المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 13 ايلول/2008

نجيل القدّيس مرقس .40-35:12

وتَكَّلمَ يسوعُ وهو يُعَلِّمُ في الهَيكَلِ قال: كَيفَ يقولُ الكَتَبَةُ إِنَّ المَسيحَ هو ابنُ داود؟ وداودُ نَفْسُه قالَ بِوَحيٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس: قالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيك. فداودُ نَفْسُه يَدعوهُ رَبّاً، فكَيفَ يكونُ ابنَه؟ وكانَ مِنَ النَّاسِ جَمعٌ كثيرٌ يُصغي إِلَيه مَسْروراً. وقالَ في تَعليمِه: إِيَّاكُم والكَتَبَة، فإِنَّهم يُحِبُّونَ المَشْيَ بِالجُبَب، وتلَقِّيَ التَّحِيَّاتِ في السَّاحات وصُدورَ المجَالِسِ في المَجامِع، والمَقاعِدَ الأُولى في المَآدِب. يأكُلونَ بُيوتَ الأَرامِل، وهم يُظهِرونَ أَنَّهُم يُطيلونَ الصَّلاة. هؤلاءِ سيَنالُهُمُ العِقابُ الأَشَدّ.

 

القدّيس كيرِلُّس الأورشليمي (313-350)، أسقف أورشليم وملفان الكنيسة

التعليم المسيحي العمادي/"وعلى رِدائه وعلى فَخذِه إسمٌ مَكتوب: مَلِكُ المُلوكِ ورَبُّ الأرباب" (رؤ19: 16)

إن أراد أحد أن يكرّم الله، فليَسجدْ أمام ابنه. خلافًا لذلك، لا يقبل الآب أن يُعبَد. من أعالي السماوات، أسمعَنا الآب هذه الكلمات: "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رَضيتُ". إنّ الآب رضِيَ عن الإبن... الذي دُعِيَ "الربّ" (لو2: 11)، لا اعتباطيًّا مثل أسياد الأرض، بل لأنّ السيادة هي طبيعيًّا ملك له منذ الأزل.

لقد بقي كما هو، وحافظ على مجد بنوّته الأزليّ؛ ومع ذلك، تكيّف مع ضعفنا، مثل طبيب ماهر ومعلّم رحوم. قام بذلك مع أنّه كان ربًّا حقيقيًّا، ومع أنّ سلطته لم تكن نتيجة ترقية، لكنّ مجد السيادة كان له بالطبيعة. لم يكن سيّدًا على طريقتنا، بل كان ربًّا في الحقيقة، مُمارسًا السيادة على مخلوقاته برضى من الآب. في الواقع، نحن نسيطر على البشر الذين هم مساوون لنا في الكرامة كما في الألم، حتّى أنّنا نسيطر أحيانًا على مَن هم أكبر منّا. أمّا مع ربّنا يسوع المسيح، فإنّ السيادة ليست على هذا النحو: فهو أوّلاً خالق، ثمّ ربّ. خلقَ كلّ شيء حسب مشيئة الآب، ثمّ مارسَ سيادته على ما ليس كائنًا إلاّ به.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 12 ايلول 2008

الشرق

سياسي بارز اعرب عن خشيته من مخطط اشعال الخلافات المذهبية الى حد الهاء كل طائفة بمشاكلها وبأمنها الذاتي بعدما اثبتت الدولة عدم قدرتها على توفير الامن للجميع؟!

حزبيون استغربوا تجاهل الاشارة الى اتصالهم بشخصيات رسمية وحزبية تأثرت بما حدث في بيصور فيما كان تركيز على الاشارة الى اتصال خصومهم؟!

إدارات عامة بدأت تتحدث عن مناقلات محسومة جراء حصول شواغر في وظائفها لا تتناسب مع "الكوتا الطائفية"!

السفير

اعتقلت القوات الروسية لدى دخولها جورجيا عدداً من الضباط العرب، ما اضطر زعيم بلدهم إلى زيارة موسكو لمعالجة هذا الموضوع.

قال أحد الوزراء أمام زواره إنه يخشى من ضغوط اقتصادية بدأت تمارس على لبنان بشكل غير مباشر من الأقربين العرب.

توقعت أوساط مسؤولة حصول خطوة جديدة في ملف الضباط الأربعة الموقوفين في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

النهار

تقرر وضع آلية لتعيينات الفئة الاولى قد تشمل نواب حاكم مصرف لبنان اذا لم يتم التوصل الى اتفاق في شأنهم.

تتوقع اوساط سياسية ان يعود "حزب الطاشناق" في الانتخابات النيابية المقبلة "حزب الدولة" كما كان في الماضي.

يعتقد مسؤول سابق ان المصالحات التي تحققت حتى الآن بسعي من رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري قد لا تدوم وتصمد اذا لم تحظ بغطاء عربي ودولي.

المستقبل

عُلم ان دمشق حاولت إجراء تعديلات كبيرة على البيان الختامي للجامعة العربية، في ما يتصل بلبنان خصوصاً لناحيتي المحكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتهريب السلاح عبر الحدود.

تتوقع أوساط غربية ان يصدر مجلس الامن في وقت قريب بياناً داعماً للحوار في لبنان، قد يكون توقيته على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.

تشير أوساط في الامم المتحدة الى أن مجلس الامن قد يناقش هذا الشهر تقرير لجنة الحدود اللبنانية ـ السورية على الرغم من عدم إدراج ذلك في جدول أعمال المجلس.

اللواء

زارت قيادات شاركت في توقيع وثيقة طرابلس دمشق لوضعها في حيثيات المصالحة الشمالية·

تساءلت أوساط ذات تأثير في الأكثرية عن أبعاد الغمز المتواصل تجاه عدد من أطرافها من قبل رئيس تكتل بارز في صفوفها!·

لا تزال ملابسات التوزير في الحكومة الحالية تترك انعكاساتها السياسية على علاقات قوى حليفة، من المرجح أن تظهر خلافات في الانتخابات النيابية المقبلة·

 

العماد قهوجي تفقد الالوية المنتشرة في الجنوب والتقى غراتسيانو: انتشارالجيش على الحدود لن يثنيه عن الاضطلاع بدوره الامني في الداخل

لمزيد من الجهوزية للتصدي لاي اعتداء فلا شيء يعلو على سيادة الوطن

وطنية- 12/9/2009 (سياسة) تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل ظهر اليوم، الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الجنوبية, وافاد بيان صادر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه,ان العماد قهوجي استهل زيارته بلقاء قائد قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو وعدد من كبار الضباط في مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة، ثم قام بوضع أكاليل من الزهر على نصب شهداء القوات الدولية البالغ عددهم مئتين وأربعة وسبعين شهيدا اعتبارا من العام 1978 وحتى تاريخه.

بعدها توجه الى بلدة رميش ووضع إكليلا من الزهر على ضريح اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، ثم جال على المراكز التابعة للجيش في منطقتي بنت جبيل ومرجعيون وصولا الى مجرى نهر الوزاني، حيث اطلع على التدابير الميدانية المتخذة، واجتمع الى الضباط والعسكريين وأعطى توجيهاته اللازمة.

واشار العماد قهوجي الى أنه خص منطقة الجنوب بجولته العملانية الأولى، إنطلاقا من أن المهمة الأساسية للجيش هي الدفاع عن حدود الوطن.

أضاف: "ان هذه المنطقة التي طالما كانت بوابة القلق ومدخل الرياح الى الداخل، أصبحت اليوم بفضل صمود أبنائها وتشبثهم بأرضهم، وبفضل تضحيات الشعب اللبناني وجيشه ومقاومته، عصية على الأطماع والاعتداءات الاسرائيلية، وتنعم بحالة مميزة من الهدوء والاستقرار، الأمر الذي يدل بشكل قاطع على وعي الجنوبيين واحتضانهم لجيشهم، الذي بدوره يسهر على حمايتهم وضمان أمنهم، بالتعاون الوثيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، تنفيذا للقرار 1701، إضافة الى مؤازرتهم في إطلاق عجلة النهوض والانماء في المنطقة على مختلف الصعد".

ولفت العماد قهوجي الى أن انتشار الجيش على الحدود، "لن يثنيه إطلاقا عن الاضطلاع بدوره الأمني في الداخل على أكمل وجه"، مشددا على "أهمية وأد الفتن في مهدها، وتحصين وحدة الصف الداخلي لمواجهة مخططات العدو الاسرائيلي"، مثنيا في هذا الاطار على "الجهود الخيرة التي تقوم بها المرجعيات السياسية والروحية لرأب الصدع، وإرساء أجواء المصالحة بين الجميع"، مؤكدا في الوقت عينه، على "عدم السماح لأي كان الاخلال بالاستقرار، وتعريض مسيرة السلم الأهلي للخطر تحت أي ظرف أو شعار، فالأمن هو حق مقدس لكل مواطن، ومن دونه لا يستقيم بناء ولا يزدهر اقتصاد، ولا تؤمن حرية أو ديموقراطية".

وحول مسيرة تطوير المؤسسة العسكرية، أكد العماد قهوجي أنه "لن يدخر جهدا في سبيل تعزيز قدرات الجيش عديدا وعتادا وتدريبا، الى جانب العمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية للعسكريين، وصولا الى المستوى المنشود الذي يلبي طموحاتهم، ويمكنهم من موادهة مختلف المخاطر والتحديات المحدقة بالبلاد".

وختم العماد قائد الجيش، منوها بجهود العسكريين، داعيا إياهم الى "مزيد من اليقظة والجهوزية للتصدي لأي اعتداء اسرائيلي محتمل، بكل الامكانيات المتوافرة ومهما بلغت التضحيات، فلا شيء يعلو على سيادة الوطن وسلامة الشعب".

 

بحث الاوضاع مع معوض وعدوان والتقى محفوض

صفير ابدى اسفه لتجدد موجة الاغتيالات ورحّب بدعوة رئيس الجمهورية السياسيين الى طاولة الحوار

المركزية - ابدى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير أسفه امام زواره لتجدد موجة الاغتيالات، معلنا ترحيبه بدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان السياسيين الى العودة لطاولة الحوار. استقبل البطريرك صفير نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية النائب جورج عدوان وعرض معه المستجدات على الساحة اللبنانية الداخلية. بعد اللقاء الذي استمر نصف ساعة اوضح عدوان ان اللقاء مع غبطته تناول السباق الذي يجري في لبنان بين ارادة بناء الدولة، والخير، والحوار والتفاهم، وأيادي الشر التي تحاول في كل مرة يتأمل بها اللبنانيين بأيام جيدة، ان تعيدنا الى الوراء.

اضاف: نحن كلبنانيين مصممون على اكمال مسيرة المصالحات والحوار وبناء السلم الاهلي، والتعاون مع رئيس الجمهورية ودعمه في مسيرته والمؤسسات الدستورية كي تقوم بدورها كاملا في اعادة بناء الدولة. وأبدى عدوان ارتياحه "للتعيينات التي تمت في المؤسسات وخاصة في المؤسسات الامنية"، لأننا في كل مرة "ندعم الدولة ونعطيها امكانات كل ما كان باستطاعتها التصدي لكل هذه المحاولات وضرب يد الشر".

وكرر عدوان "التصميم على المضي قدما في الحوار وفي المصالحات ومد اليد للآخر".

* هل صحيح ما نقل عن الدكتور سمير جعجع من انه لم يكن مرحبا بقائد الجيش الجديد؟

- هذا الكلام ليس صحيحا، فبالنسبة الى القوات اللبنانية وتحديدا لرئيس الهيئة التنفيذية، نرحب بكل التعيينات التي جرت سواء على مستوى قائد الجيش او على مستوى مدير المخابرات، وفي النتيجة هذه التعيينات هي خطوة لإعادة بناء هذه المؤسسات وتفعيلها. ونحن كقوات لبنانية ندعم كل خطوة "تمشي" في اتجاه المؤسسات خصوصا الامنية، ندعمها كليا لأن القوات اللبنانية تسير بخيار الدولة وهذا يعزز هذا الخيار.

* الم يحن الوقت للمصالحة المسيحية - المسيحية؟

- كل وقت هو للمصالحة المسيحية - المسيحية وكل دقيقة هي للمصالحة المسيحية - المسيحية واللبنانية - اللبنانية. نحن على استعداد كلي وفي اية لحظة ومع اي فريق كان كي تكون العلاقة جيدة، الاختلاف السياسي امر مشروع وطبيعي، فلكل منا رأيه وقد يختلف مع رأي الآخر، وهذا لا يحتم اطلاقا كما لا يجب ان يؤدي الى تشنجات. فالقوات اللبنانية على استعداد دائم وفي كل لحظة للقيام بأي خطوة في هذا الاتجاه.

وعما اذا كان النائب وليد جنبلاط تخلى عنه في الانتخابات النيابية المقبلة في الجبل قال: العلاقة بين الاستاذ وليد جنبلاط والقوات اللبنانية علاقة قائمة على التحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات في اطار تحالف 14 اذار وهذا التحالف، اي تحالف 14 اذار والذي من خلاله نخوض كل الاوضاع السياسية هو الذي يحكم العلاقات بين الافرقاء. وطالما 14 اذار قائمة، وطالما هذا التحالف قائم، وهو قائم، فهو الذي يضبط العلاقات بين الافرقاء. لأن العلاقة هي بين المؤسسات وليست بين اشخاص.. والعلاقة في الشوف هي جزء من التحالف القائم بين الحزب الاشتراكي وتيار المستقبل والقوات اللبنانية، هذه العلاقة هي التي تقرر مصير الامور، وأعتقد انها واضحة جدا ومتينة جدا ومتفاهم عليها.

وعن موضوع المعتقلين في السجون السورية واللائحة التي بعثت بها سوريا والمختلفة عن التي لدى لبنان، قال عدوان: هذا الموضوع يتابعه فخامة الرئيس شخصيا، وأنا متأكد جدا انه يتابعه بكل جدية، ولدينا كل الثقة به، وهذا الملف تحديدا - ملف المعتقلين - سيشهد في الاسابيع المقبلة توضيحا من فخامة الرئيس المقرر متابعته حتى النهاية.

معوض: وظهرا، استقبل البطريرك صفير النائب نايلة معوض التي استبقاها الى مائدة الغداء، وعرض معها للتطورات لا سيما ما جرى في بيصور والجريمة التي اودت بحياة القيادي صالح العريضي.

وبعد اللقاء، اثنت معوض على مبادرة رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري التصالحية التي حصلت في الشمال والبقاع، واعتبرت ان جريمة بيصور جاءت ردا على جو المصالحة على صعيد الوطن، وفي وجه مبادرة رئيس الجمهورية الداعية الى الحوار الوطني، وفي وجه الوضع التفاؤلي الذي بدأ مع انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

واشارت معوض الى ان هذه الجريمة تدفعنا الى التساؤل والقلق حول كل المواضيع.

وأكدت معوض ان قوى الرابع عشر من اذار مع الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وديموقراطيته والحريات فيه، لافتة الى ان كل هذا لا يتحقق ان لم يكن هناك سلم اهلي في لبنان. ورأت معوض ان الاحداث المتنقلة في لبنان بدءا من 7 ايار حتى اليوم لا تساعد في تحقيق طموحات الوطن، آملة في ان لا تكون ذيول حادثة بيصور خطرة على السلم الاهلي في البلد.

محفوض: وكان صفير استقبل عضو قوى 14 اذار رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض الذي تمنى ان يتوحد المسيحيون كما توحد الدروز في ما بينهم بعد حادثة بيصور بالامس حيث رأى فيها صورة نموذجية ومثالية تجلت في الجبل بين القطبين الدرزيين.

وأمل محفوض في أن ينسحب هذا الامر على الداخل المسيحي، ووجد فيما جرى ما يؤكد ان عملية استهداف بعض القيادات والشخصيات لا تزال مستمرة، وستكون في وتيرة متصاعدة حتى الوصول الى الانتخابات النيابية. اضاف: هناك كثيرون اتهموا اسرائيل بالجريمة، لكن هذا الامر لا يبعد الشبهة عن الآخرين، لأنا تعودنا دائما توجيه اصابع الاتهام الى مصدر واحد ومرجع واحد. ودعا محفوض للبحث عمَّن له مصلحة والمتضرر من التقارب الذي حدث في الجبل على مستوى القطبين الدرزيين. وعن الحوار في القصر الجمهوري، رأى محفوض انه بداية جيدة لكي يستعيد فخامة الرئيس ميشال سليمان وتحديدا رئيس الجمهورية زمام المبادرة على مستوى الوطن. وتمنى محفوض ان يصدر قرار رسمي او غير رسمي، وتعميمه الى وسائل الاعلام لعدم استعمال عبارة الرؤساء الثلاثة، انما القول رئيس الجمهورية عندما نتحدث عن فخامة الرئيس، ورئيس المجلس النيابي عندما نتحدث عن رئيس المجلس، ورئيس الحكومة عن رئيس الوزراء. واستدرك محفوض قائلا: صحيح ان الامر شكلي الا انه مهم جدا. اذا اردنا استعادة هيبة رئاسة الجمهورية علينا البدء من هنا.

ومن زوار البطرير صفير ايضا النائب والوزير السابق الياس الخازن.

 

جنبلاط: جريدة "الأخبار" خرقت الأمانة الصحفية

موقع 14 آذار/أدلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بتصريح قال فيه: "نقلت جريدة "الأخبار" في عددها الصادر صباح الخميس 11 أيلول 2008 مقتطفات من دردشة ونقاش جرى بيني وبين صحافيين تابعين لهذه المؤسسة، وكان الإتفاق المسبق يقضي بعدم نقل وقائع النقاش بما يتطابق مع الأعراف المهنية. إلا ان الجريدة، ولأسباب تتلائم مع سياستها، فضّلت نشر أجزاء من الحديث، خارقة بذلك الأمانة الصحفية، وقد اعترفت بذلك في معرض ردّها على التوضيح الذي أصدره الحزب".

وتابع جنبلاط: "انني، في هذا الصدد، اذ اعتبر ان بعض الملاحظات التي نُشرت حول الشيخ سعد الحريري وفريق عمله بمثابة اساءة وربما تجريح، فإنني أتطلع لأن يبدد هذا التوضيح اية اساءة او سوء فهم لتبقى العلاقة الشخصية والسياسية والتاريخية مع تيار "المستقبل" والشيخ سعد الحريري، علاقة ثابتة وراسخة وعميقة".

وختم: "غني عن القول انّ لا علاقة مباشرة لي مع فريق العمل الذي يعاون الشيخ سعد ويرتاح اليه، فهذا يعود لقراره وانا احترم كل الذين يساهمون في انجاح مسيرة تيار "المستقبل" الذي يبقى من المداميك الاساسية في هذا الوطن".

 

الاجواء الوفاقية والمصالحات أحبطـت مضمون الرسالة الامنية للجبل

حوار الثلثاء جديد في شكلـه السياسي ورئاسته وادارته

الغالبية تثير مصيـر القرارات السابقة وتفضّل مشاركة نصرالله

المركزية - لم تفلح الرسالة الامنية الموجهة الى اهالي الجبل وقادته خصوصا واللبنانيين عموما في تخفيف اهدافها ومراميها لا بل وعلى الرغم من قساوتها ودماوتها بفعل استشهاد القيادي في الحزب الديموقراطي اللبناني صالح العريضي فإنها صبت في اتجاه تعزيز الوحدة والمصالحة والتمسك بالجهود المبذولة من اجل الوفاق، بحيث شكلت مناسبة التشييع الوطني للعريضي اليوم عنصر مناعة في وجه المراهنين على الفتنة وتحريك العصبيات السياسية من خلال وحدة الموقف والتأكيد على انكشاف اللعبة ووجوب مواجهتها بالكلمة الواحدة وتعميم المصالحات وصولا الى المصالحة الوطنية الشاملة.

اسباب الاخفاق: وعزت اوساط سياسية مطلعة اسباب اخفاق المجرمين في تحقيق غاياتهم الدنيئة الى جملة اعتبارات تأتي في طليعتها الصحوة الوطنية لدى القادة والمسؤولين التي رفعت مصلحة الوطن فوق اجندات العمل الخاصة والمصالح الفئوية، واجواء التفاؤل التي عمّت البلاد في ضوء المصالحات. اذ انه وعلى الرغم من فظاعة الجريمة فإن المساعي الوفاقية لم تتأثر بحيث تابع رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري زيارته البقاعية الهادفة الى تكريس المصالحة بين ابناء البلدات التي شهدت جولات عنف في الآونة الاخيرة واجرى لقاءات مع نواب وفاعليات المنطقة لتعزيز اواصر العلاقات وقطع الطريق على مشاريع الفتنة المتنقلة، كما ان اصواتا علت في اكثر من اتجاه طالبت بتعميم المصالحات على المناطق كافة وخصوصا في العاصمة بيروت.

ترسيخ الوفاق: ورأت الاوساط ان ابلغ دليل على الاخفاق تجلى في ترسيخ الوفاق في الجبل عبر اجتماع قادته من مختلف الانتماءات السياسية في تشييع العريضي وتأكيدهم على الوحدة ونبذ العصبيات ردا على الرسالة الامنية الدموية.

الرد بالحوار: وفي السياق نفسه، ادرجت الاوساط استكمال العمل وورشة التحضير لطاولة الحوار مطلع الاسبوع المقبل في خانة الرد المناسب على العابثين بالامن والمتضررين من الوفاق والاستقرار. واكدت ان الحوار المرتقب يرتدي هذه المرة طابعا جديدا سواء من حيث هندسة الطاولة او شكلها السياسي او رعايتها. فالاقطاب المتحاورون لن يجلسوا الى طاولة مستديرة بل مستطيلة كطاولة مجلس الوزراء يرأسها رئيس الجمهورية ويدير الحوار بين الاطراف من الجهتين بوصفه حكما وراعيا لا كما حصل في السابق حين ادارها بري وكان طرفا في النزاع في ظل تجاهل دور رئيس الجمهورية آنذاك العماد اميل لحود.

تعزيز الرئاسة: ورأت الاوساط ان الرئيس سليمان ومن خلال ترؤسه طاولة الحوار فإنه يعزز موقع الرئاسة الاولى ويحصنه بعدما كان فقد بعضا من هيبته في المرحلة الماضية وهو بذلك يثبت دوره كرئيس للحوار وراع أساسي له يعمل على تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية وصولا الى صيغة توافقية شاملة بعدما حسم موضوع المشاركة بالأقطاب ال 14 من خلال توجيه الدعوات إليهم واستئناف البحث من حيث توقف عند نقطة الاستراتيجية الدفاعية وعدم توسيع جدول الأعمال حرصا على عدم تحويل الحوار الى مكان بديل لمؤسسات الدولة.

وكان أجرى جملة اتصالات خارجية شملت الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس السوري بشار الاسد حيث وضعهم في اجواء خطوة الحوار تعزيزا للاستقرار وانطلاقا من مقررات مؤتمر الدوحة.

مصير القرارات السابقة: وفي هذا السياق، اوضحت مصادر في الغالبية لـ"المركزية" ان قادة 14 آذار الملتزمين اتفاق الدوحة حرفيا سينطلقون من اثارة نقطة مصير القرارات المتخذة في السابق والتي لم تبصر النور حتى الساعة على الرغم من الاجماع بشأنها. واشارت الى وجوب مشاركة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله شخصيا في الحوار على الرغم من المخاطر الامنية المحدقة به وبالقادة الآخرين الا انها رأت ان موضوع البحث الاساس اي الاستراتيجية الدفاعية يتطلب مشاركته شخصيا باعتبار المعني الاول بالامر اضافة الى ان حضوره من شأنه ان يكسر الجليد القائم في العلاقات مع بعض الافرقاء خصوصا بعد احداث 7 ايار بحيث تشكل طاولة الحوار مناسبة للقاء الذي طال انتظاره بين نصرالله والحريري فتتحول طاولة الحوار الى طاولة مصالحات تضع حدا لمرحلة النزاع وتداعياته.

 

سليمان استقبل نائب الامين العام للامم المتحدة وابو جمرا والهاشم

المركزية - اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان قمة دمشق كانت جيدة خصوصا وانها جاءت بعد فترة تأزم، وهدفت الى إعادة إطلاق علاقات جيدة على قاعدة الصراحة في المحادثات بين الطرفين. واوضح ان التوافق تم في القمة الاخيرة على مجموعة من القضايا، لافتا الى ان ذلك يستلزم جهدا وعملا دؤوباً ومتابعة من اجل بلوغ الحلول المرتجاة في جو من الصراحة والصدقية التي من شأنها تعزيز العلاقات. كلام الرئيس سليمان جاء في خلال استقباله في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم نائب الامين العام للامم المتحدة السيدة اشاروز ميجيرو مع وفد ضم وكيل الامين العام للامم المتحدة والامين التنفيذي لـ "الاسكوا" السيد بدر الدفع، ورئيسة دائرة آسيا والمحيط الهادئ في ادارة الشؤون السياسية السيدة ليزا بو تنهايم والمسؤول في مكتب الامين العام السيد توفاكو ماذونجي والمسؤولة في المكتب ايضا السيدة بريجيت الفريس - ريفيرو والمسؤول الاعلامي في "الاسكوا" نبيل ابو ضرغم.

