المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 26 ايلول/2008

إنجيل القدّيس مرقس .27-17:10

وبَينَما هو خارِجٌ إِلى الطَّريق، أَسرَعَ إِليه رَجُلٌ فجَثا له وسأَلَه: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالح، ماذا أَعمَلُ لأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة؟» فقالَ له يسوع: «لِمَ تَدْعوني صالِحاً؟ لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه. أَنتَ تَعرِفُ الوَصايا: «لا تَقتُلْ، لا تَزْنِ، لا تَسرِقْ، لا تَشهَدْ بِالزُّور، لا تَظْلِمْ، أَكْرِمْ أَباكَ وأُمَّكَ». فقالَ له: «يا مُعلِّم هذا كُلُّه حَفِظْتُه مُنذُ صِباي». فحَدَّقَ إِليهِ يسوع فأَحبَّه فقالَ له: «واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتَبعْني». فاغتَمَّ لِهذا الكَلامِ وانصَرَفَ حَزيناً، لأَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير. فأَجالَ يسوعُ طَرْفَه وقالَ لِتَلاميذِه: «ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ اللهِ عَلى ذَوي المال». فدَهِشَ تَلاميذُه لِكَلامِه فأَعادَ يسوعُ لَهمُ الكَلامَ قال: «يا بَنِيَّ، ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ الله! لأَن يَمُرَّ الجَمَلُ مِن ثَقْبِ الإِبرَة أَيسَرُ مِن أَن يَدخُلَ الغَنِيُّ مَلكوتَ الله». فاشتَدَّ دَهَشُهُم وقالَ بَعضُهم لِبَعض: «فَمَن يَقدِرُ أَن يَخلُص؟» فحَدَّقَ إِلَيهِم يسوعُ وقال: «هذا شَيءٌ يُعجِزُ النَّاسَ وَلا يُعجِزُ الله، فإِنَّ اللهَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير».

 

القدّيس لاون الكبير (؟-حوالى 461)، بابا وملفان الكنيسة

العظة 95/"ما أعْسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ اللهِ على ذوي المال"

عندما قالَ يسوع المسيح: "طوبى للمَساكينِ بِالروحِ، لأنَّ لَهُم مَلَكوتَ السمَواتِ" (متى5: 3)، أظهرَ لنا أنّ ملكوت السموات يُعطى لمُتواضعي القلب وليس للمُفتقِرين إلى الثروة. لكنّه لا شكّ بأنّ الفقراء سيحصلون على هذه العطيّة بطريقة أسهل من الأثرياء حيث أنّ فقر البعض يزيد من ميلهم إلى الطيبة، وثراء الآخرين يحملهم إلى المزيد من التعجرف. لكنّ العديد من الأثرياء يملكون هذا الحسّ من العطاء الذي يضع الثراء في خدمة الأعمال الخيريّة وليس لزيادة نفوذهم في المجتمع. فهم يرون أن المكسب الأكبر هو في ما ينفقونه للتخفيف من بؤس الآخرين ومن آلامهم. إنّ تواضع القلب مُوزَّع إذًا بين البشر من جميع الأحوال. ويمكن أن نتساوى من حيث الإستعداد بدون أن نكون متساوين بالثروة. ومهما كان التفاوت في الممتلكات الدنيويّة، فليس هنالك من مسافة بين الأشخاص المُتساوين في الممتلكات الروحيّة. إذًا، طوبى للفقر الذي لا يرغب في زيادة ثرواته الأرضيّة، لكنّه يسمو إلى تعزيز ثرواته السماويّة.

 

حزب الله" يطالب بسحب السلاح من بيروت عدا الضاحية 

نزع صور الحريري وإبقاء صور الخميني!

 بيروت - "السياسة" والوكالات:

اتفق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري, امس, على إزالة الصور والشعارات والأعلام الحزبية من شوارع "بيروت الإدارية" فقط, على أن تنزع من كل لبنان لاحقاً, وذلك بعد إصرار "حزب الله" وحركة "أمل" على عدم شمول طريق المطار, الواقعة إدارياً في الضاحية الجنوبية لبيروت, معقل "حزب الله", بإزالة الصور والشعارات. وبعد اتفاق أولي على نزع الصور والشعارات منذ أسبوعين بين ممثلي " تيار المستقبل" والحركة والحزب, في حضور ممثلين للجيش وقوى الأمن الداخلي, تعرقل التنفيذ لإصرار "تيار المستقبل" على أن تشمل العملية طريق "مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي", حيث تكثر اللافتات والصور الخاصة بالإمام الخميني والإمام خامنئي والسيد حسن نصر الله وعماد مغنية وشعارات الحزب و"المقاومة الاسلامية".

وفي حين شدد "المستقبل" على ان طريق المطار هي واجهة لبنان, ولا يجوز أن تطالع الواصلين من الخارج صور قادة أي بلد آخر, أصر "حزب الله" وحركة "أمل" على صيغة بدء العمل بإزالة الصور والشعارات في "بيروت الإدارية" التي لا تشمل طريق المطار الواقعة إداريا في الضاحية الجنوبية, على أن تشمل العملية كل المناطق اللبنانية لاحقاً, وهذا ما وافق عليه مع الحريري في نهاية الأمر.

وفضلاً عن موضوع الصور, يطالب "حزب الله" بأن تكون بيروت مدينة منزوعة السلاح, وهذا يعني, وفقا لمراقبين, بقاء السلاح في الضاحية رغم أنها باتت تشكل جزءاً من بيروت, فتكون النتيجة كما سيحصل في موضوع الصور, حيث تنزع صور الرئيس الحريري من بيروت وتبقى صور الخميني وخلفائه على مدخلها.

وعقب اجتماعه مع بري على مدى ساعة ونصف الساعة, اعلن الحريري أنه تم الاتفاق على "نزع كل الصور والملصقات والأعلام والشعارات من دون استثناء, في مهلة أقصاها ثلاثة أيام, بالتعاون مع وزارة الداخلية وبلدية بيروت, على أن تنطلق هذه الخطة بداية في بيروت الإدارية, لتشمل لبنان كله في أسرع وقت".

وأوضح أن قرار نزع الصور والشعارات "هو نتيجة للقاء مع بري وزيارة وفد "حزب الله" لدارته في قريطم, اول من أمس, وبناء على اجتماعات متعددة بين المعنيين". وكان موضوع نزع الصور والشعارات في بيروت, قد وضع على نار حامية منذ أن عادت المشكلات الأمنية الى الساحة البيروتية اثر وقوع مواجهات بين شبان سنة وشيعة, حيث شكلت الصور والشعارات عناصر استفزاز في الأحياء والشوارع المختلطة, وخصوصاً ذات الغالبية السنية, التي تجتاح جدرانها وأعمدة الكهرباء فيها اللافتات والملصقات التي تمجد قادة "حزب الله" في لبنان وإيران, و"شهداء المقاومة", فضلاً عن أعلام حركة "أمل" الخضراء وصور رئيسها نبيه بري.

 

حمّل عون تبعات انسحابه من الحوار ويلتقي نصر الله قبيل العيد

الحريري يعلن الاتفاق على إخلاء بيروت من الصور والشعارات 

الرابطة المارونية تواصل تحركها لإنجاز المصالحة المسيحية وتؤكد مرجعية بكركي ورئاسة الجمهورية

بيروت - من عمر البردان والوكالات:السياسة

غداة لقاء كسر الجليد الذي عقد بين "تيار المستقبل" و"حزب الله", أول من أمس, وفي إطار المساعي التي يقوم بها لتخفيف الاحتقان السياسي والطائفي, زار زعيم "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري, امس, رئيس مجلس النواب نبيه بري, حيث جرى البحث في نتائج لقائه مع "حزب الله" وانعكاساته على الوضع الداخلي, كما تم استعراض الخطوات التي ينبغي القيام بها لإزالة الصور والشعارات السياسية والحزبية من بيروت وعدد من المناطق المحيطة, في إطار تعزيز المصالحات وتهدئة النفوس. وعقب اللقاء أعلن الحريري ان الاطراف السياسية المتخاصمة قررت اخلاء بيروت من الشعارات الحزبية, التي تشكل احد ابرز اسباب تفاقم الخلاف بينها, موضحا انه "تم الاتفاق على نزع كامل الصور والملصقات والأعلام والشعارات من دون استثناء, عقب لقائه بري وزيارة وفد "حزب الله" لقريطم, وبناء على اجتماعات متعددة بين المعنيين" من الطرفين. واشار الى ان العملية ستستغرق "مهلة أقصاها ثلاثة أيام" من دون ان يحدد موعد انطلاقها, مشيرا الى انها تشمل بداية بيروت الإدارية على "ان تشمل كل لبنان في أسرع وقت". وشمل الاتفاق "العمل على إحياء اللقاءات على مستوى اللجان الأهلية ولجان الأحياء والعائلات, بهدف التواصل والتكاتف والتعاون في بيروت خصوصا ولبنان عموما اعتبارا من الآن".

وتوقع الحريري امكانية عقد لقاء المصالحة المنتظر بينه وبين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل عطلة عيد الفطر, نافيا ان تكون لديه أي شروط للقاء نصر الله, وموضحا أن اللقاء يحتاج فقط إلى بعض الوقت لاعتبارات أمنية.

الى ذلك, حمل زعيم "المستقبل" رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون تبعات انسحابه من الحوار الوطني "إذا أراد ذلك", مؤكداً "أننا لا نتلاعب بقانون الإنتخاب بل يجري التصويت عليه في مؤسسات الدولة, وإذا لم تعجبه اللعبة الديمقراطية للعماد عون فهذا شأنه".

في سياق متصل, كشف مصدر نيابي شارك في اجتماع الحريري - "حزب الله" اول من امس ان وفد الحزب لم يجد أي اعتراض على شمول طريق المطار بقرار ازالة الصور والشعارات السياسية, بعدما كان أبدى سابقا شبه اعتراض من منطلق ان احداث بيروت واجواء التوتر والتشنج لم تشمل هذا الطريق, وتاليا فإن البحث بوضعه يأتي في مرحلة ثانية بعد ازالة الصور من مناطق التوتر داخل العاصمة.

ونقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن المصدر توضيحه ان هذه المهمة ستناط حصرا بالجهات الامنية من جيش وقوى امن, في ظل توافر التوافق السياسي المطلوب لانجازها, لافتا الى ان رضوخ الافرقاء المعنيين نتج عن قناعة تولدت بفعل عدم التوصل الى حل بالسبل العنفية, ووجوب البحث تاليا عن سبيل يؤمن الاستقرار المفقود. وأوضح المصدر ان ازالة الصور والشعارات قبل لقاء الحريري - نصر الله من شأن الدفع في اتجاه تسريعه, علما ان موعده مرتبط باعتبارات أمنية غير خاضعة للنقاش, ومكانه يبقى رهن الظرف الزمني الا ان الاهم من كل ذلك هو توافر الارادة السياسية لانعقاده.

من جانبها, توقعت أوساط نيابية في "تيار المستقبل" عقد اللقاء بين الحريري ونصر الله في غضون الساعات القليلة المقبلة على مأدبة إفطار, بعد إنجاز الترتيبات الأمنية الضرورية, كما لفتت مصادر قريبة من "حزب الله" ل¯"السياسة" الى أن اللقاء بين الزعيمين سيعطي دفعاً قوياً لإراحة الساحة الداخلية وتحقيق انفراج سياسي وأمني, وبما يساعد على تعزيز الاستقرار في الداخل, وسد الثغرات التي قد ينفذ من خلال المصطادون في الماء العكر, مشيرة الى ان هذا اللقاء سيفتح المجال أمام لقاءات أخرى بين قيادتي الفريقين, لتعزيز هذه المصالحة واتساع دائرتها.

ومواكبة للمساعي المتقدمة للمصالحة السنية - الشيعية كثفت الرابطة المارونية تحركها باتجاه مختلف الافرقاء المسيحيين في مسعى مماثل لتحقيق المصالحة المسيحية - المسيحية, حيث زار وفد منها برئاسة رئيسها جوزف طربية رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون, واشار طربية عقب اللقاء الى أن عون أظهر روحاً تصالحية عالية وإيجابية, وقال "نحن سنعمل على هذا الموضوع في الأيام المقبلة للوصول إلى نتيجة عملية, بعدما سمعناه من القيادات المسيحية في الأيام الأخيرة". وشدد على "أن بكركي ورئاسة الجمهورية هما صرحان وطنيان, ويعملان بكل جهد لإنجاح هذه المصالحة التي يجب أن تشمل الساحة المسيحية, لأن لا نجاح لطاولة الحوار من دون مصالحة مسيحية". الى ذلك, زار طربية رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل الذي أمل في "التوصل إلى إنجاز المصالحة المسيحية-المسيحية", معتبرا "أنه لا يجوز استمرار الوضع المسيحي على حاله", ومشيراً إلى "وجوب التواصل بين جميع القيادات المسيحية".

من جهته, شدد طربية على "إجراء المصالحة المسيحية, إما برعاية بكركي أو رئيس الجمهورية".

 

بوش يلتقي سليمان في البيت الابيض ويؤكد الدعم الاميركي للديموقراطية في لبنان

 وكالات/اجرى الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس محادثات في البيت الابيض مع نظيره اللبناني ميشال سليمان مؤكدا دعم ادارته لسيادة لبنان وديموقراطيته.

وقال بوش امام الصحافيين خلال استقباله سليمان في المكتب البيضوي ان لبنانيي الولايات المتحدة "يريدون لبنان حرا وسيدا ومستقلا وانا ايضا وانتم كذلك".

ورد سليمان قائلا "نحن هنا ايضا لتكرار حقنا في لبنان مزدهر وديموقراطي بلد متنوع في طبيعته وشعبه".

ورحب الرئيس الاميركي بعملية المصالحة في لبنان التي اتاحت استئناف الحوار بين اقطاب الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا والمعارضة القريبة من دمشق وطهران وذلك تمهيدا لاجراء الانتخابات النيابية المقررة في ربيع العام المقبل.

وخاطب سليمان "نحن معجبون بالحوار الوطني الذي تديرونه لتحقيق المصالحة. ان الولايات المتحدة فخورة بان تكون الى جانبكم. ان مهمتنا هي مهمتكم: بلد قوي وقادر يستطيع فيه الناس ان يعيشوا بسلام". واستؤنف الحوار الوطني اللبناني في 16 ايلول/سبتمبر برعاية سليمان بعدما توقف العام 2006. وتوافق المتحاورون على عقد جلستهم الثانية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

واضاف بوش "مضى وقت طويل قبل ان يزور رئيس لبناني المكتب البيضوي. شرف لي ان استقبلكم في هذه المناسبة".

ورد سليمان "انا سعيد بوجودي هنا. انا هنا لاشكركم على كل ما قمتم به دعما للبنان خصوصا المؤسسات العسكرية اللبنانية".

واضاف "نحن هنا ايضا لتكرار الحاجة الى تحرير كل الاراضي اللبنانية وكذلك لنقول بوضوح ان مستقبل اللاجئين الفلسطينيين هو في بلدهم وليس في لبنان".

ويقيم نحو 400 الف فلسطيني في 12 مخيما للاجئين في لبنان. ووفد معظم هؤلاء الى الاراضي اللبنانية مع قيام دولة اسرائيل العام 1948. ويخشى اللبنانيون ان يتم توطين هؤلاء ما يؤثر على التوازن الطائفي في هذا البلد.

