المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم الأحد 3 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .30-22:13

وكانَ يَمُرُّ بِالمُدُنِ والقُرى، فيُعَلِّمُ فيها، وهوَ سائِرٌ إِلى أُورَشَليم. فقالَ لَه رَجُل: «يا ربّ، هلِ الَّذينَ يَخلُصونَ قَليلون؟» فقالَ لهم: «اِجتَهِدوا أَن تدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق. أَقولُ لَكم إِنَّ كَثيراً مِنَ النَّاسِ سَيُحاوِلونَ الدُّخولَ فلا يَستَطيعون. وإِذا قامَ رَبُّ البَيتِ وأَقَفَلَ الباب، فوَقَفتُم في خارِجِه وأَخَذتُم تَقرَعونَ البابَ وتقولون: يا ربُّ افتَحْ لَنا، فيُجيبُكُم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم، حينَئِذٍ تَقولونَ: لَقَد أَكَلْنا وِشَرِبنْا أَمامَكَ، ولقَد عَلَّمتَ في ساحاتِنا. فيَقولُ لَكم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم. إِلَيكُم عَنَّي يا فاعِلي السُّوءِ جَميعاً! فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان، إِذ تَرَونَ إِبرهيمَ وإِسحقَ ويعقوبَ وجميعَ الأَنبِياءِ في مَلَكوتِ الله، وتَرَونَ أَنفُسَكُم في خارِجِه مَطرودين. وسَوفَ يَأتي النَّاسُ مِنَ المَشرِقِ والمغرِب، ومِنَ الشَّمالِ والجَنوب، فيجِلسونَ على المائِدَةِ في مَلَكوتِ الله. فهُناكَ آخِرونَ يَصيرونَ أَوَّلين وأَوَّلونَ يَصيرونَ آخِرين».

 

حزب الله" يطلب وضع هواتف مسؤوليه خارج الرقابة ونظام الفوترة

علمت "المستقبل" أنّ عضو المجلس السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب المكلّف بالارتباط مع وزارة الاتصالات طلب رسمياً من وزير الاتصالات جبران باسيل أن توضع لائحة أرقام هواتف مسؤولي الحزب كافة خارج الرقابة من جانب أجهزة الدولة بما في ذلك أجهزة الوزارة. ومعلوم أنّ وضع الهواتف خارج الرقابة يقتضي أن تكون خارج نظام الفوترة.

 

 اغتيال العميد السوري محمد سليمان في طرطوس

 ذكر موقع "سوريا الحرّة" الالكتروني التابع لـ"جبهة الخلاص الوطني" في سوريا ان العميد محمد سليمان اغتيل مساء أوّل من أمس في مدينة طرطوس الساحلية "من قِبَل قنّاص". وقال الموقع انّ العميد سليمان هو المسؤول الأمني في "قصر المهاجرين" ومسؤول عن البريد الوارد من الجيش وهو مَن يصدر الأوامر إلى قيادة الأركان ووزير الدفاع. وأشار إلى أن سليمان من مواليد الدريكيش (محافظة طرطوس)، وهو "اليد اليمنى" للرئيس السوري بشار الأسد، وإلى أن دوره كان كبيراً في تشكيل القيادة القطرية للبعث الحاكم في سوريا في دورتي 2000 و2005.

 

فضيحة استئجار منزل السفيرة عسيران تتفاعل.. وبري مصر على مساندتها

المطالبة بسحبها من لندن وإقالة صلوخ لدعمه "غير الشرعي" لها 

السياسة/كشفت مصادر إعلامية قريبة من وزارة الخارجية اللبنانية النقاب امس عن وجود لغط قوي حول سحب سفيرة لبنان في لندن انعام عسيران الى الوزارة في بيروت في محاولة للفلفة فضيحة رفضها الاقامة في مبنى السفارة الفخم في شارع السفارات »غاردن ميوز« بالعاصمة البريطانية واصرارها, هي ومن يدعمها في لبنان, على استئجار منزل في منطقة راقية قريبة من السفارة بمبلغ ثمانية الاف استرلينية في الاسبوع الواحد, اي 416 ألفا في السنة توازي »مع هبوط سعر الدولار« نحو 800 ألف دولار تضاف اليها الضرائب وبدلات الكهرباء والمياه والغاز بحيث تقارب في نهاية السنة الواحدة المليون دولار.

وقالت المصادر الاعلامية في بيروت ل¯»السياسة« في اتصال بها من لندن امس ان هناك معارضة شديدة من قبل جهات رسمية وحزبية على مستوى عال لخطوة وزارة الخارجية تخصيص مثل هذا المبلغ الضخم من الموازنة العامة لموظف ما, فيما الدولة تشحد »تستعطي« من الدول الغربية والعربية ومن المصارف الدولية لسد ولو جزء من احتياجات المؤسسات الرسمية ومواجهة النقابات العمالية المطالبة برفع الاجور الهزيلة واعادة تعويم بعض تلك المؤسسات التي بلغت حدود التفكك والاقفال«. واكدت المصادر الاعلامية اللبنانية ان الامر بلغ ببعض معارضي صرف هذا المبلغ الضخم كبدل لايجار منزل السفيرة في لندن, حدود المطالبة بسحبها من مركزها في بريطانيا اذا استمرت هي ومن يدعمها في الاصرار على هذا الموضوع وتكليف احد ديبلوماسيي السفارة هناك بمهمة القائم او القائمة باعمالها ريثما يتم تعيين سفير بديل«. وكانت السفيرة عسيران التي تمضي حالياً اجازتها السنوية خارج بريطانيا, عادت الاسبوع الماضي من لبنان لمدة يومين فقط الى سفارتها, ثم غادرتها مجدداً من دون معرفة الاسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة المفاجئة, وان كانت بعض الاوساط الاعلامية اللبنانية في لندن عزت ذلك الى حضور السفيرة حفلة الملكة اليزابيث الثانية في قصر باكنغهام. ونقلت المصادر الاعلامية في بيروت عن مسؤولين في الدولة »تصميمهم على انهاء هذه المشكلة غير القانونية التي كان ديوان المحاسبة حسمها برفضه الموافقة على صرف مبلغ ال¯ 765 الف دولار بدل ايجار منزل السفيرة في لندن, حتى ولو اضطر وزير الخارجية فوزي صلوخ, الذي يدعم مطالب السفيرة لقربه من نبيه بري المصر هو الآخر على خطوة السفيرة, الى سحبها من مركزها الراهن الى وزارته تمهيداً لتعيين بديل لها في التشكيلات الديبلوماسية المقبلة, والا فعلى صلوخ ان يستقيل قبل ان تطوله هو شخصياً تداعيات هذه الفضيحة«.

وكان موضوع منزل السفيرة عسيران الذي وصف ب¯»الفضيحة« حاز على اهتمام صلوخ بطريقة غير مسبوقة وملفتة للنظر, حين كلف احد ديبلوماسييه في السفارة بلندن بالتحقيق بما نشرته »السياسة« الاسبوع الماضي, وبالفعل اجرى هذا الديبلوماسي اتصالاً بمندوب »السياسة« في العاصمة البريطانية حاول من خلاله معرفة مصادر معلوماته التي لم يستطع نفي صحتها, مستخدماً في ذلك اسلوب المحققين القضائيين ما حمل مراسل »السياسة« على تشبيهه ب¯»المدعي العام التمييزي«.

 

الأسد في طهران لنقل رسالة وساطة أوروبية بشأن أزمة ملفها النووي

ا ف ب/ اعلن التلفزيون الايراني ان الرئيس السوري بشار الاسد وصل بعد ظهر السبت 2-8-2008 الى ايران لاجراء محادثات مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد تتركز على رسالة أوروبية بشأن الملف النووي الايراني وذلك بعد اسابيع من ابلاغه فرنسا انه سيستخدم علاقاته الطيبة مع ايران للمساعدة في حل الازمة النووية مع الغرب. وتتزامن هذه الزيارة مع انقضاء مهلة الـ15 يوما التي اعطتها القوى الغربية لايران للتجاوب مع عرضها بالتعاون مقابل وقف برنامج تخصيب اليورانيوم. ومن المقرر ان يلتقي الرئيس السوري اضافة الى نظيره الايراني وزير الخارجية منوشهر متكي. وكان سفير ايران في سوريا سيد احمد موسوي اعلن في تصريحات بثتها وكالة انباء ايرانية الجمعة ان الرئيس بشار الاسد سيتوجه قريبا جدا الى ايران للبحث في الاوضاع الاقليمية والازمة النووية الايرانية وتعزيز العلاقات الثنائية. ويلتقي الرئيس السوري ايضا خلال زيارته المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي حسب ما اوضح السفير الايراني ايضا.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طالب الرئيس السوري خلال زيارة الاخير الى باريس في منتصف يوليو/تموز الماضي بالعمل على اقناع ايران بتقديم الادلة حول الطابع المدني لبرنامجها النووي. وأبلغ الأسد الرئيس الفرنسي آنذاك انه سيستخدم علاقاته الطيبة مع ايران للمساعدة في حل الازمة النووية مع الغرب.

