المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 20 ايلول/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .38-33:18

فعادَ بيلاطُس إِلى دارِ الحاكِم، ثُمَّ دَعا يسوعَ وقالَ له: «أَأَنتَ مَلِكُ اليَهود؟» أَجابَ يسوع: «أَمِن عِندِكَ تَقولُ هذا أَم قالَه لَكَ فِيَّ آخَرون؟» أَجابَ بيلاطُس: «أَتُراني يَهودِيّاً؟ إِنَّ أُمَّتَكَ وعُظَماءَ الكَهَنَةِ أَسلَموكَ إِلَيَّ. ماذا فَعَلتَ؟» أَجابَ يسوع: «لَيسَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم. لَو كانَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم لَدافعَ عَنِّي حَرَسي لِكي لا أُسلَمَ إِلى اليَهود. ولكِنَّ مَملَكَتي لَيسَت مِن ههُنا». فقالَ له بيلاطُس: «فأَنتَ مَلِكٌ إِذَن!» أَجابَ يسوع: «هوَ ما تَقول، فإِنِّي مَلِك. وأَنا ما وُلِدتُ وأَتَيتُ العالَم إِلاَّ لأَشهَدَ لِلحَقّ. فكُلُّ مَن كانَ مِنَ الحَقّ يُصْغي إِلى صَوتي».قالَ له بيلاطُس: «ما هو الحَقّ؟» قالَ ذلكَ، ثُمَّ خرَجَ ثانِيَةً إِلى اليَهودِ فقالَ لَهم: «إِنِّي لا أَجِدُ فيه سَبَباً لاتِّهامِه.

 

القدّيس توما الأكويني (1225 – 1274)، لاهوتيّ دومينيكانيّ، ملفان الكنيسة

محاضرة عن قانون الإيمان/"مَن أرادَ أن يكون كبيرًا فيكم، فليكن فيكم خادمًا"

ما كانت الحاجة التي دفعت ابن الله إلى أن يتألّم لأجلنا؟ كانت هنالك حاجة كبرى يمكن اختصارها بنقطتَين اثنتَين: الحاجة إلى أن يتمّ شفاؤنا من خطايانا، والحاجة إلى أن نأخذ العبرة من أجل سلوكنا... لأنّ آلام المسيح تمنحنا مثالاً نحتذيه طوال أيّام حياتنا... وإن كنتَ تبحث عن مثالٍ على المحبّة، فإليك التالي: "لَيسَ لأحَدٍ حبٌّ أعظمُ من أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أحِبّائه" (يو15: 13)... وإن كنتَ تبحث عن الصبر، فإنّك تجده على الصليب في حدّه الأقصى... لقد عانى المسيح على الصليب آلامًا مبرّحة لكنّه احتملها بصبر شديد لأنّه "شُتِمَ ولَم يَرُدَّ على الشّتيمَةِ بِمِثلِها" (1بط2: 23)، "كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أمامَ الذينَ يَجُزّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ" (أش53: 7)... "ولْنَخُضْ بِثَباتٍ ذلك الصّراعَ المَعْروضَ علَينا، مُحَدِّقينَ إلى مُبدِئِ إيمانِنا ومُتَمِّمِه، يسوعَ الذي، في سَبيلِ الفَرَحِ المَعْروضِ علَيه، تَحَمَّلَ الصليبَ مُستَخِفًّا بِالعار، ثمَّ جَلَسَ عن يَمينِ عَرْشِ الله" (عب12: 1-2). إن كنتَ تبحث عن مثال على التواضع، انظر إلى المصلوب. إنّه إله أراد أن تجري محاكمته في عهد بيلاطس البنطي ويموت... إن كنتَ تبحث عن مثال على الطاعة، عليك فقط أن تتبع ذاك الذي أطاع الآب"حتّى الموت" (فل2: 8). "فكما أنّه بِمَعصِيَةِ إنسانٍ واحدٍ جُعِلَت جَماعةُ الناسِ خاطِئَة، فكَذلِكَ بِطاعةِ واحدٍ تُجعَلُ جَماعةُ الناسِ بارَّة" (روم5: 19). وإن كنت تبحث عن مثال على احتقار الخيرات الأرضيّة، عليك فقط أن تتبع ذاك الذي هو "ملك الملوك وربّ الأرباب، فقد استكنَت فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة (قول2: 3). لقد عرّوه على الصليب، وأهانوه، وبصقوا عليه، وضربوه  بإكليل من شوك، وأخيرًا سقوه خلاًّ ومرًّا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 19 ايلول 2008

البلد

تلقى حزب مسيحي في 14 آذار تطمينات من مراجع رسمية بتوفير حماية امنية كبيرة قوامها 1000 رجل لمهرجان حزبي انتخابي ينظمه.

لوحظ ان لقاء معارض لحزب فاعل في الجنوب بدأ يتحرك على الارض استعدادا للانتخابات النيابية والجديد ان رئيس هذا اللقاء يعد انصاره بخدمات شبيهة بما يقدمه الحزب لانصاره ان لم يكن اكثر.

بدأت عائلة شمالية عريقة تستعد للانتخابات عبر اتصالات مع جهات من خارج القضاء له تأثير على عائلات اخرى عريقة ايضا.

الشرق

وزير سابق غاب عن السمع بعد انتقاله من منزل العائلة الى مكان غير محدد. وقد برر احد المقربين منه صمته المطبق بأنه لظروف قاهرة؟!

نائب معارض اعترف في لقاء سياسي انه مطالب بالمزيد من التصريحات الإنتقادية واعاد الأسباب الى اقتراب موعد الإنتخابات وحاجته الى "البقاء في الصورة"!

حزب بارز فرض مراقبة دقيقة وحماية مشددة على مراكز ومحيطها بعد تلقيه معلومات عن امكان حصول اعتداءات عليها؟!

النهار

تردد أن مرجعاً بات على علم بأسماء من سيتناولهم التقرير النهائي للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه.

تخشى اوساط سياسية ان يقع عدوان اسرائيلي على لبنان قبل جلسة الحوار المقبلة ينهي الكلام على الاستراتيجية الدفاعية كما أنهته سابقاً حرب تموز.

في معلومات بعض المصادر ان وزراء "الثلث المعطل" يحاولون تحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال حتى موعد الانتخابات...

السفير

ذكر مرجع حكومي أن خلافات الصف الواحد حول التعيينات هي أكثر بكثير من الخلاف بين الموالاة والمعارضة.

اتفق قطبان سياسيان حليفان على تأجيل البحث في المواضيع الانتخابية إلى آخر السنة الحالية.

حذر مرجع أمني جميع القيادات من توسيع رقعة التوتر، مؤكداً أنه لن يقف ساكتاً حيال أي عمل أمني يهدّد منطقة الشمال.

تدخلت دولة معنية بالمسيحيين في لبنان للحؤول دون انفجار الوضع في الشمال بين القوات والمردة وأجرى سفيرها اتصالات عاجلة لهذه الغاية.

المستقبل

علم ان الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمراقبة تطبيق الـ1559 تيري رود لارسن قد لا يزور بيروت قبل وضع تقريره الشهر المقبل للأمين العام حول مجريات تنفيذه.

وصلت الى واشنطن قبل ثلاثة أيام المفرزة السباقة الأمنية اللبنانية، وبدأت استعداداتها اللوجستية لزيارة الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة الأميركية التي يصلها منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس المقبل.

لاحظت أوساط ديبلوماسية انه بدأ يشغر في بعض السفارات اللبنانية منصب السفير بسبب التقاعد ما يحتم إجراء تشكيلات ديبلوماسية للفئة الأولى قد تأخذ في الاعتبار السفارتين في العراق وسوريا.

اللواء

لاحظت مصادر مطلعة أن تعيينات في بعض الأجهزة تسير باتجاه واحد!·

يستعد حزب مسيحي يميني استعاد مؤخراً ترخيصه لإطلاق محطة فضائية بعدما بات من الصعب استعادة محطة حالية عبر القضاء!·

نجح وزير سابق في مصالحة نائب جنوبي مع رئيس بلدية كبرى، ومن دون الإعلان عن هذه الخطوة·

 

البطريرك صفير استقبل المطران الجميل ووفدا من اهالي المعتقلين الاسلاميين

وطنية- 19/9/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، وفدا من اهالي المعتقلين الاسلاميين في السجون اللبنانية برئاسة ايهاب البنا. والتقى البطريرك صفير, راعي ابرشية قبرص المارونية المطران بطرس الجميل الذي قدم لغبطته كتابه الجديد "تاريخ الموارنة في قبرص 1669-1921"، كما استقبل وفدا من اللبنانيين المقيمين في فرنسا برئاسة جيلبير مجبر لأخذ البركة واطلاعه على اوضاع ابناء الجالية

 

"الوطنيون الاحرار" اعلنوا رفضهم "توسيع دائرة المشاركين في الحوار":

لاستراتيجية دفاعية في كنف الدولة التي تعود إليها حصرية قرار الحرب

وطنية - 19/9/2008 (سياسة) عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة الأستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء.

وبعد الاجتماع، صدر بيان جدد فيه المجتمعون "الترحيب باستئناف الحوار برعاية فخامة رئيس الجمهورية ورئاسته لأن الحوار يظل الوسيلة الأجدى والأفعل لحل كل المواضيع الخلافية والارتقاء بالحياة السياسية إلى مستوى حضاري لائق، ولأن مضمون البيان الختامي يلاقي نظرتنا وتطلعاتنا ويلبي طموحات كل لبناني تواق إلى السلام والاستقرار والازدهار. ويهمنا إعادة تأكيد أولوية التوصل إلى استراتيجية دفاعية في كنف الدولة التي تعود إليها حصرية قرار الحرب والسلم وامتلاك السلاح ومهمة الدفاع عن الوطن والمواطنين وحفظ حقوقهم وكرامتهم. ولا يقبل هذا المبدأ أي استثناء أو مساومة أو تنازل وإلا تحول الحوار عن مساره وأدى إلى عكس ما يقصد منه".

اضاف بيان الاحرار: "لذا كنا ندين دائما المواقف الاستفزازية التي تستبق النقاش حول طاولة الحوار فتقفز إلى حسم موضوع احتفاظ "حزب الله" بسلاحه أيا تكن الاعتبارات، وتدعو إلى اعتماد الاستراتيجية التي يطبقها، ضاربة عرض الحائط باقتناعات طرف الحوار الآخر، ومتجاهلة هواجس شرائح عريضة من اللبنانيين صدمهم استعمال السلاح في الداخل، وصعقهم تباهي قيادة "حزب الله" بالتزاماتها العسكرية الإقليمية، خصوصا بالنسبة إلى إيران. وفي هذا السياق نرفض مطالبتهم بتوسيع دائرة المشاركين في الحوار وهم يقصدون صراحة من يسمونهم "القوى والشخصيات الوازنة التي وقفت مع المقاومة بكل ثقلها" في حرب صيف 2006، وبذلك يكملون توزيع المكافآت وإغداق الألقاب على اصحاب الحظوة عندهم. كما نرفض المطالبة بإضافة موضوعات أخرى غير الاستراتيجية الدفاعية والتي هي حكما من اختصاص مجلس الوزراء حيث يتمتعون بالقدرة على التعطيل، مما يفضح الغاية الحقيقية من وراء مثل هذه الطروحات. ونصر، في حال انتهى الأمر إلى تلبية مطلب توسيع مروحة المشاركين، على أن نكون إلى طاولة الحوار جنبا إلى جنب مع الآخرين انطلاقا من مبادئنا الثابتة ومواقفنا المعروفة في التشبث بالدولة من دون شريك مضارب ومنافس متربص، وبعيدا من ازدواجية السلاح والقرار والولاء".

وتابع البيان: " عطفا على ما تقدم،نعلن تقديرنا لما جاء في البيان الختامي لأولى جلسات الحوار من ضرورة العمل بسرعة وجدية على معالجة التوترات الأمنية والاتفاق على آلية لوضع حد نهائي لها. ونلفت إلى خطورة الفتنة المتنقلة من منطقة إلى منطقة والتي يهدف المستفيدون منها إلى تعميم حال عدم الاستقرار، وإلى تجييش النفوس، وإثارة الغرائز والمشاعر بما يجعل الساحة اللبنانية مكشوفة تماما وقابلة أكثر للاستغلال، ومفتوحة على السيناريوهات المأسوية في استعادة واضحة لفصول المخطط الذي كلف لبنان ثمنا باهظا وكاد يقضي على كيانه".

وعن حادثة بصرما، توقف المجتمعون ب "قلق كبير أمام الحادثة الذي هدرت فيه دماء في المكان والزمان الخاطئين، ومن دون أي مبرر أو سبب يجعل خسارة الحياة تبدو مفهومة أو مقبولة. إننا، إذ نتقدم بأحر التعازي من اهالي المفجوعين بفقد أحبائهم ومن المرجعيتين السياسيتين ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، نهيب بالقيادات المعنية التحلي بالحكمة وضبط النفس والاحجام عن التصعيد والشحن والاحتكام إلى السلاح لما لمثل هذه الممارسات من تداعيات كارثية تتخطى القدرة على الاحتمال ولم يعد ممكنا القبول بها. ونطالب الأجهزة الرسمية المختصة بالإسراع في تحديد المسؤوليات وترك العدالة تقول كلمتها. ونصارحها بعدم وجود أعذار أو أسباب تخفيفية لعدم جلاء كل الخفايا، نظرا لظروف الحادث المؤسف والمستنكر، على نقيض الجرائم والاعتداءات الأخرى المعقدة والمنفذة بحرفية إجرامية عالية وبطابع إرهابي يعقد مهمة العاملين على كشفها. ونؤكد تكرارا معارضتنا العنف ومناصرتنا الحوار مع تشريع حق الاختلاف والتسليم بالتعدد والتنوع والتنافس السياسي الراقي. كما نجدد رهاننا على الدولة ودعوتنا جميع اللبنانيين إلى الانضواء تحت لوائها والانخراط في مشروع إعادة بنائها على أسس صلبة: دولة حرة، سيدة، عادلة وديموقراطية ضامنة المساواة وحقوق الانسان".

 

رئيس الجمهورية بحث مع رئيس مجلس الوزراء في زيارته الى واشنطن

الرئيس السنيورة: سنقوم بخطوات للمصالحة قبل الموعد الثاني للحوار

والمعاملة الاستثنائية لبيروت في موضوع الكهرباء من مصلحة الاقتصاد

وطنية - 19/9/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في السادسة مساء اليوم في بعبدا، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وعرض معه التطورات التي تشهدها الساحة المحلية.

وبعد اللقاء، قال الرئيس السنيورة: "تشاورنا مع الرئيس سليمان في موضوع سفره الى الولايات المتحدة الاميركية، اضافة الى الامور التي تحصل حاليا، ووصفها ب"الجيدة"، وموضوع المصالحات".

سئل: هل من خطوات ستقوم بها مع الرئيس سليمان خلال الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة الثانية للحوار في شأن المصالحات؟

أجاب: "من الطبيعي أن نقوم بخطوات، وتحديدا في ما يتعلق ببيروت".

قيل له: بالنسبة الى القرار المتعلق بالكهرباء، اعتبره البعض جائرا بحق بقية المناطق.

أجاب: "ألم يكن جائرا إعطاء قرى الاصطياف معاملة خاصة؟. في النهاية، إن بيروت عاصمة لبنان، وهي لجميع اللبنانيين والاجانب، وهي مركز الحكومة وكل المؤسسات، ومركز الاقتصاد الاساسي. وبالتالي، هناك حاجة ماسة لمعاملة بيروت في شكل استثنائي، لان في ذلك مصلحة للاقتصاد. وهل يتخذ الانسان خطوات ليضر نفسه؟. اتخذنا قرارا بالنسبة الى قرى الاصطياف، وكان في ذلك مصلحة لنا وللبلد، لاننا نريد ان نؤمن للمصطافين إمكان العيش بارتياح في قرى الاصطياف، فلماذا لم يقل احد في حينه انه قرار جائر؟".

سئل: بالحديث عن موضوع المصالحات وبالنسبة إلى مصالحة بيروت، متى ستبدأ البوادر الايجابية بالظهور؟

أجاب: "يتم العمل على كل الامور، وسنرى كيف ستتطور".

سئل: وفق اي اطار؟ هل لجهة تقريب وجهات النظر؟

أجاب: "هناك تمهيد وعمل للتمهيد في هذا الشأن، وان شاء الله تحصل المصالحة".

سئل: حكي عن جدل في مجلس الوزراء حول الهيئة العليا للاغاثة ومجلس الانماء والاعمار. ما صحة ذلك؟

أجاب: "في مجلس الوزراء يتناقش الوزراء. هناك وجهات نظر مختلفة، وهو امر طبيعي. فإذا لا يتناقشون فما الهدف من الاجتماع؟. عندها يتم اللجوء الى المرسوم الجوال، ونحن نعطي مجالا لكل من يريد الاستفسار والاستعلام، ونتخذ القرار بعدها".

سئل: في ما يتعلق بزيارة الرئيس سليمان لواشنطن، هل اطلعت على الموضوعات التي سيتم طرحها على الرئيس الاميركي جورج بوش؟

أجاب: "نعم، تداولنا بهذا الشأن".

سئل: ما هي ابرز العناوين؟

أجاب: "عندما يعود فخامة الرئيس، هو يجيبكم على هذا السؤال".

 

سليمان اطلع من بيلمار على مراحل قيام المحكمة الدولية ومن باسيل على شؤون وزارة الاتصالات

بري: الحوار ارجئ مدّة طويلة لاجراء مصالحات عامة

المركزية - لفت رئيس مجلس النواب نبيه بري الى "ان الحوار ارجئ الى مدة غير قصيرة لايجاد الجو المؤاتي لاجراء مصالحات في كل لبنان واذ بنا نصل الى فتن متنقلة"، وأكد "ان توسيع طاولة الحوار يعود لطاولة الحوار، وليس له وانه تم الاتفاق على نزع جميع الصور التي تسبب أكثر النزاعات والاشكالات، ووافق على ذلك كل الافرقاء على اساس ان نبدأ في بيروت لننتقل الى كل انحاء لبنان لكن الاخوة في تيار المستقبل طلبوا وقتا اضافيا".

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا ظهر اليوم الرئيس بري وعرض معه للتطورات من جوانبها كافة.

وبعد اللقاء، قال الرئيس بري للصحافيين: "تعلمون انني لم اتمكن من لقاء فخامة الرئيس، يوم الاربعاء الماضي. ونظراً لاقتراب سفر فخامته الميمون الى الامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية، وجدت من الضروري ان يحصل هذا اللقاء، لذلك تشرفت بلقائه هذا الصباح، وبحثت معه في المواضيع التي ستتناولها هذه الزيارة وتلك التي يمكن ان تطرح خلالها".

* ساهمتم باجراء مصالحة النواب بين سعد الحريري ومحمد رعد ووليد جنبلاط، الا يمكن ان تسعوا الى مصالحة مسيحية لسحب فتيل التوتر من الشارع المسيحي؟

- اولا انا سعيت من اجل اتمام المصالحة المذكورة، وفخامة رئيس الجمهورية هو الذي رعاها. اما بالنسبة للمواضيع الاخرى، ولمناسبة شهر رمضان الكريم اود ان ادعو لزوال هذه اللعنة التي تقع على لبنان، علها تنتهي من مدارها.

وكما تعلمون فان الحوار ارجىء الى مدة غير قصيرة لسبب رئيس، غير السبب الشكلي الذي هو زيارات متكررة لفخامة الرئيس بلدان عدة. لقد اعطيت هذه الفرصة حقيقة لاجل ايجاد الجو المؤاتي والكافي في الوقت عينه، لاجراء مصالحات عامة في كل لبنان. واذ بنا نصل الى فتن متنقلة. لقد آن الاوان لان نقول انه طالما ان السياسة تخطو خطوات في سبيل الافضل، فيجب ان يكون الوضع الامني افضل، كذلك، باعتبار ان الامن في كل بلدان العالم، وخصوصا في لبنان، هو امن سياسي قبل ان يكون امنا امنيا بالمعنى المطلق. لذلك فأنني اعتبر ان لدى كل القيادات الحكمة لان تصل الى المصالحات. وفي كل الاحوال، فأنني على اتم الاستعداد لكل ما يطلب مني في هذا الاطار.

* هل ستعمدون الى اقرار التقسيمات الانتخابية وفق تقسيمات الدوحة، في حال لم ينجز مشروع قانون الانتخاب لغاية الاسبوع المقبل؟

- مما لا شك فيه انني سأدعو الى جلسة تشريعية، وان لم يكن هناك مشروع قانون انتخاب. انما تلقيت وعدا من رئيس لجنة الادارة والعدل قبل زيارته مع بعثة برلمانية الى اوروبا، بان يسلمني مشروع القانون جاهزا في 23 الشهر الجاري، وعندئذ ستكون الجلسة ان شاء الله قبل آخر الشهر وسيتم اقرار القانون قبل آخره.

* في اطار اجواء المصالحات، كان هناك كلام بالامس على موضوع السلاح في بيروت ونزع الصور. ماذا ستقوم به حركة امل في هذا الاتجاه؟

- هذا الموضوع ليس جديدا، وقد عقدت اجتماعات وتم الاتفاق بين الفرقاء المعنيين، ومن بينهم حركة امل، على نزع جميع الصور، لانها غالبا ما تكون سببا للنزاعات. فاكثر النزاعات والاشكالات التي تجري سواء في بيروت او خارجها، تحصل بسبب الصور. وقد تم الاتفاق على هذا الامر بوجود ممثلين لقيادة الجيش وقوى الامن الداخلي، على اساس ان نبدأ في بيروت وننتقل بعد ذلك الى كل انحاء لبنان. مع الاسف الشديد وبصراحة، فان الاخوة في تيار المستقبل طلبوا آنذاك وقتا اضافيا، وحتى الان لم ينته هذا الوقت الاضافي. وقد علمت ان هذا الموضوع الان موضع نقاش، وانشاء الله خيرا .

* هل سيتم توسيع طاولة الحوار لتشمل قادة سياسيين آخرين؟

-هذا يعود لطاولة الحوار وليس لي.

* كيف تعلقون على ما صدر عن مجلس الوزراء في موضوع الكهرباء، في ما خص اعطاء بيروت الكهرباء وحرمانها من مناطق اخرى؟

- اعلق عليها بكلمة واحدة "هذه قرارات مكهربة".

* بعد مصالحة طرابلس، قلتم ان هناك عملا جديا لانجاز المصالحة في بيروت، اين اصبحت هذه الجهود؟

- اننا نبدأ المصالحات من فوق.

بيلمار: وكان الرئيس سليمان استقبل صباحا رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي دانيال بيلمار واطلع منه على المراحل التي قطعتها مسألة قيام المحكمة الدولية.