ولم يشر بوش ولا سليمان الى سوريا التي لا تزال مدرجة على القائمة الاميركية للدول الداعمة للارهاب والتي كانت سحبت قواتها العسكرية من لبنان في نيسان/ابريل 2005 بعيد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت. ولا تزال دمشق تتمتع بنفوذ سياسي في لبنان عبر حلفائها وفي مقدمهم حزب الله. ويشكل موضوع سلاح التنظيم الشيعي المذكور البند الابرز على جدول اعمال الحوار اللبناني وسط انقسام حاد بين الاكثرية والمعارضة حول هذا الملف الحساس. واستؤنف الحوار بين الافرقاء اللبنانيين تنفيذا لاتفاق الدوحة الذي وقع في ايار/مايو الفائت وادى ايضا الى انتخاب سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

ووضع هذا الاتفاق حدا لازمة سياسية استمرت اكثر من 18 شهرا وكادت ان تفضي الى اندلاع حرب اهلية جديدة في لبنان وخصوصا بعد مواجهات في ايار/مايو في بيروت وعدد من المناطق اسفرت عن مقتل 65 شخصا.

 

صفير اطلع على اوضاع المسيحيين في مرجعيون وحاصبيا

شمس الدين: سأعمل على المصالحات بين "القوات" و"المردة"

 المركزية - أعلن وزير التنمية الادارية ابرهيم شمس الدين انه سيعمل مباشرة على اتمام مصالحات او على الاقل التواصل بين مجموعات سياسية لا تزال متنافرة وتحديدا القوات اللبنانية وتيار المردة.

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الوزير شمس الدين، وعرض معه الأوضاع والمستجدات على الساحة المحلية.

بعد اللقاء، قال شمس الدين: "الزيارة لغبطته واجب للتشاور معه خصوصا انه رجل حكيم وفي مكان جليل نقدسه، استعرضنا معه بعض العناوين السياسية والإجتماعية والعلاقات بين اللبنانيين، كما عرضنا لموضوع الإنتخابات ومشروع الدولة وقوتها التي يجب ان تقوم بدورها بواسطة من داخل مؤسساتها، وان تكون السلطة الحقيقية مجتمعة هي والشرعية في مكان واحد، لا ان يكون هناك إنفصام بين العنوانين وتأييد للمصالحات التي جرت وتجري وآخرها اتصال وزيارة أمس لقريطم واللقاء مع النائب سعد الحريري. ونحن نشجعه ونؤيده، لا بل حرّضنا على المصالحة كثيرا، ونحن راضون لهذا السياق، وآمل كثيرا، وربما سأعمل مباشرة، على ان تتم لقاءات لمصالحات، او على الأقل لتواصل ما بين مجموعات سياسية أخرى لا تزال متنافرة من خلال خطابها السياسي العام، وهو امر يعود بالضرر عليها وعلى اللبنانيين جميعا".

اضاف: أعني المصالحة السياسية بين "القوات اللبنانية" وتيار "المرده" وجهات أخرى، وفي لبنان ستبقى المسيحية والإسلام بخير، ولكن المسيحيين والمسلمين كأفراد ومواطنين يتعرضون لخطر وخصومات سياسية، لأن الإشكالات في لبنان ليست دينية إنما سياسية وحزبية ضيقة".

وتابع: "الدولة المدنية تحفظ الجميع وهناك كلام شهير ومعروف للامام شمس الدين حيث كان يدعو الجميع، الى الخروج من كهوفهم الطائفية، من مسلمين ومسيحيين، وأقول الآن الدعوة موجّهة للخروج من الكهوف الحزبية الضيقة النكرة، وبالتالي هي أصبحت اكثر أذية، والمطلوب الخروم من هذه الكهوف الى رحاب الوطن والناس لأنهم يستحقون كل خير، لا ان يتم إستغلالهم في الإعلام، أو يحرّضوا ويكونوا جمهورا او وقودا، فالناس مواطنون وليسوا جمهورا لأحد وغير تابعين لأحد".

بعدها إستقبل البطريرك الرئيس السابق لصندوق المهجرين شادي مسعد الذي بحث معه في موضوع البلدات المسيحية في المنطقة الحدودية لا سيما منطقتي مرجعيون وحاصبيا، حيث ان "الوضع الإقتصادي أثر سلبا على تحصين الوجود المسيحي فيها"، كما تم تداول "بعض الحلول التي تساعد على إبقاء المواطنين في قراهم". ثم التقى وفدا من بلدة الجرمق برئاسة راعي ابرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج يرافقه رئيس البلدية ميلاد فارس والمختار نبيل شديد وبحث معه موضوع إعادة إعمار البلدة المدمّرة كليا منذ العام 1976، وطالب الوفد الدولة والمعنيين كافة بالعمل على إعادة اهلها اليها أسوة ببقية المناطق اللبنانية التي هجرت.  وشكر الوفد دولة قطر التي تعمل على بناء كنيسة البلدة وبيت للوقف من ضمن المشاريع الإنمائية والإعمارية التي تقوم بها في لبنان.

وظهرا، إستقبل البطريرك صفير السفير الفرنسي لدى مالطا دانيال روندو في زيارة وصفت بالخاصة.

 

شدياق: رفض الاعتذار يدل على نوايا مبيتة وإذا ظل الوضع هادئًا قد أترشح للانتخابات

لبنان الآن/مارغريت اسطفان ، الخميس 25 أيلول 2008

في الذكرى السنوية الثالثة لمحاولة اغتيالها أكدت الإعلامية مي شدياق في حديث خصّت به “nowlebanon.com” أنّ مرتكبي الجرائم "ما زالوا موجودين ولكنهم قرّروا تخفيض الوتيرة لاعتبارات معينة... ولكن متى سيعودون للانقضاض علينا، لا أعلم".

وردًّا على سؤال قالت شدياق إنّ "التهديدات تلاحقني دائماً، لأنّ الطرف الذي أزعجه صوتي فحاول إطفاءه ولم يستطع، هذا الطرف الذي أخذ قطعة من الجسد لكنه لم يقدر على الصوت الذي ظلّ عاليًا، هذا الطرف ذاته يعود فيستنفر كّلّما يسمع هذا الصوت الذي يؤذيه، فقط لكونه يقول الحقيقة لا أكثر ولا أقلّ". وحول التهديدات التي تلقتها في الآونة الأخيرة لا سيما بعد مشاركتها في مسيرة التضامن مع محطة "أخبار المستقبل" لفتت شدياق إلى أنه "بعد تلك التهديدات، صار اتّفاق الدوحة، الأمر الذّي هدّأ الأجواء قليلاً، لكنني غير متأكدة من تطوّر الأمور سياسياً، على أمل أن نتقدّم الى الأمام وألا نرجع الى الوراء".

وعما إذا كانت المصالحات الجارية حاليًا من شأنها أن تحدّ من خطر تشريع الساحة اللبنانية أمام تنفيذ عمليات اغتيال جديدة، قالت: "اذا اعتبرنا ذلك، فانّ الذين يتصالحون هم الذين كانوا يقتلوننا، وأنا لا أعتقد ذلك".

وفي موضوع المصالحة المسيحية – المسيحية أملت شدياق أن "تصفى القلوب وأن يتمّ وضع الاعتبارات السياسية جانباً"، مشيرةً إلى أنّ "هناك أفرادًا قدّمت الخير وقوبلت، ليس بالقبيح، لكن بالتحفّظ، ورفض الاعتذار إنما يدلّ على نوايا مبيّتة ومآرب سياسية". مضيفةً "أعتقد اذا رجعنا الى تعاليمنا المسيحية التّي تعلّمنا التسامح والمحبة، فلا نستطيع أن نبقى على حقدنا". ولدى سؤالها عن الانتخابات النيابية المقبلة، وما اذا كانت مرشّحة لانتخابات العام 2009، أجابت شدياق: "الموضوع حالياً، وحتّى يومنا هذا الأمر غير مطروح". وأردفت قائلة: "بحسب تطوّر الأمور سياسياً وعمليّة اجراء الانتخابات، فإذا ظلّ الوضع هادئاً في لبنان، قد أترشّح"، مشدّدةً على أنّ "الاعتبارات الداخلية ليست هي التي ستلعب دورها في هذا المجال".

 

رأت في الانتشار السوري على الحدود نيات مبيتة تجاه لبنان

"الكتلــة": اعتذار جعجع فريد وايجابي وسبب رفضه انتخابي

المركزية - رأى حزب الكتلة الوطنية ان خطاب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع كان "فريدا وايجابيا لانه بعكس الذين شاركوا في حروب لبنان هو الوحيد الذي عوقب والذي اجرى مراجعة ونقدا ذاتيا وقدّم اعتذارا علنيا، لافتا الى ان البعض رفض الاعتذار لأسباب انتخابية". واعتبر ان انتشار الجيش السوري على الحدود اللبنانية - السورية "يضمر نيات مبيتة تجاه لبنان". عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري برئاسة العميد كارلوس اده، وحضور الامين العام جوزف مراد وأصدرت البيان الآتي:

1 - تابعت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية الردود التي اثارها خطاب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ورأت "ان من رفض الاعتذار كانت معظم اسبابه سياسية، ففي حين تجري المصالحات والقبلات بين القادة جاء من يطلب المغفرة من المجتمع ومن اللبنانيين وهما من تعرض للاذى خلال حروب لبنان وما زالا حتى يومنا هذا. ان رفض البعض للاعتذار كان لاسباب انتخابية، فبقبول الاعتذار لن يعود هناك شيء يتاجرون به امام جمهورهم ولن يعود في استطاعتهم زرع الكراهية، استراتيجيتهم الوحيدة من اجل الفوز بالانتخابات النيابية، ان حزب الكتلة الوطنية يرى انه يجب التمييز بين العدالة، الانتقام والحقد والمستقبل، فالعدالة لا تأتي من منطق او نظرة شخصية، فهي تأتي مع صدور الاحكام، وتأتي ايضا عندما يصدر العفو وبعد العفو لا يعود هناك من مجال للنقاش حول تحقيق العدالة، ان كثيرا من الجرائم حصلت في لبنان منذ عشرين او ثلاثين عاما اي عندما نصف اللبنانيين الحاليين لم يكونوا قد ولدوا بعد وجزء كبير من المولودين آنذاك كانوا تحت سن البلوغ، هل الخطة العبقرية لبعض السياسيين هي زرع الحقد في نفوس هذا الجيل الشاب ضمن الطائفة الواحدة وضمن بقية الطوائف من اجل ان يعيشوا مثل بعض الطفيليات على جروحات الاخرين، فما حصل في لبنان لا شيء مقارنة بما فعلت المانيا في اوروبا خلال حربين عالميتين، ولكن بعد ثلاثين عاما المانيا وفرنسا العدوتين اللدودتين خلال الحرب كانتا في اساس انشاء الوحدة الاوروبية.

ان خطاب العميد الراحل ريمون اده وسياسته على الرغم من رفضه المطلق للميليشيات كان خطابا مفعما بالسلام والايجابية وكانت دعوته الى صون المحبة والوئام بين الطوائف وضمن الطائفة الواحدة، واليوم نلاحظ ان خطاب العميد الراحل شكل جزءا كبيرا من خطابات قادة 14 اذار خلال ثورة الارز وبعدها والتي كانت مبنية على اساس ومواقف ومبادئ العميد ريمون اده.

ان اللجنة التنفيذية ترى ان خطاب الدكتور سمير جعجع كان فريدا وايجابيا لانه بعكس الذين شاركوا في حروب لبنان هو الوحيد الذي عوقب والوحيد الذي اجرى مراجعة ونقدا ذاتيا وقدم اعتذارا علنيا امام الالاف من انصاره وامام الشعب اللبناني بعد ذبيحة إلهية. ان الشعب اللبناني يطلب اعتذارا من كل الذين شاركوا بحروب لبنان حتى الاحداث الاخيرة في بيروت، فلا يدعي احد البراءة.

2 - ان حزب الكتلة الوطنية يلفت الى ان العماد عون الذي رد سلبا على اعتذار الدكتور جعجع سامح سوريا التي اعدمت مئات الجنود اللبنانيين الذين دافعوا عن لبنان وعنه في ضهر الوحش من دون اي اعتذار حتى، وسامح حلفاءها على ما اقترفوه بحق لبنان بتغيير موقفه السياسي بانعطافة كاملة من دون اي شرح للمجتمع ولانصاره. انه ذلك المسيحي الذي لا يستطيع ان يقبل اعتذارا او ان يقدم واحدا للمجتمع اللبناني لان اسلوبه الوحيد هو زرع الحقد في النفوس.

3 - ان انتشار الجيش السوري على الحدود اللبنانية - السورية يضمر نيات مبيتة باتجاه لبنان، فمنع التهريب، الحجة التي اطلقها المسؤولون السوريون في حاجة الى تجهيزات وبدائل اخرى وتتم بالتنسيق بين البلدين الجارين وتمتد على كامل الحدود. ان هذا التهويل من الجانب السوري لديه عدة مدلولات وربما هو جزء من خطة متكاملة، فعلى ارض الواقع لبنان اصبح بين فكي كماشة، حشود وتهويل اسرائيلي في الجنوب وسوريا في الشمال. ان هذا الوضع الميداني يعطي دليلا اضافيا على النوايا المشتركة التي يضمرها البلدان الجاران لهذا الوطن الصغير".

4 - ينظر حزب الكتلة الوطنية بايجابية الى حق ترشيح رؤساء البلديات للمواقع النيابية، فهم منتخبون من الشعب وليسوا موظفين ولا مدراء عامين استفادوا من الدولة واجهزتها وهم يعودون الى الشعب الذي له الحق باعطاء الثقة او عدم اعطائها، يبدو ان وضع الشروط التعجيزية على ترشيحهم اليوم ليس من اجل القوانين ولكنه يأتي من خوف بعض السياسيين ان يخسروا بعض المقاعد النيابية بوجود اشخاص خبرت الناس كفاءتهم وتقدمهم على عداواتها التي يحاول هذا البعض من السياسيين ايقاظها".

 

 "اجتماع قريطم لم ولن يغير في طبيعــــة الخلاف السياســـــــي "

حوري: لقاء بري - الحريري سيتوج باجراءات تناط بالقوى الامنية الشرعية

المركزية - اوضح عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري ان لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالنائب سعد الحريري سيتوّج باجراءات على الارض تناط بالقوى الامنية الشرعية، وأكد ان اجتماع قريطم لم ولن يغير في طبيعة الخلاف السياسي والتحالفات السياسية لكل فريق.

وقال في حديث اذاعي: "ان الاجتماع بين النائب الحريري ووفد من "حزب الله" بحث في هاجس اساسي وهو الوصول الى الاستقرار الذي يستلزم خطوات معينة، فالاجتماع محاولة لفك اشتباك للدخول الى هذا الاستقرار، والجميع يعلم ان لا خيارات امام اي فريق سياسي الا الوصول الى هذا الاستقرار السياسي الذي يجب ان ينعكس استقرارا امنيا على المواطن العادي".

واوضح حوري "ان هذا لم ولن يغير في شيء من طبيعة الخلاف السياسي وطبيعة التحالفات السياسية لكل فريق".

