المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 29 ايلول/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .17-12:15

وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً كما أَحبَبتُكم. لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه. فَإِن عَمِلتُم بِما أُوصيكم بِه كُنتُم أَحِبَّائي. لا أَدعوكم خَدَماً بعدَ اليَوم لأَنَّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي. لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم فيُعطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما تَسأَلونَهُ بِاسمي. ما أُوصيكُم بِه هو: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً.

 

القدّيس سِلوان (1866-1938)، راهب أرثوذكسي

الكتابات/"كما أحبَبتُكم"

لماذا يتألّم الإنسان على الأرض؟ لماذا يتحمّل المشقّات ويعاني الآلام؟ نحن نتألّم لأنّنا لسنا متواضعين. في النفس المتواضعة، يعيش الروح القدس؛ كما أنّه يمنحها الحريّة، والسلام، والحبّ والسعادة. نحن نتألّم لأنّنا لا نحبّ إخوتنا. قال الربّ: "إذا أحبَّ بَعضُكم بعضًا عرَفَ الناسُ جميعًا أنّكم تلاميذي" (يو13: 35). حين نحبّ إخوتنا، يأتي حبّ الله إلينا. حبّ الله رقيق جدًّا؛ إنّه عطيّة من الروح القدس، ولا يمكننا أن نتعرّفَ إليه بالملء إلاّ من خلال الروح القدس. لكن هنالك حبّ معتدل، ذاك الحبّ الذي ينالُه الإنسان حين يبذلُ جهدًا كبيرًا لتطبيق وصايا الربّ وحين يخشى أن يهينَ الله؛ وهذا أيضًا حسن. يجب أن نبذلَ جهدًا كبيرًا، كلّ يوم، لصنع الخير ولتعلّم تواضع المسيح بكلّ قوانا

 

الدكتور سمير جعجع في دائرة الخطر

محرر العربى/رئيس الهيئة التنفيذية فى القوات اللبنانية سمير جعجع اصبح فى دائرة الخطر اكثر من اى وقت مضى .هذا ما قالة مرجع سياسى بارز تابع القداس الاحتفالى الذى اقيم الاحد الفائت فى مجمع فؤاد شهاب الرياضى فى مدينة جونية ل راحة انفس شهداء المقاومة اللبنانية .اضاف المرجع ان معلومات موثوقة وصلت الى بعض الجهات المعنية حول المخاطر التى تحيق بجعجع الذى اعتبر المرجع انة تمكن من خلال الحشد الذى شارك فى القداس والذى كان يضم اكثر من 95 فى المئة من المسيحيين من مختلف المناطق ان يكرس حضورةالشعبى بصورة ساحقة بعدما نشطت حملات التشكيك فى شعبيتة خلال الاشهر الاخيرة موحية بان القوات اللبنانية بالكاد تستطيع ان تنال مقعدين او ثلاثة فى الانتخابات المقبلة .وقال المرجع ان مفاجاة الحكيم كانت الاعتذار الذى صدم منافسية والذى ترك انعكاسات ايجابية جدا لدى القاعدة المسيحية التى ازدادت قناعتها بان منطق المليشيا لم يعد واردا بالنسبة الى القوات اللبنانية التى راحت تستقطب شخصيات معروفة بصدقيتها العالية مثل وزير العدل ابراهيم نجار وغيرة

 

جعجع يرفض المصالحة في بعبدا وعزل صفير

المؤسسة اللبنانية للإرسال

رفض رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن تتم المصالحة المسيحية في قصر بعبدا وعزل البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، مشدداً على أن أي مصالحة مارونية يجب أن تكون بمباركة البطريرك ومؤكداً استعداده للمصالحة المسيحية. ورأى جعجع أنّ حكومة فؤاد السنيورة السابقة لم تُقدم على أي عمل كبير من دون التشاور مع الفريق المعارض. واعتبر أنّ التكاليف على "حزب الله" خلال المرحلة السابقة كانت أكبر من مكسب الحصول على الثُلث المعطّل داخل الحكومة.

 

مخاوف من تدخل سوري في لبنان إثر انفجار دمشق

السياسة/ أبدت مصادر نيابية لـ "السياسة" خشيتها من قيام النظام السوري باستغلال الانفجار الذي هز دمشق أمس, وذهب ضحيته 17 قتيلاً و14 جريحاً, "لتبرير تدخل ما في لبنان من الناحية السياسية والعسكرية". ورغم خشيتها من استغلال الانفجار, فضلت المصادر "انتظار نتائج التحقيق, لمعرفة ملابسات الحادث", إلا أنها وضعته "في سياق سلسلة الأحداث غير المفهومة التي تطال سورية منذ اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في منطقة أمنية بامتياز, وصولاً إلى اغتيال العميد محمد سليمان بظروف غامضة, خصوصاً بعد أن كشف مدير وكالة الطاقة الذرية الدولية محمد البرادعي, أن مسؤولاً سورياً رفيعاً على صلة بالبرنامج النووي السوري اغتيل أخيراً". ورأت المصادر في قراءاتها الأولية للانفجار "أن احتمالات كثيرة قد يكون لها علاقة بالحادث, بدءاً من المحكمة الدولية الخاصة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري, مروراً بالملف النووي السوري, وصولاً إلى التمايز السوري-الإيراني الذي بدأ يشق طريقه إلى العلن, مع مباشرة النظام السوري مفاوضاته مع إسرائيل".

 

سركيس: هناك فريق في "التيار الوطني الحرّ" تعب من نهج عون

وكالات/ لفت ممثل "القوات اللبنانية" الوزير السابق جو سركيس إلى وجود معلومات عن ان فريقاً داخل "التيار الوطني الحرّ" تعب من نهج العماد ميشال عون.

وأشار سركيس، في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى انه ربما هذا الفريق وضع تصوّراً امام عون يرى فيه ان تحالفه مع "حزب الله" ادى الى تراجع شعبيته في الوسط المسيحي وان مشاركته في الحكومة لم تؤد النتيجة المتوقّعة أو التغييرات المرجوّة، مرجحاً انه لهذه الاسباب هناك فريق في "التيار الوطني الحرّ" يسأل عن مصلحته في الاستمرار في الحكومة. وأكد ان لا قرار جازم بالاستقالة، انما الموضوع مطروح، لافتاً إلى ان "التيار الوطني الحر" وعون ينتظران إقرار قانون الانتخابات وتحديداً المهل بالنسبة الى استقالة رؤساء البلديات. وشدد سركيس على انه في ضوء ذلك يتقرّر ما اذا كان عون سيعمد الى التصعيد وتفجير الموقف، معرباً عن مفاجئته بتهديد عون بالانسحاب من الحوار، مؤكداً خطورة هذا الموضوع الذي قد يحرج حلفاءه، إلا اذا كان "حزب الله" قد ترك له تفجير الوضع ليضمن لنفسه مخرجاً يجنّبه البحث في موضوع السلاح. ودعا سركيس إلى عدم تفسير الخبر في إطار عرقلة أجواء المصالحات، مؤكداً ان موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني وسيلة إعلامية تستند الى معلومات في نشر الاخبار، إضافة إلى بعض التحليلات، نافياً ان يكون الهدف تعطيل أي مسعى لتهدئة الأوضاع في البلاد.

 

مستثمرون سعوديون يضخون 10 مليارات ريال في شرايين الاقتصاد اللبناني

الحكير أكد ازدياد ثقة السعوديين بالاقتصاد اللبناني

الأسواق.نت /يستعد مجلس الأعمال السعودي اللبناني لتدشين مشروعات استثمارية بمليارات الريالات بين البلدين خلال الفترة المقبلة، بدعمٍ من استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان. وقال رئيس مجلس الأعمال السعودي اللبناني عبد المحسن الحكير لموقع "الأسواق.نت": إن المجلس سيطلق قريبًا مشروعات بين البلدين بقيمة 10 مليارات ريال في مجالات التجارة والزراعة والصناعة والسياحة والعقار( الدولار يعادل 3.75 ريالات).

وأضاف أن استقرار الأوضاع في لبنان يدفع المستثمرين السعوديين لضخ أموال جديدة في الاقتصاد اللبناني، مشيرًا إلى أن ثقة المستثمرين السعوديين بدأت تزداد في مستقبل الاقتصاد اللبناني.

ارتياح للأوضاع في لبنان

وأوضح أن الاستقرار الأمني والسياسي يشكل عاملاً أساسيًا للاستثمار، والجميع هنا يشعر بارتياح وتفاؤل كبير للتطورات الإيجابية على الساحة اللبنانية.

وتأتي تلك المشروعات بعد فترة توقفٍ دامت أكثر من عامين بسبب الأوضاع الأمنية في لبنان.

وأعرب عن اعتقاده بأن الكثير من الاستثمارات السعودية ستعود إلى السوق اللبنانية في جميع القطاعات، مشيرًا إلى أن حركة الاستثمارات السعودية إلى لبنان تدفق حاليًا بوتيرة أسرع من السابق بدعمٍ من الأجواء السياسية والأمنية الإيجابية.

حملة ترويج

وحول الترويج للمشروعات التي سيطلقها المجلس، قال إن المجلس سيقوم بحملةٍ استثماريةٍ ترتكز على أهداف محددة، في مقدمتها: تعريف رجال الأعمال السعوديين واللبنانيين بفرص العمل والاستثمار المتاحة في البلدين، والتشجيع والترويج لإقامة شركات ومشروعات مشتركة ذات عائد اقتصادي في مختلف المجالات الاستثمارية المتاحة.

وأضاف أن المجلس سيعمل على التعريف بأفضل سبل التمويل، وبالقوانين، والأحكام المنظمة للاستثمار، وتقديم الخدمات والتسهيلات، والمعلومات لرجال الأعمال في البلدين، وإعداد الدراسات اللازمة لتوفير سبل تطوير التعاون في مجالات الإنتاج والاستثمار والتجارة.

كما سيعمل المجلس على دراسة وحل المشكلات التي تواجه رجال الأعمال في مجالات الاستثمار، والتجارة، والصناعة مع الاهتمام ببرامج التدريب ونقل التكنولوجيا لتحسين الإنتاج المحلي المطلوب لتغطية الاحتياجات في كل من السعودية ولبنان.

وحول دور مجلس الغرف التجارية السعودية واتحاد الغرف اللبنانية في دعم المجالات التجارية والاقتصادية بين البلدين، قال الحكير لموقعنا إن المجلس سيقوم بمهام متعددة؛ منها: تبادل الخبرات، واستقدام العمالة، والعمل على إيجاد جوٍّ من التفاهم بين مجتمع رجال الأعمال السعودي ونظيره اللبناني.

مجالات الاستثمار الجديدة

وذكر أن المجلس سيعمل على توفير المعلومات والبيانات المتعلقة بالأنشطة التي تمارسها المنشآت في البلدين، والتعريف بالفرص التجارية المتاحة وإتاحة الفرص للاستفادة منها، وتحديد مجالات الاستثمار الجديدة وتحري الفرص الاستثمارية المجدية في كلا البلدين، وبحث مشكلات المنشآت واقتراح الحلول المناسبة لها وتسهيل مشاركة أصحاب الأعمال في المعارض والأسواق المحلية والدولية، وإصدار الأدلة والكتب الإرشادية عن نشاطات القطاع الخاص والاقتصاد عموما في كلا البلدين.

وكان لبنان شهد توجهًا سعوديًا مكثفًا في السياحة والاستثمار بعد أن وقَّعت الأطراف اللبنانية المتنازعة في شهر مايو/ أيار الماضي اتفاق الدوحة، الذي أنهى الفراغ الرئاسي الذي وضع لبنان خارج الخريطة العالمية على مدى 6 أشهر.

وبعد توقيع الاتفاق وانتخاب رئيس جمهورية للبلاد سارع الكثير من السعوديين بتغيير وجهاتهم السياحية لقضاء إجازاتهم الصيفية إلى لبنان.

وزادت معدلات حجوزات السفر من الأسر السعودية بعد اتفاق الأطراف اللبنانية، وانتخاب رئيس للبلاد، وخاصةً مع خصوصية لبنان بالنسبة للسعوديين.

عودة الثقة

وكانت الأوضاع الأمنية والتوترات في لبنان تسببت في سحب السعوديين لاستثماراتهم من لبنان نتيجة تراجع الثقة في الاقتصاد اللبناني في ذلك الوقت.

ويقدر حجم استثمارات السعوديين في لبنان حاليًا بنحو 16 مليار ريال، صنَّفها مجلس الغرف السعودي بثلاث فئات: عقارية وتجارية وخدمات، ويعتبر الاستثمار السعودي في المجال العقاري الأكبر، وحجمه 300 مليون دولار، منها 85% استثمارات في الأراضي، و 15% مستثمرة في مبانٍ سكنية.

يذكر أن الحكير أوضح مطلع العام الجاري أن حجم الاستثمارات السعودية التي انسحبت من لبنان خلال العامين الماضيين تجاوزت 18 مليار ريال، وذلك بسبب تراجع ثقة المستثمرين التي اهتزت بعد نشوء الأزمة السياسية في لبنان وتدهور الحال الأمنية هناك.

 

الموقف اليوم: ميشال عون

almustaqbal.org/نضع جانباً وضع البلد بأزماته السياسية والمالية والإجتماعية. ونضع أيضاً الخلاف السياسي الذي ساد البلد طويلاً، لنبحث عما هو أبعد من اغراض وأحقاد وحسابات شخصية، ونتساءل: لماذا يفعل النائب ميشال عون ما يفعل، وهو يرى ما حل في لبنان عموماً والمسيحيين خصوصاً منذ شرع في ممارسة السياسة على طريقة العسكر؟. ولماذا يقول ما يقول معارضاً إجماع وحساسية لبنانيين إزاء التوتر غير المسبوق والذي عصف بالبلد منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفبق الحريري؟ لماذا يضعف محاولات جدية تقوم بها القوى السياسية المحلية للتمييز بين الإختلاف السياسي والأهواء الشخصية، كما لوأنه يريد ان يبرهن ان الأمور على العكس من ذلك؟ الأجوبة على ذلك، بناء على عقلية الجنرال وسلوكه، مستحيلة. اللّبنانيون في غالبيتهم يعرفون ماضيه وحاضره ويجهلون مستقبله. كلهم يجفلون من سرعة استداراته المتشعبة، فضلاً عن توتره في المؤتمرات والخطب، وآخرها ما قاله اليوم وامس.

الجواب يكمن في أن عون يعيش أزمة متمادية منذ خروج الجيش السوري وإستخباراته المباشرة من لبنان. أزمته في كون قضيته انتهت. لقد تحرر لبنان من دون أن يصير بطل تحرير. عاد إلى لبنان، فوجد غيره قديساً بينما ألسنة السوء تتحدث عن صفقة سمحت له بالحلول أهلاً وسهلاً في بلاد الأرز العليل.

أكثرية اللّبنانيين يحيّرها شيء واحد حين تتحدث عن عون: أهو أداة ام أنه ارتجالي لا يعرف أن السياسة جوهرها بناء الدولة لا تذريرها ووضع جماعاتها على قلق مستمر. أزمة عون تتأتى أيضاً من تراجع واقعه الشعبي الذي نهض به على خلفية الشحن الطائفي. آنذاك لم يترك زعيم "التيار البرتقالي" مفردةً عن الوجود والقلق إلا وأطلقها حتى قال في برنامج ترشحه إلى الإنتخابات الرئاسية، التي لم يوفقه الله إليها سبيلاً، إن سلاح حزب الله "فتنة". ثم ارتد على من طالب بتنظيم هذا السلاح، لا نزعه، واتهمه بالخيانة. هذا لا يعني انه ليس لديه قاعدة شعبية ، إلا أنها القاعدة التي تتراجع لمواجهة المصير، لا الإستعداد للإنطلاق نحو أفق سياسي جديد.  كلما تقدم احد الزعماء المسيحيين حضوراً، كان عون حاضراً لإثارة القلاقل واستهداف فئة بعينها، لخلق حالة إصطفاف جديدة تعوضه ما فاته ومن خرج عليه رافضاً التوريث السياسي. ضعف شرعيته ورفض اللّبنانيين عبر غالبيتهم النيابية لوصوله إلى سدة الرئاسة، كلها عوامل تدفعه إلى ركوب الأهواء الغرائزية والشعبوية. والحال هذه، فقد صارت سياسة عون عبئاً على اللّبنانيين الذين عليهم أن يتدبروا عملاً للجنرال العاطل عن العمل منذ فقد جميع قضاياه الدونكيشوتية.

 

عون وحيدا ضد رؤساء البلديات

 تيار المستقبل/ مني العماد ميشال عون بهزيمة في مجلس النواب الذي أقرّ أمس حق رؤساء البلديات بالترشّح للانتخابات النيابية اذا استقالوا قبل ستة اشهر من موعدها. كما سقط اقتراح لنواب "تكتل التغيير والاصلاح" بحق العسكريين في الاقتراع، إذ لم ينل سوى 38 صوتاً، مما أظهر تباينا فاضحا في مواقف مكوّنات تجمّع 8 آذار. كذلك أقرّ المجلس إجراء الانتخابات في يوم واحد، ولم يصدّق المجلس على "الكوتا" النسائية وعلى خفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً، لكنه أقرّ التقسيمات الانتخابية انطلاقاً من قانون 1960 بحسب اتفاق الدوحة على أساس النظام الأكثري. وغدا يبحث المجلس في الاعلام والاعلان الانتخابيّين.

رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري أكد أن الناس سيحكمون في صناديق الاقتراع من يريدون أن يمثلهم في المجلس النيابي الجديد"، وشدّد على ان "المصالحات التي تحصل اليوم هي مصالحات الشجعان لوحدة الوطن والعيش المشترك ولن نزيح عن هذا الخط وسنكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لبناء الدولة كما أرادها".

أما رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط فقال ان الخطوات التي بدأها الشيخ سعد الحريري، والتي بدأناها نحن لجهة التصارح والمصالحة هي ممتازة، وقد وضعنا السكة على الخط الصحيح"، وأكد ان "ليس هناك خلاف مذهبي او طائفي في البلد، هناك خلاف سياسي، فلنعالج الخلاف السياسي بالحد الأدنى من العقلانية ومن الخطاب السياسي الموزون".

أما تصريحات العماد ميشال عون فبدت كصرخة دون صدى عندما تكلّم عن "مخالفات ترتكب رغم تنبيهنا، وكأن شيئا لم يحدث، وكأن الامر يلزمه مجلس شورى، خصوصاً وان المجلس الدستوري طار والمشاريع خارج إطار القوانين ماشية، وهناك مخالفات مفضوحة وجسيمة في صرف أموال الدولة".

واستأنف عون هجومه على رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والمؤسسات الاعلامية، وقال "هناك حالات شاذة تحصل، وتذكرون ما قلته يوم الاستشارات من ان السنيورة ليس الشخص المهيأ والمناسب لان يكون رئيس الحكومة، والاعلام الذي يواكبه، مشروع مشاكل وقلنا سنكون في الحكومة، لكن سنبقى نحاسب في الداخل".

هل يستقيل وزراء عون؟

مصادر سياسية كشفت لموقع "القوات اللبنانية" أن ثمة توجهاً كبيراً لدى العماد ميشال عون للتصعيد السياسي بعد سلسلة إخفاقات ونكسات أصيب بها. فالمصالحات التي جرت وتجري بين "حزب الله" من جهة وكل من "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" من جهة أخرى تمت من دون استشارته أو التنسيق معه. وأضاف الموقع "إن حزب الله لم يماشِهِ، ولو بالحد الأدنى، في موضوع رفض تقصير مهلة استقالة رؤساء البلديات في قانون الانتخابات الذي سيقره مجلس النواب، وهو الأمر الذي يقلق راحة عون في عدد من الأقضية حيث يملك عدد من رؤساء البلديات المناهضين لسياسات عون تأييداً شعبياً واسعاً يؤهلهم للفوز في الانتخابات.