سينودس الارمن الكاثوليك: ثم التقى الرئيس سليمان وفدا من سينودس الارمن الكاثوليك برئاسة البطريرك نرسيس بيدروس التاسع عشر الذي القى كلمة هنأ فيها الرئيس سليمان بانتخابه.

واذ اشار الى ان وجود الارمن في لبنان هو منذ مئات السنين ويثبته التاريخ قال: "ان الارمن مدينون لاخوانهم اللبنانيين الذين رحبوا بهم اجمل الترحيب بعد المجازر الرهيبة التي حلت بهم في السنوات من 1915 الى 1918، ففتحوا لهم قلوبهم قبل اذرعتهم، لذا ستبقى مشاعر المحبة وعرفان الجميل للبنان محفورة في اعماق قلب كل ارمني بأحرف من نور".

اضاف "ان الفترة القصيرة التي مرت منذ انتخابكم رئيسا للجمهورية، اكسبتكم ثقة اللبنانيين عموما وحب الشعب الارمني خصوصا، فهي تبشر ان عهدا جديدا ينتظرهم في السنوات المقبلة، في عهد رئاستكم المباركة قناعة، منهم انكم رجل الحزم والعزم، مزدانا بالمقدرة والقوة والفطنة، وهي صفات تتيح لجميع اللبنانيين في ظل ادارتكم الحكيمة ان ينعموا بحياة آمنة وعيش رغيد. خصوصا بعدما رأستم الحداد الوطني الذي سيؤدي انشألله الى المصارحة والمصالحة بين جميع الافرقاء ".

ورد الرئيس سليمان بكلمة هنأ فيها بانعقاد السينودس وشكر للطائفة الارمنية دورها في انهاض لبنان. وقال ان الارمن برهنوا دائما عن اخلاصهم للبنان وعملوا على رفع المستوى الثقافي والاقتصادي فيه. وابدى اعتزازه بتعددية الطوائف والاعراف "وهذا التنوع هو لبنان". وقال ان لا فضل لمواطن او طائفة الا بمقدار جلب الخير للبنان ما يشكل نقطة قوة اساسية لبلدنا. واضاف: "دورنا هو الدور الفاعل للبنان في محيطه وفي العالم الأبعد. وهذه هي ميزة التنوع التي يجب ان نستفيد منها ليبقى بلدنا رسالة تفاعل وحضارة". وزير الاتصالات: واستقبل الرئيس سليمان وزير البريد والاتصالات المهندس جبران باسيل واطلع منه على شؤون وزارته وتناول اللقاء ايضا الاوضاع الراهنة. كذلك استقبل النائب محمد قباني ودار الحديث حول قضايا الساعة.

 

مرسوم تعيين الوزراء بالوكالـــــة

المركزية - صدر مرسوم عين الوزراء بالوكالة عند غياب الوزراء الاصليين حمل الرقم 290 وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وهنا نصه:

وهنا نصه:

إن رئيس الجمهورية بناء على الدستور بناء على المرسوم رقم 18 تاريخ 11\7\2008(تشكيل الحكومة)

بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء،

يرسم ما يأتي:

المادة الاولى: يعهد بالوكالة الى كل من السادة الوزراء التالية اسماؤهم بمهام الوزارة المذكورة تجاه اسمه وذلك عند غياب الوزير الاصيل لأي سبب كان:

فؤاد السنيورة: وزيرا للمالية بالوكالة

عصام أبو جمرة: وزيرا للإقتصاد والتجارة بالوكالة

الياس المر: وزيرا للداخلية والبلديات بالوكالة

غازي زعيتر: وزيرا للإعلام بالوكالة

غازي العريضي: وزيرا للشؤون الاجتماعية بالوكالة

علي قانصوه: وزيرا للبيئة بالوكالة

محمد جواد خليفة: وزيرا للأشغال العامة والنقل بالوكالة

خالد قباني: وزيرا للعمل بالوكالة

طارق متري: وزير دولة لشؤون التنمية الادارية بالوكالة

محمد فنيش: وزيرا للصناعة بالوكالة

جان اوغسبيان: وزيرا للمهجرين بالوكالة

وائل ابو فاعور: وزيرا للطاقة والمياه بالوكالة

نسيب لحود: وزيرا للخارجية والمغتربين بالوكالة

تمام سلام: وزيرا للتربية والتعليم العالي بالوكالة

يوسف تقلا: وزيرا للعدل بالوكالة

محمد شطح: وزيرا للإتصالات بالوكالة

ماريو عون: وزيرا للثقافة بالوكالة

انطوان كرم: وزيرا للصحة العامة بالوكالة

ابراهيم شمس الدين: وزيرا للزراعة بالوكالة

ايلي ماروني: وزيرا للشباب والرياضة بالوكالة

جبران باسيل: وزيرا للسياحة بالوكالة

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة

 

لقاءات ديبلوماسية واجتماعية واقتصادية في السراي

السنيورة: زيارتي الى سوريا كلام صحافي والكهرباء ستعود الى بيروت كما السابق

المركزية - أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة "أن تغذية العاصمة بيروت بالكهرباء ستعود إلى ما كانت عليه قبل 14 أيلول"، مشيرا إلى "أن الأمر يعود إلى مؤسسة كهرباء لبنان". وأوضح أنه "قبل هذا التاريخ كنا نعطي الأفضلية لقرى الاصطياف، لأن هناك مصلحة في ذلك للبلد، وبيروت لكونها العاصمة وتتركز فيها الحركة الاقتصادية الأساسية، فيجب أن تعطى أفضلية في التغذية". كلام السنيورة جاء ردا على سؤال في دردشة مع الصحافيين عقب ادائه صلاة الجمعة في السراي برفقة السفير المغربي علي أومليل.

* هناك معلومات صحافية تتحدث عن زيارة ستقومون بها الى سوريا، فما صحتها؟

- هذا الكلام صحافي، ولا يعني زيارة سوريا أو عدم زيارتها.

* اتخذ مجلس الوزراء قرارات أمنية بالأمس كرزمة واحدة بالتعاطي مع الشأن الأمني، فما المقصود بذلك؟

- نحن جميعا راغبون في إجراء مصالحات والابتعاد عن التشنج وعن الوسائل التي تؤدي إلى اللجوء إلى العنف، ونحن كأي بلد فيه تنوع وديموقراطية، هناك وجهات نظر وتباين في الآراء، وهذا مصدر غنى للبلد، ونحاول التوصل إلى اتفاقات والابتعاد عن التوترات، وهناك جهد سيبذل، وعلى القوى الأمنية والسياسيين والإعلام العمل على ذلك".

* ما ردكم على قرار هيئة التنسيق النقابية التي أعلنت المواجهة مع الحكومة؟ وأين أصبح قرار زيادة الأجور للقطاع الخاص؟ ولماذا لم ينشر في الجريدة الرسمية بعد؟

- القرار لا يزال بين رئاسة الحكومة ومجلس الشورى، وعندما يخرج من مجلس الشورى ينشر في الجريدة الرسمية، نحن لسنا في مواجهة مع أحد، وما نقوم به مبني على أساس أننا قمنا بأكثر من طاقتنا، وعلينا أن نراعي الأوضاع العامة لأن أي زيادة غير مدروسة ستلهب بشكل غير مباشر الأسعار، وتنعكس سلبا على كل القطاعات والمواطنين. ويجب أن ننظر الى ما يجري في العالم من أزمات اقتصادية، حيث تتطاير آلاف المليارات في بعض البلدان، لذلك يجب ألا نتخذ قرارات نندم عليها في ما بعد".

استقبالات: وكان الرئيس السنيورة استقبل سفير المغرب علي أومليل وعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

والتقى رئيس الجامعة الأميركية الدكتور بيتر دورمان في زيارة بروتوكولية.

وعرض مع وفد من الجمعية الخيرية لرعاية أطفال المسلمين برئاسة المحامي عصام بعدراني لنشاطات الجمعية.

كذلك التقى الهيئة المنظمة للاتصالات برئاسة الدكتور كمال شحادة الذي قال بعد اللقاء: "اجتماعنا مع الرئيس السنيورة هو اجتماع دوري لاطلاعه على ما تقوم به الهيئة، وقدمنا اليه التقرير السنوي وأكدنا جهوزية الهيئة لإعادة إطلاق خصخصة الخلوي والترخيص لشركة اتصالات لبنان وإطلاق عملية التراخيص الرزمة العريضة كما جاء في البيان الوزاري". وعرض مع وفد من حكومة الظل الشبابية لأعمال حكومة الظل ونشاطاتها.

 

رئيس البلاد يحزم حقائبه استعدادا للسفر الى نيويورك ومنسوب الحديث عن المصالحات واللقاءات يرتفع

8آذار تتحدث عن مرحلة تقطيع الوقت وحزب الله يتحضّر للقاء قريب مع "المستقبل"

المركزية - فيما يستعدّ رئيس البلاد لحزم حقائبه تحضيرا للسفر الى الولايات المتحدة الاميركية لالقاء كلمة لبنان في نيويورك والاجتماع بالرئيس جورج بوش، يظل الترقب سيّد الموقف لما ستؤول اليه المساعي والاتصالات الجارية على اكثر من صعيد للجم التوتر الامني الذي شهدته البلاد اخيرا وضبط الوضع من خلال تنفيذ سلسلة تدابير اتخذها مجلس الوزراء ومجلس الامن المركزي اخيرا. ودرءا لاي فتنة تحاول من حين الى أخر ان تطل برأسها من بعيد، يرتفع منسوب الحديث عن مزيد من المصالحات واللقاءات لجمع ما ابعدته السياسة ولتنفيس الاجواء المشحونة والاحتقان السائد في النفوس ما يريح الساحةويحصّنها امام الاخطار.

وفي هذا الاطار تكثفت في الساعات القليلة الماضية الاتصالات تحضبرا للقاء بين مسؤولين من حزب الله وتيار المستقبل، فيما ظلت الجبهة على المقلب المسيحي تلملم جراحها وسط تمنّ على البطريركية المارونية القيام بمبادرة عاجلة لجمع الاقطاب المسيحيين المتخاصمين، في حين ترتفع الاصوات المطالبة بأن يرعى رئيس الجمهورية هذه المصالحة المسيحية في قصر بعبدا.

8 آذار وتقطيع الوقت: ولاحظت قوى 8 آذار وجود زحمة مشاكل، وقال مصدر فيها لـ"المركزية" انه يشتمّ لعبة ما في موضوع الانتخابات، متخوّفا من حصول أمر ما لا طاقة للبنان على تحمّله، سائلا: ما الذي سيحصل عندئذ في الموضوع الانتخابي؟

واذ اشار المصدر الى ان المرحلة هي مرحلة تقطيع الوقت والعمل على تفادي استدراج المشاكل، من الآن وحتى رحيل الادارة الاميركية، لذا علينا توقّع بقاء الامور على حالها والمهم ان لا ننجرّ وراء المؤامرات وان نعمل على اجهاض اهدافها مثل حادث اغتيال صالح العريضي، ما بسمح بتقطيع الوقت بأقل ضرر ممكن.

وأدرج المصدر لقاء الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المرتقب مع رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري ضمن هذا السياق.

حزب الله: الى ذلك، أكد قيادي بارز في حزب الله لـ"المركزية" ان لقاء ثنائيا سيعقد في غضون الايام القليلة المقبلة بين حزب الله وتيار المستقبل، وسيكون لقاء أوليا يمكن ان يمهّد للقاء السيد نصرالله والنائب الحريري.

وأكد القيادي ان نية الحزب جادة وحقيقية في التوصل الى تهدئة الاوضاع واجراء المصالحات وتشجيعها في كل المناطق للوصول الى اجواء مؤاتية حتى يستطيع ان ينتج الحوار تفاهمات سياسية تقود البلد الى الاستقرار والهدوء والى انتخابات ديموقراطية هادئة.

وأكد القيادي في الحزب حتمية اجراء الانتخابات النيابية وقال ان قانون الانتخاب سيبصر النور والانتخابات النيابية ستحصل.

تيار المستقبل: في المقابل اوضحت مصادر قريبة من رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري ان ابواب قريطم مفتوحة امام الجميع وقد تبلغت قيادة حزب الله بذلك منذ مدة بعدما تبين ان ثمة رغبة من جانبه بارسال وفد نيابي للقاء الحريري. وأشارت الى ان لا موعد محددا حتى الساعة لهذا اللقاء.

وأكدت استمرار التنسيق على المستوى القيادي بين مختلف مكوّنات قوى 14 آذار وخصوصا مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، معتبرة ان لا طابع استثنائيا للقاءات بين موفدي التقدمي والمستقبل. وأدرجت المصادر مصالحة الجبل بين التقدمي وحزب الله والحزب الديموقراطي في الاطار الميداني لضبط الاوضاع الامنية على الارض خصوصا ان اللجنة المشتركة المنبثقة من لقاء خلدة تعمل على مستوى مناطقي وطالبي، مؤكدة التفاهم والتنسيق التامين بين جنبلاط والحريري. وشددت المصادر على الموافقة الكاملة من أطياف 14 أذار كافة على حركة المصالحات وتثبيت السلم الاهلي شمالا وبقاعا وجبلا، معتبرة ان الحزب التقدمي يؤدي دوره في هذا المجال وتحت المبدأ العام المتوافق عليه. وفي الجانب المتعلق بازالة الصور والشعارات أكدت المصادر التزام تيار المستقبل التام بالقرار والايعاز بوجوب التحرك في هذا المجال.

 

تحت عنوان "من يبدأ اولا" واعتبار الضاحية وطريق المطار خارج المعادلــة ازالة الصور والشعارات تبقى رهن القرار السياسي والحزبي

ولوج الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية يلزمه نزع فتيل الفتن وسحب السلاح

المركزية - فيما لا تزال البلاد تعيش تحت وطأة الحوادث الامنية المتنقلة التي ترفع بشكل دوري منسوب القتلى والجرحى على خلفية اشكالات تعكس حال الانقسام الحاد بين القوى السياسية في ضفتي الموالاة والمعارضة، عاد الحديث بقوة في الاوساط السياسية حول ضرورة ازالة كل مظاهر الاستفزاز المتجلية بصور الزعماء والشعارات الاستفزازية بعدما تبين انها تشكل عاملا رئيسيا في نشوب الحوادث وخصوصا ان البلاد باتت على قاب قوسين من مرحلة الانتخابات النيابية واجواء الصراع المستفحل بين القوى. واعتبرت الاوساط ان ازالة الصور تشكل اول خطوة في سلم المصالحات واجواء الوفاق اذا كانت النيات متوافرة، خصوصا بعد اتفاق الدوحة الذي اسس لمرحلة جديدة من التعاطي يفترض معها العمل على قيام الدولة القوية والقادرة، الا ان الاوساط ترى ان سلوك القوى السياسية المهادن والهادىء بعد الدوحة يخالف تماما سلوكها الفعلي راهنا لما لكل منها من حسابات خاصة تذهب ابعد من تلك المتصلة بالمرحلة الآنية وتتطلب منها تعزيز حضور قادتها وزعمائها عبر رفع صورهم لما لها من رمزية في الاوساط الشعبية.

واوضحت انه على الرغم من حركة الاتصالات الناشطة بين مختلف هذه القوى عبر الاجهزة الامنية او المستشارين والتي افضت الى شبه قناعة معلنة بوجوب تنظيف بيروت الكبرى من الصور والشعارات تمهيدا لاعلانها لاحقا مدينة منزوعة السلاح، الا ان الافعال لا تعكس الاقوال بحيث استمرت هذه الصورة وخصوصا في المناطق التي شهدت اضطرابات امنية، متربعة على عروش المباني السكنية والاعمدة ووسط الشوارع. وتساءلت كيف السبيل الى ولوج حوار يبحث الاستراتيجية الدفاعية للدولة في ظل استشراء السلاح في ايدي المواطنين وبطريقة عشوائية بحيث بات يستسهل استعماله عند كل اشكال ملاحظة ان نزع السلاح يستلزم قبله الشروع في خطوة ازالة الشعارات الامر الذي كانت وزارة الداخلية قد تنبهت اليه وبدأت العمل على اعداد خطة لتنظيم الاعلانات على الطرقات بحيث يحظر لصق الصور او الشعارات عشوائيا ويتم حصرها باللوحات المخصصة لذلك من قبل البلديات.

وفي رأي الاوساط السياسية ان الوقت راهنا ليس لمصلحة قرار ازالة الشعارات من وجهة نظر الاطراف السياسية في ظل تقدم العنوان الامني نتيجة تداعيات الحواث المتنقلة وان ارضية هذا القرار ليست جاهزة بعد لتلقفه في انتظار لحظة الوفاق الحقيقي التي يبدو انها لا زالت حتى الآن بعيدة، معتبرة ان التلطي وراء بعض الحجج لم يعد مقنعا وخصوصا بالنسبة الى الدعوات المتبادلة لاتخاذ الخطوة الاولى في هذا الاتجاه او التذرع بوجوب اقتناء السلاح دفاعا عن النفس الامر الذي جعل الجميع فوق القانون وبات يطرح السؤال الملح: من يحمي من؟ ودعت الاوساط الاجهزة المعنية الى وجوب اصدار قرار يقضي بتجميد مفعول رخص حمل الاسلحة على الاراضي اللبنانية كافة التزاما بمقررات الدوحة ووضع قيود وضوابط بحق المخالفين وصولا الى مرحلة يستعيد معها لبنان دوره كدولة حضارية.

طريق المطار والضاحية: في هذا الوقت رأت اوساط سياسية بيروتية من فريق الغالبية ان العائق الوحيد الحائل دون تطبيق قرار ازالة الصور من العاصمة هو رفض احزاب المعارضة وتحديدا حزب الله اعتبار طريق المطار ومنطقة الضاحية الجنوبية من ضمن بيروت الكبرى وعدم شمولها بالقرار الامر الذي رفضه نواب بيروت من منطلق سريان مفعول القرار على مختلف مناطق بيروت الكبرى من الدامور حتى نهر الكلب وعاليه واطراف المتن.

عين التينة: في المقابل، اكدت مصادر عين التينة ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان السباق في الدعوة الى ازالة التوتيرات من النفوس وخصوصا تلك التي تبدأ من على الارض من صور وشعارات وحتى مراكز حزبية. وشككت المصادر في التزام الافرقاء بهذه الخطوة وقالت ان الرئيس بري لا يعول على نجاحها لانه يرى فيها عوامل استثمار حزبية وانتخابية ومن الصعب على المعنيين التخلي عنها بسهولة طالما لبنان يعيش دوامة العنف المتنقل بين مناطقه واحيائه ولا يسمح له بالراحة المطلقة التي توفر انتقاله من حال الساحة الى وضع الدولة المكتملة السيادة والهانئة والمستقرة.

وختمت الاوساط السياسية بالتأكيد على وجوب تحويل طريق المطار الى واحة تعكس الصورة الحضارية للبنان من خلال استبدال صور الزعماء بصور للمواقع الاثرية اللبنانية وزرع الاشجار والزهور على ضفتي الاوتوستراد مساهمة في تعزيز السياحة وانمائها.

 

 الادارة تبت الاثنين تقصير المهل لرؤساء البلديات وترفـــع

المركزية - علمت "المركزية" ان لجنة الادارة والعدل سترفع الى رئاسة مجلس النواب مشروع القانون الانتخابي قبل 25 الجاري على ان تبت نهائيا بمسألة تقصير مهلة ترشيح رؤساء البلديات من سنتين الى ستة أشهر في جلستها يوم الاثنين المقبل. وكانت اللجنة اقرت اليوم مبدأ الاقتراع في يوم واحد، كما اقرت حق المغتربين اللبنانيين بالتصويت في الدول التي يقيمون فيها على ان يبدأ تطبيقه في العام 2013 . وقالت اوساط اللجنة لـ "المركزية" ان اقرار مبدأ الانتخاب في يوم واحد هو مبدأ اصلاحي اساسي وشكل تحديا بالنسبة للجنة كما للوزارات المعنية من دفاع وداخلية. أضافت: بعد الحصول على جواب وزارة الداخلية منذ اكثر من عشرة ايام وتأكيد قدرتها على إجراء الانتخابات النيابية في يوم واحد، وتأمين المطلوب منها في هذا الاطار، أتى جواب وزارة الدفاع بالايجاب وتم ابلاغه الى وزير الداخلية، وجاء فيه ان وزارة الدفاع ستتكيّف مع احتياجات العملية الانتخابية . وشددت الاوساط على ان هذه المسألة هي اصلاحية بامتياز بعدما كانت الانتخابات تتم على مدى اربعة او خمسة أسابيع. وعن اقتراع غير المقيمين اوضحت ان البحث بالموضوع تأجل في الجلسة السابقة بناء على اقتراح يقضي بالانتظار مهلة يومين لوضع تصور عملي لاقتراع غير المقيمين، والاجواء كانت توحي بعدم امكان افساح المجال امام المقيمين في الخارج لممارسة حقهم الانتخابي.

ولفتت الى ان الاقتراح قضى بالانتظار يومين لمعرفة امكانات وزارتي الخارجية والداخلية، على رغم ان جواب الداخلية قال ان في استطاعتها توفير الامكانات لهذه العملية". وقالت ان الصورة كانت لا تزال غامضة لدى وزارة الخارجية، علما انها لا تمتلك تصورا عمليا لاعطاء أجوبة واضحة. وذكرت الاوساط بأن الذين كلفوا بتقديم التصور هم النواب بهيج طبارة وابراهيم كنعان ونعمة الله ابي نصر، بناء لطلب من النائب كنعان. وقالت ان النواب الثلاثة تقدموا في هذه الجلسة بهذا الاقتراح ودار نقاش مستفيض حوله. وفي النهاية تم اعتماد المبدأ والآلية المقترحة التي تمكّن المغتربين على الاقل من ن ينتخبوا في مكان اقامتهم وحيث يتاح اجراء انتخابات. وأشارت الى انه في ضوء جواب وزارة الخارجية بعدم القدرة على توفير كل مستلزمات تأمين العملية الانتخابية خارج لبنان في دورة انتخابات العام 2009، اقرت اللجنة المبدأ والآلية لكن في الاحكام الختامية وبناء على امكانات الداخلية من الممكن ان يكون التطبيق في الدورة المقبلة، مشيرة الى تشريع سينظم عملية الانتخاب في الخارج.

 

مصالحات الجبل اللبناني ... «مكر متبادل»     

حازم الأمين /الحياة

لن تكون مهمة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والمتمثلة في الانتقال السريع الى موقع مختلف في الأزمة اللبنانية، سهلة هذه المرة. فالعقبات كثيرة، ومنها ما هو مرتبط بجنبلاط وقاعدته، ومنها ما هو مرتبط بانعدام الثقة به في الطرف الذي يسعى جنبلاط الى الاقتراب منه. فالقاعدة الجنبلاطية ما زالت مستنفرة في وجه «حزب الله»، والدليل على ذلك السهولة التي يمكن ان يتفجر بها أي إشكال في مناطق الاحتكاك بين نفوذي حزب الله وجنبلاط، ولن يتمكن الزعيم الدرزي من تسويق اقترابه من «حزب الله» بسهولة في هذه البيئة. وهو أمر مهم خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية التي تتطلب التحالفات فيها قدراً من الثقة بين القواعد المختلفة التي من المفترض ان تصوّت للوائح نفسها. اذ ان ما جرى في الجبل وفي محيطه في ايار (مايو) الفائت من وقائع دامية لن يساعد إطلاقاً على وجود تفاهمات انتخابية خارج قاعدة الانقسام التقليدية الراهنة في لبنان، أي 8 و14 آذار.