اضاف: "ان الزيارة في حد ذاتها تعني الكثير، علما اننا كفريق سياسي لم نطلب الاعتذار بالمعنى المادي، ولكن الزيارة في حد ذاتها تحمل مضمونا واضحا وبمجرد البحث بسلبيات المرحلة الفائتة شيء من الاقرار بما حصل في 7 ايار وما بعده وما زال يحصل في عدد من المناطق، وهذا ما اوضحه النائب سعد الحريري مطالبا بخطوات تهدئة سواء اكان في موضوع الصور والشعارات ام في موضوع الاستفزازات اليومية في عدد من المناطق، وهذا ما حصل ووعد بمعالجته، آملين في ان يتم ذلك قبل لقاء النائب سعد الحريري بالسيد حسن نصر الله، وهذه الاجراءات ربما ستساعد في شكل اكيد وايجابي بانجاح هكذا لقاء".

وعن الخطوات التي سيتم الاعلان عنها، بعدما ذكر ان النائب سعد الحريري سيزور الرئيس بري في هذا الاطار قال: "الزيارة ستتم من قبل النائب سعد الحريري الى رئيس مجلس النواب لدعم هذا التوجه لانه رئيس حركة "امل" وهي شريكة في هذه العملية وخصوصا في بيروت والمناطق المحيطة.

والرئيس بري هو رئيس للمجلس النيابي وتاليا هذه الاتصالات التي قام ويقوم بها النائب سعد الحريري ستساعد في هذا الاتجاه، وربما هذا اللقاء سيتوج باجراءات معينة على الارض ستناط حتما بقوى الجيش والقوى الامنية الشرعية حصرا، بعيدا من اي لجان امنية مشتركة او اي توجهات ربما تعيدنا الى مرحلة غابرة لا نريد العودة اليها". وعما اذا كانت هذه العملية ستشمل طريق المطار لاسيما ازالة الصور، اعتبر حوري "ان النائب سعد الحريري كان واضحا في اللقاء لهذه الجهة، فطريق المطار هي ملك لجميع اللبنانيين ويجب ان تشمل هذا الموضوع بالاضافة الى مناطق التوتر الاخرى المحيطة ببيروت حتى عرمون وبشامون ويجب ان تكون شاملة لهكذا اجراءات.  وختم بالقول: ان هذه الاجراءات ليست انتصارا لفريق على فريق بل هي انتصار للاستقرار لجميع اللبنانيين ولارادة باعادة الخلاف الى اطاره السياسي الطبيعي في نظام ديموقراطي ضمن المؤسسات الدستورية وليس في الازقة والزواريب".

 

لقاءات القيادات المسيحية تكون فــــــــي بكركي

عدوان: سنعطي أي مسعى للمصالحـة كل الفرص المتاحة

المركزية - أكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان إعطاء أي مسعى للمصالحة كل الفرص المتاحة، مشيرا الى ان المصالحات عند المسيحيين تكون في بكركي. وقال في حديث اذاعي انه لم يعد مسموحا اليوم ان تكون هناك خلافات مسيحية، وعلينا التمييز تماما بين الاختلاف بالرأي الذي هو امر مشروع وطبيعي في كل مجتمع وبين ان نبقى واقفين عند خلافاتنا التي هي اصلا اصبحت ويجب ان تكون من الماضي". وأضاف: "نحن كـ"قوات لبنانية" سنعطي اي مسعى بهذا الاتجاه كل الفرص المتاحة، وسنسهل الامور بالحد الاقصى، وهذا ليس موقفا جديدا من قبلنا بل موقف اخذناه سابقا، والان نريد ان نكرره رغم كل ما سمعناه ونسمعه لانه حقيقة موقفنا وحقيقة تصرفنا". وعما اذا كانت المصالحات الثنائية المقترحة هي بسبب تعذر المصالحة الجامعة، أجاب عدوان: يجب ان نبدأ بوضع الخلافات والتوتيرات جانبا وطي صفحة الماضي بشكل نهائي وفتح صفحة جديدة، كل فريق يمكنه ان يعبر عن رأيه بكل حرية والاختلاف بالرأي لا يجب ان يؤدي الى تشنج في الشارع، نعطي الناس حرية الخيار من دون الضغط عليهم او اعتبارهم ملزمين برأي معين، هذا هو الاساس وعلى كل واحد الانطلاق منه، ونحن نأخذ كل اقتراح بانفتاح، لان لدينا نية، رغم كل المآسي وكل ما هو حاصل، بتجاوز هذه الامور من اجل مستقبل افضل". وعن اشتراط المعارضة المسيحية حصر رعاية المصالحة برئاسة الجمهورية، قال: "هناك مسألة تاريخية عند المسؤولين، وهي لا تنتقص من احد بل تزيد، فالامر الطبيعي عند المسيحيين بان كل المصالحات واللقاءات التي تجمع بين قياداتهم تكون في بكركي، هذه موجودة تاريخيا لان بكركي كانت ولا تزال للجميع، ونأمل حفاظا على تراثنا وتاريخنا المسيحي ان تستمر هذه القصة". وأكد عدوان ان ما "يهم بكركي ان يكون هناك تفاهم على تنظيم الاختلاف بالرأي، وان يكون جميع ابناؤها قادرين على التعبير عن موقفهم السياسي ومشروعهم من دون ان تتشنج الامور وتؤدي الى ما لا تحمد عقباه، وفهي لا تريد الا ان تكون هي الراعي للجميع، لذلك لا يمكن ان يظهر وكأن هناك تمايز بين اللقاء في بكركي او في الرئاسة".

 

 المحافظة على الاستقرار بوضــع حد للاستفزازات"

أبو جمرا: لمصالحة ومصارحة على الساحة المسيحية

المركزية - رأى نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرا ان المهم هو المصارحة والمصالحة على الساحة المسيحية، مشيرا الى وضع حد للاستفزازات للمحافظة على الاستقرار. وقال في حديث إذاعي: "اننا مع المصارحة والمصالحة بين اللبنانيين ونشجعها ونهنئ "حزب الله" والمستقبل وجميع المتصالحين". وقال: "المهم هو المصالحة بين "التيار الوطني الحر" و"المستقبل"، فليس هناك من مشكلات بين الحزبين عموما، ومن الناحية السياسية لا يوجد خلاف، وبرأيي الاهم هو المصارحة والمصالحة على الساحة المسيحية. التيار سعى في الماضي الى الوفاق المسيحي - المسيحي، ولكن مع الاسف لم تنجح المساعي، وهناك مبدئيا مصلحة للأفرقاء والمتخاصمين بالوفاق". وتابع: "بصراحة أرى تشابكا على الساحة المسيحية في المناطق الانتخابية والتنافس على زعامتها، لذلك من المهم جدا وضع حد للاستفزازات للمحافظة على الاستقرار، وان يتم الاتفاق على ان تجري المعارك الانتخابية بروح رياضية بالتنافس وبالاقناع وليس بالاتهامات والاساءات التي لا تغير النتائج، فلا يجوز مثلا الاعتذار من الاخر من جهة، واتهامه في الوقت نفسه، يعني التنديد بسوريا وبمن تعاملوا معها سنين، واوصلونا الى ما نحن عليه، فهذا خطأ مرفوض ويؤدي الى تأزيم الامور". وختم ابو جمرا: "الانتخابات يجب ان تجري بروح رياضية وديموقراطية كما تجري في البلاد المتحضرة، بعدها يتولى الزعامة اربع سنوات من ينال ثقة الاكثرية المسيحية ويفوز باكبر عدد من المقاعد".

 

الوفد النيابي واصل لقاءاته في البرلمان الاوروبي والمحادثات ركزت على العلاقات والوضعين الداخلي والاقليمي

المركزية -واصل الوفد النيابي اللبناني الذي يضم النواب بطرس حرب، محمد قباني، علي بزي، اسماعيل سكرية وفريد الخازن زيارته الى العاصمة البلجيكية بروكسل وتحديدا الى البرلمان الاوروبي. واقامت الجالية اللبنانية حفل عشاء للوفد حضره النائب الاول لرئيس البرلمان الاوروبي السيدة كراتزا وسفير لبنان في بلجيكا عدنان منصور وفاعليات اغترابية ووضع الوفد الجالية اللبنانية في اجواء المناخات الجديدة في لبنان من حوار ومصالحات واستقرار سياسي. والتقى الوفد رئيس البرلمان الاوروبي بوترنغ في حضور رئيسة مجموعة "مشرق" في البرلمان الاوروبي، بياتريس باتري والسفير منصور والقنصل ريان سعيد والسيد حكمت ناصر. ونقل الوفد تحيات رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى رئيس البرلمان الاوروبي، وجرى عرض عام للاجواء والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

وشدد اعضاء الوفد على اهمية الحوار والاستقرار الداخلي وايجاد الحلول العادلة لازمات المنطقة، "لا سيما الصراع العربي- الاسرائيلي وفي مقدمته حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفضهم لاي مشروع يتضمن توطين الفلسطينيين في لبنان، كذلك أثار اعضاء الوفد النيابي مسألة تعزيز وتجهيز الجيش اللبناني بالقدرات والامكانات العسكرية اللازمة، اضافة الى اثارته موضوع القنابل العنقودية التي خلفتها اسرائيل منذ حربها على لبنان في تموز 2006".

واكد الوفد "احترام لبنان للقرارات الدولية لا سيما القرار 1701 وضرورة الضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها الجوية للسيادة اللبنانية وانسحابها من مزارع شبعا اللبنانية ووضعها كمرحلة اولى تحت اشراف الامم المتحدة لتسليمها الى لبنان، ان لم يكن تسليمها مباشرة الى لبنان".

وابدى رئيس البرلمان الاوروبي تفهما وتأييدا للكلام اللبناني، معلنا انه اثار كل هذه العناوين وخصوصا موضوع القنابل العنقودية. وحضر الوفد اللبناني جلسة عامة للبرلمان الاوروبي، اذ رحب نائب رئيس البرلمان الاوروبي رئيس الجلسة السيد كوشيلوفو بأعضاء الوفد، معربا عن دعم وتضامن البرلمان الاوروبي مع لبنان الذي مر بظروف صعبة وازمات متعددة، مرحبا باتفاق الدوحة.

واستكمل الوفد لقاءاته بانعقاد اللقاء البرلماني السابع بين لبنان والبرلمان الاوروبي، وتناول المواضيع الآتية:

1- العلاقات اللبنانية - الاوروبية وخصوصا اتفاقية الشراكة والجمعية البرلمانية الاورو - متوسطية والاتحاد من اجل المتوسط.

2- الوضع في لبنان من النواحي السياسية الاجتماعية والاقتصادية، اضافة الى اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والاوضاع الامنية وحقوق الانسان وقانون الانتخابات النيابية.

3- المواضيع الاقليمية - العلاقات بين لبنان وسوريا، مزارع شبعا والحلول المقترحة، المحادثات السورية - الاسرائيلية وتأثيراتها على لبنان، اضافة الى الاوضاع في العراق وفلسطين وعملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية.

4- العلاقات بين المجلس النيابي اللبناني والبرلمان الاوروبي، والنشاطات المستقبلية بينهما.

واقامت السيدة باتري، مأدبة غداء على شرف الوفد اللبناني، كذلك يقيم هذه الليلة رئيس البرلمان الاوروبي مأدبة عشاء على شرف الوفد.

 

انفراج سياسي واسع تعززه اجواء المصالحات والمصارحـــات

لقاء الحريري- نصر الله رهن الاعتبارات الامنية بعد توفر الارادة

قانون الانتخاب مادة دسمة للسجال في الجلسة التشريعيـــــة

المركزية - كل المؤشرات تصب في خانة الانفراج السياسي ترسيخا للاستقرار وتعزيزا للهدنة المنشودة على الساحة الداخلية، فأجواء المصالحات المتوسعة رقعتها باضطراد شهدت امس ابرز فصولها من خلال اللقاء الذي جمع امس رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري وعدد من نواب كتلته بوفد حزب الله برئاسة رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في قريطم والذي شكل اول خطوة عملية في اتجاه طي صفحة الخلاف المستفحل بين الطرفين منذ حوادث 7 أيار الفائت وفتح صفحة جديدة عنوانها الاساس التهدئة السياسية والامنية وسياسة اليد الممدودة التي ستتوج باللقاء المنتظر بين زعيمي الكتلتين، أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والحريري بعدما أسس لقاء أمس الارضية الصالحة له وأزال العقبات التي حالت دون انعقاده حتى الساعة.

طريق المطار: وفي التتمة السياسية للقاء قريطم، كشف مصدر نيابي شارك في اجتماع امس لـ "المركزية" ان وفد حزب الله لم يجد أي اعتراض على شمول طريق المطار بقرار ازالة الصور والشعارات السياسية بعدما كان أبدى سابقا شبه اعتراض من منطلق ان احداث بيروت واجواء التوتر والتشنج لم تشمل هذا الطريق وتاليا فإن البحث بوضعه يأتي في مرحلة ثانية بعد ازالة الصور من مناطق التوتر داخل العاصمة. وأوضح ان هذه المهمة ستناط حصرا بالجهات الامنية من جيش وقوى امن في ظل توافر التوافق السياسي المطلوب لانجازها الا ان الضوء الاخضر للشروع بالتنفيذ يبقى رهن نتيجة اللقاء الذي عقد بين الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري لما للاخير من علاقة مباشرة بالقضية، معتبرا ان رضوخ الافرقاء المعنيين نتج عن قناعة نولدت بفعل عدم التوصل الى حل بالسبل العنفية ووجوب البحث تاليا عن سبيل يؤمن الاستقرار المفقود.

الزمان والمكان: وأوضح المصدر ان ازالة الصور والشعارات قبل لقاء الحريري - نصر الله من شأنه الدفع في اتجاه تسريعه علما ان موعده مرتبط باعتبارات أمنية غير خاضعة للنقاش ومكانه يبقى رهن الظرف الزمني الا ان الاهم من كل ذلك هو توافر الارادة السياسية لانعقاده.

ومواكبة للمساعي المتقدمة للمصالحة السنّية - الشيعية تكثف الرابطة المارونية تحركها باتجاه مختلف الافرقاء المسيحيين في مسعى مماثل لتحقيق المصالحة المسيحية - المسيحية.

قانون الانتخاب: وتزامنا مع موسم المصالحات اسهم انجاز لجنة الادارة والعدل اقتراح قانون الانتخاب بصيغته النهائية في سحب فتيل التجاذبات السياسية التي ستترجم يوم السبت المقبل في جلسة تشريعية دعا اليها الرئيس بري لمناقشة واقرار 22 بندا ابرزها قانون الانتخاب المتوقع ان يشهد سجالا حاميا بين نواب الاكثرية من جهة وتكتل التغيير والاصلاح من جهة ثانية على خلفية تحديد مهلة استقالة رؤساء البلديات الراغبين بالترشح للانتخابات التي يصر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون على عدم تقصيرها فيما يسعى نواب الاكثرية الى تخفيضها الى ستة أشهر. وفي هذا السياق أكد مصدر في "تكتل التغيير والاصلاح" لـ "المركزية" تمسك عون بقرار عدم المشاركة في الحوار اذا خفضت مهلة الترشح لرؤساء البلديات خصوصا ان الموضوع غير قانوني برمته، لافتا الى ان نواب التكتل سيصوتون ضد التخفيض.

