المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 25 ايلول/2008

إنجيل القدّيس مرقس .50-38:9

قالَ له يوحَنَّا: «يا مُعَلِّم، رَأَينا رجُلاً يَطرُدُ الشَّياطينَ بِاسمِكَ، فأَرَدْنا أَن نَمنَعَه لأَنَّه لا يَتبَعُنا». فقالَ يسوع: «لا تَمنَعوه، فما مِن أَحدٍ يُجْرِي مُعْجِزَةً بِاسْمي يَستَطيعُ بَعدَها أَن يُسيءَ القَوْلَ فيَّ. ومَن لم يَكُنْ علَينا كانَ مَعَنا. ومَن سقاكُم كَأسَ ماءٍ على أَنَّكم لِلمَسيح، فالحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّ أَجرَه لَن يَضيع». ومَن كانَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِهؤلاءِ الصِّغارِ المؤمِنين، فأَولى بِه أَن تُعَلَّقَ الرَّحَى في عُنُقِه ويُلقى في البَحْر فإِذا كانَت يدُكَ حَجَرَ عَثرَةٍ لَكَ فاقطَعْها، فَلأَن تَدخُلَ الحَياةَ وأَنت أَقطَعُ اليد خَيرٌ لَكَ مِن أَن يَكونَ لَكَ يَدانِ وتَذهَبَ إِلى جَهَنَّم، إِلى نارٍ لا تُطفَأ. وإِذا كانَت رِجْلُكَ حَجَرَ عَثرَةٍ لَكَ فاقطَعْها، فَلَأَن تَدخُلَ الحيَاةَ وأَنتَ أَقطَعُ الرِّجل خَيرٌ لَكَ مِن أَن يكونَ لَكَ رِجلانِ وتَُلْقى في جَهَنَّم.

وإِذا كانَت عَينُكَ حَجَرَ عَثرَةٍ لَكَ فاقلَعْها فَلَأَن تَدخُلَ مَلَكوتَ اللهِ وأَنتَ أَعوَر خَيرٌ لَكَ مَن أَن يكونَ لَكَ عَينانِ وتُلْقى في جَهَنَّم، حَيثُ لا يَموتُ دُودُهم ولا تُطفَأُ النَّار.

لِأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ سَيُمَلَّحُ بِالنَّار. المِلْحُ شَيءٌ جَيِّد، فإِذا صارَ المِلحُ بلا مُلوحَة، فَبِأَيِّ شَيءٍ تُمَلِّحونَه؟ فَلْيَكُنْ فيكُم مِلحٌ وَلْيُسالِمْ بَعضُكم بَعضاً».

 

القدّيسة تقلا (24 أيلول)

«أمّا الحكيمات فقد أخذن زيتًا مع مصابيحهنّ» (مت 25: 4)

ولدت سنة 20 في نيقوميذيا من أبوين شريفين وثنيّين. خُطبت لشابٍّ وثنيّ. تعرّفت إلى بولس الرسول واهتدت إلى الإيمان المسيحيّ فاعتمدت على يده، ونذرت بتوليّتها للمسيح. فسخت خطبتها معلنة إيمانها الجديد فحنقت أمّها عليها، ورغبت في إعادتها إلى رشدها. فاتّفقت مع خطّيب ابنتها أن يشيا بها علّها ترتدّ إلى إيمان آبائها. فسيقت إلى السجن حيث تعرّضت للموت أكثر من مرّة، فأُلقيت في بئرٍ مليء بالحيّات، ورُبطت إلى عمود وأُضرمت النار حولها، ثمّ رُبطت إلى ثورَين جامحَين، وأخيرًا رُميت للوحوش المفترسة فلم تُصَب بأذى. عندئذٍ أُطلقت حرّة بعدما أعلنت أمام الجميع أنّها خادمة يسوع المسيح. فراحت تبشّر به في بلاد القلمون إلى أن رقدت بالربّ عن عمرٍ يناهز التسعين.

 

سبب أمراضاً خطيرة للأطفال في جنوب لبنان

 فرقة سورية متخصصة تعالج تسرب مواد كيميائية خزنها "حزب الله"

 "السياسة" - خاص: كشفت مصادر لبنانية مطلعة لـ "السياسة" ان فرقة تابعة لإدارة الحرب الكيميائية في الجيش السوري وصلت الى لبنان وبشكل عاجل جداً قبل نحو أسبوعين, بهدف تطهير احدى المناطق في جنوب لبنان, جراء تلوثها إثر تسرب بعض المواد الكيميائية التي تم تخزينها من قبل "حزب الله" بشكل غير مناسب.

واوضحت المصادر ان الفرقة المتخصصة بالتعامل مع تسرب المواد الكيميائية برئاسة اللواء سعيد خليل, انتقلت فور دخولها عبر الحدود في معبر المصنع شرق لبنان برفقة عنصر من "حزب الله" وآخر من وحدة الحرب الكيميائية في الحرس الثوري الايراني, إلى أحد معسكرات الحزب الكبيرة في جنوب لبنان الذي يقع في منطقة غير مأهولة ولا يمكن الوصول إليه الا عبر طرق ترابية وعرة.

واشارت الى ان الفرقة السورية عملت فور وصولها على تحديد المنطقة التي تضررت جراء تسرب بعض المواد الكيميائية العسكرية, التي تم تخزينها بشكل غير مناسب, مما تسبب بتآكل عدد من البراميل التي كانت تحتوي على هذه المواد.

ولفتت المصادر الى ان عناصر "حزب الله" نجحوا في بداية الامر بالسيطرة على هذا التسرب بالوسائل المخصصة لذلك والتي تدربوا عليها في سورية وايران, لكنهم عجزوا عن تطهير المنطقة الواسعة التي تلوثت بهذه المواد, والتي انتشرت حتى وصلت الى بعض المناطق المأهولة في منطقة النبطية, حيث أثرت سلبا على صحة السكان وخاصة الاطفال على شكل أعراض من الحمى والتقيؤ والطفح الجلدي الأسود, والتي لم يستطع الأطباء ان يجدوا لها اي تفسير علمي او ان يعزونها الى أي مرض معروف, خاصة وان التركيز الضئيل لهذه المواد الكيميائية يعطي أثره بشكل كبير على الاطفال لأن مدى ضرر المادة تتناسب عكسا مع وزن الانسان المصاب, حيث كلما قل وزنه ازداد مدى تأثره.

اضافت المصادر اللبنانية "ان الفرقة السورية قامت بالتعاون مع "حزب الله" و"الحرس الثوري" بفحص أسباب تسرب هذه المواد وطلبت من عناصر الحزب التقيد بشكل تام بالارشادات الخاصة بتخزين هذه المواد منعا لتكرار مثل هذه الحوادث", مشيرة الى ان عناصر الحزب الذين تضرروا جراء التسرب نقلوا الى ايران لتلقي العلاج وتم ابلاغ عائلاتهم انهم نقلوا الى هناك لتلقي تدريبات عسكرية.

 

حزب الله"في قريطم :الحريري الى أين؟     

ضوء على الحدث

يقال نت/الرابعة والنصف من عصر الأربعاء الرابع والعشرين من أيلول 2008، ساعة حزينة في تاريخ بيروت، إنه مشهد مؤلم دخول وفد العدوان إلى قريطم دون كلمة اعتذار(سحر ابراهيم -تعليقات القرّاء )

وصل إلى قريطم في الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم وفد نيابي  من "حزب الله" برئاسة النائب محمد رعد حيث اجتمع مع رئيس كتلة "تيار المستقبل" على رأس وفد نيابي. الوفد الذي حضر الى جانب الحريري تألّف من سمير الجسر(طرابلس)،عاطف مجدلاني وعمار الحوري (بيروت)جمال الجراح (البقاع الغربي)ونادر الحريري(مدير مكتب الحريري)،أما الوفد الذي حضر الى جانب رعد فتألّف من النواب علي مقداد وحسين الحاج حسن وحسن فضل الله وأمين شري.

وفال رعد بعد الإجتماع  الذي دام قرابة الساعة  :نفترض إن اللقاء بين الحريري ونصرالله قريب جدا

أضاف: لم يكن لقاء مصالحة بل مصارحة لأننا متصالحون وسيكون هناك أكثر من إعلان نوايا"، معربا عن أمله بأن "يعيد الجميع وقد ساورتهم الطمأنينة وتلاشى القلق الموجود لدى اللبنانيين،معلنا أننا أكدنا التزامنا جميعنا باتفاق الدوحة ،ونحن بدأنا بعد هذا اللقاء الصريح جدا التواصل المباشر من أجل تثبيت الإستقرار.

وفي ما يأتي النص الكامل لتصريح رعد:

هذا اللقاء اردناه في الحقيقة ان يتم في دارة الشهيد الرئيس رفيق الحريري، ومع الشيخ سعد الحريري وانا ،ومع زملائنا في تيار المستقبل، ليكون ايذانا باستئناف التواصل المباشر، من اجل ان نثبت الاستقرار، وان نؤكد التزامنا جميعا بما توافقنا عليه في الدوحة، وننطلق لتعزيز تماسكنا الوطني خصوصا وان هذه الدار وصاحبها، لطالما كان يحسن ان يكيّف مشروع الاعمار في هذا البلد، مع موجبات المقاومة وعملها.

لقد تصارحنا ،والصراحة تفضي الى تبادل وجهات النظر كما هي،وسيرتقي مستوى اللقاء الى عدة مجالات، ونأمل ان نعيّد جميعا وقد ساورتنا الطمأنينة،وتلاشى القلق الموجود لدى اللبنانيين.نحن لسنا جيرانا متخاصمين ،نحن ابناء واخوة في بيت واحد يمكن ان نختلف في تصوراتنا،لكن المودة والاخوة ،هي التي تبقى تجمع في ما بيننا ،وتكون المناخ الذي ننشده حرصا لوطننا، وتحصينا له بوجه المخاطر التي تهدد وجوده وصيغته ،وهذه المخاطر منشؤها العدو الصهيوني الذي يواصل تهديداته بشكل شبه يومي، ولا يكف عن التحضير من اجل ان يفرض معادلة ردعية لمصلحة عدوانه.

بوحدتنا وبتماسكنا وتفهمنا لبعضنا البعض،وبصراحتنا مع بعضنا البعض،يمكن ان نحصّن بلدنا في وجه هذه المخاطر.اللقاء كان صريحا جدا ومفيدا جدا ويمكن ان نقول بكل ارتياح،بدأنا للتو التواصل المباشر من اجل تثبيت الاستقرار وانعاش الحياة السياسية الهادئة في لبنان.

سئل:هل سيحصل اللقاء بين الشيخ سعد والسيد حسن نصرالله قبل عيد الفطر؟

اجاب:نفترض انه سيحصل في وقت قريب ان شاء الله.

سئل:هل اتفقتم على ترتيبات معينة قبل اللقاء مع السيد حسن نصرالله ؟وماذا عن الشعارات واللافتات في بيروت وعلى طريق المطار ؟

اجاب:هناك امور يتابعها كل طرف من جهته ،ونحرص جميعا على ان ننفذ كل ما يريح الوضع ويهدئ النفوس.

سئل:كانت هناك مطالبة من تيار المستقبل بالاعتذار عما حصل في بيروت في 7 ايار،هل حصل هذا الاعتذار؟وهل شرحتم ما حصل في ذلك التاريخ؟

اجاب:قلت اننا بدأنا مشوار المصارحة الذي يعرض فيه كلٌ، مقاربته وقراءته للوضع. وعندما نتوصل الى قناعات مشتركة، تكون الكثير من المشاكل قد حلت.

سئل:قال النائب الحريري بالامس ان المصالحة لن تكون على حساب بيروت واهل بيروت،هل حصل عتاب في هذه الجلسة؟ وهل هناك تحالفات مستقبلية ام ان هذه المصالحة هي فقط لتنظيم الاختلاف؟

اجاب:انا لم اتحدث عن مصالحة في الحقيقة،نحن متصالحون.وانما تحدثت عن مصارحة.نحن نحتاج الى تصارح ،ونحن متصالحون مع بعضنا البعض،مختلفون في وجهات النظر لكن اللقاءات والتواصل المباشر، يفضيان الى تبادل وجهات النظر على قاعدة من الاخوة والود،وعلى قاعدة من الحرص على تثبيت الاستقرار، وان يكون الحوار هو سيد الموقف.

سئل:الخطاب لا يزال موجها ضدكم ولو بطريقة غير مباشرة،كيف تستطيعون ضبط هذا الخطاب الذي لا يزال يتكلم عن جراح بيروت ويشير الى ايران وحزب الله حتى ولو لم تتم تسميتهما؟

اجاب:علينا ان نلحظ الامور  بعد هذا اللقاء المباشر الاول، واعتقد ان الامور ستكون مختلفة.

سئل:البعض ينفخ بنار الفتنة، ويود لو يبقى هذا الخلاف ابديا بين الحزب وتيار المستقبل،فهل نستطيع ان نقول ان المشهد السياسي في لبنان، عاد الى ما كان عليه سابقا؟

اجاب:نحن على يقين ان الاخوة في تيار المستقبل كما نحن،يدركون انه ليس من مصلحة احد ان ينفخ بنيران الفتنة لان الفتنة تأكل نافخيها .لبنان بلد العيش المشترك،يجب ان نحرص فيه على منطق الحوار ،وعلى العودة الى تصويب الامور باتجاه ما يخدم الحفاظ على العيش المشترك.

سئل:هل يأتي اللقاء استجابة لمشاورات اقليمية ايجابية خارجية؟

اجاب:اللقاء هو استجابة لضرورة يستشعرها ابناء الوطن الواحد، في ان يؤكدوا عيشهم الواحد ويؤكدوا حصانة بلدهم، وتماسكهم في وجه المخاطر التي تتهدد صيغته ووجوده.

سئل:هل يمكن ان تصل المصالحة الى القوات اللبنانية؟

اجاب:نحن لا نضع فيتو على احد،ولكل حوار مع أي طرف مستلزماته ومقدماته، التي نبحثها على حدىً.

سئل:بعد اللقاءات التي عقدت مع الحزب التقدمي الاشتراكي واليوم مع تيار المستقبل،هل يمكنكم القول انه اصبح هناك ضوابط فعلية تمنع تكرار ما حصل من احداث في الماضي، او حتى كما حصل في الساعات الماضية؟

اجاب:من خلال  ما عايشناه ونعايشه، وما قمنا به في الفترة القليلة الماضية نشعر باننا اليوم في فترة تبعث على الاطمئنان اكثر من أي وقت مضى.

سئل:هل ستضعون حلفاؤكم بصورة ما جرى وتحديدا الجنرال ميشال عون؟

اجاب:نحن لا نفعل شيئا سريا،وما نقوم به هو تحت رؤية ،يفهمها ويتفهمها كل من يلتقينا .

سئل:هل ستكون هناك وثيقة تفاهم بينكم وبين تيار المستقبل، ام ان الموضوع سيقتصر على اعلان نوايا؟

اجاب:ما بيننا وبين تيار المستقبل، اكثر من اعلان نوايا في الحقيقة هو عيش متداخل،واعتقد ان اللقاءات التي ستحصل، ربما ينتج عنها شيء ما في الجو العام.

سئل:هل من الممكن ان تجدد هذه المصالحة الحلف الانتخابي مع تيار المستقبل؟

اجاب:لا ،فنحن نتصارح كل من موقعه السياسي ورؤيته السياسية ،ونحن كنا واضحين باننا مختلفون في الرؤية وفي الموقع وفي التحالفات،ورغم اننا مختلفون، نحن

 

صفير بحث شؤونا سياسية واجتماعية مع نواب ووزراء

المركزية - رأى وزير العدل ابرهيم نجار ان الوضع في البلد تسوده الفوضى، والبوصلة مفقودة، ملاحظا ان على القيادات المارونية ان تجد لنفسها حدا ادنى من التوافق على المصالح الوطنية مع المحافظة على خصوصياتها ومصالحها الانتخابية. وأيد فكرة الافراج عن كل المعلومات في التحقيقات مع مراعاة سرية التحقيق، ايا يكن المسؤولون عن الاحداث لان الضبابية تثير المزيد من الالتباس في الحياة السياسية.

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الوزير نجار الذي قال بعد اللقاء الذي استمر نحو ثلثي الساعة، "جئت لاخذ بركة صاحب الغبطة والتباحث معه في مواضيع مختلفة، منها وطنية بالطبع، ومنها قانونية، ويهمني كثير ان استمع الى رأي غبطته، لان موضوع العدل، وموضوع التشريع وتحديث القوانين يحتاج استلهام الضمير والايمان.

* ما هي وصيته لك معالي الوزير؟

- اشتغل حسب ضميرك ووجدانك، ونحن معك". وقد اجبته بأننا معه ونتمنى ان تبقى بكركي كما هي دائما الرأس او القبعة البيضاء التي لا يزول عنها الثلج ابدا في لبنان.

ورأى الوزير نجار ان الوضع في البلد الى حد ما تسوده الفوضى" وأضاف: جميعنا يؤمن بالحريات الاعلامية، ولكن على الصعيد السياسي حان الوقت للتمييز بين المصالح السياسية التي هي مصالح ضرورية ومنها مصالح انتخابية ولكن هناك ايضا المصالح الشخصية، وهناك المصلحة الوطنية ايضا عند جميع المسيحيين، ويجب ان يكون هناك حد ادنى من التوافق على التوجهات الوطنية وهذا الامر نفتقده هذه الايام. لنتذكر الايام الفائتة يوم كان فيها مع حفظ الألقاب سليمان فرنجيه (الجد) كميل شمعون، بيار الجميّل، وغيرهم، لكل منهم مصالحه صحيح، ولكنهم كانوا يلتقون في نظرتهم الى "مستقبل لبنان والى المواضيع القومية التي توحد، وتكون "حدا ادنى للنضال السياسي، اليوم هذا الامر مفقود".

أضاف: "البوصلة" اليوم في لبنان "مفقودة" والحقيقة ان هذا الموضوع هو في صلب اهتمامات صاحب الغبطة ولكن ايضا في صلب اهتمام ان لم نقل اشمئزاز الكثير من اللبنانيين".

وعن الردود التي تناولت خطاب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الاحد الفائت، قال نجار: "بصراحة، موضوع الاعتذار هو موضوع سام، لنرى ما جرى في فرنسا وفي ايطاليا، وغيرهما من البلدان حيث جاء رؤساء دول او رؤساء احزاب او تيارات واعتذروا، هذا الاعتذار كان له تقويم جيد على الصعيد الادبي والمعنوي والعملي في تلك البلاد. ولم يتم "خلطه" بالموضوع السياسي، لكن اليوم في لبنان بعض الاعتبارات الانتخابية والسياسية لا تعطي البعد الادبي الضروري لهكذا موقف، وهو موقف شجاع بحد ذاته وعلينا ان نميز بين المواقف الضميرية والوجدانية من جهة والمواقف السياسية من جهة أخرى. وأنا اتمنى ان تكون مناسبة للانطلاق من أجل خطوط عريضة للتفاهم الوطني في لبنان.

وعما اذا كان قد اقفل باب المصالحة في موقفه كما قالت الاصوات التي اعترضت قال نجار: "المصالحة" يجب ان تكون على مواضيع، والمواضيع كما تعرفون مختلف عليها وهي اختلافات واضحة.

* هل ستنجح الرابطة المارونية في جمع الصف الماروني؟

- أتمنى ذلك، ولكن لنجاحها يفترض ان تكون كل المواضيع الخلافية موضع نقاشات هادئة مع المحافظة على المصالح الانتخابية الواضحة والمفروض على الزعامات المارونية في لبنان ان يكون لها حد ادنى من التفاهم على الافق الوطني، فكلنا في هذا الوطن مسلمون ومسيحيون ننظر الى هذا الصرح والى القيادات اللبنانية نظرة كبيرة جدا وتاليا يتعين على القيادات المارونية في لبنان ان تجد لنفسها حدا ادنى من التوافق على المصالح الوطنية ولا فرق عندي من الذي يسهل هذه المصالحة والتفاوض في هذا السياق. المهم ان تكون المواضيع على الصعيد الوطني واضحة تلتقي حولها القيادات مع المحافظة على خصوصية كل منها وعلى المصالح الانتخابية والتي هي ضرورية بالنسبة لكل فريق".

وعن اللغط الدائر حول المحكمة الدولية قال: لا لغط حول هذا الموضوع. المحكمة اقرت وفق الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة فلا انا ولا احد غيري يمكن ان يغير هذا المسار وربما اللغط عن عدم كثرة التصاريح في هذا الصدد، ولكن التصاريح لا تجعل من المحكمة موضوعا آنيا، فهو قائم.

* ماذا عن التأخير في التحقيقات؟

- انا من بين من يريدون ان يكون هناك شيء من الشفافية بما يتفق مع ضرورات التحقيق، انا مع التسريع في التحقيقات ومع الافراج عن كل المعلومات الممكنة لتوضع بمتناول الناس مع مراعاة سرية التحقيق، ولكن ان نبقى دائما في نوع من الضبابية ولا نعرف ما الذي حصل فهذا يثير مزيدا من الالتباس في الحياة السياسية. اطلب التسريع في كل التحقيقات وأيا يكن المسؤول عن تلك الاحداث، فيجب ان نكون في القضاء في موقع الشفافية والصدقية والا لن تقوم الدولة فيجب ان يعرف كل شيء في وقته وحسب الاصول وأن لا يخاف احد من الحقيقة.

