المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 14 ايلول/2008

إنجيل القدّيس مرقس .44-41:12

وجلَسَ يسوعُ قُبالَةَ الخِزانَةِ يَنظُرُ كيفَ يُلْقي الجَمعُ في الخِزانَةِ نُقوداً مِن نُحاس. فأَلْقى كثيرٌ مِنَ الأغنِياءِ شَيئاً كثيراً. وجاءَت أَرمَلَةٌ فَقيرةٌ فأَلقَت عُشَرين، أَي فَلْساً.

فدَعا تَلاميذَه وقالَ لَهم: «الحَقَّ أَقولُ لَكُم إِنَّ هذِهِ الأَرملَةَ الفَقيرةَ أَلْقَت أَكثَرَ مِن جَميعِ الَّذينَ أَلقَوا في الخِزانَة، لأَنَّهم كُلَّهم أَلْقَوا مِنَ الفاضِلِ عن حاجاتِهم، وأَمَّا هي فإِنَّها مِن حاجَتِها أَلْقَت جَميعَ ما تَملِك، كُلَّ رِزقِها».   

 

الطوباويّة تيريزيا الكالكوتيّة (1910-1997)، مؤسّسة راهبات مرسلات المحبّة

الطريق البسيط/" كُلّهم ألقوا من الفاضِل عن حاجاتِهم، وأمّا هي فإنّها من حاجَتِها ألقَت جَميعَ ما تَملِك، كُلَّ رِزقِها"

عليكم أن تعطوا ما هو مُكلف لكم. إذ، لا يكفي أن تعطوا فقط ما يمكنكم الإستغناء عنه، بل أيضًا ما لا تقدرون ولا تريدون الإستغناء عنه، أي الأشياء التي تعلّقتم بها. عندها، يصبح عطاؤكم بمثابة تضحية قيّمة في عينيّ الله. هذا ما أسمّيه الحبّ العمليّ. كلّ يوم، أرى هذا الحبّ يكبر عند الأولاد، وعند الرجال والنساء.

ذات يوم، كنتُ أسير على الطريق؛ فبادرَني مُتسوِّل قائلاً لي: "أيّتها الأم تيريزيا، الجميع يقدّم إليكِ التبرّعات؛ أنا أيضًا أريد أن أعطيكِ شيئًا. اليوم، لم أكسبْ سوى تسعة وعشرين سنتًا طوال النهار وأودّ أن أقدّمها إليكِ". ففكّرتُ للحظة: إذا أخذتُ منه هذا المبلغ الضئيل (الذي يكاد لا يساوي شيئًا)، قد لا يجدُ ما يأكله هذا المساء. لكن، إن لم آخذه منه، قد يشعر بالحزن. لذا، مددْتُ يديّ وأخذْتُ المال. حينها، رأيْتُ على وجه هذا الرجل سعادة لم أرَها قطّ على أيّ وجه آخر. فقد بلغَ قمّة السعادة، إذ تمكّن من التبرّع هو أيضًا للأمّ تيريزيا! كان هذا العطاء بمثابة تضحية عظيمة بالنسبة إليه، بعد أن وقف النهار كلّه تحت أشعّة الشمس لكسب هذا المبلغ الزهيد التافه. لكنّ هذا العمل كان أيضًا رائعًا، لأنّ هذا المال الذي تخلّى عنه تحوّل إلى ثروة، طالما تمّ التبرّع به بهذا الكمّ من الحبّ.

 

العماد عون ...وغيره     

إلهام فريحة

ماذا سيفعل العماد ميشال عون مع السياسيين والصحافيين الذين وجَّهوا إتهامات لأكثر من جهة بالوقوف وراء جريمة بيصور? هل سيطلب إحالتهم إلى المحاكمة كما فعل مع الزميلة (لوريون لو جور)? أم سيوجِّه إليهم نعوت يندى لها الجبين، كما نعَتَ الزميلة (المستقبل)? مشكلة العماد عون ان كل (إستراتيجيته السياسية) قائمة على الإتهام، وحين يقوم أي سياسي بإعتماد (الإستراتيجية) نفسها، يبادر إلى مهاجمته، فكيف يُوفِّق بين هذا التناقض? عام 1989، كان العماد عون يقول عن نفسه أنه (رئيس حكومة وستة وزراء)، اليوم، وبعد تسعة عشر عاماً على هذا التوصيف، يحاول أن يكون قاضي تحقيق ومدَّعياً عاماً ورئيس محكمة في آن واحد:

يقرأ الصحيفة فلا يُعجبه خبراً فيها فينتقدها ويدعو إلى محاكمتها ولا يتوانى عن إصدار حُكمٍ قاسٍ في حقِّها. تقع حادثة سجد، وبدلاً من أن ينتظر نتائج التحقيق، فإنه يضع اللوم على مديرية التعليم كيف سمحت للمروحية بأن تصل إلى المكان الذي وصلت إليه! هناك مشكلة في علاقة العماد ميشال عون مع الإعلام، في اليوم التالي لجولته في الجنوب أعلن أن مَن يريد أن يذهب إلى بنت جبيل وينام على الطريق، بإمكانه أن يفعل ذلك، وهو يحميه، وذلك للتدليل على أن الجنوب آمن، كيف يحمي مَن يريد النوم على الطريق في بنت جبيل ولا يحمي مروحية للجيش اللبناني في سجد? كيف يتحدث العماد ميشال عون عن أمن الجنوب وهو لا يستطيع أن يشعر بالأمان بين الرابية ومطار بيروت? وإستطراداً كيف يُفسِّر إنتقاله إلى الضاحية الجنوبية للنوم فيها، عشية سفره إلى باريس، للإنتقال منها إلى مطار بيروت?

قد يكون العماد عون يعيش هاجساً أمنياً، فكيف يحق أن يكون لديه هذا الهاجس ولا يحق لغيره بأن يشعر بهذا الهاجس? 

عادت المخاوف الأمنية لتضرب لبنان من أقصاه إلى أقصاه، وعليه فإنه يُفتَرَض بالعماد عون أن يُدرِك مخاوف السياسيين والإعلاميين، فإذا كان هو، شخصياً، لديه مَن يحميه، فهذا لا يعني أن الآخرين يتمتعون بالحماية ذاتها، وهذه (الميزة) التي لديه يجب ألا تكون عنواناً لتعاليه على الآخرين بل يجب أن تدفعه للتفكير، لماذا الأخرون يشعرون بالخوف? بدل أن يُعيِّرهم بخوفهم.

إذا أردنا أن نصدق القول للعماد ميشال عون، فعلينا أن نصارحه بأمانة وبصداقة بأن كلامه في حق الإعلاميين والسياسيين لم يكن موفقاً، وأن تصحيح الخطأ فضيلة، أما إذا كان يعتقد بأن ما قاله لم يكن خطأ، فتلك مشكلة سياسية حقيقية من الصعب معالجتها أكثر من ذلك، أليس مستغرباً أن يرد العماد عون على ما يعتبره (خطأ) بالأسلوب ذاته?  كيف يُصدر أحكاماً مسبقة على مَن يعتبرهم يصدِرون أحكاماً مسبقة? كيف يريد لنفسه ما ينتقده في الآخرين? 

 

«تكويعة» جنبلاطية جديدة

داود الشريان- الحياة   

في حوار مع جريدة «الأخبار» اللبنانية المحسوبة على «حزب الله»، نشر الخميس الماضي، اتهم وليد جنبلاط تيار «المستقبل» ونوابه بالتعصب والتشدد المذهبي وعسكرة السنّة، وانتقد سعد الحريري وبعض مستشاريه، وشبّه فريقه بقافلة الجمال «يمشي الجميع مع الجميع»، وقال إن تيار «المستقبل» ليس حزبا، بل  تيار «يعتمد على الخدمات والتعليم والمستشفيات»، وانتقد المصالحة التي تمت في طرابلس واتهم الحريري بأنه لعب لعبة خطرة مع السلفيين ثم تداركها بالصلح، وشكك بمستقبل «المستقبل»، وتماسكه ككتلة واحدة انتخابيّة. وأشار إلى أن استمرار هجومه على سورية سببه ضرورات التعبئة والسياسة لا أكثر، رافضا الرهان على تغيير النظام السوري من الداخل، وطالب بالتعايش مع سلاح «حزب الله»، مبررا وجوده بضرورات إقليمية، وقال إن الشخص الوحيد الذي يمكن أن يتحاور معه هو السيد حسن نصرالله.

هل يمكن اعتبار مواقف جنبلاط في هذه المقابلة بداية لتطبيع علاقته مع سورية و «حزب الله»، وتلويحاً بالانسحاب من تيار «14 آذار»، ومحاولة لتغيير موقعه بعد اتفاق الدوحة، أم أن هذه الآراء مجرد تكرار لأسلوبه في المناورة والكر والفر الإعلامي و «التكويع» حسب رأي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يرد ولا يجاري جنبلاط في هجومه وفرقعاته الإعلامية، فإذا سئل عن السبب قال جنبلاط «يكوّع»، أي يلتف ولا يستقر على موقف ويغير رأيه بسرعة.

لا شك في أن تصريحات وليد جنبلاط «تكويعة» جديدة، وهي أصبحت جزءاً من التسلية في المشهد السياسي اللبناني، فجنبلاط يحدد موقفه بحسب الشخص الذي أمامه، ولو ذهب إليه رئيس تحرير صحيفة «المستقبل» لعاود المطالبة بطرد السفير الإيراني من بيروت، ونزع سلاح «حزب الله» الى غير ذلك من المواقف، لكن موقفه من المصالحة في طرابلس يستحق التوقف، فهو ردد موقف بعض السياسيين والكتاب الموالين لـ «حزب الله» الذين كذبوا على أنفسهم وصدقوا الكذبة، فما جرى في طرابلس هو من بقايا حقبة الاحتلال السوري للبنان، فضلاً عن ان أحداث طرابلس ليست المسمار الوحيد الذي تركه السوريون في لبنان، وسيمضي وقت طويل حتى يتخلص اللبنانيون من آثار هذا الاحتلال

 

مؤسسة بشير الجميّل وعائلتــــه تحيي الذكرى 26 لاستشهاده

نديم الجميّل لن يعلن ترشيحه بانتظار قرار الكتائب وقانون الانتخاب

المركزية - في الذكرى السادسة والعشرين لاستشهاده، تحيي مؤسسة بشير الجميّل وعائلة الشهيد القداس السنوي لراحة نفسه وأنفس رفاقه الشهداء وذلك عند الرابعة من بعد ظهر غد الاحد في بازيليك الايقونة العجائبية - دير الآباء اللعازاريين في الاشرفية. ويرأس القداس ممثلا البطريرك الماروني النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جوده ويعاونه لفيف من الكهنة. ويتقدم المشاركين وزير العدل ابراهيم نجار ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب بيار دكاش ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير المهجرين ريمون عودة ممثلا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. كما أكد العديد من الوزراء والنواب والقيادات السياسية والحزبية والروحية والاقتصادية مشاركتهم في القداس.

وستتقدم الحضور القيادة الكتائبية بمختلف هيئاتها الحزبية والادارية والمناطقية وحشد غفير من مختلف المناطق وسط استعدادات واسعة في اقاليم بيروت والاشرفية خصوصا كما بالنسبة الى باقي الاقاليم والمصالح الحزبية وخصوصا الجماهيرية منها كالطلاب والشؤون العمالية والنسائية. ويلي القداس كلمة يلقيها الشيخ نديم باسم العائلة يتناول فيها موقفه من التطورات على مختلف الصعد. وعلمت "المركزية" بأن الجميّل لن يتناول في كلمته موضوع ترشيحه الى الانتخابات النيابية في دائرة بيروت الاولى كما تردد في وسائل اعلام عدة، وانه لن يكون له اي قرار نهائي بانتظار قرار القيادة الكتائبية الذي سيلي اقرار القانون في مجلس النواب.

وبعد القداس ينطلق المشاركون في مسيرة راجلة الى النصب التذكاري للرئيس الشهيد ورفاقه الكائن في بهو بيت اقليم الاشرفية الكتائبي حيث من المقرر ان تتقبل عائلته وعائلات الشهداء تعازي المشاركين بعد وضع وردة على النصب.

مسيرات سيارة: وقبل ايام على القداس الاحتفالي جابت امس مناطق بيروت مسيرات سيارة رفعت صوَر الرئيس الشهيد التي حملت لهذا العام شعار "نحنا المقاومة اللبنانية" وأعلاماً لبنانية وكتائبية.

 

 سوليد اطلعت من اللجنة على الاسماء واعترضت على الاحكام المبهمة

عـــــاد: في اللائحـــــة اعتقالات حديثة لم تبلغ عنها الدولة

المركزية - اشار رئيس لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين "سوليد" غازي عاد الى انه تبلغ من الجانب اللبناني في لجنة متابعة قضية المفقودين اسماء موقوفين ومحكومين لبنانيين في السجون السورية. وقال في حديث الى "المركزية" انه اطلع على لائحتين، الاولى تضمنت 107 اسماء لموقوفين في السجون المدنية، والثانية 34 اسما في السجون العسكرية. ولدى مطالبته بتسلم اللائحة بشكل رسمي رفضت اللجنة ذلك قبل مراجعة الحكومة، الا انه فوجئ بنشرها على موقع "القوات" الالكتروني "ما طرح علامة استفهام على الشفافية التي يتم التعامل بها مع الملف.

وسأل: لماذا لم يعقد وزير العدل ابراهيم نجار مؤتمرا صحافيا يطلع فيه الرأي العام على اللائحة بشكل مسهب، وتاليا يكشف كل التفاصيل حول الاسماء المتوفرة والتهم الموجهة ضدها والاحكام الصادرة بحقها وأماكن وجود الموقوفين، مضيفا ان الاسلوب الذي ظهرت به اللائحة خلق بلبلة عند اهالي المعتقلين.

واشار عاد الى ان اللائحة تضمنت اسماء لمحكومين في لائحة "سوليد"، مذكرا ان السلطات السورية لم تعترف يوما بوجودهم. ففي هذا خطوة ايجابية ومتقدمة، الا انها تبقى ناقصة لأننا لا نزال نطالب بمفقودين نحن متأكدون من انهم في السجون السورية الا ان دمشق لم تعترف بوجودهم حتى الآن.

اسماء مفقودين: وتوقف عاد عند بعض اسماء المفقودين الذين لم تذكرهم اللائحة مثل بطرس خوند والابوين ابو خليل وشرفان، مطالبا بالكشف عن مصير هؤلاء وغيرهم، مضيفا ان قول السوريين ان هذه اللائحة هي كل ما يملكون وإن ليس لديهم في سجونهم احد، هي لغة رسمية سورية معتمدة منذ العام 1976، الا ان كل الاحداث التي تلتها والافراجات تناقض هذه النظرية، وأكبر دليل على ذلك لوائح الاسماء التي صدرت اخيرا.

وتابع: اللائحة تضمنت اسماء اشخاص اعتقلوا حديثا اي عام 2007 و2008، لم نعلم بهم، حتى السلطات اللبنانية لم تتبلغ امر اعتقالهم او محاكمتهم، وهذا مناقض للاتفاق القضائي الموقع بين لبنان وسوريا عام 1951.

وطالب عاد الدولة اللبنانية باسترجاع كل المعتقلين والمفقودين في السجون السورية وفقا لهذا الاتفاق وذلك لإعادة محاكمتهم في لبنان "لأننا نعترض على الاحكام المبهمة الصادرة بحقهم، اذ بحسب اللائحة فان احكام المخدرات عقوبتها مؤبد او 15 او 20 سنة. فهذا التفاوت في الاحكام غير مبرر، علما ان الاحكام اللبنانية بتهمة المخدرات اقل من ذلك بكثير.

واشار عاد الى ان اللجنة اللبنانية - السورية ستجتمع في 11 تشرين الاول المقبل مجددا لتأخذ جوابا من سوريا عن امكان زيارة المعتقلين اللبنانيين لديها، موضحا ان لا خطوات عملية مرتقبة قبل هذا الموعد مثل اطلاق بعض المعتقلين.

وشدد على ضرورة استرجاع كل المعتقلين في السجون السورية خصوصا وأننا نشكك في الاحكام الصادرة بحقهم، لأنهم مثلوا امام محاكمة استثنائية، كذلك نطالب بمعرفة مصير المفقودين الذين حوّلتهم السلطات السورية الى ضحايا اخفاء قسري عبر عدم الافصاح عن مصيرهم ومكان وجودهم.

التحضيرات متواصلة للحوار في صالة 22 تشريـن ورئيس الجمهورية يضع اللمسات الاخيرة على كلمته

سليمان يطرح آلية وجدول اعمال لانطلاقة الحــوار

المركزية - تترقب الاوساط السياسية باهتمام بالغ جلسة الحوار التي ستعقد الثلثاء المقبل برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا، ولا سيما انها الجلسة الاولى في عهده وتوقيتها يأتي عشية سفر الرئيس الى نيويورك. وفيما بات مؤكدا ان اقطاب الحوار الـ 14 هم فقط سيحتلون مقاعد الطاولة المستطيلة لم تستبعد اوساط مراقبة ان يكون نجم الجلسة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رغم ان مصادر سياسية أكدت ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد هو من سيمثل الحزب نظرا الى وضع الامين العام الاستثنائي. في حين توقعت اوساط في الغالبية ان يحضر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة الجلسة الافتتاحية ولا سيما ان قطر رعت اتفاق الدوحة وهي تراقب عن كثب تنفيذه، كذلك سيصل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت بعد ظهر الاثنين لحضور الجلسة.

