا الملف مهما كلفت والى اين وصلت. الله يرحم كل الشهداء الذين ذهبوا في لبنان. انما اعتقد ان الشيخ صالح العريضي بالامس كان هناك كلام مع وضد في كل الطوائف والمذاهب، انما بالامس كان هناك اجماع على استنكار ما حصل من كل اللبنانيين والفئات اللبنانية وهذا الامر بهذا الحجم سوف يتابع على هذا المستوى والمنوال".

 

الكتلة الوطنية: التفجير الخطير بمفاعيله ومدلولاته يضع خطا احمر امام طي صفحة النزاعات والبدء بالوفاق

وطنية - 11/9/2008 (سياسة) عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري برئاسة العميد كارلوس اده وحضور الامين العام جوزف مراد ورئيس مجلس الحزب بيار خوري، واصدرت البيان الاتي:

"- ان الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها عضو المجلس السياسي للحزب الديموقراطي اللبناني الشيخ صالح العريضي، اتت في وقت تبذل جهود جبارة من اجل انهاء الخلافات المذهبية ومن اجل ارساء الاستقرار والسلاح، ان هذا التفجير الخطير بمفاعيله ومدلولاته يضع خطا احمر امام كل الذين يريدون طي صفحة النزاعات والبدء بمسيرة وفاقية جديدة، انها رسالة واضحة اصابت الحزب الديموقراطي والامير طلال ارسلان بعد الحملات الاعلامية التي طالته من بعض حلفائه السابقين والتي فاجأت الوسط السياسي.

2- بمناسبة الدعوة الى مؤتمر الحوار التي اطلقها رئيس الجمهورية، يسأل حزب الكتلة الوطنية هل مؤتمر الحوار سيكون على جدول اعماله بندا وحيدا كما اتفق سابقا، اي موضوع الاستراتيجية الدفاعية ليكون بابا لمعالجة سلاح حزب الله ام انه سيتطرق كما طالب حزب الله الى مواضيع اقتصادية واجتماعية؟ ان الغوص في المواضيع المذكورة آنفا سيكون خطرها تحويل هيئة الحوار الى هيئة تأسيسية لاعادة تكوين لبنان كما يريد حزب الله وحلفائه كالتيار الوطني الحر. ان اللجنة التنفيذية في حزب الكتلة الوطنية تدعو قوى الاكثرية الى رفض الدخول في اي موضوع غير الاستراتيجية الدفاعية وإلا يكونوا قد دخلو في نفق لا نهاية له.

3- ان موقف العماد ميشال عون من قضية اطلاق النار على مروحية للجيش اللبناني واستشهاد النقيب سامر حنا يدعو للدهشة والاستغراب خصوصا انه صادر عن قائد سابق للجيش، فما سبق ان تناولته احاديث عامة الناس وبعد حادثة اطلاق النار على الطوافة ومن ان حزب الله سيسأل ماذا تفعل مروحية للجيش فوق تلال سجد طرحه العماد عون بكل وقاحة بسؤال اقلق انصاره قبل اعدائه. ان حلف العماد عون التام مع حزب الله قد اعمى بصره وبصيرته. ان حزب الكتلة الوطنية يذكر مدعي الدفاع عن السيادة اللبنانية ان حدود لبنان تمتد من النهر الكبير حتى الناقورة وتلال سجد تقع ضمن هذه الحدود. في موقفه هذا اعلن العماد عون ليس فقط تخليه عن فكرة السيادة اللبنانية وعن وجود لبنان ككيان مستقل بل اعلن ولاءه التام لمشروع حزب الله والقائم على ولاية الفقيه واعترف بحدود دولة اخرى ضمن لبنان حيث لا حق للجيش اللبناني وللدولة اللبنانية.

4- في وقت تتدنى فيه نوعية خدمة الاتصالات الخليوية عما كانت عليه سابقا، بدل ان تتطور لكي تلحق بركب البلدان المحيطة بنا وكأننا في عهد هذه الوزارة نسمع "ضجيجا ولا نرى طحينا"، فلا شيء يتطور في موضوع الاتصالات الا شبكة حزب الله، اننا نسأل هل هذه الشبكة ستكون باكورة خصخصة قطاع الاتصالات؟.

5- ان المصالحة التي تمت في الشمال هي انجاز كبير وعمل يستحق التنويه، الا انه لا يلغي ان على الدولة ان تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها فالنيات الطيبة وحدها لا تكفي لبناء سلام دائم، ان حزم الدولة لامرها وتطبيق القانون والقيام بانماء اقتصادي مستدام هو الحل الامثل لنزع فتيل الانفجار وجعل عاصمة الشمال مركزا اقتصاديا من اجل ابعاد شبح الفقر والانعزال والتقوقع عن ابنائها بانشاء خط قطار كهربائي سريع يصل الشمال بالجنوب مرورا ببيروت هو كفيل بربط البلاد بعضها ببعض بطرق زهيدة الكلفة على المواطنين وتسمح لهم بالتنقل والسياحة والعمل في اي مكان من لبنان والعودة الى منازلهم، فنسد هكذا حاجة المناطق لليد العاملة المحترفة والغير مكلفة ونخلق متنفسا اقتصاديا لابناء الشمال.

ان التنمية المستدامة والاستثمار في قطاعي المواصلات والاتصالات هي واجب وطني ملح بعد ان اصبح لبنان متأخرا جدا عن مواكبة التطور في هذين القطاعين الذين يساهمان بإلغاء الحدود المصطنعة بين افراد الشعب الواحد وان يكون من طوائف ومذاهب مختلفة.

لقد آن للبنانيين ان يعتمدوا اسلوبا ومنهاجا علميا ووطنيا هو الحل الامثل لمعالجة مشاكل هذا الوطن فكما يرد المثل الطبي الشائع "ان الوقاية من الامراض افضل بكثير من معالجتها".

 

الموسوي: من يذهب الى الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية عليه أن يكون قد حسم أولا من هو عدو لبنان ومن هو الصديق

وطنية - 11/9/2008 (سياسة) شدد مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد نواف الموسوي على أن "من يذهب الى الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية عليه أن يكون قد حسم أولا من هو عدو لبنان، لأن من يعتبر إسرائيل جارا أو دولة يمكن أن يطبع معها في المستقبل، أو صديقة، هو من يأخذ لبنان لان يكون نعجة في المسلخ الإسرائيلي". وأكد أن "الاستراتيجية الدفاعية ليست نقاشا أو إجراء عسكريا بل هي لبلورة رؤية وطنية ذات طابع وطني شامل يحدد من هو العدو ومن هو الصديق". وقال: "ينبغي أن نكون قد اتفقنا على أن عدو لبنان الأوحد هو العدو الإسرائيلي الذي ليس هو لا جارا ولا صديقا". وأضاف: "نحن ذاهبون إلى الحوار من موقع من يملك التجربة الأمثل في مواجهة دعاة التجارب الفاشلة والمهزومة".

الموسوي وخلال حفل الإفطار السنوي الذي أقامته جمعية التعليم الديني في فندق "الشمس" في مدينة بنت جبيل بحضور مدراء ثانويات ومدارس ومعلمين ورؤساء بلديات وفعاليات منطقتي بنت جبيل ومرجعيون، حذر "من يذهب بذهنية أو بنية تحقيق هدف اسمه نزع سلاح المقاومة ولو بطريقة متمايلة تحت عنوان إدماجها أو إدراجها وكل هذه العبارات، من أن مسعاه سيكون خائبا"، داعيا إياه الى "ألا يتعب نفسه، لان ما لم تنجح به الأساليب العسكرية المجنونة والوحشية في حرب تموز 2006 ، لن تنجح به أساليب التحايل السياسي أو التحريض أو ما إلى ذلك". ودعا تلك القوى "التي راهنت على الخيار الأميركي وسلكت طريق محاولة نزع سلاح المقاومة أن تدرك خطأ هذا الرهان وآثاره الوخيمة عليها قبل أي احد آخر، وان تسلك بالفعل سبيل الحوار مع شركائها في هذا الوطن ما يؤدي إلى المصالحة وترسيخ المشاركة وحصر الاختلاف السياسي الذي لا بد منه حول القضايا الوطنية من منطلقات وطنية".

ورأى أن "البعض يتصرف وكأن المقاومة أنشأت وضعا شاذا ينبغي احتواؤه ومعالجته أو إصلاحه عن طريق الحوار"، مؤكدا أن "هذا ليس صحيحا لانه ينبغي أن يقدم للمقاومة فروض الاحترام والإجلال لما قدمته من تضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، أما الذي يستحق التجريح والمسائلة والاتهام، فهو الذي سيكون على طاولة الحوار موضع محاكمة مع القوى السياسية التي سيطرت على الحكم منذ العام 1943 وحتى يومنا هذا".

وختم الموسوي بالتأكيد على "الذهاب الى الحوار تحت عنوان واضح وهو كيفية الدفاع عن لبنان في مواجهة تهديدات العدو الاسرائيلي، والبحث في كيفية بناء الدولة التي تكون لجميع أبنائه، لا دولة الفنادق وسعاته ونازليه الاجانب ولا دولة الشركة الخاصة برؤوس أموالها الاجنبية بالإضافة الى كيفية وضع سياسة اقتصادية تنظر بعين المساواة إلى كل المناطق في لبنان".

 

الوطنيون الأحرار: مسلسل إستهداف الوحدة الوطنية والحوار والإستقرار مستمر

وطنية- 11/9/2008 (سياسة) دان حزب الوطنيين الأحرار، في بيان، الجريمة الإرهابية التي أودت بالقيادي في "الحزب الديموقراطي اللبناني" الشهيد صالح فرحان العريضي، "والتي جاءت تثبت بتوقيتها ودلالاتها إستمرار مسلسل إستهداف الوحدة الوطنية والحوار والإستقرار خدمة لأعداء لبنان".

ولفت الحزب الى "ضرورة إدراك أبعاد الجريمة والتعاطي معها بمزيد من التماسك ورص الصفوف على مستوى الجبل ومستوى الوطن، والمضي في المصالحة الشاملة والحوار البناء تحت سقف الدولة لتعزيز دعائمها كونها الضامن الوحيد لكل مكونات المجتمع اللبناني وشرائحه".

وتقدم الحزب بالتعازي من المرجعيات الدينية للموحدين الدروز وقياداتهم السياسية، وخصوصا من "الحزب الديموقراطي اللبناني" قيادة وأعضاء، ومن ذوي الشهيد العزيز، آملين "أن يصار الى كشف المجرمين وسوقهم امام المحاكم وإجتثاث الإرهاب من لبنان".

 

الإشتراكي أوضح ما نشرته "الأخبار" اليوم من مقتطفات للنائب جنبلاط: تضمن جملة مغالطات وأفكارا محرفة خرجت عن القصد المراد منها

علاقتنا ثابتة وراسخة مع "تيار المستقبل" والحلفاء في 14 آذار

وطنية- 11/9/2008 (سياسة) صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي التوضيح الآتي: "نشرت جريدة الاخبار في عددها الصادر في صباح اليوم الخميس 11 ايلول 2008 مقتطفات من دردشة طويلة أجريت مع رئيس الحزب وليد جنبلاط، وتضمنت جملة من المغالطات والافكار المحرفة والتي خرجت عن القصد المراد منها خصوصا انها أتت في سياق لقاء غير رسمي لم يكن الهدف منه الادلاء بتصريحات صحفية بقدر ما كان يصب في اطار نقاش عام حول القضايا المطروحة". أضاف: "لذلك تأسف مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي لقيام الصحفيين الذين زاروا رئيس الحزب بنقل ونشر وقائع اللقاء بما يخالف الترتيب السابق الذي كان اتفق عليه وترى ان تحوير المضمون انما هدف الى الايقاع بين الحزب التقدمي الاشتراكي وبعض الحلفاء في 14 آذار الذين تبقى العلاقات معهم ثابتة وراسخة بمعزل عن اي محاولات للتفريق بينهم، وتغتنم هذه المناسبة لإعادة التأكيد على صلابة التحالف السياسي لقوى 14 آذار".

تابع "اخيرا، اذا كان بعض الكلام قد اعتبر مسيئا لرفيق الدرب الشيخ سعد الحريري، فإن هذا البيان هو بمثابة تصحيح وتوضيح لما أسيء نقله وتم تحريفه، وهو لن يؤثر على العلاقة التاريخية بين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل التي انطلقت مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتستكمل الآن مع الشيخ سعد الحريري من دون ان تنعكس عليها اي محاولات سلبية من هنا او هناك".

 

"حزب الله" دان جريمة اغتيال الشهيد العريضي: متضررون من أجواء المصالحة يسعون إلى الفوضى

وطنية- 11/9/2008 (سياسة) دان "حزب الله" في بيان اليوم "جريمة اغتيال القيادي في الحزب الديمقراطي اللبناني الشهيد الشيخ صالح العريضي"، ورأى أن "هذه الجريمة الآثمة تأتي في أجواء المصالحة والانفتاح التي يمر بها لبنان، ما يدلل على وجود جهات متضررة من هذه الأجواء تسعى إلى منع البلاد من العودة إلى الاستقرار والهدوء في إطار خدمة المشروع الاسرائيلي المتضرر من السلم الأهلي وبناء الدولة". اضاف البيان: "نتقدم من الوزير الأمير طلال أرسلان ومن إخواننا في الحزب الديمقراطي اللبناني ووالد الشهيد الشيخ أبو صالح فرحان العريضي وعائلته وأهل بلدته بأسمى آيات التعزية والمواساة سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته". ودعا الجهات الأمنية والقضائية المختصة إلى "إيلاء هذه الجريمة أقصى الاهتمام للتوصل إلى كشف المجرمين في أسرع وقت وإنزال العقاب الشديد في حقهم".

 

الجمعية البترونية للحفاظ على البيئة: مرافق الوزير باسيل أدار عملية قطع اشجار ارز في حدث الجبة لأسباب تجارية

وطنية - 11/9/2008 (متفرقات) صدر عن "الجمعية البترونية للحفاظ على البيئة" البيان الاتي: "طالبت احدى الجمعيات (قبل حوالي 3 سنوات) التي تعنى بأمور البيئة وشجون المحافظة على الثروة الحرجية بالتشدد في منح التراخيص لتنظيف الارض ومنع اعطاء رخص "المشاحر" (التي كانت سائدة زمن الاحتلال والوصاية)، وقد ايدنا جميعا هذه المطالبة، وكان التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل تحديدا، اكثر المتشددين في هذا المجال، وقد عقد لهذا الامر سلسلة ندوات صحفية يومها، تحدث فيها عن وجوب اقفال الابواب نهائيا في امر اعطاء التراخيص، وعدم السماح لأية مراجعة في هذا الامر البيئي الوطني المهم.

وفي منتصف الاسبوع الماضي سرت اخبار في اعالي منطقة البترون عن تعرض "غابة ارز البلاد" المشهورة في حدث الجبة (عند حدود خراج بلدة نيحا البترونية) لمجزرة قطع ذهب ضحيتها حوالي 120 شجرة ارز، قبل ان تقدم المعلومات ان بعض المشاركين قد اعتقل على ايدي القوى الامنية، وان الرأس المدبر لهذه العملية نجح في الافلات من قبضة العدالة. وقد توفرت مطلع هذا الاسبوع معلومات عنه، ليتبين انه يدعى "كرم جرجس كرم" من قرية نيحا - البترون، وهو ناشط في التيار الوطني الحر وكان يرافق الوزير جبران باسيل في جولاته على المناطق البترونية (خصوصا الجردية منها) وانه من ادار عملية القطع لأسباب تجارية، وهو ملاحق من الاجهزة الامنية، ويبدو انه يتمتع بحماية ما ويختفي في مكان لا تستطيع السلطات الوصول اليه لاعتقاله ومحاسبته على ما اقترفت يداه بحق هذه الغابة التاريخية والمعمرة والتي تعتبر ثروة بيئية تميز المنطقة وتعطيها طابعا شديد الفرادة. وانطلاقا مما تقدم، نسأل الوزير باسيل والتيار عن اسباب تقديمهم الحماية لهذا العمل الجرمي المتعمد؟ ونسأل الوزير تحديدا: هل يتم احترام القانون في المتاجرة بأمور البيئة من جهة؟ وحماية من يتعدى عليها كما حصل في غابة الارز من جهة ثانية؟ هذا السؤال نضعه برسم اللبنانيين عامة والبترونيين منهم بشكل خاص تاركين لهم حسن التقدير في تلون المواقف بين ليلة وضحاها واسبابه التي يعرفها الجميع دون ادنى شك".