ونقلت ميجيرو الى الرئيس سليمان تهانئ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بانتخابه رئيسا توافقيا للجمهورية وبالخطوات التي تمت لغاية الآن كتشكيل الحكومة وإقرار البيان الوزاري والاستعدادات الجارية لإطلاق طاولة الحوار الوطني مطلع الاسبوع المقبل. ونقلت كذلك ارتياح الامين العام للمحادثات الرئاسية اللبنانية - السورية والتفاهم على قيام سفارات بين البلدين، وسائر القضايا المطروحة والعالقة بينهما. ووضعت ميجيرو رئيس الجمهورية في اجواء مؤتمر تستضيفه "الاسكوا" في بيروت وتشارك فيه كل مكاتب المنظمة الدولية في المنطقة من اجل التنسيق بين الدول العربية والامم المتحدة للبحث والنقاش في المشكلات المشتركة ولا سيما منها تلك ذات الطابع التنموي. واستقبل الرئيس سليمان نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرا فالوزير السابق جوزف الهاشم، ثم النائب السابق انطوان حداد وعرض مع كل منهم للاوضاع الراهنة.

 

 السنيورة : عنوان الحوار الثلثاء هـو الاستراتيجية الدفاعية والمتحاورون أسياد أنفسهم وعلى ضوء المناقشة يتقرر جدول الاعمال

المركزية - أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن عنوان الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الثلثاء المقبل هو الإستراتيجية الدفاعية، وهذا الموضوع لم تتناوله جلسات الحوار الماضية، وقال: "كما مجلس النواب سيد نفسه، فالمتحاورون هم أسياد أنفسهم ويقررون ما يريدون، وعلى ضوء المناقشة يتقرر جدول أعمال الجلسات". كلام الرئيس السنيورة جاء في دردشة مع الصحافيين عقب أدائه صلاة الجمعة فقال عن استشهاد الشيخ صالح العريضي: "إن شاء الله يكون مثواه الجنة فهو شهيد سقط ومشهود له بما فعله من أعمال طيبة لتحقيق التقارب والمصالحة،ونأمل أن يكون دمه فداءا لوحدة متجددة ومعزِزة للبنانيين، وإن تكون هذه الحادثة بمثابة دماء قربان لمزيد من الوحدة بين اللبنانيين لأن مستوى الوعي بينهم وبين القيادات هو أعلى، وأنا على قناعة بان هذه المحاولات لن تجدي ولن تنفع ولن تؤثر باللبنانيين". وردا على سؤال عن الحريات الإعلامية قال: "موقفي الدائم هو إنني مع الحريات، وأن لا تمس لا من قريب أو بعيد، وعلى بعض المؤسسات أن تكون حريصة ومتنبهة إلى ما يمكن أن تجره بعض العبارات والتحاليل، فهذه مسؤولية من قبل المؤسسة ونؤكد على حرصنا الكبير على الحريات،لان هذا ما يميز لبنان". استقبالات: كذلك استقبل الرئيس السنيورة بعد ظهر اليوم في السراي الكبير نائبة الأمين العام للأمم المتحدة آشا روز ميجيرو في حضور وكيل الأمين العام التنفيذي للاسكوا عمر بدر الدفع.

بعد الاجتماع الذي دام ساعة كاملة، تحدثت ميجيرو فقالت: "لقد كانت لي اليوم لقاءات جيدة جدا مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري والآن مع الرئيس السنيورة، وقد ناقشت معهم جميعا الجهود التي تقوم بها الحكومة والقيادات مع الشعب اللبناني من أجل مواجهة التحديات المختلفة. فقبل انتخاب رئيس للجمهورية كانت هناك العديد من التحديات التي تم تخطيها بعد انتخاب الرئيس، كما ناقشنا العديد من المواضيع التنموية.

أنا هنا من أجل المشاركة في الاجتماع الثاني عشر لآلية الأمم المتحدة للتنسيق لتطبيق أهداف الألفية، ولا سيما التغيرات المناخية وارتفاع أسعار الغذاء والفيول، وتأثيرها على التنمية، وكانت لنا فرصة لمناقشة هذه المواضيع مع المسؤولين اللبنانيين. وقد أوضح لي الرئيس السنيورة الخطوات التي ستتخذها الحكومة من أجل تفعيل التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومن أجل إرساء الأمن في البلاد. ولقد نقلت إلى الرئيس السنيورة، كما للرئيسين سليمان وبري، تصميم الأمم المتحدة من أجل مساعدة لبنان في كل مجال ممكن ولا سيما في مجال إحلال السلام.

كما ناقشت مع مختلف المسؤولين تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بلبنان، ونحن سعداء للالتزام اللبناني بتطبيق هذه القرارات والجهود المبذولة من أجل بناء المؤسسات في البلاد لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة. والأمين العام للأمم المتحدة سعيد لهذا التطور وهو يجدد التزامه لمواصلة العمل مع الشعب اللبناني والحكومة والمسؤولين عبر نظام الأمم المتحدة من أجل مواجهة هذه التحديات. ونحن نأمل أن الشعب اللبناني بقيادة الرئيس سليمان وباقي المسؤولين سيستمرون في انتهاج الحوار الوطني من أجل ضمان عودة لبنان إلى السلام التام والسيادة والعودة إلى دوره كلاعب دولي".

وكان الرئيس السنيورة استقبل وفدا من مؤسسة التمويل الدولية(مجموعة البنك الدولي) برئاسة لورانس كارتر وجرى عرض للأوضاع المالية ولمشاريع المؤسسة في لبنان. والتقى النائب البطريركي للروم الكاثوليك ميشال أبرص والوزير يوسف تقلا في زيارة بروتوكولية.

 

لقاء اعلامي في مؤسسة سمير قصير استنكاراً للتهجم على الصحافة المكتوبة

كلمات رفضت العبـارات النابية وعرض فيلم لمواقف عون

المركزية - عقد لقاء تضامني ظهر اليوم في مقر مؤسسة سمير قصير في الأشرفية، بدعوة من مؤسسة حقوق الانسان والحق الإنساني، وذلك "استنكاراً للتهديدات الأخيرة التي تعرّضت لها بعض وسائل الإعلام المكتوبة والتي تمس بمبادئ حرية الفكر والتعبير".

مروة: بداية رحب الزميل مالك مروة بالحضور في مؤسسة سمير قصير "شهيد الكلمة الحرة وانتفاضة الاستقلال"، مشيراً إلى إطلاق مؤسسة "عيون سمير قصير" للدفاع عن الحريات الصحافية في العالم العربي في مطلع الشهر المقبل. وأوضح أن هذا اللقاء هو استنكار للتهديدات التي تعرّضت لها بعض وسائل الإعلام خصوصاً صحيفة "لوريان لو جور" و"المستقبل" واستهجان لاستعمال الإرهاب المعنوي والعنف الفكري ضد الصحافة والصحافيين واستعمال الكلمات النابية مما يعدّ تطاولا على الصحافة.

حقوق الإنسان: ثم كانت كلمة لرئيس مؤسسة حقوق الإنسان والحق الإنساني وائل خير، تحدث فيها عن الخلفية القانونية لحرية الصحافة وعن طبيعة الحقوق التي يصفها الإعلان العالمي وشرعة حقوق الإنسان وقال: "تصفها الديباجة بأنها حقوق أصيلة وثابتة: الحقوق الأصيلة تنبثق من أصل الإنسان وليس مضافة إليه من الخارج حتى من برلمان أو من سلطة. أما الحقوق الثابتة فتعني أنه لا يمكن تبديلها أو تغييرها أو تعليقها وتاليا القانون الوضعي يأتي بمنزلة غير منزلة حقوق الإنسان لأن السلطة وضعته لاعتبارات معينة أما حقوق الإنسان فهي أصيلة وثابتة.

وذكر بأن المادة 19 من شرعة حقوق الإنسان تنص على أن لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرة اعتناق الأفكار من دون تدخل واستقاء الأنباء وبثها في أي وسيلة دونما اعتبار للقيود. وقال: الحريات والحقوق لا تراتبية لها، لكن حق الإعلام له امتياز على الحقوق الباقية لأنه يقيدها ويؤثر عليها ويصحح الخطأ.

أضاف: "الإشكالية تكمن في التوازن بين الوسيلة الإعلامية والشخص الذي تتناوله، لأن هذا الشخص إمكاناته محدودة أما الوسيلة الإعلامية فتصل إلى الملايين".

وأوضح أن هذا التوازن يحققه القانون بإلزام الوسيلة الإعلامية في إدراج التصحيح، مشيراً إلى أن القانون اللبناني ليس حديثاً لأنه ينص على عقوبات جزائية بما فيها السجن أو التوقيف الموقت والدائم للوسيلة الإعلامية. أما في الأنظمة الديموقراطية، فينحصر العقاب بالتعويض المالي.

أضاف: خارج هاتين الحالتين، لا نجد مدعاة لمواقف تتضمن الشتائم والوعيد والتهديد، لأنها تناقض حقوق الإنسان.

الناحية النفسية: بعدها تحدث الدكتور شوقي عازوري فأوضح أنه لا يتكلم كطبيب نفسي لأنه سيحتاج عندها إلى وضع تشخيص، إنما سيتكلم كمحلل نفسي وشرح علاقة التحليل النفسي بالصحافة فقال: مَن يضطهد في الأنظمة الديكتاتورية هم الصحافيين والمحللين النفسيين. وذكّر بتجربة الديكتاتور بينوشيه مع الشعب التشيلي والتي كانت نتيجتها الخوف الدائم الذي خلق عند كل شخص تشيلي فأصبح تالياً يقوم برقابة ذاتية على نفسه ويمتنع عن الكلام خوفاً من العقاب. والديكتاتور في علاقته مع الإنسان لا يستخدم العنف الخارجي، انما يكتفي بالعنف الداخلي الذي يدفع الإنسان إلى وضع رقابة على ذاته.

ولفت إلى أن العنف على الصحافة له هدف وهو أن يتوصل الصحافي إلى القيام برقابة ذاتية على نفسه قبل أن يكتب أي مقال خوفاً من العقاب، مشيرا الى الخوف الذي يمكن أن يخلّفه الظالم في نفسية الشعب حتى لو توفي. وختم بالقول: إن المحلل النفسي يعمل كالصحافي على الحقيقة ويبحث عنها.

مواقف عون من الصحافة: ثم عرض فيلم قصير عن أبرز المواقف التي تعرّض فيها العماد ميشال عون للصحافة والصحافيين منذ العام 1989 عندما كان رئيساً للحكومة وحتى يومنا هذا بتهجمه على صحيفتي "المستقبل" و"لوريان لو جور". وهنا ذكّر مروة بالاعلاميين الشهيدين سمير قصير وجبران تويني، لافتا إلى المستوى الذي وصل إليه السياسيون اليوم. وقال: حبذا لو راجع البعض سياساته التاريخية لما وضعها إلا في خانة "الدعارة" السياسية وما هو أدهى وأعظم من خيانة المرء لمبادئ أقنع الناس بها والتفّ عليها 180 درجة.

شدياق: وتحدثت الإعلامية مي شدياق فذكّرت بالوضع الذي تعرضت له لوريان لو جور والمشابه لما تعرضت هي له عندما اقتيدت إلى التحقيق في جريمة أحمد منصور، واتهام الـLBC بالتحريض الطائفي. وسألت: المفارقة الوحيدة هي انني ذهبت إلى التحقيق لكن هل نستطيع إعادة الشهيد سامر حنا من الموت لنسأله ما حدث؟

وقالت: "إن مَن يعامل الصحافة بهذا الاسلوب اليوم هو الذي طالب بالحرية والسيادة والاستقلال. ولم تربط شدياق الوضع الراهن بما تعرضت له وقالت: "بالتأكيد لا اقول أن العماد عون هو المسؤول عما جرى لي لأن الذي يتكلم بصوت عالٍ لا يؤذي ولا ينوي السوء. إلا أن هناك أشخاصا يستعملون هذه الأقاويل للتحريض الذي يؤدي إلى "فشّة خلق" في مكان ما".

وأكدت أن صحيفة "لوريان لو جور" التزمت واستندت الى المصادر الوزارية وتاليا قامت بعملها الصحافي. وهذا لا يعني أن حزب الله أردى النقيب حنا إنما فرد منه وقد اعترف بذلك.

اضافت: "ليس على الصحافة دفع الثمن، لسنا مكسر عصا، ولا يحق للبعض قول ما يريدون من دون أن يطاولهم أحد". وأشارت إلى وجود صحيفة فرنكوفونية وحيدة في البلد "لوريان لو جور" ولا نريد إحالتها على القضاء، لافتة إلى أن على قانون الاعلام حماية الإعلاميين وألا يستعمل ضدهم. وختمت بالقول: "على السياسيين تحمّل الإعلاميين لما يتعرضون له في نقل أخبارهم".

بشارة: من جهته، اعتبر الزميل أسعد بشارة أنه حدث كبير في تاريخ الصحافة أن توصف وسيلة إعلامية بالدعارة.

ورأى أن الرد على الإساءة والإهانة ضعيف لأن الاعلام اللبناني ليس مكسر عصا وصحافة الشتيمة يجب ان تتوقف. وشدد على انه ليس بهذه الطريقة نقوّي الاعلام اللبناني وخصوصا على لسان مَن يدعي انه من أرباب ثقافة الحرية والسيادة والاستقلال وأعرب عن تضامنه مع صحيفتي "لوريان لو جور" و"المستقبل"، مؤكدا أن حرية الصحافة هي مكوّن أساسي من حرية لبنان وإذا استمر هذا الوضع، سيكون مصير الصحافة اللبنانية الاندثار. وأكد انه سيأتي يوم ويتضامن فيه الجسم الإعلامي.

ANB: ثم تحدث الزميل غياث يزبك عن محطة الـANB فاعتبر أن الإدانة لا تكفي ولاحظ أن التضامن بين الإعلاميين غائب. ورأى أن الهزيمة تبدأ في صفوف وسائل الإعلام بسبب غياب النقابات التي تدافع عن الصحافيين. وقال: "عند سقوط السلطة وإحلال التسلط مكانها تحت عنوان الشرعية لم يبقَ في لبنان مَن يبشّر بلبنان السيد والحر إلا عدد قليل من الصحافيين". وشدد على ضرورة أن يعمل في هذه السلطة مَن هو مهم نظراً لأهميتها وتأثيرها. ودعا إلى إنشاء نقابات حديثة وشاملة لكل مجالات مهنة الصحافة تمثل الجيل الجديد، وإنشاء شرعية أخلاقية لممارسة المهنة وتدريسها في الجامعات. وحذر من أن الجميع قد يتعرّض لما حصل لـ"لوريان لو جور" و"المستقبل"، مؤكدا أن الدعامة الأساسية في لبنان هي الحرية والصحافة هي التي تمثل هذه الحرية.

"النهار": ورأى الزميل أحمد عياش من جريدة "النهار" ضرورة توجيه التحية إلى مَن يهاجم الصحافة. وأشار إلى أن المؤسسات الإعلامية أصحابها أحرار يمارسون الحرية الإعلامية، مشددا على ضرورة إعطاء الفرصة للكتابات الحرة. وقال: يجب أن لا ندافع عن أنفسنا لأنه لدينا دور في مجتمعنا. وعندما نؤدي دورنا ونهاجم ونتعرض للأخطار نكون قد حصلنا على وسام وعندما تقوم الصحافة بواجبها عليها أن تتلقى النتائج.

وهنا لفتت الإعلامية بولا يعقوبيان إلى أن بعض الصحافيين في حضرة بعض السياسيين يخافون من الكلام أو طرح السؤال.

وردة: ثم كانت مداخلة للإعلامية وردة، فسألت ما الذي يحصل في الخفاء مع بعض الإعلاميين من قبل بعض السياسيين؟ واستغربت لماذا لا يعلن الإعلامي عن أي تهديد يتعرّض له مذكرة بأنه وجهت رسالة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما تلقت تهديداً من أحد المسؤولين عن إعلامه المقربين منه.

وأشارت إلى أن السياسيين يتغيرون إلا أن الإعلاميين يبقون في مواقعهم. وشددت على ضرورة أن يحمي الإعلاميون بعضهم البعض لأن أحداً لن يحميهم، ودعتهم إلى عدم التجني على بعضهم في المجالس السياسية.

المسيرة: أما الزميل شارل جبور من مجلة "المسيرة"، فرأى أن المطلوب هو حصانة إعلامية وليس سياسية لأنه لا يمكن الكلام عن حصانة إعلامية في ظل الوصاية، معتبراً أن سوريا تمكنت من خلال "حزب الله" من الاستمرار في ممارسة نفوذها في لبنان. ودعا "إلى تحرير البلد من وصاية "حزب الله" ليكون هناك حصانة إعلامية". وأكد أن ما حصل مع "لوريان لو جور" و"المستقبل" سيتكرر ما لم تنتهِ هذه الوصاية.

وهنا لفتت شدياق إلى أنها هددت مرتين بالقتل في ظرف عشرة أيام بعدما تضامنت مع "تلفزيون المستقبل". وتساءلت ماذا كان ليحصل لو لم يوقع اتفاق الدوحة. وأملت في ألا يتعرّض الاعلاميون الذين تضامنوا اليوم مع "لوريان لو جور" و"المستقبل" للتهديد.

وختم الزميل مروة اللقاء بالقول: الكلمة لا تموت وكاتب الكلمة لا يموت، ونحن اليوم موجودون في مركز سمير قصير، فهل مات ما يرمز إليه سمير قصير، وهذا يظهر أن الكلمة أقوى من القتل والتهديدات والسياسيين.

 

استمرار موجة الاستنكـارات لجريمة بيصور وتأكيد على استهدافها للاستقرار والمصالحات

المركزية - توالت اليوم ردود الفعل على جريمة بيصور التي أودت بحياة عضو المجلس السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني صالح العريضي، وأجمعت على الادانة والاستنكار للعمل الاجرامي واعتبرت انها تستهدف الاستقرار الوطني العام في ظل الاجواء الايجابية التي تمثلت بالعودة الى طاولة الحوار ومصالحة طرابلس. وفي هذا الاطار استنكر بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الجريمة النكراء وشجب كلّ أعمال العنف والقتل والتدمير وتوجّه إلى عائلة الشهيد والوزير طلال ارسلان وأبناء منطقة عاليه والجبل بخالص العزاء سائلاً الله أن تكون دماء الشيخ العريضي فداءً عن كلّ اللبنانيين الخُلَّص والعاملين في سبيل السلام وتوحيد الكلمة.

مشيخة العقل: واعتبر المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز برئاسة شيخ العقل نعيم حسن في بيان له ان الحادث الإجرامي سيكون حافزاً للبنانيين عموماً والموحدين على وجه الخصوص للوقوف سداً منيعاً في وجه الإرهاب والفتنة، وهم في ذلك يفوتون الفرصة على المجرمين المتربصين بالجبل والوطن شراً.

وتوقف المجلس مليّاً عند جريمة بيصور تزامناً مع مسيرة المصالحة والألفة التي كانت بدأت في خلوات حاصبيا، وما لبثت ان انتقلت إلى طرابلس، ثم لاحت في البقاع، حيث ان هذه الجريمة مكشوفة الابعاد والمرامي، ولا يمكن ان تنال من تضامن أبناء الطائفة ومن تلاقي اللبنانيين عشية انعقاد طاولة الحوار التي دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية.

واعرب المجلس عن تقديره العالي للموقف الحكيم والشجاع لكل من الأستاذ وليد جنبلاط والأمير طلال ارسلان وسائر المرجعيات في الجبل لجهة دعوتهم إلى تهدئة الخواطر والحفاظ على العيش الواحد المشترك.

واعتبر ان هذا الحادث الإجرامي الأليم سيكون حافزاً للبنانيين عموماً والموحدين على وجه الخصوص للوقوف سداً منيعاً في وجه الإرهاب والفتنة، وهم في ذلك يفوتون الفرصة على المجرمين المتربصين بالجبل والوطن شراً.

كذلك توجه المجلس من عائلة الشهيد الغالي وبلدته الأبية ومن والده الشيخ الجليل أبو صالح فرحان العريضي وأبناء الجبل كافةً بأحر التعازي سائلاً العلي القدير ان يمدهم بالصبر ويثبتهم على الإيمان راجياً ان يكون استشهاده فداءً للبنان وسلمه الأهلي، وللموحدين ووحدة صفوفهم .

ودعا السلطات القضائية والأمنية إلى العمل الدؤوب لكشف المحرضين والفاعلين دون تهاون أو إبطاء درءاً للفتنة وحفظاً لهيبة الدولة والوطن.

من جهة ثانية تلقى شيخ العقل نعيم حسن اتصال تعزية من مفتي الجمهورية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني.

مخيبر: كذلك استنكر النائب غسان مخيبر الاغتيال الارهابي واكد وقوف جميع اللبنانيين صفا واحدا في مواجهة الاغتيالات والارهاب. وشدد على ان تلك الوحدة المعززة بالحوار المرتقب وبالمصالحات، كالتي جرت في طرابلس، والمطلوبة اكثر منها، هي عوامل اساسية كفيلة لزيادة مناعة لبنان واللبنانيين في مواجهة المخاطر المحدقة من الداخل والخارج.

وذكر مخيبر بان خشية المواطنين على امنهم وسلامتهم، لا يمكن معالجتها الا من خلال تعزيز قدرات القوى الامنية اللبنانية الوقائية والعقابية، لاسيما في جمع المعلومات الاستخباراتية لاستباق الإغتيالات والمخططات المدمرة. اما الانتصار على الارهاب، فهو يتطلب ارادة جامعة وحازمة لبناء مؤسسات الدولة الديموقراطية القادرة السيدة المستقلة، وتطوير منطق التنمية المستدامة في كل المجالات وكل المناطق.

وختم: الا رحم الله الشهيد صالح العريضي وشفى الجرحى والهم اهله وذويه ورفاقه في الحزب الديمقراطي الصبر على الشدائد والأحزان، وزادنا جميعا في الوطن عزيمة للوحدة في التصدي والارادة في بناء الدولة الحامية للجميع.

الحجار: من جهته، اعتبر عضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمد الحجار ان اغتيال صالح العريضي هو رسالة للجميع، اذ انه اول اغتيال بعد توقيع اتفاق الدوحة وبعد مصالحة طرابلس، وهو يترافق مع مساع جارية للنائب سعد الحريري في مصالحة البقاع، كما انها جريمة تقع على ابواب الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية.

واكد الحجار ان هذه الجريمة سترتد على مرتكبيها والرد الفعلي سيكون بالتماسك والتلاحم ومنع اي اقتتال في اي بقعة من الوطن وتعزيز المصالحة في طرابلس وتكريسها في البقاع.

المراد: كذلك، اعتبر عضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمود المراد ان المتضررين من المصالحة ومن الحوار الذي دعا اليه الرئيس العماد ميشال سليمان عادوا وارتكبوا جريمتهم بحق الشهيد صالح العريضي وكأنها مقدمة لفتنة جديدة لا نعرف الى اين يصل مداها".

هاشم: ودان عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم جريمة الاغتيال وقال في تصريح: "اننا اذ ندين ونستنكر الجريمة الارهابية التي استهدفت صالح العريضي، نرى ان هذا العمل الارهابي يستهدف الاستقرار الوطني العام في ظل اجواء ومناخ ايجابي مع العودة الى طاولة الحوار والذي قد يكون ازعج اصحاب النوايا الخبيثة الذين لا يريدون للبنان السلام والاستقرار فامتدت ايديهم الحاقـدة لتنال من حياة احد رجالات هذا الوطن".

سكرية: بدوره دان النائب اسماعيل سكرية الجريمة "التي عبر مَن ورائها، باسلوبه الرافض، لتوسع مساحة المصالحات السياسية، وواضعا تحفظات وضوابط"، مؤكدا ان "الرد الوحيد، يكمن في تعزيز اطر الانفتاح افقيا وعموديا، والعمل الجاد على كشف الجناة".

صالح: ووصف النائب عبد المجيد صالح التفجير بـ "الاجرامي والذي جاء في توقيت خبيث بعد محطتين اساسيتين شعر فيهما اللبنانيون بالارتياح، هما المصالحة في الشمال ودعوة رئيس الجمهورية الى الحوار الذي يجب ان يصبح ثقافة"، مؤكدا "ان الحوار هو اقصر الطرق لمعالجة المشكلات كافة والقضايا الخلافية كافة".

واعتبر "ان هدف التفجيرات المتنقلة زرع الفتنة وأخذ البلد الى المربعات المذهبية والحؤول دون قيامة لبنان وإعاقة مسيرة الاستقرار والسلم الاهلي"، مستغربا "تحرك اصابع الشر والفتن كلما لاحت في الافق تباشير الامن والطمأنينة".

الخازن: واتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن من باريس بالوزير ارسلان والنائب وليد جنبلاط، وابلغهما تعازيه الحارة بالشهيد الشيخ صالح العريضي، واستنكاره لهذا العمل الاجرامي الجبان.