وخلال لقاء مع كبير مفاوضي الملف النووي الايراني سعيد جليلي في جنيف في التاسع عشر من يوليو/تموز الماضي اعطى ممثلو الدول الست الكبرى ايران مهلة اسبوعين لتقديم جواب واضح على العرض الذي قدمته لها للتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. ويتضمن عرض الدول الكبرى اجراءات في مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي. واعلنت مصادر اميركية واوروبية ان مهلة الاسبوعين يمكن ان تمدد. وستكون هذه الزيارة الثالثة التي يقوم بها الرئيس السوري الى ايران منذ انتخاب الرئيس احمدي نجاد عام 2005. وتعود اخر زيارة للاسد الى طهران الى فبراير/شباط 2007. اما الرئيس الايراني فقد زار سوريا مرتين اخرها في يوليو/تموز 2007. وتعزز التحالف بين ايران وسوريا الذي يعود الى ثلاثين سنة خلال 2006, بالتوقيع على اتفاق للتعاون العسكري.

 

جنبلاط: كان البعض يريد ان يلحظ البيان الوزاري تهجيرا فلسطينيا من لبنان

وكالات/ اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ان "بالأمس وفي البيان الوزاري، الذي هو نوع من السهل الممتنع، خرج البعض وكان يريد لو استطاع أن يلحظ البيان تهجيرا فلسطينيا من لبنان، لا أكثر ولا أقل، ليس بهذه الطريقة يعامل الفلسطيني، لذا الى ان تبرز القضية الفلسطينية، والى ان يعود الوئام والصلح لأهل البيت، البيت الواحد حيث نشهد اليوم اقتتالا هائلا بين الأخوة، بين المناضلين في" فتح" و"حماس"، لذا علينا أن نحترم الوجود الفلسطيني، ونعطيهم حقهم الشرعي، أي االحقوق المدنية ونعالج السلاح خارج المخيمات المعالجة الصحيحة تحت أمرة الدولة، ولاحقا نبني الإستراتيجية الدفاعية التي اتفقنا عليها والتي لحظها البيان الوزراي والتي لحظها خطاب القسم. كفانا خطابات عنصرية، كي لا تعود الفرقة الى احضان الوطن".

جنبلاط، وفي كلمة ألقاها في خلال رعايته الاحتفال السنوي الذي دعا اليه "النادي الثقافي الاجتماعي" - كترمايا تكريما لشهداء المجزرة التي اقترفتها اسرائيل في البلدة، قال: "نعم اصيبت العروبة بجرح ، كما اصيب الاقليم، لكن الذين يقدمون الشهداء من اجل عروبة فلسطين يجب ان يتعالوا عن الجروح ونحمي معا الجار وان جار، من اجل ان نستمر في هذه المسيرة، مسيرة كمال جنبلاط، مسيرة رفيق الحريري، مسيرة جمال عبد الناصر، مسيرة المقاومة بشكل عام، كما بدأت أيام الحاج أمين الحسيني وموسى درة، الى أن يعود الى أصحاب الحق في فلسيطن حقهم".

 

الرئيس سليمان زار المجلس الدستوري وقدم تصريحا عن امواله وممتلكاته : المؤسسات يجب ان تكون عادلة وشفافة وتتماشى مع الحداثة والديموقراطية

رئيس الجمهورية استقبل النائب عبد العزيز والبون وتسلم رسالة من عيواص

وطنية- 2/8/2008(سياسة) رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان انه عندما ننشىء مؤسسات تتماشى مع الحداثة والفكر الديموقراطي فيجب ان تكون عادلة وشفافة، وان تكون سمعتها وهيبتها هي التي تشكل مناخا جيدا للعدالة.

قام الرئيس سليمان اليوم بواجبه الدستوري حيث زار مقر المجلس الدستوري والتقى اعضاءه وقدم تصريحاً عن امواله وممتلكاته في كتاب مقفل يحال على صندوق مخصص لهذه الغاية في مصرف لبنان. وهذه الخطوة كما وصفها احد اعضاء المجلس، تأتي إنفاذاً لقانون الاثراء غير المشروع، والرئيس سليمان قام بها ضمن المهلة القانونية خصوصاً وانه القاضي الاول في النظام الجمهوري. وتوقع ان يحذو المسؤولون حذو رئيس الجمهورية ويبادروا إلى تقديم التصاريح عن اموالهم.

كذلك، ارسل الرئيس سليمان، وبموجب القوانين المرعية، تصريحاً بأمواله إلى وزارة الدفاع نظراً لانهاء مهمته كقائد للجيش.

وشكل لقاء رئيس الجمهورية بأعضاء المجلس مناسبة للاطلاع على اوضاع المجلس واحتياجاته وفي مقدمها ملء الشواغر من اجل اعادة اكتمال عمل المجلس، حيث اشار الرئيس سليمان إلى ان نحو سنتين انقضتا من دون مجلس دستوري مكتمل، لافتاً إلى انه يجب، في اسرع وقت ممكن، تعيين اعضاء المجلس من اجل ان يقوم بدوره وكي تكون الامور في نصابها الصحيح. ورأى رئيس الجمهورية انه بذلك يقوم مناخ للعدالة وليس فقط مقاضاة فريق او اعطاء حق لفريق، لان ايجاد مثل هذا المناخ يشكل رادعاً يحول دون قيام المخالفات.

واطلع الرئيس سليمان كذلك على عمل المجلس في خلال هذه الفترة والتعاون مع المجالس الدستورية والفرنكوفونية والمجالس العربية ايضا، لافتاً إلى ان ليس هناك دولة تستطيع ان تعيش معزولة، بل يفترض ان تكون مرتبطة مع الدول الاخرى في اكثر من مجال، واعداً بالعمل على ملء المراكز الشاغرة في المؤسسات وفي طليعتها المجلس الدستوري. وقدم اعضاء المجلس "درع المجلس الدستوري" إلى رئيس الجمهورية.

وفي نشاطه، استقبل الرئيس سليمان النائب قاسم عبد العزيز الذي هنأ الرئيس سليمان بإقرار مسودة البيان الوزاري، متمنياً للحكومة الانطلاق في مسيرة الاستقرار والازدهار. ثم عرض رئيس الجمهورية للاوضاع مع النائب السابق منصور البون.

إلى ذلك، تسلم الرئيس سليمان رسالة من بطريرك السريان الارثوذكس زكا الاول عيواص، نقلها اليه مطران بيروت الجديد للطائفة دانيال غوريا الذي زار رئيس الجمهورية على رأس وفد.

 

بيضون: يبدو أن "حزب الله" بدأ القبول بفكرة المرجعية والقوانين وهو مدعو لتجاوز الأخطاء القاتلة في 7 أيار والرجوع الى حماية الدولة

لتترجم قوى 14 آذار تحركها على الأرض ببرنامج إصلاحي لمصلحة البلد والناس

وطنية - 2/8/2008 (سياسة) رأى الوزير السابق الدكتور محمد عبدالحميد بيضون، في حديث الى إذاعة "الشرق"، "أن المناقشات التي سبقت البيان الوزاري، وكان على الأكثرية أن لا تتكتم عليها، أظهرت لأول مرة الوضوح في مسألة مرجعية الدولة، وهي مسألة كانت مختفية في البيان الوزاري الماضي، وكان حق المقاومة طبيعيا وغير مشروط، مع العلم أن ليس هناك من العلم السياسي والدستوري شيء اسمه حق طبيعي وغير مشروط، مثال حق الانتخاب وهو حق منظم بقواعد وقوانين، وكذلك المقاومة لا تستطيع ممارسة الأمور بمزاجها الخاص حينئذ علينا أن تفسر قصف الكاتيوشا من الجنوب بمثابة حق طبيعي، في حين أن قصف الكاتيوشا يعتبر قصف عصابات ويحال الأمر الى المحكمة العسكرية".

وقال: "إذا لا مقاومة من دون مرجعية الدولة، وأي مرجعية مرتهنة للخارج هي عامل تقويض للدولة اللبنانية. لأول مرة برزت فكرة مرجعية الدولة بوضوح وعلى ما يبدو أن "حزب الله" بدأ القبول بفكرة المرجعية والقوانين، لا سيما أنه حزب ممثل في الحكومة وهو يملك الثلث المعطل فكيف يمكن الكلام عن استقلالية في ظل وجوده في الدولة التي تشمله وتضمه كما غيره. ايضا برزت فكرة مهمة وهي تحديد الأرض المحتلة بوضوح وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر".

وأسف بيضون ل"الحملة على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لا سيما من الذين عطلوا البلد وعمل المجلس النيابي لسنتين، ويهددون السنيورة بمهلة يومين لإنجاز البيان الوزاري"، معتبرين إن "القصة لا تحرز" وهم الذين أقفلوا أبواب المجلس النيابي وساهموا في الفراغ الرئاسي ونزلوا بالسلاح الى الشارع."

واعتبر "أن 14 جلسة لم تذهب عبثا، وبمواظبة ودقة أخذت الحكومة دورها كاملا"، وقال: " صحيح أن البيان هو مجرد إعلان والتنفيذ على الأرض أمر آخر، لكن الصحيح ما قاله الرئيس السنيورة أن البيان هو عبارة عن مسارات لفتح الطريق، وكان واضحا ومدافعا حقيقيا عن صلاحيات السلطة الإجرائية، وأثبت ذلك على رغم محاولات الآخرين "دفش" المواضيع الأساسية الى طاولة الحوار وتجريد الحكومة صاحبة السلطة الإجرائية من قدرتها بحيث دافع الرئيس السنيورة عن صلاحيات الحكومة وهذه نقطة تسجل له. وهذا شيء مهم ولم يعط صلاحيات الحكومة لطاولة الحوار. والبيان جاء ليحمل المبادىء الأساسية والعنصر الأساسي منه أن "حزب الله" انتقل من موقف الى موقف آخر وعلى ما يبدو أبدى استعدادا ما ليدخل في ظل مرجعية الدولة اللبنانية. هذا يعني إذا لم يكن تكتيكا أن البلد دخل مرحلة جديدة غير المرحلة السابقة وممارساتها بعيدا عن كنف الدولة وفي ظلها وإشرافها. وإلا لماذا يدخل "حزب الله" الحكومة أصلا".