وعن تعديل مهلة قانون الترشح لرؤساء البلديات، قال نجار: ان رفض البعض تعديل البند المتعلق بترشيح رؤساء البلديات قبل ستة اشهر، مرده الى الخوف من ترشيح بعض رؤساء البلديات للانتخابات النيابية، فنحن مع التعديل، خصوصا وأن وزير الداخلية مع التحديث في هذا الموضوع وأنا اعتبر ان هذا الموضوع سياسي بامتياز وليس قانونيا والفصل فيه يعود الى المجلس النيابي.

كرم كرم: بعدها استقبل البطريرك صفير الوزير السابق كرم كرم الذي قال بعد اللقاء: لا يسعني الا ان اكون متفائلا بالنسبة الى مستقبل لبنان، كنت هكذا قبل ان التقي غبطة البطريرك وأصبحت متفائلا اكثر بعد لقائه، وسبب هذا التفاؤل ان لبنان رغم صغره ورغم ضآلة عدد سكانه قد خرج معافى وبأقل قدر من الاذى من ازمات وعواصف هبّت ليس فقط على لبنان والمنطقة بل على العالم.

ورأى ان الازمة الاقتصادية التي يعاني منها اليوم العالم الرأسمالي برأسماليته المتوحشة المتفلتة من كل الضوابط خرج منها لبنان معافى، والازمة العسكرية التي شهدنا في صيف 2006 قمتها بالحرب الاسرائيلية على لبنان، خرج منها لبنان بأقل اذى، بتحالف مقاومته وجيشه وشعبه، والازمة السياسية التي اريد للبنان ان يكون ساحة صراع في صراع الحضارات خرج منها ويكاد يخرج منها العالم ايضا ولبنان خرج ايضا بأقل اذى، لان لبنان هو ساحة لتلاقي الحضارات وليس لصراعها.

وتابع: نعرف ما ادى اليه صراع الحضارات سواء في العراق او في افغانستان او باكستان او في غيرها. لبنان خرج معافى، وهذا دليل على ان تلاقي الحضارات دائم اكثر من صراعها. اما ما يقلق احيانا ويبعثنا على التفكير الجدي فهو الوجود المسيحي في لبنان. ان هذا الوجود الضروري اصبح ضرورة ليس فقط للبنان بل للعرب وللمسلمين، هو حاجة للبنان وللعرب وللمسلمين.

ودعا الى النظر بجدية الى الارقام التي تطالعنا احيانا عن الهجرة من لبنان، والتعامل معها بجدية اكثر، حتى يبقى هذا الوجود المسيحي منارة ليس فقط للبنان بل للشرق، يجب ان يتسلح بوحدتنا الوطنية التي تجمع جميع اللبنانيين ومن اوائل اساليب هذه الوحدة الوطنية المصالحات التي نراها اليوم في المجتمع اللبناني والاجدر ان تكون قد بدأت بالمصالحات المسيحية.

اضاف: "اعتقد ان غبطة البطريرك في هذا الجو ايضا وأن المصالحات التي نشهدها هي السبيل الى تكثيف علاقاتنا بين اطياف المجتمع اللبناني حتى نزيد اللحمة فيه ونتمكن من ان نعمل جميعا على بناء دولة عادلة ومجتمع صالح".

دي فريج: وكان البطريرك استقبل النائب نبيل دي فريج الذي لفت الى انه جاء لأخذ بركة البطريرك والاستماع الى رأيه في كل المواضيع المطروحة والتي جرى بحثها في اللقاء.

كما التقى النائب السابق محمود عمار والمدير العام السابق لوزارة الزراعة لويس لحود الذي بحث معه الاوضاع الزراعية في لبنان، بالاضافة الى الاوضاع العامة في زحلة والبقاع.

واستقبل ايضا محامي البطريركية المارونية ميلاد جبرايل الذي اطلعه على مجريات التحقيقات في قضية قطع اشجار الارز في غابة نيحا.

 

خوري يؤكد ترشيحه في الشوف ولا يستبعد استخدام سلاح المعارضة ثانية ً

إكد النائب السابق غطاس خوري عزمه الترشح الى الانتخابات النيابية المقبلة عن دائرة الشوف مضيفا أنه لا يستبعد السلاح من جديد في حال فشلت المعارضة في الانتخابات. واعتبر خوري أن لقاء قريطم ليس مصالحة بل مجرد إتفاق سياسي على إجراءات ميدانية أمنية ، ووضعه في خانة عودة النقاش الى الأساليب الديمقراطية بدل الاحتكام الى الشارع . ورأى خوري خلال حوار مع الزميل علي حمادة على محطة "أخبار المستقبل" " أن السقف السياسي لـ 14 آذار لم يتغير ، ولا نية لعقد تحالف رباعي خارج الإطار الشامل ". كما دعا الى احترام اتفاق الدوحة الذي لم تطبق بنوده بعد ، مشيرا الى أن متابعة الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية هي مهمة رئيس الجمهورية .  أما بالنسبة للانتشار السوري على الحدود الشمالية ، لفت خوري الى أن قرار عبور المترين ودخول الأراضي اللبنانية هي خرق للقرار 1701 والحدود المعترف بها دوليا ، وإن عودة الجيش السوري لا يتخذها نظاما بأسره وحشود عسكرية بدون قرار خارجي أو دولي .

 

المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري: لماذا يبقى، لماذا لا يبقى؟ 

 هدى الحسيني 

التاريخ: 24 ايلول 2008

طغت الحوادث الأمنية والتوترات المتنقلة وأخبار انعقاد جلسة الحوار الوطني على موضوع شديد الأهمية، سبق ضجيجه الإعلامي زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدمشق وواكبها وتلاها خصوصاً مع إعلان نية التبادل الديبلوماسي بين البلدين ، وهو موضوع المجلس الأعلى اللبناني- السوري.

استُعمل المجلس المذكور مدة طويلة غطاء يمنح شرعية زائفة للوجود السوري في لبنان، وهذه الفكرة بالأساس انطلقت من حاجة دمشق الى صيغ قادرة على اغتيال فكرة التبادل الديبلوماسي "الندّي" بين البلدين. ورغم أن المجلس بند أساسي من معاهدة الاخوّة والتنسيق، إلا أن شرعية المعاهدة ينقصها شرط قانوني أساسي لكونها أبرمت على طاولة مفاوضات غير متكافئة. فالوجود السوري الذي كانت له مفاعيل احتلال كان قادراً على إرغام المفاوض اللبناني على توقيع ما شاء من البنود. ويتّفق اللبنانيون جميعهم على أهمية العلاقات اللبنانية ـ السورية لكنهم يختلفون حول طبيعة هذه العلاقات والضوابط التي تحكمها، بين مُطالب بعلاقات طبيعية وآخر يطالب بعلاقات ندّية تمثّل بتبادل ديبلوماسي عبر فتح سفارتين بين البلدين.

وهذا ما فتح المناقشات واسعة حول مستقبل المجلس الأعلى اللبناني- السوري المنبثق من معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق "التي توصّل اليها البلدان في أيار عام 1991، لا سيما بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين اللبناني والسوري في دمشق وتأكيد وزيري خارجية البلدين على بقاء المجلس الأعلى وان العلاقات الديبلوماسية لن تكون على حسابه".وفي حين تميل دمشق وقوى المعارضة الى إعتماد هذا الخيار، يؤكد الاستقلاليون اللبنانيون بطلان كل معالم مرحلة الخطأ السوري في لبنان وهم متمسكون بتدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين تكون منسجمة مع القانون الدولي ومع حق لبنان في ممارسة سيادته كاملة دونما انتقاص.

وحتى من يدافعون عن المجلس الأعلى يقولون أنه كإطار وأن مجمل المعاهدة كوثيقة لتنظيم العلاقات بين البلدين يحتاجان الى الكثير منا لتعديل وإعادة قراءة هادئة تكون لطرفيها حرية المناقشة واتخاذ القرار.

فالأمين العام للمجلس الأعلى نصري خوري الذي توقع ألا يؤثر التبادل الديبلوماسي بين بيروت ودمشق على وجود المجلس يشبّهه بمجلس التعاون الخليجي، ويؤكد ان وجود السفارتين يتكامل مع الأمانة العامة للمجلس الأعلى ولا يتناقض معها، مشيراً الى إمكان تعديلات على تركيبة المجلس وصلاحياته اذ اقتضى الأمر.

فهل يحق للبنان أن يطالب بتعديل بعض بنود "معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق"؟ يقول الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري: "لا يحق لدولة متعاقدة أن تلغي أو تعدل أي اتفاقية بشكل منفرد من دون موافقة الطرف الآخر المتعاقد. لكن هناك حاجات تجيز فسخ الاتفاقات الدولية اذا تعرضت لأي عيب قانوني من عيوب الرضا المتبادل بين الدول كالخداع وانعدام الأهلية والخطأ الجسيم والإكراه".

ولكن يرى الدكتور المصري أن هناك ظروفاً جديدة طرأت منذ تاريخ توقيع المعاهدة عام 1991 تستدعي بعض التغيير أو التعديل لذا:

1 ـ يحق للطرف المتعاقد مراجعة أي بند من بنود الاتفاقية.

2 ـ وجود شكاوى واعتراضات وتحفظات في القطاعات المعنية في هذه الإتفاقية (اقتصادية) تطلب بتعديلها، الأمر الذي يوجب الحكومة المطالبة بتقديمها.

3 ـ بعض البنود أدت هدفها وبات الغرض من وضعها لاغياً لذلك يجب إلغاؤها سواء من المعاهدة "الأم" أو البروتوكولات المنبثقة منها.

4 ـ وفي هذه الحالات الثلاث يقتضي أن يستجيب الجانب السوري طلبات مناقشة هذه الأمور، ويبدو أن الحكومة اللبنانية عبر مسؤولية فيها أبدت رغبة في هذه المراجعة.

أما في ما يتعلق تحديداً بالمجلس الأعلى فيميّز الدكتور مصري بين الهدف والآلية. إذ لا اعتراض على الهدف الذي أنشئت من أجله المعاهدة وهو الوصول الى أقصى حالات التعاون والتنسيق. أما الآلية التي تمثلت في المجلس الأعلى، ففي إمكان التمثيل الديبلوماسي أن يحل محلها، لكونه أكثر جدوى وفاعلية سواء لجهة التمثيل بين البلدين أو لجهة التفاوض. وبالتالي لم يعد ثمة حاجة الى بقاء المجلس الأعلى.

ويعتبر الدكتور مصري أن تشبيه المجلس الأعلى بمجلس التعاون الخليجي خطأ ارتكبه الأمين العام للمجلس نصري خوري، وكذلك وزير الخارجية فوزي لأن الفروق كثيرة. فالمجلس الخليجي يتحدث عن أنظمة الحكم السياسية والإقتصادية أو تطبيق الشريعة الاسلامية، كما أن أهداف مجلس التعاون هي التوصل الى الوحدة بين دول المجلس في حين معاهدة الأخوة والتنسيق لم تنشأ من أجل الوحدة والتكامل.

كما أن المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري حاول أن يدمج السلطات الدستورية الثلاث في اطار تنظيمي واحد وهذا يتنافى مع مبدأ فصل السلطات.

واللافت ان الأمين العام للمجلس الأعلى ليس سفيراً يمثل لبنان كما أنه ليس سفيراً يمثل سوريا، بل هو موظف فحسب مهمته ملاحقة تنفيذ المعاهدة، وما دام التمثيل الديبلوماسي سيضطلع بهذه المهمة من خلال المفاوضات فلا لزوم للمجلس ولا أهمية له بعد ذلك، خصوصاً ان التمثيل الديبلوماسي أوسع وأشمل، فالسفارة تتبع السلطة التنفيذية فيما المجلس يتبع كل السلطات مما يوجد تضارباً في الصلاحيات لأن تركيبة المجلس الأعلى لا تنسجم مع التركيبة الدستورية في البلاد.

 

جعجع التقى وفد الرابطة المارونية:البعض يرفض الدخول في المصالحات

وطنية - 24/9/2008 (سياسة) أعرب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع بعد لقائه وفدا من الرابطة المارونية، عن تخوفه "حيال التواجد العسكري السوري الكثيف على مقربة من الحدود اللبنانية- السورية". وأعلن أن إعتذاره "كان موجها للشعب اللبناني بأكمله وليس إلى السياسيين"، آملا "لو حذا السياسيون المشاركون في الحرب اللبنانية حذوه وتحملوا مسؤولياتهم وقدموا هم أيضا إعتذارهم للبنانيين".

وشكر جعجع رئيس الرابطة الدكتور جوزف طربيه والوفد على المساعي التي يبذولونها "بالرغم من صعوبتها لمحاولة تبريد الاجواء وتحسين المناخ السياسي المسيحي". وقال: "إن الرابطة تسعى إلى عقد لقاءات ثنائية في المرحلة الاولى وقد أبلغتهم عن إستعدادي لأي خطوة أو لقاء يمكن أن يساهم في تبريد هذه الاجواء وإعادة العمل السياسي إلى إطاره الطبيعي كعمل فكري شريف بعيدا عن المهاترات "وقلة الاخلاق" وخلق الإشاعات والغوص في المآسي وتحويرها والسير بها إلى ما لا نهاية"، تاركا لهم "تحديد الآلية المطلوبة في هذا السياق من خلال إتصالاتهم مع الأفرقاء الاخرين".

وكشف عن أن "البطريرك على إطلاع كامل لما يجري"، متمنيا أن تؤدي جهود البطريك الى "المطلوب"، مجددا استعداده "لعقد أي لقاء يمكن أن يساهم في تنقية الاجواء المسيحية"، آملا أن "تنجح جهود الساعين".

وتطرق جعجع إلى حادثة بصرما، وأعرب عن إصراره "بأن يكون التحقيق شفافا ويستمر حتى النهاية كوننا لا نؤيد محاولة إنهاء التحقيق بالتي هي أحسن أو محاولة "اللفلفلة" مشيرا إلى "وجوب إعلان نتائجه للرأي العام حتى تتبلور الصورة أمامه ويكون على بينة مما حصل ليتحمل كل فريق منا مسؤوليته".

وعن اعتبار البعض بأن كلمته في قداس الشهداء قد أقفلت باب المصالحة المسيحية، قال جعجع: "هذا البعض يرفض من جهة الدخول في عملية المصالحة التي أشجعها ومن جهة أخرى يبدو أنه ينظر بشكل سطحي إلى هذه الامور فيما نحن نشدد على ضرورة الغوص العميق فيها كون المصالحة التى تحصل دون ركائز ثابتة تكون لفترة قصيرة وبالتالي لا تؤدي الى النتيجة المرجوة. من هنا، أعلنت هذه الطروحات في كلمة قداس الشهداء لأننا نرغب في توافق جدي وهذا يقوم على بحث النقاط الخلافية المطروحة".

وعن تصنيف الرئيس السوري للشعب اللبناني بأنه قسمان: قسم عميل لإسرائيل وآخر حليف لسوريا، وأن النصر سيكون لحلفائه، رد جعجع: "ان اللبنانيين قسمان: الأول عميل لسوريا فيما القسم الآخر لبنانيون أحرار يبغون قيامة دولة لبنانية فعلية تمارس السيادة على كل الأراضي اللبنانية بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".

وردا على سؤال حول الانتشار العسكري السوري الكثيف، قال: "السوريون أعلنوا أسباب هذا الانتشار ولكن أنا شخصيا غير مقتنع ولو كان مبررهم أحد الاسباب التي أدت إلى هذا الانتشار"، ولاحظ اولا "حجم القوى المنتشرة البالغ حوالي 12 ألف جندي على مسافة 45 كلم"، ثانيا: نوعية هذه القوات المنتشرة إذ أن الجميع يعي أن تحديد إطار التهريب أوالحد من تسلل الاصوليين والمتطرفين من جهة إلى أخرى يتطلب حجما عسكريا عاديا في نقاط مراقبة وكمائن ليلية في المسالك الفردية، فيما هم إستخدموا قوات نخبة هي القوات السورية الخاصة في قواعد ظاهرة وثابتة وعريضة.أما الملاحظة الثالثة فتكمن في المسافة القريبة لهذه القواعد من الحدود اللبنانية - السورية". وأكد أنه "يمكن أن يكون هذا الانتشار العسكري للحد من التهريب أو التسلل ولكن إلى جانب هذا السبب هناك أسباب أخرى كتذكير اللبنانيين بأن الجيش السوري ما زال موجودا على مقربة منهم فضلا عن إستخدام الضغط النفسي عليهم ولا سيما سكان المناطق المجاورة في عكار وطرابلس والشمال على خلفية هويتها السياسية".

وأبدى جعجع قلقه "حيال التواجد السوري العسكري على الحدود ولو كان من الجانب السوري إذ يمكن أن يقتربوا عشرات الامتار من هذه الحدود لأي سبب كان، الأمر الذي يظهر قضم الوجود والسيادة اللبنانية كأمر طبيعي ويختلف عن صيغة تواجد الجيش السوري في ثكناته وكيفية قراره في دخول لبنان بشكل مباشر"، لافتا إلى أنه "لن يحكم على النوايا ولو كان يشعر بهذه التخوفات"، مجددا التأكيد "أن حجم القوى المنتشرة وطريقة انتشارها لا يدعو إلى الارتياح ولكن سنترك للأيام القادمة بلورة الامور وتأكيد مخاوفناأو عدمها". وردا على سؤال أوضح أن إعتذاره موجه "الى الشعب اللبناني بأكمله وليس للسياسيين"، وقال: "إذ كنت أعتقد أنني أفتح الباب أمام كل المسؤولين الذين شاركوا في الحرب اللبنانية بشكل أو بآخر - ولا أحد يعتبر نفسه "تلميذ البيزنسون" إذ ان الجميع كان موجودا ومشاركا على صعيد التنظيم المسلح بشكل أو بآخر ليحذوا حذونا ويعتذروا عما صدر عنهم تجاه الشعب اللبناني وجماعات منا".

وأشار إلى عدم تخليه عن أدبياته السياسية "والدخول في تسميات كما فعلوا هم وكان من الاحرى والاشرف لو إنطلقوا مما قلته يوم الاحد المنصرم وقدموا بدورهم الاعتذار للشعب اللبناني عن أي خطأ أو ضرر ارتكبوه بحقه خلال الحرب اللبنانية الماضية".

وتمنى جعجع "أن لا يحشروني كثيرا حتى لا أضطر إلى إعلان الأخطاء الاستراتيجية التي إرتكبوها والتي أدت إلى تدمير أمور كثيرة في البلد".

وختم جعجع بالقول: "نأمل من كل الزعماء الاخرين أن يتصرفوا مثلنا وألا يتهربوا من مسؤولياتهم ويحاولوا مهاجمتنا في أمور غير موجودة أو قد تخطاها الزمن إلى ما لا عودة". بدوره، وصف طربيه الاجتماع ب"الايجابي"، وقال: "نحن نعمل على مسألة خلق تفاهمات لتنظيم الاختلاف بحيث تعود على البلاد وبصورة خاصة في ظل الحركة السياسية التي هي مقدمة لطاولة الحوار أردنا أن نخلق نوعا من الاستقرار والتفاهم وأن يجري الخلاف السياسي ضمن سقوف معقولة ومقبولة ونوقف هذا الصدام المشتعل الذي لا جدوى منه". اضاف: "ان كل المرجعيات التي اتصلنا بها هي ضمن هذا التوجه ومؤيدة له ويبقى موضوع الآلية التي من شأنها أن تحفظ الكرامات وتندرج في إطار المصالحات والتفاهمات التي تجري ضمن الطوائف الاخرى وننظر اليها نظرة اعجاب وايجابية".

وتابع: "لا مهلة محددة لمهمتهم إذ أن الامر سيأخذ وقته وليس هو موضوع الساعة بل نتيجة تراكمات قديمة لا نريد ان نعود اليها أو نحييها مجددا بل ان نتخطاها". وكشف عن أنه لمس "تجاوبا من كل الافرقاء الذين تم الالتقاء بهم".

وقال ردا على سؤال: سئل ماذا تطرحون الآن من صيغ للمصالحة ؟

أجاب: "نحن نطرح مصالحات ضمن الصف المسيحي تجري على المستوى ذاته للمصالحات التي حصلت ضمن الفئات اللبنانية الاخرى، ونرى أن في البلاد جوا إيجابيا يدفع الى التصالح والتسامح والعودة الى الجلوس حول طاولة الحوار والوصول الى تفاهمات سياسية عميقة تنقذ البلد وتسحبه من أتون المنطقة ولا سيما في هذا الظرف الذي عادت فيه المؤسسات الدستورية الى العمل وفي ظل قانون انتخابي جديد". وقال: "ان هذه الحركة تنتج جوا جديدا يساعد على منع أي إنعكاس للخلافات السياسية صداما على الأرض، وهذا موضوع دقيق نريد أن نتجنبه".

