المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 18 ايلول/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .36-31:12

الَيومَ دَينونَةُ هذا العالَم. اليَومَ يُطرَدُ سَيِّدُ هذا العالَمِ إِلى الخارِج.وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين». وقالَ ذلك مُشيراً إِلى المِيتَةِ الَّتي سَيَموتُها. فأَجَابَه الجَمْع: «نَحنُ عَرَفْنا مِنَ الشَّريعَةِ أَنَّ المَسيحَ يَبْقى لِلأَبَد. فكَيفَ تَقولُ أَنتَ إِنَّهُ لابُدَّ لابنِ الإنسانِ أَن يُرفَع. فمَنِ ابنُ الإِنسانِ هذا؟» فقالَ لَهم يسوع: «النُّورُ باقٍ معَكم وقتاً قليلاً فَامشوا ما دامَ لَكُمُ النُّور لِئَلاَّ يُدرِكَكُمُ الظَّلام. لأَنَّ الَّذي يَمْشي في الظَّلام لا يَدْري إِلى أَينَ يَسير. آمِنوا بِالنُّور، ما دام لكُمُ النُّور لِتَصيروا أَبناءَ النُّور». قالَ يسوعُ هذا، ثُمَّ ذهَبَ فتَوارى عَنهُم

 

القدّيس يوحنّا الذهبي الفم (حوالى 345-407)، أسقف أنطاكيا ثمّ القسطنطينيّة، ملفان الكنيسة

"نحن عرَفْنا من الشريعة أنّ المسيحَ يَبقى للأبد. فمَن ابنُ الإنسانِ هذا؟"

"نحن عرَفْنا من الشريعة أنّ المسيحَ يَبقى للأبد". ولم يكن في ذلك أيّ تناقض، لأنّ آلام المُخلِّص لم تشكِّل عائقًا لخلوده. لكنّ اليهود كانوا يعتقدون أنّهم سيُثبتون من خلال ذلك بأنّه ليس المسيح، لأنّ المسيح يجب أن يبقى للأبد. ثمّ أضافوا قائلين: "مَن ابنُ الإنسانِ هذا؟" أيضًا، سؤال مليء بالخبث وها هو معناه: لا تَعتَقدنَّ أنّنا نطرحُ هذا السؤال نتيجة الشعور بالحقد، لأنّنا لا نعرف عمَّن تتكلّمون. فأجابَهم ربّنا يسوع المسيح، مُشيرًا إلى أنّ آلامه ليست عائقًا يمنعُه من البقاء للأبد: "فقالَ لهم يسوع: النورُ باقٍ معكم وقتًا قليلاً". لقد علّمَهم بذلك أنّ الموت هو مجرّد عبور، كما نور الشمس الذي لا ينطفئ، لكن يختفي قليلاً ليظهرَ بعد حين. أو أيضًا، النور الذي يُفهمُكم بأنّ المسيح يبقى إلى الأبد هو معكم لبعض الوقت؛ إذًا، امشوا ما دامَ لكم النور؛ وبكلام آخر، اقتربوا، وافهموا الحقيقة كلّها، أيّ أنّ المسيح يجب أن يموت ويعيش للأبد. لقد تحدّثَ هنا عن زمن هذه الحياة الكاملة، وعن ذاك الذي كان سيَسبقُ صليبَه كما عن ذاك الذي كان سيَتبعُه، لأنّ الكثيرين آمنوا به بعد آلامه: "لِئلاّ يُدرِكَكم الظلام". إن كنتم لا تريدون أن تؤمنوا بأزليّة يسوع المسيح، إلاّ من خلال ذلّ موته.

 

تلقوا تدريبات خاصة في إيران وتسللوا إلى المنطق

450 عنصراً من "حزب الله" منتشرون في 4 دول خليجية

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

كشفت مصادر ديبلوماسية بريطانية النقاب امس عن ان المئات من "العناصر الشيعية اللبنانية معظمها من حزب الله تدربت جميعها في ايران على أيدي الحرس الثوري, وكانت عادت تباعا الى لبنان منذ مطلع هذا العام حتى شهر يوليو الماضي, ارسلت الى اربع من دول الخليج حيث انشأت خلايا من السكان المحليين في كل من المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين استعدادا للقيام بعمليات تخريبية واستهداف مصالح اجنبية ومنشآت خليجية حيوية في حال وقوع حرب اسرائيلية أو اميركية على ايران لضرب برنامجها النووي والقضاء عليه".

وقالت المصادر ل¯ "السياسة" في لندن "ان المعلومات الاستخبارية الاوروبية والدولية تؤكد انتشار نحو 450 عنصرا من "حزب الله" و"حركة أمل" اللبنانيين في تلك الدول الخليجية الاربع دخلوها منذ مطلع يناير الفائت على دفعات بجوازات سفر مزورة من لبنان وسورية والاردن والمغرب ومصر, فيما دخلت جماعات اخرى عبر الحدود العراقية الى كل من الكويت والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية".

واشارت المصادر نقلا عن تلك المعلومات الى "ان العدد الاكبر من هذه العناصر كان من نصيب السعودية ودولة الامارات, فيما دخل الكويت نحو 50 عنصرا والبحرين 40 عنصرا لتشكيل خلايا يتراوح عدد افراد كل منها ما بين 12 و20 يتوزعون على المناطق ذات الغالبية الشيعية وفي الاماكن القريبة من الاهداف الديبلوماسية والاقتصادية الغربية في المدن ومن المصالح الخليجية المحلية الاقتصادية وخصوصا النفطية ومن المطارات والشركات الكبرى والمصارف".

وذكرت المعلومات ان الجماعات التابعة لحزب الله التي ارسلت الى دولة الامارات "انتشرت في ابوظبي ودبي والشارقة وأم القيوين بعدما كانت عناصر سابقة مقيمة في تلك المناطق هيأت لها اسباب التخفي وتخزين السلاح والمتفجرات, اذ يبدو ان الايرانيين يعتقدون ان دولة الامارات قد تكون المحطة الاضخم للقوات الاميركية القادمة لضربهم سواء بالنسبة لاستخدام القواعد الجوية فيها او التزود بالوقود او استخدام شواطئها لغزو بحري يبدأ باحتلال الجزر الاماراتية المحتلة (الطنب وابوموسى) ينتقل منها الى السواحل الايرانية".

ونسبت المصادر الديبلوماسية البريطانية الى جهات امنية اجنبية في بيروت قولها ان "قادة كوادر في حزب الله يزورون باستمرار الدول الخليجية الاربع ليشرفوا على استعداد خلاياهم, وهم جميعا من كوادر الحزب المجربين الذين خاضوا معارك مع اسرائيل بعد عودتهم من ايران حيث تمت تدريباتهم على السلاح والمتفجرات واجهزة الاتصالات والمراقبة والتشويش".

واماطت المصادر اللثام عن "ان مواطنين لبنانيين يعملون في أبوظبي ودبي والشارقة تعرفوا على عدد من عناصر تلك الكوادر والخلايا الزائرين والمقيمين, وابلغوا بعض اصدقائهم في سفارات وشركات عربية واجنبية بوجود هؤلاء الذين يعلمون جيدا انهم عناصر فاعلة في حزب الله وحركة أمل اللبنانيين".

 

يتولون تدريب الشباب المراهق لنوايا خبيثة

نائب بحريني يحذر من اختراقات الحرس الثوري الإيراني في بلاده

السياسة/تثير اختراقات الحرس الثوري الايراني مخاوف المجتمعات الخليجية في ضوء ما تؤكده المعلومات المتداولة عن انتشار عناصر الحرس الثوري في مختلف الدول الخليجية تحت مسميات متنوعة, وقد تزايد هذا الانتشار مع ارتفاع وتيرة التهديدات بعمل عسكري ما ضد ايران, وهو ما يفسر النوايا غير السليمة ل¯ "تموضع" عناصر الحرس في المحيط الخليجي. وفي هذا السياق حذر برلماني بحريني من أن يكون عناصر من الحرس الثوري الإيراني قد تمكنوا من اختراق المجتمع البحريني, واعتبر ما تم ضبطه من مخدرات وأسلحة تهرب عبر البحر من قبل ايران جزءا من مخطط يستهدف أمن البحرين ومن خلاله أمن الخليج العربي بشكل عام.  واعتبر النائب السلفي البحريني المستقل الشيخ جاسم

السعيدي في تصريح صحافي له "أن ما أعلنه عضو البرلمان الكويتي الدكتور جمعان الحربش من وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني مندسة بين جموع العمالة الإيرانية في الكويت, يعتبر إنذارا مباشرا لجميع حكومات الخليج من امكانية وجود خلايا نائمة ونشطة زرعتها إيران في قلب الخليج العربي بهدف استخدامها وقت الحاجة. ولم يستبعد السعيدي وجود عناصر من الحرس الثوري  الإيراني قائلا بأنها "مندسة في مملكة البحرين, خاصة بعد الكشف عن الكثير من المخططات المحكمة التي تستهدف البحرين بشكل مباشر, فمن الواضح أن الإرهابيين وأصحاب الفتن ليسوا فقط من الشباب المراهق ولكن هنالك من يقوم بتدريبهم وتوجيههم بأسلوب عسكري محترف, وهذا ما يضع امامنا علامات استفهام كثيرة  بحاجة إلى إجابات وتفسيرات واضحة وتلك مهام يجب ان تتبناها وزارة الداخلية".

وطالب السعيدي وزارة الداخلية بإنشاء لجان تحقيق للكشف عن تلك العناصر المتوقعة ¯ المرسلة بهدف إنشاء معسكرات للتدريب ¯ وقال: "من الممكن ان تكون في المزارع والبيوت المهجورة وذلك من باب اخذ الحذر والحيطة والعمل الوقائي فذلك من صميم الأمن الوطني لمملكة البحرين". وأضاف: "من المؤكد لدينا وجود عملاء ومجندين للاستخبارات الإيرانية في المملكة, وهذا أمر من الممكن حدوثه ببساطة في ظل وجود أصحاب الفتن والإرهابيين المجرمين الموالين للخارج, فهم من الممكن أن يوالوا الشيطان نفسه في سبيل دمار البحرين وخرابها,  فحقدهم دفين ونواياهم خبيثة وهذا ما ظهر للجميع من احداث في الايام التي مضت من حرب وقتل وتدمير".

 

 السيد حسن... و"مقاومة الغرف السوداء"

السياسة 18/9/2008

"بالع الموسى" أحرجته المعلومات التي نشرتها "السياسة" ففر إلى الاتهام المعتاد: "المطبخ الأميركي - الإسرائيلي" 

"السياسة" تمارس مهنيتها دون خوف, وليست صنيعة مطابخ كما هي حال خريجي المطابخ الإيرانية 

ليس رداً على ما قاله الأمين العام ل¯ "حزب الله" السيد حسن نصر الله عن "السياسة", لأنه بكل صراحة لا يحتاج الاتهام الى الرد طالما أنه أشبه بحكم مسبق ينقصه فقط خاتم "الوكالة" لتنطلق من حبره خفافيش ليل تدربت كثيرا في "الغرف السوداء" على ما تقوم به.

إنما عملا بحرية الرأي, وحرية المعلومات, والسيد نصر الله يدرك ماذا تعني "حرية المعلومات", ويدرك أكثر ماذا تعني "المصادر" نتحدث عما ورد في الكلام المبطن الذي اطلقه السيد باتجاه صحيفتنا:

لم "يطلع" يا سيد مع "السياسة" ما كتب انما هو نقل عن مصادر, وما "أكثر المصادر" وانت تعرفها واذا كان الأمر لا يحتاج ردا. فإما ان المعلومات المنشورة صحيحة, وإما ان الضاحية الجنوبية "غربال" تمر منه الشبكات, وسماحة السيد يعلم ما هي "الشبكات", بكل حرية, وهذا يعني ان "بالع الموسى" أحرجته المعلومات المنشورة, ففر الى الاتهام المعتاد "المطبخ الاميركي - الاسرائيلي", وهنا نعرف نحن تماما أن السيد حسن يجهل التاريخ في ما يتعلق ب¯ "السياسة" من جهة, ومن جهة أخرى لا تعني حرية الرأي والتعبير أي شيء في قاموسه, وهنا ايضا الخوف اكبر بكثير من رد على كلام حماسي أطلق في فطور عابر, وهو ان الحوار اللبناني - اللبناني يجري فوق حقل الغام وتحت فوهات البنادق, فلا المقاومة ستعود مقاومة, ويدرك السيد حسن ماذا تعني المقاومة في لبنان منذ العام 1948 وحتى التاريخ الذي بدأت فيه "الغرف السوداء" تصبح مستودعا يحتجز فيه المقاومون الذين فرضوا الانسحاب على اسرائيل من مساحات واسعة من لبنان في غضون ثلاثة اعوام (1982 - 1985).

من دون أن يحتاج الأمر الى كل هذا التهليل والتهديد, وكانت المقاومة يومذاك تُنتقد, وكانت اكثر رحابة صدر من الآن حين تنصب المحاكم الميدانية لمحاكمة الناس من دون ادراك الحقائق, فقط على "الشبهة" والاشتباه اسهل الاتهامات.

لا تحتاج "السياسة" الى تخصيص جهاز اعلامي للرد عليها, فهي بلغت منذ زمن سن الرشد ولا تغامر (40 عاما), وصدرها رحب لكل الآراء من دون استثناء, وتحاور وتناقش بكل هدوء (بدليل نشرها اتهامات السيد وتهديداته لها), ومن دون حاجة الى اي "حماية", ورغم أنها متورطة مع "قوى من هذا النوع الذي لا يرى الا بعين واحدة, وفقط ما يريد ان يراه, فإنها تمارس دورها من دون خوف, وتدرك تماما دورها "المستقل" وليست صنيعة مطابخ كما هي حال البعض مع المطابخ الايرانية. كان المدير العام للامن العام اللبناني السابق جميل السيد رفع عشر دعاوى على "السياسة", وانتهت كلها الى براءة الصحيفة, بينما السيد خلف القضبان. والسيد نصر الله قال سيرفع دعوى ضد "السياسة", وهذا من حقه, لكن ربما سماحته يجهل القانون, وتوفيرا "للمال النظيف" لابد من قراءة القانون اولا قبل الكلام الحماسي في "الاوقات العابرة" في "مناسبات عابرة", كما ان من الضرورة توفير الاموال للصرف على أسر الشهداء الذين نجل ونحترم...

نتمنى على السيد حسن نصر الله قراءة تاريخ "السياسة" قبل أي "حماسة في فطور عابر".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 17 ايلول 2008

الشرق

نائب بقاعي استغرب كيف تتجاهل قيادات قوى 8 اذار تغييب بعض المعارضين البارزين عن مؤتمر الحوار!

مرجعية روحية اكدت ان تمنياتها بنجاح الحوار لا تعني انها مقتنعة بالوصول الى حلول "لأن الحلول المرجوة تتعارض جذرياً بين المشاريع السياسية للمتحاورين"!

حزبي وصف مصالحة التقدمي الاشتراكي وحزب الله بأنها حل لتباينات على الارض وليست اتفاقاً سياسياً؟!

البلد

يتجه حزبان متخاصمان الى صرف النظر عن تجديد هيئتيهما التأسيسية بداعي اقتراب مواعيد الانتخابات النيابية ولعدم حصول تباين ينعكس على القاعدة .

يبقى عدم اقرار تعديل قانون تقصير مهل الترشيح من سنتين الى 6 أشهر سيفا مسلطا على عدد من رؤساء البلديات وموظفي الفئة الأولى ما يعيد حساباتهم في الاستقالة او العودة عنها .

ذكرت مصادر احصائية ان " تأليف لوائح انتخابية في جبل لبنان دونها عقبات كثيرة نظرا لدقة الوضع وعدم امكانية الخسارة والربح بوضوح " .

النهار

سفراء عرب وغربيون فاجأوا سياسيين لبنانيين بتفاؤلهم بنتائج الحوار خلافا لانطباعات هؤلاء السياسيين.

لوحظ أن نائبا "مرشحا" للاستبدال في الانتخابات المقبلة من اللائحة التي فاز فيها تجنب لدى وصوله الى افطار رمضاني الاقتراب من رئيس اللائحة او مصافحته رغم جلوسه الى الطاولة نفسها.

تمنى مسؤول سابق "لو أن وزير الطاقة "بشّرنا" بمزيد من ساعات التغذية في الكهرباء بدل الاعلان عن مزيد من التقنين في العاصمة والضواحي".

السفير

قال رئيس حزب مسيحي خلال اجتماع حزبي كلاماً هجومياً عن أحد حلفائه لم يسبق أن قاله عن معارض من خصومه، ولا سيما ما يتعلق بالانتخابات المقبلة.

وضع رئيس كتلة نيابية ثلاث لوائح لمرشحين في أكثر من منطقة تعنيه، وبدأ النقاش فيها قبل الاتفاق على واحدة منها.

قال أحد الوزراء إن عدم تعيين نواب لحاكم مصرف لبنان ليس مهماً ولا يعرقل العمل... لكن من الأفضل تعيينهم.

المستقبل

ذكرت أوساط في نيويورك انه رافق انطلاق الحوار اللبناني أمس ردّ فعل دولي إيجابي في المشاورات التي أجريت بعيداً عن الأضواء بين عدد كبير من ممثلي الدول لدى مجلس الأمن.

علم ان اللقاءات الرسمية التي سيعقدها الرئيس ميشال سليمان على هامش مشاركته في الدورة ال63 للأمم المتحدة قد أنجز الاعداد لها وفي مقدمها اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

قالت أوساط عربية انه يؤمل حصول انفراج قريب في الوضع اللبناني في ضوء مساعٍ تبذل لتصفية الأجواء بين عاصمة عربية وحزب لبناني مسلح.

اللواء

اعتبر دبلوماسي أوروبي رفيع ان إقدام دولة عربية على إرسال سفير دائم لها في بغداد يشكل تحولاً في سياق تحولات أكبر!·

لاحظ رئيس لقاء نيابي فاعل فتور الحماسة له عند وصوله إلى إفطار جامع في منطقة محسوبة تاريخياً عليه·

عاد عدد من رجال الأعمال من الخارج إلى لبنان، في إطار الاستعدادات للانتخابات النيابية·

 

البطريرك صفيراستقبل وفدين من مجلس الشيوخ الفرنسي وجمعية "الفوكولاري"

وطنية- 18/9/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي, بعد ظهر اليوم, وفدا من مجلس الشيوخ الفرنسي يرافقه السفير اندريه باران. ثم التقى وفدا من جمعية "الفوكولاري"الخيرية.

 

الرئيس سليمان استقبل نوابا ووفد "لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية": العلاقة مع سوريا على السكة الصحيحة والتبادل الديبلوماسي قبل نهاية العام

وطنية- 17/9/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ظهر اليوم وفد "لجنة الصداقة الفرنسية-اللبنانية" في مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة السيد أدريان غوتيرون في حضور الوزير وائل ابو فاعور والنواب ميشال المر وليد خوري وعاصم عراجي والوزير السابق ميشال فرعون. وحضر اللقاء السفير الفرنسي اندريه باران. وعبر الوفد للرئيس سليمان عن عمق الصداقة الفرنسية للبنان ودور فرنسا الداعم له في كل الحقبات. وتناول الحديث تطورات الوضع اللبناني من حيث اعادة اطلاق الحوار بين القادة اللبنانيين وموضوع الاستراتيجية الدفاعية، وملف العلاقة مع سوريا في ضوء الدور الذي لعبته فرنسا على هذا الصعيد وما تم تحقيقه في القمة التي انعقدت بين الرئيسين سليمان وبشار الاسد.

وشكر الرئيس سليمان لفرنسا دورها الداعم خصوصا في الفترة الاخيرة، مشيرا الى ان انطلاق طاولة الحوار مجددا أمر مهم، لافتا الى ان الاستراتيجية الوطنية هي العنوان الأبرز للجلسة المقبلة لانها فن دمج واستخدام الوسائل في مختلف الميادين والمجالات من اجل تحقيق الأهداف وتحصين البلد وحمايته، خصوصا أن اجواء المتحاورين كانت ممتازة. ولفت رئيس الجمهورية الى ان العلاقة مع سوريا وضعت على السكة الصحيحة، وكل الامور تطرح بصدقية وصراحة وثقة متبادلة، مشيرا الى ان تبادل السفراء بين البلدين سيتم قبل نهاية العام.

وكان الرئيس سليمان استقبل على التوالي النواب سليم عون، عباس هاشم وجمال الجراح، فالنائب السابق مروان ابو فاضل وعرض مع كل منهم للأوضاع.

والتقى رئيس الجمهورية بعد ذلك قائد قوة الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو ومدير الشؤون السياسية في اليونيفيل ميلوش شتروغر، واطلع منهما على الوضع الميداني للقوات الدولية في الجنوب والتعاون القائم مع الجيش اللبناني في ضوء التهديدات الاسرائيلية الاخيرة والخروق المستمرة.

 

غاب عن المؤتمر معتقل أفاد بوجود 120 لبنانيا في سجــن تدمر

أهالي المعتقلين طالبوا باسترجاع المعلن عنهم في اللائحة السورية

المركزية - طالبت لجنة اهالي المعتقلين في السجون السورية ولجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان ولجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين - "سوليد" والمركز اللبناني لحقوق الانسان الحكومة اللبنانية بالعمل على استرجاع اللبنانيين المعلن عنهم في اللوائح التي تسلمتها السلطات اللبنانية من سوريا وإعادة محاكمتهم وفقا للقوانين اللبنانية والكشف عن مصير المخفيين قسرا في سجونها، ودعت إلى تشكيل لجنة وطنية تضم ممثلين عن لجان الاهل والمنظمات الدولية المحايدة لحل قضية المخفيين قسرا وكشف مصيرهم.

عقدت لجان اهالي المفقودين مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في حديقة جبران خليل جبران حضره رئيس لجنة المعتقلين في السجون السورية "سوليد" غازي عاد، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني، رئيسة لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين صونيا عيد ووديع الاسمر عن المركز اللبناني لحقوق الانسان. وفيما كان ينتظر أن يدلي احد المعتقلين السابقين في السجون السورية المفرج عنه اخيرا عمر يحي بشهادة عن مشاهداته اثناء اعتقاله، كشف عاد لـ"المركزية" ان يحي تغيب عن المؤتمر بسبب تخوفه من عواقب ذلك الا انه اراد ان يعلم الرأي العام اللبناني أنه اثناء تواجده في سجن تدمر العسكري السوري جرى اتصال بينه وبين احد السجناء اللبنانيين عبر الحائط الفاصل بين الزنزانتين بحيث أعلمه الاخير ان عدد اللبنانيين هناك يصل الى مئة وعشرين معتقلا أمضوا اكثر من 20 عاما في السجون السورية وهم لا زالوا على قيد الحياة وطلب اليه ايصال هذه المعلومة الى السلطات اللبنانية لاتخاذ الاجراءات اللازمة.

وفي المؤتمر تلا عاد بيانا جاء فيه: 1 - "تكاثرت اخيرا التصريحات السياسية وغير السياسية التي تخلط، قضيتي المفقودين والمعتقلين بشكل يسيء الى الطابع الوطني والانساني والقانوني لهاتين القضيتين، بينما في الحقيقة ووفقا للقانون الدولي، وتحديدا العهد الدولي لحماية كل الاشخاص من الاخفاء القسري الذي تبنته الامم المتحدة والذي ذكرته الحكومة الوطنية الجديدة في الفقرة 23 من بيانها الوزاري، هما قضية واحدة اسمها الاخفاء القسري". هذا التعريف القانوني والدولي جاء نتيجة سنوات من النضال من قبل لجان الاهل والضحايا والمنظمات المعنية في كل دول العالم واستنادا الى ذلك نطالب مرة جديدة كل المعنيين، وذلك توخيا للدقة والموضوعية، اعتماد هذا التعريف في توصيف قضية اللبنانيين وغير اللبنانيين المقيمين على الاراضي اللبنانية الذين فقدوا بشكل غير قانوني ثم رفضت الجهات المسؤولة، سواء كانت محلية ام اقليمية، الافصاح عن مصيرهم ومكان وجودهم مما جعلهم ضحايا اخفاء قسري في جريمة متمادية ضد الانسانية.

2 - ارست الخلافات والمشاحنات السياسية الداخلية والدعاية الاعلامية الموجهة التي تفصل بين ضحايا الاخفاء القسري شعورا عند اللبنانيين بان ضحايا الاخفاء القسري في لبنان هم فقط مسؤولية اسرائيل وسوريا، متجاهلين تماما مسؤولية الداخل في ارتكاب هذه الجريمة ايضا. وانطلاقا من ذلك ومن اجل ان تكون الحكومة اللبنانية منسجمة تماما مع الفقرتين 23 و35 من بيانها الوزاري، ومن اجل ان يكون العمل على هذا الملف جديا وشفافا وشاملا كل ضحايا الاخفاء القسري من دون استثناء، عليها ان تبادر الى انشاء لجنة وطنية مستقلة وفقا للاقتراح المقدم الى رئيس الجمهورية في تاريخ 21 تموز 2008. وهنا نكرر مرة جديدة دعوة الحكومة اللبنانية الى تكليف احد الوزراء الستة من دون حقيبة لتسلم مسؤولية هذه القضية كما فعلت حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في كانون الثاني 2001 عندما كلفت الوزير فؤاد السعد ترؤس اللجنة الحكومية للنظر في قضايا المفقودين.

3 - ضحايا الاخفاء القسري في لبنان بالآلاف، لكن تركيزنا الدائم على الضحايا في سوريا هو لمعرفتنا الاكيدة بوجود احياء داخل السجون السورية، والاولوية بالنسبة الينا هي استعادة الاحياء الذين يخضعون لظروف قاسية وصعبة بشهادة كل الذين افرج عنهم سابقا وحديثا مثل حالة عمر يحي من بلدة بريح الشوفية الذي اعتقلته السلطات السورية على الحدود في 6/6/2008 في جديدة يابوس من دون ابلاغ السلطات اللبنانية وتم الإفراج عنه ايضا من دون ابلاغ او معرفة السلطات اللبنانية.

لقد ذكر اسم عمر على لائحة الـ34 سجينا في السجون السورية التي تسلمتها اللجنة القضائية اللبنانية في الوقت الذي كان فيه عمر يغادر الاراضي السورية عائدا الى لبنان في غفلة مطلقة للاجهزة الامنية والقضائية اللبنانية.

4 - في قضية اللوائح التي تسلمتها اللجنة القضائية اللبنانية من الطرف السوري فهي موزعة على الشكل الآتي:

- 107 سجناء في السجون المدنية: 45 محكوما بأحكام جنائية و62 موقوفا لم تصدر في حقهم احكام بعد، ومن ضمن اللائحة هناك 5 نساء محكومات و10 موقوفات.

- 34 سجينا في السجون العسكرية معظمهم من الموقوفين حديثا وبعضهم لم تصدر احكام في حقهم بعد.

- هناك 40 حالة من الحالات ال 107 كانت مدرجة في لائحة "سوليد" التي قدمتها اللجنة القضائية اللبنانية الى الطرف السوري. وكان الجواب دائما منذ تشكلت اللجنة المشتركة في حزيران الـ2005 حتى الامس القريب النفي المطلق لوجود لبنانيين في السجون السورية، علما ان حتى المحكومين في سوريا لم تكن السلطات السورية تعترف بوجودهم في سجونها، وفجأة تم الاعتراف وظهرت اسماء جديدة اضافية لم تكن مدرجة في لائحة "سوليد". وهذا يظهر بشكل لا لبس فيه ان عدد المخفيين قسرا في سوريا سيتجاوز الأعداد التي قدمناها الى اللجنة القضائية اللبنانية بنسبة عالية بدليل ان لوائحنا ذكرت 40 حالة من اصل الـ107 في السجون المدنية و2 من اصل 34 في السجون العسكرية.

5 - اللوائح التي تسلمتها اللجنة القضائية اللبنانية تشكل خطوة منقوصة من السلطات السورية. هذه اللوائح لم تأت على ذكر اللبنانيين الذين اعتقلتهم قواتها في لبنان ونقلتهم الى سجونها وحولتهم الى ضحايا اخفاء قسري عبر عدم الاعتراف باعتقالهم وعدم الافصاح عن مصيرهم ومكان وجودهم". عدم الاعتراف بالمخفيين قسرا يشير إلى عدم وجود تغيير في نهج التعاطي السوري مع المؤسسات الشرعية اللبنانية بدليل ان السلطات السورية لم تعلم السلطات القضائية اللبنانية بالمواطنين اللبنانيين الذين تعتقلهم ولا بالتهم الموجهة اليهم ولا بالاحكام الصادرة بحقهم وفقا للاتفاق القضائي بين البلدين، كما ان السلطات اللبنانية هي ايضا متهمة بالتقصير الفاضح بحق مواطنيها حيث لا علم لها بوجود لبنانيين في السجون السورية وهي في غيبوبة تامة عن عملية دخولهم الى السجن او عن الافراج عنهم وعودتهم الى لبنان ولنا في اعتقال عمر يحي خير دليل على ذلك حيث انها لم تعلم باعتقاله ولم تعلم ايضا بالافراج عنه.

