المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 23 ايلول/2008

إنجيل القدّيس مرقس .1:9.38-34:8

ودَعا الجَمعَ وتَلاميذَه وقالَ لهم: «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني. لِأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذِي يَفقِدُ حَياتَه في سبيلي وسبيلِ البِشارَة فإِنَّه يُخَلِّصُها. فماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه وخَسِرَ نَفْسَه؟ وماذا يُعطي الإِنسانُ بدلاً لِنَفسِه؟ لأَنَّ مَن يَسْتَحْيِي بي وبِكَلامي في هذا الجيلِ الفاسِقِ الخاطِئ يَسْتَحْيِي بِه ابنُ الإِنسان، متى جاءَ في مَجدِ أَبيهِ ومعَه المَلائِكَةُ الأَطهار». وقالَ لَهم: «الحَقَّ أَقولُ لَكُم: في جُملَةِ الحاضِرينَ ههُنا مَن لا يَذوقونَ المَوت، حتَّى يُشاهِدوا مَلكوتَ اللهِ آتِياً بِقُوَّة».

 

القدّيس إسحق السرياني (القرن السابع)، راهب في نينَوى، بالقرب من الموصل في العراق الحاليّ

مقالات نسكيّة، السلسلة الأولى، الرقم 4

"الذي يريدُ أن يخلِّصَ حياتَه يفقدُها، وأمّا الذي يفقدُ حياتَه في سبيلي وفي سبيل البشارة فإنّه يخلِّصُها"

طريق الله هي صليبٌ يوميّ. لم يصعد أحدٌ يومًا إلى السماء براحة؛ نحن نعرف إلى أين تؤدّي طريق الرفاهيّة هذه. لا يدعُ الله قطّ ذاك الذي يكرّس له حياته بدون همٍّ؛ فهو يعطيه أن يحملَ همّ الحقيقة. في الواقع، هذا ما يجعلنا نعلم بأنّ الله يسهر على هذا الإنسان: إذ إنّه يقوده عبر الأحزان. كما أنّ العناية الإلهيّة لا تدع أولئك الذين يقضون حياتهم في المِحَن يقعون بين أيدي الشياطين. وخصوصًا إن كانوا يقبّلون أقدام إخوتهم، ويسترون أخطاءهم (1بط4: 8)، ويخبّئونها كما لو أنّها كانت أخطاءهم الشخصيّة. ذاك الذي يريد أن يكون بدون همٍّ في العالم، ذاك الذي يملك تلك الرغبة والذي يبحث في الوقت نفسه عن السير على طريق الفضيلة، ذاك هو الشخص الذي حادَ عن الطريق. لأنّ الأبرار لا يكتفون ببذل كلّ جهودهم حتّى يقوموا بالأعمال حسنة، بل يُناضلون رغمًا عنهم في التجارب؛ هكذا يُمتَحن صبرهم.

 

متحدث عسكري لبناني: تعزيزات عسكرية سورية على الحدود مع لبنان

وكالات/اعلن لبنان الاثنين ان سوريا نشرت تعزيزات عسكرية على حدودها مع شمال لبنان لاسباب تتعلق بحسب دمشق بالامن الداخلي. وقال متحدث عسكري لبناني لوكالة فرانس برس "تم نشر حوالى عشرة الاف جندي من القوات الخاصة السورية في منطقة العبودية على الحدود مع سوريا في شمال لبنان". واضاف المتحدث ان "بيروت طلبت توضيحات من دمشق حول هذه التعزيزات وسبب نشرها".

وتابع ان "دمشق اكدت انها اجراءات امنية داخلية لا تتخطى الاراضي السورية وليست موجهة اطلاقا ضد لبنان". وقال ان "السلطات السورية اكدت لنا ان هذه التعزيزات تهدف الى القيام بعمليات ضد التهريب داخل الاراضي السورية والتصدي لانتهاكات اخرى للامن الداخلي". وكانت صحيفة المستقبل التابعة لتيار المستقبل المناهض لسوريا بزعامة سعد الحريري افادت الاثنين ان سوريا ارسلت فجر الاحد تعزيزات عسكرية على مقربة من مركز العبودية-الدبوسية الحدودي.

واثارت هذه المعلومات مخاوف في لبنان ولا سيما بعدما عبر الرئيس السوري بشار الاسد مطلع ايلول/سبتمبر عن "مخاوف" من موجة الاشتباكات الطائفية التي شهدتها طرابلس في الاونة الاخيرة, وقال انه طلب من نظيره اللبناني ميشال سليمان "ارسال المزيد من القوات العسكرية الى الشمال بشكل عاجل". ورأت الغالبية النيابية اللبنانية المناهضة لسوريا في هذه التصريحات "تدخلا" في الشؤون اللبنانية و"ذريعة" لعودة القوات السورية الى لبنان. وسحبت سوريا عام 2005 قواتها المنتشرة منذ ثلاثة عقود في لبنان تحت ضغط دولي وشعبي لبناني.

 

10 الآف جندي سوري على الحدود اللبنانية الشمالية

المستقبل/لاحظ سكان بلدات حدودية عدة أن السلطات السورية نشرت تعزيزات عسكرية مكثفة، بدأت منذ فجر أمس، كان أبرزها تلك القوة التي تمركزت في محيط تلة الدبوسية المشرفة على معبر العبودية ­ الدبوسية الحدودي. وذكرت مصادر حدودية أن هذا الانتشار لا يبدو موقتاً، حيث نشرت الخيم العسكرية في هذه المناطق، كما تم حفر خنادق لتمركز الجنود والآليات. كما سجلت إقامة عدد من المراكز المتقدمة للجيش السوري بالقرب من مجرى النهر الكبير، وعلى امتداد الخط ما بين معبري العبودية والعريضة. وذكر شهود عيان أن الانتشار شمل مناطق قبالة حكر جنين وأسفل بلدتي الدبابية والنورا. وأشارت بعض المعلومات إلى احتمال أن يكون هذا الانتشار مرتبطاً بإجراءات سورية لم يعلن الهدف منها. مجموعات عسكرية سورية تنفذ انتشاراً واساعاً ابتداءً من العريضة وحتى وادي خالد وتقدر مصادر لبنانية عدد الجنود بـ10 الاف وهم مزودون بالاليات والشاحنات وناقلات جند ومدفعية وترجح جهات لبنانية ان الهدف من هذا الانتشار هو القيام بمناورة تحفظ امن الحدود اللبنانية السورية

 

حمادة: على من يفاوض اسرائيل حشد جيشه في المكان المناسب

وكالات/علق النائب مروان حمادة "على حشد الجيش السوري وحدات عند الحدود الشمالية للبنان، املا لو "كانت هذه القوات تواجه اسرائيل عند خط المنطقة المحتلة في الجولان". وشدد حماده، في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، على أن "من يفاوض اسرائيل منفردا وغير مبال بالقضية العربية وبحقوق شعبي لبنان وفلسطين، وهو لم يواجهها على مدى ثلاثة عقود ونصف عقد، ان يعزز على الاقل ميزان القوى التفاوضي بحشد جيشه في المكان المناسب وليس على تخوم قطر شقيق".

وأشار الى "ان ليس هناك مشروع اميركي في لبنان، بل مشروع لبناني - استقلالي - عربي سينتصر حتما في الانتخابات النيابية المقبلة، على اساس وحدة الدولة بمؤسساتها المدنية والعسكرية، ووحدة الشعب اللبناني الذي سيبلغها عبر المصالحات المتوالية".

 

1980 "الوعد" – 2008 "الوفاء"

جوزف توتونجي     

شاء القدر، ان تنظم "القوات اللبنانية" في مجمّع فؤاد شهاب في جونيه "مهرجان الوعد" عام 1980، وان يكون خطيب المهرجان الشيخ بشير الجميّل قائد "القوات اللبنانية" آنذاك. ظنّ المسلمون يومها، ان بشير الجميّل سيعلن امام الجماهير المحتشدة في ارض الملعب، دولة لبنان الحر، وكان ان اطلق نداءه الشهير الذي فتح الابواب والقلوب. قال: "وحدنا نستطيع ان نعلن اليوم دولة التقسيم، وهذه امنية غيرنا وغايته، ليبرر لاحقاً اعلان دولة التوطين. خاب فأله، لن نقدم عليها، لا اليوم ولا في اي يوم، مهما فجّروا من سيارات في مناطقنا ومهما هجّروا مسيحيين من مناطقهم... ان المسلم اللبناني في حاجة الينا ليستعيد حريته وامنه، ولبنان في حاجة الى ان نكون معاً، ليستعيد وحدته واستقلاله وسيادته". واضاف: "نناديكم فلبّوا النداء، لا تُصدقّوا ما يُقال لكم عنا... المسلم القوي لا يخيفنا، فلماذا المسيحي القوي يخيفكم؟ حين يصبح المسلم اللبناني قوياً بذاته مثلما نحن اقوياء بذاتنا، تنتهي المشكلة اللبنانية".

يومها، بدأ المسلمون يعون ان "القوات اللبنانية" بقيادة بشير الجميّل، ربما تكون الحلّ المرتجى. ومنذ ذلك التاريخ بدأ نجم بشير يلمع كمحاور صادق يعرف ما يريد.

وشاء القدر من جديد، ان يقف سمير جعجع في المكان عينه بعد 28 سنة امام حشود القواتيين في مهرجان "الوفاء للشهداء"، لا ليعلن الحرب على المنتقدين والحاقدين، بل ليمد يد المصالحة والمصافحة، بل اكثر، ليعتذر من كل اللبنانيين عن الاساءات والارتكابات غير المبررة التي تسببت بها القوات خلال الحرب.

وقال: "في هذه المناسبة الجليلة، وبقلب متواضع، صاف، وبكل صدق وشفافية، امام الله والناس، اتقدم باسمي، وباسم اجيال المقاومين جميعاً، شهداء واحياء، باعتذار عميق، صادق وكامل، عن كل جرح، واذية، او خسارة، او ضرر غير مبرر، تسببنا به، خلال ادائنا واجباتنا الوطنية، طوال مرحلة الحرب الماضية".

وكأن هذا المكان الذي تظلله سيدة لبنان من عليائها، اصبح له رمزيته وقدسيته في دفع المقاومة اللبنانية نحو مزيد من التواضع والتضحية والشهادة، هذه المقاومة التي قدمت خمسة عشر الف شهيد من اجل القضية اللبنانية.

عسى ان يتفهم ويتقبل المسيحيون اليوم واللبنانيون عموماً كلام سمير جعجع، كما تقبّل المسلمون عام 1980 كلام بشير الجميّل، وان نتجه جميعاً الى بلسمة الجراح الثاخنة التي ادمت قلوب الجميع. "مهرجان "الوعد" و"مهرجان الوفاء للشهداء" سيبقيان في ذمة اللبنانيين، تواريخ للمجد والكبر والغفران.

 

حشدت 10 آلاف جندي على الحدود تمهيداً للتوغل 40 كيلومتراً نحو طرابلس

 بيروت - خاص:السياسة

شكلت التحركات العسكرية السورية عند الحدود الشمالية للبنان إشارة واضحة إلى أن نظام دمشق تستعد لعمل ما, وأنه قاب قوسين أو أدنى من إجراءات تستهدف لبنان, وإن كانت مصادر سورية رفيعة أبلغت إلى قيادات لبنانية حليفة لها أن هذه الإجراءات هدفها ضبط الحدود ومنع التسلل والتهريب.

لكن نوعية الإجراءات الميدانية وحجم الانتشار العسكري والمواقع التي تم استحداثها ونوعية العتاد والآليات العسكرية التي استقدمت إليها, شكلت كلها رداً واضحاً على تلك المزاعم بأن هدفها هو منع التهريب أو منع التسلل عبر الحدود. ولهذا فإن ما يتردد في بعض الأوساط السياسية اللبنانية القريبة من سورية عن ارتياح سوري للمرحلة المقبلة, إنما يعبر بالتالي عن وجهة النظر السورية ويكشف بعضاً من خيوط الحركة السورية على الحدود.

وينقل بعض الذين زاروا دمشق خلال الأيام الماضية عن مسؤولين كبار أنهم يستعدون لتغييرات كبيرة في المنطقة تسمح لسورية باستعادة دورها في لبنان, وطمأن هؤلاء حلفاءهم على أن عليهم ألا يقلقوا من المرحلة المقبلة وأن الانتخابات النيابية لن تكون كما حصلت في العام ,2005 لأن الظروف كلها تغيرت ولأن سورية جاهزة لمنع خسارة حلفائها هذه المرة وأنه سيكون لها دور مباشر في التأثير على الناخبين من أجل ضمان فوز حلفائها في الانتخابات.

وبحسب الكلام المنقول عن المسؤولين السوريين فإن دمشق تستعد لمرحلة جديدة عنوانها التغييرات التي يمكن أن تحصل بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة, فضلاً عن أنها تريد تحصين أوضاعها وتجميع النقاط على الأرض في الوقت الأميركي الضائع, ولهذا فإن التحركات العسكرية السورية عند الحدود الشمالية هدفها ممارسة ضغوط نفسية بالترهيب على اللبنانيين, من أجل فرض تغيير في مواقفهم التي تجلت في ثورة 14 آذار.

مصادر سياسية رفيعة في لبنان أكدت أنها تربط التحركات العسكرية السورية بالأجواء التي تحاول دمشق ترويجها منذ فترة في المجتمع الدولي عن تحول منطقة الشمال اللبناني وعاصمته طرابلس إلى قاعدة للتطرف الإسلامي, الذي يهيئ الأرضية الصالحة لتسلل تنظيم القاعدة إلى الشمال على غرار ما حصل في مخيم البارد, عندما سيطر تنظيم "فتح الإسلام" على المخيم وجرت مواجهات عنيفة بين مسلحي التنظيم في المخيم وفي أحياء متفرقة في طرابلس مع الجيش اللبناني وأدت إلى خسائر جسيمة في صفوف الجيش والقضاء على التنظيم الذي فر منه زعيمه شاكر العبسي, فضلاً عن تدمير المخيم تدميراً شاملاً.

وقد بذلت العاصمة السورية جهوداً كبيرة من أجل تسويق فكرة وجود تطرف إسلامي في شمال لبنان يهدد الأمن ليس في لبنان فقط, وإنما قد يصبح جاهزاً للتصدير إلى أوروبا والغرب, وذلك بهدف حصول النظام السوري على تفويض دولي للتدخل مجدداً في لبنان من أجل التخلص من هذه الظاهرة الإرهابية.

وكشفت المصادر اللبنانية عينها عن اقتراح كانت تقدمت به دمشق إلى فرنسا ويقضي بالسماح للجيش السوري بالتوغل في الأراضي اللبنانية شمالاً مسافة أربعين كيلومتراً, وهي مسافة تضع مدينة طرابلس, العاصمة الثانية للبنان, ضمن تلك المسافة حيث أن المدينة تبعد عن الحدود مسافة لا تزيد عن 30 كيلو متراً, ما يعني أن الستراتيجية السورية هدفها وضع عاصمة الشمال تحت الوصاية السورية بحجة التخلص من الإرهاب الإسلامي.

وكشفت المعلومات أن الرئيس السوري بشار الأسد حاول الحصول على دعم فرنسي مباشر لهذا التوغل, على أن تتولى فرنسا إقناع الولايات المتحدة الأميركية بأهمية هذه الخطوة وحيويتها في تأمين مصالح الإدارة الأميركية في حربها على الإرهاب, الذي قد يحول الشمال اللبناني إلى مصدر للمقاتلين والعمليات التي تستهدف الولايات المتحدة في العراق خصوصاً, وفي مختلف أنحاء أوروبا, باعتبار أن طرابلس تقع على حوض البحر الأبيض المتوسط وهذا ما يجعلها بوابة بحرية مهمة نحو أوروبا والغرب.

وتشير المعلومات إلى أن فرنسا لم تبد ترحيباً بالعرض السوري وهي طلبت من دمشق أن تتوقف عن التدخل بالشأن اللبناني وتكليف الجيش اللبناني مهمة ضبط الأمن في لبنان ومنع تحول أي منطقة فيه إلى بؤرة للإرهاب.

لكن العرض السوري لا يزال قائماً وهو يحاول تكريس المخاوف من وجود حالة إسلامية سلفية متطرفة, ولهذا فإن المصادر اللبنانية تتوجس خيفة من استمرار المحاولات للعبث الأمني على غرار الأحداث التي شهدتها مدينة طرابلس بين السنة والعلويين, والتي جرت في خلالها محاولة لتضخيم حجم الحالة السلفية من أجل استعمالها كوسيلة لترهيب المجتمع الدولي وترغيبه بالعرض السوري للتدخل في لبنان.

ومع أن المصادر السورية كانت تشدد أمس على أن هدف الانتشار العسكري هو منع التهريب, فإن المعلومات الميدانية التي توافرت عن حجم هذا الانتشار تشير إلى أنه يتجاوز في أهدافه الحقيقية تلك الحجة, لأنه كيف يمكن تفسير دور الدبابات والآليات وأكثر من عشرة آلاف جندي في منع التهريب? ولماذا استقدام الوحدات الخاصة لهذا الغرض? ولماذا استفاقت سورية اليوم على عمليات التهريب التي تقدم هي نفسها تسهيلات كبيرة للكثير من حلفائها من أجل تأمين التمويل لحركتهم السياسية في لبنان? وأشارت المعلومات إلى أن الوحدات الخاصة السورية انتشرت بشكل كثيف على طول الحدود اللبنانية الشمالية من نقطة العريضة على البحر وصولاً إلى أعمق نقطة برية شمالية قرب بلدة أكروم ومنطقة وادي خالد وبمحاذاة النهر الكبير الجنوبي الذي يشكل حدوداً طبيعية بين البلدين.

وأكدت المعلومات أنه تم استحداث أكثر من سبع نقاط تمركز كبرى تحولت إلى معسكرات, خصوصاً على التلال القريبة من الحدود ووضعت سياجاً حولها وتم تعزيزها بالدبابات والمدفعية الثقيلة ومن مختلف العيارات فضلاً عن الآليات المتنوعة. وأشار شهود عيان في الجانب اللبناني من الحدود إلى أن الآليات السورية تقوم بحركة دائمة قريباً من الحدود وأن أصواتها تسمع بوضوح في الجهة اللبنانية, وهي تركت مخاوف كبيرة من الأهالي نظراً لوجود تداخل كبير وشائك جداً في العديد من المناطق والقرى. وبحسب المعلومات, فإن الجيش السوري لم ينه حتى أمس عملية انتشار وحداته, وهو يستقدم مزيداً من التعزيزات ويقيم المزيد من المراكز العسكرية والمواقع المتخصصة بالرصد وتمركز الآليات العسكرية, وهذا ما ينفي المعلومات حول عديد هذه القوات ويرفع التقديرات إلى أكثر من عشرة آلاف جندي يريدون فقط وقف التهريب على الحدود, من دون أن يحصل أي انتشار آخر على بعد أمتار قليلة لجهة الحدود الشمالية الشرقية التي تربط بين منطقة الهرمل اللبنانية ومنطقة حمص في الجانب السوري

 

عون يدافع عن الحشود السورية ويهدد بالانسحاب من الحوار الوطني

بيروت - "السياسة" والوكالات: هدد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون, امس, بالانسحاب من طاولة الحوار الوطني ما لم تتوقف خطط الأكثرية البرلمانية عما سماه "التلاعب بالقوانين لتهيئة الأجواء لتزوير الانتخابات البرلمانية المقبلة لصالحها". وفي مؤتمر صحافي اثر اجتماع للتكتل, قال عون "هناك لعبة خطيرة من اجل تزوير قانون الانتخابات ولن اشارك في طاولة الحوار في حال جرى التلاعب بالقانون لناحية استقالة رؤساء البلديات", كما وصف الموالاة بأنها ليست مشروعا لتأسيس دولة وإنما مشروع "مافيا" تعمل على تسخير أجهزة الدولة ومواردها لأهدافها الخاصة, وكشف عن تجاوزات إدارية ومالية تصب في صالح الغالبية, مشيرا إلى أنه سيكشف عن هذه التجاوزات بالأرقام والوقائع من خلال وزرائه داخل مجلس الوزراء. وانتقد عون بشدة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ووصفه بأنه "مشروع حرب" وليس مشروع سلام, معتبرا أن الأغلبية رشحت السنيورة لتولي رئاسة الحكومة لكونه مشروع حرب يعمل لمصلحتها. وطالب عون رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع باعتذار محدد وعلني عن اغتيال الزعيم طوني فرنجية والد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية, ورئيس الوزراء الأسبق رشيد كرامي, ورئيس حزب الوطنيين الأحرار السابق داني شمعون. واكد أنه يشجع جميع المصالحات الجارية بين الفرقاء السياسيين, مشيرا إلى أنه لن يدخل في هذه المصالحات, حيث لايوجد خلاف دموي بين تياره وأي فريق لبناني, كما اعتبر أن الخلافات السياسية من أسس العمل الديمقراطي, وأي مصالحة تنفي حق الاختلاف يعني أنها مشروع إلغاء للديمقراطية والحريات. وعلق عون على موضوع الانتشار السوري قبالة الحدود اللبنانية, مشيرا إلى أنه "طالما أن القوات السورية في الأراضي السورية لا مشكلة معها وانتشارها وقائي وعندما تصبح داخل الأراضي اللبنانية يكون موضوع آخر".