 

الرئيس السنيورة استقبل شيخ عقل الطائفة الدرزية والسفير عواد ووفدا اغترابيا

وطنية - 11/9/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ظهر اليوم في السرايا الكبير، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن على رأس وفد من مجلس إدارة المجلس المذهبي للموحدين الدروز. بعد اللقاء، قال الشيخ حسن: "أول من أمس، أطلق فخامة رئيس الجمهورية الدعوة للحوار، وفي ال48 الساعة الماضية أنجز رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري مهمة مصالحة الشمال، وان شاء الله تستكمل في مناطق أخرى. وفي الأمس ضرب الإرهاب في بيصور الأبية والشجاعة، لكن الجبل بعونه تعالى سيبقى صامدا في وحدته الداخلية والعيش المشترك، بنو معروف سيبقون كما عهدناهم في الصفح عند المقدرة وفي التعالي على الجراح ووأد الفتنة، وإذا كان للباطل جولة فان للحق جولات". أضاف: "زيارتنا اليوم الى السرايا الكبير هي استكمال للزيارات التي قمنا بها لرئاسة الجمهورية ولرئاسة مجلس النواب، فالرئيس السنيورة بقي صامدا وشجاعا في إدارة المرفق الحكومي في الزمن الصعب، نأمل ان يعيننا الله ويثبت خطانا جميعا لما فيه خير لبنان".

سئل: لمن تحمل مسؤولية اغتيال الشيخ صالح العريضي؟

أجاب: "إلى عدو لبنان والى اليد المخربة والآثمة والعدوة، هو من يتحمل هذه المسؤولية وسنترك الأمر الى القضاء، ونحن ننتظر التحقيقات".

واستقبل الرئيس السنيورة وفدا من جمعية شراكة النهضة الأميركية-اللبنانية برئاسة وليد معلوف قدم له مذكرة بمطالب وهواجس الاغتراب اللبناني.

كما استقبل وفدا من مجلس بلدية مجدل عنجر ومخاتيرها برئاسة رئيس البلدية حسن صالح مع إمام البلدة رئيس دائرة الأوقاف في البقاع الشيخ محمد عبد الرحمن وبحث معه في حاجات البلدة ومشروع الاتوستراد العربي. كما التقى الرئيس السنيورة السفير حكمت عواد.

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

هآرتس": ضباط سابقون تحوّلوا تجار سلاح باتوا أهدافاً لعمليات خطف من "حزب الله"

رندى حيدر     

تتابع الصحف الإسرائيلية باهتمام احتمال اقدام "حزب الله" على خطف مسؤولين عسكريين سابقين انتقاماً لاغتيال عماد مغنية في عملية مشابهة لخطف العقيد في الاحتياط ألحنان تننباوم قبل ثمانية أعوام. وتأخذ اسرائيل على محمل الجد هذا الاحتمال نظراً الى العدد الكبير من العسكريين السابقين الذين يعملون اليوم في عدد من الدول الاسلامية في مجال بيع السلاح والاستشارة العسكرية ويشكلون هدفاً لعمليات الخطف.

عن هذا الموضوع كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" أمس محذراً من عملية جديدة أكبر بأربع مرات من عملية تننباوم: "حادثة خطف العقيد في الإحتياط ألحنان تننباوم كانت مهمة جداً لأن تننباوم كان بحكم وظيفته على معرفة بعدد من الأسرار الحساسة لدولة اسرائيل(...) يؤكد جهاز الشباك أن تننباوم لم يكشف معلومات سرية، لكننا حتى اليوم لا نعرف مقدار الضرر الأمني الذي سببه خطفه. بعد مرور ثمانية أعوام على الحادثة، تتخوف اسرائيل من عملية أكبر أربع مرات من عملية تننباوم. فمن المعروف أن ايران و"حزب الله" يرغبان في الانتقام لعماد مغنية بقتل مسؤولين اسرائيليين كبار او خطفهم. ونأمل ألا يقع اي ضابط كبير في الاحتياط في فخ صفقة مخدرات كما جرى لتننباوم. لكن رجال الأعمال الاسرائيليين وبينهم كثر من الذين خدموا في أجهزة أمنية مختلفة يزورون العالم الثالث ودولا اسلامية في اطار صفقات عسكرية. وليس من الصعب تقدير الربح المخابراتي والإعلامي الذي يستطيع "حزب الله" أن يحصده جراء خطف شخصية من هذا النوع. من هنا فالخطر الذي يتعرض له هؤلاء كبير للغاية ومستوى الرقابة الذي تفرضه الدولة عليهم ضئيل.

وقد قال لنا عدد من العسكريين السابقين الذين يعملون في مجال الاستشارات العسكرية أن وزارة الدفاع لم تحذرهم من السفر الى دول معينة. كما لم يُفرض عليهم الحصول على موافقة رسمية. هناك تعليمات تمنع السفر الى دولة حساسة من دون موافقة ولكن لا يجري التقيد بها بدقة، كما يمكن الالتفات اليها بواسطة استخدام جواز سفر اجنبي. والمفارقة أن الضباط الشبان الذين يتركون جهاز المخابرات تُفرض قيود لأعوام على سفرهم، بدءاً من سيناء الى قسم من دول القوقاز. لكن المسؤولين الكبار يستطيعون التنقل كيفما يشاؤون على أمل أن يظهروا قدراً من المسؤولية الوطنية. ان تصاعد اخطار التعرض للخطف في ظل التوتر مع "حزب الله" ليس سوى مؤشر الى مسألة معقدة ومهمة للغاية هي تورط مسؤولين سابقين كبار في تجارة السلاح. لا نستطيع منع احد من البحث عن لقمة العيش لأنه كان يعمل في الماضي في منصب حساس. ولكن يبدو أن الرقابة الأمنية ليست جدية بما فيه الكفاية. فثمة عدد كبير من الضباط الكبار الذين يجنون ثروات كبيرة خلال وقت قليل بعد تقاعدهم...".

 

سوريا لم تغير في رؤيتها الى مفاوضات لبنانية - اسرائيلية

الموقف الرسمي يقر باختلاف المصلحتين اللبنانية والسورية...

روزانا بومنصف     

تكشف مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى متابعة لملف المفاوضات السورية - الاسرائيلية قبل توقفها عام 2000 ان موقف سوريا من المفاوضات بين لبنان واسرائيل لم يتغير من حيث اصرارها في ما مضى على القول للبنانيين انه متى وصلت المفاوضات بين سوريا واسرائيل الى المنعطف الذي يسمح بالقول انها دخلت مراحلها الاخيرة يمكن لبنان اذذاك ان يباشر مفاوضاته مع اسرائيل . وهذا الموقف يندرج في اطار المفهوم السوري للمفاوضات غير المنفردة والتي تتوج على المسارين السوري واللبناني معا وكان يمكن بيع هذه الخطوة من الاسرائيليين كما من الاميركيين ايضا في الماضي كما في الوقت الراهن وفق ما يعتقد السوريون .  وتجدر الاشارة الى ان عددا من الدول الاوروبية تشجعت اخيرا مع انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل عبر تركيا واخذت تحض لبنان على مسار مماثل، وخصوصا مع تسليط الضوء على اهمية استعادة مزارع شبعا. وكانت لايطاليا وحتى لفرنسا ودول اخرى ايضا تعليقات في هذا الاتجاه بمعنى الاستعداد للقيام بدور الرعاية للمفاوضات غير المباشرة تمهيدا لتحولها مباشرة في الوقت المناسب . وهذا الامر شجع اسرائيل ايضا على المطالبة بمفاوضات مع لبنان ردا على مطالبتها بإنهاء احتلالها مزارع شبعا واعادتها الى لبنان تنفيذا للقرار 425 . كما ان هناك شخصيات لبنانية لم تر موجبا لعدم اعتماد المفاوضات غير المباشرة سبيلا لاستعادة ما تبقى من اراض محتلة، وخصوصا ان ما تقوم به سوريا يشكل غطاء سياسيا كافيا يدرأ عن لبنان ما يمكن ان يخشاه  في حال لم تسلك سوريا الطريق نفسه .

ويبدو مستغربا  في المبدأ، من وجهة نظر لبنانية  ان يكرر الرئيس السوري دعوته لبنان للانضمام الى المفاوضات حين تصبح مباشرة بين سوريا واسرائيل بينما يبادر لبنان الرسمي الى عدم الموافقة على ذلك ويعلن موقفه ويشرحه، ولا تنحاز قوى المعارضة او القوى الحليفة لسوريا في شكل بديهي الى الموقف السوري انسجاما مع موقف الأسد. فهذا أمر لم يعهده الواقع السياسي في لبنان، لا في الماضي البعيد او القريب ولا في الحاضر ايضا، وخصوصا ان كثرا هبوا للاعتراض على الانزعاج الذي ابدته قوى الاكثرية من موقف الاسد من طرابلس على اساس انه سبق لوزيري الخارجية لكل من فرنسا برنار كوشنير ومصر احمد ابو الغيط ان اشارا بدورهما الى حساسية الوضع في طرابلس وخطورته، وان اغفلا الاسلوب الذي تحدث به الرئيس السوري من خلال قوله انه طلب من الرئيس اللبناني ارسال الجيش الى طرابلس الامر الذي استفز اللبنانيين وليس قلقه على طرابلس. اذ سبق لرئيس الجمهورية لدى انعقاد مجلس الوزراء بعد زيارته سوريا ان قال انه تشارك والرئيس السوري في القلق على المدينة والتطورات فيها، واوحى على نحو واضح وجود مخاوف سورية من تمدد التطورات الى ما هو ابعد من طرابلس نظرا الى البعدين الجغرافي والديني للتطورات الامنية التي حصلت في المدينة. ولم يثر ذلك اي اعتراض او حتى اي تعليق في ذلك الوقت. لكن هذه القوى لم تتطرق اطلاقا الى موضوع دعوة الاسد لبنان للانضمام الى المفاوضات متى تصبح مباشرة، كما لم يعلقوا في الاصل حتى الآن على موضوع المفاوضات الجارية بين سوريا واسرائيل برعاية تركية وفي مسار منفرد عن المسارات الاخرى.

وتشير معطيات الى وجود تباين سوري – ايراني في هذا الاطار في ضوء الموقف الايراني من المفاوضات مع اسرائيل والذي يشكل نقيض ما يجري بين سوريا واسرائيل، على رغم كل التفهم الذي يقول ان ايران تبديه لرغبة سوريا في استعادة ارضها، وان "حزب الله" هو الذي لا يوافق على هذه الدعوة. ويتجنب حلفاء سوريا الخوض في الموضوع لعدم الاصطدام مع "حزب الله" في الوقت الذي لا يود الحزب اعطاء موقف يمكن ان يفقده الدعم او الورقة السورية لانه يمكن ان يستفرد في هذه الحال. علما ان دولا عدة معنية بالوضع اللبناني ادرجت ما قام به "حزب الله" في 7 ايار من اجتياح لبيروت، في اطار سعيه الى تعزيز موقعه ومكاسبه في الداخل اللبناني قبل حصول اي تطورات فعلية على المسار السوري – الاسرائيلي باعتبار انها ستضع حدا لنشاطه العسكري في الدرجة الاولى، وربما اشياء اخرى ايضا. ولبنان الرسمي لا يرغب في ضوء هذه المعطيات، ان يكون موضوع المفاوضات سببا لخلافات داخلية اضافية قد تتعدى هذا الاطار لان هناك تنازلات لا يمكن لبنان التفاوض في شأنها في المرحلة الحالية كما لا يحتاج الى اسباب اخرى للشقاق الداخلي. لذلك يرى كثيرون، في ضوء ما صدر عن مجلس الوزراء في هذا الصدد امرا ايجابيا جدا من حيث توافق الجميع على ان مصلحة لبنان في المفاوضات في المدى المنظور غير مصلحة سوريا. وهذا الامر قد لا توافق عليه دول صديقة للبنان تعتقد ان لا سبيل لاستعادة مزارع شبعا خارج اطار التفاوض، فضلاً عن ان لا مصلحة لاسرائيل ولا لسوريا في الانسحاب منها من دون تفاوض. لكنها ترى انه اذا كان ثمة توافق لبناني تام بين جميع الافرقاء على هذا الامر فهو امر بالغ الايجابية في ذاته، وتأمل في ان يسحب الحوار الجدي حول الاستراتيجية الدفاعية المخاوف من اثمان تدفع على هذا الصعيد.

 

مشكلة" الجنرال.. تابع

المستقبل - الخميس 11 أيلول 2008 - "أبو رامز"

من جديد: لم تكن النوبة الأخيرة لجنرال الرابية (يا اخوان) مستغربة بالنسبة الى سامعيه وعارفيه، فهي من لوازمه المعلومة كما سبق القول في هذا المقام. غير أنها هذه المرة، كما في مرات سابقة، تدل الى أن شيئاً ما كبيراً ومهما حصل ولم يعجبه. جاءت النوبة تعكس ذلك المعطى وكانت أمينة تماماً لسجله المعروف بمصطلحاته وخبرياته وشتائمه.

شيء ما دفع ويدفع به الى إظهار المزيد من مواهبه. والتبصير في هذا الشأن (فقط في هذا الشأن) يصبح ضرباً من ضروب علم المنطق وليس تأليفاً مقطوعاً عن كل منطق. فما الذي "هيّج" الجنرال أكثر مما هو عليه طبيعياً، وما الذي دفعه الى إزالة مساحيق التلوين التي تُغلّف لسانه في حالات الهناء؟! ربما، كانت مصالحة طرابلس والشمال واحدة من أبرز الأسباب. فهو كما يعرف الجميع يعتاش ويتنفس (منذ تحوله الى مقاوم شرس لا يشق له غبار ضد أميركا وإسرائيل)، على مسلّمة رئيسية وأساسية هي استمرار مشروع الفتنة، باعتبار أنها أولاً بين الآخرين والأغيار وثانياً لأنها قد تؤدي الى إشعال حريق كبير يعيد الأمور الى خلف وينتج معطيات زمن الوصاية والأوصياء فيحين وقتها أوان قطف ثمار ما زرع على ذلك الطريق في السنتين الماضيتين.

دائماً يسير ضمن حدود الوهم جنرال الوهم. الفتنة هي العمود الذي يحمل خيمة "مشروعه". وهو في كل حال، لم يدخل في يوم واحد من حياته إلا في ذلك المشروع، تارة يكون العدو فلسطينياً وسورياً ومسلماً ومسيحياً، وتكون أميركا في هذه الحالة ومعها فرنسا (فرنسوا ميتران) هما الأصدقاء، ويكون المطلوب آنذاك "تكسير رأس" من كسّر رأسه في مناطحته أواخر ثمانينات ومطلع تسعينات القرن الماضي... وتارة يكون العدو هو ذاته حليف الأمس المستمع الى محاضراته عن الإرهاب في كواليس وأروقة الكونغرس الأميركي واستطراداً كل من وقف ويقف في وجه هوسه المرضي بالرئاسة والكرسي.

وفي الحالتين، لا حدود ولا خطوط حمر عند جنرال الرابية بل اندفاع (يذكر بالرياضة الفضلى في إسبانيا) على كل المستويات، العسكرية والسياسية والإعلامية والأخلاقية: تُحطّم المناطق الشرقية وتدمّر ويتم التعرض لكل المقدسات الوطنية والمسيحية.. لا مشكلة عنده. يترك جيشه يُذبح ويهرب بجلده لا مشكلة عنده. ينفخ (راهناً) في رماد الفتنة السنية ـ الشيعية.. لا مشكلة عنده، يلبس طربوش الاعجاب بـ"حزب الله" وإيران والقيادة السورية، لاحساً بضربة واحدة كل "تراثه" لا مشكلة عنده. يتغندر في الشريط الحدودي ويعطي محاضرات معاكسة ألف في المئة لما كان يقوله ويفعله سابقاً لا مشكلة عنده. يسأل الضحية ماذا جاءت لتفعل أمام جلادها، كما حصل في طائرة الشهيد سامر حنا حرب.. لا مشكلة عنده. يشتم مستقبليه في مطار رفيق الحريري الدولي، في أول جملة ينطق بها بعد عودته من المنفى.. لا مشكلة عنده. يطلق مكنونات صدره ولسانه بلغة ابن الشارع غير المؤدب.. لا مشكلة عنده. يتطاول على العمالقة بلغة الأقزام.. لا مشكلة عنده. يشيد "بديموقراطية" البعث ويشتم صحافة الأحرار في لبنان.. لا مشكلة عنده.. المشكلة، كل المشكلة بالنسبة إليه، أن تلوح في الأفق ملامح (أي ملامح يا اخوان) لحل ما يطفئ الحرائق بين طوائف لبنان ومذاهبه ويعيد إحياء وإعلاء شأن الدولة ومؤسساتها وبنيانها... وهذا تماماً ما بدأ يحصل في طرابلس ومنها.