كلمة سليمان: ويفتتح الرئيس سليمان الجلسة بكلمة ستنقل مباشرة على الهواء وقد عكف في الساعات القليلة الماضية على وضع اللمسات الاخيرة عليها وهو سيطرح فيها تصوره والخطوط العريضة للدعوة والآلية المفترض اتباعها في الحوار سواء لجهة جدول الاعمال تجهيز قاعة الحوار في حالة 22 تشرين في قصر بعبدا.

وعلمت "المركزية" ان اللجنة التحضيرية التي تعاون رئيس الجمهورية في التهيئة للحوار انهت تسليم الدعوات، وهي عقدت سلسلة اجتماعات بحيث يتم الاتفاق بين المشاركين استنادا الى النظام الذي قامت عليه طاولة الحوار وهو يقضي بالاجماع على القرارات، وفيما اشرفت دوائر القصر على تجهيز قاعة الحوار في صالة 22 تشرين الثاني لم تحسم بعد مدة جلسة الحوار وان كان لا يستبعد ان تمتد لساعات نظرا الى اهمية البند المطروح: الاستراتيجية الدفاعية.

وعلمت "المركزية" من مصادر الاقلية ان حزب الله الذي لا يحمل معه الى طاولة الحوار اي ملفات سيطرح امام المتحاورين جملة اسئلة حول مواضيع كثيرة.

اما على خط "القوات اللبنانية" فأكدت مصادرها انها مع اعطاء الحوار ومداه رغم استبعادها الوصول الى نتائج ايجابية مرتقبة.

اما مصادر حزب الكتائب فكشفت ان بعض المشاركين قد يطرح صيغة وتصورا سياسيا يعرضه للنقاش الا ان الآلية التي سيصار الى اعتمادها هي التي ستحسم الجدل الذي سيقوم حول جدول الاعمال، خصوصا وان ما قاله قائد الجيش الجديد العماد جان قهوجي في اول اطلالة اعلامية له حدد اطار الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية التي يفترض ان تبدأ، وفق القائد الجديد، بتعزيز قدرات الجيش وتجهيزه ليكون قادرا على المواجهة، لان الاستراتيجية الدفاعية تنطلق من قيام دولة قوية وجيش قوي .

ارتياح 14 آذار: في هذا الوقت، ابدت مراجع مطلعة في قوى 14 اذار ارتياحها لحصر الحضور والمشاركة على طاولة الحوار بالاقطاب الـ14 من الصف الاول، وقالت لـ"المركزية": ان الاتصالات التي اجراها اقطاب الاكثرية بين بعضهم البعض افضت الى التعبير عن ارتياحهم الى التصنيف الذي اعتمده رئيس الجمهورية في دعوته الى استئناف الحوار. ورجحت المصادر بأن يلتقي اقطاب الرابع عشر من اذار خلال الساعات الـ48 المقبلة عشية انعقاد طاولة الحوار، ليست لتنسيق المواقف فحسب، انما للاتفاق على اكثر من تصوّر ليكون جاهزا لمواجهة كل الاحتمالات التي ستطرح على طاولة الحوار.

وقالت المصادر ان الدعوة للاقطاب توحي بما لا يقبل الشك ان هذا الاجتماع لن يخرج عن العناوين التي يمكن ان يتناولها الحوار ويرسم خريطة طريق للمرحلة المقبلة التي تلي عودة الرئيس سليمان من سلسلة زياراته الى نيويورك وواشنطن والفاتيكان وكندا والرياض وطهران والتي تنتهي في حدود تشرين الثاني المقبل.

وتوقعت اوساط قريبة من الغالبية ان يصار الى تشكيل لجان مشتركة تتناول عناوين الحوار سواء تلك التي تم الاتفاق عليها في مراحل سابقة او تلك المتصلة بالاستراتيجية الدفاعية ومصير سلاح حزب الله.

واعتبرت ان حصر الرئيس سليمان المشاركة بالاقطاب قد يوفر فرصة نادرة للقاء يتحول الى خلوة تاريخية اذا ما انسحبت الاجواء الوفاقية على اجواء.

وتخوفت قيادات في 14 اذار من ان تكون المعارضة وتحديدا حزب الله غير مهيئين للبدء في البحث في الاستراتيجية الدفاعية وموضوع السلاح بما فيه السلاح الفلسطيني وعزت تخوّفها الى ما ورد اليها عن معلومات عن غياب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن اللقاء، لاسباب امنية وتمثل حزب الله بالنائب محمد رعد. وقالت هذه القيادات ان التصريحات التي صدرت عن حزب الله لا سيما الامين العام ونائبه حول موضوع السلاح لا توحي بوجود نية صافية واكيدة للبدء بنقاش الاستراتيجية الدفاعية.

وقال قيادي في 14 اذار: على اي حال، علينا الانتظار لنرى، لان التطورات التي جرت اخيرا خصوصا في الجبل طرحت اكثر من علامة استفهام حول ما يجري.

في المقابل، رحبت مصادر وزارية في الاكثرية بالدعوة الى طاولة الحوار، لكنها رأت ان الجلسة الاولى ستكون رمزية وضرورية في الوقت نفسه قب سفر رئيس الجمهورية الى الخارج.

 

سلام: نحن في الاتجاه الصحيح لتكريس الوحدة الوطنية

وكالات/إعتبر وزير الثقافة تمام سلام ان البلاد تسير في الاتجاه الصحيح لإعادة اللحمة بين ابنائه ولتكريس الوحدة الوطنية والنهوض بالبلد في كل مستلزمات تحصينه داخليا في مواجهة اي خطر. وقال: "اذا كنا منقسمين او مشرذمين فإن اي عدو يمكنه إختراقنا في أي وقت، واذا كنا موحدين وصامدين في الداخل ووضعنا متين فلا أحد يستطيع خرقنا". سلام، وبعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة، أمل "في ان نكون على السكة الصحيحة لإعادة الامور الى نصابها خلال الايام المقبلة خصوصا في ضوء ما سيتم من إطلاق جديد للحوار بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان. أضاف: "القوى السياسية المختلفة لها مصلحة كبيرة في ان تتوافق وان تستمر في تدعيم الوحدة الوطنية". ولفت الى أن الاستراتيجية الدفاعية تحتاج الى شرح ونقاش ومعالجة وافية بين المتحاورين، ولا شيء مستحيل للوصول الى نتيجة تعزز السلم الاهلي في لبنان ومسار الوحدة والتقدم والنهوض بالوطن. وتابع: "الكثير من الامور تحققت في هذا الاتجاه ونحن ايضا مقبلون على إقرار قانون انتخابات سيكون له ايضا وقع إيجابي وبناء في المرحلة القادمة".

 

النائب معوض: الشمال عانى من الحرمان لسنوات لأن الاهتمام بالجنوب فرض نفسه

وكالات/نوهت النائب نائلة معوض بالمشاريع الزراعية التي تترجم حاجات تنموية في كثير من المناطق اللبنانية وخصوصا الشمال وبنوع خاص في منطقة عكار التي طالما عانت من الفقر ومن الحرمان. معوض، وخلال لقاء زارعي في مجدليا نظمته "مؤسسة رينه معوض" بالتعاون مع مؤسسة الاسكان التعاوني "CHF"، قالت:"لا يمكننا ان نسقط الشمال بكافة مناطقه من طرابلس وزغرتا والضنية والمنية والبترون من حال الحرمان طوال السنوات الماضية، فمنذ التسعينات وما قبل اخذ الجنوب الاهتمام الاكبر في الدولة لانه عانى من الاحتلال الاسرائيلي، ولم يكن التقصير في باقي المناطق من قبل الدولة مقصودا، وانما اولوية الاهتمام بالجنوب فرضت نفسها للظروف التي ذكرنا". ولفتت الى انه بفضل تعاون البلديات والتعاونيات الزراعية ودعمهم حقق مشروع "سيدر بلاس" النجاح، وقالت: "طالما اننا نعمل بشفافية وموضوعية وبطريقة تقنية عالية سنتمكن من الاستفادة من المشاريع التي تمنحها الوكالة الاميركية للتنمية الى الشعب اللبناني".

إشارة الى أنه جرى خلال اللقاء تسليم معدات زراعية لعدد من التعاونيات، وذلك بعد الانتهاء من مشروع "تحسين إنتاجية زيت الزيتون وجودته" الذي جاء كجزء من برنامج "CEDARSplus" الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية "USAID".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 13 ايلول 2008

البلد

ذكرت اوساط الرئيس سليمان ان "الكلمة التي سيلقيها في جلسة افتتاح الحوار ستشكل صدمة تضع الحاضرين على الطاولة امام مسؤولياتهم لانقاذ البلاد".

تجري اتصالات مع مكاتب محامين كبار لتبني ملف المسجونين والموقوفين في السجون السورية بعد وصول اللائحة بأسمائهم الى وزير العدل.

ذكرت مصادر اقتصادية ان "المصالحات السياسية بين الطوائف والمذاهب سيكون لها مردود استثماري مطمئن"، مشيرة الى "أن تأثير جريمة بيصور سيتم امتصاصه بسرعة".

النهار

تخشى أوساط سياسية ان يكون لوزراء المعارضة في الحكومة موقف سلبي عند البحث في تسديد المبلغ المتوجب للمحكمة ذات الطابع الدولي.

تساءل مرجع ديني كيف يمكن المحافظة على استقلال لبنان التام الناجز وعلى السيادة الكاملة عندما يكون عدد لا بأس به من الزعماء اللبنانيين يشركون في ولائهم لوطنهم دولا أخرى؟.

قال وزير سابق انه لا يرى ان شيئا تغير في سير عمل الوزارات التي يتولاها وزراء يمثلون "تكتل التغيير والاصلاح" ولا سيما وزارة الطاقة والمياه.

السفير

ذكر زوار لبنانيون للولايات المتحدة ان المسؤولين الاميركيين يركزون الان على الانتخابات الرئاسية من دون اي شيء آخر.

بعد التغييرات التي حصلت في مواقع إعلامية رسمية بدأ الحديث عن تغييرات في مؤسسات اعلامية خاصة.

نقل عن تيار سياسي ان نائباً نجح في انتخابات نيابية فرعية لن يكون مرشحاً في الانتخابات المقبلة.

المستقبل

عُلم ان لجنة الادارة في المحكمة الدولية بشأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تجتمع باستمرار وتقوم بإقرار كل القضايا التنظيمية واللوجستية المتصلة ببدء عمل المحكمة.

قالت مصادر ديبلوماسية ان لبنان عمّم على سفاراته في الخارج إفادته بما يمكن العمل به لاشراك المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة.

لاحظت اوساط مطلعة ان الامم المتحدة لم تحدد بعد موعداً لصدور التقرير الثالث للامين العام حول تطبيق القرار 1757 بشأن المحكمة مع انه يرتقب حصول ذلك قبل نهاية هذه السنة.

اللواء

كشف مصدر دبلوماسي أوروبي شرقي أن دولة كبرى تمر علاقتها بالغرب بتوتر أبلغت دولة إقليمية عتبها على عدم وضعها في أجواء المفاوضات غير المباشرة لإنهاء النزاع مع دولة معادية·

يتمسك مرجع كبير بإحداث تغييرات شاملة في مراكز الفئة الأولى، بما فيها المؤسسات المالية والقضائية·

نقل قيادي من المعارضة معني بالمصالحة الطرابلسية أجواءً إيجابية تجاه الخطوة سمعها من قيادات التقاها في دمشق·

 

الرئيس سليمان عرض التطورات مع علي عيد ونجله رفعت

وطنية - 13/9/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، النائب السابق علي عيد ونجله رفعت عيد، وعرض معهما التطورات الراهنة في البلاد عموما والشمال خصوصا.

 

جعجع خلال لقائه في معراب أبناء منطقة الحدث في حضور وزيرالبيئة: لبنان لا يزال مستهدفا وجريمة بيصور لن تزيدنا الا صلابة وتصميما

وطنية - 13/9/2008 (سياسة) قال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع خلال لقاء مع أبناء منطقة الحدث، في حضور وزير البيئة الدكتور طوني كرم، النائب السابق صلاح حنين، الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الدكتور الياس ابو عاصي، رؤساء بلديات كل من الحدث الشياح وبسابا، منسق قضاء بعبدا في القوات اللبنانية جان انطون، رئيس اقليم الكتائب في بعبدا موريس اسمر ومنسق بلدة الحدث في القوات فادي خليفة، "مخطىء من اعتبر ان اغتيال الشيخ صالح العريضي لا يأتي في سياق الإغتيالات السابقة، إذ أن هذا الإغتيال مشابه تماما لتلك السابقة مع فارق بسيط أنه يمكن ان يكون العريضي لا ينتمي الى اي حزب من احزاب 14 آذار ولكن عمليا كان يعمل في الإتجاه الذي تعمل من خلاله هذه الاحزاب منذ ثلاث سنوات الى الآن".

أضاف: "ان استهدافنا كقوى 14 آذار يأتي في إطار تبنينا لمشروع سياسي معين وليس لمجرد انتمائنا لأحزاب محددة. ان كل من استهدف، بدءا من الرئيس الحريري وصولا الى النائب انطوان غانم، كان بسبب سعيه لتحقيق هذا المشروع الذي يهدف الى لبنان السيد الحر والمستقل، واليوم استهدف الشيخ صالح لأنه بدأ منذ فترة وجيزة العمل من اجل الهدف والإتجاه ذاتهما. ان لبنان لا يزال مستهدفا وعملية الاغتيال هذه ستزيدنا صلابة وتصميما وايمانا لأننا لا يمكن ان نتخلى عن بلدنا وسنبقى متمسكين به الى حين تخلي الآخرين عن مصالحهم في بلدنا".

ووعد الحضور بأنه "سنستمر مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا ومهما كانت الجهود المطلوبة حتى تحقيق النصر، فمن مر في السابق بصعاب جمة لن يتراجع حاليا امام اخرى أقل صعوبة". ودعا الى "المشاركة الكثيفة في قداس الشهداء الذي سيقام نهار الاحد 21 الحالي في ملعب البلدي جونيه الذي يشكل وقفة ندين بها لشهدائنا الذين ضحوا بدمائهم من اجلنا، ناهيك عن انه محطة سياسية اساسية لنعلن من خلالها اننا كما انتصرنا ايام الحرب بشهدائنا سننتصر عبرهم وعبرنا وعبر كل مناضل من اجل القضية هذه المرة ايضا في ايام السلم وذلك بعد 8 اشهر".

وحض جعجع الجميع على "تقديم المزيد من التضحيات لأن الانتخابات المقبلة ستكون مغايرة لتلك السابقة بحيث انها ستخاض بين فريقين وليس ضمن فريق واحد".

 

شمس الدين بعد لقائه عون: السلاح الذي يشهر في الداخل ليس مقبولا

وطنية - 13/9/2008 (سياسة) قال وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين اثر اللقاء مع النائب ميشال عون في الرابية: "لقاؤنا مع دولة الرئيس ميشال عون لتجديد العلاقة. فآخر لقاء معه كان منذ اكثر من عام، حيث بحثنا في المبادىء الكبرى لموضوع الدولة ونحن ما زلنا متفقين كما كنا دائما. وناقشنا مجريات الوضع الحالي وبعض الامور كانعقاد طاولة الحوار التي دعا اليها رئيس الجمهورية، وموضوع العمل الحكومي وتوحيد المواقف في قضايا عديدة. ايضا كان حوار جيد وصريح في موضوع الاعلام والحريات الاعلامية، وكان هناك توافق على العيش الواحد اللبناني كما كان يقول ويعبر عنه الشيخ محمد مهدي شمس الدين، "ان لبنان هو مجتمع واحد فيه تنوع ثقافي". الجلسة طالت بعض الشيء، لان فيها ودا حاضرا وبينا".

سئل: هل نقلت رسالة الى العماد ميشال عون؟

اجاب: "لم انقل رسالة من احد. انا انقل رسائلي بالنيابة عن الناس. ولكن هناك تواصل وقد تناقشنا في موضوع تعاوننا مع جهات عديدة مع ضرورة التعامل معها بحكمة وصبر، ليكون هناك تقارب، ووحدة في العمل".