وفي الوقت نفسه تتابع المصادر السياسية الواسعة الاطلاع لموقع القوات اللبنانية أن أداء الوزراء العونيين في الحكومة جاء مخيبا للآمال في المشاركة العونية الأولى في الحكومة. فمن جهة فشل وزراء عون في تقديم أي نموذج وزاري جديد ومن جهة أخرى سقط عدد منهم في فخ القرارات المتسرعة التي أدت الى فشل ذريع كما حصل مع وزير الاتصالات جبران باسيل الذي سبب قرار اتخذه بإنزال آلاف الخطوط الخلوية الى الأسواق تحت ذريعة مواجهة الاحتكار الى تحميل الشبكة الخلوية أكثر من طاقتها فانعكس الأمر على نوعية الخدمة التي بات يشكو منها اليوم جميع اللبنانيين. وإزاء كل ما تقدم، ومع شعوره بوضعه الحرج جدا على الصعيد الشعبي، تؤكد المصادر نفسها أن عون سيلجأ الى التصعيد السياسي الكبير وغير المحسوب لغايات انتخابية وشعبوية رخيصة، وقد يصل به الأمر الى الطلب الى وزرائه الاستقالة من الحكومة الحالية، وهو الأمر الذي لن يجاريه فيه "حزب الله".

في هذا الوقت استمر نزع الصور والشعارات من بيروت فتم نزع الصور من مناطق الطريق الجديدة، ساحة ابو شاكر، الملعب البلدي وقصقص والجامعة العربية والكولا والمصيطبة وبربور وزريق في كورنيش المزرعة وبرج ابي حيدر والاشرفية.

أما في الامتدادات الاقليمية وفي الوقت الذي شهدت فيه دمشق انفجار سيارة ملغومة بمئتي كيلوغرام من المتفجرات قرب مركز للاستخبارات السورية على طريق مطار دمشق بالقرب من مقام السيدة زينب حيث سقط سبعة عشر قتيلا، نقلت صحيفة "الحياة" عن تقرير سريّ لخبراء في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان سوريا ما زالت بعيدة من السلام مع اسرائيل بل انها لا تضع الموضوع في سلم أولوياتها طالما تواصل علاقتها الوثيقة مع إيران وحزب الله وتحمي قيادة حماس. وجاء في التقرير: "وفق تقديراتنا فإن الأسد يكرس جهوده اليوم لتعزيز قوة الردع لبلاده من خلال تقوية العلاقة مع حزب الله وايران ويرفض التسبب بأي ضرر لهذه الأطراف. ولهذا لا يمكن مواصلة المفاوضات مع سورية". مع ذلك فقد أكدت الخارجية الاسرائيلية تأييدها المفاوضات على ان يكون موضوع سلخ سورية عن إيران وحزب الله وحماس شرطاً إسرائيلياً أساسياً لاستمرار هذه المفاوضات. الكشف عن هذا التقرير جاء في وقت صادقت لجنة القوانين في الكنيست على نص مشروع قانون يمنع رئيس الحكومة من التصرف بمستقبل الجولان، ويمكن تطبيقه على القدس أيضاً، من دون إجراء استفتاء شعبي بين الاسرائيليين. وبحسب أعضاء في اللجنة فإن القانون سيحظى بأكثرية مطلقة في الكنيست فيما أعلن قادة مستوطنات الجولان وأحزاب اليمين الذين يقفون خلف هذا القانون انهم جندوا ما لا يقل عن ثمانين نائباً في الكنيست من مجموع 120 نائباً، يؤيدون القانون. وفي هذه الأثناء تبذل الجهود للمصادقة عليه قبل إجراء انتخابات برلمانية جديدة.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 28 ايلول سبتمبر 2008

النهار

اثار تسريب نائب اميركي من اصل لبناني معلومات عن نوعية اسلحة ستسلم للجيش تقليله من اهميتها انزعاجا رسميا

لم يحدد رئيس دولة عربية بارزة موعدا لمسؤول لبناني من اجل لقائه على رغم مرور مدة غير قصيرة على طلبه

لاحظ سفير دولة اوروبية ان كلمة مصارحة في المحادثات تستخدم عادة بين دولتين وليس بين فريقين سياسيين

المستقبل

أكد وزراء أنهم طلبوا في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء من وزير معنيّ بـ"التنصّت" أن يقدّم تقريراً حول القواعد التي يتبناها في هذا المجال وعلاقة الوزارة بالشركات ومواضيع أخرى ذات صلة.

استحسنت شخصيات بارزة دعوة "عميد" أحد الأحزاب الى مصالحة رئيس تيار معيّن مع نفسه قبل الحديث عن مصالحة مسيحية.

عُلم أن ثمة خلافات داخل فريق 8 آذار بشأن مهلة استقالة رؤساء البلديات ولا اتفاق مع موقف رئيس "تكتّل" في هذا الخصوص.

البلد

استدعى انفجار دمشق انتقال مصورين وصحافيين أجانب من مختلف مكاتب الوكالات في بيروت الى دمشق بنا? على طلب من المديرين العامين في الخارج.

انعكست حادثة دمشق على المخيمات الفلسطينية في لبنان لا سيما في عين الحلوة توتراً واستنفاراً في صفوف القوى الاسلامية.

كشفت مصادر امنية ان "اعادة الهدو? الى بيروت بعد المصالحة، وجعلها مدينة منزوعة السلاح، يؤسس لتعميم نموذج بيروت على المناطق اللبنانية كافة قبل شهر آذار المقبل".

 

عبد الكريم عباس هدف إنفجار سوريا؟     

متورط بملف اغتيال الحريري ووضعته لجنة التحقيق على لائحة المشتبه بهم

وردت الى "يقال.نت"معلومات من داخل سوريا ،تشير الى أن العميد الذي تحدث شاهد عن مقتله ،في انفجار سوريا ،يوم أمس هو العميد عبد الكريم عباس ،نائب رئيس فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية  السورية وأحد الذين تمّ التحقيق معهم في قضية اغتيال الحريري . و قد توفي ابنه في العملية أيضا.

وعلى الرغم من صيغة الجزم التي جاءت فيها المعلومات،إلا أنه لم يتسنّ ل"يقال,نت"أن تُقاطعها مع اي مسؤول سوري.

وكانت المعلومات الأولى الواردة من سوريا ،جزمت بأن الإنفجار إستهدف مركزا أمنيا سوريا،لكن وزارة الخارجية ركّزت على أن كل الضحايا هم من المدنيين .

وعلم في هذا الإطار ، من مصادر متقاطعة ان هدف الهجوم كان مجمعا للاستخبارات قرب المطار, يعتقد أنه يضم الوحدات الخاصة المسؤولة عن الشؤون الأمنية الفلسطينية وقضايا استخبارية اخرى. وقال شاهد كان في المحلة لحظة الإنفجار إنّ عميدا يعرفه ومعه ابنه قد قتلا في الإنفجار.

وبدا المحللون مشككين بالرواية الرسمية للإنفجار ،لأن السيارة التي انفجرت جرى سحبها فورا من المحلة ،كما أن أحدا لم يسمع سابقا بأن انفجارا يقع في حي سكني مكتظ ،يُسقط قتلى أكثر مما يُسقط جرحي! . وكانت السلطات السورية قد أصدرت رقما وبقيت ثابتة عنده :17 قتيلا و14 جريحا.

 

هجوم دمشق نفذه عراقي انتحاري والقاعدة تحوّل سوريا من "أرض نصرة" إلى "أرض جهاد"

لبنان الآن/السبت 27 أيلول 2008

كشفت مصادر سورية واسعة الاطلاع أن الانفجار الذي هزّ العاصمة السورية صباح اليوم "نفذه انتحاري عراقي يُعتقد أنه من عناصر القاعدة"، مضيفةً أنّ المعلومات تفيد أنّ الانتحاري كان قد دخل الأراضي السورية منذ فترة بسيطة وأجرى سلسلة اتصالات بعناصر القاعدة الموجودين في سوريا.

وأوضحت هذه المصادر أن "الهجوم الذي كان يستهدف مقرًّا أمنيًا موجودًا في المنطقة التي وقع فيها الانفجار، إنما هو رسالة موجهة إلى السلطات السورية التي تمارس ضغطًا كبيرًا في الآونة الأخيرة على شبكات القاعدة في سوريا خصوصًا بعد الانفتاح السوري الأخير على الغرب وفي مقدمه فرنسا بالتزامن مع المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة إضافة إلى التجاوب السوري مع الدولة العراقية وقرار دمشق فتح سفارة لها في بغداد، ولفتت المصادر أنّ هذه الرسالة التي أرادت القاعدة إيصالها إلى النظام السوري تفيد بأنّ الضغط سيولّد الاحتكاك المباشر بين الجانبين"، معتبرةً أنّ هذه العملية الانتحارية تنبئ بأنّ تنظيم القاعدة حوّل الأراضي السورية من "أرض نصرة إلى أرض جهاد". هذا وأفادت المعلومات أنّ أجهزة الأمن السورية باشرت بعد الهجوم مباشرةً بحملة دهم واعتقالات ألقي القبض خلالها على أكثر من خمسة وثلاثين شخصًا معظمهم من الجنسية السورية وبعضهم من جنسيات عربية.

 

شهاب لـ "صوت لبنان": المصالحات الحقيقية لم تتمّ اطلاقاً والوجود المسيحي في خطر في حال عدم الاتفاق على مشروع موحّد

صوت لبنان/رأى عضو هيئة الحوار الاسلامي المسيحي الامير حارس شهاب، في حديث لـ "المجالس بالامانات" من "صوت لبنان" ان "المصالحات الحقيقية لم تتمّ اطلاقاً وما يجري اليوم هو أكثر بقليل من مجاملات لكنه أقل بكثير من مصالحات التي تتداخل مع خريطة المنطقة". وشدّد شهاب على ان المصالحة الشاملة أصبحت حاجة ملحة، منتقداً ما أسماه المصالحات بالمفرق.وتحدّث عن مصالحات ظرفية تأتي تحت ضغط الاحداث وهي بالتالي لا تعمّر طويلاً ولا تؤدي الى مشروع سياسي طويل وثابت. وأشار شهاب الى ان "الوجود المسيحي في خطر في حال عدم الاتفاق على مشروع موحّد".شهاب دعا الى وضع الاستراتيجية الدفاعية في سلم أولويات مواضيع طاولة الحوار لوجود انقسام داخلي حولها توصلاً الى اتفاق.

 ووصف عضو هيئة الحوار الاسلامي المسيحي محمد السماك قرار ازالة الصور والشعارات بالجريء، مشيراً الى انه سيحتاج الى جرأة أكبر من أجل استمرار الالتزام به وذلك في حديث لبرنامج "المجالس بالامانات" من "صوت لبنان". وقال ان "المهم الا تنتكس مسيرة المصالحة التي بدأت حتى لا ينعكس الانقسام الى يافطات محرّضة جديدة وتحديات أخرى". السماك شدّد على ان "تضميد الجراح لا يمكن ان تتم من طرف واحد والمطلوب من حزب الله عدم استخدام السلاح في الداخل ويُعطى للدولة".وأضاف: "يجب التفريق بين المصالحة والتسوية فالتسوية هي عملية فك اشتباك بين قوى متصارعة وتتم على مستوى القوى والقيادات، اما المصالحة فتكون مع الوطن والدولة وصيغة العيش المشترك في لبنان". وقال: "ان التسوية تؤدي الى فترة هدنة لكن المصالحة تتناول الصيغة في أساسها وجوهر العيش المشترك ولا يمكن ان تكون هناك مصالحة على حساب الوطن". واضاف: "نخرج من شفير حرب أهلية" في اشارة الى 7 أيار وما تلاها.

وقال: "انها ليست عملية بسيطة ولذلك كبح جماح عواطف ردّ فعل على ما حدث، 7 أيار كان عملاً بطولياً وطنياً، والذي قام به الشيخ سعد الحريري ليس فقط تحمل الجرح والقفز فوق آلامه وان يذهب الى المصالحة من طرابلس الى استقبال حزب الله في قريطم، وهذا هو أكثر من حوار الشجعان والآن يواجه قلقاً في القاعدة الشعبية بسبب استقباله وفد حزب الله وانفتاحه عليه". واذ تحدث عن ألم في بيروت، قال انه "وصل الى كل المناطق ونجاح تضميد الجراح لا يمكن ان تتم من طرف واحد"، شدد على ان "المطلوب من حزب الله عدم استعمال السلاح في الداخل الذي يجب ان يُعطى الى الدولة لتكون الراعي والضامن لامن الجميع".

السماك اعتبر ان "المشكلة الحقيقية الآن في لبنان هي نشوء ثقافة رفض الآخر وهذا أخطر ما نواجهه في لبنان، ثقافة احتكار الحق والمعرفة والوطن على أساس ان الآخر غير موجود وعلى أساس ان نلوي عنقه وليس يده فقط وان نحمله الى ان يسير في الركب ما يناقض صيغة لبنان".

السماك الذي اعتبر ان "أخطر ما يواجه لبنان نشوء ثقافة رفض الآخر"، شدّد على ان المصالحات الجارية لا تستطيع الصمود في حال لم تتحقق المصالحة المسيحية المسيحية لان هناك علاقة بين التسويات والتحالفات التي يمكن ان تعطّل استمرار التسوية. وقال ان المصالحة المسيحية هي الأشد صعوبة لانها المدخل للمصالحة الوطنية الشاملة وبسبب الارتباطات مع القوى الاخرى في لبنان غير المسيحية. ورداً على سؤال، سأل السماك "اين مفهوم المصالحة والوطن اذا كان الوفاق الوطني وبالتالي مصير لبنان متوقفاً على السماح او عدم السماح لرئيس البلدية بالاشتراك في الانتخابات؟" ورأى في قانون الانتخابات مزيداً من المذهبية والتفسّخ معرباً عن اعتقاده اننا نضع في طريقنا قنبلة موقوتة للمستقبل.

 

الشيخ الجوزو استنكر الهجوم على الشيخ القرضاوي

وطنية- 28/9/2008 (سياسة) استنكر الشيخ محمد علي الجوزو، في بيان اليوم، "الهجوم الذي شنته بعض الجهات الدينية في ايران وفي لبنان ضد الشيخ يوسف القرضاوي". وحذر الشيخ الجوزو من "ظاهرة التبشير الشيعي بين اهل السنة والجماعة، لأن ذلك سيؤدي الى فتن مذهبية خطيرة".

 

الرهبانية الأنطونية المارونية احتفلت بسيامة أربعة من رهبانها

وطنية - 28/9/2008 (متفرقات) احتفلت الرهبانية الأنطونية المارونية، أمس، بترقية أربعة من رهبانها إلى الدرجة الكهنوتية، بوضع يد راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المطران سمعان عطالله، في الكنيسة الكبرى لدير مار الياس - انطلياس. بعد أن كانت قد احتفلت في حزيران الفائت بالسيامة الكهنوتية لستة آخرين من رهبانها. حضر الاحتفال، إلى جانب الرئيس العام للرهبانية، الأباتي بولس تنوري، والآباء المدبرون وأهالي الكهنة الجدد، حشد من الفاعليات الروحية والمدنية والاجتماعية وكهنة ورهبان وراهبات وأصدقاء ومؤمنون خصوصا من مناطق الكهنة الجدد ومناطق خدمتهم الرعوية في تعنايل في البقاع وبيت عوكر في الشمال والفوارة في الشوف وبعبدا وزحلة وزغرتا وأهدن وبيروت. وقد تولت الخدمة الإلهية جوقة الجامعة الأنطونية بإدارة الاب يوسف معتوق.

وبعد أن قدم الاحتفال مدير فرع الجامعة الأنطونية في البقاع الأب انطوان غانم، وعرف بالكهنة الجدد، دخل الكنيسة المطران عطالله يحيط به الأباتي بولس تنوري والمدبر الأب وليد الخوري ورئيس دير مار الياس - أنطلياس الأب جوزف عبد الساتر، والشمامسة المرشحون للكهنوت: بشارة ايليا وشربل بو عبود وأنطوان عبود ورولان عوكر، يرافقهم عرابوهم: المدبر الاب شربل الشدياق والاب فادي مسلم والأباتي روفائيل لطيف والاب رولان مراد.

وخلال القداس، وقبل المناولة الإلهية، قدم الأباتي تنوري الشمامسة للمطران عطالله، فباركهم ليبدأ رتبة الرسامة حيث وضع يده عليهم ليمنحهم النعمة الإلهية ويمسح أيديهم بالميرون المقدس ويوشحهم بالشارات الكهنوتية ويضع على رؤوسهم الكأس المقدسة، ليطوفوا بها في أرجاء الكنيسة وبين المؤمنين الذين واكبوهم بالدعاء والتصفيق والتهليل والزغاريد ونثر الزهور والأرز.

وبعد أن ناول المطران الراسم الكهنة الجدد وأعطاهم قبلة السلام، توزعوا في الكنيسة ليقدموا خبر الحياة أولا لوالديهم ومن ثم لجميع المؤمنين.

وكان المطران عطالله قد وجه كلمة للكهنة الجدد وللحضور بدأها بالاعراب عن فرح الكنيسة بهذه السيامة، وبالتهنئة للرهبانية وللأهل، وتوجه إلى الكهنة الجدد بالقول: "نعمة الرب تحل في قلوبكم، تستثمرونها لتكونوا خميرة لعملية تجدد وتجديد، لا بل وتغيير في قلب الرهبنة والكنيسة والعالم، بحيث تكون الكنيسة، التي تخدمون مذابحها، كنيسة المصالحة والأخوة، كنيسة العدالة والخلاص، كنيسة الحوار والبحث معا عن ترقي الشعوب وبنيان السلام بالحق والمحبة".

وختم عظته قائلا: "نحن نؤمن أن حضور الكاهن مع أبناء الكنيسة والعالم يؤدي الى روحنة، بل الى "ألهنة" هذا المحيط، هذا الواقع البشري ومساعدته للعبور من المستوى الطبيعي الى المستوى الفائق الطبيعة من اجل بنيان ملكوت الله، إنطلاقا من وجود الإنسان على هذه الأرض، المدعوة لكي تصبح فعلا أرضا جديدة: ألم يقل يسوع: "ملكوت الله في داخلكم؟". وبعد كلمة شكر بإسم الرهبانية، تقبل الأباتي تنوري والمدبرون والكهنة الجدد وأهاليهم، تهاني الحاضرين الذين شاركوا الرهبانية كوكتيل المناسبة. واليوم احتفل الكهنة الجدد بقداسهم الأول برئاسة رئيسهم العام الأباتي تنوري في كنيسة دير مار أشعيا. ويتقبلون التهاني يومي غد الاثنين وبعده الثلاثاء في مركز الرئاسة العامة في دير مار روكز - الدكوانة.

كما أنهم سيحتفلون بقداساتهم الأولى في بلداتهم كالتالي:

1- الأب أنطوان عبود: الساعة السادسة من يوم السبت في 4 تشرين الأول في كنيسة مار مارون - الأنطونية - بعبدا.

2- الأب رولان عوكر: الساعة السادسة من يوم الأحد في 5 تشرين الأول في كنيسة سيدة النجاة - بيت عوكر - زغرتا.

3- الاب بشارة ايليا: الساعة الخامسة من يوم السبت في 11 تشرين الأول في كنيسة مار أنطونيوس الكبير - الفوارة.

4- الاب شربل بو عبود: الساعة الخامسة من يوم الأحد في 12 تشرين الأول في كنيسة مار الياس - تعلبايا.