وأكد بيضون "أن الاحتماء بمرجعية غير مرجعية الدولة اللبنانية إيرانية أم سورية أمر يسيء الى "حزب الله"، وليس صحيحا أن السياسات التي اتبعها الحزب في السنوات الثلاث الماضية كانت صحيحة، وليس صحيحا أن حركة المقاومة هي حركة شيعية ولا تحتاج الى الإجماع الوطني، هذا أدخل الحزب في متاهات هو بغنى عنها ومدعو الآن لتجاوز الأخطاء القاتلة في 7 أيار، والرجوع الى الحماية الحقيقية التي لا تأتي من إنجازات واستعدادات المقاومة وحدها بل من حماية ومرجعية الدولة اللبنانية والإجماع الوطني حوله. وإلا ما على "حزب الله" والعماد عون إلا اقتراح سن قانون للتجنيد الإجباري بموازاة القانون الأساسي في إسرائيل، إذا كنا نريد لبنان فعلا مجتمع ثقافة، المقاومة أي قانون سيسن في مجلس النواب لتجنيد الشباب اللبناني لمدة 3 سنوات والفتيات لمدة سنة ونصف، وساعتها نرى من يبقى في البلد ومن يهاجر".

ودعا بيضون الى "الخروج من المزايدات ومن حديث المؤامرة على الطائفة الشيعية وبأن الشيعة مهددين وان الآخرين عملاء. وشهدنا ما طال لبنان من قتل وتشريد ودمار وهذا يتناقض مع طلب أن تكون المقاومة مستقلة عن الدولة حتى إذا قامت إسرائيل بحرب ما تضرب الدولة كلها. هذا منطق لم يعد يقنع أحدا في السياسة".

ودعا بيضون قوى 14 آذار الى "ترجمة تحركها على الأرض وشعاراتها ببرنامج إصلاحي وبأفكار مباشرة وخلاقة لمصلحة البلد والناس والمؤسسات. ونجاح كل طرف من أطرافها رهن بمدى ترجمة شعاراتها الى عمل مؤسسات وسياسات وإصلاحات لم تحصل الى الآن"، معربا عن قناعته "أن وليد جنبلاط سيترك 14 آذار بعد الانتخابات ولن يتحمل المزايدات عليه"، داعيا "قوى 14 آذار الى تقديم نموذج مقبل بالممارسة السياسية". وأكد "أن الانتخابات المقبلة لن تؤدي الى حلول جذرية ولا الى أغلبية كبيرة، لذلك الأساس في المرحلة المقبلة هو إصلاح المؤسسات لا سيما القضاء والأمن"، آملا "أن يكون لدى الرئيس ميشال سليمان من خلال تجربته فكرة واضحة حول الموضوع".

ودعا بيضون الى "إراحة الجيش اللبناني ووضع حد "لانتشاره المطاطي" وعودة عديده 15000 ألفا لممارسة مهامه في الجنوب على الأرض". وفي المقابل، دعا الى "إنشاء محكمة خاصة تنتهي مع ولاية الرئيس سليمان لملاحقة الظواهر الميليشياوية وقمعها، شبيهة بالمحكمة العسكرية تنشأ بقانون خاص ويكون من اختصاصها قمع الظواهر الميليشياوية ومتابعة التحريض المذهبي والطائفي وردعه".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 2 آب 2008

البلد

تراقب السلطات الامنية بقلق التوتر بين الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة وما يمكن ان يخلفه اي احتكاك بينها من آثار سلبية على باقي المخيمات.

تساءلت مصادر مراقبة عما اذا كانت هناك علاقة بين اقرار البيان الوزاري في الجلسة 14 وحركة فريق 14 آذار ام ان الامر مجرد مصادفة ارقام.

يتحضر نواب سابقون خرجوا من الحلبة السياسية في انتخابات العام 2005 لاطلاق تجمع سياسي بعد تلقيهم اشارات ايجابية عن امكانية ترشيحهم في مناطقهم.

الشرق

مرجع قانوني - دستوري اخذ على بعض المسؤولين التزامهم مواقف من المستحيل على اي منهم ترجمتها بمعزل عن السلطة التنفيذية!

سياسي مخضرم وصف المرحلة الحالية بأنها "استعدادية بإمتياز" للمواجهة المرتقبة خلال الانتخابات النيابية المقبلة!

وزير سابق اعاد ابعاده عن التركيبة الحكومية الجديدة الى محاولة البعض دق اسفين بينه وبين رئيس كتلة نيابية وشدد بالتالي على انه يعلق شخصيا اهمية قصوى على قاعدته الشعبية؟!

النهار

اقترح سياسيون مستقلون توسيع حلقة الحوار الوطني بدعوة رؤساء جمهورية ومجلس نواب وحكومة سابقين بحيث لا يقتصر معظم المتحاورين على ممثلين عن 8 و 14 آذار .

لوحظ ان ازدياد التنسيق بين رئيس تيار سياسي ووزير شمالي اثار استياء نائب طرابلسي ينتمي الى هذا التيار .

رشح ان بعض نواب الاكثرية ينوون حجب الثقة عن الحكومة اذا لم يكن بيانها الوزاري واضحا في المواضيع المهمة .

السفير

لا تزال الاتصالات مقطوعة بين مرجعين حالي وسابق، على الرغم من المساعي الجارية لمعالجة الفتور القائم بينهما.

طلبت دولة خليجية إلغاء مساهمتها في تلزيم أشغال لمؤسسة غير مدنية بعدما اكتشفت أن التلزيم الذي تموله يوازي سبعة أضعاف الهبة المقدمة.

فوجئ أحد الوزراء بأن سلفة صرف موازنة وزارته لشهري تموز وآب على القاعدة الاثني عشرية.

يحاول معنيون في إحدى السلطات تغيير مركزين مخصصين لإحدى الطوائف الكبرى بحجة المداورة ومن دون تقديم البديل.

المستقبل

تتوقع أوساط ديبلوماسية أن يتم إعداد مشروع قرار حول التمديد لـ"اليونيفيل" سنة جديدة، منتصف الشهر الحالي.

عُلم أن التكليفات الديبلوماسية للفئة الثالثة، يتم ربطها بالشكوى التي قدمها ديبلوماسيون كانوا أساساً في وزارة المغتربين بهدف احتساب خدماتهم السابقة.

رجحت أوساط ديبلوماسية أن تتم التشكيلات الديبلوماسية للفئة الثالثة قبل الفئة الثانية التي لا تزال تواجه تعقيدات متصلة بالتوزيع الطائفي للقنصليات العامة.

اللواء

تساءلت أوساط سياسية عن مبررات عقد لقاءات بين مرجعيات رسمية من دون الإعلان عنها خلافاً للعادة·

بعد فرط عقد لقاء وطني أخذ بعض أعضاء هذا اللقاء ممن ينتمون الى لون مذهبي واحد في البحث عن صيغة تجمّع جديد يلمّ شملهم·

انتهت صلاحية المجلس المركزي لمؤسسة مالية رئيسية رسمية من دون التوصل الى التوافق بين المراجع المعنية على تعيين المجلس الجديد·

 

البطريرك صفير استقبل وفدا من الرابطة المارونية وآخر من رعية مجدل المعوش

فارس سعيد: نعترض على موضوع المساكنة المفروضة على لبنان من قبل حزب وسنستخدم كل الوسائل القانونية والدستورية لاستكمال هذا الاشتباك السياسي

وطنية - الديمان - 2/8/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، يرافقه اعضاء المجلس التنفيذي في الرابطة.

بعد اللقاء قال طربيه: "لقد تناول البحث موضوعين اساسيين الاول هو موضوع الاغتراب بعد عودة غبطة البطريرك من جولته الاغترابية وايضا موضوع البيان الوزاري وانتظار ان تبدأ الحكومة نشاطها بعد ان تنال الثقة من مجلس النواب، وهذه الانطلاقة تعتبر بداية للعهد الفعلي للرئيس ميشال سليمان".

أضاف: "هناك ثروة لبنانية مهمة هي اللبنانيون في الخارج، وقد لمس غبطته مدى قوة اللوبي اللبناني وحضوره حيثما حل، لا سيما الرابطات المارونية التي تشكل عنصر قوة واحتواء، ليس فقط للاغتراب اللبناني انما ايضا للبنان".