 

ميزانية المصرف المركزي بالعملات تصل اليوم الى 17 مليار دولار

المركزية - اعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان تراجع المخاطر السياسية والأمنية في لبنان بعد اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، أدى الى انخفاض الفارق في الفوائد بين لبنان والأسواق الأساسية والى تحسن في الأصول العقارية والأسهم في لبنان. ولفت الى أن تدعيم الثقة بلبنان هو العنوان الأساسي للاستقرار الاقتصادي، وشدد على وجوب التنبه من عمليات المضاربة والتي من عواقبها رفع أسعار وهمية، مشيراً الى أن مصرف لبنان اتخذ اجراءات وأصدر تعاميم تهدف الى استقرار الأسعار عموماً.

وقال سلامة في حديث الى صحيفة "اوان" الكويتية: ان أسعار الأصول في لبنان كانت منخفضة مقارنة مع أسعار المنطقة، ونتوقع الآن ان يكون هناك سوق طبيعي، على الرغم من ان الوضع الامني والسياسي يبقى مؤثرا في حركة السوق.

وأشار الى "أن سياسة مصرف لبنان لاتزال هي نفسها، والتي تهدف في الأساس الى استقرار الاسعار عموما". وقال: ان "استقرار أسعار العملة الوطنية مسألة مهمة للبلاد، وهي تحتاج الى عملية متابعة، لأننا في لبنان ينبغي أن نبقى متحسبين لأي طارئ. ولذلك نتواجد دائماً في سوق القطع ونعمل على تكوين احتياطات إضافية لتدعيم الثقة. فميزانية مصرف لبنان اليوم، من حيث السيولة بالعملات الأجنبية أصبحت 17 مليار دولار أميركي وهو رقم قياسي، كما أن المصرف المركزي استفاد من أسعار الذهب التي ارتفعت عالمياً، حيث يقدر الذهب الموجود في دفاتر مصرف لبنان بأكثر من 8 مليارات دولار. ولا شك في أن المصرف المركزي استفاد أيضاً من تحسن العقارات والأسهم في لبنان، ولذلك فإن الميزانية المجمعة للبنك المركزي والتي أصبحت في حدود 25 مليار دولار، تشكل عنصر ثقة من المهم العمل عليه باستمرار".

التضخم والفوائد: وكشف سلامة "أن التضخم في لبنان من تموز 2007 الى تموز 2008 بلغ نحو 14 في المئة"، لافتاً الى "أن هذا الرقم يستدعي جهداً استثنائياً لخفض نسبة التضخم في المستقبل". وقال: أما الفوائد في لبنان فمستقرة. وإن حصل انخفاض في الفوائد على الدولار، فإن لبنان استفاد من هذا الخفض، لأن هذا الأمر شجع على مزيد من التحويلات الى القطاع المصرفي اللبناني من خلال التحويلات من الدولار الى الليرة اللبنانية. لكن المحافظة على استقرار الفوائد نابع من قرار مصرف لبنان بعدم تشجيع المضاربة في أجواء التضخم السائدة، أو الهروب من "النقدي" الى الأصول بأي ثمن".

اضاف: "حاولنا في مصرف لبنان أن نتفادى بشكل استباقي، أي تورم يؤدي الى اهتزاز وضعنا المالي والاقتصادي، ولذلك ليس لدينا أي تخوف من توجهات قائمة للمضاربة، إن كان في العقارات أو في الأسهم في لبنان. وانطلاقاً من التعاميم فإنه في القطاع العقاري يجب أن يتوفر 40 في المئة من الرأسمال المطلوب للمقدمين على أي مشروع أو للذين يقومون بسمسرة عقارية. أما في الأسهم فالمطلوب 50 في المئة كرأسمال لشراء الأسهم. وهذا الأمر يجعلنا مرتاحين للوضع، حيث نترك السوق يأخذ مداه ويتحرك بطريقة مريحة وطبيعية".

النمو: وعن توقعاته للنمو، قال سلامة إن مديرية الاحصاءات في مصرف لبنان، تشير الى أن نسبة النمو الحقيقي ستكون في لبنان في حدود 5 في المئة، بعد حسم نسب التضخم. وهذا النمو هو من النتائج الإيجابية لاتفاق الدوحة وانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة وعودة الحياة الدستورية الى طبيعتها في لبنان. وقد سمحت هذه التطورات في فترة الصيف التي تعتبر مهمة جداً للاقتصاد اللبناني، بأن يكون الوضع طبيعياً، فحركة الاستهلاك وحركة السياحة أعطيا دفعاً كبيراً للاقتصاد اللبناني". ولفت الى "أن تحويلات اللبنانيين المغتربين الى لبنان أصبحت 6 مليارات دولار سنوياً".

وقال: نأمل في أن تتحسن الأوضاع السياسية وتتجه نحو الاستقرار، لكن تجربة السنوات الثلاث الماضية، أظهرت قدرتنا على تجاوز كل المشكلات الكبيرة التي حدثت في البلاد، من دون حصول أي اهتزاز نقدي، إنما تحسن جدي بالوضع المصرفي. ونأمل انطلاقاً من أهدافنا، في الاستمرار في تدعيم الثقة وأن يبقى الفصل قائماً بين الوضع النقدي والوضع الذي تعيشه البلاد".

الاستقرار النقدي: وأشار سلامة الى "أن مصرف لبنان عمل على تطوير قدراته ليتمكن من المحافظة على الاستقرار النقدي واستقرار الاسعار، لأن من مصلحة لبنان اقتصادياً واجتماعياً أن يكون الاستقرار متوفراً".

وإذ لفت الى أن الأموال الخاصة لمصرف لبنان قد تحسنت بشكل كبير، حيث تخطت حاجز المليار و700 مليون دولار، "على الرغم من أن المصرف المركزي ساهم من خلال الغاء دين ومن خلال تحويلات محددة، في خفض العبء المالي على الدولة اللبنانية بما يساوي 4 مليارات دولار خلال الفترة بين 1993 و2008".

وأوضح أن مصرف لبنان تدخل في الاسواق، و"هي مسألة تبتعد عنها البنوك المركزية في العادة، لأنها ترتب عليها التزامات متوسطة الأجل. فالمصارف المركزية تعمل في التزامات قصيرة الأجل، إنما مصلحة الاستقرار ومصلحة البلاد اقتضت من مصرف لبنان العمل بهذه الطريقة". وأمل في "إنجاز إصلاحات تعيد مالية الدولة تدريجاً الى التوازن، وحين يتحقق ذلك يستطيع المصرف المركزي الخروج من هذه الدوامة التي يلتزم بها لسد الفجوات".

مواجهة الاستحقاقات: وفي ما يتعلق بمواجهة الاستحقاقات المالية على لبنان، قال سلامة "كان الهدف الأساسي هو أن نعطي في بداية 2008 إشارة إيجابية للأسواق التي كانت متخوفة من الاستحقاقات المترتبة على الدولة أو على مصرف لبنان، وهي استحقاقات بالعملات الأجنبية، أي سندات الدين للجمهورية وشهادات الإيداع. وبمجرد أن حصلت عملية الاستبدال للمستحقات المترتبة في الأشهر الثلاثة الأولى من 2008، ارتاحت الاسواق بشكل كبير".

لبنان والدولار: وعن ربط العملة اللبنانية بالدولار الأميركي، قال سلامة "لا يوجد في لبنان سوق قطع موجه، ولا نحدّ من التحويلات. فالسوق هو الذي يربط نفسه بالعملة التي يريدها، والمصرف المركزي يتفاعل مع هذا الأمر، فهو يكوّن احتياطاً عالياً لتأمين الاستقرار في حال الطلب. فالسوق في لبنان يتجه عموما من الليرة الى الدولار، والتجارة مموّلة من المصارف مباشرة، فيما يختار أصحاب العلاقة العملة التي يريدونها".

 

تحرك الرابطة المارونية يمهد لدور رئاسي في المصالحة المسيحيــــة

سليمـــــان يستكشـف من بوش غدا سياسته للبنــان والمنطقــة

وزيارة وفد حزب الله لقريطم تعطي الضوء الاخضر لمرحلة سياسية بامتياز

المركزية - حدثان بارزان يستأثران راهنا بالاهتمام السياسي في لبنان، الاول لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان غدا الخميس مع الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض. والثاني الذي بدأ عصر اليوم في قريطم مع زيارة وفد "حزب الله" لرئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري.

اجتماع البيت الابيض: واذا كان اجتماع البيت الابيض سيوضح السياسة التي تنتهجها الادارة الاميركية في المنطقة لارساء السلام، فإن الوضع اللبناني، حسب مصادر ديبلوماسية، هو مفتاح الحلول راهنا، نظرا الى جملة عوامل، اهمها: تقوية الحكومة المركزية، وذلك من خلال وجود جيش وقوى أمن داخلي يحميان القرار اللبناني ويفرضان الامن والاستقرار، معالجة سلاح حزب الله والاستفادة منه ضمن الاستراتيجية الدفاعية التي سيناقشها الحوار الوطني في قصر بعبدا ابتداء من الخامس من تشرين الثاني المقبل، ومعالجة قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا باخراج اسرائيل منها تمهيدا لاعادتها الى السيادة اللبنانية.

ولاحظت المصادر وجود ايجابيات على صعيد الوضع اللبناني بعدما أعلن عن قرب تطبيق اتفاق التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا، حيث يمكن للوضع الجديد ان يمهد للخطوة المقبلة، وهي ترسيم الحدود بين البلدين مما يزيل عنصر الخوف لدى فئة كبيرة من اللبنانيين.

وتستبعد المصادر ان يكون ذلك مقابل صفقة مع دمشق، باعتبار ان التبادل الديبلوماسي، وترسيم الحدود، وحسن الجوار هي من مبادئ النظام الدولي الذي تمثله الامم المتحدة، وبالتالي فإن قيام المحكمة الدولية، جاء نتيجة قرار اتخذه المجتمع الدولي ردا على جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ونحو ثلاثين من مرافقيه، ما شكل جريمة ضد الانسانية، وبالتالي هذا الامر يصب في مجرى العدالة الدولية وصدقيتها.

زيارة قريطم: اما على صعيد زيارة وفد "حزب الله" الى قريطم فتضع المصادر هذه الزيارة في اطار سياسة المصالحات التي ينتهجها النائب الحريري منذ اتفاق الدوحة والتي ادت الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتكريس هذه السياسة في البيان الوزاري، ونزع فتيل التفجير في طرابلس، وتحصين المصالحة في البقاع.

وترى المصادر ان زيارة الحزب لقريطم هي مثابة اعتذار عن احداث 7 أيار، حيث ان اللقاء تم في دارة الحريري تحديدا وليس في "ارض محايدة" كما انه يتوقع ان تعطي هذه الزيارة الضوء الاخضر للقاء الحريري - نصرالله حيث يكون تكريسا لمرحلة سياسية بعيدا عن الاضطرابات الامنية والسياسية بين الطرفين.

المصالحة المسيحية: في غضون ذلك، استبعدت مصادر نيابية مطلعة ان تسلك محاولات التوفيق بين الزعماء المسيحيين طريقها نحو المصالحات قريبا، باعتبار ان الامر لم يتحقق في ظل توافر افضل الشروط والمعطيات لنضوجه مذكرا بمساعي اللجنة الرباعية والثوابت المسيحية التي توقفت عند نقطة معينة ولم تؤد الى المرجو منها. وأدرجت الخطابات الحامية للقادة الموارنة في اطار المصالح الانتخابية لا أكثر مستغربة التعاطي بمنطق "اما ان تقبل برأيي واما المقاطعة". واعتبرت ان الشخص الوحيد المؤهل لهذه المهمة هو رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي اثبت بحكمته وبعد نظره اهليته لادارة المشكلات المستعصية، مشيرا الى ان مسعى الرابطة المارونية قد يكون ممهدا لدور ما للرئيس في المرحلة المقبلة.

 

بري دعا الى جلسة عامة السبت للبدء بمناقشـــة المشروع

المركزية _ انهت لجنة الادارة والعدل النيابية اليوم درس واقرار الصيغة النهائية لاقتراح قانون الانتخابات ورفعته الى رئاسة المجلس النيابي ودعا الرئيس نبيه بري فور تسلمه النواب الى جلسة عامة في العاشرة والنصف قبل ظهر السبت المقبل 27 الجاري لدرسه واقراره اضافة الى سواه من مشاريع واقتراحات المدرجة على جدول الاعمال. علما ان اللجنة تركت للجلسة العامة امر بت المهلة او الفترة الزمنية الفاصلة بين استقالة رئيس البلدية وترشحه للانتخابات.

وكانت اللجنة انعقدت قبل ظهر اليوم برئاسة النائب روبير غانم وحضور وزير الداخلية والنواب الاعضاء وقال غانم بعدها: كانت آخر جلسة للجنة الادارة بالنسبة الى قانون الانتخاب، لقد انتهينا من هذا القانون وسأرفع اليوم الى رئيس مجلس النواب الاقتراح النهائي كما عدلته لجنة الادارة والعدل واريد بهذه المناسبة ان اشكر اولا وزير الداخلية الذي واكبنا قبل ان يعين وزيرا وبعد ان عين، كذلك اشكر كل الوزراء الذين ساهموا معنا، نقيب المحامين، الزملاء اعضاء لجنة الادارة والعدل، الزملاء الذين هم خارج لجنة الادارة و العدل لكنهم حضروا ايضا بصورة مستمرة نحن بدأنا بدراسة هذا الاقتراح منذ حزيران 2008 وواظبنا على اجتماعات دورية اسبوعية وصلت في اخر شهر ةونصف الى ثلاث اجتماعات اسبوعيا، واعتقد ان ما قمنا به فيهذا المجال هو خطوة اساسية نحو تطوير قوانين الانتخابات ليست الخطوة التي نطمح اليها والتي يطمح اليها الشعب اللبناني، لكن الاحوال اليوم والوقت الذي يفصلنا عن موعد الانتخابات لا يسمحان لنا بان ندخل في اصلاحات غير قابلة للتطبيق و اقتصر العمل على الاصلاحات التي يمكن تطبيقها بين اليوم وبين موعد الانتخابات، واكرر شكري للجميع وللاعلام الذي اعطى مجالا للرأي العام ان يتابع آلية هذا القانون اسبوعيا، وعدة مرات في الاسبوع.

* هل سيتم الانتخاب في يوم واحد؟

- سيتم الانتخاب في يوم واحد او يومين على الاكثر ومبدئيا في يوم واحد، ولكن اذا لا سمح الله صار هناك شيئا منع القوات الامنية او الموظفين لانها تحتاج الى قدرات بشرية كبيرة وقدرات امنية، اذا صار هناك شيئا خارقا عندئذ وزير الداخلية بقرار من مجلس الوزراء بناء لاقتراح من عنده يستطيع ان يجريها على يومين.

وبالنسبة الى رؤساء البلديات اريد ان اوضح هذا الموضوع للرأي العام حتى لا يقال ان هناك غايات او امورا خاصة وغير خاصة، نحن ننجز قانونا اليوم، صحيح ان القانون السابق حدد سنتين لرؤساء البلديات للترشح، ولكن هذا القانون جائر والدستور يقضي حقا لكل الناس وعندما نعمل قانونا جديدا لا استطيع ان اقول لرئيس البلدية انه كان يجب ان تستقيل قبل سنتين او قبل سنة. لذلك عندما ننجز قانونا لا يجب ان اعطيه مفعولا رجعيا ومخع ذلك هذا الموضوع اخذ جدلا كبيرا في لجنة الادارة وصوتت عليه اللجنة اكثر من مرة، مرة لصالح السنتين ومرة لصالح الستة اشهر وبالاكثرية الموصوفة. وقال: نحن قمنا بما يجب ان نقوم به وبالتزاماتنا ويعود للرئيس بري ان يحدد الموعد وهناك مهلة الـ48 ساعة من تاريخ توزيع القانون.

وردا على سؤال قال: يمكن هناك بعض المواد الممكن ان تطرح لان هناك الكثير من الزملاء لم يحضروا معنا ان يستفسروا عن مواضيع جديدة مثل الورقة المطبوعة سلفا، ورقة الاقتراح هذا امر جديد سيسالون عنه، والسقف المالي وكيفية تحديده وفتح الحساب الى ما هنالك، الاعلام والاعلان الانتخابيين هناك امور ممكن ان يسألوا عنها النواب.

خليل: من جهته اشاد النائب علي حسن خليل بانجاز قانون الانتخابات الجديد بهذه السرعة وقال: للمرة الاولى يكون هناك اجماع نيابي باجراء الانتخابات في مواعيدها وللمرة الاولى يتم انجاز قانون انتخاب جديد قبل موعد الانتخابات بثمانية اشهر. ويلحظ القانون قضايا اصلاحية حقيقية من موضوع الانفاق والاعلام والاعلان الانتخابيين وموضوع آليات الاقتراع للمغتربين وتضمنت الالية كل الاجراءات التنفيذية التي تنظم عملية الاقتراع في الخارج وتسجيل الاسماء ولجان القيد وكيفية التعاطي مع الانتخابات.

واشار الى ان موضوع الهيئة المشرفة على الانتخابات والتي اعطيت بعض الصلاحيات التي كانت معطاة في صيغة الوزير فؤاد بطرس ثم تعديلها ولم ترحل الى 2013 ولفت الى انها ستشرف على الحملة الانتخابية وصلاحياتها مرتبطة بمراقبة الانتخابات والاعلام والاعلان الانتخابيين والانفاق الانتخابي.

اما النقطة المتعلقة بالاقتراع في يوم واحد فيمكن حصرها بيومين فقط وهذا امر مهم جدا، وهناك تفاصيل تضمنها الاقتراح تتعلق بآليات الانتخاب وطريقة الاقتراع والاوراق المطبوعة وغيرها من الامور الجوهرية والاساسية، ويمكن القول انه كان هناك اجماع خلال كل فترات النقاش على اجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها ولم يبد اي فريق سياسي اي رغبة في تأجيلها على الاطلاق. واقرار قانون الانتخابات قبل هذه الفترة الزمنية الطويلة من شأنه افساح المجال للجميع ان يقودوا حملاتهم الانتخابية وفق قانون تقسيماته واضحة لا نقاش فيه وهذه التقسيمات جزء من الحوار السياسي الذي جرى في الدوحة ونحن في لجنة الادارة والعدل وافقنا على اتفاق الدوحة ولم يكن هناك اي نقاش او نية في اعادة النظر في موضوع التقسيمات الانتخابية. والان اصبح الاقتراح بعد انجازه من الادارة والعدل ملك للهيئة العامة.

وعن موضوع رؤساء البلديات قال خليل: هنالك وجهتا نظر واضحتان في هذا الموضوع الاولى تقول على رؤساء البلديات وبحسب قانون البلديات الاستقالة قبل سنتين واقتراح القانون الذي قدم للمجلس وفق مشروع الوزير فؤاد بطرس ايضا تحدث عن سنتين. وفي المشروع المحال الى الهيئة العامة هذا النص وارد، لكن مع توضيح لتقرير لجنة الادارة بانه حصل التصويت على وجهتي النظر ويبقى القرار النهائي في هذا الامر للهيئة العامة للمجلس.

وعن مواقف القوى السياسية حول قانون الانتخابات قال خليل: اعطي هذا الموضوع اكثر من حجمه فبين يدينا اقتراح قانون واحد، وكل خلاصة النقاشات ستكون في تقرير رئيس اللجنة وسترفع للهيئة العامة وبكل ايجابية يجب ان يناقش الموضوع على قاعدتين الاولى الشعور بالمسؤولية بعيدا عن الحسابات الخاصة لان التشريع في قضايا خاصة يجب الا يكون مرتبكا بمصالح افراد، ومن جهة اخرى يجب ان يكون التشريع منسجما مع القوانين المرعية ومهم جدا التركيز على هذا الامر.

* لماذا لا يتم الغاء الفقرة المتعلقة بالبلديات سواء ستة اشهر ام سنتين؟

- علينا ان ننتبه لمسألتين خصوصا ونحن نتحدث عن قانون فيه مستوى من الضوابط للحفاظ على العملية الانتخابية بطريقة مضبوطة وصحيحة ومن هذه الضوابط عدم استغلال النفوذ. من هنا جاء نقاش موظفي الفئة الاولى وما اذا كان يشمل القضاة والعسكريين وغيرها من النقاط.

 

بيضون: "حزب الله" يحتاج الى مصالحة "تيار المستقبل" 

التاريخ: 24 ايلول 2008 المصدر: ال بي سي 

اكد النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون أن "حزب الله" "يحتاج الى مصالحة "تيار المستقبل" بعدما فقَدَ شعبيته الداخلية والدولية وأصبح يُنظر له على أنه حزب فئوي، فالمصالحة ضرورية ليخرج نفسه من هذا المأزق". وقال: "إننا أمام مصالحة سنية-شيعية”. وشدد على " وجوب التسوية بين فريقي الأكثرية والأقلية قبل الإنتخابات لأن كلاً منهما يحتاج الى الآخر". ورأى أن " نجاح الأكثرية سيحمل الأقلية على منعها من الحكم وإن بقوة السلاح . أما نجاح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون وحلفاؤه فيعني إنهياراً تاماً من الناحية الاقتصادية وعزلاً من الناحية السياسية ". ودعا الحكومة الى" إبراز خططها الأمنية والعمل على حلّ النزاعات التي تحدث في الشوارع ". وتطرّق الى الموضوع القضائي فقال بـ "وجوب كشف ما يحصل من تفجيرات ومشاكل أمنية". وانتقد الوزير مقولة "الأمن بالتراضي"، وأبدى استياءه من الحوادث الأمنية الأخيرة. ورحّب بيضون باعتماد النظام الرئاسي في لبنان، وأوضح أن "رئيس الجمهورية حَكَمْ وليس حاكماً".