 

لأنهم وقعوا اتفاق المصالحة وأفشلوا المخطط السوري

مخاوف من اغتيال قادة علويين لإشعال حرب مذهبية طاحنة

باريس - بيروت-"السياسة":  أبدت أوساط سياسية طرابلسية وشمالية لبنانية مخاوفها من إقدام الاستخبارات السورية وعملائها الاقوياء في جبل محسن العلوي على اغتيال النائب العلوي السابق علي عيد أو نجله رفعت اللذين يتزعمان الساحة في تلك المنطقة, بعدما وقع الأول اتفاق المصالحة الطرابلسي الذي قصم ظهر الفتنة السنية العلوية موقتا حتى الآن التي يسعى إليها نظام بشار الأسد استمراراً في خطط تفجير البلاد عبر جبهات أمنية ما ان تهدأ إحداها حتى تنفجر الأخرى تباعا كما حدث الاسبوع الماضي في كورنيش المزرعة في بيروت.  وقالت الاوسط في اتصالات أجرتها بها "السياسة" من باريس أمس أنها تخشى " بعد فشل اغتيال عضو الحزب الارسلاني الشيخ صالح العريضي في بيصور الاسبوع الاسبق لاشعال الجبهة "الدرزية - الدرزيةتعويضا عن اقفال الجبهة العلوية - السنية في طرابلس, من أن تقوم الاستخبارات السورية بتصفية علي عيد أو نجله رفعت في جبل محسن أو أي مكان آخر من البلاد لإعادة تفجير المعارك هناك وتحويل اتفاق المصالحة الذي اشرف عليه سعد الحريري شخصيا الى حبر على ورق".

 وتساءلت الأوساط الطرابلسية:" هل تستطيع زيارة عيد وابنه الى القصر الرئاسي في بعبدا ومقابلة الرئيس ميشال سليمان, حماية هذين الزعيمين العلويين من النظام السوري الذي حاول بكل ما أوتي من نفوذ عبر عملائه وحلفائه في حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث وجماعات حليفه سليمان فرنجية خلال الاشهر الاخيرة منع وقف الاقتتال والنزف الدموي بين العلويين وسكان طرابلس, فجاء علي عيد لينهي مرحلة المنع هذه بالتوقيع على " مشروع سعد الحريري" للمصالحة والتصدي لمخطط ذلك النظام في تحويل شمال لبنان إلى "امارة سورية" جديدة بعد فشله العام الماضي في تحويله " امارة سلفية" في نهر البارد"?

 وأعربت الاوساط عن اعتقادها " الا  تسمح جماعات سورية في الشمال بهذه المصالحة والدليل هو ان مجموعات" حزب الله" القتالية, مازالت موجودة في بعل محسن, واسلحة هذا الحزب تتدفق عليها وكأن شيئا لم يحدث, أو كأن أمورا جديدة يجري الاعداد لها لنسف اتفاق المصالحة وإعادة الاوضاع المضطربة إلى ما كانت عليه". وقالت الاوساط ان مثل عمليات الاغتيال والتفجير هذه " تصب في خانة تبريرات الجماعات الحليفة لسورية على طاولة الحوار اللبنانية التمسك بمزاعمها أن الدولة غير القادرة على حماية اللبنانيين بعضهم من بعض, كيف يمكن ان تحمي لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية? وبأن على هذه الدولة بجيشها وشعبها الوقوف خلف المقاومة لدعمها هي في مواجهة تلك الاعتداءات لا أن تبحث في طاولة الحوار لا بسلاح حزب الله ولا حتى بأي ستراتيجية دفاعية عفا على طرح موضوعيهما الزمن كما يقول نواب في الحزب".

 

فرنجية يتهم بكركي بالتواطؤ ويصعب المصالحة المسيحية

"حزب الله" في قريطم خلال ساعات تمهيداً للقاء نصر الله - الحريري

بيروت - "السياسة" والوكالات: فيما تتواصل التحضيرات لإنجاز اللمسات الأخيرة على لقاء المصالحة المنتظر بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" المرجحة في غضون وقت قريب, بدا أن المصالحة المسيحية التي يُعمل لإتمامها صعبة المنال حالياً, في ضوء التباعد في المواقف, سيما بين طرفيها الرئيسيين, رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع من جهة, ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون من جهة ثانية.

وفي الوقت الذي تواصل الرابطة المارونية جهودها للتقريب بين هذه القيادات, رفع الوزير السابق فرنجية من سقف مواقفه إزاء المصالحة, وواصل حملته على بكركي, مشككاً في مؤتمر صحافي عقده أمس, في اعتذار جعجع, ووصفه ب¯"المناورة", ومتهماً بكركي ب¯"الانحياز والتواطؤ".

وقال فرنجية "سنقبله ونرد بالمناورة, ولكن نتحدى جعجع أن يذهب إلى مصالحة تنظم الخلافات, وتوصل إلى صندوق الاقتراع الذي يحدد في النهاية مرجعية المسيحية. كما انتقد البطريرك صفير, معتبراً إياه "طرفاً", وأيضاً انتقده لحصره الاهتمام بالمسيحيين من جبيل إلى صور, ومن الساحل إلى الجبل, بدل أن يكون بطريركاً لأنطاكية وسائر المشرق. من جهته, اعتبر القيادي في "التيار الوطني الحر" آلان عون أن الاعتذار الذي قدمه جعجع غير كافٍ, وأن هذه الاعتذارات يجب أن تكون مقدمة مباشرة للمعنيين, مؤكداً رفضه أي شروط مسبقة للحوار المسيحي-المسيحي.

وفي سياق متصل, شدد رئيس الرابطة المارونية على أولوية المصالحات لإنجاح الحوار, لافتاً إلى أن البطريركية المارونية باركت خطوة الرابطة, ومعتبراً أنه بإمكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن يرعى طاولة حوار بين مختلف الفرقاء. في سياق متصل, كشفت مصادر من "حزب الله" أن وفد الحزب المتوقع أن يقوم بزيارة قريطم خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة, سيكون برئاسة ممثل أمين عام "حزب الله" في الدوحة ومؤتمر الحوار الوطني رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والنواب أمين شري, حسن فضل الله, محمود قماطي وحسين الحاج حسن, فيما يجري الحديث أن يرافق الوفد بعض المسؤولين الأمنيين واللوجستيين في "حزب الله". ونقل موقع "لبنان الآن" عن المصادر قولها إن "زيارة قريطم ستكون بهدف توجيه دعوة لرئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري للقاء السيد حسن نصرالله, على أمل أن تشكل هذه الزيارة مدخلا ومسعى إيجابيًا في سبيل تهدئة النفوس وتهدئة هواجس أهل بيروت, بما يؤدي إلى طي الصفحة الماضية والانتقال إلى صفحة من التسامح والوئام تسود فيها لغة الحوار المباشر بعيدًا عن كل اللغات الأخرى التي شملت إساءات متبادلة من جميع الأطراف والجهات".

من جانبه, أكد عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش أن "احتمال لقاء الحريري - نصر الله أصبح عالياً جداً مع التأكيد أن ليس من رغبة لدى كوادر المستقبل بأن يتم هذا اللقاء قبل أن يكون هناك تمهيد سياسي حقيقي", واعتبر أن "المطلوب إجراءات حقيقية بسحب لمسلحين بشكل كامل ووقف الاستفزازات إضافة إلى الاعتراف بأن ما حصل أدى إلى شرخ وجرح كبير وأنه لن يتكرر في المستقبل خصوصاً عندما يؤكد نصر الله أن هذا العمل هو عمل جيد وعمل بطولي فهذا يعني بأنه مستعد لتكراره مرة ثانية".

 

فرنجية وعون والمر يُقدمون الأدلة على أن "الحكيم" قلب الصفحة

جعجع والمسيحيون وسرّ الاعتراف

المستقبل - الثلاثاء 23 أيلول 2008 - فارس خشّان

ثلاث إشارات تؤكد أن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية "سمير جعجع، وضع إصبعه على الجرح المسيحي النازف، في لبنان .

الإشارة الأولى، كانت في طبيعة المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير السابق سليمان فرنجية، الذي بدا، شكلا ومضمونا، مصابا بإرباك حقيقي، فلا هو تمكن من أن يُناقش المسائل العميقة التي طرحها جعجع في كلمته، ولا هو استقرّ على موقف من الإعتذار، بحيث كان يرفضه هنا ويقبله هناك، ولا هو خرج عن الكلاسيكية المعتادة في الهجوم على جعجع بلوائح اتهام بينما كان جعجع قد انتقل الى مكان آخر، بتسجيله سابقة نادرة في الواقع اللبناني ما بعد الحرب، تمثلت باعترافه أمام الجماعة المسيحية بذنوب... جماعته.

الإشارة الثانية، كانت في الندوة الإعلامية الأسبوعية للعماد ميشال عون، وتحديدا في محاولته "تهميش" الحدث وإبعاده عن الأولوية، بالقصف على مؤتمر الحوار الوطني، من منصة مسألة إنتخابية تبقى تفصيلية بالمقارنة مع أُفق الحوار، مهما كانت مهمة.

أما الإشارة الثالثة، فكان مصدرها النائب ميشال المر، الذي يبقى، مهما قيل فيه أو عنه، أهمّ "بارومتر" لقياس حرارة الناخب المسيحي، لأنه لا يستقي تطلعاته من الجالسين في أبراجهم العاجية بل من اختلاطه الدائم مع الطبقات الشعبية والنخبوية في البلاد عموما وفي المتن الشمالي خصوصا. وقد كان موقفه الإيجابي من كلمة جعجع لافتا للإنتباه، لأنه لم يقتصر على توجيه التحية الى شجاعة الإعتراف بالذنب والإعتذار، بل تخطاه الى موقف جعجع المحق من الخيارات الوطنية التي يجب أن يقرر المسيحيون موقفهم منها، فهل هم مع سلاح أبدي بيد "حزب الله"؟ وهل هم مع أصحاب المواقف التي تطالب بالتحقيق مع المؤسسة العسكرية لتبرئ قتلة النقيب الشهيد سامر حنّا؟. لقد بدا ميشال المر، للمرة الأولى منذ ترك "صديقه"العماد ميشال عون لسبيله، مستعدا لتلبية دعوة جعجع الى رقصة "تانغو" يتم تتويجها إنتخابيا بعدما تكون قد استُكملت سياسيا.

وهذه الإشارات الثلاث تُظهر أن جعجع صاغ موقفه بكفاءة عالية، حيث تزاحمت الأوليات، في شحذ الإهتمام، فهل هو للحشد البشري المسيحي غير المسبوق منذ سنوات عدة على الساحة المسيحية، على الرغم من افتقاد جعجع لوسيلة إعلام تحشيدية كالتي يستعملها عون أو حركة "أمل" أم "حزب الله"، أم هو لتقاطر الحلفاء الى جونية توكيدا لوحدة الرابع عشر من آذار، أم هو لمواكبة البطريركية المارونية للحدث "الإستقلالي"، ام هو للكلمة التي صيغت بقالب وجداني عميق؟

في واقع الحال، هي للكلمة التي وُضعت في مناخ يلائم حدثيتها النادرة في لبنان ويُعطيها بعدا يتجاوز الحاجة الى التحشيد، لأنها كانت لاحقة له وليست سابقة.

ولا يمكن قياس الروحية التي صنعت كلمة جعجع، إلا من خلال فهم جعجع بالذات، فكلمته تشبهه حقا. مسيحيته لم تعد شعارا في خدمة الشعار السياسي، بل أصبحت مسيحية فيها الكثير من الصدق الإيماني العميق. ولعلّ هذا الواقع كان نتاج سجنه الإفرادي الطويل الذي تكتمل مظلوميته ليس بطبيعة الجهة التي أشرفت على صناعة الملفات للقضاء اللبناني فحسب، بل بتحويل ميزان العدالة الى مزوّر للتاريخ، بحيث يحصر ذنوب الحرب اللبنانية كلها، بشخص واحد فقط لا غير، أيضا.

ومن تتسنّى له فرصة مراقبة جعجع عن قريب، يُدرك حقيقته الإيمانية، فهو لا يبدأ تناول الطعام، أكان في منزله أم في القصر الجمهوري أم في السرايا أم في قريطم أم في الطعم، إلا إذا أغمض عينيه وصلّى.

وكلمته ـ الحدث لم تُكتب إلا بروحية هذه السلوكية الإيمانية، ولذلك يستحيل إلا أن تُلامس روح الجماعة المسيحية.

ففي المسيحية، يكتسب الإعتراف بالذنوب مقاما رفيعا بالتقرب من الله وبالعبور الى السلام الداخلي، ولذلك يُعتبر من الأسرار المقدسة، التي تفرض ممارسة فيها الكثير من العلنية، فهي لا تكون عملية تنطلق من الذات لتستقر بالذات، بل هي مسار يبدأ بالتوجه علنا الى كرسي مكشوف المكان للحديث مع كاهن، وجها لوجه.وهذا ما فعله جعجع في جونية.

وسر الإعتراف يشترط في تكوينه تحديد نوع الذنب وليس تفاصيله، فالإقرار بالسرقة، على سبيل المثال لا يستدعي تقديم لائحة تحقيقة كالتي يطلبها صاحب العقل الموسوعي ميشال عون بالإشارة الى الزمان والمكان وموضوع السرقة والشخص الذي تأذى منها وكيف تمّ صرف الأموال المتأتية منها. وهذا ما فعله جعجع.

والذنوب التي يُفترض الإعترف بارتكابها في سر الإعتراف، ليست هي الذنوب التي يُمكن أن ينسبها إليك الآخرون، بل تلك التي حرّمها الله على المؤمنين واقترفوها، وبهذا المعنى، فإنّ المشاركة في الحرب ليست ذنبا خاصا بجماعة واحدة بالنسبة الى المجتمع، بل إن اعتبارها كذلك من جهة واحدة بالتفرد عن غيرها من الفئات هو الذنب لأنه يحمل فئة مسؤولية كل ما لحق بكل الفئات من افتئات وظلم ووجع وموت ودمار، وهذا تحديدا ما التزم به جعجع، حين اعترف بذنوب مجموعته الميليشيوية في تعاطيها مع المواطنين العزّل مدافعا عنها بشراسة الدفاع عن الحق، المطلوبة من كل مؤمن، في مواجهة من كان في مواجهتها.

وبالإرتكاز الى هذه المقوّمات التي يفهمها كل مسيحي، نجح جعجع في اختراق الوجدان العام طارحا سؤالا مدويا: هل يمكن أن يتفوّق حقدكم الناجم عن ممارسات نحن نادمون عليها ونطلب المغفرة منكم، على الثوابت الوطنية ؟وهل يمكن أن تكون حاجتكم اللاواعية الى الإنتقام من قوى الأمس، وقد أصبح بمتناول أياديكم، هي مرشدكم فتقدمون على اختيار من سيقودكم ووطنكم الى الجحيم؟ وهل يُعقل أن تكون إرادة الإنتقام العاطفية من ميليشيا انقضت وانحلّت وانتهت واعترفت وتابت، أهم من توجهكم الذي من شأنه أن يُقوّي ميليشيا قائمة لا تربطكم بها وبوطنكم أي قواسم مشتركة؟ وهل يجوز أن يكون الإنتقام للمؤسسة العسكرية عما فعلته تلك الميليشيا التي تمّ دفنها، أهم من صمتكم على ما ترتكبه ميليشيا اليوم المتفوقة على الدولة بحق المؤسسة العسكرية، حيث اغتيال النقيب الشهيد سامر حنّا مثالا، وحيث إرادة تأبيد السلاح الفئوي في مواجهة الجميع، مسألة تُهدد الكيان لمخاطر جمّة؟

وهكذا، لامس جعجع بكلمته المكتوبة بريشة "الرؤية الذاتية" كل ما يعتمل في المجتمع المسيحي من أمراض انفصام الشخصية التي تريد السيادة والإستقلال والقرار الحر والتألق المدني والثقافي والإجتماعي والريادة في الوظيفة الوطنية، ولكنها تنحدر في الخيارات إلى مستوى غرائزي يُقدّم العاطفة السلبية على المبادئ الإيجابية، ما يسمح للعماد ميشال عون ومن يشبهه بالإنتقال من الهامش الوطني، في لحظة تأزم استثنائية، الى منصب ريادي بمجرد أنه استغل إستياء المسيحيين من تفوّق الميليشيا على الدولة، وما يسمح أيضا لأمثال الوزير السابق سليمان فرنجية بالبقاء سياسيا على قيد الحياة، على الرغم من أنّه كان في موقع جرفته إنتفاضة شعبية عارمة ضد كل ما هو "سوري" في البلاد.

 

سمير جعجع

المستقبل - الثلاثاء 23 أيلول 2008 - "أبو رامز"

من دون مبالغات لفظية لا طعم لها (يا اخوان) ومن دون إدعاءات لا تستند الى فولاذ المنطق وحديد الحقيقة، ومن دون كلام طيّار لا معنى له عن بطولات وهمية أو حقيقية، من دون كل ذلك وما هو أكثر منه، تمكن سمير جعجع يوم الأحد من إعادة رصف حجارة البنيان الاستقلالي في واحدة من أبرز ساحاته وأولها، وتمكن من تكسير حيطان الكلس التي تزنِّر عقولاً ما عادت قادرة أن ترى الحقيقة كما هي لأنها افتقدت منذ زمن ولا زالت، الهواء السيادي الصافي والمنعش.

واجه سمير جعجع جنرال الرابية أولاً وقبل الآخرين وتمكن منه مجدداً... قبل الأحد وعلى المستوى الشخصي كانت المقارنة بينهما لا تجوز. فالأول رفض أن يغادر إلا الى القبر أو السجن من دون أن يتراجع عما يؤمن به أو يتنازل عما يراه واجبه وحقه والثاني قاتل بالآخرين وملأ الدنيا ضجيجاً وعندما وصلوا اليه ترك خلفه "كل شيء" (كل شيء يا اخوان) وكل قريب ونسيب وحليف ومناصر ومقاتل وذهب وحده في ملالة مصفحة الى الأمان في السفارة... واجهه وواجههم بالمنطق فردّوا عليه بالشتيمة، وبالحقيقة فردّوا عليه بالتزوير وبالعدالة فردّوا عليه بالافتراء، وبمنطق الدولة فردّوا عليه بنبش قبور الميليشيات، بمنطق السيادة فردّوا عليه بمنطق التبعية ولغة الوصاية. وبمنطق الشرعية والجيش فردّوا عليه بمنطق الشارع وشريعة الفاجر آكل مال التاجر...

نجح سمير جعجع في تظهير ذلك الفيلم من جديد فبانت صورهم كما هي من دون رتوش ولا تلوين وفي مقدمها صورة جنرال الرابية سيد الكيد والكيدية المنتقم من المسيحيين (قبل غيرهم)، ومن الأميركيين والأوروبيين والعرب واللبنانيين والآخرين الذين رفضوا تطويبه رئيساً (لألف علّة وعلّة) فذهب الى تحالفاته الكيدية الحالية.

تمكن سمير جعجع منهم جميعاً، ومن يستمع الى تعليقاتهم الأولية يعرف يقيناً أن الرجل ربح الرهان ونجح في إظهار قوته ومنطقه وشعبيته الى الحد الذي أخرج كل ذلك القدر من الامتعاض والحنق والغضب والشتائم المعتادة عند أهل الاتجاه الواحد والحزب الواحد والتعليمة الواحدة الوافدة من وراء الحدود والتي تشبه هذه المرة صافرة الانطلاق في سباق محموم على كسب صفة بطل الشتم والتزوير ونطح الحيطان بعد تكسير كل زجاج موجود في الحي وفي الأحياء المجاورة!.

نجح سمير جعجع ومعه عشرات الألوف من الذين تمكنوا من الوصول الى جونيه، في التأكيد أن الأكثرية ليست وهمية، وأن كثرة الضجيج لا تحجب شيئاً من حقيقة ثورة الأرز وقوتها المتأتية من حضورها المدني وتحركها السلمي وشعارها الأول والأبدي: لبنان أولاً وأخيراً!.

 

ميشال عون إسمع جيداً: بعد 21 أيلول لم يعد الأمر لك!!

المستقبل - الثلاثاء 23 أيلول 2008 - ايلي محفوض محفوض (*)

من واكب مهرجان "القوات اللبنانية" في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية"، تأكد ملياً أن المسيحيين، أو على الأقل الشريحة الأكبر منهم لم تعد مساقة كما النعاج باتجاه خط ميشال عون ومشروعه المنقلب على الذات وعلى التاريخ وعلى المبادئ، ولعل الابرز أن المسيحيين بدأوا بتحسس مراحل شفائهم من مرض اسمه الزعيم دائماً على حق. ومتابعة للمهرجان، كان لزاماً ان نطلع على نشرات أخبار الإعلام التابع لقوى 8 آذار، وكان واضحاً أن حالة من الهستيريا والجنون الموقت أصاب هؤلاء، في وقت كان بعض رجالات بلدة بشري يزورون بنشعي في ردة فعل سخيفة لدرجة ان اسماء الوفد البشراوي تؤكد مدى الافلاس الذي أصاب مسيحيي 8 آذار. ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية" أطلقت مؤشرين مهمين: مضمون خطاب سمير جعجع، وموقعية عون وما تبقى من تياره بعد المهرجان، اضافة الى الاحراج والحرج اللذين سببهما المهرجان لميشال عون شخصياً داخل أوساط "حزب الله" وباقي مجموعات سوريا في لبنان.

مما لا شك فيه أن مضمون خطاب الحكيم لم يكن مستنسخاً، ولم يكن مجرد تجييش ولا هو استنهاض انتخابي، والأهم منطق الاعتذار الذي لم تعوّدنا عليه الطبقة السياسية اللبنانية، ولعل ما قاله الحكيم سيكون دافعاً لكثيرين فظّعوا خلال الحرب ولا يزالون يرتكبون حتى الساعة، وبدل أن يتعظوا نجدهم يستكملون خطاياهم، كما نراهم يزجون بناسهم في مزيد من الحقد والتعبئة والشحن بهدف إبقاء الساحة منقسمة.