الرابطة المارونية: صدر عن الرابطة المارونية البيان الآتي: "في الوقت الذي كانت تجري فيه الاستعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني في رحاب القصر الجمهورية، ويبدي الفرقاء على اختلاف نزعاتهم ترحيبهم بمبادرة الرئيس ميشال سليمان التي اطلقها لهذه الغاية، امتدت يد الغدر لتطاول عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشيخ صالح العريضي، وترديه في صورة مروعة وبشعة اعادت الى الاذهان صورة المرحلة السابقة التي شهدت سقوط شخصيات سياسية واعلامية بنفس الاسلوب. لقد كانت غاية المخططين لهذه الجريمة المروّعة استيلاء الفتنة وبعثها من جديد بدءا من الجبل، وقد ضربوا في المكان الموجع، لكن فألهم قد خاب. وجاءت النتيجة معاكسة لما كانوا يرمون اليه، فاستنكر اللبنانيون بجميع فئاتهم واحزابهم الجريمة النكراء، وابدوا تعاطفا كبيرا مع آل العريضي، ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الامير طلال ارسلان، مقدمين موجبات الوحدة اللبنانية، ومصرّين على المضي في المصالحة التي كان الشهيد في طليعة العاملين في ارسائها في الجبل، ومنه الى كل لبنان الذي رفض الجريمة وحاصر ما كان يتوقع لها الجناة من نتائج. ان وقوف اللبنانيين صفا واحدا في إدانة هذا الاغتيال البشع، فوت على الوطن تجرع كأساً مرة كانت معدة له، واسقط محاولات الفتنة في مهدها.

ان الرابطة المارونية التي تضم صوتها الى اصوات اللبنانيين جميعا في ادانة واستنكار الجريمة، تتقدم بأصدق مشاعر العزاء من الشيخ فرحان العريضي وعائلته الكريمة، ومن رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الامير طلال ارسلان واعضاء المكتب السياسي للحزب ومحازبيه راجية الله ان تكون دماء الشهيد الغالي جسر عبور الى السلام والوفاق اللذين يتوق اليهما لبنان ويسعى لتوطيد اركانهما.

هيئة العمل التوحيدي: ودانت هيئة العمل التوحيدي بشدة "الجريمة البشعة والجبانة التي أودت بحياة الشهيد الكبير احد رموز الوحدة الوطنية الشيخ صالح فرحان العريضي والذي اراد الموساد الاسرائيلي وعملاءه ضرب الوحدة والاستقرار في الجبل وزرع الفتنة ولكن الجبل سيبقى عصيا على المؤامرات. وتقدمت الهيئة بالعزاء والمواساة لذوي الشهيد ولأبناء الجبل وعموما واللبنانيين بأحر العزاء وان يتغمد الله الفقيد بالرحمة والرضوان ولعائلته الصبر والسلوان.

 

أين جرت عملية تفخيخ سيارة العريضي؟     

يقال نت/قدرت مصادر أمنية رفيعة المستوى مواكبة للتحقيقات الجارية في جريمة اغتيال صالح العريضي، زنة العبوة حوالى 600 غرام من مادة «تي أن تي» الشديدة الانفجار، وقالت  ان العبوة أُلصقت بالسيارة من الخارج تحت الدواسات وإلى جانب الإطار الأيسر للسيارة. ورجحت المصادر ان يكون تفجير العبوة تم بواسطة «ريموت كونترول» لحظة صعود العريضي الى سيارته واستوائه على مقعده امام المقود. وقالت ان الطريقة التي اتُّبعت لتفجير العبوة هي نفسها التي كانت اتُّبعت في اغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي وفي محاولة اغتيال الزميلة مي شدياق.

ولفتت المصادر الى ان العريضي يقود سيارته بنفسه وليس لديه سائق أو مرافقون وأنه أمضى نهاره في بلدته بيصور، وجال على عدد من أقربائه وعاد الى منزله، بحسب قول شهود عيان تم سماع إفاداتهم من قبل المسؤولين الأمنيين والقضائيين الذين أشرفوا على التحقيقات الأولية فور وقوع الجريمة. وقالت المصادر ان العريضي غادر منزله نحو الساعة الخامسة والنصف وتوجه الى مطعم في إحدى ضواحي بيروت. وأضافت ان العريضي عاد الى منزله قرابة الثامنة والنصف مساء وأن شقيقه طلب منه مفاتيح سيارته ليخرج سيارته المركونة خلفها، فقال له الأخير: أترك المفاتيح في السيارة لأنني أود الخروج بها بعد قليل.

وأبلغ سائق العريضي المحققين أنّ آخر تحركاته كان تلبية دعوة الى افطار اقامه احد الاحزاب في "مطعم الساحة" على طريق المطار.

وأكدت ان العريضي غادر منزله في التاسعة والنصف ليتوجه الى مركز للتسلية لممارسة لعبة «البلياردو»، وما ان استوى على مقعده وأدار محرك السيارة حتى دوى انفجار هز البلدة وأضاء لهبه الأحمر سماء بيصور.

وأوضحت المصادر ان زرع العبوة في أسفل السيارة وهي مركونة امام منزل العريضي أمر صعب لأن المكان مكتظ بالسكان وجميع أفراد عائلته وأقاربه يقيمون في منازل متجاورة. ورأت ان استبعاد زرع العبوة أمام منزل العريضي دفع بفريق التحقيق القضائي - الأمني الى الاستماع الى عدد من الشهود والوقوف على أقوال أفراد عائلته لمعرفة تنقلاته في اليومين الأخيرين، وكذلك ما اذا كان تلقى تهديدات مباشرة أو غير مباشرة أو أوحى لهم بشيء قبل استشهاده.

أما على الصعيد القضائي فقد باشر القضاء العسكري اللبناني تحقيقاته في جريمة اغتيال العريضي، وتولى قاضي التحقيق العسكري المناوب القاضي سميح الحاج التحقيق في الجريمة، فانتقل امس الى مكان الحادث وأجرى كشفاً ميدانياً على موقع الانفجار. وسطّر الحاج استنابات قضائية الى الأجهزة الأمنية للاستقصاء وجمع المعلومات حول الحادثة والاستماع الى إفادات الشهود. كما كلفها معرفة ما اذا كان العريضي تلقى أية تهديدات قبيل وقوع الجريمة. ورجحت مصادر التحقيق ان تكون العبوة فجّرت بواسطة آلة تحكّم من بُعد ما يعني ان العريضي كان موضوعاً تحت المراقبة الشديدة.

وعاين قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر السيارة ومسرح الجريمة فيما أجرى عناصر الشرطة القضائية والأدلة الجنائية مسحاً على المكان.

 

الجبل يودع العريضي وتأكيد على الوحدة والمصالحة ونبذ الفتنة 

وكالات/شيع لبنان اليوم عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشهيد الشيخ صالح فرحان العريضي، في مأتم رسمي وحزبي وشعبي حاشد في بلدته بيصور- قضاء عاليه، تقدمه ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الوزير خالد قباني، ممثل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري النائب انور الخليل، وزير المهجرين ريمون عودة على رأس وفد من الوزارة، النائب وليد جنبلاط يرافقه نواب "اللقاء الديموقراطي" الوزير وائل ابو فاعور، نعمة طعمه، ايلي عون، أكرم شهيب، هنري حلو، فؤاد السعد، مروان حماده، انطوان اندراوس، انطوان سعد، عبدالله فرحات، ممثلو رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري النواب: محمد الحجار، هادي حبيش وعمار حوري، النائب ناصر نصرالله، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز القاضي الشيخ غاندي مكارم، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد عصام شهاب، ممثل المدير العام لامن الدولة المقدم مجدي ابو ضرغم، رئيس أركان الجيش اللواء الركن شوقي المصري، ممثل الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله السيد ابراهيم امين السيد على رأس وفد ضم النائب علي عمار ومحمود قماطي، الوزير السابق ناجي البستاني، ممثل رئيس حزب الكتائب أمين الجميل عضو المكتب السياسي فادي الهبر على رأس وفد من قيادة الحزب، محافظ الجنوب مالك عبد الخالق، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، قائمقام عاليه منصور ضو، المدير العام لتعاونية موظفي الدولة انور ضو، ممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيس المجلس الاعلى محمود عبد الخالق، ممثل الحزب الشيوعي نائب الامين العام سعدالله مزرعاني، ممثل "التيار الوطني الحر" المهندس عماد مكرزل، رئيس "حزب الاصلاح الجمهوري" المحامي شارل شدياق، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منبر بركات ومسؤولون في الحزب الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس مجلس ادارة مرفأ طرابلس انطوان حبيب، عميد الاسرى المحرر سمير القنطار, ورؤساء بلديات وفاعليات روحية وحزبية واجتماعية وحشود من كل المناطق.

وكان في استقبال المشيعين الوزيران طلال ارسلان وغازي العريضي ووالد الشهيد الشيخ ابو صالح فرحان العريضي وافراد عائلته.

ألقى النائب جنبلاط كلمة استهلها بالقول: "ايها المشايخ الاجلاء، الشيخ ابو صالح فرحان بكبروته وجبروته وإبائه وموقفه المتحدي كل الصعاب من اجل الوحدة الوطنية ووحدة الجبل، صديقي الامير طلال ارسلان، ممثلو الاحزاب والقوى الوطنية على اخلافها وتنوعها، وصلتنا الرسالة، رسالة قاسية دامية ضارية والخسارة فادحة لا تعوض، تعوض فقط بموقفنا الموحد، بيصور التي تعودت دائما على الموقف الواحد الموحد تعوض فقط بتعميم المصالحات في كل لبنان من طرابلس الى بيروت الى البقاع الى كل شبر من لبنان، تعوض فقط ببناء الدولة القوية كون هذه الجريمة اليوم، هذه الجريمة النكراء، برهنت الانكشاف الكامل للساحة اللبنانية بشتى انواع المخابرات الاجنبية وبشتى المشاريع، والذين تناسوا او تغافلوا عن ان مشروع تفتيت المنطقة غالب ابدا اكثر من اي وقت مضى، ان مشروع تفتيت المنطقة الذي ينطلق من اسرائيل وحلفاء اسرائيل لا يزال في بدايته ونحن نمر اليوم بمرحلة مخاض عالمي وتوتر عالمي، لهذا فإن الدول المخربة والارهاب سيحاول ان يصطاد في لبنان ما يصطاد، يمينا وشمالا دون تمييز، من اجل خلق الفتنة".

اضاف: "هنا اهمية دعوة الرئيس ميشال سليمان الى الحوار، هنا اهمية المصارحة المطلقة في الحوار، هنا اهمية المكاشفة المطلقة في الحوار من اجل بناء الدولة وتثبيت اتفاق الطائف، وعندما نقول اتفاق الطائف فلنتفق، اتفاق الطائف يملي علينا الهدنة مع اسرائيل والهدنة معناها انها حالة الحرب واستمرارها وهي لا تعني الصلح مع اسرائيل. الهدنة تعني استمرار حالة الحرب، وهنا اهمية الاستيعاب التدريجي للخبرات القتالية والامنية للحركة الجهادية للمقاومة ل"حزب الله" في الدولة اخذين في الاعتبار خصوصية هذه الحركة وهذه المقاومة. لكن اقولها بكل صراحة، وحدها الدولة تحمي الجميع، من الجنوب الى الشمال الى بيروت وطرابلس الى الجبل الى البقاع الى كل مكان، نعم انه عمل شاق وصعب جدا، صعب لكن لا مفر منه من اجل تفادي ضربات الغدر التي يبدو انها تطل علينا من جديد ولا تميز اليوم بين فريق وآخر، وقد تضرب أيا كان من اجل خلق الفتنة المذهبية او الطائفية".

وتابع: "يا صالح، يا رفيق صالح، عرفتك مناضلا وطنيا ومقاوما ومجاهدا انت ورفاقك في بيصور كنتم صمام الامان مع رفاقكم في كيفون وكل المنطقة وحركة "أمل" والمجاهدين وكل الاحزاب من دون استثناء من اجل الحفاظ على الطريق في بيصور المفتوح، طريق المقاومين والمجاهدين لتحرير بيروت والاقليم وصيدا، تحرير الجبل وتحرير الجنوب. هذا هو انت يا صالح تغيب عنا اليوم، خسارتك فادحة لكن تبقى معنا وستبقى معنا شامخا ابيا".

وختم: "انني باسم الحزب التقدمي الاشتراكي اشكر جميع الذين تقدموا بالمواساة، واخص بالذكر طبعا كل الاحزاب "تيار المستقبل" حزب الكتائب وكل الشخصيات والوفود، لكن اسمحوا لي ان انوه بحركة "أمل" و"حزب الله" لمواساتنا بهذا المصاب الكبير، ولعله وانني متأكد، تعيد هذه الصفحة الاليمة الجبل الى عيشه المشترك، تعيد العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الى سابق عهدها، تحترم التنوع، فلا بأس لكن نعيد هذه اللحمة لحمة بيصور وكيفون والقماطية وعيتات وعرمون والشويفات والضاحية كي نبقى بالرغم من الاختلاف الظرفي حريصين على أمن هذا الجبل المقاوم وعروبته وتاريخه. وداعا يا رفيق صالح وعشتم وعاش شهداء بيصور الابرار".

الوزير ارسلان

وتلاه الوزير ارسلان: "للجبل الشامخ من ارز الباروك الى شاطىء خلده حيث بياض زبد موج البحر المستمد من نقاء عمامات المشايخ الاجلاء بطهارتهم، يطرد رجس المدمرات والاساطيل، منذ كانت العهدة والامانة لحماة الثغور لهذا الجبل الممتد الى وادي التيم حاصبيا وراشيا وجبل العرب والجليل والجولان حيث الاتقياء الانقياء يقاومون بصومهم عن المغريات الاحتلال وما وراء الاحتلال. للامير مجيد ارسلان وكمال بك جنبلاط وسلطان باشا الاطرش والامير شكيب ارسلان والامير عادل ارسلان، للشهداء، للمقاومين، لرفاق الدرب، من دمشق بشار الاسد الى حزب المقاومة وعمامة قائدها السيد حسن نصر الله، للرفاق في الحزب الديموقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي وللحلفاء في حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" و"تيار المردة" وكافة الاحزاب والقوى الوطنية وفصائل المقاومة الفلسطينية وكل المناضلين والاحرار والشرفاء في هذا الجبل وعبره في كل لبنان، لعذابات الاسرى وفي طليعتهم عميدهم سمير القنطار، وقبل هؤلاء جميعا ومعهم للمشايخ الاتقياء الانقياء، للشيخ الجليل، الكبير على الجراح، المتفوق على الالم بقوة الايمان ورجاحة العقل الشيخ ابو صالح فرحان العريضي، للعمائم البيضاء بياض الثلج والنقية نقاءه، للشيخ الجليل كامل العريضي يدق عصاه على مدخل بيصور ويصد بها الدبابات الاسرائيلية، للنساء اللواتي يعرفن معنى الصبر والسلوان وكيف يجعلن من الحزن قوة ومن البيوت مصانع للرجال الرجال... لوليد بك جنبلاط.. لكم جميعا: سقط نسر الجبل شهيدا، ليفديكم بدمائه الطاهرة. سقط نسر الجبل، ولم ولن يسقط الجبل... سقط نسر العروبة، ولم ولن تسقط العروبة... سقط نسر المقاومة، ولم ولن تسقط المقاومة... سقط نسر الوحدة الوطنية ولم ولن تسقط المصالحة... سقط الشيخ صالح العريضي... رفيقا شهيدا الى جوار ربه".

أضاف: "نلتقي اليوم في وداع مناضل عربي مقاوم عرفه الجبل منذ اكثر من ربع قرن يحمل الفكر والسلاح دفاعا عن عروبة هذا الجبل وكرامته، فالشيخ صالح ترعرع في كنف عمامة والده التقي النقي الشيخ فرحان، علامة فارقة في هذا الجبل، يعرفها جيدا اعداء لبنان ووحدته ومقاومته وعروبته ولذلك عرفوا جيدا على من صوبوا نيرانهم القاتلة..

الشيخ صالح رفيق الدرب، في تأسيس الحزب الديموقراطي اللبناني وفي قيادة مسيرته وفي علاقته الاستراتيجية مع سوريا وا

لمقاومة، هو الشيخ صالح نفسه، الحريص على وحدة الجبل، ووأد الفتنة، والسير في طريق الخير الذي خططناه حرفا حرفا مع وليد بك جنبلاط..

لقد علمتنا التجربة ان يد الغدر تتحرك للقتل في لبنان فقط عندما تفشل مشاريع التصادم والاقتتال بين ابناء الوطن لتحرك نار الفتنة. علمتنا التجربة ان جرائم الاغتيال هي نصف الجريمة ونصفها الاخر هو العصبية والغرائزية التي تطلقها فورة الدماء لتوجيه الاتهام من موقع الانفعال او الكيد للخصم السياسيي الذي يريد لنا القاتل ان نذهب اليه بفورة الغضب لنحقق بأيدينا ما ارادته الجريمة فنكون نصفها الاخر.. هي مرة اراد الله ان يمتحننا بمن نحب كي يعرف اللبنانيون ان القاتل عدو لا يميز موالاة عن المعارضة وانه عندما يحرك آلة الموت، انما يفعل ليحرك فينا الغرائز والعصبيات لنكمل النصف الذي لا يستطيع فعله الا بأيدينا.

وتابع: "اخواني، كلما تحركت آلة الموت، كانت تريد اغتيال قيمة مضافة يمثلها الشهداء من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الى الرفيق المقاوم الشهيد القائد الشيخ صالح العريضي، وعموما هذه القيمة المضافة كانت روح الوحدة الوطنية والمصالحة..

ولأننا في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك حيث يسقط شهداؤنا بين ايدي العلي القدير، ولان الامتحان للمؤمنين، فنحن باذن الله سنكون اقوى من الجريمة واهدافها ونقول للبنانيين: اسألوا انفسكم من المتضرر من وحدتنا ووفاقنا, ومن المستفيد من الفتنة؟ ستعرفون من هو القاتل..

المطلوب ان يكون الجبل منقسما على نفسه، يقاتل بعضه بعضا. المطلوب زرع بذور الفتنة والعصبيات الحزبية والطائفية والمذهبية البغيضة مهما كانت التضحيات غالية، فالعدو، ولا عدو لبنان إلا اسرائيل، سيصفق وينام ملء جفونه. اما ان يحمي الجبل وحدته بجوار واخوة قادته وحماية ظهر المقاومة والتمسك بعروبته، فها هو الجواب وقد وصلت الرسالة. وها نحن امام دمائك ايها النسر الشهيد، اراد الله ان يمتحن ايماننا، باذن الله مؤمنون... وبشهادتك التي هزت وجدان اللبنانيين جميعا، جاءت الرسالة ليصحو الجميع ويخرجوا من لغة التنابذ والاقصاء والالغاء والاستئثار والتخوين. ونؤكد من منبر الشهادة التي افتديت بها وطنك ايها الصالح... الشهيد، اننا ماضون بما تعاهدنا عليه... هذا الجبل سيقود مسيرة المصالحة والوحدة بين اللبنانيين، وستبقى المقاومة والعروبة رايتين لا تسقطان من علياء هذا الجبل.

هذا عهدنا لك يا صالح... يا اخي الحبيب يا صديقي الصدوق... يا صاحب القلب الكبير... عهد متابعة مسيرة الحرية والسلم الاهلي والكرامة الوطنية مع اشقائك وابنائك ومع نجلك فهد الذي نأمل به كل الخير والعفة والكرامة والرجولة والاباء والعنفوان...".

الوزير العريضي

بعد ذلك القى الوزير العريضي كلمة عائلة الشهيد وكلمة البلدة فقال: "هذه هي بيصور حجر الزاوية في هذه المنطقة واحدى ركائز هذا الجبل الاشم. بيصور أم الشهداء التي قدمت 140 شهيدا يوم اجتاحت الفتنة لبنان وكانت الحرب تستهدف وحدته وانتماءه العربي. في كل معركة وموقعة كان لبيصور رجال اشداء كبار، شهداء، جرحى، معوقون، اسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي الذي يوم توهم انه دخل الى ارض هذه البلدة وكان يعتقد انها بلدة كسائر البلدات التي نقدر ونحترم، كانت بيصور قلعة مميزة وكان رجالها وشبابها في طليعة المتصدين للاحتلال هنا على هذه الارض الطيبة كسرت شوكة الاحتلال وكسرت شوكة ارهاب اسرائيل. كانت بيصور يومها تقاتل وتقاوم وتصمد وتقف وقفة العز والكرامة نيابة عن كل هذا الوطن وكل شرفاء هذه الامة".

واضاف: "صالح العريضي كان شاهدا ومشاركا ومقاوما وصاحب دور اساسي في تلك الوقفة في ذلك الصمود. الشهداء المئة والاربعون رافقهم صالح في كل المعارك قاد بعضهم قاتل الى جانب بعضهم كان حليفا للجميع ورفيقا للجميع وحاضنا للجميع. قدره اليوم ان ينضم الى قافلة الشهداء فيقدم دمه من اجل وحدة بيصور، وحدة المنطقة المحيطة بيصور، وحدة الجبل، وحدة لبنان وكرامة هذا الوطن.

بيصور هذه التي لم يقو عليها احد تقول اليوم ثلاث كلمات: هذه الجريمة السياسية الاولى بعد اتفاق الدوحة". (كررها ثلاث مرات) اذا كانت تستهدف كسر شوكتها، اسقاط قرارها، هز وحدتها، فهي تقول للجميع من استشهاد صالح نستمد قوة لنؤكد ان الطريق هو ذاته وان ما قام به صالح خلال فترة الحرب للدفاع عن بيصور ووحدتها ووحدة كلمتها وما قام به خلال فترة السلم لا سيما من الايام الاخيرة للمحافظة على وحدتها وعلى وحدة الجوار ووحدة كل ابناء المنطقة، هذه الوحدة هي أمانة والرسالة ستبقى هي ذاتها الرسالة التي نحملها الى جانب كل ابناء هذه البلدة صالح ومن سبقه من الشرفاء الشهداء. اذا كان المقصود اسقاط او هز حجر الزاوية هذا بيصور تقول هذا حجر لا يهز هو حجر ثابت ومدماك اساسي في وحدة الجبل ووحدة لبنان.

واضاف: "الكلمة الثانية نستمدها مما قاله شيخنا وكبيرنا ووالدنا ورمزنا ومثبت ايماننا وعقيدتانا ومكرس صلحنا ووفاقنا ورمز حكمتنا ووعينا وورعنا وتقوانا الشيخ الكبيرالجليل الشيخ ابو صالح فرحان العريضي والد الشهيد الذي، وفي لحظات الغضب والانفعال نتيجة الاغتيال، قال كلمة الرجال والشجعان الحكماء والكبار الذين وقفوا مرة جديدة فوق الالم والوجع والمرارة ليكرسوا كلمة الحق وقال "نحن لا نريد اتهام احد ولا نريد اطلاق الكلام الذي يثير النفوس والغرائز". بيصور تلتزم هذه الكلمة، تلتزم هذا المسار وهي كانت دائما تلتزم كلمة مشايخها الاجلاء الكبار، كلمة اسلافنا الانقياء الاوفياء وعلى رأسهم الشيخ ابو صالح فرحان العريضي، بارك الله فيه. ودعاؤنا له ان يتحمل هذا المصاب وان يقدره على اكمال هذا الدرب، درب الصلح والوفاق".

وتابع: "الكلمة الثالثة نحن لا نريد ان نتهم، كما قال الشيخ ابو صالح، لكن بيصور تضم صوتها الى صوت الامير طلال ارسلان بالمطالبة باحالة هذه الجريمة على المجلس العدلي والى ان يأخذ التحقيق مجراه بكل جدية وفاعلية لكي نكشف الحقيقة ولكن تطمئن النفوس. وفوق هذه الكلمات بيصور يا وليد بك يا أمير طلال الاعزاء في كل الاحزاب والقوى، بيصور تبارك نهج المصالحة وفكرة المصالحة التي انطلقت من هنا وكان للشيخ صالح الدور الكبير فيها الى جانب الامير طلال ارسلان الذي اطلق مبادرة كريمة مشكورة لاقاها وليد بك وكان تعاون. اليوم نحن نؤكد هذا النهج باسم بيصور وندعو من كل قلبنا الى ان تعم المصالحات كل المناطق اللبنانية لان لبنان لا يمكن ان يعيش الا في جو من المصالحة والاتفاق ولا يمكن أحدا ان يحمي راسه ومنطقته وبلده الا في مناخ تترسخ فيه الوحدة الوطنية وتقوم فيه مؤسسات الدولة القوية القادرة بكامل واجباتها فتشكل ضمانا لنا جميعا".

وختم: "باسمي الشخصي وانا افتقد الشهيد الحبيب صالح، افتقده كثيرا وسنفتقده جميعا في الايام المقبلة كثيرا ربما تحت هول الفاجعة لم يدرك كثيرون منا معنى المصاب. لكنني واثق باننا، في كثير من المحطات المقبلة، سيتذكر الجميع صالح العريضي ودوره البناء الوفاقي وهو الذي وعى ميزان بيصور الدقيق ومعادلة بيصور الدقيقة والتزم أمانة الاسلاف والاجداد والحاضرين والكبار منا باسم بيصور باحزابها كل احزابها ومؤسساتها وروابطها وانديتها وجمعياتها النسائية والشبابية والكشفية باسم ابينا وشيخنا وكبيرنا ورمز ثقافتنا وحكمتنا الشيخ ابو صالح فرحان العريضي اتقدم من جميع المشاركين من كل المناطق اللبنانية بالشكر والتقدير والامتنان لهذه المشاركة والعاطفة النبيلة، راجين الله ان لا يصاب احد منكم بمكروه. اما انت يا صالح يااخي ورفيقي وحبيبي، سلام عليك وسلام لك وسلام معك امانة توصلها الى كل شهداء البلدة، رحمك الله".