سئل: هل تتفقون مع العماد عون على موضوع سلاح "حزب الله" ورؤيته للاستراتيجية الدفاعية؟

اجاب: "الاستراتيجية الدفاعية ستناقش على طاولة الحوار التي دعا اليها فخامة الرئيس. في موضوع السلاح اميز بين ما هو جديد اي السلاح الذي يشرى ويباع ويدفن ويقتل، وعنوان العمل المقاومة وهذه هي القضية، هنا السلاح تفصيل. طالما هناك احتلال يجب ان يكون هناك مقاومة. وان لم يكن هناك مقاومة يجب ان توجد مقاومة كالمقاومة المدنية، مقاومة الشعب اللبناني. ولكن ايضا هناك دولة موجودة ومن مسؤوليتها الدفاع عن الناس والارض والدولة، وان يكون هناك وحدة حال. فالسلاح في الداخل ليس مقبولا وهو سيء. والسلاح الذي يشهر في الداخل في وجه الناس وفي الزواريب ليس مقبولا ولا مطلوبا. فلا يطالبن احد بالا تكون هناك مقاومة لانها عمل شريف".

سئل: بحثتم في موضوع الانتخابات والعقبات التي تقف امام مشروع القانون؟

اجاب: "رأيي ان قانون انتخابات العام 1960 سيء، وقد اخطأ الجميع في المبدأ في هذا القانون، ولكن اتفهم ضروريات الجميع واعرف ان اتفاق الدوحة التزم فيه كثيرون والزم آخرون. سننتخب وسيشارك اللبنانيون في هذه الدورة بناء على هذا القانون، وآمل في ان تدخل الاصلاحات في آلياته. وبعد الانتخابات على الحكومة المقبلة المباشرة في وضع قانون منفتح يلبي الانتشار اللبناني عبر النسبية".

سئل: هل انتم مرشحون للانتخابات؟

اجاب: اي شخص يعمل في الشأن العام يمكن ان يكون مرشحا. نعم انا سأترشح، ولكن لا يزال الوقت مبكرا. ولم نتحدث اطلاقا مع الجنرال في موضوع التحالفات والتشكيلات. تحدثنا في صلاحية قانون معين للبنانين عموما وللمسيحيين خصوصا، وانا معني جدا في حفظ الوضع المسيحي، في مشاركة كاملة للمسيحيين على مستوى الوطن، وموضوع العدد لا علاقة له بالموضوع".

سئل: اي فريق تعتبره اقرب لفكر الامام محمد مهدي شمس الدين؟

اجاب: "حتى يقترب الجميع من فكر الشيخ محمد مهدي شمس الدين يجب ان يتركوا افرقاءهم ويتوحدوا حتى يكونوا لبنانيين معا جميعا".

 

الوزير تقلا: الرئيس سليمان فتح الباب للحوار من دون إلغاء المؤسسات

المحكمة الدولية ستستمر حتى الوصول الى نتائج ولا أحد يستطيع وقفها

وطنية - 13/9/2008 (سياسة) رأى وزير الدولة يوسف تقلا في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" ان "جريمة بيصور هي رسالة". ونوه برئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي "يضع نصب عينيه إعادة تأسيس الدولة"، ولفت الى أن "الرئيس سليمان فاجأ الجميع بتحديد موعد لانطلاق الحوار". وقال: "ان الحوار سيدخل في العمق ولن تبقى الأمور سطحية بل ستعالج في شكل جذري وأساسي. ان اتفاق الطائف هو دستور لبنان بينما اتفاق الدوحة كان لحل مشكلة وليس اتفاقا أساسيا، وقد مهد لانطلاق الحوار بإدارة الرئيس سليمان وفي الوقت عينه أدخل الجامعة العربية وأمينها كمحاور". لافتا الى ان "هناك قضية للجامعة في لبنان تتعلق بالسلاح". أضاف: "إن المهم هو التحاور بعيدا عن الشارع، ان الرئيس سليمان فتح الباب للحوار في بيت الشعب وشدد على ان الحوار لا يلغي دور المؤسسات بل يكملها. والرئيس سليمان نجح بإصدار مرسوم رفع الحد الأدنى للأجور بعد انتظار دام سنوات". واعتبر أن "الأمور المعيشية تعالج بالصبر والتمرين". ورجح أن "تقدم لجنة الإدارة والعدل مشروع قانون متكاملا للتقسيمات والإصلاحات الإنتخابية". وشدد على أن "لكل لبناني حقا دستوريا في الإنتخاب أينما وجد". وأكد أنه "غير مرشح للانتخابات النيابية المقبلة". وشدد على أن "المحكمة الدولية ستستمر حتى الوصول الى النتائج المرجوة، مؤكدا ان لا أحد يستطيع إيقافها".

 

سامي الجميل في عشاء لقسم قرنة شهوان الكتائبي : الاختلاف المسيحي حول السيادة وحصر السلاح غير مسموح

وطنية - 13/9/2008 (سياسة) أقام قسم قرنة شهوان الكتائبي عشاء في مطعم قمر الليل في قرنة شهوان، في حضور عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب ميشال مكتف، نائب رئيس منطقة الاشرفية المحامي نديم بشير الجميل، رياض رحال ممثلا عضو الهيئة التنفيذية في القوات ادي ابي اللمع، الدكتور حبيب الزغبي، الممثل ريمون جبارة، بالاضافة الى فاعليات البلدة ووفود كتائبية من مختلف الاقسام.

واستهل منسق اللجنة المركزي في الحزب سامي الجميل كلمته بتوجيه التحية الى أهالي قرنة شهوان وعين عار والى الشيخ نديم بشير الجميل الذي "عاد الى الوطن ليكمل نضاله في صفوف الكتائب". وقال: "حزب الكتائب عاد الى الساحة أقوى من السابق وعنفواننا بات أقوى والتنظيم الكتائبي في كل الاقاليم على مقدار المسؤولية لذلك نتكل عليكم للالتزام بالعمل الكتائبي من ضمن الاقسام لكي نعود ضمير هذا الوطن والاب الصالح لكل المسيحيين فيه، علينا ان نستوعب الكل انطلاقا من مبادئنا التي دفعنا ثمنها 5000 شهيدا".

أضاف: "تحدثوا الى الجميع من دون اي عقدة لأن حزب الكتائب هو أب كل المسيحيين، وكل الاحزاب الموجودة اليوم انطلقت من عندنا وستعود الينا. ان ما قدمناه لهذا الوطن لم يقدمه أحد فكونوا على ثقة أن أرزة الكتائب التي بني عليها لبنان هي الضمانة لعدم تكرار مأساة الماضي ولكي يعيش المسيحيون بحرية في هذا الوطن ونحن موجودون ابدا الى جانب كل أبناء قرانا نمد لهم الايدي لأننا أهلهم وعلينا حمايتهم. ان حزب الكتائب اللبنانية لم يمنن أحد يوما ولم يتمسك بمصلحته على حساب أحد، لا وبل تنازل عن ذاته من أجل الآخرين ومن أجل تجنب المشاكل".

تابع "علينا التمسك بكتائبيتنا الصادقة وعلينا ان نكون منفتحين على الجميع ومتعاونين مع حلفائنا الى أقصى الدرجات. ان وحدة المسيحيين ليست الغاء الآخر بل نراها في خصوصية كل حزب من الاحزاب المسيحية. وتبدأ الوحدة المسيحية بتبني مبادئ مشتركة مبنية على الثوابت، عندها لكل حزب الحرية في خصوصياته ورأيه. ولكن من غير المسموح ان نكون مختلفين في موضوع حصر السلاح ومسألة السيادة". وقال: "من غير المقبول المساومة أو الاختلاف في موضوع الحصول على حقنا من سوريا كما من غير المقبول المساومة على عذابات مجتمعنا خلال ال30 سنة الماضية. وانطلاقا من هذه المبادئ ندعو الجميع الى الاتحاد لأننا في وجود الانتخابات او عدم وجودها لا يمكن ان نقيم تحالفات خارجة عن الثوابت التي نؤمن بها. نحن لا نقيم تحالفات مع من نختلف معهم في المبادئ الأساسية، ولكن في الوقت نفسه يجب ان يبقى هذا الخلاف من ضمن الاطار الحضاري الذي نمثله وفي الاطار الديموقراطي وفي النقاش والحوار وليس عبر رفع سلاح في وجه السلاح والحقد. فثقافتنا هي ثقافة سلام وعلينا ان نعي كيف نحالف بشرف ونخاصم بشرف انطلاقا من مبادئنا وليس انطلاقا من الحقد".

ختم: "نحن مستعدون لبذل الدماء وقد برهنا عن ذلك في ال1975 و1976 وال1978 ايضا وفي ال1981 وقفت الكتائب ايضا في وجه السوري كما وقفت في كل المراحل، إلا أننا كنا نعرف كيف نتجنب المعركة غير المناسبة وهنا تكمن قوة الكتائب". ودعا الجميع الى ان "يكونوا على مقدار المسؤولية".

وختم :"اتحدوا ومدوا اليد للجميع والله معكم".

 

النائب زهرا لم يستبعد إستمرار"الإعتداءات ضد القوى الإستقلالية ": مرجعيتان وحيدتان تحكمان الحوار دعوة الرئيس سليمان واتفاق الدوحة

وطنية - 13/9/2008 (سياسة) وصف عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا في حديث "للانباء الكويتية" عملية إغتيال عضو المجلس السياسي في "الحزب الديمقراطي اللبناني" الشيخ صالح العريضي، ب "العملية الإرهابية التي إعتاد أصحابها إستهداف المسؤولين والقادة اللبنانيين عند كل مفترق سياسي وعند إطلالة كل أمل بغد مشرق، وذلك بهدف الإبقاء على حالة الحذر الدائم وسيادة الأجواء التشاؤمية في البلاد"، معتبرا "أن إغتيال العريضي ليس سوى رسالة حاقدة تحمل في مضمونها محاولة واضحة لنسف التقارب الدرزي ـ الدرزي في الدرجة الأولى من قبل المتضررين الذين لا تروق لهم وحدة الجبل، ومحاولة فاشلة في الدرجة الثانية لإحباط نتائج المصالحة التي إنطلقت من الشمال ووصلت الى البقاع كونها لا تتناسب ومشروعهم المناهض لمشروع قيام الدولة"، لافتا الى "أن الرسالة الأهم من الإغتيال ربما تكون موجهة الى طاولة الحوار الوطني الذي دعا الرئيس سليمان الى إنطلاق عجلتها يوم الثلاثاء المقبل بالرغم من محاولاتهم السابقة والمستمرة لتأجيلها أو تمييعها".

وأكد "أن عملية الرد على إغتيال العريضي من قبل المخلصين للبنان والساعين الى إنجاز مشروع الدولة الحقيقية بكامل مقوماتها السياسية والأمنية والإجتماعية، لن يكون إلا عبر المزيد من التماسك بين القوى الإستقلالية في لبنان والمزيد من التمسك بالسلم الأهلي وبمرجعية الدولة وبالسلطات العسكرية والأمنية الشرعية وحضها على تحمل مسؤولياتها كاملة وتنفيذ مهامها الوطنية دون مشاركة أحد".

وعن مخاوفه من وقوع المزيد من عمليات الإغتيال، لم يستبعد النائب زهرا "إستمرار الإعتداءات الإرهابية ضد القوى الإستقلالية والتحريرية في لبنان بناء على عدم إقتناع أعداء السيادة اللبنانية بالكيان اللبناني الحر والمستقل"، مشيرا الى "أن الإسترخاء الأمني الذي ساد البلاد إثر إنتخاب الرئيس ميشال سليمان على رأس الدولة وإثر تشكيل الحكومة لم يكن مرسخا على أرض الواقع بل تجسد كأمل في نفوس قوى الرابع عشر من مارس دون تغاضيها عن إتخاذ الحيطة والحذر في التنقلات اليومية للمسؤولين السياسيين فيها، نتيجة سلسلة الإغتيالات التي طاولت بعضا من كوادرها"، مؤكدا "إستمرار قوى 14 مارس في تحدي الأخطار الإرهابية وعدم الإستسلام لها، ومتابعة النضال لتحقيق مشروع الدولة عبر دعمها الكامل للعهد الجديد وللمصالحات الجديدة في الشمال والبقاع ولكل مصالحة مرتقبة على كامل مساحة الوطن"، آملا في "توصل الحوار الوطني الى نتائج إيجابية مرجوة لجهة بناء الدولة ومؤسساتها".

على صعيد آخر، وفيما خص الحوار الوطني والسجالات الدائرة حوله لجهة إضافة بنود جديدة على جدول الأعمال والمطالبة بتوسيع المشاركة فيه، لفت النائب زهرا الى "وجود أطراف سياسية تحاول إجهاض الحوار وتمييعه من خلال طرحها إضافة بنود جديدة على جدول أعماله وتوسيع المشاركة فيه"، مؤكدا "أن هناك مرجعيتين وحيدتين معنيتين بشكل الحوار وتوجهاته وهما: 1- إتفاق الدوحة الذي أعلن عن توصية وإتفاق على العودة الى طاولة الحوار بإشراف رئيس الجمهورية للتباحث في الإستراتيجية الدفاعية فقط دون سواها من الأمور الأخرى المطالب بها، 2- دعوة الرئيس سليمان نفسها والتي حددت بوضوح عدد المشاركين فيه وحصره بمن وقع إتفاق الدوحة وشارك في طاولة الحوار الأولى في العام 2006".

وأشار الى "أن الهدف من الحوار هو ترسيخ دينامية التفاهم بين الفرقاء اللبنانيين والإبتعاد عن اللجوء الى القوة لفرض رأي فريق معين على الفرقاء الآخرين"، معتبرا "أنه مهما كانت الظروف السياسية المحيطة بالحوار وأيا تكن الأحكام السياسية الفاصلة بينهم فإن التواصل الشخصي بين المتحاورين لا بد له وأن يأتي بنتائج إيجابية أقله على المستوى الشعبي"، مشددا على "إستحالة دخول الحوار بتوقع مسبق للفشل بالرغم من تباعد الطروحات السياسية لفريقي 8 و14 مارس، لأنه لولا التباعد في وجهات النظر ولولا الخلافات السياسية القائمة لما كان هناك دعوة الى الحوار، إذ كان من الممكن إدارة البلاد عبر المؤسسات الدستورية دون أي مشاريع لبنانية بديلة". وختم النائب زهرا، لافتا الى "مراهنة قوى 14 مارس على خيار المواطنين اللبنانيين في الإنتخابات النيابية المقبلة في ربيع العام 2009، لإعتبارها محطة مفصلية ورئيسية يستفتى بها الشعب اللبناني حول هوية وشكل لوطن الذي يرجوه ويتطلع الى تحقيقه"، مشيرا الى "أن الرهان المذكور لن يكون مبنيا الا على عنصر الديموقراطية مقابل رهان الآخرين على عامل الوقت من خلال محاولات إضاعته لدى كل مفترق سياسي والإنتظار الى حين تبلور الصورة الدولية".

 

النائب صولانج الجميل : نتمنى ان تشكل المقاومتان المسيحية والاسلامية عامل وحدة لبناء لبنان

النفق لا يزال طويلا للوصول الى ما ناضل من اجله بشير 

لبنان الحر/شددت النائبة صولانج الجميل في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" ضمن برنامج "على مسؤوليتك" على استكمال المسيرة التي بدأها الرئيس الشهيد بشير الجميل، مشيرة إلى "أن النفق لا يزال طويلا من اجل الوصول إلى تحقيق ما ناضل من أجله بشير". وأسفت لاستمرار سقوط الشهداء حتى اليوم، مؤكدة أنه في النهاية "لا يصح إلا الصحيح". وأشارت إلى "أن الفرق بين المقاومة المسيحية والمقاومة الاسلامية هو في الخط السياسي والهدف، إلا ان الاثنين لديهم شهداء، نتمنى ان يشكلوا عامل وحدة لبناء لبنان المستقبل". ورأت "ان الساحة السياسية المسيحية يجب ان تتوحد على موقف واحد وليس على زعيم واحد"، مؤكدة "ان قوى 14 آذار موحدة، وإن اختلفت الآراء بسبب تنوع القيادات والتيارات والأحزاب"، معلنة رضاها عن الوضع المسيحي داخل 14 آذار.

ورأت "أن طريق الحرية لا زالت طويلة"، لافتة إلى انه منذ الاستقلال حتى اليوم قافلة الشهداء مستمرة. وقالت: "أنا جزء من القوات اللبنانية والقوات جزء مني"، مذكرة "أن بشير هو من أسس القوات ، والقوات اللبنانية بقيت واستمرت مع الدكتور سمير جعجع على الطريق الصحيح". واعتبرت "أن لبنان اليوم امام اختبار حقيقي وخطير واتمنى ان يكون الاخير، لأننا امام من يحاول تغيير وجه لبنان أكان فريقا داخليا ام خارجيا في الوقت الذي يطالب الجميع بقيام الدولة"، وقالت: "يكفينا تنفيذ أوامر اعداء لبنان"، معتبرة "أن كلا من سوريا وإيران تعملان "ضد لبنان"، وان تصميم اللبنانيين سيبقي لبنان على الساحة الدولية". واعتبرت "أن هناك فريقا يريد فرض رأيه بالقوة والقمع والترهيب وهذا ما لن نقبله"، معربة عن خشيتها من أن تخضع الدولة اللبنانية لما سمته "الارهاب الفكري" الذي يمارس عليها.