كثيرون يا اخوان، يعرفون ما هي "مشكلة" جنرال الرابية. المهم أن يعرفها حلفاؤه.. والواضح أنهم يعرفون، ومع ذلك هم حلفاؤه. وفي هذا حديث آخر.

 

أبي رميا: مستعدون للمصالحة مع "الكتائب" و"القوات"

المستقبل - الخميس 11 أيلول 2008 - أشار عضو الهيئة المركزية في "التيار الوطني الحر" سيمون أبي رميا إلى أن "التيار الوطني الحر" "لا يريد تبرير أعمال "حزب الله"، وأن المسؤولية تقتضي عند وقوع حادثة التعاطي معها بحس وطني". وأعلن في حديث إلى موقع "النشرة" الالكتروني أمس، أن التيار "على أتم الإستعداد لتحقيق مصالحة مع حزب "الكتائب" وحزب "القوات اللبنانية"، لافتا إلى أن الحزبين "رفضا التوقيع على وثيقة الثوابت المسيحية التي وضعتها بكركي، ويرفضان عقد لقاء مع عون ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية في الوقت نفسه

 

وصف حادثة سجد بأنها "سياسية بامتياز"

سعيد: سلاح "حزب الله" يتطلب تطويقاً وطنياً وعربياً ودولياً

المستقبل - الخميس 11 أيلول 2008 - اعتبر منسّق الأمانة العامة لقوى 14آذار فارس سعيد ان حادثة طوافة الجيش "محاولة لالغاء الحدود بين الجمهورية اللبنانية ودولة "حزب الله"، وهي حادثة سياسية بامتياز وليست تقنية"، لافتاً إلى "ان سلاح "حزب الله" هو سلاح ايراني وبدعم سوري، لهذا هو يتطلب تطويقاً وطنياً وعربياً ودولياً".واعتبر في حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني أمس، "انها إشارة جيدة أن يستعيد رئيس جمهورية لبنان المبادرة، ويسعى إلى تنفيذ ما ورد في اتفاق الدوحة، من خلال الدعوة إلى طاولة الحوار، وتحديد موعد هذا الحوار، وبالتالي تحديد جدول أعمال هذا الحوار منه، إزاء ما سمعنا من أصوات من بعض الأطراف التي تحاول وضع شروط على شكل طاولة الحوار وعلى توقيتها وعلى جدول أعمالها". ورأى "ان فعالية الحوار يكون بمشاركة الجامعة العربية إلى جانب ايران وسوريا اللتين تشاركان من خلال "حزب الله"، واصفاً سلاحه بأنه "سلاح ايراني وبدعم سوري، لهذا هو يتطلب تطويقاً وطنياً وعربياً ودولياً".

أضاف: "طاولة الحوار هي محاولة لطرح موضوع السلاح على المستوى الوطني، ومساهمة الجامعة العربية هو من أجل معالجة هذا الموضوع على المساحة العربية، وقرارات الشرعية الدولية هي الاطار الدولي لمعالجة هذا الموضوع".

وأكد "أن مواجهة "حزب الله" لهذه المستويات الثلاثة، والتمسك بسلاحه، يجرّ اللبنانيين إلى مغامرة كبيرة تفسح في المجال لتعريض لبنان لأي ضربة اسرائيلية"، موضحا انه "على الرغم من كل النوايا الحسنة والجيدة لدى الجميع، إلا أن الجميع يدرك ان طاولة الحوار غير قادرة على حل مشكلة فوق لبنانية".

وقال: "لا نأمل في ايجاد حلول فورية لمسألة سلاح "حزب الله"، ولكن هناك أسئلة من المفروض ان يحملها المتحاورون اللبنانيون إلى "حزب الله"، أولا كيف سيتعامل الحزب مع دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للرئيس ميشال سليمان للدخول بمفاوضات مع اسرائيل؟ ثانياً، كيف يمكن لسوريا ان تفك عزلتها العربية بالاستمرار بدعم "حزب الله" في لبنان؟ ثالثاً، اذا كان هذا السلاح كما أعلن أكثر من مسؤول مرتبط بدولة إقليمية غير عربية، كيف يمكن ان يستمر هذا السلاح وهو يتواجد على أرض عربية؟ كيف يمكن لـ"حزب الله" ان يفسر للبنانيين أنه في الوقت نفسه مع القرار 1701 ومع قرار التمسك بالسلاح؟". ورأى انه "إما القرار 1701 بدون سلاح "حزب الله" في لبنان وإما السلاح بدون القرار 1701".

ونوّه بالمصالحة التي حصلت في طرابلس والجهود التي قام بها رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، مؤكدا دعمه له، واعتبر "ان الأهم هو إقفال كل باب يمكن ان يدخل منه السوريون إلى لبنان". وحول اصدار مذكرة توقيف في حق مطلق النار على طوافة الجيش اللبناني مصطفى المقدم واستجوابه، قال: "انني كنت اخطأت في بداية التعليق على الحادثة، اذ قلت انها ترسيم حدود بين الجمهورية اللبنانية ودولة "حزب الله". اليوم أقول انها محاولة لالغاء الحدود بين الجمهورية اللبنانية ودولة "حزب الله"، وتاليا حادثة الطوافة هي حادثة سياسية بامتياز وليست تقنية. ونتوقف عند هوية القاتل واسمه وكيفية تنفيذ القتل

 

جعجع: لا يجوز أن نبقى من دون استراتيجية محددة وسنحاول مجدداً مع "حزب الله" لتجنيب لبنان المخاطر

المستقبل - الخميس 11 أيلول 2008 - أكد رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن توقيت مؤتمر الحوار المزمع انعقاده في الاسبوع المقبل "ملائم ومناسب لتجنيب لبنان انعكاسات وضع المنطقة الدقيق"، مشيرا إلى أن "القوات" تتجه نحو الحوار "بقلب مفتوح وبصفحة جديدة". ودعا إلى "وضع آلية تنفيذية لترسيم الحدود، والعلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات".

ورأى أنه "لا يجوز أن يبقى لبنان من دون استراتيجية محددة المعالم"، لافتاً إلى "أن استراتيجية "حزب الله" مرتبطة باستراتيجية تتعدى حدود لبنان"، مبديا الاستعداد "للمحاولة مرة جديدة لتجنيب لبنان المخاطر". معتبراً أنه في الظروف الحالية "لم يعد هناك من مبرر للانفلات الامني"، وجدد دعوته إلى "إمساك الأمن بيد من حديد".

وقال أمام "الجامعة الشعبية" لمنطقة كسروان أمس: "ان منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف صعبة وخطيرة، وتوقيت مؤتمرالحوار المزمع انعقاده في الاسبوع المقبل كان ملائماً ومناسباً لتجنيب لبنان انعكاسات وضع المنطقة الدقيق".

ولفت إلى أنه "من الحكمة علينا كلبنانيين الاستعجال والسعي جاهدين للوصول الى توافق، ولو توافق الحدّ الادنى، في ما بيننا في خضم ما يحصل في المنطقة، إذ لا يجوز أن يبقى لبنان من دون استراتيجية محددة المعالم، وليس من مكان أفضل من قصر بعبدا وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للاتفاق حول هذه الاستراتيجية ضمن مؤتمر الحوار الوطني". واشار الى: "ان البعض يشك في أن يؤدي هذا الحوار الى نتيجة. ولا أخفيكم أن المواقف متباعدة وأن مهمتنا ستكون صعبة ولكن الخطر المحدق في المنطقة يستأهل محاولة حثيثة وجدية لمنع امتداده الى لبنان"، معرباً عن اعتقاده أن الامور مقفلة مئة بالمئة، ولو أنها تحتاج الى بذل الجهود لتحقيق اختراق صغير الذي أقله أفضل بكثير من التباعد وعدم المحاولة".

وأكد "أننا متوجهون نحو الحوار بقلب مفتوح وبصفحة جديدة، مع تمسكنا بقناعاتنا المعروفة لدى الجميع لمحاولة الوصول إلى الحد الادنى من الاتفاق مع الفرقاء الاخرين".  ولاحظ "أن الصعوبة الكبيرة تكمن في أن معظم الفرقاء اللبنانيين لديهم نظرة واضحة ومحلية للامور تنطلق من الاعتبارات اللبنانية، فيما المشكلة الرئيسية هي أن استراتيجية "حزب الله" مرتبطة باستراتيجية تتعدى حدود لبنان، ولولا ذلك لكنا توصلنا منذ زمن بعيد الى تفاهم على شيء ما مع "حزب الله"، ولكن على الرغم من هذه العوائق فلنحاول مرة جديدة لربما ننجح في تجنيب لبنان المخاطر التي تمر بها المنطقة".

وشدد على ضرورة "أن يأخذ الحوارالشكل نفسه للحوارات التي حصلت في الدوحة والمجلس النيابي"، لافتا إلى "أن عدم إجراء انتخابات جديدة أوتغيير في موازين القوى الشعبية إلا ايجاباً لمصلحة قوى 14 آذار، تستوجب عدم التفكير في تغييرشكل الحوار".

ولخص جدول أعمال الحوار بـ"وضع آلية تنفيذية لما اتفق عليه في جلسات الحوار السابقة والذي لم يتم تنفيذه الى آلان وفي مقدمه ترسيم الحدود، تحديداً عند مزارع شبعا التي يمكن لو تم ترسيمها أن تؤدي إلى حل مشكلة كبيرة عند الحدود الجنوبية، والعلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا، والتي ستدخل عملياً حيز التنفيذ فضلاً عن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، الذي يحظى بإجماع لبناني على مختلف انتماءاته وحتى، أن الفلسطنيين يطالبون بوجوب التخلص منه".

وأكد ضرورة "وضع آلية تنفيذية لكل هذه النقاط، ومن ثم ننطلق لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي أختصرها تحت عنوان بسيط: أين يكمن القرار الاستراتيجي في لبنان؟ إذ أن في لبنان تنتفي الخلافات حول القرارات الاقتصادية والانمائية وما شابه وتكمن المشكلة الاساسية على مستوى هذا القرار، أي قرار السلم والحرب والسلاح وكل ماله علاقة بهذه الامور".

ودعا إلى "عدم طرح بنود خارج جدول الاعمال المتفق عليه، في محاولة لتعطيل الحوار وتمييعه أو لتحويله الى "برج بابل"، معتبراً أنه "في ظل الاسترخاء السياسي الحالي، وبعد المصالحة الطرابلسية، ومحاولات المصالحات الاخرى، وفي وجود رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء الذي يمثل أغلبية الفرقاء، اضافة الى إلتئام المجلس النيابي، لم يعد هناك من مبرر للانفلات الامني".وجدد دعوته الى الحكومة والمؤسسات الامنية بأكملها إلى "لإمساك الأمن بيد من حديد على كل الاراضي اللبنانية، إذ لا يجوز أن يبقى أمن المواطن عرضة لعناصر منضبطة أو غير منضبطة سواء كانت معروفة أو غير معروفة الولاء".

 

حُلم الأسد بين يوم طرابلس في السرايا وزيارة الحريري الشمالية

النظام السوري وقصة "المقاولة" بالأصولية في لبنان

المستقبل - الخميس 11 أيلول 2008 - أحمد الزعبي

قبل أيام، حدّد الرئيس السوري بشار الأسد سبب عدم الاستقرار في شمال لبنان، وتحديداً في مدينة طرابلس، بأنه يعود الى ما سمّاه التطرف السلفي "الذي تدعمه دول". دعا الى القضاء عليه وإلا فسيبقى الوضع في البلاد "هشاً". هذه هي خلاصات الموقف/ الحلم السوري من الشأن اللبناني خلال القمة السورية ـ الفرنسية التي عقدت في 4 أيلول الجاري في دمشق والقمة الرباعية التي تلتها وجمعت الى سوريا وفرنسا تركيا وقطر.

إذاً، في دخول غير جديد على الوضع في لبنان من بوابة فزّاعة الأصولية الإسلامية التي برع النظام السوري في استخدامها تكراراً، وفي ذروة الإعداد اللبناني الداخلي لمعالجة الجرح النازف في الشمال الذي كان بدأ باليوم الطرابلسي الطويل في السرايا الكبيرة قبل زيارة رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري الى المنطقة وإشرافه المباشر على عملية المصالحة وإطلاق صفحة جديدة من العلاقات المبنية على المعالجات الاجتماعية والسياسية والإنمائية، يحمّل النظام السوري مسؤولية الاضطراب الأمني للقوى السلفية ويدعو الجيش اللبناني الى ضربه مع ما يحمله هذا الطرح من احتمالات كارثية على الوضع في الشمال خصوصاً ولبنان عموماً.

تاريخٌ يُعيد نفسه

في الأساس كانت المخابرات السورية من أولى ـ إن لم تكن أولى ـ الجهات التي تنبهت لظاهرة القلق الشبابي السني الكامن في عاصمة ومناطق وقرى شمال لبنان في تسعينات القرن الماضي، فحاولت توظيفه والإفادة منه في "مقاولاتها" مع المجتمعين العربي والدولي، الى جانب استخدامه في تناقضات الشأن اللبناني الداخلي.

لكن وقبل ذلك بسنوات، أي في أواسط الثمانينات كان الرئيس الراحل حافظ الأسد قد عمد الى توجيه ضربة مزدوجة للإسلام السياسي السني، بما فيه السياسيين المدنيين أيضاً، على خطين متوازيين في كل من طرابلس وبيروت. في الأولى عمد الى تصفية حركة "التوحيد الإسلامي" بزعامة الراحل الشيخ سعيد شعبان التي كانت مسيطرة على المدينة التي حولتها "إمارة إسلامية". أما في الثانية فعبر الاستيلاء على العاصمة ودخولها عسكرياً وإذلالها بحجة القضاء على اتفاق 17 أيار!

لاحقاً، طوّر الرئيس الأسد الأب عملية الإلغاء وضرب العاصمة، فبالتوازي مع سحق مدينة طرابلس، جرت حرب المخيمات في بيروت، وانتهى المشهد المأسوي في طرابلس بالاستيلاء على المدينة والتنكيل بالمئات من شبابها قتلاً واعتقالاً وإخفاء، أما الراحل الشيخ شعبان فجرى التغاضي عنه بوساطة إيرانية لدى الرئيس السوري. أما في بيروت وبعد دخول القوات السورية الى المدينة بحجة "ضبط الفوضى" فقد استحال الأمر الى جريمة قتل المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد وإرغام كبار السياسيين السُنة المدنيين على الذهاب الى المنفى الاختياري.

لاحقاً، وتحت ضغوط النزاع الداخلي اللبناني، والنزاع السوري ـ الفلسطيني انتشرت هيئات وجميعات وتجمعات سنية بعضها بدا معنياً، حصراً، بمسائل الإيمان والكفر وطرائق إصلاح الحياة، أما بعضها الآخر فتفتح سياسياً ليس على أساس القاعدة التقليدية، قضية فلسطين، بل على الانشداد الى الصراع في إفغانستان وفوز الإسلاميين في جهادهم ضد القوات السوفياتية ثم بالانشداد الى النزاعات في البوسنة والهرسك في يوغسلافيا أو الشيشان. انشدادٌ تردد صداه في شمال لبنان مرة أخرى عبر ما عُرف باسم "مجموعة البلمند" التي كانت تحضر لأعمال عنف وتفجيرات على خلفية الأحداث في يوغسلافيا.

في التسعينات، وعلى قاعدة مناكفة مؤسسة دار الفتوى، كان السوريون قد استتبعوا جماعة "الأحباش" الذين ظلوا حتى خروج القوات السورية من لبنان في العام 2005 من أكبر المستفيدين (سنياً) من الوجود السوري. لكن بعد منتصف التسعينات وبعد اغتيال رئيس جمعية "المشاريع الخيرية الإسلامية" الإطار الرسمي للأحباش الشيخ نزار الحلبي على أيدي مجموعة سلفية، بدأ السوريون الإفادة من التخثر الناجم عن ظهور مجموعات إسلامية سنية متشددة؛ بين من يريد الحياة والنمط الإسلامي وحسب، ومن يريد الجهاد لتحرير المسلمين في العالم، حتى ولو بدماء الداخل الاجتماعي. وبدا في هذا الوقت الدور المزدوج الذي تلعبه بعض المخيمات الفلسطينية كملجأ للمجموعات الأصولية والمتشددة ومن بين هؤلاء قتلة القضاة الأربعة في مدينة صيدا.

