المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 27 ايلول/2008

إنجيل القدّيس مرقس .31-28:10

وأَخَذَ بُطرُسُ يقولُ له: «ها قد تَركْنا نَحنُ كُلَّ شَيءٍ وتَبِعناكَ». فقالَ يسوع: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما مِن أَحَدٍ تَرَكَ بَيتاً أَو إِخوَةً أَو أَخَواتٍ أَو أُمَّا أَو أَباً أَو بَنينَ أَو حُقولاً مِن أَجْلي وأَجْلِ البِشارَة إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِائةَ ضِعْفٍ مِنَ البُيوتِ والإِخوَةِ والأَخَواتِ والأُمَّهاتِ والبَنينَ والحُقولِ مع الاضطِهادات، ونالَ في الآخِرَةِ الحَياةَ الأَبَدِيَّة. وكثيرٌ مِنَ الأَوَّلينَ يَصيرونَ آخِرين، والآخِرونَ يَصيرونَ أَوَّلين».

 

الكاردينال جون هنري نيومان (1801–1890)، كاهن، ومؤسِّس جماعة دينيّة ولاهوتي

PPS، الجزء الثامن، الرقم 2، "الدعوات الإلهيّة"/"لقد ترَكْنا كلّ شيء وتَبِعناكَ"

نحن مدعوّون، لا لمرّة واحدة فقط، بل لعدّة مرّات؛ فالمسيح يدعونا طوال حياتنا. لقد دعانا أوّلاً بالمعمودية، لكنّه كرّر الدعوة لاحقًا: سواء لبّينا الدعوة أو لا، فهو ينادينا أيضًا من خلال رحمته. إن نكسنا بوعود عمادنا، يدعونا لاحقًا إلى التوبة. إن عمِلْنا جاهدين على الإستجابة إلى دعوتنا، فإنّه يدعونا كلّ يوم إلى التقدّم أكثر، وينقلُنا من نعمة إلى نعمة، ومن قداسة إلى قداسة، طالما بَقَينا على قيد الحياة. تلقّى إبراهيم دعوة ليتركَ بيته وعشيرته (تك12: 1)، كما تركَ بطرس شِباكَه (متى4: 18)، وتركَ متّى عملَه (متى 9: 9)، وإليشاع مزرعتَه (1مل19: 19)، ونثانائيل عزلتَه (يو1: 47). نحن جميعًا مدعوّون بدون كَلَل، من أمرٍ إلى آخر، للسير قُدمًا بدون مجالٍ للراحة، لكن متوجّهين صوب الراحة الأبديّة، ومُطيعين لدعوة داخليّة إستعدادًا لسماع دعوة أخرى. إنّ المسيح يدعونا بدون إنقطاع ليُبرِّرنا دومًا؛ وهو يريد دومًا، أكثر فأكثر، أن يقدِّسنا ويمجِّدنا. يجب أن نفهمَه، لكنّنا بطيئون جدًّا في فهم هذه الحقيقية الكبيرة، حقيقة أنّ المسيح يسير بيننا بطريقة أو بأخرى، وأنّه يشير إلينا أن نتبعه بيده أو بعينيه أو بصوته. نحن لا ندرك أنّ دعوته تتمّ في وقتنا هذا، بل نعتقد أنها تمّت في زمن الرسل فقط. لكنّنا لا نؤمن بها، ولا نتوقّع أن تكون موجّهة فعليًّا إلينا.

 

التيار العوني" أزمات لا تنتهي وطوني نصرالله كبش المحرقة

موقع تيار المستقبل

يتخبط "التيار الوطني الحر" في مشكلاته ويترنح من أزمة إلى أخرى، لكن ما لم يستطع الجنرال تحمله هو تلك الإنتفاضة الواسعة التي اندلعت ضد صهره الوزير جبران باسيل منذ مدة والتي لا تزال تتفاعل رغم كل محاولات الترغيب والترهيب التي جرت للحد من مفاعيل هذا التحرك الذي ينادي القائمون به بشعارات إصلاحية لتعزيز المشاركة في آلية اتخاذ القرار، لكنه لا يخرج حسب اوساط قيادية نشطة في التيار عن مبدأ "قم لأقعد محلك"، على قاعدة إزاحة الصهر الذي يرى فيه الجنرال إبناً لم ينجبه ووارثاً سياسياً مفضلاً لديه.

مشكلة عون ليست مع حركة انتفاضة تتشكل من الكوادر العادية أو الوسطية في تياره، ولا مع شخصيات نشطة على المستوى القيادي فحسب، بل هي حركة تبدأ من داخل منزل عون من خلال ابن شقيقته آلان عون وابن شقيقه نعيم عون وغيرهما من الأقرباء والأنسباء، وصولاً الى كوادر قيادية اضطلعت بدور مهم في مسار الحركة العونية منذ نشوئها. وتشرح أوساط قيادية في "التيار العوني" ان لفيف "حركة الانتفاضة"- إذا جاز التعبير- ضد سيطرة جبران باسيل على "التيار العوني" وإمساكه بمقدراته تشكلت من آلان عون مستشار عون الأقرب ورسوله لدى القيادات المسيحية المختلفة، وزياد عبس المسؤول عن الاتصالات مع "حزب الله"، وسيمون أبي رميا المسؤول عن ملف العلاقات الخارجية، وطوني نصرالله المسؤول (سابقاً) عن الإعلام، ولواء شكور المسؤول عن التعبئة، وكمال اليازجي المسؤول عن اللجنة المركزية الانتخابية، وزياد اسود المسؤول عن منطقة جزين، وطوني حرب أحد قادة التيار الناشطين عملانيا، وغيرهم كثر استظلوا الغطاء الذي وفره (نائب رئيس الحكومة الحالي) اللواء عصام ابو جمرة الذي قدم الكثير من الملاحظات على أداء "التيار" والدور الذي يقوم به جبران باسيل على حساب الرموز التاريخية والقيادية في "التيار العوني". وتسبب اجتماع كل هؤلاء المعترضين بأزمة حقيقية خلال التحضير للمؤتمر العام الذي كان "التيار" يعتزم عقده الصيف الماضي، لكن حسابات المنتفضين "الإصلاحية" لم تندرج في حسابات الجنرال عون، فألغى المؤتمر واسقط كل المفاعيل التي كان يمكن أن تترتب عليه بعدما ادرك ان جبران باسيل سيواجه بحركة احتجاج واسعة لن يستقيم له بعدها وضع ثابت في "التيار" يؤهله للامساك به لاحقاً.

الترهيب والترغيب

ويروي أحد قادة "التيار" النشطين حتى اليوم أن "الجنرال" لم يكتف بإلغاء المؤتمر العام، بل شن حملة معاكسة قوامها الترهيب والترغيب بهدف تشتيت حركة المنتفضين على باسيل وترتيب وضعه في صورة ثابتة ونهائية، وكلف المنسق العام ل"التيار" المدعو بيار رفول ("قواتي" سابق في صفوف إيلي حبيقة) الغاء كل الهيئات الادارية الوسيطة، وأبلغ عون من يعنيهم الأمر بأن التنظيم الحزبي لا يعنيه، وجرى تدريجا إقصاء زياد عبس عن ملف العلاقات مع "حزب الله"، وافهامه ان لا مكان له للترشح على لائحة "مسيحيي قوى 8 آذار" في الدائرة الاولى لبيروت (الأشرفية) والأجدى له الترشح في عاليه (وذلك قبل فشل مسعى عون مع عصام فارس لإقناعه بالترشح للمقعد الأرثوذكسي في بيروت)، ثم جرى اتهام لواء شكور بأنه يسيء التصرف بأموال مكتب نواب كسروان الذي كان يتولى مسؤوليته.

كبش المحرقة

اما المسؤول عن الإعلام طوني نصرالله الاكثر إطلالا تلفزيونياً فلفصله من "التيار" قصة تروى، ويقول أحد المسؤولين في "التيار" إن "نصرالله لم يُعرف عنه يوماً انه من اصحاب النزعة الهجومية او المواجهة، لكن ما تعرض له من ممارسات دفعه قسراً الى التزام جانب المنتفضين على جبران باسيل وأخذ يرسل اشارات معارضة لصهر الجنرال في محافل التيار العوني، الامر الذي لم يسمح به باسيلن خصوصاً أن من ينتقده يتولى موقعاً مفصليأ في الإعلام المركزي. وتدريجاً بدأ نصرالله يتلقى اشعارات بالحد من حركته الاعلامية. ووصل الامر ختاماً الى قرار صادر عن مكتب عون قضى بحل لجنة الإعلام ووضعها بكل اعضائها بتصرف"الجنرال".

وكان سبق هذا القرار اجتماع عام للجنة الإعلام برئاسة المنسق العام بيار رفول الذي اتهم اللجنة الاعلامية (12 صحافياً) بسوء الأمانة ووجه الى اعضائها تأنيباً شديداً، وخص بالذكر الصحافي شادي ابو جودة الذي اتهم علناً بتسريب اخبار التيار والمعلومات عنه الى جهات "لا تريد الخير للعونيين"، على ما قال رفول. واعقب ذلك اجتماع آخر مع "الجنرال" شخصياً الذي ابلغ أعضاء اللجنة المحلولة بأنه سيشكل لجنة جديدة وطلب منهم تدوين اسمائهم لضمهم اليها باستثناء ابو جودة، فكان ان انسحب الجميع ولم يسجل أياً منهم اسمه في دلالة على عمق المأزق الذي تواجهه اللجنة في عملها وأجواء التخوين واللاثقة السائدة. فكان رد عون كبيراً بأن حل اللجنة برمتها وصرف رئيسها طوني نصرالله وعيّن ليلى الرحباني، القريبة جداً من "حزب الله" لا بل الموالية له، مسؤولة عن اللجنة الاعلامية موقتاً الى حين صدور قرار آخر.

ويجزم مسؤولون في "التيار" ان ما جرى مع نصرالله، لا ينفصل عن الحالة العامة في "الحركة العونية" التي تواجه اوضاعاً صعبة جداً، فكمال اليازجي أحد منظري التيار ومنظمي آلته الانتخابية قدم استقالته وانسحب بهدوء، في حين فضل أبي رميا والآن عون وطوني حرب ونعيم عون وغيرهم الانسحاب الى الظل وتمرير الامور بالتي هي احسن، قبل ان يلقوا مصير شكور الذي اصدر نفياً للأخبار التي شاعت عنه في محاولة لحفظ ماء الوجه.

ويروي احد الظرفاء، انه كلما ازدادت الانشقاقات في صفوف التيار وترهلت صفوفه يسارع الجنرال عون الى التصعيد في نبرة خطاباته السياسية محاولاً قمع كل الاصوات تحت عناوين كبيرة وشعار "توحيد كل الجهود من اجل المواجهة"، وقصده مواجهة المسيحيين الآخرين وتالياً كل اللبنانيين الذين يخالفونه الرأي.

 

الأسد يتعهد بتصفية (حزب الله) وعدم محاربة إسرائيل أو الدفاع عن إيران 

بيروت - القناة + وكالات : 26/9/2008 

 كشفت مصادر مطلعة لـ  نقلت عن الرئيس السوري (بشار الأسد) قوله إنه ليس مستعدًا لمحاربة إسرائيل، وأنه نقل للإسرائيليين تعهدين على الأقل الأول هو أن سورية لن تدخل في الحرب في حال شنت إسرائيل حربًا ضد إيران ، والثاني هو أن سورية لن تمنح الضوء الأخضر لـ(حزب الله) لمهاجمة إسرائيل، وأنها على اطلاع كامل على ترسانته العسكرية وعلى استعداد لوقف تزويده بالأسلحة فى مرحلة لاحقة. وفى هذا المجال كشفت مصادر استخبارية مطلعة لـ  أن المخابرات السورية قد قدمت في الأسابيع الماضية برهانًا حسيًا عن (حسن نياتها) في التعامل مع (حزب الله) مستقبلاً مشيرة إلى أن مسؤولاً أمنيًا سوريًا رفيعًا جدًا قد نقل إلى عاصمة أوروبية معلومات مفصلة عن مخطط يعد له (حزب الله) لخطف ضباط إسرائيليين يعملون كتجار سلاح في الخارج. وأن هذه المعلومات قد لعبت دورًا مهمًا في إفشال الموساد وعملائه في الخارج لعدة محاولات خطف أبرزها عمليتان واحدة كان مسرحها تايلاند وأخرى دولة خليجية. وتؤكد جهات استخبارية غربية أن إيران علمت بهذه التسريبات وهذا (التعاون الأمني) الذي أثمره تطور المفاوضات خصوصًا وأنها حملت مسؤوليته لرجل المهمات السرية، المستشار الأمني والعسكري لبشار الأسد العميد محمد سليمان الذى جرى الانتقام منه سريعًا باغتياله فى أغسطس (آب) الماضي.

 

3 أسباب وراء نشر القوات السورية الخاصة وراء الحدود اللبنانية

اعتقالات واسعة في قطاعات الجيش السوري في الساحل الشمالي وعمليات تطهير في صفوف الاستخبارات والأجهزة الأمنية

 باريس- »السياسة«:

كشفت مصادر سورية معارضة في باريس امس ان »عمليات اعتقال واسعة في صفوف بعض قطاعات الجيش السوري تمت خلال الاسبوعين اللذين سبقا نشر عشرة الاف جندي من القوات الخاصة (الكومندوس) قبالة الحدود اللبنانية الشمالية, وان معظم تلك الاعتقالات حدث في ألوية عسكرية في شمال سورية«.

واكدت المصادر ان »نظام بشار الاسد لم يعد يثق كثيراً بالجيش السوري النظامي, لذلك بدأ الاعتماد على القوات الخاصة وبعض السرايا المذهبية ذات اللون الواحد المدربة تدريباً حسناً, ومن هنا كان نشر تلك القوات الخاصة دون سواها من قطاعات الجيش على الحدود اللبنانية - السورية لاهداف ثلاثة:

الأول: قطع اي صلات بين جماعات سنية متطرفة في طرابلس وعكار اللبنانيتين وحلفائهم من السنة في حماه وحمص واللاذقية, حيث تقول معلومات الاستخبارات السورية ان الجماعات اللبنانية باشرت نقل اسلحة الى المدن الساحلية السورية ذات الغالبية السنية, كما ان قياديين في تلك الجماعات يتنقلون بين طرابلس وعكار وتلك المدن السورية, ما اقلق النظام في دمشق, خصوصاً وان اللاذقية معقل قوي مؤيد لرفعت الاسد عم بشار كما ان علويي جبل محسن وبعض القرى الاخرى اللبنانية يعملون بتوجيهاته وهم ضمناً ضد النظام القائم.

وكان رفعت الاسد حضر قبل اشهر مهرجاناً لتأييده في جبل محسن ومناطق اخرى في الشمال اللبناني حيث غطت صوره الشوارع والمباني وقد القى خطباً نارية ضد نظام ابن شقيقه.

الثاني: اضافة الى عمليات تهريب السلع والبنزين والمازوت السوري بكميات ضخمة الى لبنان من حدوده الشمالية, فان الاستخبارات السورية اكدت وجود عمليات تهريب في الاتجاه المعاكس, اي من لبنان الى سورية لعشرات العناصر المقاتلة التي كان معظمها دخل اصلاً من سورية, كما صادرت الاجهزة السورية اسلحة ومعدات ومتفجرات خلال الاشهر الثلاثة الماضية منذ حركت تلك الاجهزة جماعاتها في طرابلس وعكار لافتعال الاقتتال الذي حدث هناك وانتهى بالمصالحة التي اشرف عليها سعد الدين الحريري هذا الشهر.

ويعتقد نظام الاسد في دمشق »ان هناك ايدي لدول خليجية في عمليات نقل الاسلحة والعناصر من لبنان الى شمال سورية بالتواطؤ مع الحكم اللبناني القائم الذي يشرف عليه الحريري وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط وسمير جعجع, وهم الاشد عداء لهذا النظام كل لاسبابه الشخصية.

الثالث: بعدما فشلت الاستخبارات السورية في تفجير شمال لبنان, وخصوصاً طرابلس بشكل لا يمكن لاحد ضبطه, اذ سارع زعيم تيار المستقبل مدعوماً من الزعامات السنية في البلاد, الى وأد قرون الفتنة المذهبية التي قرعت ابواب تلك المنطقة, حشد النظام السوري قواته قبالة تلك المناطق الشمالية لعرض عضلاته التي لم تعد تخيف احداً لانه بات من المستحيل عليه العودة الى اي منطقة من لبنان, بل بات في موقف دفاعي عن نفسه بعد اخفاقاته المتلاحقة في اشعال حريق الفتنة المذهبية في مختلف المناطق اللبنانية, وارتدت عليه تداعيات تلك الاخفاقات حيث بدأت عمليات معاكسة لجماعات سنية متعاونة مع المعارضة السورية الداخلية والخارجية من اجل البدء باقلاق النظام وخلخلته.

وقالت المصادر السورية المعارضة في باريس ل¯»السياسة« ان »عملية تطهير شاملة قام بها النظام في دمشق في صفوف استخباراته الداخلية والخارجية واجهزته الامنية بلغت حدود استبدال مرافقي القيادات السياسية والامنية والعسكرية بعناصر حماية جديدة وموثوقة, كما شملت كوادر حزبية مشكوك في ولائها خصوصاً في المدن الشمالية السنية«.

واكدت المصادر »وقوع عمليات تخريب وتفجير في مناطق عدة من البلاد, انكشف منها فقط تفجيراً الشاحنتين العسكريتين قبل نحو اسبوعين, الا ان عشرات العمليات تقع باستمرار خصوصاً في المناطق الكردية الشمالية - الشرقية مثل دير الزور ومثلث الحدود السورية - التركية - العراقية وقد بدت الاستخبارات والاجهزة العسكرية عاجزة عن كشف الجهات المفجرة, لذلك جرت عمليات التطهير الواسعة والاعتقالات في صفوف بعض القطاعات العسكرية النظامية في المدن الشمالية والشمالية - الشرقية«.

 

 ليس لدى الجنرال من يكاشفه

 التاريخ: 23 ايلول 2008

ملحق النهار الثقافي

 يستيقظ النائب ميشال عون من سباته السياسي دورياً ليردّ على مطالبي "حزب الله" بالرجوع عن رهن البلد للهيمنة السورية والطموحات الإيرانية، خلافاً لما كان لسان حاله يلهج به في المنافي الباريسية وأروقة الكونغرس الأميركي ولجانه المختصة بشؤون الشرق الأوسط وشجونه.

فبعد صحيفة "لوريان لو جور" التي جدد الدعوة إلى إحالتها على المحاكمة، جاء دور صحيفة "المستقبل" التي اتهمها بـ"الدعارة الإعلامية"، قارناً مطالبته بأن "يعرف رسمياً من قيادة الجيش من أوصل الطوافة إلى مكان الحادث" في تلة سجد، والتي أفضت الى مقتل النقيب سامر حنا واعتقال ضابط آخر وتحقيق ميليشيا "حزب الله" معه، على ما ذكرت وسائل إعلام، ومن دون أن يرد أي نفي يدحض ما ذُكر.

يكاد يختص عون بما سبقه إليه قنديل العروبة، ووئام جماعات النظام السوري في لبنان، بالتصدي للمطالبين بذواء النفوذ السوري والتنديد بهم، فضلاً عن تخوينهم والتشكيك في مواطنتيهم. وعلى مثال سوابق لا تحصى له، يعلل جنرال "التحرير" و"الإلغاء" نوازعه لحماية "حزب الله"، بخشيته على وحدة لبنان، وخوفه من تصدع وحدة البلد تصدعاً لا عودة عنه إلا بانتصار رؤى الحزب الخميني. وعلى أنقاض هذين الخوف والخشية يستثير المزاج الأهلي للمسيحيين ذي الميل الواضح الى الدولة، وعليهما ايضاً نهضت السياسات العروبية والإسلامية في زمن الوصاية والهيمنة السوريتين، وصنعت الاجتماع الأهلي اللبناني المضطرب والمتنافر على حدّي مقولة: إما الإذعان للهيمنة وإما الحرب الأهلية ومسيرات السواطير.

ولا يني الجنرال ينيط صون الوحدة الوطنية بعدم المس بـ"حزب الله". أما كيف حصل هذا الحزب على توكيل بتدبيج سياسة البلد بإزاء الخارج، ومن طريق أي علاقة وتعامل مع نظامي الحزب الواحد في سوريا والملالي في إيران، وكيف أمسك بعنق لبنان أمنياً وعسكرياً، فمسائل لا مجال للخوض فيها. وهي من المحظورات التي قد تتسبب بنهاية كارثية للسلم الاهلي. هكذا يخيَّر اللبنانيون بين السكوت عن تلاشي هويتهم وتذرير بلادهم وانبعاث الحرب الأهلية.

ويردّ عون على وصف مصادر لجريدة "لوريان لوجور" حول مقتل النقيب حنا بالتخيير بين الربط بين السلم الأهلي عبر اتهام الصحيفة الناطقة بالفرنسية بـ"التحريض"، والقبول بامتيازات الحزب السياسية والعسكرية والأمنية، والسكوت عن هذه الامتيازات سواء على مستوى التنظيم الأمني والأقنية المالية السرية، والأعمال الحربية، والإعلام الحربي.

ويسلك الجنرال مسالك الانتظار في حركته السياسية، مترقباً الفعل الأصلي من "حزب الله". وعلى خلاف عادته، لم يستنفق عون بعدما وضع الحزب الإيراني المنبت والنوازع خطاً أحمر أمام الجيش في مخيم نهر البارد، وعندما قيّدت حركة الجيش بتحقيق نشدته مجموعات أهلية اثر حوادث كنيسة مار مخايل في شباط الماضي وسريان التصريحات عن اتخاذ "دماء أهل الضاحية" معبراً إلى انتخابات رئاسة الجمهورية، على قول النائب في "كتلة الوفاء للمقاومة" علي عمار. وهو لم يفعل أيضاً في العصيان المدني المسمى "حضارياً" في خطاب حليفه السيد حسن نصر الله. هكذا، فإنقاذ الوحدة الوطنية يقوم من خلال هيمنة "حزب الله" على البلد، وتهديد جماعاته الاهلية بالسلاح، على ما حصل في بيروت والجبل. فكل ما يؤدي إلى الحط من لبنان وتفكيكه وتذريره، وإلى إضعاف التماسك الوطني والسيادي، ينكشف مع إنفاذ الحزب وسياساته الإقليمية.

التسابق على القتل والاغتيال، ونصبهما نظيراً للفاعلية السياسية لقوى 14 آذار، لم يحفزا الجنرال بذريعة أن الكشف عن هذه الجرائم من مسؤولية قوى أمنية في عينها، مغفلاً أن كل ما لدينا، وفي أغلبه، هو من بديع صنع الوصاية المديدة للنظام السوري واستخباراته، والتي استمرت 29 عاماً. لا يكلف عون نفسه عناء السؤال: ما هي ملامح أو قسمات السياسة التي تتوسل بالتفجيرات والحروب المتنقلة إلى غاياتها؟ وما هي هذه السياسة التي تقوم بها حرب الاغتيالات كلما مارست الغالبية النيابية أكثريتها العددية في إقرار مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي؟ فالسياسي الجديد والعسكري القديم، أدى تربعه على محل الصدارة من الاجتماع المسيحي إلى تبدد ما قدّمته هذه الجماعة الأهلية من تطوير للبلد. وليس مرد الخسارة في هذا المضمار إلى جهل هذه الفئة أو غبائها، إنما إلى إحلال الخوف فيها ولديها منطقاً سياسياً ملفقاً وهجيناً. فبدل ربط التمثيل والإدارة السياسيين بالمصالح، ربط عون هؤلاء بورقة "تفاهم" مع "حزب الله" وقال لهم إنها حمتهم من حوادث كنيسة مار مخايل. والحق أن من انساق منهم وراء التيار البرتقالي، فقد فعل وفقاً لهذا الوعي. وهكذا ضعفت السيادة وصارت في مهب المناكفات المتطاولة لحزب "ولاية الفقيه"، وضعفت ضعفاً لا سلام بعده.

يغفل عون أنه عندما تولى وبعض أركانه، ممن يقفون اليوم إلى جانبه نواباً ومرافقين، الحكومة العسكرية، كان في رأس دواعي حربي "التحرير" و"الإلغاء"، اللتين شنّهما ولم تبقيا لدى المسيحيين لا بنياناً ولا اجتماعاً، السعي إلى النهوض بالدولة المشتتة والمبعثرة منذ سعت فيها الفصائل والمنظمات المسلحة خلافاً لإرادة مجموعة وازنة من اللبنانيين. والحرب التي شنّها كانت في هذا المعنى لبناء الدولة، على ما كان يقول، إزاء إنتهاج طواقم الحكم المتعاقبة في حينه سياسات ضعيفة إزاء الأخطار التي هددت لبنان منذ كان "اتفاق القاهرة" وصولاً إلى الاحتلال السوري. فنزع عون نزوعاً ثابتاً ومقيماً للإستحواذ على المسيحيين وهواجسهم بإزاء جعل البلد "ساحة" للصراع العربي- الإسرائيلي، وتنامي الميليشيات في مقابل تراجع هيبة الدولة وانكسارها. لكن الإختبار الكثير الأوجه الذي خاضه في تجربته آنذاك، لم ينتج له خبرة عسكرية ولا حنكة سياسية، فانهار مع الساعات الأولى للهجوم السوري، ولجأ إلى السفارة الفرنسية التي لم يفلح في الخروج منها إلا بعدما ربطت باريس شرفها بسلامته. وعلى مثال صنائع الوصاية السورية، فقد تخلف عن تعليلٍ ما انتهت إليه حاله وحال المسيحيين والبلد معه.