ورأت "أن اتفاق الدوحة شكل خطوة عظيمة"، متمنية "ان يخرج الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا بنتائج مرجوة". ولفتت الى "أن الناخب المسيحي لم يعد يسير وراء خدمات ظرفية، ويجب ان يعرف ان لصوته وجهتين، فاما لبنان السيد الحر المستقل، او لبنان التابع لولاية الفقيه أي لايران". وتوجهت إلى الشيخ بشير الجميل بالقول: "لم يتغير شيء منذ 26 عاما وحتى اليوم، ولم نصل بعد إلى تحقيق حلمك بقيام الدولة العتيدة".

 

النائب فرنجية: جلوس الاطراف المتصارعين الى طاولة الحوار يشكل شبكة امان ووجود رئيس الجمهورية امر ايجابي تكرس اكثر مع عملية اعادة بناء المؤسسات/ملزمون البحث عن حقيقة نظامنا اولا الى جانب الاستراتيجية الدفاعية

وطنية - 13/9/2008 (سياسة) رأى النائب سمير فرنجية، في حديث الى "اذاعة الشرق"، "ايجابيات في انعقاد طاولة الحوار الثلثاء المقبل، وبالحد الأدنى بوجود الأطراف المتصارعين الى الطاولة مما يشكل نوعا من شبكة الأمان ازاء ما يمكن ان يحدث في لبنان والمنطقة من انعكاسات سلبية وبالتالي يمكن ضبطها".

واعتبر ان السؤال الى اين سيؤدي الحوار، هو "سؤال صعب، لأن المسار طويل والحوار صعب، واصلا ان استخدام كلمة حوار مبالغ فيها، ذلك لان الحوار بين طرفين يهدف الى الوصول الى قواسم مشتركة لمصلحة اشياء جديدة ويفترض تنازلات. والحوار الذي شاهدناه سابقا لم يكن هكذا، كان اقرب الى التبليغ اكثر منه الى الحوار". أضاف: "ربما الجديد في الحوار هو رئيس الجمهورية على رأس الحوار، على عكس المراحل السابقة، وهو امر ايجابي تكرس اكثر مع عملية بناء المؤسسات وملء فراغات في الجيش والمخابرات. شيء آخر ايجابي وهو ان طاولة الحوار هذه تأتي بعدما تأكد فريق 8 آذار، وتحديدا "حزب الله"، استحالة فرض رأيه بالقوة سواء عبر الاعتصام او عبر اجتياح بيروت. ومن الايجابيات ايضا قرار رئيس الجمهورية تحديد موعد الحوار وبرنامجه وفقا لاتفاق الدوحة وقطع الطريق على مسألة توسيع طاولة الحوار".

واستغرب، في الوقت نفسه، "طبيعة اللقاء، اذ كيف يمكن من خلاله معرفة فلان ماذا يمثل من طائفة، واذا كانت الطائفة تلك لديها زعيم وطائفة أخرى ليس لديها زعيم"، معتبرا ان "لقاء من هذا النوع كان "مفترض ان يتم في مجلس شيوخ يجمع ممثلين حصرا لطوائفهم وانتخبوا حصرا لهذ الموضوع"، داعيا الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى "الترشح لعضوية مجلس الشيوخ، وكذلك زعيم التيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون"، متسائلا هل "أغلبية 70% من المسيحيين التي انتخبت عون ومعه مخايل الضاهر والياس سكاف وآخرين هي النسبة ذاتها الممثلة اليوم الى طاولة الحوار ببرنامج عون الراهن، وهو عكس برنامج ال 2005؟ والبرنامج الانتخابي الذي يدافع فيه الجنرال عون اليوم عن سلاح حزب الله لا يمثل الناس الذين انتخبوه العام 2005".

تابع: "وبالتالي اعطاء الاولوية للانتماء الطائفي في جلسات طاولة الحوار أمر سلبي جدا، لانه الى جانب بحثنا عن الاستراتيجية الدفاعية ملزمون البحث في حقيقية النظام الذي نحن عليه أولا".

ورد على كلام نائب الأمين العام ل"حزب الله" السيد نعيم قاسم الأمس عن قواعد الحوار، معتبرا ان كلام السيد قاسم "يعيد البلد الى مرحلة الحرب الاهلية، أي قوله بوجوب الاعتراف باسرائيل دولة عدوة وهو يعرف اننا نعرف ونقرأ اتفاق الطائف وهو حدد من هو العدو، فما هو هذا الابتكار الذي اتى به الشيخ نعيم قاسم وهذه الافكار الجديدة وكأن حزب الله هو الوحيد الذي يعرف ان اسرائيل هي العدو للبنان.

ونسي الشيخ قاسم ان هناك اتفاق الطائف الذي تكلم على علاقات لبنان وصار جزءا من دستوره"، وسأل: "من هو الشيخ نعيم قاسم ليطلب من الشعب اللبناني معرفة العدو؟ هذه طريقة استكبار. صحيح ان حزب الله لم يشارك في اتفاق الطائف، لكنه يعرف أن يقرأ جيدا في الطائف الذي صار دستورا، فلماذا العودة الى الوراء؟"

وسأل: "هل اعترف "حزب الله" بالقرار 1701 أو لا، وهو القرار الذي كان وافق عليه مع الحكومة اللبنانية ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى قراءة بنود القرار 1701 في افتتاح جلسة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، وحينها على "حزب الله" ان يقول نريد هذا القرار أو لا نريده أو نريد تعديله، ذلك ان لبنان يدين للشرعية الدولية والانتقال من قرار وقف العمليات الحربية الى وقف النار. وهذا يؤدي الى تحصين لبنان ويعود الى اتفاقية الهدنة 1949 ومسألة الاعتراف بالقرار 1701 مهمة لمعرفة كيف يرى حزب الله الاستراتيجية الدفاعية حيث يمكن ان تصل به الأمور الى الغاء القرار ولتكن الأمور واضحة ومبسطة على هذا النحو أمام اللبنانيين بدل الاستخفاف بوضع البلد وبشكل استثنائي جدا".

وسأل ايضا عشية جلسة الحوار عما اذا كان هناك بلد من العالم فيه جيشان، "جيش تابع لسلطة وآخر لسلطة ثانية، وهل الحرس الثوري في إيران يتبع السلطة الإيرانية أو سلطة ما في باكستان، وهل المقاومة اللبنانية تأتمر بقرار الرئيس ميشال سليمان أم الرئيس الإيراني احمدي نجاد؟ ولماذا في الجولان الذي يحتل مساحة كذا وسكانه 000،150 نسمة ولكنه الآن 000،31 نسمة ويعطي اسرائيل 33 في المئة من المياه، لماذا سلطة القرار فيه للقيادة السورية التي قررت الانتقال الى مفاوضات مباشرة مع اسرائيل وهو محتل؟ والسلطة السورية أخذت قرارا بالانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. لماذا لبنان بلد غير طبيعي مقارنة مع سواه؟ من يأخذ فيه القرار؟ ولماذا هذا الاستحقاق من هنا ومن هناك".

وأشار النائب فرنجيه الى أنه في "البيان الوزاري الأخير تأكد مبدآن متعارضان، فهل المطلوب دخول طاولة الحوار لقول الشيء وعكسه، والقرار 1701، السؤال الأساسي هل يريد حزب الله هذا القرار أو لا يريده؟ وهل لبنان بلد طبيعي أو لا، وما معنى هذا التزاوج غير الطبيعي بين مبدأي الاحتماء والمقاومة؟ وماذا يعني التهديد: بضرب اسرائيل إذا ما ضربت ايران؟ وهل هناك اتفاق للدفاع المشترك بين البلدين؟"

ورأى أن سوريا "تعطي اشارات جديدة للمجتمع الدولي لا يمكن تجاهلها"، مذكرا بحلف بغداد 1958 وكيف انتهى هذا الحلف وضربت ثورة العراق من 14 تموز 1958 والآن نحن نعيش "الهلال الشيعي" الذي ضرب، ضرب في العراق بتحول شيعة العراق من ايران الى العالم العربي، وسوريا تدخل بمفاوضات مباشرة مع اسرائيل، و"حماس" محاصرة في غزة، اذا المطلوب من "حزب الله" إما فهم أبعاد هذا التغيير رفعا لآلام اللبنانيين أو الذهاب في الاتجاه المعاكس أن يبقى الوحيد دون غيره يقاتل للدفاع عن ايران وربما لن تطلب منه ذلك لاحقا اذا ما أبرمت صفقة مع الاميركيين".

وأكد أن "المسار طويل وحزب الله بحالة انتظارية وهو مصر على تأكيد هذا الانتظار، وبالتالي طاولة الحوار لن تخرج بنتائج سريعة".

وفي موضوع 14آذار رأى أن "قوة 14 آذار هي في "سلاحها السلمي الحضاري، الذي تمكن من اخراج الجيش السوري من لبنان. وليس أقل من ذلك وهو سلاح ديموقراطي سلمي جديد على الساحة بدل المعطيات الداخلية. وهذا السلاح عطل من العام 2008 نتيجة أحداث سريعة غير متوقعة ولم يستخدم إلا في جانب مكمل منه في التظاهرة السلمية احتجاجا على اقفال مؤسسات المستقبل"، معتبرا ان هذا "هو السلاح الفاعل، واليوم هناك عودة إليه بالمصالحات الفاعلة. ومصالحة طرابلس كشفت عن أزمة سنية ـ علوية عطلت المدينة وكانت صفحة سوداء باللحظة السورية منذ ثلاثين عاما ولم يجر التكلم عنها لا حينها ولا في اللحظة السورية، وأظهرت المصالحة حجم السلفيين في المدينة وليس كما صورتهم وسائل الاعلام. وكشفت ايضا كم هي طرابلس عاصمة مدنية، وعاصمة تلاقي الجميع في الشمال على قواعد صيغة العيش المشترك".

وقال: "طي هذه الصفحة لا يكون إلا بمواجهتهما بوضوح مما أعاد للمدينة دورها. وجاء كلام الرئيس السنيورة مهما حول التنمية. وأريد أن أقول شيئا ان ضرب موقع طرابلس هو ضرب لموقع الشمال كله، وطرابلس مدينة جامعة ونقطة تلاقي كل الشمال من دون استثناء. ولذلك كانت محاولات تعطيل هذا الدور".

وفي موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، رأى أن "البعض من قوى 14 آذار دخل على المعركة الانتخابية من جانبها الضيق، في حين هي معركة استفتاء حول طبيعة لبنان وليس تحديد أحجام بين قيادات تقليدية وأحزاب، كيف ستحول قوى 14 آذار هذه الانتخابات الى استفتاء حول طبيعة لبنان؟ هذا أمر حاسم، وهناك اشارات إيجابية كقول قائد القوات اللبنانية سمير جعجع أن المهم هو 14 آذار وليس قياداتها، هذا يساهم في تحويل الانتخابات الى استفتاء. ذلك أن 14 آذار هي أولا وبشكل حاسم، هي رأي عام قبل أن تكون قيادات وشخصيات. وهذا الرأي العام هو الذي حسم الأمور في 14 آذار 2005 وفي 14 شباط 2006 و2007و2008. الناس هي التي حسمت الأمور, والرأي العام في قوى 14 آذار ليس طائفيا، صحيح نزل الى ساحة الشهداء باسم طوائفه، لكن غلبت عليه لغة التواصل والانفتاح مع الآخرين بطوائف أخرى وبأفكار سياسية".

واعتبر أن "المعركة حاسمة مع تجاوز المنطق التقليدي والحصص داخل14 آذار وداخل الأحزاب والعشائر والمناطق، وهذا يحتاج الى قرار من 14 آذار بالترشح تحت عنوان واحد وككتلة نيابية واحدة الى البرلمان لا تقول ماذا عملنا سابقا، تقول ماذا سنعمل للوطن والناس غدا بمعزل عن الانتماءات؟"، معربا عن اعتقاده أن حزب الله "يعرف نتيجة الانتخابات وهو غير غافل عنها وعن نتيجتها، ويعرف أن حليفه الجنرال عون قد انهار في المنطقة المسيحية وبصعوبة سيتمكن حزب الله أن يرجع مع حلفائه الى عدد النواب في انتخابات 2005، لذلك معركة الانتخابات المقبلة معركتان: معركة لكسبها ودون ذلك صعوبات يضاف إليها الحرب الباردة مع الحليف سوريا. وقبل ذلك هي معركة لتثبيتها ويمكن "حزب الله" ألا يترك المجال لتنظيم هذه الانتخابات".

 

حزازات ضيّقة وأخطار جدية

بشارة شربل ، الجمعة 12 أيلول 2008

تنبه انتقادات وليد جنبلاط العشوائية والتفصيلية لحلفائه أثناء مروره حالياً بمرحلة "تعديل الخيارات" الى علامات الهشاشة الكثيرة التي تطبع الوضع اللبناني خصوصاً لجهة ذهاب القوى السياسية عموماً في اتجاه تغليب النزاعات الداخلية المستحكمة على المخاطر الكبيرة  وإحلال الحزازات الضيقة محل الرؤية الواسعة...

على هذا المنوال لا يمكن استثناء أي طرف من  الأطراف، فتتظهر بين الحين والاخر العصبية "البيروتية" لدى "المستقبل" والنزعات "المتنية" لدى الكتائب والأحقاد العونية لدى التيار والميليشياوية المقززة لدى عموم قوى 8 آذار، في حين أنّ المطروح بجدية هو مصير لبنان في خضم معركة استقلال لم تنته ومخاطر حرب مدمرة ربما كانت على الأبواب.

على هذه الحال، ليس مفاجئاً أن يمرّ مرور الكرام تحذير إيهودا باراك للرئيس ميشال سليمان من مغبة السماح بنشر منظومة دفاع جوي لحزب الله. فأولوية السياسيين الآن هي المنافسة على مقعد نيابي من هنا وعلى أصوات جماعة من هناك ومحاصصة تحدد الأحجام الحزبية والمذهبية لتتحدّد بعدها الأدوار.

بعث باراك برسالة تحذير عبر المتعارف عليه من القنوات لكنه عاد فأفشى مضمونها أمام الاعلام، وهي لا تحتاج الى فكّ "شيفرة" وليست مستعصية على الفهم... بكلّ بساطة قال باراك أنه سيدمّر "البنية التحتية السيادية للبنان" وهي لا تعني فقط المنشآت العامة والجسور بل تعني تحديداً رمز وحدة الدولة أي جيشها. فهل انتبه الذين يتلهون بالمناكفات والمزايدات؟ وهل انتبه قائد الجيش الجديد الى ذلك قبل إطلاقه مزيداً من التصريحات؟

ربما كان "حزب الله" الطرف الوحيد الذي يدرك المعنى الحقيقي لقول باراك إنّ لدى الحزب 40 ألف صاروخ يمكنها ضرب معظم إسرائيل وتصل الى ديمونا، لكنّ تفسير الحزب يتراوح بين حدّين، أولهما الاستخفاف بالتهديدات والاعتقاد بأنّ الاسرائيلي الذي تعرّض لهزيمةٍ في حرب تموز 2006 لا يزال يضع يده على خده معانياً حالاً من الاذلال، وثانيهما استقدام مزيد من السلاح والاستعداد لمواجهةٍ جديدة مهما كانت الأكلاف.

أما "القوى السيادية" فهي اضافة الى كونها عاجزة عن الموازنة مع حزب الله، فانها لاهية بالتقاسم الانتخابي ممزوجاً بحذر بين الحلفاء، وغير قادرة على ترجمة إدراكها لخطورة الوضع الاقليمي الذي يمكن أن يجرّ على لبنان الوبال. وفي كلّ الحالات فإنّ خلاصة هذا الوضع اخلاء الساحة السياسية والعسكرية على السواء لمنطق المواجهة من خارج الدولة أو الصدام غير المضبوط الا بحسابات من يحمل السلاح.

تقع دعوة الرئيس سليمان الى الحوار في الوقت الصحيح. وربما عجلت في اتخاذه المبادرة الى انعقاد الطاولة تحذيرات باراك. غير أنّ العبرة تكمن في قدرة الخطاب الدولتي على ترجيح كفة الدولة وحقها في اتخاذ قرار السلم والحرب، وليس في نقاشٍ عقيم يكرّس بقاء السلاح خارج الاجماع الوطني أو المؤسسات الشرعية ويغرق المسألة في نقاش يليه نقاش.

قد لا تبدو الاوضاع الاقليمية بالنسبة الى كثيرين في لبنان ملحة أو حامية لدرجة الخوف من تدهور سريع. لكن وزير الدفاع الاسرائيلي لن يتردّد في اقتناص الظروف التي تسمح له بالانتقام. ولبنان بالطبع، الذي يذهب بانقسام وتباطؤ الى مناقشة استراتيجية الدفاع لن يكون جاهزاً لرفع التحدي سواء بالسياسة أو بالعسكر، وسيسلّم أمره ومصيره مرةً ثانية لحزب الله. أما كلّ ما يستطيعه الحزب فإلحاق مزيد من الأذى بإسرائيل في مقابل تدمير لن يوفّر هذه المرة مؤسسات الدولة إكراماً لوساطة الاميركان.