الصلاة

بعد ذلك، اقيمت الصلاة على روح الشهيد صالح في حضور حشد من المشايخ ليحمل بعد ذلك على الاكف الى مثواه الاخير في مدافن البلدة.

معزون

وتلقى الوزير ارسلان اتصالي تعزية من الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله ومن النائب العماد ميشال عون.

وكان قام بواجب التعزية عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون.

 

حزب الوطنيين الاحرار رحب بمعاودة الحوار وقيام الدولة الواحدة السيدة الحرة

توضيح رئيس الجمهورية رد مميز وحاسم على تصريحات الرئيس السوري اللامقبولة 

وكالات/عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي، برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر بيان، اعتبر "ان المصالحة التي تمت في طرابلس أضافت مدماكا على صرح الدولة ومؤسساتها"، مشيرا الى انها "خطوة متقدمة على طريق استعادة الدولة، سيادتها وسلطتها ولحماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية على أن تواكبها وتدعمها إجراءات فاعلة تتولاها القوى المسلحة التي يعود إليها فرض الأمن والاستقرار"، لافتا الى "القدرة التي أبداها اللبنانيون، على حل مشكلاتهم وإدارة أمورهم من دون تدخل خارجي، مما يدحض الادعاءات المغرضة التي تصر مباشرة وتلميحا على تصوير لبنان عاجزا عن إدارة شؤونه بنفسه".

ورحب البيان ب"معاودة الحوار، تلبية للدعوة التي أطلقها رئيس الجمهورية"، آملا في "أن يحكمه العمل لقيام الدولة الواحدة السيدة الحرة المستقلة التي تشكل الضمان الوحيد لكل اللبنانيين على اختلاف مشاربهم، فلا تعود مناطق غير خاضعة لقوانينها ولا سلاح غير سلاحها الشرعي ولا إرادة تعلو إرادتها ولا قرارا يفرض واقعا مأسويا عليها. وما دام البحث في الاستراتيجية الدفاعية هو البند الوحيد وفقا لاتفاق الدوحة، فإننا نحذر من الأصوات التي استبقت الحوار بالتهويل والتهديد والقفز إلى خلاصة حتمية احتفاظهم بالسلاح غير الشرعي، مما يفرغ الحوار من مضمونه ويهدد بأسوأ العواقب. إن أقل ما يمكن أن يقال في هذه الهجمة الإعلامية انها عملية قنص للحوار وتفشي بقرار تعزيز الدويلة ومحاولة تكريس مساحة لتعايشها مع الدولة، وهذا ما نرفضه ولو أننا لا نزال نراهن على الإرادة الوطنية الجامعة لعقلنة قادتها، وردعهم عن الانزلاق أكثر في التزاماتهم العسكرية والأمنية والعقائدية التي تتخطى حدود الوطن وتبقيه ساحة وتنتهك أعز مسلماته".

ورأى في التوضيح الذي أدلى به رئيس الجمهورية، خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة،"ردا مميزا عاقلا وحاسما على التصريحات غير المقبولة للرئيس السوري في ختام القمة الرباعية، وعلى الأصوات التي ارتفعت في الداخل دفاعا عنه على حساب الموضوعية والمصلحة الوطنية. ونثمن هذا الموقف الذي يشكل عنصرا مشجعا يحضنا، كما باقي اللبنانيين، على الإلتفاف حول رئاسة الجمهورية لإعلاء شأنها وتسهيل مهمة الرئيس الوفاقي لما فيه مصلحة الجميع. وهذا ما يجعلنا نراهن على مضيه في الدفاع عن الثوابت الوطنية والانفتاح في نفس الوقت على كل الدول، بما فيها سوريا التي ننتظر منها خطوات تريح اللبنانيين، تزامنا مع التحضير لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين وهذا ما لم يحصل للأسف حتى اللحظة".

وجدد البيان إدانة الحزب، اغتيال عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشيخ صالح فرحان العريضي، وطالب الأجهزة المختصة بذل قصاراها لكشف المجرمين وإنزال أشد العقوبات بهم". وعبر عن الأمل في "أن تشكل الجريمة حافزا لمزيد من المصالحات ولتعميق الوحدة بين اللبنانيين سواء داخل طائفة الموحدين الدروز أو على صعيد العيش المشترك في الجبل وفي كل لبنان". وكرر تعازيه الصادقة لرفاقه وذويه ولكل أهل الجبل، لا بل لكل اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعا، بالاغتيالات والجرائم، ولا ننسى الذكرى السابعة لاعتداءات نيويورك الإرهابية التي أودت بالآلاف من الأبرياء والتي أريد لها تعميق الشرخ بين الشرق والغرب، وإحلال صراع الحضارات والثقافات بديلا من الحوار بينها".

واعتبر "ان مناهضة التطرف ومحاربة الإرهاب واجب إنساني، نظرا للتداعيات الكارثية في حال استمرارها".

 

 سقف "حزب الله" لطاولة الحوار

حازم الأمين ، الجمعة 12 أيلول 2008

حدد "حزب الله" سقف الحوار قبل بدئه، فقد انهال في الآونة الأخيرة مسؤولون في الحزب بتصريحات تحذر من ينوي القدوم الى طاولة الحوار وفي نيته طرح مستقبل السلاح على هذه الطاولة، واستفاض آخرون في الحديث فألمحوا الى ان الكلام عن الاستراتيجية الدفاعية قد يعني برأيهم صيغة من صيغ البحث بمستقبل هذا السلاح. وهؤلاء حددوا شروطاً تبدأ بأن من يرغب بالحوار يجب ان يأتي اليه اولاً بعد ان يكون قد حسم ان اسرائيل عدوة (تنبعث من هذا الكلام رائحة التخوين العتيدة)، وثانياً ان يأتي متمسكاً بضرورة ان يتحول الحوار الى بحث في الصيغ الناجعة لمواجهة اسرائيل! وهذا اول الغيث.

اذاً هذه ليست شروط الحوار، بل هي اقرب الى مقرراته، فحماسة الحزب لإنعقاد طاولة الحوار ناجمة عن رغبته في تثبيت غاياته منه بمقررات تصدر "عن اجماع لبناني" مثبت هذه المرة بمحاضر يوقع عليها الصف الأول من الزعماء اللبنانيين.

ولكن كلام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في اكثر من مناسبة عن رغبة الحزب في وضع سلاحه على طاولة الحوار، لم تسبقه شروط من هذا النوع ولم تعقبه ايضاً! في الأمر التباس على ما يبدو، ولكن اين هو مركز هذا الإلتباس، أفي كلام الأمين العام أم في كلام مساعديه؟ الأرجح ان الإلتباس هذه المرة هو في كلام السيد، فالجميع في لبنان يعلم ان القول بأن الحزب مستعد لوضع سلاحه على طاولة الحوار لا يعني اطلاقاً قبوله حتى بصيغة علاقة مع الجيش اللبناني يطمئن اليها الأطراف الآخرون على طاولة الحوار، من نوع إقتراب المقاومة من التحول الى لواء في الجيش يتمتع بقدر من الإستقلالية. ناهيك عن ان صيغة من هذا النوع او أي صيغة مشابهة ليست واقعية وتطرح تساؤلات جديدة عن التمويل والقيادة والأدوار.

امام هذا الواقع يبدو الذهاب الى الحوار صيغة لتظهير رغبات "حزب الله" في ترميم التصدعات الجوهرية الناجمة عن استعماله السلاح في الداخل اللبناني، على ان يتم ذلك من دون الأثمان التي يطلبها الآخرون، وايضاً من دون ان يوضع الحزب موضع مساءلة حيال اقدامه على ما أقدم عليه.

لا بأس بأن تعترف 14 آذار بعجزها عن طرح سلاح "حزب الله" على نقاش داخلي، وهو اعتراف كان يجب ان يسبق اتخاذ الحكومة السابقة القرارين اللذين عجزت عن حمايتهما في شهر أيار الفائت. ولكن 14 آذار ذاهبة هذه المرة الى نقطة أبعد تتمثل في أنها مدعوة للإعتراف للحزب بأنه كان ضحية 7 ايار!

ولكن هل الحل بعدم الذهاب الى الحوار، وهو أمر لا يمكن لـ14 آذار أن تفعله؟ الجواب بنعم ينطوي على مخاطر عدم الالتزام باتفاق الدوحة. ولكن تبقى هناك اجابات كثيرة اخرى، أقلها ضرراً يتمثل في ان لا يعني تمرير "استراتيجية دفاعية" تناسب "حزب الله"، غض النظر عن وقائع أيار... وهذا أضعف الإيمان

 

قيادي في "8 آذار": خلاف بين المردة والتيار الوطني الحرّ

لبنان الآن/كشف قيادي في "8 آذار" ان خلافات تدور بين "المردة" و"التيار الوطني الحرّ" تتصل بموضوع الانتخابات النيابية وبعض القضايا البيئية، واكد لموقع "nowlebanon.com" ان سلسلة لقاءات عقدت في المرحلة الاخيرة بين الجانبين تمّ التوافق خلالها على مجموعة اسماء لطرحها في الاستحقاق الانتخابي، الا انه في مرحلة لاحقة برزت تباينات على هذا الصعيد تمثل أهمّها بأن العماد ميشال عون غير مرتاح لتوجهات جديدة لدى الوزير السابق سليمان فرنجية الذي رفض اسم فايز كرم على لائحة المعارضة في قضاء زغرتا. أضاف القيادي: "كذلك بدأ طرح اسماء لخوض الانتخابات في منطقة البترون غير تلك التي توافق عليها الطرفان في الامس القريب، ورأى انّ ما يعزز الاعتقاد بوقوع هذا الخلاف هو قيام وسائل اعلام العماد عون مؤخراً بالتركيز على تحقيقات حول شركات ومصانع الترابة في بلدة شكا و ضررها وخطورتها على البيئة والصحة العامة، وهو ما اثار حفيظة الوزير السابق فرنجية". 

 

القومي يضع شروطاً للتحالف الانتخابي مع عون 

وسام عبد الله ، لبنان الآن

 أكد مصدر مسؤول في "الحزب السوري القومي الاجتماعي" لـ"nowlebanon" ان الحزب يربط تحالفه الانتخابي مع العماد ميشال عون باعلان "التيار الوطني الحر" صراحة نيته دعم مرشحي الحزب وتبنيهم، وفي حال رفض التيار المعادلة، فان الحزب سيرد بالمثل. وذكر المصدر ان الحزب اعطى اصواته في الانتخابات الماضية لمرشحي التيار في المتن من دون اعتراف العماد عون على خلفية خجله السياسي من العلاقة مع "القومي". وأضاف انه على الرغم من ذلك، فان المتنيين القوميين جاهروا بدعم مرشحي التيار وصبوا اصواتهم لمصلحة التيار. ولفت المصدر الى ان هذه الحالة لن تتكرر في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وعلى العماد عون الجهر بتحالفه مع "القومي" والاعتراف بنفوذه في المتن كون هذا النفوذ عامل ترجيح في النتائج الانتخابية

 

سليمان ينشط للتهيئة للحوار و"حزب الله" يحذّر من يشارك بذهنية نزع "السلاح"

إجماع لبناني على "تشخيص" هدف جريمة بيصور 

لبنان الآن/تركت جريمة بيصور إجماعاً لبنانياً قلّ نظيره على ان المستهدف هو المصالحة الوطنية والحوار الوطني المرتقب عقده في قصر بعبدا الثلثاء المقبل، إلا انها ولّدت مخاوف من عودة مسلسل الانفجارات والاغتيالات الى سابق عهده خصوصاً ان الاشهر المقبلة ستشهد اعادة رسم لخريطة القوى محلياً واقليمياً ودولياً وربما يشكل امن لبنان "صندوق بريد". ورأت مصادر وزارية "ان الوضع اللبناني هو في غرفة العناية الفائقة ومن غير الجائز التهاون فيه بما يهدد مسيرة السلم الاهلي". وقالت لصحيفة "النهار" ان الجريمة بكل استهدافاتها "ادت الى رد فعل عكسي بالاصرار على التهدئة ووحدة الموقف السياسي بين قطبي الجبل الدرزي النائب وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان"، وهو ما أكده الجانبان أمس. لكنها ابدت "تخوفا من عودة مسلسل الاغتيالات التي تأتي في ظل اجواء داخلية مريحة لا تظللها اتهامات". وعلمت "النهار" من مصادر التحقيق في الجريمة ان زنة العبوة التي استخدمت فيها بلغت نحو 700 غرام من مادة "ت. ان. ت" وقد وضعت خارج السيارة من الاسفل وألصقت تحت مقعد السائق وفجرت لاسلكياً على الارجح ومن مسافة قريبة. وأطلع سائق العريضي المحققين على تحركات المغدور خلال اليومين الاخيرين من حياته، وآخر تحركاته كان تلبية دعوة الى افطار اقامه احد الاحزاب في "مطعم الساحة" على طريق المطار. وتفيد المعلومات ان العبوة تشبه العبوات التي زرعت في عمليات اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي والزميل سمير قصير ومحاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق.

واستدعى اغتيال صالح العريضي ردود فعل ليس فقط محلية بل ايضاً دولية من سوريا الى الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي حيث ندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومجلس الامن بالاعتداء ودعا اللبنانيين الى ضبط النفس. وقال ان هذا العنف يكشف أهمية دفع الحوار والمصالحة قدماً. كما اعرب بان عن قلقه الكبير من تهريب السلاح عبر الحدود السورية – اللبنانية. ولفت الى ان هناك محادثات غير مباشرة بين اسرائيل وسوريا بمساعدة الحكومة التركية، وأمل ان تخفف وتخفض التهديد الامني للبنان. واشار بان الى انه اعطى تعليمات لديوانه للاستمرار في العمل من اجل انجاز التحضيرات الادارية الضرورية لاطلاق المحكمة الخاصة للبنان رسمياً والعمل فوراً.

اما على صعيد طاولة الحوار، فقد تحرك رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس لترتيب انعقادها الثلثاء المقبل الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في قصر بعبدا. وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة كانا في طليعة من تسلم الدعوة الى الحوار الذي سيشمل الاعضاء الـ14 الذين شاركوا في طاولة الحوار التي انعقدت العام 2006 في مجلس النواب بدعوة من الرئيس بري. وتزامن توجيه الدعوات الى الحوار مع سلسلة مواقف. فقد ابلغ الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى "النهار" امس انه سيصل الى بيروت الاثنين المقبل وسيجتمع مع الرئيس سليمان للاتفاق على سبل ادارة الحوار. وقال: "انه بداية للحوار وهذا امر صحي لمجرد ان يجتمع كل زعماء لبنان وتوضع المشاكل السياسية كلها ويجري تحديدها".

وحذّر "حزب الله" على لسان مسؤول العلاقات الدولية نوّاف الموسوي "من يذهب الى الحوار بذهنية تحقيق هدف اسمه نزع سلاح المقاومة ولو بطريقة متمايلة تحت عنوان إدماجها أو إدراجها، من أن مسعاه سيكون خائباً"، داعياً إياه الى "ألا يتعب نفسه لأن ما لم تنجح به الأساليب العسكرية في حرب تموز لن تنجح به أساليب التحايل السياسي أو التحريض".  واعتبر الموسوي أن "من يذهب الى الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية عليه أن يكون قد حسم أولاً من هو عدو لبنان. ورأى أن "الاستراتيجية الدفاعية ليست نقاشاً أو إجراء عسكرياً، بل هي لبلورة رؤية وطنية ذات طابع وطني شامل يحدّد من هو العدو ومن هو الصديق"، وقال "نحن ذاهبون إلى الحوار من موقع من يملك التجربة الأمثل في مواجهة دعاة التجارب الفاشلة والمهزومة..".

وعلى صعيد الانفتاح الذي يقوم به الحزب التقدمي الاشتراكي تجاه بعض الاطراف في قوى 8 آذار، التقى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط امس وفداً  من كوادر حركة "امل". وسئل عن توسيع المشاركة في الحوار فاجاب: "لا ادري ان كانت هناك ضرورة لذلك".

وفي خطوة انفتاحية ايضاً ، واصل رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري لقاءاته واتصالاته البقاعية التي يختتمها اليوم. فاتصل بوزير الزراعة الياس سكاف ودعاه الى المشاركة في الافطار مع اعضاء كتلته، فشكره سكاف لكنه اعتذر عن عدم الحضور. من جهة اخرى، أكد الرئيس نبيه بري، الذي تابع امس تداعيات جريمة بيصور، ان زيارته للجبل "قائمة بعد شهر رمضان من اجل توفير مزيد من اجواء المصالحة

 

رئيس "التيار الشيعي" عاد من زيارة لفرنسا وسويسرا: الأيادي المتضررة من المصالحة وراء اغتيال الشيخ العريضي

وطنية - 12/9/2008 (سياسة) عاد رئيس "التيار الشيعي الحر" عضو "التجمع القومي الموحد" الشيخ محمد الحاج حسن، الى لبنان، بعد زيارة لفرنسا وسويسرا إلتقى خلالها، بحسب بيان وزعه مكتبه الاعلامي، "السفير اللبناني في باريس السيد بطرس عساكر ورئيسة المعارضة الإيرانية السيدة مريم رجوي".

واضاف البيان ان الشيخ الحاج حسن "عقد سلسلة إجتماعات على هامش المؤتمر الإسلامي في باريس مع عدد من الشخصيات العربية والدولية، شارحا معاناة لبنان وضرورة السعي الى استعادة كامل أراضيه من العدو الإسرائيلي واحترام سيادته. والتقى النائب العراقي السيد أياد جمال الدين وعرض معه واقع الساحة الشيعية في الوطن العربي، مؤكدا أن الشيعة في لبنان متمسكون بعروبتهم ومع مشروع الدولة، مجددا "توجيه التحية إلى المرجع الشيعي في لبنان العلامة السيد علي الأمين الذي تعرض وما زال لشتى الضغوط نتيجة مواقفه. والتقى قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي. ووفدا من أعضاء المجلس النيابي الأردني وسلمه رسالة إلى الملك عبدالله الثاني. واجتمع مع رئيس الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية رضا رضا". وندد الشيخ الحاج حسن ب"الجريمة النكراء التي استهدفت القيادي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشيخ الشهيد صالح العريضي، متهما "الأيادي السوداء الحاقدة المتضررة من خطواته الإيجابية في تقريب وجهات النظر بين الزعيمين إرسلان وجنبلاط". وقال: "الجريمة أتت عشية المصالحة التي بدأها النائب سعد الحريري والهادفة إلى تفويت الفرصة على العابثين بساحتنا الداخلية، لأن هناك من لا يريد للبنان الإستقرار ولا للبنانيين المصالحة وطي صفحة الماضي وإزالة رواسب الإقتتال، ولربما أعاد المجرم مسلسله الإجرامي ليستهدف كل الساحات من أجل اثارة أجواء الفتنة". وطالب ب"كشف ملابسات الجريمة حتى نشعر بأن هناك دولة تحمينا". ودعا القضاء الى "التحرك في اتجاه معلومات كشفتها جهة أردنية عن دخول عناصر من "القاعدة" لاستهداف "حزب الله" وجهات شيعية". ودعا "كل مسؤول وخصوصا المسؤولين الشيعة إلى اتخاذ كل التدابير لمواجهة المخطط الدموي الذي يجتاح الساحة اللبنانية ويستهدف الجسد الإسلامي عموما والوطن العربي خصوصا". وتقدم من الحزب الديموقراطي اللبناني ورئيسه الوزير طلال إرسلان وذوي الشهيد بأحر التعازي، سائلا "الله تعالى أن يتغمده برحمته ويلهمهم الصبر والسلوان".

 

المجلس المذهبي الدرزي:اغتيال الشيخ العريضي حافز للوقوف في وجه الارهاب

وجريمة مكشوفة الابعاد لن تنال من تضامن أبناء الطائفة وتلاقي اللبنانيين

وطنية -12/9/2008 (متفرقات) اعتبر مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروزالذي يرأسه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروزالشيخ نعيم حسن, في بيان اليوم, "أن الحادث الإجرامي بإستشهاد عضو المجلس السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني صالح العريضي سيكون حافزا للبنانيين عموما والموحدين خصوصا للوقوف سدا منيعا في وجه الإرهاب والفتنة، وهم في ذلك يفوتون الفرصة على المجرمين المتربصين بالجبل والوطن شرا".

وتوقف مجلس الإدارة عند "جريمة بيصور التي ادت إلى استشهاد الشيخ صالح فرحان العريضي تزامنا مع مسيرة المصالحة والألفة التي كانت قد ابتدأت في خلوات حاصبيا، وما لبثت ان انتقلت إلى طرابلس، ثم لاحت في البقاع، حيث ان هذه الجريمة مكشوفة الابعاد والمرامي، ولا يمكن ان تنال من تضامن أبناء الطائفة ومن تلاقي اللبنانيين عشية انعقاد طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية". واعرب المجلس عن تقديره العالي "للموقف الحكيم والشجاع لكل من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان وسائر المرجعيات في الجبل، لجهة دعوتهم إلى تهدئة الخواطر والحفاظ على العيش الواحد المشترك"، متوجها بالتعزية من عائلة الشهيد وبلدته وأبناء الجبل، سائلا الله "ان يمدهم بالصبر ويثبتهم على الإيمان، راجيا ان يكون استشهاده فداء للبنان وسلمه الأهلي، وللموحدين ووحدة صفوفهم". ودعا المجلس السلطات القضائية والأمنية "إلى العمل الدؤوب لكشف المحرضين والفاعلين دون تهاون أو إبطاء درءا للفتنة وحفظا لهيبة الدولة والوطن". من جهة ثانية تلقى الشيخ حسن اتصال تعزية من مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني.

 

النائب الحريري واصل لقاءاته في البقاع مع فاعليات المنطقة: البعض يتلطى بالطائفية للوصول الى مأرب سياسية بامتياز

المفتي الميس: لتتواكب لقاءات القاعدة التصالحية بجهود القيادة

وطنية - 12/9/2008 (سياسة) تابع رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري زيارته الى البقاع, وافاد بيان لمكتبه الاعلامي,انه " عقد اليوم سلسلة لقاءات مع فاعليات سياسية ودينية واجتماعية وشعبية بقاعية، استهلها باستقبال وفد من دار الافتاء في البقاع برئاسة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، في حضور مفتي بعلبك الشيخ خالد الصلح والنائب جمال جراح". بعد اللقاء قال المفتي الميس: "جئنا على رأس وفد من علماء البقاع وقضاء بعلبك وفي مقدمهم اخونا سماحة الشيخ خالد الصلح، للترحيب بالنائب سعد الحريري ومباركة هذه الخطوات التي يقوم بها سواء اكان في طرابلس او التي يتابعها في المنطقة بأسرها. والحقيقة، وجدنا لديه الكثير من التطلعات المستقبلية المطمئنة سياسيا واجتماعيا. ونريد ان نقول للناس ان هنالك امنية كنا ننتظرها وسيباشر بها ان شاء الله، نزفها للمنطقة وهي ان النائب الحريري سيبني مسجدا في المنطقة على نسق جامع الامين في بيروت. ووضعنا في اجواء تعاونه مع سماحة مفتي الجمهورية والمجلس الشرعي لتأمين التعويضات. وتمنينا ان تتواكب اللقاءات التصالحية على مستوى القاعدة بجهود تصالحية على مستوى القمة والقيادة".

سئل: هل بحثتم مع النائب الحريري في كيفية تكريس المصالحة التي تمت في تعلبايا؟

اجاب: "لقد بارك هذه المصالحة واستمع من فضيلة الشيخ احمد اللدن الى ما حصل واصبح على اطلاع كامل عليها وسيواصل ترسيخ هذه المصالحة, والنائب الحريري قلبه واسع للجميع وسيتم استكمال هذه الخطوة التي لن تكون الاخيرة.

كما اطلع من اخوتنا العلماء على مسيرة العمل والخطاب الديني في البقاع وفي مؤسسات التعليم الديني فيها وفي مقدمها ازهر البقاع. جئنا نشكره على هذه الزيارة التي وعد بانه سيتابعها على اكثر من صعيد".

كما استقبل النائب الحريري وفدا من رابطة مخاتير زحلة والبقاع الاوسط برئاسة النقيب سامي البراكس الذي اوضح بعد اللقاء: "لقد احببنا لقاء النائب الحريري لاطلاعه على قضايا ملحة وابرزها معالجة موضوع اصدار بطاقات الهوية وموضوع صندوق تعاضد المخاتير، اضافة الى المخاتير التي تم توقيفها بشكل قسري بسبب تصديقهم على امضاء لطبيب او مستشفى، اضافة الى موضوع البطاقة الانتخابية".

والتقى النائب الحريري محافظ البقاع انطوان سليمان في حضور النائب جمال جراح، وجرى عرض لاوضاع المنطقة.