والجنرال الذي أطلق على سلاح "حزب الله" تسمية "سلاح الفتنة" في برنامج ترشيح نفسه إلى انتخابات سدة الرئاسة الأولى التي لم يوفق إليها سبيلاً، يرفض حتى تحرير مزارع شبعا ديبلوماسياً انما يريد استرجاعها عسكرياً. وإذا سوّغ لنفسه التوسل بأروقة الكونغرس لاتهام النظام السوري بكل موبقات الجمهورية الثانية، فهو ينافح راهناً ضد قوى 14 آذار لأي اتهام لهذا النظام بعد كل مقتلة او انفجار واغتيال، مطالباً بأدلة حسية. وعلى نحو ما حمل على الصحافة في مناسبات مختلفة ومتباعدة، وانتهك حق الجيش في التحليق بمروحية، وبدد هالته، بدا محمولاً على انكار ما تعرضت له قوى الأمن الداخلي في احد معازل (غيتوات) "حزب الله" في الضاحية الجنوبية، متسائلاً عما إذا كان أحد ما هناك منع دوريةً من تنفيذ مهامها، ومتجاهلاً ما أعلن رسمياً عن توقيف عناصر من الأمن الداخلي لمدة اربع ساعات، وما تعرض له أحد الضباط من ضرب في أوائل رمضان.

في الأحوال كلها، فإن حملات التنديد والتشكيك المبثوثة عبر "الإعلام الحربي" وشريكه البرتقالي، المهددة تارةً بقرب إنبعاث الحرب الأهلية، وأحياناً بالتخوين، فلا ريب أنها تريد فقط ابقاء لبنان رهين المحبسين الإيراني والسوري.

يبدو أن حال اللبنانيين مع عون ينطبق عليها ما أورده ماركيز في روايته "ليس لدى الكولونيل من يراسله". وفي ترجمة أخرى "من يكاتبه". الرواية تتحدث عن كولونيل متقاعد يعيش مع زوجته في مدينة صغيرة ولا عمل له سوى الانتظار والتردد على مكتب البريد. يذهب إليه يوم وصول البريد ليسأل إن كان هناك رسالة وصلت إليه. وإذا كان كولونيل ماركيز المتقاعد لا يجد من يكاتبه أو يراسله فإن جنرالنا لم يزل قاعداً متقاعداً، وليس هناك من يكاشفه.

 

شن رئيس كتلة الإصلاح والتغيير ميشال عون هجوما عنيفا على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ناعتا إياه " بسارق الخزينة" رافضا التعاطي معه .

تيار المستقبل/وقال في عشاء هيئة الأطباء في التيار الوطني الحر : إن مدير رئاسة الوزراء في غير موقعه القانوني ولا أحد يرد علينا، وأن الهيئة العليا للاغاثة أصبحت مركزا لتمويل الاموال الانتخابية القادمة من كل حدب ولا أحد يسمع،و أصبح تفكيرنا "زفت بزقت".

ونبه في هذه المرحلة لأننا في ال2009 قادمون على انتخابات لا تقولوا ليست مسؤوليتكم، بل عليكم محاسبة هذه الطغمة التي جعلت من الدين 50 مليار دولار، وانا اليوم معرض لمؤامرة سياسية يومية ولكن اقف على رجلي لأن لا شيء على ضميري أخاف منه ولا أخاف من أحد .

وأشار الى أننا لا نخشى صداقة اي دولة لا سوريا ولا ايران ولا اميركا، لكن يوم تهدد السياسة الاميركية وجودنا سنقاوم حتى ولو كنا نعاجا.

وتوجه عون للمسيحيين قائلا : لا أحد يستطيع أن يهينكم او يأخذ كرامتكم، بل هي حالة نفسية تخسرونها عندما تفعلون شيئا غير جيد، الاصلاح لا يمكن أن يبدأ الا من السلطة الاولى في البلد اي مجلس النواب، ولهذا عملنا لتعديل قانون الانتخاب لتتمكنوا من اختيار النواب الذين يحاكمون الحكم السيء، الجميع تواطئ على حسابكم وهم نفسهم اليوم موجودون تحت الارادة السورية وهم نفسهم اليوم مع عبد الحليم خدام.

 

حزب الله" اطمأنّ الى الاعتراف به لاعباً ثابتاً واستراتيجيته متحركة على وقع التقديرات الاقليمية

تحقيق "المثالثة" هدف "الحزب"

المستقبل - السبت 27 أيلول 2008 - أسعد حيدر

استمرار التهدئة في لبنان، عنوان أساسي لمسار الديبلوماسية الفرنسية. باريس تراقب بانتباه شديد تطورات الوضع اللبناني، حتى لا يحصل أي انزلاق يؤدي الى تعريض التهدئة لخضّة قاسية قد لا يمكن ضبط ارتداداتها على المدى المنظور، خصوصاً في ظل التطورات الاقليمية والدولية. لذلك ترحب باريس بأجواء المصالحات الجارية واللاحقة، لأنها تشكل "الاسمنت" المطلوب للتهدئة والهدوء.

صلابة الحريري وتماسك الاعتدال

الأوساط الفرنسية المطلعة ترى، أن صلابة النائب سعد الحريري ونجاحه في تحقيق الإجماع حوله خصوصاً داخل السنّة أهم ما حصل في إطار ذلك، وأن 7 أيار لم يضرب زعامة الحريري المعتدلة، بالعكس لقد نجح في تصويب بعض المسارات والتوجهات وعادت للالتفاف حوله. لذلك يُلاحظ اليوم أن هامش المعارضة داخل الطائفة السنية وخصوصاً بعض زعاماتها التي لها علاقات مع دمشق قد ضاق. كل هذا ساهم كثيراً في دفع "قطار" التهدئة، بانتظار الاستحقاق الكبير والحاسم أي الانتخابات التشريعية.

ما يساهم أيضاً في اندفاع "قطار" التهدئة، أن "حزب الله" يريد ذلك بقوة، لأسباب تتعلق به وبالمنطقة. "حزب الله" أصبح مطمئناً باعتراف مختلف الأطراف به "لاعباً ثابتاً وأساسياً في لبنان"، ولذلك يريد الاستمرار في "اللعب على مساحة الخريطة السياسية اللبنانية بإطمئنان"، وفي الوقت نفسه الاستعداد دائماً للتأقلم في حركته مع الخارج، فحزب الله "حزب لبناني له امتدادات اقليمية"، لذلك كل التطورات الاقليمية تنعكس فوراً عليه وعلى حركته وحتى على استراتيجيته.

فالحزب وهو يلاحق الوضع الداخلي ويؤثر في حركته، يعلم جيداً أنه في لحظة معينة قد يجد نفسه مضطراً للذهاب نحو وضع استراتيجية جديدة، سواء لحمايته أو لتثبيت وجوده. بهذا فإن أولويات الحزب قابلة للتغيير، فما هو اليوم ضرورة ملحة يجب العمل للمحافظة عليه، يمكن أن يصبح غير مهم وغير أولوي والعكس صحيح بما يتعلق بوضع أو ملف آخر لم يكن أولوياً.

حالياً ليس همّ "حزب الله" أن يأخذ السلطة في لبنان كما ترى أوساط مطلعة في لبنان. وهو يفضل التأثير في السلطة، سواء في تشكيلها أو قراراتها الاستراتيجية وخطها العام. و"الحزب" يعلم جيداً أنه لا يستطيع أخذ السلطة حتى ولو أراد ذلك، لأنه ليس من صالحه أن يأخذ السلطة، مثل هذه العملية تسهّل ضربه. سهولة عزله مذهبياً، قائمة، وهي تشكل "خاصرته الضعيفة"، ليس لبنانياً وإنما عربياً، خصوصاً في هذه الفترة.

أكثر من ذلك، لا يستطيع حزب الله استراتيجياً الاندفاع نحو أخذ السلطة ولو كان متسلحاً بنتائج الانتخابات التشريعية المقبلة إذا ما فاز بها فوزاً ظاهراً ومؤكداً، لأن أي محاولة قد تؤدي الى كسر التزامه بالكيان اللبناني، في وقت اضطرت فيه حليفته سوريا الى طي صفحة تاريخية والاعتراف بلبنان كياناً مستقلاً، وتستعد لإقامة علاقات ديبلوماسية معه.

أمام هذا الواقع، يقدم "حزب الله" نفسه على أساس أنه يحمل "مشروعاً وطنياً"، وليس مشروعاً خاصاً به.

ولذلك إصراره على التحالف مع الجنرال ميشال عون. فالجنرال شكل في الفترة السابقة "ورقة التوت" له، فلم يُحاصر في الخانة المذهبية. وفي هذا الإطار يرغب الحزب بأن يستمر التوافق في آليته الحالية أي حكومة توافقية تضم مختلف القوى السياسية لأنها بقدر ما تؤكد على الاستمرار في متابعة تنفيذ اتفاق الدوحة، بقدر ما تخفف عنه أعباء اتفاق الطائف.

الدولة "المتوازنة"

"سقف" مشروع "حزب الله" الدائم غير المعلن رسمياً تعديل اتفاق الطائف، أو تغييره. الهدف من ذلك الوصول الى القبول بالمثالثة بدلاً من المناصفة. عندما يشدد الحزب على مطالبته بأن تكون الدولة اللبنانية "دولة عادلة وقادرة ومتوازنة" إنما يؤشر الى هذا "السقف"، "العدالة والتوازن" تعني المثالثة لأن المناصفة غير عادلة ولم تعد تنتج التوازن. لكن هذا الهدف وإن كان مرغوباً إنما حالياً غير ممكن. فالمعادلات الداخلية والخارجية تحدد في اللحظة المناسبة الدخول في هذا المسار التغييري.

ما يساهم في تحلي "حزب الله" حالياً بالهدوء والعمل على نشره، أن الملفين اللذين يعنيان حركته المتأثرة بالخارج، وهما الملف النووي الإيراني والمفاوضات غير المباشرة بين دمشق وإسرائيل، لم ينضجا بعد. فلا الملف النووي الإيراني موضوع على سكة دفع المنطقة نحو الحرب، ولذلك فإن طهران ترغب بإبقاء الجبهات التي تعنيها وخصوصاً لبنان هادئة، ولا المفاوضات وصلت الى نقطة تتطلب أقدام دمشق على التخلي عنه، خصوصاً وأن "ثمنه" هو الأعلى بين كل الملفات المطروحة على المقايضة.

أخيراً، فإن الواقع والتطورات الجارية في لبنان في إطار مسار الانتخابات التشريعية تطمئن أوساط فرنسية مهتمة بلبنان. لا تخاف باريس من حصول نتائج انتخابية انقلابية، بمعنى حصول المعارضة على أغلبية مطلقة تؤدي الى انفراد المعارضة بالسلطة وتشكيلتها، ما يعني عملياً وضع "حزب الله" يده عبر المعارضة على الدولة اللبنانية، في هذا الإطار تبدو باريس مرتاحة جداً "لمفاجأة" الرئيس ميشال سليمان.

"المفاجأة"، تحول الرئيس سليمان الى "لاعب أساسي" على الخريطة السياسية اللبنانية وليس مجرد "شاهد" كما كان يظن البعض. حالياً يتحرك سليمان بقوة خصوصاً وأنه يملك أوراقاً عديدة منها الجيش، والحوار، والتعاون والتحالف مع المر الأب والابن، والرئيس أمين الجميّل خصوصاً وأن حزب الكتائب كان دائماً "حزب الدولة"، وأيضاً بما عُرف عن لبنان بأن الأرمن كانوا دائماً مع الرئاسة اللبنانية بشكل أو بآخر. لذلك فإن الجنرال عون وقد شعر بهذه القوة الصاعدة مسيحياً، قد توجه الى "الأطراف" لعله يكسب موقعاً وعملياً نائباً يعوّض به خسارته في "المركز" علماً أن ربحه لأي نائب في الأطراف سيبقى ملتبساً لأنه يُطالب به من "كيس" "حزب الله" مباشرة. أمام هذه الخطوط الواضحة للوضع في لبنان، تبدو باريس مطمئنة لاستمرار الهدوء وتطوره، هذه المرة نحو تأكيد تثبيت الاستقرار من دون أي ضمانة لحجم انعكاسات الوضع الهش والمتقلب في منطقة الشرق الأوسط.

 

مصدر حكومي يرد على شتائم عون: لا تنسجم مع اجواء المصالحة والوفاق

المستقبل - السبت 27 أيلول 2008 - تعليقا على اقدام رئيس "تكتل التغيير والاصلاح"النائب العماد ميشال عون على شتم رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في حفل عشاء اقامته هيئة "التيار الوطني الحر" في فندق "الحبتور" سن الفيل مساء امس .استغرب مصدر حكومي بارز" لجوء "عون"الى هذا المستوى من التخاطب واستخدامه لغة الشتائم التي لا تنسجم مع ما تعيشه البلاد من اجواء وفاق ومصالحة، علما ان العماد عون ممثل في الحكومة والمجلس النيابي وبامكانه اثارة القضية التي يريد عبر الوسائل التي اتاحها الدستور".

وكان عون، هاجم الرئيس السنيورة، وقال:"لا نستطيع أن نتعاطى مع رئيس حكومة سارق الخزينة"، وزعم"ان مجلس الإنماء والإعمار فيه مخالفات، وان الإغاثة صارت مركز لتبييض الأموال الانتخابية". معتبرا "ان الاصلاح يبدأ من مجلس النواب لذلك عملنا على تعديل قانون الانتخاب".

 

مقعد نيابي لعون يهدد الحوار

تيار المستقبل/التاريخ: 26 ايلول 2008      

 لم تعد الأزمات الاقتصادية والسياسية الأمنية التي يعاني منها المواطنون عائقا على الساحة اللبنانية وأصبح هم النائب فقط استقطاب ناخبيه بكل الوسائل ، فتناسى بعض النواب لا سيما ميشال عون هذه الهموم وبات شغله الشاغل هذه الأيام وضع الشروط والمقاييس الواجب توفرها للترشح الى النيابة خاصة بالنسبة لحرمان رؤساء البلديات من الترشح إلا بعد مرور سنتين على استقالتهم من أجل الترشح للانتخابات النيابية .

وعون الذي هدد بتعليق مشاركته بالحوار في حال استمرت الاكثرية النيابية بمحاولة تغيير المهلة ، يسعى الى حماية وضع بعض مرشحيه خصوصا في بعبدا والشوف. يذكر أن القانون منع رؤساء البلديات والمخاتير من الترشح للنيابة إلا بعد مرور سنتين على استقالتهم، وتجدر الإشارة الى أن هذا الحرمان لم يرد في قانون العام 1960. وقد أحيلت هذه المسألة الى لجنة الادارة والعدل برئاسة النائب روبير غانم، التي قررت الابقاء على مهلة السنتين، قبل ترشح رؤساء البلديات، وإحالة مشروع قانون فؤاد بطرس على المجلس النيابي لإقراره، والذي من المقرر أن يناقشها النواب في الجلسة المقبلة .وتقترح الأكثرية اما الغائها أو خفضها الى ستة أشهر .وكان سبق للوزير بارود أن قال أنه مع اعطاء رؤساء البلديات الحق في الترشح من دون عوائق تتعلق في المهل . لأنه إذا كان هناك مانع افتراضي يتصل بموقع رئيس البلدية ويتعلق في الخدمة العامة فهذا ينطبق أيضا على الوزير الذي له دائرة واسعة من الخدمات العامة ومع ذلك له الحق الترشح من دون مهل للاستقالة من منصبه .

وتقول مصادر في قوى 14 آذار أن تشدد عون في تقصير المهل يعود الى أسباب عدة أهمها :

ـ محاربة ترشيح دوري شمعون في الشوف ( رئيس بلدية دير القمر )

ـ محاربة ترشيح ادمون غاريوس في بعبدا ( رئيس بلدية الشياح المقرب من المر )

ـ محاربة ترشيح رئيس بلدية الحدث أنطوان كرم .

ـ محاربة رئيس بلدية الخيام علي عبد الله وغيرهم .

وعدم اتاحة الفرصة لبعض رؤساء بلديات في المناطق الشيعية لأن ذلك من شأنه أن يساعد على كسر احتكار الثنائية الشيعية القائمة بين أمل وحزب الله .

فما أسباب هذا النزاع ومن المستفيد من منع هؤلاء من الترشح بذريعة مهلة السنتين وهل كانوا سيرفضوه اذا صب في مقاعدهم ولوائحهم؟

شمعون

رئيس بلدية دير القمر دوري شمعون، رأى أن الاستقالة قبل سنتين من الترشح للنيابة، أمر غير قانوني وغير شرعي، ومن يدافع عنه يريد أن يحمي نفسه انتخابياً " فبعض رؤساء البلديات الذين ينوون الترشح يشكلون خطراً كبيراً على منافسيهم". لكن شمعون يرى أن مهلة الستة أشهر غير قانونية فكيف بالسنتين؟... "فايام الوصاية السورية، أوعز غازي كنعان بهذا الأمر للحكومة حاسباً نفسه في سوريا" معتبراً أنه من التناقض أن ينادي اللبنانيون بالديمقراطية في حين توجد قوانين لا تحترم الناخب والناخبين.

عبد الله

في المقابل، أيد رئيس بلدية الخيام الجنوبية، علي عبد الله، استقالة المرشح من مهامه قبل سنتين وذلك منعاً لاستثمار امكانيات البلدية في المعركة النيابية، ووضع هذا التأييد في إطار منع التصرفات الانتخابية الخاطئة، " فنحن نلتزم بالمصلحة العامة وليس بمصالحنا الشخصية"، بعكس من يعتبرهم خائفين من السقوط في الانتخابات ويسعون الى عرقلة ترشح رؤساء البلديات و المخاتير للنيابة وإبقائهم خارج المنافسة.

لميس فرحات

 

القدرة الوطنية لا تبنى بإذن من الخارج بل بإرادة وعزم وطنيين"

نصرالله: مستعدون لكل ما يطمئن الناس وخصوصاً في بيروت وأهلها

كل ما أنجز من مصالحات وما سيعقد من لقاءات يعزز المناخ الايجابي

المستقبل - السبت 27 أيلول 2008 - أكد الأمين العام لـ"حزب الله"السيد حسن نصرالله "الحرص والجدية والاستعداد لكل ما يمكن إن يطمئن الناس وخصوصاً في بيروت وإهلها الكرام"، ودعا الى "ايجاد مناخ ايجابي لوقف مسلسل التوتير والتحريض المذهبي ومعالجة المشاكل القائمة والتحضير لأجواء تمهد للانتخابات النيابية المقبلة" لافتاً الى أن "ما انجز من مصالحات ولقاءات وما سيعقد لاحقاً كلها أمور تعزز المناخ الايجابي عل ذلك يعطي الحكومة الفرصة من أجل التفرغ للأزمات الداخلية". ومشدداً على أن "القدرة الوطنية لا تبنى بإذن من الخارج بل بإرادة وطنية وعزم وطني وعلى نفس هذه القاعدة نريد وطناً قوياً. نحن دائماً كنا نعبر عن حرصنا على السلم والعيش المشترك الواحد".

وقال نصر الله في خطاب ألقاه مساء أمس، في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لمناسبة يوم القدس العالمي: "من مسؤولية لبنان النضال ومواصلة العمل الى جانب الفلسطيني لإنجاز حق العودة لا يكفي رفض التوطين بل يجب أن نكون جزءاً من النضال لإنجاز حق العودة". موضحاً "ان لبنان معني برفض قاطع للتوطين وعلى طاولة الحوار نوقش هذا الأمر حيث عرض فريقنا السياسي تعديلاً دستورياً يتطلب إجماع المجلس النيابي لقبول التوطين إلا أن الفريق الآخر لم يوافق، ومنذ مدة تقدموا باقتراح تعديل دستوري اشترط الاجماع للتوطين، أنا أعلن التأييد الكامل لهذا التعديل الذي يحصن الموقف الوطني في مواجهة خطر التوطين كمشروع أميركي إسرائيلي بتمويل عربي".

أضاف: "من مسؤولية لبنان تقديم كل المساعدة حتى للفلسطينيين لتجنب أي صدام أمني وهذه مسؤولية الفصائل الفلسطيني أيضاً لأن الإسرائيلي موجود في لبنان بأشكال مختلفة ويسعى الى الفتنة في لبنان. ومن مسؤوليات لبنان أيضاً الاهتمام الإنساني والخدماتي في المخيمات الفلسطينية في لبنان. وهنا أنوه بموقف الفصائل الفلسطينية التي أجمعت على الحياد في ما يتعلق بالانقسامات السياسية اللبنانية".

وعن الوضع الداخلي، قال نصرالله: "ما نتطلع اليه وهو حقيقة أن يكون وطننا قوياً سليماً آمناً. لا نريد السيطرة على لبنان ولا الإمساك بالسلطة فيه. نؤمن أن مصلحتنا أن نعمل سوياً ونبني سوياً ونواجه التحديات سوياً. إذا تخلى أحد عن مواجهة التحديات لا يعني أن نتخلى عن طموحنا أن نكون معاً في كل شيء، وعلى هذه القاعدة قاتلنا عدو لبنان وعدونا، وعلى هذا الأساس ذهبنا ونذهب الى الحوار ليكون هناك تلاقٍ لبناني لبناء قوة لبنان الحقيقية".

أضاف:"يقال عن ممانعة إسرائيلية لتزويد الجيش بأسلحة أميركية، هل يمكن بناء جيش وطني قوي بهذه الطريقة. وهل يجوز أن ننتظر اذناً من أميركا وإسرائيل لنسلح جيشنا ونجهزه للقيام بأمور أساسية، لا يمكن ذلك. المقاومة شكلت لهم حالة ازعاج لأنها لا تطلب اذناً من أحد لتحصل على السلاح. فإخفاء السلاح من أسباب القوة، ولا نخشى رضى أحد أو غضب أحد في ما نقوم به. نحن على مستوى حكومة الوحدة الوطنية بحاجة الى قرار شجاع يقول بتجهيز وتسليح جيشنا بما يمكنه من الدفاع عن سيادة لبنان ولا نحتاج الى اذن من أحد. فلنشكل فريقاً وزارياً يؤمن المال ويبحث عن الأسواق حتى من السوق السوداء. أما بانتظار رايس فلن نحصل إلا على كميونات وملالات هزيلة. وما يمكن جيشنا من مواجهة العدوان لا نحصل عليه".

وشدد نصرالله على أن "القدرة الوطنية لا تبنى بإذن من الخارج بل بإرادة وطنية وعزم وطني وعلى نفس هذه القاعدة نريد وطناً قوياً. نحن دائماً كنا نعبر عن حرصنا على السلم والعيش المشترك الواحد".

وتابع: "أقول للبعض لا تبحثوا عن مشكلة لدى قواعدنا فيما نقوم به من مصالحات. قواعدنا لم تسمع منا خطاب الإلغاء. كنا نتحدث عن الوحدة الوطنية، اعتصمنا وطالبنا بالحوار والتلاقي والتكاتف حتى بعد حرب تموز قلت تعالوا نضع يداً بيد لنبني لبنان سوياً. قاعدتنا الشعبية عندما تنظر الى التلاقي للململة الجراح تعتبر أن ما يجري منسجم مع أهدافها وطموحاتها. وعلى هذه القاعدة ذهبنا الى المصالحات، لا يمكن أن تكون مصالحة من طرف واحد. عندما توفر القرار من الطرفين خرجت المصالحات. نحن جديون وحريصون وحاضرون لكل ما يعزز مناخ المصالحات الأمر الايجابي في البلد. مستعدون لكل ما يمكن أن يطمئن الناس وخصوصاً في بيروت وأهلها الكرام. عندما نتحدث عن مصالحات لا نتحدث عن تحالفات سياسية جديدة، نحن في موقعنا السياسي الى جانب حلفائنا وهم كذلك. المصالحات لا تعني تبدل التحالفات السياسية، بل هدفها ايجاد مناخ ايجابي لوقف مسلسل التوتير والتحريض المذهبي وايجاد مناخات لمعالجة المشاكل القائمة والتحضير لأجواء تمهد للانتخابات النيابية المقبلة التي نسعى اليها وخطابنا منذ الأساس الدعوة الى الاستفتاء، فقالوا (بدعة) قلنا تعالوا الى الانتخابات المبكرة نحن نحتكم الى الناس، نحن معنيون كلنا بتأمين المناخ الايجابي لمنافسة سياسية سليمة وشريفة تؤدي الى انتخابات تنتج سلطة جديدة".

وقال: "نحن لا نبدل في الوعد إو الالتزام، وإذا حصلت المعارضة على الأغلبية، فان "حزب الله" سيؤكد دعمه والتزامه بالدعوة الى حكومة وحدة وطنية يكون فيها الفريق الآخر شريكاً في إدارة البلد". موضحاً "يجب أن نتعلم من أحداث العقود الماضية، أن لبنان لا يُحكم لا بأكثرية ولا بأقلية. لبنان له خصوصية وإدارته لا يمكن أن تتم بذهنية أكثرية وأقلية بل بالتعاضد والتعاون بين الجميع، هكذا نفهم تركيبة البلد وخلاصه".

وتابع: "هناك أفكار نؤمن بها، لكن هذا واقع بلدنا بتركيبته القائمة التي بدلاً من أن تتحسن تراجعت الى الوراء، أقول لنتصرف بواقعية فلنحتكم الى الانتخابات وتكون أغلبية وأقلية لكن لبنان بلد خاص لا تعالج أزماته ومشاكله بهذه العقلية".

وختم نصر الله: "اليوم أقول ما أنجز من مصالحات ولقاءات وما سيُعقد لاحقاً من لقاءات كلها تعزز هذا المناخ. عسى أن تعطى الحكومة الفرصة من أجل التفرغ للأزمات الداخلية فالفقر بات صفة مشتركة تجمع أكثر من ثلثي شعبنا، كيف سنواجه الأزمات الاقتصادية والمعيشية؟ فلنريح البلد من النقاشات، طالما هناك مجلس نيابي وحكومة فلنأخذ الفرصة لمراجعة الأمور وبذل الجهود الايجابية لأن المستقبل السياسي لبلد وضع على السكة بقانون الانتخابات الذي سيقر قريباً"..