ولأنّ الدولة هي الهدف المعلن لاسرائيل، تقع على عاتق الرئيس سليمان بالتحديد، وقبل القوى والاحزاب كلّها، مسؤولية الحؤول دون تغليب منطق المواجهة. فهو بما له من رصيد لدى سورية وحزب الله، وبما يسمح له موقعه، يستطيع أن يدفع باتجاه المحافظة على مصلحة لبنان كلّه وحمايته من الأخطار عبر المطالبة بإنجاح الحوار بعيدا عن حسابات الانتخابات والعنتريات.

يعرف الرئيس العماد موازين القوى العسكرية، ويعرف مثل سائر اللبنانيين أنّ العبرة ليست في الضرر المتبادل أثناء الحرب، بل بالضرر المتمادي الذي ستجرّه أي حرب على اللبنانيين اقتصاداً وهجرةً ومستقبل أجيال... ولا يغيب عنه ان "حرب تموز" التي تسبّبت في كثير من الانقسام قادرة في حال تكرّرت أن تودي بما تبقى من لبنان الدولة والكيان.

 

حزب الله: إحتضان الدولة للمقاومة يشكل أبرز شروط نجاح الحوار الوطني

السبت 13 سبتمبر - راديو سوا

 بيروت: قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني في كلمة نشرت نصها السبت الصحف اللبنانية إنه لا توجد معادلة اسمها الدولة في مقابل المقاومة أو المقاومة مقابل الدولة كما لا يوجد معادلة اسمها الدولة والمقاومة. وأضاف نحن نرفض هذه المعادلات وتوجد معادلة واحدة اسمها الدولة التي تحتضن المقاومة.

وأضاف الشيخ قاسم نحن مقبلون على طاولة الحوار وإذا أردنا أن ينجح الحوار بسرعة هناك ثلاث قواعد: اتفاق المجتمعين أن لديهم عدوا واحد هو إسرائيل، اقتناعهم ببناء الدولة القادرة العادلة المتوازنة القوية النظيفة، توافقهم على أن الهدف توفير المقومات اللازمة لتحرير الأرض وتأمين الدفاع من خلال الإستراتيجية الدفاعية. وقد اعتبر حزب الله أن احتضان الدولة للمقاومة يشكل أبرز شروط نجاح الحوار الوطني الذي ينطلق الثلاثاء المقبل وعلى جدول أعماله بحث الإستراتيجية الدفاعية التي تنظم علاقة سلاح حزب الله بالدولة.

وقبل تحديد موعد الحوار بدأ خلاف بين الأكثرية النيابية والأقلية حول توسيع عدد المشاركين وفتح جدول الأعمال. فالأولى تصر على حصر الحضور بمن شارك في جلسات الحوار عام 2006 من دون أن تمانع توسيع البحث شرط أن تبقى الإستراتيجية الدفاعية هي الأولوية، وتدعو الثانية إلى توسيع دائرة المشاركين وفتح جدول الأعمال. من ناحيته جدد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الجمعة تأكيده أن عنوان الحوار هو الإستراتيجية الدفاعية التي لم تدرس في جلسات الحوار الماضية التي جرت عام 2006 بمبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري. من جهته شدد سعد الحريري زعيم تيار المستقبل، أحد أبرز قادة قوى 14 آذار المناهضة لسوريا وتمثلها الأكثرية النيابية، الجمعة على أنه آن الأوان لجعل الحوار الوطني وسيلة لتعزيز مفهوم القرار الوطني المستقل وقيام دولة قادرة مسؤولة عن حماية المواطنين والسيادة الوطنية وتجديد الثقة بدورها ومؤسساتها وفك الحصار المفروض عليها سواء من الأحزاب أو الطوائف أو المذاهب أو القوى المسلحة.

وأضاف "ذاهبون إلى الحوار الوطني لنؤكد أن زمن حكم لبنان بواسطة المخابرات قد انتهى إلى غير رجعة، وان العودة به إلى زمن الوصاية لن يحصل مهما كانت الضغوط ومهما مارسوا من وسائل الترهيب والتهديد، وان عنجر - مقر القيادة العامة للقوات السورية في لبنان سابقا- لن تعود بوابة لحكم لبنان".

وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد دعا إلى حوار وطني في القصر الجمهوري تعقد أولى جلساته في 16 أيلول/سبتمبر يبحث خلاله الأفرقاء اللبنانيون المسائل الخلافية وفي مقدمتها الإستراتيجية الدفاعية.

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:

 إذا كنا نرحّب بمؤتمر الحوار المرتقب في ١٦ الجاري فلأن الداعي إليه هذه المرَّة هو رئيس الجمهورية الذي يحظى بثقة اللبنانيين ويمثل آخر أمل لهم وسط قياداتٍ سياسية برعت قي تحطيم آمال الشعب وتخريب البلاد على كل المستويات. مع العلم ان بعض تلك القيادات يعيش على الأزمات ويراهن عليها لتكبير حجمه، والبعض الآخر يوظفها لتحقيق مآربه الخاصة.

 اما إذا كنا نريد ان نصدّق ما نسمعه اليوم على لسان المتحاورين من انهم مصمّمون هذه المرَّة على التوصل إلى حلول معقولة ومقبولة، فعليهم:

 أولاً، ان يبدأوا من حيث إنتهى مؤتمر الحوار السابق ومؤتمر التشاور الذي تلاه، أي ان ينتقلوا إلى تحديد آلية تنفيذ القرارات التي سبق وأجمعوا عليها، لا ان يعودوا إلى بحثها من جديد.

 ثانياً، ان يبحثوا في إستراتيجية دفاعية تشمل كل الأخطار المحدّقة بالبلاد وبخاصةٍ تلك التي تأتي رياحها من سوريا.

 ثالثاً، ان يبحثوا في تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية كي لا يبقى ساحةً مستباحة لصراع الآخرين عليها وبلحم اللبنانيين.

 رابعاً، والأهم من كل ذلك ان يبحثوا في تعديل إتفاق الطائف لجهّة إعادة الصلاحيات إلى رئيس الجمهورية لكي يتمكن من القيام بدوره الوطني المطلوب منه، والإضطلاع بمسؤولياته الدستورية التي تخوّله الفصل في المسائل الخلافية.

 اما إذا بقيت نوايا السياسيين على حالها، يقولون شيئاً ويضمرون أشياءً أخرى، فالحوار سيبقى حوار طرشان، والأوضاع ستزداد سوءاً على سوء إلى ان يقضي الله أمراً كان مقضياً.

 لبَّـيك لبـنان

 أبو أرز في ١٢ أيلول ٢٠٠٨

 

نعوم لـ "صوت لبنان": لم نبدأ بعد مرحلة البناء ونحن مازلنا في مرحلة الدّم 

صوت لبنان/دعا الكاتب والصحافي سركيس نعـوم في حديث لبرنامج صالون السبت من صوت لبنان الى عدم ظلم المؤسسات الأمنيّـة لأنها تابعة للدولة موضحاً أنه في غياب الدولة لا نستطيع أن نلوم المؤسسات بل السياسيين الذين عجزوا عن بناء الدولة . وقال لم نبدأ بعد مرحلة البناء ونحن مازلنا في مرحلة الدّم آملاً ألاّ تتكررّ جريمة بيصور . وتخوّف نعوم من ان يستمر إمتحان رئيس الجمهورية في هذه المرحلة ولغاية الإنتخابات والضغط عليه لفرض الإصطفاف عليه .

ورأى أن النائب ميشال عون تحت غطاء إتفاقه مع حزب الله يستمر في تغطيّـة أمور كثيرة ليس مؤمناً بها في العمق وبنى زعامته على محاربتها ، وإن ذلك سيوصله مستقبلاً الى مكان سيشعر فيه بالندم الشديد لأن الخسارة ستكون فادحة. وإقترح على عون إذا كان مقتنعاً بأن هذه التغطيّـة تخدم لبنان أن يزور سوريا ويبني علاقة معها لأنه عندها يستطيع أن يخدم لبنان والمسيحيين وإلاّ عليه مراجعة تحالفاته ليستوعب تياره بدل تركه يُستوعب من قبل الآخرين . ورأى نعوم أن نجاح رئيس الجمهورية يكون رهناً بصلابته وإستمرار إيمانه بمشروعه وإتكاله على الناس أكثر والكفاءة بشكـل أكبر ، وإعتماد الصراحة العميقة مع اللبنانيين والإستمرار في العلاقة الجيّدة مع سوريا مع إزالة الشعور لدى اللبنانيين بأن العلاقة ليست متكافئة .

واشنطن تؤكد رسمياً ان بوش سيلتقي سليمان في الخامس والعشرين من الجاري

صوت لبنان/أعلن البيت الابيض رسمياً ان الرئيس جورج بوش سيستقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في البيت الابيض في الخامس والعشرين من أيلول الجاري. وجاء في بيان رسمي ان الرئيس بوش يتطلع الى مناقشة العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ولبنان، والدعم الاميركي للبنان سيّد وديمقراطي الى جملة من القضايا الاقليمية. وكان الرئيس بوش اتصل هاتفياً بالرئيس سليمان في السادس والعشرين من ايار الماضي عقب انتخابه، ودعاه الى زيارة واشنطن ليتعرّف اليه وليؤكّد له شخصياً التزامه والتزام حكومته توفير كل أنواع الدعم للبنان. واشارت مصادر اميركية الى ان الرئيس اللبناني سيجتمع ايضاً مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لكن في نيويورك علة هامش دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة. كذلك طلب الرئيس سليمان الاجتماع مع وزير الدفاع روبرت غيتش لمناقشة المساعدات العسكرية الاميركية للبنان وبرامج تدريب الضباط اللبنانيين لكن موعد الاجتماع ومكانه لم يُحدّدا بعد

 

العثور على 46 مفقوداً لبنانياً في سوريا بينهم 10 فُقدوا مجدداً

فكّ "اللغز" يحتاج إلى تسوية: الحقيقة مقابل "السترة"

المستقبل - السبت 13 أيلول 2008 - خاص ـ "المستقبل"

كشف مصدر سياسي لبناني رفيع المستوى أن النظام السوري، وفي سياق اجتماعات "لجنة معالجة قضية اللبنانيين الموقوفين والمعتقلين في سوريا" قد أقرّ حتى الآن بمسؤوليته عن ستة وأربعين لبنانياً، كان ينكر كلّ صلة له بهم. وقال مصدر قضائي لبناني على صلة بأعمال اللجنة إنّ هناك إشارات إيجابية ـ ولو دون المُرتجى ـ قد بدأت بالظهور عقب القمة اللبنانية ـ السورية في دمشق، وهي تمثّلت في تقديم عدد من اللوائح، في الاجتماع الأخير الذي عقد يوم السبت الماضي في جديدة يابوس، تتضمن أسماء ستة وأربعين لبنانياً، كان ذووهم قد أكدوا وجودهم في السجون السورية، قبل أن تعود وتنقطع أخبارهم.

ولفت المصدر السياسي الرفيع المستوى إلى أن مئة وواحداً وأربعين اسماً قدّم الجانب السوري لوائح بهم، لم يكونوا في عداد المفقودين الذين يبحث ذووهم عنهم، لمعرفتهم أساساً بمصيرهم، ولكن مشكلة الغالبية الساحقة منهم، تكمن في أن هؤلاء يُنقلون فجأة من سجن إلى آخر، داخل سوريا، من دون تمكين الأهالي من معرفة هذا التطور، ما يُدخلهم في رحلة تفتيش مضنية عنهم.

إلا أن مرجعية أمنية لبنانية تلقت تقريراً عن نتائج أعمال هذه اللجنة لفتت الانتباه الى أن العثور على 46 مفقوداً في السجون السورية لا يعني أنّ هؤلاء جميعهم على قيد الحياة أو تتوفر إمكانية اللقاء بهم.

ورداً على الاستفسارات حول هذه النقطة قالت المرجعية الأمنية إياها إن الغريب في هذه المسألة يكمن في فقدان أثر عشرة منهم، تقول السلطات السورية إنهم خرجوا من إطار سلطتها، وفق الآتي: سبعة أُخلي سبيلهم وثامن شمله أحد مراسيم العفو والإثنان الأخيران "نجحا في الفرار من سجنهما".

وقد أثارت هذه النقطة اهتماماً كبيراً واستدعت لقاءات لبنانية ـ لبنانية للبحث في مفاعيلها، لأنها أثبتت أن معايير تقصي الحقائق التي اتبعتها اللجنة اللبنانية المختصة وتوصلت الى الاقتناع بوجود نحو سبعمئة مفقود موجود في السجون السورية أو مرّ عبرها الى "المجهول" هي معايير دقيقة، ما يضع المسؤولين اللبنانيين والسوريين على محك الجدية.

وفي تفسير قدّمته المرجعية الأمنية لهذه الظاهرة في الاجتماع اللبناني ـ اللبناني الذي تقاطعت المعلومات حول ما حصل فيه، فإن الشبهة تدور حول مسألتين، أولاهما تسبب فوضى إدارية معيّنة تتعلّق بالموقوفين غير السوريين في السجون السورية إلى اعتبار موقوفين موجودين بمثابة غير موجودين، بعدما تبيّن أن الوثائق الواضحة التي قدّمها الجانب اللبناني جعلت الجانب السوري يتمكن من الحصول على أجوبة، وثانيهما، وهنا يمكن أن تكون العقدة الأساسية، إمكان وجود جهاز ما في سوريا، كان "يتصرف" هو بمصير "نوعية معيّنة" ممن يُقال إنه أُخلي سبيلهم أو أُعفي عنهم أو هربوا.

إلا أن المصدر السياسي اللبناني يدعو الى الهدوء في التعاطي مع هذه المسألة الشائكة، لأن هناك مؤشراً يمكن أن يُساهم في التوصل الى حل متوازن، يُراعي، من جهة أولى، حاجة ذوي المفقودين الى معرفة مصير أبنائهم ويُراعي، من جهة ثانية، ما يسميه الجانب السوري بحساسية الأمن القومي السوري.

وعن طريقة الحل، يقول المصدر: "نحن في صدد درس اقتراح يقوم على إعطاء إذن لمرجعية أمنية معيّنة بعقد لقاء لا يُعلن عن تاريخه ولا عن نتائجه مع مرجعية أمنية سورية مماثلة".

ويعتقد هذا المصدر الرفيع المستوى أن أموراً كثيرة ستوضع على سكة الوضوح في اجتماع اللجنة المشتركة المقرر في النصف الأول من شهر تشرين الأول المقبل.

ويُفيد أن الرئيس ميشال سليمان يُتابع عن كثب أعمال اللجنة المشتركة، وهو أبلغها بوجوب وضعه في صورة ما يُمكن أن يعترضها من عراقيل ليحاول تذليلها بسرعة من خلال اتصال مباشر بينه وبين نظيره السوري بشّار الأسد.

ويؤكد مصدر قضائي أن همّ الجانب اللبناني ينصب حالياً على ثلاثة مسارات، وهي كالآتي:

أولاً، الحصول على موافقة السلطات السورية لتمكين اللجنة أو مندوبين لبنانيين عنها من تفقد أوضاع الموقوفين الذين جرى "اكتشافهم" أخيراً في السجون السورية، بما يضمن حقوقهم الإنسانية والقانونية.

ثانياً، توفير لائحة تُظهر السجون التي يتواجد فيها هؤلاء، وتوفير الظروف لذويهم من أجل القيام بزيارتهم، في أقرب وقت ممكن.

ثالثاً، توفير قناة تواصل ثنائية خارج إطار الاجتماع الدوري الروتيني، من أجل معالجة الأمور التي يُمكن أن تطرأ، ومن أجل فاعلية تنفيذ ما يتم التوافق عليه.

ووفق هذا المصدر، فإن كثيراً من الأمور لا تزال تعترض فاعلية اللجنة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، رفض الجانب السوري تسليم لبنان من خلال الجانب اللبناني جثتي مفقودين، قال الجانب السوري، إن حكم الإعدام قد نُفّذ بهما، وكان هناك إصرار على ترك مهمة مراجعة السلطات السورية حول هذا الموضوع لذوي كل منهما.

في المقابل، فإن الجانب اللبناني سبق له أن سلّم الجانب السوري لوائح مكتملة بالموقوفين السوريين في السجون اللبنانية مع الأسباب القانونية الموجبة لذلك وأماكن تواجدهم.

وقال المصدر السياسي الرفيع المستوى إن المشكلة التي تعترضنا في هذا السياق تكمن في أن الأسماء الأخرى المرفوعة للجانب اللبناني، لم تخضع لقواعد إثبات جديتها، بل جرى رفعها على أساس تجميع الأسماء.

وأفاد المصدر إن الجانب اللبناني، وعلى الرغم من عدم توافر أي خيط يسمح له في تلمس طريقه الى تحديد مصير هذا المفقود أو ذاك، يُصر على مواصلة جهوده...لعلّ وعسى.