وقال: "نأمل ان يكون هذا الصيف صيف المغتربين نتيجة الاستقرار الذي حصل بعد اتفاق الدوحة، وهذا الاستقرار هو ثمرة هذا الاتفاق وهو يعود بالازدهار على لبنان وبالعودة الى تنشيط الاقتصاد اللبناني، ونأمل ايضا ان تكون الفترة بعد الثقة وانعقاد طاولة الحوار فترة لاستعادة الحيوية اللبنانية، بعدما انتظر اللبنانيون طويلا تحضير البيان الوزاري والذي كان بالفعل تسوية حول التفاهمات ولا نقول تسوية على كلمات، ونعتبر ان طاولة الحوار ستنتقل بالموضوع من الالتفاف على الشعارات للالتفاف على السياسة ولا يمكن الاستمرار بالوطن من دون تفاهمات وطنية لان عدم وجود مثل هذا التفاهم يشكل دعوة الى اللااستقرار والهجرة وخراب لبنان". بعدها استقبل البطريرك صفير النائب السابق فارس سعيد يرافقه السيد انطوان الخواجة. وقال سعيد اثر اللقاء: "تشرفنا بزيارة غبطة ابينا البطريرك وهي اول زيارة الى الديمان بعد انتقاله وكانت جولة افق حول المواضيع العامة وخصوصا بعد صدور البيان الوزاري والذي هو بيان يرتكز على التسوية السياسية بين فريقين، فريق يتمسك بفكرة الدولة الواحدة وان لا يكون هناك جيشان على ارض واحدة وان يكون هناك جيش واحد على هذه الارض وان تكون مرجعية كل السلاح في لبنان في يد الدولة اللبنانية حصريا وان لا تكون هناك بندقية خارج اطار الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، وفريق آخر تحت عنوان البراغماتية السياسية يعتبر ان هناك مرحلة يجب ان تتساكن، بما يسمى المقاومة ونحن نسميه "حزب الله، مع الدولة اللبنانية. ونعتقد ان استمرار هذه المساكنة بين بندقية مرجعيتها العليا غير لبنانية هي ايرانية لا نعتقد ان هذا الموضوع يساعد في عملية بناء الدولة في لبنان. اعتقد ان هذا هو موقف الجميع وبتناغم عام مع الجميع، واعتقد انه يمكننا ان نلخص عنوان هذه الزيارة بأن لا جيشين على ارض واحدة".

وعن البيان الوزاري، قال سعيد: "لقد صدر وهذا امر عظيم لان الناس لديهم همومهم المعيشية، والحكومة لا تهتم فقط بالسلاح بل ايضا بعدة مواضيع اخرى واي عرقلة في هذا الاتجاه كان بامكانهم اتهامنا بها وخصوصا شؤون الناس الحياتية. ولكننا نعترض على موضوع المساكنة المفروضة على لبنان وعلى اللبنانيين من قبل حزب يريد ان يكون دولة مستقلة داخل الدولة اللبنانية وان يضع يده رويدا رويدا وان يتحكم بالدولة اللبنانية".

وعما اذا كان هذا الاعتراض سيترجم بعدم منح الثقة، قال: "ان الاعتراض على هذا الامر بدأ مع جولات لجنة الصياغة التي اخذت وقتا طويلا وسيستكمل ايضا داخل المؤسسات. وقال: "نحن سنستخدم كل الوسائل القانونية والدستورية المتاحة لاستكمال هذا الاشتباك السياسي, نحن فريق يعبر بان استخدام العنف والبقاء على البندقية غير الشرعية هي وسيلة لتحقيق المكاسب السياسية". الى ذلك، التقى البطريرك صفير وفد اخوية ورعية مجدل المعوش وعددا من الوفود الشعبية.

 

المفتي مكي:المقاومة حق رسمه الله لكل مخلوقاته

وطنية - النبطية - 2/8/2008 (سياسة) عقد لقاء حواري مع المفتي العلامة في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى السيد علي مكي، في منزل الشاعر راشد حرب في زوطر الشرقية، حضره رؤساء بلديات ومخاتير وشعراء. والقى المفتي مكي كلمة نوه فيها بدور زوطر وجاراتها في ميدان المقاومة وتقديم الشهداء على مذبح تحرير الارض والتصدي للعدوان الاسرائيلي في تموز 2006". وقال: "ان الجيش مقاومة والمقاومة نظام ودفاع، وهي تعادل منظومة الدفاع العربي كلها وبفضلها مزج شهداؤنا من تحت التراب بعد ثلاثين عاما وهي التي ارست معادلة الرعب مع الكيان الغاصب واعادت الاسرى الى حضن الوطن. المقاومة حياة والارض لمن يحميها ولمن حررها، المقاومة سبب حياة الوطن ضد التآمر عليه ولاحياء الحرية والمواطنية والعيش المشترك، هكذا علمنا الامام موسى الصدر فهذا الجنوب لن يكون الا جنوب الوطن وحامي الوحدة الوطنية. ان الذي رفع الحواجز بين اللبنانيين ليس المال السياسي ولا العصبية ولا القبيلة، الذي جمع اللبنانيين هو حب لقضايا الفضيلة والمقاومة، هذه المقاومة التي جمعت الطوائف والمذاهب، فالذي يجعل الرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي والوزير فرنجيه والشيخ ماهر حمود والعماد ميشال عون والنائب قاسم هاشم يتلاقون ويجتمعون هي المقاومة التي لا تحتاج الى اذن من البشر، وهي حق رسمه الله لكل مخلوقاته".

 

حفل تكرمي للوفد الاميركي لمجلس كنائس الشرق الاوسط في بيروت

وطنية-2/8/2008 (متفرقات) أقامت الكنيسة الانجيلية في وسط بيروت بدعوة من الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط الدكتور جريس صالح، حفلا تكريميا للوفد الاميركي لمجلس كنائس الشرق الاوسط، والمؤلف من رئيس الاساقفة المطران فيكين ايكازيان رئيس اميركا، الامين العام للمجلس الدكتور مايكل كنسنيني،الرئيس المشارك في حوار الاديان في المجلس الدكتور بيتر مكاري، في حضور ممثلين عن مطران بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده الاب جرمانوس الحاج والاب لانطونيوس اكسركيس،المحامي ابراهيم طرابلسي ممثلا طائفة الروم الكاثوليك في المجلس وحبيب افرام ممثل رئيس الرابطة السريانية والرابطات المسيحية في لبنان، رئيس رابطة الروم الكاثوليك مارون ابو رجيلي، امين عام الحوار المسيحي - الاسلامي الدكتور محمد السماك اضافة الى مهتمين في المجلس من مختلف الدول المشاركة. بدأ الحفل بكلمة ترحيبية للقس حبيب بدر شارحا فيها "دور الكنيسة وابناء الطائفة في المجلس". والقى المطران فاكين كلمة شرح فيها "نشاط المجلس في المحافل الدولية والتقديمات التي يقوم بها المجلس في المجال الديني والروحي، اضافة الى شرح مفصل عن النشاطات المستقبلية"، شاكرا "دور المجلس رغم الصعوبات التي يعاني منها"، متمنيا لهم "الاستمرار في هذه الرسالة". وفي الختام قدمت الدروع التكريمية عربون تقدير للوفد.

 

النائب حمادة: البيان راعى المقاومة وحذر من استعمال السلاح في غير محله

النائب جنبلاط "لم يكوع" ولقاؤه مع "حزب الله" سيكون على طاولة الحوار

وطنية- 2/8/2008(سياسة) قال النائب مروان حمادة في حديث الى اذاعة صوت لبنان انه لا ينظر الى البيان الوزاري على انه بيان الهدنة الموقتة ، مشيرا الى ان البيان سجل للمقاومة ما تستحقه ، ولكنه يتضمن كلّ التحذير من إستعمال السلاح في غير مكانه وإتجاهه الصحيح . وأضاف: هناك ربما صيغ معقدة وتدوير للزوايا حول المقاومة إلاّ أنه وبالمقارنة مع بيان 2005 فقد إتُخذت إحتياطات إضافية بالنسبة للعبارة التي أعطت غطاءً ومبررا لعمليات 2006 ، ورأى ان البيان يجب ان يكون بيان البناء نحو إنتخابات نيابية . وشدد النائب حمادة على ان ما من وحي لصدور البيان الوزاري والدليل إنعقاد أربعة عشرة جلسة، لافتاً الى ان مهمة المسؤول القطري هي إعلامية أكثر من توجيهية . وأكد ان الكلمة الأخيرة في صدور البيان كانت لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة إضافة الى ما قام به النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط . وأكد ان البيان الوزاري ليس دستوراً ولا ميثاقاً إذ انه ينتهي مع هذه الحكومة وستكون هناك حكومة أخرى نابعة من الإنتخابات النيابية، مشيراً الى أن البيان الوزاري لا يُغير شيئاً من قرار قوى 14 آذار الأساسي بين السلاح الشرعي وغير الشرعي . وشدد على ان قوى 14 حققت إنسحاب القوات السورية والمحكمة الدولية وإن هذين البندين أهمّ ما يتحكم الآن بمستقبل لبنان . ورأى ان إتفاق الدوحة هو تسوية الضرورة بين فريقين يرى كل منهما لبنان بشكل مختلف ، إذ انه ليس الميثاق الجديد . ودعا النائب حمادة اللبنانيين الى أن يقولوا كلمتهم في العام 2009 بواسطة السلاح الديموقراطي وليس بالسلاح الغادر الذي إجتاح بيروت وضرب طرابلس وحاول ضرب الجبل. أيّ لبنان يريدون؟. وإعتبر ان النظام في سوريا أهم من الدولة والأرض ، إذ رأينا تغييراً في سلوكية النظام السوري عندما شعر أن هناك تهديداً حقيقياً لإيران قد يشمله توجه نحو إسرائيل عبر تركيا وهذا يُشكلّ تغييراً في السلوكية تتجاوز كلّ المعقول . وتوقع أن لا يكون سهلاً موضوع التعيينات لتعبئة المواقع الشاغرة في الإدارة تحديداً قبل الإنتخابات النيابية إلاّ أنه من ممكن ان تمرّ التعيينات في الجيش .