توظيف الايجابيات: وترى اوساط سياسية مطلعة وجوب الاستفادة من الاجواء الايجابية المحلية الى اقصى الحدود وتوظيفها في الداخل من أجل المصلحة الوطنية العليا، معتبرة ان زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى نيويورك وواشنطن ولقاءه المرتقب اليوم مع الرئيس الاميركي جورج بوش، والآمال المعلقة على امكان خروجه بدعم سياسي ومعنوي وعسكري للبلاد تشكل عاملا اضافيا في شأنه المساهمة في اجواء الانفراج وتعزيز مكانة لبنان وحضوره المحلي والدولي، من دون ان تسقط من حساباتها المخاوف من امكان تدخل الطرف المتضرر مجددا على خط التعكير الامني في محاولة لاجهاض المساعي الوفاقية واسقاط لبنان مجددا في آتون الفتنة. من هنا ترى الاوساط المشار اليها وجوب تسريع الخطوات الوفاقية وصولا الى المصالحة الوطنية الشاملة.

 

بري استقبل رئيس تيار المستقبــــل وزوارا

الحريري: اتفقنا على نزع الصور واحياء اللجان

المركزية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بعد ظهر يوم النائب سعد الحريري وعرض معه للاوضاع والتطورات على مدى ساعة ونصف الساعة. وقال الحريري على الاثر: بعد اللقاء مع الرئيس نبيه بري اليوم وزيارة وفد حزب الله الى قريم أمس، وبناء على اجتماعات متعددة بين المعنيين، تم الاتفاق على ما يلي:

اولا: نزع كامل الصور والملصقات والاعلام والشعارات من دون استثناء، في مهلة اقصاها ثلاثة أيام وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية وبلدية بيروت، على ان تنطلق هذه الخطة بداية في بيروت الادارية لتشمل لبنان كافة في أسرع وقت ممكن.

ثانيا: العمل على إحياء اللقاءات على مستوى اللجان الاهلية ولجان الاحياء والعائلات والمناطق بهدف التواصل والتكاتف والتعاون في بيروت خصوصا ولبنان عموما وذلك اعتبارا من الآن.

أضاف: كان الاجتماع مع الرئيس بري وديا كما دائما، وهو تأكيد للمصالحات التي تجري في لبنان الرئيس بري كان دائما حريصا على السلم الاهلي والعيش المشترك في لبنان وعلى تطبيق اتفاق الدوحة في ما يخص الشأن الامني، واننا نرى اليوم وتقوم بخطوات لنطبق اتفاق الدوحة بكل بنوده.

* هدد النائب ميشال عون بمقاطعة جلسات الحوار اذا ما استمرت الاكثرية بالتلاعب بقانون الانتخابات؟

- هذا شأن الرئيس ميشال عون، اذا كان يريد ان ينسحب من الحوار فليتحمل مسؤولية انسحابه. نحن لا نتلاعب بقانون الانتخابات، هناك لجنة فؤاد بطرس قدمت اقتراحات، وهناك تصويت في اللجان وتصويت سيجري في مجلس النواب. واذا كانت اللعبة الديموقراطية لا تعجب الجنرال عون فهذا شأنه وهذا قراره.

* هناك لقاء مع سماحة السيد حسن نصر الله، فهل هناك شروط لهذا اللقاء؟

- ليس هناك من شروط، هناك الموضوع الامني الذي نأخذه بالاعتبار ويحتاج الى وقت. وتعرفون ان الاجواء امس كانت طيبة وجيدة بيننا وبين وفد الحاج محمد رعد والنواب الكرام الذين اتوا معه. وكانت اجواء من اجل التحضير للاجتماع مع سماحة السيد.

* هل يمكن ان يحصل اللقاء قبل عيد الفطر؟

- كل شيء ممكن.

وكان الرئيس بري استقبل قبل الظهر رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عواد الذي قدم له التقرير السنوي للهيئة.

واستقبل كلا من: رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو بوكسم، والمدير العام لصندوق الاسكان السابق انطوان شمعون، والسيد مصطفى الحسيني.

وتلقى برقيات تهنئة بعيد الفطر المبارك من: رئيس مجلس النواب اليمني يحيى علي الراعي، ورئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي وبرقية شكر جوابية من رئيس البرلمان الصربي سلافيك وجوكين نيجالوفيك ردا على تهنئة بانتخابه.

 

 

الرابطـــــة المارونية واصلت جولتها وزارت الجميّل وعون

طربيه: لا حوار وطنيا ناجحا اذا بقيت القيادات المسيحية مشرذمة

بكركي ورئاسة الجمهورية على توافق وتنسيق لإتمام المصالحـة

المركزية - تابعت الرابطة المارونية جولتها على القيادات المسيحية استكمالا لمساعيها الهادفة الى تنقية الاجواء على الساحة المسيحية وتقريب وجهات النظر من اجل اجراء المصالحة. وفي هذا الاطار، زارت الرابطة برئاسة الدكتور جوزف طربيه الرئيس امين الجميّل العاشرة صباح اليوم في دارته في بكفيا. وقال طربيه بعد اللقاء: قابلنا الرئيس أمين الجميل ضمن إطار الجولة والمبادرة التي نقوم بها على القيادات المسيحية إستكمالا للمشهد الوطني الذي شهدناه في الأيام الأخيرة وهو مشهد التفاهمات والمصالحات، ونعتقد أن هذه التفاهمات ضرورية للسلم الأهلي، وللإقتصاد الوطني لعودته الى العمل، وايضا ضرورية للإنتخابات المقبلة لأنها تفك جو التشنج وتسمح بإجراء إنتخابات سلمية ومن دون توترات.

اضاف: وجدنا إيجابية كاملة من فخامة الرئيس وهو أيضا يتعاطى مع هذا الموضوع بمقاربة يقوم بها ، وسنكون متعاونين في المستقبل للوصول بالفعل الى أساس لهذه التفاهمات، يتيح تطبيع العلاقات السياسية بين القيادات المسيحية، تمهيدا لطاولة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية التي لا بد من أن تعالج حولها القضايا الوطنية الكبرى التي من شأنها ان تعيد سير العمل السياسي والدستوري الى طبيعته في لبنان .

* قمتم في الماضي بهكذا مبادرات وفشلت المساعي وما هو الفرق بين الأمس واليوم؟

- الفرق كبير، نحن اليوم، أمام مشهد وطني شامل يدعو ويحض على مثل هذه التفاهمات ولا يمكن للمجتمع وبصورة خاصة المجتمع المسيحي أن يبقى خارج هذا الإطار، وإذا بقي خارج هذا الإطار يكون هناك شيء خطأ يقتضي تصحيحه، وكل القيادات التي إجتمعنا بها كانت بالفعل إيجابية بالنسبة الى هذا الموضوع. نشعر جميعنا بأن هناك ضرورة للتفاهمات الوطنية ولتنقية الصراع ووقف حدته، وضرورة لتطبيع العمل السياسي بحيث لا يكون الإختلاف سببا للصدام وللتجاذب، ولا جدوى من التصعيد الكلامي لأن نتيجته النهائية فتنة على الأرض وهذا ما لا يريده أحد.

* تقومون بجولة على الأطراف المسيحية، ما هي أجواءها، وهل المصالحة ستتم برعاية بكركي أم برعاية رئيس الجمهورية؟

- بكركي هي المرجعية الروحية الأولى للمسيحين، ورئاسة الجمهورية هي المرجعية السياسية الأولى للمسيحيين وللبلاد. وهذين المرجعين متوافقين ومتناسقين بالنسبة الى هذا الموضوع ، ونحن في عملنا وما نقوم به نحقق بالفعل، إرادة هذين المرجعين، تعرفون أن بكركي رعت ودعمت بادرة الرابطة المارونية، وفخامة الرئيس هو رئيس طاولة الحوار الوطني، وهذا الحوار ضمن المجتمع المسيحي لا بد من ان يكون أيضا هاجس أساسيا له.

الجميل: واعتبر الرئيس الجميل في حديث الى الصحافيين أنه لا يمكن أن يبقى الجو المسيحي على ما هو عليه، فالخلافات التي تحصل في هذا الشكل والتي تجاوزت إطار المنطق يجب أن تتوقف. نعلم بان البلد يدفع ثمن خيرة شبابه الذين يستشهدون، ولا نعرف لأي قضية، وكل الجهود يجب أن تنصب لمعالجة هذا الوضع والوصول الى الحد الأدنى من التواصل والتوافق يؤدي الى إعادة التواصل بين كل القيادات المسيحية. فلا تتحول الخلافات السياسية الى عداوات شخصية. قمنا مؤخرا في الحزب بمبادرة وشكلنا وفدا من المكتب السياسي يهتم أساسا بموضوع التواصل المسيحي المسيحي وزار الوفد بنشعي والتقى مع الوزير سليمان فرنجية عشية حادثة بصرما، لأننا تخوفنا من حصول هكذا أحداث. وكان الإجتماع مع سليمان بك مثمرا ونتمنى أن نكمل هذه المهمة ونتوصل الى نوع من القواسم المشتركة وتصور مشترك مع القيادات الأخرى حول الحد الأدنى المتاح اليوم لحلحة الساحة المسيحية أسوة بما يحصل بين أطراف أخرى على الساحة المسيحية.

وتابع: يقوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بجهود مهمة وطرح علينا في اللقاء الأخير إمكان عقد إجتماع في القصر الجمهوري بين بعض القيادات المسيحية على هامش مؤتمر الحوار، ونحن رحبنا بمبادرة فخامة الرئيس ويمكن أن تشكل خطوة أولى، وأي لقاءات تتم في الوقت الحاضر أكانت ثنائية أو بشكل أشمل مرحب بها على أن تكون برعاية غبطة البطريرك صفير الذي هاجسه وقف التدهور في العلاقات الشخصية بين القيادات المسيحية وخصوصا المارونية، ونحن نحاول أن ندعم مساعي فخامة الرئيس وغبطة البطريرك، لنحقق الحد الأدنى من التقدم على هذا الصعيد، خصوصا عشية إستحقاقات إقليمية وسياسية مهمة وعشية الإنتخابات، من المفروض أن نخلق مناخات هدوء خوفا من أي إنعكاسات سيئة.

* هل أنت متفائل بالخطوات التي تقوم بها الرابطة المارونية؟

- ما من خيار سوى الوصول الى حل، وكل القيادات المسيحية خير وبركة، ولا أعتقد ان أحدا منها يعمل ضد مصلحة البلد، لدى البعض مقاربات مختلفة للمواضيع، ولكن من الضروري الوصول الى صيغة موقتة لتدارك كل إنعكاسات سلبية، وتقدمت في هذا الإجتماع بمقاربات عملية لا بد أن تساهم في إيجاد الصيغة الملائمة لحل هذه المشكلة.

* ما هو تقييمك للمصارحة التي تمت أمس في قريطم بين تيار المستقبل وحزب الله؟

- يحز في قلبنا أن تتواصل كل الأطراف الأخرى مع بعضها سوانا ، هذا أمر سيء، نتمنى لكل الأطراف، للمستقبل ولحزب الله أن يتوصلا الى حلول يتداركا في خلالها تكرار أحداث 7 أيار الفائت وكل التشنج والإقتتال، وهذا دعم أساسي للإستقرار على الصعيد العام في لبنان . وأمنيتنا أيضا أن نتمكن نحن في أسرع وقت ممكن بإيجاد إطار طبيعي للعلاقات والتعاون بين بعضنا البعض.

* هدد العماد عون الأسبوع المنصرم بمقاطعة جلسات الحوار إذا تم تعديل المهل الدستورية لإستقالة رؤساء البلديات؟

- للجنرال طريقة مثيرة وشيقة بالنسبة للبعض في طريقة التعاطي مع الأمور، "نهدد بكذا إذا لم تقوموا بكذا" ، وهذا يذكرنا بمحطات سابقة، كانت كلها تهديدات، وتتم بطريقة فوقية في التعاطي مع الشأن العام.

يجب على الجنرال عون أن يعترف بمجلس النواب، وبتركيبته وبالنظام الديموقراطي ونترك لمجلس النواب أن يختار الأصلح للبلد ، والعماد عون هو عضو في المجلس، وفي المجلس هناك مجال للآراء المتعددة ، هناك عناصر لها مصالح متعددة بما يتعلق بقانون الإنتخاب الذي يحدد مصير الناس ومصير الأحزاب ومستقبل الشخصات السياسية، لذلك هناك مقاربة مختلفة لقانون الإنتخاب تتجاوز منطق 14 و8 آذار، ونتمنى على الجميع أن يتركوا مجلس النواب يحدد المسار الإنتخابي بهدوء ونفصل هذا الأمر عن مؤتمر الحوار الذي يجب أن يستمر لأنه مؤتمر تاريخي سيتناول المسائل الأساسية في البلد تؤسس لحلول لمستقبل.

الرابية: ثم انتقلت الرابطة المارونية الى الرابية حيث التقت العماد ميشال عون، وقال طربيه بعد اللقاء: اجتمعنا مع العماد عون هذا الصباح لمتابعة موضوع مشروع المصالحات ضمن القيادات المسيحية، وأظهر امامنا روح تصالحية عالية وإيجابية ونحن سنعمل على هذا الموضوع في الايام المقبلة للوصول الى نتيجة عملية لما سمعناه من كل القيادات التي قابلناها في الايام الاخيرة. اعتقد ان موجة المصالحات والمناخ الايجابي الذي يسود البلاد لا بد من ان تشارك فيه القيادات المسيحية لأنه لا حوار وطنيا ناجحا ولا طاولة حوار ممكن ان تؤدي الى نتائج ايجابية اذا ما بقي وضع القيادات المسيحية مشرذما.

اضاف: على هذا الصعيد، نعتقد ان عملنا يصب في المصلحة الوطنية العليا في لبنان وهي المصلحة التي تقضي بتحقيق تفاهمات ومصالحات وتخفيض حدة الصدام السياسي لانه لا جدوى من التشنج، انما الفائدة الكبرى للبنان ومستقبله هو العودة الى التعاطي ضمن روح الصراع والتنافس الديموقراطي العادي.

* هل هناك امل فعلا للتقريب في وجهات النظر المسيحية للوصول الى المصالحات على واقع التصريحات التي لا تزال متشنجة؟

- هذه التصريحات لا يمكن وضع حد لها الا بالتفاهمات. كل تصريح يستدرج تصريحا آخر وكل هجوم اعلامي يستدعي دفاعا اعلاميا عن طريق الهجوم. نحن لا نقول اننا نريد ان يكونوا من اصحاب الرأي الواحد، نحن نريد ان يكون الصراع السياسي من ضمن الاطار الديموقراطي العادي الموجود في كل الدول.

* مَن سيكون راعي الحوار رئيس الجمهورية او بكركي؟

- الحوار بين الزعماء السياسيين لا يستدعي رعاية انما بالنتيجة المسيحيين لهم مرجعية هي بكركي ورئاسة الجمهورية وهذين المرجعين مؤيدان لخطوات الرابطة وهما متشوقان لانجاحها. نحن نعرف صعوبة المهمة واحيانا تكون الصعوبة بالتفاصيل وعلى هذا الصعيد لم نرَ حتى الآن صعوبات تذكر بالنسبة لهذا الامر.

* تقومون بالوساطة بين بكركي والزعامات المسيحية، لماذا لم تقم بها بكركي هل لأنها تميل حقا مع فريق ضد آخر؟

- بكركي راعية هذا الحوار وهي ايدت مبادرة الرابطة المارونية التي من واجباتها ان تبادر. هي مرجعية للطائفة المارونية ومن واجباتها ان تبادر عندما ترى ان هناك ضرورة للمبادرة. بارك غبطة البطريرك هذه المبادرة وهو من المؤيدين لها.