 

خلو التقارير من أي اتصال سوري بإيران بعد تحرير الأسد نظامه من قبضة "الحرس الثوري"

قوى 8 آذار في مهب حرب باردة سورية ـ إيرانية

المستقبل - السبت 13 أيلول 2008 - فارس خشّان

في الرابع من أيلول 2008، أي منذ 9 أيام، إنتهت القمة الرباعية التي انعقدت في دمشق، وغادر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عائداً الى بلاده، بعد محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد حيث تمحور البحث في ملفات تعتبرها الجمهورية الإسلامية الإيرانية "وجودية"، ومع ذلك لم يُسجل بعد أي اتصال سوري، على أي مستوى، مع أي مسؤول إيراني، على أي مستوى. ومن يُدقق بأرشيف العلاقة السورية الإيرانية يتوقف باهتمام عند "نقطة الفصل" بحيث بدا أنّ آخر موضوع تمّ نشره، كان في الثلاثين من آب الماضي، وقد تمحور حول مسألة واحدة لا غير، وهي "تنبيه" الأسد الى أن زيارة ساركوزي لدمشق هدفها المحوري "الإيقاع" بين سوريا من جهة وبين إيران من جهة أخرى، وكان لافتاً للإنتباه أن السلطات الإيرانية التي وزّعت هذه المعلومات قد تعمّدت إعطاءها صدقية عالية، بحيث نسبتها الى ما سمّته "مصادر عليمة في مراكز اتخاذ القرار الفرنسي". إلا أن إشارة واحدة، لم تصدر عن دمشق بهدف "طمأنة" طهران إلى "ثبات" الأسد، لا بل إنّ مجريات القمة الرباعية أظهرت بشكل لا يقبل اللبس، أن دمشق بدأت تتخذ من أي هجوم عسكري محتمل على "حليفتها الإستراتيجية" مواقف مماثلة لتلك التي كانت تتخذها ضد قرار غزو العراق، أي الإكتفاء بتسجيل التحفظ، في حين لا تجد غضاضة في التعمق باتخاذ مواقف حاسمة من ملفات تعتبرها إيران "أوراقها"، كملفات لبنان وفلسطين والعراق.وإذا كان الضد يُفسر الضد، فإن الإتصالات التي قامت بها باريس عقب زيارة ساركوزي لدمشق مع كل من واشنطن والقاهرة والرياض أظهرت أن هناك "شيئا ما قد تحقق"، وهو ما امتنعت دمشق عن تبليغه الى طهران، التي ردّت على هذه السلوكية بتوجيه ضربة قاسية للأسد، من خلال شنّ هجوم عنيف على ساركوزي الدمشقي، بحيث أفهمت الجميع أن دمشق تفقد قيمتها الإيرانية متى استقالت من وظيفة الورقة لأنّ منصب حامل الرسائل يشغله خافيير سولانا، الذي ضمّ إليه الإدارة الأميركية، ولو من موقع المراقب الصامت.

وهذه الرسالة الإيرانية، سبق وصاغتها إيران بلغة غير مباشرة، في بداية آب الماضي عندما قالت، لدى استقبالها الأسد العائد من لقاءات مع ساركوزي على هامش قمة اتحاد دول البحر المتوسط، إنّ تجاوز الهيمنة الإسرائيلية والأميركية في المنطقة هو حاصل، وكل ما يحتاجه التروي والصمود، أي عدم التقدم نحو المفاوضات والمسارعة الى تقديم تنازلات مبدئية، لجذب رضى البيت الأبيض الذي يتعاطى مع دمشق من موقع الباحث عن أفعال تطابق الأقوال وليس عن أقوال متحررة من الأفعال، وهذا ما بدأ بشار الأسد يتفهمه نسبيا، بعد 8 سنوات من وراثة عرش... الجمهورية.

الأسد "يُحرّر" نظامه

أيّ تداعيات لهذا التطور على خط سوريا ـ إيران؟

قبل ستة أشهر، لم يكن "حزب الله" قلقا من النظام السوري، بل كان مرتاحا الى كل انفتاح إقليمي أو دولي في اتجاهه، لأنه بذلك يأخذ من رصيد خصومه في الداخل اللبناني، من دون أن يُقدّم الأسد شيئا سوى الكلام المعسول الذي يعجز عن تطبيقه.

مصدر الطمأنينة الوحيد لدى "حزب الله" لم يكن الثقة بالأسد، بل بما كان مسؤولوه يُرددونه في الأروقة من أنّ النظام السوري "ساقط" بأيدي إيران، ومن أن جماعة 14 آذار فاقدو الصلة بالواقع، لأنهم لا يعرفون أن السيد حسن نصرالله، هو عمليا من يوجّه الأسد، وليس العكس مطلقا.

وبالفعل، فقد بدا الأسد، طوال تلك المرحلة في وضعية العاجز، ولكن أمورا كثيرة بدأت تتحرك في تكوين نظامه، فبدأ التسريب المخابراتي عن إقصاء آصف شوكت، وعن خلافات ضمن العائلة الحاكمة على هذه الخلفية، الأمرالذي كان يُثير استغراب من تتسنّى له زيارة دمشق.

وبدا أن افتعال هذه الضجة، التي تولّتها سفارات أوروبية معتمدة في سوريا، وراءه ما وراءه، إذ عمد الأسد الى تغيير شبكة حرّاسه، ومن ثم فككت السلطات السورية ما سمّته الأوساط الاوروبية "شبكة إيرانية" كانت تسيطر على شبكة الإنترنت الخاصة بالجيش السوري، قبل أن تقع عملية اغتيال رجل إيران الأقوى في لبنان وسوريا عماد مغنية، التي تسترا بالتحقيق فيها، جرى التخلص من شبكة إيرانية داخل سوريا، بحجة تعاملها مع إسرائيل ـ قاتلة مغنية، ومن ثم تمّ تهميش دور"المتشدد" فاروق الشرع، بحيث أصبح مجرد وجه بروتوكولي بعدما كان عمليا يقود السياسة الخارجية لبلاده، من موقع نائب رئيس الجمهورية، الأمر الذي يماثل الوضعية التي كان فيها عبد الحليم خدام، عشية استقالته من منصبه ومن حزب البعث... غير الحاكم.

وكان لافتا للإنتباه أنّه غداة عودة الأسد من باريس وفيما كانت طائرته تهمّ بالإقلاع الى طهران، جرى اغتيال مستشاره الأمني والعسكري العميد محمد سليمان، ومع أنّ الرئيس السوري إتّهم أمام رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان "الإرهابيين الذين يتحركون عندكم" بهذه الجريمة، فإن التقارير لم تُسجّل أيّ هجمة تُذكر على الإسلاميين في سوريا، لا بل أن الاسد بدل أن يعود الى دمشق لمتابعة وضعية أمنية خطرة لأنها من حيث المبدأ وصلت الى باب قصره، فإنه اصطحب زوجته إلى منتجع تركي، حيث التُقطت له صورة، في مشهد ذكّر أحد المسؤولين في لحظة استرخاء، بالرئيس السابق أميل لحود، بُعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وفي ظل هذا المشهد السوري الذي يبقى مجرد الرأس الظاهر لجبل الجليد، بفعل انعدام الشفافية، جاءت القمة السورية ـ الفرنسية فالقمة التي جمعت الى سوريا محوراً أطلسياً بامتياز، يضم فرنسا(بوابة الغرب) وتركيا (بوابة العالم الإسلامي) وقطر(بوابة العالم العربي) حيث أوصلت دمشق رسالة الى الجميع: أنا فعلا تغيّرت.

التمسك السوري بلبنان

وهذا يعني أن الأسد لم يعد، من وجهة نظره، في الوضعية التي كان عليها في تقويم "حزب الله".

إلا أن هذا التطور الإستراتيجي، لا يسمح لأي مراقب باستشراف خروج سوري من المعادلة اللبنانية، بل العكس هو صحيح، لأن الخبرة التي اكتسبها الأسد، منذ العام 2004، أكدت له أنّ لبنان مهم بذاته وليس كما كان يُنظّر له الشرع بأنه مهم، كموضوع مقايضة لا غير.

ولأن لبنان مهم بذاته، ومن يملك قوة تأثير في معادلته يُمكن أن يستثمرها حضورا في المجتمع الدولي، فإن الأسد سيُحاول، مهما كلّفه الأمر، أن يُمسك وحيدا بما كان يُمسكه سابقا مع إيران، ما يعني أن حربا باردة سورية ـ إيرانية انطلقت في لبنان بأفق السيطرة على قوى الثامن من آذار، بما في ذلك "حزب الله".

وخلافا لما يمكن أن يتوهمه البعض، فإن الأسد لن يعمل على تفكيك "حزب الله"، بل على وضعه في خدمة دمشق حتى لو كانت على خلاف مع إيران، وفق النموذج الذي أنجزه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بالقوة التي وصلت الى حدود ارتكاب مجازر بحقه (ثكنة الشيخ عبد الله نموذجا).

الخطأ القاتل في ملف العريضي

وفي انتظار الأدلة الجنائية، فإنّ موقع جريمة اغتيال الشهيد صالح العريضي، من حيث القراءة السياسية، لا يمكن أن يخرج عن هذا الإطار، لأن كلاً من الوزير طلال إرسلان والنائب وليد جنبلاط يسيران في مصالحة يوافق عليها "حزب الله" الذي لم يعترض على تهميش "سوريي الجبل"، وهذا ما يطلب الأسد من إرسلان الإقلاع عنه. ويبقى السؤال: ما هي أوراق قوة الأسد في لبنان لتطويع "حزب الله" ولاسترداد أدواته التقليدية من "حزب الله"؟

ويبقى الجواب: إستسهال ارتكاب الجريمة. وثمة من يعتقد أن إشارتين أظهرتا قوة الأسد. الأولى تجلّت، عندما ارتفع الصوت صارخاً بوجوب إحالة ملف العريضي على المجلس العدلي، كتغطية عن الصوت الذي كان يُفترض أن يرتفع ـ وهنا التحدي ـ للمطالبة بإحالة ملف العريضي على لجنة التحقيق الدولية. أما الإشارة الثانية، فكانت عندما وافق "أهل" الشهيد على تقديم الغطاء الإسرائيلي للأسد ليتستر به لاحقاً للإجهاز بالطريقة نفسها على كل من يتمسك بالخيار الإيراني على حساب الخيار السوري. في مقابلاته الكثيرة مع الصحافة الفرنسية قبل وصوله الى دمشق قال الأسد: ليس لسوريا أعداء دائمون في لبنان. في تلك المقابلة ذكّر من يريد أن يقرأ بأن سوريا سبق لها ان تواجهت مع "حزب الله".

 

حوار.. واقتراح

المستقبل - السبت 13 أيلول 2008 - "أبو رامز"

لا يزال مختبر فحص الدم يعمل (يا إخوان)... كان الظن أن المنحى الايجابي الذي افتتحته مصالحة طرابلس والشمال وانتشر الى البقاع وأثمر أو ساعد في إنضاج ثمرة الدعوة الى استئناف الحوار الوطني العتيد، سوف يساعد في انتاج نغمة جديدة تضرب على ذلك الوتر السلمي الحساس وتنتج ما يطرب الأذن ويريح النفوس المضطربة ويعيد إدخال ضوء الشمس الى نواحي العتمة المنتشرة منذ أن قررت "الشقيقة" محاسبة اللبنانيين على لبنانيتهم!

وكان الظن (يا إخوان) ان التهديدات الاسرائيلية (الجدّية) والقراءة الهادئة لإعادة تموضع النظام السوري بما يخدم استمراره وبما يفيد محاولته الهرب من استحقاق المحكمة الدولية الداهمة عليه... عدا عن القراءة الذاتية الناقدة للأداء الخفيف والمدمّر الذي طبع حركة الحزب الحاكم في الضاحية الشقيقة تجاه "الأغيار" من اللبنانيين، وغير ذلك الكثير... كان الظن أن كل ما سلف سوف ينتج ما يمكن أن يوصل بشكل ما الى بدء تلمس سبل إعادة الاعتبار الى مفهوم الحوار وآدابه ومبتغاه، لكن تبين أن بعض الظن إثم بالفعل، وان مختبر فحص الدم لتحديد من هو الوطني ومن هو العميل ما يزال يعمل بكامل طاقته رغم الانقطاع المرير للتيار الكهربائي.

عادت المصطلحات واللغة الآتية من الفحم والكلس والملح والخشب اليابس تطغى على الخطب التي يلقيها البعض من جماعة "شكراً سوريا ـ نعم إيران ـ لا لبنان". وعاد أحدهم ليحدد مسبقاً، سقفاً سياسياً لما هو آت على طاولة الحوار وليطلق الأحكام القاطعة والخطيرة والمدمرة والتي تجعل من الحوار المقترح مجرد حالة جنونية، لا يستوي معها منطق الأخذ والرد والجدل المحكوم بالنيات الطيبة والعقول المنفتحة... والطبيعية.

عينة من ذلك، ما قاله نواف الموسوي بالأمس، الذي ربط الدعوة الى معالجة موضوع السلاح بالأهداف الاسرائيلية في حرب تموز، ودعا الآخرين الى تحديد من هو العدو ومن هو الصديق "لأن من يعتبر اسرائيل جاراً هو من يأخذ لبنان لأن يكون نعجة في المسلخ الاسرائيلي"... آمرٌ فظيع يا سيد نواف. تريد محاورة "الأغيار" وأنت تتهمهم من جديد بحمل أجندة اسرائيلية، وبأنهم من دعاة "التجارب الفاشلة والمهزومة". كيف ذلك؟!

سأقترح عليك، استناداً الى أقوالك حرفياً، مخرجاً لهذه المفارقة ـ المعضلة: ما رأيك لو انتقل كل أطراف الحوار للانضواء تحت جناح حزبك (تصوّر) في مقابل أن يجلس الجميع الى طاولة حوار مع... النظام السوري وخلفه جنرال الرابية. هكذا يستقيم الكلام الذي قلته، ونسمع جميعنا حينها الأجوبة الحاسمة على أطروحتك الوجودية خصوصاً لجهة تحديد من هو العدو راهناً ومستقبلاً، وقصة الجيرة والجيران والمسلخ الاسرائيلي... والثور الأبيض والتجارب الفاشلة والمهزومة.

أدرس الموضوع ونحن على السمع... والسلام!

 

رسالة منتهية الصلاحية

المستقبل - السبت 13 أيلول 2008 - بيدجي التيماني (*)

إذا أراد أحد أن يوجه أصابع الاتهام الى جهة معينة إثر الاغتيال المريب الذي أدى الى استشهاد أحد كبار رموز المصالحة في الجبل الشيخ صالح العريضي، تتسع حينها شبكة الاتهام ولا تنحصر، لذلك من الضروري قلب القاعدة والبدء من النتيجة. إذ لم يدرك المجرمون أن الجبل كما بيروت وسائر المناطق البقاعية والشمالية، أصبح أشد تحصيناً بعد كل ما مر به من مؤامرات فتنوية لبث النزاعات ضمن الطائفة الواحدة، فصعقته وحدة الموقف وتكاتف الخصمين السياسيين أمام هول المصيبة. إن لهذه الجريمة المستنكرة دلائل وعِبراً ستبقى تتوسع فوهتها لحين أن تتضح الخيارات الإقليمية، فاليوم تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة غامضة وضبابية، وهذا ينعكس على جميع الأطراف الذي يلعب كل منهم وفق ما يناسبه من أساليب علّه يصل الى نقطة ضوء، ولكن ذلك أكبر من الشرق الأوسط ولاعبيه.

ويمكن الاستنتاج بشكل جلي أن أحد أهم الرسائل المرسلة من خلال هذه الجريمة يكمن في التوقيت، المتصل مباشرة من جهة بإعلان رئيس الجمهورية أخيراً موعد انطلاق الحوار المحصور بفرقاء الدوحة، متزامناً من جهة أخرى، مع إغلاق نزيف طرابلس والشمال بعد مصالحة تاريخية أسقطت الفتنة وأوصدت أبواب التدخلات الخارجية قام بها الشيخ سعد الحريري وباقي الفرقاء بحيث وضعوا حداً لثقافة السلاح والحقد والعصبية. كما أن توقيت العملية جاء بعد ترويج إشاعات عن تغيير لخيارات الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه. أما في المقلب الآخر من الصورة، فهدف هؤلاء السوداويون دقّ اسفين بين طرفي المصالحة البكر التي ولدت من رحم محاولة "غزوة الجبل" في أيار الفائت ـ ممهدة الطريق للمصالحات اللاحقة ـ، وكانت نتائجها معاكسة لمخططهم، لاسيما أن بيصور شكّلت رمزاً للصمود والقوة والعنفوان خلال تلك الأحداث... تماماً كما لا ننسى اغتيال شهيدي "الحزب الديموقراطي اللبناني"، عشية محاولة اجتياح الجبل. أوليس الشيخ صالح العريضي ابن هذا الجبل وأحد الأركان الذين عملوا على وأد الفتنة في الجبل وزرع الوئام بين أهله تحت سقف وحدة موقف طرفي المعادلة الدرزيّة، مما ألحق الضرر الجسيم بـ"بوق الشؤم" وأسياده؟!

بما أن الجبل واحد وطائفة الموحدين واحدة، وفيما يشكل "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"الحزب الديموقراطي اللبناني" "التنوع" ضمن "الوحدة" كما هو حال أي مجتمع ديموقراطي تقدمي، فلا سبيل للمجرمين أن يستطيعوا النيل من الأخيار حتى وإن كانا مختلفين في آرائهما السياسية في الجبل.