وكم كان مشهد رفع صور الشهداء مؤثراً خصوصاً عندما تجد أن الرئيس رفيق الحريري الى جانب الرئيس بشير الجميل وكل شهداء "ثورة الأرز"، في تلك اللحظة تحديداً يتأكد اللبناني أن شهادة نخبة رجالاته لم تذهب هدراً، ومهما حاول البعض التجريح والتطاول على الشهداء، فإن هدير صوت الحق والحقيقة يبقيان أقوى وأنجع. وعشية المهرجان زار ميشال عون بنشعي وقدم التعازي بحادثة بصرما الكورانية، وكم كان الأجدى به لو انه زار من قبل البترون وقدم تعازيه بالضابط الطيار الذي قتلته عناصر ميليشيا "حزب الله" في سجد، ولكن على العكس، ميشال عون عاتب على الجيش، كما انه لام قيادته وسلاح الطيران كيف انهم يرسلون طوافة عسكرية الى منطقة لبنانية، من المفترض أن تكون تابعة للسيادة اللبنانية، وحسناً فعل عون عندما أهان الشهداء من بنشعي تحديداً، لأنه كلما أطلق العنان للسانه الذي تعود على قذف الاهانات، لفظه المسيحيون وأخرجوه من قلوبهم وعقولهم وضمائرهم، وهذا الرجل تبين بشكل لا لبس فيه أن له في سوريا كما لسوريا فيه. من يسمع الحكيم يوم الاحد، ومن يسمع النائب عون قبله يتأكد أن الفرق شاسع بين الرجلين، ومن يقرأ خطاب جعجع الأخير ويربطه بكل ما قاله منذ خروجه من السجن ويقارنه مع سلوكية عون ومنهجيته المدمرة يخلص الى معادلة واضحة، وهي أن العميل يبدأ كبيراً ومن ثم يصغر، بينما الوطني يبدأ صغيراً ومن ثم يكبر. ومن دون الدخول في تفاصيل الأرقام، لأنه من غير الجائز تصنيف المسيحيين كمجرد أرقام، وهكذا يتحول هؤلاء الى رؤوس يتم استغلالها وبالتالي استعمالها، في لعبة الجماهير، إلا انه يبقى أن المشاركين في المهرجان انما أرادوا أن يسمعوا صوتهم الى من صُمّت أذناه عن سماع صوت الشعب، كما أراد هؤلاء أن يعبّروا عن موقفهم وعن موقعهم الطبيعي. المسيحي لم يكن في يوم من الأيام مع السلاح الفلسطيني عندما كان هذا السلاح يقض مضجع السيادة اللبنانية، والمسيحي لهذا السبب نفسه وقف الى جانب ميشال عون عندما خدع اللبنانيين ببدعة لا بل كذبة توحيد البندقية على خلفية شعاره الشهير أن لا سلاح خارج الجيش اللبناني، ولكن اليوم ميشال عون شرّع سلاحاً خارج اطار الشرعية اللبنانية، ووقف الى جانب ميليشيا ضد الجيش اللبناني، فكيف إذن يريد من المسيحيين أن يبقوا معه يناصرونه بشكل أعمى!! ومن أجل من وماذا؟.

فلا هو زعيم يضحي بنفسه من أجل ناسه، على العكس، هو الأكثر ذبحاً لمناصريه والأكثر تضحية بالآخرين بينما هو يهرب عند أول خطر يدق بابه. هو ليس نظيفاً بموضوع المال، والدعوى القضائية بينه وبين ورثة الرئيس الهراوي ستحكم هذا الموضوع الذي لم يعد مخفياً على أحد. وهو على عكس ما روّج وسوّق من أن يديه غير ملطختين بالدم، وهذا غير صحيح على الاطلاق، ولعل فتح ملفات الحروب التي خاضها وتحديداً في المجتمع المسيحي تبين مدى وحجم تورطه المباشر بالتسبب بذاك الكم الهائل من الدماء وصولاً حتى اليوم المشؤوم في 13 تشرين الأول 1990، والذي ستبين الظروف عاجلاً أم آجلاً أن عون كان مشاركاً لا بل شريك للوصول الى 13 تشرين.

المهم ان ميشال عون في مرحلة النزاع الأخير، وهو يودع زعامته الوهمية ـ الكرتونية ـ الهشة، ونبشه المقابر الجماعية فتح عليه مقبرة تاريخه طبعاً غير المشرف أبداً أبداً. وإذا كان يجرؤ أحد على مواجهته، فليسأله السؤال التالي: يا ميشال عون من حاول اغتيال سمير جعجع؟ أما أنا المواطن اللبناني الذي خدعني عون لسنوات فأريد أن أتحداه، وأواجهه لأقول له ما يلي:

إذا كنت فعلاً ترى أنك لا زلت تمثل المسيحيين أدعوك لكي تقدم استقالتك فوراً من نيابة كسروان، وعبر انتخابات فرعية نخوضها معاً ميشال عون الزعيم الهمام مقابل المواطن ايلي محفوض ودعنا نرى من سيربح؟؟ وإذا كنت لا تجرؤ، أدعوك لكي تدعو الى مهرجان في المكان نفسه الذي نظمت فيه "القوات اللبنانية" مهرجانها، ودعنا نشاهد التقهقر الشعبي، وأنا متأكد أن كل مناصريك اليوم لن يملأوا الصفوف الأمامية للساحة، شرط أن لا تستعين بصديق، أي جمهور "حزب الله".

ميشال عون أنت أخرجت نفسك بنفسك من قلوب المسيحيين، فاتعظ وأترك الناس بسلام، ولا تعرقل مساعي المصالحات المسيحية، خصوصاً بين بنشعي ومعراب، ولعل بداية الأمر أن توقف لعبة الرقص على القبور بعدما ذكرتنا بكتاب جبران، طبعاً أعني جبران خليل جبران "حفار القبور".

(*) رئيس "حركة التغيير" عضو قوى 14 آذار

 

"حزب الله": الحوار لا يعني إلغاء التناقضات ولا بحث في سلاح المقاومة قبل الإنجاز الكامل للتحرير

المستقبل - الثلاثاء 23 أيلول 2008 - رأى "حزب الله" انه "لا مجال للبحث في موضوع سلاح المقاومة قبل انجاز التحرير الكامل لآخر حبة تراب من وطننا"، معتبراً "أن الحوار المطلوب ليس معناه إلغاء التناقضات والاختلافات ولا انتقالا او تحولا في التحالفات السياسية، وإنما نهج التصالح الآن يقوم على نبذ لغة التوتير والتحريض في الخطاب السياسي".

* أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "أن من يريد ان يبني تفاهمات وتصالحات ضد سلاح المقاومة انما يثير غبارا ويطلق زعيقا، وعليه ان يتوجه نحو سلاح العدو الصهيوني وليس نحو سلاح المقاومة".

وقال في احتفال في بلدة كفرا: "إننا حين نبحث في استراتيجية الدفاع على طاولة الحوار فلا مجال للبحث في موضوع سلاح المقاومة قبل انجاز التحرير الكامل لآخر حبة تراب من وطننا".

أضاف: "نحن في لبنان مددنا يدنا لمحاورة الآخرين حتى نتكامل معهم، ويتكاملوا معنا ونقوى بهم ويقووا بنا. اننا جزء من كل ولسنا بديلا عن أحد، وفي ضوء هذه الرؤية ننفتح على الحوار الجاد والمسؤول والواقعي مع الآخرين". ولفت الى ان "ما نسمعه من اطروحات تتحدث عن المصالحة داخل كل طائفة، بما يستعدي الطوائف والقوى الأخرى، هو ليس منهجا سليما على الاطلاق، انما هو منهج توتيري لا يحقق الهدف المطلوب وخصوصا اذا صدر عمن تدور حولهم علامات اشتباه كثيرة في دورهم التوتيري، لأن من ينفتح على المصالحة يجب ألا تكون علاقته مع الآخرين على حساب احد من اللبنانيين وانما يقوي لبنان ضد أعدائه المتربصين به شرا وضد المحتلين الغزاة". وأشار إلى "أن الحوار المطلوب ليس معناه إلغاء التناقضات والاختلافات ولا انتقالا او تحولا في التحالفات السياسية وانما نهج التصالح الآن يقوم على نبذ لغة التوتير والتحريض في الخطاب السياسي. ولغة العنف في التخاطب والممارسة والتوجه في تبادل وجهات النظر بكل وضوح، وبكل منطق وحجة". * أكد مسؤول منطقة الجنوب في "الحزب" الشيخ نبيل قاووق في بلدة دير قانون رأس العين، الحرص على "مناخات التهدئة والايجابية التي تؤدي إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتحصين إنجازات المقاومة". وقال: "ان الذهاب إلى الحوار يهدف إلى تعزيز مشروع إستراتيجية المقاومة وتعميم مشاركة اللبنانيين في مشروعها بحيث لن يكون من نتائج طاولة الحوار أية مكاسب لأميركا أو أية تطمينات لإسرائيل". * رأى مسؤول العلاقات العربية في "حزب الله" الشيخ حسن عز الدين في بلدة كوثرية السياد "ان الهدف من هذه المصالحات هو توفير المناخ الآمن والاستقرار الذي يساهم ويساعد على الحوار وعلى تبادل وجهات النظر".

 

المر: ما ذكره جعجع عن التباعد محق معلوماتي إن السوريين لن يدخلوا لبنان

أوضح النائب ميشال المر امس بعد استقباله السفيرة الاميركية ميشيل سيسون، مدى ساعة ونصف ساعة، انه طلب منها دعم بلادها لطاولة الحوار الوطني وللمصالحات بين الافرقاء اللبنانيين، "إيمانا مني بأن الطريق الافضل للتوافق الوطني هو الحوار المسؤول".

وقال: "كان الاجتماع مطولا لأن السفيرة سيسون التي ستتوجه  غداً الى واشنطن للمشاركة في استقبال الرئيس ميشال سليمان، أرادت أن تطلع على بعض النقاط التي تتعلق بطاولة الحوار وعلى المصالحات  بين الاشتراكي وحزب الله وبين حزب الله وتيار المستقبل وغيرها. أما على الساحة المسيحية فلا أعتقد أن المصالحة ستكون سهلة، وقد طرح الدكتور جعجع أمس قضايا ونقاطا معينة من الناحية المبدئية، أرى انه محق فيها، وان المصالحة ليست شخصية او تبادل القبلات، فالقضايا المبدئية التي طرحها ليست محط اهتمام الدكتور جعجع وحده، بل يهتم بها عدد كبير من المسيحيين وخصوصا لإبقاء سلاح حزب الله الى حين تحرير فلسطين وعودة القدس والفلسطينيين وانهاء ازمة الشرق الاوسط. هذه قضايا لا يمكن الا أن نكون مؤيدين لها. ومن يطرح هذه المعادلة سيتراجع عنها في أي حوار. والنقطة الثانية هي التحقيق مع قيادة الجيش في ما خص حادث سجد ومن سمح لها بتحليق طائراتها في هذه المنطقة، فهل يعقل هذا الطرح؟ هذه أمور لا يمكن أن تسهل المصالحة المسيحية".

وأضاف: "من يمكنه أن يدعو الى المصالحة المسيحية هو غبطة البطريرك، وأنا أشهد من خلال متابعتي لمواقف البطريرك أنها مواقف وطنية. ومع ذلك تعرض لهجوم ولا يزال، فكيف ستتم المصالحة المسيحية وأنا ليس في استطاعتي ان اقوم باي مبادرة اذا كان البطريرك غير قادر على ذلك في ظل هذا الانقسام في الرأي؟".

وسئل هل يعتقد ان اعتذار جعجع اول من أمس يشمل محاولة اغتياله هو عام 1991، فأجاب: "انا لم ادع على القوات ولا على الدكتور جعجع. الحكم الذي صدر كان بناء على تحرك النيابة العامة، وكنت آنذاك وزيرا للدفاع. أما الموقف الصادر عن الدكتور جعجع فهو موقف شجاع. مهما يكن من أمر، فهو حادث يأتي من ضمن الاخطاء التي اعترف بها.  لقد كان عنده الشجاعة الوطنية للاعتذار وكانت لدى الفريق الآخر الذي ارتكبت في حقه هذه الاخطاء ايضا الشجاعة الوطنية لتجاوزها. واعتبر أن الاعتذار يدفعني الى تجاوزها ونسيانها".

وكيف يصف علاقته بالعماد ميشال عون، أجاب: "العلاقة بيننا ودية ولا وجود للزعل مع العماد عون. داخل الاجتماع وخارجه تحدثت معه بشكل طبيعي وتناولنا أكثر من موضوع. أما في ما خص الانتخابات النيابية فأنا على موقفي انه قبل شباط المقبل لا حديث عن الانتخابات".

وما هو تعليقه على التعزيزات السورية على الحدود الشمالية وهل هي مقدمة لدخول الجيش السوري الى لبنان، أجاب: "أنا أعرف أن السوري لا ينوي دخول لبنان. أما التحذيرات وحجمها فلم اطلع عليها، ولا أحكم عليها في غياب التفاصيل. ومن حيث المبدأ، إن معلوماتي أن السوري لن يدخل لبنان".".

 

"حزب الله" السوفياتي

راشد فايد     

بقدر ما توحي المصالحات الكارجة على اللبنانيين رغبة ما في التهدئة الداخلية، فإنها تكرس اقتطاع حيّز بشري وجغرافي وسياسي لسلطة تنمو على هامش الدولة اللبنانية وفيها.  فبفضل الانقلاب الوئيد على الدولة، منذ ادعاء وجود ملاحظات "سرية"على المحكمة ذات الطابع الدولي، وانتهاء بغزوة السابع من أيار التي "أسقطت" (بقتل السيدة بيضون ونجلها المحامي هيثم طبارة في بيروت) "مؤامرة" على السلاح العائد من الجنوب، يحاول "حزب الله" أن يملك سلطة الإمرة في حياة اللبنانيين: في السياسة والاجتماع. في الفتنة والتهدئة. فجمهوره وحده يعاني انقطاع الكهرباء، ووحده يشكو سعر الرغيف، ووحده يريد تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ووحده لا يقبل بديلا عن تحرير القدس وفلسطين، كل فلسطين من النهر الى البحر. ولأنه يحتكر لذاته كل "الفضائل" الوطنية والقومية والاسلامية، وفق زعمه، يتنبه، باستمرار، لفتنة ما ويستنسب طريقة وأدها، مرة بالمصالحات ومرات بالنار. ولا تكون فتنة إن لم تستهدفه ورهطه، لأن ما يستهدف غيره، ولو جاء بالحيثيات نفسها، ليس "مؤامرة" ولا يمكن وصفه بذلك.

في14  آذار 2005 صدمت "ثورة الأرز" الحزب القائد. كان المدّ الجماهيري الذي حملها أقوى من "شكراً سوريا" التي أراد أن يزعمها شعاراً لكل اللبنانيين في الثامن من آذار، فسعى الى "مهادنة" كان من نتائجها التحالف الانتخابي الرباعي وولادة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ثم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى.

ثم بدأ التملص من المهادنة تحت عناوين متعددة، أولها الاعتراض بالاعتكاف، على إحالة اغتيال الزميل الشهيد جبران تويني على التحقيق الدولي، تلاه زعم الملاحظات على المحكمة الدولية بالانسحاب من الحكومة، ثم التصعيد بقطع الطرق بالرمال والردم وبمحاولة اقتحام أحياء آمنة في بيروت، وهو ما أفضى الى التأجيج المذهبي الذي أوصل البلاد الى شفير الانفجار.

كان رد فعل "الحزب القائد" عند هذا المنعطف الخطر، السعي الى "المهادنة" بتشجيع من دولة الولي الفقيه التي أقلقها ما توقعت من رد فعل اسلامي غير مؤات لها إذا ما حل الانفجار.

لكنها كانت مهادنة "على زغل": حافظ الحزب على وتيرة التوتر الاجتماعي والسياسي في البلاد، من مستوطنة الخيم، الى ارتهان حياة اللبنانيين لدراجات "الفيسبا" على طريق المطار وعلى طريق الشياح – عين الرمانة.

ثم كانت "غزوة السابع من أيار" تحت عنوان حماية السلاح بالسلاح، حين وضع الحزب المذكور مجد المقاومة في خدمة مشروعه، ببعديه الداخلي والاقليمي، وما تلا ذلك من نتائج سياسية، لم تحل كثرة الايجابيات التي رآها فيها، دون تلمّسه، وتلمّس مرشده الخارجي، عمق السلبيات التي خلفها.

وكما في المرة السابقة، ارتفع صوت "الحزب القائد" بأناشيد المحبة الأهلية والوئام الوطني، والتضامن الداخلي، ولا سيما منه الاسلامي – الاسلامي خصوصا أن تفاؤله بتحقيق أحلامه في الانتخابات النيابية المقبلة، يتطلب أن يسود الهدوء الحياة السياسية.

من الطبيعي ألا تقف قوى 14 آذار متفرجة على الدعوة الى المصالحة. فسلاح الموقف السياسي الذي تواجه به الخروج على العملية الديموقراطية يكون اكثر مضاء في أجواء تسمح بإدارة الاختلاف بعيداً عن الدماء التي لا تتقن سفكها أو التضحية بها.

لكن المصالحة المطلوبة، بحسب الأمين العام للحزب، هي تكرار للمهادنة التي سعى إليها بعد الاضراب الذي سمّاه بالسلمي، وحاولت ميليشياته، خلاله، اقتحام منطقة جامعة بيروت العربية والطريق الجديدة وقصقص: إبقاء جماعته على سلاحها، وقوى الغالبية على صبرها. الاولى تقضم من إيمان الناس بالديموقراطية، وتدفع الثانية الى اليأس من إمكان قبول الاولى بالمشاركة في إعادة قيام الدولة. أي إخفاء الصدام تحت المصافحات وتغييب علاج جذره.

قد تكون المصافحة، في وجه ما، مطلوبة لتبريد بعض الرؤوس، لكنها لن تكون مصالحة إن لم تنطو على التسليم بعدم الاحتكام الى السلاح، وعلى الاحتكام الى الدولة، وخوض كل خلاف سياسي تحت سقف الديموقراطية، والايمان بأن تعددية المجتمع اللبناني لن تتيح لأي طرف، مهما عظم تسليحه، أن يفرض موقفه على المجموع الوطني.

 غير ذلك، لن يكون سوى تمديد للصيف غير الساخن الذي تكرّم به على اللبنانيين الأمين العام الأشهَر، واستغله لتعزيز مواقعه السياسية (والعسكرية)، وهو ما يذكّر باستراتيجية المحدلة التي كان يطبقها الجيش الأحمر السوفياتي، وتقضي، عند احتلال منطقة، بالقيام بـ"تنظيفها "وتثبيت المواقع فيها، قبل التقدّم الى غيرها.

على هذا النسق، يريد "الحزب القائد" مصالحة تبقي سلاحه خارج النقاش، ولو كان على طاولة الحوار، ويبقي حيّزه الجغرافي خارج سلطة الدولة، إلا حين يشك في أن مشكلة ما ستضعه في مواجهة بعض أهل رهطه (كما حين سلّم لقوى الأمن الداخلي بـ"تنظيف" بعض منطقة سلطته من تجار المخدرات).

وعلى هذا النسق، يريد مصالحة لا يعتذر فيها عما ارتكبه بحق بيروت، ولا يتراجع عن اتهام أكثر من ثلثي اللبنانيين بالعمالة لاسرائيل والتآمر على لبنان وفلسطين، ولا ينثني عن رهن لبنان للملف النووي الايراني وللمفاوضات السورية مع العدو الصهيوني.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 22 ايلول 2008

البلد

ينتظر ان يزور خلال اليومين المقبلين وفد كبير من حزب اصولي لتقديم واجب التعزية لحلفائه في تيار حليف ونقل رسالة دعم.

تردد ان اي لقاء لن يتم بين السيد حسن نصرالله وسعد الحريري قبل ازالة الشوائب بين حزب الله ودار الفتوى.

لاحظ قيادي في قوى 14 آذار انه عندما ترتفع النبرة السورية تجاه اسرائيل فان ذلك يشير الى ان هناك صفقة ما بين الطرفين يتم انجازها.

الشرق

جهات حزبية عريقة اعادت تفعيل مؤسساتها الانسانية والطلابية على أمل تصحيح علاقاتها الفاترة مع الذين ابتعدوا عنها؟!

نائب من قوى 8 آذار لم يستبعد اقامة مهرجان سياسي في المكان الذي انعقد فيه مهرجان القوات اللبنانية "للتدليل مباشرة على قوة الخصم"!

لقاءات ديبلوماسية اجنبية عادت الى العلن بعدما تبيّن لمن تعنيه في دول كبرى "ان الوضع في لبنان يحتاج الى مراقبة ومتابعة عن كثب"!

النهار

قال ديبلوماسي اوروبي ان بقاء السلاح خارج الشرعية واستمرار دخوله الى لبنان عبر الحدود السورية يشكلان خرقاً للقرار 1701.

تبين ان هناك اموالاً تدفع لتحول دون انتقال سياسيين من جهة الى اخرى.

لوحظ ان العلاقات مقطوعة بين مرجع كبير ومرجع سابق آخر بما فيها الاتصالات الهاتفية.

السفير

أكدت مصادر عليمة أن النصيحة المصرية في الداخل والخارج كان لها الدور الاساسي في انجاز مصالحة طرابلس.

يرى قيادي بارز في المعارضة ان لا شيء يمكن ان يعطل الانتخابات النيابية في لبنان سوى حدث خارجي كبير من طراز الحرب على ايران، وهذه الاخيرة مستبعدة.

يقام الاسبوع المقبل افطار مشترك بين تيارين في بيروت كانا على خصام واضح خلال السنوات الماضية، وذلك في اطار اجواء المصالحات الجارية.

المستقبل

نقل زائر عربي عن المرجع الأول في حزب معني تأكيده عدم سعي الحزب الى أي مواجهة حربية مع "العدو" نظراً الى كلفتها المرتفعة في مختلف المجالات.