 

الرئيس سليمان ختم زيارته للولايات المتحدة بلقاء مع الجالية وعاد الى بيروت

وطنية- 26/9/2008 (سياسة) عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والوفد الرسمي المرافق الى بيروت، عند الرابعة من بعد ظهر اليوم من الولايات المتحدة الاميركية، منهيا زيارته التي استغرقت خمسة ايام شارك خلالها في اجتماعات الجمعية العومية للامم المتحدة في نيويورك وألقى فيها كلمة لبنان، والتقى الرئيس الاميركي جورج بوش وكبار المسؤولين الاميركيين، إضافة الى عدد من رؤساء الدول والحكومات. وكان الرئيس سليمان ختم مساء أمس زيارته لواشنطن، بلقاء مع ابناء الجالية اللبنانية في فندق "اومني"، أقامه على شرفه السفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد. وأكد أمامهم أن المغتربين هم ثروة لبنان ورئته التي يتنفس بها، داعيا اياهم الى الدفاع عن هذا الوطن وحقوقه وحمل قضيته اينما حلوا لانه يستحق ذلك.

واضاف انه جاء ليطلب دعم الدول لمنع التوطين لما فيه مصلحة لبنان

والفلسطينيين على حد سواء، ولطلب المساعدات للجيش اللبناني للتصدي للارهاب ومواجهة الاعتداءت الاسرائيلية والحفاظ على حياة اللبنانيين.

وشدد الرئيس سليمان على "القيم المشتركة التي تجمع لبنان بالولايات المتحدة الاميركية، وهي قيم إنسانية معاصرة، قيم الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان ومحاربة الطائفية والتعصب والتصدي للارهاب". وعن الوضع الداخلي اللبناني، أشار الرئيس سليمان الى انه في ميزان الربح والخسارة، المصالحة هي ربح للجميع، وقطار المصالحة قد انطلق والشعب سيحاسب كل من يتخلف عن الصعود اليه. وأكد بحزم أنه لن يسمح بالاقتتال، فهو انتخب رئيسا توافقيا من أجل اللبنانيين أينما كانوا، ولن يسمح للعابثين بالامن ان يقوموا بذلك من جديد، فرئيس الجمهورية هو المؤتمن على الدستور ويلتزم إرادة الشعب الذي هو مصدر السلطات، وبالتالي يجب أن تنتصر ارادته على كل الارادات.

ودعا المغتربين الى "الحفاظ على القيم العائلية التي تربطم بلبنان والتي ميزتهم عن سواهم طيلة السنوات".

كلمة الرئيس سليمان

وجاء في كلمة الرئيس سليمان أمام الجالية اللبنانية: "أنا سعيد بلقائي بكم في هذا الشهر الفضيل، وكل عام وأنتم بخير. في كل مرة نلتقي، يقوى إيماننا بلبنان ونعود اليه مؤمنين بوحدته وقوته. ومثلما حزمتم حقائبكم وتوجهتم الى بلدان العالم طلبا للعيش وللحرية، عليكم اليوم مجددا ان تحملوا قضايا لبنان الى العالم لتدافعوا عن حقه في حريته ووحدته وأرضه وكل قضاياه. أنا واثق من أن وطنا كلبنان ينتشر ابناؤه في اصقاع العالم، ليس في حاجة الى الامم المتحدة ليدافع عن قضيته، وبالاضافة الى واجبي في الدفاع عن الوطن، جئت الى هنا لألتقيكم واضعا الامانة بين أيديكم، كي تدافعوا عن حق الوطن على رغم الصعوبات التي اعترضتكم في حياتكم، وعلى رغم المشقات ومرارة الابتعاد والغربة عن الاهل وعن القرية وعن كل ما تعلقتم به في زمن الطفولة.

جئت لأطلب منكم الدفاع عن ارض لبنان وحقه ومياهه. جئت لأسأل الدول الكبرى، دول الامم المتحدة، أن تمنع التوطين من اجل لبنان ومن اجل فلسطين ايضا، فالدستور اللبناني يمنع التوطين واتفاق الطائف كذلك، ومجلس الامن وافق على اتفاق الطائف واصبح وثيقه دولية تلتزمها الامم كافة، وهذا ما قلته اليوم للرئيس الاميركي جورج بوش خلال اجتماعي به.

جئت أطلب دعم لبنان وقواته المسلحة لمكافحة الارهاب الذي يريد أن يضرب صيغة العيش المشترك. جئت ايضا لاطلب دعم الجيش ليدافع عن لبنان، وقد قامت الولايات المتحدة بذلك عدة مرات وما زالت مستمرة في دعم الجيش، وطلبت من الرئيس بوش ان يزود الجيش أسلحة حديثة حتى يستطيع ان ينجز مهمته ويدافع عن أرضه ضد الارهاب والاعتداءات الاسرائيلية، فلا سبيل للوطن الا اذا حفظت كرامته.

كذلك ذهبت الى سوريا لأقول لهم نحن أشقاء واخوة، ويجب أن نبني علاقاتنا على الصراحة والصداقة وليس على الكذب. كما كان الهدف من زيارتي لدمشق ان نصلح الاخطاء التي ارتكبت في الزمن الماضي والتي لا يجوز ان ترتكب بين شقيقين جارين.

جئت أيضا الى الولايات المتحدة الاميركية والى الرئيس بوش لاقول ان بين لبنان والولايات المتحدة قيما مشتركة هي قيم انسانية معاصرة، قيم الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان ومحاربة الطائفية والتعصب والتصدي للارهاب. جئت أقول للاميركيين: عبثا تحاولوا نشر الديموقراطية اذا لم يزدهر لبنان ويقوى، وعبثا تبحثون عن الديموقراطية في الشرق الاوسط إذا كان لبنان يعاني من مشاكل وصعوبات. يجب دعم لبنان حتى تدعم الديموقراطية التي يريدها الغرب. سأتابع جولاتي، وحيثما اشعر ان هناك لبنانيا موجودا سوف اتوجه اليه، حاملا معي قضية لبنان وقضيتكم وكل الاماني التي تتمنونها لوطنكم الام لبنان.

أرى في وجوهكم الشوق والحنين والرغبة في العودة الى الوطن، والعتب على المسؤولين اللبنانيين. انتم اوكلتم المسؤولية الينا كي نتصالح ونبني الوطن ونعزز قوته، وليس لنختلف. في ميزان الربح والخسارة، المصالحة هي ربح للجميع، وقطار المصالحة قد انطلق والشعب سيحاسب كل من يتخلف عن الصعود اليه، سيحاسبه في الانتخابات وفي الاعلام وفي النظرة الى المسؤول، نظرة العتب التي يحملها المواطن.

تحملون في نفوسكم الرغبة في تعزيز وحدة لبنان التي هي مصدر قوته، ويجب ان تتجسد في تصرفاتكم كافة. ان انتماءنا الى دول اخرى، بغض النظر عن طبيعة هذا الانتماء اكان سياسيا ام طائفيا ام عرقيا، يجب ألا يحول دون تعزيز كرامة الوطن وتفضيل مصلحته على الاوطان الاخرى، بل على العكس، نحن نعتقد ان هذه العلاقة يجب ان تزيد قوة لبنان، فنقول للدول التي لنا علاقة بها، ان تقوم بمساعدة الوطن الام وليس العكس. لا تنقلوا خلافات لبنان الى هذه الدول، بل يجب ان نستفيد مما تستطيع هذه الدول تقديمه للبنان.

علينا ان نبقي على الجهوز والاستعداد لمتابعة ما يجري حولنا من تطورات، وعلينا ان نكون موحدين ونصلح مؤسساتنا وخطابنا وكلامنا السياسي ونتصالح كي نستطيع الاستفادة من التطورات الايجابية في حال حصولها، والحد من الاضرار اذا ما فشلت عملية السلام في المنطقة لا سمح الله.

لا، لن اسمح بالاقتتال، فقد انتخبت رئيسا توافقيا من اجلكم ومن اجل جميع الناس، ولن اسمح للعابثين بالامن ان يقوموا بذلك من جديد، فرئيس الجمهورية هو المؤتمن على الدستور ويلتزم إرادة الشعب الذي هو مصدر السلطات، وبالتالي يجب ان تنتصر ارادته على كل الارادات.

في خطاب القسم، قطعنا عهودا على أنفسنا وسنبدأ بتنفيذها. وها نحن اليوم في صدد دراسة قانون الانتخابات الذي سيعطي الحق للمغتربين في الاقتراع، وهذا الحق سيمارسه المغتربون انما ليس في الانتخابات المقبلة، لانه لا يمكن وضع الآلية اللازمة لذلك بسبب ضيق الوقت، ولكن كونوا على ثقة اننا سنبذل، خلال السنوات المقبلة، جهدا واسعا بالتعاون معكم لكي نضع الآلية التي تسمح بأن تنتخبوا ممثليكم في اول استحقاق انتخابي نيابي يلي هذا الاستحقاق.

نحن نعمل على منحكم البطاقة الاغترابية لتأمين بعض التسهيلات للراغبين في الحصول عليها. أما بالنسبة الى الجنسية واستعادتها للذين فقدوها، فإن وزارة الداخلية تدرس حاليا 7 آلاف ملف تعود الى 7 آلاف عائلة كانت مهملة في ادراج الوزارة، وقد تم درس جزء مهم منها وسيمنح كل مستحق جنسيته في اقرب وقت ممكن حتى ننتقل الى وضع آلية اخرى للذين لم يتقدموا بالمستندات المطلوبة للحصول على الجنسية.

ان الارهاب يضرب في كل مكان، وعقيدته هي "اقتل شخصا ترهب عشرة آلاف" بهدف ترهيب المواطنين والمستثمرين والمغتربين لمنعهم من العودة الى وطنهم، فلا تخافوا، انما يجب ان نقف جميعا، ليس كقوى عسكرية فقط، بل كمواطنين مدنيين وعسكريين، في وجه الارهاب لنتحداه ونهزمه، فهو لا يستطيع ان يهزمنا.

لقد حافظتم طيلة فترة اغترابكم على الروابط العائلية مع لبنان، وعلى التقاليد العائلية البسيطة، تقاليد المحبة التي ورثتموها عن وطنكم، وابقيتم على اتصالكم بكل ما يربطكم بهذا الحنين وهذه المشاعر، وبقيتم على اتصال بالكنائس والمساجد والنوادي وساحات القرى والاسواق القديمة، فلا تغيروا عاداتكم، وابقوا عليها لان لبنان بحاجة اليكم وهو يفتخر بكم ويعتز بالمغتربين. أنتم ثروة لبنان ورئته التي يتنفس بها، فحافظوا على علاقتكم به. أطلب منكم، كما غامرتم وخاطرتم حين أتيتم الى بلاد الاغتراب، أن تخاطروا مجددا وتعودوا الى لبنان، فوطنكم يستحق منكم الكثير". وبعد الانتهاء من القاء الكلمة، أصر الرئيس سليمان على مصافحة جميع الحاضرين في القاعة الكبرى التي استضافت اللقاء، والذين فاق عددهم الالف. ولاقت هذه الخطوة تقديرا كبيرا من المغتربين الذين اصطفوا لمصافحة رئيس الجمهورية وتهنئته على كلمته. وبعدها، غادر الرئيس سليمان والوفد العاصمة الاميركية عائدين الى بيروت.

 

معتقلان لبنانيان سابقان يرويان في الكونغرس ظروف اعتقالهما في السجون السورية

وكالات/استمع موظفون في الكونغرس الاميركي، الى شهادة معتقلين لبنانيين سابقين في السجون السورية والى معارضين سوريين، في جلسة عقدها تجمع حقوق الانسان في مبنى "رايبرن" على تلة الكابيتول، بحضور حشد من الخبراء والناشطين والعاملين في وزراة الخارجية الاميركية.

وروى علي ابو الدهن، وهو لبناني من قرية حاصبيا في البقاع الغربي، انه تم اعتقاله في العام 1987 اثناء زيارته لسوريا لاستصدار فيزا للهجرة الى استراليا. وقال ان "فرع فلسطين" في المخابرات السورية اعتقله وقام بتعذيبه وانتزاع اعترافات بتعاون مزعوم مع الاسرائيليين، امليت عليه، ثم نقله الى سجن تدمر حيث امضى خمس سنوات في الحبس الانفرادي، قبل ان يتم نقله الى معتقل صيدنايا، شمال دمشق.

من هناك، ارسل ابو الدهن رسالة الى عائلته مع زوجة زميله المعتقل اللبناني جورج سلوم، والتي كان يسمح لها بمقابلة زوجها، اذ ذاك، رجت زوجة ابو الدهن، المخابرات السورية السماح لها بلقاء زوجها المعتقل. لكن اللقاءات توقفت لسبب غير معروف، وانقطعت اخبار ابو الدهن عن عائلته حتى خروجه من المعتقل العام 2000. وقدر المعتقل السابق، عدد المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، بـ 680 معتقلا، وقال "ان منذ الافراج عنه، تحول الى ناشط في حقوق الانسان وفي المطالبة بالافراج عن المعتقلين اللبنانيين في سوريا". بدوره، علق الناشط كمال البطل، وهو من الذين استدعتهم المحكمة العسكرية، لرفضه "ربط شبكة الانترنت اللبنانية بدائرة المخابرات السورية التي سعت الى السيطرة عليها ومراقبتها اثناء الاحتلال السوري للبنان، وقبل خروج القوات السورية منه في 2005".

وقال "انه جاء الى الولايات المتحدة على مسؤوليته الخاصة، اذ بامكان اجهزة المخابرات السورية او اللبنانية ان تدهم بيته في اي لحظة من الليل وتعتقله وهو في فراشه". واضاف البطل ان "اهالي المعتقلين اللبنانيين يدفعون رشاوى كبيرة للسجانين السوريين للسماح لهم بلقاء ابنائهم".

وروى ان "احد الضباط في المخابرات السورية طلب مبلغ 7500 دولار للافراج عن معتقل لبناني، فما كان من شقيق المعتقل، وهو يعمل لدى أمير سعودي، الا ان طلب المبلغ سلفة من صاحب عمله، معللا سبب طلبه المال". عند ذاك، حسب البطل، "رفع الامير السعودي السماعة وباشر بالحديث مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وطلب منه الافراج عن المعتقل المذكور كخدمة شخصية، ووعده الاسد خيرا". الا ان الاسد الاب عاود الاتصال بالامير السعودي ليعلمه ان لا وجود للمعتقل المذكور في السجون السورية.

هكذا، دفع اهل المعتقل الرشوة المطلوبة وخرج ابنهم وذهب الى السعودية لشكر الامير، الذي اعاد الاتصال بالاسد، وقال له "هذا المعتقل خرج من سجونكم وهو يجلس الى جانبي، فما كان من الاسد الا ان بادره بكلمة اعتذار". هذه القصة رواها البطل للدلالة على انه، رغم نفي السوريين لوجود معتقلين لبنانيين لديهم، الا ان الواقع عكس ذلك. واضاف ان "المخابرات السورية غالبا ما تقوم بنقل المعتقلين من سجن الى اخر، وغالبا ما تغير اسماءهم، فيضيع كل اثر رسمي للمعتقل وتضيع اخباره حتى خروج احد المعتقلين والتأكيد على رؤيته معتقلين اخرين في هذا السجن او ذاك". والتفت البطل الى ابو الدهن، وقال: "لم يكن علي على لائحة المعتقلين في السجون اللبنانية التي كنا نطالب بها. خرج فجأة وزودنا بالمعلومات عن المعتقلين الباقين". وكان اخر المتحدثين، المعارض السوري عمار عبدالحميد، فادلى بمداخلة مطولة ومؤثرة، قال فيها انه "اذا كان على الغرب الانفتاح على سوريا، فليضع حقوق الانسان في سوريا ولبنان شرطا لهذا الانفتاح". واضاف: "اذا اردتم رأيي الشخصي، فانا لا اعتقد ان الانفتاح سيؤدي الى اي نتائج لان نظام الاسد حالة ميؤوس منها... لكن اذا كان لا بد من الانفتاح عند قدوم الادارة المقبلة، فليكن ذلك مشروطا باحترام سوريا، الفعلي لا الكلامي، لحقوق الانسان". ورأى ان التغيير في سوريا سيأتي من منظمات المجتمع المدني والشعب، التي لا بد من ان تقلب النظام يوما ما. لكن هذه المنظمات لا يمكنها الحركة في ظل القمع. والقمع، يدفع بدوره شرائح الشعب السوري نحو التطرف، فيصبح التغيير بين مطرقة المخابرات القمعية وسندان المجموعات المتطرفة، حسب المعارض.

 

حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية، البيان الأسبوعي التالي:

لا بد من تذكير المعنيين باختيار قانون جديد للانتخابات النيابية بان اي قانون سيتم اقراره في مجلس النواب يبقى ناقصاً ما لم يصار الى تعديله بشكل يعطي المغتربين اللبنانيين الحق بالمشاركة في العملية الإنتخابية اقتراعاً وترشيحاً.

لقد تجاهلت الدولة اللبنانية منذ قيامها في بداية الاربعينات من القرن الماضي هذا الحق الطبيعي لملايين اللبنانيين المنتشرين في العالم وحرمتهم عن قصد او عن جهل او عن تقاعس، من المشاركة في الحياة السياسية اللبنانية بالرغم من علمها ان هؤلاء المغتربين كانوا على مدى اجيالٍ عديدة وما زالوا حتى الساعة يشكلون عافية لبنان الاقتصادية والسياسية.

فبفضل الاموال التي يضخها المغتربون تباعاً في شرايين الاقتصاد اللبناني استطاعت معظم العائلات اللبنانية الصمود في الوطن الام ومواجهة الازمات المعيشية الخانقة التي توالت عليها.

وبفضل الجاليات اللبنانية ذات المكانة الرفيعة في العالم، وبخاصة اللوبي اللبناني النشيط والمتحرك في المحافل الدولية تمكن لبنان من درء الاخطار الخارجية واحباط المؤامرات الاقليمية المحاكة ضده.

ان استمرار تجاهل المغتربين لجهة اشراكهم في الانتخابات النيابية اقتراعاً وترشيحاً هو بمثابة جريمة جديدة تضاف الى جرائم السياسيين الكثيرة التي اقترفوها بحق لبنان، لذلك نتمنى على رئيس الجمهورية ان يتبنى هذا الموضوع الوطني بامتياز، اذ لا خير يرجى من هذه الطبقة السياسية البعيدة كل البعد عن هموم الوطن والمواطنين.لبَّـيك لبـنان/أبو أرز/في ٢٦ أيلول ۲۰۰٨

 

حريق كبير في أحراج داريا والزعرورية في إقليم الخروب

اصابة رئيس مركز الدفاع المدني الاقليمي بحروق في يديه

وطنية - إقليم الخروب - 26/9/2008 (متفرقات) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في إقليم الخروب عصام الحجار ان حريقا كبيرا شب في منطقة ضهور داريا - عين الحور في إقليم الخروب، وأتت النيران على مساحات شاسعة من أحراج الصنوبر والشربين والأرز.

وعلى الأثر، تدخلت وحدات من الدفاع المدني في منطقة الإقليم والشوف وعملت على إهماد الحريق، لكنها لم تتمكن من السيطرة عليه، نظرا الى وعورة المنطقة ووجود عدد من الألغام والقذائف غير المنفجرة من مخلفات الحرب. وأكد رئيس مركز الدفاع المدني الاقليمي حسام دحروج ان "الحريق كبير"، وأشار الى "وجود صعوبات كبيرة تواجه عناصر الدفاع المدني بسبب الألغام في المنطقة"، ولفت الى انه "تم طلب الدعم من طوافات الجيش اللبناني للمساعدة في إهماد الحريق".

أفاد مندوبناايضا ان النيران ما تزال تشتعل لليوم الثاني على التوالي في الوادي الفاصل بين بلدتي الزعرورية وعانوت في إقليم الخروب، وباتت تشكل خطرا على المنازل والمدارس خصوصا في الجهة الجنوبية الشرقية لبلدة عانوت بعدما اتسعت رقعت النيران وامتدت الى حقول الزيتون وأشجار الصنوبر والشربين، فيما تقوم وحدات وآليات الدفاع المدني منذ يوم امس بمحاولة إهماد النيران، بمساعدة طوافتين للجيش اللبناني، لكنها واجهت صعوبات بسبب وعورة المنطقة وعدم وجود طرقات. واوضح مندوب "الوكالة"انه حتى هذا الصباح كانت النيران تشتعل بكثافة في المنطقة، فيما يبدي الأهالي تخوفهم من وصول النيران الى منازلهم بفعل حركة الرياح المتسارعة. وقد أدت النيران الى إصابة دحروج بحروق في يديه عندما كان يحاول إهماد النيران.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 26 ايلول 2008

البلد

تعمل القوى الامنية على معرفة هوية 4 معتدين على احد العسكريين المكلّفين بحراسة ضريح شخصية وطنية بعد انتحالهم صفة رسمية لاستدراجه.

طرأ تطور مهم في تحقيق بصرما بعدما سلّم احد العناصر نفسه مع سلاحه الممهور بالأرزة اللبنانية وكان داخل أحد المراكز الحزبية.

تلقى وزير بقاعي في الحكومة الحالية انتقادات من قبل بعض فاعليات طائفته على خلفية بيع ملكيات واسعة من الاراضي في منطقته لجهة حزبية.

الشرق

سياسي شمالي رفض الاجتماع مع شخصية روحية اجنبية زارته مطلع الاسبوع الجاري بذريعة انها لم تطلب موعدا مسبقا؟

مرجع ديني رحب بالمصالحات القائمة لكنه امل بأن يستمر مفعولها بين من يعنيهم الامر وبين مؤيديهم!

إدارة رسمية ابلغت مراجعيها ان ما يصدر عن وزير الوصاية يلزمه هو شخصيا اكثر بكثير من المسؤولين عن التحكم بقرارات خدماتية؟!

النهار

تخشى أوساط سياسية ان يكون ثمة من يعمل على تعطيل جلسات الحوار في القصر الجمهوري كي يبقى موضوع السلاح خارج الشرعية بدون بت.

قال وزير سابق ان البطريرك صفير لا ينحاز في مواقفه الى طرف انما ينحاز مع سيادة لبنان واستقلاله ومع كل من يرى رأيه في ذلك.

لوحظ ان رئيس تكتل معارض يكلف رئيس تكتل آخر قول ما لا يريد هو قوله!

السفير

استغربت أوساط مرجع رئاسي عدم إشراكه في اللقاء الخماسي الذي شهده القصر الجمهوري على هامش مؤتمر الحوار.

بدا قطب سياسي بارز في الموالاة متفاجئاً من قرار إعلان ترشيح إحدى الشخصيات عن المقعد الشيعي في العاصمة من دون التشاور المسبق معه.

استفسر قطب بارز من جهة معارضة عن أبعاد قرار ميشال عون مقاطعة الحوار إذا تمّ تعديل موضوع البلديات في القانون الانتخابي.

تواصل جهة مسيحية بارزة في الموالاة، على الرغم من خطابها المتشدد، طلب مواعيد من أبرز أحزاب المعارضة لاستئناف حوار كان قد بدأ منذ فترة، ولكن من دون التوصل إلى نتائج.

المستقبل

لاحظت اوساط متابعة انّ الردّ الأقسى على رئيس "تكتل" جاء من رئيس حزب مسيحي شقيق لشهيد كبير اعتبر انّ اعتذاراً قدمه قيادي بارز "كافٍ ووافٍ".

تقول مصادر مطلعة إن حزباً معنياً على الرغم من خطابه الاعلامي الذي يؤكد شبه استحالة حدوث حرب اسرائيلية، لا يستبعدها بالمطلق.

دعت شخصية مواكبة للتطورات الى توقع زيارة لرئيس تيار الى عاصمة مجاورة في اطار "الاستقبالات" التي ينظمها النظام في هذه العاصمة.

اللواء

فاجأت صراحة قيادي شاب الوفد الذي زاره وكوادر من تياره، لا سيما عندما تحدث عن مسببات الفتنة والعجز عن إعادة بناء ما دمّرته الحرب الأخيرة!·

وصفت تقارير أمنية الأشهر الثلاثة المقبلة بأنها حساسة لجهة معرفة مسار الوضع على الحدود الجنوبية بعد التغيير الحكومي في إسرائيل·

لاحظت أوساط دبلوماسية غربية عودة الحملات الإعلامية على مسؤولين في عاصمة فاعلة، على خلفية ما يتسرب من معلومات عن تقدّم التحقيق في المحكمة الدولية·

 

بان كي مون ابلغه وصول موفده الى بيروت في 15 تشرين المقبــــــل

رئيس الجمهورية عاد الى بيروت بدعم دولي ومساعدات عسكرية اميركيـــة

سليمان لنجاد: الاجماع على المقاومة يستوجب انخراطها بالاستراتيجية الدفاعية

المركزية - عاد الى بيروت بعد ظهراليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مختتما زيارة الى الولايات المتحدة الاميركية استمرت خمسة ايام رأس في خلالها وفد لبنان الى الجمعية العمومية للامم المتحدة والقى كلمته، كما عقد جملة لقاءات مع عدد من نظرائه ابرزها مع الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض ووزير الدفاع روبير غيتس حيث وصف اللقاء بالمهم جدا والايجابي جدا لناحية تأكيد "الدعم للعهد وترحيب بوش بالمصالحات في لبنان وادارة الحوار الوطني وصولا الى بلد قوي وقادر"، اضافة الى تقديم مساعدة عسكرية جديدة الى لبنان تبدأ مطلع العام المقبل تتضمن طائرات كوبرا مزودة باحدث التقنيات ودبابات وآليات ضخمة. والى جانب القمة الاميركية اللبنانية كان للرئيس سليمان لقاء لافت مع نظيره الايراني احمدي نجاد شكره فيه على بعض المساعدات الايرانية الى لبنان واكد سليمان "انه حتى تكون هناك مقاومة تحظى باجماع شعبي كامل يجب ان تكون من ضمن استراتيجية دفاعية كبرى" للدولة فأيده بذلك الرئيس الايراني.