بعد التعزية بالمصاب الجلل باستشهاد الأخ الشيخ صالح العريضي، الذي سقط على يد مجموعة الحاقدين أبناء الظلمة، سنذهب للحوار متحدين مع "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" وسائر الرفاق في "14 آذار" للتواصل مع باقي الشركاء في الوطن، وستكون هناك انتخابات نيابية مهما كانت الظروف صعبة وأليمة، وسيختار حينها الشعب اللبناني ويحدد مستقبله. وطالما أن النور موجود فلا مكان للظلام وأهله، وان ساد الظلام للحظات فإنه زائل للأبد.

الرسالة وصلت... ولكن بصلاحية منتهية... تماماً كحال باعثيها.. وسيبقى الجبل موحِّداً وموحَّداً...

(* ) إعلامي

 

لقاء تضامني في "مؤسسة سمير قصير"

الإعلام يردّ على عون: الصحافة حرّة وستبقى

المستقبل - السبت 13 أيلول 2008 -أيمن شروف

قرر العماد ميشال عون ان يعود الى خطابه الحاقد على الاعلام بشكل عام وعلى كل من لا يؤيده كشخص او لا يؤيد طروحاته "المنقلبة على المبادئ" التي نادى بها طيلة 15 عاماً، عادت الكاريزما العسكرية لدى العماد عون الى الواجهة لتنفي مرة اخرى عن الجنرال صفة الزعامة التي لا تظهر الا موسميا" او بالاحرى انتخابياً.

اسلوب لا يعرفه الا من اعتاد ترهيب الاعلام والاعلاميين فتارة يطالب القضاء بوقف حرية الكلمة في المؤسسة "الفرنكوفونية الوحيدة في لبنان"، وطوراً يعود الى معجمه الخاص فيدخل "الدعارة" الى مؤسسة ارادها مؤسسها مكاناً للتعبير عن الرأي الحر من اي جهة أتى.

قرار الجنرال هذا ردت عليه المؤسسات الاعلامية التي ترفض ان تكون الصحافة "كبش المحرقة وفشة خلق" عند كل منعرج يشعر فيه الجنرال بعدم القدرة على مواجهة الكلمة الحرة بمثلها.

الرد أتى هذه المرة من على منبر مؤسسة نشأت لإيمانها بان الحرية تؤخذ بالنضال السلمي مهما بلغت التضحيات وهي التي قدمت شهيد الحرية وربيع بيروت سمير قصير، فما كان من مؤسسة حقوق الانسان الا ان تتضامن في يوم يؤكد فيه الاعلام ان مهما بلغت التضحيات ومهما تعددت الحملات وعلى الرغم من "غياب الثقة" بين المؤسسات الاعلامية، ستبقى الكلمة.

اعلاميون "موالون" اجتمعوا في مؤسسة سمير قصير في الاشرفية امس، بما يمثلون من وسائل اعلام او بصفتهم معنيين بالدفاع عن حرية الاعلام ومنهم من حضر على الرغم من ان المؤسسة التي ينتمون اليها قاطعت اللقاء اما لعدم ايمانها بحرية الاعلام واما لأن الجنرال حليف يريدون ارضاءه حتى ولو كان هذا الارضاء على حساب "المبادئ".

بداية يرحب الصحافي مالك مروة بالحضور في "مؤسسة شهيد الكلمة وشهيد الاستقلال للتضامن واستنكار التهديدات التي تعرضت لها "لوريان لوجور" و"المستقبل" وما رافق هذه التهديدات من كلمات نابية لم يعتد عليها الجسم الاعلامي".

ولأن ما نطق به الجنرال كان انتهاكاً لشرعة حقوق الانسان كان لا بد لعضو مؤسسة حقوق الانسان وائل خير ان يشرح للجنرال ولغيره "الخلفية القانونية لحرية الصحافة وطبيعة الحقوق التي كرسها الاعلان العالمي لحقوق الانسان كمنطلق للعمل الصحفي وثوابت في التعامل والتفاعل مع الصحافة".

اما شوقي عازوري وبصفته محللا نفسانياً فرأى في "التهجم على الصحافة والتعدي عليها اسلوباً متقدماً في اجبار الصحافي على القيام برقابة ذاتية على ما يكتب تحد من مقدار الحرية التي يتمتع بها"، اما الكلام المبتذل وبحسب خير فهو "مردود لاصحابه".

الشهيدة الحية مي شدياق حضرت لـ"اننا اعتدنا ان نتضامن مع بعضنا بالدور"، وفي مداخلتها خلال اللقاء استغربت "قيام من كان ينادي بالحرية والسيادة والاستقلال بتصرفات كهذه"، شدياق التي "تلقت تهديدات بالقتل لتضامنها مع "المستقبل" اثناء اجتياح بيروت في 7 ايار الماضي"، قالت "الصحافة التي تنقل الحقيقة تدفع الثمن دائماً ولكنها حرة وستبقى حرة ومن يهاجم الصحافة عليه ان يدرك ان لديه وسائل اعلامه واعلام حلفائه الذين يمارسون يومياً الكذب والتضليل".

ولان حرية الصحافة لا تنتمي الى فئة دون اخرى ولأن المبادئ تبقى رهن منتهجها، وصف الزميل اسعد ذياب من "الديار" ان "ما حصل حد كبير وهذا الكلام الاسود يجب ان يرد عليه بموقف موحد كي لا تكون الصحافة كلها مستهدفة غداً". اما غياث يزبك من الـ"ا ن ب" والذي سبق له ان كان ضحية النظام الامني السابق عندما أوقفت ال" ام تي في"، فقال: "المفترض ان نلتفت الى انفسنا ونسأل : لماذا نهاجم يهذا الشكل ؟ والجواب السريع على هذا التساؤل غياب الثقة فيما بيننا"، متسائلا عن دور "النقابات وهل هي مفتوحة للجميع!". "صوت لبنان".. وردة، اعتبرت انه " اذا لم نحم بعضنا البعض لن نجد احداً يحمينا لان السياسيين ذاهبون اما نحن فسنبقى اعلاميين"، فيما اشار احمد عياش من "النهار" الى "اننا لسنا بحاجة الى الدفاع عن انفسنا وكأننا في موقع اتهام لاننا عندما نهاجم ننال الاوسمة".

الصحافي شارل جبور شدد على "اهمية النضال من اجل الحصول على الحرية في ظل الوصاية المتمثلة في "حزب الله" والتي زرعها النظام السوري بعد خروجه من لبنان". وبعد هذه المداخلات عاد مروة ليختم بالقول "الكلمة لا تموت وكاتب الكلمة لا يموت لأن الكلمة اقوى من القتل والاحتلال والسياسيين".

في اللقاء كان عرض للقطات تلفزيونية تروي سيرة العماد عون مع اهل الكلمة وفيها كلمات لن نذكرها لان الصحافة لا تعترف بـ"معجم الجنرال

 

بيروت في "ذمّة" الممانعين     

يوسف صيداني

(إستاذ جامعي)

اما وقد تحققت المصالحة في طرابلس ونسأل الله ان يكتب لها الدوام وطول العمر، فمن حقنا نحن القاطنين في بيروت ان تتحقق لنا مصالحة مماثلة. والطريف صدور تصريح يدعو الى تصالح "الطريق الجديدة" مع جوارها، وكأن كل المشكلة في بيروت هي في "الطريق الجديدة" بعد ان تم ترويض مناطق البسطا والنويري ورأس النبع والزيدانية والحمراء والروشة وعين المريسة ورأس بيروت، بحيث اضحت هذه المناطق خارج اطار المصالحة، نظراً الى ارتباطها العضوي – بعد 7 ايار – بالاحزاب التي احكمت السيطرة عليها. نعم، اصبح القاطنون في بيروت خارج "الطريق الجديدة" في ذمة احزاب "الممانعين" بعد خروج البيروتيين من ذمة الآخرين (من هم الآخرون؟ الدولة ام "السلطة المستأثرة؟). وتصدر – في نفس الوقت – التصريحات التي تتمنى جاهدة اللقاء بين قطب "المستقبل" وقطب "المعارضة" حتى تتصالح "الطريق الجديدة" مع الجوار، ولا حاجة الينا نحن الذميون القاطنون خارج "الطريق الجديدة" الى من يصالحنا مع الآخرين اذ اننا اصبحنا بعد 7 ايار – بدون ضغط او اكراه – "اهل ذمة" لأحزاب لها في ذاكرتنا الجماعية تاريخ مشرف ونضالات مبشرة.

من حقنا كأهل ذمة ان نطالب بما يعطى أهل الذمة. ففي مقابل الجزية التي ندفعها للسلطة الحاكمة، يحق للذمي ان يحظى بالحماية وبالكرامة – والتي يجب ان نقبل ان تكون حاليا في حدها الادنى نظرا الى الضرورات النضالية التي تمر بها المنطقة في مواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني -. أعترف ان من واجبي كذمي ان أطأطئ الرأس – تحت الاعلام الحزبية وصور الزعماء المرتفعة بوتيرة تسابق ارتفاع الاسعار في شهر الصيام – لان هذه الرايات المرفوعة هي التي حققت لنا الانتصارات التي يحق حتى لأهل الذمة ان يفخروا بها. ومن واجبي كذمي كذلك ان أتنحى في الشوارع والازقة التي ولدتُ وترعرعتُ فيها مع عمر وحسن وعلي وسيمون وبشارة، ان اتنحى حين ارى بعض المناضلين في اجتماعهم الحزبي على الرصيف، وهم منكبين على ابتكار آخر الخطط العسكرية والاستراتيجيات لمقاومة اسرائيل. ولا بأس في استراحة المحارب مع الاراكيل والبزورات فكله يهون في سبيل هذه العين الحامية (تحمي ام هي العين الحامية الساخنة التي ترمق العابرين بنظرات التحدي والاستفزاز؟). ومن واجبي كذمي قاطن في بيروت ان لا ارفع الا صور زعماء محددين، لأن رفع صور سواهم فيه استفزاز لمشاعر المناضلين العاكفين على مقاومة الصهيونية التي قد تكون وجدت لها موطنا في غرب بيروت. مع الاشارة الى انني لم ارفع في حياتي صورة لزعيم او راية لحزب او حركة او تيار (لان رفع صور الناس – بهذه الطريقة – هي اما ردة فعل عاطفية او دلالة تقهقر فكري ونفسي، وفي هذا قد يتساوى الجميع). ومن واجبي كذمي حين ارفع زينة في شهر الصيام في مناطق اهل الذمة في غرب بيروت خارج "الطريق الجديدة" ان اختار الوانها واشكالها بطريقة لا تمس العين الساهرة على امننا وكرامتنا.

غير ان الحيرة تتملكني حين ارى ان الجزية التي ادفعها (او الضريبة ان شئتم) تذهب الى دولتنا الموقرة – دام ظلها خارج بيروت الغربية والضواحي والكثير من مناطق لبنان اللهم الا في بعض الوزارات والثكنات وبعض المخافر – بينما اعيش في ذمة اهل النضال. ومقتضى العدل ان تذهب الجزية الى من يقوم بحمايتي والسهر على امني. أدفع الجزية للدولة الموقرة بينما الساهرون على امني هم الذين قاموا بعمليتهم النظيفة التي راعت الكرامات والحرمات في 7 ايار (اللهم الا بعض الضحايا العابرين مثل ذلك المحامي الشاب وامه وبعض الافراد المعدودين المتفرقين من ابناء بيروت وبعض الشتائم اللازمة لكل حركة نضالية".

ولانني ادفع الجزية الى دولتنا الموقرة التي لم تقم اجهزتها بحمايتي في 7 ايار، اقترح على نواب الوطن كله رفع اقتراح قانون معجل مكرر مصفّى مطهّر باتخاذ الاجراءات الكفيلة بإحقاق الحق والعدالة الكاملة عبر توجيه هذه الاموال مباشرة لمصلحة هؤلاء المناضلين مباشرة وتخصيصهم برواتب لحسن سهرهم على امننا وجلوسهم في الطرقات – التي هي طرقاتهم اساسا ونحن طارئون عليها –. هؤلاء اولى بأموال المكلفين بالجزية – او الضريبة – لان لديهم قدرات استثنائية لا تمتلكها اجهزة الدولة  حيث يستطيعون عبر نظراتهم اختراق الحجب نحو القلوب لحماية المناطق المحررة من العابثين الذين لا يعترفون بذميتهم تجاه اصحاب النضال. أعلم ان ما تقدم قد يعني انحسار بعض الموازنة المخصصة للقوى الامنية والعسكـــــرية، ولكن لا بأس فإخواننا في بعض انحاء الوطن – الذين لا يزالون ينعمون بوصاية الدولة – يتكفلون بدفع الفرق.

وللقوى الامنية – التي نحترم– قصة معنا. فأنا مثلا من جيل عرف الجيش اول ما عرفه من خلال الصدامات مع القوى الفلسطينية اول السبعينات وصورة الجيش في ذهني كانت صورة ضبابية عززت غموضها الانقسامات التي طرأت بعد نشوب الحرب والاجتياحات المتكررة. هذه الصورة المهزوزة في ذهني لم تتبدل الا في الاعوام 2005 وما تلاها حين رأيت القوى الامنية في شوارع بيروت واحيائها تفصل بين الزقاقات المتنازعة، فكنت أحس بالاطمئنان وانا اشرح لأولادي الدور الايجابي الذي تقوم به تلك الملالات والسيارات العسكرية في مناطق مار الياس والروشة مثلا، حيث تسهر على الامن فأنام قرير العين مرتاحا. وإن انس لا انسى كيف اجريت اتصالا هاتفيا بأحد الاجهزة الامنية بعد حدوث نزاع بين شباب الاحياء في منطقتي فجاءت القوى الامنية والعسكرية خلال لحظات للفض بين المتنازعين. احسست بالفخر حينها لانني تذكرت ايام دراستي في احدى الدول الغربية حيث كانت الشرطة تأتي خلال لحظات عند نشوب اي نزاع او امر طارئ، احسست حينها بانتمائي الى دولة والى وطن، واحسست ليس فقط بانتماء المواطن الى الجيش بل بانتماء الجيش الى المواطن – في ايام المواطنية تلك قبل عصور الذمة الجديدة – .وبالطبع  تغير هذا الوضع بعد 7 ايار حين اختفت الملالات والسيارات العسكرية بقدرة قادر لمصلحة قوى النضال، وانتقلنا – والحمد الله على كل حال – من طور "المواطنية الحرة" – وان شابها الكثير الكثير من الدخن – الى  حقبة "اهل الذمة" وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.

ربما يحق للسيد وليد جنبلاط ان يستاء من وصف بيروت العاصمة بأنها لأهلها حصرا، لانها فعلا لكل البيروتيين – باختلاف طوائفهم ومذاهبهم –، وكذلك هي – كونها عاصمة – لكل اللبنانيين، فلا حاجة الى مختبرات تثبت هوية ابناء بيروت. غير انني متأكد ايضا ان السيد وليد جنبلاط سيستاء كثيرا ايضا حين يعلم ان بعض القاطنين في بيروت – من شتى المذاهب، سنة وشيعة ودروزاً ومسيحيين، الذين يصدف ان يكونوا ولدوا في بيروت اباً عن جد والذين تقاطعت انتماءاتهم الطائفية والمذهبية غير المصاهرات والصداقات – لا يزالون يحسون بأن مواطنيتهم ناقصة، لان امنهم وكرامتهم ممسوكة بقوة – ويا للأسف – من قوى هي غير القوى التي ندفع ضرائب لها ونحمل هوية باسمها ونسافر بجوازات سفرها. من الواجب ان تفتح بيروت ذراعيها لكل الوطن ولكن من الظلم ان نطلب من بيروت – في المقابل – ان تخرج من نفسها. رحم الله دولتنا الموقرة التي أسأل الله ان تمتد ظلالها الوارفة لتعمنا وننتقل من كوننا في "ذمة" المناضلين و"الممانعين" الى "ذمة" انفسنا وذواتنا.(مع النهار)

 

نديم الجميل : طموحي أن أتمكن من المشاركة في بناء وطن لا نرى فيه أولادنا يتقاتلون أو يُقتلون كل 15 أو 20 سنة

في الذكرى الـ26 لغياب الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل، تحدث نديم بشير الجميل الى kataeb.org عن رؤيته للواقع اللبناني وعن طموحه وعمّا تعلمه من تجربة البشير:

هل تظن أن مشروع بشير للدولة والاصلاحات ما زال صالحاً حتى اليوم ؟ وهل تحقق شيء منه ؟

بناء الدولة العصرية يتطلب جهداً كبيراً وايماناً كبيراً وخاصة جرأة من قبل المسؤول، لأن عليه استئصال أمراض عديدة ومزمنة من جسم ما يسمى "مؤسسات الدولة". بشير طرح، عند تحضيره لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية مشاريع عدّة وافكار عدّة متطورة وقد عبّر عنها في مناسبات عدّة، خاصة في الكلمة التي القاها بمناسبة عيد العمل عام 82 كما عبّر عنها في الخطاب الشهير في مبنى تلفزيون لبنان، غداة انتخابه رئيساً للجمهورية.