* هل المصالحة ستكون في الشكل في بعبدا خصوصا ان مَن التقيتم من الشخصيات يعتبر ان بكركي طرفا؟

- يجب سحب بكركي من موضوع الطرف. هي ليست طرفا بكركي هي اساس كيان لبنان. يجب اعادة ابراز بكركي بدورها والموارنة يرغبون في ان تحمي وتمنع عنهم التعديات، لأن هناك بعض الهجومات تتم على بكركي في بعض الصحف والاعلام ويجب ان تتوقف فالمرجعيات الروحية يجب ان تحترم من الجميع.

* هل استطعتم ان تذللوا الشروط التي وضعها بعض الاشخاص للدخول الى المصالحات؟

- للحوار آلياته ويعتمد على ادراك فطنة المحاور وكيف يستطيع ان يتجاوز اي عقوبات. ليس هناك شروط بمعنى الشروط بل آليات يجب ان توضع حتى يؤدي الحوار الى نتيجة ايجابية.

واستكمالا لمساعيها، تزور الرابطة الماروية العاشرة صباح غد النائب نايلة معوض، كما تلتقي في الاولى بعد الظهر رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون في البيت المركزي للحزب - السوديكو.

 

مواقف رحبت بلقـــاء الحريري - حزب الله وأملت في ازالة التشنجات من الساحة الوطنية

المركزية - توالت اليوم ردود الفعل المرحبة باللقاء الذي جمع في قريطم أمس رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري مع وفد "حزب الله" برئاسة النائب محمد رعد، آملة في ان تشمل المصالحات جميع الافرقاء المتخاصمين وان تزيل التشنجات المذهبية من الساحة الوطنية. وفي هذا السياق رحب الرئيس سليم الحص باللقاء الذي جمع رئيس تيار المستقبل بوفد رفيع من حزب الله في قصر قريطم متمنيا ان "يكون فاتحة خير للقاء بين الامين العام لحزب الله ورئيس تيار المستقبل يفضي الى زوال التشنجات المذهبية من الساحة الوطنية ويعيد الامور الى نصابها الطبيعي. هذا مع الرجاء ان يشجع ذلك على التوصل الى ترتيبات تزيل التوتر بين تيار المردة والقوات اللبنانية".

عسيران: من جهته بارك النائب علي عادل عسيران اللقاء بين النائب رعد والنائب الحريري وقيادتي "حزب الله" وتيار المستقبل.

وقال في لقاء إعلامي في النبطية، بعد جولة على بلدات الصرفند، زبدين والقصيبة: "ان كل لقاء يحصل بين الأخوة هو لقاء محبب لدى جميع اللبنانيين، واللبنانيون أخوة لبعضهم البعض والخصومات السياسية يجب ان تبقى في إطار الخصومة فقط"، لافتا الى ان "لقاءات المصالحة على مستوى الوطن تساهم في تعزيز الاستقرار الذي ينعكس إيجابا على نفوس أبناء الشعب، لقد عانت بلادنا كثيرا وعلينا ان نرفع مستوى تعاملنا مع بعضنا البعض لنرتقي بمستوى أدائنا لخدمة هذا الشعب وهذا الوطن". الداعوق: ونوه رئيس تجمع الاصلاح والتقدم خالد الداعوق "بالخطوة التي اتخذها حزب الله باتجاه تيار المستقبل تمهيدا للقاء بين الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري". وتمنى "ان يكون هذا اللقاء مقدمة للقاءات اخرى تفسح في المجال لازالة التشنج من الشارع البيروتي الذي حاول البعض تعبئته لغايات في نفس يعقوب خصوصا وان الانتخابات اصبحت على الابواب، وان مجلس النواب سيناقش السبت القانون الانتخابي الذي نتمنى ان يأخذ في عين الاعتبار وضع بيروت وفق تقسيمات تريح جميع سكانها". كما تمنى الداعوق "ان تنعكس اجواء المصالحات على الساحة المسيحية خصوصا وان على هذه الساحة قيادات مشهود لها بوطنيتها واخلاصها امثال العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية".

الداود: ورحب الامين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود في تصريح امس "بلقاء المصارحة الذي حصل في قريطم بين حزب الله وتيار المستقبل تمهيدا للمصالحة التي نبارك كل جهد يصب في إطار الوصول اليها بين اللبنانيين، وتعميق الوحدة في ما بينهم، ورفض الفتنة والتصدي لها من خلال إبقاء الخلاف السياسي والتباعد في الرؤية السياسية، ضمن إطار اللعبة الديموقراطية، التي على الجميع الإحتكام اليها، ومنع الإنزلاق نحو العنف وإستخدام السلاح.

وأضاف: "ان المصالحات ضرورية، ولكن الوفاق يتكرس بالإتفاق على الثوابت الوطنية، التي حددها إتفاق الطائف، وهي العداء لإسرائيل، ومقاومة أي عدوان لها على لبنان، ورفض التوطين والعمل على تنفيذ حق العودة للفلسطينيين، وإقامة افضل العلاقات وأميزها مع سوريا، وإبقاء التنسيق والتعاون معها، ومثل هذه الثوابت التي باتت في صلب الدستور، لا يمكن ان تضيعها أساليب الخلاف على تطبيقها".

 

لغز جريمة بصرما :رصاص فرنجية قتله!     

تحقيق جنائي

إختفاء البندقية التي قتلت إسحق وجرحت رفاقه الثلاثة 

يقال نت/يكتنف التحقيق الاولي في "حادثة بصرما" الذي يجريه المحققون العسكريون بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، بعض الغموض نتيجة تعدد الروايات حول كيفية وقوع الحادث الذي أدى الى مقتل يوسف فرنجية وبيار اسحق. وتحدثت مصادر مطلعة أمس عن روايات متناقضة تم استقصاؤها من افادات الشهود الذين هم في معظمهم شهود عيان، تواجدوا على مسرح الحادثة، لافتة الى عدم توصل التحقيق الاولي حتى الآن الى معطيات وأدلة ثابتة وبراهين دامغة يمكن ان تفضي الى كشف جميع الملابسات وبالتالي الى ان يأخذ التحقيق مجراه باقترانه بادعاء على المسببين والمحرضين والمتدخلين والفاعلين. ففي الوقت الذي كان يتجه فيه التحقيق في حادثة بصرما الى فرضية وقوع القتيلين بيار اسحق ويوسف فرنجية بعد اصابتهما بسلاحين من نوع واحد، دلت التحاليل المخبرية في اشارة اولية، إلى ان المذكورين قُتلا بسلاحين مختلفين. الأول بسلاح من نوع كلاشينكوف والثاني بمسدس يحوي رصاصات من النوع المتفجّر. ووسط هذه الاجواء، تسلّم المحققون العسكريون، قسماً من تقارير الأدلة الجنائية المتعلقة بالتحاليل المخبرية التي أجريت على مظاريف فارغة ضبطت في مكان الحادث، واحدى الرصاصات التي تم استئصالها من الرجل اليسرى للقتيل اسحق.

ووفق المصادر فإن نتيجة التحاليل الأولية على المضبوطات توصلت الى الآتي:

ـ تطابق رصاصة واحدة مع سلاح حربي ضبط في مكان الحادثة.

ـ عدم تطابق مظاريف فارغة لسلاح حربي آخر وُجد ايضاً في المكان.

ـ إصابة القتيلين اسحق وفرنجية برصاص مختلف.

الاول أصيب بسلاح كلاشينكوف والثاني أصيب بسلاح مسدس حربي وبطلقة واحدة من النوع "المتفجر".

ـ إصابة 3 أشخاص وهم الجرحى الذين سقطوا في الحادث بينهم أحد العسكريين بطلقات من سلاح غير الذي ضبط في مكان الحادث.

وتحدثت المصادر عن ان احدى الرصاصات التي أصابت احد الجرحى لا تزال مستقرة في جسمه في مكان قريب من رئته وفق تقرير أحد الأطباء.

ووفق المصادر نفسها فإن التحقيق حالياً يتركز على احتمال ان يكون فرنجية قد أصيب برصاصة من مسدسه هو الذي أطلق منه النار باتجاه المتجمهرين، وذلك بعد أن تعارك مع اسحق في محاولة من هذا الأخير لانتزاع مسدس فرنجية منه، وحينها تعرض اسحق لإطلاق نار كثيف أصيب بنتيجته مباشرة الذي سقط قبله اثر تعارك معه.

ولم تنفِ المصادر أن تكون الرصاصة التي أصابت فرنجية في خاصرته اليسرى وخرجت من الجهة المقابلة، تعود الى المسدس الذي كان يحمله فرنجية وهو من النوع المتفجر، غير أنها كشفت أيضاً ان اسحق كان مسلحاً ولم يثبت انه تم إطلاق النار منه.

وكشفت المصادر أيضاً ان مظاريف فارغة ضبطت أمام سور المنزل الذي يقع خلف مركز المردة، ويعود الى امرأة كان تيار المردة قد استأجر منها مبنى المركز التابع له في المنطقة.

وانطلاقاً من ذلك، يركز التحقيق على معرفة الجهة التي أطلقت النار على اسحق، وفق المصادر التي تحدثت عن وجود 3 أشخاص قيد التحقيق.

 

 

"المستقبل"يتطلع الى إزاحة كابوس السلاح عن صدر بيروت ...والوحدة الوطنية

حزب الله"يريد غطاء الحريري لسلاحه وفق معادلة الزمن العابر الى...الضريح

تفاهم أوّلي على لجان لحل الأزمات الميدانية وتهدئة إعلامية تشمل المنابر الحسينية 

لقاء الحريري -نصرالله وارد في المبدأ ولكن  التأخير في التفاصيل 

المحرر السياسي -"يقال.نت"

لم يُقدّم رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري لوفد "حزب الله" أكثر من ...اللقاء.

ولم يتراجع "حزب الله"عن شيء ،وهو يقوم بزيارته الأولى الى دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي قصفها وحاصرها في غزوة السابع من أيار ،سوى عن تهمته لها بالخيانة والتآمر،بوصفه ال"نحن"أي المستقبل وحزب الله "بالأبناء والأخوة في بيت واحد."

وبدا واضحا أن الحريري ،الذي وضع هذا الإجتماع في إطار "كسر الجليد "،لم يُعط جوابا واضحا عن مسألة لقائه مع الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله ،ليس لأن مبدأ اللقاء مرفوض،بل لأنّ القصر الجمهوري الذي ارتضاه الحريري سابقا ،لم يصبح بعد مقرا آمنا بنظر نصرالله ،وبالتالي فالحاجة الى تحديد المكان بعد التوصل الى آليات واضحة لرفع "كابوس السلاح"عن بيروت،تبقى هي المعيار ...أقلّه في المدي المنظور.

وبدا واضحا أيضا أن "حزب الله"،الذي وافق مع "المستقبل"على أن اتفاق الدوحة يتضمن كل ما يجب التوافق عليه،بقي مصرّا على نقطة واحدة ،طرحها النائب محمد رعد في مستهل تصريحه بعد الإجتماع في قريطم ،حين قال :"ننطلق لتعزيز تماسكنا الوطني خصوصا وان هذه الدار وصاحبها، لطالما كان يحسن ان يكيّف مشروع الاعمار في هذا البلد، مع موجبات المقاومة وعملها."

وهذه المسألة ،سبق ورفضها الحريري ويرفضها ،وهي واحدة من المرتكزات التي طالما رفعها نصرالله في وجه الحريري .

 وفي اعتقاد كثيرين ،وفي مقدمهم الحريري ،أنّ رفضه للمزاوجة بين الدولة و"المقاومة"،كان في صلب الخلفية التي دفعت "حزب الله "الى شن ما سُمّي "حرب الإلغاء"على "المستقبل"بعد "غزوة بيروت".

وتأسيسا على هذه اللوحة ،فإنّ الإجتماع الذي لم يدم أكثر من ساعة على الرغم من أن المشاركين فيه وصل  الى عشرة أشخاص ،تمحور حول آليات كسر الجليد،حيث الإعلام بما في ذلك منابر الحسينيات وخلافه ،وحيث الصور ،بما في ذلك على طريق المطار ،وحيث "الإستعانة بصديق"في التعدي المستمر على أبناء بيروت ،ومن بينهم عشرات الشبان الذين لا يزالون ممنوعين ،تحت طائلة التعرض لهم بالأذى الجسدي الشديد ،من العودة الى منازلهام،ولا سيما في رأس النبع ومحيطها . وهذه الخريطة التي رسمها الحريري ،وهي امتدت الى البقاع بحضور النائب جمال الجراح والشمال بحضور النائب سمير الجسر،وحدها كفيلة لوضع حد للقلق ،الأمر الذي وعد "حزب الله"أن يتابعه بجدية مع لجان تمثل "المستقبل"،لتكون "الطمأنينة "هدية مشتركة يتم تقديمها الى اللبنانيين قبل حلول عيد الفطر السعيد (بدايات الأسبوع المقبل). وكان واضحا للعيان أن الحريري ،بدّد كل ما يُمكن تأسيسه على حملة مبكرة هدفت الى القول بأن اللقاء بين المستقبل وحزب الله يجب أن ينتهي الى توافق سياسي ويترجم بوثيقة إعلان نوايا ،يستحيل أن تستقر ميدانيا إن لم تتم ترجميتها بتحالف إنتخابي !.

الحريري،أكد أن المعركة الإنتخابية لقوى الرابع عشر من آذار واضحة الشعارات والأهداف ،وهو حين يُعدّدها تظهر على نقيض تام مع كل ما يطمح "حزب الله" الى فرضه على اللبنانيين .

صحيح إنّها بداية البداية -كما قال مصدر على صلة بأطراف اللقاء-ولا يمكن من الآن التكهن بالديناميات التي تتوالد عنها لاحقا ،إلا أن الأكيد حتى الساعة أن الجميع يريد أن يذهب الى...طموحاته الوطنية . وفي جولة لاحقة على مصادر المعلومات يمكن التوقف عند التفاصيل الآتي:

وقالت مصادر اجتماع الحريري مع رعد والوفدين من «المستقبل» و «حزب الله» أنه شكل «بداية جيدة ويؤسس لمرحلة جديدة» وأن الحريري أبلغ وفد الحزب أنه سيلتقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري قريباً جداً في إطار الاتصالات من أجل التهدئة.

وأوضحت المصادر  ان البحث تطرّق الى لقاء الحريري مع نصرالله ونقلت عن الأول قوله لوفد «حزب الله» أن لا مشكلة في المبدأ وأنه يعتقد بأنه يجب ان يحصل اليوم قبل الغد، لكن يلزمه حتى يكون ناجحاً تهدئة الأجواء وتنفيس الاحتقان في الشارع ولملمة الوضع عبر إجراءات تعطي اللقاء فرصاً أكثر للنجاح. وأشارت الى ان الحريري كرّر خلال اللقاء مع رعد مرات عدة بأن هذا «ليس شرطاً للقاء وأنه ليس في مجال وضع شروط على حصوله بل يطرح اتخاذ إجراءات على الأرض لأنها تساعد كثيراً في حلحلة الموقف على صعيد الشارع». وذكرت ان النائب رعد قال للحريري أن مجرد حصول اللقاء بينه وبين السيد نصرالله يؤدي الى تنفيس الاحتقان ويريح الشارع. ورد الحريري قائلاً: «هذا صحيح ومع ذلك فإن أهمية اللقاء تدعيمه بترتيبات لمصلحة حصوله لأنها تعزز القدرة على تهدئة النفوس وتنشئ مناخاً من الطمأنينة لدى الناس». وأبلغ الحريري رعد أنه يرغب في استمرار التواصل.