تؤكد معلومات أن الصراعات شديدة الاحتدام داخل أحد التيارات وخصوصاً في إحدى المناطق على خلفية الوضع الانتخابي في هذه المنطقة من جهة والاحتجاج على أدوار أحد المقربين من رئيس التيار فيها من جهة أخرى.

تساءلت مصادر ديبلوماسية عن الأسباب التي تجعل حزباً في لبنان يوزع عدداً من الانتحاريين في دول عربية في هذه المرحلة إذا كان هدفه الانتقام من جريمة استهدفت مسؤولاً كبيراً فيه.

اللواء

نبّه مرجع كبير إلى خطورة استمرار غياب أجواء التضامن الوزاري في <حكومة الوحدة الوطنية> بسبب مزايدات انتخابية يطلقها وزراء تيار معارض سابقاً!·

تبين أن الأوضاع الإدارية الراهنة والعجز المالي المتزايد في صندوق الضمان الاجتماعي لا يسمحان بزيادة التقديمات العائلية من دون زيادة نسبة اشتراك العائلة على حساب رب العمل!·

يعمل متضررون من أجواء المصالحة الشمالية على عرقلة قيام لائحة إئتلافية في طرابلس حتى يحفظوا لأنفسهم حصتهم من المقاعد النيابية!·

 

البطريرك صفير التقى "لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي" وشخصيات

السماك: لإتمام الوفاق المسيحي-المسيحي ولتفتح ابواب المصالحة واسعا

وطنية - 22/9/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الأمينين العامين لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي الامير حارث شهاب ومحمد السماك حيث تم البحث في الأوضاع على الساحة اللبنانية و"عدم جواز استمرار حالة الشرذمة وضرورة العمل على استكمال المصالحات بغية التأسيس لعمل وطني شامل".

بعد اللقاء، أوضح السماك انه "تم التطرق الى موضوع مؤتمر الحوار الدولي بين الأديان الذي انعقد في مدريد، والنتائج التي تم التوصل اليها حول العلاقات الإسلامية - المسيحية والعلاقات بين الأديان المختلفة، بالتعاون مع الفاتيكان ومع مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الاوسط، والمؤسسات الكنسية والاسلامية الدولية المتعددة الأخرى، وهو المؤتمر الذي عقد بمبادرة من ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز".

وقال: "ان هذا المؤتمر الدولي له انعكاسات مباشرة على العلاقات المسيحية - الإسلامية عربيا ولبنانيا، وكذلك كان من الضروري ان نضع صاحب الغبطة في أجواء هذا المؤتمر". واعتبر ان"الوفاق الوطني لا يكون إلا من خلال وفاق مسيحي - مسيحي في اساسه وجوهره، ونتمنى مع غبطته بأن يتم هذا الوفاق حتى تفتح ابواب المصالحة الوطنية على المستوى الأوسع".

الحركة الاجتماعية

بعد ذلك، استقبل البطريرك صفير رئيس "الحركة الإجتماعية اللبنانية" المهندس جون مفرج الذي عرض الوضع المستجد في الكورة بعد حادثة بصرما، واستغرب "حرب الأخوة في الشمال على ارض الكورة".

بلديات الكورة

كذلك التقى البطريرك صفير رئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويط الذي أشار بعد اللقاء في بيان له الى "ان اللبنانيين اليوم، خصوصا منهم أبناء الشمال والكورة يعيشون خشية من العودة الى الإقتتال الداخلي بسبب الصراعات السياسية الدائرة".

وقال: "اننا نثمن المواقف الداعية الى التهدئة والى العودة الى مرجعية القضاء لإحلال الحق، والى مؤسسات الدولة الأمنية لحفظ الأمن وفرض سلطة القانون. لقد سقط شهداء في المنطقة نستمطر الرحمة لنفوسهم، ونطلب لذويهم وعائلاهم ومحبيهم نعمة الحكمة والصبر، وللجرحى الشفاء العاجل. ولا يسعنا أمام هذا المصاب الجلل إلا ان نرجو المؤسسات الأمنية تفعيل إمكانياتها وتعزيزها في المنطقة من جهة، كما نرجو الكنيسة من مرجعيات روحية وقادة سياسية وعلمانيين مخلصين العودة الى التأسيس على ثوابت شكلت منطلقا صالحا لسلوك درب المصالحة مع الذات والآخر والمجتمع والوطن. إنها دعوة صادقة الى كل القيادات المسيحية الروحية منها والزمنية للقاء من اجل إحلال السلام في الوطن ولا سيما ان أبناء الشمال والكورة بوجه خاص هم أبناء سلام وانفتاح".

وإلتقى البطريرك صفير وفدا من بلدة عين كفاع شكره على مواساته لهم بوفاة مختار البلدة، صاحب دار الجيل عبود عبود.

 

النائب علوش:هدف المصالحة مع "حزب الله" سحب الإحتقان

أما الخلاف السياسي على العناوين الرئيسية فكان وسيبقى

وطنية-22/9/2008(سياسة) أكد عضو كتلة المستقبل النيابية النائب مصطفى علوش في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" تعليقا على لقاء النائب سعد الحريري والسيد حسن نصر الله أن "احتمال اللقاء أصبح عاليا جدا مع التأكيد أن ليس من رغبة لدى كوادر المستقبل بأن يتم هذا اللقاء قبل ان يكون هناك تمهيد سياسي حقيقي من خلال، على الأقل، العودة الى ما نسميه جريمة وهو ما حدث في السابع من أيار وخصوصا بعد أن أكد الأمين العام ل"حزب الله" أنه متمسك بهذه القضية ويعتبرها انتصارا كبيرا وأنه دافع عن البلد بهذه الطريقة". وأعرب علوش عن اعتقاده أن "النائب الحريري قد يتجاوز كل ذلك في حال تبين أنه لقاء مصالحة وطنية حقة"، معتبرا أن "المطلوب إجراءات حقيقية بسحب المسلحين بشكل كامل ووقف الإستفزازات إضافة الى الإعتراف بأن ما حصل أدى الى شرخ وجرح كبير وأنه لن يتكرر في المستقبل خصوصا عندما يؤكد نصر الله أن هذا العمل هو عمل جيد وعمل بطولي فهذا يعني بأنه مستعد لتكراره مرة ثانية".

وردا على سؤال عما إذا كانت المصالحة مع "حزب الله" ستؤثر على وحدة قوى 14 آذار، اعتبر أن هدف المصالحة الرئيسية هو سحب الإحتقان وعدم اللجوء الى العنف، أما الخلاف السياسي فكان موجودا وسيبقى ولاسيما على العناوين الرئيسية الكبرى المتعلقة بموقع لبنان وسحبه من صراعات الساحات الدولية والإقليمية وهذه مسألة لم تتغير. اما من ناحية ضمان عدم اللجوء الى العنف وسحب فتيل التفجير في أي هبة ساخنة قد تمر على المنطقة، فهذا هو هدف المصالحات وليس الهدف عمليا التحالف السياسي في مكان من الأمكنة .

 

النائب عباس هاشم: خطاب جعجع هدفه شحذ الهمم للانتخابات النيابية المقبلة

العماد عون يختزن "انسانا حقيقيا" في داخله ووثيقة التفاهم ثابتة لن نتخلى عنها

وطنية - 22/9/2008 (سياسة) اعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب عباس هاشم، في حديث تلفزيوني ان "خطاب (الدكتور سمير) جعجع هو مجرد حشرجة نهايات معينة، يعاني منها في صراعه مع الكتائب والاحرار والكتلة الوطنية، وان خطاب الامس هدفه شحذ الهمة الاخيرة لأنصاره بعدما بينت الاحصاءات التي أجريت في معظم المناطق المسيحية ان المعارك الانتخابية قد حسمت". وقال: "لا نأخد كلام جعجع الاخير بعين الاعتبار، "لأنك عندما تحدد الهامشيين في المجتمع فإنك تلقائيا تعرف مسبقا كيف يتصرفون"، ورد على الدكتور جعجع بكلامه الذي قاله على طاولة الحوار: "من ان مسيرة الشخص وسيرته ترسم لك حاضره ومستقبله". أضاف النائب هاشم: "هؤلاء الهامشيون، يريدون ترهيب الناس من الآخر، ما يؤدي الى التقوقع، وقد سها عن جعجع ان عملية الانطلاق الى الرحاب الاوسع وثقافة التفاهم، لم ولن يفهمها الهامشيون".

وسأل: "هل يتصور السيد جعجع ان التحريض على سلاح المقاومة يستطيع شحذ بعض الهمم؟ ومن يصدقه بنحيبه على الدولة اللبنانية؟".

وتحدث عن "الاسئلة التي طرحها البطريرك في الكتاب الذي يروي سيرته، عندما وجه اسئلة الى القوات: لماذا هذه الجبايات؟ ولماذا هذا التعامل مع اسرائيل؟".

واختصر النائب هاشم "الحديث عن جعجع بمثل شعبي مفاده: "وقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وداروا سفهاءكم"، وتساءل: "ما معنى ان يقول منصور غانم البون انه يخجل من ظهوره في الصورة مع القوات، وقول (الوزير) الياس المر انه لن يكون في تحالف 14 آذار لأنه يرفض ان يتحالف مع القوات؟".

وأبدى "توجسا من الكلام الخطير الذي نقل عن الوزير الصفدي والذي قال فيه انه في حال بقي التوافق على تقسيمات قانون الستين، فإن امكانية تأجيل الانتخابات واردة جدا"، واعتبر هاشم ان "هذا الكلام يتقاطع مع احاديث اخرى ما يفيد ان هذه التعبئة التي تحصل هدفها اما شحن النفوس وتعبئتها طائفيا ومذهبيا، او اسقاط أمني لمنع اجراء الانتخابات النيابية". ودعا الى "الهدوء وعدم الرد لتفويت الفرصة على هؤلاء".

وردا على سؤال حول تأييد الدكتور جعجع لمواقف رئيس الجمهورية، اعتبر النائب هاشم ان "هذا الامر هو جزء من ديماغوجية جعجع، لأن مقاربة رئيس الجمهورية للمسائل الوطنية تختلف عن مقاربة جعجع، وبما ان "الرئيس سليمان كلف العماد عون اعداد استراتيجية دفاعية"، فإن كان كلام جعجع بتبني مواقف رئيس الجمهورية يعني ان المصالحة تمت ولا ضرورة للمطالبة بها".

وتمنى ان "يتم اقرار قانون الانتخابات العتيد قبل عيد الفطر، لكي يكون عيدية حقيقية للبنانيين، وهكذا يكون للمرة الاولى من خلال هذا القانون قد عاد القرار للشعب، ولم يعد هناك محادل او بوسطات، ولأول مرة تحدد الجماعات تمثيلها الحقيقي للانطلاق من منطق المزرعة الى منطق الدولة، ومن منطق النيوليبرالية المتوحشة الى الليبرالية المعتدلة".

وأكد ان "لبنان يتجه في المرحلة المقبلة نحو الحل وليس التسوية، لأن التسوية تنتهي بظروف انتاجها"، معتبرا ان "السيادة هي الانتاج، والعبودية هي الاستهلاك، ولبنان مقبل على انتاج المواطنية الحقيقية التي تحقق العدالة، فينتفي الولاء للمذاهب والطوائف ويصبح الانتماء الى الدولة فقط وينتفي المنطق الذي يقول ان السلطة تؤدي للثروة، ما يؤدي الى انتفاء الاحتكار الاحادي للجماعات، ويصبح الانسان قيمة بحد ذاته وهذا ما ينادي به ويسعى اليه "التيار الوطني الحر".

بالنسبة لدعوات المصالحة، قال النائب هاشم ان "العماد عون هو "مؤمن" حقيقي ويختزن "انسانا حقيقيا" في داخله، وانطلاقا من احترامه لحق الاختلاف، فهو يرتقي دائما في سلوكه ومواقفه الى مناجاة عقل الآخر". ورأى ان "التيار الوطني الحر" اول من دعا الى الحوار من خلال دعوة العماد عون اللبنانيين الى طاولة الحوار عام 2004". واعتبر هاشم ان هناك كلاما للرئيس فؤاد السنيورة وللنائب الشيخ سعد الحريري كان "العماد عون قد قاله في السنوات السابقة ولاموه عليه، ومنه قول الرئيس السنيورة اليوم "ان المقاومة سببها الاحتلال" وهو كلام قاله العماد عون عام 2006 على طاولة الحوار".

واستغرب "تباين الكلام حيال "فتح الاسلام"، فقد اطلقوا عليهم صفة المخابرات السورية في السابق والآن يتظاهرون للافراج عنهم".

وتعليقا على خطاب سليمان فرنجية، أكد هاشم ان "ما يعتبره جعجع مجدا يعتبره الآخرون عارا"، واعتبر ان "الوزير فرنجية يسعى بصدق وجدية الى مصالحة مسيحية - مسيحية بقبوله الاعتذار بالرغم من الطريقة والمآخذ التي تؤخذ على جعجع وخطابه بالامس".

واعتبر ان "تكتل "التغيير والاصلاح" ينظر الى المصالحة السنية - الشيعية بايجابية"، مؤكدا ان "لا امكان للعودة الى التحالف الرباعي، بل ان هذا الامر هو "المستحيل الثامن" الذي يضاف الى المستحيلات السبع التي يؤمن بها الاسلام". وتابع "نحن لا نؤمن بالمصالحات لأننا لسنا على خلاف مع احد، ولكننا مختلفون سياسيا معهم". وبالنسبة الى المصالحة بين النائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون اعتبر النائب هاشم انه "من غير المقبول الآن وبعد كل هذه التطورات ان يأتي (النائب) جنبلاط ليقول انه لا يقبل مسيحيا قويا في الجبل". أضاف: "العماد عون قد يتنازل في حقوقه الشخصية ولكن من المستحيل ان يتنازل عن حقوق الناس ومصالحم فهذه امور غير قابلة التفاوض". اما الخلاف مع "تيار المستقبل" فاعتبر النائب هاشم ان "الاختلاف عائد الى منظومة القيم".

ودعا الجميع الى "كلمة سواء"، يتم فيها درس وثيقة التفاهم والالتفاف حولها، وتطوير ما يمكن تطويره فيها، فهي الوثيقة التي حمت لبنان ووطدت ثقافة الانفتاح"، معتبرا انها "ثابتة وقوية ولا يمكن التخلي عنها او العودة الى التحالف الرباعي على حساب المسيحيين"، مذكرا "بمواقف السيد حسن نصرالله بعد حرب تموز، ومواقف قيادات "حزب الله" بعد التفاهم التي قالت: "كنا حزبا اسلاميا ذات توجه وطني، فأصبحنا حزبا وطنيا ذات توجه اسلامي".

 

مفوضية بعبدا في الاحرار احيت الذكرى ال50 لتأسيس الحزب: شمعون:

البعض يحاول إضعاف الدولة والسيطرة على البلد وعلينا التصدي له بانتخاب من يمثلون الخط السيادي

وطنية - 22/9/2008 (سياسة) أحيت مفوضية بعبدا في حزب الوطنيين الأحرار الذكرى الخمسين لتأسيس الحزب بعشاء حاشد في صالة مطعم "الميمون" ـ انطلياس، في حضور النائبين السابقين صلاح حركة وصلاح حنين، رؤساء بلديات: الشياح إدمون غاريوس، الحدث الدكتور انطوان كرم، كفرشيما طوني راضي، مسؤول "القوات اللبنانية" في بعبدا جان أنطون، المهندس مارون الحلو، سعد سليم ولفيف من الكهنة وحشد من المحازبين والمناصرين.

بعد النشيد الوطني، وجه عريف الاحتفال باتريك رزق الله تحية إلى "فيالق شهداء الأحرار في لبنان عموما وقضاء بعبدا خصوصا، وعلى رأسهم الشهيد داني شمعون وعائلته".

وتحدث مفوض بعبدا في الحزب سهيل طعمه فقال انه "رافق الشهيد داني شمعون في مسيرته الوطنية وهو يكمل المسيرة الآن مع رئيس حزب الأحرار الأستاذ دوري شمعون"، معتبرا أن "حزب الأحرار هو حزب الدفاع عن لبنان، حزب الفداء والتضحية والوفاء. هكذا كان أيام داني شمعون، وهكذا يستمر الآن مع الأستاذ دوري شمعون الرفيق الكبير والمتعالي عن المصالح الشخصية. هذا اللقاء مهم لأنه أولا لمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الحزب وثانيا لأن الآتي هو مرحلة الانتخاب". وختم مشددا على "الحوار برئاسة الرئيس ميشال سليمان وعلى بقاء احرار بعبدا وأهلها على العهد".

ثم كانت كلمة الأمين العام للحزب الدكتور الياس أبو عاصي الذي قال: "ان هذا اللقاء تزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس الحزب والوطن ما زال ملعبا وساحة للطامعين، وهذا الاستهداف للوطن منذ العام 1958 جعل الرئيس كميل شمعون يتخذ قرار انشاء حزب الوطنيين الأحرار، أما وقد مر خمسون عاما على هذا الحزب، فإننا نسترجع تاريخه وكيف بدأ بكتلة برلمانية كبيرة كان لها دور فاعل في المجلس النيابي، ثم أتت أحداث 1975 فأصبح الحزب في قلب المقاومة اللبنانية، يلبي محازبوه النداء للدفاع عن لبنان بكل شجاعة وإخلاص وتضحية، وقد ثبت الحزب على مواقفه إلى أن جاء اغتيال الرئيس داني شمعون وملاحقة عناصر الحزب. ولكن ذلك لم يجعل الحزب يحيد عن خطه التاريخي بعدما أشاح رفاق الدرب عن تضحياته ونضاله".

واضاف: "الرهان هو على الشركاء في 14 آذار لإكمال المسيرة إذ ان الوطن والشهداء ينادون ولا مجال للتخلف ليبقى لبنان أبديا وأبواب الجحيم لن تقوى عليه، ولقد أصبح واضحا الآن أن الهدف هو قيام الدولة وتعزيز مقوماتها في وجه التطرف والتزمت والإرهاب".

وفي الختام تحدث رئيس الحزب دوري شمعون الذي أعطى لمحة تاريخية عن "تأسيس الحزب بعد أحداث 1958 ومبادئه هي المبادئ التي تربينا عليها، اي احترام الوطن السيد المستقل، وعندما بدأت أحداث 1975 أصبح الحزب حزب المقاومة عندما كان الناس لا يعرفون معنى هذه الكلمة. أما الآن، وبعد "ثورة الأرز" فقد أصبح حزب الأحرار شريكا في 14 آذار ولم يتراجع وما زال على خط مؤسسه الرئيس كميل شمعون. أما في ما خص في المرحلة المقبلة فهي مرحلة انتخابات ستكون حاسمة، إذ أن البعض يحاول إضعاف الدولة والسيطرة على البلد أما نحن فعلينا التصدي مع الشعب لايصال الأشخاص الذين يمثلون الخط السيادي. إذا الغلط ممنوع والتخاذل ممنوع".

 

الاتحاد الماروني العالمي" دعا المسيحيين الى التكاتف: من يقبل بأن يفرض البعض رأيه بالسلاح يسهم في تردي أحوال البلد

وطنية - 22/9/2008 (سياسة) قال رئيس "الاتحاد الماروني العالمي" سامي الخوري في تصريح، تعقيبا على حادثة بصرما في الكورة ، "اننا نأسف لعودة بوادر الصراع التي لا غالب فيها سوى الفتنة والتي لا تخدم سوى مصالح الأعداء الخارجيين ولا يمكن أن تصدر عن أبناء الوطن الواحد فكيف بنا وهي تحصل بين مواطنين من المنطقة نفسها والطائفة نفسها".

أضاف:"إن التاريخ القديم والحديث حاضر أمامنا ولا نريده أن يتكرر لأن النتائج لا بد ستكون مشابهة للماضي الذي لم ننساه بعد ولا نريده أن يعاد بأي شكل ومن هنا ندعو الأهل الى التروي وعدم الاستماع إلى الغرائز ودعاوى الانتقام، فهذا الوطن أصغر من أن يجزأ فكيف بنا إن أردنا تجزئة المنطقة المعنية. إن الأعداء الذين لم يقبلوا استعادة لبنان استقلاله ودوره الطبيعي في المنطقة والعالم ينتظرون بفارغ الصبر أن تسقط المناطق في صراعات دموية يديرونها كالعادة لكي يعيدوا سيطرتهم من خلال عرضهم التدخل من جديد لوقف التقاتل رحمة بالعباد".

وتابع "إن الاتحاد الماروني العالمي يهيب بكل ماروني له تأثير في الداخل والخارج أن يسعى لمنع استفحال العداوة واستغلال المنافسة السياسية على أبواب الانتخابات المقبلة التي نأمل ألا تصبح نقمة على لبنان بدل أن تكون وسيلة لخلاصه. إن احترام ضمير لبنان، المتمثل برأس الكنيسة المارونية صاحب الغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والذي يسعى بكل تأكيد لمنع الأحقاد من الانتشار ووأد الفتنة، أمر مطلوب ممن يقف في مركز المسؤولية في أي تجمع أو عائلة، والسعي لخير الرعية هو ما يفترض أن يتحلى به الزعماء في زمن يراد للدولة فيه أن تتفرج على الفاجرين وتسترضي المعتدين وتترك للمواطنين أن يحلوا المشاكل ويستنبطوا القوانين".