ولفت الى أن من سيختار قائد الجيش هو مجلس الوزراء بناء لإقتراح وزير الدفاع مع لمسة لرئيس الجمهورية كونه أبن المؤسسة لأن ما من أحد سيقبل بتسليم بيروت لحزب الله أو يُكرّسها له . وأكد ان الاتفاق حصل مع حزب الله على الاهداف والوسائل والضوابط والفرامل، ودعا الى الفصل بين موقف الحزب المقاوم والتصرف الداخلي للسلاح وهذه نقطة جوهرية في البيان الوزاري وخطاب القسم واتفاق الدوحة . وأضاف: سنطالب ان يكون هناك بند حول السلاح موازٍ لبند المال والاعلام لأننا نريد ضمانات حولها في قانون الانتخاب .

وشدّد على ان السلاح الفلسطيني يجب ان يزال وان على سوريا ان تتعاون في ذلك .

ودعا سوريا الى تغيير سلوكها اخوياً تجاه لبنان بالنسبة الى المفقودين في سجونها وترسيم الحدود واحترام سياسة لبنان الخارجية وإقامة علاقات ندّية. ولفت رداً على سؤال الى انه سيحمل رئيس الجمهورية خلال زيارته الى سوريا خطاب القسم الذي هو أوراق الإعتماد الأساسية.

وقال: اياً كان مصيرنا في الانتخابات فعلى من يأخذ الأكثرية ان يحكم وحده وعلى الاقلية ان تمارس دور المعارضة بشكل ديموقراطي . موضحا ان الديموقراطية التوافقية لا تعني أن يأكل احد حقوق الآخر . وأوضح النائب حمادة ان التصحيح الذي قدّم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط للتصاريح التي ادلى بها موجه للطرفين ، ولا سيما للطرف الذي عادانا ليقول له انه لم ينتقل الى ضفتهم بل هو يتفهم الوضع الحالي في البلد . وأعلن عن اجتماعات لقوى الرابع عشر من آذار ستعقد في الأيام القليلة المقبلة لوضع خريطة للأقلية التي ستخوض فيها الانتخابات ، ولفت الى ان الاختيار الأفضل هو الذي يؤمّن للأكثرية بأن تعود اكثرية أقوى مما كانت لذلك يجب توزيع الادوار، نافيا وجود خلاف بين النائب جنبلاط والقوات اللبنانية، ومشيرا الى أن لقاء النائب جنبلاط مع حزب الله سيكون على طاولة الحوار ، وقال: نطمئن جمهورنا ان جنبلاط "لم يكوع" وان 14 آذار قائمة وستثبت ذلك . وسأل: اين سيكون النائب ميشال عون في انتخابات العام 2009 هل مع استمرار الدويلات على أساس وثيقة التفاهم ؟ ام الإنعطاف بإتجاه إحتواء السلاح بالحوار ضمن كنف الدولة اللبنانية ؟.

وأكد ان هذه الحكومة ليست حكومة المعجزات بل حكومة الممكن .مؤكّدا " أن المجلس النيابي لن يُسقط هذه الحكومة على الرغم من إمكانية عدم نيلها الثقة من جميع الأطراف " وشدّ النائب حمادة على ان سلاح حزب الله عندما إنقلب على اللبنانيين أصبح سلاحاً ميلشياوياً إلاّ انه رأى ان هذا السلاح لا يُمكن ان يستوعب وتنتهي مهماته إلاّ بالحوار وبعض التقدّم على جبهة تحرير مزارع شبعا .

 

النائب كنعان: لماذا إستغرق الأمر ثلاث سنوات ليقتنعوا بصوابية إستراتيجية التفاهم اللبناني - اللبناني؟

وطنية- 2/8/2008(سياسة) أكّد أمين سرّ "تكتّل التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان أن مسؤولية بناء الدولة هي مسؤولية السياسيين وليس الجيش، لأنّ الوحدة الوطنية والرؤية المشتركة هي التي تحمي الجيش والمؤسسات والسيادة والحريّة والإستقلال. كلام النائب كنعان جاء خلال تمثيله رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في العشاء السنوي لهيئة الدكوانة في التيار الوطني الذي حضره النوّاب نبيل نقولا، هاكوب بقرادونيان، غسان مخيبر، سليم سلهب وكميل خوري، ومسؤولو هيئة قضاء المتن الشمالي منصور فاضل، طانيوس حبيقة وإبراهيم السمراني، ومنسّق هيئة الدكوانة المختار أمين خوري.

وبارك النائب كنعانً في كلمته للبنانيين ولادة البيان الوزاري "الذي شارك التيار في كلّ كلمة فيه وأدخل إليه الكثير من الثوابت التي آمن بها والتي تحقّق منها الخروج السوري والإنتقال من مفهوم الإستئثار بالحكم إلى مفهوم الديمقراطية والتوازن، وبقيت قضايا كثيرة للتحقيق، من اللبنانيين اللاجئين قسراً إلى إسرائيل، إلى مسألة المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، وصولاً إلى إقتراع اللبنانيين غير المقيمين في لبنان. وقال : "عندما تقرأون البيان الوزاري سترون أكثر معنى الممانعة التي إتّخذناها موقفاً على مدى ثلاث سنوات، وستتأكّدون أكثر من صوابية إستراتيجية التفاهم، التي كان الجميع يحاربها والآن أصبح ينادي بها، فكلّكم سمعتم كلام معالي وزير الإعلام، خلال تلاوته للبيان الوزاري، عن التفاهم والحوار وبيان الوحدة الوطنية الذي سيحقّق الإستقرار".

وسأل : "هل كان من الضروري أن يتكلّف اللبنانيون ثلاث سنوات ليعي البعض أنّ التفاهم من خلال الحوار هو الطريق الوحيد إلى الإستقرار؟ هل كان من الضروري أن يتطلّب الأمر ثلاث سنوات ليتأكدوا أن التفاهم ليس خروجاً عن منطق الدولة؟".

وأضاف :أنّ الأوّل من آب هو عيد الشرف والتضحية والوفاء، عيد فرنسوا الحاج وميلاد الندّاف وعيد شهداء 13 تشرين وكل شهداء، وهذا العيد يجب أن يكون تاريخ التفاهم والوحدة الوطنية التي تحمي الجيش والوطن، وتثبيت حقوق اللبنانيين عامة والمسحيين خاصة وليس فقط إسترجاعها.

وإعتبر النائب كنعان أن مهمّة كل حريص على لبنان هي بلّورة الرؤية الوطنية المشتركة في الحوار المقبل لأنها الوحيدة القادرة على إعادة كل مكوّنات المجتمع إلى كنف الدولة وإعادة الدولة إلى كلّ اللبنانيين، مشيراً إلى أهمية إنجاز الإصلاحات الإنتخابية قبل إنتخابات الـ2009.

وختم قائلا: "نعدكم أن نظلّ كما كنّا دائماً حماة الحرية وحماة الوطن وسترون هذه المرّة أنّ المتن سيعانق زحلة وزحلة ستعانق البترون والبترون ستعانق جزين وبيروت وزغرتا وبشرّي وعكّار لنحقّق معاً حلم الوطن وحلم عودة الوطن". وكانت كلمة لطانيوس حبيقة بإسم هيئة قضاء المتن إعتبر فيها أنّ التيار الوطني الحر مرّ في تاريخه بثلاث مراحل مفصلية كان المطلوب إلغاؤه فيها وهي 13 تشرين الأول 1990، 7 آب 2001، وأيار الـ 2008، لكنّه نجح في تخطّيها، أمّا الـ 2009 فستكون مرحلة إسترجاع التيار لحقوقه وإستلامه زمام الأمور لتبدأ ورشة بناء الوطن وإعادة كلّ اللبنانيين إلى كنفه.

كما كانت كلمةٌ لمنسّق هيئة الدكوانة أمين خوري الذي توجّه إلى أهالي المنطقة قائلاً: "قلتم يوماً لا للإحتلال فإضطهدوكم وإعتقلوكم أزلام الوصايات بتهمة شعار: "وحدة المسار والمصير وهذا الوجود العسكري ضروري وشرعي ومؤقّت"، وإعتبر أنّ الإنتخابات النيابية المقبلة لن تكون أقسى من إحتلالٍ عسكريٍ خارجيٍ وسياسيٍ داخليّ تمكّن التيار الوطني الحرّ من التغلّب عليه، مضيفاً أن معركة التيار اليوم هي لبنان السيّد الحرّ المستقلّ والمحرّر من جميع أنواع الفساد والتزوير.