 

رئيس مجلس النواب يدعو لجلسة عامة السبت المقبل

التاريخ: 24 ايلول 2008 المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم الأربعاء، الى جلسة عامة تعقد العاشرة والنصف قبل ظهر السبت المقبل، لدرس واقرار المشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال. واستقبل الرئيس بري ، قبل الظهر، في عين التينة ، الوزير السابق جان عبيد ، وجرى عرض التطورات ، ثم السيد حامد الخفاف ممثلا المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني. من جهة ثانية تلقى الرئيس بري برقية من رئيس مجلس الشورى القطري محمد بن مبارك الخليفي هنأه فيها بعيد الفطر المبارك.

 

سعيد: الزيارات إلى دمشق تقتصر على الفريق السوري في المعارضة

 التاريخ: 24 ايلول 2008 المصدر: الشرق الأوسط السعودية

إعتبر الامين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد في تصريح له ان" الزيارات الرسمية إلى دمشق تقتصر على الفريق السوري في المعارضة".

و أكد "ان هذه الزيارات بدأت وبشكل علني بعد زيارة رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان لسورية وانهاء القطيعة الرسمية التي كانت قائمة، في حين أنه لم يسمع ان الجناح الايراني قد اعلن عن قيامه بزيارات للرئيس السوري. "

هل يرتبط هذا الموضوع ببداية النهاية بين المصالح السورية وبعض من فريق المعارضة؟ 

 

سعيد : الهجوم على صفير معيب ويٌفسد أية مصالحة مسيحيّـة

 التاريخ: 24 ايلول 2008 المصدر: خاص

وصف منسق الأمانة العامة لقوى" 14 آذار" فارس سعيد الهجوم المركز على البطريرك مار نصرالله بطرس صفير أنه" معيب ، و يٌفسد اية مصالحة مسيحية"، معتبراً" ان المصالحات التي رعاها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على مستوى اللبنانيين جميعا وليس على مستوى طائفة" .

واكد في حديث ل "صوت لبنان" ان " لقاء "تيار المستقبل" "وحزب الله" لا يتجاوز مستوى فك الإشتباك العسكري ، ولن يذهب في أي إتجاه إنتخابي" .

واعتبرسعيد إعتذار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بأنه " درس في الشجاعة والأخلاق ، و أن هذه الشجاعة هي فوق سياسية ".

وقلل من أهمية الحشود العسكرية السورية على الحدود الشمالية معرباً عن إعتقاده

بأن" سوريا وجيشها لا يشكلان خطراً عسكريا على لبنان خصوصاً بعد صدور القرار 1559".

ورأى ان" حزب الله" "وأمل" منزعجان من موضوع ترشحّ بعض رؤساء البلديات الى الأنتخابات النيابية ، لذلك أخذ النائب ميشال عون على عاتقه هذا الموقف الرافض لتعديل مهلة السنتين" .

 

المكتب المركزي للتنسيق الوطني

رأت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين، في مواقف قوى 8 آذار من قانون الانتخاب عملية تزوير مسبقة، وطالبت المجلس النيابي، وخصوصا قوى 14 آذار، تبني قانونا انتخابيا عادلا، فمصير لبنان ومستقبله يقرره ابناؤه الشرفاء الاحرار وأصدرت البيان التالي:

 1. انتظر اللبنانيون طويلا قانونا انتخابيا عصريا يؤمن لهم حرية اختيار ممثليهم بكل طمأنينة دون الوقوع في فخ الشعارات الزائفة وتهديد السلاح غير الشرعي. فذاكرتهم ترفض العودة الى نموذج انتخابات 2005 التي عكست تزويرا فاضحا واسغلالا قل نظيره للعصبية الطائفية من قبل قوى مفترض ان تكون علمانية. كما انتج قانون ال 2005 نوابا وممثلين مسيحيين خانوا الامانة، اذ تم اختيارهم لتاريخهم النضالي كممثلين للتيار السيادي وانتفاضة الاستقلال فاذا بهم ينتقلون الى ضفة شكرا سوريا. فاذا كان من حسنات تذكر للسنوات الثلاث الاخيرة فانها كشفت زيف ادعاء التيار الوطني الحر تمثيله للخط السيادي الاستقلالي الذي ايدته فيه اغلبية لبنانية طيلة خمسة عشر عاما. وخاصة التاييد العارم الذي حظي به قائد هذا التيار لوقوفه مع شرعية الدولة بوجه الميليشيات، قبل ان يتحول اليوم الى اشد المدافعين عن دولة حزب الله وسلاح ولي الفقيه بوجه الدولة ومؤسساتها الشرعية.

2. يدين المكتب موقف وزير الخارجية العدائي من لبنانيي الانتشار ومحاولة منعهم من المشاركة في الحياة السياسية اللبنانية. ترى باي حق يرفض هذا الوزير حق اللبنانيين الطبيعي والشرعي للمشاركة في الانتخابات؟ ان معظم الدول تجهد لاشراك ابنائها اينما وجدوا في مسؤولية ادارة بلدانهم، وهي تلجأ في بعض الاحيان الى سفارات صديقة لتسهيل العملية الانتخابية. ان التذرع بعدم وجود سفارات او قنصليات في البلاد كافة حيث يتواجد اللبنانيون، او التذرع بعدم وجود امكانيات بشرية او تقنية تسهل عملية الانتخابات يشكل جريمة بحق الوطن. فالسبب الحقيقي لموقف وزير الخارجية، المعروف بانتمائه السياسي لتجمع 8 آذار، هو عرقلة مسيرة نهوض الدولة خدمة لدولة ولي الفقيه. فافساح المجال امام المغتربين والمنتشرين للمشاركة في الانتخابات المقبلة سيظهر مدى قوة ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال في صفوفهم. لذا يرى المكتب انه يجب اعتماد السفارات والقنصليات اللبنانية حيث هي متواجدة، واعتماد السفارات والقنصليات الصديقة حيث لا سفارة للبنان. كما يرى المكتب لزاما على المجلس النيابي، وخصوصا القوى الاستقلالية، قوى 14 آذار، ان تقف بحزم في وجه هذه المخططات المشبوهة وتتبنى قانونا انتخابيا عادلا، فمصير لبنان ومستقبله يقرره ابناؤه الشرفاء الاحرار.

 3. من الطبيعي ان يتبنى رئيس تكتل التغيير والاصلاح  مواقف قوى 8 آذار من قانون الانتخابات،  وخصوصا ما يتعلق بحق رؤساء البلديات بالترشح. انما من المستهجن والنافر تهديده بالانسحاب من طاولة الحوار اذا اقر هذا البند في المجلس النيابي. لا يادولة الرئيس لن تستطيع لا انت ولا جيوش دولة ولي الفقيه ان تقف قي وجه مسيرة الحرية والاستقلال والسيادة. لقد قاومنا منطق القوة وواجهنا الاحتلال السوري الذي انتهج سياسة التهديد والوعيد ولم نرضخ امس ولن نرضخ لا اليوم ولا غدا لهذا الاسلوب الميليشياوي الارهابي. لقد استشهد لنا ابطال وقادة من ثورة الارز دفاعا عن مواقفهم بوجه قوى الشر والتخريب المتمثلة بالمحور السوري الايراني واتباعه في لبنان. ان منطق التهديد، عدا عن كونه هروب الى الامام واعتراف مسبق بالخسارة، يشكل طعنة نجلاء لمسيرة الديمقراطية وعملية بناء الدولة. لا يا دولة الرئيس ان ما حصلتم عليه نتيجة غزوة بيروت الارهابية لن تحصلوا عليه مجددا تحت التهديد والوعيد اذ اثبتت التطورات انكم تهددون بسلاح لم تعودوا تمتلكونه. وبالمناسبة يطرح الواطن العادي الساذج السؤال: هل استأذن الجنرال عون، اولياء دولة ولي الفقيه قبل اطلاق هذا التهديد؟ وهل حزب الله صادق بانتهاجه سياسة المصالحات، ام ان هذه المحاولات مجرد تكتيكك مرحلي استعدادا للانقلاب على التفاهمات كما حصل في السابق؟

سن الفيل  24/09/2008      

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 24 ايلول 2008

البلد

ذكرت مصادر فلسطينية ان قرار "فتح" بضبط الوضع داخل مخيم عين الحلوة لا يزال متعثراً نظراً لتفشي الأصوليين والخارجين على القانون.

لم ترجع مؤسسة كهرباء لبنان ساعات التغذية التي حرمت منها المناطق الساحلية على حساب قرى الاصطياف.

ذكرت فاعليات مسيحية محايدة ان اصدقاء مشتركين بين عدد من الزعماء يجهدون لاكمال الاتصالات لتخطي حادثة بصرما وتبريد الخطاب السياسي المتأزم.

الشرق

جهات سياسية وحزبية وديبلوماسية نافذة كان لها رأي غير مشجع بالنسبة الى فكرة ازالة الصور والشعارات واليافطات من مناطق في بيروت والضاحية الجنوبية وتحديدا على طريق المطار؟؟

مرجع رسمي تدخل شخصيا للافراج عن مقتنيات شخصية لمسؤول روحي سابق ازيح من موقعه اخيرا؟!

وزير يحرص على اصطحاب نواب كتلته في جولاته على مؤسسات ومراكز رسمية في عدد من المناطق "لاظهار مدى تأثير الجهة التي ينتمي اليها؟!".

النهار

يرى مسؤول سابق أن لا حروب في المنطقة بعد الانهيارات المالية في الولايات المتحدة الأميركية والازمة السياسية في اسرائيل.

يعتقد سياسيون ان فصول ملف المتطرفين في الشمال لم ينته بعد رغم اجراء المصالحة في طرابلس.

لاحظت مصادر معارضة ان موضوع الضباط الاربعة المعتقلين قد وضع على نار حامية، وأن اطلاقهم أمر لم يعد مستحيلا كما كان في السابق.

السفير

اعرب رئيس كتلة نيابية بارزة عن انزعاجه من أداء بعض أعضائها وتسرّعهم في إطلاق بعض المواقف، وأسرّ أمام مقربين منه بأن "الانتخابات قرّبت.. ومش عارف كيف بدي أخلص منهم"!

يتعرّض أحد أركان الأكثرية لانتقادات لاذعة في بعض مجالس حلفائه على خلفية المواقف التي اتخذها في الآونة الاخيرة.

تلقت سفارة دولة كبرى سلسلة اتصالات من العديد من القيادات السياسية تستوضح حقيقة التحركات السورية الاخيرة. واللافت فيها "اتصال قلق" من إحدى السفارات العربية في بيروت.

المستقبل

أفادت مصادر ديبلوماسيّة مطلعة ان سفيرة دولة عربية مجاورة للبنان في عاصمة أوروبيّة لم تقدم أوراق اعتمادها الى رئيس البلد الأوروبي الذي سبق له أن زار دولتها، ما فسّر ب "مشكلات طارئة" بين الجانبين.

لفتت أوساط متابعة الى أنّ موضوعاً أثاره رئيس "تكتّل" قبل يومين حول فصل مزرعة عن قرية، يتعلق بإجراء تمّ في عهد الوصاية وبطلب من حلفاء حاليين لرئيس "التكتل".

لم تتضح تماماً الأبعاد الداخليّة السوريّة للانتشار العسكري قرب الحدود شمال لبنان كي يفسّر هذا الانتشار "الآن" بأنه لمنع التهريب.

اللواء

جرت اتصالات رفيعة بين مرجعين لمعالجة هادئة لمشكلة طارئة في توقيت مثير للريبة·

يتجه رئيس كتلة كبرى إلى تشكيل لجان اتصال مع القوى الحليفة وغيرها لمتابعة مجريات تنظيم الخلافات في البلاد!·

شملت الترقيات الدورية في بلد معني شخصيات غير مدنية دارت حولها شبهات، وبعضها مرشح لمراكز مهمة في الداخل أو الخارج·

 

حركة اليسار الديمقراطي" مناقشة الاستراتيجية الدفاعية اولوية مطلقة

وطنية -24/9/2008 (متفرقات) عقدت الهيئة الوطنية ل"حركة اليسار الديمقراطي" اجتماعها الاول وناقشت الوضع السياسي والداخلي، واصدرت بيانا "جددت فيه تأييدها لمبادرة الرئيس سليمان دعوة طاولة الحوار إلى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية كأولوية مطلقة"، وأكدت "رفضها كل محاولات تشتيت البحث حول هذه المسألة الرئيسية"، داعية "إلى حسمها بما يعزز مرجعية الدولة ودورها ووحدانية قرارها في الدفاع عن السيادة الوطنية بكل الوسائل، وحماية الأمن الوطني وصون الاستقلال، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة استفادة الدولة من كل عناصر القوة التي تمتلكها المكونات اللبنانية والمجتمع اللبناني".

اضاف البيان:"ان الحركة وفي ضوء كل ما شهدته البلاد من توتير مذهبي، وتعديات مسلحة، ولدت منسوبا عاليا من الحساسيات والتنافر، تنظر بارتياح إلى المصالحات التي تمت والتي يجري الإعداد لها، وتأمل منها ألا تتحول إلى مناسبات شكلية، لا بل أن تنتج عناصر تساعد طاولة الحوار على النجاح في مهمتها، وبما يؤمن الانسجام مع الطائف والقرار 1701، لإنهاء عصر الفتن النقالة التي يراد منها إبقاء البلاد ساحة مشرعة لخدمة مشاريع ومصالح خارجية على حساب اللبنانيين، وتعلن الحركة أن الأساس الحقيقي للمصالحة الكاملة إنما يكمن في الالتزام الحقيقي باتفاق الطائف والدستور".

وشدد البيان على "أن هذه المصالحات لا يجوز أن تلغي التنوع السياسي، وإنما يجب أن تدخل البلاد في مرحلة من حسم الاختلافات وفقا للوسائل السياسية التي يكفلها الدستور، وذلك عبر توليد مناخات باتت ملحة قبيل محطة أساسية هي الانتخابات النيابية، حيث يسأل كل الرأي العام كيف يمكن لهذه المحطة المفصلية أن تتم بشكل سليم والسلاح منتشر بهذه الكثافة ويشكل أداة لحسم الخلافات السياسية".

واعلنت الحركة موقفها من قانون الانتخابات، معتبرة "أن العودة إلى قانون 1960 الذي اعتمد في اتفاق الدوحة مناف بشكل حاد لكل مقولات حسن التمثيل وضرورة نقل البلاد إلى مرحلة الحداثة والعصرنة، وهي تؤكد – في ضوء المخاطر التي تشهدها البلاد – أن على الجميع العودة إلى الدستور والتزام مقتضياته، ولاسيما لجهة وضع قانون انتخابي تمثيلي يلبي الطموحات المشروعة التي رفعتها أوسع هيئات المجتمع المدني، على أن يكون المدخل الأساسي له إجراء التقسيمات الإدارية المناسبة، فيتم انتخاب مجلس شيوخ يضمن حقوق الجماعات، وانتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي يضمن حقوق كل المواطنين والأفراد في مجتمعنا. إن مثل هذه المعادلة من شأنها أن تنتشل البلاد من الدرك الذي دفعت إليه والتي لن تنقذها العودة إلى قوانين عفى عنها الزمن مثل قانون ال1960.وفي هذا الاتجاه ترى الحركة أنه كان لمشروع لجنة الوزير فؤاد بطرس لو اعتمد أن يشكل جسرا للانتقال إلى مثل هذا الخيار".

ودعا البيان الى "بدء الإعداد للمعركة الانتخابية في ربيع العام 2009، أيا كان قانون الانتخاب، وبالتعاون الكامل مع قوى 14 آذار"، وأكد "القراربخوض هذه المعركة ترشيحا واقتراعا يدا بيد مع كل الحلفاء".

وختم البيان "ان الهيئة شكلت لجنة تحضيرية للاعداد لجمعية وطنية عامة عبر فتح نقاش سياسي وتنظيمي في كل أطر الحركة يشكل الرافد الأساسي للهيئة الوطنية في صياغة برنامج يرفع إلى الجمعية الوطنية العامة المزمع عقدها".

 

لبنان: المصالحات والاعتذار والحوار

عبدالله اسكندر - الحياة  - 24/09/08//

الإكثار في الحديث عن المصالحات في لبنان لا يعني ان الأطراف تتجه الى بلورة حد ادنى من القواسم المشتركة تتيح استعادة الدولة لدورها وتحفظ حق الوطن في السيادة والمواطن في حياة كريمة. لا بل يمكن القول إن هذه الاهداف ليست غرض المصالحات. اذ ان كل طرف فيها، حتى الآن، يسعى الى اهداف تخصه وحده وتحقق اغراضه، ويغيب عنه الهم الذي قد يجمعه مع الآخرين.

وحتى تقنيا، تخرج هذه المصالحات عن آلية اتفاق الدوحة الذي حدد الحوار الوطني، برعاية رئيس الدولة، مكانا للتوافق على ارساء السلم الاهلي. وهو الحوار الذي من المفترض ان تكون نتائجه ملزمة للجميع، في حين ان المصالحات الثنائية لا تلزم، وفي احسن الاحوال، الا موقعيها.

سلسلة المصالحات بدأت في الشمال حيث اعتبرت المواجهة بين السنة والعلويين، بهدف وقف الاشتباكات المسلحة بين منطقتي سكن كل من الطرفين. وانتقلت الى الحزب التقدمي الاشتراكي و «حزب الله» بعد لقاءات بين الاول وحركة «امل»، اي الى ما بين الدروز والشيعة. وربما يستقبل اليوم رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري وفدا من «حزب الله»، تمهيدا لاجتماع بين الحريري والسيد حسن نصرالله، تتويجا لمصالحة بين السنة والشيعة. وذلك في الوقت الذي قدم «التفاهم» الشهير بين التيار الوطني الحر و «حزب الله»، بمثابة مصالحة مسيحية - شيعية.

وبغض النظر عن اهداف كل طرف من هذه الاطراف وراء اختيار نوع المصالحة التي اقدم عليها والطرف الذي ينبغي التصالح معه، يبقى ان المصالحة المسيحية - المسيحية (اي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر) ما تزال تتعثر وتتعقد. وثمة من لا يستبعد زيادة الاضطراب، وحتى العنف، بين الاطراف المسيحيين.

وفي انتظار ان يصل الحوار الوطني، برعاية رئيس الجمهورية، الى هدفه الذي ما زال بعيد المنال، اي التفاهمات الملزمة للجميع، تتعارض الوقائع في «الساحة» المسيحية مع اجواء المصالحات في «الساحات» الاخرى، مع التشديد على محدودية نتائج مثل هذه المصالحات وغرضها.

وجاء «الاعتذار» الذي قدمه الدكتور سمير جعجع عن ممارسات «القوات» خلال الحرب، ليكشف مكامن الخلل في هذه المصالحات وفي الحوار الوطني، لا بل حتى في الاتفاق المؤسس للجمهورية الثانية، اي اتفاق الطائف. فمن توقيت الاعتذار والردود عليه، يظهر ان احدا من الذين شاركوا في ممارسات مماثلة ومن طالبي المصالحات يعتبر ان سيرته قابلة للمناقشة، وان سياسته قابلة للمراجعة. هذا ما حصل، بُعيد الطائف، خصوصاً مع العفو العام الذي اسقط الجانب الجرمي عن كل هذه الممارسات. واضطر عهد الوصاية السورية، حينذاك، الى تلفيق تهمة تفجير كنيسة لجعجع من اجل استثنائه من العفو واعادة محاكمته على ممارساته، وهو الذي أجبر على خوض «حرب الالغاء» في مواجهة الجنرال عون، من اجل تمرير اتفاق الطائف بين المسيحيين. اي ان الطرف المسيحي الذي دفع التكاليف الباهظة من اجل اتفاق الطائف هو نفسه اليوم الذي قد يدفع ثمن المصالحات الجارية، خصوصا عبر مساع لـ «تحييد» ما أمكن من جبهة حلفائه في 14 آذار، وليصبح وجها لوجه مع جبهة خصموم مسيحيين، تمتد من التيار العوني، مرورا بالمردة، وصولا الى تشكيلات حزبية في 8 آذار. واذا كان ثمة تركيز على هذه الجهة المسيحية بالذات، فلأنها كانت عصبا اساسيا في الحرب الاهلية وما زالت تستقطب القدرة على الاعتراض.