وعلم  أنه جرى التطرق الى ضرورة وضع آلية من أجل بعض الاجراءات على الأرض تتعلق بإزالة شعارات وصور وضبط الاحتكاكات في شوارع وأزقة بيروت. وتطرّق البحث الى الشعارات والصور على طريق مطار رفيق الحريري الدولي واقترح وفد «حزب الله» ترك مسألة آلية تنفيذ هذه الاجراءات الى القوى الأمنية التي تتولى الاتصالات والمشاورات في شأنها.

وأكد النائب رعد، في الاجتماع ما عاد فأعلنه في تصريحه «بأننا متصالحون لكننا لسنا متصارحين» في سياق البحث في تقويم الخلافات التي أدت الى أحداث 7 أيار الماضي، وتحدث عن دور الرئيس الراحل رفيق الحريري في التوفيق بين خطة الاعمار وبين متطلبات المقاومة في مواجهة اسرائيل. ورد الحريري مؤكداً ان هذا الامر صحيح فنحن كنا شركاء في المقاومة مثلما كان الجميع شريكاً في الاعمار وأضاف (بحسب مصادر المجتمعين): «مهما حمل أي منا سلاحاً في يده فإن وحدتنا الوطنية لحماية بلدنا هي الأساس وهي وحدة أهم من السلاح حتى لو كانت أقوى الصواريخ». وكرر الحريري ان أبوابه مفتوحة للحوار وللبحث وفي أي موضوع انطلاقاً من قناعته بوجوب اراحة وضع الشارع.

وقالت مصادر «حزب الله»  ان ما قاله النائب رعد عكس حقيقة النقاش الذي دار في الاجتماع بصراحة كاملة فنحن جهتان مختلفتان لكن أجواء اللقاء كانت ايجابية ومنفتحة ومن المؤكد أنها تؤسس لمعالجات للاوضاع المتشنجة سواء على الارض او في الخطاب السياسي وتؤسس للقاء الحريري ونصرالله لتطوير المناخ الجديد من موقع كل فريق في تحالفاته القائمة. وشددت مصادر الحزب على ان اراحة الوضع الداخلي همّ مشترك وهي مطلب للفريقين لا يرتبط بلقاء النائب الحريري ونصرالله واشارت الى ان البحث تطرق الى الاجراءات المطلوبة من دون الغوص في التفاصيل لأن الامور ستتم متابعتها مع القوى الأمنية فضلاً عن ان الرئيس بري كان أعلن نيته السير بخطوة ازالة الصور والشعارات.

 

سليمان: اللبنانيون سيحاسبون كل من يتخلى عن خيار الحوار 

الخميس 25 سبتمبر - وكالات

نيويورك: شدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على دور المغتربين في تعزيز دورة الحياة في البلدان التي يحلون فيها، ووصفهم بأنهم سفراء لبنان في هذه الدول. كما ذكرهم بأن لبنان في حاجة إلى جهودهم للدفاع عنه ومؤازرته. سليمان، وخلال حفل الاستقبال الذي أقامته على شرفه بعثة لبنان الدائمة في نيويورك، أوضح ان مجيئه إلى الولايات المتحدة هو للقول إنه ليس هناك ديمقرطية اذا لم يكن لبنان قوياً وديمقراطياً. كما أشار الى المخاطر المحدقة بلبنان جراء تعرضه للارهاب الدولي ولإرهاب اسرائيل، لافتا الى اهمية الحوار الذي انطلق، والى حتمية وإلزامية المصالحة بين الاطراف. وحذر ان اللبنانيين سيحاسبون كل من يتخلى عن هذا الخيار. وتابع سليمان: "ذهبنا الى سوريا لنقول للسوريين اننا سنبني علاقة مميزة وممتازة واخوية، لكن بصراحة تامة وضمن حرية كل من البلدين، علاقة مبنية على الكرامة والاحترام، لان لبنان الحر يستطيع ان يدافع عن سوريا في المحافل الدولية. وهكذا نفعل عندما تكون العلاقة سليمة، وهي كذلك، وقد عادت الى طبيعتها، وسترون في المستقبل ان هذه العلاقة ستثمر خيراً للبنان وسوريا أيضا". وفي ما يتعلق بالجنسية، قال: "نحن في صدد دراسة ملفات قديمة وضعت في ادراج وزارة الداخلية لعشرات السنين، وهناك 7 آلاف ملف تعود لـ7 آلاف عائلة تقدمت بطلب لاستعادة الجنسية". وأضاف: "وزارة الداخلية تنكب اليوم على دراسة هذه الملفات لتمنح الجنسية لمستحقيها، على ان يتم درس السبل الآيلة لمنح الجنسية للذين لم يتقدموا سابقا بطلبات". إشارة الى ان سليمان بحث على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة العلاقات الثنائية مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في حضور وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ونظيره الايراني منوشهر متكي.

كما التقى نظيره السلوفيني دانيلو تورك، وتمحور البحث حول تعزيز العلاقات بين الدول الاورومتوسطية والتعاون بين البلدين على هذا المستوى. واجتمع سليمان بالرئيس العراقي جلال طالباني، ودار الحديث حول العلاقات اللبنانية - العراقية وضرورة تعزيزها خصوصا على المستويات الاقتصادية.

 

 لماذا اخافهم الاعتذار؟

عبد الرحمن الراشد (الشرق الأوسط)

سمير جعجع كان واحدا من عشرات قادة الميلشيات اللبنانية المتحاربة، تورط منذ ان كان طالبا في الجامعة بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 75 حتى صار قائدا لميلشيا القوات اللبنانية، الجناح العسكري لحزب الكتائب. 15 عاما من الحرب العبثيه انتهت بتوقيع اتفاق الطائف. جعجع تمت محاكمته على جرائم الحرب وحبس في قبو تحت الأرض في وزارة الدفاع لعشر سنوات. عمليا، جعجع هو الزعيم اللبناني الوحيد الذي دفع الثمن على جرائم الحرب الاهلية في لبنان، حوكم وسجن، وهو الوحيد الآن الذي وقف بشجاعة فاعترف وأعلن عن ندمه واعتذر لضحاياه. وقيمة اعتذاره انه وقف واعتذر دون ان يطالبه أحد بالاعتذار، كما انه اعلن عن اعتذاره بعد ان خرج من السجن وليس تحت سلطة التهديد بالقوة او مساومة ثمنا لاطلاق سراحه عندما اطلق سراحه قبل ثلاث سنوات. ولنتذكر اننا نتحدث عن ساحة مارس فيها، تقريبا، كل زعماء الميلشيات الذبح ضد خصومهم في سنوات الحرب الأهلية، مع هذا ليس بينهم واحد غيره، حوكم، او سجن، او اعتذر. بل ان معظمهم قلد مناصب عليا في اعقاب نهاية الحرب الاهلية.

ولنتذكر ان جعجع اعتذر اليوم وهو يملك ثاني قوة ميلشيا عسكرية على الأرض، بعد حزب الله، اي انه اعتذار القوي لا الضعيف.

الا ان اعتذار زعيم القوات قوبل بالاستنكار والشجب لأنه اخاف الآخرين، وأحرج البعض الآخر. لا أحد منهم يريد ان يقر بذنبه، ولا ان يعتذر عن جرائمه. جرائم لم توفر ابناء المخيمات ولا سكان القصور. وبدل ان يشكر جعجع على مبادرته، ويقظة ضميره، وشجاعته، تنطع البعض لمهاجمته كمجرم يستحق العقاب ناسين انه ليس المجرم الوحيد بين القيادات السياسية، بل الوحيد الذي عوقب ودفع الثمن.

وبدون ان يقف بقية قادة الميلشيات السابقين الحاليين ويعتذروا عن افعالهم لا تكون الحرب الأهلية قد طويت، فالاعتراف والندم شرطان لنهاية اي حرب، والا فانه مجرد هدنة. بدل ان يضيع اللبنانيون نقاش دوافع جعحع من الاعتذار، لانها مهما كانت غير مهمة الا لنفسه، عليهم ان يطالبوا البقية ان يحذوا حذوه. واذا كان الاعتراف والاعتذار يضعهم في موقف سياسي صعب، ولا يملكون شجاعة جعجع بامكانهم ان يجعلوها حفلة اعتذار جماعية تعبر فقط نهاية حقبة الكراهية وبدء صفحة جديدة. اعتقد ان ما فعله جعجع اكبر من ان يصور مجرد لعبة سياسية، لانها لا تفيده، بل تؤكد ان امامنا رجلا مختلفا، بخلاف بعض القيادات التي لا تزال تصر على الذنب وتكراره. القصة هُم لا جعحع، والسؤال لماذا لم يعتذروا وليس لماذا اعتذر؟

 

مشاغل» سورية في لبنان

حسان حيدر-  الحياة  

عندما ظن صدام حسين ان هناك «فرصة سانحة» لـ «ملء الفراغ» الناجم عن انهيار الاتحاد السوفياتي أواخر الثمانينات، كانت النتيجة غزو الكويت. اليوم هناك من يعتقد ان الفرصة سانحة ايضاً لملء الفراغ الناجم عن «انهيار» المشروع الاميركي في المنطقة وتعثر ادارة بوش في ساحات عدة بينها لبنان، لذا يتحين الفرصة للانقضاض على من يعتبر انهم دافعوا عن المشروع المذكور وروَّجوا له. وربما لهذا يتم حشد قوات سورية كبيرة عند حدود لبنان الشمالية بذريعة «مكافحة التهريب». ثمة عناوين اطلقتها دمشق لمشاغلها في لبنان: التطرف في الشمال والدفاع عن المقاومة ودعم الحوار الوطني الذي أعيد اطلاقه برعاية رئيس الجمهورية. لكن اذا اخذنا كلاً من هذه النقاط على حدة، وبعيدا من الخطاب القومي الممل، لوجدنا ان الشعارات لا تتطابق اطلاقا مع الافعال.

فالتطرف الذي تحدث عنه الرئيس السوري في منطقة طرابلس وقال ان استقرار لبنان رهن بالقضاء عليه هو بالتحديد «منتج سوري» نما وترعرع في عهد وصاية دمشق الأمنية والسياسية على البلد وانتج خلايا نائمة ومستيقظة كشفت عن وجهها في مخيم نهر البارد وفي تجنيد المقاتلين للذهاب الى العراق، ولا تزال ناشطة ومسلحة في مخيم عين الحلوة الفلسطيني ومناطق اخرى، وكانت رموزه على علاقة تنسيق مباشر بالاجهزة السورية. ووفقا لهذا المنطق يكون الاصولي «مقاوماً» عندما يخضع للمعادلات السورية ويتصرف بوحي منها، لكنه يتحول «متطرفا» عندما تفقد دمشق السيطرة عليه ويكف عن خدمة توازناتها المحلية والاقليمية. واذا افترضنا ان هناك تهديداً فعلياً لدمشق من التطرف والمتطرفين، فهل كان الانتحاريون الذين تستقبلهم على ارضها وتدربهم وتسلحهم ثم ترسلهم الى العراق (بحسب اعترافات موثقة) علمانيين؟

اما شعار «الدفاع عن المقاومة» فأسقطته الوقائع. ذلك ان ما جرى في أيار (مايو) الماضي يظهر ان في لبنان من هو بحاجة الى الدفاع عن نفسه في وجه «المقاومة» التي فتحت جبهات قتال داخلية وفرضت سلاحها عاملاً مقرراً في الخلاف السياسي، ولا تزال تدافع عما فعلته ومستعدة لتكراره بغض النظر عن «المصالحات» الدائرة. ثم اننا لم نر لهذا الشعار اي تطبيق عملي ابان العدوان الاسرائيلي على لبنان في صيف 2006، ولم نسمع ان دمشق رسمت خطوطا حُمراً لاسرائيل او حشدت قوات في الجولان لتخفيف الضغط عن حليفها «حزب الله». وجاء اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في قلب دمشق ليطرح تساؤلات عن مستوى الحماية التي يتمتع بها قادة المقاومة على الاراضي السورية.

اما «دعم» الحوار اللبناني فيعني تدخلاً وتحريضا فاضحين في شؤون لبنان الداخلية لم يتوقفا اصلاً بعد الخروج السوري، ومسعى لتغليب وجهة نظر اصدقاء دمشق وترجيح كفتهم. ولذا عاد المسؤولون السوريون الى استقبال حلفائهم من السياسيين اللبنانيين، ولم يتأخر هؤلاء في الإدلاء بتصريحات عن «الحركة التصحيحية» المتوقعة في الانتخابات النيابية المقبلة وعن «هزيمة حلفاء اميركا واسرائيل» التي ستقلب الموازين، وتستكمل «الهجوم المضاد» الذي بدأه «حزب الله» في تظاهرة «الشكر لسورية» في 2005.

يجزم اصدقاء سورية بأن لا رغبة لديها في العودة عسكرياً الى لبنان، ويعتبر بعض خصومها ان الوضع الدولي لم يعد يسمح بمثل هذا الوجود، لكن سلوك دمشق طالما كان مفاجئاً، مثلما حصل مع الاعلان عن اجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، في وقت كانت المخاوف قائمة من مواجهة بين الدولتين بعد قصف «المفاعل» السوري المفترض. ومن يدري، فقد تسنح فرصة «ملء الفراغ» عندما تقرر اسرائيل تنفيذ تهديداتها المتصاعدة ضد لبنان!

 

أمّ العجائب» اللبنانية

زهير قصيباتي-الحياة

سيكون فألاً حسناً للبنانيين في موسم المصالحات، أن يتوقف التراشق المسيحي - المسيحي عند حدود الرد بمناورة على ما وصِف بـ «مناورة» زعيم «القوات اللبنانية» سمير جعجع لدى اعتذاره عن «ارتكابات» بعضٍ من حزبه خلال الحرب الأهلية. أما سؤاله على ماذا يتوحد المسيحيون، فلا يحمّله وحده مسؤولية مصالحتهم المريرة، بمقدار ما يصنّفها في خانة الأصعب منالاً، حتى مما قد يسمى مجازاً المصالحة السنيّة – الشيعية. 

بالطبع لا يفضل هذه التسمية زعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري، ولا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي لا يعتقد بأن فتنة سنية - شيعية باتت واقعاً، لو سُمِح بانتصاره لما بقيت دولة، يطمح هو الى أن تكون «قوية وعادلة»، فيما الحريري يريدها «قادرة مستقلة».

وإن كان أحد لا يمكنه إلا أن يتوقع مزيداً من الانفراجات والتهدئة، بعيداً من «القصف» العشوائي بالاتهامات والتخوين والتنكيل بالذمم وحشد الشوارع وراء معارك المصير اليومية، فالآمال بفوائد المصالحة بين «المستقبل» و «حزب الله»، لا سيما إذا تصافح الحريري والسيد نصرالله أو تعانقا، ستمنح الحوار الوطني في جلسته المقبلة زخماً يجدد ديناميكيته... أما ترقب نهاية لمعضلة الخلاف على الاستراتيجية الدفاعية فمسألة أخرى، دونها ألغام وشيطان التفاصيل، وأما توقع المصالحة المسيحية - المسيحية، «بالعدوى»، فدونه ما صنعه الحداد وأريد منه حِداد على لبنان الدولة والكيان.