 

قنديل: البيان الوزاري انتصار لمنطق رئيس الجمهورية في جعل وجود المقاومة ودورها خارج النزاعات الداخلية

وطنية- 2/8/2008 (سياسة) اعتبر النائب السابق ناصر قنديل في تصريح اليوم ان "البيان الوزاري الجديد يشكل انتصارا لمنطق رئيس الجمهورية في جعل وجود المقاومة ودورها خارج النزاعات الداخلية، وحصر الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية بشكل مساهمة كل من الدولة والمقاومة والعلاقة بينهما في اطار هذه الاستراتيجية". ورأى ان "الرئيس فؤاد السنيورة الخارج مهزوما من هذه الحصيلة مصر على محاولاته لتحويل هزيمته نصرا، كما حاول عبثا تحويل نصر المقاومة الى هزيمة، فتحرش عبر مصادره بالمقارنة بين البيان الوزاري السابق والبيان الجديد، ليستنتج انه منع تكرار الصيغة السابقة لانها تحصر المقاومة بطرف، بينما يكتشف اي متابع ان الصيغة السابقة تحدثت عن المقاومة بوصف إنشائي يعتبرها مجرد فكرة تعبر عن حق اللبنانيين وتمنحها اسوة بشرعة حقوق الانسان الشرعية الثقافية كفكرة، فيما ورد ذكر المقاومة في البيان الجديد كقوة وجسم محددين بعينهما اسوة بالجيش، تمنح للمرة الاولى الشرعية كمؤسسة دستورية، يرد ذكرها مع الجيش وحقهما معا بالعمل بكل الوسائل لتحرير الارض والدفاع عن الوطن". واعتبر أن "هذه الحصيلة تمثل انتصارا لمعادلة الرئيس ميشال سليمان الوفاقية، وهي تختصر نصف الطريق الى الحوار الوطني حول استراتيجية الدفاع، وهذا النصر الدستوري للمقاومة يستحق عناء اربعة عشر جلسة استغرقتها لجنة الصياغة". وأشار إلى ان "الحوار الوطني المنشود يحتاج لكي يكون برعاية رئيس الجمهورية الى الصيغة الدستورية التي تفسر مبرر وجود جسم غير مجلس النواب ومجلس الوزراء للحوار الوطني، وهذا الحوار لا اطار دستوريا له سوى الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، التي يمكن تعديلها لتصبح هيئة وطنية دائمة للحوار تتولى معالجة القضايا المصيرية التي أناطها الدستور لاحقا بمجلس الشيوخ، مع اول برلمان لا طائفي، ويمكن لهذه الهيئة الحلول مكان مجلس الشيوخ لحين ولادته، خصوصا ان تكوين هيئة الحوار السابقة قد انتهى مع اتفاق الدوحة، وهي كانت مقبولة دستوريا لحوار يرأسه رئيس المجلس النيابي، باعتبارها تعبيرا عن الكتل النيابية بغياب حكومة وحدة وطنية، لكن في ظل مجلس الوزراء الحالي الأقدر على تمثيل هذه الكتل، يسقط مبرر وجود الهيئة السابقة بالمطلق، ويمكن لرئيس الجمهورية ترؤس هذه الحكومة لجلسات مخصصة للحوار الوطني".

ولفت إلى أن "فكرة الهيئة الوطنية تنطلق في الدستور من الجمع بين القوى الممثلة في المجلس النيابي وتلك غير الممثلة فيه، والحاجة الدستورية لاعتماد الهيئة تتمثل في ضرورة ان يجمع الحوار قوى من داخل المجلس النيابي ومن خارجه في هيئة واحدة تضم رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة مع مراعاة مبدأ فصل السلطات الذي يشكل عائقا دستوريا امام اجتماعهم في اي اطار آخر، فهذا الامر لا مكان له الا في الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية التي تجمع بنصها الدستوري إمكانية ترؤس رئيس الجمهورية لهيئة تضم رئيسي المجلس والحكومة".

 

الشيخ قبلان: ثقافة المقاومة ترفض ان يوجه السلاح ضد اي لبناني بل ضد العدو

وطنية- 2/8/2008(سياسة) طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ان تكون ثقافة المقاومة في صلب الكتاب المدرسي للطلاب والتلاميذ في لبنان، فالمقاومة هي الركيزة الأساسية التي ينطلق الإنسان من خلالها لحماية وطنه ،وهذه الثقافة لا ينبغي ان تكون محصورة بفريق أو طائفة بل يجب أن تعمم على كل المؤسسات التربوية والجامعية والثانوية لتكون المقاومة بندا أساسيا في التربية، لأننا نجاور عدوا شرسا يتربص بنا الشر، فإسرائيل هي عدوة لبنان وعلينا ان نربي ابناءنا على ثقافة المقاومة لتكون ثقافة عامة ينضوي تحتها كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، ويتعلمون من قيمها وتعاليمها ومفاهيمها ، من هنا فان اللبنانيين مطالبون بالعمل لما ينقذ الوطن ودعم المقاومة والجيش والعمل لوحدة الوطن بما يجعله وطن الممانعة.

واكد الشيخ قبلان ان ثقافة المقاومة تندرج في شتى ميادين المعرفة، ليكون لدينا مقاومة اجتماعية وتربوية وثقافية تجعل وطننا محصنا في وجه التطبيع مع العدو الصهيوني، فهذه الثقافة تزيد الوطن ممانعة وقوة وتجعلنا نسلك مسلك الآباء والشجاعة والبطولة فيكون وطننا سدا منيعا بوجه الخروقات الصهيونية وغيرها،وعلينا ان نبدأ بتدريس ثقافة المقاومة بدءا من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية لنؤكد إننا ضد الإرهاب والظلم والتطرف، فثقافة المقاومة مدنية بالطبع وتربوية في المنهج ومستقيمة بالسير وعلينا ان نعمم هذه الثقافة في مؤسساتنا التربوية حتى لا يقال انها لفئة دون غيرها بل تكون لكل اللبنانيين فيعملون على إبرازها في مختلف الميادين فنجعلها مسلكا بوجه كل عمل شاذ يعترض مسيرتنا الوطنية وعلينا ان نتعلم المبادىء التي ترتكز عليها هذه الثقافة فتكون مدرسة تربوية تحصن الإنسان وتمنع اختراقه.

واكد ان المقاومة ليست حكرا على طائفة معينة وثقافتها وطنية واجتماعية، داعيا اللبنانيين الى تأسيس مدرسة وطنية تسمى بثقافة المقاومة التي نحتاج إليها في حياتنا السياسية، فهذه الثقافة ترفض ان يوجه السلاح بوجه أي لبناني انما فقط باتجاه العدو الصهيوني وتعلم اللبنانيين حب الوطن وسبل الدفاع عنه وكيفية حفظه وبقائه، فلبنان وطن لا مثيل له فعلينا ان نحافظ عليه . وطالب سماحته ان تدخل هذه الثقافة كمادة أساسية في المدرسة الحربية يتعلم فيها ضباط وعناصر الجيش وعلينا ان ندرب أبناء المدارس على ثقافة المقاومة ليكونوا مستعدين لمواجهة العدوان الإسرائيلي، فهذه الثقافة حرب على الظلم والحرمان والجهل،

ورأى ان سفينة الحل رست على شاطىء السلام بعد اخذ ورد وقيل وقال، فخرج البيان الوزاري لتبدأ بعدها مسيرة الاستقرار والأمن والأمان، فالبيان الوزاري اخذ سيره الطبيعي بانتظار ان تقره الحكومة في جلستها المقبلة، فتعود الحكومة إلى العمل الوطني المشترك القائم على أسس وطنية فتلحظ في برنامج عملها مصلحة كل الناس دون تمييز او تفرقة لان لبنان عاش ألازمات من زمن بعيد، لذلك فان علينا ان نتراجع عن كل خطأ لان الرجوع عن الخطأ فضيلة.

وجدد الشيخ قبلان تهانيه الى اللبنانيين بحلول عيد الجيش اللبناني في عيده داعيا الى دعم هذه المؤسسة وزيادة عديدها وتوفير السلاح والعتاد وكل مقومات الدعم لها لتظل سياجا يحمي الوطن ويحفظ وحدته. كلام الشيخ قبلان جاء خلال الدرس الأخلاقي اليومي الذي يلقيه في مقر المجلس حيث تحدث عن فضائل شهر رجب حيث يتقبل الله الأعمال ويستجيب الدعوات الصادقة وأعمال البر والتواصل وصلة الأرحام فهذا الشهر شهر الخير والبركة.

 

أحمد السودا عاد إلى منزله بعد إختفائه لأكثر من أسبوع: مجموعة مسلحة اخطفتني وتعرضت للتعذيب والتهديد  

وكالات/أفادت معلومات صحافية أن أن المواطن أحمد السودا الذي اختفى منذ أكثر من أسبوع، عاد أمس إلى منزله في بحنين قضاء المنية - الضنية، بعد تعرضه لعمليات تعذيب وحرق بأعقاب السجائر في أنحاء مختلفة من جسده. وقال أحمد إن مجموعة مسلحة تنتحل صفة عسكرية استدرجته الى مستديرة الصالومي في بيروت، واقتادته معصوب العينين الى غرفة مظلمة حيث تعرض للتعذيب والتهديد حتى يوم امس حين نقله المسلحون وأوصلوه الى مدخل المنية بسيارة دفع رباعي رموه منها ثم تواروا عن الأنظار.  وقد حضر الى منزل أحمد، النائب هاشم علم الدين، مستنكرا هذا الاعتداء، وقال ان نواب المنطقة سيتابعون هذه القضية حتي النهاية لمعرفة الحقيقة ومعاقبة الفاعلين. كما حضر مستنكرا كل من منسق تيار المستقبل في المنية الدكتور عامر علم الدين ورئيس اتحاد بلديات المنية مصطفى عقل وحشد من ابناء المنطقة.

 

إما أن يرد "حزب الله" على ضرب اسرائيل أيران او يقوم بضربة استباقية

فرنجية: ازدواجية السلاح لم تحسم عمليا في البيــــان الـــوزاري

المركزية - اعتبر عضو 14 آذار النائب سمير فرنجية ان "ازدواجية السلاح لم تحسم عمليا في البيان الوزاري و 14 آذار حققت انتصارا سلبيا لأنها منعت ذكر المقاومة الا ضمن ضوابط". ورأى "أننا أمام احتمالين، إما أن يردّ حزب الله على اسرائيل اذا ضربت ايران، أو أن يقوم بضربة استباقية ليمنع اسرائيل من ضربها"، وأشار الى ثلاث محطات تعطل الانتخابات النيابية "وهي السلاح قبل وأثناء وبعد الانتخابات". وقال فرنجية في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" من المؤسسة اللبنانية للارسال": "المقاومة موضوعة ضمن ضابطتين، الاولى مرجعية الدولة، والثانية مرجعية القرار 1701 والمقاومة ستكون تاليا جزءا من أجهزة الدولة الدفاعية وتابعة للجيش اللبناني".وأضاف: "إزدواجية السلاح لم تحسم عمليا في البيان الوزاري و 14 آذار لم تحسم الصراع حول هذه المسألة وما حققته هو إنتصار سلبي لأنها منعت ذكر المقاومة الا ضمن ضوابط، ولفت الى ان قوى 14 آذار تقدمت خطوة كبيرة عن البيان الوزاري السابق".