 

الوزير صلوخ التقى في نيويورك وزراء خارجية عدد من الدول الأجنبية وشارك في إفطار أقامه بان وجلسة وزارية بحثت الإستيطان الإسرائيلي

وطنية - 28/9/2008 (سياسة) التقى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وزراء خارجية عدد من الدول المشاركة في أعمال الجمعية، ومنهم وزراء خارجية: روسيا، الغابون، توغو، اندونيسيا وقبرص. وجرى البحث مع كل منهم في العلاقات الثنائية والمسائل ذات الإهتمام المشترك. وشارك الوزير صلوخ في جلسة مجلس الأمن على المستوى الوزاري، التي بحثت الإستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كذلك شارك في حفل الإفطار الذي أقامه الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، لوزراء الخارجية العرب ووزراء خارجية اللجنة الرباعية لمناقشة عملية السلام.

 

النائب الحريري الى مكة لاداء مناسك العمرة

وطنية- 28/9/2008 (سياسة) توجه رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري عصر اليوم الى مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، في زيارة خاصة تستمر أياما عدة يؤدي خلالها مناسك العمرة لمناسبة عيد الفطر.

 

المكتب الإعلامي للرئيس بري رد على ما أوردته رئاسة الحكومة وعمل هيئة الإغاثة

وطنية - 28/9/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري ما يلي: "ردا على بيان المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء حول كلام لدولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب، نضع بتصرف الرأي العام ما يلي: "إن رئاسة الحكومة تواصل الهرب الى الأمام في دفاعها المستميت عن هيئة غير دستورية وغير قانونية هي الهيئة العليا للاغاثة وهنا بيت القصيد وهي تقوم في سبيل ذلك بتغطية "السماوات بالأباوات" على ما يقول المثل عبر الاختباء حول شرح مستفيض عن الأيادي البيضاء والهبات السعودية المشكورة من جهتنا ومن كل الشعب اللبناني خصوصا أهلنا في الجنوب والبقاع الغربي.

والمشكلة في ما تقدم لا تقع على عاتق المملكة السعودية ولا الجهات المانحة او الواهبة بل تتناول التصرف بالمنح والهبات بغير الوجه الذي يريده أصحابها ومن أجل إزالة الدمار والأضرار الناتجة عن الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 كما تتناول الهدر في صرف تلك المنح والهبات.

وعليه فإننا نسأل أولا: "لماذا لا يجري إطلاع الشعب اللبناني على القوانين المرعية في عمل الهيئة العليا للاغاثة؟.

ونشير الى ان عمل مكاتب المحاسبة التي يتحدث عنها بيان المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة يتوقف على مراجعة الحسابات والأرقام، لا مطابقة تلك الأرقام والحسابات مع القوانين والأنظمة.

أما بالنسبة إلى رقابة ديوان المحاسبة فنحن نطلب إطلاع الشعب اللبناني على التقارير الصادرة بهذا الصدد".

أضاف: "ان ما يجب ان يعرفه الشعب اللبناني هو:

1 - ان الهيئة العليا للاغاثة هي في أساسها مصلحة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وقد جرى تحويلها بطريقة غير قانونية (تسلطية) إلى مجلس وزراء اقتصادي، تتصرف من دون المرور بسلطة مجلس الوزراء بل تتجاوز على المجلس وعلى الوزارات في مجال اختصاصاتها.

2- يتحدث بيان المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة عن قيام الهيئة بإعادة إعمار 68 في المئة من القرى والبلدات ونحن إذ نجدد شكرنا الدولة المانحة نوجه عنايتها إلى ان الدفعة الأولى من أموال التعويضات لم تستكمل كما ان هناك حوالى سبعماية وخمسين منزلا مدمرا و 1776 محالا تجاريا مدمرا ما زالت ملفاتها عالقة من الدفعة الأولى. وهناك قرى لم يستكمل فيها دفع المبالغ الخاصة بالترميم أو دفع جزء من المبلغ والجزء الآخر لا زال عالقا والمثال على ذلك لا الحصر بلدات البازورية والحلوسية ويانوح.

أما بالنسبة إلى الدفعة الثانية فإن المبالغ التي صرفت لم تتجاوز واقعها (30) مليون دولار.

وعليه فإن إجمالي المساعدات المدفوعة لم تصل إلى خمسماية مليار ليرة لبنانية.

3- ان التوزيع والصرف تم وفق مشيئة رئيس الحكومة وليس الواهب او المانح، كما يكرر رئيس الحكومة، وعلى سبيل المثال وفي مجال المراكز الثقافية والاجتماعية نحيل المهتمين الى الوضع التمويلي الخاص بإنشاء هذه المراكز في عدد 12 بلدة هي: معركة، يحمر، انصار، مركبا، الحنية، عيترون، كفركلا، القصيبة، قبريخا، ميس الجبل، بليدا والزرايرية. ورغم انهاء الدراسات والتلزيمات فلم يدفع سوى لمن وضع الدراسات الاستشارية ولم تحول الهيئة العليا للاغاثة اي مبلغ للمباشرة بالعمل للملتزمين رغم رسائل مجلس الانماء والاعمار المتكررة لها منذ حوالى سنة وحتى اليوم وآخرها في 19/9/2008.

4- يكفي للاشارة الى اجتهاد الهيئة العليا للاغاثة في إزالة آثار العدوان الإسرائيلي الإشارة الى طرقات زفتتها الهيئة في مناطق لم تتعرض للعدوان وليس لها علاقة بالإغاثة.

5- اننا ومن أجل وقف التلطي خلف الدول المانحة والواهبة نلفت عناية ممثليها وسفاراتها الى:

أ- ان الحكومة لم تقم بدفع اي تعويضات للسيارات والآليات الخفيفة والثقيلة المدمرة والمتضررة.

ب- ان الحكومة لم تقم بتعويض المؤسسات الصناعية والسياحية والمصانع والمعامل التي توفى بعض أصحابها حزنا وغضبا والتي لم يحدد رئيس الحكومة آلية للتعويض عنها حتى الآن.

ج- ان رئاسة الحكومة وعبر الهيئة العليا للاغاثة تتمهل بتعويض الأضرار الزراعية وبمناسبة ذلك نسأل: أين الأموال التي قررت في ستوكهولم للأضرار الزراعية في الجنوب، والتي لم يدفع منها الى الآن سوى مبلغ 3 ملايين دولار؟.

6- ان الحكومة وعبر الهيئة صرفت الأموال الطائلة على شركات استشارية واستشاريين لمشاريع مخططة ومشمولة بدراسات إدارات رسمية مثل مجلس الإنماء والاعمار أو ان تلك المشاريع نفذت من قبل دول ومؤسسات دولية مانحة والحكومة وهيئتها غائبان عن السمع.

7- اننا نسأل الحكومة عن الهبة الايطالية البالغة 29 مليون يورو كيف شرعت من رئيس مجلس الوزراء دون علم وزراء الخارجية والصحة والشؤون الاجتماعية وكيف تغيرت إرادة الواهب واختفى ذكر الجنوب على الإطلاق علما ان الواهب منحها لرفع اضرار حرب تموز.

8- أخيرا يكرر رئيس الحكومة ان ملف الهيئة العليا للاغاثة موجود على الانترنت، والمشكلة ليس بما هو منشور وإنما بما هو ليس منشورا في ملف هذه الهيئة التي نجدد التأكيد انها هيئة ليست دستورية ولا قانونية بل هيئة مغتصبة لصلاحيات وزارات وإدارات كثيرة".

 

الصندوق التعاضدي الماروني نظم جولة حج لعامليه الى الوادي المقدس

وطنية - 28/9/2008 (متفرقات) نظم مجلس ادارة الصندوق التعاضدي الماروني، جولة حج ديني لمسؤوليه والعاملين فيه، شملت مواقع روحية وتراثية في الوادي المقدس، ومحيطه وتخللتها خلوة روحية وصلاة وحوار في روحانية الخدمة الاجتماعية وفق تعليم الكنيسة ومضامين الارشاد الرسولي وتوصيات المجمع البطريرك الماروني. انطلقت الجولة من مركز الصندوق في المجمع البطريركي في ذوق مصبح الى المحطة الاولى في حديقة البطاركة، فالى الكرسي البطريركي في الديمان، وكان شرح عن الحديقة المطلة على وادي قنوبين وعن الجدرانيات التي تزين جدران وسقف كنيسة الصرح ومن ثم الى بقاعكفرا حيث احيا رئيس مجلس ادارة الصندوق الاب جورج صقر قداسا والقى خلاله عظة شدد فيها على "اهمية الخدمات الصحية والاجتماعية والعائلية والتربوية التي يقدمها الصندوق".

وقال:" لقد وضعنا خطة عمل هادفة الى تأمين خدمات لعشرة الاف مواطن غير مشمولين بأية ضمانات صحية او اجتماعية، وها نحن ننجح في ذلك مستلهمين اولا روحانية الخدمة في كنيستنا القائمة على الاقرار بحقوق الجميع في تقاسم الخيرات وفي الافادة من الرعاية الاجتماعية بمعناها المعاصر".

اضاف: "وجولة اليوم تندرج في سياق الحرص على تعميق هذه الروحانية في نفوس العاملين في الصندوق لكي يضاعفوا التزاماتهم ويقودها بروح المحبة التي ترى في كل محتاج ومتألم اخا له حقوق علينا". تبع ذلك نقاش في ظروف عمل الصندوق وبرامج الخدمات المتزايدة التي يعدها ومحطة الاحتفال ببلوغ اعضائه المنتسبين عشرة الاف منتسب. ومن بقاعكفرا انتقل الجميع الى الوادي المقدس وزاروا دير مار ليشع القديم ومحيطه نزولا باتجاه عمق وادي قنوبين ومن هناك الى المحطة الاخيرة في دير مار انطونيوس قزحيا.

 

الوزير بارود: الفاصل الزمني جاء بقانون لا يلبي الطموحات

صوت لبنان/اعتبر وزير الداخلية زياد بارود ان "القانون لن يكون افضل القوانين ومهمته الاساسية ان يكون مدخلاً الى حالة انتخابية أفضل في السنوات اللاحقة على المستوى التقني"، أما على مستوى الانتخاب فقال بارود ان "النظام النسبي هو الافضل"، مشيراً الى ان الاقتراع في يوم واحد خطوة جريئة، مشيداً باقرار الهيئة المستقلة التي تشرف على الانتخابات. واعتبر الوزير بارود ان "الفترة الفاصلة عن اقرار القانون وموعد الانتخابات أدّت الى قانون يلبي الطموحات

 

أبو جمرا: لا يحق لأحد منعي من التجوّل في السرايا وتفقد موظفيها 

النهار/دعا نائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرا الى "تعديل المرسوم الرقم 2558/1992، ليُلْحَظَ إسم نائب رئيس الحكومة فيه ونيابته عن رئيس الحكومة عند غيابه، وممارسة مهماته من مقر رئاسة مجلس الوزراء". واكد أنه "يحاول استعمال أفضل الطرق حاليا، والمتمثلة في الديبلوماسية، والعودة الى الأصول الدستورية لبلوغ هذه الغاية". وشدد في حديث الى موقع الكتروني على أنه "لا يحق لأحد منع نائب رئيس الحكومة من التجول في السرايا الحكومية وتفقد موظفيها، إذ انه في رئاسة الحكومة وفي صلب عديدها". ورداً على سؤال عن قول بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع "اننا لن نربح العالم اذا تحققت صلاحيات نائب رئيس الحكومة"، قال ان "ما عناه البطريرك هو لماذا يتمسك الفريق الآخر بعدم إعطاء الصلاحيات لنائب رئيس الحكومة؟ وهل هذه الصلاحيات ستمكنه من ربح العالم؟". وأكد أن "التيار الوطني الحر" مستمر في القيام بواجباته في ملف مهجري الجبل"، مشيرا إلى انه "يسعى الى صرف الإعتمادات لدى توافرها في المكان الصحيح، بحيث لا تذهب يمينا أو يسارا". وقال ان "وزراء تكتل التغيير والإصلاح طالبوا مجلس الوزراء خلال جلساته برفع قيمة التعويضات الجديدة ليتساوى من يقبض اليوم 30 مليون ليرة بمن قبض سابقا 50 مليونا".

وسئل عن اعتذار رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فتمنى "لو بقي الإعتذار العنوان العريض لكلمة جعجع، لا أن يرفقه بالتنديد والتهجم على الآخرين، وخصوصا ان القوات سارت في اتفاق الطائف ورافقت دخول السوريين بعبدا في 13 تشرين الأول 1990".

وعلّق على إمكان عودة التحالف الرباعي في الإنتخابات النيابية المقبلة، خصوصا بعد حديث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن "عدم وجود مانع من تحول المصالحات تحالفات"، فقال: "ليس من الضروري أن تكون التحالفات الجديدة على حساب الحلفاء. وقد تكون في مناطق معينة ولا تؤذي أحداً. وفي كل حال، لا نريد إساءة النية قبل الوصول الى هذا الموضوع". وعن إمكان الضغط لنقل مقعد الأقليات إلى الدائرة الاولى في بيروت، قال: "خلال المرحلة الراهنة، لا يمكن أحداً الخروج عما تم الإتفاق عليه في الدوحة. اما في المرحلة المقبلة، فكل شيء ممكن".

  

خنادق وممرات سورية في خراج كفرقوق ـ راشيا

عملية قضم قبل ترسيم الحدود؟

المستقبل/تتعرض الأراضي التابعة لبلدة كفرقوق في قضاء راشيا، على الحدود اللبنانية ـ السورية المتاخمة للسلسلة الشرقية، لعملية قضم منظمة تقوم بها وحدات من الجيش السوري المنتشرة في تلك المنطقة المعروفة بإسم دورات منقع التفاحة، حيث توغلت منذ أيام نحو 500 متر في منطقة تدعى المروج وأراضي رشاحة، التي تعود ملكيتها لعائلات من كفرقوق كانت تستخدم في مجال الرعي والزراعة. وتقوم وحدات من الجيش السوري بحفر خنادق طولية وممرات تمتد بين تلك المنطقة ومنطقة حقل اشتي التي لم تنسحب منها القوات السورية بعد خروجها من لبنان في نيسان 2005 بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1559. وبهذا التوغل تكون تلك الوحدات قد وصلت الأراضي الواقعة شرق بلدة كفرقوق بتلك الواقعة شمال غربي البلدة عبر أنفاق وخنادق متعرجة.

وكانت وحدات من الجيش السوري قد انتهكت الأراضي اللبنانية الواقعة في خراج تلك البلدة في مناطق تدعى كما يؤكد أصحاب بعض الأراضي، "خربة مشمشة" و"مراح الحيط" و"مراح البيدر" و"دحار البقرة" و"دبيبة"، وهيمنت على بركة كان يستخدمها الفلاحون ورعاة الماشية تسمى "بركة طيوى" حيث منعت العناصر المولجة حماية تلك المواقع أصحاب الاراضي من الدخول إلى أراضيهم لإستخدامها والإستفادة منها في مجالات الزراعة أو غرس النصوب.

وتأتي هذه الإنتهاكات الجديدة لتضاف إلى سلسلة خروق نفذتها القوات السورية في ذلك القطاع الممتد بين منطقة جديدة يابوس المتاخمة للطريق الدولية بين دمشق ولبنان عبر بوابة المصنع الحدودية، مرورا بحلوى ودير العشاير وخراج بلدتي عيحا وكفرقوق وصولا إلى مناطق أخرى على السلسلة الشرقية، وهي خروق متنازع عليها، إذ يؤكد الأهالي أنها واقعة ضمن الأراضي اللبنانية الحدودية فيما يمارس الجيش السوري هيمنة فعلية على تلك المساحات معتبرا أنها أراض سورية.

ورأت مصادر سياسية أن القوات السورية تمارس بشكل تدريجي، عملية قضم منظمة للإستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي اللبنانية الحدودية قبل البدء بعملية ترسيم الحدود المفترض أن تبدأ إنفاذا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وتطبيقا للوعود التي قطعتها القيادة السورية للمجتمع الدولي وللقاء الأخير الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالرئيس السوري بشار الأسد. وتخوفت تلك المصادر من أن هذه الخروق الحدودية قد تتزايد في الأشهر المقبلة، خصوصا أن حشودا سورية كانت شهدتها الحدود السورية قبل أشهر في القطاع الممتد من منطقة وادي القرن ووادي بكا ومنصيا مرورا ببلدة رخلة وقطنة والصبورة ورأس العين والديماس، وصولا إلى الهضاب التي يشرف عليها مرصد جبل الشيخ حيث نفذ حينها الفيلق العاشر انتشاراً واسعا داخل الأراضي السورية المتاخمة للحدود مع لبنان. وربطت هذه المصادر عمليات القضم الجديدة بذلك الانتشار العسكري السوري في شمال لبنان. واعتبر أن ما يجري في بلدة دير العشاير اللبنانية لجهة حفر الآبار الإرتوازية من قبل وزارة الري السورية في عمق الأراضي اللبنانية قد يكون خطوة للقيام بمثل هذه العمليات في أكثر من نقطة ضمن الأراضي التي تهيمن عليها القوات السورية خاصة أن هذا القطاع غني بالمياه، وفق ما أكدته بعض الدراسات المطلعة على طبيعة المنطقة الجغرافية.

وأكد بعض أهالي البلدة أن القوات السورية منعت رعاة الماعز من الاقتراب من تلك المنطقة، فيما لاحظ آخرون أن هناك عناصر جديدة من الجيش السوري دخلت إلى تلك المنطقة العسكرية، مزودة بالعتاد والأسلحة، ونفذت انتشارا في المواقع القديمة وفي تلك المستحدثة التي توغلت فيها منذ أيام.

  

 الجنرال اليائس قد يصبح "دراماتيكياً".. لكن من دون جدوى

 أزمة تنظيمية في تيّاره تعكس وصوله إلى "الحائط" واحتفال "القوات" ظهّر مأزقه

نصير الأسعد/المستقبل

ماذا يجري داخل "التيار الوطني الحر"؟.سؤالٌ كان طرحُه "بدأ" في وقت مبكر من هذه السنة إثر الإعلان عن تأجيل إنعقاد مؤتمر "التيار"، وتجدّد طرحه في الأيام القليلة الماضية على مشارف الموعد الذي كان حُدّد سابقاً ـ بعد التأجيل ـ للمؤتمر في الخريف الحالي.

الخضّات التنظيمية

فبحسب أوساط من داخل "التيار" نفسه، شهد الوضع التنظيمي عدداً من "الخضّات".

تجلّت الأولى على مستوى عدد من المناطق، ما دفع الجنرال رئيس "التيار" الى إلغاء الانتخابات الحزبية واللجوء الى تعيين المسؤولين.

وتمثّلت الثانية في الخلافات بشأن تسمية مرشحي "التيار" الى الانتخابات النيابية المقبلة، وعلاقة الترشيحات بالتحالفات السياسية، ما يؤدي الى استبعاد كوادر قيادية مؤسِّسة. وتمثّلت الثالثة في قرار الجنرال "حل" الجهاز الإعلامي لـ"التيار" وإعفاء مسؤوليه بدعوى سوء الأداء وعدم مواكبة مواقف "القائد" والتقصير السياسي والإعلامي. على ان اللافت في ما تنقله الأوساط من داخل "التيار" نفسه، هو ان "الجامع المشترك" بين هذه الأحداث ـ الخضّات التنظيمية يتمثل في مسؤول العلاقات السياسية وزير الاتصالات جبران باسيل. أي أن إلغاء الانتخابات الحزبية في مناطق معينة هو لمنع انتخاب معترضين على باسيل. والخلافات بشأن الترشيحات للانتخابات النيابية هي خلافات مع باسيل. والإجراء بحق الجهاز الإعلامي جاء على قاعدة "تقدير" باسيل. ولا تتردد أوساط "التيار" في إعتبار أن باسيل الذي قدّمه الجنرال على كل الآخرين، ومنحه تأييداً مطلقاً، و"إستعدى" بسببه طاقات واكبت نشأة "التيار" ولعبت دوراً أساسياً في بنائه، صار ـ أي باسيل ـ عنواناً لـ"قسمة" التيار بعد أن كان الجنرال عنواناً لوحدته.