وحظي الملف اللبناني باهتمام خاص في الجمعية العمومية للامم المتحدة وخصوصا في خلال اجتماع سليمان بالامين العام بان كي مون الذي اشار الى انه كان قلقا على اوضاع لبنان وقد خصص جزءا كبيرا من اهتماماته منذ توليه منصبه الراهن للملف اللبناني وخصوصا في مرحلة ما قبل انتخاب الرئيس، وابلغ اليه ان ممثله الجديد في لبنان مايكل وليامز سيصل الى لبنان في 15 تشرين الاول تأكيدا على الدعم والاهتمام الدوليين بلبنان ومدى الاستعداد لمساعدته. واتسمت الزيارة الرئاسية الى الولايات المتحدة بأهمية بالغة بحيث حصدت اطلالة سليمان الدولية دعما خاصا من ثلاث زوايا:

الزاوية الاولى هي الدعم الدولي للبنان الذي عبر عنه بان كي مون وترجمه بالتحرك السريع وارسال موفد له الى لبنان بعدما تم نقل موفده السابق الذي تعرض لتهديدات الى بلجيكا، والتأكيد على السعي الى تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان.

والزاوية الثانية تتجلى بالدعم الاميركي الذي سمعه سليمان من بوش ووزير دفاعه و المترافق مع مساعدات نوعية جديدة تبلغ قيمتها 60 مليون دولار.

اما الزاوية الثالثة فهي لقاء الرئيس بالجالية اللبنانية التي اعربت عن ارتياح عميق لشخص الرئيس ومساره الوطني واهتمامه الخاص بها خصوصا انه وعد بالعمل على ربط لبنان المقيم بالمغترب من خلال زيارة كل بقاع العالم لتعزيز تواصل اللبنانيين ببلدهم الام.

 

نجار: المصالحات المسيحية بطيئة للاصطفاف السياسي الانتخابي

والخلاف على ترشح رؤساء البلديات سياسي بامتيـــــــاز

المركزية - رأى وزير العدل البروفسور ابراهيم نجار ان المصالحات المسيحية - المسيحية بطيئة الى حد ما بالنسبة الى المصالحة الاسلامية - الاسلامية، مشيرا الى ان هناك نوع من اصطفاف سياسي انتخابي. واشار الى ان هناك اصلاحات خطيرة في قانون الانتخابات لم يؤخذ بها. واعتبر الخلاف حول مهلة ترشيح رؤساء البلديات سياسي بامتياز اكثر منه قانوني. كلام وزير العدل جاء في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" حيث قال ردا على سؤال عن موضوع تحقيق المصالحات وتعميمها لا سيما في الصف المسيحي: ان المصالحات المسيحية- المسيحية اليوم بطيئة الى حد ما بالنسبة الى المصالحة الاسلامية، وهذا شيء مستغرب ومستهجن كليا لان الثوابت الوطنية ممكن ان يجمع عليها المسيحيون اليوم وان يتكوكبوا حول المبادئ التي يقوم عليها المجتمع السياسي اللبناني، ولكن لسوء الحظ ما نشهده هو نوع من اصطفاف سياسي انتخابي وكأننا في خضم معركة قائمة على ارادة من الالتقاء مما اسفرت عنه انتخابات العام 2005، هذا الوضع يسيء فعلا الى صدقية كل القيادات وعلينا بالطبع ان نبذل كل جهد لكي نشجع القيادات هذه على الاتفاق بحده الادنى".

وقال: "ما هو المطلوب اجرائيا لتحصين الانجازات التي تحققت حتى الان على مستوى باقي المصالحات، وقد توقف مجلس الوزراء عند هذا الموضوع لا سيما في موضوع نزع الصور واللافتات والمصالحة في طرابلس، لم يتم التصدي الى هذا الموضوع بشكل واضح، انما الرئيس السنيورة افاد عن وجود هذه المساعي وعن امكان تطبيق الاتفاق بنزع الصور اقله في بيروت الادارية وبدءا منها، وبالطبع هناك ارادة واضحة بان تعود كل الازمة التي تطورت في لبنان الشمالي وبصورة خاصة في طرابلس الى حجم يتفق مع ضرورات السلم الاهلي والانتظام العام".

وعن مشروع الاصلاحات في قانون الانتخاب، اشار الوزير نجار الى "ان الموضوع المطروح ليس حول اقرار التقسيمات الانتخابية التي تم الاتفاق عليها في الدوحة، ولكن الموضوع مطروح حول معرفة ما اذا كانت الاصلاحات المرتقبة قد دخلت في صلب هذا القانون وهذا موضوع شائك جدا لانه وحتى اليوم لا اجد ان ابرز الاصلاحات مثلا تم التفاهم عليها وادخالها على قانون الانتخاب".

وقال: "من المؤسف ان الجلسات الطويلة التي عقدت في اطار لجنة الادارة والعدل لم تسفر عن اصلاح حقيقي، فالاصلاحات الجزئية وردت بصورة خاصة حول آلية الاقتراع او عملية الاقتراع ونوعية الورقة التي سوف تعرض على الناخب لتأتي عملية الاقتراع بشكل واضح فيتعرف على المرشح ويدلي بصوته وباقتراعه بشكل واضح جدا، فالورقة ستكون ملونة وفيها صورة ويذكر اسم والدة المرشح وستضبط عملية لوائح الشطب وهذه الاشياء التقنية ما من شك ان وزارة الداخلية احسنت في تحسينها، ومن جملة التحسينات ان يكون هناك بصمة الكترونية من قبل الناخب".

اضاف: "ان سلامة عملية الاقتراع تقررت ولكن اصلاحات خطيرة جدا لم يؤخذ بها مثلا موضوع الحق لكل لبناني ان يقترع حتى لو كان غير متواجد على الاراضي اللبنانية، هذا الحق لم يقرر بشكل واضح تم اقراره واقرار آليته ولكن ارجئ تطبيقه الى الانتخابات المقبلة ولا احد يعرف ماذا يحصل بعد اربع سنوات".

وتابع: "مسألة الاصلاحات في موضوع الكوتا النسائية لم ينل من اصوات لجنة الادارة والعدل ما يمكن ان يستحقه وكذلك اصلاحات اخرى. وبالنسبة الى خفض سن الاقتراع، هذه مسألة شائكة يلزمها تعديل دستور وفيها وجهات نظر مختلفة، وتعديل الدستور يفترض اكثرية موصوفة والاقتراع ليس سهلا حتى نتمكن من تعديل الدستور في لبنان خصوصا اذا قرر ثلث مجلس النواب عدم الموافقة على هذا الامر".

وفي مجال اقتراحات اخرى قال: "انا لست مع النظام الانتخابي النسبي ولكن هذا الموضوع كان ممكن اعطاؤه الاهتمام اكثر، يعني كل هذه الاصلاحات لم نر منها شيئا ملموسا، من خلال النص الذي خرج من يد الادارة والعدل. هذا مع العلم ان ادارة اعمال هذه اللجنة كانت ادارة جيدة جدا ولينة وهادئة في الوقت عينه".

وعن الخلاف حول مهلة ترشح رؤساء البلديات، اعتبر الوزير نجار بان "هذا الخلاف سياسي اكثر منه قانوني، وكما هو معروف القانون يقول بانه يتوجب ان يكون هناك سنتان ليتمكن رئيس البلدية من الترشح، مفروض عليه الاستقالة من مهامه قبل مهلة سنتين من تاريخ الانتخاب. وزير الداخلية يقول انه لا يمنع من ان نقصر هذه المهلة ونجعل منها مهلة ستة اشهر، الحقيقة هذا موضوع سياسي بامتياز وهذا موضوع ينال من اهتمام المرشحين او القيادات، ولكن هناك دوائر انتخابية اذا ترشح فيها رئيس البلدية هذا الرئيس او ذاك يمكن ان يقلب المقاييس رأسا على عقب، وهناك دوائر اخرى اذا ترشح فيها رئيس بلدية يؤدي الى حرمان بعض النواب من حظوظهم اليوم. انا شخصيا، كقانوني، لا رأي خاصا لي في الموضوع، لأنه ليس قانونيا بل موضوع سياسي بامتياز".

نشاطه: الى ذلك، استقبل وزير العدل في مكتبه في الوزارة السفير السويسري في لبنان فرانسوا باراس وعرض معه للتطورات العامة.

 

ريفي اطلعه على الاوضاع الامنية ونتائج التحقيقات

صفير شرح خطة عمل المجمع البطريركي الماروني

المركزية - اطلع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على الاوضاع الامنية في البلاد والتحقيقات الجارية في بعض الحوادث من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي زاره في بكركي، واكتفى بعد اللقاء بالقول: هناك مصلحة بأن لا نتكلم اليوم. نقلت الى غبطته تحياتي واحترامي وتحيات وزير الداخلية، ووضعته في اجواء التحقيقات الجارية والاوضاع الامنية السائدة في البلاد، ولا شك ان الوضع الامني اليوم افضل وهو في تحسّن.

وردا على سؤال عن أي جديد في ما يتعلق باغتيال صالح العريضي وحادثة بصرما قال اللواء ريفي: "العمل مستمر على كل المستويات لكشف هذه الجريمة وكافة الجرائم".

المجمع الماروني: واستقبل صفير لجنة المتابعة المجمعية للمجمع البطريركي الماروني برئاسة الامين العام للمجمع المطران يوسف بشارة، وأعلن صفير رسالة شرح فيها خطة العمل للسنة الثالثة في مسيرة تطبيق المجمع وفيها:

في ختام رياضتنا السنوية في حزيران الماضي أطلعتنا الأمانة العامة على مراحل المسيرة المجمعية في الأبرشيات والرعايا والرهبانيات، وفقا للتقارير التي قدمها المندوبون والمندوبات. ونحمد الله معكم على الجهود التي بذلت في أكثر من مؤسسة كنسية حتى تصل نصوص المجمع إلى الاكليروس والمؤمنين. وإن صدور هذه النصوص باللغة الانكليزية والفرنسية تتيح لأبنائنا المنتشرين الاطلاع عليها والإفادة منها حتى يتكون لديهم فكر ماروني يجمع في ما بينهم وبين المقيمين مهما بعدت المسافات. ونأمل أن تلاقي هذه النصوص ما تستحق من اهتمام وانتشار ليبقى الموارنة موحدين في إيمانهم وانتمائهم الكنسي، مهما اختلفت مشاربهم وتوجهاته".

ونود أن نشير إلى الخطة المعتمدة لتقبل النصوص. فبعد التركيز في السنتين المنصرمتين على الملفين الأول الذي عالج هوية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها، والثاني الذي تطرق إلى التجدد في الهيكليات والأشخاص، توزع هذه السنة نصوص الملف الثالث التي هي أقرب منالا، لانها تتناول موضوعات لها وقعها المباشر على حياتنا والتزاماتنا، ومنها شؤون الرعية والتنشئة المسيحية والطقوس والتربية في المدارس والجامعات والاعلام. وما من أحد يجهل أهمية هذه الموضوعات وما تستدعيه من التزام على صعيد الافراد والجماعات والمؤسسات. فيكون الإيمان ملهما لموقفنا وتصرفاتنا وبالتالي نؤدي الشهادة الصحيحة للسيد المسيح ولتعليمه ولما استودعنا إياه من قيم إنجيلية نحن أحوج ما نكون إليها في هذه الأيام، وفي مقدمتها التعاون والتضامن والتسامح ونبذ كل أساليب التفرقة. ولا بد من التذكير بأن الغاية الأولى من المجمع هو التجدد على كل الصعد وذلك بقوة الروح القدس. وإننا ندعوكم مجددا، ولا سيما المترددين منكم، حتى تعملوا جاهدين على نشر هذه النصوص واستثمارها في جماعاتكم الرعوية والديرية، مستفيدين من الخبرات الناجحة على أكثر من صعيد. وهذه الخبرات، كما النصوص كلها، منشورة على الموقع الالكتروني للمجمع. وصدرت هذه النصوص أيضا مسجلة على أقراص مدمجة ليسهل استعمالها كليا أو جزئيا، في شتى المناسبات، وحتى يتسنى للباحثين الوصول إليها. ويسرنا أيضا أن الاطلاع على هذه النصوص لم يقتصر على أبنائنا فقط، بل قامت به أيضا فئات لبنانية وأجنبية وثمنت المضمون والمنهجية. وهذا دليل عافية وشهادة أن عملنا ليس لنا وحدنا بل للجميع.

ونود أن نعلمكم بأن لجنة المتابعة المجمعية تعمل على درس التوصيات وكيفية تطبيقها بالتعاون مع الأبرشيات والرهبانيات. ومن ثمار المجمع، قد أنشأنا أمانة عامة في الكرسي البطريركي تضم دوائر مختلفة حتى يأتي العمل الكنسي على أسس مدروسة في فرق تجمع أصحاب الاختصاص من اكليروس وعلمانيين.

ولقد قررنا إطلاق السنة المجمعية الثالثة بقداس احتفالي في بكركي في 2 تشرين الثاني، أحد تقديس البيعة وبدء السنة الطقسية. لذا ندعوكم إلى المشاركة فيه، شكرا لله على ما أنعم وينعم على كنيستنا من بركات تتجلى في قديسيها، وتعبيرا عن التزامنا جميعا بالورشة المجمعية، فالمجمع، كما قلنا سابقا، هو في تنفيذه. وهذه مسؤوليتنا جميعا اكليروسا وعلمانيين.

إننا نستمطر عليكم جميعا بركات الرب يسوع، بشفاعة أمه البتول سيدة لبنان آملين أن تكون السنة البولسية فرصة أيضا للاطلاع على حياة مار بولس ورسائله، فتشكل النصوص المجمعية والرسائل البولسية جوا روحيا يرسخنا أكثر فأكثر في إيماننا ورجائنا بالمسيح الحي في كنيسته".

 

 الانتشار السوري اقرب الى توجيه رسائل في اتجاهات عدة"

الاحـــرار: الاعتـــذار الصــادق يفتـــح الافـق

أمام نهضــة وطنيــة تنطلق من استخـلاص العبـــر

المركزية - رأى حزب الوطنيين الاحرار ان الاعتذار الصادق لا يساهم في طي صفحة الماضي الاليم فقط انما يفتح الافق امام نهضة وطنية تنطلق من استخلاص عبر الماضي بدل الغرق في احداثه او استغلالها.

ولفت الى ان الانتشار العسكري السوري على الحدود أقرب الى عرض قوة لتوجيه رسائل في اتجاهات عدة، وليس الى الداخل اللبناني فقط.

عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 - توقفنا أمام التفسيرات التي أعطتها دمشق للانتشار العسكري السوري الكثيف عند الحدود الشمالية فرأينا انها، لو صدقت، تقدم برهاناً عن حجم عمليات التهريب عبر كل الحدود اللبنانية ـ السورية بحيث أملت الاستعانة بعدد كبير من القوات الخاصة فاق العشرة آلاف رجل، وترسم علامة استفهام بالنسبة إلى التأخير في اللجوء إلى هذا الإجراء.

إلا أننا نتساءل في الوقت نفسه عن التزامن بين هذا الانتشار، الأقرب إلى عرض قوة يصلح لتوجيه رسائل في اتجاهات عدة، وليس إلى الداخل اللبناني فقط، مع أحداث وتطورات حاصلة أم مرتقبة ومع حسابات خاصة بسوريا. فهل يمكن مثلا تجاوز بعض الإشارات السلبية التي تشكل، خلافاً للوعود التي قطعها الرئيس السوري للرئيس الفرنسي أو أقله لما ينتظر منه على صعيد تغيير السلوك تجاه لبنان بعد القمة الرباعية، استمراراً لممارسات النظام السوري؟

وهل يجوز التغاضي عن عودة بعض الأحزاب والشخصيات إلى الزحف العلني إلى الشام، بينما يكتفي آخرون بالاتصالات غير المباشرة أو البعيدة عن الانظار؟ أو عن التصريحات التي يواظب رأس النظام البعثي على إطلاقها والتي تعد تدخلاً موصوفاً في الشؤون اللبنانية الداخلية، وتحدياً سافراً لإرادة المجتمع الدولي الضاغط لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين السيدتين، إيذاناً بردع النظام السوري عن التعاطي مع لبنان كدولة تابعة أو على الأقل منتقصة السيادة؟

اننا، إذ نهيب بالشرعيتين العربية والدولية وبالأشقاء والأصدقاء إيلاء التجاوزات السورية أقصى درجات الإهتمام ومتابعة تعهد دمشق ضبط حدودها مع لبنان وترجمته عملياً، ندعو اللبنانيين وخصوصاً السياديين إلى الحذر وإلى رص الصفوف للدفاع عن ثوابت الوطن وعن مكتسبات انتفاضة الاستقلال.

تأييد المصالحات:

2- نعلن تأييدنا المصالحات للتخفيف من الاحتقان ولإزالة أسباب الصدام والعنف، خصوصاً بعد أحداث الأشهر الأخيرة المؤسفة التي أدت إلى اتفاق الدوحة والتي تستمر بعده مهددة الوطن بأبشع العواقب. ونرى فيها وسيلة سليمة وضرورية لتأمين الحد الأدنى من التواصل بين قوى مختلفة سياسياً وعليها واجب تنظيم خلافاتها وإبقائها تحت سقف التنافس الديمقراطي.

وفي الإطار عينه نضع الحوار، المفترض أن يظل قائماً، داخل المؤسسات الدستورية وعلى أساس التزام المسلمات الوطنية التي تتضمنها مقدمة الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والتي كرستها تضحيات الشهداء الذين قدموا دماءهم من أجل لبنان سيد حر مستقل تعددي وديمقراطي. ونؤكد في هذا السياق ان الاعتذار الصادق لا يساهم في طي صفحة الماضي الأليم فقط، إنما يفتح الأفق أمام نهضة وطنية تنطلق من استخلاص عبر الماضي، بدل الغرق في أحداثه أو استغلالها رافداً لديماغوجية هدامة لا فائدة منها ولا جدوى. كما يشرّع الأبواب أمام مصالحة تبدأ من المصالحة مع الذات، بعد الإقرار بالإرتكابات والندامة عنها، مع اللفت إلى السوابق التاريخية في الدول التي ابتليت، مثل وطننا، بالحروب وحيث شكل الإقرار والاعتذار والمبادرة السبيل الأنجع إلى السلم الأهلي والاستقرار والازدهار.

إلا ان الواجب يقضي التحذير من المناورات التي يسعى اصحابها إلى الاحتفاظ بما يعتبرونه نقاط قوة لهم ودفع الآخرين إلى القبول بذلك والإقرار به، مقابل ليونة كلامية عابرة، ومرونة ظاهرة في المواقف. لذا لا نقبل إلا بمرجعية الدولة، ولا نرضى إلا بحكم القانون، ولا يمكننا التعايش مع أمر واقع في مواجهة الدولة مهما تعددت تسمياته وأياً تكن الحجج التي تقدم لتبريره.

أخيراً، وفي مناسبة حلول الفطر السعيد، نتقدم من اللبنانيين عموماً ومن المسلمين خصوصاً بأحر التهاني وأحلى التمنيات، آملين في أن يحمل للبنان بشرى استعادة الدولة كل مقوماتها ليحل السلام والاطمئنان في القلوب، وتتأمن حرية كل اللبنانيين وكرامتهم، ويعود الوطن إلى سابق عهده فيتمكن من تعويض الوقت الذي خسره والفرص التي فوتها.

 

 وفد الرابطة المارونيـــة زار معوض واده وشمــــــعون

طربيه: لا أحد يستطيع تحمّل ضغط الرأي العام ورفض المصالحة

ومستمرون في عملنا ومثابرتنا حتــــى اتمامهـــــــا

المركزية - شدد رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه على أن "الرابطة مستمرة في عملها ولا بد من أن تتم المصالحة بين المسيحيين، لافتا الى ان ما من أحد يستطيع تحمل ضغط الرأي العام وان يرفض اتمام المصالحة".

تابع وفد الرابطة المارونية برئاسة طربيه جولاته على الفاعليات المسيحية، وزار اليوم النائب نائلة معوض في منزلها في بعبدا، وقالت معوض بعد اللقاء: نحن نشكر المساعي التي تقوم بها الرابطة المارونية ونشجعها على الاستمرار في جهودها من اجل اجراء المصالحة المسيحية - المسيحية، لأننا لا نريد ان يتحول الخلاف السياسي الى عنف ودم.

طبعاً لا يخفى على احد ان الخلاف بين اللبنانيين بشكل عام وبين المسيحيين بشكل خاص هو خلاف سياسي كبير. انه ليس خلافاً مسيحياً - مسيحياً بالمعنى الضيق للكلمة، بل هو خلاف على الثوابت السيادية والكيانية للبنان.

هل يريد المسيحيون لبنان وطناً حراً سيداً مستقلاً ام يريدون ان يكونوا غطاءً لتحويله الى ساحة لمصالح ايرانية او سورية وغيرها ولمواجهة السياسة الاميركية في الشرق الاوسط؟ هل يعتبر المسيحيون ان الدولة والجيش هما حمايتهم ام ان الثنائيات الطائفية والمذهبية هي حمايتهم؟ هل يعتبر المسيحيون ان وجودهم في لبنان مرتبط عضوياً باحترام مرجعياتهم والحفاظ عليها، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية وبكركي ام انهم يريدون السماح بتهشيم هذه المرجعيات لمصالح آنية وفئوية صغيرة؟ هل ان السلاح غير الشرعي والمربعات الامنية واوراق التفاهم هي التي تحميهم؟

هل المسيحيون متمسكون بالنظام الديموقراطي وبالحرية وبالتعددية في لبنان ام انهم جاهزون لان يشكلوا غطاء للانقلاب على الحرية والديموقراطية والتعددية بالسلاح وغير السلاح تحت شعار التحالفات الفئوية؟

وأضافت: فلنكن واضحين: الخلاف السياسي كبير وعلينا ان نبتّ في هذا الخلاف في صناديق الاقتراع، لا بالبندقية ولا بالدم. من هذا المنطلق اقول اذا لم نكن قادرين ان نكون كلنا برأي واحد لأسباب لا اريد الدخول فيها، المطلوب على الاقل ان نجمع على ادارة سلمية وديموقراطية لخلافنا السياسي.

وقالت: المطلوب اذاً ان نتعلم من الماضي القريب ونرى ان العنف والاقتتال لم يأت بارباح لاحد بل خرجنا كلنا خاسرين، والخاسر الأكبر كان لبنان ببنيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

فالمطلوب هو الاتفاق على وضع آلية للوصول الى ادارة سلمية وديموقراطية للصراع القائم وهذا جزء من مهام الرابطة المارونية.

وختمت: من هنا تشجيعنا للتحرك الذي تقوم به الرابطة المارونية.

من جهته رأى طربيه انه يجب "الاسراع في اتمام المصالحة المسيحية حفاظا على الوطن وعلى حقوق المسيحيين خصوصا اننا على عتبة الانتخابات النيابية ولا أحد يستطيع تحمل الرأي العام الذي يريد المصالحة". وقال: نحن نعمل على هذا الملف وسنتابع العمل ولن نتوقف. قد لا يكون هذا الامر غدا ولكن بعد غد لا بد من ان يحصل، لانه لا يمكن لاحد ان يتحمل ضغط الرأي العام ويرفض اجراء المصالحة.

وأضاف: الرأي العام اللبناني والمسيحي والدولي، كله يطلب ان يخفف اللبنانيون من وتيرة الشجار وان يعودوا الى العمل السياسي الطبيعي ضمن القواعد المألوفة للتنافس السياسي.

إده: بعد ذلك انتقل وفد الرابطة لزيارة عميد الكتلة الوطنية اللبنانية كارلوس اده، الذي رأى ان "أفضل مصالحة بين المسيحيين هي بين ميشال عون الرابية وميشال عون باريس"، وقال: أنا آمل في تحقيق مصالحة بين شخصين متناقضين، وستكون أكثر مصالحة تاريخية بين الموارنة لأن هذين الشخصين غير متفقين على أي موقف أو نقطة، وهما ميشال عون الرابية وميشال عون باريس.

وأوضح طربيه من جهته ان المشاورات التي تجريها الرابطة "هي لتطبيع الوضع السياسي بين كل القيادات ووقف التشنجات السياسية"، وقال: إن عودة المؤسسات الى العمل بصورة كاملة مع وجود رئيس الجمهورية على رأس البلاد، وأصبح العمل السياسي اليوم ضمن الاطار الشرعي وان نخرج من مسألة التراشق على الصعيد الشخصي.

شمعون: وزار وفد الرابطة رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون بعد ظهر اليوم في البيت المركزي للحزب، وبعد اللقاء قال طربيه: "نجتمع مع الاستاذ دوري شمعون بصفته أحد القادة الموارنة في هذا البلد من ضمن إطار المبادرة الرامية الى إحلال التوافق ضمن الصف الماروني كجزء من التوافق الذي يحصل على الصعيد الوطني، ونعتقد أن إمكان التوافق يجب أن يكون متوافرا كما توافر لدى الغير، وذلك ضمن إطار احترام المسلمات والفكر السياسي لكل من القيادات، إذ ليست غايتنا أن نجمعهم على فكر واحد، وكما تعلمون إن المارونية تنوع ورحابة فكرية ورحابة صدر، إنما نريد أن نزيل التشنج الموجود راهنا والذي يشارك فيه كل الافرقاء في الوطن من أجل التوصل الى تعامل حضاري على الصعيد السياسي وتطبيع الوضع والعلاقة بين الأفرقاء السياسيين، بحيث تمارس الديموقراطية بالشكل الذي لا يؤدي الى أي انعكاسات على الارض، بما يفضي الى الاستقرار والازدهار في لبنان".