التجارب علّمت اللبنانيين ألا يبذّروا في التفاؤل، وما يقال ببساطة عن رياح «التفاهمات»: حين يعِدوننا ببهجة، تأتي النكبة من وراء الحدود. إسرائيل أيضاً في بداية عهد حكومة ليفني ستحتاج الى تجريب عضلاتها، كم لبنانياً أمسك قلبه بيده حين خطِف السياح في مصر، وتنفس الصعداء حين تبيَّن أن ليس بينهم إسرائيلي (؟!) وأن البلد لن يدفع ثمن الانتقام.

ولأن التبذير في التفاؤل يقصّر المسافات الى مضاعفة النكسة وخسائرها، قد يكون حرياً باللبنانيين الى أي تيار انتموا أو حزب ناصروا أو جماعة يولّونها مصائرهم، على هامش كنف الدولة، مطالبة قادتهم بالامتناع عن التبذير في الوعود. فموسم المصالحات هو ذاته موسم التحضير لانتخابات، فيه من حق أي طرف، بداهةً، أن يحسِّن قواعده الشعبية أو يرممها - ولو لم يعترف - أو يجددها، كي يذهب الى صناديق الاقتراع في يوم الواقعة، مطمئناً الى حظوظه بالإمساك باللعبة أو بقلب اللعبة رأساً على عقب. وما لا يخفى على الخصوم والحلفاء أن شريحة واسعة من اللبنانيين هي الفئة الصامتة، خارج التصنيف، تخشى أن تنقلب تلك «اللعبة» على رؤوس الجميع. أقل المخاوف أن يتمدد مسلسل التوتير الأمني ويتحول صدامات، تحول دون إجراء انتخابات الربيع. الأخطر من ذلك، أن يستعجل طرف محاولة نسف شرعية الاقتراع، بالطعن في صدقيته، إذا أدرك أنه خاسر أو متضرر... أي، خسارة مقعدين أو خمسة قد تمهد لـ «التمرد» على برلمان يُنتخب، بعد كل محنة إغلاق المجلس الحالي شهوراً.

خسارة مقعدين أو خمسة، بخسارة وطن وشرعية. هل من مبرر إذاً للتبذير في التفاؤل؟

سيكون اختبار أول لدى التصويت على قانون الانتخاب، فيما تهمة التزوير جاهزة، وبإسراف، وغالبية الأطراف تريد الاقتراع لإثبات قدرتها على كسب الغالبية النيابية التي ستمكّنها من «التحرر» من الثلث المعطل لدى تشكيل حكومة. والحال تنطبق على قوى 14 آذار و8 آذار بالتساوي.

هنا، ومع منطق الاحتكام الى السياسة والحوار، لا يستقيم بالطبع مع مقتضيات الديموقراطية، ادعاء الدفاع عنها ثم حساب عوائدها بمكيال المصلحة الحزبية أو الذاتية أو الخاصة بطرف ما، حتى إذا لم تجرِ الرياح، أطلق نفيراً باسم حقٍ ضائع وحشَدَ الجموع لاستعادة الدولة ممن «يخطفها».

هي أمّ العجائب الجديدة في التقاليد السياسية اللبنانية، حيث تجوز الديموقراطية حين تكون على مقاسنا، وتنقلب ديكتاتورية وتسلطاً وظلماً يستدعي التمرد، إذا غلّبت كفة الخصم. هو «إرث» جديد في ما بقي من حياة سياسية لبلد اخترع «الديموقراطية التوافقية» التي لا تنسحب حتماً على صناديق الاقتراع، وينبغي عدم الاستسلام لسحرها في كل لجنة دستورية أو أخرى لتعديل أي قانون. الاختبار الصعب لبعضهم سيكون مع قانون الانتخاب، والمشكلة أن بين السياسيين من لا يزال يطلق التهديد والوعيد إذا لم تُلبّ رغباته، ظاناً أنه يقنع جمهوره بوجود مؤامرة لا تموت.

 

نعيم قاسم: وظيفة السلاح التحرير... والدفاع

بيروت-الحياة   25/9/08

خاطب نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «الذين لا يريدون التحرير ولا الدفاع» بالقول: «فليسمعوا جيداً، لبنان ليس مزرعة لأحد، والدماء التي سقطت فيه لتحرره لن تذهب هدراً، ونحن أبناء هذا البلد، شركاء مع كل من ولد فيه، لا نسمح لأحد أن يفرط في شبرٍ واحدٍ من الأرض».

ورأى الشيخ قاسم في حفل افطار أقامه الحزب و«جبهة العمل الإسلامي» اول من امس، ان «إسرائيل تريد إبقاء الجيش اللبناني ضعيفاً بحجج مختلفة كي لا يقوى في يومٍ من الأيام على مواجهتها، وهذا يعني إضعاف لبنان»، وقال: «لـلمقاومة وسلاحها وظيفتان: التحرير والدفاع، وعلينا أن نُبقي هذا الخيار المتاح أمامنا قائماً وقوياً وفاعلاً ما لم يقدِّم الآخرون خيارات أخرى يمكن أن تنفع ويمكن أن تصلح».

أضاف: «من يريد التحرير والدفاع بغير المقاومة وسلاحها فليقل لنا كيف، وإذا كان لا يريد أن يتحدث عبر الإعلام فنحن سنستمع إليه إن شــاء الله على طاولة الحوار، وسنرى هذه الأفكار المبدعة التي تؤدي إلى إلغاء المقاومة وســـلاحها لنــسير معاً في التحرير والدفاع إذا كانت هناك من فكرة أخرى»، ورأى ان «البعض لا يريد المقاومة ولا سلاحها لأنهم لا يريدون التحرير ولا الدفاع، وإذا كانت إسرائيل تأخذ 10 أو 20 في المئة من لبنان وتنتهي المشكلة فهم حاضرون أن يعطوها، وإذا كانت تنتهي المشكلة بالتوطين فهم حاضرون أن يوطنوا الفلسطينيين في لبنان».

واعتبر ان «الفتنة السنية - الشيعية ليست صناعة لبنانية بل إقليمية أو دولية، وأخيراً أخذت الختم الأميركي». وقال: «ولأنها طارئة فإن سد الأبواب عليها يكون بوحدة لبنان وقوته». الى ذلك، بحث رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان جوردي رايك مع مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، في مسألة المفقودين الاسرائيليين في لبنان والمفقودين اللبنانيين في اسرائيل. وأوضح رايك ان اللقاء لسؤال «حزب الله» عن المفقودين وتبادل المعلومات معه حول مفقوديه ومفقودي لبنان وأيضاً مفقودي اسرائيل في لبنان»، مشيراً إلى أن مهمة الصليب الاحمر «هي إيصال المعلومات لاصحابها تسهيلاً لإنهاء هذا الملف في أسرع وقت ممكن

 

 مجلس الوزراء يشجع على المصالحات ويرى انها لا تعني نهاية التباين السياسي

وكالات/انتهت عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السراي الكبير، وتلا وزير الإعلام طارق متري البيان الختامي الذي جاء كالتالي: "عقد مجلس الوزراء جلسة في السراي الكبير برئاسة الرئيس السنيورة وحضور السادة الوزراء الذين غاب منهم السادة: الياس المر، غازي العريضي، إيلي ماروني، فوزي صلوخ وأنطوان كرم. في مستهل الجلسة توجه الرئيس السنيورة إلى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا في لبنان والعالمين العربي والإسلامي بالتهنئة بمناسبة اقتراب عيد الفطر السعيد ونوه بجو المصالحات وخاصة ما جرى أمس في قريطم، اللقاء الذي انعقد بين رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري ووفد من نواب "حزب الله" برئاسة النائب محمد رعد. وقال أن الأجواء التي نتجت عن هذا اللقاء هي أجواء مباركة ونرجو أن تستكمل اللقاءات في وقت قريب على مختلف المستويات، وأن المهم في كل ذلك أن يتزامن الاتفاق مع إجراءات وخطوات ملموسة تؤدي إلى انتظام الحياة السياسية، بدءا من مسائل بسيطة كنزع اليافطات والصور وبعض المظاهر الأخرى في بيروت وطريق المطار لكي تعم بعد ذلك كافة المناطق اللبنانية. ويقول الرئيس السنيورة أن المصالحة مطلوبة وضرورية لكنها لا تعني نهاية التباين السياسي بل إن المصالحات تنظم طريقة التعبير السلمي الديمقراطي عن التباينات، علينا أن نغير طريقة التعامل مع اختلافاتنا، بدل أن تكون في الشارع نعالجها عبر الحوار أسلوبا وداخل المؤسسات مكانا. وشدد الرئيس السنيورة على أنه يعول على استكمال هذه الخطوات بعد عودة رئيس الجمهورية من جولته الخارجية لكي يدعم أسس المصالحة ويعممها، وسجل لفخامة رئيس الجمهورية تقديره وتأييده لكلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تمتاز بأهمية وطنية خاصة لجهة تأكيده التمسك باتفاق الطائف واتفاق الدوحة وغيرهما من الثوابت الوطنية، ولقد سبق لفخامة رئيس الجمهورية أن قال كلاما مشابها في خطاب القسم وكرره في مستهل جلسات الحوار الوطني وانتهى إلى تثبيته أمام ممثلي الأسرة الدولية في نيويورك. وتحدث الرئيس السنيورة عن مسألة الانتشار العسكري السوري على مقربة من الحدود اللبنانية السورية، وقال: سبق أن أُبلغت من قبل السلطات العسكرية اللبنانية المختصة أن الجانب السوري أبلغها أنه سيقوم بانتشار عسكري في المنطقة الجنوبية لسوريا لتنفيذ إجراءات لمكافحة التهريب الذي ازداد في المدة الأخيرة. واتصل بعدئذ رئيس الوزراء بقائد الجيش بعدما تبين حجم الانتشار العسكري وطلب منه إعادة الاتصال بالسلطات السورية، وهذا ما تم، وتأكد أن هذا الانتشار هو بسبب إجراءات مكافحة التهريب عبر الحدود وليس بهدف آخر. وقد طلب الرئيس السنيورة من الأجهزة المختصة متابعة الموضوع. وأشار الرئيس السنيورة إلى أننا نتجه خلال الأيام القليلة المقبلة لمناقشة مشروع قانون الانتخابات النيابية في المجلس النيابي،

إن إقرار القانون لهو خطوة إيجابية على طريق الاستقرار وهو يسهم في انتظام الحياة الدستورية والسياسية في لبنان، كما أشار إلى انعقاد اجتماع للهيئة العليا للإغاثة والذي بيّن أن هناك تقدما كبيرا في أعمال الإغاثة ودفع التعويضات للمتضررين من العدوان الإسرائيلي في الجنوب والضاحية وان ما أنجز كبير جدا وما بقي قليل بل قليل جدا. وأشار إلى أنه أعطى التعليمات للبدء بدفع التعويضات لمنطقة الشمال بعد استكملت الكشوفات وأن المواطنين لا سيما في طرابلس سيلمسون خطوات تطبيقية على الأرض سريعا. كما أشار إلى أن الحكومة ستتقدم إلى مجلس النواب بمشروع قانون لتأمين الموارد الإضافية للهيئة لكي تتمكن من استكمال دفع المتوجبات من التعويضات في كل المناطق. وأكد أن ما يقال عن أن الهيئة العليا للإغاثة تعمل بطريقة مخالفة للقانون غير صحيح ، وقال: لقد تحدثت عن ذلك في الجلسة الماضية وأكرر القول أن ليس لدينا في هذا المجال ما نخفيه على الإطلاق، والأرقام كلها متوفرة بين أيديكم وأن الهيئة تصدر تقارير شهرية عن تقدم أعمالها وأن رئيس الوزراء بصفته المسؤول الأعلى عن هذه الهيئة على استعداد لمناقشة هذا الأمر بأية صيغة ممكنة. وتحدث الرئيس السنيورة أخيرا عن اجتماعه بنواب منطقة بعلبك-الهرمل الذين قدموا إليه مطالب بإنماء المنطقة

مؤكدا أن اللائحة التي وضعت بين يديه سوف تكون موضوع عناية ودراسة حتى يتم تنفيذ هذه المشاريع بالتدرج وحسب الإمكانيات المتوافرة. واطلع مجلس الوزراء على أبرز ما انتهت إليه لجنة الإدارة والعدل النيابية لجهة اقتراح قانون للانتخابات والذي سيناقش في جلسة تشريعية لمجلس النواب يوم السبت المقبل، ثم ناقش مجلس الوزراء جدول أعماله واتخذ القرارات المناسبة بشأن كل بند من بنوده لا سيما الموافقة على مشروع الاتفاقية بين لبنان وإيطاليا العائدة لهبة الـ25 مليون يورو لدعم النهوض وإعادة الإعمار والإصلاح".

شمس الدين

وكان وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين قد خرج من الجلسة في الثالثة والنصف من بعد الظهر وعقد مؤتمرا صحفيا استهله بالقول: "خرجت من الجلسة لأن الجلسة طالت أكثر من تقديري للوقت ولدي التزامات أخرى خارج بيروت، لكني أردت أن أقول أن قسما كبيرا من الوقت استنفذ في موضوع مشروع قانون الانتخاب وهو أمر لم يكن مدرجا على جدول الأعمال، والحكومة مدعوة أن تحضر في جلسة نهار السبت والتي دعا إليها رئيس مجلس النواب. وأنا سألت وأسأل، الحكومة ليست هي من يطرح القانون، وبالتالي ما موقف الحكومة، الوزراء في مجلس الوزراء لهم مواقف مختلفة تجاهه، فكيف سيعبر عن هذا الأمر، هناك جهات سياسية حضرت في الدوحة ووقعت والتزمت، وأنا أفهم هذا الموضوع لكني لم أكن في الدوحة، وأنا لا أقول ذلك من باب التنصل، ولكني أرى أن قانون العام 1960 سيء للمسيحيين ابتداء وللمسلمين استطرادا، وبالتالي لكل اللبنانيين، نفهم ضرورات أمر الالتزام الذي حصل في الدوحة ونفهم ضرورات السلم الأهلي الثمين الذي نتنازل عن أمور كثيرة تحت عنوانه. الحكومة ستقيم انتخابات نيابية بعد عشرة أشهر بناء على قانون أتى باقتراح ويناقش في مجلس النواب، طار من الدوحة وحط في مجلس النواب. أليس هناك رأي للحكومة بشأن الإصلاحات التي طرحت، للوزراء ولنا آراء خاصة، فماذا أفعل غدا، هل أعبر عن رأي مخالف، ومخالف لمن أصلا. مجلس الوزراء لم يصدر قرار بقبول أو تبني أو أي تعبير آخر بشأن القانون الذي سيناقش في الجلسة التشريعية غدا على أنه قرار الحكومة، وعليه فإنه لا يوجد تضامن وزاري، ليس هناك قرار حكومي أصلا لكي ألتزم به كوزير، وأنا علي أن ألتزم بالتضامن الوزاري بشأنه. القانون لا أوافق عليه وهو بالنسبة إلي ليس واضحا ولا كيف سيتم التعامل مع هذه القضية. نحن نعلم أنه حتى رئيس مجلس الوزراء لا يستطيع أن يسافر إلا بقرار وبالمهمة المكلف بها من مجلس الوزراء، والحكومة ستنزل كلها إلى مجلس النواب وسيناقش أمامها اقتراح قانون ستلتزم بتنفيذه وتحاسب عليه أثناء إجراء الانتخابات، هل عملت بشكل صحيح أو قصرت، ساعدت على الفساد أم راقبت بشكل صحيح، ستحاسب دون أن تشارك في التفاصيل، حتى حضور الوزير الصديق وزير الداخلية زياد بارود، وهو رجل مضح، كان ينبغي أن يكون حضوره مغطى من قبل الحكومة. والآن لا يستطيع رئيس الحكومة أن يعبر وحيدا عن موقف الحكومة بدون قرار مجلس الوزراء بشأن قانون بهذه الأهمية. لست مؤيدا للمشروع وهو غير واضح أصلا، وقد حاز على نقاش من عدد كبير من الزملاء".