وقال: "اننا إذ نعزي الأهل لفقد أبنائهم ونأسف لما جرى ويجري نتوجه إلى كل ماروني أن يتأمل بالبلد الذي نفقد والحلم الذي نراه يطير أمام أعيننا وندعو الكل الى التمسك بحقنا بالحياة الكريمة وذلك بالتعاضد والالتفاف والتكاتف وعدم ترك الغرائز وقصر النظر يقضي على وطن نحن بنيناه بالعرق والدم ودفعنا الغالي والرخيص لكي ينمو ويزدهر ولن نسمح لأبنائنا ألا يفهموا عمق التضحيات التي دفعت من أجله فيفرطوا به بالتسرع والخفة والتهور. إن الاتحاد الماروني العالمي الذي يسعى دوما أن يبقى هذا البلد موطن الموارنة في العالم ومحجتهم لن يرضى بأن يساق لبنان إلى الذبح مجددا وهو يهيب بالرئيس الجديد الذي من المفترض أن نتوسم فيه الخير والحكومة التي يقال أنها حكومة وحدة وطنية أن يمنعا الاستخفاف بأمن المواطنين، فلغة السلاح هي بذاتها ذات حدين ومن يقبل بأن يفرض البعض بواسطة السلاح رأيه على الآخرين يسهم في تردي أحوال البلد من دون شك".

وختم الخوري : "أخيرا وليس آخرا اننا نحذر الأقرباء والأبعدين من أن اللعب بالنار والتسلي بالفتن والاعتقاد بأن عودة المحتل سهلة، هو أمر ليس مؤكدا ولن يكون سهلا أن نسلم لبنان للفاجرين وليعلم الكل بأن العالم الحر لم يمت بعد ولا استسلم الأحرار للارهابيين وتجار الحقد وان الحق سيعود لأهله مهما طال الزمن".

 

المصالحة المسيحية في مهب التجاذبات والاتهامــات المتبادلـــــــة

لقاء الحريري - حزب الله مسألة ساعات وكلمة مهمة لنصرالله في يوم القدس

السلطات اللبنانية وضعت مسبقا في اجواء خطة الانتشـــار الســــوري

المركزية - هل تكبر كرة ثلج الوفاق والايادي الممدودة والابواب المفتوحة فتتوسع رقعة المصالحات لتشمل باقي المناطق والطوائف تيمنا بمصالحات طرابلس والبقاع والجبل ام ان المشهد المسيحي مغاير واكثر تعقيدا نظرا لكثرة القادة وتنوع الاحزاب وتضارب المصالح؟ فعلى الرغم من الاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يلقي غدا كلمة لبنان امام المتحدة بالمصالحات الداخلية وخصوصا المسيحية منها بعد حادثة بصرما يبدو ان طريق الوفاق المسيحي لن يكون حتما مفروشا بالورود والآمال بل باشواك وعثرات ليس اقلها مسلسل تبادل التهم وتعمد نبش جراحات الماضي الاليم الذي يكشف عن اتساع حجم الهوة التي تجعل المصالحة في حكم المتعثرة.

الجدل السيحي: وفي هذا السياق، فتحت كلمة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع التي القاها في خلال احياء ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية امس الشهية المفرطة على الردود وتحديدا على الساحة المسيحية التي شهدت عودة للجدل البيزنطي العقيم بين اقطابها بحيث جاءت اولى ردود الفعل على لسان رئيس تيار "المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية الذي رأى في اعتذار جعجع مناورة قرر الرد عليها بالمثل ودعاه الى المصالحة والحوار، ولم يوفر فرنجية سيد الصرح الماروني البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي اعتبره طرفا في الصراع على الساحة المسيحية، في ما ينتظر ان يرد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون على جعجع اثر الاجتماع الدوري للتكتل بعد ظهر اليوم.

قراءة حزب الله: وفي جانب متصل توقفت اوساط في 8 آذار عند كلام الدكتور جعجع فوصفت لـ"المركزية" خطابه بالسيء والذي يدل الى مرحلة الافلاس الذي وصل اليه جعجع.

بدورها، اعتبرت مصادر قيادية بارزة في "حزب الله" لـ"المركزية" ان جعجع يهرب من الوحدة المسيحية لاسباب يصطنعها هو، فيما هو عندما يبقي نفسه خارج المصالحات يكون يذهب الى العزلة والانكفاء والى الانتهاء السياسي.

اضافت: البلد كله اجواء صلح ومصالحات ويبقى جعجع الحالة الشاذة التي لا تريد ان تصالح احدا في البلد يختلف معه في السياسة.

واضافت: جعجع يصر على الخطأ وعلى العقلية التي تحاول فرض رأيها على الآخرين رغم ضعفها. وهو اصغر واضعف من ان يؤثر في مسار المصالحات يحاول، ان يعرقل لكنه لن يستطيع بل ستكون النتيجة انه والقوات اللبنانية سيعزلان.

لقاء قريطم: وعلى خط لقاء حزب الله - تيار المستقبل علمت "المركزية" من مصادر عليمة ان اللقاء المنتظر بات على قاب قوسين او ادنى وان المسألة باتت مسألة ساعات وكل شيء متوقف على تحديد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري موعدا لوفد الحزب الذي سيزور قصر قريطم برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعضوية النائب امين شري ومسؤول وحدة الارتباط الحاج وفيق صفا، علما ان اوساط قريطم اوضحت لـ"المركزية" ان لا موعد للقاء ضمن جدول المواعيد المحدد اليوم. كلمة نصرالله: الى ذلك علمت "المركزية" ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيلقي كلمة سياسية مهمة في خلال الاحتفال الذي سيقيمه الحزب مساء الجمعة 26 الجاري في الضاحية الجنوبية لمناسبة يوم القدس وسيلامس من خلالها الشؤون والشجون السياسية كافة، كما سيركز على التغييرات في اسرائيل وعلى المصالحات في لبنان.

انتشار سوري: وسط هذه الاجواء، تابعت الاوساط السياسية باهتمام شديد التحركات السورية على الحدود مع لبنان حيث افيد عن تنفيذ انتشار كثيف لوحدات خاصة من الجيش السوري قدر بنحو عشرة آلاف جندي تمركزوا على طول المنطقة المقابلة للعريضة وصولا الى وادي خالد وجهزوا بآليات ودبابات ومدفعية، وفيما اعتبرت الاجهزة الامنية اللبنانية ان القوات السورية تجري مناورة وانتشارا لحماية حدودها وضبط عمليات التهريب حفاظا على أمن الحدود قال مصدر عسكري لبناني رفيع ومأذون لـ"المركزية" ان ما يحصل داخل الحدود السورية شأن سوري داخلي بحت لا علاقة للاجهزة الامنية اللبنانية به واكد ان هذه الاجهزة احيطت علما بهذه الاجراءات والتدابير لافتا الى ان هدفها ضبط الحدود ومنع التهريب.

 

أبرق الى الرئيسين اليمني والباكستاني معزيــا

جنبلاط: هل عودة الزيـــارات لدمشـــــق تمهد لتأخير المصالحــــات او تعطيلهـــا؟

المركزية - سأل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "هل عودة الزيارات لدمشق تمهد لتأخير المصالحات او تعطيلها؟، وذلك في موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي حيث قال فيه:

مرة جديدة تقدم المملكة العربية السعودية، مكرمة أخرى من خلال تغطية نفقات الاقساط المدرسية والكتب للعام الدراسي الجديد، وهو يؤكد إلتزام المملكة الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه من دون تفرقة أو تمييز لا سيما في ظل المعاناة الاقتصادية والاجتماعية الكبرى. إن خطوة المملكة تثبت عدم إنحيازها الى أي من الاطراف أو الفئات اللبنانية وأنها كانت ولا تزال تؤدي الدور الجامع الذي لطالما تميزت به وأنها تبقى على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين.

وفي إنتظار أن تتحول بيروت الى مدينة منزوعة الصور، أتت الازمة المالية في الاسواق الاميركية لتؤكد مرة جديدة أهمية دور الدولة في لجم آليات الاسواق الرأسمالية المتوحشة التي لا تتوخى سوى الربح التجاري الجشع من دون أي إعتبار لظروف إقتصادية أو إجتماعية أخرى. ففي كل منعطف، تدل التجارب إستحالة الاستغناء عن وظيفة الدولة الاجتماعية والاقرار التام بنظرية اليد الخفية التي تحرك الاسواق وتنظمها.

وإذا كان قيام الدولة بتولي مباشرة كل الخدمات التي يحتاجها المجتمع هي مسألة صعبة ومعقدة بالنظر إلى حجم التكاليف التي تتولد بفعل هذا الدور، فذلك يفترض ألا يلغي قدرة الدولة أن تكون الناظم الاساسي للحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وأن تجهد لوضع الاسس والتشريعات التي تكفل إنتظام العمل الاقتصادي بما يحول دون السيطرة الجامحة للشركات الكبرى التي لا تراعي سوى أرباحها المادية ولو على حساب المستهلك.

إن إمكانية التوفيق بين أن تكون الدولة هي الراعي الاساسي للفئات الفقيرة ولمجمل العجلة الاقتصادية، وبين أن تحافظ على حدود معقولة من الحرية الاقتصادية المسؤولة، تبقى إمكانية قائمة، ولكنها تتطلب إجراءات وخطوات تضمن عدم الوصول إلى نتائج مماثلة لما حصل في الاسواق الاميركية في خلال الاسبوع المنصرم. وكل هذا يتطلب العودة الى الاسس التي وضعها كبار المفكرين مثل كارل ماركس الذي تحدث عن الصراع الطبقي، وكاينز الذي شدد على أهمية دور الدولة في الحياة الاقتصادية. لذلك، لا بد من الاستعاضة عن الضرائب المباشرة التي تعمق الهوة بين الطبقات الغنية والفقيرة بضرائب تصاعدية تفرض على التحويلات المالية العالمية التي تصل يومياً إلى 3000 مليار دولار وذلك لحساب مشاريع تنموية في دول العالم الثالث.

بالعودة إلى الواقع المحلي، وإذا توصلنا لتحقيق هدف بيروت منزوعة الصور، فإن ذلك يعطينا مساحة للتفكير بسبل زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية وسبل إتخاذ قرارات جريئة لوقف الهدر والنزف السنوي في قطاع الكهرباء، ولتوسيع قاعدة الاقتصاد الوطني بهدف زيادة فرص العمل، فضلاً عن دعم القطاعات الانتاجية كالصناعة والزراعة والسياحة.

كما أنه من الضروري الانطلاق في تنفيذ مشاريع البرك المائية والسدود كون أزمة المياه الراهنة مرشحة للتفاقم في خلال السنوات القليلة المقبلة. إن المعالجة الاقتصادية تستدعي التحرك الفوري على المستوى الحكومي لتدارك المشكلات المتفاقمة والتي تأججت بفعل الخلافات السياسية في المرحلة السابقة.

أخيرا، ومع عودة الاستقبالات المباشرة في دمشق للسياسيين اللبنانيين في نشاط منقطع النظير، لا بد من التساؤل حول عودة منطق التخوين وحول ما قيل بهزيمة حلفاء إسرائيل في الانتخابات المقبلة بما يناقض ما سبق أن سرّب من أن النظام السوري يدعم المصالحات والحوار في لبنان؟ وتالياً، هل يمكن فهم هذا الموقف أنه يمهد لتأخير المصالحات او تعطيلها.

برقيتا تعزية: على صعيد آخر، ابرق جنبلاط الى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح معزيا بضحايا الاعتداء الارهابي الذي استهدف السفارة الاميركية في صنعاء.

واعتبر ان هذا العمل الاجرامي يؤكد مرة جديدة ان الارهاب يضرب في كل مكان من دون هوادة وهو ما يحتم السعي الجدي والدؤوب لمكافحته في كل الوسائل المتاحة لما يضمن حماية الاستقرار السياسي والامني في اليمن الشقيق.كذلك أبرق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الى رئيس جمهورية الباكستان آصف علي زرداري مستنكرا العمل الارهابي الذي وقع في اوتيل الماريوت في اسلام أباد وأدى الى مقتل 50 شخصا، واعتبره عملا موجها ضد المجتمع الدولي وقيم الديموقراطية والسلام والامن في العالم.

 

عون يساوي بين سلاح حزب الله وترشح رئيس بلدية للانتخابات و يهدد بمقاطعة طاولة الحوار

موقع 14 آذار/ترأس النائب العماد ميشال عون الاجتماع الأسبوعي ل"تكتل التغيير والاصلاح"، في الرابية. وبدا تلبك الجنرال الواضح بعد المهرجان الحاشد للقوات اللبنانية في قداس 21 أيلول 2008 وعلى الأثر، قال: "إن التيار الوطني يشجع كل مصالحة بين اللبنانيين. فخلافنا مع الآخرين سياسي، لا ديموقراطية من دون خلاف. نحن ضد الكتلة الاحادية، لأننا مع التنوع والاختلاف، ولكن في المقابل، نحن ضد العنف وهناك من يحضر المجتمع للعنف. وعلى مدى الثلاث سنوات الأخيرة، لم تكن لنا اي علاقة بالحوادث. هناك فريق مشترك اعتدى علينا وعلى "تيار المردة" وعلى أهل زحلة".

( ويا ليت الجنرال عون أخبرنا من أعتدى عليه أو على تياره و متى و كيف ؟ و كم شهيد قدّم في آخر 3 سنوات )

وعن قانون الانتخابات، قال: "إذا كانوا سيلعبون بفترة استقالة البلديات، فلن أذهب الى الحوار، وليحلوا كل المشاكل من دوني".

فميشال عون بات يساوي بين سلاح حزب الله وترشح رئيس بلدية للانتخابات

فهو لن يسهل انعقاد الحوار حول سلاح حزب الله اذا قبلت الاكثرية ترشح رئيس بلدية

 

العماد عون ترأس الاجتماع الأسبوعي ل"التغيير والإصلاح": نشجع التنوع والاختلاف وكل مصالحة ولا دم بيننا وقريطم

لا أعرف ممن اعتذر جعجع وهناك 17 الف مفقود في لبنان

لن اذهب الى الحوار اذا عدلوا مهلة استقالة البلديات

وطنية - 22/9/2008 (سياسة) ترأس النائب العماد ميشال عون الاجتماع الأسبوعي ل"تكتل التغيير والاصلاح"، في الرابية. وعلى الأثر، قال: "إن التيار الوطني يشجع كل مصالحة بين اللبنانيين. فخلافنا مع الآخرين سياسي، لا ديموقراطية من دون خلاف. نحن ضد الكتلة الاحادية، لأننا مع التنوع والاختلاف، ولكن في المقابل، نحن ضد العنف وهناك من يحضر المجتمع للعنف. وعلى مدى الثلاث سنوات الأخيرة، لم تكن لنا اي علاقة بالحوادث. هناك فريق مشترك اعتدى علينا وعلى "تيار المردة" وعلى أهل زحلة". وعن قانون الانتخابات، قال: "إذا كانوا سيلعبون بفترة استقالة البلديات، فلن أذهب الى الحوار، وليحلوا كل المشاكل من دوني". وسأل: "ادعى (رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية") جعجع، ان شعارنا هو أن سوريا دائما على حق. فما هو شعاره؟ وبالنسبة إلى الاعتذار الذي تقدم به، نقول له هناك 17 الف مفقود في لبنان، فلا أعرف ممن اعتذر. عندما يريد ان يعتذر، عليه ان يعرف ماذا فعل وممن يعتذر؟ كان عليه ان يعتذر بصورة خاصة من فرنجية وكرامي وشمعون". أضاف: "لا دم بيننا وقريطم. المواقف السياسية فقط مختلفة. والمصالحة تتم بين من هناك صدام ودم بينهم. وبالنسبة إلى سوريا، طالما أن قواتها في الأراضي السورية فلا مشكلة معها وانتشارها وقائي، وعندما تصبح داخل الأراضي اللبنانية يصير الموضوع مختلفا".

ودعا النواب إلى "أن يكونوا على قدر المسؤولية المعطاة لهم وألا يعطلوا الانتخابات قبل حصولها. اكتشفنا الآن انه يتم التصرف بأموال الهيئة العليا للاغاثة بطريقة غير مشروعة".

 

إشكال في صور على أثر اصطدام تطور إلى إطلاق نار

وطنية - 22/9/2008 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور حسين معنى أن أشكالا وقع بين المدعو ع.د و المدعو ع.ش في مدينة صور، أدى إلى إصابة الثاني في رجله. وفي التفاصيل أن خلافا وقع بين شخصين على خلفية اصطدام خفيق بين دراجة نارية يملكها ع.ش، وهو موظف في بلدية صور، وبين سيارة ع.د، وتطور الخلاف الى تلاسن، مما دفع ب ع.د الى شهر مسدسه الحربي، واطلاق النار في اتجاه ع.ش فأصابه برجله، ونقل الى مستشفى جبل عامل في صور، فيما فر ع.د الى جهة مجهولة. وحضر الجيش والقوى الامنية إلى المكان، وبدأوا بالتفتيش عن الفار ع.د. كما فتحوا تحقيقا بالحادث، ويجري بعض فاعليات مدينة صور اتصالات من أجل أن يسلم ع.د نفسه.

 

حزب "الكتائب" رحب بأي مبادرة او مسعى لترتيب مصالحة مسيحية-مسيحية

وطلب من قيادة حزب الله توضيح خطابها السياسي بشأن مصير السلاح

وطنية 22/9/2008(سياسة) عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الدوري الاسبوعي عصر اليوم برئاسة رئيس الحزب الرئيس امين الجميّل وحضور الاعضاء. وناقش المجتمعون قضايا سياسية ووطنية وحزبية مختلفة. وبعد الاجتماع اصدر المكتب السياسي بيانا ركز فيه على بعض القضايا ومنها:

-اولا: يرحب المكتب السياسي بأية مبادرة او اي مسعى لترتيب مصالحة مسيحية - مسيحية لأن مثل هذا الهدف عملت من اجله الكتائب اللبنانية وما زالت على اكثر من مستوى، وقد سبق للحزب ان شكل لجانا من اعضائه للتواصل مع جميع الاطراف وكان اللقاء الاخير لأحداها قد حصل مع رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية عشية حادث بصرما. وعليه فان الحزب يضع كل امكاناته بتصرف رئيس الجمهورية والبطريركية المارونية ولن يوفر جهدا نذر نفسه من اجله او طلب منه كذلك.

ان حزب الكتائب اللبنانية الذي يدعو الى تجنب كل ما يزيد من اراقة الدماء على الاراضي اللبنانية يأمل بأن تنجح المبادرات القائمة لمنع تحول الخصومات والخلافات السياسية الى عداوات وتحصينها لتتحول منافسات ديمقراطية وحضارية وتترك من خلالها للرأي العام ليقول كلمته الفصل في صناديق الاقتراع.

-ثانيا: يتوجه المكتب السياسي الكتائبي الى قيادة حزب الله لتوضيح خطابها السياسي بشأن مصير السلاح طالما ان طاولة الحوار قد انطلقت فالحديث تارة عن سلاح باق باق حتى استعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة وتحرير القدس يتناقض مع كلام جديد لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة امس حدد فيه اطارا لبنانيا وهدفا لبنانيا يرسم مصير هذا السلاح.

فنحن في حزب الكتائب لا يمكننا القول بسلاح غير سلاح الشرعية ولا ابقاء مناطق خارجة على سلطة القوى الامنية الشرعية.

-ثالثا: عشية الذكرى الاربعين لاستشهاد النقيب الطيار سامر حنا، يتوجه حزب الكتائب الى المعنيين ليسأل عن مصير التحقيق الجاري لجلاء حقيقة ما حصل. وهو يسأل ايضا بالمناسبة هل ان طوافات الجيش قد عادت الى القيام بطلعاتها الجوية فوق جميع الاراضي اللبنانية أم انها هناك بقعا باتت محظورة عليها.

-رابعا: ناقش المكتب السياسي المعلومات التي وردت عن حشود للجيش السوري على طول الحدود الشمالية، وهو يتمنى على المراجع المعنية اصدار بيان يوضح فيه حقيقة ما يجري هناك بالسرعة القصوى درءا لأية مخاطر تتناقض في شكلها والمضمون مع سلسلة القرارات الدولية والمحلية التي حكمت انسحاب الجيش السوري نهائيا من الاراضي اللبنانية في 26 سنة نيسان 2005، فمن حق اي لبناني ان يعرف حقيقة ما يجري حرصا منا على السيادة اللبنانية والمصالح الوطنية العليا.

 

النائب الجسر: اعتذار جعجع جريء وخطابه لإستنهاض الناس لمشروعه السياسي

نحن مع المصالحة المسيحية واي حادث في الكورة وزغرتا له تأثيره على المحيط

وطنية - 22/9/2008 (سياسة) رأى عضو كتلة "المستقبل النيابية" النائب سمير الجسر في حديث لبرنامج "الى اين" على محطة ال"anb" "ان اعتذار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع هو في قمة الجرأة، ولو أقدم كل واحد منا على الإعتذار عن الأخطاء التي ارتكبها، لكانت حلت كل المشكلات وانتهى كل هذا الشحن السياسي الموجود"، معتبرا "ان اعتذار جعجع كاف ومقبول في الإطار الذي قدم فيه البعيد عن أي استفزاز أواساءة".

ولفت الى "أن خطاب جعجع هو محاولة لإستنهاض الناس لمشروعه السياسي، وهذا حق مشروع لكل سياسي أو زعيم، وان (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله يمرر رسالة سياسية في كل خطاباته ويعمل على استنهاض مناصريه"، مؤكدا دعمه "لأي مصالحة مسيحية بين "القوات" و"المردة" انطلاقا من الجوار، وان أي حادث امني في الكورة أو زغرتا سيكون له تأثير على كل المحيط، بما فيه طرابلس. وأن الوزير السابق سليمان فرنجية يملك الجرأة اللازمة لإجراء المصالحة وكذلك الدكتور جعجع". وأكد "أننا ننظر الى (رئيس اللقاء الديموقراطي) النائب وليد جنبلاط ككل وليس بالمفرق، أي من خلال مواقفه الشاملة, ولا ننسى مواقفه الوطنية الى جانبنا بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. قد نختلف معه في بعض التفاصيل وقد لا نتبنى مواقفه الأخيرة، الا أننا نحترم كل آراء ومواقف حلفائنا في قوى 14 أذار التي تضم مشارب مختلفة".