بدايات الأزمة السياسية ووسائل الجنرال

هذا على الصعيد التنظيمي مما تيسّر من معطيات.

غير انه يستحيل مقاربة الصعيد التنظيمي بفصله فصلاً مطلقاً عن الصعيد السياسي. ذلك أن "القاعدة" تقول إن "الأزمة التنظيمية" إنعكاس لـ"الأزمة السياسية". أي ان المشاكل التنظيمية تستشري عندما تخلي "الهوية النضالية" مكانها لـ "المصالح". فعلياً، بدأت الأزمة السياسية لـ"التيار" مع عودة الجنرال من باريس في أيار 2005. الأزمة بما هي التناقض الجذري بين ما اعتمده الجنرال من خيارات وتحالفات من جهة وما تربّى عليه "العونيون" من خيارات ومواقف طيلة خمسة عشر عاماً من جهة أخرى. التناقض بين التراث والحاضر. والتناقض بين موقع "طبيعي" لـ"التيار" وموقع "مخالف للطبيعة".

الهجوم على التمثيل السياسي السنّي

في فترة سابقة خلال السنوات الثلاث ونيّف الماضية، كان الجنرال يلتفّ على "الأزمة السياسية" بمعناها المشار إليه آنفاً ويحاول "مداراة" أزمة العلاقة بينه وبين الجمهور أو الرأي العام، عبر الهروب الى عناوين "غرائزية" طائفية. فكلّما لاحظ تراجعاً لتياره في البيئة المسيحية "هجم" محرّضاً على المسلمين ـ السنّة ـ بعنوان "حقوق المسيحيين". وإذ اعتبر أن مهاجمة التمثيل السياسي للسنّة "ربّيح"، لم يتردد في الإقدام على توقيع "ورقة التفاهم" مع "حزب الله" ووضعها في خانة "حماية المسيحيين". وإذ اعتبر "التفاهم" مع "حزب الله" حماية للمسيحيين، حرّض على مسيحيي 14 آذار واتهمهم بأنهم "مسيحيو السنّة"، غير آبه لكونه، بـ"إلتحاقه" السياسي الأعمى بـ"حزب الله"، يدفع باتجاه إعتباره هو نفسه "فريق مسيحيي الشيعة". والاستخدام هنا هو لمصطلحاته. إذاً، ومع أن الأزمة السياسية بدأت مع عودة الجنرال من باريس، ومع أن تلك الأزمة إنعكست تباعاً وتدريجاً على الجسم التنظيمي وعلى الجمهور، فقد تمكن في فترة سابقة من حصرها.

إلا ان الأمر اختلف منذ بضعة أشهر، بحيث يمكن القول إن خيارات الجنرال وتحالفاته أدت به الى ما يجوز وصفه بـ"أزمة تراجع وضمور".

الحائط

ولا مبالغة في القول في هذا السياق إن موقفه من الاعتداء الذي تعرض له الجيش في سجد في إقليم التفاح، والذي أدى الى استشهاد النقيب الطيار سامر حنا، شكل محطة حاسمة على صعيد تراجعه وضموره الشعبيين بين المسيحيين. فتغطيتُه الاعتداء و"محاكمتُه" الجيش، لم تغلقا ـ التغطية و"المحاكمة" ـ منطقة البترون التي ينتمي اليها الضابط الشهيد في وجهه وفي وجه صهره باسيل الذي ينتمي الى المنطقة نفسها وحسب، بل كانتا إيذاناً بانتهاء قدرة الجنرال على تغطية موقعه الملتحق بـ"حزب الله" بالهجوم على الآخرين بعناوين غرائزية طائفية. وحملته على صحيفة "لوريان لوجور" التي تمثل، عند المسيحيين خصوصاً، إرثاً ثقافياً تاريخياً، أذته في المباشر. وهكذا، فان الأزمة التنظيمية في "التيار" اليوم، إنما هي في العمق إنعكاس لأزمة الموقع السياسي والخيارات السياسية، كما هي إنعكاس لأزمة العجز عن الالتفاف عليها. ولذلك، فبالنسبة إلى الأوساط داخل "التيار"، إن العنوان الذي تتمحور المشاكل التنظيمية حوله، هو جبران باسيل... لأنه عنوان "النفوذ" و"السلطة" داخل التيار باسم الجنرال ويحصر في يديه "السلطة المالية"، ولأنه عنوان الخط السياسي الذي قاد "التيار" إلى "المهوار".

إحتفال "القوات" ظهّر المأزق

وتتزامن الأزمة التنظيمية ـ السياسية، بل "البنيويّة"، مع تطور مسيحي لافت تجلى في احتفال "القوات اللبنانية" بذكرى شهدائها قبل أسبوع. وهذا التطور يعبّر عن حدث مميَّز في إتجاهات عدة. هو حدث حمل الى المسيحيين خطاباً سياسياً ـ ثقافياً جديداً ليس أقلّ ما فيه "الإعتذار" الذي قدمه الدكتور سمير جعجع عن أخطاء الماضي، وهو "إعتذار" ذو صدى على المستوى المسيحي الشعبي. وهو حدث إذ أتى يعكس التحوّل المسيحي عن الجنرال، من حيث الاحتشاد الشعبي غير المسبوق في الدائرة المسيحية. وهو حدث إذ يثبت القدرة التنظيمية لـ"القوات"،أي استعادتها هذه القدرة بعد ثلاث سنوات من الجهد منذ خروج "الحكيم"من السجن، في مقابل "الإرتخاء" التنظيمي عونيّاً.

الخطوات الدراماتيكية... وعلائم "الآخرة"

هذا التطور المسيحي اللافت يشكّل بلا شك عاملاً من عوامل أزمة "التيار" والأزمة في "التيار".

ولأنه كذلك بالفعل، ثمة "إهتياج" لدى الجنرال. ولأن الجنرال لا يملك شجاعة "الحكيم" في الإعتذار عن سياساته، ولأنه غير قادر على "الفك" مع تحالفاته بالرغم من أن حلفاءه يأخذون منه بيد ما أعطوه بيدين، فإنه يكرر "الأسطوانة" نفسها: الهجوم على المواقع الإسلامية، وعلى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بالدرجة الأولى. ولأن الجنرال "يائس" من وضعه، فليس مستبعداً بتقدير العديد من الأوساط أن يُقدم على خطوات "دراماتيكية" بأمل أن يستعيد بعض ما أضاعه. لكنها علائم "الآخرة" السياسية.

 

دشم وجيوب سكن منكفئ ترسم حدوده وفتوحه في المدينة ويقطعها

 وراء الأعلام والألوية والصور والأنصاب العصيّة على الرفع والتجريد

 وضاح شرارة/ المستقبل  

على مفترق طرق يبلغ عددها خمساً، ما عدا السهو والخطأ على ما يرغب الواحد في القول، بعضها يجيء من حي السريان ووطى المصيطبة، وبعضها الآخر من "جهة" برج أبي حيدر أي من سليم علي سلام أو جادته التي تبدد اسمها في اسمه، ويروح بعض ثالث الى مار الياس، ويمر بعضه (وهو بعض بعض على هذا) بفرن الحطب، ويدخل بعض آخر حي اللجا من غير واسطة، وييمم ذراعٌ شطر مسجد المصيطبة، وبجواره دارة صائب سلام القديمة ـ وتطل على المفترق وطرقه الكثيرة القادمة والغادية مبان عالية، تبدو للمشاة أو للمار في سيارة عابرة، شاهقة، ويقوي البدو هذا، أو الانطباع، تصدي المباني للشمس، وحجبها الضوء عن منتصف الطرقات وبقايا الأرصفة وطبقات المباني الدنيا والمتوسطة، فتتعالى طبقات المباني وينزل الظل ثقيلاً وسميكاً على الأرض المستوية والمرائب المعتمة والفاغرة الأفواه والعميقة البطون والأحشاء، ولولا انبعاث الضوء من أفق الشمال لحسب المار أو راكب السيارة ان المفترق هذا على حدة من أوقات البلاد هذه ـ على المفترق هذا، أو في القلب منه، بنى "الشباب" جدار بركة أو دشمة واطئ، يعلو نحو المتر عن الطريق واستوائها، وملأوا البركة تراباً ورملاً وبحصاً، وغطوا التراب والرمل والبحص بنبات ممتد ومعرّش، قاني الاخضرار، وشكوا في الوسط وتداً معدنياً طويلاً كان في حياة ماضية قسطلاً أو "حية"، وأسندوا الى الوتد وعلقوا عليه معاً صورة فوتوغرافية عريضة، ربما 60ـ75 سنتم، مبروزة (على القراءتين، بفتح الميم مثل العروس، وبضمها مثل عمل النجار)، يُرى فيها أستاذ، هو "الأستاذ"، واللفظة لغة.

الصورة التخم

والأستاذ يملأ الصورة والبرزة والبرواز، قبل ان يملأ العين والنظر وبعد أن يملأهما. فهو يرفل في المشهد على رغم الضوء القليل، والظل الكثيف المتخلف عن المباني العالية مثل أسوار الحصن العظيم الجاثم في قلب واد. والصورة ليست قريبة، أو ضخمة، على قول المصورين. وتكاد تكون "أميركية"، على قولهم كذلك. فيُرى الوجه الباسم والشاخص، من غير جهد ولا افتعال، الى عين العدسة، أي الى الناظر الى الصورة الفوتوغرافية، وترى الابتسامة العريضة المنفرجة عن طاقم اسنان تامة الرسم. ويعلو الرأس جسماً منتصباً لا اعوجاج فيه ولا التواء، لابساً بذلة زرقاء، سماوية الزرقة، تنحسر عن قميص بيضاء مخططة أو مقلمة، من غير ابتذال طبعاً، تتوسطها كرافات لا تنزل أو تتدلى من القبة المطهرة الى الحزام الجلدي، بل تشع في وسط الصدر على نحو إشعاع الابتسامة والأسنان والفم في الوجه. والكرافات زرقاء كذلك. وتبين زرقتها من "اللهجة" السماوية الى نبرة ملكية.

والأستاذ واقف، ويداه في جيبه، وذراعاه ينزلان وئيداً على جهتي الصدر المعتز والمنشرح، ويستقبل العدسة، ومن ورائها العالم. وقبل ان "يقطع" إطار الصورة معظم الجزء السفلي من الجسم المستقيم استقامة الرمح، على قول النساء من البنتجبيليات في وصف الشبان والعرسان وأبناء الأعيان، تهب الصورةُ الجلية العينَ حزاماً جلدياً يلف الخصر فكأنه من الجسم وبنيته ورسومه. وينعقد الحزام الجلدي تحت الكرافات. ويظهر معدن رأس الحزام ناتئاً ومنضداً، مستطيلاً وأنيقاً. وفوق الصورة الكبيرة والمبروزة، وراء زجاج "أشف من المغرب"، على قول نزار قباني في نظارتي والده المتوفى، يسهر "الشباب" من غير شك على الحؤول دون استقرار الغبار عليه، صورة مظلمة ومختلطة، تكاد تكون سوداء، يتعرف فيها أو عليها الناظر عمامةَ السيد موسى الصدر المائلة، ووجهه، برفق الى كتفه، من غير ان يترك الوجه التحديق في الناظر إليه. وجعلت الصورة الصغيرة والمكفهرة فوق الصورة العريضة والمتلالئة، وعلقت على الوتد المعدني بخيط غليظ، ربما كان من حديد.

وتحف الدشمة الرملية، وهي في وسط المفترق، والصورتان في وسطها، أعلام أفواج المقاومة اللبنانية ("امل") الخضراء، المشبعة الخضرة. وفي وسطها كتبت لفظة "أمل" بأحرف مستديرة يحوط بعضها بعضاً، ويشتبك بعضها ببعض. وتتقوقع اللفظة في دائرة يشوبها لونان، أبيض وأحمر، مظلمان على شاكلة ظلمة الخضرة. فكأن اللونين هذين طليا بأخضر أشد إعتاماً من الأسود وأمرّ ظلمة. وقد يحصي المار بالمفترق أربعة أعلام أو خمسة، أو أكثر قليلاً. ولكنه يحسب ان غابة من الأعلام، يفوق عددها عدد الأشجار الزاحفة التي رآها ماكبث فيما رأى، تكسو المفترق والساحة الضيقة، ويغصّ بها الاثنان، وتزيد المكان قتاماً على قتام. فإذا اجتاز المفترق وساحته، وسلك الطريق المفضية الى المسجد، استعاد الضوء بعض سطوته وانفراجه، واتسع المكان ورحب بعض الرحابة. ورجع المار الى عالم معتاد، خلو من إرهاق الظلال وإلحاحها.

ويقوم المفترق هذا على الطرف الجنوبي الشرقي من حي اللجا، بحسب تسمية درزية قديمة كانت تطلق على بلاد حوران، أو المصيطبة، بحسب اسم بيروتي أقل تدقيقاً وأعم. ويتوسط دائرة سكن مختلطة الطوائف والمذاهب، غلب عليها أهل بيروت السنّة طويلاً، ما أقامت الدائرة على اختلاطها. وكان اللجا مقصد مهاجرين من قرى عاملية جنوبية من جوار النبطية ومن الزهراني، منذ ثلاثينات القرن الماضي. فينزلون مستأجرين على أهل محليين وفقراء من غير عوز، اصحاب منازل على حدة، هي حجرات مستطيلة يأوي إليها المستأجرون حين يريدون النوم، ويخلونها حال فراغهم منها، فيدخلها وينام على فُرُشها من كانوا يعملون في اثناء "الوردية" المنقضية، أو الفصل من ساعات العمل. وغلب المهاجرون على "المقيمين"، على قسمة سارية في الشوف وعاليه، في الخمسينات والستينات. وكان للمقيمين سهم راجح في غلبة المهاجرين المتقاطرين. فهم ارتضوا ترك ممتلكاتهم، وبيعها من مستأجريهم لقاء ثمن مجز، و"الهجرة" الى حيث هم الكثرة الغالبة، والشقق الحديثة، والمرتبة التي تليق بهم وبأولادهم الذين درسوا في المدارس، وبعضهم في الجامعات، ويعملون في المكاتب أو في التجارة. وخلفوا وراءهم ضعفاءهم نهباً لضغينتين، واحدة على أهلهم وميسوريهم الذين تخلوا عنهم، وأخرى على جيرانهم المتكاثرين والمحدثي اليسر، قياساً على عسرهم السابق.

وفي اثناء سنوات القلاقل والرماد الكالحة والمرة، ملأ المهاجرون والمهجّرون اللجا القديم، وهدم مهاجروهم الى الخليج وافريقيا ما بقي من غرفه السابقة التي تقاسمت أحواشه البائدة والغابرة. فحلت المباني "الحديثة" والعالية والضيقة، والمتآكلة منذ بنائها ورفعها، محل البيوت والمنازل الواطئة وبقيت الطرق القديمة، المتعرجة والمستكينة لتكالب البيوت وأصحابها على كل سنتيمتر مربعة، على حالها من الضيق، وشبهها بطرق الضيعة والحارات. وآوى الأهلُ "المتمدينون" ـ وكثرتهم لم تقلع عن حجها الأسبوعي الى مساقطها، أو بلادها وبلاد أهلها الأولى، وزيارتها في أثناء الليل والعودة صباح اليوم التالي أو ظهره في أرتال مزدحمة من السيارات الخَلِقة أو الفارهة، وخَلَلَ غيمة عظيمة من البنزين والمازوت المحترقين ـ، آوى الأهلُ الأهلَ الهاربين من حروب بلدات الجنوب وجبهات المدن ومن الهجمات والغزوات وحملات التأديب والاغتيالات وثورات العداوات والعصبيات الجديدة والهاجعة.

وفي الأثناء، في السبعينات والثمانينات، كان نشأ جيل جديد من الفتيان والشبان، كثير العدد، حصل تعليماً مضطرباً ورجراجاً، وشب على جوار وأهل منكفئين ومتجانسين توليا المثاقفة المدينية والسياسية، وعلى سوق "عمل" تترجح بين السفر الى جاليات الأهل المغتربين وبين استنقاع العمل الرخيص والمستقطع، والبطالة، والتكسب من حمل السلاح والمرابطة على حدود القرى وأجزاء الأحياء الداخلية و"بوابات" الطرق المتخيلة، والمخيمات الفلسطينية المتمردة، والموت قنصاً أو قصفاً أو ظُلماً" (على ما سمى الخمينيون اللبنانيون الأوائل القتل بنيران الأهل الصديقة). فبنى الجيل "الجديد" حقا، ومناط حلم انطون سعادة السوري القومي الاجتماعي عن جدارة، اجتماعه الأهلي وهويته على الخراب "الجميل" (أدونيس) هذا. ورسوم المكان، أو المنازل والإقامة والتجوال والانقطاع والاتصال، وجه اساس من وجوه إعمال الهويات وتداولها وبنائها ومنازعاتها وأحلافها.

مسالك الاستيلاء

واللجا (الشيعي) عيّنة من الرسوم هذه وتمثيل عليها. والمفترق ـ الساحة الذي تقدم وصفه هو احد الرسوم الشائعة في مجمعات سكن أو مربعات (أرباع المدن العربية ـ الإسلامية قبل التوسع الأجنبي الغربي) انتشرت في بيروت، وتغلغلت فيها، مع انتصاف سبعينات القرن العشرين. واندلعت الغزوات الأخيرة (موقتاً) في يومي 7 و8 أيار الميمونين، وربما الإلهيين قريباً، من محلة قصقص وأرض جلول ومقبرة الشهداء ـ جامع الخاشقجي جنوباً وشرقاً، إلى الحمرا ورأس بيروت وعين المريسة شمالاً وغرباً، وبين هذه وتلك رأس النبع والبسطتين وزقاق البلاد ـ كركول الدروز خطاً أول، وكورنيش المزرعة وبربور وسليم علي سلام ورمل الزيدانية ورمل الظريف والوتوات والصنايع وكليمنصو ـ جوستينيان خطاً ثانياً، والرملة البيضاء¬ كورنيش المزرعة وعين التينة وساقية الجنزير والصنوبرة ـ قريطم خطاً ثالثاً ـ اندلعت الغزوات هذه على جبهات ومحاور نشأت عن هجرة الشيعة الى بيروت، ونزولهم بين أظهر أهلها، وعن رسوم الهجرة والنزول وملابساتهما وسياقاتهما.

فانطلقت الهجمات (الوطنية وغير المذهبية) من النوى الأهلية الصلبة المتجانسة، والمأمونة الولاء والامتثال. فخرج المسلحون من "أمل" وهي غالبة في معظم المربعات والدشم الأهلية هذه، على خلاف الحال في معظم أرباع الضاحية القريبة، إلى أطراف مربعاتهم المتاخمة السكن السني أو المختلط (الدرزي والمسيحي والشيعي طبعاً الى الكثرة السنية)، والقريبة أو اللصيقة. وكانت أسطح المباني العالية، داخل مربعاتهم ونواهم، وأسطح المباني العالية على تخوم أحياء السكن "العدوة"، مواقع مراقبة وردع (إذا دعت الحاجة وهي لم تدع). فنشر عليها القناصة، وأصحاب المناظير بأشعة تحت الحمرا. وزعم المهاجمون ان الإجراء هذا رد على نشر فيلق المشاة الثالث والفرقة المدرعة الثانية عشرة في جيوش "المستقبل" (وحليفها "حزب القوات اللبنانية") قناصتهما بأعالي برج المر. وترابط في حديقة البرج وعلى مفترق طريق الصنائع وطريق ميناء الحصن سرية من الجيش يعرف بعض الأصحاب جنوداً منها يتقاضون رواتبهم من حرس مجلس النواب ولا يعملون إلا في "المناسبات".