وما يمكن رصده على هذا الصعيد في الأجواء «الاشتراكية» يعزز هذا الافتراض، فقواعد جنبلاط تتعاطى مع تحول خطابه على انه خطوة تكتيكية موقتة لا بصفته تحولاً كبيراً بدأه جنبلاط في أعقاب أحداث 7 أيار، وهي، أي هذه القواعد، غير ملتزمة بميول جنبلاط وبحساباته المستجدة إلا من باب الدعوة الى تفهم المخاوف التي تعتريه، وهو أمر لا يصنع تحالفات في لبنان. يشعر متحري أصداء الخطوات الجنبلاطية في البيئة «الجبلية» ان ثمة مساراً معاكساً تماماً لسعي رئيس الحزب الاشتراكي، اذ ان المخاوف متزايدة هذه الأيام، وتشير تقديرات الى ان هناك استعدادات «غير تقليدية» لاحتمالات تجدد المواجهات التي حصلت في أيار الفائت. وذلك كله يحصل في موازاة «المصالحات» التي باشرها الحزب الاشتراكي وحزب الله برعاية الوزير طلال ارسلان.

أما الصعوبة الثانية في وجه «التحول» الجنبلاطي فهي أشد دلالة، وتتمثل في الجهة المقابلة التي يسعى جنبلاط الى محاكاتها في تحوله، وهي تحديداً «حزب الله»، او بالأحرى القاعدة الاجتماعية والطائفية لهذا الحزب. فمن يعرف قليلاً عن المشاعر السائدة في هذه البيئة حيال جنبلاط يدرك حجم الصعوبات التي يمكن أن يواجهها «حزب الله» في حال رغب في أن يلاقي جنبلاط على نصف الطريق أو حتى على ربعه، ناهيك عن انه من الصعب الاعتقاد ان «حزب الله» بصدد قبول عروض جنبلاط بعد سنوات من الخصومة المريرة، من دون أن يعني ذلك تعاليه عن توظيفها.

ثم انه كيف يمكن الاقتراب من «حزب الله» أو من أطراف حليفة أخرى له من دون أن تلتقط هذه الأطراف ضوءاً أخضر سورياً يتيح لها الاستجابة. فجنبلاط يدرك قبل غيره ان أي اقتراب من الموقع الذي تمثله القوى القريبة من سورية سيبقى ناقصاً ويتيماً من دون الاقتراب من سورية نفسها، وهي ليست اليوم في وضع صعب يدفعها الى قبول ذلك من دون أثمان كبرى.

على رغم كل ذلك يحث جنبلاط الخطى باتجاه تحالف ما كان يسمى المعارضة. الثقة منعدمة مع مختلف اطيافها، لكنه يحث الخطى. والأرجح ان الانتخابات النيابية هي التي تلوح خلف المشهد «التصالحي» في الجبل. فثمة دائرتان انتخابيتان تتداخل فيهما مصالح جنبلاط وحزب الله، وفيهما لن يكون ثمة اثر يذكر للخيارين السياسيين المتمثلين بـ14 آذار و8 آذار. يسلف جنبلاط مقعد ارسلان في منطقة عاليه التي يتمتع فيها بنفوذ واسع للمعارضة، وفي مقابل ذلك يهدي حزب الله المقعد الدرزي في بعبدا لجنبلاط، على ان يتم ذلك من خارج التحالفات المعلنة. هذا احد السيناريوات، وثمة تفسيرات اخرى مشابهة لما يجرى من «مصالحات» لا يبدو حتى الآن انها اكثر من تسويات انتخابية.

لكن ما يلفت في هذه «المصالحات» السهولة التي ينتقل بها أطرافها من ذروة التحريض والحقن الى ميل لعقد تسويات لا تراعي مستويات الاحتقان الناجمة عن هذا الحقن. ولطالما حسد الزعماء اللبنانيون وليد جنبلاط على قدرته هذه، فبحسب هؤلاء تتيح طبيعة الزعامة الجنبلاطية حركة من هذا النوع، وهو امر ما زال قائماً على رغم المسافة الهائلة بين المشاعر الجنبلاطية وبين خطوات المصالحة، اذ لطالما يُرصد في أوساط هذه القاعدة ميل الى التسامح مع خطوات البيك من دون ان يعني هذا الميل تطابقاً في القناعات ولا حتى في النيات.

حزب الله بدوره اكتسب بعضاً من فضائل هذه المعادلة، فالقاعدة الاجتماعية والطائفية التي يمثلها لا يبدو انها تقيده بشروطها، وهي تـتـيح له مقـداراً كبيـراً من التحـرك خارج دائـرة ميـولها وتمنـيـاتـها. فبـ «مصالحات» الجبل لا يحاكي حزب الله مشاعر القاعدة التي يمثلها، وهو كان ساهم في «أبلسة» خصومه في وعي قاعدته ثم عاد وقبل في أقل من اسبوع بأن يكون مشاركاً في حكومة كان رئيسها «عميلاً» و«متآمراً» على المقاومة وعلى «مجتمعها». ولم يؤد ذلك الى أي مساءلة له من هذا المجتمع الذي تعرض لـ«مؤامرة» من حكومة عاد حزب الله وقبل بأن يشارك فيها.  «المصالحات» في الجبل في هذا المعنى ليست أكثر من «مكر متبادل»، وتغلفها مصالح انتخابية، في حين ما زال الاستعداد مستمراً لمسارات غير «تصالحية». وطرفا «المصالحات» يدركان من دون شك الحقائق الفعلية التي تجرى خلف الاجتماعات، لكنهما يدركان أيضاً ان هذه الاستعدادات المتبادلة ليست خروجاً عن سياق رسماه لمصائر «المجتمعين» اللذين يمثلان. 

 

مقابلة من الشراع مع رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون

عون يخطط لتطيير سليمان

بوجود شخص مثل ميشال عون لا يمكن حصول أي اتفاق مسيحي

رأى رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ان هناك موضوعاً اساسياً مطروحاً على الحوار وهو بناء الدولة القوية، مشيراً الى ان هناك طرفاً من اللبنانيين لا يريد هذه الدولة وقد استخدم سلاحه في الداخل لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها بالطرق السلمية والديموقراطية.

((الشراع)) التقت شمعون وأجرت معه الحوار التالي حول طاولة الحوار وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية:

# الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية ينطلق اليوم، ماذا تتوقع؟

- يجب ان يكون هناك حوار لبحث موضوع واحد اساسي وهو بناء دولة قوية محترمة، ولا يجب ان يكون حواراً لتقطيع الوقت وترقيع الامور من هنا وهناك، فالحوار اذن يجب ان يكون جدياً بعد كل ما حصل في البلد، خاصة وأن هناك حواراً قد حصل من قبل ولسوء الحظ مقررات كثيرة منه لم تنفذ، الى ان حصل ما حصل وأجبر اللبنانيون على ان يذهبوا الى قطر، وهذه اهانة للشعب اللبناني؟ وشكراً لقطر لأنها استقبلتهم، لكن ان يجبر اللبنانيون على الذهاب الى قطر هو إهانة، وإهانة للبنان وللشعب اللبناني ان نلجأ الى دولة ولدت امس، دولة حديثة لتكون هي الحكم بيننا ولتصالحنا كالأولاد الصغار، ومن بعد ذلك وبعد الذهاب الى قطر واتفاق الدوحة عدنا الى لبنان وقمنا بحرب اهلية في شوارع بيروت وسعدنايل وتعلبايا وطرابلس الخ.. والسلاح الذي يجب ان يكون سلاحاً ضد العدو تم تحويله الى الداخل لتحقيق مصالح ومكاسب سياسية بعد الفشل في تحقيق تلك المكاسب بالطرق السلمية الديموقراطية، واليوم يبدأ الحوار فهل كان من ضرورة للحوار لو لم يتم استخدام السلاح ويحصل ما حصل في احداث ايار/مايو لا، ونحن لدينا مبدئياً مؤسسة اسمها مجلس النواب التي يفترض ان يحصل فيها أي حوار!

وطاولة الحوار اليوم اصبحت وكأنها مؤسسة ضمن الدستور، أي عندنا مجلس الوزراء ومجلس النواب وعندنا طاولة حوار!! فالحوار يكون في الحكومة او مجلس النواب، ولكن ماذا نفعل الآن؟ نأتي بمؤسسة اخرى غير دستورية ونجعلها هي الاساس، وهذا لا يجوز، فلا يجوز ان يكون هناك طاولة حوار في الاصل لأن لدينا مؤسسات دستورية، ففي المرة الاولى حصل الحوار وقالوا هناك اسباب خارجية وظروف بعد ثورة الارز وما رافق تلك المرحلة، حسناً عقدت طاولة الحوار حينها، ولكن ما حصل؟ هناك من ذهب وفتح حرباً على حسابه، وتسبب بالنتائج الكارثية على لبنان سواء الخسائر المادية او البشرية.

# وكأنك لا تتوقع ايجابيات من هذا الحوار؟

- قلت الاساس هو بناء دولة قوية، ولكن كيف يمكن بناء دولة قوية، وهناك من يرفض هذه الدولة من اللبنانيين وهم يقيمون دولة ضمن الدولة، وأمس اطلقوا النار على مروحية عسكرية للجيش اللبناني، وهذه الحادثة تؤكد ان هناك من لا يريد دولة قوية، ولذلك اذا سألتني عن الحوار فجوابي هو انه نسبة الى ما حصل في البلد بعد الحوار الاول، ومن ثم ما حصل بعد مؤتمر الدوحة، فلا شيء يدعو لكي نأمل بأن هذا الحوار سيعطي نتيجة او انه سيعطي النتيجة التي ينتظرها اللبنانيون بدءاً من رئيس الجمهورية و((بالنازل)).

# امس حصلت مصالحة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي هل فاجأكم ذلك؟

- لا.

# كنتم بالاجواء قبل حصولها؟

- وضعونا بالصورة، ولم يفاجئنا الامر لأنه يجب الا ننسى ان هناك دماً أريق في الجبل بين حزب الله وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، بل بين حزب الله وبين الطائفة الدرزية ككل، لأن من قاتل ليس الحزب التقدمي وحده بل كل الدروز والشيخ صالح العريضي تبين رغم انه حليف حزب الله في السياسة، تبين انه قاتل ضد حزب الله في الجبل دفاعاً عن ارضه، وربما هو قتل لهذا السبب! فإذن هذا الدم بين الطرفين يجب ان يتم احتواء سلبياته ونتائجه السيئة، وتلك المحاولة في المصالحة تهدف الى ذلك.

# لكن المصالحة تستند الى مواقف وتوجهات سياسية جديدة للنائب وليد جنبلاط؟

- ما المواقف الجديدة، جنبلاط كل عمره كان مع المقاومة وأنا شخصياً كنت اختلف معه على هذا، لأني كنت ضد المقاومة، ولأن المقاومة يجب ان تكون تحت سقف الدولة وليس فوقه، وحين تصبح المقاومة فوق الدولة تصبح غير شرعية وأنا ضدها، اما وليد جنبلاط فكان الى جانب المقاومة والحكومة والبيان الوزاري للحكومة الاولى بعد انسحاب الاحتلال السوري كان يؤيد المقاومة، وأنا شخصياً لم اكن مقتنعاً بذلك، اذن وليد جنبلاط كان مع المقاومة وحزبه قاوم الاسرائيليين في اجتياح 1982، فما الذي تغير اذن؟ وما الجديد؟ هو ((ضدهم)) في بعض القضايا السياسية! نعم هو ضدهم ونحن في لبنان لا احد يستطيع ان يفرض بالقوة على الآخرين سياسته، وقد مررنا سابقاً بتجارب، فمثلاً حين حاول ميشال عون ان يفرض سياسته سواء كان على حق ام على باطل رأينا النتائج.

# اذن بشكل عام تعتبر النائب جنبلاط ما زال في مكانه ولم يتغير لديه شيء في التوجهات السياسية؟

- انا يهمني التوجهات الاساسية عند وليد جنبلاط، توجهاته الاساسية هي انه يريد لبنان سيداً حراً.

# لكن هناك المقاومة وسلاحها وبقاء هذا السلاح؟

- المقاومة وسلاحها.. هناك الحوار ويجب ان يكون هذا الامر تحت تصرف الدولة اللبنانية، ولا يمكن لأي طرف ان يبقى وحده من يتخذ القرار بفتح المعارك، واستخدام السلاح في الداخل، وكل سلاح يجب ان يوضع تحت إمرة الدولة اللبنانية، فهذا كله غير مسموح، وجنبلاط ما زال ضمن مبادىء 14 آذار/مارس ولم يخرج منها.

# هناك حركة تقارب ومصالحات بين أطراف عدة خاصة بين حزب الله والحزب التقدمي، وهناك مساع جارية للمصالحة بين حزب الله وتيار المستقبل، والنائب سعد الحريري خطا خطوات مهمة على صعيد الانفتاح والمصالحات داخل الطائفة السنية، لماذا القوى المسيحية في فريق 14 آذار تبدو وحدها خارج إطار هذه المساعي وما يحصل من تقارب؟

- هناك طاولة الحوار، والكل فيها، وما حصل بين حزب الله والحزب التقدمي من لقاءات قلت سببها ان هناك دماً بينهما، فحزب الله هاجم منطقة الجبل وقصفها بالمدفعية بينما في المناطق المسيحية لم يحصل ذلك، فلا داعي لمثل هذه اللقاءات الثنائية.

# لم يحصل ذلك في المناطق المسيحية لأن هناك تفاهماً مع التيار الوطني الحر والعماد ميشال عون؟

- عون يقول ذلك ويريد ((ثمنها))، ويربحنا جميلاً بأن حزب الله لم يهجم علينا لأن هناك تفاهماً معه! لكن من ناحية ثانية ومع احترامي لميشال عون فإن حزب الله ما كان باستطاعته أن يفتح معركة أيضاً مع المناطق المسيحية لأنه لا يستطيع أن يفتح حرباً مع الجميع، على الدروز والمسيحيين والسنّة، عسكرياً لا يستطيع مع احترامي لكل ما لديه من قوة! و((بلا تربيح جميلة من عون)) ليسمح لنا.

# إذا استمرت المصالحات اللبنانية الداخلية قائمة وتتطور باتجاه المصالحة مع سوريا، ما سيكون موقفكم كقوى مسيحية في 14 آذار؟

- ذهب رئيس الجمهورية إلى سوريا، ولو لم نكن نريد ذلك لما ذهب إليها، لو لم نرد نحن ذلك كأكثرية في 14 آذار لم تحصل الزيارة، وأساساً نحن ولا مرة قلنا اننا لا نريد علاقات مع سوريا، علاقات ندية حسب الأصول، لا أحد منا في 14 آذار قال انه لا يريد ذلك ولا يريد علاقات حسن جيرة، لكن علاقات حسب الأصول، وقد ذهب الرئيس إلى سوريا وبحث مسألة العلاقات والتبادل الدبلوماسي ومسألة الحدود ومسألة المفقودين ونحن ننتظر ان يكون السوريون صادقين مع الرئيس ولكن للأسف بعد الزيارة جاء الرئيس السوري ليخبرنا كيف انه طلب من الرئيس اللبناني أن يُرسل الجيش إلى طرابلس لوقف الأحداث فيها، وهذا الأسلوب أو الطريقة في التعامل يدل على النيات السورية التي ما زالت تريد الاملاء والهيمنة على لبنان، وهو بذلك كأنه يقول للبنانيين نحن من يقول لكم ماذا يجب أن تفعلوا، وفي هذا عدم احترام لرئيس الجمهورية اللبنانية وعدم احترام للبنان وحتى لسوريا.

# كيف تفسر انه بعد هذا التصريح للرئيس الأسد حصلت التهدئة في طرابلس وانتهى الأمر؟

- هدأت لأن هناك مصالحة تمت، وهذه المصالحة كان يجري العمل عليها قبل حديث الأسد، وهو قد يكون أوعز لجماعته في الشمال بأن يمشوا بالمصالحة خوفاً من أن تتسبب المشاكل بين الطائفة السنية والطائفة العلوية في طرابلس بامتداد النار إلى سوريا ما قد يقوض في نهاية الأمر وحدة الدولة السورية.

# هل تؤيد المطالبات بتوسيع طاولة الحوار؟

- أنا من جهتي لو دعوني إلى طاولة الحوار لن أذهب.

# لماذا؟

- لأنني غير مؤمن بنتائجه، وفي الأساس كانت الدعوة لمن لديه تمثيل نيابي، ولا أرى هناك من ضرورة لتوسيع دائرته. ثم لماذا يتم توسيعها فإذا كان من هم الآن في الحوار لن يستطيعوا الوصول إلى نتيجة فهل إذا توسع الحوار نصل إلى نتيجة؟

# هناك من يدعو مجدداً إلى لقاءات بين الأطراف على الساحة المسيحية لتوحيد الموقف، هل من جديد؟

- من ومن؟

# قوى 14 آذار والعماد ميشال عون مثلاً؟

- نحن في الأساس لم يكن لدينا مشكلة مع العماد ميشال عون، لكنه هو من فتح على حسابه، وظن ان السير مع حلفاء سوريا يوصله إلى كرسي الرئاسة، ولكنه لم يصل إلى الكرسي! واليوم لا شيء يمنع ميشال عون، ونحن نعرفه ونعرف هواجسه بالكرسي، لا شيء يمنعه من أن يكون يخطط للانتخابات النيابية المقبلة بأن يحصل مع حلفائه على 75 بالمئة من عدد أصوات المجلس النيابي حتى يطعن بقانون انتخاب الرئيس سليمان ويطيره وليتم انتخابه هو.

# يخطط لتطيير رئيس الجمهورية؟

- لتطيير ميشال سليمان! وأنا متأكد من ذلك كما أراك وتراني الآن، وهذا أمر لا يفارقه فكيف يمكن أن يجلس معنا على طاولة واحدة، وقد كنا بالفعل نجلس معاً على طاولة واحدة، ولكنه أصبح يعطينا الأوامر حتى وهو في فرنسا، وحين لم نطع الأوامر انسحب وفتح على حسابه، وميشال عون لا نستطيع أن نمشي إلى جنبه، نستطيع أن نمشي وراءه ومن يفعل ذلك ويقول له ((أمرك سيدنا)) يقبل به عون وهذا ما هو حاصل الآن مع كل الذين يمشون وراءه، وهناك شخص لم يقبل أن يمشي وراءه وهو ميشال المر لأنه ((طنبوز)) مثله، فاختلف معه وخرج من تكتله. أما من تبقى كلهم يمشون وراءه ولا أحد يمشي إلى جنبه. فإذا أراد أن يجلس معنا فعليه أن يجلس معنا، لا ان نجلس ونقول له أمرك سيدنا، لذلك لا يمكن بوجود شخص اسمه ميشال عون أن يحصل اتفاق مسيحي – مسيحي لأنه يريد من الجميع أن يمشوا وراءه، وليس على الساحة المسيحية فقط بل على الساحة اللبنانية كلها.

# وحزب الله؟

- ما عدا حزب الله ولذلك وضع تفاهماً معه.

# ألا ترى ان الجميع مقبلون الآن على إجراء تفاهمات ثنائية في السر وفي العلن مع حزب الله؟

- كلنا نريد ان نعيش في هذا البلد، قد يكون هناك قسم منا يحبه اكثر من الآخرين او يغار عليه، كلنا نريد العيش سوياً، ولكن في ظل عدم وجود دولة قوية، هناك من يضطر للقيام بمصالحات وتفاهمات، وهناك ناس كثيرون من جمهور 14 آذار/مارس اصبح لديهم نوع من خيبة الامل ان فريق 14 آذار/مارس لا يقوم بالحرب على الآخرين كما يفعلون هم ولا يعتمدون منطق القوة، هذا موجود، ولكن في النهاية نحن ام الصبي، ونحن مجبورون في بعض الاحيان على تقديم التنازلات وبعض التراجعات لنحافظ على ما تبقى من البلد.

# الا تعتبرون انكم اخطأتم في الوجهة السياسية وفي إدارة الصراع الداخلي؟

- برأيي لا، وبشكل عام كانت تصرفات قوى 14 آذار/مارس تصرفات عاقلة، عاقلة، عاقلة.

 

"الادارة والعدل" أقرت مبدأ الاقتراع في يوم واحد وأجّلت مشاركة اللبنانيين غير المقيمين إلى انتخابات 2013

وكالات/أقرت لجنة الادارة والعدل النيابية في جلستها التي عُقدت اليوم في المجلس النيابي مبدأ إجراء الاقتراع في الانتخابات النيابية في يوم واحد في كافة المناطق اللبنانية، وذلك بعدما أكد وزير الدفاع الياس المر لوزير الداخلية زياد بارود استعداد قيادة الجيش للتكيف مع هذه الآلية.

كما أقرت اللجنة مبدأ مشاركة اللبنانيين غير المقيمين في لبنان بعملية الاقتراع وذلك في الدول المنتشرين فيها وفق آلية قدمها النواب بهيج طبارة وابراهيم كنعان ونعمة الله أبي نصر، إلا أن اللجنة أجّلت العمل بهذه الآلية إلى انتخابات العام 2013 في ضوء جواب وزارة الخارجية والمغتربين التي أكدت أنها غير قادرة على القيام بالإجراءات المطلوبة منها في سياق هذه الآلية في انتخابات العام 2009.

 

سعيد: لقاء "الإشتراكي" مع "حزب الله" ليس فك ارتباط عن "14 آذار"

وكالات/أكد النائب السابق فارس سعيد أن "الحزب التقدمي الاشتراكي" أبلغ الأمانة العامة لـ"14 آذار" مسبقاً بأنه سيتم لقاء مع "حزب الله".

ورأى في حديث الى صحيفة "الشرق الأوسط" أن "هذا اللقاء لا يشكّل أي إعادة تموضع أو فك ارتباط للنائب وليد جنبلاط عن "14 آذار"، معتبراً أن "من الطبيعي أن يقوم الإشتراكي بإنشاء شبكة أمان مع الطرف الذي اصطدم معه في 7 أيار ومن الطبيعي أن يستجيب "حزب الله".