سئل: هل تم الاتفاق على أن يتحدث رئيس الحكومة باسم كل الحكومة في جلسة مجلس النواب وهناك البعض غير موافق أم ما هي حقيقة الأمر؟

أجاب: رئيس مجلس الوزراء يعبر عن السياسة العامة للحكومة لكنه لا يستطيع ان يلزم الوزراء إفراديا بموقف هم غير مقتنعين به، وأنا غير مقتنع، وهذا الأمر عبر عنه وزراء آخرون أيضا، نحن لم نكن في الدوحة وهناك جهات ليست أصلا ممثلة في المجلس النيابي فماذا يمكن أن نفعل.

سئل: لماذا لم يتبن مجلس الوزراء مجتمعا هذا الموقف أم أن هناك خلاف حول هذا الموضوع داخل المجلس؟

أجاب: لماذا لم يطرح هذا المشروع على جدول أعمال مجلس الوزراء منذ أسابيع عديدة واللجنة المختصة في مجلس النواب تناقشه، كان من الجيد أن تقول الحكومة بأنها تقبل هذا المشروع وترسله إلى مجلس النواب كمشروع. قبلنا بصيغة الدوحة بتقسيمات قانون العام 1960، ولكن هناك إصلاحات أخرى ربما استطعنا أن نقوم بشيء بشأنها. ولكني سأكون جالسا في مجلس النواب والنقاش يديره النواب، وإذا سئلت عن موقف الحكومة بشأن هذا القانون فلن أجيب لأني لا أعرف رأي الحكومة، وكل وزير سيكون يعبر عن رأيه وليس عن رأي الحكومة لأنه لا يوجد قرار في الحكومة اللبنانية بأن المشروع المقترح هو مشروعها.

سئل: ولكن اتفاق الدوحة نفسه دعا إلى إقامة حكومة وحدة وطنية ولم تعترضوا فلماذا تعترضون على أمور دون أخرى في هذا الاتفاق؟

أجاب: الأمر ليس تماما كذلك، أنا لا أعترض على اتفاق الدوحة، ولكن هناك كلام اليوم لرئيس مجلس النواب أنه ضد قانون العام 1960، فرئيس مجلس النواب يوم السبت سيجلس على كرسي مجلس النواب ويدير جلسة تريد أن تقر القانون وهو ونواب كثر ليسوا مع القانون، وهذه مفارقة فعلا، وهناك وزراء كثر داخل الحكومة ليسوا مع القانون، بالمعنى الحقيقي لقانون تطويري يسمح بانتخابات صحيحة وفيها تمثيل صحيح. القانون سيقر، والكل يعلم ذلك، ولكني من ناحية دستورية وكعضو في هذه الحكومة فإن الحكومة لم تتبن بشكل رسمي هذا القانون وبالتالي لا أعرف كوزير ماذا سأفعل في مجلس النواب يوم السبت القادم، وسأسأل أهل الخبرة حول ما إذا كان يحق لي أن أقف من على مقعدي في مجلس النواب كوزير في هذه الحكومة، عندما تناقش مادة أو فقرة بعينها وأقول أنا لا أوافق أو أعترض، إن لم يكن لي هذا الحق فإني قد لا أحضر جلسة مجلس النواب أصلا يوم السبت المقبل.

 

 انعقاد السينودوس المقدس لانتخاب بطريرك للسريان الكاثوليك الانطاكي غدا

وطنية - 25/9/2008 (متفرقات) اعلنت امانة سر بطريركية السريان الكاثوليك الانطاكية، في بيان اليوم "عن انعقاد السينودوس المقدس لانتخاب البطريرك الجديد لكنيسة السريان الكاثوليك الانطاكية يوم غد الجمعة في دير سيدة النجاة - الشرفة، درعون حريصا - لبنان، ويفتتح السينودوس بالقداس الالهي عند الثامنة صباحا".

 

إنّي ...أعتذر     

فارس خشّان

ما كنتُ أعلم أنّي أعيش في موطن الآلهة، إلا بعد "أحَد الإعتذار"...

وحده سمير جعجع بدا بحاجة الى الإعتذار عن ممارسات الماضي، أمّا الآخرون فهم الديّانون. هذا يرفض أن يغفر، وذاك لديه شروط ليفعل، وذيّاك يُبارك ويُربّت على كتف الحكيم، والأدهى من كل هؤلاء، كان إله الآلهة، العماد المُكلّل بالغار الأرجواني، وهو يُطل علينا من كلية الإصلاح والتغيير، محاضرًا في أصول الإعتذار التي خرج "كبير الهامشيين" عن خطها المستقيم.

ما كنتُ أعلم قبل الحادي والعشرين من أيلول 2008، أن أحدًا لم يُخطئ بحقنا، نحن عامة الشعب، سوى واحد أحد.

في الثاني والعشرين من أيلول 2008، أغمضتُ عينيّ، وسمحتُ لخيالي بأن يسوح على جغرافيا الحرب الأهلية، متوسلا بساط ريح تحبكه الردود على موقف جعجع، فوجدتُ أبناء بيروت والجبل والجنوب والشمال والبقاع، وهم  يتنعّمون في جنّة تفوّقت على جنّة آدم وحواء، ليس لانّ الملائكة التي ارتدت أزياء ميليشياوية هي التي  تتولّى السهر على رعايتهم فحسب، بل لأن الشجرة المُحرّمة تولّى تكليف شرعي قطعها، أيضًا.

لم يسمح لي "الحكيم" بأن أُكمل سياحتي على فردوس الآلهة. معه حق الرئيس عمر كرامي بكل النعوت التي قصفه بها، فهو سحبني الى الواقع بمقطع معاد من كلمته، لأنّه خشي أن أَكتشف اننا نحن أبناء المنطقة الشرقية كنّا جزءا لا يتجزّأ من هذا الفردوس العظيم، قبل أن يقف جعجع صارخا في "القوات اللبنانية" بعد نجاح انتفاضته على قيادة الإتفاق الثلاثي: "الأمر لي".

وفجأة، وبدل أن يغمر روحي هذا الإعتذار، وقد كان مقّدما إليّ بصفتي المواطن العادي الذي يختصر تاريخ الحرب بممارسة شاذة  تناولتني أو سمعتُ بها، لفّني حزن عميق. لم أعد أستطيع أن أنظر في عيون أي لبناني آخر ممن كانوا في الفردوس.

وبعد كآبة طال أمدها وبدأت تنعكس سلبا على جميع من أُحبّهم ويحبونني، قررتُ أن أُداوي نفسي، فاتصلتُ بصديق لي ممّن يُبدعون في مهمة التأريخ وطلبتُ منه أن يصطحبني بجولة على قيادات لبنانية لمع إسمها في الفترة الفاصلة بين بداية الحرب وبين نهايتها.

إستغرب هذا الصديق طرحي، ودعاني الى تقديم إيضاحات عملية حتى يفهم بالتحديد ما أُريد معونته فيه، فقلتُ له: أطمح بأن نزور معا كمال جنبلاط والمفتي حسن خالد والصحافي سليم اللوزي والرئيس بشير الجميل وابنته مايا والرئيس رينيه معوّض و...

وفجأة سمعتُ صرخة تدوي في أُذني. كان صاحبي وقد بدا فاقدا أعصابه: مجنون أنت؟ ألا تعرف أنّي منغمس في بحث صعب؟ ما بك اليوم؟ والله أنت بحاجة الى صديقنا الطبيب النفسي وليس إليّ أنا.

 فعلا، إستغربتُ عصبيته، ورفعتُ صوتي في أُذنه، وقلتُ: ألم تسمع الأخبار طوال هذا اليوم؟

ردّ: طبعًا، فهي تتمحور حول حدث الأمس، وقد كانت خطوة ممتازة من سمير جعجع، فهو دقّ باب التاريخ الأوسع، وسوف يدخله، بسبب هذا الإعتذار الذي قدّمه...

أوقفتُه عند هذا الحد، لم أكن في مزاج يسمح لي بأن أسمع مديحا بمن أجاد توصيفه لي، الى كرامي، الوزير السابق سليمان فرنجية وانضمّ إليهما بمنطقه الإستثنائي الوزير السابق الأستاذ الكبير وئام وهّاب وأفهمني العماد ميشال عون المستقيم في ثباته الأسطوري في محبة المقاومة الإسلامية في لبنان وفي تقدير الدور السوري الرائد في وطني، أنّ جعجع انحرف عن أصول الإعتذار لأنه لم يعترف بقتل طوني فرنجية وداني شمعون ورشيد كرامي.

وبعد صمت لبرهة من الزمن، قلتُ له: لا، لا أنا أتكلم عن الردود التي تناولت موقفه، بحيث يظهر أنّه لم يُقتل في لبنان سوى من يُتّهم جعجع بهم، وبحسب معلوماتي أن من ذكرتهم لك، وودتُ القيام بزيارة لهم، لم يتوفوا على فراشهم الوثير...

وعاد الى الصراخ في أُذنيّ: بربك، ما بك اليوم. هؤلاء تمّ اغتيالهم وهناك عشرات غيرهم أيضا...

قاطعتُه: لكن لم أسمع أحد يُطالب جعجع بالإعتذار من ذويهم...

أجابني: وما دخل جعجع بهم؟...

قلتُ له متعجّبا: كيف! هل كان هناك في الحرب غيره يُمكن أن يُتّهم باقتراف جريمة؟

أجابني: يا صديقي، يكاد يكون جعجع، حتى لو صحّ كل ما هو متّهم به، قديسًا بالمقارنة مع شياطين ذاك الزمن...

زاد تعجبي، فاستفسرت: أنت لم تكن تعيش في المناطق الشرقية حين كانت الأمرة بعهدة سمير جعجع...

قاطعني: لم تكن الأمرة بيده وحده هناك، ففي تلك الفترة، وبحسب الوثائق المتوافرة لدينا كان لديه شريك "يُضارب" عليه بالتواطؤ مع كثيرين في لبنان وسوريا، من أجل إضعافه...

جاء دوري في مقاطعته، لأنّه يريد أن يُلقي عليّ درسا بالتاريخ الموثّق وأنا الذي أعيش مرتاحا على روايات، كأنها من الخيال، تُتحفني بها تلفزيونات هذا الزمن المقاوم والممانع والإصلاحي، فقلتُ له: حسنًا، حسنا، أنت كنتَ تعيش في مناطق غير المسماة شرقية، فهل كانت الميليشيات تمس شعرة في رؤوسكم؟

أجاب: شعرة؟ كل شعر رأسنا. كل ما لدينا. عرضنا كان مستباحًا. كان الجحيم معهم.

وشعرتُ أنه يكاد يبكي، فأردت أن أُنسيه تلك اللحظة فتابعت أسئلتي: هل تعرّض الجيش اللبناني لأي أذية في هذه المناطق؟

قال لي: سأُوفر عليك، فهمتُ ماذا تريد أن تفهم: لقد حورب الجيش وطرد واغتيل ضباطه وتمّ تقسيم ألويته وخانت ألوية بعضها البعض الآخر، وقُتل رجال دين بالعشرات، وفرغ الجنوب من مثقفيه، فمن لم يُذبح في فراشه ترك الى البعيد البعيد، وعمّت الظلامية في كل مكان .

وحاولتُ أن أُتابع الكلام. منعني. سمعتُ صوت سماعة يضرب بقوة.

لا أعرف ماذا حصل لصديقي المؤرخ. هرولتُ الى الإنترنت. فتّشتُ عن كلمة جعجع. إستمعتُ إليها من جديد. شعرتُ بالتفوق على جميع من كنتُ أحسبهم متفوّقين عليّ، فها أنذا قد حصلتُ على اعتذار علني ومدوّ. ها أنذا مدعو الى خيار عاقل، وليس الى خيار يتصل بالمستقبل ولكنّه يؤسس نفسه على عاطفة سوداء موروثة من الماضي.

ومن كانت أمّه الضغينة يستحيل أن يكون ابنه الإزدهار.

وفجأة، شعرتُ بألم شديد في صدري.

كان الألم يزداد كلّما رأيتُ جعجع.

وقبل أن يُغمى عليّ، بدا صدري كأنّه خرج من عملية ولادة مضنية، بحيث قدّم لوجداني ولدًا جميلًا إسمه سؤال، ومكوّناته مكتملة بكلمات قليلة: وأنت، ألن تعتذر؟

ومن دون تردد، وخشية من عودة الضيق الى صدري مجددا، صرختُ عاليا: إنّي أعتذر.

وبدا أن الطفل الذي خرج من رحم صدري تمكن من أن يستخرج سؤالا من سؤال: ماذا فعلتُه، بحق جعجع، قل؟

وبدأتُ مُناجاتي:

إنّي أعتذر، لأني حسبتُ جعجع قائدًا ميليشياويًا وحيدًا من نوعه في لبنان، وتعاطيتُ مع الآخرين على أساس أنهم معصومون.

إنّي أعتذر، لأنّي حسبتُ الخطيئة التي يرتكبها شخص متسلّط متدثر بالشرعية في زمن اغتصاب الشرعية، هي فضيلة بالمقارنة مع خطأ ترتكبه ميليشيا لانها بقيادة جعجع.

إنّي أعتذر، لأنّي كنتُ شريكا، على قدر إمكاناتي، في حرب إلغاء تدميرية.

إنّي أعتذر، لأنّ حقدي جعلني أُفضل جزمة الجندي السوري على أي قواتي، ودفعني الى العمل مع الموصى عليهم حتى لا أعمل حيث يُمكن أن تُرفع صورة جعجع.

إنّي أعتذر، لأنّ فهمي المراهق للتطورات السياسية في بلادي، جعلني أُساهم في سجن جعجع، ليس ليُحاسب على ذنوب، بل ليُحرم من القدرة على قطع رأس أخطبوط أمني لبناني–سوري كان بدأ ينمو ليخنق كل ما بقي من آثار الديموقراطية والحرية في بلادي.

إنّي أعتذر، لأني رأيتُ متاجرة بدم الرشيد فصَمتُ، فغض الطرف عن "قاتل" إذا طاع يجعل منه وزيرا، والحقد على "قاتل" إذا تمرد يجعل منه سجينا.

إنّي أعتذر، لأنّي رأيتُ "قاتل" طوني فرنجية وعائلته صديقا صدوقا لمن يريد زورا أن يُتّهم بالجريمة جعجع، فصمتُ على قرار إقفال الملف بعدما اتّضحت كل الحقائق.

إنّي أعتذر، لأني، ولولا عاطفتي السوداء، لما كان الوصي أغلّني بالأصفاد، فكان أسري موازيا لمدة سجن جعجع.

إنّي أعتذر، لأنّي لم أعرف أن ثورتي التي أخّرتها هي نفسها ثورة الأرز التي حرّرتني وحرّرته.

إنّي أعتذر، لأنّي أسأتُ عندما انقلب الزمن وأصبحتُ أنا القوي، إلى كل من كان يوما مع هذا القوي.

وهنا إلتفتُ الى الكومبيوتر، فوجدتُ صورة لطفل يبتسم لي ويُرسل قبلة لي ويكتب جملة لي: شكرًا، إنك تصنع مستقبلي.