وتقدم المهاجمون، ببنادقهم الرشاشة ومضادات الدروع وقليل من أسلحة المضاد (السلاح الجو) والرشاشات الثقيلة والهواوين "الصغيرة"، داخل ديرات العدو المديني والأهلي، أو على طرق المواصلات الفاصلة بين الديرات والأحياء. ومهدوا لتقدمهم بنيران وقائية واستباقية رادعة، وهم على يقين من ان العدو السياسي، الأهلي والمذهبي على ما يرونه ويصورونه وعلى ما يصنعونه ويتمّون صناعته، هذا العدو غير مسلح. وهو لا يعقل ان يتسلح، ويستعمل سلاحه في مدينة إعمارُها هو إنجازه الأول، والشطر الراجح من تعريفه هويته السياسية والاجتماعية والأهلية. فلا يسوغ في ملة العدو واعتقاده تعريض عمارة هذه المدينة للهدم والتحريق والخندقة. ونقل خروج الجماعات المسلحة من أرباعها وحاراتها ودشمها السكنية، وتقدمها في ديرات العدو، من بؤرها وشرانقها ومعازلها الى قلب المدينة وشوارعها ومحاورها.

فالعدد الكبير، وكثرة الروافد وتجددها، والتفاوت الاجتماعي الداخلي، لم تعصم الكتلة السكانية والمذهبية المتراصة من تحويل احياء سكنها جيوباً وحارات وحصوناً. فعلى أهالي بعض طرقات رأس النبع (الشيعة) الخروج من جيوب سكنهم ليبلغوا شارع محمد الحوت العام، أو ليبلغوا بالأحرى جادة بشارة الخوري العريضة، وشريان الوصل بين ساحة الحرية (الشهداء+ البرج) وبين قصقص وشاتيلا والغبيري من بعد. وعلى الأهالي هؤلاء والمسلحين، ان يخلّفوا وراءهم الخندق الغميق والباشورة والبسطة التحتا لينخرطوا في الأجزاء العامة والمشتركة، أي غرب زقاق البلاط والبطريركية ومار الياس والاستقلال ورمل الظريف. وإذا خلفوا وراءهم برج ابي حيدر وسعهم ان يقطعوا جادة سليم علي سلام، وإذا خلفوا اللجا قطعوا مار الياس، وإذا خلفوا الوتوات قطعوا ميشال شيحا (المفضي الى برج المر وإلى جسر فؤاد شهاب)، وإذا خلفوا بربور، ووراءه النويري وبرج أبي حيدر، قطعوا المزرعة الداخلية من جهة أو كورنيش المزرعة (صائب سلام) من جهة أخرى. ويستقبلون كورنيش المنارة حين يخرجون من شرنقتهم في وسط عين المريسة. وحيث افتقدوا البؤر والجيوب الأهلية العريضة، وهم يفتقدونها من ميناء الحصن ومار الياس وجزء من المزرعة والطريق الجديدة شرقاً الى البحر، غرباً، ما خلا بعض الجيوب القليلة، أعملوا رأس حربة "قومياً سورياً"، معظم مقاتليه الهواة من الكورة والشمال. وسمع بعضهم، وهو من عكار، يحمل على موظفين امنيين كانوا يقومون على حراسة مرافق محلية، وينعي عليهم عكاريتهم، على ما جاء في تحقيق نشره موقع "لبنان الآن".

فالمسلحون، وأهاليهم وجماعتهم المذهبية العريضة، على رغم إقامتهم ببيروت منذ عشرات السنين، وبعضهم يتحدر من أجداد وآباء نزلوا خططها وحاراتها قبل 80 سنة أو 50 أو 30، هم (المسلحون والأهالي) ابناء انكفاء لم يبرأوا منه، وزاده العدد والتراص والتعصب عزلة على عزلة. فيتصور لهم دخولهم المدينة المختلطة المدنية والعامة، جماعات مرصوصة مسلحة أو متظاهرة، في صورة الزحف والفتح والاستيلاء. والحق ان التخييم في ساحة رياض الصلح (والشطر الجنوبي من ساحة الحرية استلحاقاً واستطراداً) كان قرينة فاضحة على ثقافة الحرب التي تعمر مخيلة هؤلاء وصدورهم وأفهامهم. وتسمية التخييم والنزول بأرض حرب واستيلاء اعتصاماً أو إضراباً، تزوير صارخ. ففي الاعتصام او الاضراب يتولى "أهل البيت"، أي العاملون في المرفق ومستعملوه والقائمون به، توقيف العمل أو الاستعمال أو التدبير. فكان ينبغي ان يقوم اصحاب المكاتب والمتاجر والعاملون باعتراض العمل والحؤول دون دوامه واستمراره.

وأما التخييم، أو الإناخة العسكرية والحربية، فلا تتستر على مجيئها من خارج، وحلولها عنوة وغصباً بالأرض الغريبة. و"المعتصمون" المزعومون، وهم يشبهون أنفسهم بتظاهرات الطلاب "الجالسين" في جامعاتهم أو ترك العمال تشغيل آلاتهم الى صحن المصنع، خرجوا من جيوب سكنهم ودشمهم ومربعاتهم الأهلية، على جانبي جادة سليم علي سلام، أو من معاقلهم ومضاربهم في ظواهر المدينة، ودخلوا الساحات عنوة، وأوقفوا أعمال العاملين وأصحاب المصالح بالقوة و"الأمر الواقع". فآذن ذلك بعسكرتهم الأهلية و"البعلبكية"، أي العشائرية، على قول أحد اصحابنا. ووصلوا الساحات المحتلة والمصادرة بمضاربهم وديراتهم الداخلية. وأخرجوا هذه وتلك من دائرة بيروت، ونطاقها الاجتماعي والعمراني. وانتزعوها منهما، أو عولوا على انتزاع الساحات المحتلة والمصادرة من دائرة بيروت ونطاقها، على نحو ما انتزعوا مضاربهم وديراتهم من المدينة العامة والمشتركة (ولو أنها عامة ومشتركة على هذا القدر أو ذاك من العموم والاشتراك).

الحرب والجسم المرصوص

وهذه العلاقة بالمكان ورسومه هي كناية عن مفهوم هذا الضرب من الجماعات عن السلطة، ومباشرتها لها. فهي تحل "الدولة" وتنزلها على المثال نفسه، مثال الاستيلاء والحيازة المادية والتامة. ويترتب على المثال هذا حمل الجماعات الأخرى، على رغم اختلاطها واشتراكها في حيز عام متقاسم، على العداوة والأجنبية والهجنة، وحمل "بلادها" على غنيمة، وعلى دار حرب وغزو واستيلاء. فالحدود غير المرئية بين جيوب الجماعة المذهبية والمتوطنة وبين أحياء الجماعات الأخرى، المختلطة، أو النازعة الى "الصراحة"، تقلبها الجماعة المذهبية المتوطنة جبهات ناتئة الرسم. والصور والدشم والأعلام، المرفرفة والمرسومة على الجدران، والأنصاب أو المجسمات، هي ترسيم للحدود والتخوم الأهلية السياسية والأمنية والعسكرية. والبركة الرملية التي مر وصفها، والصورة المبروزة والصورة الورقية والأعلام والمعلقات المستطيلة والطويلة المتدلية على الجدران القريبة (معلقات البيعة)، أشبه بالمسالح بين الولايات. وهي ضرب من موقع جمرك ومن موقع مراقبة أمني.

وقد تقتصر المسالح على لافتة معلقة على رأس طريق أو شارع، أو أوله. ففي مساء 6 أيار، قبل يوم من حملة المودة والموادعة على بيروت المختلطة والمدنية، كنت في سيارة تنزل نزلة البطريركية، وعلى جانبها الى اليمين مدرسة الحريري الثانية وعلى الجانب الآخر الى اليسار، ليسيه عبدالقادر. وكان نحو 10 الى 15 رجلاً يتجمهرون عند اول الطريق المؤدية الى رمل الظريف، وينتشرون حوله. وللوهلة الأولى، لم يظهر جلياً ما يجمعهم ويجمهرهم، ما عدا شبههم القوي بعضهم ببعض: فكلهم قصيرو القامة وغليظو الرؤوس والرقاب والأكتاف والصدور والبطون والمؤخرات والأفخاذ والأقدام، ويلبسون لباساً يكاد يكون زياً هو قميص خاكي قصير الكمين وواسع على "جينز" بالٍ وباهت الزرقة. فلا يشك الناظر إليهم أنهم "وحدة" أو جماعة، من غير ان يُعلم علام يجتمعون ويتوحدون.

وعندما استداروا، ومشوا على خلاف الوجه الذي كانوا يقصدونه، انتبهتُ الى الموضع الذي يغادره آخر واحد او اثنين من جمعهم، فإذا به لافتة خط عليها "من انتصارنا لن ينالوا" (فهم لا يحيدون عن ابتكاراتهم اللغوية والإنشائية) بين صورة لرأس زعيم "أمل" وصورة لرأس حبيبه وصديقه زعيم الجيش الخميني. وقفلت الكوكبة من المناضلين، بعد ان رفعت اللافتة ونصبت الراية في أرض العدو، عائدة الى مضربها. وكان عرض القوة المسالم بمنزلة التكشير عن الأنياب. فلما اطمأنت الى هيبتها، أخلت مكاناً يقع خارج "بلادها"، ولا ترى غضاضة في الاستيلاء والتسيد الرمزيين عليه، على نحو ما لن يردعها رادع عن مهاجمته في اليوم التالي بالسلاح، أو عن حراسة انتصارها الحاسم والقاطع عليه، وعلى أهله، بواسطة شبان مسلحين ومتحلقين على أمتار قليلة من محطة محروقات قريبة. وفي صباح 8 أيار، كنت أمر بقرب المسلحين المتحلقين، قاصداً عملي من طريق من الطرق المواربة التي قسر احتلال المسلحين المذهبيين المدينة المواطنين عليها. فلما تجاوزت مسلحاً كان ينتقل من جهة من الطريق الى أخرى، سمعته يقول: "بيروت خط أحمر، ها!"، فهو يجهر ما تكني عنه اللافتة القريبة: إرادة الاستيلاء والاستعلاء والوطء.

فنشر المستولون الفاتحون راياتهم على الطرق والمفترقات، وعلقوا اللافتات في مدائحهم و"صريخهم" (أو شعارهم، والشعار هو الصريخ، أي صيحة الحرب)، وكأنها أقواس نصر، يمر تحتها المارة ويطأطئون الرؤوس. وركزوا الرايات، على ما كان يقال في خطابة الحرب، عالية، تشرف على الناس المنقلبين رعايا يرعاهم (من الرعي) أهل السيف، وأهل "العلم" المخزون في صحائف الصدور. وفضيلة الرعية هي الطاعة والانقياد والإذعان، على قول "سوري" مشهور. وتنشر الرايات في بلاد الفتوح والاستيلاء، وتترك هناك، حيث قد لا يراها أو ينتبه إليها، وحتماً لا يواليها أحد. فترى الى اليوم، بعد انقضاء ثلاثة أشهر ونصف الشهر على "فتح" 7 أيار، أعلام "القوميين السوريين" السوداء وزوبعتهم السلتية والنازية القانية منكسة وخَلِقة على أعمدة الكهرباء. ويفترض أصحاب الأعلام هذه، شأن أوليائهم وأصحاب سلاحهم وقيادهم، أن أعلامهم تعلن على رؤوس الأشهاد انتصارهم، وسيادتهم وتوليهم الرئاسة على اهل الحمرا وجوارها وفروعها. وأهل الحمرا، ومستعملوها (على وجوه الاستعمال المتفرقة من عمل وإقامة وامتلاك ومعاملة)، براء من هؤلاء، مستولي نهار وليلة.

وعندما استولت القوات السورية على بيروت، أو شهرت استيلاءها، كان من أول الشارات التي استحدثتها، من طرف واحد، لصقها صورة حافظ الأسد على أعمدة مطار بيروت الدولي الداخلية على مرأى من المسافرين. وبقي الرئيس السوري يحدق في المسافرين، ويدعوهم الى السفر من غير عودة، الى حين هدم رفيق الحريري المطار القديم، وجدد بناءه. فكانت الصورة بمنزلة الضم الى "الشعب الواحد"، وإلغاء الدولة الثانية. وحين حسب الحزب الخميني المسلح انه في طريقه الى الاستيلاء والتمكن، غداة "تحريره" الجنوب، ونقل السيادة عليه الى وكلاء الباسدران و"القوات الخاصة" ("قوات الموت" على ما كانت تسمي نفسها)، نصب أنصاباً مصورة لأئمته وأولياء أمره من حكام ايران وأسياد شعوبها وساساتهم. ويبدو ان مفاوضات اليوم على نزع الصور ورفعها ترتطم بالأنصاب المصورة هذا، وبإصرار الخمينيين والصدريين (محازبي "أمل") على إخراج المطار (الدولي) من دائرة المفاوضة والمبادلة. وكان زعيم "أمل"، وصاحب الرقم القياسي في الصور المرفوعة، على رغم تواضعه وحيائه ورغبته المحمومة في تدمير الصور منذ "مشادة الصور" البيزنطية في القرن الثامن الميلادي، استعجل نزع الصور والأعلام. ويندب المستولون مواليهم وأنصارهم الى التمتع في "الحق في الصورة". فمنذ 7 ـ 8 أيار وصور "المهندس فؤاد مخزومي" ولافتاته الخيرية والانتخابية، مرفوعة أو معلقة على ما لا يحصى من الجسور والجدران والشجر وعواميد الإنارة والعيدان. وهذا الريع يدين به المهندس ورجل الأعمال السخي، وصاحب المال غير السياسي، على ما يرى ربما سليم الحص وجميل السيد (من وراء القضبان)، يدين به الى مشيه في ركاب أهل القوة المستولين.

والأعلام واللافتات والصور والشعارات تصنع سيادة، وتندب الى ولاية الأمور، في مرآة ذهنية سحرية ترتب عالم أصحابها ودنياهم على مراتب: ففوق يعني العلو والسمو والشرف، وتحت يعني الدنو والضعف والمهانة، والكثرة الظاهرة تعني القوة والسلطان، والقلة الظاهرة تعني الامتثال والالتحاق، والكلام الكثير والجازم والصلف يعني الحقيقة والشجاعة والنفاذ، والكلام العامي والموازن بين الأمور والمتواضع يعني التعثر، إلخ. فلا يشك اصحاب الأعلام والسلاح ان راياتهم الكثيرة هي عنوان سلطانهم وسيطرتهم ورجولتهم، وعنوان "دولتهم" تالياً، وأما تربع الدولة في إرادات المواطنين المعلنة، وصدور الأمة عن استفتاء المواطنين، فـ "فكرة" غريبة عن أذهان أهل الحارات والمعازل والجيوب و"الأحزاب". فهم يصدرون عن اجسام عصبية وأهلية مرصوصة، تعلوها رؤوسها ورئاساتها "الطبيعية" والملهمة. وأما الاقتراع، وتقسيم السلطات وتعاونها، واستقلال المجتمع عن الدولة، واختصاص السلطة والقانون والمعرفة بمعاييرها، والمساواة بين المواطنين، فتؤدي الى تفكك الجماعات أفراداً، وإلى تقييد السلطة، وتَقلّب الناخبين بين غالبيات وقلات تطيح الثوابت والرؤوس وتجددها. فتتصدع المراتب، ولا يستقر فوق ولا تحت، ويجرد ما كان قدساً ثابتاً من قدسه، ويبطل التوكيل... وهذه تشبه مقدمات خروج الدجال والأعور الديموقراطيين والليبراليين.

وعلى هذا فالسحر المنبعث من الأجسام المرصوصة في دشم اجتماعية إسمنتية، يبدو مأمون العاقبة قياساً على ما يترتب على الأخذ بالهيئات السياسية والاجتماعية المحدثة، والقائمة على التمثيل والمساواة والمنازعة والجواز والإرادات الحرة. ويصل الاعتبار هذا، وهو اعتبار مدرك ومعلن وتدور عليه كتابات فقهية جليلة وأخرى تاريخية واجتماعية فكرية أقل جلالاً وقوة وتفويضاً، يصل ما قد يبدو فولكلوراً بلدياً، و"حكي قرايا" بعيداً من السرايا الشاهانية والثوروية السرية والسردابية، بالسياسات الكبيرة، والتغيرات العسكرية والاستراتيجية الكونية، على قول اعيان المذهب وحلفائهم (فحطَّ الرأي هذا على لسان عمر كرامي، الأفندي الطرابلسي، فقال، وهو القائد الميداني المجرب، إن "حرب تموز" غيرت المقاييس والمعايير العالمية، وهو حدّث عن ثقاة معصومين).

فالأجسام المرصوصة، أو الدشم الاجتماعية والمذهبية المحلية، المسورة بالأعلام والصور واللافتات، والممتلئة تعصباً وإيماناً (ايمان الأعراب القرآني) واحتشاداً وسلاحاً وبطالة، هذه الأجسام جزء متين، وركن من أركان كتلة اقليمية عريضة. وتضوي الكتلة هذه "دولاً"، تقر لها العلاقات الدولية بهذه الصفة، ولا يسع "المجتمع الدولي" نفيها منه على رغم معرفته بمروقها ونهوض سلطانها على الاستيلاء في الداخل والخارج. فتتوسل بصفتها ذريعة الى مد نفوذها، والتسلل الى ثنايا الجماعات في الدول الوطنية الأخرى، والمفاوضة على مصائرها مع ذوي الإرادات "الطيبة"، والناشدين أدواراً وأوزاناً لدولهم وأحزابهم وأنفسهم. ولكن يد الدول المنتحلة الصفة هذه، أي عصبياتها المستولية، كانت لتكون قصيرة ومكفوفة لولا الحارات والجيوب المنتشرة في البلاد كلها، ولولا انكفائها و"كبكبتها"، على ما كان أصحاب النظر يقولون في قتال الخوارج. فالحارات والجيوب "المتكبكبة" تتولى الغارات على الجبهات والمحاور المبثوثة في البلاد والجماعات والأحزاب والنقابات والإدارات والهيئات والأسلاك والعائلات وبني العمومة وبني الخؤولة والطبقات الاجتماعية. والرد عليها يورط الراد، دولة كان أو سلكاً أو، ويورده مورد العدوان على "الشعب". فالدشمة تنقلب الى "الأمة" من غير نصب، وتتصل بالجيوب الأخرى، وتنشئ "محوراً" سمة سياسته، الى تخريب الدول والمجتمعات، المطاولة. فوقت المحور يدوم طويلاً، على قول ديغول.

 

المسافة الفاصلة بين المقاومة و"حزب الله"

محمد علي مقلد/المستقبل    

المقاومة، كل مقاومة، عالم ومنظومة قيم؛ والحزب، كل حزب، عالم مختلف ومنظومة قيم أخرى. لكل منهما معيار ومنهج عمل، قد يكونان جسماً واحداً لكن بعقلين مختلفين. المقاومة تضحية وعطاء والحزب سعي وراء المصالح السياسية المباشرة والصراع على السلطة.

أساس المقاومة تضحية قد تبلغ حد التضحية بالنفس، ولهذا فإنها تشبه ما يضحى من أجله من حيث القداسة، هي تأخذ قبساً من قداسة الله إن كانت التضحية من أجله، وهي كل القداسة إن كانت في سبيل قضية كحرية الأوطان. ذلك أن المقدس، لغة، ضد المدنس. إنه الطهارة والتنزيه، الطهارة من الذنوب والتنزيه عن مدنسات الدنيا، أي وسخها.