استنادا الى المستجدات الراهنة في قضية المخفيين قسرا في سوريا نطالب الحكومة اللبنانية بما يلي:

- العمل على استرجاع اللبنانيين المعلن عنهم في اللوائح التي تسلمتها السلطات اللبنانية من سوريا وفقا للاتفاق القضائي الموقع بين لبنان وسوريا في العام 1951، واعادة محاكمتهم في لبنان وتطبيق القوانين اللبنانية عليهم.

- الاستمرار في مطالبة السلطات السورية بكشف مصير اللبنانيين المخفيين قسرا في سجونها، خصوصا ان هناك حالات موثقة لا يمكن انكارها.

- المباشرة فورا في تشكيل لجنة وطنية تضم الى جانب ممثلي الحكومة ممثلين للجان الاهل وللجمعيات العاملة على الملف وللمنظمات الدولية المتخصصة والمحايدة مثل مفوضية حقوق الانسان في الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر. مهمة اللجنة حل قضية المخفيين قسرا، في لبنان وخارج الحدود، من لبنانيين وغير لبنانيين مقيمين على الاراضي اللبنانية، بما يؤمن الافراج الفوري عن الاحياء، اينما كانوا، والاعلان عن الذين اصبحوا في عداد الموتى، في شكل يضمن لهؤلاء جميعا حقوقهم الانسانية وحقوق عائلاتهم المعترف بها دوليا".

 

القوات" نعت بيار اسحق ووضعت القضية "في عهدة القضاء": لا شيء سيحول دون الاحتفال بالصلاة الاحد رغم الحادث الاليم

وطنية - 17/9/2008 (سياسة) أصدرت القوات اللبنانية البيان التالي: "تنعي القوات اللبنانية الشهيد الشاب وأحد ناشطيها البارزين في منطقة الكورة وإبن المنطقة وبلدة عين عكرين، بيار اسحاق الذي يبلغ من العمر إثنين وثلاثين عاما، بعدما سقط شهيدا في بلدة بصرما الكورانية بعيد منتصف الليل، عندما كان يشارك رفاقا له في تعليق دعوات إلى المشاركة في القداس الذي سيقام الأحد المقبل على نية شهداء المقاومة اللبنانية. الشهيد بيار اسحاق متأهل من رندا عازار وأب لإبنتين ريتا وكريستينا. عرف بإلتزامه بالقوات اللبنانية ودفاعه عن القضية منذ العام 1991 بعدما هجرت عائلته من الكورة وشغل منصب مساعد منسق قضاء الكورة في القوات اللبنانية. إن القوات اللبنانية التي تحرص على مرجعية الدولة تعاهد رفاق بيار اسحاق وجميع المخلصين بأن مثل هذه الممارسات لن تنجح في جرها إلى دائرة الفتنة المتنقلة. وتؤكد أن مسيرة النضال من أجل الحرية والإستقلال مستمرة بمزيد من العزم والصلابة. وتدعو القوات اللبنانية بالشفاء العاجل لرفاق بيار الثلاثة، وتضع القضية في عهدة القضاء ليقوم بواجبه كاملا. وتؤكد القوات اللبنانية أن لا شيء سيحول دون احتفالها بالصلاة وتكريم شهداء المقاومة اللبنانية على الرغم من حادث بصرما الأليم".

 

حادث بصرما لم يؤثر على ايجابيات الحوار رغـم المه

رئيس الجمهورية نجح بتوافق المتحاورين على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وباعلانهم ميثاق شرف ومعالجة كل اخلال بالامن بسرعة وجدية

المركزية - الحادث الامني المؤلم الذي وقع صباح اليوم في بلدة بصرما الكورة وذهب نتيجته قتيلان من "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" وثلاثة جرحى، لم يحجب الايجابيات التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا امس، حيث أشاعت مقرراته اجواء ايجابية لدى معظم الاطراف اللبنانية، خصوصا انه عقد في زمن المصالحات التي تحققت في طرابلس والبقاع وخلده وانعكست بوضوح في لقاءات قصر بعبدا خصوصا بين رئيس "كتلة المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري وممثل الامين العام لحزب الله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وبين النائب الحريري ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون.

واللافت في لقاءات قصر بعبدا كان اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية مع اركان التحالف الرباعي في العام 2005 رئيس حركة أمل الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس كتلة "المستقبل" النائب الحريري، والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ممثلا بالنائب رعد.

لقاء الصدفة: وفي هذا الاطار رأت مصادر مطلعة ان اللقاء عقد صدفة بهدف تحصين المصالحات التي تمت، والتي لا بد من انعكاسها على المتحاورين لتؤدي طاولة الحوار المهمة التي وجدت من اجلها وهي توافق اركانها على الحلول لكل القضايا الاساسية التي تعصف بالوطن من أجل قيام دولة قوية وعادلة فوق ارض الوطن، وبالتالي يكون جميع اللبنانيين سواسية امام قانونها بحيث يكتب التاريخ ان هؤلاء القادة انقذوا وطنهم وفتحوا بابا آمنا لهم ولاولادهم على المستقبل. أضافت المصادر "ان اهمية ما صدر في بيان بعبدا امس وضوحه في توافق المجتمعين على مناقشة الاستراتيجة الدفاعية كأولوية، وذلك بعد سجال بين الاكثرية والاقلية هدفت الاكثرية من طرحه الى معالجة وضع سلاح "حزب الله"، فيما أراد الحزب من خلال مناقشة الاستراتيجة الدفاعية تبرير استمرار وجود هذا السلاح طالما السلام في المنطقة لا يزال متعثرا، وحتى لا يبقى لبنان يدفع ثمن المغامرات السياسية لهذه الدولة او تلك من حساب شعبه واقتصاده ورفاهيته وسمعته، وبالتالي كيانه ووحدته ووجوده. وسجلت المصادر ارتياحها الى البند الثاني في البيان وهو التوافق على ضرورة الاسراع بالعمل وبجدية لتطويق ومعالجة اي حادث امني يقع في اي منطقة، وهذا التوافق من شأنه ان يضع حدا للحوادث المتنقلة التي تقسم دائما بين اللبنانيين، وبالتالي فإن هذا التوافق يعني رفع الغطاء عن كل من يحاول الاخلال بالامن واشعال الفتنة. اما البند الثالث حسب المصادر فانه يكرس هذا التوافق من خلال ميثاق الشرف بين المتحاورين والذي اراده رئيس الجمهورية ان يكون ممسكا بكل من يحاول الخروج على هذا التوافق. هذا على الصعيد المحلي، اما على الصعيد الخارجي فقالت المصادر ان هذا البيان يشكل سندا قويا لرئيس الجمهورية في محادثاته في الامم المتحدة وواشنطن، وفي الدول العربية وايران. وختمت المصادر السياسية: لقد نجح الرئيس سليمان في الامساك باللعبة الداخلية، اقله الى 5 تشرين الثاني موعد الحوار الفعلي والذي يتوقع ان تبنى مقرراته على نتائج الجولة الرئاسية.

 

قتيلان وثلاثة جرحى في اشكال بين القوات والمرده في بصرما

مجلس الامن المركزي يتخذ تدابير لاحتواء تداعيات الحـادث

اتصالات سياسية واجتماعات مواكبة واتهامات متبادلــــة

المركزية - اهتز الامن الشمالي مجددا من خلال الاشكال الذي وقع بين عناصر من حزب القوات اللبنانية وأخرى من تيار "المردة" في بلدة بصرما - قضاء الكورة وادى الى سقوط قتيلين وثلاثة جرحى على خلفية تعليق ملصقات تدعو الى المشاركة في قداس شهداء المقاومة في جونيه الاحد المقبل.

وفيما تضاربت المعلومات حول خلفيات الحادثة عمد الطرفان المعنيان الى تبادل الاتهامات فعقد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية مؤتمرا صحافيا شرح فيه ما جرى وأمهل القضاء مدة شهر لاصدار نتائج التحقيق محمّلا نائب القوات فريد حبيب المسؤولية المباشرة عن الاشكال، على ان يعقد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات الدكتور سمير جعجع مؤتمرا في الرابعة والنصف يعرض فيه لوجهة نظر القوات ازاء ما حصل.

وفي التفاصيل أن إشكالاً وقع بعيد منتصف الليل في بلدة بصرما في الكورة بين عناصر من "القوات اللبنانية" وأخرى من "تيار المردة" على خلفية تمزيق ملصقات للقوات تتضمن دعوات عامة للمشاركة في قداس شهداء "المقاومة اللبنانية" في جونيه يوم الاحد المقبل بحيث حاول شبان من القوات تعليق أخرى بديلة فحصل تلاسن وشجار تطور إلى إطلاق نار أدى الى مقتل عنصر من القوات هو بيار اسحاق ومسؤول مكتب المردة في البلدة يوسف فرنجية المعروف بـ"يوسف الشاب" وسقوط ثلاثة جرحى هم: ايلي حبيب ومنصور طوق وميشال مخايل وهو معاون في قوى الأمن الداخلي ومرافق للنائب فريد حبيب.

وعلى الأثر حضرت قوة من الجيش وقوى الأمن الداخلي ونقلت القتلى والجرحى إلى مستشفيات المنطقة وضربت طوقاً أمنياً حول المكان وسيرت دوريات وأقامت حواجز ثابتة ومتنقلة وخصوصا قرب المراكز الحزبية الثلاث في البلدة وهي لـ"المردة" و"القوات" و"القومي" وقد اقفلت جميعها وغاب الحضور الحزبي عنها. فيما سادت اجواء حذر وترقب في الكورة.

وحضرت الى مكان الحادث عناصر امنية من الاستقصاء والتحرّي اخذت بصمات وعينات من آثار الدماء وعاينت الرصاص والاماكن التي اصابها، وتم نقل سيارتين اصيبتا بالرصاص الى مراكز امنية لتحديد نوعية الرصاص المستعمل والجهة التي اطلق منها.

وأشارت بعض المعلومات إلى مداهمة عدد من المنازل وتوقيف أشخاص للتحقيق معهم بعد ورود معلومات عن علاقتهم بالإشكال.

التشييع: وقرابة العاشرة والنصف وصل جثمان اسحق إلى كنيسة بلدة عين عكرين التي خيّمت عليها أجواء الحزن والأسى على أن تقام مراسم الدفن الخامسة عصر اليوم، فيما يشيّع يوسف فرنجية الرابعة بعد ظهر غد في كاتدرائية مار جرجس في اهدن.

تبادل الاتهامات: في غضون ذلك، تضاربت الروايات بشأن الحادثة بين القوات اللبنانية وتيار المردة اللذين تبادلا الاتهامات عبر بيانات إعلامية ومؤتمرات صحافية وبحيث وضع المردة العملية في إطار عملية استفزاز مدبرة لاغتيال مسؤولها في المنطقة بعدما عمد شبان القوات الى استدراج عناصر المردة إلى مشكل أمني لتنفيذ عملية الاغتيال من خلال تعليق صوَر قرب مكتب المردة.

واعتبر التيار أن مقتل اسحق وجرح الآخرين جاء في سياق الدفاع عن النفس.

أما القوات فأدرجت الحادثة في خانة الديموقراطية المعتادة وحرية التعبير عند تيار المردة وأوضحت أن الحادثة جاءت في سياق كمين مسلح استهدف عناصرها الذين كانوا يعلقون دعوات إلى حضور قداس شهداء المقاومة الأحد المقبل بدل اللافتات التي مزقها عناصر المردة. واعتبرت أن هؤلاء اضطروا للرد على مطلقي النار ما أدى الى مقتل يوسف فرنجية.

مجلس الامن: في هذا الوقت تكثفت حركة الاتصالات السياسية لاحتواء نتائج الاشكال وتجنّب تفاعله في بصرما والجوار وتهدئة الاجواء المتشنجة، وعقد مجلس الامن المركزي اجتماعا استثنائيا بحث فيه ملابسات الحادثة واتخذ سلسلة تدابير امنية وعسكرية لتطويق تفاعلات الاشكال وأعلن ان النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا يجري تحقيقاته في الحادثة بموازاة التحقيق المسلكي الذي باشرته مديرية قوى الامن مع احد العناصر الامنية التي شاركت في الحادث.

قوى الامن: كما صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة البلاغ الاتي:

وقع فجر اليوم 17 / 9 / 2008 إشكال أمني في بلدة بصرما - الكورة بين عناصر حزبية أدى إلى وقوع قتيلين وثلاثة جرحى بينهم المعاون أول في قوى الأمن الداخلي ميشال مخايل مفصول إلى المديرية العامة لأمن الدولة وهو مرافق النائب فريد حبيب.

إن قوى الأمن الداخلي فتحت تحقيقاً بالحادث لمعرفة كافة ملابساته بالتنسيق مع القضاء المختص.

واصدرت المديرية بيانا اخر جاء فيه:

على اثر الإشكال الأمني الذي وقع فجر اليوم 17/9/2008 في بلدة بصرما ـ الكورة بين عناصر حزبية وأدى إلى وقوع قتيلين وثلاثة جرحى بينهم المعاون أول في قوى الأمن الداخلي ميشال مخايل المفصول إلى المديرية العامة لأمن الدولة وهو مرافق النائب فريد حبيب، تولى القضاء المختص التحقيق العدلي بالحادث. كما باشرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع المديرية العامة لأمن الدولة التحقيق المسلكي للتوصل إلى معرفة أسباب تواجد المعاون أول المذكور في مكان وقوع الحادث.

القوات: وصدر عن الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية البيان الآتي:

في مناسبة الإحتفال بالقداس السنوي الذي تقيمه القوات اللبنانية في 21 الجاري عن راحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية وخلال التحضيرات له في المناطق اللبنانية كافة، عمَد بعض العناصر المسلحة من جماعة سليمان طوني فرنجية إلى تمزيق الملصقات التي تدعو الجميع إلى المشاركة فيه، وعلى الأثر تقدمت القوات اللبنانية بشكوى إلى المراجع الأمنية المختصة لوقف هذه التعديات، إلا أنه رغم ذلك استمرت جماعة فرنجية في تجاوزاتها، وكان آخرها ما وقع فجر اليوم في بلدة بصرما - الكورة اذ فيما كان بعض الرفاق يعيدون تعليق الملصقات الممزقة تعرضوا لكمين مسلح واطلاق نار من مسلحي فرنجية سقط بنتيجته الشهيد الرفيق بيار اسحاق والجرحى الرفاق ميشال مخايل، إيلي بو حبيب ومنصور طوق.

القومي: وفيما ترددت معلومات عن مداهمة منزل احد القوميين الاجتماعيين ويدعى غسان غازي من قبل الاجهزة الامنية ومصادرة كميات من الاسلحة منه اوضحت عمدة الاذاعة والاعلام في بيان اصدرته الآتي:

"يدين الحزب بشدة الحادث الاليم الذي وقع في بلدة بصرما الكورانية وأدى الى استشهاد أحد كوادر تيار المردة الشهيد يوسف فرنجية، اضافة الى سقوط ضحية اخرى. ويرى الحزب ان الحادث ينطوي على أبعاد خطيرة، لانه يأتي في سياق محاولات ضرب الجهود الرامية الى وأد الفتنة وتحصين السلم الاهلي.

يؤكد الحزب تضامنه مع تيار المردة ورئيسع وعائلة الشهيد يوسف فرنجية وكذلك عائلة الضحية الاخرى، ويناشد الجيش والاجهزة الامنية والقضائية الاسراع في كشف ملابسات الجريمة والجهات والاشخاص الذين حرّضوا على ارتكابها، ومعاقبة المجرمين الذين ارتكبوا الجريمة بأقصى العقوبات وبالسرعة القصوى الممكنة.

يحذر الحزب القوى التي امتهنت القتل والاجرام، من مغبّة زجّ اسم الحزب القومي في كل حادثة تحصل، فالقوميون في الكورة ضاقوا من هذه الممارسات الفتنوية التي يرعاها نائب القوات اللبنانية في الكورة وينفذها مرافقوه وأزلامه القواتيون، المتورطون اليوم في جريمة بصرما، مثلما كان وكانوا دائما متورطين بالتحريض والدسّ على القوميين الاجتماعيين.

يأمل الحزب من وسائل الاعلام كافة، التثبت من معلوماتها، قبل بث او نشر اي خبر يتعلق بالحزب القومي او اي من اعضاء الحزب، لان ما أشاعه تلفزيون "LBC" وتلفزيون "المستقبل" حول مداهمة منزل القومي غسان غازي على خلفية حادثة بصرما، عار عن الصحة، وهو خبر مختلق وملفّق من قبل الجهة الضالعة في الفتنة.

تجميد رخض الأسلحة: وفي جانب متصل، أصدر وزير الدفاع الياس المر قرارا جمد بموجبه تراخيص حمل الأسلحة في محافظة الشمال جاء فيه:

إن وزير الدفاع الوطني، بناء على المرسوم الرقم 18 تاريخ 11/7/2008 (تشكيل الحكومة)،

بناء على المرسوم الاشتراعي الرقم 102/1983 تاريخ 16/9/1983 وتعديلاته، (قانون الدفاع الوطني)،

بناء على قانون الأسلحة والذخائر،

بناء على مقتضيات الخدمة والسلامة العامة، يقرر:

المادة الأولى: يجمد مفعول تراخيص الأسلحة (الصفة الخاصة والحيازة والاقتناء) في محافظة الشمال اعتبارا من 17/9/2008 الساعة 18.00 وحتى إشعار آخر.

المادة الثانية: يستثنى من أحكام المادة الأولى أعلاه:

أ - تراخيص حمل الأسلحة صفة ديبلوماسية.

ب - مرافقي الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ورؤساء الأحزاب عندما يكونون برفقة الشخصية فقط.

المادة الثالثة: كل مخالفة لأحكام هذا القرار تعرّض مرتكبها لأشد العقوبات وخصوصا الملاحقة القضائية.

المادة الرابعة: ينشر هذا القرار بوسائل الإعلام وتكلف قيادة الجيش تنفيذ أحكامه بتشدد وإحالة المخالفين أمام القضاء.

اجتماع بشري: استتباعا للحادثة، عقد اجتماع في منزل النائب السابق جبران طوق في بشري حضره اضافة إليه: سعيد طوق، بنوا كيروز، بطرس سكر، روي عيسى الخوري، ايلي جعجع، ميشال رفول فخري وبعد التداول في الحادث أصدروا البيان الآتي:

استنكر المجتمعون الحادث الأليم وناشدوا المسؤولين الحؤول دون امتداده والعمل على تهدئة الوضع المتأزم الناتج عن ذلك والقضاء على الفتنة في مهدها وبلسمة جراح أهل القتلى والجرحى.

ونطلب من السلطات الأمنية والقضائية ضبط الوضع وفقا للأصول القانونية وإجراء التحقيق لمعرفة المسؤولين عن الحادث والمحرضين والمتدخلين وفقا للأصول القانونية بشفافية عالية وبأسرع وقت ممكن للحؤول دون توريط مَن ليس لهم علاقة فيه إن لجهة بشري كبشري وإن لجهة الكورة ككورة وإن لجهة زغرتا كزغرتا.

فباسم بشري نطالب الجميع بالعمل على رأب الصدع وحصر الأمر في إطاره القانوني الصحيح وتسهيل عمل السلطات القضائية والأمنية. بشري ضنينة بالعلاقة الجيدة والتاريخية القائمة بين قياداتها وقيادات زغرتا وهي تعتبر أن زغرتا وبشري واحد. وقد عُرف عنها في الماضي ولا تزال وهي العريقة في تاريخها العمل دائما على التوحيد والمصالحات وجمع شمل المسيحيين وعلى الوفاق الوطني لما فيه خير ومصلحة جميع اللبنانيين بجميع طوائفهم وأحزابهم لتفويت الفرصة على اللاعبين في الماء العكر الذين يحاولون منع حصول الوفاق في ما بين جميع الأطياف اللبنانية خصوصا الإبقاء على وحدة بشري وزغرتا في القضايا الوطنية والمصيرية.

وقد ابقوا اجتماعاتهم مفتوحة لمتابعة الوضع.

نعي شهيد القوات: ولاحقا اصدرت القوات اللبنانية بيان نعي لاسحاق جاء فيه:

تنعي القوات اللبنانية الشهيد الشاب وأحد ناشطيها البارزين في منطقة الكورة وإبن المنطقة وبلدة عين عكرين بيار اسحاق الذي يبلغ من العمر إثنين وثلاثين عاماً بعدما سقط شهيداً في بلدة بصرما الكورانية بعيد منتصف الليل، عندما كان يشارك رفاقاً له في تعليق دعوات إلى المشاركة في القداس الذي سيقام الأحد المقبل على نية شهداء المقاومة اللبنانية.

الشهيد بيار اسحاق متأهل من رندا عازار وأب لإبنتين ريتا وكريستينا عُرف بإلتزامه بالقوات اللبنانية ودفاعه عن القضية منذ العام 1991 بعدما هُجرت عائلته من الكورة وشغل منصب مساعد منسق قضاء الكورة في القوات اللبنانية.

إن القوات اللبنانية التي تحرص على مرجعية الدولة تعاهد رفاق بيار اسحاق وجميع المخلصين بأن مثل هذه الممارسات لن تنجح في جرّها إلى دائرة الفتنة المتنقلة. وتؤكد أن مسيرة النضال من أجل الحرية والإستقلال مستمرة بمزيد من العزم والصلابة. وتدعو القوات اللبنانية بالشفاء العاجل لرفاق بيار الثلاثة، وتضع القضية في عهدة القضاء ليقوم بواجبه كاملاً.

وتؤكد القوات اللبنانية أن لا شيء سيحول دون احتفالها بالصلاة وتكريم شهداء المقاومة اللبنانية على الرغم من حادث بصرما الأليم.

 

أمهل القضاء شهرا لإعلان نتائج شفافة للتحقيق

فرنجية حمل النائب حبيب مسؤولية إشكال بصرما:هل من الصدفة اغتيال مَن أعلن اطلاق النار على جعجع في جريمة إهدن؟

المركزية - أمهل رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية الدولة اللبنانية والقضاء مدة شهر لإصدار نتيجة شفافة في التحقيق في حادثة بصرما التي وقعت ليل امس وأدت الى مقتل شخصين وجرح ثلاثة وإلا فإنه سيصار "الى البحث عن مصلحتنا". وأعلن التزامه بنتيجة التحقيق اذا جاء شفافا وبعيدا عن التدخلات، رافضا ان يتوقف عند حدود مسؤولية مرافقي الشخصيات السياسية ووجوب ان يطال مَن وراءهم.

وحمل نائب القوات فريد حبيب مسؤولية الإشكال ومن ورائه قيادة القوات اللبنانية، مبديا استعداده للمصالحة المسيحية الشاملة لكن بعد المحاكمة.

وشدد على أن لا ردود فعل ستصدر عن المردة، ملاحظا انه وسط هذه الاجواء فإن الكثير من الجهات لها مصلحة في حصول ردود فعل.

وسأل فرنجية: هل من الصدفة أن يغتال يوسف فرنجية بعد شهرين على اعلانه عن اطلاق النار على سمير جعجع في حادثة اهدن؟

عقد فرنجية مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم قال فيه: وقع حادث ليل امس يتساءل الكثيرون عن حقيقته وتفاصيله وكيفية معالجة ذيوله، هناك أجواء خوف وبلبلة وأسئلة عن موقف "المردة". نحن نقول ان ما حصل لا يجوز أن يجد له أحد أعذارا أو يحاول إيجاد طريقة للتهرب منه أو من المسؤولية ازاءه لأن من شأن ذلك صب الزيت على النار. الجيش والقضاء يحققان في الموضوع ونتمنى على القضاء أن يعدل ويجري تحقيقا شفافا ونحن نلتزم بالنتيجة إذا جاءت حقا شفافة. نحن لا نتهرب لكن نؤكد أن المسؤولية لا تقف عند المرافقين بل تتعداهم إلى مَن وراءهم. فإذا توقفت عندهم فذلك يعني تهربا من المسؤولية. نحن نطرح أسئلة وعلى الدولة أن تجيبنا. لا يجوز أن ينصب كل مَن يريد نفسه قاضيا أو محققا، على الدولة أن تحقق وتصدر التقرير، نحن نعرف كيفية الدفاع عن أنفسنا وأتصور أن خصمنا كذلك.

نحن نسأل هل أن مرافقي النواب أصبحوا يعلقون يافطات في الليالي؟ فأحد عناصر قوى الأمن من مرافقي إحدى الشخصيات السياسية أصيب في إشكال أمني في حين أن عمله يقتصر على حماية هذه الشخصية، وتحديدا في سيارة هذه الشخصية وأمام مكتب أحد السياسيين في لبنان. فأين المسؤوليات وماذا ستفعل القوى الأمنية ووزارة الداخلية أخبرونا بأنهم سيصدرون بيانا، نحن نريد اتخاذ اجراءات.

اضاف: سأرد على بيان القوات اللبنانية الذي حمّل المسؤولية إلى الحزب القومي الاجتماعي. هذا تهرّب من المسؤولية ومحاولة إلقاء اللوم على الآخرين. إن ما حصل هو الآتي: حاول البعض لصق إعلانات أمام مكتب "المردة" في ظل ظروف يعرفها الجميع، فعندما لصقوها للمرة الأولى اتصل رئيس مكتبنا في الكورة، وهذا ما اتمنى أن تعلنه مخابرات الجيش، بدائرة المخابرات التي أوفدت أشخاصاً نزعوا الإعلانات. ثم عاد القواتيون وألصقوها فتم نزعها مجددا. الشهيد يوسف فرنجية كان حارساً على بابي مع أربعين شابا، فلو كان حقا ينوي افتعال إشكال لكان اصطحب معه على الأقل عشرة شبان وليس كما ذهب برفقة شاب واحد ومعهما مسدسيهما. أشك بأنه كان ينوي نصب كمين.

مهلة 15 يوما: وتابع: نحن ننتظر التحقيق، وننتظر مدى تحمل القوى الامنية المسؤولية. لن نرضى بأن تقف القضية عند حدود الحرس الشخصي. سنعطي القضاء والدولة مهلة 15 يوما أو شهر لمعرفة نتيجة التحقيق، ونحن تحت القانون وليس فوقه ومع ترطيب الأجواء وليس ضدها، فإذا تم التلكؤ فكل سيبحث عن مصلحته في الموضوع.

القوات في حمايتنا: اضاف: إن قوات زغرتا الزاوية والكورة في حمايتنا، وقوات بشري اخوتنا، فإذا كان المطلوب منا أن نقوم بردّة فعل، ونهجّر الناس، ونصبح (فزيعة) فهذا الأمر لن يحصل. وهنا أسأل ما الذي حصل حتى وصلنا إلى هذا الجو المتشنج. يجب تحديد مَن هو المسؤول عن هذا الجو ومَن هو المستفيد من تشنج الوضع البشراوي والزغرتاوي.

اذا كان المطلوب أن يقتل شاب من عائلة طوق وهي حليفة للمردة في بشري لخلق شرخ بيننا وبين عائلة طوق، فنحن سنعالج المشكلة مع عائلة الشاب ومع حليفنا جبران طوق.

والحل سيكون بإجراء تحقيق نزيه بعيد عن كل التدخلات وبمحاكمة نزيهة.

فليضع الجيش اللبناني تقريره، وفي ضوئه سنرى كيف سنتصرف. هل سيكون مقتل يوسف فرنجية الذي صرّح منذ شهرين عبر موقع على الانترنت انه هو مَن أطلق الرصاص على سمير جعجع في مجزرة اهدن، صدفة أو قصدا او استدراجا؟

وهنا أشدد وأقول لا احد بعد اليوم يستطيع أن يتحدانا في عقر دارنا. نحن مع إتمام المصالحات ولكن ليس على حسابنا. نحن ندعو القضاء إلى ملاحقة جميع المسؤولين عن الجريمة وكشف خلفياتها.

تحميل المسؤولية: وقال فرنجية: أما بالنسبة إلى تحميل المسؤولية فأنا أعتبر أن قيادة القوات اللبنانية هي التي حرّضت على ذلك وخلقت هذا الجو. وأحمّل المسؤولية المباشرة للنائب فريد حبيب لأن مرافقيه هم الذين أصيبوا. والقرار يعود إلى القضاء فإذا كانت الحادثة ستطال فقط المرافقين وتستبعد النائب لأن لديه الحصانة، فهذه الحصانة هي في الدولة وليس عندنا وسنرى كيف ستتم الأمور.

أسئلة وأجوبة: ثم رد فرنجية على أسئلة الإعلاميين على النحو الآتي:

* كيف سيتم التصرف في هذه الحادثة؟

- نحن في عهد جديد وكل ما كان يحصل قبل اتفاق الدوحة مغاير تماما عما بعده، لدينا حكومة وفاق وطني ووزير جديد ومشروع بداية دولة، وسنضع الأمور في عهدة رئيس الجمهورية والقضاء وأنا شخصيا اثق بمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد فلنرى ماذا سيحصل.

إذا ثبتت المسؤولية على الطرف الثاني فعليه تحملها، وإذا لم تثبت فعليه معالجة الأمور بروية. والمشكلة تكمن في عدم تحمل أحد مسؤولية مجزرة اهدن وهذا خطأ لأنه على الجميع تحمّل مسؤولية تصرفاته.