وعصرا استقبل النائب الحريري وفدا من رؤساء بلديات البقاع الاوسط ضم رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط فياض حيدر ورئيس اتحاد بلديات زحلة والبقاع الاوسط ابراهيم نصرالله. وبعد الاجتماع، تحدث حيدر باسم الوفد، فقال: "اننا نرحب بشكل حار بقدوم النائب الحريري الى البقاع وبالخطاب السياسي الذي قدمه من طرابلس الى البقاع والمتعلق بضرورة تثبيت السلم الاهلي والمصالحة الوطنية وتعزيز فكرة بناء الدولة، وهذا موضوع اساسي في قناعاتنا السياسية المشتركة. تطرقنا خلال الاجتماع الى قضايا انمائية تهم البقاع. وباسم اتحاد بلديات البقاع الاوسط واتحاد بلديات زحلة،اقول ان الحوار كان مفتوحا حول المطالب الانمائية للمنطقة. ووجدنا تجاوبا كبيرا من النائب الحريري حيالها خاصة في ما يتعلق بالمياه، خصوصا ان البقاع منطقة زراعية اضافة الى محطات التكرير والاتوستراد العربي والاجحاف الذي لحق ببلدات مجدل عنجر من خلال اسعار التخمين المجحفة بحق الناس، والمدارس وكل القضايا الانمائية والبيئية والخدماتية والصحية. ووجدنا لدى النائب الحريري الصدر الواسع والاهتمام الخاص بهذه المواضيع. وشددنا على الانماء المتوازن. ونحن نريد ان تتحرك في هذا الاطار مؤسسات الدولة.

كما اننا نتضامن معه في الخطاب الذي طرحه بشأن تثبيت السلم الاهلي والمصالحة وهي قضايا اساسية".

كما استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية في شتورة، وفدا من الجماعة الاسلامية برئاسة نذير قدورة الذي قال بعد الاجتماع: "تداولنا بالشؤون السياسية وقد هنأناه على مساعيه الخيرة للمصالحة التي قام بها في طرابلس. وتمنينا عليه العمل على انجاح الحوار الوطني تمهيدا للمصالحة العامة على الساحة اللبنانية ليرتاح هذا البلد، وننتهي من المأزق الذي نحن فيه". وردا على سؤال حول المصالحة في تعلبايا، قال: "ان الاشكالات التي حصلت في تعلبايا امر مستنكر من الجميع. وقد شددنا على القوى الامنية في الامس على ان تأخذ دورها الطبيعي لتقطع الطريق على كل المتربصين في هذا البلد وامنه".

كما التقى النائب الحريري وفدا من حركة "الخياراللبناني"، وتحدث اليه عن الوضع العام في لبنان وقال:" لطالما كان تيارالمستقبل رمزا للاعتدال في لبنان, ومن الضروري ان نجد حالا من التفاعل بين التيار والخيار اللبناني، خصوصا في هذه الايام حيث يتلطى البعض بالطائفية للوصول الى مأرب سياسية بامتياز. ان ما يحصل بين السنة والشيعة في لبنان ليس سببه مذهبيا على الاطلاق وانما سياسي، ونحن من مدرسة رفيق الحريري لم ولن نفرق يوما بين مسلم وآخر ولا بين لبناني ومسيحي".

 

قلق من عودة التفجيرات والاضطراب عشية معاودة الحوار ... لبنان: إجماع على اعتبار المصالحة مستهدفة باغتيال العريضي

بيروت  الحياة - 12/09/08//

أجمعت القيادات الرئيسة ومواقف كبار المسؤولين اللبنانيين أمس على اعتبار اغتيال القيادي في «الحزب الديموقراطي» بزعامة وزير الشباب والرياضة الأمير طلال أرسلان، صالح العريضي، يستهدف المصالحات ومناخ الحوار والتلاقي بين اللبنانيين، والذي تعزز بعد المصالحة في مدينة طرابلس، ما زاد القلق من عودة مسلسل الاغتيالات والتفجيرات في لبنان في مواجهة أجواء التقارب والانفتاح بين الفرقاء المتخاصمين، بعد أحداث أيار (مايو) الماضي الدموية التي أدت الى اتفاق الدوحة. 

فالجريمة التي هزت بلدة بيصور الدرزية، وطاولت أحد رموز التقارب بين أرسلان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والذي تولى قناة التواصل الرئيسة بين الزعيمين الدرزيين، هي الأولى بعد اتفاق الدوحة، وقبل زهاء أسبوع على التئام طاولة الحوار الوطني التي دعا إليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وهي جريمة لم تقتصر تفاعلاتها السياسية على منطقة الجبل بل تعدته الى المسرح السياسي اللبناني برمته.

وبينما وجه قياديون في المعارضة الأنظار نحو إسرائيل، إما باتهامها بالجريمة أو بالإشارة الى أنها المستفيدة منها، تجنب قادة الموالاة وقوى 14 آذار توجيه الاتهامات، فيما قال الوزير أرسلان في كلمة له في بيصور أمام والد الشهيد وهو أحد مشايخ الطائفة المعروفين، ووزير الأشغال غازي العريضي، إن «الرسالة وصلت الى طلال أرسلان والجبل ولبنان كله». وتعهد أرسلان، وعيناه تدمعان، على مواصلة «ما بدأناه معك ومع وليد جنبلاط»، معتبراً «انك اليوم شهيد المقاومة وشهيد وحدة الجبل». أما جنبلاط فدعا الى الهدوء، معتبراً ان هناك «متضررين من المصالحة بيني وبين الأمير طلال ومن الكلام الإيجابي بين (زعيم تيار «المستقبل») سعد الحريري وبين (الأمين العام لـ «حزب الله») السيد حسن نصرالله». واجتمع جنبلاط قبل ظهر امس مع وفد من كوادر حركة «امل» في حضور الوزير وائل ابو فاعور والنائب أكرم شهيب وقيادات حزبية، في إطار عملية التقارب بين الجانبين والحوار لإزالة رواسب أحداث أيار الماضي. وامتدح جنبلاط وقفة والد الشهيد العريضي «الهائلة الرجولة والشجاعة» ناقلاً عنه قوله: «لو أوتي بالغريم الذي قتل صالح لسامحته».

ويشيع العريضي اليوم في بلدته فإن أرسلان، فيما طلب من سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة إحالة الجريمة على المجلس العدلي.

ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ومجلس الأمن الجريمة، كما دانتها الخارجية السورية، وقالت انها « تستهدف أمن لبنان واستقراره، ولن تنجح في تحقيق أهدافها».

ورأى النائب الحريري انها «مؤامرة علينا جميعاً»، واعتبر «حزب الله» أنها «تدلل على وجود جهات متضررة من أجواء المصالحة والانفتاح تسعى الى منع البلاد من العودة الى الاستقرار في إطار خدمة المشروع الإسرائيلي المتضرر من السلم الأهلي وبناء الدولة». ولاحظت «القوات اللبنانية» ان الجريمة «تطرح علامات استفهام بعد دعوة رئيس الجمهورية الى استئناف الحوار الوطني برعايته لا سيما في ضوء بعض محاولات التشكيك بجدوى هذا الحوار وسقفه»... كما لاحظت انها جاءت «في مرحلة تتسم بالمصالحات».

وأشارت التحقيقات الأولية في الجريمة الى ان استشهاد العريضي ليل أول من امس جاء بعد انفجار عبوة ناسفة وُضعت في أسفل سيارته وأُلصقت بهيكلها، تحت مقعد السائق، فُجّرت بواسطة آلة تحكم. وشبّهت مصادر التحقيق العبوة بتلك التي أدت الى اغتيال سمير قصير وجورج حاوي والتي استهدفت الزميلة مي شدياق.

ومساء ألقى الحريري كلمة في إفطار لتيار «المستقبل» في البقاع الذي يزوره، فأكد ضرورة المصالحة «التي أنجزتها القيادات المحلية (في البقاع وسعدنايل وتعلبايا) وكل الهيئات الروحية المعنية...»، ودعا الى «حماية هذه المصالحة وعدم إفساح المجال لحصول أي اختراقات واللجوء الى الدولة لحل الخلافات مهما كانت صعبة لأن مفهوم الدولة هو الذي يجب ان يسود في البقاع وأي منطقة من لبنان. أما اللجوء الى العنف وسيلة للتعبير السياسي، فهو مسألة ستبقى مرفوضة بالنسبة إلينا رفضاً تاماً، فأي سلاح لبناني يرفع في وجه لبناني آخر، هو سلاح مشبوه ومرفوض، ولن نقبل به، لا اليوم ولا غداً، وسلاح الشرعية اللبنانية هو السلاح الوحيد الذي يكفل حماية الوطن والمواطن معاً».

وتوجه الحريري الى «أهلنا في الجبل بأشد عبارات الاستنكار للجريمة التي أودت بحياة الشيخ صالح العريضي وأؤكد تضامني الكامل مع قيادات الجبل في مواجهة مخطط الترهيب والتفرقة الذي يتعرض له». واعتبر الحريري «وحدة الموقف الوطني في هذه المنطقة، ضمانة أساسية للاستقرار الوطني العام وننبه الى ان المتضررين من مناخات المصالحة في طرابلس، والحوار المرتقب برعاية رئيس الجمهورية، هم الذين يعملون على انتقال الفتنة من منطقة الى أخرى

 

اعتراض المصالحات وروحية الدوحة

وليد شقير- الحياة- 12/09/08//

هناك من لا تروق له المصالحات في لبنان. فهي تقض مضجعه، وتؤرقه وتضرب على أعصابه وتوتره وتربكه ثم تجعل النار تتطاير من عينيه، لكنه لا يلبث ان يسترخي في مقعده ويلجأ الى أسلوب سهل يقضي بالرد عليها عبر الرسائل الدموية، كالاغتيال وافتعال الصدامات التي يأمل ان تقود إلى إفشال المصالحات، أو على الأقل الى تجميدها وتقليص فعاليتها في تأمين بعض الاستقرار النسبي. ثم يترقب كيف يمكنه ان يحصد النتائج، وما إذا فهم المعنيون الرسالة وقرروا الانصياع لها أو لا، ليبنى على الشيء مقتضاه. وإذا كان لبنان دخل مرحلة فائقة الخطورة منذ اندلاع الصدامات الدموية في 7 أيار (مايو) الماضي في بيروت والجبل والشمال، ثم في طرابلس والبقاع، نقلت أزمته من مرحلة إلى أخرى أكثر صعوبة، لأنها أطلقت العنان لفتنة يصعب ضبطها، فإن المصالحات التي أخذت لغتها تطغى شيئاً فشيئاً لدى أوساط سياسية واسعة، تشكل سلوكاً يعترض الفتنة ويخفض القدرة على استثمارها في الإبقاء على لبنان ساحة مفتوحة لاستثمارها في شتى الاتجاهات ووفقاً للظروف. ومع ان اغتيال القيادي في الحزب الديموقراطي اللبناني الذي يتزعمه الأمير طلال أرسلان في الجبل يمكن ان يُفهم على انه رسالة إليه وإلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وضد تقاربهما منذ أحداث أيار الماضي، فإن الظروف المحيطة بالجريمة تجعل أبعادها ومراميها أبعد من رقعة الجبل والعلاقة الجنبلاطية - الأرسلانية. وقد يجد المتابعون الكثير من الأحداث والمصالحات الموضعية التي حصلت وتحصل، في الرقعة الصغيرة التي تنتشر عليها الطائفة الدرزية، لكن المناخ السياسي العام الذي وقعت الجريمة في إطاره أكثر اتساعاً بالتأكيد. فهي تأتي بعد إطلاق قطار مصالحة طرابلس الذي قاده زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري وبعد تراكم الدعوات والجهود على رغم العقبات المستمرة، للقاء تيار «المستقبل» من جهة و «حزب الله» وحركة «أمل» من جهة ثانية. كما أنها تأتي إثر تسريع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الدعوة الى التئام طاولة الحوار الوطني، بعد تمهل في الخطوة...

يسحب منطق المصالحة البساط تدريجاً من تحت أرجل القوى الخارجية التي تقتضي أهدافها إبقاء لبنان ساحة للاقتتال والتدخلات على أنواعها، وتتطلب استمرار جاهزيته للاستخدام في أي وقت سواء للمقايضة أو للتفجير... في ظل الأوضاع الإقليمية المتأرجحة بين التفاوض والمواجهة. وإذا كانت المصالحات سلوكاً اعتراضياً على إبقاء لبنان ساحة مفتوحة، فإن الاغتيالات واستخدام الوسائل الدموية هي إجراءات اعتراضية لهذا السلوك الاعتراضي. وهو من هذه الزاوية يشبه محاولات تغيير موازين القوى السياسية بالاغتيال والعنف، والتي بدأت بمحاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة في 1 تشرين الأول (اكتوبر) عام 2004 واستمرت طيلة الأعوام الثلاثة الماضية وأودت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري.

شكل اتفاق الدوحة تسوية موقتة لأنها تطلق مساراً يقوم على حظر اللجوء الى العنف واستخدام السلاح، في انتظار التسوية الأكثر ديمومة التي أوصى بالوصول إليها عبر مؤتمر الحوار. وشكل انتخاب الرئيس ميشال سليمان اختزالاً لتلك التسوية المبتغاة. وأمام الالتباس الذي رافقه، بين وجوب إخضاعه لميزان القوى العسكري الذي حتّم التدخل العربي للتوصل الى هذه التسوية وبين ما نصت عليه «ورقة الفينيسيا» بإعادة الوضع الى ما كان عليه، أطلقت المصالحات آلية لتطبيقه بعد تأخر في ذلك، ولعبت دول عربية أبرزها السعودية ومصر، عبر زيارتي السفير السعودي عبدالعزيز خوجة طرابلس ووزير خارجية مصر أحمد ابو الغيط بيروت، دوراً ضاغطاً من اجل تسريع المصالحة كخطوة سياسية تستظل بها الخطوات الأمنية، منعاً لتفجير روحية اتفاق الدوحة، وأعادت دينامية المصالحات الاعتبار لخطاب القسم الذي دعا فيه الرئيس سليمان الى «تحصين الوطن بثقافة الحوار وليس بجعله ساحة للصراعات»، وناشد فيه اللبنانيين ان «نتحد ونتضامن ونسير نحو مصالحة راسخة». في اختصار، ان اغتيال الأمس موجه ضد الروحية التي يتضمنها اتفاق الدوحة، ويوحي بأن اعتراض هذه الروحية يطلق مرحلة دموية جديدة. فما هي خطة اللجنة العربية الوزارية الراعية لاتفاق الدوحة في مواجهة محاولة القضاء على إنجازها؟

 

في مسرح الجريمة     

يقال نت/كان صالح فرحان العريضي (55 عاماً) ينتمي إلى «الحزب التقدمي الاشتراكي» قبل أن ينتقل العام 1999 إلى «الحزب الديموقراطي اللبناني» .

 لعب دوراً في التقارب بين الزعيمين الدرزيين جنبلاط وأرسلان، وكان يتولى ملف اتصالات «الديموقراطي» مع الأحزاب. وهو أب لأربعة أولاد وفتاة.

وعند الثانية عشرة ظهر اليوم يشيع العريضي في بيصور، على أن يتخلل التشييع كلمات لكل من أرسلان ولعائلة الشهيد، ومن المتوقع أن يكون هناك كلمة أيضاً لجنبلاط. يلف الشــريط الأصفر الساحة الأمامية لمنزل العريضي، مانعاً أياً كان من الاقتراب. السيارة ما زالت في الســـاحة هـــنا، محترقة وقد تطايرت أجزاء كثيرة منها، فبدت مثل «علكة» رميت للتو. في الطابق الأول من المـــبنى المطل على الســاحة شرفة منزل محترقة بالكامل من جراء الانفجار. هو منزل شقيق صالح. أما منزل صالح الملاصق لمنزل أخيه، فلم تحترق شرفته.

داخل الشريط الأصفر خبراء وفنيون كثر. يلبسون قفازات بيضاً ويرفعون أدلة من السيارة وعن الأرض، ويدونون على أوراق بيض أمامهم. حركاتهم الدقيقة والفنية لا تطمئن قلة من الشبان يقفون على مقربة من مكان الانفجار. «التفجيرات السابقة كانت أكثر وضوحاً من هذا»، يقول رواد ويضيف: «القاتل فيها كان معروفاً، وعلى رغم ذلك لم يصل المحققون إلى نتيجة». إلى جانب رواد يقف شاب آخر كان أول الواصلين لحظة وقوع الانفجار. قبل قليل كان يروي الحادثة بالتفصيل لعناصر من الجيش اللبناني متمركزين بأسلحتهم في جيب عسكري أمام موقع الانفجار. يقول الشاب إنه كان في مقهى للإنترنت يبعد عشرين متراً من منزل العريضي. سمع دوياً كبيراً، غير أنه لم يرد على باله أو بال أي من الذين في الداخل أنه انفجار، ظنوا أنه «حادث سير ضخم». خرج الشاب ومن معه ليتفقدوا ما حصل، ففاجأتهم السنة النار ترتفع من سيارة أمام منزل العريضي، قبل أن يبدأ إطلاق النار في الهواء.

يتحدث الشاب عن حال الهلع التي سادت المنطقة: «لا أحد كان يعتقد أن انفجاراً سيقع في هذه الفترة في بيصور». إذ أن البلدة مختلطة طائفياً وتضم إلى «الحزب التقدمي الاشتراكي» و»الحزب الديموقراطي اللبناني» أنصاراً لـ «الحزب القومي السوري» و «الحزب الشيوعي».

 وتعد  بيصور من  أكبر بلدات قضاء عاليه (جبل لبنان) إلى الجنوب الشرقي من بيروت وهي بلدة اصطياف يقدر عدد سكانها بأكثر من عشرة آلاف نسمة، جميعهم من الدروز، وهم ينتمون إلى ثلاث عائلات فقط هي ملاعب والعريضي (تشكلان الغالبية العظمى من السكان) والقاضي. وفي حين تعد عائلتا العريضي وملاعب من أكبر عائلات الدروز في لبنان، فإن عائلة القاضي الصغيرة، المتحدرة من التنوخيين أول حكام الجبل، تعد صلة الوصل الحيّة بين حاضر البلدة وماضيها كإحدى القرى والمزارع التنوخية. وحسب المراجع التاريخية، فإن جد العائلة هو القاضي الأمير زين الدين التنوخي.

ويشبه وضع بيصورعلى الصعيد السياسي،وضع العديد من البلدات الدرزية، حيث تتقاطع الولاءات الحزبية الحالية مع الولاءات التقليدية القديمة وتتعاكس، أحياناً ضمن العائلة الواحدة واحياناً داخل البيت الواحد. ففي حين كان الراحل صالح العريضي من أركان الحزب الديمقراطي اللبناني، الذي يتزعمه الوزير طلال أرسلان، فإن قريبه النائب والوزير غازي العريضي، وزير الأشغال العامة الحالي ووزير الإعلام السابق من أركان الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط. غير أن أحداثاً جساماً كجريمة الاغتيال الأخيرة عادةً ما تقرّب العائلات الدرزية وتجمع شملها.

يشيد رجل من البلدة بمسيرة العريضي الشهيد. الرجل «اشتراكي»، لكنه يعترف بدور بارز للعريضي في «العمل على تقريب وجهات النظر بين الزعماء الدروز لتحييد الجبل في أحداث أيار». في الطابق الأرضي لمنزل العريضي، ملحمة وصيدلية ومحل لبيع الألعاب. المحلات الثلاثة أصيبت بأضرار بالغة، وسقط فيها ثلاثة جرحى. وبين الجرحى اثنان من المارة، وآخر كان يتناول الطعام في المطعم المقابل.

أمام ساحة الانفجار أولاد يلعبون بالحجارة، وشبان لا يتجاوز عددهم العشرة. كل ما يحصل هنا لا يشبه ما كان يحصل غداة أي من الانفجارات السابقة. لا اتهامات أكيدة ولا شتائم ولا تحميل للمسؤولية... العبارات نفسها التي تلفظ بها زعماء الدروز تتكرر على ألسنة من نصادفهم، فيكون العريضي «شهيد وحدة الجبل»، أما الفاعل، فـ«من ليس له مصلحة في وحدة الدروز»، أي المجهول. وإجماع على أن «الاغتيال سياسي لضرب المصالحة» بين جنبلاط وإرسلان.

من ساحة الانفجار، يمكن تتبع خطوات النسوة المتشحات بالأسود والمناديل البيض للوصول إلى قاعة التعزية التي تبعد بضع عشرات من الأمتار. تنقسم القاعة إلى قسمين، واحد خاص بالرجال وآخر بالنساء، ولا تطل أي منهما على الأخرى.

في قاعة الرجال يجلس والد الفقيد الشيخ أبو صالح فرحان وبجواره الوزير غازي العريضي وسياسيون ومعزون، فيما تتلى آيات من القرآن الكريم. والد الفقيد من مشايخ الدورز البارزين في بيصور. وهو اتخذ منذ اليوم السابق قراراً حظر فيه على العائلة والمقربين الحديث عن الجريمة أو العائلة. وحده الأمين العام لـ «الحزب الديموقراطي» زياد شويري تحدث قليلاً عن الحادث، وقال إن العريضي خرج مساء من منزله وتوجه إلى ساحة بيصور لوقت قصير، ثم عاد إلى منزله، وأوقف سيارته بعيداً من المنزل، ثم عاد بعد فترة ليركنها قرب المنزل، ولدى وصوله، وقع الانفجار.

في القسم بالخاص بالنساء يبدو الحزن أكثر بروزاً. هنا تلتف أخوات صالح حول النعش. وتتوسطه صورة لصالح مبتسماً والخلفية حمراء. على مقربة من النعش أيضاً تجلس زوجة صالح ووالدته تتوسطهما زوجة ارسلان، لتقبل التعازي. للحزن هنا طــابع رسمي فرضــته إرادة الشيخ أبو صالح، فلا شتــائم ولا صراخ، إنما نحيـــب يرتــفع ويــخفت، وعــبارات: «يا خيي» و «يا صالح».

 

 رسالة اغتيال العريضي وصلت و...فعلت     

المخابرات السورية بدأت حملة التضليل الإيحائية :القتلة إشتراكيون!

أسرة التحرير-"يقال.نت"

تلاقى الثنائي وليد جنبلاط وطلال إرسلان على عبارة واحدة في خطابهما :وصلت الرسالة .

ومن يُدقق بشكل الترتيب السياسي لتشييع الشهيد صالح فرحان العريضي ،اليوم في مسقط رأسه في بيصور يكتشف أن "الرسالة فعلت فعلها"،إذ ليس من باب الصدفة أن يُدرج على جدول المتكلمين الوزير السابق محمود عبد الخالق، من الحزب السوري القومي الإجتماعي،الذي كان الى جانب الوزير السابق وئام وهاب يشكو من التهميش في مسيرة التوافق الجنبلاطي -الإرسلاني . ومن يقارن بين تشييع جلل لشهيد سقط في جريمة دوّت في كل ارجاء الوطن وبين استقبال الأسير سمير القنطار الذي انقسم عليه الوطن ،بفعل "الثمن"الذي تكبدته البلاد ،من جراء عملية قُيّدت باسمه ،يلاحظ ان "المشكو"منه في احتفال الاستقبال جرى تداركه في ترتيبات التشييع،وبدل أن يتسلل "الرمز السوري"الى الميكروفون ،دخل إليه من الباب العريض.

أكثر من ذلك ،فإن من يدقق بكلمة إرسلان اليوم ويقارنها بكلمة إرسلان أمس ،يمكنه أن يلحظ التعديلات الجوهرية التي أُدخلت إلينها ،بحيث بدا اليوم مختلفا ،الى حد التناقض،عما  بدا  عليه ،أمس. وثمة من يُعرب عن اعتقاده أنه ،في حال واصل إرسلان التفاعل مع الرسالة الدموية التي وصلته ،فإن الوزير السابق وئام وهّاب سيكون أحد خطباء أي حفل تأبيني مقبل يستذكر الشهيد العريضي.

وعلى وقع الرسالة الدموية دخلت المخابرات السورية على الخط واتهّمت كوادر في "الحزب التقدمي الإشتراكي"مرتبطين بإسرائيل بارتكاب الجريمة ،وفق سيناريو مفبرك مسبقا ،يبدو انّه كان ملحقا بقرار اغتيال العريضي. ونشرت هذا السيناريو مواقع متصلة بمجموعة تعمل مع الوزير السابق ميشال سماحة ،أحد أهم أركان جهاز الدعاية في المخابرات السورية ،ونسبته ،على عادتها الى مصادر إسرائيلية . وإليكم أولى بصمات المخابرات السورية التي بدأت تحوم حول جريمتها،من خلال بث التضليل و"فرض"التفرقة : 

خلال الإجتياح الإسرائيلي للبنان عملت وزارة الدفاع ورئاسة الأركان الإسرائيلية على نشر لواء كامل من جيش الدفاع في المناطق الدرزية ومعظم جنود اللواء كانو دروزا ولم يكن الأمر مصادفة بل أمرا مدروسا. خلال حرب الجبل( 1983- 1984) وما تلاها نشأت علاقة قوية جدا بين بعض مشايخ الدروز ومسؤولي الحزب الجنبلاطي من جهة وبين قادة اللواء الدرزي في جيش الدفاع وذلك على خلفية المذهب الديني المشترك.

عمل بعض الضباط الإسرائيليين على نشر فكرة دينية بين الشيوخ الذين عقدوا صداقات وأحلاف معهم فكرة طورها الشيخ طريف وقتها تقول بوجوب تحالف الدروز مع اليهود لبناء كيان درزي في جبل لبنان يتواصل عبر راشيا مع الجليل وتحميه إسرائيل وذلك لكي لا يبقى للأقلية الدرزية شيئ تخشاه في المستقبل .