المقاومات الحديثة قامت على النضال حتى الشهادة، ومنها من بدأ درب النضال بالشهادة، في سبيل حرية الأوطان: المقاومة الفرنسية والسوفيتية والفيتنامية والكوبية والفلسطينية واللبنانية وغيرها. هذه كلها ارتبط اسمها وأصلها وفصلها بأوطان، أي ببلاد بعينها لها أرضها وحدودها وقوانينها وسيادتها ودولتها، الخ. وهي كلها حظيت بنعيم القداسة فنصبت لها التماثيل وتخلد الشهداء فكتبت بأسمائهم شوارع وساحات ومؤسسات، وعلقت صورهم على جدران المدن وفي القاعات وتحولت إلى نياشين على الصدور، الخ، الخ. المقاومة وتضحياتها في كل هذه البلدان والحالات كانت موضع إجماع وافتخار، إلا في لبنان، حيث المقاومة موضع التباس، وهذا مناف للمنطق ولقداسة الموت من أجل القضية. إنه التباس يكتنف القضية لا التضحية من أجل القضية.

من هذه الالتباسات مثلا ما أحاط بمقاومة "القوات اللبنانية" التي بذلت، من دون شك، خلال الحرب الأهلية اللبنانية، تضحيات كبرى، لكنها لم تكن تضحي من أجل وطن. وإن هي زعمت أنها فعلت ذلك من أجل لبنان فلبنانها كان الوطن القومي المسيحي لا التعددي، ما يعني أن تضحياتها سفحت على مذبح العنصرية اللبنانية والمسيحية ضد العروبة والإسلام، ففقدت أهم عنصر من عناصر القداسة في تضحياتها ألا وهو الإجماع الوطني، أي إجماع اللبنانيين، لأن الإجماع هو وحده الذي ينزهها عن التحول إلى مادة نزاع في صراع المصالح. من هذا المنطلق يبدو أن استرجاع بطولات الحرب الأهلية اليوم، لتوظيفها في الصراع السياسي الراهن لا يفيد بشيء منطق حزب القوات اللبنانية الحالي المدافع عن لبنان آخر غير لبنان المسيحي، بعد أن كان قد ظهر، إبان الحرب الأهلية، في صورة المعادي للعروبة ولسوريا وللفلسطينيين.

من الالتباسات ما أحاط ببعض بطولات وطنية حقاً، حيث بذلت تضحيات من أجل تحرير الوطن من دنس الاحتلال، ذلك لأن بعض تلك البطولات لم تكن تستهدف فحسب تحقيق الهدف السامي، أي تحرير التراب اللبناني من الاحتلال، بل كانت ترمي، ما بعد التحرير، إلى الدفاع عن وطن آخر غير لبنان اللبناني، وطن اشتراكي أو قومي عند المقاومة الوطنية اللبنانية وعند سواها من الأحزاب القومية، وإسلامي عند حزب الله. حتى أن بعض المقاومين أهدوا عملياتهم الاستشهادية إلى الرئيس "المفدى" رئيس الدولة السورية، أو رئيس الدولة الإيرانية، وبعض المقاومة الإسلامية اليوم يهدونها إلى روح الله أو إلى دولة ولاية الفقيه ودولة المهدي. إذن أين الوطن من كل هذا؟ من هنا أيضا غاب الإجماع الوطني وبالتالي قداسة القضية والشهادة.

شرط المقاومة أن تقوم من أجل الوطن، أن يكون لها وطن. ولا تحل أية قضية، مهما تكن مقدسة، محل الوطن. ولهذا فإن "الجهاد" في سبيل الله ليس مقاومة ولو تضخمت تضحياته، لأن الله ليس قضية وطنية بل قضية دينية. الجهاد في سبيل الله، في أيامنا هذه، لم يعد تبشيراً دينياً ضد المشركين من عبدة الأوثان، بل هو نضال حزبي فحسب ولو استحضرت مفرداته اللغوية من القرآن والكتب الدينية والطقوس والمعتقدات المذهبية. إذن هو نضال سياسي لا ديني. ولأنه حزبي وسياسي فلا يكون موضع إجماع، لأن السياسة صراع على المصالح، بل صراع على السلطة والنفوذ، صراع يظل مموهاً إلى أن تفضحه المصالحات والاتفاقات، فيقال، علام إذن كان الخلاف؟ وإذا كانت تضحياته مقدسة، ككل تضحية، فهي تكتسب طابعها المقدس من علاقتها بالطقوس الدينية لا بالأوطان.

الإجماع شرط القداسة الوطنية، وقد حظيت به المقاومة اللبنانية مرتين: الأولى حين اكتسب نضال الحزب الشيوعي اللبناني في المقاومة، وفي المقاومة حصراً لا في سواها، نوعاً من الأفضلية النسبية، لأن أسماء شهدائه موزعة على مناطق لبنان وطوائفه كلها، إذن لأن مشروعه بدا، في كثير من وجوهه، مدافعاً عن كل لبنان لا عن جزء منه، فحقق بذلك بالدم إجماع المناطق والطوائف. ثم زاد حجم التضامن اللبناني معه حين بدا كأن مقاومته انفكت عن السياسة الرسمية للإخوة والرفاق في دروب النضال القومي، ولم تعد تهدى عملياته إلى الشقيقة، بل حتى أن تلك العمليات صارت غير مرغوبة من قبلها. والثانية حين أحرزت المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله نصراً مبيناً على قوات الاحتلال الإسرائيلي ودحرتها.

أما النصر الذي زعمه حزب الله في حرب تموز 2006 فلم يكن موضع إجماع، أولاً لأن حزب الله رأى فيه نصراً إلهياً لا نصراً وطنياً، يعني نصراً صنعه الله لا المواطنون. ثانياً لأن مقاييس النصر والخسارة في عقلنا العربي لا تخضع لمنطق العلم والحسابات الدقيقة بل لمنطق العاطفة والحماسة والحمية والعنفوان عموماً والعاطفة الدينية على وجه خاص، ثالثاً لأن هذا "النصر" طرح على بساط البحث علاقة حزب الله بالمقاومة، فظلمت المقاومة وبطولات المقاومين وقداسة تضحياتهم بجريرة المصالح السياسية لحزب الله، وأديرت المعركة السياسية في صورة مغلوطة ومؤذية من قبل أطراف الصراع، بحيث بدا الاعتراض على تفرد حزب الله كأنه اعتراض على المقاومة وتضحياتها.

هذا الخطأ الشنيع لم يكن فحسب نتيجة حسابات خاطئة لدى قوى 14 آذار، بل كذلك نتيجة توظيف بارع لبطولات المقاومة و"تشبيح" فاجر قامت به جماعات 8 آذار في خطابها الشتائمي والتفجيرات المتنقلة وفي احتلال قلب المدينة وفي التهويل، الخ. وما لبث أن بلغ ذروته في أحداث أيار ـ 2008.

في أجواء المصالحات المنتشرة اليوم، تبدو المصالحة مع "حزب الله" هي الأبرز لأن الصراع معه هو الأخطر على الوطن ووحدته. إذن لا بد من المصالحة، لكن المصالحة مع المقاومة شيء ومع "حزب الله" شيء آخر. إنها مع المقاومة واجب مقدس تمليه ضرورات الوحدة الوطنية وتحرير التراب الوطني والتماسك الداخلي في مواجهة أخطار الخارج، كل الخارج الذي يتهم اللبنانيون بعضهم بعضاً بالعمالة له، أما مع "حزب الله" فهي ليست مصالحة، بل مهادنة فحسب بانتظار تبدل ما في سياسة الولي الفقيه أو حزبه، باتجاه مشروع بناء الدولة.

والخشية أن تتحول المهادنة إلى اتفاق بانت بشائره في الدوحة، ويتم اختزاله بمحاصصة رخيصة، بل تدميرية، في قانون الانتخاب.

   

 مجلس الأمن يدين «العمل الإرهابي» ويحض على تقديم المساعدة للسلطات السورية لجلب المتورطين إلى العدالة ...

انفجار سيارة مفخخة بـ200 كلغ متفجرات في دمشق: 17 قتيلاً و14 جريحاً

دمشق - ابراهيم حميدي - الحياة  - 28/09/08//

صورة عن التلفزيون السوري تظهر حطام سيارة مدمرة في مكان التفجير. (ا ب) 

ادى انفجار سيارة مفخخة بحوالى 200 كيلوغرام من المتفجرات، في منطقة مزدحمة بالمدنيين، جنوب دمشق، الى مقتل 17 مدنيا وجرح 14 آخرين. وساهم تعطيل المدارس والجامعات المجاورة لمكان الانفجار، في خفض عدد الضحايا.

وقال وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد ان وحدة مكافحة الارهاب المركزية بدأت التحقيقات لـ«معرفة فاعلي هذه العملية الجبانة» دون ان يوجه الاتهام الى اي جهة في انتظار نتائج التحقيق. وفور اعلان حصول «العملية الارهابية»، وهي الاولى من نوعها منذ سنوات، صدرت بيانات ادانة عربية ودولية. وتلقى الرئيس بشار الاسد برقيات تعزية بالضحايا وادانة لـ»العملية الارهابية» من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. كما قدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والاتحاد الاوروبي «التعازي الى الاسد والشعب السوري واسرة الضحايا».

وكانت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) نقلت عن «مصدر اعلامي مسؤول» ان سيارة مفخخة انفجرت في الساعة الثامنة وخمس واربعين دقيقة من صباح امس في طريق المحلق الجنوبي الذي يربط بين دمشق ومطارها الدولي وعند تقاطع يتفرع عند حي القزاز باتجاه منطقة السيدة زينب في جنوب العاصمة السورية».

وابلغ اللواء عبد المجيد التلفزيون الحكومي في اتصال هاتفي: «واضح انها عملية ارهابية استهدفت منطقة مزدحمة. والمكان المستهدف طريق عام وهناك عدد من القادمين والمغادرين. وللأسف الضحايا كلهم مدنيون». وقال، ردا على سؤال، انه لا يستطيع توجيه الاتهام الى جهة معينة، مؤكدا ان «التحقيقات الجارية ستوصلنا الى الفاعلين في هذه العملية الجبانة». لكن بعض الشهود، وجهوا في مقابلات مع التلفزيون الحكومي، «الاتهام الى العدو الاسرائيلي»، مؤكدين ان «العمل الجبان لن ينال من صمود سورية».

وكانت السلطات المختصة طوقت مكان الانفجار حيث تجري عمليات اصلاح لاحد جانبي طريق المحلق الجنوبي. وهرعت سيارات الاسعاف لنقل المصابين المدنيين الى مستشفيات حكومية. وكان بين المصابين اطفال وافراد من اسرة واحدة. واجرى التلفزيون الحكومي مقابلات مع عدد من المصابين وشهود العيان. ولاحظ بعضهم ان «العملية الجبانة جرت تزامنا مع ليلة القدر»، وان عدد الضحايا كان يمكن ان يكون اعلى بكثير لو لم تكن المدارس مغلقة. وبث التلفزيون صورا لـ«مدرسة القزاز الاولى المختلطة» بعد تعرضها لاضرار بالغة. كما اصيبت مكاتب معاهد اكاديمية بينها «المعهد التقني للمحاسبة والتمويل» ومنازل المواطنين باضرار بالغة. وروى احد عناصر الشرطة المدنية للتلفزيون الحكومي: «بينما كنت انظم حركة المرور عند الاشارة، سمعت انفجارا هائلا. اغمي علي للحظات، ثم هرولت الى السيارة لاراها مشتعلة». وزاد انه وجد نفسه لاحقا في المستشفى. وتفقد وزير الصحة ماهر الحسامي المصابين في مستشفى دمشق.

واعلنت المصادر الرسمية ان كمية المتفجرات بلغت 200 كيلوغرام، نقل شهود عيان ان دوي الانفجار سمع على مسافة بعيدة وصل الى الجانب الآخر من دمشق. وقال احد السائقين انه ظن ما حصل زلزالا.

وافادت «سانا» ان الرئيس الروسي  ميدفيديف بعث برسالة الى نظيره السوري «دان (فيها) العمل الارهابي، واصفا اياه بالجريمة النكراء»، مؤكدا تضامن روسيا و»موقفها الثابت دعما للجهود الدولية الجماعية في مكافحة الارهاب». كما اكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني «تضامن بلاده مع سورية لتجاوز اثار هذا المصاب الاليم». وابدى رئيس الوزراء الاردني نادر الذهبي «تضامن بلاده مع الحكومة السورية في التصدي لمثل هذه الاعمال الارهابية».

ونقلت «سانا» عن ساركوزي تأكيده «التزام فرنسا الحازم بالسلام والاستقرار في الشرق الاوسط». وشدد الاتحاد الاوروبي على «وجوب الكشف عن هؤلاء الارهابيين وملاحقتهم وسوقهم الى العدالة». كما دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان «الاعتداء الاثم الذي وقع في دمشق، عاصمة الرفعة العربية»، مؤكدا للاسد «تضامني الشخصي والشعب اللبناني معكم في مواجهة ما يحدق بامتنا العربية».

وفي نيويورك («الحياة»، ا ف ب)، دان مجلس الامن، في بيان، «باشد التعابير الهجوم الارهابي» في دمشق. وجاء في البيان ان اعضاء المجلس «يعربون عن تعازيهم لاسر الضحايا والشعب والحكومة في سورية... ويشددون على ضرورة ان يجلب الى العدالة المنفذون والمخططون والممولون والراعون لهذا العمل الارهابي، ويحضون كل الدول، تماشيا مع واجباتها في ظل القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة، على التعاون النشط مع السلطات السورية في هذا الشأن». وبعدما شدد الاعضاء كل « ان الاعمال الارهابية اجرامية وغير مبررة» اعادوا التذكير «انه ينبغي على كل الدول ان تأخذ كل الاجراءات لمحاربة الارهاب»، وكرروا «العزم على مكافحة كل اشكال الارهاب، وفق مسؤولياتهم في اطار ميثاق الامم المتحدة».

واعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية غوردن دوغويد ان بلاده تدين انفجار السيارة المفخخة في دمشق. وقال: «ندين هذا الاعتداء واي عمل ارهابي آخر، ونقدم تعازينا الى عائلات الضحايا». واضاف: «لا نملك اي دليل على تهديد محدد للجالية الاميركية او السفارة».

وفي مدريد، قالت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان ان «حكومة اسبانيا تدين بشدة الاعتداء الارهابي هذا الصباح قرب دمشق، وتعرب عن تضامن اسبانيا مع السلطات والشعب الصديق في سورية». وابدت مدريد «اقتناعها الكامل بان هذه الاعمال الاجرامية لن تنجح في زعزعة الاستقرار» في هذا البلد.

وفي روما، ندد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في برقية تعزية بعث بها الى نظيره السوري وليد المعلم بـ «الاعتداء الهمجي الذي شهدته سورية متسببا بالعديد من الضحايا ... مع تكرار تصميمنا على تعزيز الالتزام المشترك بالتصدي للارهاب

 

وصف سليمان برمز الاستقلال سائلاً اذا كان صلوخ تصرف بعلمه ...

مسؤول أميركي: فرنسا أنشأت أمراً واقعاً ومشكلة سورية مع لبنان ليست في السفراء

واشنطن - رندة تقي الدين وجويس كرم- الحياة - 28/09/08//

قال مسؤول أميركي لـ«الحياة» ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان «يمثل رمز الســيادة الاستقلال»، واصفاً زيارته واشنطن بأنها كانت «جيدة وتظهر الدعم الأميركي لمؤسسات الدولة، اذ كانت اجتماعات سليمان مع جميع المسؤولين جيدة، وإنْ ترك ما قام به وزير الخارجية فوزي صلوخ بعض الاستياء عندما كشف للصحافة تفاصيل ما جرى من أحاديث بين الرئيسين الأميركي جورج بوش وضيفه اللبناني».

واوضح ان بوش يعتبر حديثه مع سليمان «من نوع الاحاديث التي يتبادلها مع مختلف زعماء العالم، تعطى عنها فكرة للصحافة ولكن ليس بالتفاصيل الدقيقة مثلما فعل صلوخ، وهذا ترك مرارة في البيت الأبيض». وزاد المسؤول ان ذلك «اظهر صلوخ وكأنه يبعث برسالة الى سورية ليطمئنها، ما اثار استياء في البيت الأبيض... وإذا كان صلوخ اراد أن يبلغ أصدقاءه في «حزب الله» ودمشق، كان يمكنه أن يتصل بهم هاتفياً».

وسأل: «هل كان ذلك بموافقة الرئيس سليمان؟.. وهل أدلى الرئيس سليمان بما جرى من أحاديث خاصة بينه وبين الرئيس (السوري) بشار الأسد بالتفاصيل الى الإعلام، طبعاً لا. لماذا اذاً لم يتعامل مع الرئيس الأميركي بمستوى الاحترام نفسه الذي أبداه صلوخ تجاه الرئيس السوري؟».

على خط مواز، اعتبر المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن لقاء بوش - سليمان «حمل رمزية كبرى اذ أن الرئيس سليمان رمز السيادة والاستقلال وهو ليس (الرئيس السابق) اميل لحود ولا ممثل سورية في لبنان، بل هو لبناني ويلعب دوراً حذراً جداً كي يتأكد من انه لا يختلف مع أحد، وأيضاً كي يحمي نفسه».

ورأى ان سليمان «في الوسط وغير منحاز لا للغالبية ولا للمعارضة، ويحاول أن يكون رجل دولة لبنانياً على رغم أنه لا يملك الكثير من السلطات الدستورية، وهو عبر عن رغبته في ان يكون له المزيد منها»، واستدرك بالقول: «لكن لديه بعض السلطات الدستورية المهمة وهي توقيع مراسيم الحكومة».

وأضاف ان سليمان «عسكري أيضاً وفي قلبه كعسكري لا يحبذ ان تكون هناك ميليشيا أقوى من الجيش، وقد يكون في نفسه غير مرتاح لمثل هذا الواقع. هذا لا يعني انه ينظر الى تجريد «حزب الله» من سلاحه ولكن يعني انه يؤيد مؤسسات الدولة»، واكد ان الأميركيين سيساعدون الجيش اللبناني.

وعلى صعيد آخر، قال المسؤول الاميركي نفسه لـ «الحياة» ان الادارة الاميركية اوفدت الى اسرائيل السفير جيفري فيلتمان، احد معاوني مساعد وزيرة الخارجية الاميركية (كونداليزا رايس) دايفيد ولش، «للتوضيح للاسرائيليين ان الادارة الاميركية تتمنى ألا تخل اسرائيل باهتمام الادارة الاميركية بسيادة لبنان واستقلاله عبر مفاوضاتها مع سورية. فالمسؤولون الاسرائيليون اكدوا للادارة الاميركية ان مفاوضاتهم مع سورية جدية وان اهتمامهم في لبنان أمني بحت».

واعتبر المسؤول ان اسرائيل «تفهم تماماً ان أساس السياسة الاميركية في لبنان هو ان يبقى سيداً ومستقلاً... لأنه قبل حوالى ست سنوات كانت السياسة الاميركية تنظر الى لبنان في اطار سياستها ازاء سورية واسرائيل والفلسطينيين. أما الآن فهي تعتمد سياسة إزاء لبنان مستقلاً... وقد أدركت اسرائيل ذلك». وقال: « إذا قام «حزب الله» بأي عمل يهدد أمن اسرائيل سترد، ولكن لن تشن اسرائيل حرباً وقائية مسبقة، غير انها تراقب كيف يدخل السلاح من دون أي مراقبة عبر سورية لـ «حزب الله» ومن دون أي مشكلة وبكثافة».

وعن تحرك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى سورية، قال المسؤول: «الادارة الاميركية بخلاف ما قاله الفرنسيون، لم تعطِ أي ضوء أخضر للانفتاح الفرنسي على سورية، لكن الفرنسيين انشأوا أمراً واقعاً. وفي الماضي عملت الولايات المتحدة في شكل جيد مع فرنسا حول لبنان... ما قام به وزراء خارجية ألمانيا واسبانيا وايطاليا بتوجيه رسالة الى دمشق حول لبنان كان نهجاً اكثر ايجابية. والفرنسيون قالوا لنا ان ما يبدو لنا انفتاحاً غير مشروط على بشار الاسد هو ليس الواقع وان عيونهم مفتوحة وهم مدركون ما يقوم به بشار الأسد فلنرَ!».