ثم شكر شمعون الرابطة "للجهود الذي تبذلها في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الزعماء المسيحيين". وقال: "الموضوع ليس سهلا، وما يزيده تشنجا هو التباعد في الرأي السياسي بين الافرقاء، ورغم كل ذلك، آمل في أن يبقى الخطاب السياسي مقبولا ويحافظ على المصلحة الوطنية، سواء أكنا موارنة أم لا. فإذا كانت حالة البلد سيئة، كل الطوائف ستلاقي المصير السيئ نفسه، وإذا سعينا استطعنا ان نهدأ الاجواء بين كل الافرقاء وتسير الامور بشكل ديموقراطي معقول ومقبول". وأبدى استعداده للتجاوب مع كل مسعى "بما في ذلك أن يستضيف هذا البيت كل لقاء كما تعود دائما ان يجمع اللبنانيين".

* ما هي الاسباب الجوهرية التي تؤخر المصالحة بين القيادات المارونية؟

- من الاسباب الجوهرية الاختلاف على الكراسي، وخصوصا في ما يتعلق بالرئاسة الاولى. ولكن اليوم بوجود الرئيس سليمان في سدة رئاسة الجمهورية آمل في أن تكون هذه الورقة قد طويت نهائيا من أجل مصلحة البلد.

سئل طربيه: هل لمستم خلال جولتكم إمكان عقد لقاءات ثنائية أو على مستوى الكوادر بين القيادات المسيحية، فقال: - ليس الوضع سيئا بقدر ما يتصور البعض. نحن نعتقد أن إمكانات التوافق والتطبيع موجودة، وذلك بعد عودة المؤسسات الدستورية الى العمل، وعودة مجلس النواب الى الاجتماع ووجود رئيس جمهورية على رأس السلطات وفي إدارة الحوار. ولمسنا من القيادات التي اجتمعنا بها، رغم التراكمات الفائتة، ان العمل على هذا الملف يمكن ان يؤدي الى نتيجة، وسنثابر في العمل عليه للتوصل الى نتيجة ايجابية.

* نحن نقترب من الانتخابات النيابية، وكل القيادات في حاجة الى التصعيد الكلامي والاعلامي من أجل جذب ناخبيها. هل اتفقتم مع القيادات التي التقيتموها على تهدئة الخطاب السياسي؟

- الناخبون لن ينجروا الى اي فريق يؤدي انجرارهم اليه الى وقوع حوادث دموية أو فتنة. نحن ضد التصعيد غير المنطقي، ونريد أن نبتعد عن التجريح الشخصي والخطاب المسيء ليكون هناك صراع فكري حر، ولا أعتقد أن هذا الطلب غير مقبول.

سئل شمعون: كيف يمكن للقيادات المارونية ان تستفيد من المصالحات السنية-الشيعية والدرزية-الدرزية؟ فأجاب: بقدر ما يميل الجو الى الهدوء تكون المصالحات أسهل، وأطلب من القيادات المارونية والمواطنين العاديين رسم إشارة الصليب والاتكال على الله.

لحود: وتزور الرابطة المارونية برئاسة طربيه العاشرة الا ربعا قبل ظهر الغد وزير الدولة نسيب لحود.

 

خلـــوة بين الحريري ونصرالله عشية عيد الفطـــر

ونقاش حاد في الجلسة النيابية غدا حول قانون الانتخاب

المركزية - مع عودة رئيس البلاد العماد ميشال سليمان بعد ظهر اليوم من واشنطن بعدما حمل لبنان بقضاياه وهمومه الى المحافل الدولية وأسمع العالم بأسره صوته وثوابته ومطالبه، ومع استمرار المفاعيل الايجابية للقاء المصارحة الذي انعقد في قريطم اول من امس، وأبرزها مكافحة الصور والشعارات في بيروت العاصمة، ولم يبدأ العمل بها بعد، ووسط تكهنات بموعد اللقاء المرتقب بين رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تتحول الانظار الى ساحة النجمة غدا حيث ستعقد جلسة نيابية لاقرار قانون الانتخاب الجديد، وفي جديد ستشهد كباشا سياسيا جديدا بين الاكثرية والاقلية.

خلوة الحريري - نصرالله: وفيما يترقب المعنيون ما سيعلنه السيد نصرالله في خطابه مساء اليوم من مواقف في مناسبة يوم القدس، ذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان الامين العام للحزب، رغم انه سيركز على النقاط الساخنة في المنطقة من قضية القدس الى التطورات في اسرائيل مع فوز الوزيرة تسيبي ليفني برئاسة حزب كاديما، سيتناول الوضع الداخلي من زاوية تحصين الساحة اللبنانية في مواجهة الأخطار الاقليمية وسيتحدث عن المصالحات التي تتم والتي تنعكس ايجابا على درء الاخطار والفتن.

ورغم ان المصادر رفضت الاعلان عن موعد لقاء السيد نصرالله بالنائب الحريري، لضرورات امنية بحتة، لم تستبعد مصادر اخرى ان يعقد اللقاء مساء الاحد ليصار الى الاعلان عنه صباح الاثنين، عشية عيد الفطر السعيد.

وأكدت ان الاستعدادات طيبة عند الرجلين وإن خلوة مطولة ستجمع بينهما حيث ستثار بينهما مجموعة نقاط.

في سياق آخر، اكدت مصادر نيابية في قوى 8 اذار ان الثوابت التي تحركت على اساسها المعارضة تتأكد يوما بعد يوم انها الثوابت الوطنية بحيث يزداد الاجماع حولها، وتاليا كل الكلام الرافض "لطروحاتنا" بات يخفت وبسبب وضوح فشل رؤية الفريق الآخر وسقوط رهانات الكثيرين منهم على خيارات خاطئة. ولاحظت حصول اعادة تموضع على مستوى النظرة الاستراتيجية للامور بالنسبة الى السياسة اللبنانية.

وإذ لفتت المصادر الى ان كل اللقاءات والمصالحات لا تأثير لها على التحالفات الانتخابية، ادرجت لقاء نصرالله - الحريري في اطار تكريس اجواء التهدئة وتنفيس الاحتقان السائد. جلسة "الانتخابات": اما على صعيد الجلسة النيابية غدا، فتوقعت مصادر مواكبة لمشروع قانون الانتخاب ان تشهد الجلسة نقاشا حادا بين نواب تكتل التغيير والاصلاح ونواب الاكثرية حول بعض مواد المشروع، وأبرزها ما يتعلق بمهلة استقالة رؤساء البلديات ونوابهم، الذي يطالب نواب تكتل التغيير والاصلاح بالإبقاء عليها كما وردت في قانون الألفين، او ما يعرف بقانون غازي كنعان. فيما الاكثرية تطالب بتقصير المهلة الى ستة اشهر كما سبق للجنة الادارة والعدل ان اقرتها منذ نحو ثلاثة اسابيع. وأكدت المصادر ان رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ونواب الاكثرية سيصوّتون غدا لصالح مهلة الستة اشهر باعتبار انها مطلب محق لرؤساء البلديات المنتخبين من الشعب، فيما الوزير معيّن ويمكنه استغلال منصبه بشكل اوسع بكثير من رئيس البلدية، وبالتالي يحق له الترشح من دون قيد وشرط. في المقابل، اكدت مصادر تكتل التغيير والاصلاح تمسكها بتطبيق قانون البلديات الذي على اساسه تم انتخاب رؤساء البلديات، اي مهلة السنتين، اذ لا يجوز للرئيس الذي انتخب وفاز على اساس قانون ومواد معينة، يُعدّل القانون لاحقا في سبيل مصالح وأهواء البعض. ونبهت الى ان التكتل لن يقبل ان يمر اي شيء مخالف للقانون، ونبهت الى ان العماد ميشال عون لم يكن يمزح في كلامه الاخير.

 

 بري عرض للمصالحات مع رعد وشري واستقبل بارود ومع الوزير عون وطبارة مواضيع جلســة غـــد

المركزية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعضو الكتلة النائب أمين شري وعرض معهما للتطورات الراهنة والمصالحات الجارية. ثم استقبل وزير الداخلية زياد بارود وعرض معه للاوضاع العامة. من جهة أخرى تلقى الرئيس بري برقية من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون مهنئا بعيد الفطر المبارك. واستقبل الرئيس بري وزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون بعد ظهر اليوم في عين التينة.

وبعد اللقاء قال عون: الزيارة لدولة الرئيس بري زيارة مجاملة، وانتهزنا الفرصة وأثرنا بعض المواضيع التي تتعلق بشؤون وزارة الشؤون الاجتماعية، وبعض الامور التي نعاني منها في الوزارة. كما تطرقنا للوضع العام في البلد والجلسة التي ستعقد غدا في مجلس النواب، وطرحت بعض الاسئلة حول بعض البنود الواردة على جدول الاعمال. واستمعت الى توضيحاته وشكرته على الدعم الذي يقدمه لي وللوزارة بشأن الخدمات الاجتماعية التي نقدمها.

واستقبل الرئيس بري النائب بهيج طبارة في حضور النائب علي حسن خليل، وجرى عرض للاوضاع وللجلسة العامة التي ستعقد في المجلس النيابي غدا والتي ستناقش عددا من مشاريع واقتراحات القوانين ابرزها قانون الانتخابات.

 

الموضوع سيّس ومن يعمل لمصلحة منطقة لن يخاف من العراقيل

رئيس بلدية الشياح: لو أقر القانون قبل سنتين لكنا استقلنــــا

المركزية - أوضح رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس أنه لو علم رؤساء البلديات ان تقسيم الدوائر الانتخابية سيتم وفق قانون 1960 وتطبيقا لاتفاق الدوحة لكانـوا استقالوا قبل سنتين، مشيرا الى ان الموضوع سيّس وعلى مجلس النواب إعادة تصويب الامور، وقال في حديث الى "المركزية": "النواب سيكون لهم وقفة في هذا الموضوع، ليسمحوا لكل مواطن ان يمارس حقه بحرية، وليعرفوا تطلعات المواطنين لمستقبل البلد".

أضاف: "لو علمنا كرؤساء بلديات ان تقسيم الدوائر الانتخابية سيتم وفق قانون 1960 وتطبيقا لمقررات اتفاق الدوحة، لكنا استقلنا قبل سنتين".

واذ أكد غاريوس انه تحت القانون، لفت الى ان قانون الانتخاب لم يحترم مهلة رؤساء البلديات وتاليا عليه ان يصحح نفسه. ورأى اننا في بلد التسويات، لكنه كرر أمله في صوابية مجلس النواب في اعطاء كل شخص حقه في ان يمارس بحرية الانتخاب والترشيح، وقال: لن نقفل الطريق لحسابات ضيقة وشخصية والمعروف ان هذا الموضوع سيّس وابتعد عن الناحية القانونية، وعلى مجلس النواب ان يعيد الامور الى نصابها. وعن تهديد العماد ميشال عون بالانسحاب من الحوار اذا أقرت مهلة الستة أشهر قال غاريوس: يجب سؤال العماد عون، لكن الحوار والوفاق الوطني ينطويان على قدسية مهمة، وجميع اللبنانيين في لبنان والمهجر ينتظرون بشغف تقدم طاولة الحوار وعودة المصالحات، وتاليا لا نستطيع العودة بالموضوع الى مستوى وجود حسابات شخصية مع بعض رؤساء البلديات. وأشار الى ان رئيس البلدية الذي يعمل لمصلحة منطقة ويزرع كما يجب لن يخاف من شيء مهما حاول البعض عرقلة الامور، فالحقيقة ستظهر ولا يصح الا الصحيح. وشدد غاريوس على تضامن رؤساء بلديات الساحل مع بعضهم، وعلى اعتبار هذه المهلة اجحافا بحقهم، وأشار الى أنهم سيأخذون حقهم ضمن ديموقراطية الانتخابات. وأكد ضرورة اجراء الانتخابات والاحتكام الى صندوق الاقتراع لامتحان كل شخص لا يملك حسابات شخصية ضيقة.

 

قرار ازالة الصور والشعارات من بيروت لم يدخل حيز التنفيذ

المحافظ في انتظار تحديد ساعة الصفر لاعطاء الاوامر للبلدية

المركزية - اوضح محافظ بيروت بالوكالة ناصيف قالوش لـ"المركزية" انه لم يتبلغ حتى ما بعد ظهر اليوم من وزارة الداخلية اي قرار بشأن الاجراءات الواجب اتخاذها للشروع بعملية ازالة الصور واللافتات من بيروت الادارية. واشار الى انه في انتظار تحديد ساعة الصفر لتقوم دوائر المحافظة وبلدية بيروت بما يطلب منها من اجراءات للمباشرة بهذه المهمة التي تم التوافق بشأنها بين القيادات السياسية المعنية بحسب ما اعلن النائب سعد الحريري اثر لقائه امس رئيس مجلس النواب نبيه بري لناحية الاتفاق على نزع كل الاعلام والشعارات من د ون استثناء في مهلة اقصاها ثلاثة ايام، بالتعاون مع وزارة الداخلية وبلدية بيروت، على ان تنطلق هذه الخطة بدءا من بيروت الادارية لتشمل مناطق لبنان كافة. وفي السياق نفسه، علم ان اجتماعا سيعقد بين فاعليات من تيار "المستقبل" وحركة "امل" و"حزب الله" في ثكنة الحلو في حضور قائد شركة بيروت نبيل مرعي لوضع آلية تنفيذية لنزع الصور واللافتات من الشوارع. وفي هذا الاطار افادت مصادر في بلدية بيروت لـ"المركزية" ان البلدية كانت من اشد المطالبين بذلك تحت شعار "بيروت مدينة منزوعة السلاح ومنزوعة اللافتات"، واكد مشاركة الجهاز التنفيذي لبلدية بيروت بتنفيذ هذا القرار فور اعطاء الضوء الاخضر السياسي.

وقال ان دور البلدية في ذلك يقتصر على ارسال بعض "عناصر من مصلحة النظافة" بمؤازرة شرطة قوى الامن الداخلي لازالة الصور موضحا ان الاجراءات تتم وفق آلية تبدأ اولا بتوافر القرار السياسي للتنفييذ ومن ثم الاتصال بوزير الداخلية الذي بدوره يتصل بمدير عام قوى الامن الداخلي لاعطاء اوامره ببدء التنفيذ على ان يتم اعلام البلدية للشروع بتنفيذه من خلال "مصلحة النظافة".

 

استقبــل سفير اندونيسيا ووفدا نقابيا يونانيــــا

السنيورة: يحق للبنان استعمال كل الوسائل المشروعة لاجبار اسرائيل على الانسحاب من المناطــق المحتلة

المركزية - أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان علينا العودة إلى طريق الحوار والمؤسسات لنستطيع معالجة المشاكل. اما التعبير بالعنف فهو أمر غير مقبول وهو ليس وسيلة للتعبير ولا يوصل إلى نتيجة، واشار الى ان علينا ان نعبر عن تبايناتنا بالتواصل وقبول الرأي الأخر. كلام الرئيس السنيورة جاء في خلال دردشة مع الإعلاميين عقب أدائه صلاة الجمعة في السراي ان الحكومة اطلعت على اقتراح قانون الانتخابات، نحن ووزير الداخلية وجميع الوزراء نقوم بكل الترتيبات اللازمة لانجاز هذا الاستحقاق وهو امر ضروري ومهم جدا.

وأوضح الرئيس السنيورة انه نوه بالأمس بموضوع المصالحات، وقال ان هذه المصالحات امر أساسي لتنظيم التباينات، ولكن اذا كانت هذه التباينات صحيحة فان ما يجمعنا أكثر بكثير، علينا ان ننظم تعبيرنا عن هذه التباينات، وان لا نوصل تعبيرنا عنها الى الشارع.

وحول كلام النائب العماد ميشال عون عن تهديده بالانسحاب من طاولة الحوار، قال الرئيس السنيورة: لكل رأيه وعلينا احترام الأساليب الديموقراطية.

وردا على سؤال حول موقف الوزير إبراهيم شمس الدين من مشروع قانون الانتخاب؟ أجاب: هذا الأمر من الناحية الدستورية صحيح، فإذا كان مشروع قانون فالحكومة هي التي تعده، أما إذا اقتراح قانون عليها ان تدرسه وتعطي رأيها فيه، وبما ان الحكومة مكونة من شتى الفرقاء الممثلين في المجلس النيابي، وتاليا تجاوزا لهذا الأمر فالموضوع متروك للمجلس النيابي، ولكن المهم ان ليس هنالك تخطي أساسي للقواعد. وهناك بعض النقاط في اقتراح القانون لم تحسم وستدرس، وهذا الموضوع هو قانون دستوري وهو بحاجة لثلثي مجلس النواب وهذه المعطيات غير متوفرة، وسيأتي وقت تجري فيه مداولات بين النواب، لذلك فان مبادرة الحكومة من حيث المبدأ صحيحة فهي عليها ان تدرس هذا الاقتراح، ونحن نحاول ان نقوم بما يفترض ان لا يؤدي الى مزيد من الإشكالات.

استقبالات: وكان الرئيس السنيورة استقبل سفير اندونيسيا باغاس هاسبورو في حضور محمد السماك وجرى عرض للعلاقات الثنائية.

واطلع من كمال مرزوق من "سوق الطيب" والسيدة كريستين طعمة، على نشاطاتهما ومشاريعهما الجديدة.

واستقبل وفدا من التعاونيات الزراعية في منطقتي كسروان والمتن، وعرض الوفد للمشكلات والصعوبات التي يعانيها القطاع الزراعي في ظل ارتفاع أسعار الكلفة والأضرار التي تسببت بها العوامل الطبيعية وصعوبة تصريف الإنتاج، وطلب الوفد من الرئيس السنيورة العمل على تخصيص جزء من الأموال التي تقدمها الهيئات المانحة لإنشاء مشاريع تنموية في مناطقهم مما يساهم في إحياء الأرياف وإبقاء المزارعين في مناطقهم.

وفد يوناني: في مجال آخر، اكد الرئيس السنيورة حق لبنان باستعمال كل الوسائل المشروعة والمتاحة من اجل اخراج اسرائيل واجبارها على الانسحاب من المنطقة المحتلة. كذلك اكد اصرار لبنان على التطبيق الكامل للقرار 1701 والطلب من اسرائيل تزويد لبنان بخرائط الالغام والقنابل العنقودية.

استقبل الرئيس السنيورة صباح اليوم في السراي وفدا يونانيا يضم كافة القطاعات العمالية، بدعوة من الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان،وذلك في زيارة تضامنية مع لبنان.

ويرئس الوفد اليوناني النائب في البرلمان وأمين عام الاتحاد العمالي العالمي يرغوس مافريغوس، الذي بدأ اللقاء بكلمة عبر فيها عن سرور الوفد لزيارة لبنان، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني وقضاياه المحقة، ومعربا عن دعم اليونان للمطالب العربية وانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة.

ورد الرئيس السنيورة بكلمة جاء فيها:

يسعدني ان استقبلكم في السراي الكبير، وان تكون مناسبة للتداول في ما بيننا بكثير من القضايا التي نتشارك بها سويا بين اليونان ولبنان، ما يربط بين بلدينا علاقات وثيقة قديمة، واذا خرجنا من هنا بضعة عشرات من الأمتار نجد عينة من الآثار اليونانية القديمة في مدينة بيروت، وهذا يبين تلك العلاقات المبنية على الصداقة والتعاون والتجارة فضلا عن العلاقة الحضارية والثقافية التي تجمع بلدينا.

لطالما وقفت اليونان والشعب اليوناني الصديق الى جانب قضايا لبنان المحقة والى جانب القضايا العربية المحقة، وليس غريبا هذا الأمر عن اليونان الصديق لا سيما اننا نتشارك سوية في كوننا نتشاطأ ضمن بحيرة صغيرة هي البحر الأبيض المتوسط. لا شك ان العالم أكثر فأكثر يصبح قرية صغيرة وتاليا حتى هذه المسافات التي تفصلنا بعضا عن بعض تشعرنا من نحن قريبين من بعضنا البعض، وان لبنان كغيره من الدول العربية يعاني من مشكلات عديدة ولكن المشكلة الاساس التي تشكل جوهر الصراع في الشرق الأوسط هي الاحتلال وعدم وجود حل للمسالة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، كل شعب عانى من الاحتلال يدرك معنى المأساة التي يتعرض له شعب صديق من مشكلات الاحتلال، ولبنان الذي عانى من المشكلة الفلسطينية واستمرار الاحتلال والظلامة الكبيرة الواقعة على الفلسطنينين وعلى الدول العربية التي استضافت الفلسطينيين يدرك معنى المعاناة هذه وضرورة إيجاد الحلول الحقيقية لها، ولبنان في هذا الشأن تعرض خلال ثلاثين عاما الماضية الى حوالى سبعة اجتياحات إسرائيلية، وتاليا كان آخرها الاجتياح الإسرائيلي المدمر في العام 2006، والذي أدى الى خسائر كبيرة في الأرواح وخسائر ودمار كبير مدمر في شتى انحاء لبنان. وأنا اذكر بكثير من الامتنان للموقف الذي وقفته الصديقة اليونان الى جانب لبنان من دعم.

أضاف: لقد عانى لبنان كثيرا من ظلامات الاحتلال على مدى الأعوام الماضية وهو نجح بفضل تضافر الجيش اللبناني ومقاومة الشعب اللبناني وصمود اللبنانيين إلى إخراج الاحتلال الإسرائيلي عام 2000، واستمرت إسرائيل بعد هذا التاريخ باحتلال جزء من الأراضي اللبنانية وهذا الجزء هو مزارع شبعا، وبعد ذلك قامت بعملية اجتياح في العام 2006 ولكنها أجبرت على الانسحاب نتيجة القرار الدولي 1701، ولكنها ما تزال تعاند من الانسحاب من منطقة مزارع شبعا وهو منطقة لبنانية، وموقف لبنان حكومة وشعبا هي الطلب من إسرائيل الانسحاب، ومن حق لبنان استعمال كل الوسائل المشروعة والمتاحة من اجل إخراج إسرائيل وإجبارها على الانسحاب من المنطقة المحتلة. لذلك فان لبنان يصر على التطبيق الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، والطلب من إسرائيل تزويد لبنان بخرائط الألغام والقنابل العنقودية التي رمتها على لبنان خلال الحرب الأخيرة.

وقال: لقد استهدفت إسرائيل لينان بأكثر من مليون قنبلة عنقودية لا زالت غير منفجرة حتى الآن على مساحات واسعة من الجنوب، ولبنان يطالب إسرائيل بالتوقف عن اختراق أجوائه والتي تستهدفها يوميا، وتبقى المشكلة الأساس هي بعدم وجود حل للمشكلة الفلسطينية، وأود ان أبيّن لكم ان الموقف العربي الذي يتمسك به لبنان هو الموقف الذي يؤدي حقيقة إلى السلام العادل والشامل. لقد قدمت الجامعة العربية ومن ضمن أعضائها لبنان مبادرة للتوصل الى سلام شامل وعادل من خلال هذه المبادرة ،وهي تنطلق مع ما اتفق عليه في مؤتمر مدريد والقاضي بالتوصل الى السلام لقاء الانسحاب الكامل لإسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها عام 1967، وكذلك إفساح المجال لمن يرغب من الفلسطينيين بالعودة الى فلسطين، وإنشاء دولة مستقلة للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

أضاف: ان إسرائيل ما زالت تعاند بالقبول بقرارات عديدة صدرت عن مجلس الأمن والأمم المتحدة وترفض العرض الأساسي للتوصل إلى سلام شامل وعادل تقدمت به الجامعة العربية، وان لبنان يهيب بجميع أصدقائه بما فيهم اليونان دعم هذا الأمر الذي يؤدي إلى إحقاق الحق من جهة وان يسود السلام في منطقة شرق البحر المتوسط، وهناك الكثير من الدول التي ستستفيد من ذلك وسيسكت صوت المدفع وتعود العلاقات بين الدول الى ما ينبغي ان تكون عليه، واعتقد ان في ذلك مصلحة مشتركة ما بين اليونان وجميع الدول العربية وفي مقدمها لبنان.

تعلمون ان لبنان بلد صغير من حيث المساحة وعدد السكان ولكن له تأثير كبير في منطقته لأسباب عديدة ولها علاقة بتكوين هذا الشعب اللبناني، فلبنان بلد قائم على التنوع والانفتاح ويعتمد على النظام الديمقراطي الحر، وهو حريص على استقلاله وسيادته وعلى قراره الحر وقدرته على التعاون مع جميع أصدقائه وأشقائه في العالم، ان أهم وصف وصِف به لبنان خلال القرن العشرين ما قاله عنه الحبر الأعظم الباب يوحنا بولس السادس بان لبنان رسالة، ولذلك فإننا نعتقد ان هذا البلد القائم على الحريات والتنوع وقبول الآخر والاعتدال من الصفات الأساسية التي نحتاج إليها في عالمنا الحاضر ويحتاج إليها العالم العربي والإسلامي والعالم اجمع. من هنا فان أمرا في غاية الأهمية في منطقتنا هو الحفاظ على هذا التنوع والنظام الديموقراطي ومبدأ تداول السلطة في لبنان من الأمور الأساسية والتي نتوخى من اشقائنا وأصدقائنا في العالم دعم لبنان في هذا الشأن. نحن نثمن كثيرا الصداقة العميقة والوثيقة التي تربط الشعبين اللبناني واليوناني وحريصون على زيادة أواصر التعاون فيما بين بلدينا، ونقدّر زيارتكم التضامنية مع لبنان ومع مطالبه المحقة. ونؤكد لكم تصميم الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني في السير قدما لتعزيز علاقات الصداقة بين بلدينا.

هدية تذكارية: وفي نهاية اللقاء قدم أعضاء الوفد للرئيس السنيورة هدية رمزية عبارة عن لوحة تحمل صورة"حمامة السلام" يعود تاريخها الى ما قبل 2500 سنة، وشكر الرئيس السنيورة للوفد هذه الهدية وقال لهم: "ان أسمى ما تصبوا إليه الشعوب هو السلام والمحبة ورسالتكم قد وصلت".