على مستوى مواز دخل الموساد والمخابرات العسكرية على الخط ممهدا لهم من شيوخ موالين للشيخ طريف زعيم الطائفة الدرزية الديني في إسرائيل وذلك بهدف تجنيد قيادات دينية درزية لبنانية لصالح إسرائيل ولكن وفقا لعملية معقدة جعلت هؤلاء الشيوخ يقتنعون بفكرة رغبة إسرائيل في إنشاء إمارة درزية مستقلة في الجبل وحاصبيا وراشيا. بعض الأسماء في الحزب التقدمي الإشتراكي معروفة بتعاملها مع الإسرائيليين ولكن بعضها الآخر سري وغير معروف ومنهم قادة بعلم جنبلاط ولكن ليس بتخطيطه الدائم، ومع الوقت أصبح في داخل الحزب الإشتراكي ثلاث تيارات :

الأول ديني بقيادة علي زين الدين وهو مرتبط دينيا بجماعة الشيخ طريف وخلفه وأنسبائه من دعاة العمل بالتعاون مع إسرائيل مهما كلف الأمر .

الثاني إسرائيلي الهوى والتمويل والتسليح ويعمل مع الموساد منذ ما قبل الوجود الإسرائيلي في الجبل ولكنه تجذر مع الإحتلال وما بعده ثم خفت نشاطه العلني في مرحلة العودة السورية إلى بيروت في العام 1986 ولجأ إلى السرية المطلقة .

الجناح الثالث جنبلاطي وهو أغلبية ولكنه لا يقود القوة العسكرية والأمنية للحزب.

قائد الجناح الديني علي زين الدين هو شيخ ناشط ولكنه ليس مرجعية روحية لدى الدروز اللبنانيين لذا لجأ إلى تجنيد مشايخ صغار في السن وفي القدر ومتحمسين لفكرة الإمارة الدرزية .

الجناح الجنبلاطي بقي أسيرا رغم قوته الشعبية لجناحي إسرائيل الديني والعسكري -الأمني في الحزب الإنشراكي، فالأمن في الحزب الإشتراكي بيد رجلين منذ العام 1981 وحتى هذه الساعة وهما هشام ناصر الدين وهو رجل العلن والإسم الأكثر تداولا وهو ثقة إسرائيل المطلقة ، يعاونه في مجال المعلومات التنفيذية أحد المقربين علنا لجنبلاط ولكن ولائه الفعلي لهشام ناصر الدين وبالتالي لإسرائيل وهو رامي الريس الذي يعمل في الأمن منذ العام 2003 وفي الإعلام منذ العام 2005 ( إستمراره في العمل الأمني مع هشام ناصر الدين أمر مؤكد).

الطرف الـأكثر قربا لإسرائيل في الجناح الإسرائيلي هو محمود صافي ( في أوائل الخمسينات ) لا يعرف له شكل ولم ينشر له اي صورة ولم يشارك في أي نشاط حزبي علني وقليلون هم من يعرفون دوره الحاسم في الحزب الإشتراكي فهو القائد الأعلى للأمن وللعسكر ولأمن وليد جنبلاط وفي يديه مفاتيح قتل جنبلاط إن أراد الموساد أو حمايته إن أراد الموساد وكل الشبكات الأمنية والعسكرية في الجبل تخضع لقيادته العليا التي يعاونه فيها للشؤون الأمنية هشام ناصرالدين ( نائبه للأمن) وعسكريا يتولى القيادة العسكرية لميليشيات وليد جنبلاط العميد المتقاعد رجا حرب ( نائب محمود صافي لشؤون الميليشيا العسكرية) و محمود صافي يسكن في المختارة بمحاذاة قصر وليد جنبلاط وداخل المربع الأمني المحيط به .

لو أراد وليد جنبلاط القيام بأي أمر مخالف لتوجهات هؤلاء الثلاثة فهو سيعتمد على شخص رابع لإستلام المبادرة العسكرية والأمنية وهو صلاح بتديني وهذا الرجل له علاقات لا يعرف عنها وليد جنبلاط شيئا مع الموساد وبالتالي هو الورقة السرية لإسرائيل .

هذه التقسيمات لا تعني بأن وليد جنبلاط غير موافق على ما يقوم به جناج من الأجنحة الثلاثة ولكن في الأونة الأخيرة يجد وليد جنبلاط نفسه في مواجهة كسر عظم مع هؤلاء بعد أن كان قد سار في المشروع الإسرائيلي وقطع أشواطا طويلة في طريق إنشاء الإمارة الدرزية المرتبطة بإسرائيل .

فبعد الهزيمة التي أنزلها حزب الله بقواته تأكد وليد جنبلاط بأن كل قواته لن تقوى على منع حزب الله من تدمير زعامته وتسليم الجبل لحلفاء حزب الله الدروز مثل وهاب وإرسلان بغطاء عسكري درزي في الواجهة عاموده الفقري القائد العسكري والأمني في حزب إرسلان ( علنا أما سرا فهو يقود تشكيلات عسكرية تعتبر نفسها جزءا من السرايا اللبنانية المقاومة وهو تشكيل يقوده حزب الله ) المتحالف حتى النخاع مع حزب الله الشيخ صالح العريضي ، الرجل قومي عربي متطرف وله نزعة قومية سورية ظاهرة إلا أنه تنظيميا إنتقل من حزب جنبلاط إلى حزب إرسلان محافظا في الحالتين على حيثيته العائلية والدينية كإبن لمرجعية دينية مهمة لدى الدروز وهو كان بالفعل عين حزب الله الساهرة وظهير عسكري للحزب الإلهي في جبل الدروز والشوف لما له من سطوة على الشباب الإرسلانيين وعلى غيرهم بحكم أنه بطل حرب الجبل ضد القوات اللبنانية وبحكم أنه إبن مرجعية دينية درزية معادية للتيار الإسرائيلي .

سنعود إلى أسباب مقتل صالح العريضي ولكن يجب أولا شرح الأوضاع الداخلية في حزب وليد جنبلاط قبل العودة إلى قضية إغتيال العريضي .

كانت فكرة الإمارة الدرزية قد تفعلت مع إرتماء جنبلاط في أحضان الأميركيين والإسرائيليين فبدأت الزيارات إلى واشنطن وفي كل مرة كان يفاتح فيها الأميركيين بفكرة دولته المصغرة كان يعود إلى قادة حزبه المتصهينين ليخبرهم بأن حلمهم إقترب تحقيقه وعاش هؤلاء على وعد الإمارة المستقلة إقتناعا لجزء منهم بوجوبها وأخرين لأنها وسيلة جمع للدروز من حولهم وهؤلاء هم ناصرالدين وصافي العميلين الإسرائيليين الكبار.

منذ الخروج السوري من لبنان أصبح وليد جنبلاط رهينة في أمنه الشخصي بيد محمود صافي الذي حصل لجنبلاط على أجهزة ومعدات إسرائيلية فكافأه وليد بك بتقديمه إلى الأجهزة الأمنية السعودية بقيادة رجل السعوديين الأول أمنيا في لبنان عبد العزيز الخوجة فحصل على أموال وعلى سيارات مصفحة وتبادل مع الخوجة المعلومات نسق معه الإختراقات ثم تم تكليفه بعمليات جمع معلومات وعمليات إغتيال أخرى سعودية إسرائيلية مشتركة في لبنان.

في تلك الفترة إشتدت الحاجة إلى تحصين الجبل فأطلق جنبلاط يد الثنائي الأمني هشام ناصر الدين ومحمود صافي فنسقوا نشاطاتهم على وقع الحاجات السعودية الإسرائيلية الذين صار لهما جهاز ونشاط أمني مشترك على الساحة اللبنانية ويا للغرابة .

قدم محمود صافي وناصر الدين الحماية للشيخ علي زين الدين ولقائد عسكري للمشايخ المقتنعين بفكرة الدولة وقدم لهم السلاح والأموال ليكونوا قوته الضاربة المستقلة وهؤلاء كان يقودهم روحيا علي زين الدين ( الإيرانيين أنشأوا له مدرسة بعد أن أوهمهم بأنه يريد بناء مساجد في الجبل ثم حين زار السفير فيلتمان بيت جنبلاط حشد شيوخا من أتباعه ورقص أمام السفير وذبح له الخرفان ) . أما عسكريا فقادهم الشيخ علاّم ناصر الدين الذي قاد مجموعات حماية للمستعربين الإسرائيليين في الشويفات الذين كانوا يقيمون في منزل ابوالشهيد وهو في السابع من أيار في الشويفات وهو

شخص معروف بصفته رئيس البلدية . علام ناصر الدين كان ومجموعته دليلا للمستعربين الإسرائيليين وساعدهم على قتل المسؤول عن القوات الخاصة التابعة لحزب الله وأحد تلاميذ عماد مغنية وكنيته أبو الفضل وبعد مقتل أبو الفضل على تخوم الشويفات والتي نشرنا تفاصيلها في أيار الماضي قامت قوة من حزب الله بإجتياح منطقة الشويفات من جهة الضاحية ونزلت قوة من بيصور إلى الشويفات فيها عناصر لحزب الله من منطقة كيفون وأخرون دروزا من أنصار صالح العريضي وهو على رأسهم، هرب المستعربين عن طريق البحر بزوراق من منطقة الدامور بينما بقي الشيوخ المتأسرلين يقودهم المتعصب للإمارة الدرزية علام ناصر الدين فقتل الأخير مع مجموعة كبيرة من اتباعه .

منذ ذلك التاريخ والشيخ صالح العريضي يتعرض لتهديدات بالقتل من قبل الشيخ علي زين الدين ومن قبل أتباع علام ناصر الدين الذي إستلم قيادة القوة العسكرية التابعة لمحمود صافي فعليا ولإسرائيل عمليا والتي تضم شيوخا متأثرين بعلي زين الدين وبنهج االشيخ طريف في إسرائيل لا بالمشايخ في الخلوات ولا في بعقلين ، وقد تم تعيين حسين قرضاب مكان الشيخ علام المقتول في الشويفات وهذا أقسم أنه سينتقم لخلفه من جنبلاط نفسه إن وقف في وجهه.

حاول وليد جنبلاط منذ السابع من أيار الفائت القيام بتهدئة مع حزب الله ومع سوريا على قاعدة قناعته بأن الأميركيين خذلوه وهم أنفسهم خذلوا أنفسهم وجنبلاط تأكد بأنه بين خيارين إما التسوية مع حزب الله وإما خسارة كل شي ووئام وهاب جاهز لنقل حجارة قصر المختارة إلى الجاهلية، وهو إشتكى أمام معاونيه فقال بأنه لا الأميركيين قدموا له المساعدة حين إحتاجها ولا الإسرائيليين كافأوه بالعمل الفعلي على وقوفه في صفهم، فقرر الإتفاق مع طلال إرسلان تمهيدا لتوسيطه مع حزب الله ومع سوريا ليعود هو إلى مرحلة الغشاوة على عينيه وإلى إستكمال مرحلة الكذب بالعودة إلى نغمة العروبة والمقاومة التي هو من خطها على ما بدأ يلمح مؤخرا.

حزب الله تجاوب ولكنه وضع شروطا على جنبلاط وقد عرض جنبلاط تلك الشروط على أتباعه وكلها تصب في خانة العداء لإسرائيل و العمل على سحب كل التسهيلات التي يمنحها محمود صافي وهشام ناصر الدين لرجال مخابراتها في الجبل من شقق آمنة إلى مخازن وإلى سيارات ورجال وأدلاء ومخبرين .

أول الرافضين للتهدئة هو علي زين الدين وقد إنقضى الأمر بأن طرده جنبلاط من منزله وهدده بالحساب العسير فجاء إلى جنبلاط من يخبره بأن علي زين الدين إجتمع بحسين قرضاب في مسعى لتوجيه رسالة قاسية لجنبلاط تتمثل بتوزيع سلاح وذخيرة ومال على رجال دين خاصة وعلى عاطلين عن العمل وعلى مناصرين لجنبلاط لا يملكون شروى بعير.

لاحق جنبلاط الموضوع فوجد أن الأموال التي بأيدي الشيخ علي والسلاح الذي يوزعه أمرا أكبر من شيخ يحلم بإمارة درزية، إتصل برجال أمنه فأبلغه محمود صافي بأن علي زين الدين ليس وحده وأنه هو وهشام ناصر الدين ورجا حرب مع موقف الشيخ علي زين الدين الرافض لفكرة إلغاء فكرة الإمارة والإستقلال بدولة خصوصا وأن إسرائيل متحمسة للموضوع .

حصل بين جنبلاط وهؤلاء العملاء لإسرائيل إشتباك كلامي فإستشار جنبلاط بعض مستشاريه فوجد أن كل من حوله منقسم ، فمروان حمادة يفكر بالإنتحار ومصاب بكآبة وأكرم شهيب مع الإمارة ومع إبقاء التوتر الدرزي ضد حزب الله ، ثم تبين له أن القوة العسكرية لحزبه ومخازن الأسلحة كلها بيد محمود صافي وحلفائه .

تريث عندها وليد جنبلاط في التصرف ضد هؤلاء ولكنه تابع بحسرة زيارات محمود صافي إلى السفارة السعودية وعلم بشاحنات الأسلحة والمدفعية التي إستلمها رجا حرب مؤخرا من داخل لبنان وعلم بتمويل سعودي مكثف عبر الحريري لمناوئيه في الحزب فأعلن لصحيفة لأخبار يوم أمس ما أعلنه من إنتقاد علني لصبي السعوديين في بيروت سعد الحريري ، هذا لا يعني بأن جنبلاط عاد لحلفه مع حزب الله عن قناعة ولكنه متخوف من إندحار زعامته مرة واحدة وإلى الأبد علي يد حزب الله خصوصا وأن محمود صافي يعمل لمصلحة إسرائيل حتما ولا يأبه بمصلحة جنبلاط وهو سيطر على المهووسين من المشايخ الصغار لتغطية الأمر شعبيا فالشيخ له هيبة عند الدروز وإحترام ولو كان صغيرا في السن لم يبلغ سن الحكمة.

إذا صار جنبلاط أمام تهديدين، إسرائيلي سعودي خصوصا وأنه يعرف بأن السعوديين والإسرائيليين يتشاركون المعلومات وتنفيذ العمليات في لبنان ويعرف بأن هشام ناصر الدين ومحمود صافي لا يزالون يسهلون للإسرائيليين زياراتهم إلى عمق الجبل ويقدمون لهم العون فيما يحتاجونه ( يقال بأن في الجبل مقرات للموساد وبيوت آمنة يحميها محمود صافي)

وآخر إلهي لـأن الإتفاق على وقف التقدم بإتجاه المختارة يوم التاسع والعاشر من أيار لحظ تنظيف جنبلاطي لمناطقه من عملاء ورجال إسرائيل وهو أمر لم يحصل لا بل أن رجا حرب يقوم بتوزيع جديد لمراكزالمدفعية في الجبل ولمجموعات مسلحة بغرض الإستعداد لمعركة قادمة يظن هو أن الإسرائيليين سيشاركون فيها إلى جانبهم ضد حزب الله.

هنا ندخل إلى دور الشيخ صالح العريضي ، فهذا الرجل له إمتدادات داخل الحزب الإشتراكي لأنه كان أحد كبار مسؤوليه حتى العام 1998 وهو عمل منذ أيام الإحتلال الإسرائيلي مباشرة على مساعدة حزب الله وله علاقات قوية جدا بالسوريين الذين يعتبرونه الرجل رقم أثنين في جماعة طلال إرسلان .

صالح العريضي بنى منظمة شعبية وأمنية مضادة للإسرائيليين ولتيارهم بين الجنبلاطيين وإستمال الكثير من رجال جنبلاط في بيصور والشحار ومنطقة عاليه دون أن يتركوا الحزب الإشتراكي ، وهو عمل بين الهيئة الروحية التي تقود الدروز دينيا على أن تعلن بين زعماء العائلات والعشائر الدرزية رفضها القاطع لنشاط جماعة علي زين الدين وافكارها ففعلوا وأنكروا في السر والكتمان منعا لشق الصف على كل من يسعى للتعامل مع إسرائيل عمله وفعله وإعتبروه خارجا عن الملة والمذهب .

نجاح صالح العريضي مع القيادة الروحية للدروز في رمي الحرم على التعامل مع إسرائيل والسعي لتقسيم لبنان بحماية إسرائيل ، أهلّه للعب دور أكبر عبر قيامه بتحرير كل الأسرى الجنبلاطيين عند حزب الله والذين إعتقلهم في أحداث سبعة أيار بمن فيهم من شارك في قتل عناصر تابعة له وهو أمر كان له وقع حسن كبير جدا لدى الدروز ليس محبة لحزب الله بل إمتنانا للشيخ صالح العريضي .

ثم عمل صالح العريضي على حصر العملاء في الجبل عبر العمل على الأرض مع الجنبلاطيين ومع الإرسلانيين ومع المستقلين على فضحهم وإتهمهم بأنهم يعملون على تبرير مذبحة سيتعرض لها الدروز بعملهم لصالح إسرائيل عدوالدروز وعدوالعرب .

قلنا في البداية أن السعوديين والإسرائيليين يتعاونون في لبنان ولكن ذلك لا يعني أن الطرفين يجتمعان لتقرير خطواتهما المنفصلة ، بل أن كل طرف يقوم بما يستطيع ولكن عند تقاطع المصلحة أو عند التقاطع بين رجالهم حول هدف واحد فإنهم ينسقون.

شخص مثل صالح العريضي يعتبر التعرض له تعرضا لآل العريضي بجنبلاطييهم وبالإرسلانيين وبغيرهم وبالتالي ستؤسس أي عملية ضده لمجرزة بين الدروز ولهذا ولأن الأنظار ستتجه إلى القاتل المعروف قال والد صالح العريضي في العزاء :

لو جائني غريم أبني وقاتله الآن ليعزيني لصفحت عنه !

ما يعني بأن الرجل يعتقد بأن قاتلي إبنه معروفين وأن هناك من رآى المنفذ وهو يهرب من مكان الإنفجار بسيارة.

هنا قاطعنا معلوماتنا مع تحليل لأحد كبار الخبراء بالشؤون الدرزية اللبنانية وهو قاسم بو عزام ملحم من دروز إسرائيل وكان له علاقات سابقة بأجهزة الأمن حيث أنه كان مسؤولا عن الأمن العسكري في منطقة الشحار الغربي لكتيبة في الجيش الإسرائيلي وهي التي إحتلت منطقة بيصور – عيتات في العام 1982 وكان برتبة رائد وهوالآن متقاعد برتبة عميد. فأكد بأن إسرائيل لن تنفذ عملية ضد وليد جنبلاط في أجواء التنسيق السعودي الإسرائيلي في لبنان وفي منطقة تابعة لمن يعتبر رجلا يحاول التفلت من الحلف مع السعودية لن يجري تنفيذ مثل هذه العملية إلا بقرار سعودي إسرائيلي مشترك لأن لكل منهم في العريضي هدف لا يتحقق إلا بقتله ولأن تصرف الإسرائيليين في الجبل يجب أن يوافق مصالح وخطط السعوديين لأنها منطقة حساسة لهم فهم يريدون إستعادة وليد جنبلاط وليس دفعه لعدائهم علنا .

أما سبب الحرص الإسرائيلي على التعاون مع السعودية فلأن العمل الأمني بين الطرفين يشكل كنزا بالنسبة لإسرائيل فهي تتمتع بدعم هائل من السعوديين مجانا وبلا مقابل إلا الرضا والسعودية تستطيع تقديم إنتحاريين لعمليات إسرائيلية حيث لا يمكن للتكنولوجيا أن تكون فعالة ، على سبيل المثال لو نزل نصرالله في عاشورا القادمة أو في آخر جمعة من شهر رمضان وهي مايسميه الحزب الإلهيون بيوم القدس لو نزل نصرالله مشيا على أقدامه ليشارك المتظاهرين في إحتفالهم كما فعل العام الماضي فإن السعوديين قادرون على دفع عشرات الإنتحاريين من أتباع التكفيريين الذين يعملون بأوامر من عملاء المخابرات السعودية الذين يتخفون بثياب المتطرفين السلفيين لتفجير أنفسهم بغية قتله ولو قتلوا معه الاف المدنيين وهو أمر ليس بمقدور إسرائيل أن تفعله من الجو بسبب الإدانة العالمية لعمل مثل هذا سيوقع مئات المدنيين بين قتيل وجريح أما الإنتحاري السعودي أو السلفي التكفيري فلن يابه السعوديين إن قتل نفسه وقتل نصرالله وأدانه العالم .

إذا السعودي يريد معاقبة وليد جنبلاط وثنيه عن توجهاته الجديدة والإسرائيلي يريد إزاحة رجل أمن وعسكري قاتل ضد مجموعات المستعربين وكاد يأسرهم في الشويفات فضلا عن أنه أسس مجموعات أمنية في الجبل تابعة له تساعد حزب الله على رصد الموساديين وهو حاول تحديد بعض الأماكن التي تعتبر شقق خاصة للإسرائيليين في الجبل ورصدها تمهيدا لإختطاف ضباط موساد أحياء دخلوا لبنان ويدخلون على فترات متقطعة ولكن بشكل متواصل والله وحده يعلم متى كان سينجح العريضي في مسعاه لأسر رجال الموساد؟ .

قتل العريضي حقق هدف الجهتين بحسب تحليل الضابط الدرزي السابق في الجيش الإسرائيلي، فهو سيخلق لجنبلاط شرخا بين الدروز يحاول تجنب كأسه المر منذ العام 2005 ويخلق لغريمه أرسلان معارك عائلية بين ال العريضي الذين سيتهمون على الارجح من هدد بقتل صالح العريضي وهم جماعة علي زين الدين وحسين قضاب وأتباع علام ناصر الدين ، يعني خطر الموضوع ليس إقليميا سياسيا فقط بل له عواقب وخيمة ثأرية بين العائلات وهي مشكلة لكل من جنبلاط وإرسلان.

وفي نفس الوقت تمت تصفية شخص يعتبر ميني مغنية في عدائه وفعاليته ضد النشاط الإسرائيلي في الجبل وعاليه والشوف.

بو عزام ملحم تحدث عن تصوره لشكل التعاون بين الطرفين في عملية الإغتيال فقال:

قد يكون الإسرائيليين ساعدو السعوديين في التنفيذ عبر السماح لعملاء الموساد المحترفين بمساعدة رجال السعوديين على رصد وتحديد الهدف وربما بوسائل التنصت والتكنولوجيا وربما قدموا لهم كل التقنيات التي يحتاجونها لأن إسرائيل في هذا الجانب تملك ما لا يملكه السعودي أو الأميركي.

كما أن إسرائيل لا السعوديين هي القادرة على تحريك مجموعات تأتمر بأوامر عملائها لإطلاق النار فرحا في الهواء لحظة إعلان مقتل العريضي . هذا أمر مستغرب وغير مسبوق في الجبل فبين الدروز يبكي العدو على عدوه حين يموت ولا يشمتون أبدا فذلك ضد الأعراف والتقاليد. إلا أن حصوله يشير إلى شخص واحد قادر على تنفيذه وعلى حماية من قاموا به ألا وهو محمود صافي الرهيب.

الموضوع خطير جدا في الجبل " يتابع بو عزام ملحم" وجماعة إسرائيل والسعودية ارسلت رسالة معمدة بالدم لوليد جنبلاط ولطلال إرسلان مفادها أن الأمر لنا وحتى جنبلاط قد يقتلوه إن لم يسبقهم و يقضي على خصومه الموالين لإسرائيل داخل حزبه فهو غطائهم الشعبي ولكنهم ذراعه الأمنية والعسكرية التي إن لم يقطعها ستقطعه . وإن لم يتخلص منهم على الفور فسيتخلصون منه أو يدفعون الأمور إلى مواجهة شاملة مع حزب الله . سلاحه الوحيد الآن هو شعبيته لدى العامة التي يمكن بها مواجهة قوة ميليشيات إسرائيل التي نشأت في أحضانه وبموافقته ففقد السيطرة عليها؟وطريقه واحد : الإعلان عن تورط محمود صافي في إصدار الأوامر لتنفيذ العملية وإعلان مشاركة هشام ناصر الدين في التنفيذ فيتخلص من الأثنين وينجو بنفسه .

(مدوّنة فيلكا التي يشرف عليها سماحة من خلال أحد العاملين بأمرته في  المخابرات السورية  المدعو خضر عواركة)

 

 رســـــالة هـــادئــــة إلى وليد جــنـبـــلاط     

صالح مشنوق

الى الزعيم وليد بك جنبلاط...

لم نشأ ان نخاطبك في أوج النقاش حول مجموعة من المتفجرات السياسية التي اطلقتها للعلن منذ اسابيع قليلة. فالهدف من رسالتنا ليس الجدل وما اكثره هذه الايام داخل صفوف قوى الرابع عشر من آذار... الصحي منه وغير الصحي. بل ان غايتنا هي التوصل الى نقاش هادئ وبنّاء في مقتضيات "اعادة التموضع التكتيكي" الجارية حاليا في ظل المراجعة الداخلية – اذا حدثت – داخل قوى الاستقلال. والانطلاق عندها الى برنامج سياسي موحد ولوائح محددة (انشاء الله) يخوض بها التحالف الانتخابات – ان حصلت – بنجاح.