وعشية العام 2000 انفجر اشتباك آخر في جرود منطقة الضنية في شمال لبنان، تورط فيه عدد من الشبان، أثبتت الوقائع أن لا علاقة لهم بتنظم "القاعدة" بل هم جيل آخر من الشباب القلق الذي لم يهتم أحد باستيعابه وتبديد هواجسه وإزالة الحاجز النفسي بينه وبين دفء المواطنية ومشروع الدولة، فأمكن لأجهزة استخباراتية اختراقهم بسهولة وتوجيههم نحو ما جرى وكان.

وسط هذه الأجواء ظهرت في المخيمات الفلسطينية "عصبة الأنصار" وتوابعها مما هو حقيقي أو وهمي، وكلها مجموعات لجأت بضغط من الملاحقات الأمنية أو بعد عمليات عنف الى مخيم عين الحلوة وهناك ـ كما في بعض المخيمات الأخرى ـ حظيت برعاية سورية مباشرة أو برعاية الفصائل الموالية لدمشق.

4 وظائف قديمة ـ جديدة

لماذا اهتم السوريون برعاية هؤلاء؟

بعد أحداث 11 أيلول 2001 وقبل احتلال العراق في العام 2003، كان لهذه التنظيمات المسلحة وللسوريين منها أربع وظائف: الضغط على المملكة العربية السعودية في أمنها الداخلي واستقرارها وصورتها أمام العالم، وثانياً ابتزاز الرئيس الشهيد رفيق الحريري في اعتداله ووسطيته وزعامته الوطنية والعربية والإسلامية، وإحداث توازن مع التنظيمات الفلسطينية الرئيسة ـ أي الموازنة بين الحركات الفلسطينية ذات الخطاب الإسلامي والأخرى ذات الخطاب الوطني والقومي للإفادة من صعود الأولى المتسارع ـ، ثالثاً، ورابعاً إيجاد نظير سني لـ"حزب الله" الشيعي في قتال إسرائيل.

لكن هذه الصورة انقلبت بعد العام 2003، أي بعد دخول القوات الأميركية الى العراق؛ فالنظام السوري راح يستقبل ويقدم تسهيلات لمئات الشبان السُنة في سوريا ولبنان ودول الخليج وشمال افريقيا والمغرب العربي لدخول أراضيه تمهيداً للانتقال الى العراق بهدف "الجهاد" ضد قوات الاحتلال. كل ذلك تحت سمع الأجهزة الأمنية السورية وبصرها، وهكذا قاتل هؤلاء القوات الأميركية حتى العام 2006، فيما تشرّب بعضهم في العراق أفكار أبي مصعب الزرقاوي وحروبه المذهبية. لكن عندما اشتدت الشكوى من التصرف السوري، وازاد الضغط من جانب الأميركيين والدول العربية والعراق، انصرفت الأجهزة السورية لتنظم من تبقى من شباب مقاتل عندها في أطر وتوليفات منها "فتح الإسلام" و"جند الشام"، في حين جرى بيع آخرين للدول التي جاءوا منها في سياق مقاولة هذا النظام بالملف الأصولي أيضاً وأيضاً.

بعد حرب تموز 2006، بدا أن السوريين ما عادوا وحدهم يريدون اللعب في الجو السني، السياسي والديني، فدخل الى هذا الجو ـ وبقوة ـ الإيرانيون ومعهم "حزب الله" فظهرت توليفات سنية بتمويل إيراني وحزب إللهي عملوا من خلالها على اختراق الساحة السُنية، ففيما انقسمت "حركة التوحيد" جناحين ظهرت "جبهة العمل الإسلامي" الى عدد من الشخصيات الإسلامية الدائرة في الفلك عينه، ثم ما لبثت أن اندلعت حرب نهر البارد إثر اعتداء "فتح الإسلام" على الجيش اللبناني، وكان اللافت هو ذلك الانزعاج من إصرار الجيش ـ بدعم سياسي من قوى الأكثرية وغطاء شعبي إسلامي أمّنه "تيار المستقبل" في الشمال تحديداً ـ على مواجهة فتنة شاكر العبسي ومن ورائه سوريا، متناغماً مع اعتبار الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المخيم "خطاً أحمر".. وإن لم يحل ذلك دون حسم الموقف لصالح الشرعية والدولة لكن مع ثمن باهظ من دماء الأبرياء المدنيين والعسكريين.

وما كادت "فتنة العبسي" تخبو حتى أدخل حلفاء سوريا لبنان في دوامة من العنف الدراماتيكي الذي تلبّس تارة شعار السياسة فيما تمظهر تارة أخرى بصبغة مذهبية جليّة، وكانت أحداث 25 و27 كانون الثاني 2007، قبل أن يُرمى البلد في فتنة 7­8 أيار الفائت التي ضربت بيروت والبقاع قبل أن تحط رحالها في طرابلس، بين باب التبانة وجبل محسن عنفاً وإرهاباً خلّف عشرات الضحايا ومئات الجرحى ومثلها بيوتاً محروقة وعائلات منكوبة، أما في عكار فكان من آخر فصول الفتنة قتل إمام مسجد سني، الشيخ عز الدين قاسم، في 31 آب الفائت بدم بارد في مسعى لتفجير الوضع في هذه المنطقة المتاخمة للحدود مع سوريا.

وقبل هذا وبعده سجّلت محاولة اختراق أخرى، تمثّلت بورقة تفاهم هشّة بين "حزب الله" وجمعية سلفية، كان مداها أن عاشت أقل من أربع وعشرين ساعة قبل أن تنتقل الى رحمته تعالى، لكن أفق الاختراق لا يزال قائماً على قاعدة الوظائف الأربع الآنفة الذكر، ومنها ضرب علاقة السُنة بالدولة والتشويش على زعامتهم الوطنية والسياسية.

كلام الأسد: لتسمع القاهرة والرياض

هو التاريخ يعيد نفسه، فكلام الرئيس الأسد الآنف أكد أن النظام في سوريا ما أحدث قطيعة بين سياساته قبل الخروج من لبنان وسياساته الحالية: السيطرة أو هزّ الاستقرار، الوصاية أو الترهيب، التسليم بالإمرة أو إثارة الاضطرابات. إن الهدف من إثارة الاضطرابات في شمال لبنان هو، بحسب البعض، بأفق إنهاء القطيعة بين السعودية ومصر من جهة وسوريا من جهة أخرى ودفعهما الى الانفتاح على نظام دمشق، لكن المعلوم أن هذين البلدين العربيين الكبيرين إنما قطعا الاتصالات بالنظام السوري بسبب تدخلاته في لبنان ورهاناته بلبنان ومقاولاته على حساب لبنان.

من نافل القول إن زيارة النائب الحريري الى الشمال والتي أثمرت مصالحة تاريخية، قد أطلقت مساراً لصون الوطن وحماية السلم الأهلي والعيش المشترك يجب رعايته وصونه وتطويره وعدم الاكتفاء بالتنويه والإشادة به، من دون أن يلغي ذلك مسؤليات كبرى على الجهات السنية السياسية والدينية والحركية الأخرى لمنع دخول النظام السوري أو غيره الى ساحتهم الداخلية للتخريب عليهم والتشويش على صورتهم ووطنيتهم واعتدالهم. فمسؤولية الاستضعاف والتسيّب والاستغلال والابتزاز قد تكون في جزء منها على الجهات المتربصة بلبنان ما بعد جريمة 14 شباط الإرهابية، لكن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق الجهات السُنية الرسمية والمدنية لتفهم ظواهر الراديكالية وتستوعبها وتحول دون استغلالها للشرذمة والابتزاز، كل ذلك بمنطق رحابة الدين ودفء الوطن والعمل الجاد والدؤوب للتنمية والمشاركة.

 

نقولا: من يريد السلم لا يضع شروطاً

المستقبل - الخميس 11 أيلول 2008 - استغرب عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا "عدم وجود السلفيين في اجتماع المصالحة الذي عقد أمس (الاول) في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار"، معتبراً أن "وجود رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري يعني ان "المستقبل" كان فريقا اساسيا في النزاع لأن المصالحة تتم بين فرقاء متنازعين".وأشار الى اعلان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إصدار سندات خزينة لتأمين الأموال لعودة نازحي الشمال، متسائلاً عن "سبب عدم مساعدة الحكومة لمتضرري عدوان تموز ومهجري الجبل ودفع ما يترتب عليها من سلسلة الرتب والرواتب".

ورأى "أن ما حدث في طرابلس أخطر بكثير مما حدث في بيروت ولم يطالب أحد باعتذار، لأن من يريد السلم لا يضع شروطاً".

وحمّل الرئيس السنيورة المسؤولية عن الدين، لافتاً الى أنه "لا يستطيع ان يمنن العمال بزيادة اجورهم ولقمة عيشهم". ووصف المطالبة بصلاحيات نائب رئيس الحكومة بأنها "ليست تعدياً على الطائفة السنية لأن رئيس الحكومة ليس رئيساً لطائفته بل لكل اللبنانيين، وعليه اتباع خطة انمائية متوازنة للنهوض الاقتصادي".

 

 

الحوار اللبناني وتقطيع الوقت

حسان حيدر- الحياة - 11/09/08//

يستأنف الفرقاء اللبنانيون في الاكثرية والاقلية حوارهم «الوطني» الاسبوع المقبل تطبيقاً لاتفاق الدوحة الذي أعقب «غزوة» بيروت، واستكمالاً لليونة الملجومة في المواقف بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة «وحدة وطنية»، واستطراداً للمصالحة في عاصمة الشمال طرابلس التي يحتمل ان تتوسع لتشمل البقاع ومناطق اخرى. ورغم الايجابية البديهية لأي لقاء او نقاش بين المختصمين في كل شيء، من السياسة الى الأمن وصولاً الى الاقتصاد، الا ان علامات استفهام كثيرة لا تزال تحيط بجدوى الحوار وإمكان تطويره الى شراكة حقيقية وليس مجرد هدنة لا تلبث ان تلغيها عوامل داخلية او اقليمية، مثلما حدث من قبل في صيف 2006.

وما يطرح الشكوك المشروعة حول فاعلية الحوار، ان مواقف الاطراف من القضايا الخلافية الاساسية التي ادت الى الانقسام والاقتتال لا تزال على حالها، ولا سيما مفهوم الدولة ودورها والعلاقة مع سورية وارتباط السلم الاهلي بمصالح تتجاوز الحيز الجغرافي العربي. ولعل أحدث دليل على استمرار التباعد الكبير في المواقف، التصريح الذي ادلى به الامين العام لـ «حزب الله» اول من امس وأكد فيه ان «الوضع في لبنان يتوقف على تطور الملف النووي الايراني والمفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل في الوقت نفسه».

 

وإذا كان صحيحا ان لبنان ليس معزولاً عن محيطه ويتأثر مثل اي دولة اخرى بالتطورات فيه، فإن تقويم السيد حسن نصرالله للوضع في بلده وربطه بتطورات العلاقة بين ايران والغرب وبين اسرائيل وسورية، يعني ان للحوار مهمة محددة ليس إلا: تقطيع الوقت الى حين يتضح المناخ الاقليمي بعد الانتخابات الاميركية سلماً او حرباً.

 

وثمة من يعتقد ان «الاعتدال» الطارئ على المواقف مرده الى التهديدات الاسرائيلية المتزايدة والمترافقة مع تحضيرات حربية واسعة وحشد للقوات عند الحدود اللبنانية. فإسرائيل عدو لا يمكن الاطمئنان الى نياته، وسبق لها ان لجأت الى آلتها العسكرية للخروج من أزمة سياسية داخلية او لفرض واقع على الارض يتجاوز الضغوط الدولية الساعية الى السلام في المنطقة، او كلما رأت ضرورة لما تعتبره استباقاً لخطر أمني. وهي كررت في الاسابيع الاخيرة الادعاء بإجهاض محاولات قام بها «حزب الله» لاستهداف اسرائيليين في الخارج انتقاما لاغتيال القيادي فيه عماد مغنية، وتحدث قادتها مرة تلو الأخرى عن ازدياد تسلح «حزب الله» وتعزيز ترسانته الصاروخية، بالاستناد الى تصريحات قادته انفسهم وليس فقط لمعلوماتها الاستخباراتية، وكأنها تحضر الرأي العام العالمي لتوقع دخولها مغامرة عسكرية جديدة في لبنان بذريعة تهديد أمنها.

 

وجاء تقرير أخير لخبراء الامم المتحدة ليكشف ان الحدود بين سورية ولبنان لا تزال «سائبة» ومفتوحة امام عمليات تهريب السلاح الناشطة عبرها، معتبراً ذلك خرقاً للقرار 1701 وموصياً بإنشاء قوة لحرس الحدود تتولى مراقبتها.

 

واذا كنا نعرف حقيقة اسرائيل ودأبها على افتعال الاعذار لتبرير اعتداءاتها على لبنان، فهل يفيد هذا البلد ان يكون مكشوفاً الى هذا الحد عبر ربط استقراره باحتمالات شتى خارجة عن ارادته والتباهي بتكديس الصواريخ والتأكيد بأن الانتقام لمغنية لا بد آت، حتى ولو كان المقصود «ردع» اسرائيل عن مهاجمة لبنان مجددا؟ وما الذي سيحصل اذا ازدادت الضغوط على ايران في ملفها النووي، فهل يكون لبنان ساحة لتنفيس الاحتقان برغبة وموافقة بعض ابنائه؟ واي فائدة تبقى للحوار عندها؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تفاوت في التوقّعات حول دعوة سليمان طاولة الـ 14... وتوسيع المشاركة متروك لهم... الأسد يلتقي كرامي ويرحّب باتفاق اللبنانيين والحريري يحذر من إضاعة فرصة الحوار

بيروت، باريس     الحياة     - 11/09/08//

 

لقيت دعوة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان مؤتمر الحوار الوطني الى الانعقاد الثلثاء المقبل تأييداً واسعاً أمس، وخصوصاً من أركان قوى الأكثرية، فيما اعتبرت مصادر في المعارضة، ولا سيما في «التيار الوطني الحر»، أن استكمال الحوار يجب ان يأتي بعد اقرار قانون الانتخاب، بينما أيد الدعوة «حزب الله» ورئيس المجلس النيابي نبيه بري واعتبرا ان أجواء المصالحات التي بدأت في طرابلس تعطي دفعاً للحوار.   

 

وفيما نقلت وكالة «سانا» السورية عن الرئيس بشار الأسد ترحيبه «بكل اتفاق يجمع اللبنانيين ويحقّق وحدتهم»، خلال استقباله رئيس الحكومة السابق عمر كرامي في دمشق أمس، واصل زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري تحركه لتكريس التهدئة والمصالحة في المناطق التي شهدت توتراً في الأشهر الماضية، فانتقل أمس الى البقاع حيث يبقى حتى غد، ويجري لقاءات مع قادة تيار «المستقبل» والفعاليات البقاعية.

 

وقال الحريري في كلمة له في إفطار في شتورة أقامه النائب في «المستقبل» جمال الجراح: «سنذهب الى الحوار الوطني في بعبدا بعد أيام، في يدنا سلاح الموقف دفاعاً عن الدولة، وغصن الزيتون دفاعاً عن السلم الأهلي». ولفت الى ان «الحوار قوة للبنان، وهو يختصر كل المصالحات ويفتح الأبواب أمام كل الحلول». وشدّد على ان «لا معنى للحوار إذا كان على حساب مفهوم الدولة وعلى حساب مؤسساتها، لأن الحوار فرصة لوضع لبنان على سكة قيام دولة قادرة، مسؤولة عن حماية شعبها وعن الإمساك بكل وظائف السلطة على كل الأراضي اللبنانية، وهذه الفرصة لا يجوز ان تضيع كما ضاعت فرص أخرى، ولا يجوز للحوار ان يسقط في حبائل الجدل العقيم والحسابات الصغيرة».

 

وأضاف الحريري: «من طرابلس الى البقاع، أعود اليكم ايضاً، وفي قلبي جرح بيروت ووجع المدينة التي وقع عليها الظلم مرة بعد مرة، وبقيت مرفوعة الرأس، لا تنحني لعواصف الفتنة، ولا تسلم الراية لأي معتد او دخيل. وأعود اليكم ايضاً بمحبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكل بلدات وقرى البقاع، غرباً وسطاً وشمالاً وشرقاً، وأهله».

 

واذ اعتبر مصالحة طرابلس تاريخية توجه الى أهل عاصمة الشمال مؤكداً ان «المصالحة فيها أمانة غالية جداً جداً». داعياً الى نبذ استخدام السلاح واللجوء الى العنف في تصفية الحسابات الداخلية». وأكد ان «صفحة الاحداث التي شهدتها بلدتا سعدنايل وتعلبايا في البقاع والجوار، صفحة يجب ان تطوى الى غير رجعة، وأنا على ثقة بأن الأصل في هذه المنطقة هو التعايش الوطني وصلات القربى، وان الفتنة هي هواء اصفر دخيل على عاداتنا وتقاليدنا وعلى العلاقات الاهلية والاجتماعية لأهل البقاع».