واعتبر "أن (رئيس كتلة المستقبل النيابية) النائب سعد الحريري مد يده للقاء السيد نصرالله منذ العام 2006، الا أن جواب الأخير قد أتى متأخرا ولكن خير من ألا يأتي أبدا"، داعيا الى "ازالة كل مظهر من شأنه اشعال فتيل الفتنة والإستفزاز من كل المناطق اللبنانية دون استثناء وليس فقط الصور واليافطات واللافتات".

وردا على سؤال قال: "ان العالم العربي يمر في مرحلة مراهقة سياسية، وان مجرد تضامن عربي، بالرغم من الخلل القائم في القوة العسكرية، قد يغير المعادلة السياسية في العالم أجمع، ولو تعطى الأولوية للمصالح العربية، فلن يكون هناك أي خلاف بين المملكة العربية السعودية وسوريا ولا بين أي دول أخرى، وينبغي أن نفكر بواقعية سياسية وليس برومانسية في ما يتعلق بالإنفتاح الفرنسي على سوريا، لأن هناك مصالح متبادلة، سوريا من جهتها تسعى الى فك عزلتها ومن جهة أخرى فرنسا لها مصالحها التي تستطيع أن تساعد لبنان بتخفيف الضغط عليه من خلال علاقتها بسوريا، والمملكة العربية السعودية من جهتها بالرغم من تعاطفها مع لبنان لا تستطيع التصرف كفريق ما نظرا لحساباتها ومصالحها الدولية، ومما لا شك فيه، أن السوريين هم أصحاب النفوذ الأكبر في لبنان نظرا الى عدة عوامل منها الموقع الجغرافي ووجودهم لمدة 30 عاما في لبنان ".

وأكد "أن ليس من مصلحة أحد عرقلة أو توقيف المحكمة الدولية وأن المحاكمات ستجري والظروف القائمة ليست ملائمة لعقد صفقة سياسية ضد مصلحة لبنان والمحكمة"، معتبرا "أن تيار المستقبل لم يتأخر في اجراء المصالحات لأنه من المستحيل اجراء صلح في ظل استمرار الإشتباكات واطلاق النار، وأنه كان لا بد من مرحلة أولية لفرض الأمن وانتشار الجيش الذي لم يكن بالمستوى المطلوب في البداية، أي قبل ارسال اللواء العاشر واستمرار محاولات التفجير اليومية التي لم تلق أي ردة فعل بسبب وعي الناس، ولا يوجد رابط بين القمة الرباعية في دمشق والمصالحة التي أتت بعد ستة أيام من اليوم الطرابلسي الطويل في السرايا الحكومية، حيث اجمعت كل القيادات على فرض الأمن واجراء المصالحة التي لا بد لها من محرك وهو النائب سعد الحريري الذي بجرأته المعهودة تجاوز كل المخاطر التي تتهدده في شخصه وكل الحواجز المادية والنفسية والعوائق، اضافة الى أن المناخ في طرابلس كان مهيأ والناس كلها كانت مدركة لأهمية اجراء المصالحة، والشيخ سعد الحريري أخذ على عاتقه الكثير من الأمور في التبرع بمبلغ 5 ملايين دولار لهيئة الإغاثة".

واشار الى "ان الذي حصل لم يكن نتيجة الخوف من تهديد سوري، كما قال البعض، فلبنان ليس جورجيا وسوريا ليست روسيا وظروف الحرب الباردة ليست متوافرة، والسوريين قد تنبهوا الى أن ترك الأمور تتفاعل ليس لصالحهم والأطراف الملتزمة مع سوريا وافقت ووقعت والموقف السوري بعد المصالحة كان جيدا".

ونفى "بشكل قاطع وجود جماعات كانت تتدرب في طرابلس من أجل مواجهة حزب الله، وامتلاك تيار "المستقبل" السلاح والسؤال الأساسي الذي يطرح لماذا سلحت ومولت أحزاب في طرابلس؟ وان الناس في طرابلس ألقت اللوم على تيار "المستقبل" لأنه لم يقم بتسليحهم وتزويدهم بالذخيرة".

وشدد على "ان الأمن يفرض ولا يكون بالتراضي، وقد رفعنا الغطاء عن أي مخل بالأمن في حوادث طرابلس، وأن التعاون مع الجيش هو الحل الوحيد" و"حزب الله موجود في طرابلس وله أياديه واتصالاته، ونحن لسنا ضد العمل السياسي والناس في طرابلس في العام 2006 كانوا مع المقاومة التي كان لديها الكثير من الأنشطة، كجمع التبرعات ومتعاطفين معها ويدعمونها معنويا، ولكن الذي أقلقهم، والمرفوض بالنسبة الينا هو القيام بتسليح مجموعات من الشبان وتدريبها".

وأكد "أن أحداث السابع من أيار كانت مقدمة لإحتلال لبنان والسيطرة على السياسة اللبنانية. هل الديموقراطية هي ان تكون ردة الفعل على اتخاذ قرار سياسي هو احتلال البلد، فليس هناك أي مبرر للذي حصل وهو خطر جدا في الحياة السياسية اللبنانية والناس شعرت بالذهول لأنها كانت محاولة للسيطرة على البلد بأكمله، بدءا من رأس بيروت وعاليه الى الكورة، والذي حصل لم يكن ردة فعل على القرارين، بل كان محضرا ومخطط له. والسؤال الذي يطرح: لماذا أقدموا على ذلك؟ هل من يؤمن بالإستراتيجية يتصرف على هذا النحو؟". وختم: "اليوم أقدمنا على المصالحات وطوينا الصفحة، وحرصا منا على المقاومة التي لا نزال نكن لها الإحترام الكبير في عملها المقاوم فقط، ان لبنان له تركيبة معينة وأي خلل أو اعطاء اشارة أن قوة يمكن أن تستعمل ضد الأخرين، ستذهب بالبلد وأهله".

 

النائب فارس اوضح ما نقلته عنه وسائل اعلام عن لقاء الرئيس الاسد والقومي:

غير دقيق ومحرف ما اعطاه تفسيرات مختلفة بل ومناقضة للاجواء الحقيقية

وطنية - 22/9/2008 (سياسة) اوضح النائب مروان فارس في بيان اليوم، "ان ما نقل عنه في بعض وسائل الاعلام من اجواء لقاء وفد قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي مع الرئيس السوري بشار الاسد غير دقيق ومحرف واقتلع في الجانب اللبناني منه عن السياق العام ما اعطاه تفسيرات مختلفة بل ومناقضة للاجواء الحقيقية". وقال:"ان الرئيس السوري بشار الاسد حرص امام وفد قيادة الحزب على ابراز الدعم السوري اللامحدود للحوار بين الافرقاء اللبنانيين كافة، بما يؤدي الى الوفاق الوطني لقطع الطريق امام الفتنة الداخلية متجنبا الخوض في تفصيلات الوضع اللبناني باعتباره شأنا لبنانيا داخليا بحتا، ومشيدا باللقاء الذي تم مع الرئيس العماد ميشال سليمان، وحرص على ان تكون العلاقات صحية وطبيعية بين البلدين الشقيقين لما فيه مصلحتهما المشتركة, لافتا الى ان اللبنانيين وحدهم اصحاب الحق في اختيار قياداتهم عبر الانتخابات النيابية المقبلة الحرة والنزيهة".

 

النائب حبيب: كلام فرنجيه لم يكن مسؤولا بعد موقف جعجع الوطني ما قاله تناقض وإعلانه الاستعداد للمصالحة وانتظرنا منه الاعتذار

وطنية - 22/9/2008 (سياسة) أصدر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب بيانا قال فيه: "بعد تصرف "القوات اللبنانية" بكبر وحكمة، وبعد الكلام الكبير لرئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في قداس شهداء "المقاومة اللبنانية" بالأمس، وما صدر عنه بقلب وعقل منفتحين، أتحفنا النائب السابق سليمان فرنجية بمؤتمر صحافي اليوم اعتمد فيه كل أساليب الشتائم التي لم تعد مستغربة عنه. فمن لا يتردد في تكرار التعرض إلى البطريركية المارونية ليس بغريب عليه أن يتعرض إلى أي فريق سياسي". أضاف: "بعد مواقف "القوات" والاعتذار الذي تقدم به الدكتور جعجع، رغم أنه الوحيد الذي تعرض إلى الاضطهاد المنهجي والظلم المتمادي من الذين كانوا في مواقع القرار في فترات معينة من مراحل الحرب اللبنانية، كنا ننتظر من فرنجية أن يبادر هو أيضا الى الاعتذار عما تسبب به وجماعته من مآس وويلات طالت أعدادا كبيرة من اللبنانيين عموما، والشماليين تحديدا، من مجزرة مزيارة الى كل الرفاق الكتائبيين الذين تعرضوا إلى التصفية والتنكيل والتهجير، وصولا الى ما حدث مع الشهيد بياراسحق". وتابع:"فرنجية قابل الكلمة بالسيف، وبادر الى اعتماد الشتائم وإطلاق التهم الباطلة والممجوجة من المسيحيين في محاولة يائسة لتشويه صورة "القوات".إن مضمون المؤتمر الصحافي للنائب السابق فرنجية ونبرته المتوترة إساءة الى الجو العام، وهذا يتناقض وإعلانه الاستعداد للمصالحة برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان". وختم :"ان فرنجية، كعادته، لم يكن على قدر من المسؤولية التي يفترض أن يتحلى بها أي مسؤول سياسي، وخصوصا على الصعيد المسيحي، بعد الكلام الوطني للدكتور جعجع بالأمس".

 

"القوات " شكرت المشاركين في "قداس شهداء المقاومة اللبنانية"

وطنية- 22/9/2008(سياسة)اصدرت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" بيانا، شكرت فيه "جميع الذين شاركوا في القداس الإحتفالي لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية، وفي مقدمهم صاحب الرعاية غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وممثله سيادة النائب البطريركي العام المطران رولان أبو جوده ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لإرساله ممثلا عنه". كما شكرت "جميع الشخصيات الرسمية والسياسية والروحية والإعلامية والنقابية والأهلية، فضلا عن القوى الأمنية من جيش وقوى امن بمختلف مؤسساتها على الجهود التي بذلتها لتعزيزالأمن وسلامة المشاركين في الاحتفال". وتتوجهت بالشكر أيضا "إلى كل من شاركها الصلاة على نية الشهداء في لبنان وديار الإغتراب".

 

"لتنظيم الخلاف في موقع محايد يتمثل برئاسة الجمهورية"

فرنجية دعا بكركي الى لعب دور الحكم بين المسيحييـن:اعتذار جعجع مناورة وأتحداه بقبول الدعوة الى المصالحة

المركزية - دعا رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى تحويل الخلاف الى اختلاف وصراع ديموقراطي تحدده الانتخابات، والى الاتفاق على تنظيم هذا الخلاف في موقع محايد يتمثل برئاسة الجمهورية. وطلب من بكركي لعب دور الحكم بين المسيحيين، مشيرا الى ان اعتذار جعجع هو مناورة وتحداه بقبول الدعوة الى المصالحة، مؤكدا ان الثوابت المسيحية يحددها المجتمع المسيحي وصندوق الانتخابات.

عقد فرنجية مؤتمرا صحافيا في بنشعي ظهر اليوم رد فيه على كلام جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية بالامس، فقال: قرأنا في بعض الصحف ان سمير جعجع اعتذر على ما ارتكبه، وشن حملة على العماد عون وعلي شخصيا، وفي رد على بعض الامور التي طرحها السيد جعجع في خطابه، نقول: في قراءتنا للخطاب، ان ما يراه اللبنانيون والمسيحيون وكل انسان يملك ضميرا انه كان هناك عار في جزء من تاريخ سمير جعجع ولكن مشكلته انه اعتبر هذا العار مجدا، لذلك شهدنا في الامس صراعه مع ذاته ونقاشا مع محيطه من الذين يحبونه والذين ينصحونه لمصلحته، نصحوه بتقديم الاعتذار. وهنا الطبع يغلب التطبع: فوجدنا اعتذارا عاما من الذين اساء اليهم عندما كان يؤدي واجبه الوطني وجملة "عندما كنا نؤدي واجبنا الوطني" هو الطبع لانه يعتبر العار مجدا، والاعتذار هو نتيجة ضغط مورس عليه من المتضررين من مجده ومن محبيه.

اضاف: هذا الاعتذار ليس لنا، لانه كما فهمنا - وأنا اقرأ اللغة العربية جيدا - انه كان يؤدي واجبه الوطني في اهدن عندما سقط 30 شهيدا، وهو كان يؤدي واجبه الوطني عندما ذهب لقتل طوني فرنجية وكلامه اعتذار من طياري الهليكوبتر التي استشهد فيها الرئيس رشيد كرامي عندما كان يقوم بواجبه الوطني. وهذا اعتذار من اهالي شننعير لان واجبه الوطني كان ان يتشارك مع جهاد خدام الذي طمر براميل النفايات في صحراء تدمر، فيما هو طمرها في شننعير.

لكن هناك مَن لم يعتذر منهم، مثل آل الزايك لانه لم يستطع ان يقتل احدا في طريقه، او آل زينون الذين اعدمهم، او المونسنيور خريش فهل اعتذر من بكركي، او من زوجة العميد خليل كنعان التي سقطت بالخطأ؟

وتابع: انا كسليمان فرنجية سآخذ اعتذاره بايجابية وأقول الاعتذار مقبول ولكن الكلام الذي تلى الاعتذار، دليل الى وجود مشكلة صراع مع الذات ومع اسياده لأن لسمير جعجع دورا على الساحة المسيحية يقوم به، وهذا المال الذي يصرف على الاعلانات والسياسة والمهرجانات لا يعطى لسمير جعجع على "شبوبيته" بل على الدور الذي يلعبه.

وهذا الاعتذار هو من ستريدا لأنه عندما ذهب لقتل اسعد الشفتري، قتل امها على الطريق. لكن مَن يدفع المال هو الذي يأمر، والساحة المسيحية تحتاج الى وفاق ومصالحة وتنظيم الخلاف وهو لا يستطيع ان يقوم بهذه المواضيع فيتكلم باعتذار من دون التراجع عن تاريخه لانه كان واجبا وطنيا، لكن الجميع سيقول: لقد اعتذر فماذا تريدون منه اكثر من ذلك؟

وسأل فرنجية: هل هي صدفة ان يتحدث المطران ابو جودة في كلمته عن الاعتذار، فيقوم جعجع بالاعتذار. وبكركي لم تطلب هذا الاعتذار منذ 30 سنة. على الاقل كان عليهم تنظيم هذا الموضوع ليبدو واقعيا اكثر، لا ان يأتي هذا الاعتذار بعد كلام المطران ابو جوده.

وقال: يرى سيدنا المطران ابو جودة ان المسيحيين هم من جبيل الى صور ومن الساحل الى الجبل، بمعنى آخر نحن هنا لسنا مسيحيين، على كل حال، هذا الموضوع سنتكلم عنه في ما بعد. اما بالنسبة الى موضوع وحدة المسيحيين وتساؤل جعجع عن اتمامها على منطق سوريا وسلاح حزب الله دائما على حق بدل ان يكون وطني دائما على حق؟

فنجيب ان هذه الامور تكلمنا عنها كثيرا، بالنقاش حول دورنا السياسي ورأي الآخرين فيه ودور الآخرين ورأينا فيه، وهذا يتطلب مقابلات طويلة للبحث في هذا الموضوع. ولكن الآن نجيب بأن هذا تهرّب من الوفاق المسيحي - المسيحي، وهروب الى الامام، فيطرح جعجع اعتذارا ويقول لا مصالحة.

اضاف: يقول ان الذي يريد ان يمشي معنا يجب ان يؤمن بمقررات سيدة البير، هل حلفاؤه وأولهم سعد الحريري يؤمنون بالفدرالية بلبنان؟

نحن دعوناه الى مصالحة، دعونا الى تحويل الخلاف الى اختلاف وصراع ديموقراطي تحدده الانتخابات لكن جوابه على هذا الموضوع جاء: ايها المسيحيون عليكم ان تصوّتوا لـ"القوات اللبنانية" وإن لم تصوّتوا فإنكم تزيدون من الشرخ على الساحة المسيحية.

نحن نجيبه: تعال لنتفق على تنظيم الخلاف بموقع محايد، معتبرين ان رئاسة الجمهورية هي خير هذا الموقع المحايد لتحكيم الناس ما بيننا، لا تهرب من المصالحة، لا تهرب من الوفاق وتحاول ان تضع غشاء على اعين الناس وتقول انا اعتذر وتحاول ان تضللهم باعتذار، وفي الوقت عينه تضع الف شرط على وحدة المسيحيين. ان وحدة المسيحيين لا تقوم على احادية الرأي الموجودة في تفكيرك عندما تقول "الامر لي" وعندما تقول "مَن لا يصوّت لي يكون مقسما للمسيحيين"، نحن نؤيد التنوع وتنظيم الخلاف بالاحتكام للشعب من خلال الانتخابات، وندعو الى عدم التقاتل على الساحة المسيحية في حين ان الآخرين يتفقون. فلنحكّم الصندوق الانتخابي بيننا، وإن فزت سأكون اول المتصلين بك لتهنئتك. وإن فزنا نحن، نأمل في ان تقبل بالديموقراطية الانتخابية.

وتابع: نتوجه لبكركي بقولنا: كوني حكما بين المسيحيين. وكلمة سيدنا المطران في تمثيله للبطريرك لم تشمل المسيحيين كلهم في الشرق، هو بطريرك انطاكيا وسائر المشرق، المسيحيون لا يقتصرون على ما بين جبيل وصور وما بين الساحل والجبل. نحن هنا مسيحيون، وفي سوريا هناك مسيحيون وفي العراق والسعودية وفي كل الوطن العربي وفي الشرق كله هناك مسيحيون ولا يجب حصرهم في رقعة جغرافية معينة في حين ان جميع المسيحيين في الشرق يتطلعون الى مسيحيي لبنان.

لبنان، هذه البقعة الجغرافية الصغيرة هي ضمانة المسيحيين في الشرق وسياسة لبنان تؤثر بطريقة غير مباشرة على مصيرهم لذا يجب النظر اليهم كامتداد في كل الشرق وليس كنتوناً.

واشار فرنجية الى ان الاعتذار معقول رغم انه ليس اعتذارا، وقال: "لأنه مناورة سنرد بالمناورة وسنقبل هذا الاعتذار وسنتحدى السيد جعجع ان يذهب الى مصالحة تنظم الخلافات وتدع الصندوق الانتخابي يحدد المرحلة المستقبلية، واذا كان جريئا وليس تابعا لاحد فليذهب الى مصالحة مسيحية - مسيحية برعاية رئيس الجمهورية وليحتكم الى الانتخابات التي ستقرر مَن هي المرجعية.

اسئلة واجوبة: بعد ذلك ردّ فرنجية على اسئلة الاعلاميين على النحو الآتي:

* انتم اعتبرتم ان الاعتذار موجّه اليكم، الا يمكن ان يكون وجّه لدوري شمعون مثلا؟

- نعتبر ان الشهيد داني شمعون شهيدنا جميعا ويبدو ان دوري شمعون لا يعتبر ان سمير جعجع قتل اخيه ونحن مع اعادة فتح محاكمة داني شمعون وفتح كل الملفات.

* ماذا عن قول سمير جعجع انه لا يقوم بمصالحة مع مَن يفتح القبور والجراح؟

- اذا عدنا الى مرحلة نبش القبور في منطق حالات، نرى ان الجرافات بقيت تحفر مدة 3 ايام الى جانب الطريق وفتحت 20 او 30 سنتم على طول 100 متر، الضمير الحر هو الذي يدافع عن نفسه قبل الحديث عن نبش القبور ولا ينتظر النتيجة ويخاف وعندما لا يظهر شيء يصبح بطلا. ومَن يكون ضميره مرتاحا يدعو الى الحفر ويتحدى ايا كان ان يجد شيئا. فلينبش مطار حالات بجدية ودعونا نرى اذا كان هناك قبور على عمق 5 امتار تحت الارض. وهنا اطرح سؤالا في هذا الخصوص، مَن اتهمه هو بالمقابر، فنفى علاقته بالموضوع من دون ان يوجه احد الاتهام اليه.

* تقول انك مع المصالحات رغم الخطاب التصعيدي لسمير جعجع في الامس، وانت تريد ان يتواجد حليفك المسيحي على الطاولة فهل هو راضي عن هذا الموضوع؟

- نحن والجنرال واحد، وقلنا بالجلوس لتنظيم الخلاف والذهاب الى الانتخابات في جو خالٍ من التشنج ولندع الصندوق يحدد. ونحن نتحدى "هذا الحمل الوديع" كما ظهر امس ان يذهب الى مصالحة او لقاء.

* كيف قرأت الحشد القواتي الذي كان متواجدا بالامس في كسروان خصوصا ان البعض تحدث عن آلاف المشاركين؟

- الرقم الذي قدمته القوات اللبنانية بالمقارنة مع الذين كانوا موجودين في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يظهر ان الجميع كانوا من القوات اللبنانية دون سواهم. لن ندخل في لعبة الارقام، لكن قوى الامن تملك ارقاما والجيش كذلك وهم يحددون. وهذه الارقام ليست بحجم انتخاب نائب.