ولكن بما اننا اليوم على ابواب مرحلة جديدة يحق لنا – بل يتوجب علينا – ان نخاطبك بصراحة قائلين لك ان الأداء السياسي "لساحر قوى الاستقلال" في الاشهر الاخيرة لم يكن على قدر طموحاتنا. لنبدأ معك من اليوم الاول. في يوم الرابع عشر من شباط المشؤوم، عندما استشهد الرئيس رفيق الحريري اعتقدنا جميعنا ان "ظهرنا انكسر" وان ما حصل لا بد ان يجدد للجيش السوري احتلاله ثلاثين عاما جديدة. الجماهير المفجوعة الباكية تنزل الى الطرقات محتجة ولكن لا افق سياسيا لغضبها. عائلة الشهيد لم تحسم الزعامة بعد وهي غارقة في بحر من الانكسار والحزن لا يمكن ان ينتج عنه الا اتهام القاتل بالقتل. قيادات المعارضة اللبنانية مشتتة حائرة دخلت في معظمها يومها الى قصر لم تعتد عليه يوما.

يومها، أُنعم على هذا الوطن بزعيم جلس في قاعة قريطم يستقبل التعازي ويفكر في اخراج السوريين في آن واحد. وحد الصفوف وحصن العائلة وحمل العلم وقادنا جميعا الى حيث الانتصار. كنت يا وليد بك جنبلاط آنذاك عنوانا لكل ما نطمح اليه، رصيناً، شجاعاً، توحيدياً واضح الرؤيا كثير العزم والاندفاع. ومنذ ذلك الحين وانت المؤتمن على اندفاعة انتفاضة الاستقلال. على سحرها. على معنوياتها. على حماسة جمهورها. على حيوية قضاياها وحتى التسويق العالمي لأحقيتها.

اما الاشهر الستة الاخيرة فقصة اخرى. نقد ذاتي كجلد النفس. تصريحات فردود فعل فتصحيح حزبي. كلام علني يجب ان يقال في الكواليس الضيقة. اعادة تموضع – على احقيته – بدت للناس جميعا وكأنها تخل عن الحلفاء. لا لقاءات ثنائية مع الحليف المسيحي الواقعي. نواب ووزراء كل يغني على ليلاه.

نحن نعلم انك كغيرك محاصر بالحسابات الانتخابية والمعطيات الطائفية. ونعلم ان الاندفاعة الدولية تجاه الملف اللبناني تراجعت وان الرئيس الاميركي الداعم للبنان مكبل اليدين الى حين انتهاء ولايته. نعلم ان المشروع العربي ما زال غائبا ومربكا تنقصه الرؤيا والالتزام والرغبة في المواجهة. ونعلم ايضا ان السلاح غيّر كل الموازين وفرض مراجعة لكل الحسابات. نعلم انك تلوم حلفاءك على الكثير وفي هذا تملك اكثر بكثير من الحق.

صحيح اننا بحاجة الى اعادة تموضع تكتيكي والى مراجعة جدية وصحية وموحدة لتجربتنا في الاعوام الثلاثة الماضية. اين اخطأنا واين اصبنا. اين كنا واين اصبحنا. لكن اعتراضنا الشديد على أدائك هو في امور ثلاثة لا رابع لها. الاول هو التوقيت. الثاني هو الشكل. الثالث هو المنبر. اي اي مراجعة علنية تصحيحية لأداء قوى الاستقلال لا تتم الا في وقت يكون الناس فيه قد استعادوا جزءا من معنوياتهم، بأسلوب النقد الصحي والبناء والموحد في ظل رؤيا واضحة لأخطاء المرحلة السابقة واستراتيجية المرحلة المقبلة. ولا تتم الا من منبر تابع لقوى الاستقلال اعلاميا كان او جغرافياً.

لنأخذ على سبيل المثال كلامك عن حجم القوات اللبنانية في خضم اسبوع تشكيل الحكومة. الا تعلم يا وليد بك ان اكبر معركة نخوضها اليوم في لبنان هي معركة الرأي العام المسيحي وان تصاريحك هي الاكثر قدرة على دفع الناس في اتجاه الجنرال عون؟ ماذا كان يضر لو ترفعت عن الخوض في الوزارات الانتخابية وانت الاعلم ان لا معركة انتخابية في مناطق نفوذك؟

لنأخذ على سبيل المثال كلامك المتكرر عن العروبة مباشرة بعد احداث ايار. لماذا لم تقل لنا اين قصرنا بحق فلسطين والعروبة؟ هل اخطأنا عندما اخرجنا فلسطين من المزايدات الرخيصة التي تطلقها انظمة عربية رغبة بمشروعية ما بينما لا طلقة رصاص على حدودها المحتلة منذ قبل ان نولد؟ لماذا لا تقول لنا ما المطلوب منا بحق فلسطين كي نقوم به اليوم قبل الغد؟ هذا لا يعني اننا تخلينا عن عروبتنا ابدا. لكننا من العرب الذين يدفعون وحدهم ثمن عروبتهم على "الحدودين" منفردين.

لنأخذ على سبيل المثال كلامك عن احداث طرابلس. لماذا يصدر عنك كلام ومن ثم تتراجع عنه فيكون الضرر قد وقع؟ كيف استنتجت اننا ننتقم لبيروت في طرابلس؟ الا تعلم حجم الضرر المعنوي الذي تصاب به من هذه التصريحات المدينة التي شكلت منطقتها عصب وعديد انتفاضة الاستقلال وهي تتعرض للاغتيال السياسي؟

لنأخذ على سبيل المثال المقابلة الوحيدة التي اجريتها بعد احداث ايار. الا تعتقد اننا كنا بحاجة الى رؤيتك من خلال منبر صديق؟ فاي مراجعة نقدية هذه التي تجري من خلال اعلام خصومك؟ ولماذا استعمل اسلوب المراجعة بشكل يحبط الناس ونحن اكثر الناس بحاجة الى مراجعة تأخذنا من جديد الى دائرة المبادرة؟ فلماذا أخفت الناس بحرائق المعارك الكبرى وعقلك اقرب الى التسوية، وفي هذا لست وحدك.

المشكلة في خطابك يا وليد بك انك عندما تهاجم بالسياسة تذهب الى ما بعد السماء مسقطاً النظام السوري وحارقا الارض على خصوم الداخل. وعندما تتراجع بالسياسة تذهب بنا وبنفسك الى مظاهر الانكسار التي لا تشبه بشيء معادلة التسوية وإن لم تكن متكافئة. نحن لا نريد لك ومنك ايا من هذا الكلام. صحيح ان التاريخ قد يقول عنك انك صنعت انتفاضة الاستقلال. ولكن صحيح ايضا ان انتفاضة الاستقلال اعطتك زعامة اكبر من كل تجارب الماضي.

نحن نراك مؤتمناً على معنوياتنا وعواطفنا واحلامنا. نريدك مؤتمناً على وحدة صفوفنا واندفاعة جهودنا. نريدك المنظّر الاول لضرورة تصحيح ادائنا في الشكل والمضمون والتوقيت الذي يصلح لتلك المراجعة. نحن نعلم انك لم تتخل عن حلفائك، وانك ملتزم الاهداف السياسية التي وضعناها سويا، وان محاولاتهم لاستدراجك الى موضع آخر وصورة اخرى لن تنجح ان شاء الله. نحن نريدك اكبر من الجبل والطائفة والانتخابات والوزارات والخلافات الداخلية وتفاصيل التكتيك السياسي. نريدك كما كنت يوم جلست في قريطم آنذاك في اصعب الايام قائلا لنا: الايام صعبة... المطلوب الصمود... باختصار يا وليد بك جنبلاط... نريدك أ لّا تشبه الا لبناننا. مع الاخلاص والمحبة... جمهورك الاوسع في قوى الرابع عشر من آذار

صالح المشنوق

 

إغتيال صالح العريضي على ميزان الحقائق:من قتله؟     

"شهيد المصالحة "في لقطة حميمة مع جنبلاط خلال زيارته الأخيرة لبيصور

أسرة التحرير-"يقال.نت"

بصراحة مُطلقة ،لا مؤشرات تسمح برمي الإنفجار الإرهابي الذي استهدف عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشيخ صالح فرحان العريضي  في بيصور ،ليل أمس في الحضن الإسرائيلي،كما بدأت توحي وسائل الإعلام المعروفة صلته الوثيقة ليس ب"حزب الله"فحسب بل بالمخابرات السورية أيضا.

لا يملك أحد بعد،  القدرة على توجيه أصابع الإتهام نحو الجهة التي اقترفت الجريمة ،إلا أنها في حال خلت من البُعد الشخصي،وهذا هو الأرجح بالنظر لطريقة الإغتيال ،فإنّه يُصبح مؤكدا أن المطلوب من الوزير طلال إرسلان أن يخاف،بحيث يؤدي اقترابه المتنامية سرعته  من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ،الى وضعه في دائرة خطر موحّدة . وهذه ليست أوّل جريمة اغتيال ،تكون فيها الضحية هدفا ورسالة ،ويكون فيها القاتل "سوريا "والمقتول ...كذلك .

بداية من هو الضحية،في المعطى السياسي ؟ وفق أوساط رسمية في الحزب التقدمي الإشتراكي،فقد لعب العريضي "الإرسلاني"في أيار الماضي ،أي أثناء محاولة "حزب الله"غزو الجبل ،"الدور الأساسي  في تجنيب الفتنة ". وهذا بالتحديد ما عاد وأكده الوزير إرسلان ،مع تقديم التفاصيل اللازمة وتقول هذه الأوساط إن الضحية على غرار "العريضي الجنلاطي"من دعاة التواصل بين الأحزب والأطراف السياسية في الجبل .

وهذه الواقعات الإشتراكية تسمح بالإعتقاد بأن من استهدف "العريضي الإرسلاني"إستهدف عمليا وحدة الدروز التي تجلّت في صد هجوم "حزب الله"العسكري في أيار الماضي ومن ثم تكاملت في جسر الهوة بين خلده والمختارة. ومن يُدقّق جيّدا بالجهات المستاءة ،يمكنه أن يتوقف عند جهتين أساسيتين ،أولاهما "حزب الله"الذي لم "يبلع "الخسائر البشرية النوعية التي مُني بها ،في ظل كلام لا يزال يتردد عن "خيانة "إرسلانية ل"حزب الله"،أدّت الى وقوع مجموعة نخبوية منه في "فخ قاتل"،وثايتهما المخابرات السورية التي راقبت أرسلان كيف يقترب لوحده من جنبلاط ،مُلحقا أضرارا وجودية بعميليها الأساسيين ،أي الحزب السوري القومي الإجتماعي "والوزير السابق وئام وهّاب الذي شنّ هجوما مُكررا ضد إرسلان ،ليس بسبب مصالحة الخلوات في حاصبيا ،بل بسبب دوره في أيّار الماضي .الحملة الأولى لمن يهمه الأمر ،كانت في مقابلة أجراها مع وهّاب المدعو خضر عواركة ،وهو من أعضاء جهاز الدعاية في المخابرات السورية ،على أحد مواقع المخابرات السورية التي تُسمّي نفسها "الوطن".

وهنا يطرح ثمة سؤال يطرح نفسه :"هل كانت القنابل الصوتية التي تُفجّرها المخابرات السورية عبر حنجرة وهّاب رسائل الى إرسلان رفض أن يقرأها ؟

هل يُمكن أن يكون "حزب الله"وراء الجريمة ؟

وليد جنبلاط ،أنجز كل ما عليه منذ دوي الإنفجار ليُثبت النفي.

المؤشرات المتوافرة ،تؤيد وجهة جنبلاط أيضا ،ذلك أنّ "حزب الله"كان من أبرز مشجعي إرسلان على الإنفتاح على زعيم المختارة.

"حزب الله"،هو من حصر مرجعية مفاوضات وقف "غزوة الجبل"بإرسلان ،بعدما دفع الرئيس نبيه بري الى إفهام جنبلاط،في أيار الماضي ،بأنه غير مخوّل إعطاء ضمانات وإدارة إتصالات مع "حزب الله"...وغير قادر.

و"حزب الله"،هو من وافق على جدول الإحتفال الخطابي في بلدة عبيه في عاليه ،الذي تمّ تغييب وهّاب عنه ،ولولا "رأفة "سمير القنطار ،المحتفى بعودته من السجن الإسرائيلي الطويل ،لما كان تمكّن الحزب السوري القومي الإجتماعي من إنجاح "عملية التسلل"الى الميكروفون .

و"حزب الله"،هو الذي توّج التناغم بين جنبلاط وإرسلان ،ليس بالتوزير فحسب بل بنقل وزارة الشباب والرياضة من  علي قانصو ،اي الحزب السوري القومي الإجتماعي،إلى طلال إرسلان . و"حزب الله"هو من حاول أن يستثمر التفاهم الجنبلاطي والإرسلاني ،بتكثيف الرسائل الإيجابية الى جنبلاط .

وهذا يعني أنّ المؤشرات تُبعد الشبهة السياسية عن "حزب الله"،إلّا إذا كان هناك من يمتلك معلومات ،لم تتوافر بعد لدينا ،تُظهر أن للحزب مصلحة في "حذف" صالح فرحان العريضي كشخص  . صحيح أن الحزب أعطى إشارات "حيطة وحذر"،وقاد سياسة متوازنة ،راعت المعادلة الإرسلانية من جهة وحاجة وهّاب الى حضانته ،من جهة أخرى إلّا أن الصحيح أكثر أن "حزب الله"لا يبدو في موقع المستفيد من هذه العملية الإرهابية ،في هذا التوقيت الإقليمي والدولي الذي يدفعه الى إعادة تموضعه  في الداخل اللبناني ،مراهنا على الدور الذي يُمكن أن يقوده جنبلاط وإرسلان.

إذن ،هي إسرائيل أم المخابرات السورية؟ أحد لا يستطيع أن يستبعد ،دفعة واحدة، العامل الإسرائيلي عن أي جريمة تقع في لبنان ،خصوصا متى استهدفت فصيلا سياسيا مؤيدا ل"حزب الله"،كما هي عليه حال الحزب الديموقراطي اللبناني .

وثمة من يرى أن إسرائيل يُمكن أن تكون مستاءة من التقارب الحاصل بين وليد جنبلاط وطلال إرسلان ،الذي قد يُنتج ،عاجلا أم آجلا ،تقاربا بين وليد جنبلاط و"حزب الله". ويعتبر هؤلاء أن فرصة إصلاح الخلاف الحاد بين جنبلاط و"حزب الله"،ستكون سانحة بدءا بقبل ظهر ،يوم الثلاثاء المقبل،موعد انعقاد طاولة الحوار الوطني في القصر الجمهوري في بعبدا. وعلى هذا الأساس ،دخلت إسرائيل على الخط وقصفت أحد دعامات الجسر الذي يهدف الى تجاوز الوادي الذي حفرته السنتان الأخيرتان بين المختارة وحارة حريك.  هذه النظرية ، يُتوقع لها أن تُعمّم على ألسنة كثيرة في الآتي من الأيام ،لتجول بروايات مفبركة ،بعضها سيرتدي الحلة الإسرائيلية،على "العملاء المحيطين بجنبلاط"وعلى  القوات اللبنانية "المتضررة"،كما أن ميشال سماحة سيغتنمها مناسبة ،ليتوقع حصول مزيد من الإغتيالات التي ستطال "أبناء"المقاومة وسوريا في لبنان (مع العلم أنه كان قد توقع مسبقا أن تبادر اسرائيل الى ارتكاب اغتيالات تطال "المعارضين").

إلّا أن ما ينقصها لتُصبح منطقية هو ...بعض المنطق.

ذلك أن على إسرائيل أن تكون "مالية "يدها من موافقة إرسلان على تلقف رسائلها ،وأن تكون واثقة من أن لا تؤدي هذه الجريمة الى توليد حماسة كبيرة لدى"حزب الله"للتلاقي مع جنبلاط ،على اعتبار أن سلوكية هذا الحزب سابقا لم تُقدّم إشارات على أن قيادته ترى القدرات الإستراتيجية الهائلة التي تخاف إسرائيل من  أن توفرها في مواجهتها العلاقة مع جنبلاط ،وأن تعتبر أن "الفتنة "التي يمكن أن تنتج عن قطع العلاقة بين خلده من جهة وبين المختارة من جهة أخرى تُضعف "حزب الله"وتدفعه الى التسليم بما هو مطلوب منه.والآن ماذا عن المخابرات السورية ؟ يُروى أنه في أثناء الزيارة التي قام بها إرسلان على رأس وفد من الحزب الديموقراطي اللبناني لدمشق حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد ،سئل الأسد عن إمكان إعادة العلاقة بينه وبين جنبلاط فأجاب :"بعد بكير ،بعد بكير".

وعلى الرغم من هذا الحسم الأسدي،عاد إرسلان الى لبنان وصعد مع جنبلاط الى مصالحة الخلوات في حاصبيا،حيث قال كلاما كبيرا بحق "مفتنين "و"دخيلين "ومدسوسين ". وئام وهّاب ،فهم فورا أنه هو المقصود بهذا الكلام ،فرد على إرسلان بشتائم مباشرة واصفا إياه بالفاشل الذي يتصرف كما لو انه نائب في اللقاء الديموقراطي .

يومها تقصد وهّاب أن يُبلغ متلقي تصريحه أنه موجود في سوريا .

ومنذ التقارب الحاصل بين جنبلاط وإرسلان ،كان وهّاب مدركا أن الثنائي التاريخي يريد "وأده "،فتدخل لدى "حزب الله"الذي أبلغه أنه لن يقف ضد إرسلان وأنه في الوقت نفسه مستعد ان يساعد وهّاب في كل ما يطلبه ،من أجل أن يُرسّخ حالته في الجبل .

وأوصل وهّاب سيناريو شكوكه الى العماد ميشال عون،الذي حاول أن يُطوّق أي تحالف على حسابه في بعبدا ،بالمزايدة على الجميع في موضوع الوقوف الحاسم الى جانب "حزب الله"،فكان قرار القيام بجولة جنوبية تتضمن زيارة لضريح عماد مغنية.

وهكذا توجّه وهّاب الى دمشق ومعه السيناريو المرتقب للخيانة التي يُحضّرها إرسلان ،ولعلّ هذا السيناريو بالذات هو الذي كان وراء دعوة إرسلان وحزبه الى لقاء مع الأسد ليسمعوا عبارة "بعد بكير"،وليُصار بعده في مواقع المخابرات السورية الى نشر مقالات تتضمن هجومات ضد "الخائن "وليد جنبلاط.

المخابرات السورية ،ومنذ أمد طويل تُبدي حذرا من إرسلان ،الذي يريد أن يواجه خصومه ،بموجب معادلات سياسية ،تُراعي "عشيرته"ومصالحها ،في حين أن المطلوب منه المواجهة الشاملة ،لتوفير المصلحة السورية المطلوبة .

وعلى هذا الأساس ،تمّ "إيجاد"وئام وهّاب الذي لا يملك بالأساس شيئا ليخسره ،وطالما فهم المخضرمون السياسيون "إيجاد "وهّاب على أنّه تحدّ حقيقي لإرسلان وليس لجنبلاط،لأن وهّاب،في حال نجح ،سيأكل من صحن إرسلان ،فقط .

ومنذ الإنسحاب السوري من لبنان ،تلقى إرسلان ملامات سورية كثيرة على أدائه "الناعم"،ولكنه قلّما خرج عن التصعيد اللفظي ،في أوقات "الحشرة ".

ولكن الرئيس السوري ترك الأمور تأخذ أبعادها ،على اعتبار أنّ "حزب الله"يضبط الأمور بكفاءة عالية جدا ...إلى أن حصل الإنقلاب في سوريا .

ما كان صالحا قبل القمة الرباعية في دمشق ،لم يعد صالحا لما قبلها ،وما كان يُعتبر تكاملا بين "حزب الله"والنظام السوري أصبح تحالفا حذرا ،وما كانت حارة حريك تتبادله مع دمشق ،من دون قيد أو شرط أصبح لزاما أن يمر على خط حارة -حريك إيران ،فإيران -سوريا .

القمة الرباعية غيّرت كل شيء.الأسد لم يعد يريد أن يكون ورقة في يد إيران .قرّر أن يكون حليفا من موقع المعادلة المستقلة .إيران تخشى على اوراقها "الهاربة "أو "العاجزة"...ولم تتبق لها سوى الورقة اللبنانية التي ،لولاها ،لم يكن لدى الأسد ،بدوره ما يبيعه لتجميع ثمن الصفقة الكبرى المنتظرة  .

في هذه اللحظة بالذات ،كان لا بد من دوي انفجار كبير يضرب دارة خلده وشبيهاتها في الشمال وبيروت والبقاع الغربي وجبل لبنان حيث يتربع قصر "صاحب النظرية الندية "الذي حدّد موعدا لطاولة الحوار الوطني سبق لبشار الأسد ،وهو في باريس،أن قال بغيره وتُسمع أصداؤه  لدى من طوّعته يوما مجازر ،مماثلة لتلك التي حصلت في ثكنة الشيخ عبدالله وتُبلغ جنبلاط  وشبيهه البيروتي،بأنّك مخطئا جدا إن كنت تحسب أن نيكولا ساركوزي برد أنياب الأسد وقلّم مخالبه .

ثمة من يُشبه اغتيال العريضي اليوم  بمحاولة إغتيال الوزير الياس المر في تموز 2005.كان مطلوبا آنذاك "حذف "الصوت "غير السوري"من القصر الجمهوري اللبناني ،وتذكير أميل لحود الذي "تراخى"لمصلحة قوى 14 آذار ،أنّك من سوريا والى سوريا تعود ،وإلا...

لحود تفاعل مع هذه ال"إلّا.وثمة من يذهب الى أبعد من ذلك قليلا،إلى تشرين أول 2004 ،ويُشبه طلال إرسلان بوليد جنبلاط وحسن نصرالله برفيق الحريري وصالح العريضي بمروان حماده .معه حق طلال إرسلان ،فمعرفة قاتل العريضي فيه حماية لجميع اللبنانيين .

مواقف "معبّرة"لإرسلان

 وأطلق وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان،مواقف "معبّرة "للغاية ، في كلمة القاها ،بُعيد وصوله الى منزل العريضي في  بيصور،  فور عودته من الخارج.

وقال: "سوف نستمر بما بدأناه بالجبل معا، وما بدأناه معا في لبنان سوف نستمر به، ليس كرمى شخص او شخصين او ثلاثة، سنستمر به كرمى لهذا الجبل وهذا الوطن، لانك يا شيخ صالح لم يكن لديك، ولا مرة، مشروع خاص، فأنا عاشرتك في أحلك الظروف، في الظروف الصعبة التي مررنا بها خلال السنوات الثلاثة الماضية، وجدتك الى جانبي تزداد صلابة وقناعة ورسوخا بالموقف الذي آمنت به. كنت تنبهني با شيخ صالح من موضوعين، الاول عدم المخاطرة بالعلاقة مع سوريا وعروبة الجبل، وثانيا حفظ المقاومة. وانا اعتبرك اليوم شهيد المقاومة وشهيد وحدة الجبل، لانه لا كرامة لاحد في الجبل بدون وحدة الجبل. ووحدة الجبل التي بدأناها نحن واياك في 7 ايار بالتعاون مع وليد بك جنبلاط، وبالتعاون مع سيد المقاومة سوف نستمر بها ولن نقبل ان تحصل ضربة كف في الجبل، لان كرامة لبنان وكرامة الوطن هي من كرامة هذا الجبل".

واضاف  ارسلان: "بالامس سمعت عبر وسائل الاعلام الكلمة التي قالها الاخ وليد بك جنبلاط في هذه القاعة، أرى انه عبّر أحسن تعبير عن خطورة المرحلة التي مررنا ونمر بها، والتي ان شاء الله لا تحصل، ولكن من الممكن ان يمر بها البلد. الاختلاف السياسي مشروع، ولكن الفتنة غير مشروعة والانقسام العشائري غير مشروع والتخلف والتقوقع غير مشروع. نحن نقر ان هناك اختلافا سياسيا في لبنان كل لبنان، انما هل هذا الاختلاف ممكن ان يمشي بحرب اهلية في البلد. اقول لك يا شيخ صالح اغتيالك كان لرمي بذور الفتنة، لان الجميع يعرف، لا سمح الله، انه اذا ضرب الجبل يضرب كل لبنان بكل طوائفه ومذاهبه وفئاته".

(...) وقال: "الجرح عميق ولا أكابر وأقول اني غير متألم. اني متألم بقدر لا استطيع وصفه، ولكن هذا الحادث، هذا الاغتيال سوف يزيدنا صلابة ومتانة وقناعة، يبدو، ان ما كان مطلوبا عند الطامحين للفتن في لبنان، ان يحصل باغتيالك ما حصل في ايار.

يا شيخ صالح، والذي أعرفه عن قرب وكثب، كم كنت حريصا وواكبتني خطوة خطوة بكل ما فعلناه في ايار، واكبتني بكل موقف وكل اتصال وكل تفصيل من اجل سلامة الجبل ووحدته. الدم ثقيل صحيح، انما هذه الطائفة التي اعتز وافتخر ان انتمي اليها وجودها عبر التاريخ كتب لها التضحية والمواقف الصعبة، كتب لها الحفاظ على هوية لبنان والدروز في هذا الشرق.