 

وتعدّدت التوقعات في شأن الجلسة التي ستعقد في 16 الجاري، في القصر الرئاسي لأقطاب الحوار بين اقتصارها على البتّ في مطالب البعض توسيع لائحة المشاركين وجدول الاعمال ليستكمل البحث بعد عودة سليمان من زيارته نيويورك وواشنطن في 25 الجاري وبين توقع الدخول في صلب النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية والسلاح، فيما رأى البعض ان التقاء الأطراف المتخاصمين مجدداً ينشط البحث في المزيد من المصالحات ويعزز اجواء التهدئة ويكون مناسبة للبحث بين تيار «المستقبل» و «حزب الله» وحركة «أمل» على هامش الحوار في مصالحة ما في بيروت.

 

ورأت مصادر قيادية في قوى 14 آذار ان دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار هي إشارة منه الى ان الرئاسة جدّية في السعي الى تطبيق اتفاق الدوحة وأنه آن الأوان للجلوس الى الطاولة لأن البعض أخذ يتصرّف في بعض الأمور وكأن ليس هناك ثوابت في شأن التوافق اللبناني تستند الى اتفاق الطائف، وطاولة الحوار تسمح بطرح أي مطلب وتؤدي الى توضيح الامور.

 

وذكرت المصادر ان قيادات في قوى 14 آذار ستُجري مشاورات في ما بينها من أجل التوصل الى تصوّر مشترك لطرح الاستراتيجية الدفاعية خلال الحوار. وأشارت الى ان توسيع لائحة المشاركين في الحوار وإضافة نقاط عليه (غير الاستراتيجية الدفاعية) يتوقفان على أقطاب الحوار أنفسهم الذين يقررون الموقف من هاتين الفكرتين، فإذا توافقوا عليهما جرى ذلك، وإلا بقي عدد المتحاورين نفسه (14) والموضوع الوحيد الذي سيبحث هو الاستراتيجية الدفاعية.

 

ويؤيّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ترك أمر توسيع الحضور والبحث الى المتحاورين أنفسهم، لكن مصادره تقول إنه حين اقترح أسماء الحضور «عند بدء الحوار وفق مواصفات معينة فإنه فعل ذلك لأنه لم يكن هناك أي صيغة أخرى تتيح نجاح الحوار ومن لديه أي اقتراحات محددة فليطرحها لأنه لم يجد سوى هذه الصيغة القائمة حالياً».

 

ورأت مصادر في «التيار الوطني الحر» ان الرئيس سليمان وجه الدعوة الى المشاركين في مؤتمر الدوحة لأنه لا يرغب في اتخاذ قرار في شأن اقتراحات توسيع طاولة الحوار وأنه لم يفرض جدول الاعمال بمفرده وإن كان ذلك من حقه تاركاً للمشاركين ان يتوافقوا على الأمر، لكن رغبته في إنجاح الحوار ستفرض أخذه موقفاً في هذا الصدد.

 

وكانت مصادر الرئيس كرامي أشارت الى ان اجتماعه مع الرئيس الأسد في دمشق دام ساعتين بعد ظهر امس وشارك فيه نجله فيصل ومستشاره خلدون الشريف وجرى خلاله عرض العلاقات اللبنانية - السورية والمستجدات اللبنانية والعربية «وكان هناك ترحيب بأي خطوة تؤدي الى المصالحة والانفراج في لبنان. وشكر الرئيس كرامي سورية على جهودها الداعمة للمصالحة بين اللبنانيين». والتقى كرامي رئيس الوزراء محمد ناجي عطري في حضور وزير الإعلام محسن بلال ثم أقام نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مأدبة إفطار على شرفه شارك فيها مسؤولون سوريون.

 

وفي باريس، كشف مصدر فرنسي مطلع لـ «الحياة» ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اتصل بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، لدى مروره في العاصمة الفرنسية مساء أول من أمس، فاتفقا على ان يقوم كوشنير بزيارة السعودية في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل بعد رمضان.

 

وكان الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان زار الأمير سعود في مقر اقامته، وعرض له ظروف زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق ونتائجها، مؤكدا ان «علاقة الثقة» التي بدأها ساركوزي مع الرئيس السوري بشار الأسد «قائمة على التزام التعهدات السورية واحترام المبادئ المهمة لفرنسا، وفي مقدمها احترام استقلال لبنان وسيادته والتعاون مع المحكمة الدولية». وأشار الى ان هناك «خريطة طريق» تتحقق فرنسا بموجبها من التزام سورية تعهداتها المتمثلة بترسيم الحدود مع لبنان ومراقبتها، وموضوع المفقودين اللبنانيين وقضايا أخرى.

 

وشدد غيان على ان فرنسا لا تحاول انشاء محور استراتيجي بل تحاول اغتنام فرصة تراها سانحة لدفع السلام في المنطقة ولبنان. ونقل عن ساركوزي تأكيده أهمية العلاقة القائمة بين فرنسا والسعودية

 

 

 

جولة مع الرئيس على "النقاط الحارة" وأسرارها     

 

 

 

2008-09-11

فارس خشّان

عندما تسأل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن أحوال لبنان، يجيبك بواقعية: "أفضل، ولكن أقل من المرتجى كثيراً".

واقعية هذا الجواب لا تعني أن رئيس البلاد مقتنع بإدارة الأزمة وبهدر وقته على ترقيع الثوب الرث. العكس هو الصحيح، فالشكوى من الحاضر تبدو بمثابة المنصة التي يتوسّلها للقفز إلى المستقبل المرجو، وهو يقول: "كونوا واثقين بأنّ لبنان سيكون بألف خير طالما أن هذا القصر يتحرّك. وأنا أعدكم بأننا لن نهدأ ولن نستكين، وما أؤمن به على المستوى الشخصي أؤمن به على المستوى العام، فأنا لا أرهن يومي لأحلام غدي، بل أترك للغد أن يأتي بثماره وأنكب على استثمار يومي بإنجاز ما عليّ مهما كلّفني هذا الجهد من تضحيات. وبهذا المعنى، فأنا لا أقف مكتوف اليد بانتظار حلول المأمول به إلى لبنان، بل أبذل كل جهد مطلوب في التنفيذ وفي التخطيط وفي التقرير، فأفي يوم بلادي حقه، حتى أطمئن إلى أن الغد سوف يمنحها ما تستحق من استقرار وطمأنينة ورخاء وحرية وسيادة".

وبالفعل، إنّ من يتسنّى له الاطلاع على ما يجري في قصر بعبدا يُدرك تماماً ما يعنيه الرئيس سليمان، فكما نافورة الماء التي تتوسط الباحة المؤدية إلى مدخل "قصر الشعب"، كذلك هي حال العاملين في مؤسسة الرئاسة، فهم يعملون بلا توقف، وبعضهم يعترف بأن "الطاقة" بدأت تنفد من أجسادهم. لا تستطيع أن تُكثر من التشكيك، لأن الوجه الشاحب، والعيون التعبة، يقطعان عليك الطريق.

في الوقت الحاضر يعمل الرئيس سليمان على مجموعة خطوط يُعطيها أولوية متساوية، وتالياً فهي تتطلب جهوداً متساوية: استئناف الحوار الوطني يوم الثلاثاء المقبل، ترؤس وفد لبنان إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، زيارة واشنطن تلبية لدعوة موجهة من الرئيس الأميركي جورج بوش، والانكباب على ترجمة ما تمّ الاتفاق عليه خلال زيارته الرسمية إلى سوريا.

ويُسجّل الرئيس سليمان ارتياحه للأصداء الإيجابية التي وردت إليه بعد تحديده موعد الجلسة الأولى للحوار الوطني، ويُقر بأنه فاجأ الجميع بما أعلنه في الكلمة التي ألقاها في حفل الإفطار السنوي، ولكنه في المقابل يؤكد أنّه أرسل إشارات توحي بأنّ طاولة الحوار باتت وشيكة.

الإشارات التي يقصدها الرئيس سليمان، يوجزها بثلاث أساسية. الأولى إعادة الاعتبار إلى

حفل الإفطار السنوي بعد غيبوبة دامت تسع سنوات، ومعها تمّ تغييب دور رائد تلعبه رئاسة الجمهورية في جمع اللبنانيين من مختلف الديانات والطوائف والمذاهب والمشارب والتوجهات، مع بعضهم البعض، والثانية توجيه دعوة للمشاركة في الإفطار إلى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع على الرغم من أنّ رؤساء الأحزاب اللبنانية غير مشمولين بالدعوة إلى هذا الإفطار السنوي، أمّا الثالثة فتجميع من حضر من أركان الحوار ممن لا يفرض البروتوكول جلوسهم إلى الطاولة الرئيسية بعضهم مع بعضهم الآخر.

ويؤكد رئيس الجمهورية أن أحداً لم يكن مطلعاً على الموعد الذي حدّده، بما في ذلك أقرب المقربين إليه، وهو يروي لزواره: هذه الفقرة أضفتها بخط يدي على الكلمة.

ويعرف الرئيس سليمان أنّ كل القوى السياسية في البلد كانت قد بدأت "تيأس" من إمكان انعقاد طاولة الحوار في المدى المنظور، وهذا ما تجلّى في غياب التصاريح "حمّالة الشروط"، من جهة ووفرة الأحاديث الملحة على انطلاق الحوار من جهة أخرى، ولكنّه يلفت إلى أن ما غاب عن ذهن كثيرين بالنسبة لتحديد الموعد، هو تفصيل في غاية الدقة والمحورية، إذ كيف يُعقل أن يترأس رئيس الجمهورية حواراً وطنياً بجدول أعمال تتقدمه الاستراتيجية الدفاعية من دون أن يكون هناك قائد للجيش ومعه مدير للمخابرات.

ويؤكد رئيس الجمهورية أنه اختار يوم الثلاثاء المقبل موعداً لمؤتمر الحوار الوطني لأنه يريد أن يذهب إلى نيويورك قوياً، حيث تعرف هيئة الأمم المتحدة أنّ لبنان وطن يستحق الحياة، لأن فيه مؤسسات قادرة على تنفيذ ما يتم عقده من اتفاقيات وما يتم قطعه من وعود.

وعلى قاعدة أن الشيء بالشيء يُذكر، يُبدي الرئيس سليمان ارتياحه لاختيار العماد جان قهوجي لمنصب قائد الجيش والعميد إدمون فاضل لمديرية المخابرات، ويجزم بأنهما من نخبة ضباط لبنان وأكثرهم خبرة واستقامة وتوازناً.

يهتم رئيس الجمهورية للملاحظات التي وردته من أطراف سياسية على كل منهما، ولكنّه يُراهن على أن أصحاب هذه المآخذ سوف يتراجعون لاحقاً عنها عندما يتلمسون أداءهما، وليكن الجميع على ثقة ـ والكلام للمنتقل حديثاً من المبنى القائم في اليرزة الذي لا يتعب من التحديق بالقصر القائم في بعبدا ـ بأنّني لو تلمستُ لدى أيّ منهما ضغينة على أيّ طرف بفعل التجربة المرّة التي مرّ بها لبنان، لما كنتُ قد وافقتُ عليه.

ولأن المعلومات الحديثة توحي بأنّ هذا الكلام يدور حول الصفحة الداكنة التي كتبها في يوم من أيام الحرب السوداء كل من جعجع قائد القوات اللبنانية في العام 1990 التي سيطرت على ثكنة صربا حيث كان رئيس فرع المخابرات في كسروان في العام نفسه، فإن علامة الاستفهام تطرح نفسها، فيجيب الرئيس مبتسماً: الدكتور جعجع من صانعي يوم الرابع عشر من آذار الذي قيل إنه طوى الماضي من أجل لبنان، والعميد الخلوق الذي أبعدته القيادة التي كانت قبلي عن الصورة لأنّها لم تكن توده هو من حرّاس ذاك اليوم الكبير.

وفيما يترك رئيس الجمهورية للأيام أن تُقدّم أدلتها، يُشدد على أنّ ما هو أهم من الملاحظات والمآخذ النابعة من ماض نريده للعبرة وليس لأسر الحاضر، يبقى في لبنانية خيار كل من قهوجي وفاضل.

وهو يبتسم موافقاً على الرواية التي يُردّدها عدد من الوزراء عما صارح به مجلس الوزراء عندما دار النقاش حول ترشيح العميد قهوجي لمنصب العماد قائد الجيش.

في تلك الجلسة، برز تحفظ خمسة وزراء (اثنان اشتراكيان، اثنان قوات لبنانية والمستقل ابراهيم شمس الدين)، فتمنّى الرئيس السنيورة إعادة النظر في توجهاتهم لأنه ليس "مستساغاً" أن يتم تعيين قائد الجيش بلا إجماع، ولكن الرئيس سليمان أخذ الكلام قائلاً: يا دولة الرئيس، دعني أذكركم بأنّها المرة الأولى التي يُعيّن فيها اللبنانيون قائداً للجيش، فأنا ومن كان قبلي لم يتمّ تعييننا بقرار لبناني، بل تمّ اختيارنا من الخارج ومجلس الوزراء وافق بالإجماع، فلا ضير إن اختلفت الصورة الآن، بحيث نختار نحن اللبنانيين قائد الجيش ولا يحظى بالإجماع".

يُلاحظ رئيس الجمهورية الدهشة التي تبرز في المقل، وهو يؤكد صحة هذه الرواية، ويقول: "لماذا تريدونني أن أختبئ خلف اصبعي، فالشمس طالعة والناس قاشعة".

وبديبلوماسية لافتة، يستدرك رئيس الجمهورية أن مسألة الاختيار من الخارج لا يُمكن حصرها بسوريا بل هي تشمل مع استذكار المراحل، أكثر من دولة، ويُقفل الحديث حول هذا الموضوع ممازحاً: "عندما اختاروني، فعلوا الصواب، أليس كذلك؟".

ومع هذه الابتسامة النابعة من القلب، تنتقل مع الرئيس سليمان إلى الكلمة التي استهلّ بها جلسة مجلس الوزراء أوّل من أمس، فيُشير إلى أنها كانت مكاشفة بينه وبين مجلس الوزراء ومن خلاله مع الشعب اللبناني، عمّا دار من حديث بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصاً بعدما أشار الأسد إلى جوانب منها، بأسلوبه، في ختام القمة الرباعية في دمشق.

يرفض رئيس الجمهورية أن يجري تحميل موقفه صورة المواجهة غير المباشرة مع نظيره السوري، فهو ليس بهذا الوارد على الإطلاق، لأن صداقة تجمعني مع الرجل، ولكن جُل ما قمتُ به يتصل بواجباتي تجاه الحكومة التي تشاركني في القرار بالمواضيع المطروحة، سواء بما يتصل بالمفاوضات مع إسرائيل أو ما يتصل بتحريك ألوية جيشنا وهدفه، كما تجاه الشعب اللبناني الذي لا يحق لي أن أفرط بما يُنادي به من علاقات ندّية بيننا وبين سوريا.

ويقول الرئيس سليمان: "في مصارحتي، أنا لم أقل إلا ما حصل في القمة اللبنانية ـ السورية، بفعل اختلاف طبيعة النظام بين البلدين، فالرئيس الأسد يُقرر ويُنفّذ، اما في لبنان فإن اقتنعت فعليّ واجب إقناع شركائي في القرار، سواء رئيس الحكومة أم مجلس الوزراء، وأنا فعلاً أثرتُ الموضوع الأمني في سوريا فسألت الرئيس الأسد عن اغتيال القيادي في "حزب الله" عماد مغنية فأجاب أن إسرائيل ومخابرات دولية تقف وراءه، وسألته عن العميد محمد سليمان فقال إن من يقف وراء اغتياله هم هؤلاء الإرهابيون أنفسهم الذين يتحركون لديكم".

وهنا يُمرّر رئيس الجمهورية طلباً واضحاً إلى فريقي 8 و14 آذار: "أنا أريد أن أعمل ما فيه خير لبنان، ولذلك فلا تستعملوني سلاحاً في صراعاتكم المتبادلة، فكل من أراد أن يواجه الآخر عليه أن يُدرك أنني لن أكون مرتاحاً مطلقاً لمحاولات التستر بي".