* لمسنا بالامس انسجاما في الخطاب بين بكركي والقوات اللبنانية وجعج حدد الثوابت المسيحية وفق نظرته للشارع المسيحي، هل هذا يعني ان تيار "المردة" و"التيار الوطني الحر" خرجوا عن الثوابت المسيحية؟

- هل المطلوب منا تقديم طلب انتساب لديه لنعرف هل هو راضٍ علينا. ونقول له انت وضعت الانفجار في سيدة البير التي تحتكم اليها عام 1985. والثوابت المسيحية يحددها المجتمع المسيحي والصندوق الانتخابي من دون تهديد. ولماذا لا نحتكم الى الرأي العام المسيحي بديموقراطية ونرى مَن يريد.

* لماذا العودة دائما الى امور حصلت في خلال الحرب وعدم الانطلاق بعد العام 1990؟

- لماذا بعد العام 1990 وليس العام 2005، لماذا تريد محاكمتي على فترة الوجود السوري من دون ان احاكمك على فترة الوجود الاسرائيلي. علما ان النظام السوري مقسوم الى نظام عاطل وآخر جيد. والنظام الذي كان غائبا بين فترة 1990 - 2002 هو الجيد، اما الذي فتك باللبنانيين فهو عاطل، هل عبد الحليم خدام انسان فاضل ام انه اساء الى لبنان؟ المشروع الذي نجح في لبنان لم ينجح في سوريا، وكانوا يريدون معركة لتحويل الجو الطائفي والمذهبي في المنطقة. وبدأ الانقلاب على النظام السوري في لبنان قام به عبد الحليم خدام، فنجح معه في لبنان لكن لم ينجح معه في سوريا.

* لماذا لا يكون النقاش على القضايا السياسية مع الفريق الآخر؟

- دعونا نتحاور، وليكن الصراع ديموقراطيا في الصندوق الانتخابي ولكن اذا كان التصويت ضده فسيقتل الناس ضمن واجبه الوطني وسيعتذر منهم بعد سنة.

* هل يعني الكلام عن دور رئيس الجمهورية في المصالحة، انتهاء دور بكركي في هذا المجال؟

- بالنسبة لنا، ان بكركي طرف، واذا اصبحت مواقفها حكما فلا مشكلة لدينا، اما اذا كانت طرفا فنرفض ذلك. عندما يقول انطوان سعد الذي كتب مذكرات البطريرك اننا اسأنا الى الساحة المسيحية والمارونية من دون ان نسمع توضيحا من البطريرك، او ردا في الجريدة من ضمن قانون الاعلام، نسأل ما هو مصير القطيع عندما يكون الراعي عدو الغنم؟ واستقبل فرنجية في بنشعي وفدا من حزب الطاشناق عرض معه للاوضاع. ثم استقبل النائب بيار دكاش فوفدا من "حزب الله".

 

المطارنة الموارنة يتحركون لتحقيق مصالحة «مستحيلة» ...

وصفير يتركها لسليمان ... لبنان: جعجع يحمل على عون و«حزب الله» و«14 آذار» تعدّ برنامجاً لخوض الانتخابات

بيروت - محمد شقير- الحياة - 22/09/08//

لن تكون اللقاءات الثنائية التي يُجرى الإعداد لها بين الأطراف السياسيين اللبنانيين، وخصوصاً بين الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري، أو بين القيادات المسيحية في الأكثرية والمعارضة، بديلاً من مشروع المصالحة الكبرى التي سيرعاها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. فالمصالحة السياسية الشاملة هي التطبيق الفعلي لما اتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة، فيما المصالحات الأخرى لا يتجاوز دورها تبريد الأجواء و «تنعيم» الأرض بما يؤدي الى تنفيس الاحتقان المسيطر على العلاقات الداخلية.

وأمس اطلق ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مجموعة من المواقف المباشرة حددها في المهرجان الذي أقامته «القوات اللبنانية» لمناسبة يوم الشهيد في جونية، والذي جاء غير مسبوق لجهة الحشد الذي شارك فيه، حيث قدم اعتذارا عن اخطاء قال انها شابت عمل «القوات» خلال فترة الحرب الاهلية، وحمل بشدة على «حزب الله» وعلى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من دون ان يسميه.

وتوجه الرئيس سليمان امس الى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان غداً امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاء الرئيس جورج بوش الخميس، فيما غادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وعلمت «الحياة» ان لقاء نصر الله - الحريري الذي قطعت الاتصالات شوطاً في التحضير له، سيعقد بعد زيارة وفد نيابي من «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الحريري في دارته في قريطم على ان تواكبه خطوات متبادلة من الطرفين تؤدي الى مزيد من التهدئة، مع الأخذ في الاعتبار ان هذا اللقاء ليس بديلاً من الحوار الأوسع برعاية الرئيس سليمان ولن ينتهي الى تخلي هذا الفريق أو ذاك عن ثوابته السياسية أو عن تحالفاته، وهذا ما حرص الطرفان على تأكيده لطمأنة حلفائهما أسوة بما فعله رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط من خلال الاجتماع الذي عقد في خلدة بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و «حزب الله» بمبادرة من وزير الشباب والرياضة طلال أرسلان.

وبحسب المعلومات ايضاً، فإن حسم الاعتبار المتعلق بتحديد زمان لقاء نصر الله - الحريري ومكانه لا يزال يؤخر الانعقاد، أما في الشارع المسيحي فهناك صعوبة في توفير المناخ لجمع الأضداد السياسيين تحت سقف واحد، لا سيما عون ورئيس تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية من جهة وجعجع من جهة ثانية.

وساهم المهرجان الذي أقامته «القوات اللبنانية» في التأسيس لمشهد سياسي للأطراف المسيحيين في قوى 14 آذار من الصعب ان يلتقي مع المشهد الآخر بقوته الأساسية المتمثلة بعون وفرنجية، وهذا ما يعقّد الدور الذي تقوم به الرابطة المارونية لتحقيق مصالحة مسيحية على غرار المصالحة الموعودة بين نصر الله والحريري.

وبالعودة الى ما قاله جعجع لا بد من التوقف أمام اعتذاره «العميق والصادق عن كل جرح أو أذية أو خسارة أو ضرر غير مبرر تسببنا به خلال أدائنا لواجباتنا الوطنية طوال الحرب الماضية».

كما توقف المراقبون أمام هجومه على عون من دون ان يسميه وعلى «حزب الله»، خصوصاً عندما سأل إذا كانت الدعوة الى التوحد تعني الإبقاء على سلاح «حزب الله» أو محاسبة الجيش اللبناني لأنه أرسل طوافة الى بلدة سجد (النبطية) أو تبني سورية أماً حنوناً جديدة، أو العودة الى نبش القبور وتناسي الثوابت الوطنية التي كانت أرستها «الجبهة اللبنانية» فور تأسيسها والانقلاب عليها؟ أو التردد في الالتفاف حول رئيس الجمهورية، أو الإبقاء على الحرب المفتوحة وتكريس لبنان جبهة يتيمة للصمود والتصدي بينما اهل الصمود والتصدي (في إشارة الى سورية) يفاوضون إسرائيل؟

ولفتت مصادر متابعة الى ان هناك جملة من الاعتبارات تحول، حتى دون عقد لقاء ولو من باب المجاملة، بين القيادات المسيحية مع ان الرابطة المارونية كانت تمنت على البطريرك الماروني نصر الله صفير القيام بدور فاعل لإنجاز المصالحة بين المسيحيين، لكنه ارتأى ان يرعاها الرئيس سليمان لتقوية موقعه أولاً ولرعايته الحوار الموسع ثانياً. وكشفت المصادر لـ «الحياة» ان وفد الرابطة المارونية أبلغ صفير ان المصالحات يجب ان تكمل بانضمام الأطراف المسيحيين إليها، وألا تبقى ناقصة ما لم يرمم الوضع الماروني، وقالت ان صفير أيّد موقف الرابطة مذكراً بأنه جرب في السابق ولم يفلح.

وتابعت المصادر ان الرابطة المارونية تمنت عليه مواصلة جهوده علّه ينجح هذه المرة، وقالت ان صفير وعد بتكليف لجنة من المطارنة للقيام بمساع لدى القيادات المارونية على ان تتحرك بسرية تامة ليصار لاحقاً الى دراسة الموقف في ضوء ما ستوصي به اللجنة.

ومع ان الرابطة المارونية ستلتقي جعجع قريباً، فإن مهمتها ستكون صعبة نظراً الى ما صدر عن الأخير من مواقف أراد منها تسليط الأضواء على المواقف العامة لعون وانتقادها وأن الأخير - بحسب المصادر - سيرد عليه اليوم في ختام الاجتماع الأسبوعي لتكتل «التغيير والإصلاح».

اما على صعيد قوى 14 آذار، فقالت مصادر قيادية فيها ان اللقاءات الثنائية، وإن كانت ضرورية، لا تعني المصالحة السياسية التي يتولاها سليمان وركيزتها استكمال تطبيق اتفاق الدوحة ولا إعادة التموضع السياسي للأكثرية باتجاه خروج فريق منها وانضمامه الى المعارضة، مؤكدة ان قيادات «14 آذار» باشرت اتصالاتها تحضيراً لإصدار بيان سياسي شامل يكون بمثابة برنامجها لخوض الانتخابات النيابية في الربيع المقبل على لوائح موحدة ما يدحض الرهان على تشتت قواها الرئيسة

 

الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

صدر عن رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الدكتور انيس كرم، تعليقا على المعلومات الواردة عن رفض وزارة الخارجية تسهيل مشاركة المغتربين في الانتخابات النيابية لعام 2009،  البيان التالي:

استبشر المغتربون خيرا في انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ورأوا في خطاب القسم ملامح عهد جديد للبنان. إذ اعتبر مخامته ان من حق اللبنانيين المنتشرين المشاركة في القرار الوطني اللبناني من خلال مشاركتهم في العملية الانتخابية. وهذا ما لمسته انا شخصيا من فخامة الرئيس خلال زيارتي الاخيرةة الى لبنان. لقد اكد فخامته النية الصادقة والعزم الاكيد للعمل على افساح المجال امام المغتربين والمتحدرين كي يكون لهم الموقع الطبيعي في الحياة السياسية وفي موقع القرار اللبناني.

وقد امل اللبنانيون كثيرا بكلام فخامة الرئيس وانتظروا تحقيق هذه الامنيات بواسطة قانون الانتخاب الذي تناقشه لجنة الادارة والعدل. وقد كانت المفاجأة الكبرى اعتراض وزارة الخارجية ورفضها تسهيل اشراك المغتربين في الانتخابات المقبلة. كل ذلك بحجة واهية لا تنم الا عن نية خبيثة لعرقلة مسيرة العهد وضرب مصداقية الرئيس سليمان وعرقلة قيام الدولة الديمقراطية.

ان التذرع بعدم وجود سفارات او قنصليات في كافة البلدان حيث يتواجد اللبنانيون، او التذرع بعدم وجود امكانيات بشرية او تقنية تسهل عملية الانتخابات يشكل التفافا على الحقيقة. ان السبب الحقيقي لموقف وزير الخارجية، المعروف بانتمائه السياسي لتجمع 8 آذار، هو عرقلة مسيرة نهوض الدولة خدمة لدولة ولي الفقيه. إذ ان افساح المجال امام المغتربين لابداء رأيهم والمشاركة في الانتخابات المقبلة سيظهر مدى قوة ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال في صفوف لبنانيي الانتشار. 

لذا فانني، كرئيس للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ادعو الى:

1. اعتماد السفارات والقنصليات اللبنانية حيث هي متواجدة.

2. اعتماد السفارات والقنصليات الصديقة حيث لا سفارة للبنان، وهذه طريقة تعتمدها دول مختلفة.

3. كما ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على اتم الاستعداد لوضع كل امكانياتها المادية والبشرية لانجاح هذه الخطوة الضرورية.

4. نطلب من المجلس النيابي الكريم، ومن القوى الاستقلالية فيه، قوى 14 آذار، ان تقف بحزم في وجه هذه المخططات المشبوهة وتتبنى قانون انتخابي يتيح للمنتشرين حق المشاركة.

22   ايلول 2008 

رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

الدكتور انيس كرم   

 

المهرجان "القواتي" محطة متقدمة في معركة التوازنات المفتوحة

المشهد المسيحي إلى الواجهة بحسابات جديدة

النهار/تقدّم المشهد السياسي المسيحي بسرعة الى واجهة التطورات الداخلية على نحو يرشحه لأن يكون نقطة انطلاق جديدة للحسابات السياسية لمختلف القوى ليس في الجانب المسيحي وحده بل ايضا في الجوانب اللبنانية عموما.

واذا كان هذا التطور جاء من خلفية الحادث الدموي الذي حصل في بصرما مما سلط الاضواء على الاحتقانات التي تعتمل داخل البيئة المسيحية والتي كانت تحتل مرتبة متراجعة امام تقدم الاحتقانات والاحداث المتنقلة في الساحات والشوارع الاخرى، فان مسارعة الرابطة المارونية الى الشروع في مسعى للمصالحة بين القوى المسيحية عشية المهرجان الحاشد الذي اقامه حزب "القوات اللبنانية" في جونيه امس بدت بمثابة محاولة لإلحاق الواقع المسيحي بواقع المصالحات الاخرى التي قطع بعضها طريقا متقدما فيما لا يزال السعي مستمرا لاتمام بعضها الآخر قبل ان تنزلق القوى المسيحية الى مزيد من المحاذير الامنية والصدامية.

واستوقف المهرجان "القواتي" امس الاوساط المسيحية المعنية بنجاح مشروع المصالحة نظرا الى ما يمكن ان يتركه من اصداء وردود فعل لدى مختلف القوى المسيحية واللبنانية خصوصا ان هذا المهرجان لا يمكن عزله لا في حجمه وايحاءاته ولا في الترتيبات التي واكبته عن مجمل ما ينتظره المشهد المسيحي في مساره نحو الانتخابات النيابية المقبلة.

وفي نظر هذه الاوساط ان المهرجان بدا بمثابة اكبر عرض للقوة تقيمه "القوات اللبنانية" منذ خروج رئيس هيئتها التنفيذية سمير جعجع من السجن مرورا بكل المحطات التي اعقبت مسار هذه القوة المسيحية في مرحلة الازمة السياسية الخانقة التي شهدها لبنان. وقد كشف المهرجان، من الناحية الموضوعية، ان "القوات اللبنانية" استعادت الكثير من قدرتها التنظيمية التي مكنتها من توفير حشد كبير توافد من مختلف المناطق التي تشكل امتدادا شعبيا لهذه القوة.

وهو امر سيأخذ مداه الموضوعي ايضا في احتساب كل تطور من الآن حتى الانتخابات النيابية نظرا الى اقتراب هذا الاستحقاق وتأثر كل الحركة الشعبية والتعبوية لمختلف القوى به.

وترى الاوساط نفسها ان الحشد الذي نجحت "القوات" في استقطابه امس يشكل من الناحية العملية رسالة الى الحلفاء والخصوم على السواء، اي ان "القوات" ارادت ان تثبت لحلفائها في قوى 14 آذار انها لا تزال تتمتع بعصب شعبي قوي ربما يكون الى تنام وليس الى تراجع، كما ارادت ان تظهر امام الخصوم ان مقولة الاكثرية والاقلية داخل الصف المسيحي ربما تكون ذاهبة نحو تغيير.

في اي حال تقول الاوساط نفسها ان هذا الامر سيفيد قوى 14 آذار من باب مواجهتها للعماد ميشال عون الذي يحتفظ بالقوة الاكبر لدى المسيحيين اقله قياسا بكتلته النيابية، ولكن كثرا يعتقدون ان قوته تأثرت تأثرا كبيرا داخل الشارع المسيحي بفعل التطورات الاخيرة وتحالفاته مع "حزب الله" والعديد من حلفاء سوريا. ومع ذلك فان الاوساط لا تأخذ بهذا المنطق كمنطلق للبناء عليه الآن على الاقل لانها لا تستبعد ان يقوم "التيار العوني" في فرصة اخرى بعرض قوى مضاد للرد على ما يمكن ان يتركه المهرجان "القواتي" من مضاعفات وايحاءات. وهي تشير في هذا الصدد الى ان المغزى من هذه الحركة هو ان المشهد المسيحي بدأ يشهد تعبئة تدريجية ومبارزات متوقعة تحت خلفية التوازنات التي ستحكم حركة القوى المتخاصمة وتجعلها تستعمل مختلف الاساليب والانماط والمناورات لدخول المعركة الانتخابية من مواقع متكافئة وقوية.

وفي ضوء ذلك تعتبر الاوساط نفسها ان العامل التنافسي بين القوى المسيحية قد لا يشكل سدا مانعا من قيام محاولة متقدمة لإحلال مصالحة اقله من باب الاتفاق على تنظيم الخلافات والتنافسات وفق ميثاق يسلم به الجميع وترعى قيامه المرجعيتان الاساسيتان للمسيحيين وهما رئاسة الجمهورية وبكركي.

فاذا كانت التوازنات التي يسعى الوسطاء الى توظيفها لدى القيادات المسيحية لاقناعها بضرورة المصالحة عاملا ايجابيا يفتح الطريق امام نجاح نسبي لهذه المحاولة، فان ما تترقبه الاوساط هو ان يعيد النقاش بين الوسطاء ومختلف الزعامات الضوء الى الضمانات المطلوبة لهذه المصالحة. ولا يمكن والحال هذه الحديث عن ضمانات من دون ان يلحظ دور رئاسة الجمهورية وبكركي مهما تكن مواقف الاطراف من هذين المقامين ومهما شاب علاقة بعضهم ببكركي في المراحل السابقة. ولعل الاسابيع المقبلة ستشهد نقاشا مسيحيا عاما قد يكون مغايرا للنقاشات السابقة نظرا الى عوامل عدة طرأت على المشهد المسيحي من ابرزها ان البلاد لم تعد في فراغ رئاسي وان اقتراب موعد الانتخابات النيابية قد يملي الكثير من عقلنة الحسابات.

 

لبنان يرصد الطلعات الجوية والخيارات الاسرائيلية

أسابيع دقيقة تفرض مشاورات داخلية نوعية

هيام القصيبي/

ترصد الجهات الامنية المختصة منذ اسابيع ارتفاع عدد الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق لبنان وتوسع رقعتها لتشمل اكثر من منطقة حيوية، ولا يعتبر لبنان هذه الاعمال العسكرية، انتهاكا للقرار 1701 ولسيادته فحسب بل أيضاً مؤشراً خطراً في ظرف حساس ومفصلي الى احتمالات عسكرية وامنية لا تصب في مصلحة لبنان. وتلفت هذه الجهات الى ان لبنان تبلغ اكثر من مرة في المدة الاخيرة انذارات واضحة وشديدة اللهجة من  مصادر عسكرية غربية، محذرة من اي وجود عسكري لـ"حزب الله" على المرتفعات الجبلية، من الشمال الى الجنوب مرورا بالغرفة الفرنسية في صنين واعالي نيحا، قد يستهدف السلاح الجوي الاسرائيلي الذي يقوم بمهمات استطلاعية تشمل البر والبحر حيث تعمل القوة الدولية العاملة في اطار "اليونيفيل +". وفي تقدير هذه الجهات ان شرارة اي حرب اسرائيلية يكثر التحذير منها، ستكون عبر هذه الطلعات الجوية واحتمال اطلاق "حزب الله" مضادات ارضية في اتجاهها وسقوط اي من هذه الطائرات.

وتبدي هذه الجهات مخاوف من لجوء اسرائيل الى عمل عسكري ضد لبنان، استنادا الى مؤشرات عسكرية نتيجة تقرير لجنة فينوغراد، الذي تعامل معه اللبنانيون على اساس انه ادانة للجيش الاسرائيلي واخفاقاته، من دون ان يهتموا بالتوصيات التي خلص اليها، وابرزها اعادة تأهيل الجيش. فالتقرير اعطى الجيش مهلة سنتين حداً أقصى لانجاز استعداده، وهذه المهلة القصوى تنتهي عمليا في شباط المقبل. في حين ان الجيش الاسرائيلي اصبح من اليوم على قدر من  الجهوزية، على ما صرح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي قال ان الفرق الخمسة التي اوصي التقرير بها اصبحت جاهزة.

وتلتقي المخاوف اللبنانية الامنية مع مخاوف سياسية، تستند الى جملة تقارير غربية امنية، حول الخطرين اللذين تعيشهما اسرائيل حاليا، الاول هو ما وصفته بانتشار سلاح "حزب الله" كالفطر شمال اسرائيل، وهي تشكل خطرا اكبر مما كان عليه الوضع قبل حرب تموز. والثاني الخطر النووي الايراني. وتنقل هذه التقارير خلاصات مناقشات امنية اسرائيلية، تقارن بين الخطرين، وايهما داهم اكثر من غيره، واشد تأثيرا مباشرا على الكيان الاسرائيلي. ووفق هذه الخلاصات تعيش اسرائيل اليوم ارتياحا الى دورها دوليا، مع اوروبا وتركيا، وعلى الساحة العربية حيث تمد جسور ثقة مع عدد من الانظمة العربية، التي لا تشكل اي تهديد عليها. وفي حين لا يشكل الفلسطينيون تهديدا طويل الامد على ديمومتها، وجل ما يمكنهم القيام به هو بعض الاخلالات الامنية المضبوطة، فان خشيتها الجوهرية من جاريها الحدوديين سوريا ولبنان، حيث يمتد النفوذ الايراني بقوة ويشكل تهديدا متواصلاً لم تنجح حرب تموز في حصره.