لقد عمل سنوات مع فريق "غاما" الذي ضمّ اخصائيين في كل المجالات وهذا الفريق وضع برنامج اصلاحي متطور لكل ادارات الدولة.

ما تحقق منه ؟ افكار طُرحت ولم تطبّق لأن بشير كرئيس لم يتسن له تنفيذ افكاره، خاصة التي تتعلق باللامركزية الادارية الموسّعة وتطوير مناهج التعليم وايجاد اسواق عمل للشباب والاعتماد على التنسيق بين ادارات الدولة عبر وزارة تصميم، ودراسات تتعلق باستثمار الموارد المائية التي كان يعتبرها بترول لبنان، وخاصة تنظيف مؤسسات الدولة من المنتفعين منها والذين "وسخوا" اسمها امام الرأي العام اللبناني.

كيف تقارن بين لبنان في عهد بشير ولبنان اليوم ؟

لا يمكن المقارنة بعد 25 سنة بين ما جرى بالامس وما يجري اليوم.

ولكن يمكنني أن اختصر القول لاؤكد، انه لو استمر عهد بشير لبضع سنوات لكانت تغيرت امور كثيرة، ولكانت انتهت الحرب بعد تسلمه الحكم، لأنه انفتح على جميع اللبنانيين وعلى جميع الطوائف، ومدّ يده الى الجميع للتعاون من دون خوف ومن دون عقد، خاصةً أن المواطنين من جميع الطوائف رأوا فيه رجل دولة المستقبل الاتي ليبني بروحية جديدة وليس لينتقم من أحد، تاركاً وراءه كل ما له علاقة بالحرب وبمآسيها.

في زمن بشير كان الخوف على الوجود المسيحي وهوية لبنان، أما اليوم فالخوف ليس على هوية لبنان فحسب، ولكن على وجوده ككيان ايضاً.

لكن بعض اللبنانيين لم يفهموا بعد أن لبنان وطن وكيان نهائي لا يمكن ابتلاعه او تغيير هويته الحضارية.

ماذا بقي من مبادئ بشير ؟ هل تظّن أن اللبنانيين بعامة والمسيحيين بخاصة يعيشون هذه المبادئ ؟

لم تكن يوماً أفكار بشير وطروحاته لتلك الحقبة التي عاشها فحسب، بل كانت أفكاره لكل وقت وزمان، لأنه كان رؤيوياً. وهذه الافكار كانت أساساً في اعادة انطلاق الدولة من جديد. ولقد ارسى بشير عبر افكاره وطروحاته ومبادئه قاعدةً جديدة لبناء لبنان الغد. وقد ردد أكثر من مرّة : "الدولة سندفع ثمنها والمزرعة سندفع ثمنها ايضاً. لذا من الافضل أن ندفع ثمن الدولة. لذا علينا أن نبني دولة الـ 2000".

كذلك اطلق بشير من 27 سنة شعار "لبنان اولاً"، وهو الشعار الذي يتردد على شفة ولسان كل الزعماء اللبنانيين مسلمين ومسيحيين. وكان يعني أن خدمة القضية اللبنانية والوطن اللبناني هي اولوية بالنسبة الينا. وطالب بدولة الامن والحرّية وهذا ما يسعى اليه فريق ثورة الارز اليوم.

كما رفع بشير شعار الـ 10452 كلم2 الذي يتمسك به اللبنانيون اليوم مؤكدين انهم ضدّ التقسيم.

اما المسيحيون، فالاكثرية فيهم متفقة على المبادئ التي آمن بها بشير ولكنها تختلف في السياسة من اجل حسابات ومصالح ضيّقة.

اين تتفق مع بشير واين تختلف معه ؟

من خلال اطلاعي على جميع مواقفه وتصاريحه وخطبه، لم ار موقفاً لا يتناسب مع واقع الحال يومها. وقد تطوّر خطابه السياسي بسرعة، لذا اقتنع به الذين كانوا مختلفين معه، وايقنوا أن ما قام به كان لمصلحة لبنان، ولبنان فقط.

كيف تصف واقع المسيحيين اليوم ؟

واقع مؤسف ومؤلم، لأنني على ما أذكر من خلال مراجعاتي لدفاتر الحرب اللبنانية وما قبلها، لم يصل التخاطب والانقسام بين المسيحيين الى هذا المستوى.

فعلى رغم الخلافات والاختلافات السياسية ما قبل الـ 75 وخلال الحرب، كانت هناك مؤسسات تضم زعماء تاريخيين تمكنوا من توحيد اكثرية المسيحيين، إن كان من خلال الحلف الثلاثي عام 68 ام من خلال الجبهة اللبنانية خلال الحرب اللبنانية. ولم يشرذم المسيحيون الاّ عندما دخل الغريب وأوقد نار الفتنة بينهم لشرذمتهم وفكفكتهم لأنهم غيروا مجريات التاريخ ورفضوا الامر الواقع الذي كان يفرضه العالم عليهم.

اين اخطأوا واين أصابوا ؟

من يتعاطى الشأن العام معرّض دائماً للخطأ. وجلّ مَن لا يخطئ ولا يحق لي أن احاسب ايّاً من الزعماء المسيحيين فالتاريخ يحاسبهم. ولكن يخطئون اليوم عندما يرفضون الجلوس على طاولة واحدة، أولاً لبلسمة الجرح المسيحي ومن ثم، لبحث الامور المصيرية التي تهدد مستقبل الوجود المسيحيي في لبنان والشرق. هذه مسؤوليتهم اليوم. يخطئون عندما يتراشقون التهم، متناسين أن مهمتهم هي اصلاً المحافظة على الحضارة والتراث المسيحي في لبنان.

كيف تنظر الى واقع حزب الكتائب وطروحاته السياسية ؟ وما أهميته في ترسيخ هوية لبنان وكيانه النهائي ؟

عام 1943 شارك حزب الكتائب في صنع الاستقلال.

عام 1958 حافظ على هوية لبنان بوجه المدّ الناصري.

عام 1975 دافع واستبسل من أجل وجود لبنان ككيان ومنع التوطين الفلسطيني .

وها هو اليوم يشارك في بناء الدولة العصرية الحرة السيدة والعادلة.

فالحزب أثبت أنه لكل وقت وزمان.

لولا الكتائب وتنظيمها وعصبيتها المسيحية لطارت الهوية اللبنانية وطار الكيان. ولشهداء الكتائب الفضل الكبير في استمرار الدولة اللبنانية كنظام ومؤسسات وقيامها. حزب الكتائب هو حزب العيش والتفاعل المشترك على رغم اضطراره احياناً اتخاذ المواقف الصارمة.

الكتائب نشأت كمدرسة في الوطنيّة ويجب أن تعود هكذا: فالطروحات السياسية تتكيّف مع الواقع الذي نعيشه ولكن المبادئ الاساسية هي هي.

هل تطمح الى الدخول الى الندوة البرلمانية ؟ وفق أي مشروع ؟

. طموحي أن أتمكن من المشاركة في بناء وطن لا نرى فيه أولادنا يتقاتلون أو يُقتلون كل 15 أو 20 سنة، وطن حضاري، تسوده الديمقراطية الحقيقية، يتفاعل فيه أبناؤه من أجل العطاء والبناء، وطن حرّ وآمن، وطن مزدهر باقتصاده، حيث الفرد يعيش بكرامة وبحبوحة، وطن يتفاعل مع محيطه بحريّة وبنفس الوقت يبقى صلة الوصل بين الشرق والغرب. الطموح شيء مشروع عند كل اللبنانيين، شرط ألاّ يغرينا لابعادنا عن مبادئنا الأساسية التي من أجلها ناضلنا. إن المقعد النيابي ليس إلاّ وسيلة، وليس هدفاً بحد ذاته.

ماذا تعلمت من تجربة بشير في السلطة والقيادة والسياسة ؟

تجربة بشير غنيّة جداً، وأثبتت أنه علينا أن نعرف ماذا نريد، ونطرح ما نريد بكل جرأة وصدق وشفافية، لا أن ننتظر غيرنا ماذا لديه ليعطينا.

هكذا تمكّنَ بشير من تثبيت آرائه ومواقفه، لأنه كان يعرف ماذا يريد للبنان.

ولم يختلف بشير القائد عن بشير الرئيس، إذ حافظ على نفس الطريقة في التعاطي والقيادة: إخلاص، جرأة، صدق، شفافية، عزم، نظافة كف، أخلاق وإحترام.

هذه ميزات لا يمكن خوض أي معترك سياسي بدونها.

كيف تنظر الى الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في لبنان ؟ فهل يدفع الشباب ثمن هذا الواقع ؟

الوضع الاقتصادي الاجتماعي مرتبط إرتباطاً عضوياً بالواقع السياسي. بدون أمن واستقرار لا يمكن بناء إقتصاد ولن يتمكن اللبناني من تحسين وضعه المعيشي.

في الماضي طرح على اللبنانيين الاختيار بين "أن يكون لبنان هانوي أم هونغ كونغ". فلبنان ليس هذا ولن يكون ذاك. لانريده أن يصبح هانوي لكي تدوم الحروب فيه لسنوات وتدمر كل شيء، ولا نريده فندقاً ينعم فيه الأثرياء فحسب. فلبنان وطن حضاري، وأبناؤه متجذرون فيه، لهم دورهم ورسالتهم في هذا الشرق وهو نموذج للعالم.

بالأمس سمعنا الرئيس سليمان يتحدث عن الأمن والرغيف وعن تكافؤ الفرص وتعيين الأفضل في ادارات الدولة. نحن مع هذا النمط من التعاطي مع الشباب حتى لا يهاجر للخارج ويساهم ببناء الأوطان بدلاً من المساهمة في بناء بيته ووطنه. ولا يمكن بناء وطن إلا بسواعد الشباب.

شعار لبنان اولاً الذي رفعه بشير ينادي به كثيرون كانوا في المقلب الآخر. ما الذي تغير ؟ هل القضية برأيك ما زالت هي نفسها التي ناضل من أجلها بشير ؟

ما تغيّر هو الوعي عند شركائنا في الوطن. لقد حَذّر بشير عام 1981 الفريق المسلم من البقاء تحت سيطرة البندقية الفلسطينية او السيطرة السورية. وقال لهم في خطاب يوم الوعد: "إننا نواجه المصير الواحد، فتعالوا نلتقي حول شعار لبنان أولاً".

وها نحن في 14 آذار، أحزاباً وجماعات وشخصيات، نرفع كلنا شعار "لبنان أولاً" لأن القضية التي ناضل من أجلها بشير واستشهد ما زالت هي هي : سيادة لبنان وحرية قراره. وما زالت بعض الدول القريبة والبعيدة تحاول السيطرة على مقدرات الوطن من أجل وضع اليد عليه.

بشير نادى بالفدرالية في المرحلة التي سبقت انتخابه رئيساً. اين انت منها ؟

أنا مع أي صيغة يتفق عليها ويُجمع عليها اللبنانيون، شرط أن تؤمّن وتصون وجود وحرية وأمن كل مكونات المجتمع اللبناني وحريّة معتقدهم. بالنسبة الي إنني أنظر الى الفدرالية كإحدى الوسائل التي يمكن أن تؤمن أمن المجتمع المسيحي ووجوده إن كان في خطر، وليست هدفاً بحد ذاته قد أُناضل من أجله. على كلٍ، يجب أن يكون هناك حوار هادئ يسبق أي طرح لأي نظام للبنان.

ويمكنني القول أن الفدرالية ليست "بعبعاً". فهي معتمدة في بلدان عدّة في العالم المتمدن.

فلنبدأ بتجربة اللامركزية الادارية الموسعة التي لم نختبرها بعد، ومن ثم نعطي رأينا.

في الذكرى 26 لغياب بشير ماذا تقول للبنانيين والشباب المسيحي ؟

أدعو المسيحيين أولاً الى وقف النزف المستمر عبر الهجرة الى الخارج. فلبنان لكم، كما أدعوهم الى فتح صفحة جديدة من التعاطي عبر التسامح والاحترام لآراء بعضهم، وتوحيد كلمتهم في القضايا المصيرية،وبخاصة شفاء الجرح المسيحي الذي ما زال ينزف، لأن الوطن لا يعيش على التحدي والانقسام والخطاب الديماغوجي التحريضي.

كما أدعوهم الى الانفتاح على شركائنا في الوطن، فالحرب أبعدتنا عن بعضنا، والبُعد إذا استمر يصبح جفاءً.

وأدعوهم للجلوس معاً لنفكر في كيفية بناء لبنان الجديد الذي نطمح كلنا اليه، لبنان الوطن الحقيقي والمنارة التي

 

النائب علوش: ذاهبون الى الحوار بعقل منفتح ولا أمل الا بوضع كل السلاح تحت سلطة الدولة

وكالات/النائب كبارة:طرابلس عاصمة اللبنانيين السنة ورمز الاعتدال والعيش المشترك 

أقامت جمعية" العناية الخيرية" افطارها السنوي في منتجع "البالما" السياحي في طرابلس، في حضور النائب مصطفى علوش ممثلا رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، احمد الصفدي ممثلا وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، النائب محمد عبد اللطيف كبارة، وممثلين للنائبين مصباح الأحدب وسمير الجسر، النواب السابقين: طلال المرعبي، عبد المجيد الرافعي جان عبيد وخالد ضاهر، مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، الرائد عماد صوفي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي، وشخصيات دينية وبلدية واختيارية واعلامية.

وقدم للكلمات الزميل غسان حلواني.

النائب كبارة

بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم للشيخ واثق الشوربجي، ألقى النائب كبارة كلمة اكد فيها ان "طرابلس هي عاصمة اللبنانيين السنة، وفي الوقت نفسه رمز الاعتدال والعيش المشترك، من دون اي توجه مذهبي او طائفي. فطرابلس بجميع مكوناتها الاجتماعية مدينة متدينة وملتزمة نهج الاعتدال، ونتمنى ان تكون هذه المصالحة بداية لصفحة جديدة يكون الانماء عنوانها من اجل انقاذ طرابلس من حال الحرمان المزمن ولنتنبه جميعا الى ان المؤامرة لن تتوقف ومحاولات استهداف طرابلس لن تهدأ، وعلينا تحصين المدينة بوحدتنا".

النائب علوش

ثم ألقى النائب علوش كلمة النائب سعد الحريري اشار في مستهلها الى "الفترة العصيبة التي مرت فيها طرابلس خلال الخمسة اشهر الماضية"، وندد ب"الذين يحاولون تصوير مدينتنا عى انها مرتع للارهاب والتعصب والتطرف، وها هي تفتح قلبها لجميع ابنائها لتفوت الفرصة على من يحاولون استدراجها الى متاهات الفتنة". واضاف:"ان المصالحة يجب ان تستكمل بنودها بوضع القوى الامنية في مواجهة المعتدين وعودة الآمنين الى منازلهم وتوفير البدائل للمهجرين وصولا الى التعويض عن شرور الماضي". وتابع: "نحن ذاهبون الى جلسات الحوار بقلب وعقل منفتحين اذ لا أمل للبنان واهله الا بوضع كل السلاح تحت سلطة الدولة الشرعية"، مشيرا الى ان "أي محاولة للتقارب بين اللبنانيين سيحاولون عرقلتها بالدم كما حدث في اغتيال الشهيد الشيخ صالح العريضي".

الجمالي

ثم تحدث رئيس بلدية طرابلس المهندس الجمالي عن "تداعيات الازمات الامنية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي"، مستنكرا "دور بعض وسائل الاعلام في تشويه صورة المدينة واظهارها على غير حقيقتها. لكن تاريخ طرابلس يشهد بانها مدينة منفتحة محبة ملتزمة مشروع الدولة. وقد اختارت طرابلس ان تقف مع الجيش والدولة في العام 2007 في المعركة ضد الارهاب في مخيم نهر البارد". واكد ان "طرابلس في حاجة الى ان تقترن وعود السلطة التنفيذية بالتنفيذ لان مشكلات الفقر والامية والبطالة لا حل لها الا بتنمية عاجلة وحقيقية، وكل تقصير وتهاون في انماء طرابلس سيكون خطأ وطنيا فادحا".

نشابه

ثم ألقى صاحب الدعوة رئيس جمعية "العناية الخيرية" خير الدين نشابه كلمة قال فيها: "ان الرد على حملات التجني في حق مدينة العلم والعلماء انما يكون بالمسارعة في تنفيذ المشاريع التنموية لان أحزمة البؤس باتت مناطق محرومة ومعزولة تنمو فيها مشاريع الصدام بالدولة والمجتمع وليس من سبيل لمواجهة المعضلة الا بعودة الدولة من باب الانصاف والرعاية وليس الجباية والضرائب". وختم: "ان لبنان يواجه تحدي البقاء كوطن متنوع للحوار والعيش المشترك ولن يبقى بهذه الصيغة ما لم نتمسك باتفاق الطائف ونصمد في وجه محاولات اسقاطه سواء بالسياسة أو بقوة السلاح".