 

معوض: الخروج عن منطق الدولة والعودة إلى منطق العنف هو خسارة لنا

وكالات/دعا عضو الأمانة العامة لـ"14 آذار" ميشال معوض إلى استكمال الاتصالات لتطويق حادثة بصرما أو اي اشكال آخر، معتبراً ان اي اقتتال مسيحي – مسيحي او خروج عن منطق الدولة هو خسارة للجميع. ورأى معوض، في حديث إلى "صوت لبنان"، ان المطلوب هو استكمال التوجه والتحلي بقناعة ان الخروج عن منطق الدولة والعودة إلى منطق العنف والدم هو خسارة للبنانيين. وذكّر ان المسيحيين حاولوا، في الماضي، الخروج عم منطق الدولة، لافتاً إلى ان الاقتتال المسيحي – المسيحي اضعف المسيحيين وعرّضهم للخروج من المعادلة الللبنانية، انطلاقاً من مجزرة مزيارة وصولاً إلى حرب الإلغاء، معتبراً ان كل هذا أدى إلى الويلات على المجتمع اللبناني. وشدد معوض على ضرورة ان يكون هناك اجماع، بغض النظر عن الخلافات العميقة السائدة، على رفض العنف والاحتكام إلى السلاح، داعياً إلى التعبير عن الخلافات سلمياً ديمقراطياً. واعتبر ان المطلوب وجود وسطاء، ان كانت بكركي او رئيس الجمهورية ولعب دورهم في هذا الموضوع، للتأكيد ان التوجه الذي تأسس له بعد الحادثة يستكمل بالعودة إلى القضاء دون وضع شروط عليه، مؤكداً ان الذي يريد وضع نفسه تحت القانون يجب ان يضع نفسه كلياً تحته دون اي شروط.

 

حزب الله يثأر لمقتل مغنية في عمليات غير معلنة

وكالات/كشفت صحيفة قطرية امس النقاب عن أن حزب الله اللبناني نفذ سلسلة عمليات للثأر لمقتل قائده العسكري عماد مغنية الذي تتهم إسرائيل بإغتياله . وكان حزب الله أعلن فى شباط أن قائده العسكري عماد مغنية قتل في انفجار وقع بحي كفر سوسة السكني بالعاصمة السورية دمشق واتهم الاستخبارات الإسرائيلية بالوقوف وراء عملية الاغتيال وهدد بالثأر. ونقلت صحيفة العرب القطرية عن مصادر في حزب الله وصفتها بالمطلعة قولها إن بعض هذه العمليات نجح، فيما فشلت عمليات أخرى وأن الحزب يفضل عدم الدخول في تفاصيل هذه العمليات أو الإعلان عنها لاعتبارات عديدة .

والرد على الاغتيال لن يكون بعملية واحدة بل قد يكون من خلال سلسلة عمليات تنفذ على فترة طويلة، وذلك نظرا للاعتبارات الأمنية والعسكرية التي يواجهها حزب الله منذ حرب تموز 2006 .ورفضت المصادر التعليق على التصريحات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون حول عمليات الخطف التي كان يحضر لها حزب الله في بعض دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية، لأن هذه التصريحات قد تهدف لجر الحزب إلى إطلاق مواقف وتصريحات تؤثر سلبا على أوضاعه، كما أن هذه التصريحات قد تكون بهدف إثارة المشكلات لأنصار الحزب ومؤيديه في هذه المناطق . وتضيف المصادر: ما تم تنفيذه من عمليات حتى الآن لا يوازي حجم عملية الاغتيال ولكنه يأتي في إطار تغيير أساليب العمل والرد ولإبقاء الإسرائيليين في حالة استنفار وقلق بانتظار العملية الكبرى التي ستكون بحجم الخسارة التي تعرض لها الحزب جراء عملية الاغتيال .

 

اندراوس: قرار التفجير بيد النظام السوري

طابوريان ينفس حقده بقطع الكهرباء عن بيروت

وكالات/لفت عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب انطوان اندراوس الى أن "قرار التفجير في أي منطقة عائد الى النظام السوري طالما أن السلفية من اختراعه وجند الشام أدواته و"حزب الله" ضمن خطه وسياسته". واعتبر أنه "طالما هنالك فريق من اللبنانيين قد باع وطنيته للجيران كإيران وسوريا فلن يكون لبنان أولاً عندهم أبداً بل سوريا أولاً أو ايران أولاً". ورأى في حديث الى "وكالة الأنباء اللبنانية" أمس، أن الوزير آلان طابوريان "ورث الحقد من (الرئيس السابق) اميل لحود، ضد بيروت وأهلها والسـّنة عموماً فجاءته الفرصة للتنفيس عنه، من خلال قطع الكهرباء عن العاصمة بيروت".

ونبه الى أن "هناك من يلعب بالنار وهذا سيلغي إمكانية حصول الانتخابات المقبلة ويؤدي إلى عدم إجرائها". ولاحظ أنه "من خلال خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" (السيد حسن نصر الله) نفهم أن اللعبة لا تزال تسير ضمن الإصرار على وضع الوضع الأمني كله تحت سيطرتهم، "يولعونه" ساعة يريدون و"يطفئونه" ساعة يشاؤون، وبالتالي يكون لبنان ورقة بأيدي سوريا وإيران"، سائلاً "كيف سيقوم نواب بيروت السـّنة بجولاتهم الانتخابية في الباشورة وزقاق البلاط، بعد ما رأينا ما حصل في الكورة وغيرها من المناطق اللبنانية؟". وقال: "لا مشكلة لدى سوريا في أن تكون الانتخابات دموية، لكنها اليوم تضع الأمور تحت سيطرة هؤلاء الذين يأتمرون بأمرها وتحركهم لإشغال الناس كما تريد، بحيث أنه متى وضع الجيش ودوره على الحدود يريدون إشغاله عنهم لتبقى المقاومة هي المسيطرة طالما أن الحل بين سوريا وإسرائيل هو على "الويتنغ ليست"". واعتبر أن أي موضوع في لبنان "قابل ليكون نهر بارد جديداً، طالما أن النظام السوري يحرِّك الأوراق التي يريد".

 

سنة على رحيل الأب والسياسي العريق انطوان غانم شهيد "الجمهورية".. والوطن المستباح

 عمر حرقوص

باستشهاد النائب أنطوان غانم قبل عام تأكدت صيغة عمليات الاجرام بحق سياسيي قوى 14 آذار، وتحديداً النواب في المرحلة التي كان يتم فيها التحضير لانتخاب رئيس للجمهورية. عمليات القتل الاجرامي هذه لم تتوقف منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده في عبوة موجهة في منطقة رأس بيروت في العام 2004، لتكتمل أكبر فصولها في التفجير الذي استهدف الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت وما تلاه من اغتيالات سياسية وعبوات متنقلة في المناطق.

مضى المجرمون في عمليات الاغتيال من دون توقف، باحثين عن أي فرصة للتخلص من أصوات الحرية في لبنان.كانت عملية اغتيال غانم العملية الحادية عشرة في عمليات الاغتيال السياسي، وقد نجحت في القضاء على قيادي في حزب الكتائب اللبنانية، في الوقت الذي كان سياسيو 14 آذار يخففون من تنقلاتهم إلى الصفر، ويمتنعون عن التحرك وحتى عن الاعلان عن أماكن إقاماتهم. وبهذه العملية سجّل الحزب خسارته المباشرة الثانية بعد استشهاد الوزير بيار الجميل رمياً بالرصاص.

كانت معركة شرسة بين العين والمخرز، كان القتل يواجه المؤمنين ببناء الدولة وسيطرتها على كل الأراضي اللبنانية في أي حركة يقومون بها. لم يستطع المجرم انهاء حق اللبنانيين بالحرية والسيادة والاستقلال. الاستقلال الذي حصلوا عليه بنضالهم السلمي، فجرب بسبل متنوعة القضاء على الحركة الاستقلالية وإنهاءها عبر مجموعة كبيرة من الضربات المتتالية للقضاء على من أخرج لبنان من الوصاية بعد 30 عاماً من الوصاية على لبنان.

لم تكن دماء الشهيد وليد عيدو قد جفت بعد حين استشهد انطوان غانم، وكذلك دماء شهداء الجيش في معركة نهر البارد، حيث سقط نحو مئتي جندي دفاعاً عن لبنان في وجه أدوات مخابرات "الشقيقة". انه لبنان الذي يستيقظ كل مرة على شهداء جدد، كل مرة بصورة مختلفة.

رحل الاحتلال السوري فظن اللبنانيون ان القتل توقف وأن مسيرة بناء الدولة العصرية اللاطائفية أصبحت على السكة، لكن ما حصل بعد استشهاد سمير قصير أثبت ان المجرم لا يزال يحلم بنبع الأموال الذي اعتاد النهل منه في لبنان. وقف قادة 14 آذار في الكنيسة يؤبنون الشهيد انطوان غانم كأنهم يؤبنون أنفسهم.صاروا هم الشهداء في حياتهم، مع ان ثقافتهم وهدف عملهم بناء الوطن وليس احياء منطق الموت. خرجوا مع الجنازة يحملون صورة رفيقهم وكأنه موجود بينهم.

عند وقوع كل انفجار كان اللبنانيون يعلمون ان عبوة اصطادت سياسياً من قوى 14 آذار، وكانوا يتساءلون دوماً عن سر سكوت الطرف الآخر عن موت نصف لبنان في هذه المجزرة، فيما كان أي قرار حكومي للدفاع عن الوطن كفيل بتحريك كل الأجهزة غير المرئية إضافة إلى العسس الليلي وكلاب الحراسة لاحتلال بيروت كما حصل في السابع من أيار. أكثر من نصف المجلس النيابي كان ولا يزال معرّضاً للقتل، بكل أنواع الاغتيالات، من الشائعات إلى الرصاص والعبوات الناسفة، زد عليها الآن القتل عبر محاولات اشعال حروب أهلية متنقلة في المناطق. وكله بهدف منع المحكمة الدولية من الوصول الى محاسبة المجرمين.

الاربعاء 19 أيلول 2007 قبل أيام من الجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية، الجلسة التي لم تعقد، صوت انفجار ضخم سمع صداه في كل بيروت. انفجار كبير ذهب ضحيته النائب الشهيد غانم ومعه استشهد خمسة من مرافقيه والمواطنين الأبرياء. الانفجار أغلق منطقة سن الفيل وحرش تابت، فيما انتشرت بسرعة تسميات محتملة للشهداء، وكل الأسماء التي طالتها الشائعات كانت لأحد النواب من قوى 14 آذار.

الانفجار وقع في الرابعة والربع، وبعد قليل بدأ الناس يتحدثون عن استشهاد النائب وعضو قيادة حزب الكتائب أنطوان غانم. كثيرون قالوا ان غانم خارج لبنان،لكن ساحة الانفجار كانت تحمل بصمات غدر جديد وتحمل جثة الرجل الذي غاب في المنفى وما ان وصل إلى بيروت حتى استهدفه القاتل، فسقط شهيداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.استشهد غانم في زمن عيد الصليب، وهو في موته كان يحمل ابتسامة على وجهه، الابتسامة التي فارقته يوم استشهد الوزير بيار الجميل، حيث أصيب بالحزن وبكى كثيراً في منزله لشهادة رفيقه في الحزب وابن أعز أصدقائه..

قبل مجيئه إلى لبنان طلب من ابنته التي كانت تزوره في المنفى الاجباري أن تكتب وصيته، حدد كل شيء من مراسم دفنه إلى ما يجب القيام به بعد الوفاة، كان يعلم ان عودته الى لبنان من أجل انتخاب رئيس للجمهورية هي دخول إلى الموت. كان يدرك انه مشروع شهيد كما غيره من قياديي قوى 14 آذار، وهذا ما حصل سريعاً. باستشهاده غاب 75 الف صوت انتخبوه نائباً في المجلس النيابي، كما غابت أصوات كثيرين قبل استشهاده، يوم بدأت الحرب على لبنان بعمليات الاغتيالات التي لم تتوقف.

بيانات الاستنكار من الأمم المتحدة ودول العالم والعالم العربي كانت كثيرة. ناس وقياديو وأحزاب 14 آذار علموا أن الخسارة أكبر من أن تعوّض، كمثل شهداء ثورة الأرز الذين ذهبوا في سبيل وطنهم. انتظر اللبنانيون انتخاب رئيس جديد للجمهورية بحثاً عن الأمل الذي كادوا يفقدونه بعد التمديد المشؤوم للرئيس إميل لحود، فأتاهم الرد باغتيال قانوني ونائب استقلالي ومدافع عن استقلالهم واجه مع رفاقه الاحتلال السوري للبنان.

الرئيس الأعلى لحزب "الكتائب" أمين الجميل ورفيق الشهيد أنطوان، طالب اللبنانيين كما في يوم استشهاد نجله بيار بأن يصلوا، ودعا إلى عدم الاستسلام للمجرمين فالرسالة وصلت واستلمها الشعب اللبناني. وشدد على أهمية استمرار المقاومة السياسية ضد قوى الشر التي تحاول إركاع لبنان.

انطوان غانم الكتائبي كان أيضاً عضوا في "اللقاء الديمقراطي" النيابي، حيث اعتبر النائب وليد جنبلاط أن "الشر المستطير الذي وُعدنا به غافلنا". جنبلاط اتهم يومها النظام السوري بمحاولة ضرب الأكثرية النيابية على مشارف الانتخابات الرئاسية، ولفت الى أن قوى "14 اذار" ستقوم بواجب الانتخاب رغم الألم الشديد الذي هز لبنان بعد اغتيال النائب انطوان غانم.

ذهب انطوان غانم في الشهادة وترك خلفه إرثاً كبيراً من أحبة ينتظرون كل ليلة أن يقرع الباب ليكون هو واقفا هناك يلقي تحية المساء كمثل الأعوام الجميلة التي سبقت استشهاده.

لكل واحد من عائلة الشهيد انطوان غانم قصته مع عام على الشهادة.لكل واحد منهم أيامه الحزينة، وقصصه التي يرويها عن الأب والزوج الذي رحل وترك بينهم حبه ومحبة الناس له. محبة يرونها في عيون الآخرين لم تتوقف يوماً منذ عام، فيما لم يتخلّ أبناؤه عن حلم والدهم، ولا تركوا في البيت زاوية إلا وزرعوا فيها صورته وكلمات تخبر عنه.

زوجة الشهيد

تضع لولا غانم في المنزل صور الشهداء الذين سقطوا مع زوجها، انطوان ضو ونهاد غريّب وشارل شيخاني وعين الحياة دندش وسامية بارودي مدلج. تقول ان حياتها انقلبت يوم 19 أيلول وكذلك حياة أهالي الشهداء الآخرين.

تؤكد علاقة الحزن المشترك مع أهالي الشهداء، فهي تعرفهم جميعاً وبعضهم على معرفة شخصية بها قبل الحادث، فالخسارة كانت كبيرة جداً، فالعائلة تعرف خال الشهيد الشاب شارل شيخاني. تقول لولا "حملنا شموعاً مع عائلته يوم المسيرة التي أقامها أصدقاء شارل، وسرنا يجمعنا الحزن المشترك". وكذلك لولا هي على صداقة مع ابنة الشهيدة سامية مدلج منذ زمن بعيد بسبب عملهما في الجامعة اليسوعية. والعائلة تعرفت إلى الشهيدة عين الحياة أثناء معاناتها في المستشفى، بعد احتراقها بالكامل.

لولا تروي أن عين الحياة دندش كانت حاملاً،وحين علمت بفقدانها جنينها توفيت. صارت وعائلة عين الحياة على شراكة بمأساة كبيرة. مرافقَا الشهيد انطوان يسكنان ايضا في صور المنزل.لولا كمثل بناتها تبكي كلما تذكرت مأساة زوجها ورفاقه في الشهادة، الجامع بين العائلات صار كبيراً والمأساة مشتركة منذ جريمة 19

كلما تحدثت لولا وبناتها عن الشهيد انطوان غانم يبكين، فالمأساة التي مرّت قبل عام بالنسبة اليهن كأنها تمر اليوم.لم ينسين كلماته ولا أحاديثه، يتحدثن عنه كأسطورة مرت في حياتهن وبقيت محفورة في كل تفاصيلهم.

انطوان غانم الوالد والسياسي، كان رجل محبة واعتدال وسلام، كان يؤمن باختلاف الرأي وحق الآخر بالقول والعمل.لا يكفّر أحداً ولا يعادي أي شخص لا يتفق معه، كان يتعامل مع الناس بمنطق حل الأمور والمساومة ومنع الخلاف. كثيراً ما استغرب غانم عدم ايجاد حلّ للمشاكل السياسية، ففي رأيه ان شعوب العالم التي مرّت بمشاكل كبيرة استطاعت أن تتعلم من أخطائها، وكان يتمنى أن يتعلم الشعب اللبناني من أخطائه.

استشهد انطوان غانم لأجل لبنان، كمثل الكثير من الشهداء، قدّم نفسه على مذبح الوطن، كان يعلم أن المسيرة صعبة، والخسارة ثمن تدفعه الشعوب لتحصل على حريتها. وقف في كثير من المنابر أيام الاحتلال السوري مطالباً بانسحاب جيش "الشقيقة" من لبنان، بقي مع الطلاب في السابع من آب عام 2001، وكذلك في انتفاضة الاستقلال في ساحة الشهداء.

الابنة الكبرى للشهيد انطوان غانم، ومعلمة اللغة الفرنسية، بكت والدها وانهارت يوم انتخاب رئيس الجمهورية، حيث أحصي عدد النواب الموجودين بـ127 نائباً ليعلن اكتمال النصاب فيما غاب اسم النائب وصورة رقم 128 أي الشهيد أنطوان غانم.

لمنية ولدان. ابنتها رومي عمرها خمس سنوات، تعلم ان جدها استشهد، تسأل عنه دائماً وتبكي في كل مرة لا تجد جواباً عن غيابه. تشتاق اليه، فهو كان يزورهم كلما استطاع ليلاعبها وشقيقها.قبل استشهاده بفترة زار ابنته سريعاً، خلع سترته والكرافات ولاعب الولدين قليلا ومن ثم خرج من المنزل ليعود إلى عمله.

تقول منية إن الألم الذي عاشوه بعد استشهاد والدهم كبير جداً.هو كمثل الألم الذي يأكل من حياة العائلة، ومن يومياتها، ألم يدور باستمرار ولا يتوقف حتى هذه اللحظة. تخاف منية أن تلعن القاتل وتخاف أن تسامحه تعيش في وجع أن تتمنى للقاتل ما حصل لهم ولكنها تتراجع عن ذلك لأن خسارة والدها كانت صعبة ولا يمكن احتمالها.

تقول منية ان في صلاة الأبانا ترد جملة "واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا"، وتعتبر ان هذه الصلاة تمنعها من لعنة المجرم، ولكنها تعيش ألماً لا يوصف حين تتذكر والدها واستشهاده فلا يمكنها أن تسامحهم. تطلب الرحمة لمن استشهدوا معه، وتتمنى أن يأتي يوم ويعزى قلوب أهاليهم، وتكمل "الله يصطفل بالمجرمين".

حين تُسأل منية عن أولادها وهل يمكن أن تسمح لهم بالرحيل عن لبنان عندما يصيرون شباباً، تبتسم وتهز رأسها رافضة الفكرة من أساسها، فهي ابنة انطوان غانم الرجل الذي استشهد من أجل وطنه لا يمكنها التخلي عن حلم الوطن، فهذا خيانة بالنسبة اليها، ومساهمة بالجريمة المتمادية بحق مناضليهم.

ترى في المحكمة بلسمة لجراح العائلة وعائلات الشهداء جميعاً، فمن سقطوا مع والدها هم أبرياء وأناس أرادوا العيش بكرامة في وطنهم. والمحكمة بالنسبة اليها رادع للمجرمين ليوقفوا القتل وتعطي الاحساس بالأمان للبنانيين بعد سلسلة القتل التي لم تتوقف بحق الشهداء.

تقول منية أن والدها قتل عدة مرات، وذلك قبل إلغائه جسدياً.ألغي عبر الإشاعات التي تحدثت عن موته أو عن إصابته بمرض عضال واقتراب موته. وهذه الشائعات مرت في بعض وسائل الاعلام، وهي نقطة مشتركة بين شهداء انتفاضة الاستقلال. من الشهيد رفيق الحريري إلى الشهداء سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني و بيار الجميل ووليد عيدو.الشائعات كانت تسبقهم أو تلحق بهم فيقتلون مرتين أو أكثر.

كان الشهيد أنطوان غانم يتخطى المذهبية والطائفية في انتمائه للبنان، وهو لم يكن يفرّق بين اللبنانيين بانتماءاتهم الدينية، وبيته كان مفتوحاً كما مكتبه في حرب تموز لمن هربوا من منازلهم، فهو لم يكن يقبل أن يرى أصدقاءه مهجرين من منازلهم.

فيفيان

حين استشهد انطوان غانم، كانت فيفيان الابنة الصغرى للشهيد في المنزل. سمعت صوت الانفجار. كان أول ما خطر ببالها أن تطمئن على أصدقائها في منطقة بعبدا لأنها سمعت من الناس ان العبوة انفجرت هناك. أرسلت أكثر من سبع رسائل هاتفية لرفاقها تتمنى فيها السلامة لهم ولأهاليهم. بعد قليل بدأت الاتصالات ترد إلى البيت من الأصدقاء يسألونها عن والدها. كان الأمر عادياً ففي كل مرة كانت تقع عبوة أو اغتيال كان الأصدقاء يتصلون للاطمئنان.

كثرت الاتصالات ومن بينها اتصالات من المؤسسات الاعلامية، حينها أدركت ابنة الثمانية عشر عاماً ان الحياة بعد 19 أيلول غيرها قبل هذا التاريخ.

منذ استشهاد والدها وهي لا تحب سماع صوت الأخبار ولا سماع صوت الموسيقى التي تصدر عنها وخصوصاً صوت موسيقى الأخبار العاجلة.لم تعد تتابع النشرات الاخبارية فهي تتوقع الأخبار السيئة فيها.

فيفيان لا تقطع الأمل وتؤكد على ذلك في حديثها "الأمل هو أكثر شيء يبقى لنا من ذكرى أحبتنا، وعندما نفقده يذهب استشهادهم من دون أن يؤدي إلى شيء". تتذكر والدها في كل الأماكن التي تمر فيها وتعيشها، فهو كان يحمل صورة الوطن والحلم الذي يبقى مهما تغيرت الأمور فهو "استشهد لأجل وطنه، وحمله في قلبه طوال حياته".

رغم كل ما حصل قبل الجريمة من شائعات طالت والدها، وألم تلك الأيام والألم الذي تلا التفجير يبقى الأمل لديها كبيراً. لا تتخلى عن اشعال آمالها، فهي ترفض التفكير بشكل سيئ تجاه وطنها وتجاه الناس الذين تحبهم كما علمها والدها، "إذا فكرنا بشكل سيئ كيف سيكون وضع البلد، وماذا سنقول لشهدائنا".