باسيل: واستقبل الرئيس السنيورة بعد الظهر وزير الاتصالات جبران باسيل الذي قال على الاثر: تشرفت بزيارة دولة الرئيس السنيورة وتمنيت له على ابواب العيد عيدا مباركا وأياما سعيدة وسنة مباركة له ولكل اللبنانيين، وتكلمنا في مواضيع عائدة لوزارة الاتصالات ومنها مركز الاتصالات الدولية وموضوع التنصت، والاجراءات التي نقوم بها والتي سنتابعها من اجل تطبيق القانون 140 واحترام سرية التخابر وتلبية الحاجات الامنية في الوقت ذاته.

كما تكلمنا في موضوع "ليبان تيليكوم" وضرورة الاسراع في انشائها، وما اريد ان اشدد عليه وأنوه به وحصل للمرة الاولى امس في مجلس الوزراء، وهو لاول مرة يوضع على بساط البحث وقد وعدنا بجلسة مخصصة له قريبا، وهو النقاش حول الخطة الشاملة لترتيب الاراضي اللبنانية التي اعدها مجلس الانماء والاعمار، وهذا شيء اساسي لأي عمل انمائي او اعماري في اي بلد، فتصوّروا ان لبنان حتى اليوم ليس لديه خطة من هذا النوع اي خريطة توجيهية لإدارة الاراضي اللبنانية، هذا هو الاساس الذي يلحقه بعد ذلك البرنامج الانفاقي الاستثماري، انه امر جيد ان يبحث هذا الموضوع بالامس ووضعت آلية لمتابعته، لكي يكون كل انفاق في اطار الاولويات والبرنامج المذكور، هذا مؤشر جيد ونتمنى ان يتابع بالسرعة اللازمة وبالجدية المطلوبة لكي يصبح لدينا مخطط شامل اساسي يحدد استعمالات الاراضي اللبنانية. واستقبل الرئيس السنيورة سفير لبنان في اليمن حسان ابي عكر وعرض معه اوضاع السفارة.

 

اختتام مؤتمر سينـــــــــودس الارمن الكاثوليك في بزمار

المركزية - دعا آباء سينودس الكنيسة الارمنية الكاثوليكية "المسؤولين السياسيين اللبنانيين" الى توحيد كلمتهم بضمير حي ووطني مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حول طاولة الحوار الوطني والى ترفع الجميع عن المصالح الشخصية ودعم العملية الاصلاحية لرفع الغبن عن المظلومين وتوفير فرص العمل للجميع ومنع الهجرة. وشجب الاباء بأسف شديد "الاعمال التي لا تزال تهدم الجهود المبذولة لاعادة السلام الى ربوع شرقنا العزيز"، مشددين على ضرورة "التفاهم والتآخي بين الاديان والشعوب وقبول الآخر". عقد مجمع آباء الكنيسة الارمنية الكاثوليكية اجتماعه السنوي في الكرسي البطريركي في بزمار برئاسة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر في حضور البطريرك السابق يوحنا بطرس الثامن عشر كسباريان واساقفة الطائفة في لبنان وعالم الانتشار الارمني.

وفي ختام اعمال المؤتمر اصدر بيانا تلاه اسقف الاسكندرية المطران كريكور اوغسطينوس كوسا وهنا نصه:

اختتم سينودس الكنيسة الارمنية الكاثوليكية يوم الجمعة 26 ايلول 2008 في دير سيدة بزمار (كسروان)، مقر الكرسي البطريكي.

وكان السينودس قد بدأ اعماله في السابع عشر من ايلول برئاسة صاحب الغبطة الكاثوليكوس البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر الكلي الطوبى.

شارك في السينودس غبطة البطريرك السابق يوحنا بطرس الثامن عشر كسباريان ورؤساء الاساقفة واساقفة الارمن الكاثوليك من مختلف بلدان العالم: لبنان وأرمينيا وسوريا والعراق ومصر وايران وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة وكندا واميركا الجنوبية والاراضي المقدسة والاردن واليونان. واشترك فيه بعض الاساقفة المتقاعدين والنائب البطريركي لجمعية كهنة دير بزمار البطريركية.

بعد ان اطلع آباء السينودس على ما قد تحقق من انجازات اللجان البطريركية المختلفة في العام المنصرم وقيّموها،

وبعد ان تدارسوا الاوضاع الادارية والرعوية والاجتماعية والثقافية في الابرشيات واستمعوا الى ما قامت به كنيستنا من نشاطات مجتمعة مع كافة الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والانجيلية دعما للحركة المسكونية من خلال مجلس كنائس الشرق الاوسط، وبعد اطلاعهم على نتائج الحوار اللاهوتي الرسمي القائم بين الكنيسة الكاثوليكية من جهة والكنائس غير الخلقيدونية من جهة اخرى، وما آلت اليه سبل تعزيز العلاقات المسيحية - الاسلامية في البلدان العربية.

وبعد التعمق في مواضيع الساعة والتحديات التي يواجهها مجتمعنا عموما وشعبنا الارمني المنتشر في ارجاء العالم خصوصا، خلص السينودس الى اتخاذ القرارات الادارية بشأن بعض الابرشيات الشاغرة والاعلان عن التوصيات الآتية:

اولا - ملاحقة ودعم الاعمال التمهيدية لتطويب شهداء الابادة الارمنية الذين سقطوا في سبيل ايمانهم في العام 1915.

ثانيا - طبع ملخص كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية التي تمت ترجمته الى اللغة الارمنية.

ثالثا - اعداد المؤتمر العلمي المزمع عقده في نهاية شهر ايلول من السنة القادمة 2009 في لبنان حول موضوع: "القديس الناسك كريكور ناريكتسي" (+1003)، لنشر روحانيته وتعاليمه اللاهوتية والمريمية في الشرق الاوسط بهدف اعلانه معلما ملفانا في الكنيسة الكاثوليكية.

رابعا - متابعة تهيئة اعمال المؤتمر البطريركي الثالث المقرر عقده في صيف 2010 في دير سيدة بزمار حول موضوع: "الزواج والاسرة".

خامسا - نشر الكتاب المصوّر (ألبوم) لتمثال القديس غريغوريوس المنوّر الذي تم وضعه في احد مداخل بازيليك مار بطرس في روما، بالاضافة الى مراسيم حفلة افتتاح الساحة الشمالية في حاضرة الفاتيكان على اسم القديس غريغوريوس المنوّر ايضا، بحضور وبركة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في 22 شباط 2008.

سادسا - اكد الآباء المجتمعون على ضرورة متابعة ترجمة الكتاب المقدس الى اللغة الارمنية الحديثة، لسد الحاجة الماسة بين المؤمنين المتعطشين لكلمة الرب.

في اثناء انعقاد السينودس، قام اساقفة الطائفة يترأسهم صاحب الغبطة نرسيس بدروس التاسع عشر بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وتمنوا له الحكمة والقدرة لانجاح مسيرة المصالحة الوطنية واعادة اللحمة بين فئات الشعب مؤكدين له دعم الطائفة الارمنية الكاثوليكية لكل جهوده ومشاريعه لخير لبنان واللبنانيين.

بأسف بالغ يشجب آباء السينودس الاعمال التي لا تزال تهدم الجهود المبذولة لإعادة السلام في ربوع شرقنا العزيز وخصوصا في لبنان والعراق والاراضي المقدسة، داعين الى التفاهم والتآخي بين الاديان والشعوب والى قبول الآخر كمصدر غنى بتراثه وتقاليده.

هذا ويرجو آباء السينودس من المسؤولين السياسيين ان يوحدوا كلمتهم بضمير حي ووطني مع رئيس الجمهورية اللبنانية حول طاولة الحوار الوطني ليزدهر لبنان اقتصاديا وأمنيا ويعم السلام والوفاق في ربوع الوطن. كما يتمنون ان يترفع الجميع عن المصالح الشخصية والفئوية، ويدعموا العملية الاصلاحية الجدية في جميع المجالات الادارية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية وغيرها ليقتنع كل مواطن لبناني بصدقية الوعود وأهمية المساهمة في بناء مستقبل افضل لرفع الغبن عن المظلومين وتوفير فرص العمل للجميع ومنع المزيد من الهجرة.

ولمناسبة صيام شهر رمضان الكريم وقدوم عيد الفطر السعيد، يتقدم اعضاء السينودس من جميع المسلمين بآيات التهاني سائلين المولى عز وجل أن يمنّ عليهم بحياة رغيدة وايام مديدة، مقرونة باليمن والبركات، وأن يغمرهم بفيض رحمته وسلامه.

واخيرا يطلب الآباء المجتمعون من المؤمنين ان يرفعوا الدعاء الى الله بشفاعة العذراء مريم سيدة بزمار والطوباوي الشهيد اغناطيوس مالويان ليحل السلام في كل بقعة من بقاع هذا الشرق العزيز وخصوصا في لبنان والاراضي المقدسة والعراق، وأن يمدوا جسور المحبة بينهم وبين اخوتهم المواطنين، بحسب قول القديس بولس الذي نحتفل في هذا العام بذكرى مرور ألفي سنة على مولده: "كونوا على رأي واحد وعيشوا بسلام، وإله المحبة والسلام يكون معكم".

 

 سليمان يطلب ضغطاً على إسرائيل للانسحاب من شبعا وواشنطن ترى ترسيم الحدود مع سورية أولاً ...

لبنان: لقاء بري والحريري يطلق «بيروت الإدارية» منزوعة الصور واللافتات

بيروت، واشنطن - محمد شقير     الحياة     - 26/09/08//

الرئيسان بوش وسليمان في البيت الابيض. (رويترز)

أعطى لقاء رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة أمس، الضوء الأخضر لبدء الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي نزع الصور واللافتات والشعارات فوراً من بيروت الإدارية في مهلة أقصاها ثلاثة أيام، على أن تكون هذه الخطوة من ضمن خطة شاملة تشمل لاحقاً بيروت الكبرى، من نهر الكلب الى خلدة مروراً بالطريق الى مطار رفيق الحريري الدولي، وتمتد في ما بعد لتشمل كل لبنان.

وجاء لقاء بري والحريري قبل ساعات من اجتماع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ونظيره الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض، وبعد أقل من 24 ساعة على لقاء الحريري ووفد من نواب «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، الذي أطلق إشارة إيجابية باتجاه التحضير لعقد اللقاء الموعود بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله والنائب الحريري قبل بدء عطلة عيد الفطر، ما من شأنه تنفيس أجواء الاحتقان وتحقيق انفراج أمني.

وعلمت «الحياة» من مصادر مواكبة للقاء سليمان مع بوش، ان الرئيسين تطرقا الى المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، واستعداد الإدارة الأميركية لإرسال وفد الى لبنان في الأسابيع المقبلة للوقوف على حاجات القوى الأمنية. وطلب سليمان من واشنطن الضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا. فيما أكدت الإدارة الأميركية ضرورة تنفيذ دمشق مطالب المجتمع الدولي وترسيم الحدود مع لبنان كخطوة أولى.

وكان بوش أشار في مستهل اللقاء، في المكتب البيضاوي، الى انه تابع باهتمام تصريحات سليمان منذ توليه الرئاسة. وقال: «تصريحاتكم اثارت اعجابي، ونحن معجبون اكثر بالحوار الوطني الذي تجرونه في محاولة لتحقيق مصالحة... الولايات المتحدة فخورة بالوقوف الى جانبكم. مهمتنا هي مهمتكم: بلد قوي وقادر، بلد يستطيع شعبه صنع سلام».

ورد سليمان بتأكيد ان لبنان يشارك الولايات المتحدة في العديد من قيمها، وبينها نشر الحرية ومحاربة الارهاب، وشكر بوش على دعم ادارته للحكومة اللبنانية وخصوصا الجهود لتقوية الجيش اللبناني. وقال: «هناك العديد من الامور المشتركة بين الشعب الاميركي والشعب اللبناني. نحن هنا أيضا لاعادة تأكيد حقنا بان يكون لبنان مزدهرا وديموقراطيا. سيدي الرئيس نحن هنا ايضا لتأكيد الحاجة الى تحرير كل الاراضي اللبنانية وايضا لتأكيد أن مستقبل اللاجئين الفلسطينيين هو في وطنهم لا في لبنان».

وفي بيروت، وفي كلمة له في إفطار لمؤسسات حركة «أمل» التربوية نوه بري بانطلاق الحوار برعاية سليمان، مؤكداً أن لا سبيل أمام اللبنانيين غير الحوار والديموقراطية. وشدد على ضرورة التزام ميثاق الشرف الإعلامي ووقف كل أشكال «الحرب الباردة» وتعزيز المصالحات وتطويرها الى تفاهمات واتفاقات. ,أكد الاتفاق مع الحريري على نزع الصور والشعارات من بيروت أولاً، داعيا الى اجتماعات للجان أهلية والعائلات للتلاقي، لأن إثارة العصبيات واستمرار التعبئة ونقل التوترات مخاطرة بالوطن، وإلقاء مزيد من المهمات على الجيش هو مخاطرة بالجنوب.

ودعا بري «الاخوة الفلسطينيين» الى ضبط الوضع في المخيمات ومنع استغلالها من فئات تؤثر في الأولويات الفلسطينية والساحة اللبنانية. وعلى الصعيد الاجتماعي دعا الى رزمة من المشاريع الإنمائية لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وأكد ان البرلمان سيستكمل اتفاق الدوحة عبر إقرار مشروع قانون الانتخاب الجديد مع الاصلاحات غداً، آملاً بأن يكون لمرة واحدة حسب قانون 1960، ومؤكداً ضرورة اعتماد لبنان دائرة واحدة مع النسبية.

واعربت مصادر مطلعة عن اعتقادها بان لقاء بري والحريري واجتماع الأخير مع وفد «حزب الله» كانا ضروريين لتوفير الغطاء السياسي للقوى الأمنية الشرعية للمباشرة في نزع الصور واللافتات من بيروت الإدارية، خصوصاً ان هذه القوى استكملت جاهزيتها لإنجاح الخطوة، التي تشكل اختباراً للنيات على طريق تعميمها على جميع المناطق اللبنانية.

ويعيد نزع الصور والشعارات بيروت الإدارية الى ما كانت عليه قبل حوادث 7 أيار (مايو) الماضي، ويؤكد نية الأطراف اللبنانيين الموقعين على اتفاق الدوحة استئناف الحوار برعاية سليمان للسير قدماً في استكمال تطبيق بنود هذا الاتفاق، الذي سيكون على موعد مع الجلسة النيابية التشريعية التي تعقد غداً في البرلمان وعلى جدول أعمالها إقرار مشروع قانون الانتخاب الجديد بشقيه: التقسيمات الانتخابية والإصلاحات السياسية والإدارية.

وعلمت «الحياة»، في هذا الإطار، ان لقاء بري والحريري تطرق الى المواقف المبدئية من قانون الانتخاب، وان الحريري أكد أن الأكثرية تميل الى حسم موقفها من النقطة التي ما زالت عالقة في مشروع القانون، الخاصة بحق رؤساء البلديات في الترشح لمصلحة السماح لهم بخوض الانتخابات النيابية شرط أن يتقدموا باستقالاتهم قبل ستة شهور من موعد إجرائها.

ومع أن بري يتريث في تحديد موقفه من البند المتعلق بترشح رؤساء البلديات، فإنه وعد بإجراء الاتصالات اللازمة برؤساء الكتل النيابية للوقوف على رأيها، على رغم أن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون استبق ما سيتوصل اليه النواب في الجلسة العامة في هذا الشأن مهدداً بالانسحاب من الحوار، في حال أقر البرلمان ترشح رؤساء البلديات شرط الاستقالة قبل ستة أشهر من موعد الانتخابات، ومشترطاً استبدال مدة الاستقالة بسنتين.

وسئل الحريري بعد اجتماعه مع بري عن رأيه بتهديد عون بمقاطعة الحوار الوطني إذا استمرت الأكثرية في «التلاعب» بقانون الانتخاب، فقال: «هذا شأنه إذا أراد الانسحاب من الحوار وليتحمل تبعات انسحابه، ونحن لا نتلاعب بقانون الانتخاب، وهناك تصويت في البرلمان، وإذا لم تكن اللعبة الديموقراطية تعجبه فهذا شأنه وقراره

 

ملف اغتيال الحريري :بلمار في مرحلة "التشطيب"     

خاص  2008-09-25

المحرر القضائي-يُقال.نت

يخطو رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي دانيال بلمار خطوات ثابتة ووطيدة ،لينتقل ومعه ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى الضفة الأخرى من مهمته ،حيث يكون هو بالذات المدّعي العام لدى المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان.

ويؤكد أكثر من وسط رسمي لبناني تسنّى له الإطلاع على ما يقوم به بلمار ،أن المحقق الدولي ينكب حاليا على إنجاز ثلاث مهمات متداخلة ،وهي :

أولا،وضع اللمسات الأخيرة مع القضاء اللبناني على انتقال ملف الحريري كليا من عهدته الى عهدة النيابة العامة لدى المحكمة الدولية،لأن القضاء اللبناني يفقد كل صلاحياته ،حيال هذا الملف ،بمجرد ان تبدأ النيابة العامة لدي المحكمة أعمالها،ووضع تصور كامل حول طريقة التعاون في المرحلة المقبلة بين مكتب المدعي العام الدولي ومكتب المدعي العام اللبناني ،من أجل حسن تنفيذ ما يكون بحاجة الى تعاون (توقيفات ،إستدعاء شهود،بروز أدلة جدية...) .

ثانيا ،الإنكباب على وضع التقرير الأخير للجنة التحقيق الدولية المفترض تسليمه الى مجلس الأمن الدولي في مهلة أقصاها الثاني من كانون أول  المقبل ،سندا لأحكام القرار 1815 الذي مدّد ولاية لجنة التحقيق حتى الحادي والثلاثين منه،مع ما يفترض ذلك من تهيئة المناخ اللبناني للحدث من جهة  وإقفال كل مسارات التحقيق ،من جهة أخرى.

ثالثا،وضع لائحة الإتهام ،أي تلك التي تتضمن أسماء المتورطين بالجريمة،بالإستناد الى الأدلة المتوافرة في الملف ،وإحالتها على قاضي التوقيف لإصدار مذكرات توقيف بحق الواردة أسماؤهم فيها ،إذا أقنعته الأدلة ،ووضع لائحة ثانية تتضمن أسماء أولئك المقتنعة اللجنة بتورطهم ولكن استكمال الأدلة الثبوتية يحتاج الى مزيد من الوقت ،من أجل وضعها بعهدة مكتب النائب العام لدى المحكمة ومقره لبنان ،إستكمالا للإجراءات المطلوبة تحت إشراف بلمار بالذات الذي يتنقل بين لبنان وهولندا ،متبادلا الأماكن دوريا مع نائبه ،وهو قاض لبناني.

وتشير المعلومات المتوافرة على أكثر من صعيد في لبنان الى أن بلمار بات يمتلك تصوّرا نهائيا مدعوما بالأدلة والوثائق ،عن تآمر النظام الأمني اللبناني -السوري على الرئيس رفيق الحريري والإقدام على اغتياله ،وارتباط حصول عدد من الحوادث الجرمية الأمنية في سوريا بدءا بما سميّ انتحار اللواء غازي كنعان ومن بعده شقيقه وصولا الى اغتيال مستشار الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون الأمنية والعسكرية العميد محمد سليمان ،الذي ثبت أن لجنة التحقيق الدولية إستمعت الى إفادته على مرحلتين ،خصوصا وأنه كان يتولى متابعة العلاقة الهرمية المباشرة بين الأسد وبين الأجهزة الأمنية السورية .

 

القتل السياسي في سوريا:النظام يُصفّي كل من يعرف     

تحقيق -خاص 2008-09-26

محرر الشؤون السورية-يقال.نت

عادت قضية اغتيال العميد محمد سليمان ،المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد الى الواجهة مع إعلان محمد البرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية ،أن مسؤولا سوريا كان يشارك من الجانب السوري في تحقيقات الوكالة قد جري اغتيل .

وكانت هذه الجريمة قد وقعت في الأول من آب الماضي ،ولم تصدر منذ ذاك الحين أي ردة فعل من أي جهة دولية ،باستثناء ما قاله البرادعي ،أمس من دون تقديم تفاصيل، وهو يعرض  للتأثيرات التي أثرت سلبا على  مجرى التحقيق "النووي"،الذي كانت وكالته تجريه في سوريا .

وقد ربط حينها كثير من المحللين بالإستناد الى معلومات وفّرتها مراكز دراسات متخصصة بين اغتيال سليمان وبين ملفين أساسيين يُعنى بهما من موقعه ،أولهما الملف النووي السوري وثانيهما ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري .

واكتفت دمشق ،بعد أيام عدة على الحدث،بعبارة عابرة أكدت فيها حصول "جريمة القتل "ولكن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)ومن بعدها التلفزيون الرسمي السوري والصحافة السورية حذفتها من تغطيتها للمؤتمر الصحافي لبثينة شعبان ،المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس بشار الأسد.

وكان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان  قد كشف لصحيفة "المستقبل" في وقت سابق من هذا الشهر ،أنه سأل الأسد عن هذه الجريمة فأبلغه بأنها من صنع "الإرهابيين الذين يتحركون عندكم في لبنان" .

وتضاربت المعلومات حول طريقة حصول هذا الإغتيال الذي وقع في الشاليه خاصة سليمان  في "الرمال الذهبية "في مدينة طرطوس الساحلية ،ففي حين ذكرت أوساط أن الجريمة تمّت بواسطة قناص كان على يخت قبالة المجمع ،فإن أوساطا أخرى أشارت الى أن الإغتيال تمّ بواسطة إطلاق النار من شرفة مواجهة لشرفة شاليه سليمان بعد قطع الكهرباء عنوة عن المجمع .

ويُعيد إعلان البرادعي هذا ،تسليط الضوء على مجموعة من الحوادث الأمنية الغامضة التي عرفتها سوريا منذ اغتيال الرئيس الحريري ،حتى اليوم واكتنفها الغموض أو التضليل ،ويُعتقد بأنها سكون محور تقارير ستصدر تباعا عن مؤسسات دولية .

ويأتي في هذا الإطار ،موت مدير مكتب خالد مشعل في سوريا هشام العبداوي ،الذي كشفت عنه المعارضة السورية ،لكن مشعل نفى الأمر في وقت لاحق ،من دون تقديم أي تفسير لكيفية حصول الوفاة.

وترافق حادث "وفاة "العبداوي مع مجموعة إشارات الى أن سوريا ضيّقت على حركة مشعل في دمشق بالتزامن مع تواتر أنباء عن قرار يقضي بإبعاده .

ويُلاحظ المراقبون أن مشعل ،ومنذ "حادثة الوفاة"لا يظهر علنا  في سوريا ،بل يُكثّف حركة تنقلاته بين الدول العربية .

وفي آخر مقابلة صحافية له ،نشرتها اليوم صحيفة "الراي "الكويتية ،مشيرة الى أنه خصّها بها ،على الرغم من كثرة العروضات التي "هطلت "عليه ،كان الغائب الأكبر عن الأسئلة ملف "التضييقات "والموت "الملتبس"للعبداوي وقبله بشهرين للمسؤول الطالبي لحركة حماس هشام أبو لبيدة ،الذي تحدثت تقارير عن اغتياله لكن حماس أعادت المسألة الى "حادث سير".

وسبق كل ذلك ،إغتيال القائد العسكري في "حزب الله"عماد مغنية في كفرسوسة، المنطقة الأمنية بامتياز ،وعلى الرغم من الوعود بتقديم نتائج سريعة للتحقيق (حدد مهلتها وزير الخارجية وليد المعلم بثلاثة أيام)،إلا أن أي إيضاح لم يصدر بعد،عن جريمة ارتُكبت في الثاني عشر من شباط 2008 .

وتمّ توجيه تهمة الإغتيال التي رفضت سوريا السماح لإيران مشاركتها التحقيق فيها ،الى إسرائيل ،ولكن كان ملاحظا أنه بعيد حصول هذ ه العملية بدأت الأنباء تكتسب ،يوما بعد يوم ،صدقية عالية عن "عزل "صهر الأسد ،اللواء آصف شوكت الذي يقيم حاليا في سوريا ،في شبه إقامة جبرية ،من دون أن تكون لديه أي مهمة تُذكر بما في ذلك في المخابرات العسكرية التي باتت بقبضة العميد علي يونس ،المقرب من الأسد.

ومعروف أن إسرائيل ودولا عربية عدة وأوروبا وأميركا ،كانت تطالب برأس مغنية ،الذي نجح في حماية نفسه من استهدافات عدة تعرّض لها .

وسمحت إسرائيل بإثارة الشكوك حول دور سوري نظامي في تصفية مغنية ،عندما تحدث مسؤولون فيها ،في وقت لاحق ،عن أن الأسد قدّم أدلة ملموسة في ملفات دقيقة ،ليُثبت أنه جدير في السير نحو السلام.

وتعرب  مراكز معلومات على صلة وثيقة بعدد من الدول عن اعتقادها أن اغتيال مغنية يحقق للنظام السوري هدفين ،اولهما البعث بإشارة ثقة الى الإسرائيليين وثانيهما التخلص من شخصية "تعرف "كثيرا ،سواء بالنسبة لجريمة اغتيال الحريري ،أم بالنسبة لمكوّنات الشبكات الخاصة بالجيش السوري.

وقبل مغنية ،طرح انتحار وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان ،الشاهد في ملف الحريري، في 12 تشرين اول 2005أسئلة كثيرة حول ما بات يُسمّى تهكما في سوريا "الإستنحار ".

وكان لافتا لانتباه المراقبين أنه ،وفي ضوء تردد معلومات عن وجود تسجيلات "دفترية "وصوتية لكنعان جرى تسليمها للجنة التحقيق الدولية في قضية الرئيس الحريري،عُثر على شقيقه علي كنعان جثة مهشّمة على سكة قطار قرب بستان الباشا القريبة من القرداحة .

 

 تعالوا نصدِّق

المستقبل - الجمعة 26 أيلول 2008 - "أبو رامز"

"إحتربت حتى فاضت دماؤها ـ تذكرت القربى ففاضت دموعها"... هكذا إذن يا إخوان، أطلقت أخيراً الدعوات الى العرس وصار المؤجل عاجلاً والمؤبد مؤقتاً والمستحيل واجب التحقيق والانجاز. فدقّوا على الصدور وانتظروا الآتي.