كان يجدر، من اجل تأسيس سليم لوفاق وطني، ان يشمل الاعتذار كل القوى التي شاركت في الحرب، وألا يكون العفو العام هو البديل عن قيام كل طرف بإعادة تقويم تجربته وتصويبها في اتجاه التلاقي مع الآخرين. وعندما صدر، متأخرا، عن جعجع وحده، لم يرَ فيه خصومه إلا إدانة جديدة له في الوقت الذي كان يُفترض ان يكون مثل هذا الاعتذار مدخلا، اخلاقيا وسياسيا، للحوار الوطني. وهذا مؤشر سلبي لقدرة هذا الحوار على الخروج بالتوافق المطلوب            

 

عون يسجّل رقماً قياسياً في مقاضاة الإعلام

جوزف ديب

تكاد سجلات الشكاوى لدى النيابة العامة وقضاة التحقيق ومحكمة المطبوعات تسجّل رقماً قياسياً في الدعاوى التي أقامها النائب ميشال عون ونواب كتلته وصهره الوزير جبران باسيل ضد عددٍ كبير من الصحافيين والكتّاب والمؤسسات الإعلامية التي تخالفه الرأي وتوجّه إليه النقد، وإن كان هذا النقد في قمّة الموضوعية.

الأرقام المتصاعدة لدعاوى "الجنرال" ضد الأقلام الحرّة تؤشر إلى أن رافع لواء الدفاع عن السيادة والحريات منذ نحو عقدين يسير منذ عودته من منفاه الذهبي في باريس بخطى ثابتة في اتجاه معاداة الرأي الآخر، لا بل محاربته وقمعه تحت حجج مختلفة، حتى استحق لقب عماد الرأي الواحد والتوجه الواحد وجنرال تخوين الأقلام الحرّة والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور.

ولتسليط الضوء على عداوة عون للإعلام غير الشمولي ، نعرض دعاوى أقامها مع رفاقه ضد كتاب وإعلاميين يخالفونه الرأي. ولم يسلم منه رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي:

• ربيع 2002 وخلال إقامته في باريس أقام الجنرال عون شكوى مباشرة أمام محكمة المطبوعات في بيروت، إتخذ فيها صفة الإدعاء الشخصي ضد الرئيس الياس الهراوي على خلفية صدور كتاب الأخير "انتقال لبنان من الدويلات إلى الدولة" الذي روى في بعض صفحاته كيف هرّب عون مبالغ طائلة من لبنان إلى الخارج ووضعها في حساباته الشخصية وحسابات زوجته وهي أموال عامة. وان مبالغ ضُبطت معه خلال ترحيله من السفارة الفرنسية إلى باريس. واللافت أن تلك الصفحات كانت مرفقة بوثائق تحمل تواقيع الجنرال عون.

• في 17/11/2005 تقدّم صهر الجنرال عون الوزير جبران باسيل بدعوى ضد صحيفة "المستقبل" والصحافي نصير الأسعد ورئيس التحرير هاني حمود والمدير المسؤول توفيق خطاب بجرم نشر أخبار كاذبة والقدح والذم والتشهير به و تشويه سمعته.

• عام 2006 تقدّم باسيل بدعوى ضد مجلة "الشراع" ممثّلة بصاحبها ورئيس تحريرها حسن صبرا والمدير المسؤول غازي المقهور بجرم القدح والذم.

• عام 2005 تقدّم العماد عون بدعوى ضد مجلة "الشراع" وحسن صبرا وهدى الحسيني وأحمد خالد وغازي المقهور بجرم القدح والذم ونشر أخبار كاذبة على خلفية نشر المجلة كيفية تحويل عون الأموال من لبنان إلى الخارج قبل إطاحته في 13 تشرين الأول 1990، ونشرها كتباً بخط يد عون موجّهة إلى أحد المصارف يطلب في كل كتاب تحويل خمسة ملايين دولار إلى حسابه في الخارج.

• بتاريخ 21/6/2007 تقدّم العماد عون ورفاقه النواب: شامل موزايا، عباس هاشم، ادغار معلوف، آغوب بقردونيان، جلبيرت زوين، نبيل نقولا، فريد الخازن، يوسف خليل، سليم سلهب، سليم عون، وليد خوري، نعمة الله أبي نصر وغسان مخيبر بدعوى ضد "الشراع" والمدير المسؤول غازي المقهور وهدى الحسيني وجوزف حداد بجرم القدح والذم، بسبب نشر مقال يتحدث عن حقيقة سياسة عون وتحالفاته الداخلية والخارجية.

• في خريف العام 2007 تقدّم عون بدعوى ضد الكاتب والشاعر بول شاوول وفارس خشّان وصحيفة "المستقبل" ورئيس تحريرها هاني حمود والمدير المسؤول توفيق خطاب على خلفية مقالين لشاوولو خشذان اعتبرهما يشكلان قدحاً وذماً به.

• بتاريخ 14/7/2007 تقدم النائب الياس سكاف (في تكتل عون النيابي) بدعوى ضد صحيفة "النهار" ومديرها المسؤول جوزف نصر والصحافي طوني أبي نجم بجرائم القدح والذم والتحقير ونشر "أخبار كاذبة" والتهويل والتحريض عليه.

• بتاريخ 1/11/2007 النائب فريد الخازن يقاضي صحيفة "الديار" ومديرها المسؤول يوسف الحويّك و"مؤسسة النهضة" بجرم التهويل ونشر "أخبار خاطئة وكاذبة".

• بتاريخ 10/7/2008 باسيل يقدَّم شكوى مباشرة أمام محكمة المطبوعات ضد مجلة "الشراع" والمدير المسؤول غازي المقهور والصحافية هدى الحسيني بجرم "القدح والذم والتحقير".

• بتاريخ 4/9/2008 الوزير الياس سكاف يتقدم بشكوى مباشرة ضد "الشراع" ومديرها المسؤول غازي المقهور بنشر "أخبار كاذبة" تتناوله شخصياً.

والمؤكد أن مقاضاة عون لمن يخالفه الرأي والمنطق لن تقف عند هذا الحد, فهو لن يكفّ وفريقه عن استخدام القضاء ليس وسيلة لحفظ حقه المعنوي لكونه يرى في المقالات المشكو منها إساءة إليه، إنما يتخذ منها وسيلة للكسب المادي وطلب تعويضات مرتفعة في كل دعوى. والمثال على ابتزاز عون لمن يقاضيهم هي الدعوى التي أقامها ضد الرئيس الهراوي والتي سقطت عند وفاة الأخير. لكن الجنرال اللاهث وراء المال نقل الدعوى من الرئيس الهراوي إلى ورثته طالباً من المحكمة تعويضاً قدره 300 ألف دولار أميركي.

ورغم هذه السياسة المتبعة حبّذا لو أن الجنرال يحتكم دائماً إلى القضاء لتحصيل حقوقه المعنوية والمادية من الاعلام والإعلاميين ويُقلع عن سياسة التهديد والوعيد كما حصل أخيراً عندما حرّض و هو على منبره في الرابية بوضع حدٍّ لصحيفة "لوريان لوجور" التي تجرّأت على تسمية الأشياء بأسمائها في ما يتعلق بجريمة اغتيال النقيب الطيار سامر حنا وإسقاط الطوافة العسكرية. وقفز من شباك الـ"لوريان لوجور" إلى حرم "المستقبل" ليشنّ حملة عنيفة عليها استعمل فيها ألفاظا سوقية معيبة شاملاً بكلامه كتّابها والعاملين فيها. وكل اللبنانيين يذكرون اللغة التي استخدمها عون ضد تلفزيون "المستقبل" قبل السابع من أيار عندما قال ما حرفيّته "لو أردنا أن نردّ على تلفزيون المستقبل لأحرقناه" وما هي إلا أيام حتى نفّذ حلفاء عون تهديداته في السابع من أيار، فأحرقوا تلفزيون "المستقبل" في الروشة وجريدة "المستقبل" في الرملة البيضاء وحاولوا قتل الموظفين فيها، وأقفلوا محطة "أخبار المستقبل" دلالةً على أن "الجنرال" يعطي إشارات الأحداث قبل وقوعها.

 

"الديموقراطية اللبنانية: تنافس ام توافق" 

 مؤتمر في "مركز عصام فارس"

بيار عطاالله

نظم "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" في فندق مونرو مؤتمرا بعنوان: "الديموقراطية اللبنانية: تنافس ام توافق" شارك فيه جمع من الباحثين والمهتمين بقضايا النظام اللبناني واشكالياته التي تسببت بالكثير من المآسي ولم تتوصل الى حل ثابت ونهائي يقي اللبنانيين الازمات المتكررة كل مدة من الزمن ومع كل تحول اقليمي او دولي، بحيث تحول لبنان الصغير مختبرا لصراعات الاخرين التي تتخذ من شعبه "نماذج فئران لاختباراتها" ووقوداً لمعاركها التي تؤدي الى تخلف لبنان وعلى مختلف الاصعدة وهجرة بنيه.

المؤتمر توزع على اربع ندوات عالجت قضايا التطور التاريخي للنظام السياسي اللبناني، الديموقراطية في المجتمعات التعددية وركائز الديموقراطية التوافقية وصولاً الى تحديد معضلات النظام. وعلى رغم ان غالبية المحاضرين حاذروا الغوص في اشكاليات المجتمع التعددي اللبناني واكتفوا بعرض افكارهم الخاصة العلمانية والوحدوية المشتقة من التجارب القومية واليسارية، الا ان الندوة التي جمعت نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ والزميل جهاد الزين، كانت الاكثر صراحة في الكلام على اللامركزية السياسية والفيديرالية كحل مطروح للقضية اللبنانية.

الافتتاح كان بكلمة مكتوبة لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس راعي الاحتفال، اعتبر فيها موضوع المؤتمر "احد ابرز المواضيع المرتبطة بكيان لبنان وديمومته وموقعه وحرية مواطنيه". ورأى "ان لا حاجة الى التأكيد ان قيمة لبنان واهميته لم تقوما على ثروته المادية، بل على تمسكه بالديموقراطية ومرتكزاتها وبخاصة الحرية الفردية والمساواة واحترام التنوع، التي تكفل له التحول الى نموذج للتطور السياسي وللمجتمع الذي تتفاعل معه وتتحاور فيه الاديان والثقافات والحضارات".

وتلاه مدير المركز السفير السابق عبدالله بو حبيب الذي قال "ان معضلة تشخيص النظام السياسي اللبناني وتحديد هويته تحتل اهمية بالغة في الوقت الراهن، خصوصا بعد الازمة الخطيرة التي مر بها لبنان. واعادت طرح جملة من الاسئلة حول آليات عمل المؤسسات الدستورية وسبل فهم ميثاق العيش المشترك الذي يحكم العلاقات بين اللبنانيين ويرسي الاسس التي تقوم عليها حقوق المواطنين وواجباتهم(...)".

وتحدث من المركز ايضاً الدكتور رغيد الصلح.

ندوة معضلات وتوصيف

الندوة الاولى كانت بعنوان "النظام السياسي في لبنان: معضلات وتوصيف" ادارها السفير بو حبيب واستهلها الوزير السابق خالد قباني ومما قال: "ان النظام اللبناني قبل تعديلات اتفاق الطائف كان اقرب في تصنيفه الى النظام شبه الرئاسي منه الى النظام البرلماني لأنه اعطى رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة، من دون ان يكون مسؤولاً، وجعله محور الحياة السياسية في النظام، وعلى رغم تحول السلطة الاجرائية هيئة جماعية تمثلت في مجلس الوزراء بمقتضى اتفاق الطائف، فان خللاً اصاب مقومات هذا النظام، اي قاعدة التوازن بين السلطتين الاشتراعية والتنفيذية، فبقيت الاولى تملك امكان سحب الثقة من الحكومة واسقاطها، في حين ان الثانية جردت من امكان حل البرلمان(...)".

وبعد عرض نظري ومقارن طويل خلص قباني الى ان "ما من نظام سياسي في العالم يمكن توصيفه بأنه نظام تنافسي او توافقي في المطلق، وما من نظام سياسي يطبق وفق نمط واحد وان كانت الاركان الاساسية واحدة، نظراً الى خصوصيات كل دولة وتقاليدها وطبيعة المجتمعات السياسية المختلفة". وحض على اعتبار الطوائف بما هي عليه من مكونات اساسية واجتماعية من مكونات الوطن وقوة للدولة".

النائب أغوب بقرادونيان تحدث عن تجربة الارمن في لبنان، ليخلص الى ان "لبنان هو بلد التنوع والتعددية المجتمعية ذات الابعاد الدينية والثقافية. وهذا التنوع يضع البلدان التي تتصف به امام طريقين فاما التعصب الفئوي واما التفاعل الايجابي". وقال ان "النموذج الارمني هو الاكثر وضوحاً في مجال الاستقلالية النسبية للجماعات اللبنانية، فلنا احزابنا المستقلة، ومؤسساتنا التربوية والتعليمية المستقلة، ونتحدث ونكتب بلغتنا الخاصة ونملك مطبوعاتنا الخاصة بها ويتجمع العديد منا في مناطق سكنية معينة(...)".

وتلاه النائب حسن يعقوب متحدثا عن "الديموقراطية التوافقية وابعادها اللبنانية".

اما النائب السابق فارس سعيد فرأى ان "الحياة السياسية اللبنانية تفتقر الى القوى القادرة على التوفيق بين شرطي العقد اللبناني: المواطنية والتعددية الطائفية". وقال ان "الخروج من الازمة يتطلب تجاوز عدد من الثنائيات المتقابلة في التفكير اللبناني، ومنها: هل ان المجتمع اللبناني مكون من افراد من دون حساب للمجموعات، او من مجموعات من دون حساب للافراد؟ ام انه مجتمع مركب يتسع لأنماط متعددة غير لاغية؟ وهل ينبغي ان تكون الدولة محكومة بالدستور وحده ام بالميثاق ام محكومة بالاثنين معاً؟".

واعتبر ان "دولة القانون والمؤسسات المطلوب بناؤها ينبغي ان تكون منسجمة مع طبيعة مجتمعها وغير منفصلة عنه ولا مستقوية عليه، والاهم ان تكون ديموقراطية وتؤمن اوسع مشاركة من خلال الاطر المتعددة التي نص عليها الدستور. والاهم ان تكون سيدة حرة مستقلة مما يجعلها قادرة على استعادة دورها وتجديد الحضور اللبناني الفاعل".

الندوة الثانية: "الفيديرالية"

الندوة الثانية خصصت لـ"التطور التاريخي للنظام السياسي اللبناني" وادارتها فاطمة قاسم لكن موضوع الفيديرالية واللامركزية استحوذ على الندوة التي تحدث فيها النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب سليم الصايغ عن وجهة نظر الحزب الذي يرى في الديموقراطية التوافقية "نظاماً يكرس فيديرالية الطوائف، اذ تتولى الجماعة التعبير عن رأي الفرد"، وهذا ما يطرح في رأيه "معضلة امام الفرد الباحث عن السعادة في ظل تحكم الجماعة والطائفة في قراره". ورأى ان "الطوائف تحولت في لبنان احزابا شمولية مما ولد تناقضاً بين سلطة الدولة وسلطة الطائفة".

اما الزميل جهاد الزين فتحدث عن بعض الافكار في التطور التاريخي للنظام السياسي، معتبراً ان "دولة لبنان ولدت في ظل غلبة هاجس العلاقات الاسلامية - المسيحية على الوضع في المنطقة والذي استهل بضرب الارمن والاشوريين مطلع القرن العشرين وانتهى في "حرب الجبل" عام 1983 التي ادت الى ضرب تراكم 200 سنة من الوجود المسيحي في جبل لبنان". واضاف ان "الصيغة اللبنانية تطورت في ظل تنافس العلاقات الاسلامية - المسيحية لتجد نفسها مطلع القرن الـ21 امام هاجس العلاقات السنية - الشيعية بدءا من العراق وصولا الى لبنان، وهذا ما يلقي بظله الثقيل على اشكاليات الصيغة المقترحة للبنان". واعتبر ان "لبنان سيواجه وضعا مختلطاً من حال الاستقرار واللااستقرار وسط محيط قلق ومجتمعات تبحث عن تجديد صيغة استقرار الدولة".

ندوة الديموقراطية والتعددية

الندوة الثالثة ادارها رغيد الصلح وتحدث فيها على التوالي سليمان تقي الدين، فاديا كيوان وانطوان مسرة الذي قال ان "ما يجري في لبنان اليوم لا علاقة له لا بالتوافقية ولا بالائتلافية، بل هو تلاعب بالنظام اللبناني من النظام السوري واعوانه من اجل جعل نظام الحكم في لبنان غير قابل للحياة تمهيداً لتفكك الصيغة وعودة المنظومة السورية (...)".

ندوة ركائز التوافقية

وادارت الدكتورة صفية سعادة ندوة "ركائز التوافقية"، وتحدث فيها السفير سمير حبيقة عن "الديموقراطية التوافقية وحياد لبنان" وهي تقوم في رأيه على ركائر اربعة هي النسبية، الفيتو المتبادل، الائتلاف الحاكم والادارة الذاتية اضافة الى نقطة خامسة هي الحياد الذي قدم نماذج تاريخية عنه في سويسرا والنمسا وفنلندا.

وشرح ان هذه الدول اعتمدت الحياد حفاظاً على سلامتها واستقلالها وسيادتها. وحدد الحياد بأنه "الايجابي والذي لا يشكل انعزالاً عن المحيط ولا استقالة من الواجبات القومية، بل هو حياد اخلاقي مناقبي لا يحول دون ان يتضامن لبنان مع اشقائه العرب في وجه اسرائيل محامياً عن القضية الفلسطينية". واعتبر ان التجربة السويسرية تشير الى ان الحياد يبدأ اولاً في الداخل وينعكس لاحقاً على السياسة الخارجية وشرطه ان تكون السلطة التنفيذية محايدة تقف على مسافة واحدة من شرائح المجتمع ومكوناته.

وطالب الباحث عبده سعد في مداخلته بتغيير شكل الحكم من نظام برلماني الى رئاسي منتخب من الشعب ومسؤول امامه وخاضع للاستفتاء الشعبي المباشر بعد انقضاء نصف ولايته، سواء بطلب اكثرية ثلثي البرلمان او 40 في المئة من المقترعين. وتعاون الرئيس حكومة من ممثلي الطوائف وتكون مسؤولة امام البرلمان المنتخب بالاقتراع المباشر من الشعب(...).

وختاماً كانت مداخلة لعصام سليمان عن خصوصية النظام اللبناني وتميزه عن النماذج التوافقية، ورأى ان "التوافقية في النظام اللبناني اقترنت بالديموقراطية ولا تتحقق الا من خلال الديموقراطية بمضامينها الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية".

   

عون سيواجه مشكلة انتخابية مع حلفائه إذا أصر على اعتبارهم ناخبين للوائحه

محمد شقير »

تهديد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون بالانسحاب من الحوار في حال أقرت الأكثرية في الهيئة العامة للمجلس النيابي تعديلاً في مشروع قانون الانتخاب يسمح لرؤساء البلديات بالترشح الى الانتخابات شرط الاستقالة قبل ستة أشهر من موعد إجرائها ليس الأول، وقد لا يكون الأخير. وكان سبق له ان هدد بالقيام بانقلاب إذا لم تقر تقسيمات الدوائر الانتخابية في الجلسة النيابية السابقة التي توافقت الكتل النيابية الرئيسة فيها على دمج التقسيمات بالإصلاحات السياسية والإدارية ليصار الى إقرارهما في قانون واحد.

ويعترض عون على السماح لرؤساء البلديات بالترشح من أجل استبعاد اسمين يشكلان له حساسية انتخابية: الأول رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس (صهر النائب ميشال المر)، والثاني رئيس بلدية دير القمر رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» دوري شمعون، خلافاً لما ساقه من أسباب تكمن، كما يقول، في تشتيت الكتلة الانتخابية المؤيدة له من خلال تقديم إغراءات مالية لرؤساء البلديات عبر توفير التسهيلات لهم لتعبيد الطرقات في بلداتهم.

ويدرك عون أنه لن يكون من أبرز المقررين في حسم الموقف من تعديل البند الخاص بترشح رؤساء البلديات، خلافاً لحليفيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري و«حزب الله» وان ما حصل معه عندما توافقت الكتل النيابية على دمج التقسيمات الانتخابية يمكن ان يحصل لدى انصراف الهيئة العامة الى مناقشة مشروع قانون الانتخاب. يضاف الى ذلك، ان الأكثرية البرلمانية ليست على تناغم مع عون بينما تتناغم مع بري وأحياناً من خلاله مع قيادة «حزب الله»، ولم يعد أمامه بالتالي من أوراق يستخدمها إلا التهديد بالانسحاب من الحوار بينما من السهل عليه الانسحاب من الحكومة.

وسألت مصادر في الأكثرية لماذا لا يبادر عون الى الاستقالة من الحكومة ويكون بهذه الخطوة نجح في قلب الطاولة على رؤوس الخصوم والحلفاء إلا إذا قرروا مراعاته والتجاوب مع طلبه لتأكيد تماسك المعارضة وهي تستعد للتوافق على لائحة المرشحين لخوض الانتخابات.

لذلك ترى المصادر ان تهويل عون بالانسحاب من الحوار لن يكون الأخير، خصوصاً انه يندفع في مواقفه باتجاه التصعيد من دون التنسيق المسبق مع حلفائه وتحديداً بري الذي كان انزعج من كلام لمسؤول العلاقات السياسية في «التيار الوطني الحر» وزير الاتصالات جبران باسيل قال فيه قبل ايام من زيارة عون الجنوب انه سيسترد جزين. واضطر باسيل الى الاعتذار شخصياً من بري في ضوء الرد الذي صدر عن النائب في كتلة «التنمية والتحرير» علي بزي وفيه انتقادات مباشرة له.

وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية في شأن تحقيق المصالحات ان باسيل لم يحضر الى عين التينة للبحث مع بري في موضوعين يتعلقان بوزارة الاتصالات، الأول لوضع حد للتنصت على الهاتف الخليوي والثاني للتفاهم على خصخصة هذا القطاع، وإنما للاعتذار منه شخصياً بعد أن تناهى الى مسامعه موقف واضح من حديثه عن استرجاع جزين، مصدره رئيس المجلس وفيه ان الأخير يضحي بنفسه في الانتخابات ولا يضحي بحلفائه المسيحيين وبينهم النائبان سمير عازار وميشال موسى لما لديهما من حضور شعبي في مناطقهما.

واعتبر كلام بري بمثابة خطوة استباقية لقطع الطريق على توجه عون لترشيح القيادي في «التيار الوطني الحر» العميد المتقاعد فوزي أبو فرحات عن المقعد الكاثوليكي في قرى قضاء صيدا - الزهراني الذي يشغله حالياً النائب موسى.

كما جاء كلام بري - بحسب المصادر - في الوقت المناسب لوضع ضوابط لطموح عون الى حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية ليأتي على رأس أكبر كتلة نيابية في البرلمان الجديد. وما قصده بري من خلال توجيه رسالة واضحة الى عون، كان تبلغه الأخير بطريقة أو بأخرى من ان لا بد من صرف النظر عن ترشيح نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة مرجعيون - حاصبيا الذي يشغله الآن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان. فإصرار عون على ترشيح أبو جمرة سيواجه مشكلة تتجاوز بري وحليف «التيار الوطني» حزب الله الى تهديد علاقته بالحزب السوري القومي الاجتماعي ومن خلاله حليفته سورية، وبالتالي لم يعد أمام عون من خيار سوى التفكير في إعداد خطة لإعادة تموضعه السياسي بما يضمن عدم الدخول في منافسة مع حلفائه في شكل يضمن له ترشيح أحد محازبيه عن واحد من المقاعد النيابية الثلاثة المخصصة لجزين، باعتبار ان تقديره لحجمه السياسي في الجنوب جاء أكثر بكثير من الواقع الذي برز من خلال المهرجان الذي أقيم له في جزين عندما زار الجنوب إذ بدا باهتاً ولم يشارك فيه الحشد الذي كان يتوقعه.

وفي سياق استعداده لخوض الانتخابات يصطدم عون بوجود معارضة للتوجه السائد لدى قيادات في «التيار الوطني الحر» بأنه يستطيع اجتياح بعض المناطق التي كانت مقفلة عليه انتخابياً في الســــابق أو ان يتصرف وكأن لا دور لحلفائه سوى تجميع الأصوات لمصلحة مرشحيه مع ان المقاعد التي يطالب بها ستحسم من حصة «أمل» و «حزب الله» نظراً الى ثقلهما الانتخابي في الدوائر التي يطالب بأن تخلى له الساحة فيها. علماً انهما يحرصان على التحالف معه شرط ان يتواضع في تقدير قوته الانتخابية في ضوء مبادرة حليفه الآخر الوزير السابق سليمان فرنجية الى قطع الطريق على احتمال ترشح من يمثل «التيار الوطني» على لائحته في زغرتا، عندما أعلن أن اللائحة أصبحت جاهزة وهي تضم الى جانبه النائب السابق اسطفان الدويهي وسليم كرم.

 

"العدو" رقم واحد ! 

نبيل بومنصف »

تعرف القيادات والزعامات المسيحية، وبالاخص المارونية منها، وفي اي معسكر كانت، حقيقة بات يلهج بها ويثبتها الكثير من الاستطلاعات الجادة، وهي ان ثمة فئة مسيحية صارت العدو رقم واحدا لمجمل هذه الزعامات قبل اي عدو او خصم سياسي آخر.

هذا "العدو" يتجسد بفئة تتفاوت التفسيرات لحجمها بتفاوت موقع كل من يعنى بمعاينتها، لكنها قطعا تنذر بتنامي حزب جرار كبير لدى المسيحيين هو حزب المحايدين الذي ينأى بنفسه عن الصراع المسيحي – المسيحي وينكفئ تدريجا نحو الجانب المتفرج غير المنخرط في اي من تداعيات الصراع حتى على المستوى المبدئي. وتبعا لذلك يمكن تفسير الافتتاح المبكر اللاهب للمعركة الانتخابية لدى فريقي الغالبية والمعارضة المسيحيين لان انكار هذه الحقيقة عبر المناورات الاعلامية والكلامية والسياسية الظاهرة لا يعني ان الزعماء المسيحيين لا يدركون في قرارة انفسهم خطورة هذا "العدو" حين تحل ساعة الحسم في استقطاب القواعد الشعبية ودعوتها الى صناديق الاقتراع.

بطبيعة الحال سيكون من الخطأ في اللحظة السياسية الراهنة رمي اي تكهنات متسرعة حيال اي حسم مفترض للمصير السياسي المسيحي في ضوء التموجات العنيفة التي تعصف بالواقع المسيحي على ضفتيه. فكلا الفريقين يستشعر ان لديه اوراق قوة ذاتية من جهة، واوراق استقواء مستندة الى تحالفاته من جهة اخرى، لا تجعله قلقا بالمقدار الكافي امام الفئة المحايدة الا حين يقترب موعد الانتخابات النيابية ويسفر المشهد الانفعالي العام لعموم المسيحيين عن فرز دقيق وصارم وعلمي ليتبين حجم المحايدين وما اذا كانوا سيظلون في موقع الانكفاء ام سيصبحون محفزين للانخراط في معركة رسم المصير السياسي للمسيحيين وخياراتهم الوطنية الكبرى وتاليا تحديد وجه اي لبنان سيكون بعد الانتخابات المقبلة.

ومع ذلك سيكون من الخطأ الجسيم، بل القاتل، الاستهانة بامكانات تحكّم هذه الفئة "الرمادية" التي غالبا ما يكون حيادها اسوأ ما يمكن جماعة ان تقدم عليه في مفاصل مصيرية كتلك التي ستشكلها الانتخابات المقبلة. فالحياد في صراع كالذي يجتازه لبنان اليوم مرادف للتخلي والانسحاب التام من تقرير المصير. وثمة الكثير مما يمكن تبريره للمسيحيين المحايدين لفرط ما عرفوا من تجارب وتكرارها على نحو مذهل من العبثية. لكن اسوأ الخيارات على الاطلاق هو ان يكون الحياد وسيلة اما للمساهمة في قلب وجه لبنان او لترسيخ الواقع الراهن مع كل ما يحمله من تمديد لتهميش الدور المسيحي واضعافه وتراجعه.

هؤلاء المحايدون يهددون انفسهم بالدرجة الاولى كما يمكن ان يهددوا في المراحل اللاحقة النظام اللبناني ان هم قبعوا في موقع الانكفاء. ولعل الافضل والاقل كلفة من الخيارين ان يتحولوا المفاجأة غير المحسوبة اطلاقا للجميع.

فلا بأس إن استحالوا "عدوا" محتملا للحسابات الانتخابية المبكرة شرط ان يعيدوا النصاب الى ديموقراطية صحيحة تحمل معها حسما ديموقراطيا فعليا وخيارا سياسيا واضحا، وهي العوامل الحقيقية التي سيتعين على المسيحيين قبل سواهم ان يرفعوا لواءها، خلافا لكل هرطقات الادعاء الديموقراطي الزائف السائدة في الزمن الحالي.

   

 نحو شيـعيّة ثالثة؟ 

خليل أحمد خليل

السفير

﴿ إذاً يجري في لبنان تصنيع السياسة محليا بنسبة ٢٠٪ وفي الخارج بنسبة ٨٠٪، حسب تقدير السيد محمد حسين فضل الله (جريدة الشرق، .٢٠٠٨٨٨ ص٤) الذي كان لفترة على رأس شيعية ثورية، مقابل شيعية مدنية مثّلها بعد الإمام موسى الصدر، خليفته الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ومقابل شيعية ثالثة، مدنية وعلمانية معا، هي جزء من علمانية وطنية لبنانية كان يوفرها مناخ بيروت ويعكسه نسبيا على مجالات الطوائف الاخرى حيث احتكار الزعامات هو »سيد الأحكام« وميزان التغالب والتسالم في حركة النظام السياسي المضطرب. الآن، بعد أحداث ٧/٥/،٢٠٠٨ يرى السيد فضل الله نفسه في مرآة إسلام الوسطية والاعتدال والحضارة الذي يقبل الآخر ويعترف به (م.ن.) ومن منظاره، يرى أن الغرب واسرائيل هما في حالة »حرب على الإسلام« وهي حرب خطرة، تبدأ بالمسلمين من سنّة وشيعة، لتنتهي بتدمير الإسلام نفسه كعدو للغرب ما بعد الشيوعية: »بيروت تمثّل خلاصة لبنان، لأن بيروت ليست منطقة مختصة بطائفة معينة، وإن كان تاريخها تاريخ الطائفة السنية مثلا، لكنها أصبحت تمثل الآن لبنان بكل طوائفه، بشكل أو بآخر (...) بيروت مثلت وتمثل التجربة الإسلامية الحضارية، كما مثلت وتمثل التجربة العروبية الحضارية« (م.ن.).

والحال ما الذي يُحدث هذا الخلل السياسي، هذا الشرخ الخطير في البنية الاجتماعية اللبنانية؟ »أنا سأقول شيئا قد يكون قاسيا وهو أن الشخصيات الدينية والسياسية ـ ولا أتحدث عن شمولية ولكني أتحدث عن ظاهرة ـ كان دورهم في تصريحاتهم أنهم يصبّون الزيت على النار، لأنهم كانوا يتحدثون بذهنية العصبية المغلقة التي تحاول أن تلعب لعبة الكرة في النقاط لا في جمع هذه النقاط« (م.ن). هذا الكلام الذي يصدر الآن عن مرجع مقلد، لا يقول بولاية فقيه، ولا بحركة من طراز أمل الصدر، ولا بحزب إلهي من طراز نصر الله الذي جعل نصره »إلهيا«، يقابله كلام ثالث (غير كلام بري ونصر الله) صادر عن تنوع ثقافي/سياسي للمجال الشيعي، الغني بالطاقات الفردية الفكرية، خلافا لبعض المجالات الطائفية الأخرى.

لقد صنّفنا تجربتي الإمامين عبد الحسين شرف الدين وموسى الصدر في خانة الإصلاحية الشيعية، كانت أولاهما بلا تنظيم سياسي، وثانيتهما ذات تنظيم سياسي ديني، ثم سياسي عسكري، لكن في الحالتين بلا ولاية فقيه. ونرى أن من التضليل ما يذهب اليهم بعضهم (حسين شرف الدين، مثلا، جريدة »السفير«، تحت سقف ولاية الفقيه ١١ و١٣/٨/٢٠٠٨) من وضع شرف الدين والصدر تحت سقف ولاية فقيه، ما قبل الخميني. وذلك، كما نرى، لتوظيف سياسي مصطنع، عنوانه تسويغ ما يذهب اليه »حزب الله« بلسان الشيخ نعيم قاسم (مجتمع المقاومة) من اعتقاد سياسي بولاية فقيه ايراني (الخميني، الخامنئي)، ما يعني انسلاخا عن كل مرجعية شيعية سابقة (شمس الدين/فضل الله) وانطواء على ذات دينية/سياسية، تتوسل مثلا، وظرفيا، شيعية نبيه بري وحركته (أمل) التي يصفها حزب الله بأنها »شوارعية« أي فوضوية، غوغائية وبالطبع »شعبوية«: »ولذلك كنا ندعو دوماً لبناء مجتمع المقاومة ولم نقبل يوماً بـ»مجموعة المقاومة«، لأن مجتمع المقاومة يحمل الاستمرارية، أما مجموعة المقاومة فأداؤها ظرفي«، وكان العامل الأبرز في نشوء حزب الله في تلك الفترة انتصار الثورة الاسلامية في ايران على يد الإمام الخميني عام ،١٩٧٩ الذي أصبح »الولي الفقيه الذي بنينا حزبنا منذ التأسيس على قاعدة الالتزام به قائدا وموجها« (نعيم قاسم، مجتمع المقاومة ـ إرادة الشهادة وصناعة الانتصار، بيروت، دار المعارف الحكمية، ٢٠٠٨). فهذا الحزب هو بعقيدته الجهادية إلهي، وكذلك تسميته »إلهية«، فماذا بقي فيه من بشري مثلنا؟ يتساءل أفراد الشيعية الثانية (بري) والثالثة.

﴿ بطبيعة الحال، الرئيس بري في موقعه الرسمي والزعائمي المهدد حاليا لا يثير مثل هذه الأسئلة التي تتردد على ألسنة أفراد حركته: »إلى أين سيأخذنا حزب الله؟«. آخرون، جعلتهم شيعيتهم السياسية يتساءلون علناً عن هذا المسكوت عنه شيعياً، فضلا عن علمانيين وعن مناوئين أو مناصبين سياسيين. فالشيعية الثالثة سياسيا بدأت مع م.م. شمس الدين وم.ح. فضل الله ولما تنته عندهما. بل امتدت طويلا، تارة عبر رجال دين وتارة عبر رجال سياسة موعودين أو واعدين. غاب مؤخرا عن هذه المعمعة السيد محمد حسن الأمين، بعد إزاحته عن منصب القضاء الجعفري في صيدا، وبرز مفتي صور وجبل عامل السيد علي الأمين، بينما واصل السيد هاني فحص مسيرته منذ أيام فتح والمقاومة الفلسطينية حتى اليوم. أما في المقلب السياسي فقد برز السيد أحمد الأسعد، هذا المرشح غير الوريث للزعامة الأسعدية، والسيد ابراهيم م.م. شمس الدين، المرشح النيابي، والموزر في حكومة السنيورة الثانية، بمقايضة بين جنبلاط وحزب الله (طلال أرسلان وزيرا، مقابل شمس الدين وزيرا آخر).

( أ ) قبل الكلام على وحدة وطنية في أي انتظام سياسي، ينبغي الكلام على مصالحة السياسة مع المجتمع، وعلى قبول السياسيين أنفسهم بجعل المجتمع يصلحهم، فيأتي الاصلاح السياسي تعبيرا عن حالة عامة، وتتويجا لمسارات وانتظامات مؤسسية وطنية، لا بـ»فعل إيمان« كما هي رؤية حزب الله مثلا، ولا بتصالح سياسيين من وراء ظهر مجتمعاتهم المتنابذة، كما يجري الآن في لبنان، وربما في العراق وسواه. واذا اعتمدنا مقياس فضل الله في تعيير التصنيع السياسي اللبناني، فسنجد أن المتروك للمحلي السياسي (٢٠٪) انما ينحصر في نطاق حرتقات أو مصالحات محلية، سيتوقف مصيرها نجاحا أو فشلا، على المقرر الخارجي (٨٠٪). هذا يعني أن السياسة تمارس هنا بمحركات خارجية، تمثلها متحركات محلية، هي ذاتها لا تمثل أكثر من ٢٠٪ من محكوميها. في هذا السياق، تندرج إذاً الشيعيتان، الأولى (أمل) والثانية (حزب الله)، ويبقى المجال مفتوحا أمام الشيعية الثالثة وبنسبة ٨٠٪، لو لم يجر إغلاقه بالسلاح وبالمال أمام كل المناضلين السابقين والطارئين السياسيين. والحال، هل الشيعية السياسية الثالثة ممكنة في هذه الظروف، حيث البلوتوقراطية والعسكريتارية والتليقراطية حلّت مكان الناس والممانعة والارادة الحرة؟

أمام تصادم الأصوليات و/أو السلفيات الإسلامية، بكل طبعاتها ونسخها السنية/الشيعية الخ، تنحاز الشيعية السياسية »البرية« الى الشيعية العسكرية »الإلهية«، ويستعاض عن فراغ الدولة بأخذ الجماعات رهائن لزعماء طوائف، وباتهام العاملين على التقريب السياسي بين التيارات المتصادمة، عبر الاحتكام الى الدولة (بدء الحوار في قصر بعبدا، برئاسة العماد الرئيس ميشال سليمان، ٢٠٠٨٩١٦). وعلى هذه الإيقاعات المتناثرة، صارت للدولة تهمة »بالتسنّن« لدى بعض الشيعة، وغدت المقاومة إيمانا فوق كل سياسة وتاريخية اجتماعية، لا حوار فيها ولا جدال، بل تسليم واستسلام، كما صارت الحال في لبنان بعد »اتفاق الدوحة«. والسؤال الذي تثيره الشيعية الثالثة: هل ستعود الشيعية السياسية/ الثورية الى الدولة، فتتراجع عن تبعيتها (٨٠٪) للخارج؟ ام ستواصل أخذ المجتمع من الدولة الى »الجهاد« و»الايمان«؟ جواب الاسئلة هذه أشرنا اليه في كلام ن. قاسم على »مجتمع المقاومة«، الاسم الآخر لدولة »حزب الله«.

(ب) ﴿ بدعوى عروبة التشيع أو شيعة العروبة، يمدد السيد هاني فحص نفسه بقوله: »إلى ذلك فإني مواطن عربي حريص على ترسيخ البعد الإنساني في عروبتي، بمعنى تحريرها من الأوهام الشوفينية وإعادتها الى دورها الحضاري الجامع، الذي حملته طوعا من خلال حملها للإسلام رسالة«. ويضيف: »ان تراث الشيعة الفكري يؤكد أنهم كانوا دوما ميالين أو نازعين الى الاندماج في أوطانهم وأقوامهم، وإن هذا الميل يقوى كلما انتبهت اليهم دولهم وشجعتهم نظريا وعمليا على ذلك، من خلال الاعتراف بهم ومنحهم الفرص في بناء ذاتهم الوطنية (...) هذا الأمر، أي عناية الدول العربية بشيعتها كمكّون لا كجالية، من شأنه أن يجعل عيون الشيعة مفتوحة دائما على الداخل الوطني، وظهورهم الى الخارج« (الشرق الأوسط، ،٢٠٠٨٧١٩ ص٩).

في المقابل، يرى السيد علي الأمين ما يراه هاني فحص، وربما م.ح. الأمين وكثيرون غيرهم من رجال دين غير مبوبين في أمل (الجهاز الرسمي للشيعة) وحزب الله (الجهاز القتالي الإيماني). ولكنه يبقى الأكثر وضوحا في التأسيس لشيعية دينية/ سياسية ثالثة. فهو يرى جذريا ان ولاية الفقهاء عند الشيعة كانت متعددة، متنوعة، عربية إجمالا، وتنحصر في إطار الأحوال الشخصية منذ ولادة علم الفقه، إذ لم يُبحث عن هذه الولاية في إطار الولاية السياسية. ويوضح ان »ولاية الفقيه« قفزت الى واجهة السياسة وعالمها بعد وصول الإمام الخميني الى السلطة... »فجاء هذا البحث من أجل أن يعطي المبررات للوصول الى السلطة، باعتبار أن الولي الفقيه هو ولي الأمة... وبهذا المعنى أيضا حاولوا أن يوحوا بأن السلطة والوصول اليها ليسا شأنا بشريا له علاقة باختيار الناس وإرادتهم، إنما هما شأن إلهي انتقل من النبي الى الإمام ووصل الى الفقيه...

اذاً العلاقة ليست روحية »بولاية الفقيه، بل هي أمر يتجاوز العلاقة الروحية الى العلاقة السياسية لفرض النفوذ« (جريدة النهار، ٢٠٠٨٨٢٣). وعليه، يرى السيد ع. الأمين أن الاشكالية الراهنة لولاء الشيعة (للمرجعية ام للدولة؟) هي حديثة النشأة، طالما ان وظيفة المرجعية الدينية عند الشيعة كانت مختلفة، مستقلة عن وظيفة الدولة وقيادتها السياسية: »... حيث كان للعلماء دور التبليغ والتعليم، دون ان يكون لهم حق الولاية السياسية على الرعية، وأما الخلفاء والحكام فكانت لهم الولاية السياسية على الرعية« (اللواء، ،٢٠٠٨٨٨ ص١١)، ويوضح أكثر: »وهذا هو الرأي المشهور بين الفقهاء في عدم ثبوت الولاية السياسية للفقيه« (م.ن). وأما في إيران فكان الغرض منها »إعطاء البعد الديني للقيادة الجديدة، تعزيزا للسلطة السياسية وتبريرا لتلك التصرفات التي تجاوزت حدود المألوف في ثبوت الولاية للفقيه (...) ان الفقيه اذا أصبح حاكما سياسيا في بلد من البلدان فإن الولاية السياسية تثبت له بوصفه حاكما لبلده وشعبه وليست له ولاية عابرة للحدود والأوطان (...). ولذلك لا فرق على مستوى الولاء للوطن والايمان بمرجعيته الدولة بين سني وشيعي ومسلم ومسيحي.