وتابع: لم يتم توقيف أي شاب من الحزب القومي اليوم إلا أن موقع القوات الإلكتروني ذكر أنه تمّت مداهمة ومصادرة سلاح، وهذا التهرب من المسؤوليات ومحاولة تحميلها الى الآخرين هو الذي يكبر الشرخ.

* تسألون عن كيفية وضع حد للأحداث، ألا يمكن أن تنعكس المصالحات التي تجري اليوم على الشمال وتحديدا على زغرتا، وأن توافقوا على المصالحة التي طلبها الطرف الآخر؟

- هو (جعجع) دعا إلى مصالحة بيننا وبينه ليرى كيف يمكننا التآمر على ميشال عون، ونحن نريد مصالحة مسيحية - مسيحية كاملة لكن بعد صدور القرار القضائي وإجراء محاكمة نزيهة.

* في حال لم تتم إدانة كما تطلبها؟

- في نهاية المطاف إذا كان المطلوب أن تسري شريعة الغاب فستسري عند الجميع. فعندما تفلت الأمور، تفلت عند الجميع، وعندما يرغبون ببناء دولة ستسري هذه الرغبة عند الجميع. والبارحة بعض الأشخاص في باب التبانة قاموا بما يريدونه في البلد ثم قاموا بمصالحة ونحن قادرون على فعل ما نريده. منذ 7 أيار حتى اليوم، سقط 100 قتيل في البلد. ولحل هذه المشكلة الخطيرة في الساحة المسيحية ولتجنب ردات الفعل، لأنني لا استطيع ضبط كل ردات الفعل، على القضاء أن يكون نزيهاً حتى لو تطلب الأمر ملاحقة نائب فإذا كان للنائب حصانة ليرسل مرافقيه لقتل الناس، فهذا يعني وجود مشكلة في الدولة، والجميع يعرف أن النائب ترفع عنه الحصانة، فإذا كان بريئا ترد، وإذا كان مخطئا يحاكم. وهذه الحصانة عليها حماية مصالح الناس وعلى القضاء التحقيق منذ ما قبل بداية الإشكال ومعرفة عدد المرات التي اتصلت بها القوات بالجيش، وعدد المرات التي تحدث فيها الجيش إلى القوات وعلينا وضع الموضوع في إطاره الحديث ومعرفة عدد المرات التي ازيلت فيها الصورة.

ومخطئ مَن يقول إن من حقه الديموقراطي تعليق اللافتات عندما يأتي بعناصر الدرك ومجموعة من الشباب القواتيين لتعليق الصوَر على بيوت المواطنين عندما لا يوافقون على ذلك. إذا اردت تعليق لافتة للمردة على منزل القواتيين وأدى ذلك الى مشكل، فهل هذا يعني انهم مذنبون؟

* هناك قتيل عند الطرف الآخر؟

- لذلك دعونا ننتظر التحقيق. فالقتيل من الطرف الآخر أطلق النار عليه من كلاشن وفرد وM16، لنرى لمَن يعود الكلاشن والـM16 هل لشباب المردة أو لمرافقي فريد حبيب. فقتيل القوات وسيارة يوسف الشب فرنجية ومكتب المردة مصابون بالرشق نفسه، فهل من الممكن أن يكون الشاب التابع لنا وقف أمام المكتب وأطلق النار على الجميع يمكن أن يكون هناك رصاص أميري أطلق على الناس وهو يملكه عنصر من الدرك وأحد مرافقي النائب حبيب الذي يملك M16.

* تقول انك تتخوف من شريعة الغاب من جهة، ومن جهة اخرى ان قوات المنطقة هم تحت حمايتنا؟

- مهما حدث، القوات اللبنانية في كل الشمال وفي كل لبنان كعناصر، هم في حمايتنا.

* بعد اتفاق الدوحة سقط شهداء للمعارضة، فهل من مصلحة انتخابية لخربطة الاجواء من خلال هكذا احداث؟

- هذا ممكن، وهنا أسأل: الشخص الذي قال انني اطلقت النار على سمير جعجع عام 1978 قتل امس، هل هي صدفة او مؤامرة او استدراج؟ نحن نمهل القضاء حتى نهاية الشهر ليصدر تقريره لكن الموضوع لا يقف عند مرافق، فهو لن يتصرف من دون علم "معلمه"، ولا يذهب جميع المرافقين في هذه الحالة من دون قرار من المسؤول فهذا امر فاضح.

* ماذا تقول لعائلة الشهيد يوسف فرنجية؟

- امس، رأيت جو قرب جثة أبيه، والكلمة الأولى التي قالها لي "الذي تقرره نحن نسير به"، وبهذه الثقة التي منحوني اياها اقول أنا استطيع أن اسامح بالنسبة إلى دم والدي لكن لا استطيع التفريط بدماء كل شاب من شبابنا. ويمكنني تحصيل هذا الحق بالقانون لكن كل شخص يقوم بما يراه مناسبا في هذا الموضوع اذا لم تحصل على حقها بالقانون ونحن متكلون على جان فهد وعلى الدولة وعلينا اعتبار القانون مرجعيتنا. والتهرب من المسؤولية يزيد الشرخ، فإذا ثبتت المسؤولية علينا سنرى كيف نعالج الموضوع، واذا ثبتت مسؤولية الطرف الآخر فليست مشكلة أن يضحي بشخصين او ثلاثة ورطوه في هذا الامر.

* قلت ان القوات في حمايتك، لكن هل لديك ثقة بأن يكون هذا رأي المحازبين التابعين لك أو للطرف الآخر في المناطق؟

- ردات الفعل على عناصر القوات لن تحدث من قبلنا، ويمكن ان يكون للطرف الثاني مصلحة بافتعال المشكلات، ولكن لن نسمح لأحد ان يأتي ليتحدانا في بيتنا. وصلنا لمرحلة أن يقف مناصرو القوات أمام مكاتبنا ويضعوا اغاني القوات من دون ان نحرك ساكنا، لكن للصبر حدودا في هذا الموضوع.

* الصراع السني الشيعي نتج عنه الكثير من الضحايا ونحن اليوم باتجاه تسوية، لماذا هذا الموضوع مستمر على الساحة المسيحية؟

- على الساحة المسيحية أن تعالج في القضاء ولو لعبت بكركي والبطريرك صفير دورهما منذ سنتين لما وصلنا الى هنا. اذا عولج الموضوع بطريقة مناسبة وعوقب المذنب، وتحدثنا بعدها عن تفاهم او مصالحة فلا مانع. ونحن لا نقول اليوم ان احدا ما رمى المشكلة عندنا المشكلة نحن افتعلناها لكن مَن هو المسؤول؟

* اذا كان رأي الفريق الآخر مشابه لرأيكم لجهة ان يتخذ القرار على مَن تقع المسؤولية؟

- هذا شيء جيد وسننتظر 15 يوما لنرى النتيجة.

* الفترة الاخيرة شهدت اشكالات متنقلة وثبت وجود طرف ثالث دخل فيها، فهل ترون ان هناك طرفا ثالثا دخل بين القوات والمردة؟

- لندع القضاء يحدد هذا الموضوع، وجميعنا فوق الـ18 ومَن يسمح بدخول طرف ثالث لديه مشكلة.

* كان هناك تواصل مباشر مع القوات اللبنانية وحكي بعدها عن وجود تواصل غير مباشر، هل كان هناك تواصل امس بعد الحادث لتجنب اي تصعيد؟

- هناك شهيد سقط، او شهيدان، دعوا القضاء يحدد كيف بدأت المشكلة. ومَن يريد افتعال مشكلة لا يذهب وحده بل يصحب الـ40 شاب الذين يرافقونه. والكمين المسلح لا يحصل بفرد ولا يقتل شخصين يبعدان عن بعضهما 20 سنتيمترا.

* اذا لم يصل القضاء الى نتيجة؟

- كل شيء سيظهر في هذا البلد. "الله بيفرجها".

* هذا يعني أن لا سكوت على الجريمة؟

- على اثر تقرير القضاء، سنرى ماذا نفعل.

 

 حبيب ردّ علـــــى فرنجية : تهديداته لنا اخبار للنيابة العامة

هل استدعى شباب القوات قتيل "المردة" الى مكان الجريمة لاغتياله؟

المركزية - عمد النائب السابق سليمان فرنجية في مؤتمره الصحافي الذي عقده اليوم الى محاولة تحوير للحقائق والوقائع حول الجريمة التي وقعت فجرا في بصرما - الكورة.واحتراما للدماء التي سقطت وتفاديا لكل محاولات التهديد والوعيد، يهمنا أن نوضح الآتي:

ـ أولا: إننا في "القوات اللبنانية" تحت القانون ونلتزم نتائج التحقيقات التي تجري حاليا، من دون الدخول في تهديد القضاء اللبناني وتحديد مهل لهم. وإننا نضع كل المعلومات والوقائع التي بحوزتنا في تصرف الجهات القضائية المختصة.

ـ ثانيا: إن كل محاولات فرنجية للضغط على القضاء اللبناني بهدف توجيه التحقيقات نحو ما يشوه حقيقة ما حصل لن يجديه نفعا. فلا تحديد مهل ولا التلويح بإجراءات شريعة الغاب ينفع. القضاء اللبناني وحده يقرر سير التحقيقات والاجراءات الواجب اتخاذها.

ـ ثالثا: إننا وفي هذه المناسبة الأليمة نعتبر المؤتمر الصحافي لفرنجية وما تضمنه من تهديدات واضحة ومباشرة لي شخصيا ولمسؤولي "القوات اللبنانية" بمثابة إخبار نضعه في تصرف النيابة العامة والمراجع القضائية المختصة. ونحمّل فرنجية مسؤولية أي أذى يصيب أيا من الرفاق.

ـ رابعا: في مواجهة كل ما قيل نعرض عددا من الوقائع ونطرح عددا من الأسئلة على الرأي العام اللبناني ونضعها برسم الجهات المعنية:

ـ قبل 3 ساعات من الجريمة تعرض طلاب من "القوات اللبنانية"، كانوا يعلقون في بصرما ملصقات الدعوة الى قداس شهداء القوات اللبنانية، الى التهديد بالسلاح من قبل مسلحين تابعين للنائب السابق فرنجية والسوريين القوميين. وبناء على ذلك قام مسؤول منطقة بصرما في "القوات اللبنانية" محسن نصير برفقة الطلاب بتقديم شكوى في مخفر أميون الذي أرسل بالفعل دورية الى المكان حوالى منتصف الليل.

ـ إن السيارة التي كانت تقل الرفاق في بصرما تعود ملكيتها للشاب المصاب إيلي حبيب وليست ملكي. وهذه السيارة أصيبت بطلقات نارية عدة، وهي باتت اليوم في عهدة التحقيق.

ـ إن مسؤول الحراسة في منزل النائب السابق فرنجية قدم الى مكان الجريمة برفقة عدد من مرافقيه الذين اتخذوا مواقع قتالية على سطح مركز المردة في بصرما، ولم يكن بمفرده في مكان الجريمة.

أما بالنسبة الى الأسئلة فكثيرة، ونورد منها:

ـ كيف يمكن اتهام "القوات اللبنانية" بأنها كانت تسعى الى اغتيال المرحوم يوسف فرنجية، وهو كان مسؤول الحرس في منزل النائب السابق سليمان فرنجية؟ وهل شباب "القوات" هم الذين استدعوه الى مكان الجريمة ليغتالوه؟

ـ ونسأل أكثر من الذي أمر يوسف فرنجية بالتوجه الى مكان الجريمة؟ فنحن نعتبر أن المسؤولية، وكما أنها لا يفترض أن تتوقف عند المرافقين، فإنها أيضا لا يجوز أن تتوقف عند مسؤول الحرس بل يجب أن تطال معلمه الذي أعطاه الأوامر بالتوجه الى بصرما.

ـ ونسأل كيف يمكن أن يكون شباب "القوات" أعدوا خطة لاغتيال يوسف فرنجية وتعرضوا في الوقت نفسه لأن يسقط من بينهم شهيد و3 جرحى؟ وكيف يمكن أن يكون أصيب جرحى "القوات" برصاص مسدس وكل منهم أصيب بأكثر من رصاصة وبسلاح حربي. فالرفيق إيلي حبيب أصيب في صدره وكتفه. ومنصور طوق أصيب في حوضه ويده وساقه. أما ميشال مخايل فأصيب في ساقه. والسؤال الكبير: كيف يمكن أن تكون إصاباتهم مع الرفيق الشهيد بيار اسحاق من مسدس واحد؟ وكيف يمكن أن يصاب 4 أشخاص مثل هذه الإصابات إذا كانوا أعدوا العدة لاغتيال شخص واحد؟

ـ وفي خصوص ما سأله فرنجية عن كيفية عدم حصول إطلاق نار في الإشكال قبل وصول يوسف فرنجية، فإننا نسأل السؤال نفسه: لماذا لم يحصل إطلاق نار قبل ذلك؟

ـ كما نسأل عندما يقول فرنجية إنه يرفض أن يهدده أحد في منطقته: هل فرنجية ابن الكورة؟ إن شهيد "القوات اللبنانية" بيار اسحاق هو ابن عين عكرين في الكورة كما أن المصابين ايلي حبيب وميشال مخايل كورانيان. وكل مسؤولي "القوات اللبنانية" ومحازبيها ومؤيديها في المنطقة هم من أبناء الكورة.

إن "القوات اللبنانية" في الكورة وزغرتا وكل الشمال ليست في حماية أحد سوى الدولة اللبنانية، فالدولة وحدها تحمي جميع اللبنانيين. وإننا إذ نكرر ثقتنا بالقضاء اللبناني والتزامنا نتائج التحقيق، نؤكد بدورنا المطالبة بجلاء الحقيقة كاملة في هذه الجريمة وإحالة المرتكبين والمحرضين ومن ورائهم الى المحاكمة مهما علا شأنهم. كما نطالب باستكمال التحقيقات في كل الجرائم السابقة التي أودت بخيرة من شباب "القوات"، من طوني عيسى وعزيز صالح في ضهر العين الى رياض أبي خطار في البترون وصولا الى بيار اسحاق اليوم، وجميعهم سقطوا برصاص عناصر من تيار المردة.

 

ردود فعل على حادثة "بصرما" دعت الــــى تدارك الفتنـة

مكاري: لعدم ترك الوضع المسيحي شاذا عن المنحى التصالحي

المركزية - تعليقا على الحادثة التي وقعت فجر اليوم في بلدة بصرما - الكورة بين حزب القوات اللبنانية وتيار المردة وأدت الى مصرع شخصين من "القوات" و"المردة" وجرح ثلاثة أشخاص من "القوات اللبنانية"، توالت ردود الفعل الشاجبة للحادث والداعية الى الحكمة وتدارك الفتنة.

وفي هذا السياق أسف نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري للحادث ودعا "جميع الاطراف الى التحلي بالحكمة، والعمل على استيعاب تداعيات الحادث وحصرها"، مشيدا بسرعة تحرك السلطات الامنية لضبط الفاعلين والمحرضين. وحذر من "خطورة ترك الكورة تنزلق الى الفتنة"، داعيا الى ان "تكون المعالجة الامنية والقضائية حازمة"، وقال: "لا يجوز ان يتوتر الوضع الامني في الكورة فيما تعم أجواء المصالحات في البلد، ومن غير المقبول ان تسير الكورة عكس تيار التهدئة والحوار، بدلا من ان تكون القدوة في هذا المجال، ولا يجوز ان تذهب الكورة الى الحرب فيما المناطق الاخرى عائدة منها".

واذ أشار الى ان "الكورانيين يرفضون ان يكون السلاح وسيلة لتصفية الحسابات السياسية في منطقتهم، لان هذا المنطق غريب عن الكورة وأهلها"، رأى ان الحادث "يندرج في سياق التوتير الامني المتنقل الهادف الى تعكير المناخات الحوارية التي بدأت تسود، ولا ينفصل عن سلسلة الحوادث الممتدة من بيصور الى تعلبايا، مرورا بعين الحلوة". وشدد مكاري على ان "المصالحة المسيحية باتت ضرورة ملحة، أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكننا ان نترك الوضع المسيحي شاذا عن المنحى التصالحي العام، لئلا يشكل ثغرة ينفذ منها المتربصون بلبنان لتخريب كل الانجازات الوطنية".

وخلص الى القول ان "المطلوب وعي القيادات المسيحية لضرورة التصرف بمسؤولية وحسن نية، وضرورة تنازل كل طرف قليلا حتى يتسنى التقاء الجميع في منتصف الطريق، والمطلوب رعاية أبوية من رئيس الجمهورية، من منطلق ازالة كل العوائق من طريق الحوار الوطني الشامل".

حبيب: وعلق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب على حادثة الكورة واضعا إياها في إطار الفتنة المتنقلة من منطقة لاخرى مؤكدا ان "خيارنا هو الدولة ولا أحد غير الدولة يحمي الكل". ورأى ان مرتكبي حادثة الكورة "قصدوا ان يرعبونا كي لا ننزل الى قداس الاحد" وأكد "اننا سنستمر في رهاننا وخيارنا هو الدولة ثم الدولة".

نواب زغرتا: وصدر عن نائبي زغرتا - الزاوية نايلة معوض وجواد بولس البيان الآتي:

على اثر الحادث المؤسف في بصرما - الكوره بالامس اصدر نائبا زغرتا - الزاوية نائلة معوض وجواد بولس البيان التالي: نأسف شديد الأسف للحادث المأساوي الذي وقع بالأمس في بصرما. ان ما حصل يجب ان يدفعنا الى التمسك بل الرهان على مرجعية الدولة وعلى احقية الاختلاف السياسي بالطرق السلمية والديمقراطية. ولقد علمتنا التجارب السابقة ان اللجوء الى العنف والى الاقتتال دمر مجتمعنا واضعف الوجود المسيحي في لبنان.

وفي هذا الاطار سنبذل كل الجهود والمساعي من اجل العمل على تطويق هذا الحادث ولجم تداعياته لأن العبث بالسلم الاهلي في الشمال عموماً وبين زغرتا -الزاوية ومحيطها خصوصاً يؤدي حكماً الى الدخول في دوامة العنف والفعل وردات الفعل التي تطال الجميع دون استثناء.

اننا نطالب القوى الأمنية الشرعية وخصوصاً الجيش اللبناني والقضاء اللبناني بتسريع التحقيق في الحادث من دون اية مواربة او اي تساهل ومعاقبة كل مرتكب ومشارك.

غصن: من جهته استنكر النائب تقولا غصن "الحادثة الاليمة التي اودت بحياة شاب من خيرة شباب الكورة التي لم نتعود على اراقة الدماء فيها، كما دعا الى التروي وضبط النفس بانتظار انتهاء التحقيقات وتبيان من نفذ هذه المجزرة، أملا الشفاء للجرحى المصابين والتعزية لذوي القتلى".

معوض: واجرى عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض، اتصالين بكل من فرنجية وجعجع، معزيا بسقوط الضحيتين. وقال: "إنني استنكر هذا الحادث المؤلم، واعتبر من موقعي الشمالي والزغرتاوي ان الاحتكام الى السلاح والعنف واعادة التأسيس لصفحة دموية جديدة خصوصا بين المسيحيين وبنوع خاص في مناطقنا، سيرتدان على الجميع ويؤديان الى خسارة عبثية ومجانية لا توفر أحدا".

أضاف: "ان هذا الحادث المؤلم وما أسفر عنه من سقوط شهيدين، يجب ان يشكل حافزا لنا جميعا للاحتكام الى الدولة وحدها والفصل بين حقنا في الاختلاف السياسي وواجبنا بالاجماع على ادارة اختلافاتنا سلميا وديموقراطيا وتحت سقف الدولة، اي ان أي اختلاف سياسي يجب الا يؤدي في أي حالة من الاحوال للاحتكام الى العنف ولعبة الدم والسلاح".

وختم: "بالرغم من فداحة هذا الجرح الاليم، أكدت استعدادي التام للقيام بأي مسعى يسهم في تطويق الحادث وذيوله وتنفيس الاحتقان للحد من الخسارة". وتقدم معوض بالتعازي من ذوي الضحيتين متمنيا للمصابين الشفاء العاجل.

مفرج: وصدر عن رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية المهندس جون مفرج البيان الآتي: "لقد تألمنا شديد الالم لسقوط عدد من الشبان المسيحيين بين قتيل وجريح في الحادث الذي وقع في بلدة بصرما. وهذه الحوادث، لطالما عملنا على تجنبها وتفاديها. كنا وما نزال نأمل في ان تبقى الكورة في منأى عنها خصوصا في الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها لبنان. ويؤسفنا ويحز في قلبنا ان تكون أرض الكورة وبلداتها مسرحا لمثل هذه الاحداث الغريبة تماما عن أطباع أبنائها وتقاليدهم، كما ان الشحن السياسي، الذي يسعى القائمون عليه، لان تكون هذه المنطقة مرتعا لتنفيسه وتفجيره، هو أمر مرفوض منا ومن أبنائها، الذين هم أرفع من ان يتصارعوا ويتواجهوا بالسلاح. فالكورة وارضها ستظل ارض حوار ونقاش فكري وتنوع سياسي، يفترض ان يغنيها لا ان يدميها.

إننا ننبه من استجرار الفتنة الى الكورة وهدر دماء أبنائها سعيا الى بازارات سياسية رخيصة، ونتوجه الى ابنائنا وأهلنا الكورانيين ليبقوا كما عاهدناهم موحدين متفاهمين أعصياء على الفتنة، يقفون في وجه كل من يسعى للتقاتل بينهم على ارضهم. والسياسيين، وخصوصا الموارنة، المسارعة الى الاتفاق والوقوف وقفة ضمير لتجنيب مناطقهم، والمناطق المسيحية عموما، المزيد من الاحداث الدموية، فيبادرون الى التصالح والاتفاق أسوة بالطوائف الاخرى، فلا تبقى خلافاتهم تنعكس ضريبة دمية تدفعها الطائفة المسيحية".

 

 

 

 

 

 

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 17 ايلول 2008

 

 

الشرق

 

نائب بقاعي استغرب كيف تتجاهل قيادات قوى 8 اذار تغييب بعض المعارضين البارزين عن مؤتمر الحوار!

 

مرجعية روحية اكدت ان تمنياتها بنجاح الحوار لا تعني انها مقتنعة بالوصول الى حلول "لأن الحلول المرجوة تتعارض جذرياً بين المشاريع السياسية للمتحاورين"!

 

حزبي وصف مصالحة التقدمي الاشتراكي وحزب الله بأنها حل لتباينات على الارض وليست اتفاقاً سياسياً؟!

 

 

البلد

 

يتجه حزبان متخاصمان الى صرف النظر عن تجديد هيئتيهما التأسيسية بداعي اقتراب مواعيد الانتخابات النيابية ولعدم حصول تباين ينعكس على القاعدة .

 

يبقى عدم اقرار تعديل قانون تقصير مهل الترشيح من سنتين الى 6 أشهر سيفا مسلطا على عدد من رؤساء البلديات وموظفي الفئة الأولى ما يعيد حساباتهم في الاستقالة او العودة عنها .

 

ذكرت مصادر احصائية ان " تأليف لوائح انتخابية في جبل لبنان دونها عقبات كثيرة نظرا لدقة الوضع وعدم امكانية الخسارة والربح بوضوح " .

 

 

النهار

 

سفراء عرب وغربيون فاجأوا سياسيين لبنانيين بتفاؤلهم بنتائج الحوار خلافا لانطباعات هؤلاء السياسيين.

 

لوحظ أن نائبا "مرشحا" للاستبدال في الانتخابات المقبلة من اللائحة التي فاز فيها تجنب لدى وصوله الى افطار رمضاني الاقتراب من رئيس اللائحة او مصافحته رغم جلوسه الى الطاولة نفسها.

 

تمنى مسؤول سابق "لو أن وزير الطاقة "بشّرنا" بمزيد من ساعات التغذية في الكهرباء بدل الاعلان عن مزيد من التقنين في العاصمة والضواحي".

 

 

السفير

 

قال رئيس حزب مسيحي خلال اجتماع حزبي كلاماً هجومياً عن أحد حلفائه لم يسبق أن قاله عن معارض من خصومه، ولا سيما ما يتعلق بالانتخابات المقبلة.

 

وضع رئيس كتلة نيابية ثلاث لوائح لمرشحين في أكثر من منطقة تعنيه، وبدأ النقاش فيها قبل الاتفاق على واحدة منها.

 

قال أحد الوزراء إن عدم تعيين نواب لحاكم مصرف لبنان ليس مهماً ولا يعرقل العمل... لكن من الأفضل تعيينهم.

 

 

المستقبل

 

& ذكرت أوساط في نيويورك انه رافق انطلاق الحوار اللبناني أمس ردّ فعل دولي إيجابي في المشاورات التي أجريت بعيداً عن الأضواء بين عدد كبير من ممثلي الدول لدى مجلس الأمن.

***

& علم ان اللقاءات الرسمية التي سيعقدها الرئيس ميشال سليمان على هامش مشاركته في الدورة ال63 للأمم المتحدة قد أنجز الاعداد لها وفي مقدمها اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

***

& قالت أوساط عربية انه يؤمل حصول انفراج قريب في الوضع اللبناني في ضوء مساعٍ تبذل لتصفية الأجواء بين عاصمة عربية وحزب لبناني مسلح.

 

 

اللواء

 

اعتبر دبلوماسي أوروبي رفيع ان إقدام دولة عربية على إرسال سفير دائم لها في بغداد يشكل تحولاً في سياق تحولات أكبر!·

 

لاحظ رئيس لقاء نيابي فاعل فتور الحماسة له عند وصوله إلى إفطار جامع في منطقة محسوبة تاريخياً عليه·

 

عاد عدد من رجال الأعمال من الخارج إلى لبنان، في إطار الاستعدادات للانتخابات النيابية·

 

 

الأخبار

 

أدى تأخير غير متعمّد في إبلاغ رئيس كتلة المستقبل النيابية، سعد الحريري، بأن منفّذي اعتداءات أمنية لا علاقة لهم بجهة معارضة، إلى خروج الحريري بإدانة لأحد الأطراف المعارضة، قبل أن يبلغه رئيس فرع المعلومات، وسام الحسن، هاتفياً، بأنّ الطرف المعارض لا علاقة له بالمجموعة المنفذة للاعتداءات.

 

تقرر عقد سلسلة من اللقاءات بين أحزاب من المعارضة وأخرى من الموالاة خلال الأيام القليلة المقبلة بغية ترطيب الأجواء على مستوى القيادات الطلابية والشبابية وذلك تحضيراً للعام الدراسي الجديد حيث هناك خشية من انتقال التوترات إلى المعاهد والجامعات، وكذلك من أجل إزالة مخاوف بعض الطلاب من الحضور إلى جامعات تقع في مناطق نفوذ خصومهم السياسيين.

 

يبحث قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن شخصية ذات وزن اجتماعي في منطقة كسروان لإقناعها بخوض الانتخابات النيابية المقبلة بدعم منه، بعدما أفيد بأنه لا يوجد من يتحالف مع مرشح قواتي، وهو ما أثار حفيظة قيادات قواتية محلية كانت تعد نفسها بهذه المهمة وهي أخذت موقفاً سلبياً وذلك بأن اعتكفت في البيت.

 

تدرس جمعية "لبنان الكيان"، التي تضمّ قواتيين سابقين، من ضمنهم القيادي السابق فادي شاماتي ومستقلون، احتمال ترشيح بعض أعضائها إلى الانتخابات النيابية المقبلة، وهي تعقد اجتماعات دورية لاتّخاذ قرار نهائي بهذا الشأن، بينما يعمل قياديون من الكتائب لديهم مشكلات مع قيادة الحزب على أشكال وأطر مشابهة لكي تخاض الانتخابات المقبلة على أساسها في دوائر، بينها البترون وجبيل.

 

نقل عن مرجع رئاسي قوله إن الوفد الرئاسي الفلسطيني الذي زار بيروت أخيراً رفض تأكيد المعلومات عن تبادل السلطة الفلسطينية وإسرائيل أوراق عمل تخصّ ملف التوطين للفلسطينيين الموجودين في لبنان والذين ولدوا بعد أيار عام 1948.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البطريرك صفيراستقبل وفدين من مجلس الشيوخ الفرنسي وجمعية "الفوكولاري"

وطنية- 18/9/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي, بعد ظهر اليوم, وفدا من مجلس الشيوخ الفرنسي يرافقه السفير اندريه باران.

ثم التقى وفدا من جمعية "الفوكولاري"الخيرية.

 

 

الرئيس سليمان استقبل نوابا ووفد "لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية":

العلاقة مع سوريا على السكة الصحيحة والتبادل الديبلوماسي قبل نهاية العام

وطنية- 17/9/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ظهر اليوم وفد "لجنة الصداقة الفرنسية-اللبنانية" في مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة السيد أدريان غوتيرون في حضور الوزير وائل ابو فاعور والنواب ميشال المر وليد خوري وعاصم عراجي والوزير السابق ميشال فرعون. وحضر اللقاء السفير الفرنسي اندريه باران.