واعتبر أن الوزير نسيب لحود لعب دورا مهما جدا في المناقشات، لكنه سأل: "في الشق السياسي كيف قبل "حزب الله" بعدما قام بمعركة سياسية وعسكرية بالحد الادنى؟"ورأى فرنجية "أن خسارة 14 آذار على الارض في 7 أيار خسارة شكلية وقال: "خيار السلاح الفئوي في مواجهة السلاح الفئوي هو أمر مرفوض لأنه يوصل الى الحرب الاهلية، كما أن سلاح الشرعية الدولية مهم ولكنه غير فاعل، لأنه سمح لحزب الله باستخدام سلاحه في الداخل ولم يمنع تهريب السلاح عن طريق سوريا، أو يمنع وضع "حزب الله" يده على مطار بيروت او وضع 15 دولة تحت الابتزاز الدائم لان قواتها العسكرية موجودة في الجنوب".

وأشار الى أنه "لو استطعنا تحريك طاولة الحوار بسرعة يمكن لهذه الحكومة أن تحكم، والا تكون حكومة مع وقف التنفيذ بانتظار الحوار الوطني".

ولفت فرنجية الى ان جزءا من الملف اللبناني مرتبط بالملف النووي الايراني، وقال: "نحن اليوم أمام احتمالين، إما ان تضرب اسرائيل ايران و"حزب الله" يرد عليها، او "حزب الله" يقوم بعمل استباقي بضرب اسرائيل لكي يمنعها من ضرب ايران". وأضاف: "هناك تمايز فعلي بين الموقف السوري والايراني لكنه ليس حاسما بعد وهو بدأ منذ لحظة اغتيال عماد مغنية في سوريا، وبداية المفاوضات الاسرائيلية - السورية".ورأى "أن "اللقاء المسيحي الوطني" تضمّن خطابا ايرانيا على جمهور سوري وتاليا ولد هذا اللقاء ميتا".وسأل فرنجية "لو لم يكن لدى "حزب الله" سلاح هل يستطيع ان يصمد سنة ونصف في ساحة الشهداء؟

وأوضح ان "ثلاث محطات تعطل الانتخابات النيابية وهي السلاح قبل وأثناء وبعد الانتخابات". وختم بالقول: "معركة السلاح في لبنان هي عنوان المرحلة الراهنة ويمكن حلها على طاولة الحوار ومستقبل لبنان مرتبط بحل هذه المسألة لأنها مدخل لإعادة بناء الدولة وتحسين الوضع الاقتصادي".

 

 سليمان يزور سوريا بعد اقرار الحكومة البيان الــوزاري

لقاءات لأركان الموالاة والمعارضة لتحديد خطوات المرحلة واتصالات محلية وعربيــة تمهد لعقد طاولة الحــــوار

المركزية - دخلت البلاد مرحلة جديدة من العمل السياسي بعدما تمكنت لجنة صياغة البيان الوزاري من استكمال المهمة الموكلة اليها في الجلسة الرابعة عشرة ووزعت مسودة المشروع على الوزراء اليوم للاطلاع عليها تمهيدا لمناقشتها وإقرارها في جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر الاثنين المقبل، من دون ان يسقط من الحسبان امكان ان يطرأ عليها بعض التعديلات اللفظية او تغيير في تراتبية فقرات معينة من دون المسّ بجوهر او روحية النص المعتمد، بحيث ينصب التركيز على المقدمة السياسية للبيان التي تجمع بين اسطرها آراء ومواقف الاطراف كافة من ضمن السياق والتوجه العام للدولة.

وكما بات معلوماً، فإن جلسة الثقة تلتئم بعد 48 ساعة من توزيع نص البيان على النواب اي يوم الخميس المقبل الا ان انشغال رئيس مجلس النواب نبيه بري باستقبال وفد الاتحاد الاوروبي الذي سيقيم على شرفه غداء ظهر الخميس جعل ارجحية انعقادها صباح الجمعة على ان تسرع وتيرة المناقشات لنيل الحكومة الثقة في اسرع وقت ممكن علما ان الرئيس بري سيعمد الى خفض عدد طالبي الكلام من النواب اثناء المناقشات خصوصا ان الجلسة ستشكل مناسبة لهؤلاء للاطلاع على ناخبيهم والشروع في بدء حملاتهم الانتخابية.

توظيفات انتخابية: وتتوقع الاوساط السياسية ان تنال حكومة العهد الاولى ثقة غالبية النواب رغم بعض المعلومات التي تحدثت عن امكان ان يعمد عدد من النواتب في صفين الموالاة والمعارضة الى حجب الثقة لاعتبارات ادرجتها في خانة المصالح السياسية والانتخابية تماما كما حصل في مناقشات صياغة البيان حيث رأت الاوساط ان كل ما دار من سجالات وما سجل من تحفظات لا يعدو كونه توظيفا سياسيا على عتبة انتخابات العام 2009.

زيارة سوريا: في هذا الوقت، وبعدما تفرغ الوسط السياسي من انشغالات صياغة البيان تتركز الانظار على عنوانين عريضين يدمغان المستقبل القريب، الاول زيارة الرئيس العماد ميشال سليمان الى سوريا التي توقعت مصادر عليمة ان تتم يوم الثلثاء او الاربعاء المقبل في ضوء نتائج الاتصالات مع الجانب السوري حول اجندة مواعيد الرئيس بشار الاسد، وقبل نيل الحكومة الثقة في المجلس، خصوصا ان موضوع الزيارة محصور بتحسين العلاقات الثنائية واقامة تبادل ديبلوماسي.

طاولة الحوار: اما العنوان الثاني فيتمثل بانعقاد طاولة الحوار التي يكثف الرئيس سليمان اتصالاته عبر مستشاره السياسي النائب السابق ناظم الخوري لتحديد موعد وتاريخ انطلاقه بعدما حدد آلية العمل المفترضة من خلال الاتصالات بالاقطاب الـ 14 ويجري العمل راهنا على التوافق على جدول الاعمال.

مشاركة عربية: وفي هذا الاطار، اشارت المعلومات الى اتصالات تجريها قنوات رسمية لبنانية مع امين عام الجامعة العربية عمرو موسى واعضاء اللجنة العربية المواكبة لاتفاق الدوحة لوضعها في آخر التطورات بشأن الحوار العتيد خصوصا ان الجانب العربي سيشارك في طاولة الحوار باعتباره عراب التوافق اللبناني ولا سيما ان نص اتفاق الدوحة اشار في بنده الرابع الى وجوب اطلاق الحوار فور انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة بمشاركة الجامعة العربية.

لقاء المعارضة: وفيما يعقد اركان قوى 14 اذار اجتماعا موسعا مطلع الاسبوع لتحديد موقفهم من المرحلة المقبلة وخصوصا بالنسبة الى الانتخابات التي توجب تكثيف مثل هذه الاجتماعات لإعداد الخطوات وتشكيل اللوائح، كشفت اوساط في المعارضة لـ"المركزية" عن اتصالات تجري بعيدا من الاضواء لترتيب لقاء موسع لقيادات المعارضة بمَن فيهم حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة امل واعضاء من اللقاء الوطني بعدما مر وقت طويل من دون ان تجتمع وأن الظروف الراهن تحتم عقد مثل هذا الاجتماع على عتبة الانتخابات النيابية لوضع تصور لسبل التعاطي مع المرحلة خصوصا لناحية تشكيل اللوائح والتحالفات المفترضة بين مكوناتها. وألمحت الاوساط الى وجود تباعد بين بعض هذه القيادات بفعل عدم التوافق على اللوائح واصرار البعض على عدم اخذ ممثلين لحلفاء لهم على لوائحهم في بعض المناطق الامر الذي اثار حفيظة آخرين، الا ان العمل جارٍ على تذليل هذه الخلافات وحصرها بطبيعة المرحلة. وللغاية يعقد اركان في المعارضة لقاءات ثنائية لتحديد المواقف من قانون الانتخابات وشكل التحالفات.

 

 "الوقت حان لبلورة الرأي العام المسيحي بعد سقوط القنــــــــــــاع"

جعجع دعا الى التحضير للانتخابات النيابية المقبلة لانهاء نغمة الـ 70 في المئة

المركزية - اكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع السعي الى كل مراكز الدولة من دون كلل، ليس حبا بها بل لتحقيق اهدافنا. واذ لاحظ ان البعض ما زال متأثرا بانتخابات العام 2005 دعا الى وجوب ازالة ما حصل في تلك الفترة من الاذهان اذ ان ما حصل كان ابن ساعته وظروف واحداث معينة زالت الآن. ورأى ان انتخابات العام 2009 ستكون مغايرة لانتخابات العام 2005 ودعا الجميع الى التحضير لهذه المرحلة لانهاء نغمة الـ70 في المئة، مشددا على ان الوقت حان لبلورة الرأي العام المسيحي بعد سقوط القناع عن وجوه الاعداء والاصدقاء معا.