وتشير هذه التقارير الى ان دخول روسيا على خط الشرق الاوسط، من خلال وجودها في مرفأ طرطوس، اعاد الى تل ابيب مخاوف ماضية، حين كان الاتحاد السوفياتي، يمد التنظيمات الفلسطينية والانظمة العربية المناوئة لاسرائيل بالسلاح. ولا تنحصر الخشية الاسرائيلية من اعادة تزويد روسيا، سوريا وايران و"حزب الله"، السلاح فحسب، انما تشمل احتمال دخول روسيا مجددا على خط مصر، وخشيتها ان تقوى التوجهات المصرية والاحزاب المناوئة لها بدعم روسي، في بلد لم يعد النظام فيه يتمتع بصلابة ودور حيوي، كما كانت عليه الحال في عز عهد الرئيس حسني مبارك الذي تكثر الخلافات حول خليفته، لا بل ان دوره يتراجع لمصلحة الدور القطري في العالم العربي والغربي. ونظرا الى خوفها المتزايد من الدور الروسي المناوىء للغرب، سعت اسرائيل الى تحييد نفسها في لعبة الحرب بين روسيا وجورجيا، لا بل انها ارسلت اشارات تطمين الى موسكو حول وقفها مد جورجيا بالسلاح.

في ضوء هذه التقارير تتعامل الاوساط السياسية اللبنانية بتروّ مع الاتجاهات الاسرائيلية على رغم ان ثمة من يقارن المرحلة الحالية مع مرحلة عام 1982، والاستعدادات الاسرائيلية للحرب ضد منظمة التحرير الفلسطينية. وتطرح هذه الاوساط اسئلة، حول امكان قيام اسرائيل بعمل عسكري، اذا حل الفراغ الحكومي فيها، ولم تتمكن رئيسة حزب "كاديما" تسيبي ليفني من تشكيل حكومة قريباً، وقبل تسلم الرئيس الاميركي الجديد مهماته وبدء فصل الشتاء، الذي يتعثر معه قيام اسرائيل باي حرب نوعية، سواء في لبنان او ايران.

لكنها في المقابل  تطرح اسئلة أيضاً عن احتمال صرف اسرائيل النظر عن ضرب ايران قبل ان تكتمل عدتها النووية، وحتى عن ضرب "حزب الله" قبل ان تتوسع قاعدته العسكرية والامنية الى حد يهدد ليس امنها فحسب انما وجودها. وتطول قائمة الاسئلة، حول الخيارات الاسرائيلية وخصوصا بعد موافقة البنتاغون على بيع اسرائيل الف قنبلة ذكية، قادرة على خرق تحصينات تحت الارض قد تكون ايران معنية بها اكثر من لبنان. وتشير هذه الاوساط الى ان امام لبنان اسابيع حاسمة قبل يوم الانتخابات الاميركية الذي قد يشكل انعطافة مهمة في تاريخ لبنان، في ضوء الضغوط المتزايدة لتجنيبه خطر الحرب على رغم ان بعض معارضي ايران في لبنان، يعتقدون ان طهران قد تقدم لبنان كخط دفاع اولي عنها يقيها شر الحرب المباشرة عليها سواء من جهة واشنطن او تل ابيب، وهو ما سبق لسوريا ان قامت به تكرارا. ووفق هذه الخيارات المطروحة، يصبح افضل ما يمكن ان يفعله القادة اللبنانيون تكثيف المشاورات الداخلية للحد من الاضرار اذا لجأت اسرائيل الى اي من خيارات الحرب المحدودة او الشاملة، وفق ما تبلغه اكثر من مسؤول لبناني من موفدين غربيين.  واهمية ما يجري اليوم، ان فريقي المعارضة والاكثرية يتخوفان من عملية بيع وشراء يمكن ان تتم في اي لحظة على حسابهما، وفي بالهما نماذج وامثلة كثيرة، جرت خلال الحرب وما بعدها.

 

الاعتذار عن الأخطاء أسبغ الصدقية على خطابه..

وتذكيره بثوابت بيئته وبموقعي الرئاسة والكنيسة منحه قوة منطق

جعجع يضع "المصالحة المسيحية" في نصابها السياسي الفعلي

المستقبل - الاثنين 22 أيلول 2008 - نصير الأسعد

مجموعة من المفاصل الرئيسية ميّزت خطاب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس، والذي تحدّث في الاحتفال بشهداء "القوات" كزعيم مسيحي ـ لبناني.

الاعتذار.. والصدقية

المفصل الأول هو الاعتذار عن الأخطاء في مرحلة الحرب اللبنانية الماضية. وقد حدّد الأخطاء على أنها "كل جرح أو أذية أو خسارة أو ضرر تسبّبنا به أو بها".

لا يمكن القول إن جعجع، في هذه الفقرة من خطابه، قدّم مراجعة نقدية "متكاملة" لتجربة "فريقه" في مقدّمات الحرب اللبنانية وفي أحداثها. ومع ذلك، أي على الرغم من غياب المراجعة النقدية بالمعنى المشار إليه، فإن إشارتين مرّ عليهما "الحكيم" كانتا مهمّتين. الأولى إشارته الى نشأة "المقاومة اللبنانية" في ظرف انهيار الدولة وسقوطها. والثانية تذكيره بدخول "القوات" في إتفاق الطائف مشاركة منها في إنهاء الحرب وفي التأسيس لمرحلة السلم الأهلي.

فبمعيار المراجعة "التاريخية"، يبدو الخطاب ناقصاً، لكنه بالمعيار الإخلاقي اعتذار شجاع "قيمته" أنه يُكسب كل حديث الدكتور جعجع صدقية سياسية فعلية. بل أكثر من ذلك، إن الاعتذار الشجاع، لمن يعرف حقّ المعرفة أن للحكيم قراءة نقدية للحرب الأهلية ولمختلف الأدوار فيها، يشكل عاملاً مهماً في أي بحث هادف الى تحصين لبنان من أن يكون كياناً لحروب أهلية دوريّة.

الردّ على الطرح الغرائزي والتكتيكي للمصالحة

والمفصل الثاني هو وضعه شعار "المصالحة المسيحية" في نصابه الفعلي الصحيح.

ليس سراً أن لدى "مسيحيي 8 آذار"، أي لدى "مسيحيي سوريا وحزب الله" طرحاً "غرائزياً" من ناحية وسياسياً ـ تكتيكياً من ناحية ثانية لمسألة "المصالحة المسيحية".

في الجانب "الغرائزي"، محاولة للقول إن ثمة مصالحات إسلامية تجري، سنية ـ سنية ودرزية ـ درزية فيما المصالحة الشيعية ـ الشيعية متحققة بالتحالف الثنائي بين "حزب الله" و"أمل"، فلماذا لا تكون مصالحة مسيحية ـ مسيحية؟. أما في الجانب السياسي التكتيكي، فلا يخفى أن القصد من الطرح هو محاولة "فرملة" الانهيار الشعبي من حول الجنرال والاندفاع الشعبي المقابل نحو 41 آذار. أي أن للطرح غاية "إحراجية" لـ"القوات اللبنانية" ولمجمل "مسيحيي 41 آذار"، خصوصاً على مشارف مرحلة إنتخابية. ولا يمكن في هذا المجال عدم تذكّر حقيقتين: حقيقة أن الجنرال و"أعوانه" كانوا يطرحون "المصالحة المسيحية" في السنوات الماضية بمثابة "مظلة" لزعامة الجنرال الإلغائية للآخرين، وحقيقة أن طرحهم كان هادفاً الى مصالحة تعطيهم تفويضاً وشرعية لـ"التصرّف" بالمسيحيين في الاتجاه الذي ينقلهم الى خارج تاريخهم.

المصالحة ضمن الثوابت المسيحية

أمس، أعطى الحكيم جوابه. لم يقُل إنه يرفض المصالحة. وهو لا يرفض مصالحة حدودها تنظيم الخلاف السياسي سلمياً وديموقراطياً. لكنه اعتبر أن "المصالحة المسيحية" الحقيقية والفعلية هي بإعادة الاعتبار لـ"الثوابت المسيحية" التاريخية، أي برفض السياسات التي تضع المسيحيين في تناقض مع دورهم وتاريخهم وثقافتهم، في تناقض مع الاستقلال والدولة ومع دور لبنان في محيطه والعالم.

ومن دون تسميات مباشرة، أبرز جعجع التناقض الكبير في مواقف الجنرال وتحالفاته وبينها وبين التراث السياسي المسيحي ـ اللبناني، كما أبرز تناقض النائب السابق سليمان فرنجية حتّى مع شعار جدّه "وطني دائماً على حقّ".

وفي هذا الإطار، ربط الحكيم الحاضر بالتاريخ إذ استعاد ذكرى زعماء مسيحيين راحلين مسمّياً منهم الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل والعميد ريمون إده وشارل مالك وإدوار حنين وجواد بولس.. ومؤسس "القوات" الرئيس بشير الجميل. وفي ذلك تذكير بـ"الاستمرارية" أو التواصل بينه وبين "المدارس" المسيحية التي سبقت. وربطاً بفقرة سابقة من الخطاب "تعترف" بقاعدة "جلّ من لا يخطئ"، فإن إستحضار جعجع للزعامات المسيحية في تاريخ لبنان، هو بمثابة تذكير بان الفارق شاسع بين "خطأ في السياسة" يمكن أن يكون حصل مع الزعماء الراحلين وبين أخطاء في التاريخ والجغرافيا والثقافة والتراث يقع فيها "مسيحيو 8 آذار".

رئاسة الجمهورية وبكركي.. و41 آذار

على أن المفصل المميز في خطاب الحكيم أمس، ليس فقط تأكيده على "المقاومة الجامعة الشاملة التي تمثلها ثورة الأرز وحركة 41 آذار"، وعلى أن "الأرز لا يلوي وثورة الأرز لن تتوقف"، إنما تذكيره أساساً بموقعين أساسيين مسيحياً ووطنياً، هما الرئاسة والكنيسة.

هنا لا ينطق جعجع بحقيقة "مسيحية" تاريخية وحسب، بل يسلط على أمر سياسي ووطني راهن.

فأي مصالحة مسيحية هي تلك التي لا تقيم إعتباراَ لرئاسة الجمهورية من جهة ولبكركي وسيّدها البطريرك نصرالله بطرس صفير من جهة أخرى؟.

والحال هنا أن الحكيم لا يرمي الى "فضح" التآمرات السابقة.. واللاحقة من جانب 8 آذار ومسيحييه على الموقعين الرئاسي والبطريركي وحسب، إنما الى تأكيد أهمية العلاقة بين المسيحيين من ناحية ورئاسة الجمهورية والكنيسة من ناحية ثانية، أي أنه يكشف عن "الجسر" الذي يوصل بين مسيحيي 41 آذارـ وقد كان ناطقاً باسمهم أمس ـ وبين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك صفير.

خطاب مسيحي.. بمسلّمات الشراكة المسيحية ـ الإسلامية

كان جعجع في خطابه أمس زعيماً مسيحياً في احتفال مسيحي. غير أنه في ما شدّد عليه وانتهى إليه، أثبت انه ينطق بمسلّمات الشراكة المسيحية ـ الإسلامية التي تجسدها حركة 41 آذار. الدولة وإتفاق الطائف مسلّمة مشتركة. "إتفاق الدوحة" ومندرجاته مسلّمة مشتركة أيضاً. الاستراتيجية الدفاعية للدولة والاستراتيجية العربية الموحدة تجنباً لمزيد من التجارب العربية الفاشلة، مسلّمتان مشتركتان. حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية وإحترام الشرعية الدولية كذلك.

إذاً، كان الحكيم "يدفن" أمس مرحلة الميليشيا. هو دفنها قبل ذلك منذ إتفاق الطائف لكنه تلا عليها "صلاة الغائب" أمس.

ألم يخاطب كلّ من كانت له مشكلة مع "القوات" أو معه شخصياً بأن "أستحلفكم أن تنقّوا القلب والعقل لمصلحة لبنان، وحددوا لبنانكم وستجدون انه لبناننا"؟

في الإحتفال الذي غصّ مكانه بعشرات الآلاف، أطلق الدكتور جعجع، في حضور قادة مسيحيي 41 آذار وممثلي كافّة كتل الحركة الاستقلالية عهد وفاء لـ"ثورة الأرز" ووعداً صادقاً بمعركة سياسية وإنتخابية واحدة لكل 41 آذار وإن لم يقل ذلك بشكل "مباشر".

نجحت "القوات" في الإختبار الشعبي. ونجح الحكيم في الرهان على الناس.. لأنه قال قولاً صادقاً.

 

الدكتور رومينو فاحط

المستقبل - الاثنين 22 أيلول 2008 - أديب طالب (*)

قالت صحيفة يديعوت أحرنوت في عددها الصادر في 16/9/2008:

الدكتور رومينو فاحط:

واحد: الطبيب الخاص للعاهل الأردني

اثنان: المهاجر حالياً الى اسرائيل، السعيد بأن هجرته اليها أغلقت دائرة عمرها مئة سنة، المتفاخر بأن جده اهارون كان أحد الصهاينة الأوائل والصديق الشخصي لبنيامين هرتزل واضع فكرة دولة اليهود.

ثالثاً: وهذا الأهم الصديق العائلي لآل الأخرس السوريين الحمصيين اللندنيين وبالذات لعميدهم والد السيدة أسماء الأخرس والتي أصبحت أسماء الأسد بعد أن تزوجها الرئيس السوري بشار الأسد بمباركة من والده الرئيس حافظ الأسد. وقد أشار الدكتور رومينو فاحط الى أنه يعرف السيدة أسماء مذ كانت طفلة وأنه على استعداد للمساهمة في تسهيل وتدعيم المفاوضات الاسرائيلية ­ السورية اذا طلب منه ذلك.

ليس من رأينا أن نعترض على حل الخلاف السوري ­ الاسرائيلي بالطرق السلمية والمفاوضات غير المباشرة وحتى المباشرة كما اننا نشير الى ان العلاقات العائلية التاريخية وعلاقات الصداقة الحميمة والمصاهرات الدافئة، كثيراً ما ترطب جو المفاوضات، وهذا ايجابي جداً وقد أكد أساتذة التحليل التاريخي، ان الصلح والسلام يحلان وبسرعة أكبر محل العداء والحرب فيما اذا كانا معززان بزيجات وقرابات ومصاهرات سياسية، وقد فعلها أباطرة الصين والتتار والمغول وملوك أوروبا وحتى رؤساء القبائل البدائية وكم وكم مصاهرة وزيجة أضافت مملكة الى مملكة وثروة الى ثروة.

وليس من رأينا أن تبدأ المفاوضات وتستمر وتثمر صلحاً دائماً مع اسرائيل والسوريون غارقون في العبودية والخوف والجوع والتفكك الاجتماعي، وفي البؤس الطائفي الأسود، وقد تكون اسرائيل راغبة في ذلك كله، ويعنيها ان تحكم الأقلية الأكثرية، وأن يستمر حكم العائلة الديكتاتورية الأمنية الديموقراطية كما وليس من مصلحتها بمنظور عنصري استعماري أن يتقدم السوريون باتجاه الدولة الديموقراطية المدنية الحديثة ولو شبراً واحداً.

وكم ردد الاسرائيليون، قادة ومفكرين واعلاميين وعسكريين، انهم يفضلون النظام السوري الحالي ويدعمون بقاءه، على الحاضر اللبناني السياسي الديموقراطي الممزق بالقبائل والطوائف والولاءات الاقليمية والدولية التعددية ومئات المربعات الأمنية.

اسرائيل تريد شرقاً أوسطاً ممزقاً منهكاً متهالكاً تسهل قيادته كما السادة يسوسون العبيد، وترى أن على شعوبه أن تبقى ممزقة وخارج المدنية الحديثة، بدعوى ان هذه الشعوب مستنقعات أو مستنبتات للارهاب الديني وحواضن للعنف ولا أمل في تغييرها أو تغيرها، ولو قفزت الى السلطة في لحظة انقلابية أو ديموقراطية هاربة من الزمن وخرجت من تحت السيطرة فلن تكون أفضل من طالبان ومنظمات القاعدة البنلادنية، وتقدم دليلاً على رأيها بالمطالعة القصيرة التالية: "انظروا حماسستان وفتحستان ودغمشستان وعباسستان ليبقى الارهاب في القمقم مرعوباً جائعاً خائفاً والا انطلق عملاقاً مدمراً لواحتنا الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ومؤكد انه سيمد أذرعه الى أرجاء المعمورة داعماً الأصولية الارهابية العالمية السنية والشيعية في وقت واحد والعدو الجديد القديم للحضارة الانسانية".

لن نناقش هذه المقولة الاسرائيلية، لنقاشها مكان غير هذه العجالة الكلامية علماً ان مناقشتها ونقدها وضحدها أمر يعني تصحيح رؤيا اسرائيلية أميركية­أوروبية خاطئة لبنية شعبنا السوري الدينية المعتدلة وروح التسامح وتوق التطور فيه، رؤيا تجاهلت حقبة برلمانية قريبة من الليبرالية ازدهرت من 1920 حتى 1958 قطعتها انقلابات عسكرية ديكتاتورية بدعم أميركي بريطاني فرنسي وقد اعترفت السيدة الأميركية كوندي بخطأ ذلك الدعم.

النظام السوري لا يرى أبعد من أنفه، ولا يرى غير السلطة والثروة والبقاء المافيوزي، ولكن ما يجب أن يراه أن من مكن له في الأرض قادر أن يقلعه منها ساعة يشاء، ولا أظنه سيرى.!!. معارض سوري

 

مصالحات لا تصالح

حازم صاغيّة

الاحد 21 أيلول 2008

منذ مؤتمر أنابوليس، ثمّ قمّة الدوحة، والعالم أمام مصالحات لا تصالح. وهذه نتيجة تكاد تكون طبيعيّة حين يكون المحلّلون منشغلين بالحديث عن "حرب باردة جديدة"، وحين ينتقل الكون، على حين غرّة، من واحديّة قطبيّة إلى غموض في بنية القوّة والسلطان. ذاك أن الولايات المتّحدة تودّع عهداً رئاسيًّا، أو بالأحرى عهدين، وتنشغل بانتخابات رئاسيّة وشيكة، فيما حرباها في العراق وأفغانستان، ناهيك عن الأزمة الماليّة مؤخّراً، تزيدها إضعافاً. وفي المقابل، ليس واضحاً تماماً ما ستكون عليه حدود "الانبعاث الروسيّ" الذي استعرض عضلاته في جورجيا: هل سيتحوّل إلى انبعاث قيصريّ، أو انبعاث سوفياتيّ، أم أنّه مجرّد صعود إقليميّ يسعى الى تحسين شروطه حيال واشنطن مغتنماً فرصة الضعف الأميركيّ الراهن؟ وما الذي سيرتّبه، من ثمّ، كلّ واحد من هذه الخيارات؟

إلى ذلك ليس الوضع في الشرق الأوسط، بالمعنى الأعرض للكلمة، أحسن حالاً لجهة الوضوح والتبلور. فإيران ربّما كانت تتحوّل دولةً نوويّة، وسوريّا ربّما كانت تتحوّل دولة مسالمة، إنما بطريقة عجيبة جدّاً، وإسرائيل تمرّ في زمن انتقاليّ مع غياب إيهود أولمرت عن المشهد السياسيّ مصحوباً بعدد من النظريّات والفرضيّات التي ثبت خطؤها، فيما المعادلة الثلاثيّة (مصر – السعوديّة – سوريّا) التي حكمت شكل الاستقرار العربيّ في المرحلة المنصرمة، انتهت إلى تصدّع، من غير أن تكتمل ملامح الدور التركيّ الجديد.

وهذا جميعاً يسير في موازاة الانهيار الذي يضرب الإجماعات الداخليّة لعدد من مجتمعات المشرق العربيّ، على ما نرى في العراق ولبنان وفلسطين، واضعاً وحدة النسيج الوطنيّ على المحكّ، وكاشفاً عجز الجماعات كلّها عن إحداث حسم واضح يأتي لمصلحتها.

ولئن بدا أن هذه العوامل مجتمعة هي التي تفسّر حركة المصالحات، بما فيها مصالحات لبنان، بقي أن الضعف والغموض الشاملين لا ينتجان المصالحة التي تصالح فعلاً. فهذه الأخيرة تتطلّب القوّة والوضوح على الأصعدة جميعاً.

هكذا يطغى "تبويس اللحى" والتكاذب المرفقان بطموح "سلبيّ" إلى "وقف" الانفجارات الدمويّة التي تعزّ السيطرة عليها. أما الطموح "الإيجابيّ" إلى إيجاد بدائل قادرة على الاشتغال فمما لا يتوهّمه أحد. والحال أنه لا بأس بالتكاذب و"تبويس اللحى" إذا كان في وسعهما منع القتل، ولو مؤقّتاً. إلاّ أن هذا الهدف البالغ التواضع لا يزال، هو نفسه، أقرب إلى الاستحالة. فكيف وأن اللبنانيّين ينقّلون أبصارهم من منطقة إلى أخرى مسجّلين حركة العنف الجوّال التي تفتك بهم؟

وربّما جاز القول إن ثمّة فوارق أساسيّة ثلاثة بين المصالحة التي تصالح وتلك التي لا تفعل:

- أن الأولى تفصل العنف عن السياسة وتستبعده منها، بينما الثانية تكتفي بإخفاء العنف تحت السياسة، تماماً كما يفعل منظّف كسول حين يحشد الغبار والأوساخ تحت الأسرّة فلا تراه الأعين.

- وأن الأولى تكون تمهيديّة بحيث يتطوّر بعدها الانشغال الحواريّ من الأمنيّ إلى السياسيّ، أما الثانية فيستغرقها البقاء في الأمنيّ الذي يتّخذ شكل إطفاء الحرائق الموضعيّة.

- أن الأولى تطرح المسائل الخلافيّة بأسمائها الحقيقيّة، فيما الثانية لا ترى ضرورة للحوار الجدّيّ حول المسائل الخلافيّة لأن "أحداً لا يفاوض أبناء بلده"، على ما زعم مسؤول في "حزب الله" قبل أيّام. هكذا يمضي القتل المتقطّع في موازاة التوكيد على أننا "أخوة" يعجز "العدوّ" عن دفعنا إلى التقاتل.