وعبر الوفد للرئيس سليمان عن عمق الصداقة الفرنسية للبنان ودور فرنسا الداعم له في كل الحقبات. وتناول الحديث تطورات الوضع اللبناني من حيث اعادة اطلاق الحوار بين القادة اللبنانيين وموضوع الاستراتيجية الدفاعية، وملف العلاقة مع سوريا في ضوء الدور الذي لعبته فرنسا على هذا الصعيد وما تم تحقيقه في القمة التي انعقدت بين الرئيسين سليمان وبشار الاسد.

وشكر الرئيس سليمان لفرنسا دورها الداعم خصوصا في الفترة الاخيرة، مشيرا الى ان انطلاق طاولة الحوار مجددا أمر مهم، لافتا الى ان الاستراتيجية الوطنية هي العنوان الأبرز للجلسة المقبلة لانها فن دمج واستخدام الوسائل في مختلف الميادين والمجالات من اجل تحقيق الأهداف وتحصين البلد وحمايته، خصوصا أن اجواء المتحاورين كانت ممتازة.

ولفت رئيس الجمهورية الى ان العلاقة مع سوريا وضعت على السكة الصحيحة، وكل الامور تطرح بصدقية وصراحة وثقة متبادلة، مشيرا الى ان تبادل السفراء بين البلدين سيتم قبل نهاية العام.

نواب

وكان الرئيس سليمان استقبل على التوالي النواب سليم عون، عباس هاشم وجمال الجراح، فالنائب السابق مروان ابو فاضل وعرض مع كل منهم للأوضاع.

غراتسيانو

والتقى رئيس الجمهورية بعد ذلك قائد قوة الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو ومدير الشؤون السياسية في اليونيفيل ميلوش شتروغر، واطلع منهما على الوضع الميداني للقوات الدولية في الجنوب والتعاون القائم مع الجيش اللبناني في ضوء التهديدات الاسرائيلية الاخيرة والخروق المستمرة.

 

 

 

 

القوات" نعت بيار اسحق ووضعت القضية "في عهدة القضاء":

لا شيء سيحول دون الاحتفال بالصلاة الاحد رغم الحادث الاليم

وطنية - 17/9/2008 (سياسة) أصدرت القوات اللبنانية البيان التالي: "تنعي القوات اللبنانية الشهيد الشاب وأحد ناشطيها البارزين في منطقة الكورة وإبن المنطقة وبلدة عين عكرين، بيار اسحاق الذي يبلغ من العمر إثنين وثلاثين عاما، بعدما سقط شهيدا في بلدة بصرما الكورانية بعيد منتصف الليل، عندما كان يشارك رفاقا له في تعليق دعوات إلى المشاركة في القداس الذي سيقام الأحد المقبل على نية شهداء المقاومة اللبنانية.

الشهيد بيار اسحاق متأهل من رندا عازار وأب لإبنتين ريتا وكريستينا. عرف بإلتزامه بالقوات اللبنانية ودفاعه عن القضية منذ العام 1991 بعدما هجرت عائلته من الكورة وشغل منصب مساعد منسق قضاء الكورة في القوات اللبنانية.

إن القوات اللبنانية التي تحرص على مرجعية الدولة تعاهد رفاق بيار اسحاق وجميع المخلصين بأن مثل هذه الممارسات لن تنجح في جرها إلى دائرة الفتنة المتنقلة. وتؤكد أن مسيرة النضال من أجل الحرية والإستقلال مستمرة بمزيد من العزم والصلابة. وتدعو القوات اللبنانية بالشفاء العاجل لرفاق بيار الثلاثة، وتضع القضية في عهدة القضاء ليقوم بواجبه كاملا. وتؤكد القوات اللبنانية أن لا شيء سيحول دون احتفالها بالصلاة وتكريم شهداء المقاومة اللبنانية على الرغم من حادث بصرما الأليم".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رئيس "التيار الشيعي" أسف للأحداث الاخيرة :

ندعو الجيش الى بسط سلطة القانون وهيبة الدولة

وطنية - 16/9/2008 (سياسة) أسف رئيس "التيار الشيعي الحر" عضو "التجمع القومي الموحد" الشيخ محمد الحاج حسن "للأحداث الأخيرة التي وقعت في تعلبايا والكورة وأدت إلى قتلى وجرحى، في الوقت يجتمع الزعماء الى طاولة الحوار".

واستنكر "تهديد أمن الناس وإراقة دماء شبابهم في المناطق بسبب حدة الخطابات السياسية التي يطلق عنانها أهل السياسة والمشاريع الخاصة".

وشدد على ان "الشعب اللبناني يراهن في حماية أمنه على دور الجيش والقوى الأمنية، والتخاذل في فرض هيبة الدولة يفرض واقع الأمن الذاتي والميلشيوي".

وسأل: "لمصلحة من نقل الفتنة إلى الساحة المسيحية، في الوقت الذي نبذل كل الجهود لوقفها على الساحة الإسلامية؟ فهل المراد والرغبة المخابراتية تعميم الفتنة على كامل الأراضي اللبنانية وزرع الأحقاد؟".

ودعا جميع الأطراف إلى "التهدئة ونزع فتيل الإقتتال والإحتكام إلى لغة العقل والتلاقي وصد المشروع الخارجي الذي يجتاح الوطن ويهدد استقراره". وتمنى أن "يبتعد البعض عن فرض شروط توسيع طاولة الحوار لأن ذلك ينسف هذا الحوار ويعيدنا إلى أيار جديد".

وختم: "ندعو الجيش إلى بسط سلطة القانون وهيبة الدولة، ونطالب القضاء بأن يسارع إلى وضع يده على ملفات الحوادث، وعلى الجميع التحلي بالصبر والإعتدال وعدم اللجوء إلى العنف".

وتقدم من "القوات اللبنانية" وتيار "المرده" وتيار "المستقبل" وعوائل الضحايا بالتعازي الحارة".

 

 

 

الرئيس الجميل التقى في بكفيا وفدا من "اللقاء الديموقراطي"

الوزير أبو فاعور: ليشكل الحوار شبكة أمان لمعالجة ما يحصل

ويوفر القرار السياسي للاجهزة العسكرية للقيام بواجباتها

 

وطنية - 17/9/2008 (سياسة) استقبل الرئيس امين الجميل في دارته في بكفيا عند الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم، وفدا من اللقاء الديمقراطي ضم الوزير وائل ابو فاعور والنائب اكرم شهيب. وتم خلال اللقاء، البحث في تطورات الاوضاع السياسية على الساحة اللبنانية.

 

بعد اللقاء، اعلن الوزير ابو فاعور: "تشرفت والرفيق اكرم شهيب بزيارة فخامة الرئيس امين الجميل لتأكيد علاقة التحالف بيننا وبين حزب الكتائب. هذه العلاقة التي قامت اساسا على خلفية المصالحة في الجبل، وهي ليست فقط مصالحة لبنانية- لبنانية، هي مصالحة لبنانية- لبنانية، وهي مصالحة للبنان مع انتمائه العربي، مصالحة لبنانية- فلسطينية، وكنا والرئيس الجميل من الذين تقدموا الصفوف في هذه المصالحة برعاية غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في الجبل.

وكانت الزيارة ايضا مناسبة للتشاور مع فخامة الرئيس في السباق الذي يحصل بين عملية المصالحة وبين بعض عمليات التوتير الامني او الاعتداءات او الخلافات والصدامات الامنية التي تحصل في اكثر من منطقة".

 

واضاف: "بالامس كانت هناك انطلاقة للحوار، وهي انطلاقة ايجابية وايجابية جدا نأمل ان تتكامل مع عملية المصالحة التي تحصل في اكثر من منطقة، بدأت مع النائب سعد الحريري في طرابلس وانتقلت الى منطقة الجبل على امل ان تنطلق الى اماكن اخرى، اهمية الحوار الذي انطلق بالامس هو ان نجد الارضية السياسية التي تجعل هذه المصالحات ثابتة ومستمرة وليست مصالحات عابرة، تساهم في استعادة العافية الامنية الى البلاد، والعافية السياسية والدستورية، والاقتصادية لكل اللبنانيين لان المنطقة ربما تكون مقبلة على خيارات كبرى، فاذا كانت الخيارات خيارات تسوية، فلبنان يجب الا يكون ضحية، واذا كانت هذه الخيارات ولا سمح الله صدام فلبنان يجب الا يكون ساحة وهذه مسؤولية كل القوى السياسية في تحصين الوضع الداخلي اللبناني".

 

وقال: "الحوار الذي انطلق بالامس في رعاية فخامة رئيس الجمهورية هو امر ايجابي، ويجب ان تشكل طاولة الحوار بالحد الادنى شبكة امان وصلة وصل بين كل القوى السياسية في لبنان لاجل معالجة الاوضاع ومعالجة ذيول ما حصل ومنع تكرار ما يحصل من خلافات وصدامات في اكثر منطقة لبنانية".

 

سئل: كيف تقرأ خطاب امين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله بالامس في ما يتعلق بعدم ثقته بالدولة اللبنانية؟

اجاب: "اذا كان هناك عدم ثقة بالدولة فيجب ان نسعى جميعا لكي نكرس الثقة بها ونقويها وهذا امر يجب ان يجمع عليه كل اللبنانيين. وتقوية الدولة هو في عدم منازعتها في اي ملفات امنية او سياسية او عسكرية ويجب ان ينصب كل جهد القوى السياسية لجعلها الضمانة والمرجعية لكل اللبنانيين".

 

سئل: حكي انك زرت السفارة الايرانية ما هي صحة هذه المعلومات؟

اجاب: "تعودنا في اللقاء الديموقراطي وفي الحزب التقدمي الاشتراكي اننا عندما نقوم بامر فلا نقوم به خفية او غفلة، بل نقوم به جهارا نهارا. هذا الامر لم يحصل. واذا ما حصل يعلن عنه في الاعلام لانه ليس لدينا شيء مخفي، لا اتفاقات ولا اتصالات تحت الطاولة، وما حكي عنه في وسائل الاعلام غير صحيح على الاطلاق".

 

سئل: هل تناولتم مع الرئيس الجميل الموضوع الذي اثير في وسائل الاعلام حول سؤال النائب وليد جنبلاط، عما ستقدم الكتائب والقوات اللبنانية من قيمة مضافة في انتخابات الجبل؟

اجاب: "قدمت وتقدم القوات اللبنانية وحزب الكتائب اضافات نوعية واساسية في كل مجرى هذه المعركة الاستقلالية والامر لم تتناوله لا من قريب ولا من بعيد لانه لا يستحق النقاش ولا يمكن ان يؤثر في شكل من الاشكال على العلاقات القائمة بين حزب الكتائب كما بيننا وبين باقي اطراف قوى 14 اذار".

 

سئل: حصل حادث امني في الكورة ليل امس ما هو تعليقك عليه؟

اجاب: "هذا الامر يجب ان يكون دافعا اساسيا لتأمين القرار السياسي اولا، والمظلة السياسية ثانيا، لكل القوى الامنية والعسكرية الشرعية اللبنانية للقيام بواجباتها. لا يجوز ان يبقى الشعب اللبناني في كل يوم يستفيق على حادث امني او على اعتداء امني، هناك اكثر من قضية يجب ان تعالج في المناطق اللبنانية كما في بيروت. مسألة بيروت مسألة اساسية. يجب ان تعالج كل هذه القضايا واهمية الحوار الذي انعقد بالامس يجب ان يكون مظلة امنية وسياسية ويوفر القرار السياسي اضافة الى السلطة السياسية في مجلس الوزراء، للاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية للقيام بواجباتها دون مراعاة لاي انتماء سياسي واي طرف سياسي في اي منطقة من لبنان".

 

سئل: ماذا عما ورد في في جريدة "الاخبار" عن الدردشة بين النائب سعد الحريري والنائب جنبلاط...

اجاب: "اساسا نحن نتصرف كتحالف سياسي وليس كمقعد سني ومسيحي او ماروني، وتاليا اذا اردت ان تسألني فسلني عن مرجع يمكن ان يعتد به ويسأل عنه".

 

 

 

النائبان معوض وبولس : سنبذل ما في وسعنا لتطويق حادث بصرما

ونطالب بالاسراع في التحقيق من دون أي مواربة ومعاقبة كل مرتكب

 

وطنية - 17/9/2008 (سياسة) أصدر اليوم نائبا زغرتا - الزاوية نائلة معوض وجواد بولس بيانا إثر الحادث المؤسف في بصرما الكورة، جاء فيه: "نأسف شديد الأسف للحادث المأسوي الذي وقع أمس في بصرما. ان ما حصل يجب ان يدفعنا الى التمسك بل الرهان على مرجعية الدولة وعلى أحقية الاختلاف السياسي بالطرق السلمية والديموقراطية. ولقد علمتنا التجارب السابقة ان اللجوء الى العنف والى الاقتتال دمر مجتمعنا وأضعف الوجود المسيحي في لبنان.

وفي هذا الاطار، سنبذل كل الجهود والمساعي من أجل العمل على تطويق هذا الحادث ولجم تداعياته لأن العبث بالسلم الاهلي في الشمال عموما وبين زغرتا -الزاوية ومحيطها خصوصا يؤدي حكما الى الدخول في دوامة العنف والفعل وردات الفعل التي تطال الجميع من دون استثناء".

وختم البيان: "اننا نطالب القوى الأمنية الشرعية وخصوصا الجيش والقضاء بالاسراع في التحقيق في الحادث من دون اي مواربة أو تساهل ومعاقبة كل مرتكب ومشارك".

 

قتيلان و4 جرحى من عائلة واحدة في حادث سير عند مفرق سرعين التحتا

وطنية - بعلبك - 17/9/2008 (متفرقات) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش عن وقوع حادث سير على طريق رياق -بعلبك عند مفرق بلدة سرعين التحتا، فجر اليوم، أدى الى سقوط قتيلين وأربعة جرحى من عائلة واحدة نقلوا جميعا الى "مستشفى رياق العام". وفي التفاصيل انه بينما كانت شاحنة من نوع مرسيدس رقم 354311/م يقودها يوسف خليل الشيخ من بلدة بدنايل تقطع من مفرق سرعين الى الطريق الدولي عند تحويرة سرعين، اصطدمت بها سيارة تقطع الطريق الدولي من نوع فولفو سماوية اللون رقم142716/ط يقودها عبد علي رباح (25 عاما) ومعه اربعة من افراد عائلته هم زوجته واولاده وصهر العائلة.

وأسفر الحادث عن مقتل الزوجة بسمه علي رباح مواليد 1983 وطفلتها سمية عبد علي رباح والى اصابة السائق عبد علي رباح حالته مستقرة وولداها محمد (عامان) ورفيقة (3 أعوام) وصهر العائلة علي زنكح (سوري) حالته خطرة. ونقلوا جميعا الى مستشفى رياق العام فيما باشرت مفرزة سير بعلبك التحقيق في الحادث.

 

اللجنة المشتركة للقاء خلدة تجتمع مع مسؤولي الطلاب عصرا تكريسا للمصالحة وتخفيفا للاحتقان في الجامعات

المركزية - استكمالا لمصالحة الجبل التي تكرّست مطلع الاسبوع من خلال اللقاء الذي جمع مسؤولي الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله والحزب الديموقراطي في دارة الوزير طلال ارسلان، يلتقي اعضاء اللجنة المشتركة التي انبثقت عن اجتماع خلدة وهم: مسؤول وحدة الارتباط في "حزب الله" الحاج وفيق صفا، والنائب أكرم شهيب والوزير طلال ارسلان، الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم مع مسؤولي طلاب الاحزاب الثلاثة، كمقدمة لسلسلة نشاطات ولقاءات مشتركة ستعقد تباعا بهدف اعادة الامور الى طبيعتها في الجبل. وأفاد نائب رئيس الحزب اللبناني الديموقراطي زياد شويري في حديث الى "المركزية" ان اجتماع اليوم سيمهّد لتشكيل لجان في مناطق الجبل تعمل على عقد لقاءات واجتماعات ونشاطات تباعا للتخفيف من حدّة التشنج في الجبل". وقال: "اللقاء الذي يجمع اليوم مسؤولي طلاب الجامعات يأتي استباقا للسنة الدراسية الجديدة، حيث الاحتكاك المباشر بين الطلاب بمختلف الاحزاب وتفاديا لاي مشكلات او استفزازات وتشنجات قد تحصل نتيجة اجواء الاحتقان في الجامعات". وأكد الشويري ان هذا اللقاء سيستكمل على مستوى المناطق على ان يشمل التلاقي مع قطاعات اخرى مثل هيئات المعلمين او على المستوى الحزبي في مناطق الشويفات بيصور وكيفون.

 

 وفد لجنة الصداقة اللبنانية - الفرنسية زار سليمان وبري والسنيورة

رئيس الجمهورية : العلاقة مع سوريا وضعت على السكة الصحيحـة

المركزية - اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان العلاقة مع سوريا وضعت على السكة الصحيحة وان تبادل السفراء سيتم قبل نهاية العام.

استقبل الرئيس سليمان في قصر بعبدا اليوم وفد لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في مجلس الشيوخ برئاسة ادريان غوتيرون في حضور رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر والوزير وائل بو فاعور والنائبين وليد خوري وعاصم عراجي والوزير السابق ميشال فرعون. وحضر اللقاء السفير الفرنسي لدى لبنان اندريه باران. وعبّر الوفد للرئيس سليمان عن عمق الصداقة الفرنسية للبنان ودور فرنسا الداعم له في كل الحقبات. وتناول الحديث تطورات الوضع اللبناني من حيث اعادة اطلاق الحوار بين القادة اللبنانيين وموضوع الاستراتيجية الدفاعية، وملف العلاقة مع سوريا في ضوء الدور الذي لعبته فرنسا على هذا الصعيد وما تم تحقيقه في القمة التي انعقدت بين الرئيسين سليمان وبشار الاسد. وشكر الرئيس سليمان لفرنسا دورها الداعم خصوصا في الفترة الاخيرة، مشيرا الى ان انطلاق طاولة الحوار مجددا امر مهم، لافتا الى ان الاستراتيجية الوطنية هي العنوان الابرز للجلسة المقبلة لانها فن دمج واستخدام الوسائل في مختلف الميادين والمجالات من اجل تحقيق الاهداف وتحصين البلد وحمايته، خصوصا وان اجواء المتحاورين كانت ممتازة. ولفت رئيس الجمهورية الى ان العلاقة مع سوريا وضعت على السكة الصحيحة وكل الامور تطرح بصدقية وصراحة وثقة متبادلة، مشيرا الى ان تبادل السفراء بين البلدين سيتم قبل نهاية العام. عند بري: وزار الوفد الفرنسي ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وجرى عرض للتطورات الراهنة والتعاون بين مجلس النواب اللبناني ومجلس الشيوخ الفرنسي.

في السراي: وزار الوفد كذلك السراي واجتمع مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا وسبل تفعيلها على مختلف المستويات.

 

ماذا فعل حزب السلاح في دوحة الحص في 29 آب؟

عمر حرقوص

2008 ,Sep 17

غزوة جديدة لحزب الله تطال دوحة الحص - هجوم ليلي بالرشاشات على مبنى سكني يروّع الأهالي

الاعتداءات المتنقلة في المناطق اللبنانية على المواطنين استمر بها "حزب الله" وأتباعه. وكان آخرها في منطقة دوحة الحص القريبة من بلدة الناعمة الساحلية، حيث قام عدد من عناصر "حزب الله" بمهاجمة بناء سكني يملكه أشخاص من آل الشيخ موسى بالرشاشات والبنادق الآلية ليلة الجمعة في 29 آب 2008..

بعد إشكال بين شابين صغيرين في أحد الشوارع القريبة للمبنى. هذا الإشكال الفردي بين الشابين تحول فجأة إلى "غزوة" جديدة قامت بها مجموعة كبيرة من السيارات الرباعية الدفع التي تحمل مقاتلين مدججين بالأسلحة والعتاد الحربي. الطريق الهادئة داخل منطقة دوحة الحص لا توحي ان اشكالاً حدث ليلة الجمعة السبت في هذه المنطقة. الطريق التي توصل الى المبنى البعيد عن ازدحام اوتوستراد بيروت صيدا، الأشجار على الجانبين تخفي مدخل البناء الهادىء. تطل امرأة من نافذة منزلها مستطلعة بخوف السيارة التي تقترب. فما مرّ عليهم من جنون المهاجمين يمنعهم من الوقوف على شرفات منازلهم، خصوصاً أن أكثر السكان حملوا أغراضهم ولجأوا الى بيوت أقربائهم في بيروت خوفاً من حملة جديدة تقتلهم هذه المرة.

أمام المبنى تظهر بقايا الهجوم الذي قام به عناصر "حزب الله". فراغات الرصاص التي تحمل أرقاماً فارسية، وزجاج المبنى المتناثر على السيارات المصابة، إضافة إلى الفجوات التي تظهر واضحة على الجدران. تقترب امرأة من سكان البناية وتستطلع الشارع خوفاً من عودة "الأشاوس" وتسأل ان كان العلم اللبناني المرفوع على المبنى لا يدل على هوية الأرض اللبنانية، فهي وخلال الهجوم ظنت ان "المقاومين" يهاجمون موقعاً إسرائيلياً أو يتصدون لإنزال طائرات مروحية عدوة.

تقول ان أولادها كانوا غائبين عن البيت لحظة وقوع "الغزوة" الجديدة، وهي لم تكن تتوقع أن يتحول بيتها الذي بنته طوال أعوام إلى خربة وبهذا الشكل. تجمع أغراض البيت السليمة جانباً، وتنقل إلى الغرف التي تظنها آمنة، ما لم ينخره الرصاص. فهي بعد حادثة ليل الجمعة تتوقع أن يكرر المهاجمون حملاتهم على البناية التي تسكنها. يقول أحد الرجال الباقين في المبنى ان العناصر الحزبية اعتدوا على حارس بناية مجاورة لهم بإطلاق الرصاص على قدميه لأنه رفض أن يفتح لهم باب المبنى. يروي الرجل ان المهاجمين احتلوا سطح البناء القريب وصاروا يطلقون منه النار على مبنى الشيخ موسى من دون أي رحمة للأطفال الموجودين في المنازل. إحدى الشابات وهي أم لطفلين تضع يدها على رأسها وتخبر عن ضجيج الرصاص الذي لا يتوقف. تقول ان رحلة الهروب بدأت بعد الاشكال، اذ وصلت السيارات وبدأ من فيها اطلاق النار على كل من يتحرك في البناء. وكان "المقاتلون" يشتمون قاطني البناء ويهددونهم بالدخول إليهم وقتلهم. يرتجف صوتها من رعب الليلة التي مرّت، لكنها تكمل حديثها وهي تشير إلى أثاث بيتها المدمر. فأولادها عاشوا رعباً لم يروا مثله سابقاً.

المعركة بدأت قبل آذان المغرب ليلة الجمعة في 29 آب 2008 واستمرت إلى ما بعد آذان العشاء، أي أكثر من ساعة ونصف الساعة من إطلاق النار. وتناسى المهاجمون صوت المسجد القريب وأكملوا اطلاق النار بكثافة. في الصباح كان السكان المتبقون في المبنى يحاولون إزالة الركام المتناثر في بيوتهم، فيما لم يذهب الشبان إلى أعمالهم خوفاً من تعرضهم للاعتداء. أحدهم يملك مؤسسة تجارية في خلدة، أبلغ عبر أحد الموظفين محاولة بعض الشبان في وضح النهار خلع أبواب مؤسسته التي تعيش منها العائلة. ليلة المعركة انتظرت العائلات طويلاً وصول الجيش والقوى الأمنية لفك الحصار عنهم. دخل الجيش إلى المنطقة وانسحب عناصر "حزب الله"، فيما قدم الأهالي شكوى في المخفر علّ العدالة تأتي هذه المرة وتمنح الطمأنينة للمواطنين الذين ظنوا ان قدوم شهر رمضان سيمنع عنهم "رذالات" من يدعون الإيمان في الشهر الفضيل.

 

ميشال معوض: حادثة بصرما يجب ان تشكل حافزاً لنا جميعاً للاحتكام الى الدولة

أدان عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض حادث بصرما واصفاً اياه بالمؤلم، وقال: "اعتبر من موقعي الشمالي والزغرتاوي ان الاحتكام الى السلاح والعنف وإعادة التأسيس لصفحة دموية جديدة، خصوصاً بين المسيحيين وبنوع اخص في مناطقنا سيرتد على الجميع وسيؤدي الى خسارة عبثية ومجانية لا توفر احداً". أضاف: "ان هذا الحادث المؤلم وما نتج عنه من سقوط شهيدين يجب ان يشكل حافزاً لنا جميعاً للاحتكام الى الدولة وحدها وللفصل بين حقنا في الاختلاف السياسي وبين واجبنا بالإجماع على ادارة اختلافاتنا سلمياً وديمقراطياً وتحت سقف الدولة، اي ان اي اختلاف سياسي لا يجب ان يؤدي في اية حال من الاحوال للاحتكام الى العنف ولعبة الدم والسلاح". وختم معوض: "وبالرغم من فداحة هذا الجرح الاليم، اكدت استعدادي التام للقيام بأي مسعى يسهم في تطويق الحادث وذيوله وتنفيس الاحتقان للحدّ من الخسارة". هذا واتصل معوض هاتفياً بكل من الوزير السابق سليمان فرنجيه ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، معزياً.

 

مكاري يحذر من "الفتنة" في الكورة ويدعو لمعالجة "حازمة"

أسف نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري للحادث الذي وقع في بصرما - الكورة فجر اليوم الأربعاء، وأدى الى مقتل شخصين وجرح ثلاثة، ودعا "جميع الأطراف الى التحلي بالحكمة، والعمل على استيعاب تداعيات الحادث وحصرها"، مشيداً بسرعة تحرك السلطات الأمنية لضبط الفاعلين والمحرّضين.

وحذّر مكاري من "خطورة ترك الكورة تنزلق الى الفتنة"، داعياً الى أن "تكون المعالجة الأمنية والقضائية حازمة"، وقال "لا يجوز أن يتوتر الوضع الأمني في الكورة فيما تعمّ أجواء المصالحات في البلد، ومن غير المقبول أن تسير الكورة عكس تيار التهدئة والحوار، بدلاً من أن تكون القدوة في هذا المجال، ولا يجوز أن تذهب الكورة الى الحرب فيما المناطق الأخرى عائدة منها". واذ رأى أن الحادث "يندرج في سياق التوتير الأمني المتنقل الهادف الى تعكير المناخات الحوارية التي بدأت تسود، ولا ينفصل عن سلسلة الحوادث الممتدة من بيصور الى تعلبايا، مروراً بعين الحلوة". شدد على أن "المصالحة المسيحية باتت ضرورة ملحّة، أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكننا أن نترك الوضع المسيحي شاذاً عن المنحى التصالحي العام، لئلا يشكل ثغرة ينفذ منها المتربصون بلبنان لتخريب كل الانجازات الوطنية".

 

حبيب: فرنجية حوّر الحقائق ونحمله مسؤولية أي اذى يصيب أحداً من الرفاق

أصدر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب بياناً ردا على المؤتمر الصحافي للنائب السابق سليمان فرنجية، فاعتبر ان الاخير حاول "تحوير الحقائق والوقائع حول الجريمة التي وقعت فجرا في بصرما –الكورة"، وأكد ان "القوات اللبنانية" تحت القانون "ونلتزم نتائج التحقيقات التي تجري حاليا، من دون الدخول في تهديد القضاء اللبناني وتحديد مهل لهم. وإننا نضع كل المعلومات والوقائع التي بحوزتنا في تصرف الجهات القضائية المختصة". وشدد حبيب على "ان كل محاولات فرنجية للضغط على القضاء اللبناني بهدف توجيه التحقيقات نحو ما يشوه حقيقة ما حصل لن يجديه نفعا. فلا تحديد مهل ولا التلويح بإجراءات شريعة الغاب ينفع. القضاء اللبناني وحده يقرر سير التحقيقات والاجراءات الواجب اتخاذها". واعتبر حبيب "ان المؤتمر الصحافي لفرنجية وما تضمنه من تهديدات واضحة ومباشرة لي شخصيا ولمسؤولي "القوات اللبنانية" بمثابة إخبار نضعه في تصرف النيابة العامة والمراجع القضائية المختصة"، محملاً فرنجية "مسؤولية أي أذى يصيب أيا من الرفاق". وسأل حبيب "كيف يمكن اتهام "القوات اللبنانية" بأنها كانت تسعى الى اغتيال المرحوم يوسف فرنجية، وهو كان مسؤول الحرس في منزل النائب السابق سليمان فرنجية؟ وهل شباب "القوات" هم الذين استدعوه الى مكان الجريمة ليغتالوه"؟ أضاف: "ونسأل أكثر من الذي أمر يوسف فرنجية بالتوجه الى مكان الجريمة؟ فنحن نعتبر أن المسؤولية، وكما أنها لا يفترض أن تتوقف عند المرافقين، فإنها أيضا لا يجوز أن تتوقف عند مسؤول الحرس بل يجب أن تطال معلمه الذي أعطاه الأوامر بالتوجه الى بصرما". وختم حبيب: "إننا إذ نكرر ثقتنا بالقضاء اللبناني والتزامنا نتائج التحقيق، نؤكد بدورنا المطالبة بجلاء الحقيقة كاملة في هذه الجريمة وإحالة المرتكبين والمحرضين ومن ورائهم الى المحاكمة مهما علا شأنهم. كما نطالب باستكمال التحقيقات في كل الجرائم السابقة التي أودت بخيرة من شباب "القوات"، من طوني عيسى وعزيز صالح في ضهر العين الى رياض أبي خطار في البترون وصولا الى بيار اسحاق اليوم، وجميعهم سقطوا برصاص عناصر من تيار "المردة".