ترى فيفيان والدها في كل شيء في حياتها "في المواقف الصعبة أفكّر فيه، وأكلمه كأنه موجود إلى جانبي، أردد اسمه ليساعدني في مواجهة الصعوبات". تتذكر فيفيان الكثير من اللحظات الجميلة التي رأته فيها كأب، تكر الدموع من عينيها، تقول ان البكاء يساعدها قليلاً، كلما غصت أنفاسها.

"أريده أن يكون فخوراً بي، وهدفي في الحياة أن يحس بالفخر أني ابنته" تقول فيفيان. فهو الأب الحنون وصورته لا تفارق مخيلتها، "كنت أحس بالأمان كأي فتاة يعيش والدها بجانبها"، فهو رب المنزل وهو الذي يرسم في الحياة الأيام الجميلة لعائلته.

في الجامعة حيث تدرس كانت دائماً ما تسمع سؤال أهالي رفاقها عن والدها، كانت كل مرة تفرح أن تجيبهم بأخبار سعيدة عنه، تعرف مدى حبهم له، وهي تفرح أن يقال عنها ابنة الرجل الذي يوصف دائماً بأجمل الصفات. الآن تغيرت الصورة، يقف أهالي رفاقها ويسألون عن أحوال الأهل الآخرين، تتقدم لتعطي جوابها كأنما يسألونها عنه أو كأنها لا تصدق انه استشهد.

اختفى صوت الوالد من البيت الهادئ، بقيت صوره تملأ المكان كأنه حاضر بين أهله، تقول فيفيان ان شقيقها توفيق يحاول أن يعوّض بعضاً من غياب الوالد، لكنه مشغول بعمله، ومشغول ببقية أفراد العائلة يحاول كما تحاول الوالدة أن يعطوا للمنزل بعضاً من حب خسره. الوالدة صار وجودها في حياة فيفيان أكبر من السابق، فهي تركت عملها وتفرغت لتكون قريبة من أولادها بعد عملية الاغتيال. دهشت فيفيان بمدى صبر الأم وقوتها ودعمها في الظرف الحالك. تخبئ تعبها ولكن أولادها يرون الحزن في عينيها وفي وجهها طوال الوقت.

في امتحانات نهاية العام بالجامعة، أتت بعلامات مرتفعة، دارت في المنزل تبحث عن والدها عله يعلم أنها تعطي أكثر ما يمكن من جهد كأنه موجود بالقرب منهم. حتى النشاطات السياسية في خلية الجامعة تقوم بها كأنما لتقول لأنطوان غانم ان صوته لن يغيب.

تتمنى فيفيان أن تبدأ المحكمة الدولية عملها قريباً، وذلك لأجل الشهداء وحفظ حياة من لم يستشهدوا، وكذلك من أجل الأحياء الذين فقدوا أحبتهم في هذه المقتلة الممتدة من أول تشرين الأول 2004.

 

الحريري وجنبلاط اتفقا على استراتيجية واضحة للمرحلة المقبلة

 لبنان الآن/اتفق رئيس كتلة المستقبل النائب سعد والنائب وليد جنبلاط خلال الاجتماع الذي عُقد بينهما مساء أمس في قريطم والذي كان استثنائياً لناحية المواضيع التي طرحت فيه، وشكّل خطوة أساسية في رسم استراتيجية واضحة للمرحلة المقبلة على أرضية مبادئ الرابع عشر من آذار. وخلال الاجتماع توافق الزعيمان على العناوين والتفاصيل المستقبلية المرتبطة بخطة الرابع عشر من آذار للفترة المقبلة انطلاقاً من رؤية الزعيمين وتصورهما لتطورات الأوضاع وللمرحلة اللاحقة.

 

الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سوريا "تلعب على الحبلين"

ايلاف/في الوقت الذي انشغل فيه الرأي العام الإسرائيلي، ومعه وسائل الإعلام الحلية والأجنبية في الانتخابات التمهيدية لاختيار خليفة لأولمرت، فقد أبلغ رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال يوسي بديتس، أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، مطلع هذا الأسبوع أن سوريا تتحرك على مسارين متوازين، الأول هو مسار السلام ومسار الانفتاح على الغرب، ولكن وفي موازاة ذلك فإنها تعمق علاقاتها مع المحور المتطرف، وتواصل تعزيز قوة جيشها. مضيفا أن سوريا تتعايش مع هذين المسارين دون أن يهددها أحد.

في المقابل أعلن قائد القوات البرية الإسرائيلية الجنرال آفي مزراحي، إن الحرب القادمة مع سوريا في حال اندلعت ستبدأ من مناورة مركبة في موعد سري، وتشمل مواجهة استخدام مواد كيماوية وحرب عصابات إلى جانب حرب يقودها جيش نظامي.

وقال المراسل العسكري لموقع ynet التابع لشبكة يديعوت أحرنوت، حنان غرينبيرغ، إنه إلى جانب التصريحات المتفائلة بشأن التوصل إلى سلام مع سوريا، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات معاكسة كليا. حيث يعتقد خبراء في الشؤون العسكرية إن مواجهة كهذه بين سوريا وإسرائيل ستجعل من الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ميدان الحرب، إذ ستشكل الصواريخ التهديد الحقيقي للبلدات والمدن الإسرائيلية. الجيش الإسرائيلي. إلى ذلك فإن الجيش الإسرائيلي سيواجه في ميادين القتال والمواجهة العسكرية تحديات غير بسيطة.

ووفقا لأقوال الجنرال مزراحي فإنه عندما يتعلق الأمر بالجيش السوري فنحن أمام جيش نظامي كبير، مسلح ومدرب، ونحن نلاحظ في الفترة الأخيرة نشاطات حرب العصابات. وذكر مزراحي في سيق حديثه أنه ستكون هناك ضرورة إلى تنفيذ ضربة استباقية يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي: "يقولون إنه عند الحديث عن مناورات قتالية فإننا نتحدث عن بيئة مليئة بالعراقيل، وأن الهضبة السورية تشكل العائق الأكبر، إذ سيكون علينا أن نخوض قتالا على مستوى الجبهة والميدان وفي الوقت نفسه ضرب العمق السوري نفسه، إذ نعتقد أنه سيكون علينا القضاء على جزء كبير من جيش العدو حتى قبل وصولنا للميدان فإذا نجح سلاح الجو في منع قسم من القوات المجندة من الوصول لميدان المعركة وأيضا في منع قسم من احتياطي القوات السورية فإن ذلك سيساعد القوات الإسرائيلية التي ستصل للجبهة وتشتبك مع القوات السورية".

وأشار قائد القوات البرية للجيش الإسرائيلي إلى أنه ستكون هناك حاجة لنشر قوات إسرائيلية على نطاق واسع وإعداد القوات الإسرائيلية استنادا إلى حقيقة أن الجيش السوري يعرف جزءا من قدرات الجيش الإسرائيلي وقواته البرية والجوية. وكشف عن أنه من المحتمل أن يستخدم السوريون خلال المعارك الأسلحة الكيماوية "فنحن نأخذ هذا الاحتمال بالحسبان، وهذا يشكل تحديا ميدانيا في تطبيق وتنفيذ المناورات البرية على الجبهة السورية. واعتبر مزراحي أن على الجيش الإسرائيلي أن يقوم بهذه المناورات التدريبية مع إبقائها طي الكتمان بعيدان عن أعين السوريين وبعيدا عن أعين وسائل الإعلام.

وكشف مزراحي أن الجيش الإسرائيلي عاد لتكثيف التدريبات العسكرية التقليدية والتي تضاعفت بنسبة مئة بالمئة منذ الحرب الأخيرة على لبنان، وفق نطاق وحجم يمكن من المحافظة على لياقة الجيش وأيضا تحسين أدائه العسكري في الميدان، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا الكم المضاعف من التدريبات لا يزال غير كاف لإعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة احتمال وسيناريو حرب جديدة مع سوريا

 

خطة ايرانية لإرباك أمن العراق بالتعاون مع سوريا و"حزب الله"

استهداف "الصحوة" واغتيالات سياسية وإحياء خلايا نائمة لـ"القاعدة" 

المستقبل/كشفت مصادر استخباراتية عراقية عن خطة ايرانية من 3 مسارات سيتم العمل بها خلال المرحلة المقبلة لارباك الاوضاع الامنية في العراق قبيل موعد اجراء انتخابات مجالس المحافظات العام الجاري عبر تصعيد العمليات المسلحة ضد "قوات الصحوة" وقياداتها واستهداف الشخصيات السياسية والامنية المناوئة لطهران فضلا عن احياء الخلايا النائمة لتنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين، بالاضافة الى التنسيق الايراني مع النظام السوري لتطويق تحركات الشخصيات القومية المقيمة في دمشق وتقديم كشوفات مفصلة عن اماكن تواجدها وتحركاتها، وكذلك مع "حزب الله" اللبناني من خلال تواجده في العراق.

وافادت مصادر استخباراتية مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها لـ"المستقبل" ان الخطة المعدة من قبل قيادات "الحرس الثوري الايراني" بالتنسيق مع الفرق الخاصة المدعومة من قبلهم وقيادات نافذة في تنظيم "القاعدة" تتركز على 3 مسارات تسير بشكل متوازن وتتوزع ادوارها وفق ما مرسوم لها، وفق التالي:

* المسار الاول: يتضمن توجيه بعض الشخصيات والاطراف النافذة في الاجهزة الامنية او المؤسسات الحكومية بضرورة العمل على تفتيت تنظيمات قوات الصحوة (تنظيمات عشائرية مناوئة لـ"القاعدة") في مختلف مناطق البلاد والعمل على افشال التجربة والقضاء عليها بشكل مباشر في بعض المناطق ذات الاغلبية السنية قبيل الانتخابات المحلية من اجل الحد من الحصول على تمثيل حقيقي في مجالس المحافظات والقضاء عليهم من خلال التصفية الجسدية او عبر اوامر القاء القبض الصادرة بحق العناصر القيادية وحسب ظروف كل منطقة.

* المسار الثاني: يتضمن توجيه عناصر تنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين من الموالين لطهران بتصفية عناصر الصحوة في المناطق السنية والعمل على اختراق هذه المجاميع والقيام بعمليات تسهم بشكل مباشر بتشويه سمعة الصحوة واعطاءها الطابع الطائفي بشكل يثير حفيظة الشارع العراقي.

* المسار الثالث: يتركز على توجيه الفرق الخاصة والمرتبطة بـ"فيلق القدس" الايراني والمدرب تدريبا عالي المستوى خلال الفترة الماضية لتنفيذ حملة اغتيالات منظمة ضد الشخصيات السياسية والامنية او تلك المحسوبة على الفكر العلماني المناهضة للتدخل الايراني في الشأن الداخلي العراقي وتركيز الاهداف على العمليات النوعية التي لها تاثير على المشهد العراقي.

واشارت المصادر ذاتها، الى ان "الخطة الايرانية الجديدة تحظى بغطاء من قبل بعض الشخصيات الامنية المحسوبة على ايران والتي تخترق الاجهزة الامنية العراقية".

واكدت ان "ايران تعمل بشكل مكثف على اعادة تنظيم وتفعيل الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة بما يؤمن احباط جهود الحكومة العراقية في استمرارية استتباب الامن في اغلب مناطق البلاد بالاضافة الى اخلال الوضع الامني في المناطق الغربية والشمالية قبيل الانتخابات المحلية بهدف تأمين السيطرة الشاملة لبعض الاحزاب القريبة من طهران على مقاليد الامور في العراق من خلال الاعتماد على شخصيات محددة وكفوءة".

وتابعت المصادر "ان قيادات في الحرس الثوري الايراني والاطلاعات (الاستخبارات الايرانية) اجتمعت نهاية الشهر الماضي مع قيادات بارزة في تنظيم القاعدة في منطقة كرمنشاه الايرانية وبمشاركة احد القيادات البارزة في حزب الله الشيخ (ح. خ.) المشرف على تدريب بعض الميليشيات العراقية، لوضع خطة يشرف عليها ضباط الاطلاعات والحرس الثوري المتواجدين في العراق الذين يعملون خلف واجهات ايرانية تتمثل بشركات السياحة الدينية والشركات التجارية والتي تتضمن اختيار الاهداف والشخصيات التي سيتم استهدافها خلال المرحلة المقبلة بشكل مدروس ودقيق وتأمين سلامة المنفذين في حال كشفهم عبر المتعاونين معهم في وزارتي الدفاع والداخلية. كما بحث الاجتماع كيفية الحد من المبادرات السعودية والاماراتية ومحاولة هاتين الدولتين اعادة ترتيب الاوضاع في العراق من خلال دعم جهود المصالحة الوطنية والانفتاح على بغداد من جديد وحض القيادات او الاحزاب السنية على الانخراط الجدي في اعادة بناء الدولة العراقية".

وزادت المصادر الى "ان المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على جمع المعلومات عن جميع التيارات القومية العاملة في العراق واعداد البيانات المفصلة عن اماكن تواجدهم سواء في العراق او خارجه اذ دخل الجانب السوري طرفا في هذه المسألة من خلال استثمار علاقته بالبعثيين العراقيين المتواجدين في سوريا بما يساعد على اعداد هذه القوائم او البيانات دون علم القيادات البعثية بتفاصيل الاجندة الايرانية ـ السورية لضرب التيارات القومية خصوصا ان الاستخبارات السورية بدأت بممارسة الضغوط والتضييق على الشخصيات القومية العراقية بالحد من ممارسة نشاطاتها الاعلامية والسياسية والتقليل من تحركاتهم وابلاغ المخابرات السورية عن اي نشاط يعتزمون القيام به".

ولفتت المصادر الى "وجود تسريبات تشير الى ان الزيارة التي قام بها ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق ستيفان دي ميستورا الى طهران خلال الاسبوع الماضي حملت رسالة تطمين من الاميركيين الى الايرانيين بشأن الحفاظ على الدور المستقبلي لبعض الاحزاب القريبة من طهران في اي انتخابات مقبلة، مقابل تخفيف حدة العمليات ضد قوات التحالف كما طمأن دي ميستورا المسؤولين الايرانيين بالحفاظ على دورهم ونفوذهم في حال تشكيل اقليم الجنوب مع عدم الاضرار بالمصالح الاميركية".

 

مجلس الأمن استمع إلى تقريرعن الأوضاع  في لبنان والمنطقة

وكالات/استمع مجلس الامن في جلسة عقدها امس الى تقرير المنسق الخاص للامم  المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سري في شأن الوضع في الشرق الاوسط ولبنان، في ضوء المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا. واشار سري الى الجهود المبذولة في لبنان لمعاودة الحوار، واطلع اعضاء المجلس على انعقاد الجلسة الاولى للحوار الوطني في 16 ايلول برئاسة الرئيس ميشال سليمان "لمناقشة استراتيجية للدفاع الوطني" وتحديد الجلسة المقبلة في 5 تشرين الثاني. وقال: "اننا نشجع جميع الاطراف على الانخراط في هذا الحوار بروح من التعاون من اجل الوصول الى نتيجة ايجابية". كذلك تحدث عن المصالحة التي تولاها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وممثلون للطوائف السنية والعلوية في طرابلس في 8 ايلول وتعيين قائد للجيش هو العماد جان قهوجي، موضحا ان "الامم المتحدة سعيدة بالتعاون الوثيق معه".

وعلى رغم هذه "التطورات الايجابية"، لفت سري الى "عدم استقرار الوضع الامني" في لبنان. وذكر بحادث مقتل الضابط سامر حنا في 28 آب في تلة سجد وقال ان "حزب الله" تحمل مسؤولية هذا الحادث وسلم احد اعضائه الى العدالة". وان تحقيقا عسكريا يجري الآن في الحادث. كما ذكر باغتيال صالح العريضي الذي "دانه مجلس الامن والامين العام". وتناول حوادث حصلت في البقاع وعين الحلوة وتفجيرات في بيروت من غير ان توقع ضحايا، الى حادث بصرما الذي قتل فيه اثنان في اشتباكات بين تنظيمين متنافسين مسيحيين. وتطرق الى الوضع في الجنوب الذي وصفه بانه "هادىء عموما". لكنه لفت الى استمرار الانتهاكات الاسرائيلية الجوية اليومية. نيويورك – من سيلفيان زحيل     

 

تحذير اوروبي: تهديد سوري - إيراني لمؤتمر الحوار الوطني

مأزق "حزب الله": عاجز عن الحكم وعن تحقيق المكاسب بالقوة

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

نجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في رعاية الرئيس ميشال سليمان وبمشاركة جامعة الدول العربية، مرتبط خصوصا بتبني استراتيجيا دفاعية جديدة تطمئن اللبنانيين وتتضمن ثلاثة عناصر اساسية:

أولا – تنظيم العلاقة بين الدولة و"حزب الله" بما يؤمن المصالح اللبنانية، مما يعني انهاء الاستخدام او الاستغلال السوري – الايراني لسلاح هذا الحزب وجعل الدولة هي المسؤولة عن الدفاع عن الوطن. وهذا يتطلب وضع سلاح "حزب الله" في تصرف الجيش وتخلي الحزب عن قرار الحرب للدولة وحدها والتفاهم في مؤتمر الحوار على ضمانات جدية محددة لمنع استخدام السلاح في الصراع الداخلي.

ثانيا – اعطاء الاولوية للدفاع عن لبنان وحمايته من اي اخطار اسرائيلية وليس اعطاء الاولوية للهجوم، وخصوصا نتيجة القدرات العسكرية المحدودة لهذا البلد بالمقارنة مع قدرات دول اخرى كسوريا. وهذا يعني التفاهم على امتناع اي طرف عن القيام باعمال تعطي ذرائع لاسرائيل للاعتداء على لبنان.

وقد اثبتت حصيلة حرب صيف 2006 ان سلاح "حزب الله" قادر على الحاق الاذى بالاسرائيليين لكنه ليس قادرا على تأمين الحماية للبنان واللبنانيين من هجماتهم.

ثالثا – اعطاء الاولوية لاستعادة الارض المحتلة ومعالجة القضايا العالقة الاخرى مع اسرائيل بالوسائل الديبلوماسية وبالاعتماد على صداقات لبنان العربية والدولية الواسعة، ومن خلال الاصرار على تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتمسك بمبادرة السلام العربية وتعزيز الحماية الدولية والعربية لاستقلال هذا البلد ولسيادته. وما يجب ان يعزز هذا التوجه ان سوريا تعتمد الخيار السلمي والديبلوماسي لاستعادة الجولان المحتل وذلك منذ 34 عاما".

هذا ما اكده لنا مسؤول عربي بارز معني مباشرة بالملف اللبناني، بينما حذرت جهات اوروبية رسمية دولا عربية من ان القيادتين السورية والايرانية تعارضان بصورة غير معلنة وضع استراتيجيا دفاعية تؤدي الى تخلي "حزب الله" عن سلاحه وعن قرار الحرب للدولة وشددت على ان السوريين والايرانيين يتمسكون بالمطالب والمواقف الاساسية الآتية:

أولا: القيادتان السورية والايرانية مصممتان على تأمين الحماية لـ"حزب الله" لكي يحتفظ بسلاحه وبقرار الحرب مع اسرائيل بمعزل عن الدولة اللبنانية، لان هذه القضية، في تقديرهما، ليست لبنانية بل اقليمية يجب التوصل الى اتفاق في شأنها بين السوريين والايرانيين والدول الكبرى والمؤثرة.

ثانيا – اي اتفاق سوري – ايراني – اقليمي – دولي كهذا يجب ان يشمل حصول نظام الرئيس بشار الاسد على ضمانات لإعادة الجولان كاملا الى السيادة السورية ويجب ان يشمل تأمين الحماية لهذا النظام من اي ملاحقة او محاسبة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

كما ان هذا الاتفاق يجب ان يشمل التوصل الى تفاهم بين ايران والدول الكبرى على البرنامج النووي الايراني يحقق للجمهورية الاسلامية مصالحها الحيوية. وبعد ذلك تتم جديا مناقشة قضية سلاح "حزب الله" بجوانبها المختلفة.

ثالثا – تريد القيادتان السورية والايرانية، بعد تأمين مطالبهما الاساسية، دعم موقف "حزب الله" المؤيد ضمنا لتعديل اتفاق الطائف والدستور اللبناني من اجل تعزيز صلاحيات الشيعة ودورهم في السلطة وفي ادارة شؤون البلد، بحيث يحصل الحزب على "ثمن سياسي داخلي مقبول لديه" في مقابل تخليه عن سلاحه وعن قرار الحرب للدولة ومؤسساتها الشرعية.

رابعا – يمكن ان يعقد مؤتمر حوار وطني لبناني تناقش خلاله مسألة التفاهم على استراتيجيا دفاعية جديدة وعلى تنظيم العلاقات بين الدولة و"حزب الله"، لكن مثل هذا المؤتمر لن يتوصل الى اي نتائج ملموسة او تفاهمات قابلة للتنفيذ تؤدي فعلا الى تخلي "حزب الله" عن سلاحه وعن قرار الحرب للدولة، ما لم يتم التوصل الى "الصفقة" التي تريد القيادتان السورية والايرانية عقدها مع الدول  الكبرى والمؤثرة.

مأزق "حزب الله"

ضمن هذا الاطار توصلت جهات اوروبية رسمية معنية مباشرة بالملف اللبناني، في ضوء معلوماتها وتقويمها لمسار الاوضاع، الى اقتناع بان "حزب الله" يتصرف على اساس انه القوة الاساسية في لبنان وانه يستطيع ان يفعل ما يريد، لكنه في الواقع يواجه مأزقا حقيقيا داخليا واقليميا وذلك للاسباب الرئيسية الآتية:

اولا – حزب الله ليس قادرا على تسلم الحكم في لبنان بالقوة لان ذلك سيفجر فتنة طائفية وحربا اهلية وسيؤدي الى انهيار الدولة ومؤسساتها والى تدخلات خارجية قد تعرض الحزب واللبنانيين لاخطار كبيرة. كما ان "حزب الله" ليس قادرا على ان يبدل موازين القوى السياسية والشعبية ويحقق مكاسب ملموسة لذاته ولحلفائه عبر استخدام السلاح والعنف والترهيب، وهو ما اظهرته خصوصا عملية اقتحامه المسلح لبيروت الغربية وبعض المناطق الجبلية في ايار الماضي والتي ادت الى تدخل عربي مدعوم دوليا والى اتفاق الدوحة والى اعادة الحياة الى مجلس النواب وتاليا الى دور الغالبية النيابية والى تشكيل سلطة جديدة ليست تابعة للحزب او مرتبطة به.