وأضاف المسؤول: «إقامة علاقات ديبلومــاسية بين بلدين هو رمز مهم في العلاقة بينـــهما، ولكن بالنسبة لسورية ولبنان عدم وجود سفير سوري في لبنان ليـــس المـــشكلة الاولوية، والانفــــتاح الكبير على بشــــار الأسد نتيـــجة إرساله سفيراً الى بيروت، خطأ».

وزاد المسؤول الاميركي: «فرنسا تجري هذا التقارب مع سورية، واسرائيل لها مفاوضات مع سورية، وهناك تساؤل وجدال في الولايات المتحدة حول هذا الموضوع، والى أي مدى سيحمي هدفنا ومصالحنا في لبنان وإذا كانت مصالح فرنسا في لبنان متطابقة مع اهتماماتنا وأهدافنا - ومصالحنا بالدرجة الاولى سيادة لبنان واستقلاله - واذا كان (الفرنسيون) فعلاً سيستخدمون حوارهم مع سورية من أجل حماية لبنان، والفرنسيون يقولون لنا انهم ليسوا ساذجين ويعرفون بشار الأسد وحوارهم معه لمساعدة لبنان... هل هذا صحيح؟ سنرى».

ورأى ان السياسة الاميركية تجاه لبنان لن تتغير بصرف النظر عمن سيربح الانتخابات الرئاسية المقبلة بين الديموقراطيين والجمهوريين، من دون ان يستبعد حواراً بين دمشق وواشنطن،

وتابع: «حتى في حال عودة حوارهم مع سورية وعودة السفير الاميركي اليها، لا يعني ذلك ان الرئيس الاميركي الجديد سيزور بشار الاسد ويقدم له الانفتاح على الطريقة الفرنسية».

المسيحيون يقررون الغالبية النيابية

وبالنسبة للانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة، اعتبر المسؤول ان «اي غالبية مقبلة ستكون بعدد صغير من النواب، وسيقررها المسيحيون لأن الشيعة سيصوتون لـ «حزب الله» والسنة لتيار «المستقبل» والمسيحيين سيقسمون أصواتهم».

ولفت الى تحالف النائب ميشال عون مع «حزب الله»، متمنياً «ان يفهم المسيحيون ان مصيرهم أضمن مع 14 آذار منه مع «حزب الله»... وهو حزب أقلية قوية يحميهم في بحر سنة خطير في المنطقة، والتمني ان يدرك المسيحيون انهم لا يريدون مستقبلا في ظل حكم «حزب الله».

واضاف: «مهما كانت نتيجة الانتخابات وحتى لو حقق «حزب الله» غالبية، فهذا لا يعني انقلاباً على طريقة ما حصل في غزة لأن النظام في لبنان يفرض توازنات وقيوداً على البعض مثلما فرض «حزب الله» قيوداً على 14 آذار وهو في المعارضة».

ورأى المسؤول الاميركي ان «على قوى 14 آذار استقطاب المسيحيين الذين لا ينتمون الى جعجع ولا الى عون كي يكونوا حلفاءهم والا يؤيدوا عون لأنه يريد نفسه ولا يريد بناء دولة بكل معنى الكلمة، و14 آذار حتى الآن لم تقم بمثل هذه الجهود تجاه هؤلاء المســــيحيين الذين هم الآن أكثر ميلا الى عون لأنهم لم يأخذوا التطمينات اللازمة والرسالة اللازمة من 14 آذار». وختم منبهاً المســــيحيين من خطورة اعطاء الغالبية لـ «حزب الله» وحلفائه «لأنها قد تعني عودة التأثير السوري اكبر في الحياة اللبنانية

 

 

حين نختلف في السياسة لا نكون بحاجة إلى مصالحة وإنما إلى تواصل"

فرنجية: عون لن يتمكّن من أن يأتي ولو بكتلة في انتخابات الـ2009 

غادة حلاوي ، السبت 27 أيلول 2008

إعتبر النائب سمير فرنجية أن "كلمة مصالحة لا تنطبق على ما حصل في قريطم، لأن المصالحة تعني المراجعة والاقرار بالاخطاء والتوصل الى قاسم مشترك ما بين الاطراف المتصالحة"، مؤكدًا في الوقت نفسه أنّ "هذا النوع من المصالحات مطلوب في الفترة الحالية فهو أمر مهم يخفف التشنج ويعيد التواصل وربما يفتح الباب امام اعادة تركيز العلاقات على قواعد طبيعية"، مشددًا على أهمية انعكاس هذا اللقاء على الوضع الأمني".

فرنجية وفي حديث لـ”nowlebanon.com” أمل أن "يعمّم حزب الله أجواء المصالحات على فريق 8 آذار الذي لا يزال بعضه يردد خطابا متشنجا كالعماد عون".

منوهًا باعتذار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي رأى فيه "سابقة لا يقدم عليها الا القوي" وقال إن"كلام جعجع عكس تواضعا في الاقرار بالخطأ وفي تقديم الاعتذار ولولا تم تعميم هذا النهج في البلد لساعد كثيرًا في طيّ صفحة الماضي وأوصلنا الى مصالحة بمعناها النبيل"، مضيفًا "لكنّ الرد الذي سمعناه من الأطراف المسيحية المعارضة كان ردًا سخيفًا، وكأن الاعتذار قدم اليهم بينما هو قدم الى الشعب اللبناني... إذ إنّ المطلوب ليس الاعتذار من قادة الحرب وإنما اعتذار كل قادة الحرب من الشعب اللبناني"، داعيًا النائب السابق سليمان فرنجية والنائب ميشال عون إلى "التشبّه بجعجع وتقديم الاعتذار".

وذكّر فرنجية بأنّ "لحظة 14 آذار 2005 كانت في الاساس لحظة مصالحة عفوية للناس حول ضريح الرئيس رفيق الحريري، وفيها جانب عجائبي لم يتوقعه أحد، نزل الناس الى الشارع وأخرج الجيش السوري من لبنان، فكان المدخل الفعلي للمصالحة". مشدّدًا على انه "حين نختلف في السياسية لا نكون بحاجة الى مصالحة وانما الى تواصل".

وإذ كشف فرنجية أن "14 آذار في صدد التقدم بلائحة واحدة للانتخابات النيابية المقبلة من الناقورة وحتى النهر الكبير... ولن ندخل الانتخابات بـ"المفرّق"، جزم أنّ "ظاهرة ميشال عون انتهت" وقال إنّ "عون الذي تمكن في الانتخابات الماضية من الفوز بلائحة كبرى لن توجد قوة في العالم تجعله يأتي في انتخابات 2009 ولو بكتلة".

وفيما يلي نص المقابلة مع النائب سمير فرنجية

هل ترى ان المصالحة التي تمت في قريطم فتحت صفحة جديدة في العلاقة بين "المستقبل" و"حزب الله"؟

ربما كانت كلمة مصالحة كبيرة لان المصالحة تعني المراجعة والاقرار بالاخطاء والتوصل الى قاسم مشترك ما بين الاطراف المتصالحة، ولكن ما حدث من لقاء في قريطم امر مهم يخفف التشنج ويعيد التواصل وربما يفتح الباب امام اعادة تركيز العلاقات على قواعد طبيعية . انعكاس هذا اللقاء على الوضع الامني مهم، وهذا النوع من المصالحات مطلوب في الفترة الحالية . الاحتكام الى السلاح لا يؤدي الا الى الخراب والمصالحات التي تمت في قريطم وقبلها في الجبل والشمال كان لها وقعها الايجابي على حياة الناس. لاول مرة تحصل مصالحة سنية علوية في طرابلس منذ الحرب الاهلية وهذا امر مهم. الذي حصل في قريطم  ليس حاسمًا لكنه يمكن أن يشكل مدخلا الى اعادة علاقات طبيعية بين اللبنانيين.

 

ما هي انعكاسات مثل هذه المصالحات على 14  آذار؟

جرى الاتفاق في لقاء 14 آذار الأخير أنّ هذا النوع من المصالحات مطلوب في المرحلة الحالية وبالتالي ليس له انعكاسات داخلية على التوازنات ما بين قوى 14 آذار . ربما يكون الامر معكوسًا إذ لا نزال نشهد أن اللغة المعتمدة من قبل بعض 8 آذار هي لغة التشنج والحرب وليست لغة مصالحات.

 

من هو هذا البعض؟

العماد عون مثلًا، الذي شبه فريق 14 آذار بالنساء اللواتي يتعرضن للضرب من قبل رجالهن، وهذا الكلام يُعد أولًا تشبيهًا عنصريًا لا يليق به، وثانيًا ضرب الرجل لزوجته  ليس "مرجلة"، وثالثًا فيه شيء من التخلّف.

صحيح ان ليس لمثل هذا الاسلوب انعكاس على الارض ولكنه اسلوب تعاطي ينتمي الى عهود ما قبل الحضارة، فمن هذه الناحية نتمنى من "حزب الله" تعميم جو المصالحات وتخفيف هذا النوع من الخطاب. وهنا آخذ مثلا الدكتور سمير جعجع الذي قدم اعتذارا من الشعب اللبناني باسمه وباسم القوات اللبنانية وكان وقع هذا الاعتذار كبيرًا لأنه مثّل  سابقة على مستوى الحياة السياسية اللبنانية، ولأنّ المنطق السياسي في لبنان محكوم بعقلية عشائرية بحيث أن القائد لا يخطئ وإذا هو أخطأ لا يعتذر. كلام جعجع عكس تواضعًا في الإقرار بالخطأ وفي تقديم الاعتذار ولولا تم تعميم هذا النهج في البلد لساعد كثيرا في طي صفحة الماضي وأوصلنا الى مصالحة بمعناها النبيل، لكن الرد الذي سمعناه على كلام الدكتور جعجع من الاطراف المسيحية المعارضة كان ردًّا سخيفًا وكأن الاعتذار قدم إليهم، بينما هو قُدّم الى الشعب اللبناني لأنّ أي جريمة ارتكبت لم ترتكب من فريق ضد فريق، فمثلًا حين جرى في بداية ما سمّي "حرب التحرير" عام 1989 قصف بيروت الغربية، ألم تكن هذه جريمة بحق الناس؟.

المطلوب ليس الاعتذار من قادة الحرب وانما اعتذار كل قادة الحرب من الشعب اللبناني وهذا امر يضاعف من قيمتهم ولا ينتقص منها شيئًا.

 

لماذ جاء الاعتذار في هذه الفترة تحديدًا وبموازاة الحديث عن موقف قواتي حرج في الانتخابات؟

الاعتذار لا يصدر عن ضعيف وانما عن شخص قوي، والضعيف يبقى سجين منطق التبرير والاتهام، ثم ان روحية 14 اذار هي التواصل مع الآخر، فلحظة 14 آذار 2005 كانت في الاساس لحظة مصالحة عفوية للناس حول ضريح الرئيس رفيق الحريري، وفيها جانب عجائبي لم يتوقعه احد، نزل الناس الى الشارع وأخرج الجيش السوري من لبنان، فكان المدخل الفعلي للمصالحة. حين نختلف في السياسية لا نكون في حاجة الى مصالحة وانما الى تواصل.

 

هل هناك مبادرة بطريركية لتوحيد الصف المسيحي؟

حصلت مبادرة منذ عامين تقريبًا حول ميثاق الشرف ولم تتوصل الى نتيجة. اليوم، وكي يتمكن البطريرك من لعب هذا الدور، يجب ان يسلم الافرقاء امرهم الى البطريركية ولكن في الاسبوع الماضي سمعنا هجومات عنيفة ضد البطريرك وحتى في حادثة بصرما هاجم النائب السابق سليمان فرنجية البطريرك للمرة المئة، ورفض ميشال عون ان يقوم البطريرك بمبادرة معتبرًا أنها مهمة رئيس الجمهورية، وهذا كلام فارغ إذ إنّ المطلوب من ميشال عون تحديدًا أن يقوم بخطوة مماثلة للتي قام بها سمير جعجع وان يخطر اللبنانيين أين أخطأ وأين أصاب وأن يعتذر. حتى في المفهوم الديني فالمصالحة والاعتذار في صلب مبادئنا الدينية وليست مسألة مفتعلة.

 

تمنيت على "حزب الله" تعميم جو المصالحات على حلفائه، فهل تطلب من الحزب الإيعاز لحلفائه وفي مقدمهم "التيار الوطني الحر" بالتهدئة والذهاب نحو المصالحة؟

اللقاء الذي تم في قريطم محكوم باعتبارات أمنية غير موجودة في الذي نقوله عن العماد عون، ولكن ما اقوله ان المطلوب ان يرفع خطاب المصالحة الذي ينتهجه "حزب الله" مستوى التخاطب في صفوف 8 آذار حيث اننا نسمع فريقًا يشتم وفريقًا آخر يذهب الى المصالحة. وأتوجّه بنصيحة أخوية لـ"حزب الله" أن يهتمّ في طريقه أو في لحظة فراغ بميشال عون ويخبره ماذا يجري ويطلب منه تخفيف هذه اللهجة التي تخسر ولا تربح.

 

وهل تعتقد ان "حزب الله" لا يضعه في أجواء ما يحصل؟

ربما يخبره ولكنه لا يستوعب، أنا لا أعرف طبيعة العلاقة القائمة بين الطرفين ولكن الكلام الذي سمعناه منذ يومين هو كلام "حربجي" فصحيح أن قائله لا يملك سلاحا بين يديه ولكنه يشكّل دعوةً لتكرار مآسي المرحلة الماضية.

 

هل ما زالت 14 آذار فريقًا متماسكًا فعلا؟

صحيح أن هناك تنوعًا في 14 آذار وتظهر بين الحين والآخر تمايزات بين أعضائه لكنها لا تتعدى كونها تمايزات ظرفية، ولا يوجد تباين حول المصالحات، وفي مسألة الانتخابات هناك عامل طبيعي وهو مشروعية من يريد أن يترشح. ولو أنه ما زال الوقت مبكرًا، لكني أؤكد ان 14 اذار في صدد التقدم في لائحة واحدة من الناقورة وحتى النهر الكبير ، ولن ندخل الانتخابات " بالمفرق" .

 

هل تجزم ان المصالحات التي تحصل لن يكون لها انعكاس على مستوى التحالفات الانتخابية؟

على مستوى هذا النوع من المصالحات أجزم ان هذا غير وارد، وبالتأكيد فإنّ هذه المصالحات ستسمح بإجراء انتخابات في جو هادئ. لكن لا أعرف اذا كانت هذه المصالحات  ستؤدي في مرحلة لاحقة الى كلام في العمق حول الخيارات السياسية، فإذا حصل ذلك نكون قد تجاوزنا كل الأزمات الماضية ولكن المصالحات بشكلها الراهن لن تؤدي إلى أي تبديل في صورة التحالفات ولسنا ذاهبين إلى تحالف رباعي أو خماسي.

 

ما تقييمك لقانون الانتخابات الجديد؟

لا شك ان القانون الذي نناقشة هو أكثر تخلفًا من قانون بطرس، في حين تعتبره قوى 8 آذار إنجازًا.

 

ربما لأنه يضمن الحصة الأكبر للنائب ميشال عون؟

العماد عون غير قادر على ان يأتي بحصة، فظاهرة ميشال عون انتهت. عام 2005 صوت الناس لميشال عون لانه 14 اذار الفعلي واعتبروا ان الآخرين خانوا 14 آذار وعقدوا حلفًا رباعيًا، ومن صوّت له في الماضي اعتبروا أنهم صوتوا لأكثر شخص راديكالي وجذري في خياراته من 14 اآذار ولكنهم اكتشفوا مع الوقت أنّ عون تحوّل إلى ركن أساس في 8 آذار يحاول اليوم التعويض على خسارته المؤكدة في جبل لبنان ببعض المناطق في الجنوب وبعلبك الهرمل. وفي هذا الاطار هناك مشكلة عند 8 آذار الذين سيخسون معركة جبل لبنان بالتأكيد وهذا ربما يدفع  باتجاه تطوير المصالحة. والا امام "حزب الله" امتحان صعب لان عون الذي  تمكن في الانتخابات الماضية من الفوز بلائحة كبرى لن توجد قوة في العالم تجعله يأتي في انتخابات 2009 ولو بكتلة. وكي لا نستبق الامور من اليوم فربما إذا تغيرت الظروف لن تأخذ الانتخابات هذا الطابع المفصلي الحاد.

هل اقتنعت بأسباب الانتشار العسكري السوري على الحدود الشمالية مع لبنان؟ ولماذا التطمينات التي تكررت على لسان نواب الشمال من ان لا عودة سورية الى لبنان؟

لقد أثار مشهد الانتشار المخاوف في نفوس الناس غير أني أرى أن هناك ظرفًا سياسيًا يجعل العودة صعبة جدًا لأن سوريا تسير في اتجاه تقديم أوراق اعتماد للغرب، ثم أنّ العنوان الذي أعطته القيادة السورية للقيادة اللبنانية والذي هو ضبط التهريب ربما تكون أسبابه داخلية حيث هناك كمية شائعات تقول إن الاجراء ربما يكون متصلًا بخلافات  تحصل داخل الشق السوري ويتم فصلها عن لبنان.

  

النائب موزايا في عشاء ل"التيار الوطني في ميفوق: هناك مافيات تتحكم بلبنان وإقتصاده ولقمة عيش أبنائه

جبيل - وطنية - 28/9/2008 (سياسة)أقامت هيئة" التيار الوطني الحر" في ميفوق - القطارة ، عشاءها السنوي في" مطعم قصر العسل" في ميفوق ، في حضور النائب شامل موزايا ممثلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ، رئيس البلدية يوسف وهبه ، المختار كمال حشاش ، وقياديين في التيار، وحشد من المدعوين .

بعد النشيد الوطني وتعريف من جانيت عساف ، القى منسق التيار في ميفوق - القطارة ايلي بطرس كلمة دعا فيها " الجميع الى التلاقي والتواصل والتعاون من اجل البلدة وتعزيز الروابط الاجتماعية على اساس قبول الاخر واحترام وجوده وافكاره لترسيخ الشراكة الحقيقية "، ونبه الى "ان التيار لن يسمح ابدا بحصول تصرفات هوجاء وغير حضارية تسيء الى كيانه " .

والقى منسق جبل لبنان الشمالي في التيار الدكتور ناجي حايك كلمة اشار فيها الى" ان اقرار قانون الانتخاب العتيد شكل سبت النور في السياسة اللبنانية وبدء قيامة المسيحيين في لبنان.

والقى النائب موزايا كلمة نقل في مستهلها " تحيات العماد عون الى اهالي ميفوق معقل الصمود في وجه الظلم والطغيان والحقد "، واشار الى " ان الجميع في الطائف بارك ذلك الاتفاق الذي اخرج المسيحيين من الحكم وهمش الرئاسة الاولى حتى جاءهم الجنرال عون بعد 15عاما من النفي متسلحا باصوات الشرفاء والاحرار في لبنان ليضع حدا للتهميش والتهجير والتجريح واستباحة حقوق المسيحيين".

وقال :"لقد قبلنا المشاركة في الحكم وتسلمنا الوزارات بهدف تحقيق مشروع التيار الوطني الحر مشروع التغيير والاصلاح، فاكتشفنا ان هناك مافيات تتحكم بلبنان واقتصاده ولقمة عيش ابنائه ، وهذه المافيات تنتفض كلما رأت ان مصالحها مهددة وتبدأ بحملاتها الاعلامية للتحريض الطائفي والمذهبي لتضليل الراي العام والهائه وتوجيه انظاره عن الفساد والسرقات والمشارع المشبوهة حفاظا على مصالحها الخاصة . فمهما وضعوا من عراقيل ومهما حرضوا لن نتخلى عن مواقفنا ، سنتابع مسيرة الاصلاح وسنحارب الفساد المستشري في كل الادارات لاننا نريد بناء لبنان الوطن والمواطن لا لبنان المزرعة لحماية اللصوص".