وانطلاقاً من هذه "العباطة"، وهي التي تحمل بدورها منطقها وكلامها وسياقها، يُقال وتحت سقفها: كم من دموع ودماء حفظتها وتحفظها المصالحات والمصافحات واللقاءات المعقودة بين اللبنانيين على صلة الروح والعروة الوثقى... ألم يبدأ ذلك في اليوم المشهود الذي ما حصل مثله من قبل في التاريخ الوطني الحديث. يوم 14 آذار ـ 2005 وألم يحصل ذلك أو ما يشبه ذلك عندما أنبتت دماء رفيق الحريري كل هذا القمح والحبق والبخور والزيتون والريحان فوق رؤوس اللبنانيين وفي عقولهم وقلوبهم التي كادت تيبس من قهرها وتطق من يأسها وسخطها وكآبتها وقلقها وحزنها وغضبها وتشاؤمها غداة جريمة الاغتيال... ألم تكن الرسالة الأولى التي بعثها من قتله الى اللبنانيين، تُفيد بأن زمن الشوك والصبّار والزفت والملح والحصار لم ينتهِ بعد ولن ينتهي قريباً، وان عليكم تأجيل كل حلم بالأمن وكل احتفال بالسلم وتطلقوا النار على كل سنونوة تخالف قرار المنع ذاك وكل كنار يتحدى حظر الحياة، و"تشلّعوا" كل ما على شرفات بيوتكم من طرابين فل وأعراس وأفراح، وان عليكم الركون والانصياع تحت طائلة السيارة المفخخة والرصاصة الموبوءة والشعارات الآتية والمقيمة في طواحين الاستبداد والعجز والمكابرة، و"تشليع" كل ما في الانسان من كرامة وعزّة نفس وإباء روح ورفعة حسب ونسب... ألم تكن هي الرسالة التي أرادوا أن "يطيشروا" حروفها كالأسيد على اللبنانيين وبلدهم، وألم تكن تلك هي الرسالة التي أُختطت في دهاليز البؤس والعسف، وحِيكت بأصابع الشيطان، ونُسِجت على نول الكيد وسُبِكت في مصاهر الحقد والتعدي على أملاك الغير وأراضيهم وكراماتهم وشرفهم وأشرافهم وكبارهم وروادهم وعمالقتهم... ألم تكن هي الرسالة التي كادت تصبح سيرة عيش أهل هذا البلد والى الأبد؟ وأليست هي ذاتها الرسالة التي ما زالت تُقرأ من قبل بعض الناطقين المحلَّفين بإسم الشقيقة ومصالحها... قارعي طبول التفرقة والدس، ضاربي تنك الشيمة، مطلقي أهازيج الفتن، نافخي سم الأفاعي، منظري تشويه الحقائق والتواريخ، غربان المزابل والجيف؟

يعني هكذا يا إخوان، وبكل "عباطة" اللحظة ونشوتها، وبغض النظر عن السياسات الصغيرة والكبيرة، التكتيكية والاستراتيجية، المحلية والاقليمية والدولية، وبغض النظر عن ذلك وعن الضرب بالفنجان والتبصير والتنظير، يريد اللبنانيون، كل اللبنانيين، ان يصدقوا ما يسمعوه، وأن يطلقوا مكنونات الصدور من آهات فرح مكبوت ومؤجل ومقصوف... يريدون أن يصدّقوا، ان الدنيا تكفيهم وأن الحياة تليق بهم وأنه آن الأوان للافاقة من الخدر وآن أوان التواضع وآن أوان إنزال مشاريع لا تحملها الجبال عن أكتافهم بعد أن ناءت وناء معها أرز بلادهم بما يكفي على مدى عقود ثلاثة وأكثر.

يريدون أن يصدقوا أن العمر موَّال فرح وأن الوطن الذي مات من أجله رفيق الحريري سيحيا والى الأبد.

 

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية

صفقة سرية سورية - إيرانية حول النووي والعلاقة مع إسرائيل

دمشق: وفد مشترك سوري - لبناني للتفاوض مع إسرائيل

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

"تم التوصل أخيرا الى تفاهمات سرية بين القيادتين السورية والايرانية، مختلفة في مضمونها عن مواقفهما المعلنة، وتتناول خصوصا تأمين الدعم السوري لسعي الجمهورية الاسلامية الى امتلاك السلاح النووي في مقابل تأمين الدعم الايراني للانفتاح السياسي السوري على اسرائيل، وذلك بعدما قدم الرئيس بشار الاسد مجموعة تعهدات الى المسؤولين الايرانيين ابرزها ثلاثة:

اولا، لن يوقع اي اتفاق سلام مع اسرائيل في توقيت غير ملائم لايران وبما يؤدي الى اضعاف الموقف التفاوضي الايراني مع الدول الكبرى في شأن البرنامج النووي.

ثانيا، سيواصل امداد "حزب الله" بالاسلحة المختلفة لتمكينه من مساندة ايران في اي مواجهة محتملة بينها وبين اسرائيل او بينها وبين الولايات المتحدة.

ثالثا، رفض تبني الموقف الفرنسي – الاوروبي – الاميركي – الدولي وعدم الوقوف على الحياد في النزاع النووي القائم بين ايران والدول الكبرى بل سيقف بجانب الجمهورية الاسلامية وسيدعم باستمرار مساعيها لتطوير برنامجها النووي وفقا لما تراه ملائما لمصالحها الحيوية".

هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس، استنادا الى معلومات حصلت عليها من طهران ودمشق اثر المحادثات والاتصالات التي جرت اخيرا بين القيادتين السورية والايرانية.

واوضحت المصادر ان هذه التعهدات السورية المقدمة الى الايرانيين تعني ان التحالف بين سوريا وايران اقوى واكثر صلابة مما يعتقده الذين يراهنون في الغرب على وجود "فرصة جيدة" لابعاد نظام الاسد عن القيادة الايرانية، كما ان هذه المعلومات تشير الى ان نظام الاسد يراهن سرا على احتمال امتلاك ايران السلاح النووي في مستقبل قريب وهو ما سيؤمن له مظلة حماية نووية ويعزز الموقع التفاوضي لهذا النظام في تعاطيه مع الدول الكبرى المؤثرة وكذلك مع اسرائيل.

واكدت المصادر الاوروبية المطلعة ان التعهدات التي قدمها الاسد الى القيادة الايرانية تتضمن المسائل والنقاط الاساسية الآتية:

اولا، اكد الاسد ان النظام السوري لم يعقد المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل عبر الوسيط التركي، ولن يدخل في عملية التفاوض المباشر مع الدولة العبرية من اجل فك تحالفه مع ايران واضعاف النظام الايراني اقليميا ودوليا. واذا كان هذا هو هدف الاسرائيليين والغربيين فانه ليس هدف سوريا، بل ان النظام السوري يريد ان تكون هذه المفاوضات مع اسرائيل او مع فرنسا واي دولة اخرى مصدر قوة له ولحلفائه وليس مصدر اضعاف له ولحلفائه.

ثانيا، تتحرك القيادة السورية في تعاطيها واسرائيل على اساس ان التحالف السوري – الايراني ليس موضع مساومة، وان سوريا ليست لديها اي مصلحة في تغيير علاقاتها وتحالفاتها الاقليمية سواء مع ايران او مع "حزب الله" والتنظيمات الفلسطينية من اجل ارضاء اسرائيل وتأمين مصالحها في المنطقة. وكل ما يشاع اعلاميا هو نقيض ذلك وما يردده المسؤولون الاسرائيليون والغربيون ليست له علاقة بالموقف السوري الحقيقي المتمسك بتحالفه الوثيق مع ايران وتضامنه معها بقطع النظر عن مصير المفاوضات مع الدولة العبرية.

ثالثا، من مصلحة سوريا وحلفائها استعادة الجولان المحتل عبر المفاوضات مع اسرائيل وليس عبر الحرب المدمرة لان تحرير الجولان بالوسائل الديبلوماسية يعزز مواقع نظام الاسد وعلاقاته الاقليمية والدولية مما يشكل مصدر قوة لايران ولحلفاء دمشق الآخرين. واذا ما تعززت علاقات سوريا مع اميركا والدول الغربية نتيجة المفاوضات مع اسرائيل فان ذلك سيكون لمصلحة ايران اذ ان نظام الاسد يستطيع حينذاك تشجيع الاميركيين والغربيين على التوصل الى تفاهمات مع القيادة الايرانية تكون ملائمة لها ولمصالحها.

رابعا، تتعهد القيادة السورية اطلاع القيادة الايرانية على كل مراحل عملية التفاوض مع اسرائيل وما سيتم خلالها، كما فعلت حتى الآن، لكي يعرف المسؤولون الايرانيون حقيقة ما يجري فعلا وبقطع النظر عما يتم الترويج له اعلاميا. ومن الضروري التأكيد ان عملية التفاوض مع اسرائيل ليست مضمونة النتائج وليس ممكنا تحديد مصيرها في ضوء حصيلة المفاوضات غير المباشرة الجارية عبر الوسيط التركي.

خامسا، تتعهد القيادة السورية عدم اتخاذ اي خطوة حاسمة في عملية التفاوض مع اسرائيل قبل التشاور والتفاهم في شأنها مع ايران، كما تتعهد عدم توقيع اي اتفاق سلام مع اسرائيل قبل ان يتم التوصل الى "تفاهم ما" بين ايران والدول الكبرى في شأن البرنامج النووي الايراني وذلك من اجل عدم اضعاف الموقف الايراني التفاوضي. وستظل سوريا بجانب ايران في معركتها الديبلوماسية مع الدول الكبرى الى ان يتم تحقيق "اختراق ما".

سادسا، يتعهد النظام السوري مواصلة تأمين ارسال الاسلحة الضرورية الى حزب الله لتعزيز قدرته الحربية وبحيث يقوم هذا الحزب بدور مساند لايران عسكريا في حال تعرضت منشآتها النووية والعسكرية لهجوم اسرائيلي او اميركي، وهو ليس مستبعدا اطلاقا في الحسابات السورية. وفي حال نشوب هذه الحرب فان سوريا لن تشارك فيها مباشرة الى جانب ايران وذلك لحماية اراضيها ومنشآتها من اي هجمات اسرائيلية، لكنها ستؤمن في المقابل كل انواع الدعم لـ"حزب الله" كي يتولى هو ضرب اهداف داخل اسرائيل انطلاقا من لبنان مما يفجر حينذاك ازمة اقليمية – دولية قد تمهد لمفاوضات بين الدول المعنية وقد تؤدي، في تقدير دمشق، الى تفاهمات ايرانية – سورية – دولية – اقليمية جديدة تؤمن مصالح النظامين السوري والايراني.

واكدت المصادر الاوروبية المطلعة انه تم التوصل، نتيجة تعهدات الاسد هذه، الى تفاهم سري سوري – ايراني في شأن عملية التفاوض مع اسرائيل بحيث تؤمن القيادة الايرانية تغطية سياسية لهذه المفاوضات فتمتنع مع حلفائها عن اتخاذ اي مواقف او القيام باي أعمال تحرج النظام السوري او تضعف موقفه التفاوضي. وقد تقبلت القيادة الايرانية تعهدات الاسد هذه لانها على اقتناع بان النظام السوري سيفضل في محاولاته استعادة الجولان المحتل عبر التفاوض مع اسرائيل.

 

 

دعم سوري لايران النووية

 

وفي هذا المجال اكدت المصادر الاوروبية المطلعة ان الاسد، خلافا لما يعتقده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، لن يقوم باي مسعى لاقناع القيادة الايرانية بوقف عمليات تخصيب الاورانيوم في اراضيها وسائر النشاطات التي ستسمح لها بانتاج السلاح النووي وامتلاكه، كما تطالب الدول الكبرى، كما ان الاسد لن يحاول اقناع الايرانيين بالتعامل جديا مع تحذيرات ساركوزي بان الوقت ليس لمصلحتهم وبان ثمة احتمالا جديا لان تفاجئ اسرائيل العالم وتضرب المنشآت النووية الايرانية.

واوضحت المصادر ذاتها، استنادا الى المعلومات التي حصلت عليها من طهران ودمشق، ان الاسد يتبنى كليا موقف ايران النووي، وهو لذلك يرى ان "من حق" الايرانيين مواصلة عمليات تخصيب الاورانيوم في اراضيهم، خلافا لما تطالب به الدول الكبرى واربعة قرارات صادرة عن مجلس الامن استنادا الى الفصل السابع. كما ان الاسد يتبنى وجهة النظر الايرانية القائلة ان الجمهورية الاسلامية ليس لديها برنامج نووي عسكري بل ان برنامجها النووي هو لاغراض مدنية وسلمية، في وقت تؤكد فرنسا والدول الغربية الكبرى الاخرى ان الايرانيين يسعون جديا وبكل تصميم الى امتلاك السلاح النووي مما يشكل تهديدا كبيرا للامن والسلاح في الشرق الاوسط والعالم. ويرى الاسد، ايضا، ان الدول الكبرى يجب ان تتخلى عن موقفها "المتشدد" هذا حيال ايران و"تقتنع" بان البرنامج النووي الايراني هو لاغراض سلمية وليس عسكرية، وتتفاوض مع القيادة الايرانية على هذا الاساس، ومن دون وضع شروط مسبقة، او مطالبتها بوقف تخصيب الاورانيوم في اراضيها.

وهذا كله يعني ان الاسد ليس هو الزعيم السياسي الذي يعلق عليه ساركوزي الآمال لاقناع القيادة الايرانية بضرورة التخلي عن خططها لامتلاك السلاح النووي.

 

 

وفد لبناني – سوري للتفاوض مع اسرائيل

 

ضمن هذا الاطار كشفت المصادر الديبلوماسية الاوروبية المطلعة الاسباب الحقيقية الخفية التي دفعت الاسد الى ان يعلن في مؤتمر صحافي اثر انتهاء اعمال القمة الرباعية في دمشق مطلع ايلول الجاري، انه تحدث مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن ضرورة دخول لبنان في عملية التفاوض مع اسرائيل لدى الوصول الى المفاوضات المباشرة بينها وبين سوريا وان الرئيس اللبناني متفق معه حول هذه المسألة. وقد اثار هذا الاعلان السوري الكثير من التساؤلات وردود الفعل السلبية في لبنان مما دفع الرئيس سليمان الى نفي التوصل الى اي اتفاق مع الاسد حول التفاوض مع اسرائيل، اذ انه ابلغ الى مجلس الوزراء "ان المسائل العالقة بين لبنان واسرائيل ليست خاضعة للتفاوض بل محكومة بقرارات دولية يجب تنفيذها بلا قيد او شرط".

واكدت المصادر الاوروبية المطلعة ان ثلاثة اسباب دفعت الاسد الى اعلان هذا الموقف:

اولا، يريد الاسد باعلانه هذا تأجيل البحث في مصير منطقة مزارع شبعا المحتلة الى حين بدء المفاوضات بين لبنان واسرائيل، من اجل التهرب من تنفيذ المطالب اللبنانية والدولية المقدمة اليه والتي تدعوه الى تكريس لبنانية مزارع شبعا رسميا وخطيا لتسهيل استعادتها بالوسائل الديبلوماسية وعبر الامم المتحدة ومن دون الحاجة الى اجراء مفاوضات بين لبنان واسرائيل. وهذا يعني ان النظام السوري يفضل دفع لبنان الى التفاوض مع اسرائيل بدلا من ان يساعد هو اللبنانيين على استعادة ارضهم المحتلة من دون مفاوضات.

ثانيا، يريد الاسد باعلانه هذا تأكيد تصميمه على ربط مصير شبعا بمصير الجولان المحتل وذلك بقرار يتخذه هو ويريد املاءه وفرضه على اللبنانيين. ذلك ان المفاوضات المباشرة السورية – الاسرائيلية لن تبدأ فعلا قبل ان يحصل السوريون على ضمانات رسمية بان اسرائيل مستعدة للانسحاب من الجولان بشكل كامل والى حدود 4 حزيران 1967، وقبل مجيء ادارة اميركية جديدة. ويريد الاسد ابقاء شبعا ورقة مساومة في يديه بانتظار تحقيق مطالبه ومصالحه.

ثالثا، يريد الاسد باعلانه هذا التمهيد للمطالبة لاحقا بتشكيل وفد مشترك لبناني – سوري للتفاوض مع الاسرائيليين حول مصير الجولان وشبعا وسائر القضايا العالقة وكذلك حول سبل تحقيق السلام، مما يتيح المجال للنظام السوري لكي يتدخل حينذاك مباشرة في قضايا لبنانية مهمة كمصير سلاح "حزب الله"، ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين.

لكن ما حدث هو ان موقف الرئيس سليمان الرافض التفاوض مع اسرائيل والمتمسك بتحقيق السلام على اساس مبادرة السلام العربية، وهو موقف مدعوم لبنانيا على اوسع نطاق، احبط خطط الاسد هذه، على الاقل في هذه المرحلة.

ويبدو من ذلك كله ان نظام الاسد لم يبدل سياساته وتوجهاته فعلا، كما يأمل ساركوزي وآخرون، بل انه لا يزال حريصا على الاحتفاظ بتحالفه الوثيق مع ايران المتشددة، ومصمما على التدخل في الشؤون اللبنانية لمحاولة املاء مطالبه وشروطه على اللبنانيين، وتقرير مصير لبنان، وتحديد خياراته، متجاهلا استقلاله وسيادته.

 

 

لا وجود لـ "طريق ثالث" شيعي     

طلال عتريسي/النهار

رفع طوني بلير شعار "الطريق الثالث" عندما كان مرشحاً عن حزب العمال البريطاني قبل ان يصبح رئيساً للوزراء عام 1997. واشتهرت نظرية "الطريق الثالث" عندما تبنتها شخصيات سياسية معروفة في اوروبا في منتصف التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ودافع اليسار الاوروبي المعتدل عن هذه النظرية على اساس ان هذا الطريق هو الحل الوسط بين رأسمالية الغرب وشيوعية الاتحاد السوفياتي، والذي سينقذ الاشتراكية الاجتماعية بعد ان يغير بوصلتها ويعطيها حياة جديدة وواقعية في خضم تحولات العولمة الكبرى.

وحظي هذا "الطريق" بشعبية واسعة في اوساط الاحزاب اليسارية الاجتماعية، والاشتراكية الاجتماعية في اوروبا. وتبنى المستشار الالماني ايضاً غيرهارد شرودر فكرة "الطريق الثالث" عندما فاز في انتخابات 1998. لكن طوني بلير الذي تعلق بهذه النظرية في البداية فشل لاحقاً في بلورة هذا الخط، والتحقت بريطانيا في عهده، كما تبين بعد ذلك، أكثر من أي دولة في أوروبا بالسياسات الاميركية، لا بل بات هو المدافع الأول عن تلك السياسات والمبرر الأكبر لحروبها. ولم يسلم بلير من رسوم كاريكاتورية صورته كلباً تابعاً لجورج بوش الذي سبق ووصفه كذلك رداً عن سؤال وجهه اليه احد الصحافيين في مناسبة معينة.

المهم ان طريق بلير الثالث لم يبصر النور. لكن الفكرة نفسها جذبت كثراً يبحثون عن حلول وسطى بين استقطابات او بين اتجاهات سياسية او اقتصادية أوفكرية متعارضة. وفي لبنان بلد الانفتاح على الافكار والتيارت العالمية المختلفة منذ نشأته الى اليوم، استلهم البعض فكرة الطريق الثالث – أو رفض الثنائيات - ليميز نفسه عن القوتين الشيعيتين الرئيستين "أمل" و"حزب الله"، عندما احتدم الانقسام السياسي والمذهبي بعد اغتيال الرئيس الحريري عام 2005 مروراً بحرب تموز 2006 وتداعياتها السياسية والامنية، الى اعتصام المعارضة الشهير والانسحاب الشيعي من حكومة فؤاد السنيورة.

أراد دعاة "الطريق الثالث" ان يثبتوا ان الطائفة الشيعية لا تختصر بهذه الثنائية. وأن هناك طريقاً - أو فريقاً – ثالثاً له ايضاً حصته من هذا التمثيل، لا بل هو الأفضل، الذي لا تعبر عنه "امل" ولا "حزب الله"، وان هذا الفريق هو قوة مستقلة عن تجاذبات واستقطابات قوى الرابع عشر من آذار وقوى الثامن منه.

لا شك في ان كثراً من الشيعة قد لا يعتبرون "امل" او "حزب الله" ممثلين حصريين لهم او حتى لشيعة لبنان. وهذا امر طبيعي ومنطقي، ويمكن ملاحظته لدى الطوائف كافة في لبنان. لكن هدف رموز "الفريق الشيعي الثالث" لم يكن مجرد تبيان الاختلاف في التعبير او التمثيل. بل تعمد رفع الصوت عالياً ليس لكسر ثنائية "أمل" و"حزب الله" فقط، بل ولتجريح هذه الثنائية والاساءة اليها من خلال اتهامها بأن ما تقوم به وما تدعو اليه، ليس من التشيع ولا من مصلحة الشيعة في شيء. وأن هذه الثنائية تقود الشيعة الى التهلكة وتأخذهم الى التصادم مع الدولة ومع باقي اللبنانيين والمذاهب والطوائف... ولتبيان اصالته المذهبية اتخذ هذا الفريق لنفسه في بعض الاحيان اسماء هيئات وتجمعات شيعية مختلفة. لكنها حملت الهدف نفسه.

وضمت هذه الهيئات التي لم يكتب لبعضها الحياة سوى اسابيع قليلة، رجال دين ومثقفين واعلاميين واساتذة جامعيين، وشخصيات سياسية وسواها... بعض هؤلاء معروف في المجال الذي يعمل فيه (الديني او الاكاديمي او الاعلامي) والبعض الآخر كان مجهولاً ولم يطفُ على السطح الا بفضل بعض القنوات التي تعمدت استضافته بشكل مزمن عند كل شاردة أو واردة لتستمع الى "تحليله" لما يجري. والغريب في بعض هذه التجمعات انها ضمت في لحظة معينة قبل ان ينفرط عقدها سريعاً شخصيات لم يعرف عنها سابقاً طوال سيرتها المهنية او السياسية او الايديولوجية انتماءها الشيعي السياسي او العقائدي او الطائفي أوالمذهبي. بل كان هؤلاء حتى قبل ايام او لحظات من انضمامهم الى هذا "التجمع الشيعي" أو ذاك، من ذوي الانتماءات الماركسية او الاتجاهات اللادينية او من منتقدي الحالة الطائفية السياسية، أومن المثقفين المتعالين على الواقع الطائفي الداعين الى تجاوزه وإلغائه لحل أزمة النظام في لبنان.

ومن هؤلاء ايضاً من اكتشف في ذروة الانقسام السياسي انه شيعي وقدم نفسه كذلك في ما كتب وتحدث، في الوقت الذي كان ينتمي فيه ايضاً الى حركة سياسية علمانية تطمح الى التجدد ولا تعبأ بانتماءات المنتسبين اليها المذهبية او الدينية.

لذا لم يكن أمر شيعة "الطريق الثالث" كله مقنعاً. ولم يتمكن دعاته من ان يكونوا في هذا الطريق فعلاً. فبقوا افراداً قلائل ولم يتحولوا الى ظاهرة وفشلوا في جذب آخرين اليهم لاسباب منها:

- أن القنوات الفضائية المحلية والعربية المؤيدة لقوى الرابع عشر من آذار فُتحت أمامهم بسهولة لافتة ومبالغ فيها، وحتى من دون أي حرص على ما يمكن ان يثيره ذلك من شكوك حول دورهم، وكذلك من دون أي تمييز بين مستويات معرفتهم وثقافتهم. بحيث تكرر ظهور بعضهم احياناً أكثر من مرة في اليوم الواحد على تلك القنوات، ليوجه النقد القاسي الى الثنائي الشيعي المعارض...

- أن التلهف على تأييد هؤلاء الشيعة "المختلفين"، وإبراز صورتهم ورفع صوتهم عالياً لم يقتصر على قوى الرابع عشر من آذار فقط، بل تبدى اهتمام مواز بهم من السفارات الغربية – والاميركية خاصة - بحثاً عن "كوة" في الجدار الشيعي الذي استمر صلباً، رغم محاولات زعزعته، بعد حرب تموز 2006 وبعد الاستقالة من الحكومة وبعد الاعتصام الشهير في قلب العاصمة. ومن جيفري فيلتمان الى دانيال سيسون (السفيرين الاميركيين في بيروت) كانت اللقاءات العلنية مع بعض الشخصيات السياسية او الاجتماعية الشيعية الرافضة لثنائية "امل"-"حزب الله". فأثار هذا الاهتمام الغربي، بعد الاهتمام المحلي، بشيعة "الطريق الثالث" الشكوك حول صدقية الاستقلالية المفترضة لهذا الخط.

- لم يصدر عن رموز شيعة هذا الطريق في المقابلات التي اجروها والمقالات التي كتبوها سوى انتقاد حاد للثنائية الشيعية ولـ"حزب الله" تحديدا، وتجاهل مطبق وتام لتحالفات القوى والطوائف الاخرى. ولم يفعل هؤلاء، سوى استعادة الافكار والاتهامات نفسها التي تداولتها قوى الرابع عشر من آذار في معركتها السياسية والاعلامية مع قوى الثامن منه وخاصة مع شيعة المعارضة، أي (سلاح المقاومة، تعارض السلاح مع الدولة، نتائج حرب تموز الكارثية، التبعية للمحور الايراني السوري، الى التركيز اللاحق على المخاوف من ولاية الفقيه...) وهذا التكرار الحرفي لمقولات أحد اطراف النزاع في لبنان عزز الاعتقاد بأن شيعة "الطريق الثالث" ليسوا صوتاً أو خطاً مستقلاً بل هم أقرب الى ان يكونوا جزءاً من فريق الرابع عشر من آذار نفسه دون سواه إن لم يكونوا كذلك.