 

النائب انطوان سعد تعليقًا على اشكال الكورة: ان الحزب القومي السوري يعمل على توتر الأجواء ونحن نعرف من وراءهم

موقع الكتائب اللبنانية 2008 ,Sep 17

 عضو اللقاء الديمقراطي النائب أنطوان سعد كشف عن لقاءات ستحصل بين الاشتراكي وأقطاب 14 اذار للتأكيد على متانة التحالف القائم من ضمن 14 أذار مشددا على ان اللقاءات التي حصلت بين النائب وليد جنبلاط وحزب الله تأتي من ضمن اطار المصالحات التي حصلت في الشمال والبقاع. وأكد انه في حال حصلت 8 اذار على الأكثرية ستعود الوصاية السورية حتما الى لبنان . وعن احداث الشمال التي أدت الى استشهاد عنصر من القوات اللبنانية ومقتل اخر من المردة قال سعد:"ان الحزب القومي السوري يعمل على توتر الأجواء ونحن نعرف من وراءهم، فالوزير المعلم قال ان سوريا لن تمنح شيئًا للبنان قبل الانتخابات النيابية، لذلك أضع الحادث من ضمن الحوادث المتنقلة من سعدنايل وتعلبايا وصولا الى الكورة. واعتبر سعد ان رفع صورة كبيرة لسليمان فرنجية على أتوستراد يسوع الملك في جونية هي نوع من الاستفزاز خصوصًا أنها تأتي قبل أيام من المهرجان الحاشد الذي ستقيمه القوات اللبنانية في جونية وكلنا نعرف انه ليس هناك من مناصرين لسليمان فرنجية في كسروان وعندما فتح مركزا لتياره حضر شخص واحد من كسروان. وختم بالقول :"انني ادعو القواتيين الى عدم الانجرار وراء الاستفزازات".

فعمد شباب من "القوات" الى إحضار لافتات بديلة لتعليقها، وفوجئوا بكمين مسلح استهدفهم وإطلاق نار غزير عليهم.

وقد أدى الاشكال إلى مقتل القواتي بيار اسحق ومسؤول مكتب "المردة" في البلدة يوسف فرنجية المعروف ب"يوسف الشاب"، والى وقوع 3 جرحى عرف منهم إيلي حبيب ومنصور طوق. وعلى الاثر داهمت قوى من قوى الامن الداحلي منزل أحد أقارب العنصر في حزب "القومي السوري الاجتماعي" غ.غ. بحثا عنه فأوقفته للتحقيق معه على أثر ورود معلومات أن له علاقة بالحادث وصادرت سلاحا حربيا من المنزل. والتحقيق جار لمعرفة تفاصيل الحادث.

 

أبعد من "تسوية المفتاح"

بشارة شربل

ليست كنيسة لاسا التي كادت الدنيا تقوم ولا تقعد في شأنها كنيسة القيامة في القدس ولا "شابل سيكستين" في الفاتيكان. ولا يمكن اسباغ صفة المقدس على مكان ما لمجرد أن جماعة من المؤمنين صلوا أو اعتادوا الصلاة فيه... إنها مجرد تعبير آخر عن ضعف الدولة والاستقواء عليها، وإنذار إضافي لكل العاملين في السياسة بأن مناطق العيش المشترك التاريخي باتت تتحول شيئاً فشيئاً إلى خطوط تماس وصارت تحمل من القنابل الموقوتة والقلق أكثر مما تضم من المحبة المتبادلة والاطمئنان.

يسجل لـ"حزب الله" أنه سارع إلى نزع فتيل الكنيسة رغم أنه أخطأ في العنوان حين توجه لتسليم المفتاح. وهو خطأ مقصود كون الحزب يعلم ان مرجعية الكنيسة في بكركي وليست في الرابية وأن حليفه الجنرال جمع في حياته البزتين العسكرية والمدنية لكنه لم يلبس ثوب الرهبان ولم يطوّب بطريركاً ولا أعطي له مجد لبنان.

خطوة الحزب محمودة حتى ولو وضعت في إطار دعم "التيار" مسيحياً بعد الضرر لدى الرأي العام الذي ألحقه به مقتل الضابط الطيار. لكن الحزب ينسى أن التحالف السياسي مهما كان وثيقاً يبقى جزئياً وظرفياً في حين أن العلاقة بين الطوائف وتأمين أجواء العيش المشترك وترسيخ الوحدة الوطنية هي الاستراتيجية المبدئية التي يجب أن تعطى الأولوية في كل ظرف ومكان. لذلك فإن هدية المفتاح كان يمكن أن تكون جزءاً من حال المصالحات العامة لو وضعت في إطارها الصحيح بدل أن تتسم بالحزبية الضيقة وبالإنتهازية المهجوسة بالإنتخابات.

ما حصل من تبريد كان يمكن أن يكون على مستوى إشارة التنبيه إلى الخطر التي أطلقتها حادثة لاسا. فموضوع النزاع كونه مقراً دينياً هو نموذج صارخ للشرارة التي تقدح زناد العصبيات لدى الجماعات وتعود بها عشرات السنين إلى الوراء... أما لمن تعود ملكية الأرض وإثبات الصكوك فقضية تفصيلية إذا ما قورنت بأضرار هذا النوع من النزاعات على النسيج الإجتماعي كونه يطلق مارد الغرائز من النفوس مشركاً الآلهة في الإشتباك.

مرة جديدة يتم حل قضية حساسة على حساب هيبة الدولة... هذا ما حصل في لاسا. فالمشكلة ما كانت لتحصل أصلاً لولا انحلال السلطة وتآكل هيبتها. وجاءت   "تسوية المفتاح" خارج القانون والأعراف، لتكرس نهج الإنقلاب... ولا تقع الملامة في هذا الإطار على عون الذي له الحق السياسي الكامل في جمع الأوراق، بل على "حزب الله" الذي يحتكر طائفته ويفترض أن ينظر إلى علاقاتها بالمسيحيين بعين أوسع من "التفاهم" وبما يتجاوز وجود 14 و 8 آذار على السواء.

حادثة لاسا جرس إنذار. لكنها ليست مفاجأة كاملة كونها غير معزولة عن سياق التوتر الطائفي والمذهبي المتصاعد منذ ثلاث سنوات والذي تنقل بفعل طول الأزمة من بيروت إلى طرابلس فالبقاع. لكن المرارة تكمن في انتفاء الحاجة السياسية في جبيل المتعايشة منذ عقود طويلة إلى هذا النوع من التوترات... هنا تحديداً تبدو المراجعة الهادئة ضرورية لدى كل القوى السياسية التي تحمل صبغة طائفية ومذهبية واضحة وخصوصاً لدى "حزب الله". وأول البديهيات الإقرار بأنه في غياب الدولة القوية، فإن مناطق الإختلاط الطائفي التاريخي لا تحتمل وجود حزبيات راديكالية أو دينية أصولية، فهي ستفرز فوراً الجماعات وستلغي الفضاء المشترك الذي تم بناؤه على مدى أجيال. وكلما تباعدت أساليب العيش وانماط السلوك تضاعفت احتمالات الإحتكاكات. هذا ما حصل تحديداً في جبيل ويخشى ان يتم تعميمه على كل مناطق التعايش التاريخي في لبنان على اختلاف الألوان. قصة الكنيسة في لاسا هي أبعد من صك ملكية وأخطر من تسوية تنتهي بتسليم مفتاح... إنها قصة الدولة والهيبة وقصة العيش المشترك التي تتجاوز صناديق الإنتخاب وألوان الأعلام والقبعات.

 

مرجع نيابي في "8 آذار": "حزب الله" يقدم الأولوية في تحالفه مع عون على حساب حلفائه

الاربعاء 17 أيلول 2008/لبنان الآن

وجّه مرجع نيابي في قوى "8 آذار" عتبه على "حزب الله" لاسيما في موضوع استبداله مرشحين ونواب حاليين بآخرين للعماد عون من دون مراعاة احد في الانتخابات النيابية المقبلة. وأكد المصدر لموقع "nowlebanon.com" ان "الحزب" يقدم الاولية في تحالفه مع "التيار الوطني الحر" على حساب كل أصدقائه وحلفائه في "8 آذار" الذين وقفوا معه في السراء والضراء.  وأبدى المرجع استغرابه لهكذا تصرف، معتبراً ان "الحزب" إذا كان سيرضي العماد ميشال عون فهذا حقه ولكن ليس بهذا الشكل حيث يعمد إلى تطيير نواب أساسيين في قوى المعارضة. وأكد المرجع أن آخر الاسماء التي يسعى إلى ترشيحها "حزب الله" هو الوزير السابق البير منصور على لائحته في بعلبك-الهرمل. ودعا المرجع "حزب الله" إلى عدم الالتفاف على حصة اي من حلفائه لان من شأنه أن يقلب الطاولة لاسيما وان المعلومات التي تتردد تصيب أكثر من حليف أساسي لـ"حزب الله" لصالح ارضائه العماد عون

 

"حزب الله" – "الاشتراكي".. وثيقة تفاهم ولقاء قريب بين نصر الله وجنبلاط

موسى عاصي ، الثلاثاء 16 أيلول 2008/لبنان الآن

كشفت مصادر مقربة من "حزب الله" أن اللقاء بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله والنائب وليد جنبلاط بات قريباً جداً، ويمكن أن يحصل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأشارت هذه المصادر الى أن "الظروف السياسية لدى جنبلاط باتت ناضجة لمثل هذا اللقاء، وأن الوزير طلال ارسلان الذي بادر الى عقد لقاء خلدة بين قيادتي حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، ناقش أمر اللقاء مع سيد المختارة وأن هذا الأخير أعلن عن جهوزيته واستعداده".

واكدت مصادر متباعة للعلاقة بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" أن لجنة تمّ تأليفها خلال لقاء خلدة انطلقت مباشرة للعمل على تحضير وثيقة للتفاهم السياسي بين الطرفين بقصد الوصول في نهاية المطاف الى الاتفاق على قواسم مشتركة سياسية يتم الاعلان عنها على شكل وثيقة تفاهم، وأوضحت هذه المصادر أن "حزب الله ينتظر من الطرف الآخر إعلان نوايا تؤكد عدم العودة في العلاقة بين الطرفين الى الوضع الذي كان سائداً قبل محطة السابع من أيار، مع التشديد على ضرورة إبقاء الخلاف السياسي في حال حصوله بعيداً عن المقاومة وسلاحها". وتوقعت المصادر ذاتها أن "يفتح اللقاء بين نصر الله وجنبلاط الطريق مباشرة أمام زعيم المختارة نحو العاصمة السورية". 

 

متى التعدّد في الطائفة الشيعية 

جورج ناصيف

منذ المواجهات العسكرية بين "حزب الله" والحزب "التقدمي الاشتراكي" في ايار الفائت، دخل النائب وليد جنبلاط في مسرى مصالحة درزية – درزية، على قاعدة الاعتراف بالحضور السياسي والشعبي للامير طلال ارسلان، والرغبة في المصالحة بين البيتين التاريخيين في الطائفة الدرزية، رغم استمرار الخلاف السياسي. وقد فاز في مسعاه فوزا عظيما.

وبعد مواجهات طرابلس التي كانت تنذر بفتنة سنية – شيعية، وسنية – علوية، سلك النائب سعد الدين الحريري المسلك نفسه، داخل البيئة السنية فاعترف بالتنوع السياسي في صفوف السنة، سواء في طرابلس او بيروت، وبسط يد المصالحة تجاه الرئيس عمر كرامي والرئيس سليم الحص، والقيادات السنية الطرابلسية التي حافظت على تمايزها عن "تيار المستقبل" وايضا، هذا المسعى يشق طريقه الى النجاح.

وسواء كانت هاتان المبادرتان، وليدتي قرار داخلي (جنبلاط) او جاءت استجابة لرغبة عربية (الحريري) فان الحصيلة ايجابية، سواء من حيث اقرارها بتعددية المرجعيات داخل الطائفة الواحدة، او اشاعتها مناخا من التسالم الاهلي.

لكن عدوى الاعتراف بالتعدد لم تنتقل بعد الى البيئة الشيعية التي تبدو ثنائيتها بين "حزب الله" وحركة "امل" أقرب الى الثنائية الشكلية، بفعل السيطرة الهائلة لـ"حزب الله"، عسكريا وتنظيميا وشعبيا. فعشرات الوجوه الشيعية التاريخية، في البيئة السياسية او الدينية، ما زالت مطاردة او محاصرة، ولا تلقى اعترافا بحضورها ووزنها من جانب الطرف المهيمن، مما يتسبب باختلال عام في العلاقات السياسية بين الطوائف.

لقد ادى ضرب التعددية التاريخية في البيئة المسيحية، خلال حرب لبنان/ او على لبنان، الى كارثة على المسيحيين الذين دخلوا، بعدها، عصر الطائفة – المعسكر المغلق، قبل ان تُسترد ثنائية او تعددية ذات شأن. اما لدى الدروز فقد ادت الحصرية التي مورست طويلا على مستوى القيادة، الى انحباس التيارات او الوجوه غير المنتمية الى الزعامة الجنبلاطية، مما اساء الى المناخ الديموقراطي داخل طائفة الموحدين. اما الغلبة الكاسحة لـ"الحريرية" داخل الطائفة السنية، والعائدة الى الشخصية الاستثنائية للرئيس الشهيد رفيق الحريري والى قدراته الاقتصادية الفائقة، والى تداعيات اغتياله، فضلا عن الفوران المذهبي السني – الشيعي على مستوى العالم العربي، فقد تجلّت حدود قدرتها على ضبط الايقاع السني العام في البلاد، مما أوجب الانفتاح الراهن على سائر مكونات الشارع السني السياسي.

خلاصة الامر ان الرأس الواحد في الطائفة لم يحمل خيرا لأية طائفة، فخلافا لرأي عام شعبي يظن ان التوحد الطائفي تحت قيادة واحدة، يقود الى مناعة الطائفة، فان هذا التوحد، فضلا عن استحالته اصلا، يؤدي الى قمع موقت فقط للاتجاهات الاقلوية، او المختلفة عن الطرف الغالب داخل الطائفة، والتي سرعان ما تعاود الظهور عند اول منعطف داخلي او خارجي. لكن السؤال الذي يتطارحه كثيرون هو: الا تفضي التعددية الى تشرذم سياسي قد يتحول صداما عسكريا بين رؤوس متساوية داخل الطائفة نفسها؟ الجواب الاولي عن هذا الهاجس يقع في ضرورة المصالحات السياسية الراهنة. فالتعدد، على قاعدة الاعتراف بحضور الآخر في مناخ ديموقراطي، سلمي، اساسه المصالحة بين التيارات السياسية ورفض الاحتكام الى السلاح، يؤسس لعلاقة صحية بين القوى السياسية والرموز الطائفية تنأى عن التصدع داخل النسيج الاجتماعي. التعدد داخل الطائفة، والمصالحة بين التيارات السياسية، والانقطاع عن التبعية للخارج العربي او الاقليمي او الدولي، ثالوث لا مستقبل للبنان خارجه. ... او نذهب الى الاقتتال او الاستبداد الطائفي، بعيون مفتوحة.

 

الحوار المستأنَف وتأثير السلاح

عبدالله اسكندر

انطلق الحوار الوطني اللبناني، للمرة الاولى العام 2006، سعيا الى ايجاد صيغة تعايش تستند الى التوازنات البرلمانية والشعبية التي جرى التعبير عنها في الحكومة الاولى لفؤاد السنيورة. ورغم استناد هذه الحكومة الى نتائج انتخابات برلمانية طغى عليها التحالف الرباعي (تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة «امل» و «حزب الله») فإنها سعت الى ادارة البلاد في ضوء الخيارات السياسية التي جمعت اركان قوى 14 آذار. أي ان هذه الادارة لم تلتزم «معايير» التحالف الرباعي، وذهبت في اتجاه مغاير لها، خصوصا في مسألتي التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وسلاح «حزب الله». وهذا ما أدى الى انسحاب التحالف الشيعي من الحكومة والدخول في الأزمة التي ما زال البلد يعاني آثارها.

لكن في كل محطات النزاع وعمليات الاغتيال المتكررة، وعلى رغم ان قضية السلاح ظلت في خلفية الجدل والخلاف، لم يكن لهذا السلاح تأثير على مجريات الصراع السياسي حتى احداث ايار (مايو) الماضي، عندما نفذت قوى 8 آذار، وعمودها الفقري «حزب الله» و «امل»، عملية عسكرية في بيروت والجبل، اي في مناطق السنّة والدروز. وجاء اتفاق الدوحة، في بنوده المختلفة وما طبق منها وما زال ينتظر، كمسعى الى «تحييد» السلاح عن النزاع السياسي، في انتظار ان يحسم هذا النزاع عبر الانتخابات المقبلة او حدث اقليمي كبير.

وبالأمس، مع الجلسة الاولى للحوار المستأنف، والتي رعاها الرئيس المنتخب استنادا الى اتفاق الدوحة، يطرح التساؤل عن مدى «حياد» هذا السلاح لدى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، وعن مدى تأثر الاطراف التي دعت في السابق الى صيغ من اجل وضعه في اطار الدولة بما حصل على الارض، ومدى تأثرها بتحالفاتها المقبلة، سواء استعدادا للانتخابات المقبلة أم تحسبا من تجدد القتال، بعدما تأكد ان ميزان القوى العسكري مختل اختلالا كبيرا لمصلحة طرف واحد.

وفي هذا المعنى، يمكن النظر الى المصالحات التي سبقت الجلسة، في طرابلس بين السنّة والعلويين وفي الشويفات بين الحزب الاشتراكي و «حزب الله». كما يمكن النظر من هذه الزاوية الى استمرار المناوشات المتنقلة بعد عملية اغتيال طاولت قياديا عمل في اطار المصالحات.

وفي الوقت الذي كان يفترض ان ينطلق الحوار من مبادئ عامة لإجماع وطني يلتزمه الجميع، بات الحوار هدفا في ذاته من اجل تحسين فرص الاطراف في السلطة او في النزاعات المقبلة. وذلك بعد استخلاص دروس استخدام السلاح في القضايا الداخلية. بكلام آخر، بات السلاح جزءا من المعادلة الداخلية، حتى لو نفى المعنيون به عزمهم على استخدامه. والمسألة لا تطاول انشطارا مذهبيا معينا او منطقة محددة، لا بل ثمة ما يدعو الى الاعتقاد بأنها تتمدد لتطاول كل الاطراف والمناطق بما فيها الانشطار في الوسط المسيحي. وهذا الانزلاق في معنى السلاح لا يتعلق برغبة ما أو مؤامرة ما في مقدار ما يتعلق بالعجز الذي وصلت إليه الدولة الجامعة، وقدرتها على وضع معايير موحدة تطبق على جميع القوى، ليكون موضوع الأمن في يديها وحدها وليس بالتراضي بين القوى الاهلية. فالأمن بالتراضي الذي قد يجلب هدوءا موقتا، تتغير معطياته وتحالفاته فور حصول أي طارئ. اما أمن الدولة فهو وحده الذي يفترض الا يتغير بتغير الظروف، وتظل مظلته وحدها ضمانة أمن المواطن. والخوف من ان تكون الجلسة الاولى من الحوار المستأنف تسير في اتجاه فيما وقائع جديدة على الارض تدفع في اتجاه آخر، فتُفرض الحلول التي يمليها ميزان القوى على الارض، وهو ميزان مرتبط بالطبع بالقدرات العسكرية. ألم ينتقل لبنان من مرحلة الى اخرى، بعد العنف الذي شهده خلال الحرب الاسرائيلية عليه وما تلاها من عنف على الارض

 

فوز ليفني يعطي الأمل بسياسة مختلفة نظيفة/القنابل الجديدة لضرب أنفاق "حماس" ومحميات "حزب الله"

رنده حيدر/خصّصت الصحف الاسرائيلية جزءاً مهما من تحليلاتها امس للانتخابات الداخلية في حزب "كاديما". فوقفت صحيفة "هآرتس" الليبيرالية المستقلة موقفا مؤيداً للمرشحة تسيبي ليفني، وخصّصت ثلاثة مقالات اساسية للدفاع عنها معتبرة ان فوز ليفني يعطي الأمل بسياسة مختلفة نظيفة وجدية، فهي من المؤمنين "بدولة يهودية ديموقراطية" والاكثر معرفة بالمفاوضات مع الفلسطينيين والتزاما لها. في المقابل وقفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" موقفا محايدا وعرضت مواقف المرشحين الاربعة. اما صحيفة "معاريف" فنشرت استطلاعا للرأي يشير الى تفوق ليفني على موفاز، لكنها نبهت الى التعامل بحذر مع الاستطلاعات، فنقطة القوة لدى موفاز هي "التنظيم" والمفاتيح الانتخابية الذين وضعوا في خدمة مرشحهم باصات لنقل المحازبين، ناهيك بوقوف اللجان العمالية في حزب "كاديما" الى جانبه، وهم يشكلون نحو 10 آلاف ناخب من مجموع 70 الف مقترع. وتوقعت الصحف ان يؤدي فوز ليفني الى قيام ائتلاف حكومي يجمع بين اليسار والاحزاب الدينية وحزب المتقاعدين، في حين انه اذا فاز موفاز فقد يلجأ الى التحالف مع اليمين والاحزاب الدينية. في هذه الاثناء اعلن اكبر حزبين لليمين، الليكود واسرائيل بيتنا، رفضهما المشاركة في الحكومة، ودعوا الى انتخابات مبكرة.

في موضوع التسلح الاسرائيلي كتب المراسل العسكري رون بن يشاي في "يديعوت احرونوت" عن تأثير حصول اسرائيل على القنابل الجديدة الخارقة للتحصينات تحت الارض على النزاع الدائر مع "حماس" و"حزب الله"، وجاء في مقاله: "القنابل الموجهة ضد التحصينات تحت الارض التي وافق البنتاغون على بيعها من اسرائيل ستحسن في صورة كبيرة قدرة اسرائيل على القصف الدقيق لمستودعات الصواريخ والقذائف الموجودة في غزة ولبنان وسوريا. هذه القنابل الجديدة التي ستصل الى اسرائيل خلال اشهر ستحسّن قدرة سلاح الجو على ضرب الانفاق التي تحفر في غزة، وكذلك" المحميات الطبيعية" التابعة لحزب الله. لكن هذه القنابل في المقابل لا تحسّن قدرة سلاح الجو على مهاجمة المنشآت النووية والصواريخ الباليستية في ايران. لذا، فالموافقة الاميركية على بيعها من اسرائيل لا تدلّ على تغير في سياسة الادارة الحالية. فواشنطن ما زالت تعارض بشدة هجوما اسرائيليا على ايران في الظروف الحالية. وهذا هو سبب رفض الرئيس الاميركي ووزير دفاعه طلب وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك شراء صواريخ بحرية وقطع عسكرية اخرى، كما رفضت الولايات المتحدة منح سلاح الجو الاسرائيلي ممرا آمنا الى ايران عبر  الممرات الواقعة تحت سيطرتها في الشرق الاوسط.

تقيم حماس وحزب الله مخازنهما ومنصات اطلاق الصواريخ في قلب المناطق المأهولة لمنع اسرائيل من قصفها، خشية ان تتعرض لانتقادات الاعلام والرأي العالمي. القنابل الجديدة لا تسبّب ضرراً كبيراً للبيئة، وستسمح لسلاح الجو بضرب عدد من الاهداف العصيّة من دون توريط اسرائيل دولياً واعلامياً (...) وتكفي الكمية لثلاث سنين من المعارك".

 

بينما تستمر الإهانات : إلى متى يبقى سنة لبنان جسماً بلا رأس ؟ 

بقلم : خالد أبوظهر- القناة

المصالحة السنية - العلوية فى طرابلس، التى تم توقيع وثيقتها بحضور العديد من القيادات السنية بينهم فؤاد السنيورة وسعد الحريرى وكرامى وممثل عن الميقاتى والصفدى وفتفت والزعامات السلفية بتعدد أطيافها، وبحضور ممثلين اثنين فقط عن أبناء المذهب العلوى، بمقدار ما أظهر تعددية غير صحية فى الصف السنى تمثل بهذا العدد الهائل من التمثيل، إلا أنه يكشف عن وجود أجواء جديدة فى لبنان، خاصة عند السنة، من مظاهرها اعتراف الحريرى بوجود قوى سنية أخرى على الساحة، مما يسمح بالتساؤل عما إذا كانت الوثيقة فعلاً مصالحة سنية - علوية أم بداية ظروف جديدة فى العلاقات السنية – السنية ؟

وهنا يجب أن نتساءل: ماذا أصبحت تمثل طرابلس؟ فالقول إن طرابلس هى عاصمة السنة، إشارة إلى أن قائد السنة فى طرابلس هو قائد السنة فى لبنان، وإذا كان هذا هو الوضع، فهو هروب إلى الأمام بعد خسارة السنة ببيروت، وتسليم من القيادات السنية بخسارة بيروت، فما من سنى بيروتى أو لبنانى يستطيع الجلوس مرتاحاً ومطمئناً، فكلهم كالجالس على نار، ولذلك، فالحل الحقيقى ليس فى مدينة أخرى، بل الحل يبدأ فى بيروت، ومن واجب القيادات السنية أن تعيد لسنة العاصمة الثقة والاطمئنان اللذين أهدرتهما القيادات السنية نفسها .

أما الأهم من ذلك، فإنه يجب أن نكف عن تحديد حجم السنة بمدينة أو قرية أو شارع، فنحن أهل البلد، من شماله إلى جنوبه، ومن جبله إلى سهله إلى ساحله، وتأكيد هذا الوضع الذى يفسر بكلمة مواطنة، يستدعى وضعا جديداً للسنة، وبالتحديد القيادات السنية، وهنا، نجد فى لبنان، وفى دول عربية، من يريد تحميل سعد الحريرى المسؤولية عما يحدث فى الصف السنى وللقيادة السنية، لكننا نرى أنه عندما تولى سعد الحريرى زعامة تيار المستقبل بعد اغتيال رفيق الحريرى، كانت المعركة قد حسمت وظهرت نتيجتها وبانت أسبابها، وهى الضعف فى الصف السنى وفى القيادة السنية، وإذا ما أراد تيار المستقبل الاستمرار فى مسيرته السياسية، فعليه إعادة رسم استراتيجيته، وإعادة النظر فى التصور السياسى الذى رسمه رفيق الحريرى، فالواضح أن الخطة التى وضعت فى ظروف سابقة مختلفة، لم تعد تناسب الظروف الجديدة وغير مناسبة للمرحلة القادمة، والشخصيات التى لم تكن قادرة على فرض زعامتها بوجود رفيق الحريرى وتوجه إليه اللوم بسبب مسح كل القيادات السنية مما أوصلنا إلى وضعنا الحالى، تحاول اليوم تقليد نموذجه بعد غيابه، ولكن بشكل مُصغَّر، وفى الحقيقة، وسواء اختلفنا أو وافقنا على مشروعه، فإن قوة رفيق الحريرى كانت أفضل حسناته، ولكن مشروعه أفشل ويجب أن نعترف بذلك، ونحتاج إلى تصور جديد، ربما بدايته أن نفهم أن القوة تأتى من الوحدة، وعلينا أن نتساءل بالتالى: ماذا علينا أن نفعل للوصول إلى هذه الوحدة؟ ربما توجب علينا كمرحلة أولى أن نعيد النظر فى نظرية تمثيل السنى البرجوازى المتغرب، لأنها تمثل أقلية بين سنة لبنان، ولا تعكس حقيقة وضعهم، ويجب علينا بالتالى أن نعود إلى جذورنا ولا ننكرها، وهى الهوية السنية العربية، ولا نريد أن تكون الثروة الشخصية هى التقويم الوحيد للقيادة السنية، وأيضا يجب أن نقرر أن التطرف ليس له مكان فى لبنان، وإذا صارت الحركات المتطرفة تنافس بقوة المشاريع السياسية اللبنانية التقليدية، وتزداد شعبيتها، وكل القيادات السنية تتحمل المسؤولية ففقدت مصداقيتها أمام الشارع السنى، وأظهرت عجزها عن تأمين حقوقه، وممارسات هذه القيادات هى التى أفقدتنا الاحترام، إذ هانت علينا أنفسنا فَهُنّا على الآخرين .

إذن، لابد من إعادة هيكلة القوة السياسية السنية، لا عن طريق تحالفات لا قيمة لها ومصالحات أمام عدسات التصوير فقط، ولكننا نتطلع إلى سياسيين يكون شاغلهم الوحيد أن يخدموا المسلمين السنة، من منظور الوطنية، وبالتالى لبنان بكل فئاته، نريد قيادة سنية عربية لبنانية حقيقية، تكون خارج الصفقات الإقليمية، وتعمل من أجل جماهيرها فقط، فالقضية ليست لعبة نفوذ إقليمى وعلاقات وموازنات لتوزيع الحصص فى الداخل السنى، فأحداث بيروت أظهرت أنهم بينما كانوا يتنافسون على الألقاب، كان البساط يُسحب من تحت أقدامهم .