ثانيا – سياسات "حزب الله" واعماله وممارساته المختلفة، سواء منها ما يتعلق بتمسكه بسلاحه وبقرار الحرب او بطريقة تعامله مع الجيش او بهجومه المسلح على بيروت ومناطق اخرى، اضعفت كثيرا "جناحه العوني" اي العماد ميشال عون حليفه الاساسي في تكتل المعارضة. ذلك ان القاعدة الشعبية المسيحية التي امنت فوز عون الكبير في انتخابات العام 2005 هي ذات توجهات استقلالية وتتمسك بالدولة ومؤسساتها وبالنظام الديموقراطي وترفض خيارات "حزب الله" واعماله المسلحة وتعارض بشدة مساعي سوريا وايران للسيطرة على لبنان. وتحول عون حليفا وثيقا لـ"حزب الله" يدافع عن كل اعماله وتوجهاته اضعف كثيرا الجنرال في صفوف المسيحيين لانه تراجع في مواقفه "الجديدة" هذه عن كل المواقف التي اعلنها خلال حملته الانتخابية عام 2005. وستُظهر نتائج الانتخابات النيابية في 2009 مدى ضعف عون في صفوف المسيحيين.

ثالثا - "حزب الله" يثير قلقا جديا لدى الغالبية الواسعة من اللبنانيين كما انه يثير مخاوف الكثير من الشيعة وخصوصا من ابناء الجنوب وذلك لثلاثة اسباب: الاول هو اصرار الحزب على الاحتفاظ بسلاحه الثقيل وبآلاف الصواريخ والقذائف وبقرار تفجير الحرب مع اسرائيل من دون التنسيق مع السلطة الشرعية، وهو ما ليس له مثيل في اي دولة اخرى. السبب الثاني هو استخدام "حزب الله" السلاح في الصراع السياسي الداخلي، وهو ما يهدد السلم الاهلي ويتعارض مع الدستور والنظام الديموقراطي وما يثير قلق اللبنانيين عموما وغضبهم وليس فقط السنة والدروز.

السبب الثالث ان "حزب الله" يتمسك بالخيار العسكري وحده لاستعادة منطقة مزارع شبعا المحتلة ويرفض استعادتها بالوسائل الديبلوماسية، ما يجعله يمنح ذاته "حق" تفجير الحرب متى يريد مع اسرائيل من اجل استعادة شبعا او لأي سبب آخر، كما فعل صيف 2006 وبالتنسيق مع السوريين والايرانيين، بينما يستطيع لبنان استعادة شبعا بالوسائل الديبلوماسية شرط ان توافق القيادة السورية اولا على تكريس لبنانية شبعا رسميا وخطيا لتسهيل عملية استعادتها عبر الامم المتحدة وبمساعدة الدول الكبرى.

لكن "حزب الله" يتصرف وكأنه يعمل، فعلا، ضد مصالح اللبنانيين، اذ انه يرفض الطلب إلى حليفه السوري تثبيت لبنانية شبعا رسميا وخطيا ليكون ذلك مقبولا لدى الامم المتحدة، كما يرفض، فعلا، اعتماد الخيار السلمي الديبلوماسي لاستعادة شبعا، وهو الخيار الوحيد الذي تعتمده سوريا لاستعادة الجولان المحتل منذ العام 1974، بل ان "حزب الله" يدعم ضمنا وجهة النظر السورية الرافضة لتكريس لبنانية شبعا خطيا ورسميا وترسيم الحدود في هذه المنطقة قبل استعادة الجولان. اضف ان "حزب الله" يرفض ان يناقش بهدوء وموضوعية قضية شبعا وسبل استعادتها وكل ما يتعلق بمصير سلاحه وبقرار الحرب، مع الافرقاء اللبنانيين الذين يمثلون الغالبية النيابية والشعبية، اذ انه يريد ان يفرض على اللبنانيين بالقوة والتسلط خياره هو، الداعي الى ابقاء لبنان في حال مواجهة مستمرة مع اسرائيل من اجل شبعا، بينما توقفت سوريا عن استخدام القوة العسكرية ضد اسرائيل منذ العام 1974 من اجل استعادة الجولان. ويتهم "حزب الله" جميع الذين يخالفونه الرأي بالخيانة والعمالة ويتصرف على اساس انه "صاحب الحق الوحيد".

ووفقا لما ذكره سفير اوروبي معتمد في بيروت في تقرير بعث به اخيرا الى حكومته: "ان اقدام عناصر من حزب الله على اطلاق النار على مروحية للجيش في تلة سجد الخاضعة لنفوذ الحزب مما ادى الى استشهاد النقيب الطيار سامر حنا، احدث احتقانا شديدا في نفوس اللبنانيين عموما وزاد نقمتهم على حزب الله بسبب اصراره على الاحتفاظ بسلاحه وعلى التصرف بهذا السلاح كما يريد وعلى استخدامه احيانا ضد اللبنانيين مما يهدد السلم الاهلي ويضعف الدولة ومؤسساتها ويعرض البلد لاخطار كبيرة، فيما تسعى قيادات الغالبية الى معالجة المشاكل عبر المصالحات والحوار".

ورقة مساومة سورية – ايرانية

رابعا – حزب الله ليس قادرا على تحديد خياراته الاستراتيجية وتوجهاته الاساسية، وخصوصا في ما يتعلق بمصير سلاحه، بقرار ذاتي تتخذه قيادته، بل ان الحزب ملزم التنسيق والتشاور مع القيادتين السورية والايرانية والحصول على موافقتها المسبقة على اي قرار مهم ينوي اتخاذه، وذلك بسبب اعتماده الكبير على الدعم العسكري والتسلحي والمالي السوري – الايراني. وهذا الواقع يضعف "الدور اللبناني" للحزب ويقلص قدرته على المناورة والتحرك في الساحة اللبنانية ويجعل دوره الاقليمي وخياراته السورية والايرانية هي الاساس وهي التي تحدد سياساته وتوجهاته واعماله، بقطع النظر عن الثمن الباهظ الذي يمكن ان يدفعه اللبنانيون نتيجة اتخاذ هذا القرار او ذاك.

خامسا – حزب الله ليس راغبا فعلا وجديا في الموافقة على تبني استراتيجيا دفاعية جديدة يسلم في اطارها سلاحه الى الجيش ويتخلى بموجبها عن قرار الحرب للدولة، وذلك نتيجة ارتباطه الوثيق بسوريا وايران وايضا نتيجة رغبته في استخدام امر هذا السلاح لمحاولة تحقيق اهداف داخلية. وقد يضطر "حزب الله" إلى الموافقة على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني لمناقشة موضوع الاستراتيجيا الدفاعية، لكن الحزب سيفعل كل شيء لمنع تبني هذه الاستراتيجيا التي يريدها اللبنانيون بغالبيتهم العظمى لانها تهدف الى تأمين الاستقرار والسلم في البلد.

سادسا – حزب الله ليس قادرا على ان يتحكم وحده بقرار المواجهة مع اسرائيل. فالتهديدات والتحذيرات الاسرائيلية الجدية الموجهة الى لبنان واللبنانيين قد تدفع "حزب الله" الى الامتناع عن تنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل او شن هجمات على اهداف اسرائيلية سواء للثأر لاغتيال عماد مغنية او لاسباب اخرى، وذلك في ضوء حسابات لبنانية داخلية ولعدم اثارة مزيد من النقمة والغضب عليه وعلى حلفائه. لكن "حزب الله" سيجد نفسه مضطرا الى ضرب اسرائيل اذا ما طلبت منه القيادتان السورية والايرانية ذلك لاسباب تتعلق بمصالحهما وحساباتهما، ولو دفع اللبنانيون ثمنا باهظا لذلك.

سابعا - "حزب الله"، في النهاية، حليف ضروري واساسي لسوريا وايران ليس لديهما مثيل له في اي دولة عربية اخرى. لكن "حزب الله" هو، ايضا، "ورقة مساومة" يستخدمها المسؤولون السوريون والايرانيون في مفاوضاتهم مع اسرائيل ومع الدول الكبرى والمؤثرة، وهم مستعدون للتخلي عن هذه "الورقة" اذا توصلوا الى "صفقة ما" مع الدول المعنية تؤمن لهم مصالحهم وتحقق لهم المكاسب التي يريدونها. وهذا الواقع يحد ايضا من قدرة "حزب الله" على التحرك والعمل خارج اطار "الفضاء السوري والايراني". هذا هو تقويم جهات اوروبية رسمية معنية بالملف اللبناني للوضع الدقيق والصعب الذي يواجهه "حزب الله" ويحاول تغطيته بالمواقف الكلامية المتشددة وبالتهديدات المستمرة للاستقلاليين.

 

محفوض: عون يشعر بأنه قد يتضرر من المصالحة المسيحية

موقع القوات/رأى رئيس حركة "التغيير" ايلي محفوض ان الوزير سليمان فرنجية يريد المصالحة لكن النائب ميشال عون يسعى بشكل دوؤب إلى تعقيد هذه المصالحة من خلال اعادة فتح الملفات القديمة. ولفت محفوض، في حديث إلى "تلفزيون لبنان"، إلى أنه على مستوى المصالحة التي كان يمكن ان تتم، كان هناك شرط واضح من قبل فرنجية ان يحضر عون هذه المصالحة، مؤكداً ان من يريد المصالحة لا يشترط. وأكد ان "القوات اللبنانية" تنتشر في كل لبنان اما المردة فهي محصورة في منطقة زغرتا، معتبراً انه طالما ان هناك بعض الجهات مرتبطة بالنظام السوري سيبقى لبنان شاهداً على احداث أمنية. ورأى انها ليست صدفة ان تحصل هكذا حوادث عشية الحوار. وسأل: "هل هي رسالة لاخافة أهل الكورة ومنعهم من النزول إلى قداس شهداء القوات". وشدد محفوض على ان المشكلة هي في عون الذي يشعر بأنه قد يتضر من هذه المصالحة المسيحية، مؤكداً انه لا تسقط شعرة من أي عنصر في "حزب الهل" دون معرفة قيادة الحزب.

 

فرضتها المستجدات وانفتاح دمشق دون طهران على الغرب

مصالحة جنبلاط و"حزب الله" تقاطع ظرفي في مواجهة سورية

بيروت - "السياسة": بدأ رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لعبة سياسية معقدة وحساسة عندما سبق حليفه الأساسي رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري في المصالحة مع "حزب الله", ففي الوقت الذي ينتظر فيه المراقبون تطوراً ما في مساعي التقارب بين الحزب والتيار, وفي وقت ظهرت ملامح تصعيد بين الطرفين على عكس المنتظر, فاجأ جنبلاط الجميع بخطوة المصالحة مع الحزب, ولو كانت أولية وغير نهائية, مؤكداً بذلك "انعطافته" التي بدأها قبل فترة وترجمها بتغيير جذري في خطابه في الموقف من سلاح "حزب الله". الخطوة جنبلاطية بامتياز, وتحسب له, أياً كان تقييمها, سلبياً أو إيجابياً, ولا تحسب للحزب الذي يسعى منذ أن انتهت أحداث مايو الماضي بتوقيع اتفاق الدوحة إلى محو التداعيات السلبية لغزوتي بيروت والجبل. والخطوة خيار صعب اتخذه جنبلاط انطلاقاً من قراءة مركبة داخلية وإقليمية, في الجانب اللبناني وجد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" نفسه, مع اقتراب الانتخابات النيابية, محاصراً بالخصوم والحلفاء على حد سواء, فالخصوم يقارعونه لينتزعوا منه مقاعد نيابية درزية ومسيحية في مناطق عدة: بعبدا, عاليه, البقاع الغربي, وكذلك يساومه الحلفاء لانتزاع مقاعد أخرى في مناطق مختلفة: بيروت, الشوف, عاليه, فكان التقارب مع "حزب الله" محاولة للحد من الخسائر, سيما وأن الحزب هو مفتاح تفاهم ما مع العماد ميشال عون, أو في أسوأ الأحوال تحييده.

في البعد الإقليمي يبدو الخيار أكثر تعقيداً, إذ أن "حزب الله" تقاطع مع جنبلاط في الموقف الرافض للتدخل العسكري السوري في الشمال, كما تقاطع معه في الحذر من المفاوضات السورية-الإسرائيلية, وأخيراً تقاطع معه في الريبة من انفتاح النظام السوري, دون الإيراني, على الغرب من بوابتي قطر وتركيا اللتين لا يستسيغ "حزب الله" أبداً علاقاتهما الأميركية والإسرائيلية.

ويضاف إلى ذلك, من وجهة نظر جنبلاط, أن محوراً جديداً قد ينشأ لوراثة المحور الإيراني-السوري إذا سقط من دون الأسف عليه, ولكن النظام السوري سيكون مجدداً ركناً في المحور الجديد, في مواجهة محور الاعتدال العربي الذي تمثله مصر والسعودية بشكل أساسي, فالنظام السوري يريد العودة إلى لبنان بأي ثمن, وعن أي طريق سواء كان إيرانياً أو فرنسياً أو تركياً.

في هذا الجانب تبدو مصالحة "حزب الله"-الحزب التقدمي إيجابية, إذ أنها تبلور خطاً سياسياً جديداً ذا نفس سيادي في مواجهة النوايا السورية, والتي تشير معلومات حزبية مقربة من دمشق, إلى أنها لم تتغير لجهة التذرع بصعود التطرف في الشمال للتدخل عسكرياً ولو بعد حين.

ولكن في جانب آخر تبدو خطوة جنبلاط حساسة, لأن شريكه في المصالحة, "حزب الله", لا يزال مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بإيران, وهو ارتباط نهائي لا لبس فيه. والتمايز في موقف "حزب الله" من خطط النظام السوري, ظرفي ومرهون بتطورات إقليمية مرتقبة. هذا في الجانب الإقليمي, أما في الجانب الداخلي من المسألة فإن الحزب الساعي بقوة إلى المصالحات, يرفض في الوقت نفسه الخضوع لشروط ضرورية تقتضيها هذه المصالحات.

فمن جهة يتمسك بالتحالف الانتخابي مع العماد ميشال عون, ويريد فرض حليفه الوزير طلال أرسلان, شريكاً في التمثيل النيابي في الجبل, أما في بيروت فإنه يرفض الرضوخ لمتطلبات المصالحة مع "تيار المستقبل", وأهمها نزع السلاح من العاصمة, ولكن في المقابل فإن "حزب الله" يتصدى, حتى الآن, لضغوط سورية هدفها فرض مرشحين معينين, من حزب البعث والحزب القومي, في عدد من الدوائر التي يمسك بها مع حركة "أمل".

 

لأنّ التنظيرات "التسويفية" حوّلت اللبنانيين الى ضحايا حتميين

سواء حضرت المصالحة (نموذج العريضي) أم غابت (نموذج بيروت)

"خارطة الطريق" لانتقال الأمن من "الوصولية" الى "الصواب"

المستقبل - الجمعة 19 أيلول 2008 - فارس خشّان

منذ سجّل "حزب الله" انتصاره الباهر على المواطنين العزّل في بيروت، مستخدماً المؤسسة العسكرية بالنيابة عن شركة "ليبان بوست"، انتشر وباء الفوضى في لبنان. ويكاد لا يمر أسبوع واحد، منذ "أيّار المجيد"، إلا وتُعقد اجتماعات لمعالجة حالات التفلت الأمني، ولكن بدلاً من أن تتقلّص رقعة الفوضى، تجدها تتمدّد، أُفقياً وعمودياً. ولا يستبعد مراقب سياسي أن يدخل لبنان في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بفعل التكاثر الاستثنائي لمعالجي التردي الأمني بالتنظير، الذي يوصل الى منصب، في بلد بات المتقدمون فيه هم الذين يتكلمون حتى لا يقولوا شيئاً، ولكنه لا يُنتج ذرة أمن.

ومنذ انعقاد جلسات مجلس النواب لمناقشة البيان الوزاري للحكومة، نجح "حزب الله" الذي أصابته كلمات النواب في الصميم، في ترميم واحدة من أعتى النظريّات الديكتاتورية التي تربط التفلّت الأمني بالموقف السياسي، حتى بات على النائب في لبنان أن يختار إما الصمت ليسْلم ناخبوه وإما... مدرسة "صمت القبور".

وسرعان ما انتشرت هذه النظرية الخطرة للغاية، التي كانت تطل بخفر بعد كل جريمة اغتيال تستهدف شخصية من شخصيات "ثورة الأرز"، لتستقر على لسان المسؤولين عن الملفات الأمنية في البلاد.

وهكذا، بات الإمساك بالواقع الأمني في لبنان محكوماً بطبائع شريعة الغاب، بحيث يتمكّن أي طرف "بطاّش" يُريد أن يستسلم له طرف سياسي مُعيّن، تحت مسمّى المصالحة، من اعتماد خطة بسيطة تقوم على نشر الفوضى والترهيب (نموذج انتشار القنابل الصوتية في بيروت قبل أيام) من جهة، وعلى اعتماد خطاب سياسي استفزازي وتجريحي (نموذج الإطلالة الأخيرة لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله) من جهة أخرى.

إلاّ أن المفارقة لدى رابطي التفلت الأمني بالواقع السياسي، يكمن في مسارعتهم، كلّما حصل حدث أمني جلل، إلى ربطه بجهات يُطلقون عليها تسمية "المتضررة من المصالحات"، تماماً كما حصل عند اغتيال الشهيد صالح فرحان العريضي في بيصور. وبذلك، يكون اللبناني، بفعل هذه التفسيرات "الهمايونية"، ضحية ثابتة لحالة واحدة متحركة، أي أنه سيُقتل حتماً، فإذا غابت المصالحات حضر "عزرائيل" المحلي، وإذا تمّ إنجاز المصالحات تسلّل "عزرائيل" الصهيوني.

وعلى هذا الأساس، وطالما أن هذه النظرية لا تُنتج سوى ثبات القتل، ثمة من يعتبر أن الخيار الوحيد المُتاح أمام الضحايا الحتميين، هو بين الموت ذلاً وبين الموت بكرامة. ولكن هل هذا هو فعلاً قدر اللبنانيين ؟

بالمطلق لا، يؤكد أحد كبار الخبراء الأمنيين المخضرمين.

هو ممّن يعتقدون اعتقاداً راسخاً أنّ لبنان هو ضحية مجموعة من الوصوليين، الذين يستغلون الانقسام السياسي للعبور منه الى السلطة، وحين يصلون يُواظبون على التقيّد بسلوكياتهم، بحيث تتحول المبادئ السليمة الى وجهة نظر تحتمل خطأ يوازي وجهة النظر المناقضة لها، وبذلك يتمكن هؤلاء الممسكون بناصية الأمور من الانتقال بحرية بين الشيء ونقيضه، مطلقين على أنفسهم توصيفات تتراوح بين الاعتدال وبين الوسطية، وهكذا ينجحون هم في مآربهم ويفشل المراهنون عليهم ويبقى الوطن في الهاوية. لماذا هذا الكلام، الذي لا يستهدف طرفاً بعينه بل هو يشمل خيارات جميع الأطراف من دون استثناء؟

يجيب الخبير الأمني المخضرم، بوضوح وبلا لف ودوران، جازماً بأنّ لبنان يواجه فعلاً، إن لم يتم نقله الى "جادة الصواب"، واحداً من خطرين، إما الرضوخ لـ"حزب الله" كلياً، وهذا يسمح بكسب الوقت فقط، لأن مكوّنات الانقلاب على هذا الواقع متوافرة بكثرة في الطبيعة البشرية والطائفية والمدنية اللبنانية، وإما تكبد مخاطر التفتت والانحلال، وليس التقسيم، لأن التقسيم يستدعي طوائف موحدة والحال ليست كذلك حتى لدى الطائفة الشيعية، وبالتالي فإن انهيار الدولة المركزية، وهذا ما يجب تفاديه مهما كان الثمن، سيُدخل البلاد في دوامة من حروب الإلغاء المدمّرة.

أمام هذه الحالة، أين تقع "جادة الصواب" التي يتهربون منها خوفاً على المكتسبات من غضب الفرقاء المتصارعين؟

يجيب هذا الخبير المخضرم عارضاً لخارطة طريق قوامها الآتي:

أوّلا، أن تفرض قيادة الجيش على المستوى السياسي اللبناني استراتيجية وقائية ركيزتها بدائيات العلم العسكري، بحيث تمتنع أي وحدة عسكرية عن دخول أي منطقة، مهما كانت طبيعتها، إلاّ إذا أُعطيت الغطاء اللازم لتنظيفها، مربعات مربعات، تشمل كل الأطراف المعنية بإثارة الاضطراب الذي استدعى تدخل الجيش اللبناني. وعلى هذا الأساس، تتحوّل الرقعة الجغرافية فور وضعها بعهدة الجيش الى منطقة عسكرية لمدة أسبوع واحد، بحيث يُطلب من المواطنين في الأيام الثلاثة الأولى تسليم أسلحتهم، على أن يُصار في الأيام الأربعة الباقية إلى تنفيذ مداهمات من جانب قوى الأمن الداخلي بمؤازرة الجيش، للتفتيش عن الأسلحة المخبّأة، مستعينة بلوائح تُنظمها الأجهزة الأمنيّة على اختلافها.

ثانياً، أن يتم توجيه تهنئة رسمية الى "حزب الله" على انتصاره الميمون في بيروت ضد "المؤامرة المُحكمة" التي تمكّن من تفكيك كل عناصرها بساعات عدة، ودعوته الى إخراج كل سلاح يُدرجه في قوائم سلاح المقاومة من كل المدن والقرى اللبنانية التي لا تقع على خطوط الدفاع الأمامية، مع التعهد له، من الآن حتى التوصل الى التصور النهائي للاستراتيجية الدفاعية، بتلقي مساعدة الجيش اللبناني في إعادة توزيعه على مناصريه، في كل لبنان، إذا ظهر أنّ العدو الإسرائيلي يُمكن أن يخرق خطوط الدفاع الأمامية (مع أن "حزب الله" يجزم بعجز إسرائيل عن ذلك).

ثالثاً، أن يتم سحب صلاحية تصنيف الفئات المقاومة من يد "حزب الله"، بحيث لا يعود سلاح الأحزاب "خطاً أحمر"، وبذلك يتمكن الجيش اللبناني من أن يؤازر قوى الأمن الداخلي، في كل المناطق اللبنانية، لنزع السلاح المنتشر في كل حي، وشارع، ومنطقة على امتداد لبنان، باستثناء ما يُمكن تسميته بخطوط المواجهة الأمامية، خارج جنوب نهر الليطاني، عملاً بمقتضيات القرار 1701.

رابعاً، أن يعمد مجلس الوزراء الى إقفال تلفزيون لبنان فوراً لأنه يُقدّم صورة هزلية للدولة في مواجهة الصورة الجادة للأطراف السياسية، وكذلك إذاعة لبنان (نعم لا تزال موجودة)، وأن يعمد الى إنهاء المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع بدءاً برأسه (هل انتبهتم لما تفوّه به بحق الحرية الإعلامية لدى وقوفه أمس على منبر الرابيه نفسه) وإعادة النظر بمعايير التعيين والانتخاب فيه ليتكوّن من شخصيات تحوز كلمتها على احترام الجميع، حتى لو رعدت الظاهرة الصوتية في الرابية وبرقت في "سماء الضاحية"، وأن يطلب من وزير العدل تفعيل عمل محكمة المطبوعات، حتى لو اضطره الأمر الى تخصيص أكثر من غرفة لهذه المهمة، وأن يتم تقديم مشروع قانون لتعديل نظام نقابة المحررين لتتمكن من القيام بدور وطني رائد يكون في أساسه مساءلة الصحافيين في سلوكياتهم المهنية، بعد توفير ما يحتاجونه من ضمانات تجاه "مزاجية" رب العمل و"ديكتاتوريته" و"مصالحه".