اضاف : لن نقبل بعد اليوم يا أبناء جبيل ان تعاقبوا وتهمشوا وتهجروا وان يجوع اولادكم لتنتفخ جيوبهم وبطونهم ولينفذوا مشاريعهم المشبوهة. لن يحصل التغيير والاصلاح الحقيقي الا بعد ان نكف يد هذه المافيات عن الوطن وخزينته واقتصاده وموارده . فلن يحصل التغيير والاصلاح الحقيقي الا بعد اجراء الانتخابات النيابية في 2009 لايصال ممثلي المسيحيين الحقيقيين والشرفاء في كافة المناطق اللبنانية ، وسيكون هناك انقلاب ابيض لتحرير الوطن من الفساد والمفسدين وتطهير الادارات والمرافق العامة من الازلام والسارقين حتى نبني لبنان الدولة العادلة ، دولة القانون والمؤسسات".

وانتقد " منع العسكريين من الاقتراع في القانون الانتخابي العتيد لانه لا يجوز ان يأتي هذا النص وكأنه عقوبة للجيش الذي يضحي في سبيل لبنان ويقدم مئات الشهداء وبالتالي كأنه يساوي بين هؤلاء الابطال والشرفاء وبين السارقين واللصوص والمجرمين".واقترح "الغاء هذه المادة والابقاء على الاقل على النص القديم".

وختم معاهدا " بتسونامي جديد في كل المناطق اللبنانية وسنثبت للجميع اننا شعب حر ومقاوم واننا شعب لبنان العظيم".

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد والقى عظة تمحورت حول الحرية: غالبا ما يساء استعمالها فيتسلح بعضهم بها ليرتكبوا المعاصي

ما نراه من محاولات تقارب بين متباعدين هو أمر نهنئ القائمين به

وفد لاسا استنكر الحادثة الامنية: المسلمون والمسيحيون اخوة

طربيه: الخلافات يجب ان لا تصعد الى بكركي ولا تنزل الى الشارع

وطنية- 28/9/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اليوم قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي المطران سمير مظلوم، المطران شكرالله حرب، الامين العام للبطريركية المارونية الخوري ريشار ابي صالح،القيم البطريركي العام الاب جوزيف البويري، والامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة بعنوان "لقد دعيتم الى الحرية" قال فيها:

"الحرية التي ينادي بها يسوع هي تلك التي تبتغي ارادة الله وتعمل بها. وليست حرية مطلقة متفلتة من كل قيد. وهذا ما يحدُثنا عنه البابا بنديكتوس السادس عشر في كتابه يسوع الناصرة. واليكم ما يقول: وحدث حدث مهم جدا لم يفهم مداه الاّ في الزمن المعاصر الذي سرعان ما أعطى عنه نصّا منفردا، وحتى مشوها. والترتيبات القانونية والاجتماعية الحسية، والأنظمة السياسية لم تعد مجمدة كحقوق مقدسة يقبل نصها بالنسبة الى جميع العصور، وجميع الشعوب. ان ما هو مقرر نهائيا، هو مشاركة الارادة الأساسية مع الله التي قدمها يسوع. وانطلاقا من هذه المشاركة، أصبح الناس والشعوب أحرارا لتمييز ما هو موافق لهذه المشاركة الارادية، في ما خص النظام السياسي والاجتماعي ليخلقوا هم أنفسهم أنظمة قانونية. ان غياب اي بعد اجتماعي في تبشير يسوع، وهذا ما ينتقده نيسنر بالكثير من التمييز من جهة اليهود، يخفي حدثا ذا مدلول تاريخي شامل، لا مثيل له في اية ثقافة أخرى: ان التدابير السياسية والاجتماعية الحسية قد وجهت توا من دائرة ما هو مقدس، ومن تشريع الحق الالهي، الى الحرية البشرية التي هي، عبر يسوع، مغروسة في ارادة الآب، والتي،انطلاقا منه، تتعلم ان تميز ما هو عدل وصالح.

وهوذا نحن عائدون مجددا الى توراة المسيح، والى رسالة الى الغلاطيين:" انكم مدعوون الى الحرية" ( غلا 5: 13). وليس الى حرية عمياء تعمل على هواها، وحرية "يراد بها ارضاء الجسد"، على ما كان بامكان بولس الرسول أن يقول، بل الى حرية ذات رؤية، مغروسة في مشاركة ارادية مع يسوع، وهكذا مع الله ذاته، الى حرية اذن تنهل من رؤية جديدة لتبني ما هو في أعماق التوراة، التي تجعله شاملا من الداخل مع يسوع، والتي " تكمله" هكذا بالفعل".

صحيح ان هذه الارادة، قد انتزعت تماما من نظر الله، ومشاركة يسوع. ان الحرية للشمولية وبالتالي لعلمنة الدولة تحولت الى شيء غريب عن الدين، الى "العلمنة" التي بالنسبة اليها يبدو ان نسيان الله، والتعلق فقط بالنجاح، أصبحا عناصر تكوينية. أما بالنسبة الى المسيحي المؤمن، فان قواعد التوراة تبقى مرجعا تشخص اليها عيناه.ان البحث، بالنسبة اليه، عن ارادة الله، بالمشاركة مع يسوع يبقى توجيها للعقل، بدونه يجازف العقل بالتعامي أو بالعمى.

وهناك ملاحظة أخيرة هامة. هذه الشمولية، شمولية الايمان والرجاء الخاصة باسرائيل، وما تبعها من تحرير للحرف للمشاركة الجديدة مع يسوع، هي ذات علاقة جديدة بسلطة يسوع وادعائه ابنا. وهذا التحرير يفقد وزنه التاريخي وقاعدته، اذا أعطينا عن يسوع تفسيرا ضيقا بجعلنا اياه رئيسا دينيا مصلحا سمحا. وتفسير التوراة تفسيرا سمحا يكون رأيا بسيطا لعالم التوراة، ولكنه لن يكون له أي وزن تاريخي. وبعد فالتوراة، ونشأتها في ارادة الله، تكونان قد فقدتا وزنهما، وان كل ما أعلن عنه، لا يبقى سوى سلطة بشرية، هي سلطة رجل عالم. وهذا لا ينشيء شراكة ايمان جديدة. والقفزة في الشمولية، والحرية الجديدة، التي لا بد لها منها، لاتتوفران الا بقوة طاعة كبيرة. وهذا لايمكن أن يكون له وقع تاريخي الا اذا كانت سلطة هذا التفسير الجديد ليست أقل من سلطة النص الأصلي ذاته: هذه السلطة يجب أن تكون الهية. والعائلة الجديدة الشاملة هي هدف رسالة يسوع، ولكن سلطته الألهية - حالة الابن يسوع في الاشتراك مع الآب- هي ما يجب توفره لكي يتمكن من الانطلاق الى أفق جديد أرحب دون خيانة ومجازفة.

وقد سمعنا نيسنر يسأ ل يسوع: هل تريد أن تحملني على خرق وصيتين أو ثلاث من وصايا الله ؟ اذا كان يسوع لا يتكلم بمطلق سلطان الابن، واذا كان تفسيره ليس بدءا لجماعة جديدة قائمة على طاعة حرة متجددة، فلا يبقى اذذاك الا هذا: يسوع يحمل على التمرد على وصية الله.

بالنسبة الى المسيحية في كل زمن، من الأهمية بمكان ألا تغيب عن نظرنا الرابطة القائمة بين تخطي الذات، الذي ليس هو "خرقا"، واتمام ما يجب اتمامه. ان نيسنر، مع احترامه يسوع كل الاحترام، - على ما رأينا- ينتقد بكل شدة انحلال العائلة، التي يراها تعمل في حض يسوع على " خرق" الوصية الرابعة، وأيضا التهديد ضد السبت، الذي يشكل احدى حجارة الزاوية لبناء اسرائيل الاجتماعي. والحال ان يسوع لا يريد أن يهدم العائلة، ولا الغاية من السبت بحسب الخلق، لكن عليه أن يوجد للآثنين مساحة جديدة أرحب. وهو بدعوته الى الانضمام معه الى عائلة جديدة شاملة في طاعة الآب المشتركة، فقد بدأ، على وجه التأكيد، بنسف نظام اسرائيل الاجتماعي. غير أنه بالنسبة الى الكنيسة التي أتت وتلك التي أصبحت، كان عليها أن تدافع عن العائلة المعتبرة كنواة لكل نظام اجتماعي، وان تلتزم العمل في سبيل الوصية الرابعة بكل ما لها من معنى: ونعرف ما تقوم به من كفاح اليوم في هذا السبيل. ونفهم اذذاك أن مضمون السبت يجب أن يجد ما له من قيمة في يوم الرب. ان الكفاح في سبيل الأحد هو جزء من اهتمامات الكنيسة الحالية، ولا سيما ان عصرنا يتسم بحالات تفسخ عديدة تنال من ضبط الوقت الذي تنتظم بموجبه الجماعة.

ان تداخل العهدين القديم والحديث تداخلا مألوفا، كان وسيبقى معطى أساسيا بالنسبة الى الكنيسة: ان خطب القائم من الموت تشدد على هذا الواقع، وهو أن يسوع لا يمكن فهمه الاّ في اطار" الشريعة والأنبياء"، وأن جماعته لا يمكنها أن تعيش الا في هذا الجو المفهوم على وجه صحي. في هذا المجال، هناك خطران تهددا الكنيسة منذ البداية، وسيتهددانها دائما: من جهة التمسك بالشريعة تمسكا خاطئا، وهذا ما حاربه بولس وما سمي عبر التاريخ للأسف" باليهودية". من جهة ثانية، نجد نبذ موسى والأنبياء، وبالتالي العهد القديم، وهو نبذ كان مرقيون أول من عبر عنه في القرن الثاني، وهو لا يزال احدى تجارب العصر الحديث الكبرى. وليس صدفة أن يكون هرناك ، بوصفه ممثلا بارزا للاهوت المتحرر، قد طلب أن يصير تبني ارث مرقيون ويحرر هكذا المسيحية من ثقل العهد القديم. ان تفسير العهد القديم، المنتشر اليوم انتشارا كبيرا، بطريقة روحية، وفصله عن كل مرجع اجتماعي وسياسي، يذهب في الاتجاه عينه.

وخلافا لذلك، ان اللاهوت السياسي على أنواعه، يؤول الى ادخال اللاهوت على طريق سياسي خاص، وهذا ما يناقض جدة رسالة المسيح وسعتها. وانه لمن الخطأ أن نعتبر مثل هذه النزعات كأنها "تهويد " للمسيحية، بما أن اسرائيل تأتي الى جماعة نسل "اسرائيل الأبدية" بطاعتها لمختلف ترتيبات التوراة الاجتماعية، بدلا من أن تجعل منها دواء سياسيا شاملا. وعلى وجه الاجمال، ان المسيحية تحسن الصنيع عندما تعتبر باحترام طاعة اسرائيل هذه، وتتخذ هكذا مدى أوامر الوصايا العشر الكبرى التي يجب على المسيحية أن تنقلها الى فسحة عائلة الله الشاملة، والتي قدّمها الينا يسوع بوصفه "موسى الجديد". لقد رأينا فيه اكتمال الوعد المقطوع لموسى :" سيقيم الله في وسطكم نبيا مثلي، بين اخوتكم" ( تثنية الاشتراع 18: 15).

لدى مشاركتنا في الحوار الذي دار بين الحاخام اليهودي ويسوع عبر تفكيرنا وبراهيننا، اصبحنا رفاقهما على طريق يسوع نحو القدس، وهذا ما يتجاوز الخطبة على الجبل. ولنعد الآن مرة جديدة الى ما في خطبة الجبل من تضاد التي عاد فيها يسوع الى مسائل نابعة من لوحة الوصايا العشر الثانية، وتقابل تعليمات التواراة القديمة بجذرية جديدة للعدالة أمام الله: عدم الاكتفاء بالامتناع عن القتل، بل الذهاب الى ملاقاة الانسان أخاه الغير المصالًََح لمصالحته. لا طلاق بعدُ. وليس فقط مساواة قانونية ( عين بعين وسن بسن) بل تلقي الضربات دون ردّها، وليس فقط محبة القريب، بل أيضا محبة الأعداء.

ان طابع الندية الرفيع الذي يعبر عن نفسه هنا، لا يفتأ يقلق الناس من كل نوع، ويؤثر فيهم كقمة عظمة أدبية ( لنفكر ببساطة بتعلق المهاتما غاندي بيسوع، الذي كان يعتمد فقط على هذه النصوص). ولكن ما يقال هنا، هل هو واقعي؟ هل علينا أن نتصرف هكذا، وهل يجوز لنا أن نفعل هكذا ؟ أفلا يهدم بعض هذه الأوامر، كما يعترض على ذلك نيسنر، كل نظام اجتماعي عملي ؟ وهل هذه طريقة بناء جماعة، وشعب؟

ان البحث الكتابي الحديث، عن هذه المسألة، استخرج بعض مظاهرهامة، فحلل بدقة بنية التوراة الداخلية وتشريعها. وأما في ما يتعلق بالمسألة التي نطرحها، ان تحليل مجموعة العهد (راجع خروج 20: 22-23، 19) هو مهم. في هذه المجموعة من القوانين، يمكننا أن نميز نوعين من الحقوق: الحق المعروف بالجدلي، والحق المعروف با لراهن.

الحق الجدلي يوفر قواعد لتنظيم مسائل حقوقية عملية : القواعد المتعلقة بحبس العبيد واخلاء سبيلهم، الجراح الجسدية التي أحدثها اناس أو حيوانات، التعويض على أثر سرقة، الى ما سوى ذلك. وما من تبرير لاهوتي اعطي، غير ان هناك عقوبات حسية تتناسب والضرر الذي وقع. وهذه القواعد الحقوقية تشكل حقا تطورا انطلاقا من الممارسة، وهو يعود الى هذه الممارسة، ويخدم بناء نظام اجتماعي واقعي يعود الى امكانات جماعة حسية، في وضع تاريخي وثقافي معين.

بهذا المعنى، هناك حق مشروط تاريخيا، قابل للانتقاد، ويستحق ذلك، على كل حال من وجهة نظرنا الأدبية. وفي اطار التشريع الكتابي القديم، تطور بعدئذ: هناك قواعد جديدة تضاد قواعد قديمة في الموضوع عينه. ومجموعة القوانين التي تشكلت هكذا تقع، ولا شك، في الاطارالأساسي ، اطار الايمان باله الوحي الذي تكلم في سيناء، غير انه ليس هو تعبيرا مستقيما عن حق الهي، لأنه حق تكون انطلاقا من المرجع الأساسي الذي هو الحق الالهي والذي يمكن التوسّع فيه واصلاحه لاحقا.

أيها الأخوة والأبناء الأعزاء،

ان مسألة الحرية هي مسألة مهمة. وقد خلق الله الانسان حرا، وهو بالتالي مسؤول عن أقواله وأعماله، دون غيره من المخلوقات الدنيوية. وهو سيحاسبه على هذا الأساس. ولكن الحرية غالبا ما يساء استعمالها. فيتسلح بعضهم بها ليرتكبوا المعاصي، وهذا شذوذ تجب محاربته. وان ما نراه في هذه الأيام من محاولات تقارب بين متباعدين من مختلف الطوائف اللبنانية هو أمر نهنئ القائمين به والعاملين له. ولا سبيل الى انهاض البلد الا بتعاوان جميع أبنائه على انهاضه ورفع شأنه . وانا نسأل الله مخلصين أن يوفق الساعين في هذا السبيل، وأن يكتب لهم النجاح".

بعد القداس استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية كما التقى وفدا من آل المقداد من بلدة لاسا الجبلية برئاسة طلال المقداد الذي القى كلمة اشار فيها الى ان الزيارة لاخذ بركة غبطته، وقال:" نستنكر الحادثة الامنية التي وقعت في لاسا، ونحن نعرف يا صاحب الغبطة انك تردد دائما من خلال عطائك وخطبك ان المسلم هو اخ المسيحي والمسيحي هو اخ المسلم في هذا الوطن العزيز لبنان".

واكد "الالتزام بخطاب القسم لفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان والعيش المشترك والتاخي والوحدة الوطنية وبناء دولة قوية لجميع اللبنانيين"، وقال:" باسمي وباسم عائلتي نحن مستعدون لتقدمة اراضينا الخاصة لبناء كنيسة قرب الجامع بحيث سيكون الجامع قرب الكنسية لان لبنان لا يبنى الا بجميع طوائفه". وختم بالتمني لغبطته "سفرا موفقا الى روما وعودا حميدا الى الوطن الحبيب يا ضمير لبنان".

ورد البطريرك مرحبا وقال:" اننا نأسف شديد الاسف لما جرى في لاسا ونحن نعلم ان المسيحيين وابناء الشيعة يعيشون منذ زمن بعيد في وفاق وتفاهم وتعاون ومحبة، ولكن ما حدث في هذه الايام اعتقد انه لا يرضي المسيحيين ولا يرضي ابناء الشيعة ولذلك اننا نأمل ان يوضع حد لعدم التفاهم الذي حصل وان تعود المياه الى مجاريها وان تسود المحبة في لاسا وغيرها وفي لبنان".

بعدها استقبل غبطته نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون ومدير عام مستشفى العين والاذن الدولي بيار الجلخ لاطلاع البطريرك على الصعوبات التي تعترض القطاع الاستشفائي والمستشفيات الخاصة لاسيما ان هناك اكثر من 20 مستشفى تابعة لمؤسسات دينية مسيحية في مختلف المناطق اللبنانية.

كما التقى رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه واعضاءها لاطلاعه على اخر التطورات والمستجدات والمسعى الذي تقوم به الرابطة من اجل اتمام المصالحة المسيحية، وقال طربيه بعد اللقاء:" زرنا اليوم غبطة الطريرك لنطلعه على سير المبادرة التي نقوم بها والتي هي مؤيدة منه بالطبع والخط البياني لهذه المبادرة هي ان الخلافات القائمة بين القيادات المارونية يجب ان لا تصعد الى بكركي لتدخلها بها كما انه يجب ان لا تنزل الى الشارع لتقتل الناس بسببها، وفي محادثاتنا مع كل القيادات حصلنا على موافقات من هذا النوع ونحن نتابع هذه الجولة الاسبوع القادم ونعتقد انه ان الاوان لنصل الى نتيجة وهذه النتيجة هي بالفعل مرتبطة بالشكليات التي سنستطيع تخطيها لان القيادات الفعلية الموجودة لا يمكن ان تكون اسيرة لمواقفها السابقة والقائد هو الذي يستطيع بشجاعته ان يخرج من كل قيود سابقة خاصة اذا كانت النوايا كما شاهدنا هي نوايا طيبة وتريد ان تطبع الوضع مثلما جرى تطبيع لكل افرقاء المجتمع اللبناني".

سئل: هل لقيت الشجاعة لدى القادة الذين التقيتهم؟

اجاب:"اولا المطلوب شجاعة منا نحن القائمين بهذا المسعى وبالطبع فان هذه القيادات مسيطرة على وضعها وتستطيع ان تقوم بالخطوة الايجابية المطلوبة".

وردا على سؤال قال:" نحن دائما متفائلون".

ومن الزوار ايضا مدير عام مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، ثم رئيس حزب البيئة العالمي ضومط كامل.

سليمان ابرق الى الأسد مستنكراً

صوت لبنان/ابرق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى الرئيس السوري بشار الأسد، مستنكراً الانفجار الذي وقع في دمشق صباح اليوم ومعزياً بالضحايا الذين سقطوا، مؤكداً تضامنه معه ومع الشعب السوري في مواجهة الارهاب