والمهمة ليست سهلة، فالقيادات التقليدية اختفت، ولم يتركوا مكانهم لا قيادات ولا مشاريع، والمفارقة أن كل الطوائف اللبنانية تعرضت لتغيرات مشابهة، فالقيادات الشيعية التقليدية اختفت من الساحة، ولكنها أخلت المكان لمشروع متكامل هو مشروع حزب الله، مهما كان رأينا فيه، والقيادات المارونية التقليدية غادرت الساحة، لكنها أخلت المكان لقيادات سارت على نفس النهج، تحت ضغط المخاطر وظروف التحديات، والطائفة الدرزية حافظت على استمرار قياداتها التقليدية عبر التفافها حول الجيل الثانى، إلا السنة، فقد صاروا جسماً بلا رأس، فنبتت عشرات الرؤوس البديلة، الهزيلة وغير القادرة، والعاجزة عن توفير التمثيل الصحيح للسنة والدفاع عن مصالحهم، بل إن بعض هذه القيادات، المتطرفة منها خاصة، ساهمت عن وعى أو عن جهل فى إفقار السنة، ووضعهم فى قاع سلة الحرمان اللبنانية، ومع الأسف فإن البديل الثرى، تعامل مع هذا الوضع، بالصدقة والإحسان، وفى هذا الوضع إهانة لسنة لبنان، فهم لن يعيشوا على الصدقات وليسوا متسولين، ولكن إخفاق قياداتهم حرمهم من المشاريع التنموية ومن الاستثمار، وكان الأجدر بقياداتهم الثرية أن تقيم مشاريع إنتاجية استثمارية، من شأنها رفع المستوى الاقتصادى للسنة، بدل المن عليهم بالحسنات والمساعدات الموسمية .

واليوم، تبدو القيادات السنية الموجودة على الساحة خجولة من الوضع الذى وصلت إليه، بفضل ممارساتها وتحت تأثير ضربات الشارع الآخر .

واليوم، وبالتفاهم، نحتاج إلى سنى قوى بجذور محلية يبدأ من محيطه ويبنى لنفسه لقيادة حقيقية فى بيروت وطرابلس وصيدا والضنية وعكار والبقاع وفى كل ركن من أركان لبنان، ونريد من هذه القيادات أن تفرخ قيادة على المستوى الوطنى، قادرة على حماية السنة وتوفير السند لهم، من منطلق لبنانى عربى، بعيداً عن المشاريع الإقليمية والولاءات الخارجية ونريد أن نرى عملاً حزبياً منظماً ومناضلاً، ويوجد فيه الانضباط والالتزام، والذى يبنى من القاعدة ليخلق القمة والقيادة، هذا الانضباط والالتزام على مستوى المواطن، هو الذى سيخلق الوحدة ويحمى الجميع، ولكن لتكوين هذه القاعدة يجب إيجاد مشروع يلهم الناس، لا المشاريع التى تعتمد على الصدقة أو التخويف، بل مشروع سياسى يحترم المواطن، ونريد خلق مراكز متعددة للقوة السنية وليس مركزا واحدا، تنتهى القيادة إذا ما ضرب، ومن هذا الموقع الوطنى الكبير نستطيع مدّ جسور الحوار مع الآخرين، من أجل لبنان كله ومن أجل جميع اللبنانيين، فلبنان لن يعرف الاستقرار طالما أن أحد مكوناته يشعر بالقهر والحرمان والاستبعاد، ونحن لا نريد ذلك لا للشيعة ولا للموارنة ولا للارثوذكسى ولا للدروز، تماماً كما لا نريده للسنة، ليقوم الوطن اللبنانى الجديد على تفاهم الأقوياء وتعاون المتساوين فى الحقوق والواجبات، هذا الوطن العربى الذى يسوده مفهوم المواطنة، الذى يوفر العدالة للجميع والحماية والأمن للجميع .

 

 على أبواب الحوار: المقاومة باقية ما بقيت إسرائيل     

ابراهيم الأمين-2008-09-17/الأخبار

كل شيء في الحياة السياسية ومصالح الدول يقوم على فكرة ميزان القوى. وهذا الميزان لا يرتبط فقط بعنصر القوي العنيف فقط، بل بما يمدّه من عناصر تجعله فاعلاً ومثمراً دائماً. وبالتالي عندما تطرح العناوين العامة، فإذا كانت القضية المثارة تمثل بحد ذاتها عنواناً وطنياً قادراً على جمع غالبية منطقية، فهذا ليس كافياً إذا لم يكن مرهوناً ببرنامج عمل يعكس ما يريح الجمهور، ويجعله قابلاً بتضحيات ومن ثم تسويات ودفع أثمان باهظة تتجاوز للوهلة الاولى قدرته أو طاقته. وهذا الامر يحتاج بدوره الى آليات وجهود.وقبل كل ذلك يحتاج الى هيئة قيادية تتمتع بمواصفات خاصة، تكون هي بدورها قابلة وقادرة على تحمل العبء ودفع الاثمان.. وفي هذا السياق يمكن مراقبة تجربة المقاومة في لبنان، من يوم انطلاقتها الى يوم مناقشة أحوالها على طاولة حوار يراد توصيفه بالحوار الوطني الجامع والمسؤول، وخلاف ذلك من عبارات لا ترسخ في عقل أحد أكثر من بضع دقائق.

وإذا كانت قوى الشر في العالم كله مهتاجة تبحث في سبل التخلص من هذه المقاومة، فهذا يكفي للقول إنها تمثل عنصراً مضاداً لقيم الشر هذه، وليس صحيحاً المنطق الذي يأخذ به أنصار الغرب الحديث ويقول بأن المهم معرفة من يقوم بفعل المقاومة قبل البحث في جدوى هذه المقاومة. فكيف إذا كان الراغبون في لبنان والمنطقة في التخلص من المقاومة يتحججون بأنهم يريدون ذلك لمصلحة البلد. وبالتالي فإن التشخيص الذي قدّموه هم يجب الأخذ به وبالتالي لهم الحق في قيادة هذا المشروع، دون التوقف عند التسميات التي يطلقونها، من الحديث عن حصرية السلاح بيد الدولة، الى فكرة السيادة والاستقلال، وصولاً الى آخر إبداعاتهم السخيفة بالحديث عن موقع لبنان الحيادي في الصراع العربي ـــــ الاسرائيلي.

وبما أن الحوار انطلق، والكل سيقول ما يريد قوله، والبعض يشعر بأنه ليس في البلاد من يحاسبه على قوله أو من يراجعه في ما قاله سابقاً وعاد عنه ثم عاد عن كلامه الجديد وهو مستمر في الذهاب والإياب دون تعب، فإن الواقعية تقضي بأن يصار الى فهم مجموعة من العناصر التي سوف تكون في خلفية من يشارك في هذا النقاش، ولا سيما عند الفريق المدافع عن خيار

المقاومة.

لقد تطلب وصول المقاومة في لبنان الى ما وصلت إليه اليوم، أربعة عقود على الاقل. وقدم خلالها قسم كبير من اللبنانيين عشرات الآلاف من الشهداء وأكثر منهم من الجرحى، وعشرات المرات من التهجير والنزوح وخسارة المنزل والمحل والمدرسة وفرص العلم والعمل. وتعاقبت على قيادة هذه المقاومة أجيال تمتعت بصفات التضحية والوفاء، قبل أن تستقر على وضع يجعل منها درة التاج في المقاومة العربية للاستعمار الاميركي والاسرائيلي. وهي لا تشكل خطراً على أعداء لبنان لأن فيها من الخطباء ما يزيد على قدرة آذان العدو على الاستماع، ولا تمثل نموذجاً لبقية المقاومين في العالمين العربي والاسلامي لأن لديها سيارات جميلة أو منازل مرسومة على مهل، ولا هي تشكل عنصر قلق للدول الكبرى لكونها تملك بديلاً من جامعات أميركا وسينما أوروبا وإنتاج آسيا، بل لأنها باتت بعد كل ما قامت به، رصيداً في مسألتين: المثابرة والتضحية. ومن يملك هذين العنصرين من رافضي المقاومة، يجب أن يقدم نموذجاً بذلك حتى يقنع الجمهور بأنه يقصد ما يقول في خطبه الرنانة التي تمثل العجز واليأس في دواخلها، ولا شيء فيها يتصل بالحياة وحبّها سوى الوجاهة التي تترافق مع ابتسامات سرعان ما تختفي أول المساء عندما يعود هؤلاء يبحثون عمن يعطيهم أجرهم على ما فعلوه نهاراً ولا يقبضون.

وهذا يعني ببساطة، أن من يريد أن ينزع سلاح المقاومة مباشرة أو من خلال اللف والدوران، ليس عليه أن يعوّض لناسها وأهلها كما يعتقد المغفلون، بل عليه أن يكون مستعداً لأن يصرف من عمره ومن أهله وثرواته ما يكفي ليفوق ما قدمته المقاومة من تضحيات، قبل أن يجد بعداً أخلاقياً لما يفعله.

وبغير هذه الطريقة، من غير المجدي البحث في مصير مقاومة صارت، برغبة البعض وبغيظ آخرين، عنصر القوة الأبرز في منطقتنا، ورافعة لعمل سياسي يمكن أن ينتج أنظمة وحكومات أقرب الى الناس، لو قدر للاهثين وراء المنظمات غير الحكومية الممولة من كل حكومات الاستعمار ورجالاتها أن يصرفوا بعضاً من وقتهم على إنتاج البدائل في الحكم والاقتصاد والحياة اليومية للناس.

إلا أن الاهم من كل ذلك، هو أن السبب الفعلي الذي فرض وجود هذه المقاومة، ودفعها الى الدراسة والتطوير والبناء هو وجود دولة استعمارية من «الطراز الرفيع» في منطقتنا. وهي دولة تعمل ليل نهار، ولا تهمل وقتاً ولا قدرة ولا عامل قوة إلا تستخدمه للنيل من هذه المقاومة بغية التخلص منها أو تعطيلها بالحد الادنى، ومع الأسف فإن طبيعة التوجه لدى مجانين 14 آذار ونظرتهم الى مستقبل المقاومة، سوف تتحول تلقائياً الى خدمة لمشروع إسرائيل. وبالتالي فإن من المفيد القول إنه خائب وناقص العقل من يظن أنه يمكن لهذه المقاومة أن تنتهي قبل زوال هذه الدولة... وهذه حقيقة ستظل قائمة ولو كره الكارهون!.  

 

مصالحة شيعية – شيعية 

غسان جواد ، الثلاثاء 16 أيلول 2008

اندفاعة "حزب الله" نحو المصالحة مع مختلف الاطراف في لبنان، وانجازه جزءًا يسيرًا منها في اجتماع خلدة مع الحزب الاشتراكي، واعلانه المتكرر عن الرغبة في انجاز الجزء الاهم في هذا الملف، اي المصالحة مع تيار المستقبل واستطرادا الطائفة السنية عمومًا، وانفتاحه المعلن و"المضمر" على جميع الاطراف المسيحيين دون استثناء، جميعها خطوات تجعلنا نسأل: متى تحين المصالحة الشيعية – الشيعية؟ المصالحة مع أطراف آخرين مختلفين مع الحزب في الرأي والسلوك، والمصالحة مع الذات الجماعية الواسعة.

المصالحة مع الرأي الآخر ضمن الطائفة الشيعية، تقضي بداهة الاعتراف ان ثمّة رأيًا مختلفًا في الطائفة. وان من أبسط حقوق المجموعات الشيعية المعترضة ضمن الطائفة على سلوك الطرف الاكبر والابرز، القدرة على التحرّك والعمل السياسي بكل حرية وومن غير ترهيب. وجوابنا على من ينفي تعرّض قوى الاعتراض الشيعي الى الترهيب في سياق عملها ضمن نطاق عمل قوات "حزب الله"، إيراد حادثتين على وجه السرعة: الاعتداء التعسفي على منزل مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين، والتعرّض بأشد العبارات للسيد عبد الله بيطار عند استقباله السفيرة سيسون في منزله في النبطية. وقد هال السيد بيطار ما تعرّض له من إرهاب معنوي، فتاب وأناب واعتذر في مؤتمر صحفي لا نرى له تبريرًا سوى الخوف والخضوع لممارسات الترهيب، وهذا من حقه في المناسبة في ظل دولة الكونفيدرالية الطائفية.

إلى هاتين الحادثتين، نضيف قيام المجلس الشيعي الأعلى بإقالة المفتي الأمين من منصبه وتعيين غيره في المنصب من دون وجه حق، ذلك ان منصب الافتاء قانونًا يرجع الى رئاسة مجلس الوزراء وليس الى المجالس الملية.

من خطوات المصالحة العملية عودة السيد علي الأمين الى منصبه ومنزله في مدينة صور، وكنا نتوقع من القوى التي تصالحت في 14 آذار إثارة هذا الملف بقوة والتمسك بطرحه على طاولة البحث، وإفساح المجال أمام مجمل القوى السياسية على الساحة الشيعية للعمل بحرية ضمن ما يكفله القانون والدستور، فلا تتكرر حادثة النبطية، ولا يخلع رجل دين شيعي من موقعه لأنه اختلف في الرأي مع "الحزب" و"الحركة" التي قيل إنها كانت الأداة التنفيذية لهذا الخلع. وهنا نلاحظ موافقة "حركة أمل" وكوادرها على تولي ما يسمى المهام " القذرة" التي يأنف من ممارستها "حزب الله".

الثقل المعنوي لسلاح "حزب الله"، والضغط الذي يمثله على إمكانية المنافسة الديموقراطية في المناطق الشيعية، تطرح علينا البحث عن المصالحة الفعلية مع الذات. فليس مقبولا ومعقولا اختصار طائفة بأكملها بمهمة واحدة، مهمة القتال والتحرير، وفي الطائفة الشيعية من يرى في نفسه أهلا للتصدي لمهام أخرى قد لا تتناقض دائما مع المهمة التي يراها الحزب لنفسه.

مهمة مصالحة الشيعة مع أنفسهم ومع بعدهم الكياني الاستقلالي غير المتطير خارج الحدود.

مهمة تذكير الشيعة بمعنى اللبننة كملاذ أخير للخيارات والثقافات المتعددة في هذا الشرق.

مهمة ترسيخ مفهوم الدولة ككيان معنوي يشكّل ضمانة لمستقبل جميع الطوائف، مهما تراءت لهذه الطوائف من أسباب القوة والشعور بالقدرة على الاستغناء عن هذه الدولة، وان هذا الشعور مؤقت وقد انتاب معظم من طوائف لبنان. 

مهمة محو التمايز الاجتماعي ورفضه وعدم الاعتراف بصفاء ثقافي مطلق لأي مكون اجتماعي لبناني، الا في اطار اعتباره رافدًا من روافد الأنا اللبنانية الواسعة. اي عدم اعتبار الهوية الطائفية الضيقة أهم وأسلم وأكثر ضمانة من الهوية اللبنانية الأوسع.

والحال هذه، يمكن الاعتقاد ان التغيير في اي قوم لا يمكن حدوثه من الخارج، وأن جزءًا من مشهد المصالحات اعلان بقية الطوائف فشلها في انجاز هذه المهمات دون شريك شيعي. وعلى قاعدة لا يغيّر الله ما في قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم، تصبح هذه المهام "الشيعية" مهامًا لبنانية من الطراز الرفيع، وتصديًا شيعيًا لا يقل صعوبة عن القتال والتحرير.

 

جرثومة "بابل"... اللبنانية

فارس خشّان ، الثلاثاء 16 أيلول 2008

هل شاهدتّم فيلم "بابل"؟

إن لم تفعلوا، فرجاء أوقفوا القراءة. إذهبوا الى أقرب "قرصان" واشتروا "قرصا مدمجا"، من النسخ الفييتنامية الفاخرة، المغلّفة بورقة مشوّهة بألوان باهتة. شاهدوه. ومن منكم لا يجذبه سوى العنف والجنس والقتل والرعب، فليتغلّب على أحاسيسه، فكلها ساعتان ونصف الساعة... وتمر.

(إستراحة المشاهد)

أما وقد فعلتم، فتعالوا نُكمل حديثنا.

ماذا استنتجتم مما شاهدتم؟

ستقولون لي، وأنتم محقون، إن جيلنا الإنساني يشبه جيل جدودنا. هم حاولوا أن يصنعوا برجًا يصل الأرض بالسماء، ونحن صنعنا برجًا إلكترونيًا حوّل الكون الى قرية صغيرة، والفضاء الى منتزه لأولادنا.

وستؤكدون لي، وأنا لا يمكنني إلا تأييدكم، أنّ مصيرنا بات كمصيرهم، وما قيل عن تشتتهم يتجسد في تشتُتنا. هم تفرقوا جماعات جماعات، وما عاد أحدهم يفهم على الآخر، فغضب الله الذي حلّ عليهم، أنتج الجغرافيا واللغات المتعددة والأهواء المتناقضة. ونحن أيضا حالُنا كحالهم، فلا الفقير يفهم على الغني ولا الميسور يفهم على المكافح، ولا الرئيس يشعر بالمرؤوس، ولا الأب يستوعب ابنه، ولا الأم ابنتها، ولا الزوج زوجته، ولا "الشمال " يفهم على الجنوب"، ولا "القاعدة" على "الواقفة"، ولا "بوش" على "بوتين"، ولا "الإلهي" على "البشري" ولا السائل على المجيب، ولا القارئ على الكاتب، ولا اللبنانيين على ساركوزي وبان كي مون ودانيال بلمار و...وليد جنبلاط.

والآن، ما رأيكم لو أقدمنا على "لبننة" بابل؟

ما بالكم مربكين هكذا. لا تقولوا إنه عمل شاق، فلبننة فيلم تخترقه سبع لغات، بما فيها لغة الصم والبكم، تبقى "كشربة ماء"، إذا ما قارناها، على سبيل المثال لا الحصر، بعملية "لبننة حزب الله" التي تكاد تنتهي الى "أيرنة" لبنان.

لن أُلحّ عليكم للقيام بهذه المهمة، ففي هذا الزمن من حقكم أن تحفظوا رؤوسكم ... لأنه زمن تغيير الدول.

سأتولّى أنا المهمة.

في لبنان، ومنذ الصباغ الأرجواني توقفت إبداعاتنا. لا بنينا برجًا يوصل الأرض بالسماء، ولا ساهمنا في جعل الكرة الأرضية قرية صغيرة. نحن شعب إستهلاكي بامتياز، حتى "التبولة" ستأتينا يومًا "مُجلّدة"، لتتربع على صفوف البرادات مع "المحشي كوسا" و "وورق العريش" و"المدردرة".

أفهم استنكاراتكم. معكم حق، فعلى الرغم من هذا "التعتير"، لم نسلم من "جرثومة بابل".

ولكن، مهلا. هذا وجه واحد من "العملة الواحدة". الآن، إقلبوا هذه العملة، على وجها الآخر. تأملوا جيدًا. أرأيتم؟

نعم. هذا صحيح، فهنا تُنتج "جرثومة بابل". هذا اختراع مسجّل باسمنا، ورثناه أبا عن جد، ولا نزال نُبهر الكون بإبداعاتنا.

نعم "جرثومة بابل" التي تُشغل المفكرين والمؤلفين والسينمائيين والباحثين، هي لبنانية مائة في المائة.

سنتساعد في الإستدلال الى هويتها، لمزيد من التوكيد. إحصوا معي، ولا تملّوا.

أين تبرز الفردية الحادة؟ هنا في لبنان.

أين يبدو دواء الحوار وصفة ممتدة من عمر الكيان لأزمة الكيان؟ هنا في لبنان.

أين يتربع أنغلوساكسوني على إدارة عثمانية؟ هنا في لبنان.

أين يتوالى الجنرالات على حكم بلد تنخره الفوضى؟ هنا في لبنان.

أين تُنفق الميزانيات على جيش تمنعه عقيدته من محاربة العدو أو مواجهة الشقيق متى استعدى؟ هنا في لبنان.

أين تدّعي الشعوب الفينيقية والخليجية والسورية والإيرانية والفلسطينية والفاتيكانية والأميركية والفيليبينية والسيريلانكية والنيبالية والأثيوبية أنها شعب واحد؟ هنا في لبنان.

أين تجد شعارا على قياس "السلاح يحمي السلاح"، أقوى من قرار حكومي؟ هنا في لبنان.

أين تجد شخصًا بقدرات أطلس الأسطورة، يُعلّق مؤسسة في الهواء حين يشاء ويعيدها الى الأرض حين يرتأي ويرفعها الى مستوى السماء حين يحتاج؟ هنا في لبنان.

أين تجد سياسيًا يُحوّل البث التلفزيوني والإذاعي والإنترنتي المباشر إلى كلية للإعلام، فيكون هوعميدها وهيئتها التعليمية ومنهجها ومُرشدها الروحي المتخصص بتأنيب الاقلام الجميلة التي تُغويه من مغبة ممارسة الدعارة، ومن ثم يستبدل بالبرتقالي الثوب الأرجواني ويتحوّل الى محكمة مطبوعات من درجة واحدة عمادُها قانون "قراقوش"؟ هنا في لبنان.

أين تجد عدوين لدودين لم يتركا موبقة إلا وألصقها أحدهما بالآخر، يلتقيان، بين ليلة وضحاها، ليوزعا بعد تسع... دقائق أطباق "المغلي" إحتفاء بمولود المصالحة؟ هنا في لبنان.

أين تجد ملائكة تخوض غمار الحرب إلى جانب مقاتل وتُهمل أكثر من ألف ومائتي مدني أعزل، بينهم الطفل الرضيع والمرأة المفجوعة والعجوز الكسيح، فيجرفهم عزرائيل بلا شفقة ولا رحمة؟ هنا في لبنان.

أين تجد وزيرًا للداخلية ينسب زرع بلاده بالعبوات الترهيبية، الى "أيادي" مجرم إسمه "غياب المصالحة السياسية"، بعد أن يكون قد نسب الى حضور "السيّدة" مصالحة بالذات، عبوة إغتيالية في بيصور؟ هنا في لبنان.

أين تجد سارق دراجة وساحب شيك بلا رصيد ومتسبب بموت إنسان بحادثة صدم، يعيشون جحيم السجون فيما يتجوّل كبار القتلة منتفخي الصدور، زارعين الرعب، مهدّدين ومتوعّدين، ويُنشئون محميات لأدواتهم التنفيذية القاتلة؟ هنا في لبنان.

أين تجد دولة تقايض بها إيران، وتأخذ سوريا عنها جوائز ترضية، ويكون أمان شعبها مجرد حالة كيميائية مرتبطة بمعادلات حرفية (س.س، مثلا)؟ هنا في لبنان.

أليست هذه عيّنة سريعة، تُثبت لبنانينة "جرثومة بابل"؟

بلا هي كذلك.

دعونا نعود الى الفيلم الذي دفعتهم ساعتين ونصف الساعة من حياتكم، وأنتم تجولون بهدوء على مجموعة من المآسي الصاعقة.

دعونا نوجزه.

آه! عفوا. تُريدون أخذ الحديث لأستريح قليلا. تفضلوا، تفضلوا.

صحيح، الفيلم يبدأ في قرية مغربية نائية حيث يتمكن أحد الرعاة من شراء بندقية تعينه في حراسة قطيعه من هجوم وحش كاسر. البندقية تتحوّل الى نوع من الدمية الساحرة بالنسبة لولدي الراعي –وهما يرثان المهنة مذ يتمكنان من السير على الأقدام- فيسحبان البندقية بعد تلقيمها بالرصاص وينزلان الى قطعة ارض خالية ليجربانها. يبدأ صغيرهما بإطلاق النار على نقطة معيّنة فلا يصيبها، فيلعن الساعة التي اشترى فيها والده هذه البندقية التي لا مفعول لها، ويعاود الكرة في اتجاه هدف آخر أبعد. في هذا الوقت، تكون حافلة تضم سواحا أميركيين، تمر من المنطقة، فتستقر الرصاصة برقبة امرأة تسوح لتتجاوز مأساة موت طفلها، فتدخل في حالة الخطر. وتقوم القيامة في وسائل الإعلام الأميركية والعالمية على أساس أن عملية إرهابية إستهدفت سياحا أميركيين في المغرب، وتستنفر السلطات المغربية أجهزة التقصي لديها، وتُحاول أن تُطوّق التنظيرات التي تذهب بعيدا في تحليل النسيج الإرهابي في المغرب.

في هذا الوقت، تستضيف عائلة مغربية فقيرة المرأة المصابة، وتبدأ صاحبة المنزل العجوز إسعافها أوليا بالطرق التقليدية المعهودة، وتُنفق كل ما ادخرته وابنها من الأموال لشراء ما يُمكنها به أن تطهو طعاما يُلائم حاجة مريضتها الخطرة، إلا أن رفاق المرأة المصابة يبدأون بالضغط على زوجها ليسمح لهم بأخذ الحافلة، لأنه بإصراره على بقائها متوقفة لينقل لاحقا زوجته إلى المستشفى البعيد، يفوّت عليهم متعة مواصلة جولتهم السياحية التي كبدتهم "ثروة "، بإجبارهم على البقاء في "هذه القرية المتوحشة".

وتصل الشرطة المغربية الى معرفة مصدر إطلاق النار، من خلال تحليل الرصاصة، وبفعل كثرة الدعاية، يُطلب من الفرقة التي تتولّى مهمة القبض على القاتل أن تتعاطى معه على أساس أنه جزء من مجموعة إرهابية خطرة، وهكذا تتقدم الفرقة في اتجاه منزل المراهق، بطريقة أثارت هلع أهل المحلة، وسرعان ما يبدأ إطلاق النار، فيقرر الراعي المراهق أن يرد ليحمي أهله، فيُقتل.

وسط هذه الصورة، ننتقل الى سنغافورة، حيث يكون صاحب البندقية يُدير أزمة، مع ابنته البكماء، شبيهة بتلك الأزمة التي انتهت بانتحار زوجته. يومها وعلى إثر عملية الإنتحار، دخل الزوج في أزمة نفسية، وكان لا بد له من أجل أن يتجاوزها من الذهاب برحلة صيد الى المغرب، حيث يُهدي بندقيته الى أحد الأشخاص، كعربون وفاء له.

وتستفحل الأزمة بين الوالد وابنته، الى حدود خروج الإبنة الى الشرفة عارية، في محاولة منها لرمي نفسها، وسط مشهد مريع من هوائيات الإرسال والتلقي وفك الشيفرة والتواصل مع الفضاء الخارجي.

 هنا، وللمرة الأولى، يتوقف الوالد عن التعاطي مع ابنته على أساس قواعد التربية الحديثة، وينسى أنه تعلّم لغة الصم والبكم، ويسارع الى ما فاته أن يفعله مع زوجته ورفض أن يفعله مع ابنته، التي كانت تكبر ويكبر معها الشعور بأن والدها الثري  يخجل بها.

لقد عاد الوالد في اللحظة التي سبقت الفراق النهائي، الى لغة التواصل البدائية: شدّها الى صدره وقبّلها بحرارة.

وكان الحب هو الحل ... كان هو اللغة التي توصل ما انقطع.

المسيرة الطويلة مع الإختصاصيين والأطباء والتحليل النفسي والتواصل التكنولوجي، إنتهت الى شرفة الإنتحار.

لو فعلها صاحبنا الآسيوي، قبل سنوات لما كانت بندقيته وصلت الى المغرب وأنتجت ما أنتجته من مآس.

دعوني أعود الى "اللبننة"، ففي بابلنا اللبناني، من تراه هذا اللعين الذي يهرب بلا هوادة من لغة الحب في رحلة صيد... لا تنتهي؟

أشعر بالدوار. يبدو أن جرثومة بابل قد أصابتني. لن أطلب النجدة، أحد لن يفهم عليّ.

 

بانتظار "أم المصالحات"

محمد شمس الدين

الخطوات التصالحية التي اعتمدها رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالأمس بين "كبار المتخاصمين" قد أعطت نكهة مميزة للحوار الذي احتضنته الرئاسة اللبنانية تطبيقا لمقررات اتفاق الدوحة الأخير في ظل مناخ دولي مؤات، وإقليمي مجمد حتى اشعار آخر.

وبغض النظر عما يريده الرئيس من هذه الخطوات التي تشكل "منجزات" يستطيع حملها معه في زيارته المرتقبة الى الولايات المتحدة الأميركية، وجولاته العربية والدولية المقبلة بعد إنجاز ملف العلاقات مع سورية، فإن هذه اللقاءات التي أرادها، وجمعت النائب وليد جنبلاط والنائب سعد الحريري بما يمثلانه مع النائب محمد رعد وما يمثله أيضا، إنما تشير بقوة الى شكل الحلول المتوقعة في المرحلة المقبلة دون الغوص في التفاؤل، لناحية تحالفات لم يعد لها مكان في التركيبة السياسية الجديدة وخصوصا على المستوى الانتخابي، الا بعد "تفاهمات" تحفظ استقلالية كل طرف في الاتفاق كما في الاختلاف، لكي لا تعود مرحلة التحالف الرباعي الذي اغرق البلد في فوضى سياسية عارمة بعد انقلاب البعض عليه انسجاما مع مشاريع كان يؤمل أن تمر، لكنها استفاقت على واقع لم يكن محسوبا ولا على أي مستوى من المستويات السياسية والعسكرية ليس في لبنان فحسب، وإنما على مستوى الادارة الدولية التي كانت تتصدر تحريك الملف اللبناني وفقا لمصالحها في المنطقة.