ومن هذا الطلب الذي لا يخلو من النصح، ننتقل مع رئيس الجمهورية إلى موضوع العريضة المقدمة من نواب الأكثرية إليه للمبادرة إلى طلب تعديل الدستور، بحيث يخضع التصويت على موضوع التوطين لنسبة الإجماع بدل الثلثين، فيُجدد ارتياحه للخلفية التي حرّكت هذه العريضة لأنها تؤكد إجماع اللبنانيين على رفض التوطين من جهة، ولأنها تسحب هذه الثابتة من الاستعمال السياسي من جهة أخرى، ولكنه يشير إلى أنّه درس هذه المسألة دستورياً مع ثلاث شخصيات وهم الرئيس حسين الحسيني والنائبان السابقان حسن الرفاعي ومخايل الضاهر الذين أجمعوا على أنّ لا حاجة إلى تعديل الدستور، وإيجاد استثناء لا يستسيغه الانتظام العام، وإذا كان هناك خوف من التذاكي لتمرير الدستور، فإنه لا حدود أصلاً للتذاكي، وفي هذه الحالة يُمكن للبعض أن يخرج علينا بنظرية تعليق هذه المادة الدستورية.

وفي هذا الإطار يشير رئيس الجمهورية إلى أنه مقتنع بما قاله له الرئيس الحسيني من أن اتفاق الطائف أصبح وثيقة من وثائق الأمم المتحدة الملزمة لأن مجلس الأمن أصدر بياناً رئاسياً أعلن فيه تأييده له، وهذا يعني أن مجلس الأمن لا يستطيع غداً ان يطلب منّا التوطين لأنه يكون بذلك يُخالف وثيقة أساسية من وثائقه التي يسترشد بها في طريقة تعامله مع لبنان.

(المستقبل)

 

 

 

جنبلاط يضرب حلفاءه "المزعجين"...والريّس يُستّر     

 

 

في مقال نشرته ،اليوم صحيفة "الأخبار "بتوقيع  ثلاثة من صحافييها،وهم غسان سعود وثائر غندور ونادر فوز، قال  رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ،الذي نُشرت صورة له ،تُظهره "يقلب"، الكثير من المواقف ال"أنتي" 14 آذار ".

مفوضية الإعلام في" الحزب التقدمي الإشتراكي "التي اشتهرت في الأشهر القليلة الماضية بتوضيح مواقف جنبلاط ،حاولت أن تُطوّق مفاعيل ما هو وارد في المقال  ،بإطلالة مبكرة لرامي الريّس ،بحيث أعلن أن المنسوب الى جنبلاط "مشوّه"و"غير صحيح"و"مسحوب من سياقه الطبيعي".

إلّا أن ولوج هؤلاء الصحافيين الذين استقبلهم جنبلاط معا،إلى تفاصيل صغيرة ،أعطى لما نشروه  شيئا من الجدية بغض النظرعن الإنتقائية التي تُجيزها جلسات  من هذا النوع وبهذه الطبيعة ،بين سياسي معروف ومؤثر في المعادلة الوطنية ، وبين صحافي غير مرتبط به لا فكريا ولا سياسيا ولا وظيفيا ومحرّر من آلة التسجيل ،كما هي حال جنبلاط والمجموعة التي أتته بصفتها وتمّ استقبالها ...بصفتها.

جنبلاط يعرف من استقبل ...ويعرف أنه يملك إمكانية النفي ...ويريد أن يتأكد أن من يجب أن يعرف قد عرف.

 

2008-09-11

 

غسان سعود وثائر غندور ونادر فوز(صحيفة الأخبار )

لا يمكنك محاصرة وليد جنبلاط، الذي حين تسأله عن تبدل موقفه من استحالة التعايش مع حزب الله، الى لا مجال لإلغاء الحزب بل للحوار معه وإيجاد صيغة لإدخاله في الدولة ضمن استراتيجية دفاعية يكتفي الرجل بالإجابة «لقد تطوّرت، ممنوع أن نتطور؟» قبل أن يضيف، في لقاء غير رسمي، ان كل ما حصل في الفترة الاخيرة أسهم بإقناعه، وأنه فهم رسالة كوندوليزا رايس حول «تغيير التصرفات السورية» لا تغيير النظام، وانه استمر بمواقفه وبتصعيده لأن «السياسة تقتضي ذلك».

وليد جنبلاط «تطوّر» كما يقول هو، وهذا سبب مواقفه الأخيرة، «لأننا يجب أن نتعايش مع سلاح حزب الله، إلى أن تحدث تغييرات ما إقليميّة ودوليّة تسمح بالدخول التدريجي للحزب في الدولة». فبرأيه، هذا السلاح مرتبط بالوضع الدولي من إيران إلى الولايات المتحدة، ولن يتوقف استخدام لبنان كساحة إلّا عندما «يقتنع أحمدي نجاد بذلك، أي عندما يرتاح وضع إيران».

لكنّ زعيم المختارة يوافق على أن الصراع اللبناني ـــــ الاسرائيلي لا يزال قائماً «فلتهاجمنا إسرائيل لكنها لن تربح». وهنا يؤكّد جنبلاط أن ما تستطيع فعله إسرائيل لا يتخطّى التدمير، «لأنها دخلت بيروت ثم خرجت منها». وعمّا إذا كان سيستقبل النازحين من الجنوب في الجبل إذا ما حصلت حرب، «غارة أيّار تركت جرحاً كبيراً لكن يجب تجاوزه، وفي حالة الحرب هناك عدوٌ

واضح».

العلاقة مع المستقبل و14 آذار

يرى وليد جنبلاط أن النائب سعد الحريري تطوّر كثيراً في السنوات الثلاث الأخيرة، «لكن المشكلة تكمن في فريق المستشارين الذي يُحيط به، ففي أيام والده، كانت هناك مركزيّة كبيرة في القرار ولم يكن شخص مثل هاني حمود أو غيره يُقرّر. لكن الآن عندما يأتي حمود كمن أتىThe Decision Maker (صانع القرار)، واليوم ظهر عقاب صقر على الساحة أيضاً» كل هؤلاء يساهمون في صياغة قرار الشاب سعد الحريري بحسب جنبلاط، ويسيرون حيث يسير، هذا ما يؤدي الى إضعاف صورة الحريري والمستقبل.

ويمازح جنبلاط محدثيه حين يصل الى الكلام عن نواب تيار «المستقبل»، وترتسم الابتسامة المواربة التي يسعى صاحبها الى إخفائها، وينفي أن يكون قاسياً بحقهم وهو يعتقد أن هؤلاء النوّاب يتعصّبون «كسنّة» كثيراً، من دون أن يقبل أن تكون الانتخابات سبباً لذلك، وخصوصاً أحمد فتفت وأمثاله. ويرى أن فريق الحريري يفتقر إلى الهرميّة «هو مثل قافلة الجمال، الجميع يمشي مع الجميع»، ولذلك انكفأ باسم السبع برأيه، مشيراً إلى صعوبة بناء حزب لأنه «تيار ويعتمد على الخدمات والتعليم والمستشفيات...». ويقول إن بعض نواب «المستقبل» فقدوا بعدهم العربي والوطني، وأصبحوا متعصبين ومتشدّدين، وإن الحريري لعب لعبة خطيرة مع السلفيين، «من الجيّد أنه تداركها».

ويعتدل جنبلاط في جلسته عند الحديث عن مصالحة الشمال: «قالوا لي إن المجموعات التي قاتلت لم توقّع، التقت مجموعة من الرأسماليين ووقعوا اتفاقاً». ويُشير جنبلاط إلى أن المستقبل ربما فقد تماسكه ككتلة واحدة انتخابيّة في الشمال لكنّه قد يُحافظ عليها في الدوائر الأخرى.

مسيحيو 14 آذار

هجوم جنبلاط على المستقبل ينتقل إلى مسيحيّي 14 آذار، الذين يشعر جنبلاط بأنهم أصبحوا عبئاً عليه، «فغداً ذاهبون إلى الحوار، والفريق الآخر لديه رأي موحّد ونحن عندنا عدّة آراء» ثم يُضيف ضاحكاً: «هذه نتيجة الديموقراطيّة». يسأل جنبلاط الجالسين معه عن القيمة المضافة التي تؤمّنها «القوات اللبنانيّة» أو الكتائب في الانتخابات، وخصوصاً أن من سيحدّد الأكثريّة هي الدوائر المسيحيّة. يتحدّث عن الخلافات بين هؤلاء، وعن العصبويّة الحزبيّة الضيقة التي منعت وصول بطرس حرب ونائلة معوّض إلى الوزارة، والتي أتت بأشخاص رغم أن وجودهما كان سيفيد في معاركهما الانتخابيّة حسب رأيه، ولذلك هو ينتقد بشدّة وزراء القوات والكتائب. ويشير إلى وجود مشكلة بين نائلة معوّض وسمير فرنجيّة لأن نجل معوّض ألّف لائحة دون استشارة فرنجيّة.

وعند سؤاله عن سمير جعجع يُجيب: «أنا لا أُجيب عن غيري». ويقول إنه في العادة يريد أن يكون صريحاً ولذلك يُعلن أنه يود لو يستطيع أن يتخلّص من النائب جورج عدوان. ويُعلن صراحةً أنه يرغب في وصول دوري شمعون إلى النيابة، حتى «لا يتهموني بمصادرة القرار المسيحي»، مضيفاً إن هذا حقّ له، لكنه يشير إلى أن نوّاب التيار الوطني الحرّ تنبهوا للأمر، ولذلك فهم يريدون أن يُعيدوا مدة السنتين قبل ترشح رئيس البلديّة. وعند إخباره برغبة الكتائب في ترشيح ماروني في الشوف، يضحك ويقول: «فليحوّلوا مقعدي إلى ماروني ويأخذوه، فسعد الحريري يُريد ترشيح غطاس خوري في الشوف، فسألته ماذا يُمكن أن تُعطينا مقابله: مقعد سني؟».

ولا ينسى جنبلاط أن يشير إلى المسيحيين «الذين يحبون الزعيم الذي يأخذهم إلى الانتحار. فعلوا هذا مع بشير الجميّل ثم سمير جعجع واليوم ميشال عون».

الانتخابات المقبلة: جاهز للمقايضة

الحديث عن مسيحيي 14 آذار والرغبات الانتحاريّة الدائمة عند المسيحيين، يفتح المجال للحديث عن الانتخابات. ففي الشمال، يعتقد جنبلاط أن اختيار شخصيّة قويّة إلى جانب نائلة معوض وسمير فرنجيّة قد يزيد إمكان الخرق بمقعد أو اثنين في زغرتا، وكذلك في بعبدا، لأن الصوت الدرزي والسني يوازيان الصوت الشيعي، والباقي يعتمد على اختيار الشخصيات المسيحيّة المستقلّة التي تملك حيثيّة ما، ويسمّي صلاح حنين «الذي ضحيّنا به في 2005». أمّا في البقاع الغربي، حيث مقعد النائب وائل أبو فاعور، الذي يراه جنبلاط نموذجاً للكادر الشبابي الجديد، فإنه يطمئن إلى وضع المعركة لكونها متكافئة، «لكن جنوبي باتر لا وجود لنا، كذلك في جبيل إذ إن المعارك محسومة».

أمّا في عاليه، فإنه يتمنى أن يكون الوزير طلال أرسلان نائباً من أجل الوحدة الدرزيّة، ولكن «ما الذي يُمكن أن يُعطيه حلفاؤه لي في المقابل. لنقل نائب مقابل نائب». ويرفض أن يخوض معركة السبع، «فعلى باسم السبع أن يخوض معركته بنفسه، وكان عليه ألا يترك منزله في بئر حسن».

العلاقة مع حزب اللّه والسوريّين

ويقرّ جنبلاط بأن المعركة ستحسم لفريق من الاثنين بفارق مقاعد قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وبالتالي فإما أن «نُبقي التوازن أو يحكموا البلد بوئام وهاب وعبد الرحيم مراد وعلي قانصو» وعند الاشارة الى أن هؤلاء كانوا حلفاء له يضيف «أنا امضيت عسكريتي معهم ولذلك لا أريد المزيد.. دخيلك».

ولا يعتقد أن هناك مجالاً للتسوية بين الفريقين، «لأن السوريين يريدون محاصرتي والضغط عليّ». وهو يُعطي مثالاً على ذلك، عدم استطاعة رئيس المجلس نبيه برّي القيام بجولة معه في الجبل، ربما لأنه لا يريد إحراج الآخرين مثل «السيد حسن نصر الله أو السوريين». ويعزو ذلك إلى الشتائم المتبادلة بين الفريقين، وينفي أن يكون قد طلب وساطة من أحد مع السوريين «المير طلال عرض خدماته وأنا شكرته، فجمهوري لا يتخيّلني ذاهباً إلى سوريا الآن». ويقرّ بأنه طالب الأميركيين بتغيير النظام في سوريا، «وفهمت الرسالة عندما قالت لي كوندوليزا رايس خلال زيارتي لواشنطن في فترة جلسات الحوار عام 2006، عندما قالت لي إن السوريين يجب أن يُغيّروا سلوكهم (change the behavior)»،

ويشير إلى أن استمرار هجومه على سوريا سببه ضرورات التعبئة والسياسة لا أكثر. أمّا الرهان على التغيير من الداخل، فأنا غير مقتنع به، وخصوصاً أنه لا يرى في عبد الحليم خدام أي قدرة على التأثير، أمّا «المثقفون، مثل ميشال كيلو ورياض الترك فالله يعينهم، وهم يريدون إصلاح النظام لا تغييره».

لكنّ جنبلاط يقول إن الشخص الوحيد الذي يمكن أن يتحاور معه هو الأمين العام لحزب الله، ثم يضيف اسم الرئيس برّي. لكنه يعتقد أن العلاقة مع حزب الله مرهونة بموافقة السوريين عليها.

ماذا بقي من ثورة 14 آذار؟

ينفي وليد جنبلاط أن تكون 14 آذار قد طرحت تغيير النظام في لبنان، لكنها أرادت تخليص البلد من النظام الأمني اللبناني ــــــ السوري، «وتخلّصنا منه، وعلقنا بالأجهزة اللبنانيّة الأمنيّة، التي تعود إلى الفترة الشهابيّة»، ويشير جنبلاط إلى أن الرئيس الراحل رفيق الحريري أنشأ فرع المعلومات لأن المسيحيين هم الذين يسيطرون على الأجهزة الأمنيّة الاخرى. ويضيف ضاحكاً «ونحن عندنا الشرطة القضائيّة والشيعة عندهم أجهزتهم». وهو يوافق على ضرورة تغيير هذا النظام لا «ضمّ البلد إلى سوريا» لأنه لم يستطع العيش منذ أن نشأ، لكن «الحركة الوطنيّة فشلت، إذ حاربتها جميع القوى الرجعيّة والتقدميّة العربيّة». يعود إلى ثورة الأرز، التي لم يكن فيها برأيه أيّ وجه جديد تقدّمي يستطيع بلورة تغيير ما سوى سمير قصير، لكنهم اغتالوه.

أمّا عن رئيس الجمهوريّة، فيسأل جنبلاط، كيف يُمكن أن يحكم في وزارة كهذه، ويرى أن إبعاد مروان حمادة عن الوزارة هدفه التغيير، وأن على تيار «المستقبل» استكمال عمليّة بناء الكوادر عبر تعليم الشباب الجامعي، لا بناء ميليشيا، كما فعلوا في بيروت، حيث فتحوا مراكز في كل بيروت والمناطق تحت مسمّى شركات أمنية، فليس هكذا تبنى الميليشيات، «وليس بخبرات سليم دياب، ونحن في الجبل عملنا على جيش التحرير الشعبي منذ عام 1976 حتى عام 1989، ولكن أن تنشئ اليوم ميليشيا؟ ولمواجهة من؟ حزب الله؟ هذا جنون» وخاصة أنها انهارت في أيار، نافياً أن يكون هو من دعا الحريري إلى ذلك. ويلفت إلى أن محاربة حزب الله «إذا أراد أحد ذلك» تحتاج إلى تدريب ودعم، لا «كما يجري في الأردن» ويختم: لقد بقيت أنا صامداً في أيّار لكن الحلفاء انهاروا!.

لا تعجبه صحافة بيروت والتعويض بالصحف العالمية

يبدأ وليد جنبلاط الحديث بانتقاد «الأخبار». ويقول «الصفحة الاخيرة في النسخة القديمة كانت تضم صوراً رائعة، دعك من خالد صاغية، ولكن الناس يشاهدون الصور الجميلة على صفحتكم الأخيرة». وانا اتابع الجريدة وتاخذ مني وقتا في قراءتها.

ولا تسلم الجرائد الأخرى من انتقاداته ويقول «لم أعد أجد في معظمها شيئاً ذا أهميّة للقراءة وأنهيها في خمس دقائق». واتابع الصحف العالمية لاعوض.