وأكد  ارسلان لصالح "ان دمك لن يذهب هدرا"، وقال: "أقول لك لم اقم بأي خطوة الا وكنت مقتنعا بها، ولم ادل بموقف سياسي الا وكنت مقتنعا به، انما الان اقول لك يا شيخ صالح اغتيالك وشهادتك اكدت لي صحة موقفي وضميري تجاه هذه الطائفة وتجاه هذا البلد، لانه كان المطلوب ان تعم بذور الفتنة في هذه المنطقة وهذا الجبل. لقد اجريت صباح اليوم اتصالا بفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وطلبت منه ومن دولة الرئيس نبيه بري ومن دولة الرئيس فؤاد السنيورة، ان يحال هذا الملف في أول جلسة لمجلس الوزراء على المجلس العدلي. ولا اقبل تحت اي سقف الا ان يحال هذا الملف على المجلس العدلي، بالتعاون مع زملائنا وعلى رأسهم الاستاذ غازي. هذه القضية لن تموت، لان كشف الفاعل هو فعلا الاداة لحماية لبنان وليس لحماية الجبل ولا لحماية الدروز، لحماية لبنان، لان هذه الضربة هي ضربة سياسية بامتياز وضربة للوحدة والعيش المشترك في البلد وضربة لهوية الجبل وانتماء الجبل".

أضاف: "نحن امامكم وامامك يا شيخ ابو صالح نعدك انه في اول جلسة ستعقد لمجلس الوزراء، سوف يتخذ قرار في ان يحال ملف هذه القضية على المجلس العدلي، تدرس خطوات قضائية ثانية، اتمنى ان يأخذ مجلس الوزراء قرارا بتحويلها الى المجلس العدلي، والخطوات الثانية التي انا ادرسها مع محامين سوف اتحدث مع منهل صالح العريضي واخوته والشيخ ابو صالح وابنائه عن كيفية متابعة هذا الملف مهما كلفت والى اين وصلت.

 "حزب الله"

دان "حزب الله" في بيان  الجريمة  الآثمة  ورأى أنها تأتي في أجواء المصالحة والانفتاح التي يمر بها لبنان، ما يدلل على وجود جهات متضررة من هذه الأجواء تسعى إلى منع البلاد من العودة إلى الاستقرار والهدوء في إطار خدمة المشروع الاسرائيلي المتضرر من السلم الأهلي وبناء الدولة".

ودعا الجهات الأمنية والقضائية المختصة إلى "إيلاء هذه الجريمة أقصى الاهتمام للتوصل إلى كشف المجرمين في أسرع وقت وإنزال العقاب الشديد في حقهم".

...ووهّاب

 ووصف وهاب، في بيان أصدره الجريمة بعبارة " الجريمة الخبيثة "وقال إنها لم تكن تستهدف هذا المناضل الكبير، انما كانت تستهدف الجهود المبذولة لاعادة الجبل الى ثوابته الوطنية والقومية والتي لعب فيها الوزير طلال ارسلان دورا كبيرا ومميزا".

وقال: "ان البصمات الاسرائيلية الواضحة في هذه الجريمة تستدعي منا جميعا اطلاق يد الاجهزة الامنية لتطهير الاوكار الاسرائيلية التي بدأنا نشعر بنموها في الفترة الاخيرة". اضاف:" ان دماء صالح العريضي هي بمثابة انذار لنا جميعا، يستدعي تضامنا شاملا بين كل ابناء الجبل لانهاء اي محاولة اسرائيلية تهدف الى الغاء الدور الذي يرسمه الجبل الان كداعم للمقاومة في وجه التهديدات الاسرائيلية".

واشاد وهاب ب" الدور الذي لعبه والد الشهيد في وضع الامور في نصابها منعا للاصطياد في الماء العكر، وهو موقف ليس بغريب على الشيخ ابو صالح فرحان العريضي الذي كان وما يزال صمام امان طائفة الموحدين الدروز ليس في لبنان فقط بل في كل الجزيرة العربية".

بصمة القاتل

ولفتت مصادر أمنية الإنتباه الى ن الطريقة التي قتل بها العريضي تشبه تلك التي قتل بها الشهيدان جــورج حــاوي وسمير قصير. وأشــارت الى استخدام عبوة قسطلية (تنفجر من الأسفل الى الأعلى) شبيهة بالعبوتين اللتين وضعتا تحت مقعدي حاوي وقصير. لكنها قالت إن وزن العبوة التي استهدفت العريضي كان أكبر بكثير ما أدى الى انتزاع سقف السيارة وتطايره ودفع بالعريضي خارج السيارة. ولفتت الى ان التفجير وقع بعد دقائق معدودة من اقلاع سيارته، مرجحة تفجير العبوة إما بالتحكم من بعد أو بالتفجير الزئبقي (حركة الارتجاج تحرك الزئبق الــذي يرتطم بالبارود فيولّد انفجار العبوة).

سوريا تستنكر

أدانت سوريا بشدة "العمل الاجرامي الارهابي الذي أودى بحياة عضو المكتب السياسي لـ"الحزب الديموقراطي اللبناني" صالح العريضي".

وقالت وزارة الخارجية "ان سوريا تعبر عن ألمها وحزنها وتعازيها للبنان الشقيق ولآل الفقيد، وتثق سوريا بان مثل هذه الجرائم التي تستهدف امن لبنان واستقراره لن تنجح في تحقيق أهدافها".

 

الغرفة اللبنانية - الاميركية وLARP افتتحتا مؤتمر "التضامن مع لبنان"

الصفدي ممثلا سليمان: انتم أولى بالاستثمار في ارض اجدادكــــــم

سيسون: سنقيم معرضا للانتاج الاميركي في "بيال" الشهر المقبــــــل

المركزية - اغتنم وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي انعقاد مؤتمر "التضامن مع لبنان، الاستقرار والرخاء الاقتصادي" ليتوجه الى رجال الاعمال اللبنانيين والمتحدرين من اصل لبناني بالقول: "لا ندعوكم الى الغاء التزاماتكم في الخارج، بل الى تثبيت مواقعكم في لبنان، فأنتم اولى بالاستثمار في ارض اجدادكم وإخوتكم"، ولفت الى "ان تأمين الاستقرار الاقتصادي يؤمن ركيزة اساسية من ركائز الكيان اللبناني وسط التقلبات الاقليمية والدولية ورياح العولمة"، موضحا ان "هذا الامر يتطلب الحفاظ على الشخصية الوطنية للبنان بقدر الحفاظ على مصالحه الاقتصادية".

برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بالوزير الصفدي، افتتح اليوم مؤتمر "التضامن مع لبنان، الاستقرار والرخاء الاقتصادي" الذي تنظمه غرفة التجارة اللبنانية - الاميركية وشراكة النهضة اللبنانية - الاميركية "LARP" في فندق "فينيسيا"، بحضور سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ميشيل سيسون والنواب ميشال فرعون، نقولا فتوش، نعمة الله ابي نصر، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي عبود، رئيس اتحاد رجال الاعمال المتوسطي جاك صراف، رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان غازي قريطم، رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي، رئيس نقابة المقاولين فؤاد الخازن، رئيس غرفة التجارة اللبنانية - الاميركية سليم الزعني، وعدد كبير من اعضاء شراكة النهضة اللبنانية - الاميركية برئاسة وليد معلوف، اضافة الى حشد من رجال الاعمال اللبنانيين والمتحدرين من اصل لبناني.

معلوف: بعد عزف النشيدين اللبناني والاميركي ألقى معلوف كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية على تمثيله بوزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي في هذا المؤتمر، مؤكدا "مدى الدعم الذي لاقته شراكة النهضة اللبنانية - الاميركية، "خصوصا في خلال الزيارة التي قام بها الوفد لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عندما قال لنا: لقد جازفتم كلبنانيين بالهجرة وتركتم لبنان، والآن أطلب منكم ان تجازفوا بالعودة اليه للمساهمة في اعادة بنائه".

وقال معلوف: "انها مهمتنا الثانية في لبنان حيث كانت المهمة الاولى عام 2006 عندما جئنا بارادة قوية من اجل تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وخصوصا عبر جسر المهاجرين اللبنانيين لا سيما عبر شراكة النهضة اللبنانية - الاميركية، وقد عمدنا الى تقديم 4 منح، كل منها بقيمة 15 الف دولار لاربع مؤسسات في المجتمع المدني، ونحن على استعداد لتقديم المزيد من المنح لتأمين الحماية الصحية والاجتماعية لمجتمعنا اللبناني، اضافة الى اننا نريد المحافظة على بقاء شبابنا في لبنان من دون ان يهاجروا الى خارجه.

الزعني: بدوره القى الزعني كلمة رحب فيها "بالوزير الصديق محمد الصفدي الذي يمثل رئيس الجمهورية في هذا المؤتمر"، كما رحب بأعضاء الوفد الاميركي من اصل لبناني ضمن اطار تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين والعلاقات الانسانية بين مجتمع رجال الاعمال اللبناني - الاميركي.

ورحب بأعضاء شراكة النهضة اللبنانية - الاميركية واظهارهم روح التضامن مع لبنان، "خصوصا وأننا نملك علاقات جذورها في الارض وعميقة بالثقافة وهي مليئة بالنجاحات اللبنانية في شتى أنحاء العالم".

وأكد الزعني ان "غرفة التجارة اللبنانية - الاميركية لن تألو جهدا في سبيل تحسين العلاقات بمختلف أشكالها بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية، وسنتمكن من ايصال ما هو مثمر في سبيل هذه العلاقة".

صعب: ثم تحدث عضو شراكة النهضة اللبنانية - الاميركية غسان صعب عن كيفية هجرته وعمله في الولايات المتحدة الأميركية، كما تحدث عن المساعدات التي قدمها في مجالي التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.

سيسون: بعد ذلك، ألقت سيسون كلمة ركزت فيها على عمق العلاقات الاميركية - اللبنانية "خصوصا وأنها تقف خلف العلمين اللبناني والأميركي وعلم غرفة التجارة اللبنانية - الأميركية حيث تشير هذه الأعلام إلى عمق هذه العلاقات".

واعتبرت ان الشراكة اللبنانية - الأميركية قوية ووثيقة وتم تعزيزها بواسطة هذه العلاقات، خصوصاً بين القطاعين العام والخاص بين البلدين.

وقالت سيسون: عندما وصلت في شباط كنت قائمة بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأميركية، وقد سررت جداً بأن أقدم أوراق اعتمادي يوم الجمعة الماضي لأحظى بمقابلة رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد العماد ميشال سليمان، وقد حدّثني الرئيس عن نقاط قوة تجمع المجتمعين اللبناني والأميركي متسائلا عن كيفية تعزيز العلاقات بين البلدين.

أضافت: الولايات المتحدة الاميركية تقدم الدعم غير المتناهي للبنان، ومنذ العام 2006 قدمت مساعدات للأجهزة العسكرية بقيمة مليار دولار أميركي إضافة إلى المساعدات في حقول الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، ولدينا مشاريع كثيرة ومبادرات نود أن نساهم فيها من أجل لبنان مع شركائنا في الحكومات أو عبر المجتمع المدني.

وقالت: لقد تخطى مجتمع رجال الأعمال العلاقات الناشطة إلى تعزيزها وخصوصاً رئيس غرفة التجارة اللبنانية - الأميركية والأعضاء وشراكة النهضة اللبنانية - الأميركية، وأريد أن أعلمكم أننا في تشرين الأول المقبل سنقيم في مجمع "البيال" معرض الإنتاج الأميركي وسيلاقي النجاح المرجو.

وأعلنت سيسون أنها ستعرض ما يقوم به تجمع رجال الأعمال اللبناني - الأميركي، على الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارتها إلى واشنطن في نهاية الشهر الجاري، من أجل تأمين التواصل بين الشعبين والبلدين اللبناني والأميركي.

ابي نصر: وكانت كلمة لأبي نصر، مما جاء فيها: "لا حاجة للتذكير كم ان لبنان اليوم بحاجة الى ابنائه المغتربين ولا سيما في هذه المرحلة بالذات، ان لبنان لا يبنى الا على سواعد ابنائه أنفسهم مقيمين ومغتربين، مسيحيين ومسلمين. لن أتوسّع في تبيان اهمية الاغتراب اللبناني، ولن اتوقف حول اهمال الاغتراب اللبناني من قبل الحكومات التي تعاقبت على الحكم في لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم. واني أرى في اجتماعكم هذا، بزوغ امل جديد للتواصل الفعلي بين لبنان بجناحيه المقيم والمغترب. ولكن كيف السبيل لتحقيق هذا الامل؟

ان الرابط الأقوى الذي من شأنه ان يشدّ المغترب الى لبنان هو رابط الهوية. فالهوية اللبنانية تمكّن المغترب من وضع كافة طاقاته في خدمة لبنان والاسهام في تطوره، وصولا الى مصاف الدول المتطورة الحديثة.

ينقسم ابناؤنا في الاغتراب الى ثلاث فئات: الفئة الاولى: هم اللبنانيون المقيمون خارج لبنان وما زالوا يتمتعون بهوية او جواز سفر، الفئة الثانية: هم اللبنانيون المتحدرون من اصل لبناني وقد فقدوا هويتهم، الفئة الثالثة: هم المغتربون اللبنانيون الذين هاجروا قبل 30 آب 1924 الذين اختاروا الهوية اللبنانية ولم تسجل اسماؤهم بعد في سجلات الاحوال الشخصية.

اولا: 1- بالنسبة للفئة الاولى، فان قانون الانتخاب الجديد الذي هو قيد الدرس في اللجان النيابية يسمح لهم الانتخاب في السفارات والقنصليات اللبنانية المنتشرة في العالم، ونحن الان بصدد وضع آلية تتيح لهم استعمال هذا الحق. المهم هو ان يبادروا فورا الى تسجيل اسمائهم قبل آخر العام الحالي في السفارات والقنصليات. والمهم ايضا ان ترصد الدولة الاموال اللازمة لوضع هذه الآلية قيد التنفيذ وان تتحرك وزارة الخارجية في هذا الاتجاه.

2- اكثر من ذلك، ومن اجل تمثيل صحيح في مجلس النواب، فقد تقدمت بتاريخ 10/11/2003 باقتراح قانون يرمي الى اضافة اربعة عشر نائبا على عدد النواب الحاليين في المجلس النيابي ينتخبهم اللبنانيون المقيمون في الخارج من بينهم بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين ونسبيا بين الطوائف. وقّع معنا هذا الاقتراح 10 نواب، ينتمون الى مختلف الطوائف والكتل النيابية الفاعلة، وقد أقرّ هذا الاقتراح في لجنة الادارة والعدل ولكن الاقتراح يتطلب تعديلا للدستور.

ثانيا: اما بالنسبد للفئة الثانية، فهناك مشروعان بالنسبة لهم:

أ - اقتراح قانون سبق وتقدمت به الى مجلس النواب بتاريخ 10/9/2003 يرمي الى استعادة الجنسية اللبنانية لمن هم من اصل لبناني، شرط اثبات اصلهم، والاقامة المتواصلة ثلاثة اشهر على الاراضي اللبنانية. هذا الاقتراح ما زال قيد الدرس في اللجان النيابية ويقتضي اقراره.

ب - اللجنة الوزارية المشكلة من قبل مجلس الوزراء والتي كان يرأسها الرئيس عصام فارس، رأت ان المتحدرين من اصل لبناني الذين لا يحملون الجنسية اللبنانية يقدّرون بالملايين ويشكلون طاقات اقتصادية وثقافية وسياحية كبرى، وبانتظار الوصول الى حل بالنسبة لمنحهم الجنسية اللبنانية، اوصت بإنشاء هذه البطاقة التي تمنح صاحبها حقوقا وامتيازات وأفضليات خاصة، الا انه ما قيمة هذه البطاقة للمغترب المتحدر من اصل لبناني إن لم تعطِهِ اختياريا حق استعادة جنسية اجداده؟

ثالثا - أما بالنسبة للفئة الثالثة فهناك آلاف معاملات اختيار الجنسية عائدة للمغتربين اللبنانيين. وفي كانون الاول 1967 اعتبرت هذه المعاملات نافذة ونهائية ودون حاجة الى اي معاملة اخرى ويقتضي بالتالي تسجيلها وقيدها حكما؛ ورغم صراحة هذا النص، لم تسجّل هذه المعاملات. وأقمت شكوى امام التفتيش المركزي فقضى بوجوب تسجيل هذه المعاملات فورا. وهي الآن قيد التسجيل، والدفعة الاولى تبلغ نحو 7000 معاملة.

لكن وبما انه مضى على تقديم هذه المعاملات اكثر من خمسين عاما، فإن اغلبية اصحابها من المحتمل ان يكونوا قد توفوا، لكن اولادهم واحفادهم يستفيدون من الجنسية. فالمطلوب الآن من القنصليات والسفارات والمجتمع الاهلي التحري عن اصحاب هذه المعاملات واولادهم وإعلامهم انهم اصبحوا لبنانيين وباستطاعتهم استلام الهوية.

رابعا - الجامعة الثقافية في العالم: تعلمون ان هناك خلافا ضمن الجامعة الثقافية في العالم، وقد انقسمت الى جامعات، ولكن على اثر تقديم اللجنة الوزارية تقريرها المسهب حول الاغتراب، كلف مجلس الوزراء وزير الخارجية تشكيل هيئة انتقالية او هيئة انقاذ موثوقة ومقبولة من الطرفين، على ان تدعو هذه الهيئة الى مؤتمر عالمي ينبثق عنه مجلس عالمي للجامعة، المؤسف ان شيئا من هذا القبيل لم يحصل.

لذلك اقترح عليكم ان تحثوا كل الجاليات اللبنانية المنتشرة في العالم من اجل الضغط على الدولة اللبنانية بكل الوسائل المتاحة شرعيا، من اجل التواصل الفعال والمنتج بين لبنان المقيم والمغترب.

ختاما، اني اتمنى على المؤتمرين ان تتضمن مقررات وتوصيات هذا المؤتمر:

اولا - الطلب من الحكومة اللبنانية العمل الجاد وبالسرعة المطلوبة على وجوب وضع وتنفيذ الآلية اللازمة التي تمكّن اللبنانيين المنتشرين في العالم من ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات المقبلة اقتراعا وترشيحا وبالتالي تأمين الاعتمادات المالية اللازمة لهذه الغاية.

ثانيا - الطلب من الدولة اللبنانية اقرار التشريعات اللازمة التي تمكن المتحدرين من اصل لبناني استعادة الجنسية اللبنانية.

ثالثا - ان لم تتضمن البطاقة الاغترابية اعطاء صاحبها حق الحصول على الجنسية اللبنانية اذا ما اراد، فلا جدوى منها ويقتضي عدم اقرارها.

رابعا - الاسراع في قيد معاملات اختيار الجنسية الواردة من مختلف القنصليات والسفارات اللبنانية قبل 29/9/1958 والمودعة جميعها المديرية العامة للاحوال الشخصية، بعد ان بدأ وزير الداخلية الراهن تسجيلها مشكورا.

خامسا - التمني على الدولة اللبنانية العمل على كل ما من شأنه تسهيل التواصل بين لبنان المقيم والمغترب وذلك على كل الاصعدة.

الصفدي: ثم ألقى ممثل رئيس الجمهورية الوزير الصفدي كلمة جاء فيها: شرّفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تمثيله في رعاية مؤتمر "التضامن مع لبنان، الاستقرار والرخاء الاقتصادي"، الذي تنظمه مجموعة "شراكة النهضة اللبنانية - الاميركية"، طالباً مني نقل تحياته اليكم، ودعاءه بالنجاح لأعمال مؤتمركم.

ان لبنان يسير اليوم بثقة وعزم على دروب تأكيد حقيقته وجوهر وجوده باعتباره وطن التنوع الانساني الخلاق.

تلتقون اليوم في بيروت، في وقت بالغ الاهمية لتشاركوا اللبنانيين جميعا في بناء ركيزة الازدهار الاقتصادي لوطن نجح في تثبيت السلم الاهلي.

ان الاستثمار في الوطن الام حق وواجب، وكما غامرتم عندما غادرتم لبنان، تمرّستم بتحدي الصعاب حتى غدا النجاح في التحديات. لا ندعوكم إلى إلغاء التزاماتكم في الخارج، بل إلى تثبيت مواقعكم في لبنان. فأنتم اولى بالاستثمار في أرض اجدادكم وإخوتكم. انتم تحملون من وطنكم الزخم الفاعل الذي يجعله ينتصر دوما على صعوباته. نريدكم صوتا لبنانيا صافيا في زمن الاغتراب. نريدكم خط الدفاع الاول عن لبنان في عواصم القرار الدولي.

ولنكن اكثر وضوحاً، فإن لمؤتمركم ابعادا مهمة يقتضي الاعتراف بها. ذلك ان تأمين الاستقرار الاقتصادي يؤمن ركيزة اساسية من ركائز الكيان اللبناني وسط التقلبات الاقليمية والدولية ورياح العولمة. هذا الامر يتطلب ان تكون غاية التضامن الذي تعملون لأجله، الحفاظ على الشخصية الوطنية للبنان بقدر الحفاظ على مصالحه الاقتصادية.

ان خياركم هذا، بتشعباته السياسية والثقافية والاقتصادية والاخلاقية، يدفعنا للعمل معا من اجل مزيد من الرفعة في تعاطينا مع بعضنا البعض من اجل لبنان وشعبه.

ان مسؤولية النهوض الاقتصادي ليست مسؤولية فرد او افراد، بل مسؤولية وطنية مهمة شاملة، نحن مدعوون جميعا الى تحمّلها، كي يعود لبنان لتبوّء المراكز المتقدمة التي كانت له اقليميا ودوليا.

إننا مدعوون الى إرساء استراتيجية اقتصادية واجتماعية ترفع وطننا الى مصاف الدول المنتجة وتعزز مستوى المعيشة لشعبنا الذي يستحق الحياة الكريمة.

مؤتمركم اليوم مصدر امل وثقة. حافظوا على التزامكم العمل من اجل لبنان، كما تحافظون على ثقتكم بأنفسكم. بهذا يكبر الامل بلبنان، ويدرك العالم اننا وطن جدير بالبقاء.

سلامة: ومن المقرر أن يقام حفل عشاء في التاسعة مساء على شرف المشاركين في المؤتمر، يتحدث فيه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

 

 

 

اعتصام امام السفارة الأميركية تضامنا مع المعتقلين الكوبيين

القنطار: الظلم والاحتلال لا يتوقفان عند حدود بلد أو منطقة

وطنية - 12/9/2008 (سياسة) نظمت "لجنة التضامن اللبنانية لتحرير المعتقلين الكوبيين الخمسة"، التي يرأسها الاسير المحرر سمير القنطار، اعتصاما تضامنيا امام سفارة الولايات المتحدة الأميركية في عوكر في الذكرى السنوية العاشرة لاعتقال خمسة مواطنين كوبيين بشكل تعسفي وعلى خلفية سياسية في سجون الولايات المتحدة الأميركية. شارك في الاعتصام 250 شخصا من مختلف الاحزاب والمنظمات الشبابية اللبنانية وحملوا الاعلام الكوبية واللبنانية وصور المعتقلين الخمسة وهم: انطونيو رودريغز، جيراردو هونانديز نورديل، رامون لابانيونو سالازار، رينيه غونزاليز سيهريرت، وفرناندو غونزليز لورت.

وأكد القنطار في كلمة القاها "أن هذا الإعتصام هو صرخة ضد الظلم والاحتلال الذي لا يتوقف عند حدود بلد أو منطقة. من هنا نأتي اليوم جميعا لنتضامن مع رفاق أعزاء اعتقلوا تعسفا لأنهم دافعوا عن بلادهم تماما كما دافعنا نحن عن بلادنا ونحن وإياهم مصرون على أن نواصل المسيرة.

وأضاف: "أعلن اليوم باسم المعتصمين تضامني مع كوبا وثورتها والتي تابعت مسيرتها وانتصرت على الحصار الجائر وتقدمت بشكل متواصل قلعة قوية في مواجهة الامبريالية الأميركية".

وتلت عضو اللجنة وفيقة ابراهيم رسالة موجهة من المعتقلين الخمسة الى المعتصمين.

ثم تلا أمين سر لجنة التضامن هادي بكداش رسالة موجهة الى الرئيس الأميركي جورج بوش مما جاء فيها: "نحن المعتصمون اليوم في محيط سفارة بلادكم، ندرك تماما تاريخ تعاطي الإدارات المتعاقبة في الولايات المتحدة مع الثورة الكوبية من خلال دعم تلك الإدارات للعدوان على الشعب الكوبي المحاصر من قبلها منذ أكثر ما يزيد عن أربعة عقود. كما أننا ندرك جيدا تاريخ العنف الممارس من قبل الولايات المتحدة التي تشن الحروب في كل مكان وتتدخل بإستمرار في الشؤون الداخلية لبلدان العالم من أجل إخضاعها وبسط هيمنتها عليها على غرار ما يحصل اليوم في منطقة الشرق الأوسط".

وتابع: " نعرب عن بالغ قلقنا إزاء طريقة تعاملكم مع ملف المعتقلين الكوبيين الخمسة ومع أسرهم، وخاصة بشأن الرفض المنهجي والمستمر لمنح تأشيرات دخول مؤقتة لأدريانا بيريز، زوجة هيراردو، وأولغا سالانويبا، زوجة رينيه، لما في ذلك من إنتهاك لحقوق الإنسان المنصوص عليها دوليا وفي دستور الولايات المتحدة بالذات. إن الكوبيين الخمسة السجناء قد أدينوا ظلما بعد أن عوملوا بشكل تعسفي، وقد ثبت ذلك من خلال تقرير فريق العمل الخاص بالإعتقالات التعسفية التابع للأمم المتحدة. نحن نطالبكم بإحترام حقوق الإنسان في تعاطيكم مع الشبان الخمسة وبمنح تأشيرات دخول لأولغا وأدريانا لزيارة زوجيهما.