الا أن هذا الاجتماع التمهيدي رغم "محدوديته" زمنيا والذي حرص رئيس الجمهورية على تحقيقه مستبقا به الحوار اللبناني العام، قد فتح الباب أمام "أم المصالحات" المنتظرة التي بذل سليمان جهدا فيها لكنه لم يثمر حتى الآن في الجمع بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، لأن الرئيس يعرف جيدا أن عنصر الاستقرار الأول يكمن في نزع فتيل التوتر بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، المكونين الأقوى من حيث التأثير على الساحة الاسلامية، لأنه بذلك يضمن نجاح حوارات خارج "الحوار الأم" الذي يتعرض لطعن التباينات حول جدول أعمال الحوار وتوسيع رقعة المشاركين فيه والتي قد تهدد بنسفه، الا أن اللقاءات الثنائية والتفاهمات تبقى الأشد في مرحلة يمكن تسميتها بمرحلة "التعايش الصعب" التي تفرضه الظروف القاهرة، خصوصا بعد وضع اللبنة الأولى امام "تفاهم" بدأ نقاشه بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" مطلع الأسبوع الجاري، من خلال الاجتماع الذي عقد بين الحزبين في دارة خلدة برعاية الوزير طلال ارسلان وبناء على مبادرته التي استجاب لها "حزب الله" إفساحًا في المجال أمام تهدئة الساحة بعد انكفاء المشاريع السياسية والعسكرية الخارجية الاقليمية والدولية، التي حاولت استغلال الساحة اللبنانية من اجل فرض معادلاتها.

"أم المصالحات" وإن كانت تنتظر بعض الاشارات من الخارج لا سيما من بعض دول المنطقة الا أنها تسير حكما باتجاه انجازها بعدما كرت سبحة اللقاءات التصالحية بين الأفرقاء في أكثر من اتجاه، وفي هذا السياق تقول مصادر مطلعة إن مساحات الالتقاء بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" قد أصبحت كبيرة بما يكفي في ظل المناخ العام الذي فرضه واقع تلك المصالحات خصوصا الخطوة التي أقدم عليها النائب وليد جنبلاط باتجاه "حزب الله"، الا أن التيار ما زال "مترددا"، وهو الذي قام بالأمس القريب بممارسة الضغط لتجميد التفاهم الذي وقعه جزء من السلفيين مع "حزب الله" الأمر الذي كان يعتبر فرصة حقيقية لفتح الباب واسعا أمام تحقيق المصالحة الأكبر بعد ما اعتبر اعتداء طال "السنة" في لبنان خلال أحداث أيار الماضي. وكشفت المصادر أن العمل جار على ترتيب زيارة لرئيس الحكومة اللبنانية الى دمشق طرحها الوزير طلال ارسلان أثناء لقائه الأخير بالرئيس بشار الأسد مشيرة الى أنها قد تشكل عاملا مساعدا في تخفيف التوتر على الساحة الإقليمية "إذا ما حصلت"، فتكون باب فرج للعلاقات في الداخل وتزيل حالة "التردد" لدى البعض العالق بين الشعارات التي رفعت وتم الالتزام بها حول بيروت بعد أحداث أيار وضغوطات العامل الإقليمي.

وفي هذا السياق، أتى ما أسهب في شرحه الأمين العام لـ"حزب الله" في خطابه بالأمس حول الظروف الاقليمية والمحاولات الاسرائيلية الهادفة الى زرع الفتن وإعادة لبنان الى الاقتتال الداخلي، معتبرا أنها هي التي دفعت الى أحداث أيار، وبالتالي فإن "الاجراءات" التي اتخذت خلاله كانت لمنع الفتنة وحفظ الدولة وقطع الطريق على المصطادين بالماء العكر وما أنتجته من اتفاق في الدوحة الذي فتح الباب واسعا أما المصالحات الجارية، إضافة الى الانكشاف الواضح للساحة اللبنانية أمنيا، بعد التفجير الذي استهدف الشيخ صالح العريضي الأسبوع الماضي والتوترات المتنقلة في المناطق من الشمال الى البقاع فبيروت وحتى الجنوب، كلها أمور توجب اللقاء القريب بين الاطراف جميعا لمواجهة الأصعب الآتي في المرحلة المقبلة في ظل التوازنات الجديدة التي فرضتها الأحداث الكبرى منذ حرب تموز 2006 الى حرب القوقاز، وما ظهَرته من أزمات دولية بين الروس والأميركيين ومحاولات "الاستقطاب" الجارية إقليميًا.

 

 

مقال في ما قال نصرالله مع طبق مما به نطق     

يقال نت/فاضح الغشّاش 

ما رأيت الأمين العام ل"حزب الله"السيّد حسن نصرالله سيئا بالقدر الذي كان فيه ،أمس .

يبدو أنه كان "متقل"على الإفطار...

بدا الرجل نقطة سوداء في الصفحة اللبنانية البيضاء، أو التي ارتأت لنا بيضاء،عندما اجتمع مؤتمر الحوار الوطني وانتهى الى ما انتهى اليه من قرارات، تعهّد أمر تنفيذها رئيس الجمهورية اللبنانية . نعم ، لقد كان السيّد ،غرابا في يوم الحمام الزاجل الأبيض.. كان كموزعي العبوات الصوتية في أحياء بيروت ،كقتلة الشاب في تعلبايا،كالرصاص الذي يستعمله وئام وهاب بدل شرطي المرور وكالتحرشات التي تتنقل من بلدة مسيحية الى أخرى ،تارة بغطاء السيد البرتقالي وطورا بغطاء السيد الفوسفوري.

وسأبدأ من السياسة وأُنهي بالصحافة .

لو كنتُ أنا الرئيس ميشال سليمان،وعلى اللبنانيين أن يشكروا الله ألف مرة أني لستُ هو،لكان صوتي ،أنا فاضح الغشّاش،قد "لعلع"ضدك،أيّها السيّد، لأنّك تتصرف تصرفات الأعداء.تُبلغني ،ليلا نهارا،وصبحا ومساء،أنّك تريد المصالحة في بيروت ،وحين أُقنع سعد الحريري،تفتعل إشكالية المكان متحججا بالأمن ،وكأن المسافة بين القصر الجمهوري والضاحية أطول من المسافة بين الضاحية ودمشق .وعندما نقتنع بإشكالية المكان ،تخرج علينا ،مرة جديدة،بالرواية التي مللنا سماعها عن السابع من أيار 2008.

بدل أن تُساهم بتضميد الجراح ،تضع الملح عليها .بدل أن تُطفئ غضب البيروتيين عليك تُشعله ،بدل أن تُسهّل مهمة الحريري تعقّدها .

عن أي مؤامرة بيروتية تتحدّث ،يا رجل.

هل حضور حجافلك إلى شوارعها الخالية ،يؤشر الى مؤامرة ؟

هل وقوف الجيش اللبناني في صفوف المشاهدين ،يؤشر الى مؤامرة ؟

هل "التمرجل"على الصحافيين والإعلاميين العزّل في مؤسسات معزولة ،يؤشر الى مؤامرة؟

هل عدم التحرك لتنظيم المواجهة ،حين رفعت شعارك القاتل "السلاح لحماية السلاح"هو مؤامرة ؟

بصراحة ما بعدها صراحة،أنت لا تكف عن التآمر على هذا الوطن ولسانك لا يعف عن اتهام ضحاياك، بتنظيم مؤامرة.

تتجاهل التحذيرات التي وردتك في صيف 2006،وتذهب بإرادتك الى ما وراء الخط الأزرق ،ومن ثم تتهم اللبنانيين بالتآمر عليك.

بصراحة ما بعدها صراحة ،أنت لا تريد مصالحة في بيروت ،أنت تدعو سعد الحريري الى الإستسلام .تُحاصره من كل حدب وصوب ليستسلم .

وزير داخليتنا الغضنفر،يربط بين التفجيرات في بيروت وغيرها بغياب المصالحة .وليد جنبلاط ،يذهب من دون تنسيق مسبق الى لقاء خلدة.الياس سكاف يُبلغ المقربين منه أن ميشال عون وافق أن يُلبّي دعوة سعد الحريري الى إفطار أقامه في قضاء زحلة ،ولكن "حزب الله"يرفض.جماعاتك تعود الى القتل في تعلبايا .أنت تعود الى روايتك الممجوجة عن السابع من أيار.

نعم ،أنت لا تريد مصالحة .أنت تريد استسلاما .

أعرف أن كثيرين منكم لم يستمعوا الى حديثه.أعرف أنكم بتم تُصابون برجفة رعب كلما أطلّ عليكم .ولأني أعرف أدعوكم الى قراءة ما قاله عن بيروت وغزوتها ،لتكتشفوا روحه التصالحية العميقة :

نحن اللبنانيين لدينا اختلاف في قراءة

 ٧ ايار. أنا أقول ان هناك من دفع الحكومة السابقة. دول دولية وإقليمية، جهات دولية وإقليمية،(هي) من دفعها لاتخاذ تلك القرارات التي تستهدف المقاومة لجر المقاومة إلى حرب استنزاف.

 كان المطلوب جر القوى الأمنية والجيش إلى حرب مع المقاومة، وكان يمكن أن يؤدي هذا إلى حرب اهلية وإلى تفكك الجيش وتفكك قوى الأمن وإلى سقوط الدولة في لبنان. لكن ما قامت به بعض قوى المعارضة، ولا تتحمل كل قوى المعارضة المسؤولية،  وأد الفتنة وقطع الطريق على الحرب الأهلية وحافظ على بقاء الدولة وبقاء الجيش. البعض يحاول أن يقول إنّ ما جرى هو أسوأ ما جرى على بيروت، كلا، ما حصل في السابع من أيار أنقذ لبنان ودولة لبنان وجيش لبنان وشعب لبنان من أسوأ المؤامرات والفتن التي كانت تحاك له. بعد ذلك، طبعا هناك إصرار من قبل نفس الجهات التي دفعت اللبنانيين ليصطدموا ببعضهم البعض على المواجهة وعلى التصادم والتقاتل الداخلي".

 وسأبقى في يوم الحوار الوطني.

السيّد حسن يريد أن يجلس حلفاؤه على رأس الطاولة في القصر الجمهوري.هو يُصر على ذلك .

الرجل ،على كثرة إحساسه ببطشه ،لا يقيم اعتبارا لأحد .رأس الطاولة يا أخي ،هي لرئيس الجمهورية ،وليس لأحد آخر.

لا هذه ليست من الأخطاء التعبيرية بل هي من التعابير التي تفضح ما يجول في البال،ومدى الاستخفاف برئاسة الجمهورية اللبنانية .إنه يحسب ميشال سليمان محمود أحمدي نجاد، ويعتبر نفسه السيد علي خامنئي.ويشتبه بأن الجمهورية اللبنانية هي الجمهورية الإسلامية في لبنان.

سبب إصرار السيد حسن على جلوس حلفائه الى الطاولة هو موقفهم من حرب تموز...

ولكن ،يا سيّد حسن ،"طوّل بالك علينا شوي"،فهل حرب تموز اندلعت ،يوم أمس أم أنها اندلعت قبل انعقاد طاولة التشاور الوطني في مجلس النواب ،وقبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة ؟

لماذا نسيت واجب الوفاء بالأمس وأفقت عليه اليوم ؟

ومن الحوار الى لاسا الجبيلية .

صحيح ،لا يجوز يا سيد حسن أن نخوض الإنتخابات على اساس إثارة مسألة طائفية .

ولكن،بركم قل لنا ،ماذا يعني تسليم مفتاح الكنيسة الى العماد ميشال عون ؟أليس في ذلك  استغلال لمشكلة طائفية للقول أن المتفاهمين معك يأتون للمسيحيين بحقوقهم،في حين أن الآخرين ،يتسببون بإقفال الكنائس أمامهم؟

أكثر من ذلك ،من قال لك إن قضية متصلة بكنيسة هي مشكلة حول مكان صغير  ؟من قال لك إنها في أعماق المشاعر ليست قضية توازي قضية المسجد الأقصى ؟

أتظن أن محبسة مار شربل هي سرايا ؟أتظن أن قبر السيد المسيح هو قارة؟أتظن أن مغارة بيت لحم هي على مساحة اللصحراء الكبرى؟

أتعتقد يا سيّد حسن أن مسيحيي جبيل وكسروان يمكن أن ينسوا ما قلته أنت يوما عن كسروان وجبيل؟أنت تذكر بالتأكيد،أنك اتهمت المسيحيين باحتلال هذه الأرض التي هي للمسلمين ،وأنت تذكر ،أنك أقسمت ألا تتخلى عن هذه الأرض.

هذا كلام ليس من الماضي...لأن مواقف مماثلة تبقى ماثلة في كل حاضر...وهي مواقف تسمح للمسألة الصغيرة أن تكون كبيرة ...وللمشهد العادي أن يتحوّل الى قضية خطرة .ولمن لم يسمع ما قاله نصرالله عن الكنيسة ،يكفيه أن يقرأ جملة سريعة :يبدو اليوم أنّ مكانا صغيرا في لاسا ،وبحسب بعض السياسيين من الطرف الآخر يهدد التعايش الإسلامي ـ المسيحي ويضع الشيعة والمسيحيين على أبواب فتنة! هذا غير صحيح هذا كذب وتضخيم وتهويل على الناس.

  ونصل الى الصحافة ...يا ويلاه!

 

الرئيس الجميل التقى في بكفيا وفدا من "اللقاء الديموقراطي"

الوزير أبو فاعور: ليشكل الحوار شبكة أمان لمعالجة ما يحصل

ويوفر القرار السياسي للاجهزة العسكرية للقيام بواجباتها

وطنية - 17/9/2008 (سياسة) استقبل الرئيس امين الجميل في دارته في بكفيا عند الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم، وفدا من اللقاء الديمقراطي ضم الوزير وائل ابو فاعور والنائب اكرم شهيب. وتم خلال اللقاء، البحث في تطورات الاوضاع السياسية على الساحة اللبنانية.

بعد اللقاء، اعلن الوزير ابو فاعور: "تشرفت والرفيق اكرم شهيب بزيارة فخامة الرئيس امين الجميل لتأكيد علاقة التحالف بيننا وبين حزب الكتائب. هذه العلاقة التي قامت اساسا على خلفية المصالحة في الجبل، وهي ليست فقط مصالحة لبنانية- لبنانية، هي مصالحة لبنانية- لبنانية، وهي مصالحة للبنان مع انتمائه العربي، مصالحة لبنانية- فلسطينية، وكنا والرئيس الجميل من الذين تقدموا الصفوف في هذه المصالحة برعاية غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في الجبل.

وكانت الزيارة ايضا مناسبة للتشاور مع فخامة الرئيس في السباق الذي يحصل بين عملية المصالحة وبين بعض عمليات التوتير الامني او الاعتداءات او الخلافات والصدامات الامنية التي تحصل في اكثر من منطقة".

واضاف: "بالامس كانت هناك انطلاقة للحوار، وهي انطلاقة ايجابية وايجابية جدا نأمل ان تتكامل مع عملية المصالحة التي تحصل في اكثر من منطقة، بدأت مع النائب سعد الحريري في طرابلس وانتقلت الى منطقة الجبل على امل ان تنطلق الى اماكن اخرى، اهمية الحوار الذي انطلق بالامس هو ان نجد الارضية السياسية التي تجعل هذه المصالحات ثابتة ومستمرة وليست مصالحات عابرة، تساهم في استعادة العافية الامنية الى البلاد، والعافية السياسية والدستورية، والاقتصادية لكل اللبنانيين لان المنطقة ربما تكون مقبلة على خيارات كبرى، فاذا كانت الخيارات خيارات تسوية، فلبنان يجب الا يكون ضحية، واذا كانت هذه الخيارات ولا سمح الله صدام فلبنان يجب الا يكون ساحة وهذه مسؤولية كل القوى السياسية في تحصين الوضع الداخلي اللبناني".

وقال: "الحوار الذي انطلق بالامس في رعاية فخامة رئيس الجمهورية هو امر ايجابي، ويجب ان تشكل طاولة الحوار بالحد الادنى شبكة امان وصلة وصل بين كل القوى السياسية في لبنان لاجل معالجة الاوضاع ومعالجة ذيول ما حصل ومنع تكرار ما يحصل من خلافات وصدامات في اكثر منطقة لبنانية".

سئل: كيف تقرأ خطاب امين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله بالامس في ما يتعلق بعدم ثقته بالدولة اللبنانية؟

اجاب: "اذا كان هناك عدم ثقة بالدولة فيجب ان نسعى جميعا لكي نكرس الثقة بها ونقويها وهذا امر يجب ان يجمع عليه كل اللبنانيين. وتقوية الدولة هو في عدم منازعتها في اي ملفات امنية او سياسية او عسكرية ويجب ان ينصب كل جهد القوى السياسية لجعلها الضمانة والمرجعية لكل اللبنانيين".

سئل: حكي انك زرت السفارة الايرانية ما هي صحة هذه المعلومات؟

اجاب: "تعودنا في اللقاء الديموقراطي وفي الحزب التقدمي الاشتراكي اننا عندما نقوم بامر فلا نقوم به خفية او غفلة، بل نقوم به جهارا نهارا. هذا الامر لم يحصل. واذا ما حصل يعلن عنه في الاعلام لانه ليس لدينا شيء مخفي، لا اتفاقات ولا اتصالات تحت الطاولة، وما حكي عنه في وسائل الاعلام غير صحيح على الاطلاق".

سئل: هل تناولتم مع الرئيس الجميل الموضوع الذي اثير في وسائل الاعلام حول سؤال النائب وليد جنبلاط، عما ستقدم الكتائب والقوات اللبنانية من قيمة مضافة في انتخابات الجبل؟

اجاب: "قدمت وتقدم القوات اللبنانية وحزب الكتائب اضافات نوعية واساسية في كل مجرى هذه المعركة الاستقلالية والامر لم تتناوله لا من قريب ولا من بعيد لانه لا يستحق النقاش ولا يمكن ان يؤثر في شكل من الاشكال على العلاقات القائمة بين حزب الكتائب كما بيننا وبين باقي اطراف قوى 14 اذار".

سئل: حصل حادث امني في الكورة ليل امس ما هو تعليقك عليه؟

اجاب: "هذا الامر يجب ان يكون دافعا اساسيا لتأمين القرار السياسي اولا، والمظلة السياسية ثانيا، لكل القوى الامنية والعسكرية الشرعية اللبنانية للقيام بواجباتها. لا يجوز ان يبقى الشعب اللبناني في كل يوم يستفيق على حادث امني او على اعتداء امني، هناك اكثر من قضية يجب ان تعالج في المناطق اللبنانية كما في بيروت. مسألة بيروت مسألة اساسية. يجب ان تعالج كل هذه القضايا واهمية الحوار الذي انعقد بالامس يجب ان يكون مظلة امنية وسياسية ويوفر القرار السياسي اضافة الى السلطة السياسية في مجلس الوزراء، للاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية للقيام بواجباتها دون مراعاة لاي انتماء سياسي واي طرف سياسي في اي منطقة من لبنان".

سئل: ماذا عما ورد في في جريدة "الاخبار" عن الدردشة بين النائب سعد الحريري والنائب جنبلاط... اجاب: "اساسا نحن نتصرف كتحالف سياسي وليس كمقعد سني ومسيحي او ماروني، وتاليا اذا اردت ان تسألني فسلني عن مرجع يمكن ان يعتد به ويسأل عنه".

 

النائبان معوض وبولس : سنبذل ما في وسعنا لتطويق حادث بصرما ونطالب بالاسراع في التحقيق من دون أي مواربة ومعاقبة كل مرتكب

وطنية - 17/9/2008 (سياسة) أصدر اليوم نائبا زغرتا - الزاوية نائلة معوض وجواد بولس بيانا إثر الحادث المؤسف في بصرما الكورة، جاء فيه: "نأسف شديد الأسف للحادث المأسوي الذي وقع أمس في بصرما. ان ما حصل يجب ان يدفعنا الى التمسك بل الرهان على مرجعية الدولة وعلى أحقية الاختلاف السياسي بالطرق السلمية والديموقراطية. ولقد علمتنا التجارب السابقة ان اللجوء الى العنف والى الاقتتال دمر مجتمعنا وأضعف الوجود المسيحي في لبنان.

وفي هذا الاطار، سنبذل كل الجهود والمساعي من أجل العمل على تطويق هذا الحادث ولجم تداعياته لأن العبث بالسلم الاهلي في الشمال عموما وبين زغرتا -الزاوية ومحيطها خصوصا يؤدي حكما الى الدخول في دوامة العنف والفعل وردات الفعل التي تطال الجميع من دون استثناء".

وختم البيان: "اننا نطالب القوى الأمنية الشرعية وخصوصا الجيش والقضاء بالاسراع في التحقيق في الحادث من دون اي مواربة أو تساهل ومعاقبة كل مرتكب ومشارك".

 

قتيلان و4 جرحى من عائلة واحدة في حادث سير عند مفرق سرعين التحتا

وطنية - بعلبك - 17/9/2008 (متفرقات) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش عن وقوع حادث سير على طريق رياق -بعلبك عند مفرق بلدة سرعين التحتا، فجر اليوم، أدى الى سقوط قتيلين وأربعة جرحى من عائلة واحدة نقلوا جميعا الى "مستشفى رياق العام". وفي التفاصيل انه بينما كانت شاحنة من نوع مرسيدس رقم 354311/م يقودها يوسف خليل الشيخ من بلدة بدنايل تقطع من مفرق سرعين الى الطريق الدولي عند تحويرة سرعين، اصطدمت بها سيارة تقطع الطريق الدولي من نوع فولفو سماوية اللون رقم142716/ط يقودها عبد علي رباح (25 عاما) ومعه اربعة من افراد عائلته هم زوجته واولاده وصهر العائلة. وأسفر الحادث عن مقتل الزوجة بسمه علي رباح مواليد 1983 وطفلتها سمية عبد علي رباح والى اصابة السائق عبد علي رباح حالته مستقرة وولداها محمد (عامان) ورفيقة (3 أعوام) وصهر العائلة علي زنكح (سوري) حالته خطرة. ونقلوا جميعا الى مستشفى رياق العام فيما باشرت مفرزة سير بعلبك التحقيق في الحادث.

 

رئيس "التيار الشيعي" أسف للأحداث الاخيرة : ندعو الجيش الى بسط سلطة القانون وهيبة الدولة

وطنية - 16/9/2008 (سياسة) أسف رئيس "التيار الشيعي الحر" عضو "التجمع القومي الموحد" الشيخ محمد الحاج حسن "للأحداث الأخيرة التي وقعت في تعلبايا والكورة وأدت إلى قتلى وجرحى، في الوقت يجتمع الزعماء الى طاولة الحوار". واستنكر "تهديد أمن الناس وإراقة دماء شبابهم في المناطق بسبب حدة الخطابات السياسية التي يطلق عنانها أهل السياسة والمشاريع الخاصة". وشدد على ان "الشعب اللبناني يراهن في حماية أمنه على دور الجيش والقوى الأمنية، والتخاذل في فرض هيبة الدولة يفرض واقع الأمن الذاتي والميلشيوي". وسأل: "لمصلحة من نقل الفتنة إلى الساحة المسيحية، في الوقت الذي نبذل كل الجهود لوقفها على الساحة الإسلامية؟ فهل المراد والرغبة المخابراتية تعميم الفتنة على كامل الأراضي اللبنانية وزرع الأحقاد؟". ودعا جميع الأطراف إلى "التهدئة ونزع فتيل الإقتتال والإحتكام إلى لغة العقل والتلاقي وصد المشروع الخارجي الذي يجتاح الوطن ويهدد استقراره". وتمنى أن "يبتعد البعض عن فرض شروط توسيع طاولة الحوار لأن ذلك ينسف هذا الحوار ويعيدنا إلى أيار جديد". وختم: "ندعو الجيش إلى بسط سلطة القانون وهيبة الدولة، ونطالب القضاء بأن يسارع إلى وضع يده على ملفات الحوادث، وعلى الجميع التحلي بالصبر والإعتدال وعدم اللجوء إلى العنف". وتقدم من "القوات اللبنانية" وتيار "المرده" وتيار "المستقبل" وعوائل الضحايا بالتعازي الحارة".

 

أحداث بصرما.. تشريع ممارسات "حزب السلاح" على كل أرض لبنانية

المستقبل - الخميس 18 أيلول 2008 - أيمن شروف

بلد يقف على صورة مسؤول من هنا وآخر من هناك. شتائم، ضرب، تصريحات متبادلة كل على طريقته وبإسلوبه، تبادل اطلاق نار، قتلى وجرحى والسبب حملة دعائية تنفذها "القوات اللبنانية" تحضيراً للقداس السنوي الذي تقيمه لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية.

لصق الصور والدعوة الى المشاركة في القداس اعتبرها انصار النائب السابق سليمان فرنجية بمثابة العمل التحريضي والاستفزازي، وكأن في هذه الممارسات غيرة وسعيا لتعميم ممارسات "حزب السلاح" في كل المناطق اللبنانية وان لم يكن هو الأداة فالحليف "بكفي وبوفي".

لم يعد بنظر قوى الثامن من آذار من المسموح اعطاء الفريق الآخر أي "14 اذار" اي هامش للتحرك والمعادلة التي فرضت في 7 ايار الماضي علها ان تبقى هي المسيطرة على واقع الحياة السياسية تحت وهم اتفاق الدوحة الذي يخرق في كل يوم في ظل فتوى "حزب السلاح" الى مناصريه وحلفائه، والتي تجيز "الحركشات" التي يراد منها ايصال رسالة واضحة المعالم بأن الديموقراطية التي تنادون بها نحن من نحدد حجمها وفعاليتها وانتم "تلتزمون".

رسالة تلو أخرى وكلها معمدة بالدم، من أحداث طرابلس الى سعدنايل وتعلبايا وبيصور، مروراً بقنابل ترسم خطوط التماس في قلب العاصمة وصولاً الى لاسا في جبيل وبالامس في الكورة، ينصرفون الى الترهيب والتهديد وفي نفس الوقت يعلنون انفتاحهم على الحوار ومد اليد والمصالحة، حادث بصرما كغيره لا أكثر ولا أقل، ومخطئ من يراهن على ورقة تفاهم تضمن لمناطقه الأمن والأمان، إطلاق النار على شبان يعلقون الصور ليس بالأمر الطبيعي وطبعاً لا يمكن ادراجه في سياق "اشكال فردي" كما درجت العادة، بل هو اشكال منظم الغرض منه الغاء الآخر، في حين تسبح بعض قيادات الرابع عشر من آذار وبعكس التيار نحو المصالحة التي لا يمكن ان تأتي في ظل تصرفات الفريق الآخر إلا على حساب شعب "14 آذار".

"بكل بساطة يبدو ان الوزير فرنجية كما بعض المجموعات التي تعودت الاستقواء بقوى غير لبنانية لم تندمج بعد بالحياة الديموقراطية ولا زالت ترى ان استعمال العنف يؤمن مصالحها السياسية عبر ممارستها الاعمال العنفية بحق أخصامها منذ العام 2005 وحتى اليوم من عزيز صالح وطوني عيسى الى رياض ابي خطار وصولاً الى حادثة الامس"، بهذه الكلمات يعلق النائب انطوان زهرا لـ"المستقبل" على ما جرى في بصرما.

رئيس تيار المردة كان قد أمهل في المؤتمر الصحافي الذي عقده في أعقاب الحادثة، المؤسسات الامنية والقضائية "شهرا او 15 يوماً" للوصول الى نتائج في التحقيق وهذا ما استغربه زهرا الذي رفض هكذا ممارسات لأن المطلوب من السلطات ان تقوم بواجباتها في حفظ الامن ومعرفة اسباب الحادث ومن كان وراءه لا ان نملي عليها عملها.

ولأن ما حصل يشكل حلقة وصل لأحداث أمنية تجوب المناطق اللبنانية كافة وحطت رحالها منذ أيام لتلعب هذه المرة على الوتر المسيحي، لا يرى زهرا في الأمر اي جديد لأن فرنجية وبحسب زهرا من العناصر التي تم الاتكال عليها لخربطة الوضع الامني في مراحل اسقاط الدولة من احداث 23 كانون الثاني الى غزوة بيروت والجبل حين بقي عناصر المردة مستنفرين عسكرياً استعدادأً لأي مهمة توكل اليهم.

المشاحنات لم تكن وليدة ساعتها هي بدأت منذ ان باشرت "القوات" وضع الملصقات تحضيراً لقداس المقاومة وهي كما يقول زهرا كانت قد وضعت القوى الامنية في اجواء ما كان يحصل من رفض للشعارات السياسية وتمزيق الصور وتشويهها وهذه القوى الامنية على علم بكل ما جرى.