والشيعة هم جزء من المجتمعات التي ينتمون اليها«. (م.ن.) الى ذلك، يقول السيد ع. الأمين بعدم جواز التكفير أصلا، ويلحظ في الحالة العراقية الراهنة ـ ما لحظه السيد م.ح. فضل الله حول دور بعض رجالات الدين السياسي ـ »ودخول رجال الدين في العملية السياسية في العراق هو الذي طبع الصراع على السلطة بطابع المذهبية والطائفية، وقد خرجت المرجعية الدينية في النجف الأشرف عن الطريقة المعهودة في الابتعاد عن الصراعات السياسية السلطوية (اللواء، ،٢٠٠٨٨١٣ ص١٨). ﴿ في سعي متواصل الى ملء فراغ الشيعية الثالثة المستقلة، جاء ابراهيم م.م. شمس الدين من فلسفة دينية سياسية، مدنية ومعتدلة، فهو يتلاقى في معظم مطارحاته السياسية الأخيرة مع تراثات الصدر/شمس الدين/ فضل الله، فحص، الأمين... ومع ذلك لا نجد رافعة مشتركة تشي بشيعية ثالثة، بقدر ما نجد اختراقات ضمن دائرة الـ،٢٠ مع اختيار عربي في السياسة، مقابل لقاء الشيعية الأملية والحزبلية بالمحور السوري/ الايراني، المحرك بنسبة ٨٠٪ للحالة الشيعية وملحقاتها. إنما في مجتمع الـ٨٠ لا نجد اختراقا ولا مصالحة سياسية جديدة، عند كل أفرقاء التقاسم أو التغالب الشيعي السياسي. لنترك الوزير ابراهيم شمس الدين يعرّف بنفسه وباتجاهه: »... هناك ثلاثة أطراف صراع، لا اثنان. والطرف الثالث هو الناس، ومصلحتها تكون في بناء وطن بشكل صحيح وبدولة خادمة وبفرص عمل وبخدمات صحيحة، وبالتالي ممن ستحصل على هذه الأمور.

فهؤلاء الناس مرجعيتهم هي الدولة. لذلك نحن نؤكد دائما على مشروع الدولة، وهو مشروع الخيار التاريخي والاستراتيجي للبنانيين المسلمين الشيعة، وتثبت ذلك في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى مع السيد موسى الصدر ومع الشيخ م.م. شمس الدين، وفي ظل تصارع الطرفين السياسيين الآخرين، نرى ان الطرف الأساسي أو الجهة الأساسية التي هي الناس، يتم تغييبها وتستخدم كمادة صراع (...) في هذا المعنى أنا من الجهة الثالثة، يعني لست من طرفي الصراع السياسيين. وهنا أبين ما معنى مشروع الدولة وطروحاتها الأساسية، فإن مصطلحات »١٤ آذار« أقرب الى فهمي« (الشراع، الدولة خيار الشيعة التاريخي والاستراتيجي، صفحة ٢١ ـ ٢٢). وفي حوار معه (اللواء، ،٢٠٠٨٧٢٨ ص٥) يؤكد ذاته كحالة اعتراضية داخل الطائفة الشيعية: »نعم، أمر طبيعي وعلني ومعروف أنني أحمل رأيا سياسيا وموقفا مختلفا عن الأمر الموجود في الاطار الحزبي ضمن الطائفة الشيعية. نعم، فأنا أمثل رأيا آخر. وهذا أحد الأسباب الكبرى للاختيار ايضا. هذا صحيح ولا أنكره. وهو ليس عيبا ان يكون الآخرون اختاروني (وزيرا) على هذا الأساس«. ويضيف: »لا يمكن للطائفة أن تكون حزبا ولا ينبغي لها أن تكون حزبا. ولا يمكن لحزب أن يدعي انه هو الطائفة بكاملها (...). ومشروع شيعة لبنان هو مشروع الدولة ولا شيء آخر. ومهمة الجميع ان يعيدوا الاعتبار الحازم والقوي والشديد الى فكرة مركزية الدولة التي هي نظم الجميع ومشاركة الجميع وتحضن الجميع (...). المقاومة ليست مشكلة، بل الموضوع هو تمكين وتمتين الدولة واندماج كل القوى فيها حتى تستقيم فكرة الدولة وتكون الدولة القوية الحافظة لناسها والتي تدافع عن نفسها (...). الاشكالية هي موضوع السلاح. السلاح الخطر هو السلاح الحزبي وليس سلاح المقاومة« (م.ن). أما رئيس حزب الانتماء اللبناني، أحمد الأسعد، فيرى أن »اتفاق الدوحة عبارة عن استسلام. ولنكن واضحين: ما طمحت اليه قوى (٨ آذار) من خلال السياسة حصلت عليه بالتهويل (...) وهنا جوهر اختلافي مع القوى السياسية في (١٤ آذار)، إذ لم يعد هناك بابا نويل في العالم، لم يعد هناك من طرف مستعد للتنازل عن صلاحياته ونفوذه وأمواله ودولته وسلاحه لمجرد ان الطرف الآخر يدعوه الى الحوار والتفاهم والتوافق. وبالتالي، فإن الحوار وحده غير كاف. يجب ان يترافق الحوار مع ضغوط موجعة وقوية تجبر حزب الله على التنازل عن السلاح، الذي لن يتنازل عنه بالحوار«. (اللواء، ،٢٠٠٨٨٨ ص٤).

[[[ ﴿ وبعد، فإن حوار ١٦/٩/٢٠٠٨ الرامي إلى إحياء الدولة سيكون مؤشرا للآتي من وراء تذرير الطوائف ودعوتها كذرات سياسية الى التوافق على الدولة، الذي يغيب عنه المجتمع الأهلي بنسبة عالية. وعليه، سيتوقف ايضا تجمع ذرات الشيعية السياسية الثالثة في تيار السياسة الجديدة. أما علمانيو لبنان فكلهم للوطن، ويتوقف بقاؤهم على قيام دولة بلا جيوب أمنية ومالية.

([) كاتب لبناني

 

"حزب الله"في قريطم :الحريري الى أين؟     

الصفحة 1 من 2

ضوء على الحدث

زعيم المستقبل يُصعّد في الثوابت ال"أنتي حزب اللوية"

 

 

 

 

2008-09-23

المحرر السياسي-"يقال.نت"

في موضوع نشره "يقال.نت"،في الحادي والعشرين من أيلول الحالي ،رجّحت "أسرة التحرير"أن ينعقد اللقاء المنتظر بين رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري وبين وفد نيابي رفيع يمثّل الأمين العام ل"حزب الله "السيد حسن نصرالله، يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من أيلول 2008...وهذا ما حصل.

وليس القصد من هذا التذكير التباهي -لأن من واجب الصحافة أن تُجيب بقدر المستطاع عن الأسئلة المثارة بدقة -بل التأسيس على المنهجية التي سمحت للتحليل بأن يكشف الموعد ،الذي لم يتم تحديده إلا مساء الثاني والعشرين من أيلول الحالي،لاستشراف النتائج التي يُمكن أن تنتج عن اللقاء بين طرفي السابع من أيار الماضي:"الغازي "والضحية .

فماذا عن النتائج المرتقبة ؟

ثمة هوة شاسعة بين أهداف "حزب الله"وبين أهداف "تيار المستقبل"من التلاقي ،ولعلّ المؤشر الأكيد الى ذلك ،يتجلّى في الإثارة التي يفتعلها المحيطون ب"حزب الله"،حيال هذه المسألة في مقابل البرودة التي تلفح رياحها كل من ينظر في اتجاه قريطم.

وإذا كان "حزب لله"قد مهّد لهذا التلاقي بأن أبلغ العامة بقراره ،فإن "تيار المستقبل"أخذ وقته في تسويق الفكرة لدى اللبنانيين عموما وأهالي بيروت خصوصا.

وكان لافتا للإنتباه أن  النائب سعد الحريري الذي حدّد موعد اللقاء ،في اليوم الذي تلا آخر الإفطارات الرمضانية التي تمّ تخصيصها لأبناء العاصمة بيروت ،قد اعتمد هذه المرة سلوكية التمهيد ،بدل سلوكية "المفاجآت"التي يهواها .ويعود التبدل في السلوكية  الى سبب مركزي ،قوامه أن لدى الحريري الكثير ليقوله في كل الإتجاهات،وليُحدده بشكل مسبق.

وبهذا المعنى ،فإذا المقربون من "حزب الله"يُشيّعون بأن التلاقي مع "المستقبل"يهدف الى وضع وثيقة تفاهم ينتج عنها تحالف إنتخابي في ايار المقبل ،على اعتبار أن المصالحة تكون مجرد "إله من تمر"إن ذهب "المستقبل"الى الإنتخابات رافعا شعارات الدولة ضد الدويلة،والتكاتف للحيلوة دون تكرار أيار 2008،فإن الحريري بالذات ،وفي إطار إقناع ناسه بالتلاقي الحاصل في قريطم "المفتوحة ابوابها أمام الجميع "يُشدد على أن الصلة مع "حزب الله"محكومة بمسألة واحدة لا غير :سحب التوتر من الشارع وإبعاد حياة اللبنانيين وأرزاقهم عن إدارة الخلاف السياسي والتشبث بالحلف القائم مع قوى 14 آذار بكل مكوناتها وفي مقدمها المكوّن المسيحي والإستعداد للمواجهة ديموقراطيا في الإنتخابات النيابية المقبلة .

وترسم هذه المعطيات لوحة سياسية لمشهد التلاقي:الحزب لا يزال على استراتيجية فشلت مرارا وتكرارا تهدف الى سحب الحريري الى حلف معه ،والتيار متمسك بنقطة واحدة لا غير ،وهي السماح للمواطنين الأبرياء من التمتع بالإنعكاسات الإيجابية في حال جرى الإلتزام الكلي المطلوب من قبل "حزب الله"باتفاق الدوحة.

وقد نجح  سعد الحريري في إدارة ملف التلاقي مع "حزب لله"،وأظهر حرفية سياسية عالية ،سمحت للبنانيين بأن يكونوا أمام مشهد نادر من مشاهد الندية بين فريق ادّعى نصرا ،وهو يهجم على مواطنين عزّل، وبين فريق تمّ وضعه في خانة الخاسرين .

وقد حالت إدارة الحريري المحترفة لهذا الملف  دون تمكين "حزب الله "من الإدعاء أمام قومه بأنّه ذهب الى قريطم إنطلاقا من مقولة الإمام عليّ بن أبي طالب :  " إذا قدرتَ على عدوّك ،فاجعل العفو عنه شكرا ً للقدرة عليه."

وعلى أساس هذه الندية ،هل يجوز أن يذهب الحريري الى حارة حريك للقاء نصرالله ،تلبية للدعوة التي يُقال إن الوفد النيابي سيحملها الى الوريث السياسي لسيد قريطم ؟أم أن الندية ستدفع الحريري الى تشكيل وفد رفيع من تيار المستقبل لزيارة نصرالله ،حتى يتم التوصل الى تحديد مكان "محايد"،آمن التوقيت والظروف والمحيط،حيث يجتمع الحريري ونصرالله ،خصوصا وأن فكرة التلاقي تكوّنت جنينيا في رحم القصر الجمهوري الذي اقترحه الرئيس ميشال سليمان مكانا للإجتماع ،ولكن نصرالله اعتذر عن عدم قدرته على الإنتقال إليه لأسباب أمنية؟

 

هذا السؤال لا جواب عنه حتى الساعة،لأن إعادة تكوين العلاقة بين "حزب الله"و"تيار المستقبل"،لا تزال تتمحور حول نقطة واحدة لا غير:أبواب قريطم مفتوحة أمام الجميع. وفي حال ثابر الحريري على سلوكيته الرمضانية ،أي سلوكية العودة الى القاعدة قبل التحرك في هذا الإتجاه أو ذاك ،فحينها يُمكننا أن نتلمس معا ...الجواب .

تصعيد في الثوابت

 

وفي مجال متصل ،صعد الحريري في تمسكه بالثوابت ،عشية لقاء قريطم ،وأبقى موقفه من وظيفة حزب الله ،حبث هو .

وهو قال في إفطار اقامع على شرف عائلات بيروتية ومن ضمنها عالات من الأشرفية :

 

البعض يريد للبنان ان يتحول الى دولة تعمل بالسخرة عن دول مجاورة او عند انظمة مجاورة.يريد لبنان ساحة لصراع الاخرين وخط إمداد لمصالح الانظمة القريبة والبعيدة، ونقطة التقاء لازمات العالم شرقا وغربا.

البعض يريد لبنان جبهة الصراع الوحيدة مع اسرائيلي،فيما تنعم سائر الجبهات بالهدوء المضجر، والبعض يريد لبنان خط هجوم رديف في ازمة ايران مع العالم، والبعض الآخر يفتش عن مثال لجورجيا للتعامل مع لبنان.

والسؤال ماذا يريد اللبنانيون؟ هل يريدون دولة عربية حرة مستقلة؟ام يريدون دولة تعمل بالسخرة عن الآخرين"؟

وختم النائب الحريري:"نحن في الرابع عشر من آذار اعلنا تحرير لبنان من نظام السخرة الاقليمي،وطالبنا بقيام دولة حرة قادرة،هي المسؤولة عن الشأن الوطني وعن الامن القومي،وما يجري منذ سنوات هو محاولة لضرب هذا المفهوم والعودة الى زمن الوصاية،بالواسطة او بغير الواسطة.

نحن في الرابع عشر من آذار،لن نسلم قرار لبنان الى الخارج مهما مارسوا من ضغوط في الداخل ،قرار لبنان سيبقى لبنانيا،زمن تقطيع لبنان الى جوائز ترضية يتم تقديمها لجهات اقليمية وخارجية، زمن انتهى، وعليكم الاتكال على كل اللبنانيين في وضع نهاية كاملة لهذا الزمن".

 14 آذار داعمة 

 

 

 

 وعشيّة اللقاء المرتقب، كان لافتاً الاجتماع الذي عقدته قيادات قوى 14 آذار في قريطم الذي تمّ خلاله "استعراض حركة المصالحات التي أجريت في طرابلس والبقاع والجبل، والتحضيرات الجارية للقاء المرتقب بين تيّار المستقبل وحزب الله".

وفي موقف "داعم" لحركة المصالحات ولقاء "المستقبل" ­ "حزب الله"، أكّدت قوى 14 آذار في بيان أصدرته أنّ "حماية السلم الأهلي واستكمال ديناميّة المصالحات التي بدأت، رغم الاختلاف السياسيّ، هو خيار جامع لكلّ قوى 14 آذار التي تنطلق من رسوخها في ثوابتها الوطنية، وتحالفاتها السياسيّة والانتخابيّة التي لا مساومة عليها". واعتبرت أنّ هذه الثوابت والتحالفات هي "لمواجهة المخاطر والأفخاخ الأمنيّة، وللعودة الى المسار السلميّ الديموقراطي في العمل السياسيّ الذي يجب أن يكون بعيداً عن العنف تطبيقاً لاتفاق الدوحة بكلّ مندرجاته".

وأكّدت أنّ "مشروع الدولة يمثّل الخلاص للبنانيين وهو المشروع الذي يجب التمسّك به"، وشدّدت على "ضرورة قيام القوى الشرعيّة العسكرية والأمنيّة بواجباتها كاملة لإحلال الأمن وحماية المواطنين، ووقف أيّ اعتداء على حريّاتهم وكراماتهم وممتلكاتهم في بيروت والمناطق اللبنانية كافة".

 

 

 

وزير الدفاع والثنائي الشيعي وفرع المعلومات     

أمن وميليشيا

 

 

2008-09-23

أسرة التحرير-يقال.نت

 

 

مفارقة غريبة ...

منذ وصول المقدم وسام الحسن الى رئاسة "فرع الأمن والمعلومات "في قوى الأمن الداخلي،تعرّض هذا الفرع لحملة شعواء على اساس أنه "ميليشيا تابعة لتيار المستقبل"،ولكن ما إن تمّ تعميم القرار الصادر عن وزير الدفاع الياس المر ،الذي يمنع استعمال كل البطاقات الأمنية وبطاقات تسهيل المرور غير الصادرة عن وزارة الدفاع ،حتى تحرّكت الماكينة الأمنية في "حزب الله" ولاقتها "حركة أمل "إعتراضا على هذا الإجراء الذي يُلغي مفاعيل البطاقات الصادرة عن فرع الأمن والمعلومات في وجه التحديد.

أليست مفارقة تُثبت أن اللبنانيين  أسرى "بروبغندا"،خصوصا متى يتبيّن أن لا "تيار المستقبل"ولا أي مجموعة سياسية وحزبية في قوى الرابع عشر من آذار ،قد رفّ لها جفن ،حيال تدبير يحصر منح هذا النوع من التراخيص التي تُمنح للمدنيين،بوزارة الدفاع الوطني،ويسحبه من فرع الأمن والمعلومات في قوى الأمن الداخلي ؟

وهذا يعني أن لبنان ،أضحى حاليا خاليا من بطاقات مماثلة ،على اعتبار أن تلك التي منحتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني قد تمّ إلغاؤها ،بعد التشكيلات التي حصلت فيها ،في ضوء خروج العميد جورج خوري ودخول العميد إدمون فاضل.

وإذا كانت كل خطوة من شأنها جصر المسؤوليات الأمنية بجهة واحدة تُثير الإرتياح نظرا لانعكاساتها على أمن البلاد وطمأنينة العباد ،فإن السؤال يبقى عمّا إذا كانت وزارة الدفاع ستعتمد آلية محددة لممارسة هذه الصلاحية التي حصرتها بها ،بناء على قرارات سبق اتخاذها في اجتماع أمني ترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا ،على إثر اغتيال الشهيد صالح فرحان العريضي.

وحمل قرار المر الرقم 930 /ود،وهو قضى بتكليف قيادة الجيش (ووحداتها منتشرة في كل لبنان )توقيف كل من يستعمل   البطاقات الامنية وبطاقات تسهيل المرور وبطاقات التعريف واي تراخيص ممنوحة للمدنيين من اي نوع كانت باستثناء التراخيص الصادرة عن وزارة الدفاع الوطني،وإحالة المخالفين على القضاء المختص.

 

 "الطقم" الذي يسير مع سوريا هو من أعداء لبنان والشيخ العريضي كان ممن قاتلوا ضد هجوم "حزب الله"

شمعون: عون لا يمكنه إلا أن يخسر وهذا ما يدل عليه تاريخه

غادة حلاوي ، الاثنين 22 أيلول 2008

إعتبر رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون أنّ فتح الجروح وإحياء الغرائز والنعرات وراء ما حصل في الكورة، متهمًا سوريا وحلفاءها "وحليفها الجديد العماد عون بصب الزيت على النار"، معتبرًا أنّه إذا لم يُصَر إلى إعادة بناء دولة تعيد ضبط الأمور، فسنشهد بين فترة وأخرى مشاكل تعتمد اسلوب التفرقة كي تعيد سوريا تقوية نفوذها في لبنان وتقول للدولة اللبنانية، بدءًا من شخص رئيس الجمهورية، إذا أردتم الهدوء في لبنان فيجب الاستعانة بي".

شمعون وفي حديث لـ”nowlebanon.com” حذّر من وجود "أيادي تعمل على شحن الاجواء وتمنع عودة الهدوء وتعيد نبش القبور بهدف اشعال الفتنة في لبنان كي تكون الدولة اللبنانية بحاجة الى تدخل سوري"، وقال إنّ "العنوان العريض لسياسة سليمان فرنجية متوافق كلياً مع السياسة السورية، وهو لا يريد ان يعترف بحقيقة ان والده وجدّه حاربا سوريا، وانا كنت ممن واكب معارك التحرير من السوريين في زغرتا، وأعرف كيف كنا نتعاون من اجل التخلص من هذا النفوذ"، مضيفًا "نحن أيضًا جرحنا موضوع اهدن الذي كان بتدبير سوري ولولا أنهم أرادوا معركة بين الكتائب وزعامات الشمال المسيحية لما استطاعت القوافل والمساعدات التي قامت بالمعركة المرور على الحواجز السورية بمواكبة أجهزة الاستخبارات السورية التي انطلقت من سن الفيل... لقد خططوا لها بشطارة ووقعنا في الفخ وانقسم مسيحيو الشمال عن باقي مسيحيي لبنان وحصل ما حصل".

وعن إمكانية أن تشهد البلاد مصالحات مسيحية – مسيحية على غرار المصالحات الاخرى أجاب شمعون "الجميع احسن من الموارنة، لأنهم برهنوا أنهم يستطيعون التصالح "ما في إلا الموارنة كل واحد آخذ زاوية ويقوّص على الثاني"، محمّلاً  النائب ميشال عون "كامل المسؤولية عن التشرذم المسيحي الحاصل اليوم" وقال "كنت الوحيد الذي جمع "القوات" و"التيار العوني" وقسم من "الكتائب" الى طاولة واحدة ، لكن الذي "خرّب القصة" هو ميشال عون الذي بدأ يعطينا أوامره من باريس وحين لم نطعه أصبحنا "سيئين" ثم انسحب من لجنة التنسيق، ... ثم حاولنا في قرنة شهوان جمع الموارنة، وكي لا يغار من فكرة زعامة غيره اخترنا ان ننضوي تحت قبة بكركي، فعاد إلى إعطائنا أوامره ورغم اننا اطعناها إلا انه عاد وانسحب متسببًا بتشرذم مسيحي".. وفي الآونة الأخيرة "وافق على ان تبث المحطة التلفزيونية التي يملك المجازر التي حصلت في اهدن كي تسبب إشكالات"، وردًّا على سؤال عن الطرف القادر على جمع الموارنة اليوم أجاب شمعون "بعد مار مارون لا يوجد أحد".