ويضيف: «في «النهار» لا يوجد سوى الكاريكاتور، وأقصّها يومياً فصار عندي أطنان منهم.. أمّا «المستقبل» فلا أقرأها أبداً».. يأخذ الزميل غسان سعود صورة تذكارية معه. يقبل ولكنه يحذره : «انتبه سوف يطردك إبراهيم الأمين من الجريدة!.

سوريا ترحّب بأيّ اتفاق يجمع اللبنانيّين

عرض الرئيس السوري بشار الأسد، مع الرئيس عمر كرامي تطوّر العلاقات بين البلدين وتوطيدها في كل المجالات، مبدياً ترحيبه «بكل اتفاق يجمع اللبنانيين ويحقق وحدتهم الداخلية». ورد كرامي، شاكراً له «وقوف سوريا المستمر، قيادةً وشعباً، إلى جانب لبنان، وحرصها على أمنه واستقراره». والتقى كرامي رئيس الوزراء ناجي عطري، في حضور وزير الإعلام محسن بلال. وأقام نائب الرئيس فاروق الشرع، مأدبة إفطار على شرفه.

كل مخابرات العالم في لبنان

ينفي جنبلاط أن يكون قد اتهم أحداً في انفجار طرابلس، «لأن البلد أصبح مكشوفاً، وإن كنا نتحدث في المرحلة السابقة عن شبه فوضى، فاليوم نعيش فوضى كاملة».

ولذلك هو يتخوف من أي «حركشة» أمنية قد يقوم بها أي جهاز استخبارات من الأجهزة الكثيرة المنتشرة في البلد، دون أن يستثني أحداً.

 

 

 

 إغتيال صالح العريضي على ميزان الحقائق:من قتله؟     

 

"شهيد المصالحة "في لقطة حميمة مع جنبلاط خلال زيارته الأخيرة لبيصور

2008-09-11

أسرة التحرير-"يقال.نت"

 

بصراحة مُطلقة ،لا مؤشرات تسمح برمي الإنفجار الإرهابي الذي استهدف عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشيخ صالح فرحان العريضي  في بيصور ،ليل أمس في الحضن الإسرائيلي،كما بدأت توحي وسائل الإعلام المعروفة صلته الوثيقة ليس ب"حزب الله"فحسب بل بالمخابرات السورية أيضا.

لا يملك أحد بعد،  القدرة على توجيه أصابع الإتهام نحو الجهة التي اقترفت الجريمة ،إلا أنها في حال خلت من البُعد الشخصي،وهذا هو الأرجح بالنظر لطريقة الإغتيال ،فإنّه يُصبح مؤكدا أن المطلوب من الوزير طلال إرسلان أن يخاف،بحيث يؤدي اقترابه المتنامية سرعته  من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ،الى وضعه في دائرة خطر موحّدة .

وهذه ليست أوّل جريمة اغتيال ،تكون فيها الضحية هدفا ورسالة ،ويكون فيها القاتل "سوريا "والمقتول ...كذلك .

بداية من هو الضحية،في المعطى السياسي ؟

وفق أوساط رسمية في الحزب التقدمي الإشتراكي،فقد لعب العريضي "الإرسلاني"دورا أساسيا في أيار الماضي ،أي أثناء محاولة "حزب الله"غزو الجبل ،"الدور الأساسي  في تجنيب الفتنة ".

وتقول هذه الأوساط إن الضحية على غرار "العريضي الجنلاطي"من دعاة التواصل بين الأحزب والأطراف السياسية في الجبل.

وهذه الواقعات الإشتراكية تسمح بالإعتقاد بأن من استهدف "العريضي الإرسلاني"إستهدف عمليا وحدة الدروز التي تجلّت في صد هجوم "حزب الله"العسكري في أيار الماضي ومن ثم تكاملت في جسر الهوة بين خلده والمختارة. ومن يُدقّق جيّدا بالجهات المستاءة ،يمكنه أن يتوقف عند جهتين أساسيتين ،أولاهما "حزب الله"الذي لم "يبلع "الخسائر البشرية النوعية التي مُني بها ،في ظل كلام لا يزال يتردد عن "خيانة "إرسلانية ل"حزب الله"،أدّت الى وقوع مجموعة نخبوية منه في "فخ قاتل"،وثايتهما المخابرات السورية التي راقبت أرسلان كيف يقترب لوحده من جنبلاط ،مُلحقا أضرارا وجودية بعميليها الأساسيين ،أي الحزب السوري القومي الإجتماعي "والوزير السابق وئام وهّاب الذي شنّ هجوما مُكررا ضد إرسلان ،ليس بسبب مصالحة الخلوات في حاصبيا ،بل بسبب دوره في أيّار الماضي .الحملة الأولى لمن يهمه الأمر ،كانت في مقابلة أجراها مع وهّاب المدعو خضر عواركة ،وهو من أعضاء جهاز الدعاية في المخابرات السورية ،على أحد مواقع المخابرات السورية التي تُسمّي نفسها "الوطن".

وهنا يطرح ثمة سؤال يطرح نفسه :"هل كانت القنابل الصوتية التي تُفجّرها المخابرات السورية عبر حنجرة وهّاب رسائل الى إرسلان رفض أن يقرأها ؟

هل يُمكن أن يكون "حزب الله"وراء الجريمة ؟

وليد جنبلاط ،أنجز كل ما عليه منذ دوي الإنفجار ليُثبت النفي.

المؤشرات المتوافرة ،تؤيد وجهة جنبلاط أيضا ،ذلك أنّ "حزب الله"كان من أبرز مشجعي إرسلان على الإنفتاح على زعيم المختارة.

"حزب الله"،هو من حصر مرجعية مفاوضات وقف "غزوة الجبل"بإرسلان ،بعدما دفع الرئيس نبيه بري الى إفهام جنبلاط،في أيار الماضي ،بأنه غير مخوّل إعطاء ضمانات وإدارة إتصالات مع "حزب الله"...وغير قادر.

و"حزب الله"،هو من وافق على جدول الإحتفال الخطابي في بلدة عبيه في عاليه ،الذي تمّ تغييب وهّاب عنه ،ولولا "رأفة "سمير القنطار ،المحتفى بعودته من السجن الإسرائيلي الطويل ،لما كان تمكّن الحزب السوري القومي الإجتماعي من إنجاح "عملية التسلل"الى الميكروفون .

و"حزب الله"،هو الذي توّج التناغم بين جنبلاط وإرسلان ،ليس بالتوزير فحسب بل بنقل وزارة الشباب والرياضة من  علي قانصو ،اي الحزب السوري القومي الإجتماعي،إلى طلال إرسلان .

و"حزب الله"هو من حاول أن يستثمر التفاهم الجنبلاطي والإرسلاني ،بتكثيف الرسائل الإيجابية الى جنبلاط .

وهذا يعني أنّ المؤشرات تُبعد الشبهة السياسية عن "حزب الله"،إلّا إذا كان هناك من يمتلك معلومات ،لم تتوافر بعد لدينا ،تُظهر أن للحزب مصلحة في "حذف" صالح فرحان العريضي كشخص  .

صحيح أن الحزب أعطى إشارات "حيطة وحذر"،وقاد سياسة متوازنة ،راعت المعادلة الإرسلانية من جهة وحاجة وهّاب الى حضانته ،من جهة أخرى إلّا أن الصحيح أكثر أن "حزب الله"لا يبدو في موقع المستفيد من هذه العملية الإرهابية ،في هذا التوقيت الإقليمي والدولي الذي يدفعه الى إعادة تموضعه  في الداخل اللبناني ،مراهنا على الدور الذي يُمكن أن يقوده جنبلاط وإرسلان.

إذن ،هي إسرائيل أم المخابرات السورية؟

 

أحد لا يستطيع أن يستبعد ،دفعة واحدة، العامل الإسرائيلي عن أي جريمة تقع في لبنان ،خصوصا متى استهدفت فصيلا سياسيا مؤيدا ل"حزب الله"،كما هي عليه حال الحزب الديموقراطي اللبناني .

وثمة من يرى أن إسرائيل يُمكن أن تكون مستاءة من التقارب الحاصل بين وليد جنبلاط وطلال إرسلان ،الذي قد يُنتج ،عاجلا أم آجلا ،تقاربا بين وليد جنبلاط و"حزب الله".

ويعتبر هؤلاء أن فرصة إصلاح الخلاف الحاد بين جنبلاط و"حزب الله"،ستكون سانحة بدءا بقبل ظهر ،يوم الثلاثاء المقبل،موعد انعقاد طاولة الحوار الوطني في القصر الجمهوري في بعبدا.

وعلى هذا الأساس ،دخلت إسرائيل على الخط وقصفت أحد دعامات الجسر الذي يهدف الى تجاوز الوادي الذي حفرته السنتان الأخيرتان بين المختارة وحارة حريك.

 هذه النظرية ، يُتوقع لها أن تُعمّم على ألسنة كثيرة في الآتي من الأيام ،لتجول بروايات مفبركة ،بعضها سيرتدي الحلة الإسرائيلية،على "العملاء المحيطين بجنبلاط"وعلى  القوات اللبنانية "المتضررة"،كما أن ميشال سماحة سيغتنمها مناسبة ،ليتوقع حصول مزيد من الإغتيالات التي ستطال "أبناء"المقاومة وسوريا في لبنان (مع العلم أنه كان قد توقع مسبقا أن تبادر اسرائيل الى ارتكاب اغتيالات تطال "المعارضين").

إلّا أن ما ينقصها لتُصبح منطقية هو ...بعض المنطق.

ذلك أن على إسرائيل أن تكون "مالية "يدها من موافقة إرسلان على تلقف رسائلها ،وأن تكون واثقة من أن لا تؤدي هذه الجريمة الى توليد حماسة كبيرة لدى"حزب الله"للتلاقي مع جنبلاط ،على اعتبار أن سلوكية هذا الحزب سابقا لم تُقدّم إشارات على أن قيادته ترى القدرات الإستراتيجية الهائلة التي تخاف إسرائيل من  أن توفرها في مواجهتها العلاقة مع جنبلاط ،وأن تعتبر أن "الفتنة "التي يمكن أن تنتج عن قطع العلاقة بين خلده من جهة وبين المختارة من جهة أخرى تُضعف "حزب الله"وتدفعه الى التسليم بما هو مطلوب منه.

والآن ماذا عن المخابرات السورية ؟

يُروى أنه في أثناء الزيارة التي قام بها إرسلان على رأس وفد من الحزب الديموقراطي اللبناني لدمشق حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد ،سئل الأسد عن إمكان إعادة العلاقة بينه وبين جنبلاط فأجاب :"بعد بكير ،بعد بكير".

وعلى الرغم من هذا الحسم الأسدي،عاد إرسلان الى لبنان وصعد مع جنبلاط الى مصالحة الخلوات في حاصبيا،حيث قال كلاما كبيرا بحق "مفتنين "و"دخيلين "ومدسوسين ".

وئام وهّاب ،فهم فورا أنه هو المقصود بهذا الكلام ،فرد على إرسلان بشتائم مباشرة واصفا إياه بالفاشل الذي يتصرف كما لو انه نائب في اللقاء الديموقراطي .

يومها تقصد وهّاب أن يُبلغ متلقي تصريحه أنه موجود في سوريا .

ومنذ التقارب الحاصل بين جنبلاط وإرسلان ،كان وهّاب مدركا أن الثنائي التاريخي يريد "وأده "،فتدخل لدى "حزب الله"الذي أبلغه أنه لن يقف ضد إرسلان وأنه في الوقت نفسه مستعد ان يساعد وهّاب في كل ما يطلبه ،من أجل أن يُرسّخ حالته في الجبل .

وأوصل وهّاب سيناريو شكوكه الى العماد ميشال عون،الذي حاول أن يُطوّق أي تحالف على حسابه في بعبدا ،بالمزايدة على الجميع في موضوع الوقوف الحاسم الى جانب "حزب الله"،فكان قرار القيام بجولة جنوبية تتضمن زيارة لضريح عماد مغنية.

وهكذا توجّه وهّاب الى دمشق ومعه السيناريو المرتقب للخيانة التي يُحضّرها إرسلان ،ولعلّ هذا السيناريو بالذات هو الذي كان وراء دعوة إرسلان وحزبه الى لقاء مع الأسد ليسمعوا عبارة "بعد بكير"،وليُصار بعده في مواقع المخابرات السورية الى نشر مقالات تتضمن هجومات ضد "الخائن "وليد جنبلاط.

 

المخابرات السورية ،ومنذ أمد طويل تُبدي حذرا من إرسلان ،الذي يريد أن يواجه خصومه ،بموجب معادلات سياسية ،تُراعي "عشيرته"ومصالحها ،في حين أن المطلوب منه المواجهة الشاملة ،لتوفير المصلحة السورية المطلوبة .

وعلى هذا الأساس ،تمّ "إيجاد"وئام وهّاب الذي لا يملك بالأساس شيئا ليخسره ،وطالما فهم المخضرمون السياسيون "إيجاد "وهّاب على أنّه تحدّ حقيقي لإرسلان وليس لجنبلاط،لأن وهّاب،في حال نجح ،سيأكل من صحن إرسلان ،فقط .

ومنذ الإنسحاب السوري من لبنان ،تلقى إرسلان ملامات سورية كثيرة على أدائه "الناعم"،ولكنه قلّما خرج عن التصعيد اللفظي ،في أوقات "الحشرة ".

ولكن الرئيس السوري ترك الأمور تأخذ أبعادها ،على اعتبار أنّ "حزب الله"يضبط الأمور بكفاءة عالية جدا ...إلى أن حصل الإنقلاب في سوريا .

ما كان صالحا قبل القمة الرباعية في دمشق ،لم يعد صالحا لما قبلها ،وما كان يُعتبر تكاملا بين "حزب الله"والنظام السوري أصبح تحالفا حذرا ،وما كانت حارة حريك تتبادله مع دمشق ،من دون قيد أو شرط أصبح لزاما أن يمر على خط حارة -حريك إيران ،فإيران -سوريا .

القمة الرباعية غيّرت كل شيء.الأسد لم يعد يريد أن يكون ورقة في يد إيران .قرّر أن يكون حليفا من موقع المعادلة المستقلة .إيران تخشى على اوراقها "الهاربة "أو "العاجزة"...ولم تتبق لها سوى الورقة اللبنانية التي ،لولاها ،لم يكن لدى الأسد ،بدوره ما يبيعه لتجميع ثمن الصفقة الكبرى المنتظرة  .

في هذه اللحظة بالذات ،كان لا بد من دوي انفجار كبير يضرب دارة خلده وشبيهاتها في الشمال وبيروت والبقاع الغربي وجبل لبنان حيث يتربع قصر "صاحب النظرية الندية "الذي حدّد موعدا لطاولة الحوار الوطني سبق لبشار الأسد ،وهو في باريس،أن قال بغيره وتُسمع أصداؤه  لدى من طوّعته يوما مجازر ،مماثلة لتلك التي حصلت في ثكنة الشيخ عبدالله وتُبلغ جنبلاط  وشبيهه البيروتي،بأنّك مخطئا جدا إن كنت تحسب أن نيكولا ساركوزي برد أنياب الأسد وقلّم مخالبه .

ثمة من يُشبه اغتيال العريضي اليوم  بمحاولة إغتيال الوزير الياس المر في تموز 2005.كان مطلوبا آنذاك "حذف "الصوت "غير السوري"من القصر الجمهوري اللبناني ،وتذكير أميل لحود الذي "تراخى"لمصلحة قوى 14 آذار ،أنّك من سوريا والى سوريا تعود ،وإلا...

لحود تفاعل مع هذه ال"إلّا. وثمة من يذهب الى أبعد من ذلك قليلا،إلى تشرين أول 2004 ،ويُشبه طلال إرسلان بوليد جنبلاط وحسن نصرالله برفيق الحريري وصالح العريضي بمروان حماده . معه حق طلال إرسلان ،فمعرفة قاتل العريضي فيه حماية لجميع اللبنانيين .

 

النائب جنبلاط التقى وفدا من "أمل" في حضور الوزير أبو فاعور والنائب شهيب: لعدم استباق التحقيق وهناك قوى متضررة من الصلح العام والحوار في لبنان

قررنا والامير طلال ان نبني حلفا سياسيا وان نحافظ على الهدوء والعيش المشترك

رحال:نأمل ان تتجسد وجهات النظر في علاقات وثيقة أكثر وأفضل في المستقبل

وطنية - 11/9/2008 (سياسة) استقبل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، قبل ظهر اليوم في دارته في كليمنصو، وفدا من كواد حركة "أمل" برئاسة الدكتور علي رحال، في حضور الوزير وائل أبو فاعور، النائب أكرم شهيب، مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس، وكيل داخلية الجرد في الحزب نشأت ابو كروم ووكيل داخلية بيروت الدكتور كامل مزهر.