هل هذا ممكن؟ بالتأكيد يجيب الخبير الأمني المخضرم، لأن ما أخذه الرئيس ميشال سليمان على عاتقه، هذه هي خارطة الطريق إليه.

ويقول هذا الخبير إن الرئيس سليمان يجب أن ينجح في مقاصده، ليس حبّاً بشخصه، بل إنقاذاً لوطن معرض للانهيار، لأنّ الهزات التي ضربته منذ التأسيس الأوّل، لم تعد تُجدي أولئك الذين كانوا يُرددون: نريده أن يهتز... لا أن يقع.

 

البازار

المستقبل - الجمعة 19 أيلول 2008 - "أبو رامز"

التبرير الأبرز الذي قدمته جماعة "شكراً سوريا، نعم ايران، لا لبنان" لضم عدد من الوجوه النيّرة الى طاولة الحوار الوطني هو ان اصحاب تلك الوجوه وقفوا مع المقاومة في عدوان تموز وكانوا سيدفعون الثمن لو انهزمت وان واجب "الوفاء والالتزام الاخلاقي" يفرض مشاركتهم لتوسيع "مساحة التلاقي" بين الفرقاء اللبنانيين.

بغض النظر عن الهدف الحقيقي من وراء هذه الدعوة، وهو تمييع الحوار واطالة مدته و"هرطقته" ورفد المرغوب بمشاركتهم بما يساعدهم اكثر في الانتخابات الآتية، فان الامر برمته يا اخوان، يستوجب وقفة ولو للحظات (أو كلمات) امام معطيي "الوفاء" و"الالتزام الاخلاقي"... إذ يبدو وكأننا صرنا امام تطور جديد في طريقة تفكير الاخوة في الحزب الحاكم في الضاحية الشقيقة، مفاده وعماده وعموده اننا نحن المقياس والاساس: اذا كنت معنا فقد ملكت مسكوكات الرفعة والعزة والكرامة والشرف والوفاء والاخلاق وغيرك لا، واذا كنت معنا حلّ لك كل ما حُرِّمَ على غيرك وطاب لك كل ما هو مُرٌ لغيرك ودانت لك ما هي بعيدة عن غيرك وحقَّ لك ما هو ظلمٌ لغيرك وصار لك كل ما عَزّ على غيرك... وفي ذلك ما فيه من مال نظيف وسلاح أنظف ومواقع وألقاب ومواقف مصحوبة بقصائد زجل ومدح وردح يتولاها الاعلام الحربي الحاضر الناظر الجاهز على الباب دائماً وأبداً.

غير ان واحدة من الزوايا الرافعة لهذا البنيان الاناني الغريب تفيد "بأننا نفعل ما هو في مصلحتنا بغض النظر عن مصالح الآخرين حتى ولو كانوا من اقرب الحلفاء"... كحالة حركة "أمل" مثلاً في قضية توزيع بعض المقاعد النيابية في المعركة الآتية والتي بدأت ملامحها بين الطرفين تظهر وان بخفر حتى اللحظة!... واننا نفعل ما نراه صواباً وحقاً بغض النظر والعين عن رؤى الآخرين بل حتى بغض النظر والعين عن القانون والنظام والدولة ومصالحها والحسب والنسب وشقيقاته... وأخطر ما في هذه الممارسة انها تدعي البراءة في توصيف مفردتي "الاخلاق" و"الوفاء" (تمشيان في هذه المرحلة وليس قبلها) في حين من الواضح ان المبرر سياسي قبل أي شيء آخر... ومن جديد: افضل السبل لتعطيل الحوار وتأخير التئام المتحاورين يكون بطرح قضية التوسعة هذه كي يشتعل البازار.

... وهو بازار يا اخوان لا اكثر ولا اقل حتى ولو غُلِّفَ الكلام عنه بالمسك والبخور والعنبر علماً انه لم يكن كذلك ابداً. هي أوامر تعطى فحسب... ويفتح البازار. اما "الوفاء" و"الالتزام الاخلاقي" حيال سائر خلق الله من اللبنانيين فهما في مكان آخر، بعيد من دون شك عن البازار وأصحابه

 

المصالحات تتنافى مع ذهنية عزل "القوات اللبنانية" ومحاصرتها

توسيع الحوار بالقوة وراء تحريك الفتنة في الشمال المسيحي

المستقبل - الجمعة 19 أيلول 2008 - وسام سعادة

سبب مباشر يحرّك الفتنة التي بلغت الشمال المسيحي ما إن انعقد الحوار الوطنيّ ثانية. إذ ثمة محاولة لفرض توسيع الطاولة بالقوة بدلاً من السعي لتطوير آليتها وبالتالي دائرتها التمثيلية وقيمة مداولاتها، على قاعدة الاستفادة من مناخ "المصالحات"، وثمة أيضاً محاولة لحرف هذه "المصالحات" عن مسارها كما لو أن الاستقرار على الساحة الإسلامية ينعكس بالضرورة انهياراً للاستقرار على الساحة المسيحية.

لا شك أن المخاوف التي تنتاب الشارع المسيحي الآن من انتشار الفتنة إلى مناطقه تتجاوز مسألة الحوار وتوسيعه، مثلما أن المخاوف التي انتابت الشارعين السنّي والدرزي من تفشّي الفتنة المسلّحة كانت تتجاوز مسألة "الثلث المعطّل" وتتعلّق بمسائل أكثر مصيرية وجوهرية.

بيد أن الفريق الذي حقّق مطلب "الثلث المعطّل" داخل الحكومة بقوة السلاح ناقضاً في 7 أيار "المبادرة العربية" التي نصّت على خلاف ذلك هو نفسه الفريق الذي يتعجب الآن من كون الإرهاق الأمني الذي جاب البلاد طيلة الأشهر الخمسة الماضية ساحلاً وجبلاً وبقاعاً وشمالاً لم يدفع قوى الأكثرية إلى تقبّل توسيع الطاولة على مصراعيها. فالـ"توسيع" كما يطرحه "حزب الله" وحلفاؤه ليس أقلّ من تعطيل الغاية من الحوار وتفريغ المحقق من مصالحات أو استثمارها لغير صالح الاستقرار الوطني العام. المنطق الذي يدفع بـ"حزب الله" وحلفائه لفرض توسيع الحوار بغير الحوار هو نفسه الذي دفع الحزب وحلفاءه للمطالبة بالـ"الثلث المعطّل" بغير السبل الدستورية ولاعتماده "دستوراً جديداً" في نفس الوقت على ما صرّح به النائب محمد رعد في المدة الأخيرة من أن "الثلث المعطّل" كما "سلاح المقاومة" ثابتان قبل الانتخابات وبعدها بصرف النظر عن النتائج.

المنطق الذي يدفع إلى "التوسيع" القسري للحوار ليس أبداً تكريم حلفاء لـ"حزب الله" وقفوا إلى جانبه ودافعوا عنه و"فسّروا" له "عظمة" 7 أيار. ما يريده "حزب الله" هو إفهام من لا يفهم أن من يحقّق الثلث المعطّل بالقوة يوسّع الحوار بالقوة وأن من هو قادر على ذلك يستطيع تحويل الحوار برمّته إلى مهرجان "وفاء للمقاومة".

ويمكن بعد ذلك التأسيس على هذا المنطق الاستقوائي لتطبيع كامل تركة العهد السوريّ، والتأهّل بعد ذلك لتطبيع كامل الدائرة المعنية "جنائياً" بالمحكمة الدولية والمتورطة "جنائياً" أيضاً بمحاربة المحكمة الدولية.

المفارقة أنّه مع انتقال الفتنة إلى الشمال المسيحي يجري استهداف طرف استقلالي ما كان يمانع توسيع طاولة الحوار كما لم يكن جد معترض على توزير علي قانصو إقراراً منه بأنه "في السياسة" لا يختلف قانصو كثيراً عن أي من وزراء "حزب الله" و"التيّار الوطنيّ الحرّ"، فالثلث المعطّل "قانصوي" بمجموعه.

ما يجري الآن، وعلى نار التوسيع القسري للحوار، هو استهداف سياسي وأمني لـ"القوات اللبنانية" ومحاولة عزلها وحصارها مجدّداً عبر محاولة تكثيف العمل الدعائي المنظّم ضدّها. فبدلاً من أن تكون المصالحات في الجانب الإسلامي توطئة لمصالحات في الجانب المسيحي، فإن اللعبة التفتيتية للكيان اللبناني تحاول أن تجعل المصالحات في الجانب الأول توطئة لانتقال الفتنة في الجانب الآخر.

قوى 41 آذار أمام تحديين متلازمين الآن: مواجهة استهداف "القوات" بالتضامن معها ورفض توسيع الحوار بالقوة.

لا يعني ذلك الرفض المسبق لأي توسيع. ما هكذا تدار السياسة. المهم هو أن يكون الحوار وحده هو المرجعية الصالحة لتوسيع أركانه، والمبدأ الراعي للتوسيع لا يمكن أن يتمثّل أبداً في حاجة طرف إلى الوفاء لحلفائه، وإنما حاجة الطاولة لتمثيل كل وجهات النظر، كبيرها وصغيرها، إنما أيضاً مع تمييز كبيرها عن صغيرها. ولأجل ضمان هذا المبدأ ينطلق الحوار من حيث توقف قسرياً بسبب حرب تموز، ومن حيث لم يتمكّن من الإقلاع مجدّداً في "طاولة التشاور"، كما يستند إلى ما تحقّق في "صلح الدوحة" وفي المصالحات الأهلية التالية.

ومن يريد التوسيع عليه قبل كل شيء آخر أن يعدل عن ذهنية "إلغاء" القوات اللبنانية، والإقلاع كذلك عن تصوير "القوات اللبنانية" حيناً على أنها "الحلقة الأضعف" في الفريق الاستقلالي التي إن ضربت انفرط عقده برمّته وتصويرها حيناً آخر على أنها "الحلقة الأخطر" بحيث ينصح السنة والدروز بمراجعة تحالفهم معها.

ثمة من يتصوّر، ولو كاريكاتورياً، في الأقلية، أن الحوار الوطني يكون بإخراج "القوات اللبنانية" منه وإدخال "المردة" و"القوميين السوريين". ثمة من يحاول الإجابة في الأكثرية على أنه الأفضل لو يمضي القواتيون والمردة رأساً إلى حيث إبرام مصالحة عاجلة. الخوف مرة أخرى أن تؤجل هذه المصالحة إلى ما بعد امتداد الفتنة. بل الخوف هذه المرة أن تمتد الفتنة إلى حيث الإطاحة مجدّداً بخارطة المصالحات.

 

في ظل تصاعد غير مسبوق للكراهية تجاه السياسة الإيرانية

ما هو واقع المشروع الإيراني على المنطقة وآثاره؟

المستقبل - الجمعة 19 أيلول 2008 - فادي شامية

بسهولة يمكن رصد المؤشرات على تزايد كره شعوب المنطقة العربية للسياسة الإيرانية هذه الأيام. الموقف السلبي من السياسة الإيرانية حالة مشتركة بين الشعوب ومعظم الأنظمة العربية.

المنطقة بين مشروعين؛ أحلاهما مر

في المنطقة اليوم مشروعان؛ أميركي وإيراني. وليس صحيحاً أنهما متعاديان في كل شيء، إذ سبق أن التقيا على مصالح كثيرة، ولاسيما عند غزو العراق وأفغانستان، فكان أن سهّلت إيران لأميركا الإطاحة بنظامي طالبان وصدام حسين، ثم قطفت هي ثمار الغزو والاحتلال الأميركي لهذين البلدين. وبعد تعثّر المشروع الأميركي، نتيجة عوامل عدة، أبرزها المقاومة الشرسة التي نشأت كرد طبيعي على الاحتلال، أطلق المشروع الإيراني أكبر حملة ترويج لهزيمة المشروع الأميركي، مستشهداً بالضربات العسكرية التي تلقاها في كل من أفغانستان والعراق وفلسطين ـ وأحياناً كان يُضاف لبنان ـ، فضلاً عن تراجع موجة المحافظين الجدد الذين حملوا مشروع استبدال الأنظمة العربية بأخرى أكثر ديموقراطية، كسبيل ناجع للحد من تفريخ الإرهاب الذي ثبت أنه يتوجه للخارج دائماً. كما استشهدت الحملة تلك بالكره الشديد لأميركا وسياساتها في العالم العربي، نتيجة الغطرسة الأميركية والانحياز الدائم إلى عدو العرب التاريخي "إسرائيل".

ومع أن معظم هذه الأمور صحيحة، بغض النظر عن "البروباغندا" المضافة، إلا أن المنطقة العربية لم تهنأ بتراجع حدة المشروع الأميركي، إذ وجدت نفسها مع الوقت مكشوفة أمام مشروع لا يقل خطورة، يهدف إلى بسط النفوذ الفارسي على العالم العربي، متوسلاً عوامل عدة، أهمها استغلال معاداة الشعوب العربية لـ"إسرائيل" ومن يدعمها، وسخط هذه الشعوب على سياسات أنظمتها الاستبدادية في الغالب، والتعثر الفعلي لمشروع المحافظين الجدد في الإدارة الأميركية، وصعود المد الإسلامي المقاوم... غير أن أخطر ما توسّله هذا المشروع، هو الوجود الشيعي في الدول العربية والإسلامية، وصولاً إلى محاولة تشكيل هلال شيعي من إيران وصولاً إلى فلسطين، عبر العراق وسوريا ولبنان، حيث تشهد كل من فلسطين والعراق ولبنان صراعاً حاداً بين المشروعين الأميركي والإيراني، بما يؤدي إلى حالة من الاضطراب السياسي والأمني، والتجاذب غير الموضوعي في أكثر الأحيان. ففي لبنان على سبيل المثال يتهم كل من يرفض أو ينتقد سياسة "حزب الله"، المدعوم من المشروع الإيراني، بأنه تابع للمشروع الأميركي، والعكس صحيح، مع العلم أن معظم الشعب اللبناني لا يوالي ولا يحبذ انتصار أي من المشروعين.

معاداة المشروعين معاً

حدة الصراع بين المشروعين الأميركي والإيراني جعلت تراجع أي مشروع وكأنه انتصار للمشروع الآخر، ولو كانت أسباب التراجع منفصلة كلياً عن هذا المشروع الآخر. وعلى سبيل المثال فإن معظم تشكيلات المقاومة العراقية، التي لعبت دوراً أساساً، في تراجع المشروع الأميركي في العراق والمنطقة، ليست إيرانية الصنع، بل هي تعادي النفوذ الفارسي في العراقي وتقاتله بالسلاح، بالقدر نفسه الذي تقاتل فيه الجيش الأميركي المحتل. صحيح أن إيران تحاول استغلال المقاومة العراقية، ونسج صورة المنتصر على أميركا من خلالها، غير أن الأصح أن المقاومة العراقية السنية في غالبيتها العظمى، ومعها جماهير واسعة من الشعب العراقي، بمن فيهم الشيعة والأكراد، باتت تكن عدائية شديدة للسياسة الإيرانية في العراق.

وقد خلق هذا الواقع حالة عامة من رفض المشروع الإيراني، وبدون تمييز بين الشيعة وإيران في كثير من الأحيان، لدرجة أن رجلاً وسطياً كالعلامة يوسف القرضاوي، حذّر قبل أيام، مما أسماه "الغزو الشيعي للبلاد العربية"، وهو موقف غير مسبوق لمؤسس ورئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي يضم علماء من السنة والشيعة ومن مذاهب أخرى. القرضاوي ذهب أكثر من ذلك، في تصريحاته إلى صحيفة "المصري اليوم" في العاشر من أيلول الجاري، والتي نقلتها صحف عربية عدة، فطالب بـ"تحصين السنّة ضد الغزو المذهبي الشيعي، لأننا كنا دائماً نعمل على ترك مسائل الفتنة لنوحّد المسلمين". وهو إذ توقّف عند مسألة التشييع، وسب الصحابة، والقول بتحريف القرآن، ضرب أمثلة من مصر، والسودان، والمغرب، والجزائر، وماليزيا، وأندونسيا، ونيجيريا. وإذا كان القرضاوي، "الإخواني" المشرب، قد تكلّم بهذه الحدة، فلنا أن نتخيّل موقف التيارات السلفية (الوهابية)، واسعة الانتشار في الحجاز، من الشيعة وإيران، ثم نتخيّل بعد ذلك مقدار الجرح المعنوي، والخطر الوجودي، الذي يصيب الأقليات الشيعية في البلدان العربية، عندما يطالها هجوم من هذا النوع، بجريرة السياسة الإيرانية. ولكن بدل أن يأتي الانتقاد للعلامة القرضاوي من الشيعة العرب فقد جاء من إيران، ليصب على الزيت ناراً، إذ اتهم خبير الشؤون الدولية بوكالة "مهر"، القرضاوي بـ"النفاق والتحدث نيابة عن الحاخامات اليهود"، داعياً إياه الى أن يدرك "أن استبصار الشباب العربي وتوعيتهم، ومن ثم توجههم نحو المذهب الشيعي الإسلامي الثوري أصبح شيئاً من الواقع لا يحتاج الى مال ولا دعايات ولا قنوات فضائية، بل هذا التوجه يأتي ضمن معجزات أهل البيت عليهم السلام".

ولا ينبغي في معرض دراسة هذا الواقع نسيان أن الرئيس المصري حسني مبارك كان قد شكك بولاء الشيعة لدولهم، وأن العاهل الأردني عبد الله الثاني هو أول من تحدّث عن هلال شيعي في المنطقة، ما يعني أن الكلام بحق الشيعة ليس محصوراً بالجماعات الدينية، وأنه يتعدى الشعوب إلى الحكام أيضاً. وللحق، فإن الكلام عن الشيعة بهذا الشكل غير مقبول، إذ لا يجوز اعتبار كل الشيعة أدوات للمشروع الإيراني ولنظرية ولاية الفقيه، كما أنه من غير الإنصاف تجاهل إسهامات الشيعة العرب وتضحياتهم من أجل أوطانهم، وتآخيهم مع السنّة طيلة قرون خلت.

"القاعدة" على الخط

ثمة توتر إذاً في العلاقات الإسلامية ـ الإسلامية، أفقياً وعامودياً وعلى كل مستوى، بما يتعدى التبرير السخيف الذي ينظّر له حلفاء "حزب الله" في لبنان، تارة بالنفي، وتارة باتهام الصهيونية العالمية، إذ ليس عادياً أن يخصص تنظيم "القاعدة"، عدو أميركا الأول، خطابه في الذكرى السابعة لأحداث 11 أيلول، لـ"الحملة العسكرية والإيديولوجية والإعلامية من التحالف الإيراني الصليبي، والذي أفسح المجال أمام غزو الأميركيين للعراق وأفغانستان"، مدللاً على ذلك بأنه "لم تُصدِر سلطة شيعية واحدة، سواء داخل العراق أو خارجه، فتوى تفرض الجهاد وحمل السلاح ضد الغزاة الصليبيين". ويعتبر هذا الخطاب لأيمن الظواهري، تطوراً نوعياً في توجهات "القاعدة" بعدما كان الرجل نفسه قد دعا الى التوحّد على قتال "إسرائيل" إبّان عدوانها على لبنان في العام 2006، وهو نفسه من رفض توجهات زعيم "القاعدة" في بلاد الرافدين أبي مصعب الزرقاوي، الذي قتلته القوات الأميركية، بسبب عدائه الشديد للشيعة وإيران.

وواقع الحال أن "الجهاديين" السنّة في العالم، باتوا يتناقلون رصيداً كبيراً من مشاعر الغضب تجاه ما يسمونه "المشروع الإيراني الصفوي"، لكن الخطير في الأمر أن هذه الطروحات باتت تجد صدى لدى الجماهير العربية، بعدما وصلت "القاعدة" إلى مستوى عالٍ من الرفض العربي العام، بسبب العمليات التي شنتها داخل الدول العربية والإسلامية، والتي راح ضحيتها أبرياء في الغالب، فضلاً عن ممارساتها في العراق، فإذا بتوجّس المجتمعات العربية من إيران، في عهد أحمدي نجاد، وتصدي "القاعدة" لـ"مشروع تصدير الثورة الإيرانية من جديد"، يعيد بعض التقبّل لطروحات هذه التنظيمات المتطرفة.

دول الهلال الموعود

ثمة أهمية خاصة لنظرة الشعوب إلى المشروع الإيراني في الدول الممتدة من إيران إلى فلسطين. الزائر للعراق هذه الأيام، يسمع كلاماً واضحاً عن سوء ما تقوم به إيران في هذا البلد المنكوب؛ من تسليح ورعاية للجماعات المسلحة كافة، ومن تصفيات انتقامية طالت ضباطاً برتب رفيعة في الجيش العراقي السابق، ممن شارك في الحرب ضد إيران، ولاسيما الطيارين والعلماء، ومن سرقة لخيرات العراق وموارده لاسيما النفطية منها، وصولاً إلى المصارف والشركات الوهمية الهاربة من العقوبات على إيران إلى الفوضى العراقية، وغير ذلك كثير. ما يلفت الانتباه هذه الأيام أن الاستياء لم يعد محصوراً بالسنّة، بل صار حالة عراقية عامة. إذ تشهد مدينة البصرة، ذات الأغلبية الشيعية، على سبيل المثال، حملة لمقاطعة البضائع الإيرانية، من باب مواجهة "الاحتلال الفارسي". وتأتي هذه الحملة بعد أن شهدت المدن ذات الغالبية السنية حملات عدة في العامين الماضيين، لمقاطعة البضائع الإيرانية، وصل بعضها إلى حد تحريم شراء هذه المنتجات، بفتاوى وقّعها علماء كبار على رأسهم الدكتور عبد الوهاب الكبيسي، وكان التعليل هو "الحد من دعم إيران للمليشيات الطائفية المسلحة والجماعات الأخرى التي تهدر الدماء وتسلب الأعراض".

بالانتقال إلى سوريا فإن مبعث الاستياء الأساس هناك هو حملات التشييع، وانتشار الحوزات، وتوسع النفوذ الإيراني، فضلاً عن رفض السوريين للهيمنة الإيرانية على سياسة بلادهم. حالة الاستياء وإن كانت موجودة في سوريا إلا أنها تبقى مكتومة في الغالب، فنظام دمشق استبدادي لا يرحم. وحده الدكتور وهبة الزحيلي، ممن يعيش في سوريا، تجرّأ علانية على "انتقاد" ما يجري، لكن الكلام الأوضح يمكن سماعه من السوريين المنفيين طوعاً أو قسراً.