وحول ما إذا كانت هناك اختلافًات في الرأي بين مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار قال شمعون "نعم توجد خلافات "وخناق" على المقاعد، لكن لدينا من العقل ما يحول دون شق 14 آذار في الانتخابات فنقدم هدية الى أعدائنا وأعداء الوطن، معتبرًا ما وصفه بـ"الطقم" الذي يسير مع سوريا بأنه من أعداء لبنان.... وأضاف "هم لا يريدون لبنان سيدًا حرًا مستقلاً، يتقيدون بولاية الفقيه اكثر من الدستور اللبناني ويريدون دولة اسلامية... يجوز ان لديهم جواز سفر لبنانياً لكنّ انتماءهم فارسي"، مستطردًا  "اذا اعلنوا انسحابهم من ولاءاتهم الخارجية وسلموا في لبنان حر ومستقل، حينها نقول إنهم عادوا الى الاصول ولا نعود على مشكلة معهم".

وتساءل بعد اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ما الذي تحقق على الأرض؟ مجرد "حكي بحكي". معتبرًا أننا "لا زلنا في مكاننا مع قليل من تبويس اللحى" وأنّ "النوايا ليست سليمة".

وعن إعادة انفتاح رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" على "حزب الله" رأى شمعون أنّ النائب جنبلاط "كزعامة درزيه مسؤول عن الدروز لم يكن بمقدوره الا ان يفعل ما يفعله بعد ان ارتفع صوت الدروز جراء الاعتداء الذي تعرضوا له، فاجتمعوا يدا واحدة من أجل معالجة رواسب ما حصل خصوصا ان لا دولة تحمي، فاضطر لتليين الامور للحؤول دون تكرار ما حصل".

وعما إذا كان قد حسم مسألة ترشيحه للانتخابات النيابية في الشوف قال شمعون "حسمته مع نفسي"، لكن يبقى موضوع "القانون الاعوج للبلديات الذي اخترعوه"، وحول ما إذا كان سيرشّح إبنه للانتخابات في حال بقيت مهلة العامين تحول دون ترشحه أجاب "معقولة".

وفيما لو أراد حلفاؤه ترشيح غيره عن مقعد الشوف قال شمعون "مع احترامي لغطاس خوري وجورج عدوان ولكن اعتبر أن قاعدتنا في الشوف تستأهل التمثيل".

شمعون شدّد على أنّ الشيخ صالح العريضي الذي اغتيل بالأسلوب الذي اغتيل فيه كل من سمير قصير وجورج حاوي، "كان من جملة الشباب الذين دافعوا عن بيصور وهذا هو الجرم الذي لا يغتفر في الكتاب السوري، ويجوز انهم كانوا يتوقعون منه أن يطلق النار على والده وأخيه وعلى أهل ضيعته، لكنه أطلق النار مدافعًا عنهم،.. وأنا أعرف أنه من الجماعات التي قاتلت ضد هجوم حزب الله".

وبشأن توقعاته لنتائج الانتخابات النيابية المقبلة قال شمعون "في النهاية لن يصح إلا الصحيح".... و"إذا كان قسم كبير مأخوذًا بأفكار بعض الجهات فهي تظهر له يوما بعد يوم انها فاشلة في عملها السياسي وفاشلة في ولائها للبنان، وهذا سيصب في صالحنا". وأضاف "الحمد لله هم لا يرتكبون الا الاخطاء، وكل مرة اسمع فيها ميشال عون أصفق له على أخطائه"، معتبرًا في المقابل أنّ قوى الرابع عشر من آذار ترتكب الأخطاء "لكنها ليست أخطاء مميتة ولا هي أخطاء في الوطنية".

وحول توقعات قوى 8 آذار بخسارة قوى 14 آذار الأكثرية في انتخابات 2009 ردّ شمعون قائلا "هذه تمنياتهم التي لن تتحقق" ... وأعرب عن اعتقاده بأن النائب ميشال عون "لا يمكن إلا أن يخسر وهذا ما يدل عليه تاريخه، يقوم بإنطلاقة مهمة لكن عدم معرفته بإدارة الامور وعدم وجود اي بسيكولوجية سياسية صالحة يعود فيخسر، آخر مرة خسر وهرب الى فرنسا ثم عاد وغش الناس في انطلاقته واليوم نرى الناس تعيد التفكير في ولائها له. هو سرق ثلاثة أرباع العونيين من "الأحرار" و"الكتلة"، وإلا فهل هو ورثهم عن والده؟"

وفيما يلي نص المقابلة مع رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون.

كيف تقرأ ما حصل في الكورة بين المردة والقوات اللبنانية؟

قراءة سيئة وكنا نود لو ان معالجة حصلت لهذا الجرح النازف منذ زمن، لا بل بالعكس من ذلك فقد جاء من يقتح الجروح عندما بثت قناة "Otv"  برنامجاً عما يسمى مجزرة اهدن اعيد بثه لمرات، ذكّر من كان نسي وعرّف من لم يعرف بالذي حصل، فأعادوا إحياء الغرائز والنعرات التي أثارت المشاكل وكان آخرها ما حصل في الكورة. الجو العام بشع وهناك من يصب الزيت على النار.

من تقصد؟

سوريا وحلفاؤها، وقد بات لديها أخيرًا حليف جديد هو العماد عون.

تقصد بحلفاء سوريا الوزير السابق سليمان فرنجية؟

بالطبع فهو من الحلفاء التقليديين الذي قال مرة، ولسوء الحظ، لا يمكن للمسيحيين العيش من دون سوريا والعلويين، وانطلاقًا من هنا أقول إذا لم يمر الوقت الكافي وتتوافر الظروف الجيدة لاعادة بناء دولة تعيد ضبط الامور، فسنشهد بين فترة وأخرى مشاكل تعتمد اسلوب التفرقة كي تعيد سوريا لتقوية نفوذها في لبنان وتقول للدولة اللبنانية، بدءًا من شخص رئيس الجمهورية، إذا أردتم الهدوء في لبنان فيجب الاستعانة بي.

بدأ الخلاف بين شبان من الحزبين فما دخل سوريا وحلفائها؟

هل كان الخلاف ليحصل لولا ان الاجواء مشحونه؟ ومن هو الطرف الذي يشحن الاجواء؟ هناك أيادي تعمل على شحن الاجواء وتمنع عودة الهدوء وتعيد نبش القبور وهذا يصب في خانة واحدة وهي اشعال الفتنة في لبنان كي تستمر حاجة الدولة اللبنانية الى تدخل سوري.

سليمان فرنجية يقول...

(مقاطعاً) لسوء الحظ لا استمع الى كلام سليمان فرنجية، كلما كنت استمع لكلامه اتمنى لو أنني لم أسمعه.

ولكن سليمان فرنجية يشكل حيثية؟

ليشكل ما تريدين، لكن كنا نتأمل ان يكون اسلوب عمل الحيثية التي يشكلها ايجابيًا وليس سلبيًا. العنوان العريض لسياسة سليمان فرنجية متوافق كليا مع السياسة السورية.

يعترف سليمان فرنجية بصداقة عائلية مع آل الأسد، لكن أيضًا بعض حلفائك كانوا على علاقة بالنظام السوري وهناك من يتحدّث عن محاولات لإعادة إحياء هذه العلاقة؟

نعم كان هناك اشخاص مشوا مع سوريا في الماضي ثم عدلوا 180 درجة، ماذا نقول لهم؟ وآخرون لم يكونوا الى جانب سوريا باتوا معها فهل نقول لهم "برافو"، وكما أنّ هناك بالمقابل اشخاصًا كانوا مع سوريا وأكملوا معها.

هو لا يعرف ولا يريد ان يعترف بحقيقة ان والده وجدّه حاربا سوريا، وانا كنت ممن واكب معارك التحرير من السوريين في زغرتا، وأعرف كيف كنا نتعاون من اجل التخلص من هذا النفوذ وكيف كانت سوريا تستخدم الفلسطينى وآخرين، لكنه شاب لا يريد ان يفهم وهو يتعامل على أساس ذاكرة جديدة ألفها على مزاجه، وليس لديه إلا جرح اهدن. نحن أيضًا جرحنا موضوع اهدن الذي كان بتدبير سوري ولولا انهم ارادوا معركة بين "الكتائب" وزعامات الشمال المسيحية لما استطاعت القوافل والمساعدات التي قامت بالمعركة المرور على الحواجز السورية بمواكبة أجهزة الاستخبارات السورية التي انطلقت من سن الفيل. لقد خططوا لها بشطارة ووقعنا في الفخ وانقسم مسيحيو الشمال عن باقي مسيحيي لبنان وحصل ما حصل. وسليمان فرنجية لا يريد التعرف على كل هذا لأسباب عدة لكن عذره غير شرعي في أن لا يعترف بهذه الحقيقة ويساعد على إزالة الرواسب التي خلفها هجوم اهدن.

قال سليمان فرنجية إن الأحداث المتكررة لم تكن تحصل قبل خروج سمير جعجع من السجن؟

يعيد فتح قصة طويلة عريضة ولكن حين كان سمير جعجع في السجن كانت "القوات اللبنانية" ممنوعة من التحرك في الشمال وخارجه بسبب وجود القوات السورية، وهل لأن السوريين انسحبوا وبات لدى هؤلاء حرية تحرك نعمل على منع تحركهم في مناطقهم؟

هل يمكن ان نشهد مصالحات مسيحية – مسيحية على غرار المصالحات الأخرى الحاصلة؟

الجميع أحسن من الموارنة.

لماذا؟

لأنهم برهنوا ان لديهم عقلا أكثر من الموارنة ويتصالحون مع بعضهم، "ما في إلا الموارنة كل واحد آخذ زاوية ويقوّص على الثاني".

وهذا كلام ينطبق على موارنة 14 آذار؟

ليس الى هذه الدرجة، ومهما كانت خلافاتنا نعرف كي نجلس الى الطاولة ذاتها ونتحدث سوية ونصل الى نتائج معينة. طبعًا لدى كل حزب مشروعه وتحركاته التي لا تزعج الآخرين.

ألا تخاف من تفاقم التشرذم المسيحي قبيل الانتخابات؟

من جهتي ليست لدي مشكلة وكنت على تواصل حين كانت الاتصالات مقطوعة بين الجميع، وكنت الوحيد الذي جمع "القوات" و"التيار العوني" وقسماً من "الكتائب" الى طاولة واحدة ، لكن الذي "خرّب القصة" هو ميشال عون الذي بدأ يعطينا أوامره من باريس، وحين لم نطعه أصبحنا "سيئين" ثم انسحب من لجنة التنسيق.

حاولنا في قرنة شهوان جمع الموارنة ولكن كي لا يغار من فكرة زعامة غيره اخترنا ان ننضوي تحت قبة بكركي، فعاد إلى إعطائنا أوامره، ورغم اننا اطعناها إلا انه عاد وانسحب متسببًا بتشرذم مسيحي. لذا انا احمل ميشال عون كامل المسؤولية عن التشرذم المسيحي الحاصل اليوم. كان من المفترض ان يأتي عون بسليمان فرنجية ويكون مسؤولاً عن إجراء المصالحة، لكن بدل ذلك وافق على ان تبث المحطة التلفزيونية التي يملك المجازر التي حصلت في اهدن كي تسبب إشكالات. نحن مسيحيو 14 آذار نختلف مع بعضنا ولكن نعرف ان حدود خلافاتنا هي مصلحة لبنان.

لكن  توصيف النائب وليد جنبلاط لحال مسيحيي 14 آذار جاء مختلفًا؟

نعرف ان الاستاذ وليد جنبلاط يقول احيانا مواقف على قاعدة "الحجر في جنينتك.. اسمعي يا جارة" ويجوز انه يقول كلامه هذا كرسالة كي تحصل بعض الأمور الانتخابية التي يريدها، إنما ليس هذا هو الوصف الصحيح لمسيحيي 14 آذار، نعم توجد خلافات "وخناق" على المقاعد، لكن لدينا من العقل ما يحول دون شق 14 آذار في الانتخابات فنقدم هدية الى اعدائنا.

استوقفتني كلمة "أعدائنا"؟

أجل، أعداؤنا وأعداء الوطن، "الطقم" الذي يسير مع سوريا هو من أعداء لبنان.

أليسوا شركاءكم في الوطن؟

ليسوا شركاءنا أبدًا، واذا كان شريكنا فهو شريك مضارب. لا يريدون لبنان سيداً حراً مستقلاً، يتقيدون بولاية الفقيه اكثر من الدستور اللبناني ثم انهم يريدون دولة اسلامية، يجوز ان لديهم جواز سفر لبنانياً لكنّ انتماءهم فارسي.

ألا تعتقد أن هناك تطورًا في خطابهم؟

لا أصدق خطابهم الا اذا اعلنوا انسحابهم من ولاءاتهم الخارجية وسلموا في لبنان حر ومستقل، حينها نقول إنهم عادوا الى الاصول ولا نعود على مشكلة معهم.

كيف ذلك وقد حصل اتفاق الدوحة وشكلت حكومة الوحدة الوطنية؟

صار وصار وصار... ولكن ما الذي حصل على الأرض؟ "حكي بحكي".

 كان من المعيب ان يذهب اللبناني بتاريخه العريق إلى دولة ولدت حديثاً كي ينجز صلحًا، مع احترامي لقطر وشكري على ما انجزوه.

عادوا من الدوحة فما الذي تغير، رأينا ما حصل بالأمس على طاولة الحوار، وكيف أن "حزب الله" لا يزال متمسكاً بسلاحه ومعنى ذلك أنّ قرار السلم والحرب سيستمر في يده وهذا ما كان يجب بحثه ولكنه لم يبحث، إذًا لا زلنا في مكاننا مع قليل من تبويس اللحى.

أليس جيدًا انطلاق الحوار؟

لم ينطلق، "الكلام حلو" لاسيما كلام رئيس الجمهورية ولكن النوايا ليست سليمة وإلا كانت تكفي مدة نصف ساعة لحسم الموضوع نهائيا.

اذا كيف تفسر إعادة الانفتاح بين جنبلاط و"حزب الله"؟

هذا ليس انفتاحًا، والهجوم الذي شنه "حزب الله" على جنبلاط وعلى المناطق الدرزية لم يكن للدروز يد فيه، وكزعامة درزيه مسؤول عن الدروز لم يكن بمقدوره الا ان يفعل ما يفعله بعد ان ارتفع صوت الدروز جراء الاعتداء الذي تعرضوا له، اجتمعوا يدا واحدة لوضع حد لما حصل وفتح المجال لتسوية الوضع مع "حزب الله" من أجل معالجة رواسب ما حصل خصوصا ان لا دولة تحمي. فاضطر لتليين الامور للحؤول دون تكرار ما حصل.

يعني أنت تبرر إعادة تموضعه؟

من دون شك، ولو اني ما كنت لأقول الكلام الذي قاله، لكن الفكرة الأساسية هي تصحيح الخطأ الذي وقع.

هل حسمت مسألة ترشيحك في الشوف؟

حسمته مع نفسي، لكن "أنا وأمي وبيّي قبلانين،... بدنا العروس تقبل".

من هي العروس هنا؟

القانون الأعوج للبلديات الذي اخترعوه.

والذي يصر فيه نواب "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" على استقالة رؤساء البلديات قبل سنتين من الترشح للانتخابات؟

أحترم تقيّدهم بالقواعد الديمقراطية والحقيقة "خجّلونا".

إذا بقيت مهله العامين هل ترشح إبنك؟

معقولة.

لكن المقعد الحالي هو للقوات اللبنانية وربما يرشّح النائب الحريري غطاس خوري؟

أين المشكلة؟ فليأخذ كل واحد نصيبه.

مع احترامي لغطاس خوري وجورج عدوان ولكن اعتبر أن قاعدتنا في الشوف تستأهل التمثيل.

كيف تقرأ عملية اغتيال الشيخ صالح العريضي؟

اغتيل بنفس اسلوب اغتيال سمير قصير وجورج حاوي ، كان من جملة الشباب الذين دافعوا عن بيصور وهذا هو الجرم الذي لا يغتفر في الكتاب السوري.

لكنه من حلفاء سوريا والوزير ارسلان لم يتهم سوريا؟

الجريمة مشابهة للجرائم الاخرى التي نفذها السوري، ويجوز انهم كانوا يتوقعون منه أن يطلق النار على والده وأخيه وعلى أهل ضيعته، لكنه أطلق النار مدافعًا عنهم.

طلال ارسلان لم يقل هذا؟

أعرف أنه من الجماعات التي قاتلت ضد هجوم "حزب الله". وطلال ارسلان لن يقول كلامي هذا، إنما ليس عندي مشكلة في قوله.

هل تتوقع ان تسير المصالحات قدمًا؟

لست ضد المصالحات، خصوصًا إذا كانت لحساب الوطن وليس على حسابه وان لا ينتقل الحريري مثلا للسير مع الإيراني.

هل تتخوف من تحالف مشابه للحلف الرباعي؟

لا ، لا ارى ان وليد جنبلاط بإمكانه الدخول في مثل هذه الوضعية لانه حينئذ لن يجد له مكانا، ويعود الى دخول دوامة لم يصدق كيف خرج منها والتي هي دوامة حلفاء سوريا.

كم سيخسر؟ اذا خضنا في 14 آذار المعركة معا فما الذي يخسره؟ مقعداً للحريري هنا أو مقعداً هناك؟

يجوز انه غير متأكد من تماسك فريق 14 آذار؟

أخصامنا غير متأملين بذلك، ويُصلّون لعدم تماسكه.

والكلام المهادن الذي نسمعه في الآونة الأخيرة؟

هدفه ترطيب الأجواء، لانهم لا يريدون الاستمرار في معارك مع "حزب الله" لاسيما على أبواب الانتخابات.

هل ستحافظ الاكثرية على وضعيتها في الانتخابات المقبلة؟

بل وأكثر. وفي النهاية لن يصح الا الصحيح والشعب اللبناني "مش مجدوب"، إذا كان قسم كبير مأخوذًا بأفكار بعض الجهات فهي تظهر له يوما بعد يوم انها فاشلة في عملها السياسي وفاشلة في ولائها للبنان، وهذا سيصب في صالحنا. والحمد لله هم لا يرتكبون الا الاخطاء، وكل مرة اسمع فيها ميشال عون أصفق له على أخطائه.

آخر مرة صفقت له؟

على موضوع طائرة الجيش، وعلى تعديل قانون البلديات حيث يظهر مدى احترامهم للشخص المنتخب من الشعب.

14 أذار ليس عندهم أخطاء؟

ليست مميتة ولا هي أخطاء في الوطنية.

آخر أخطائهم؟

بعض ما قاله جنبلاط، كان يمكن الاستغناء عنه وهذا خطأ تكتيكي لكنه ليس خطأ وطنيًا مميتًا.

 8 آذار تتوقع خسارتكم؟

بل هي تمنياتهم، ومن أخبارهم أن الاتفاق حصل في الشوف على ماريو عون الذي سيكون متحالفًا مع جنبلاط في الانتخابات، غير أن هذا حلم من أحلامهم وأمنية لن تتحقق.

وهل وعدك جنبلاط بأنّ هذا لن يحصل؟

من دون أن يعدني أعرف وليد جنبلاط جيدًا، ولا أحد يعرفه مثلي. علاقاتي مع جنبلاط أو مع أي زعيم آخر حدودها مصلحة لبنان. في المنطقة ليس لنا إلا وليد جنبلاط  كزعامة درزية، وتعاملنا معه رغم كل الخلافات السياسية ونجحنا.

لكن تقديرات المعارضة هي نتائج كاسحة لعون؟

فلنر... "وعلى السكين يا بطيخ".

لماذا أنت واثق من خسارته؟

لا يمكن إلا أن يخسر عون وهذا ما يدل عليه تاريخه، يقوم بإنطلاقة مهمة لكن عدم معرفته بإدارة الامور وعدم وجود اي "بسيكولوجية" سياسية صالحة يعود فيخسر، آخر مرة خسر وهرب الى فرنسا ثم عاد وغش الناس في انطلاقته واليوم نرى الناس تعيد التفكير في ولائها له. هو سرق ثلاثة أرباع العونيين من "الأحرار" و"الكتلة"، وإلا هل ورثهم عن والده؟. هو يصدّق نفسه أنه "صار" ويقف أمام المرآة مزهوًا بنفسه.

هل هناك شخص قادر اليوم على توحيد الصف المسيحي؟

بعد مار مارون لا يوجد أحد.

ولا حتى البطريرك؟

"ما نحلم". لقد جاء شخص إسمه كميل شمعون في الماضي لكن حتى هو تعرض للهجوم... "مش كل الناس كميل شمعون ولا الظروف مشابهة".

وماذا عن رئيس الجمهورية؟

ان شاء الله. أنا لا أعرفه كفاية والسياسة تتطلب حنكة خاصة وحسًا سياسيًا، وهذا ما برع به كميل شمعون الذي مارس سياسة فن الممكن. ميشال سليمان لا يزال جديدًا وبطبيعة الحال هناك فرق بين أن تكون السياسة عملك وبين أنك كنت تمارسها ساعة في النهار.