النائب جنبلاط

وتحدث النائب جنبلاط بعد اللقاء فدعا الى "عدم إستباق التحقيق في موضوع جريمة بيصور، وقال: "قيل لي ان الامير طلال عاد وبإسمي وبإسم الحزب التقدمي الإشتراكي أعزيه بهذه الخسارة الفادحة، وسنجتمع اليوم او غدا ولا بد من موقف موحد حيال هذا الموضوع، ولن أستفرد بموقف".

وأضاف: "صالح العريضي كان مناضلا وطنيا قوميا حافظ على طريق بيصور، لكي تبقى المعبر للمناضلين الذين مروا من بيصور الى بيروت والجنوب الى الاقليم والى كل مكان لمواجهة المشروع الإسرائيلي.

صالح فرحان العريضي خسارة كبيرة ونعتبره شهيدا للبنان، شهيدا للمقاومة الوطنية اللبنانية".

وتابع: "أمس كان لوالد الشهيد صالح فرحان العريضي وقفة رائعة هائلة الرجولة والشجاعة اذ قال: "لو أوتي بالغريم الذي قتل صالح لسامحته". هذه وقفة رجال في المحطات الصعبة".

وقال: "نحن والأمير طلال قررنا منذ الإنفتاح ومنذ العلاقة القديمة الجديدة أن نبني سويا علاقة صداقة وحلفا سياسيا. وفي الوقت نفسه، نحافظ على الهدوء والعيش المشترك في الجبل". وردا على سؤال عمن لا يرغب في المصالحة بين الحزب الديموقراطي والحزب التقدمي، قال: "لست هنا لأدخل في التحليلات، هناك قوى متضررة من الصلح العام والحوار في لبنان".

وعما اذا كانت هذه القوى داخلية أم خارجية، قال: "لا اريد ان ادخل في الإستنتاجات وان نترك القضاء والتحقيق يأخذ مجراه، وأفضل الا أقفز الى استنتاجات قبل لقائي والأمير طلال ارسلان". ونفى إمتلاكه "معطيات عن الجهة التي نفذت الجريمة".

وعن طاولة الحوار وتوسيعها وجدول أعمالها، قال: "أعتقد اليوم في هذه الجلسة المفيدة التي كانت مقررة مع الرئيس نبيه بري، تناولنا مواضيع عديدة ومهمة جدا عن العلاقات بين الحزب التقدمي وحركة "أمل" وعدنا الى الماضي المجيد المشترك بيننا وبينهم في مواجهة إسرائيل وعملائها وتثبيت اتفاق الطائف. وأعتقد ان النقاط التي جرى البحث فيها تكون قاعدة موضوعية لاحقا على طاولة الحوار، اما بالنسبة الى التوسيع فلا أدري ان كانت هناك ضرورة لذلك، لكن ربما هناك ضرورة في شق معين في التوسيع وهو الا نحصر الحوار بالشأن السياسي فقط، وننسى الشأن المعيشي والإقتصادي والصناعة والتجارة والكهرباء وغيرها من المرافق الأساسية لتدعيم الحوار اللبناني".

رحال

بدوره، وصف رحال الزيارة ب"المميزة" وانه جرى التطرق الى مواضيع حساسة وتذكر الماضي والعلاقات القديمة بين "أمل" و"التقدمي".

وقال: "لقد فتح النائب جنبلاط قلبه وتكلم معنا وتحدثنا في مواضيع سياسية مؤثرة لجمهورنا كما لجمهور الحزب التقدمي". وأكد ان "العلاقة بين التنظيمين ستأخذ مداها الطبيعي وفقا لمبادىء سياسية أساسية تجمع الأطراف جميعا".

وعن إمكان عقد لقاءات مماثلة مع أطراف سياسيين أخرين كتيار "المستقبل"، قال: "نحن نحبذ زيارات كهذه وأبوابنا مفتوحة لاستقبال زيارات في المقابل"، معربا عن "تشجيعه للحوار حول كل النقاط".

وعما اذا كان هناك تقارب مع جنبلاط في الأفكار حيال القضايا الحساسة التي جرت مناقشتها، قال: "هناك وجهات نظر بعضها نتفهمه، وفي المقابل، هناك نقاط أخرى يتفهمها النائب جنبلاط، ونأمل ان تتجسد وجهات النظر قريبا في علاقات وثيقة اكثر"، نافيا ان "تكون لمثل هذه اللقاءات أي اهداف إنتخابية "، معتبرا انها "زيارة حوارية وان جمهور "أمل" اراد التوجه الى النائب جنبلاط ببعض الأسئلة والإستفسارات حول بعض المواقف السياسية نقلها الينا النائب جنبلاط بكل قلب مفتوح ونأمل ان تؤسس في المستقبل لعلاقة أفضل".

 

اغتيال "العريضي الإرسلاني " يؤشر الى انطلاق المنازلة على بلاد الأرز

بين "سوريا الأطلسية" وبين إيران "الحاكمة"

لبنان يعود الى تشرين أول 2004 معكوساً

المستقبل - الجمعة 12 أيلول 2008 - فارس خشّان

من يُدقّق جيّدا باللهجة الحاسمة التي توسلها وزير الشباب والرياضة طلال إرسلان، بصفته "الوالد السياسي" للشهيد صالح العريضي، وهو يُبدي إصراره على إحالة جريمة بيصور الإرهابية على المجلس العدلي، وعلى متابعة القضية حتى معرفة القاتل، يُدرك أنّ ثمة شبهة تدور حول طرف محلي مدعوم من قوة مؤثرة، باقتراف هذه الجريمة.

وكان واضحا من كلام إرسلان أنّه يعرف الجهة التي أوصلت له رسالة ممهورة بالدم الأحمر، ولكنّه رفض مضمونها وسارع الى تمزيقها، معلنا إستمراره بـ"وحدة الجبل" التي قال إنه بدأها في السابع من أيار الماضي مع "وليد بك جنبلاط، وبالتعاون مع سيد المقاومة".

ومن دون تحميل إرسلان مسؤولية ما تفهمه الأوساط السياسية من كلامه وما تذهب إليه من تحليل يُلقي الضوء على خطورة جريمة بيصور، فإن الكشف عن أن مسيرته المشتركة مع جنبلاط تتم برعاية الأمين العام لـ"حزب الله "السيّد حسن نصرالله، هو في غاية الأهمية على هذا المفترق الإقليمي "الإنقلابي"، حيث كرّست قمة دمشق الرباعية إعادة تموضع الرئيس السوري بشار الأسد في دائرة "المحور الأطلسي" الذي تمثله فرنسا وتركيا وقطر (موطن قاعدة عيديد الأميركية الضخمة).

وبهذا المعنى، يُصبح بديهيا أن تُناقش مسؤولية الجهات اللبنانية المحسوبة على المخابرات السورية في الضلوع بهذه الجريمة، من خلال محاولة تفكيك الشيفرة التي تتضمنها هذه الرسالة الدموية.

بداية، من هو الشهيد صالح فرحان العريضي؟

تقاطع الوصف السياسي الذي قدّمه الحزب الديموقراطي اللبناني مع الوصف الذي سارع الحزب التقدمي الإشتراكي الى تقديمه، بحيث بدا واضحا أن "العريضي الإرسلاني" لعب دورا رائدا الى جانب "العريضي الجنبلاطي" في إرساء التلاقي مجددا.

وهذا التوصيف المشترك يُتيح فهم الخلفية التي دفعت جميع العارفين ببواطن الأمور الى اعتبار استهداف "العريضي الإرسلاني" هو إستهداف لوحدة الجبل التي تجلّت، في أيار الماضي، ميدانيا قبل أن تعود فتتكرّس سياسيا، على مستوى رمزَي الثنائية الدرزية التاريخية.

وبما أن إرسلان، وهو الأدرى، جزم في رد فعله الأوّلي الذي تميز بشفافية عالية واكب حرقة عميقة، بأنّ العريضي يمكن اعتباره "شهيد المقاومة"، فهذا يعني أنه يحسم سلبا مسألتين، أولاهما إستبعاد البعد الشخصي للجريمة (وهذا ما تُرجحه بصمات الإغتيال التي تشبه بصمات اغتيال كل من الشهيدين سمير قصير وجورج حاوي) وثانيهما النفي القاطع لوجود أي دور لـ"حزب الله" على خلفية الشائعات التي كانت قد ربطت بين خسائر نوعية تكبدها الحزب، في "غزوة الجبل"، وبين "خيانة" تعرّض لها من "مجموعة إرسلانية".

أكثر من ذلك، فإن إرسلان الذي ينتمي الى الفريق المناهض للقرار 1559، لم يُسارع الى اتهام إسرائيل بارتكاب الجريمة، كما أن "حزب الله"، وإن لفت الى أن الجريمة تخدم إسرائيل، إلا أنه لم يقل إنّها هي الجانية.

وعلى هذا الأساس، يُمكن طرح السؤال عن الجهة المتضررة من "وحدة الجبل"؟

يُروى أنه في أثناء الزيارة التي قام بها إرسلان على رأس وفد من الحزب الديموقراطي اللبناني لدمشق حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد، سئل الأسد عن إمكان إعادة العلاقة بينه وبين جنبلاط فأجاب: "بعد بكير، بعد بكير".

وعلى الرغم من هذا الحسم الأسدي، عاد إرسلان الى لبنان وصعد مع جنبلاط الى مصالحة الخلوات في حاصبيا، حيث قال كلاما كبيرا بحق "مفتنين" ودخيلين "ومدسوسين".

ثمة من فهم فورا أنه هو المقصود بهذا الكلام، فرد على إرسلان بشتائم مباشرة واصفا إياه بالفاشل الذي يتصرف كما لو انه نائب في اللقاء الديموقراطي. يومها تقصد صاحب هذا الرد أن يُبلغ متلقي تصريحه أنه موجود في سوريا.

ومنذ التقارب الحاصل بين جنبلاط وإرسلان، في عزّ "غزوة الجبل" كان الشخص المعني بهجوم إرسلان مدركا أن الثنائي التاريخي يريد "وأده"، فتدخل لدى "حزب الله"الذي أبلغه أنه لن يقف ضد إرسلان معه، كما أنه لن يقف مع إرسلان ضده.

ووصل سيناريو الشكوك بتأثير الدور الذي يلعبه إرسلان على قلب المشهد الإنتخابي في أيار المقبل، الى العماد ميشال عون، الذي حاول أن يُطوّق أي تحالف على حسابه في بعبدا، بالمزايدة على الجميع في موضوع الوقوف الحاسم الى جانب "حزب الله"، فكان قرار القيام بجولة جنوبية تتضمن زيارة لضريح عماد مغنية.

وبطبيعة الحال، رفع المتضررون من هذا التقارب بين جنبلاط وإرسلان الى دمشق السيناريو المرتقب لما يستسهلون وصفه بـ"الخيانة التي يُمهّد لها إرسلان"، ولعلّ هذا السيناريو بالذات هو الذي كان وراء دعوة إرسلان وحزبه الى لقاء مع الأسد ليسمعوا عبارة "بعد بكير"، وليُصار بعده في مواقع المخابرات السورية الى نشر مقالات تتضمن هجومات ضد "الخائن" وليد جنبلاط، من دون مناسبة.

وكان هذا المستهدف بكلام إرسلان في خلوات حاصبيا، قد شنّ هجوما عنيفا على إرسلان، غداة بدء المصالحة مع جنبلاط، متهما إياه بأنه رمي "طوق النجاة" لهذا "العميل"، طمعا بمقعد نيابي، في حين كان المطلوب التقيد بالأجندة التي تفرض على جنبلاط تسليم القيادة الى بكره تيمور.

المقابلة أجراها على موقع مرتبط بالمخابرات السورية أحد الوجوه المعروفة بأنها من الجهاز العامل في ما يُصطلح على تسميته بفرع الدعاية في هذه المخابرات.

ومعروف في أوساط إرسلان كما في أوساط المتحركين على خط بيروت دمشق أنّ المخابرات السورية، ومنذ أمد طويل غير مُعجبة بإرسلان، لأنه في اعتقادها يريد أن يواجه خصومه، مراعيا معادلات سياسية، تأخذ في الإعتبار مصالح "عشيرته"، في حين أن المطلوب منه المواجهة الشاملة، لتوفير المصلحة السورية الملحة.

وعلى هذا الأساس، تمّ "إيجاد" وئام وهّاب الذي لا يملك بالأساس شيئا ليخسره، وطالما فهم المخضرمون السياسيون "إيجاد" وهّاب على أنّه تحدّ حقيقي لإرسلان وليس لجنبلاط، لأن وهّاب، في حال نجح، سيأكل من صحن إرسلان، فقط.

ومنذ الإنسحاب السوري من لبنان، تلقى إرسلان رسائل سورية كثيرة تلومه على أدائه الناعم"، فكان بين الفينة والأخرى، وبملفات تخص "حزب الله"، يخرج الى تصعيد لفظي.

ولكن الرئيس السوري ترك الأمور تأخذ أبعادها، على اعتبار أنّ "حزب الله" يضبط الأمور بكفاءة عالية جدا... إلى أن حصل الإنقلاب في سوريا.

وثمة من يجزم بأنّ ما كان صالحا قبل القمة الرباعية في دمشق، لم يعد صالحا لما قبلها، وما كان يُعتبر تكاملا بين "حزب الله" والنظام السوري أصبح تحالفا حذرا، وما كانت حارة حريك تتبادله مع دمشق، من دون قيد أو شرط أصبح لزاما أن يمر على خط حارة ­حريك إيران، فإيران ـ سوريا.

القمة الرباعية غيّرت كل شيء.الأسد لم يعد يريد أن يكون ورقة في يد إيران. قرّر أن يكون حليفا من موقع المعادلة المستقلة. إيران تخشى على اوراقها "الهاربة" أو "العاجزة"... ولم تتبق لها سوى الورقة اللبنانية التي، لولاها، لم يكن لدى الأسد بدوره ما يبيعه لتجميع ثمن الصفقة الكبرى المنتظرة.

في هذه اللحظة بالذات، كان لا بد من دوي انفجار كبير يضرب دارة خلده وشبيهاتها في الشمال وبيروت والبقاع الغربي وجبل لبنان حيث قصر بعبدا حيث وساكنه "صاحب العقيدة الندية"، الذي حدّد موعدا لطاولة الحوار الوطني سبق لبشار الأسد، وهو في باريس، أن قال بغيره (أعاد وهّاب، أمس من منزل النموذج الرئاسي السوري المنقرض أميل لحود الذي يُقاطع قصر بعبدا، التذكير بأن الموعد الذي حدّده سليمان للحوار غير مناسب).

ثمة من يُشبّه اغتيال العريضي اليوم، بمحاولة إغتيال الوزير الياس المر في تموز 2005. كان مطلوبا آنذاك "حذف" الصوت "غير السوري" من القصر الجمهوري اللبناني، وتذكير أميل لحود الذي "تراخى" لمصلحة قوى 14 آذار، أنّك من سوريا والى سوريا تعود، وإلا...

وثمة من يذهب الى أبعد من ذلك قليلا، إلى أوّل تشرين أول 2004، ويُشبه طلال إرسلان بوليد جنبلاط وحسن نصرالله برفيق الحريري وصالح العريضي بمروان حماده.

وعلى هذا الأساس، ثمة من يستنتج : محق هو طلال إرسلان بقوله إن معرفة قاتل العريضي فيها خلاص لجميع اللبنانيين. خلاص من تطويع يخدم قرارات الفتنة. خلاص من تمرد على الفتنة يوصل الى...الموت.

في جلسة تعود الى أشهر عدة خلت، قال رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، وكان الحديث يتمحور حول المحكمة الدولية، إن هذه المحكمة ليست في خدمة قوى الرابع عشر من آذار، بل هي في خدمة كل من يُصبح أكثرية في لبنان، لأن النظام السوري الذي يقتلنا اليوم حتى نرضخ سوف يقتل حلفاءه في الغد، إن أصبحوا أكثرية، حتى يسلموه كل شيء.

على أي حال، الدماء التي سقطت في بيصور، ليست سوى بداية لدماء كثيرة من الفئة نفسها، لأنّ ثمة إشارة عاجلة تفيد بأن المنازلة الإيرانية ـ السورية على ملف لبنان انطلقت.

ولهذا السبب بالتحديد، أصاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حين استعجل الحوار الوطني، لأن تفاهم اللبنانيين وحده يحمي من غدرات الزمن التي تجعل الكثيرين تائهين لمعرفة اللحظة التي تكون فيها إسرائيل سورية، وتلك التي تكون فيها سوريا إسرائيلية.