أما في غزة، وعلى الرغم من الدعم المالي الإيراني الكبير، فإن نقزة الناس هناك من الطموحات الإيرانية بات أوضح. وتتناقل الصحافة في غزة قصة رفض محمود الزهار، القيادي في "حماس"، الطلب الإيراني بفتح حسينية في القطاع، أثناء زيارته إلى طهران في الحكومة الي شكّلتها "حماس" بعد فوزها في الانتخابات النيابية، وذلك في معرض نفي "حماس" وجود غطاء للتشييع في غزة، بعد إثارة الصحافة لملف جمعية "سفينة النجاة" والحسينية التابعة لها في القطاع، ووجود عدد من المدعومين من إيران، ممن ينشر التشيّع في رفح ومخيم الشاطىء. كما أنه غني عن البيان، حالة الاحتقان بين السنة والشيعة في لبنان، ولاسيما بعد أحداث السابع من أيار.

وخارج هذا الهلال "الموعود"، يمكن رصد حالة من السخط على السياسة الإيرانية في المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج. إذ تعاني البحرين من اضطرابات دائمة لا تقف إيران بعيدة عنها، فيما تتعرض الإمارات العربية لمنطق قوة إيراني، سلب منها ثلاث جزر، فيما وصل الأمر في الكويت إلى حد حديث النائب ناصر الدويلة عن وجود الآلاف من "فيلق القدس الإيراني" داخل الكويت، تحت غطاء عمال أجانب، فضلاً عن اكتشاف معسكرات تدريب في الصحراء، واختراقات لأجهزة الأمن الكويتية. ولا يخفى أيضاً مشكلة الحوثيين في اليمن، ومشكلات مشابهة في شمال القارة الإفريقية.

وإذا كان منسوب الكره معياراً لتراجع المشروع الأميركي لدى نظيره الإيراني، فإن مآل هذا المشروع الأخير سيكون وخيماً، وسيؤدي إلى اضطرابات فتنوية في المنطقة العربية، مع تصاعد موجة الكراهية والتوجس تجاهه، إذ باتت الشعوب والحكومات العربية تدرك أن الطموح الإيراني التوسعي، والصراع بين المشروعين الإيراني والأميركي، ثمنه المنطقة العربية، باستقرارها وخيراتها ووحدة شعوبها، وثمة مصلحة حقيقية للمنطقة بأسرها أن يحصل تفاهم على حجم النفوذ الإيراني وحدوده، بالتوازي مع تفاهم حول الملف النووي الإيراني، بما يجنّب المنطقة وإيران الكارثة، لكن يبدو واضحاً أن إيران تريد أن تكون هي ـ وليس غيرها ـ القوة الإقليمية الوحيدة، مع ما يرتب ذلك من مخاطر عليها وعلى الشيعة الذين تحاول إيران استرهانهم لمشروعها.

 

يوسف يطالب بقرار سياسي لضبط "الزعران":الانتخابات ستكون مخيفة في ظل انتشار السلاح

المستقبل - الجمعة 19 أيلول 2008 - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب غازي يوسف "ان ضبط "الزعران" ومنع التفجيرات المتنقلة من مكان الى آخر يحتاج الى قرار سياسي لأن الجيش لا يمكن إلا ان يكون قوات فصل ومن المستحيل ان يتحول الى طرف". وتوقع أن تكون الانتخابات النيابية مخيفة اذا استمر وجود السلاح على الارض". وكشف في حديث الى "وكالة الأنباء اللبنانية" امس، ان تيار "المستقبل" سيوجه سؤالاً الى "الحكومة بخصوص تقنين الكهرباء في بيروت وقد يطرح الثقة بالوزير آلان طابوريان اذا لم يعد النظر ببرنامج التقنين". وقال: "نحن لسنا ضد التقنين، لكن ان تحرم من يدفع الجباية لتساويه مع من لا يدفع فهذا يدل اما على عدم خبرة او تنفيذ لمطلب سياسي، او حالة انتقام، او تفكير بحلول سطحية وبالتالي فهذه ليست مساواة بل هي عملية انتقام من بيروت بقطع الكهرباء عنها".

أضاف: "لسوء الحظ الجيش لا يستطيع الا ان يكون قوات فصل بين المتحاربين اذا لم تكن هناك قرارات سياسية للتهدئة، نحن لدينا خبرة طويلة في هذا الموضوع منذ سبعينات القرن الماضي، فاما ان يكون قوات فصل أو يتحول الى ضحية. والمشكلة عندنا في لبنان ان الجيش لا يستطيع التعامل مع المتقاتلين كأعداء وقياداتهم لا تستطيع ان توقف تصارعهم لأن تحت سلطة تلك القيادات جنرالات ميليشيات وتحت سلطة الجنرالات في الميليشيات زعراناً ولا بد من قرار سياسي لضبط الزعران".

وأشار الى "اننا لا نستطيع التكهن كيف ستكون الانتخابات المقبلة، لكننا نظن انها ستكون مخيفة في ظل وجود السلاح واستعماله وفرض سيطرته على الارض للحصول على مكاسب في حال جرت الانتخابات، وسنتحول من الانتخابات الديموقراطية الى الانتخابات القسرية، لذا أكاد اصدق توقعات البعض انه لن تكون هناك انتخابات اذا استمر وجود السلاح على الارض ويمكن ان تكون دموية".

وامل ان "يكون الحوار مليئاً باللقاءات الثنائية التي تمهد لتطرية الاجواء ولمنع وقوع احداث مشابهة لما حصل في الكورة".

ولفت الى أن "البلد واقع بين نظرتين، واحدة تريده كسويسرا يعيش الحياد الايجابي، بحيث تكون له قدراته الدفاعية في ظل وجود الهدنة الموقعة في العام 1949 التي لا تلغي كوننا في حالة حرب مع اسرائيل اذا حاولت الاعتداء علينا، ولكن دعونا نبني المؤسسات ونجذب الاستثمارات ونحفظ للقضية الفلسطينية حقها في الوصول الى حل بقرار اهلها، ونظرة اخرى ترى لبنان بلد مقاومة وعليه ان يستعد لمقاومة العدو وتحرير فلسطين، فكيف يمكن لنا ان نوحد بين هاتين النظريتين؟".

 

كرامي: الحوار الفعلي بعد الانتخابات

المستقبل - الجمعة 19 أيلول 2008 - رأى الرئيس عمر كرامي ان "الحوار سيتم فعليا بعد الانتخابات النيابية، فيما الحوار الجاري حاليا لن يصل الى اي مكان الا بمحادثات جانبية"، متمنياً التوفيق للمتحاورين لأنه "تهمنا المصلحة اللبنانية العليا والاستقرار والامان في لبنان قبل اي اعتبار آخر".

وقال في دردشة مع الاعلاميين أمس: "ان الحوار اذا لم يمهد له بمباحثات جانبية لتقريب وجهات النظر والوصول الى قواسم مشتركة فلن يصل الى مكان، وتأجيل الحوار 50 يوما دفعة واحدة يثبت هذا القول. وكما فهمنا ان فخامة الرئيس سيتولى هذا الامر خلال الاتصالات للتمهيد للجلسة المقبلة، واعتقادي ان الحوار الفعلي سيحصل بعد الانتخابات النيابية". وعن مطالبة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بتوسيع طاولة الحوار، قال: "أنا لم اطالب بتوسيع الحوار ولكن قلت ان المعيار الذي على أساسه اختيرت القيادات التي تشارك في الحوار لم يعد صالحا الآن، ومع ذلك اذا تحدثنا ان هناك قيادات لم تعد تملك ما يفرضه هذا المعيار، واذا تحدثنا بهذه الطريقة من يمثل ومن لا يمثل ومن يشارك ومن لا يشارك يظنون اننا نتحدث من اجل ان نشارك. لذلك تجنبنا هذا الكلام ونتمنى لهم التوفيق لأننا تهمنا المصلحة اللبنانية العليا والاستقرار والامان في لبنان قبل اي اعتبار آخر".

ووصف حادثة بصرما بأنها "من أخطر الاحداث التي وقعت في لبنان نظرا الى التاريخ الدموي بين "المردة" و"القوات". وطبعا القتيل من "المردة" له مكانته في عائلة عريقة ولا يمكن لهذه العائلة ولا لتيارها ولا لمؤيديها ان يسكتوا عما حصل. نحن نحيّي ونقدر حكمة سليمان فرنجية الذي ترك الامر للتحقيقات لكشف الوقائع وكشف من هو المعتدي والمتآمر ومن يتربص بأمن كل لبنان. اما انتقال الحادث الى اماكن اخرى، فهو لم يكن حادثا سياسيا لكل لبنان، انما محصور فقط في منطقة الشمال".

واستقبل كرامي سفير تركيا في لبنان سردار كيليتش، ثم الوزير السابق ناجي البستاني الذي نقل عنه "ان الحوار بين جميع اللبنانيين وبين كل من يمثلهم ينبغي ان يتم في اقصى سرعة ممكنة"، مثنيا على "المصالحات التي تمت في اكثر من منطقة". كما التقى سفير مصر في لبنان احمد البديوي، والنائب السابق اميل اميل لحود.

 

الأمن في عهدة السياسة والأمنيون صلة وصل وليسوا قوة رادعة

"الساحة مفتوحة" والاتصالات تهدئ النار ولا تطفئها

هيام القصيفي      

في اليومين الاخيرين تكثفت وتيرة الاجتماعات الامنية الرسمية على خلفية ارتفاع منسوب الحوادث الامنية المتنقلة من منطقة الى اخرى. وعلى خط مواز لا تزال الاجتماعات الامنية غير الرسمية، التي تضم ممثلين للافرقاء السياسيين مستمرة دوريا بغية تخفيف الاحتقان وابقاء قنوات الاتصال مفتوحة في الحد الادنى.

واذا كانت هذه الاجتماعات بدأت منذ العهد الماضي، ومع الفراغ الذي شاب بعض المؤسسات الرسمية والانقسام الحكومي والسياسي الذي ادى الى تداعيات امنية خطيرة، فالمفارقة ان الاتصالات الجانبية التي يقودها الامنيون مع الافرقاء السياسيين لا تزال على حالها، على رغم ان الدولة كمؤسسات صارت قائمة بكل اجهزتها.

في الشكل اذاً، يقدم المشهد اللبناني واقعا جديدا بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واجراء التعيينات الامنية، ولكن في المضمون لا يزال حال الامنيين هو نفسه. والمشاكل الامنية والحوادث المتفرقة تعكس الخلافات الجوهرية بين فريقي المعارضة والاكثرية. والاهم انها لا تزال بحسب قراءة امنيين ومعلوماتهم، بمثابة المرآة للجو الاقليمي الذي يرتبط به مباشرة هذان الفريقان، وهو جو يستمر على تشنجه في انتظار المتغيرات الكبرى اسرائيليا وسعوديا واميركيا وايرانيا على ساحة لا يزال الامنيون يعتبرونها "مفتوحة".

وفي الايام الاخيرة، اتخذت القيادتان العسكرية والامنية تدابير امنية مشددة واجرت مراجعة شاملة لكل المناطق الحساسة والتدابير الواجب تنفيذها، بالحد الادنى المتوافر من عدة وعديد. لكن المشكلة ان القرار السياسي لا يزال عند الضوء البرتقالي ولم ينتقل الى الضوء الاخضر. اي ان القادة السياسيين اتخذوا قرارا بالتهدئة وتخفيف الاحتقان وليس بإلغائه نهائيا، وهذا  ينعكس جليا في الاجتماعات الامنية، التي يقر قادة امنيون بانها على رغم فاعلية تدابيرها واهميتها، تبقى دون المطلوب شعبيا ووطنيا، ما دام لا قرار سياسيا جامعا يقضي باطفاء النيران كليا وعدم ابقاء المشكلة على نار هادئة. فحتى ازالة الصور من بيروت تحولت مشكلة قائمة في ذاتها، اذ يعمد الاطراف المعنييون الى توسيع مروحة شروطهم المتبادلة، ونطاق بيروت لتشمل احياء اضافية. ويقتصر دور الامنيين في هذه الحال على الاتصالات السياسية وعقد الاجتماعات الامنية، التي يتخللها احيانا نقل رسائل من فريق الى آخر. وهو دور يتحول مع الوقت حقا مكتسبا، حين تنقطع الاتصالات بين القادة السياسيين.

لم تكن حادثة بيصور ولا حادثة بصرما ولا الحوادث المتنقلة من البقاع الى بيروت في نظر الامنيين سوى تتمة لمسلسل واحد يقضي بإشعال الحرائق في الساحات السنية والشيعية والدرزية وحاليا المسيحية وحدوث توترات محدودة على الساحة الشيعية، من اجل ابقاء الوضع اللبناني مستعدا لكل انواع الاحتمالات التي تقبل عليها المنطقة. من هنا اهمية اللقاءات السياسية التي تحاول القيادات السياسية اجراءها لاحتواء المضاعفات، فالقوى الامنية حتى اليوم تكتفي بدور "الاطفائي"، اما الانتقال الى دور القوة الرادعة فهو قرار سياسي بامتياز لم تتخذه بعد القيادت السياسية على تنوعها على رغم ان ثمة ايجابيات تظهر من جميع الاطراف، ومنها "حزب الله" لكونه احد الاطراف الرئيسيين، ويبدو كأنه يحاول كبح الانزلاق نحو الهاوية، من خلال تجاوبه مع عدد من الاجراءات الميدانية.

ويظهر من خلال الاجتماعات ان جميع الاطراف يدركون قدرات كل فريق وحجم تحركه، واذا كان ثمة اعتراف بتفوق "حزب الله" الامني والعسكري، فان الحزب نفسه، اجرى مراجعة من خلال تحسبه لردود الفعل التي حصلت في البقاع والشمال على تحركه في بيروت يوم 7 أيار ومدى الخطورة السياسية والشعبية التي ارتدت عليه في المنطقتين، وكذلك التي يمكن ان ترتد عليه لاحقا، في مناطق حساسة عشائريا وعائليا في البقاع.

لا يقلل الامنيون من خطورة المرحلة، لا بسبب العوامل الداخلية انما بسبب تقاطع المصالح الاقليمية والدولية في مرحلة مفصلية من عمر المنطقة ولبنان. ومن هذا المنطلق يمكن اي حادثة امنية ان تعيد تفجير الوضع اذا لم يسارع السياسيون، وليس الامنيون الى لجمها. ولهذا انصبت الانظار على حادثة بصرما، التي ينحصر تقويم الامنيين في تأكيد وقوعها من دون تخطيط مسبق، بحسب ما دلت عليه التحقيقات الاولية عن طريقة اندلاع المشكلة ونوعية الرصاص المستخدم، وطريقة وقوع جثتي الضحيتين إحداهما فوق الآخر. ولكن قد تكون لهذه الحادثة تداعيات خطيرة وانعكاسات على الساحة المسيحية التي تمكنت بشق النفس حتى تاريخه من منع تطور الخلاف السياسي الى مواجهة مسلحة .

وخطورة حادثة بصرما انها اضافة الى تداعياتها السياسية، تنعكس جغرافيا على الحياة اليومية لاهالي زغرتا وبشري والكورة، خصوصا ان اي توتر في طرابلس او الكورة، قد يؤدي الى عزل قضاءي بشري وزغرتا جغرافيا وامنيا عن جبل لبنان. واي انتقال من زغرتا او بشري يمر حكما بطرابلس او الكورة، واي بلبلة سياسية او امنية بين هذه المناطق تشلّ حياة عشرات العائلات وتنقلاتهم من الشمال الى بيروت.

والخطورة بحسب الامنيين، انه على رغم التطويق العاجل للحادث، فإنه لا بد ان يترك اثارا وارتدادات على الساحة المسيحية كلها، خصوصا ان لا قرار سياسيا موحدا فيها يمكن الركون اليه لحسم الخلافات التي اصبحت متشعبة وعميقة كما لدى السنة والدروز والشيعة. مع العلم انه كان للجيش قبل التغييرات الامنية الاخيرة توجه واضح الى ضبط الشارع المسيحي، وعدم السماح لاي من الفريقين المتخاصمين، من معارضة واكثرية، بتفجير الوضع، وهذا الامر كانت بكركي في اجوائه. ولكن بما ان الود يبدو مفقودا بين قيادات سياسية وامنية وبين بكركي، تتزايد الخشية من غياب صلة الوصل بين القيادات السياسية المسيحية للملمة الوضع بالحد الادنى من الاضرار. والخشية الاكبر تعود الى عدم وجود قطع عسكرية كافية لا من الجيش ولا من قوى الامن لتغطية كل المناطق ذات الحساسية البالغة ولا سيما في الشمال، مما جعل القوى الامنية تتنقل من منطقة الى اخرى وتلحق بالمشاكل الامنية ولا تتمكن من قمعها في الوقت المناسب، كما حصل في بصرما.

 

ماذا عن "خسارات الجنرال"؟

حازم الأمين

ما رشح من مساهمة العماد عون في جلسة الحوار الأخيرة في القصر الجمهوري يتمثل في قوله إن التوافق حاصل حول موضوع سلاح المقاومة وإن المتبقي منه أمور تقنية يجب ان تتولاها لجان فنية لا علاقة للمجتمعين في القصر الجمهوري بها، وبالتالي دعا الجنرال الى تجاوز موضوع السلاح والإستراتيجية الدفاعية والانتقال بالحوار الى نقاط أخرى، اقتصادية واجتماعية.

ما يسترعي الاهتمام في ما رشح عن مساهمة عون هذه لا يتمثل في الوظيفة الموكلة للجنرال في سياق "الحوار" إنما في ما تبقى للتيار العوني من "موضوعة" السياسة في لبنان. فالانتخابات الرئاسية ووصول العماد ميشال سليمان الى سدة الرئاسة، قضت على حلم رئيس لعون ولتياره. وليس في هذا الاستنتاج أي ميل للتشفي، خصوصاً أن الأمر انقضى منذ اشهر، والتشفي ليس فعلاً سياسياً، ومن أقدم عليه (وكثيرون فعلوا) لم ينجم عن سعة معرفة بالسياسة وعن إتقان خوضها. إنما التساؤل يلح في سياق آخر يتمثل في محاولة استشفاف وظيفة التيار العوني في المرحلة المقبلة.

خاض الجنرال عون في الأسابيع الفائتة معركة مع الإعلام أقل ما يقال فيها إنها لم تكن موفقة. وأعقب هذه المعركة بتساؤلات حول من أرسل الطوافة العسكرية التي أطلق عليها عنصر من "حزب الله" النار وقتل فيها ضابطاً في الجيش اللبناني. وكلا الموقفين كانا من رصيد الجنرال في حين ان الطرف المعني مباشرة بهما، وهو "حزب الله"، لم يصدر عنه رسمياً على الأقل مواقف مشابهة. والقول إن "حزب الله" أوكل للجنرال قول ما لا يستطيع قوله، يبقى تخميناً لا يستند الى قرائن، ويحول التحليل والتوقع الى سجال. لكن ما الذي دفع عون الى أن "يصرف" من رصيده ما كان يمكنه أن يتفاداه؟

من الواضح أن فقدان فرصة الفوز بالرئاسة قلص وظيفة التيار العوني الى مجرد باحث عن معنى ووظيفة في ظل انسداد الأفق أمام الطموح الأول. فالتخبط بين خيارات المعركة مع تيار المستقبل أفضى الى تذمر سني عام لم ينج الجنرال بفعله من انتقادات حلفائه من الطائفة السنية، وتسديده على المنبر الفرنكوفوني الوحيد (صحيفة الـ "أوريون لوجور") أوحى بأنه يخوض معركة مع ما تبقى من وجدان مسيحي تخاطبه الصحيفة بعيداً من الانقسامات الداخلية وفي غفلة منها.

لكن القول بأن ذلك مجرد تخبط، لا يمثل الحقيقة كلها، إذ يبدو ان الجنرال حسم خياره لجهة اختيار حلفاء وحيدين في الانقسام السياسي اللبناني. انهم "حزب الله" بالدرجة الأولى، ثم حركة "أمل"، على ما يخالط تحالفه مع "الحركة" من ملابسات. ويبدو ان الجنرال يدرك انه من الممكن تعويض الخسائر "الموضعية" بفعل معاركه الصغيرة بتحالفات كبرى توظف فيها سطوة الحليف وإمكاناته و"كفاءاته" في خدمة الحلفاء الضعفاء. 

تسارع أطراف في 14 آذار الى الاستنتاج بأن هفوات الجنرال أفقدته جزءاً كبيراً من قواعده المسيحية. في هذا الاستنتاج مقدار من العجلة، وروح تفاؤلية ساذجة، إضافة الى مقدار من الحقيقة. فعون خسر من دون شك، ولكن ثمة حقائق لا بد من الوقوف عندها:

1 - يجب ان نعرف من الذي ربح جراء "خسارات عون"؟ والأرجح أن الإجابة تتمثل في: "لا أحد من 14 آذار".

2 - هل يأخذ استنتاج "خسارة عون" في اعتباره لزوجة الرأي العام المسيحي وسرعة انتقاله الى مواقع لطالما اعتقدنا انه غادرها؟

3 - وماذا عن الدعم غير المحدود الذي من المفترض أن يحصل عليه الجنرال من حلفائه "المقتدرين"؟

الأشهر التي تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية ستشهد تصاعداً في "انعدام توازن" الأداء السياسي للجنرال، لكنها في المقابل ستشهد تداعياً في أوضاع منافسيه. فإلى ماذا سيفضي ذلك؟

 

عريضة نيابية لبنانية تضامنا مع كوبا ومعتقليها الخمسة

 المركزية - وقّع 13 نائبا يمثلون مختلف كتل المعارضة في مجلس النواب عريضة تضامن مع كوبا ومعتقليها الخمسة في الولايات المتحدة الاميركية، وجاء في نصها: "نحن الموقعين ادناه، نواب وممثلون لعدد من الكتل النيابية في المجلس النيابي اللبناني، وبمناسبة مرور عشر سنوات على اعتقال خمسة من أبناء الشعب الكوبي في الولايات المتحدة الاميركية من دون ان تتوفر لهم محاكمة عادلة ونزيهة، نعلن تضامننا مع هؤلاء المعتقلين ومع نضال الشعب الكوبي ضد سياسة الهيمنة والاخضاع الاميركية ونبدي أسفنا وشجبنا للمعايير المزدوجة التي تستمدها الادارة الاميركية في تعاطيها مع قضايا العدل والحرية وحقوق الانسان، كما نشيد بصمود كوبا بوجه الطغيان والابتزاز اللذين تمارسهما ضدها الادارة الاميركية".

وقد وقع العريضة كل من السادة: قاسم هاشم، حسن حب الله، مروان فارس، نوار الساحلي، نبيل نقولا، شامل موزايا، عباس هاشم، علي عمار، بيار سرحال، نادر سكر، كامل الرفاعي، عبد المجيد صالح واسامة سعد.