ومع احتدام المعارك السياسية والتراشق الاعلامي الحاد بين الموالاة والمعارضة، اشتد هجوم شيعة "الخط الثالث" على الثنائي الشيعي فقط بدل اعتراضهم على البيئة السياسية والاعلامية كلها. وكلما تقدم هؤلاء في هجومهم على هذا الثنائي تراجعت احتمالات تصديق استقلالية ما يقومون به وما يقولونه وما يدعون اليه، لتزامنه مع هجوم فريق الرابع عشر من آذار على الثنائي نفسه. ويبدو ان شيعة الخط او الطريق الثالث ومن يؤيدهم من قوى محلية وخارجية لم ينتبهوا الى المعادلة التالية: ان الواقع المذهبي المعادي للشيعة عموماً ولـ"امل" و"حزب الله" خصوصاً والذي استفحل في لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري لاتهامهم بالضلوع في هذا الاغتيال، إما مباشرة أو بسبب تحالفهم مع سوريا المتهم الرئيس بهذه الجريمة، أيقظ لدى عموم الشيعة شعوراً عميقاً ومستغرباً بالاستهداف. وهو شعور يختزنه الشيعة في ذاكرتهم التاريخية البعيدة وفي وجدانهم على امتداد السنين ولا يحبون العودة اليه او الخضوع له مجدداً تحت أي ظرف. ولم يتأخر الوقت كثيراً حتى تأكد هذا الشعور بالاستهداف، وحتى بالاستئصال، مع حرب تموز الوحشية عام 2006 التي لاحقتهم دون سواهم في كل اماكن سكنهم وتجمعاتهم.

 فاقم اتهام الشيعة بالضلوع في الاغتيال والحرب الاسرائيلية عليهم في استفزاز شعورهم المذهبي المتصل بوجودهم كبشر وليس كمذهب فقط. بحيث اتسع الشعور بالانتماء الشيعي "أفقياً"، أي بين من لم يفكر يوماً في هذا الامر، ولدى من لم يكن له أي التزام ديني او حتى سياسي مع هذا الطرف الشيعي او ذاك. فعندما يتهم الشيعة بعدم الوطنية لانهم لم يشاركوا في اعتصامات المطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان، وعندما يتهمون ضمناً وعلانية بالضلوع في مؤامرة اغتيال الرئيس الحريري، وعندما يشاهدون من يتفرج عليهم في حرب تموز وينتظر نهايتهم، وعندما يسمعون من هنا وهناك من يهلل لسقوط القذائف الاسرائيلية على رؤوسهم، وعندما ترتفع الاصوات تطالب بسحب سلاح المقاومة حتى قبل انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجنوب بعد الحرب، وعندما يبدأ التمييز في بعض الادارات في غير مصلحة الكثير من الموظفين الشيعة، وعندما يخرج الوزراء الشيعة من الحكومة وتستمر في عملها مدة طويلة كأن شيئاً لم يكن، وعندما تنظم الحملات الاعلامية المدروسة والمبرمجة للتهجم على شخصية القائد المحبوب بلا منازع عند الشيعة السيد حسن نصر الله وتشويه صورته وصورة المقاومة التي يقودها ويعتز الشيعة بها وبما انجزته... عندما يحصل ذلك كله، فإن أي هجوم اضافي على الثنائي الشيعي مهما كان حجمه، ومن أي كان، لن يفهم على الاطلاق، الا باعتباره هجوماً على الشيعة عموماً، وتوهيناً لهم في المواجهة التي يخوضونها مع الخارج ومع الداخل في وقت واحد. فكيف اذا اتى هذا الهجوم والتشكيك والتوهين ممن يقدم نفسه شيعياً اصيلاً ومستقلاً؟

من المؤكد انه لن يحظى بالترحيب ولا بالاستحسان، ولا حتى بفرصة التفكير في صحة ما يدعيه، لأن فريق الرابع عشر من آذار سبقه الى الادعاء نفسه. وكذلك فعلت الولايات المتحدة قبل الجميع. لا بل سينقلب ما رمى اليه هؤلاء الى عكس المبتغى. ولن يدركوا ان ما فعلوه قدم خدمة جلى لذاك الثنائي (يستحقون الشكر منه عليها) إذ سيزداد التماسك الشيعي العام مع ارتفاع حدة اتهامات ما يقوله او يدعيه هذا الشخص او ذاك العلاّمة متناغماً مع الحملة الاعلامية القاسية الداخلية والعربية والاميركية على شيعة المعارضة. ولكن ستزداد في الوقت نفسه عزلة شيعة "الخط الثالث" وتتراجع مكانتهم وصدقيتهم... والدليل ان تلك "الكوة" المطلوبة محلياً وخارجياً في الجدار الشيعي لم تنفتح ولم يتحول شيعة الخط الثالث الى "سمسم" الذي سيفتح تلك الكوة بكلمته السحرية...

كان من المفترض ان تؤدي حملات شيعة "الطريق الثالث" على شيعة المعارضة الى التالي:

- التشكيك في كل ما يفعله الثنائي الشيعي، في تحالفاته، وفي سياساته مع الطوائف الاخرى، وفي حقيقة تجسيده لمصالح الشيعة في لبنان. لأن هذا الثنائي يقود الشيعة الى الحروب والمواجهات والتصادم مع الجميع.

- جذب اكبر عدد ممكن من الشخصيات الشيعية المعترضة على الثنائي أو المتضررين منه لاسباب مختلفة، الى صفهم.

- تشكيل رأي عام شيعي "جديد" متمرد على الثنائية بعد "اقناعه" بلا صوابية طروحات هذه الثنائية، وممارساتها السياسية.

لكن المشكلة التي حالت دون بلوغ هؤلاء ما أرادوه كانت معقدة ومتشابكة. فهم على سبيل المثال:

- فشلوا في تقديم خطاب مستقل. أي خطاب يتجاوز انتقاد "حزب الله" وحركة "امل" الى انتقاد القوى السياسية او المذهبية الاخرى وتحميلها جزءاً من مسؤولية الازمة في لبنان... ففي أي اطار من الاستقلالية على سبيل المثال يمكن ان نفسر قصيدة الاعتذار لبيروت التي سارع الى نظمها أحد أبرز رموز الشيعة المعارضين للثنائي الشيعي، علماً بأن "تيار المستقبل" طالب "حزب الله" وليس تلك الشخصية الشيعية، بهذا الاعتذار بعد احداث السابع من أيار؟ ألا يريد من يفعل ذلك ان يثبت تمايزه عن الثنائي الشيعي ليس من خلال استقلاليته بل من خلال حرصه على استرضاء "تيار المستقبل" بالاعتذار الذي يريده لبيروت؟

- انهم انتقدوا التدخل السوري او الايراني فقط في لبنان، مثل ما فعل رموز الرابع عشر من آذار - وأغفلوا انتقاد أي تدخل آخر اميركي او سعودي أو فرنسي...

- ان فريق الرابع عشر من آذار نفسه لم يلقِ بالاً اليهم ولم يعترف بجديتهم، أو بجدية اختراقهم الثنائي الشيعي. والدليل على ذلك ان الحكومة استمرت اشهراً طويلة بغياب الثنائي الشيعي من دون ان تجرؤ على تعويض هذا الغياب بممثلين من رموز "شيعة الطريق الثالث".

 لقد دخل لبنان بعد اتفاق الدوحة مرحلة جديدة. وها هي تتوج اليوم بالمصالحات بين خصوم الامس. ويبدو الثنائي الشيعي في هذه المرحلة شديد الحرص على المصالحة مع الجميع من القوى السلفية الى القوى الاساسية في فريق الرابع عشر من آذار. ومع ذلك لم نسمع أحداً من شيعة "الطريق الثالث" يمتدح هذه العودة الى التصالح التي سارع اليها بعض اطراف النزاع الآخرين. ولم نسمع حتى من يحمد الله منهم لأن "الثنائي الشيعي" أدرك اخيراً مصالح الشيعة كما يريدونها هم في الصلح والتفاهم وفي تجنب الصدام والمواجهات.

 قد يكون ذلك الصمت غريباً مع التحولات التي نشهدها في لبنان وفي المنطقة والعالم.لكن الصمت اذا طال واستمر على ما هو عليه كما يبدو، سيرجّح الشك الذي ذهبنا اليه حول استقلالية ما فعلوه. وسيدفع ربما الى الاعتقاد بأنهم باتوا عبئاً في زمن المصالحات. لكن وفي كل الاحوال كانت "التجربة" وللأسف نموذجاً سيئاً وغير مشجع، لحياد مفترض ولاستقلالية مدّعاة...

 

سمير جعجع التائب

سناء الجاك

 «الحكيم» سمير جعجع رمى اعتذاره على الطاولة ولسان حاله يقول:«أأنا العاشق الوحيد لترمى تبعات الهوى على كتفيّ؟» تقدم رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع صباح الاحد الماضي في لقاء جماهيري نقلته وسائل الاعلام مباشرة، بـ«اعتذار عميق، صادق وكامل، عن كل جرح، او أذية، او خسارة، او ضرر غير مبرر، تسببنا به، خلال أدائنا لواجباتنا الوطنية، طوال مرحلة الحرب الماضية». جعجع سجل باعتذاره العلني هذا سابقة غير مألوفة في منتدى السياسيين اللبنانيين. وبمعزل عن الاجتهادات التفسيرية التي رافقت طلبه السماح من الله والبشر عن جرائم رافقت مسيرته، شكل سلوكه كرة ثلج لا تزال تستدعي ردود فعل متناقضة بين الحلفاء والخصوم. «الحكيم» (كما هو لقب جعجع) فعلها. رمى اعتذاره على الطاولة. رماه في وجه خصومه السياسيين، وهم كثر. وهم ليسوا بالضرورة الخصوم الذين واجههم وقاتلهم خلال الحرب الاهلية. بعض هؤلاء صار حليفا ورفيق نضال في قوى «14 آذار».

خصوصية الاعتذار، عدا كونه فعلا سياسيا فريدا، هو في صدوره عن صاحبه. فالرجل هو في نظر فئة من اللبنانيين مجرم حرب لا مثيل له ولا مجال للعفو عنه. وكأنه وحده المسؤول عن ويلات الاحداث اللبنانية وحيال جميع الطوائف المتناحرة ماضيا وحاضرا. وهو في نظر فئة أخرى ضحية وقديس، دفع ثمن الحرب وثمن السلم. ورث عداوات خطه الحزبي وارتكاباته. ونسجت الظروف التي واجهها مزيدا من العداوات حوله، فظُلم ولا يزال يُظلم ويتعالى عن الظلم برفعة نفس وكبرياء. وهو في نظر فئة ثالثة قائد ميليشيا في زمن الحرب، لا يختلف عن القادة الاخرين الذي أصبحوا اصحاب نفوذ وتسلموا مقاليد البلد في زمن السلم. يستحق فرصة كالتي حصلوا عليها. إلا ان الفرق بين جعجع و«زملائه» من «أمراء الحرب» انه دفع ثمنا لم يدفعوه. سجن 11 عاما ونيف وكفّر بذلك عن بعض ذنوبه. واليوم كان سباقا الى تقديم اعتذار لم يقبله الذين ينبشون الماضي ليواصلوا رجمه. على العكس، فقد اعتبروا هذا الاعتذار بمثابة إخبار او اعتراف بإدانة الذات وفرصة ذهبية لتحميله جرائم الحرب اللبنانية كلها حتى صح فيه قول الشاعر: «أأنا العاشق الوحيد لترمى تبعات الهوى على كتفيّ».

لكن «العاشق الوحيد» في بلد التنابذ والكره المتبادل والتهم الجاهزة وانهيار منظومة القيم في الخطاب السياسي، تحفل سيرته بما يبرر ردة فعل كل فئة حيال خطوته هذه. تبدأ هذه السيرة في عين الرمانة، احدى مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت. منها اندلعت الحرب اللبنانية عام 1975 مع حادثة البوسطة الشهيرة. هناك ولد سمير في خريف العام 1952 لعائلة مارونية أصلها من بشري في اعلى قمم شمال لبنان. كان منزله متواضعا ومؤلفا من غرفة ومطبخ ومنتفعاتهما. (المفارقة ان جعجع كان جار منافسه على الساحة المسيحية العماد ميشال عون المولود في حارة حريك القريبة). الوضع المادي للعائلة كان ضيقاً. الوالد فريد معاون اول في الفرقة الموسيقية في الجيش، والوالدة ماري ربة منزل تهتم باولادها الثلاثة: سمير، جوزف ونهاد. في طفولته كان سمير يضجر في المدرسة، يحب التحدي والنقاش. خارج المدرسة كان «عفريتا». وكان مولعا بتنظيم الحفلات في قريته. الفقراء كانوا دائما محط اهتمامه، (شبهه الوزير السابق كريم بقرادوني بروبن هود). لذا حلم بان يصبح طبيباً ليعالج أبناء بلدته والفقراء من دون مقابل.

انتسب عام 1969 الى حزب «الكتائب اللبنانية». وحاز عام 1971 منحة دراسية في الجامعة الاميركية في بيروت لدراسة الطب، لكنه توقف عن دراسته ولم يستكمل منها سوى أربع سنوات ليشارك في الحرب الأهلية في لبنان عام 1975.

شهد صيف العام 1976 أولى محطات الشاب العسكرية وكانت معركة شكا في شمال لبنان. بعد ذلك، برز سمير جعجع بين أنصار «الكتائب» في الشمال، وبدأ تأسيس ثكن عسكرية في المنطقة. لقب آنذاك بـ«الشيف سمير». في 9 فبراير (شباط) 1978، واثر تطور الصراع بين «تيار المردة» الموالي للرئيس الراحل سليمان فرنجية والكتائبيين ومقتل مسؤول الكتائب في زغرتا (شمال لبنان) جود البايع، قرر الرئيس الراحل بشير الجميل مهاجمة إهدن المعقل الرئيسي لآل فرنجية. واعطى الاوامر لجعجع والوزير الراحل ايلي حبيقة بالهجوم على البلدة. الهجوم أدى إلى مقتل الوزير طوني فرنجية نجل الرئيس الأسبق، وزوجته وأحد أبنائه، بينما نجا نجل طوني الوزير سليمان فرنجية. في العام 1979 شارك جعجع في معركة خاسرة ضد القوات السورية. في العام 1983 خاض حرب الجبل وفيها تعرض وأنصاره لهزيمة ساحقة وانسحب الى بلدة دير القمر في الشوف، حيث حوصر وتوالت هزائمه في نيسان (ابريل) 1985 في شرق صيدا، ثم في إقليم الخروب.

إلا ان هذه الهزائم المقرونة بفظائع الحرب الاهلية لم تقض على الرجل. ويمكن القول ان تاريخ جعجع الفعلي بدأ بعد مقتل بشير الجميل عام 1982. فقد رافق في تلك المرحلة «القوات اللبنانية» التي عانت مخاضا معقدا انتهى بتوليه زمام امورها في يناير (كانون الثاني) 1986، وذلك بعد انتفاضة «القوات» على حبيقة اثر توقيع الاخير على الاتفاق الثلاثي مع نبيه بري رئيس «حركة أمل» آنذاك ووليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي برعاية سورية. قاد «الحكيم» انتفاضته بالتحالف مع رئيس الجمهورية آنذاك امين الجميل وقائد الجيش العماد ميشال عون. وتمكنوا من إسقاط حبيقة بعد معركة أودت بمئات القتلى من المسيحيين.

تحالفات جعجع لم تكن لتعمر. فقد حفلت فترة ولاية الجميل بصراع مكشوف بين الرجلين ولم تنته مع تسليم الجميل الدولة الى قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون الذي شكل عام 1988 حكومة انتقالية بعد فشل البرلمان في انتخاب رئيس للجمهورية. وسرعان ما استدرج جعجع الى «حرب الإلغاء» الشرسة بمواجهة الجيش اللبناني بقيادة عون الذي كان يسعى للسيطرة على الساحة المسيحية. هذه الحرب أدّت الى نتائج كارثية على المسيحيين. بعد اتفاق الطائف تحولت «القوات اللبنانية» حزباً سياسياً كما بقية الميليشيات المتصارعة. وعين جعجع في 24 ديسمبر (كانون الاول) 1990 وزيرًا في حكومة الرئيس عمر كرامي، التي أقرت حل الميليشيات وجمع الاسلحة فامتثل لقرارها وفي 21 آذار (مارس) 1991 استقال منها، فعين بدلاً عنه ممثله روجيه ديب. كذلك استقال جعجع في 16 آيار (مايو) 1992 من حكومة الرئيس رشيد الصلح. ولم يتردد في صيف العام نفسه من مقاطعة أول انتخابات نيابية عامة في لبنان منذ عشرين عامًا.

لكن ما ارتضاه جعجع لم يحمه. ففي عام 1994 سجن بسبب اتهامه بتفجير كنيسة سيدة النجاة في كسروان. فنبشت ملفاته دون سواه من امراء الحرب وحوكم بتهمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي ورئيس حزب «الوطنيين الأحرار» داني شمعون. كما اتهم باغتيال النائب طوني فرنجية وعائلته في إهدن. حكمت المحكمة عليه بالإعدام وتم تخفيف الحكم بقرار من رئيس الجمهورية آنذاك الراحل إلياس الهراوي إلى السجن مدى الحياة. وكذلك صدر حكم بحل «القوات اللبنانية». وأطلق سراح جعجع بموجب عفو نيابي خاص صدر عن المجلس الجديد الذي انبثق بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005 فعاد إلى نشاطه السياسي. هذا في الشكل العام، لكن في التفاصيل تحفل سيرة سمير جعجع بمحطات مثيرة للانتباه بمعزل عن حلوها ومرها. فجعجع حسب عارفيه صاحب شخصية مركبة غامضة. يقول عن نفسه انه مسكون بهاجس التاريخ. ويقول عنه رفاقه انه كان صاحب شخصية خجولة نوعا ما، يكره الفوضى والفكر المشتت والأساطير السياسية في المجتمع المسيحي.

في احد تصريحاته يعتبر انه غير موهوب في ميدان السفاهة والتراشق بالتهم. يقول: «هناك عدد من السياسيين اللبنانيين لديهم خزنة من المفردات. ولا أَعرف من أين يستنبطون كل ذلك. العماد ميشال عون، مثلا، يذكرنِي بيساريّي الستينات، يوم كانوا يفلتون على شخص ما: إمبريالي، إستعماري، صهيوني، رجعي. ربما كنت أكبر تقدمي، لكن إذا لم تتوافق مواقفك معهم، أفلتوا في وجهك هذه الغابة من الكلمات الجوفاء». ما يقوله عن نفسه لا يتطابق مع ما يقال عنه. وتحديدا بعد المواجهة مع عون، فقد ظهرت صورة «القوات اللبنانية» باهتة وغير محبوبة لدى عدد كبير من سكان المناطق التي تسيطر عليها. يعزو كريم بقرادوني في كتاباته هذا «الكره المكثف» الى ثلاثة اسباب هي: «الصورة الموجودة لجعجع لدى الرأي العام كمسؤول عن التهجير في الشمال والجبل، في حين انه لم يكن وحده مسؤولاً عن الاثنين. فرض القوات رسوما وضرائب وهي امور غير شعبية بالرغم من استفادة الناس منها. والسبب الثالث يتمثل في تعب الناس من الميليشيات، مع ان سمير جعجع لم يتسلّم القوات إلا عام 1986 وكان عمرها 10 سنين. وتمكن عون من التقاط هذا الامر وظهر في مظهر رجل الدولة الذي يريد الغاء الميليشيات، فكان هذا الانجراف الشعبي وراءه».

ربما حُمّل جعجع هذه التبعات لأن المراقبين يربطون تاريخ «القوات اللبنانية» بكل من بشير الجميل المؤسس، وسمير جعجع الباني الذي حوّل الحزب مؤسسة حقيقية. وقد لعب بقرادوني دوراً مهماً الى جانب القائدين في مرحلة من المراحل. وكانت العلاقة بين الشابين يسودها التوتر الناجم عن بريق كل منهما وقد راوحت بين الإعجاب والتنافس. ويضيف بقرادوني «ان سمير جعجع يملك قدرة استثنائية على التأقلم مع أصعب الظروف حتى مع عزلة السجن ووحشته. وهو انتصر على سجنه إذ استوعبه وصار السجن جزءا من شخصيته ومن مسيرته الشخصية والقيادية. فهو باطني الى أقصى الحدود لا تعرف يمينه بأفعال شماله، لا يكشف سره ولا لعبته، لذلك كان الجميع يخافونه. لا يحبّ أن يجادل في قرار اتخذه إذ يكون قد اشبعه درسا. وعند دخوله السجن كان الناس يخافونه أكثر مما يحبونه. بعد سجنه صاروا يحبونه أكثر مما يخافونه».

على رغم الاتهامات المتواصلة له بأنه «حالة اسرائيلية» يؤكد من رافق جعجع خلال الثمانينات، انه فكّك العلاقات التي كانت قائمة قبلاً بين «القوات» وإسرائيل، لأنها إرث من القوى المسيحية يجب التخلص منه وعبء على الحركة السياسية لـ«القوات اللبنانية»، لذا لم يطورها. عام 1989 عرض عليه الاسرائيليون ان ينتقل الى الجنوب اللبناني المحتل الذي كان يعرف بالشريط الحدودي ليوفروا له الحماية بعد التوافق الدولي على اطلاق يد النظام السوري في لبنان. لكنه رفض وقال لهم: «لست مستعدا لأحمي حدودكم. ولن أكون سعد حداد آخر. انا سمير جعجع». لم يحبه الاسرائيليون يوما ولا هو أحبهم. تلقى نصائح عديدة بالابتعاد عن لبنان بعد الطائف، لكنه رفض وفضل مواجهة ما ينتظره.

جعجع خارج السياسة يتذوق الموسيقى الكلاسيكية والأغنيات اللبنانية البلدية. وفترة السجن شكلت فرصة ليغرق في القراءة. وهو يهوى الأدب والتاريخ والفكر السياسي والفلسفة واللاهوت. وفي السجن تعرف الى أدب التصوف. ارتباطه بزوجته ستريدا أعطاه هالة رومانسية، كسرت من حدة المقاتل الذي كان. تعرف اليها عام 1987 عند عمها النائب جبران طوق. وتزوجا عام 1991 على وقع كلمات جبران خليل جبران «ولدتما معاً وتظلان معاً». بعد دخول جعجع السجن تواصلت الهالة الرومانسية، فقد انشغلت ستريدا عن نفسها بمسؤوليات ألقيت على عاتقها فجأة. لم تكن أمامها خيارات كثيرة، فكان عليها المواجهة أو الرحيل، فاختارت المواجهة. وقررت الصمود إلى جانبه. فهو حبها ومثالها الأعلى. طوال فترة سجنه كان يذكر العالم الخارجي به من خلال بطاقات معايدة دأبت ستريدا على ارسالها مطلع كل عام مرفقة بعبارات تناسب ظروفه. بعد 11 عاما و3 أشهر في السجن انهى جعجع مرحلة جديدة من مراحل حياته التي اتسمت كلها بالمواجهات الحادة. عندما سألته بعد استعادته حريته عن حقده على الذين سجنوه، قال انه حقد كثيرا في العامين الاولين من السجن. وكان يفكر في وسائل الانتقام. يبتكر وسيلة تلو أخرى. لكنه بعد ذلك وصل الى قناعة بأن من اساء اليه لم يعد يؤثر عليه. شعر بأن هذه القناعة كفيلة بحمايته من أي سوء ناله او سيناله من اي طرف كان.

بعد خروجه قال: «سمير جعجع الذي كان في الحرب الاهلية مات في السجن. لا علاقة لي بجعجع القديم وبمرحلة الحرب الاهلية. من يستطيع الوصول الى تحقيق اهدافه بالسياسة لا لزوم لديه للذهاب الى الحرب». لكن جعجع عاد الى دوامة الحرب بأسلحة مختلفة. هو حاليا لا يملك الا كلمته بمواجهة تهم القتل والعمالة التي تصوب نحوه. واعتذاره الذي لا يزال معلقا على حبال الصراع السياسي الدائر في لبنان، يقرأ في الاتجاهين.

يقول النائب الياس عطا الله : «الحرب الاهلية اللبنانية دخل فيها أكثر من مكون داخلي وخارجي، وأبادت عشرات الآلاف من الضحايا ودمرت الدولة ونشرت ثقافة العنف. انه امر بمنتهى التعسف ان يتهم بها فقط شخص معين او حتى تنظيم معين. بما ان الموضوع عن القوات وسمير جعجع، اعتقد ان الكثير من الاطراف اللبنانية مارس انواع العنف بحق بعضه البعض بشكل متشابه. نحن تلقينا القتل والاغتيالات والتصفيات الجسدية والسياسية. اغتيل جورج حاوي وقبله مهدي عامل وسهيل طويلة وحسين مروة وكثيرون. معروف من ارتكب بحقنا هذه الجرائم. وهو لم يعتذر منا. ليس هناك اي صيغة مغايرة عن الذين قُتلوا على يد القوات اللبنانية او غيرها». ويرى عطا الله ان تركيز الحملة على شخص واحد هو تركيز ظالم «فإما ان نفتح سجل الحرب ونحاسب الجميع بشكل شامل، ويبدو انه امر مستحيل، واما ان نتجاوز الماضي ولكن ليس على زغل بل من خلال الاعتراف والاعتذار». ويعتبر «ان سجن سمير جعجع كان انتقاما سياسيا، لأن المحاكمة نفسها يمكن ان تجرى بحق أكثر من زعيم في لبنان ولم تجر لأن رياح السياسة يومها كانت تتقصد شخصا معينا. واهم امر هو ان جعجع اعترف بأخطائه. وهذا لا يضيره بشيء. الكارثة عند الذين يقدسون انفسهم ويعتبرون انفسهم اعلى من ارتكاب الخطأ».