من خلال ما جرى في بصرما يقول زهرا "يبدو ان فرنجية اكتشف مدى تراجع تأثيره في الشمال بعد ان ولى زمن التخويف والترويع الذي كان يقوم به ايام الوصاية حين اعتاد الاعتداء والتعدي على كل من يخالفه الرأي دون ان يقف احد لمحاسبته.

والشيء الوحيد المطمئن ان الطرفين اجمعا على اللجوء الى الدولة ولكن لكل طرف نظرته في هذا الاطار فإذا كانت "القوات" تؤمن بالدولة سبيلاً لقيام الوطن وحل النزاعات فإن للطرف الآخر مقاييس مختلفة عندما تسقط الخطوط الحمر عند حدود الاختلاف السياسي ويشرّع السلاح لإلغاء الآخر.

 

نصرالله يستعيد "مأثرة 7 أيار" لنسف المصالحات والحوار واستبقاء التوتير لمصلحة إقليمية إيرانية

"حزب الله" يعلن أن "تطبيع" الوضع اللبناني لا يلائمه

المستقبل - الخميس 18 أيلول 2008 - نصير الأسعد

لماذا "عاد" الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أول من أمس الى "خطاب المعركة"؟

هو "خطاب معركة" بكل المقاييس. ذلك أن نصرالله أعاد تقديم "مأثرة 7 أيار" رافعاً إياها الى مرتبة "النصر الإلهي" من أجل أن "يستأنف" التخوين حيث جدّد اتهام الرئيس فؤاد السنيورة بـ"التواطؤ" مع "قوى دولية" في سياق "مؤامرة" لضرب الجيش بـ"المقاومة"(!). نكأ الجراح مجدداً متفاخراً مرة أخرى بـ"الجراحة النظيفة".

وأعلن الإصرار على توسيع عدد المشاركين في الحوار الوطني ليشمل "الأوفياء للمقاومة". وأن يأتيَ تكرار المطالبة بتوسيع طاولة الحوار بعد التذكير بـ7 أيار، فلذلك معنى. فانعقاد الحوار الوطني مجدداً على أساس الصيغة نفسها التي اعتمدت منذ آذار 2006، يعني بالنسبة إليه أن 7 أيار لم يكن وأنه لم "ينتصر"، وهذا ما لا يمكن أن يستقيم من وجهة نظره.

أما حملته على الإعلام العربي، وإعلانه تقديم دعوى قضائية ضد صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية على خلفية المعلومات التي نشرتها نقلاً عن مصادر وزارية حول جريمة إغتيال النقيب الطيّار سامر حنا، فمعركة ضد الحريات وهدفها ترهيب الإعلام الذي كانت له في 7 أيار بالتحديد تجربة مع الترهيب. وإذا كانت "القاعدة" تقول "خذوا أسرارهم من صغارهم"، فإن "القاعدة" مقلوبة هذه المرة: "خذوا أسرارهم من كبارهم"، إذ كشف نصرالله أن كلمة سرّ الهجوم على "لوريان لوجور" والصحافة الحرة والمطالبة بإحالة الصحيفة الناطقة بالفرنسية الى التحقيق، أعطاها هو.

"خطاب المعركة" يناقض المناخات

على أن اللافت هو أن عودة نصرالله الى إعتماد "خطاب المعركة" إنما حصلت ـ العودة ـ في ظل معطيات يفترض أنها "كانت" تؤسس لمناخ مغاير، وبعد ساعات قليلة من انتهاء الجلسة الأولى للحوار في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

"خطاب المعركة" هذا أتى غداة "لقاء المصارحة" في خلدة بين وفدَين من "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب الله". فهل التذكير بـ"أمجاد" 7 أيار و"مآثره" يخدم الانتقال الى المصالحة في الجبل؟

وأتى فيما غير منطقة من لبنان تشهد مصالحات هادفة الى توفير حد من الاستقرار والهدوء، وفيما أعلن رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري التوجه نحو المصالحة في بيروت. فهل تمجيد 7 أيار ـ الصفحة السوداء في العاصمة وفي "تاريخ" الحزب ـ يخدم المصالحة التي كان "حزب الله" حاول إيهام الرأي العام بأنه مع إجرائها؟ وهل ثمة صدفة في أن يتوّج خطاب نصرالله سلسلة من الاعتداءات في عدد من أحياء بيروت وأخرى في البقاع؟

وأتى "خطاب المعركة" في يوم مؤتمر بعبدا، ليناقض ما أعلنته رئاسة الجمهورية من بنود إتفق المتحاورون عليها في الجلسة الأولى، ومنها "ميثاق الشرف" القاضي بالتهدئة السياسية والإعلامية ومنها تفويض الرئيس سليمان رعاية حوارات ومصالحات ثنائية تحضيراً للجلسة الثانية في الخامس من تشرين الثاني المقبل. فهل "الاحتفال" بـ7 أيار ووضع الشروط على صيغة الحوار وعلى الحوار نفسه يخدمان ذلك الحوار؟

نصرالله و"معادلة" الحريري

لا مبالغة في القول إذاً إن السيد نصرالله ينسف الحوار وينسف المصالحات ومناخاتها. لماذا؟

في بعض الوسط السياسي، برز إعتقاد أن "حزب الله" لا يرغب في أن يُطرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية على طاولة البحث، ويريد تالياً قطع الطريق على مسار سياسي سلمي هدفه صياغة استراتيجية دفاعية للدولة.

هذا الاعتقاد له ما يبرره.

قبل أيام قليلة وعشية إفتتاح مؤتمر الحوار في القصر الجمهوري طرح سعد الحريري معادلة محرِجة. قال "إذا كانت فكرة نزع سلاح المقاومة انتهت فعلاً فإن فكرة الاستقواء بسلاح المقاومة على الدولة والمجتمع السياسي واقع يجب وضع نهاية حقيقية له".

لم يكن الحريري في ما قاله يعرض "صفقة" تميّز بين "سلاح مقاوم" و"سلاح أمني". كان في حقيقة الأمر يقول إنه بما أن "سلاح المقاومة" مطروح على طاولة الحوار، وليس لـ"النزع"، فإن استخدام هذا السلاح بحجة "الدفاع عن السلاح" أو لإخضاع العملية السياسية على مشارف انتخابات نيابية، يجب أن يتوقف. أي أن سعد الحريري يعرف أن مسار التوصّل الى استراتيجية دفاعية للدولة مسار طويل، في حين أن إلغاء استخدامه سياسياً في الداخل ينبغي أن يكون في أمد منظور. والحال أن "حزب الله" يعرف هو أيضاً أن التوصل الى استراتيجية دفاعية، بعيدٌ زمنياً، فما الذي يدفعه الى الانقضاض على الحوار طالما أنه يعرف هذه "الحقيقة"، ويعرف أن في وسعه "التطويل"؟

إيران والمفاوضات السورية ـ الإسرائيلية

الجواب عن هذا السوأل هو الآتي:

يراقب "حزب الله" التطورات الإقليمية. ويريد ان يتلمّس مآل هذه التطورات. فخلال الأيام المقبلة ترتسم معالم "أكثر وضوحاً" حول العلاقة بين إيران والمجتمع الدولي خصوصاً أن اجتماعاً دولياً يعقد غداً لبحث عدم تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسط توجه دولي الى "القسوة" مع إيران. وخلال الفترة المقبلة، يتّضح أكثر فأكثر مآل "العلاقة" السورية ـ الإسرائيلية، في ظل إحتمال الانتقال الى مفاوضات سورية ـ إسرائيلية مباشرة لها ما بعدها.

سليمان "يشلّح" طهران "ورقة"

في علاقتها بالمجتمع الدولي، تملك إيران حالياً ورقة ابتزاز إقليمية رئيسية وحيدة، هي ورقة "حزب الله" في لبنان، أي "ورقة الوضع اللبناني". وتطوّر الوضع في لبنان باتجاه المصالحات و"التطبيع" السياسي، يسقط هذه الورقة من يد إيران التي تعتبرها ورقة مقايضة. ولذلك، فإن ما يؤشر إليه "خطاب المعركة" على لسان السيد نصرالله، هو النية بإبقاء التوتير. التوتير الكافي لمنع حصول تطبيع في الوضع اللبناني. وفي تفكير إيران و"حزب الله" أن إتمام المصالحات والانعقاد الهادئ لمؤتمر الحوار، تطبيع يسهر عليه رئيس الجمهورية، و"يشلّحهما" الورقة.

التطبيع المرفوض

بطبيعة الحال، ينطبق الأمر أيضاً على النظام السوري. فنظام الأسد "يُعطي" المجتمع الدولي بـ"القطّارة"، أي انه يريد التحكّم بما يجب "إعطاؤه"، والتطبيع في لبنان، ما لم يكن هو "بائعه"، يسلبه ورقة تفاوضية.

بكلام آخر، ثمة حساب إيراني، وثمة حساب آخر سوري. كل من طهران ودمشق يعمل لحسابه.. ويتقاطعان حتى إشعار آخر قد لا يكون بعيداً. بيدَ أن لا تفسير لـ"خطاب المعركة" المتجدّد إلا إرتباطه بخطة استبقاء التوتير على إيقاع إيراني. و"على الطريق" رهنُ مجمل العملية السياسية اللبنانية الداخلية بـ"منطق 7 أيار".

كان "في ودّ" أي تحليل أن يرى في خطاب نصرالله أول من أمس توتراً من احتمال عدوان إسرائيلي. لكن أحداً لا يستطيع أن يفهم خطاباً مدفوعاً بخشية من عدوان إسرائيلي، لا يبقي للصلح مطرحاً مع الداخل بل يستعلي عليه و"يتجبّر"، طبعاً من دون استبعاد إحتمال العدوان الإسرائيلي.

 

الإعلام... والحق

المستقبل - الخميس 18 أيلول 2008 - "أبو رامز"

في حكايات السلف الصالح ونُظم الدين والدنيا وقوانين الأرض والسماء في ماضي الأزمان ومتوسطها وحاضرها والى الأبد... ان العدالة لا تُقسّم وان الحق سلطان وان القانون هو الناظم لعلاقات الجماعة والجماعات بالدولة ككيان قائم بذاته ولعلاقات الافراد بعضهم ببعض في كل نواحي العيش وتفاصيله وفي كل ما يمت بصلة الى المدنية الحديثة، وان باب المنطق وشبَّاكه وسلّمه وأوله وآخره يحكم بأن العدالة تعني ان جميع من عليها سواسية امام ذلك القانون ولا أحد فوقه ولا على يمينه ولا يساره انما تحته بالضبط وتماماً. هذا ما يعنيه العيش في هذا الزمن والا سادت أحكام الغاب وشريعته ووحشيته وانعدمت سوية الحياة وانتصر نقيضها.

مناسبة هذه الفذلكة المتواضعة (يا اخوان) هو ما سمعناه مجدداً من قرار برفع دعوى قضائية ضد جريدة "لوريون لوجور" على خلفية تغطيتها خبر استشهاد الضابط الطيار سامر حنا حرب... بحيث ان الجريمة صارت في الكيفية الاعلامية لتغطية الخبر وليس في كيفية مقتل ذلك الشهيد الشاب قبل أي شيء آخر.

لكن طالما ان الاحتكام الى القانون هو الشعار المعلن هنا فان منطق العدالة ـ قبل أي شيء آخر ـ يفرض ان تقدم جريدة "المستقبل" شكوى امام القضاء المختص لتحديد ومعاقبة من أمَرَ ونفّذَ قرار ضربها بالصواريخ وإحراقها في 7 أيار ومنعها بالقوة من الصدور ومن أمَرَ ونَفَّذَ قرار منع "تلفزيون المستقبل" من البث تحت طائلة التهديد "بتدميره على رؤوس العاملين فيه" (حرفياً)، ومن تعرض بالاسم لزملاء كرام طالباً رؤوسهم... وقبل ذلك وفوقه ماذا نفعل مع وسائل الاعلام الحربي للحزب الحاكم في الضاحية التي لم تترك شيئاً لم تقله في حق قيادات وشخصيات قوى الرابع عشر من آذار ولم تترك تهمة او شتيمة او صفة او نعتاً او تحريضاً إلا وأطلقته ضد هؤلاء ­ ألا يعدّ كل ذلك تحريضاً على القتل وهدر الدم وأليس كل ذلك قمّة الافتراء على الآخرين؟ وأليس في ذلك تلفيقاً وتشويها للسمعة؟، وأليس في ذلك كذباً موصوفاً استمر على مدى أيام وأسابيع وأشهر طويلة؟!.ثم ما هو الأصعب والأمَرّ والأخطر ان تُعلّق صحيفة ما على حادث جلل كالذي حصل في سجد ام في الشتيمة السوقية المباشرة ضد هذه الصحيفة والعاملين فيها... وما هو الأمرّ والأصعب والأخطر كتابة عنوان في خط عريض ام اتخاذ قرار بقصف وإحراق صحيفة وهدر دم المناوئين على رؤوس الاشهاد؟.اللائحة طويلة، لكن هذه العجالة كتبت تحت وقع صدمة الاستمرار في التجني والافتراء على الاعلام والعاملين فيه.. وتحت وقع صدمة ان بعضنا لا يؤمن فعلاً بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه وان من "صارع الحق صرعه"...!

 

لأن العبرة بالمعاني لا بالمباني ولأن طاولة بعبدا ليست "جائزة ترضية"

هل يوسّع سليمان الحوار طالما الأقلية ممثلةٌ بأكثريتها؟

المستقبل - الخميس 18 أيلول 2008 - أحمد الزعبي

حتى تاريخ 5 تشرين الثاني المقبل، موعد الجلسة الثانية للحوار الوطني، حيث يستأنف القادة اللبنانيون سعيهم لبتّ المواضيع الخلافية وأولها تنظيم علاقة سلاح "حزب الله" بالدولة، وفي ظل تصاعد الخلاف على توسيع المشاركة وجدول الاعمال، تشدد أوساط ديبلوماسية عربية على الانتباه الجيّد للوضع الاقليمي "المقلق" سواء ما يتعلق بتطورات الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية أو على صعيد المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية واستمرار توتر العلاقات السورية ­ العربية وأيضاً على صعيد الملف النووي الايراني. وبرأي هذه الأوساط ان "من ينتظر حلولاً للقضايا الإشكالية الكبرى، وسط هذه الصورة، هو كمن ينتظر سراباً، فالحلول ستبقى معقدة الى ان تهدأ المنطقة وتنتهي المواجهات فيها"، وتضيف ان ذلك "ليس قريباً".

إذاً، الوضع اللبناني يرتبط شرطياً بالوضع الاقليمي المضطرب، وهذا الأمر ليس سلبياً بالمطلق، فهو بحسب هذه الأوساط يمثّل "دافعاً لانجاز الحوار والخروج منه بنتائج ايجابية"، لكن هذه الأوساط ومن خلال رصدها للتطورات الميدانية في الفترة الأخيرة تلفت الى انه "لا يمكن عزل محاولات التفجير وزعزعة الاستقرار المستمرة في أكثر من منطقة لبنانية وفي بعض المخيمات الفلسطينية عن المناخ السياسي الذي يواكب الحوار بأفق الضغط عليه وعلى المصالحات التي تجري على أكثر من مستوى ومنطقة، وتحظى بقبول ورضى ودعم العرب الكبار".

توسيع الحوار نسف له

وفي انتظار ما ستفضي اليه جولة الحوار الثانية، لماذا يصرّ "حزب الله" على تضمين خطابه لغة تصعيدية، ليس بحق قوى الأكثرية فحسب بل والإعلام أيضاً، طالما أن قطار الحوار انطلق وأن أجواء مصالحات ترخي بظلالها الايجابية؟

في تقدير مصادر سياسية أكثرية، ان الفترة الفاصلة عن موعد 5 تشرين الثاني الذي يصادف غداة إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، ستظهر بوضوح الاتجاهات في لبنان على نحو حاسم: فاما يظهر امكان التوافق على الاستراتيجية الدفاعية من خلال الحوار، او لا يظهر هذا الاحتمال. وترجح هذه المصادر أن يؤدي عدم الاتفاق على هذا الموضوع إلى عودة استخدام السلاح في الداخل على غرار ما جرى في 7 أيار الفائت طالما ان الذرائع لذلك متوفرة أو يمكن توفيرها في أي لحظة.

ويعزز هذا الرأي، بحسب المصادر نفسها، الخطاب المستمر لمسؤولين في "حزب الله" الذي يستعيد أجواء ما قبل اتفاق الدوحة. فخلافاً للمناخ القائم في البلاد اعتبر الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أول من أمس، أن ما حصل في 7 أيار "وَأدَ الفتنة وأنقذَ لبنان وجيشه وشعبه من أسوأ المؤامرات"، وقال ان "هناك أناساً مستعدين لخوض حرب أهلية كي يربحوا الانتخابات"، ورأى ان توسيع دائرة المشاركين على طاولة الحوار بشخصيات دعمت المقاومة في حرب تموز "أمر استراتيجي ومصيري وأخلاقي"، مقابل "أطراف داخلية كانت لها مواقف، في الحدّ الأدنى، لم تكن مفهومة" آنذاك.

فهذا الخطاب، برأي هذه المصادر، لا يتعلق بالضغط على طاولة الحوار حصراً، بقدر ما ينذر باحتمال لجوء الحزب الى الخطاب التهديدي نفسه عند كل محطة مهمة مفصلية وربما الى تنفيذ تهديداته مجدداً، خصوصاً بعدما كسر حاجز استخدام السلاح في الداخل وبات أي تعهد من قبله بعدم هزّ الاستقرار غير مطمئن في ذاته متى تحضر المبررات له.

مصادر نيابية في "تيار المستقبل" رأت في الدعوة الى توسيع مروحة المشاركين في الحوار "دعوة لتوسيع رقعة الخلاف ومساحة التباين بين الأطراف"، ورصدت فيها "محاولة لطرح اشكاليات جديدة لاغراق الحوار وحرفه عن مساره بما قد يؤدي الى نسفه"، وسألت عن جدوى هذا الأمر "طالما أن قوى 8 آذار ممثلة بأكثرياتها، لا بل بطرفها الأكثر تأثيراً؟".

أما توسيع جدول الأعمال فرأت فيه هذه المصادر "هروباً الى الأمام من قبل الأقلية، ناهيك عن كونه يمثّل اختصاراً للمؤسسات الدستورية وتغييباً للسلطتين التشريعية والتنفيذية"، فيما رأت ان المواقف الحاسمة التي يطلقها قادة "حزب الله" من موضوع السلاح "من شأنها جعل الحوار مناسبة اجتماعية لأخذ الصور التذكارية لا أكثر".

بين المقاومة والدولة

الأوساط السياسية الأكثرية إذ تنوّه بانطلاق البحث في الاستراتيجية الدفاعية التي تحدد دور المقاومة والمرجعية التي تنتظم في إطارها، تتجنب الخوض في التوقعات والاحتمالات، لكنها تذكّر بأن أحداً من الأكثرية لم ينكر أصلاً وجود المقاومة وضرورة استعادة ما تبقى من أراض محتلة وفق الأطر والآليات التي تتوافق وامكانات لبنان، تلفت الى قرار لدى قيادات الأكثرية باستمرار انتهاجها المنحى "الايجابي" في مقاربة هذا الأمر.

هذه الأوساط تعتبر أن التوافق على استراتيجية وطنية موحدة للدفاع متى تحقق، من شأنه فتح الأفق أمام تسهيل حسم ملفات شائكة أخرى تصب في خانة دعم مسيرة بناء الدولة القادرة وجَسر القضايا الخلافية بمنأى عن التجاذب والاتهام والاستقواء. وهو أمر يستدعي تحديد ماهية السلاح المقاوم من سلاح الفوضى، وبحث جدوى اعتماد الخيارات العسكرية حصراً لاستعادة الحقوق من دون اعتماد الآليات المتاحة الأخرى، ثم الاتفاق على وسائل الدفاع والتحرير.

ثم إذا ما استُعيدت الأرض، هل تصبح الاستراتيجية الدفاعية واجباً وطنياً على الدولة والشعب بمختلف اتجاهاته ومذاهبه، أم ستكون مقتصرة على فئة معيّنة، وأيضاً ما هي احتمالات ردة فعل "حزب الله" فيما لو لم يتمّ الاتفاق على هذه الاستراتيجية؟

أولوية الأمن للانتخابات

واقع الأمور، بحسب هذه الأوساط، أن جوهر التباين بين قوى 14 و 8 آذار إنما يكمن في النظرة إلى مفهوم الدولة، بما هو التمسك باتفاق الطائف والعيش المشترك والسلم الأهلي والعمل على اعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية، وهي الأسس التي دخلت على أساسها قوى الأكثرية في الحوار وعلى أساس منها أيضاَ تمضي في استكمال خطوات المصالحة الداخلية التي يواصلها النائب سعد الحريري بشجاعة ومسؤولية وأمانة.

وبسبب الاختلاف حول هذا المفهوم وعلى أساسه يستمر التوتر قائماً بالرغم من إنجاز بنود اتفاق الدوحة المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية واستئناف الحوار الوطني، تقول الأوساط السياسية، وتضيف إن الاتفاق على مقومات الدولة المنشودة، أي تلك القادرة على رعاية مواطنيها، جماعات وأفراد، على أساس التكافؤ والتوازن، وعلى ضمان الاستقرار وصون السيادة وحصر السلاح في إطار القوى الشرعية مع اتفاق على آلية واضحة لتحرير ما تبقى من أراض محتلة، هو المدخل الأساس لعودة الانتظام الوطني من خلال إعادة الاعتبار للعملية الديموقراطية، وخصوصاً في ضوء الانتخابات النيابية المقبلة.

وبحسب هذه الأوساط فان إعادة الاعتبار لسلاح المقاومة، بوصفه سلاحاً موجّهاً ضد العدو الإسرائيلي بهدف حماية لبنان، تبدأ من كسر الصورة التي تركتها حوادث بيروت، والافادة من أجواء المصالحة والاقدام عليها بشجاعة وإقدام واعتراف ومراجعة لما جرى للافادة منه وتجاوزه، وبالتالي إن الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية من شأنه، الى تصحيح صورة المقاومة ودورها، فتح الطريق أمام مصالحة وطنية شاملة تمكّن من تدعيم قيام الدولة، وتشكل ضمانة لنزع فتيل التفجير المستمر ورادعاً للتهديدات الإسرائيلية.

تأسيساً على ذلك، فإن أولوية المرحلة الفاصلة عن جولة الحوار التالية وعن الانتخابات النيابية، بحسب هذه الأوساط، هي معالجة مسألتي الأمن والسلاح بالتوازي مع تأكيد قوى الأكثرية وحدتها، خطاباً وممارسة وتوجهات، في خوض الانتخابات المقبلة كجبهة سياسية متماسكة من خلال المحافظة على روحية 14 آذار وعدم التخلي عن هذه الامانة وفاء لدماء الشهداء وجماهير 14 آذار.

 

الابتعاد عن الاستفزاز السياسي"لماذا اقترب منه "حزب الله"؟!!

المستقبل - الخميس 18 أيلول 2008 - خالد العلي

يعلن معظم الذين شاركوا في طاولة الحوار في القصر الجمهوري أن البند الثالث من البيان الختامي للجلسة الافتتاحية للحوار هو المدخل الاساسي لتعميم الأجواء الإيجابية على اعتبار أن هذا البند يتحدّث عن اتفاق المتحاورين على ميثاق شرف بينهم "لالتزام المسلمات التي أطلقها خطاب القسم والابتعاد عن أي مظهر من مظاهر الاستفزاز السياسي وتهدئة الخطاب السياسي والإعلامي وإعلان الفرقاء التزامهم هذه التهدئة عبر وسائل الإعلام". انتهى نص هذا البند الذي أعلن الجميع الالتزام به وبسائر بنود البيان الختامي.

مصدر سياسي مطلع توقع لحظة الإعلان عن هذه المقررات أن يجتهد كل فريق في تحديد "مظاهر الاستفزاز السياسي" تبعاً لموقعه وأوضاعه وصلته بتلك المظاهر خصوصاً في ظل غياب قواسم مشتركة بين المتحاورين من شأنها أن تحدّد المفاهيم التي ستحكم مقدار مقاربة هذا الفريق أو ذاك لمظاهر الاستفزاز. واستحضر المصدر سلسلة وقائع كان يجتهد كل فريق في تحديد معانيها وأولوياتها واندراجها في السياق السياسي العام. فقد توقف فريق الثامن من آذار طويلاً عند تفسيراته لبنود اتفاق الدوحة وقبلها لمقررات اللجنة العربية وقبلها الموقف من القرار الدولي 1701، دائماً كانت التفسيرات الخاصة تعرقل سبل انطلاق الحل فضلاً عن غياب واضح لمرجعية يمكنها تحديد هذا المفهوم أو ذاك.

ويتوقف المصدر عند الكلام الذي أعلنه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في حفل افطار أقامته الأنشطة النسائية في "هيئة دعم المقاومة" بعد ساعات قليلة على إعلان البيان الختامي لهيئة الحوار بحيث أعلن أن ما جرى في 7 أيار "غزوة بيروت" كان "محاولة لجرّ المقاومة إلى اقتتال داخلي وفتنة بعناوين مختلفة ولقد تجاوزناه". ويعترف السيد نصرالله بوجود اختلاف حول قراءة ما جرى يومها إلا أنه قدّم قراءته للمرة الثانية، واتهم الحكومة السابقة التي كان يرأسها فؤاد السنيورة ومَن معه بأنها انصاعت لدول وقوى أجنبية بهدف جرّ المقاومة إلى حرب استنزاف من شأنها أن تفكك الجيش وقوى الأمن الداخلي وبالتالي إلى أسقاط الدولة في لبنان.

ويتساءل المصدر عمّا إذا كانت هذه القراءة المكرّرة تعتبر استفزازاً سياسياً دعت هيئة الحوار المجتمعة في القصر الجمهوري إلى الابتعاد عنه أم أنه لا يندرج في هذا السياق خصوصاً وأن السيد نصرالله كان قد دعا في مرّات سابقة إلى احتفاظ كل فريق بقراءته لما جرى في السابع من أيار إلى مرحلة من الحوار اللاحق يقدم فيها كل فريق رأيه ضمن سياق نقاش أو حوار داخلي على الرغم من أنه هدّد يومها أنه قد يضطر إلى تقديم قراءته لما جرى في بيروت إذا أصرّت قيادات بيروت وأهاليها على قراءاتهم التي تصف الوقائع بأنها "غزوة"، وها هو يقدّم قراءته متجاوزاً حتى مساعي المصالحة التي تحدّث عنها في بيروت.

فأهالي المدينة ـ يعرف السيد نصرالله وغيره ـ أن ما تعرّضوا له على أيدي "حزب الله" وليس "بعض قوى المعارضة" وفق تعبيره، هو اعتداء موصوف من فريق مدجّج بسلاح "مقاوِم لإسرائيل" استُعمل في أزقّة العاصمة ولم يصدّه أحدى سوى مَن اعتقد انه يستطيع الدفاع عن بيته بمساعدة القوى الأمنية، وكان اعتقاده في غير محله فالعاصمة لا تسقط خلال ساعات لو كان فيها مسلحون بالعشرات لأنها لم تقرّر حماية نفسها وأهلها بسلاح ميليشياوي. فخيار الدولة بكل مؤسساتها هي قراءة أهل بيروت لغزوة السابع من أيار في مواجهة القراءة المستجدّة بالأمس للسيد نصرالله الذي كان حرياً به تقديم قراءته في سياق البحث عن المصالحة في بيروت كما قال..ويستغرب المصدر كيف يدعو السيد نصرالله إلى "معالجة مسائلنا بالحوار" ويقدم في لحظة سياسية غير موفقة قراءة استفزازية لحدث يقول هو عنه أنه موضع خلاف بين اللبنانيين. لقد كان حرياً به وقف الحديث العلني عن هذا الموضوع وسط أجواء حوار ومصالحات فقط لأنه يعرف أن أهالي بيروت لا يشاركونه التحليل والتقويم لحادث بحجم ما جرى في السابع من أيار، وكانت الطامة الكبرى قول السيد "لقد تجاوزنا ما حدث!!" فلقد رضي القتيل ولم يرض القاتل.. فإصرار "حزب الله" بلسان أمينه العام ومسؤولين آخرين على أنهم "أنفذوا لبنان دولة وجيشاً وشعباً" في السابع من أيار في مقابل إصرار أهالي بيروت على أنهم تعرّضوا لغزوة بربرية ولاعتداء مسلح ميليشياوي من شأنه المد بعمر الفتنة.. فلا الحزب اعتذر من بيروت أو لبيروت أو من اللبنانيين بل أصرّ على قراءة تمجّد هذا الحزب وتحط من قدر العاصمة وأهلها.

ويخلص المصدر إلى القول إن بداية التصالح تبدأ في مقاربة موضوعية لما جرى ولا بأس من تحميل الذات بعض المسؤولية، فلا يعقل وفق أي حسابات أن يكون "حزب الله" على حق في ما جرى في بيروت وكل الآخرين على خطأ، وهذا من شأنه إطالة عمر التأزم وتعميق الأحقاد وعدم إنجاز المصالحات الحقيقية التي تتطلب توافقات من نوع آخر لا يزال "حزب الله" بعيداً عنها...