اقامت القوات اللبنانية احتفالا في مطعم قلعة الرومية - القليعات حضره جعجع الذي فاجأ المدعوين والنائب ستريدا جعجع، النائب السابق كميل زياده وشخصيات والقطاعات في القوات. وبعد النشيدين اللبناني والقواتي وكلمة ترحيب القى جعجع كلمة جاء فيها "ان الجو معكم اليوم يشير إلى الروح السائدة داخل القوات اللبنانية وهذا مؤشر واضح لمشروعنا السياسي ولنضالنا والوسيلة التي سنعتمدها لتحقيق أهدافنا".

واستذكر جعجع مرحلة الـ75 يوم قاموا بتدريباتهم في "أمز" و"ميروبا". وقال " ان أول سرايا المركزية كانت في كسروان وأول المدربيّن في حزب الكتائب كانوا من كسروان والشباب والصبايا الذين تحملوا مسؤولياتهم كانوا أيضاً من كسروان"، متمنياً " أن لا تعاد علينا ولا على لبنان فترة الحرب السابقة ولكن لم أقل هذا الكلام إلا لأشير إلى أن كسروان كانت دائماً في طليعة المدافعين عن الوطن". أضاف جعجع: "نحن نحترم كل العائلات والبيوت السياسية في كسروان ولكن لا أحد منّا يستطيع أن يبقى خارج إطار التطور الطبيعي للامور، منتقداً من يقول "ان نسبة القوات في كسروان ضئيلة"، ومعتبراً "انه بعيد عن البيوت السياسية، لأنه من المفترض أن تكون هذه البيوت متابعة للحركة الشعبية على الارض، وتاليا فهو لا يتابع تاريخ لبنان ولا يعرف عنه شيئاً وإذ كأن القوات شيئ وكسروان شيئ آخر، وكنت أتمنى لو كان بعض أصحاب هذه البيوت حاضرين معنا اليوم لرؤيتكم وللاطلاع على الوجود القواتي الكثيف في كسروان".

وقال: "ان البعض يحاول أن يضع الهوية الكسروانية بتعارض مع الهوية الحزبية بكل أنواعها ولاسيما الهوية القواتية، مؤكداً "على أن الهوية الكسروانية هي في جوهر كل هوية حزبية في لبنان وتحديداً "القوات اللبنانية". وإذ أعلن أنه على صداقة مع كل البيوت السياسية رأى جعجع "أن من يتجاهل التاريخ، التاريخ يتجاهله". وتوجه إلى كل القيادات والاحزاب والمعنيين بالقول" إن المكان يتسع للجميع شرط أن نعترف كلنا بوجود الجميع وأن يعّي كلٌ منّا حجمه السياسي الصحيح وأن يتصرف وفقاً لهذا الاساس عندها نكون جميعاً بخير وكسروان ولبنان بخير".

واعتبر جعجع أن القوات اللبنانية ليست حزباً بالمعنى السياسي الضيق للكلمة والدليل أننا استمرينا في كل المراحل فلو كنا نفتش عن المراكز والمكاسب لما تركناها في سبيل قناعاتنا إذ أننا نحن ضمير ووجدان شعب وحين نفتقد هاتين الصفتين فلا مبرر لوجودنا.

وقال "سنسعى إلى كل مراكز الدولة من دون كلل ليس حباً بها بل لتحقيق أهدافنا التي تتطلب منا هذا الوجود. وأضاف: "لمستم جزء من هذا الحلم في الحكومة الحالية بعد 15 سنة من التزوير(بما معناه) إذ هذه الحكومة الاولى التي تأتي بعد الطائف وتكون حكومة طائفية (نسبة للطائف) أي حكومة تتسم بالتوازن الذي يدعي البعض أنه يعمل من أجله فيما البعض الآخر يعمل حقيقة على تحقيق هذا التوازن.

وقال: "أن البعض مازال متأثراً بإنتخابات العام 2005 ، داعياً الى وجوب أن نزيل من أذهاننا ما حصل في هذه الفترة، معتبراً أن ماحصل كان "ابن ساعته وظروف وأحداث معينة" زالت الآن اذ أن المسيحيين في تلك الفترة صوّتوا من أجل "آمر معين" ولكن يا للاسف البعض إستغلّه لأشياء أخرى مختلفة تماماً،فنحن جميعنا منحنا هذا التصويت ولكن ليس لوضعه في "مذبلة صنين". وتطرق جعجع إلى المواجهة التي تقوم بها 14 آذار حفاظاً على حق الدولة اللبنانية في حين يلمس الآخرون اقتراب الصراع منهم يبدأون باختلاق "الأعذار" بغية تخفيف الضغط عن حلفائهم، معرباً عن أسفه حيال البعض الذين لا همّ لديهم إلا التمهيد لوصول حزب الله لتحقيق أهدافه. وقال: ولكن مهما كانت إمكانياتهم واسعة وكبيرة فالتاريخ لا يعود الي الوراء وتاليا سننتصر. ورأى أن انتخابات العام 2009 ستكون حقيقية ومغايرة لتلك في العام 2005 داعياً الجميع إلى ضرورة التحضير لهذه المرحلة المقبلة لإنهاء "نغمة الـ70 في المئة" فقد حان الوقت لبلورة الرأى العام المسيحي بعد سقوط القناع عن وجوه الاعداء والاصدقاء معاً. وقال: إن البيان الوزاري تعرض لمواجهة ونحن كان لدينا موقف منه وما زلنا عليه، فنحن لا نريد التعطيل بل نحاول التسهيل حتى الرمق الأخير ولكن هذا الأخير يتوقف عند حدود قناعاتنا وفي حال تضمن هذا البيان بنوداً تتخطى هذه القناعات سنتحفظ عليها من دون أن نعطّل.

بدوره القى منسق القوات في كسروان الدكتور زياد معلوف كلمة.

 

في العشاء السنوي لهيئة رياق فـــــــي التيار الوطني

سليم عون: تحالفنا مع الكتلة الشعبية والطاشناق اقوى من قبل

المركزية - اكد عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سليم عون ان "التحالف الوثيق بين التيار الوطني الحر والكتلة الشعبية والطاشناق اصبح اقوى من قبل".

أقامت هيئة رياق - حوش حالا في "التيار الوطني الحر" عشاءها السنوي في زحلة في حضور النواب الياس سكاف وكميل معلوف وحسن يعقوب ومنسق عام التيار بيار رفول ومنسق التيار في قضاء زحلة المهندس أنطوان بو يونس وحشد من مناصري التيار. وألقى النائب عون كلمة أكد فيها أن "التيار هو صاحب مشروع سياسي عام وليس فئويا وهدفه من الوصول إلى السلطة ليس التسلط إنما تحقيق مصلحة جامعة لجميع اللبنانيين، في حين أن هناك أفرقاء تعودوا التسلط"، وقال: "أكدتم مرة جديدة أن شعبية التيار الوطني ما زالت كما هي وستصنعون في 2009 التغيير لأن في اليوم التالي سيبدأ الإصلاح ولا شيىء سيقف أمامكم".

وذكَّر بأن" هدف التيار الأول هو التغيير والإصلاح لكن تمت العرقلة من اللحظة الأولى على رغم تحقيق نتيجة جيدة لكنها ليست حاسمة"، مشيرا إلى "عدم رغبة التيار في حصول الخلافات التي شهدها لبنان في الأعوام الثلاثة الماضية". وتحدث عن "مواجهة الأموال التي تأتي من الخارج"، مشددا على "عدم القبول بأن يمثلنا أحد ويكون من أصحاب الرؤوس المطأطأة وتشحذ تمثيلها من قوى خارجة عن إطار أهلها وناسها"، ورأى أن "السفينة تغرق في حين يسعى البعض لحل مشكلته بالتوجه إلى العراق وأن أحدهم يسعى للعوم مجددا من خلال القضية الفلسطينية، والأرزة في الرابية استطاعت أن تقف في وجه الإرادة الدولية التي كانت تسعى لفرض أمر واقع، وهذه الأرزة ستحقق تسونامي الوحدة الوطنية والسلام والخير والمحبة". وأكد أن "التحالف الوثيق بين التيار الوطني والكتلة الشعبية بزعامة الياس سكاف والطاشناق أصبح أقوى من قبل". كرم: بدوره هنأ العميد فايز كرم ممثلا النائب العماد ميشال عون الجيش اللبناني في عيده وأكد أن "إرادة التيار الوطني الحر واضحة وصريحة في إنقاذ الوطن من المطبات المتلاحقة التي نواجهها ودائما على حساب الوطن والمواطن"، وشدد على "التوق إلى بناء دولة قوية والحاجة إلى سلطة مسؤولة ومسؤولين مستعدين للتضحية من أجل مواطنيهم، سياستهم رسالة عطاء، ممارساتهم مواقف توجيه وتثقيف، وبرامجهم تسابق لمصلحة المواطن ولمصلحة لبنان". وسأل: "هل أن السلطة القوية هي حاجة للبنان أم أن السلطة الضعيفة الغائبة التي وجدت من أجل تأمين مصالح بعض النافذين والمتسلطين المستأثرين؟ المقاومون تحالفوا فتلاقت الفئة الأكبر من اللبنانيين حول مواقف العزة والكرامة".  وكانت هيئة رياق في التيار افتتحت مكتبها الكائن قرب مدرسة العائلة المقدسة في رياق في حضور النواب سليم عون وكميل معلوف وحسن يعقوب ومنسق التيار في قضاء زحلة المهندس أنطوان بو يونس وممثلين لأحزاب المعارضة ورؤساء بلديات ومخاتير.  وبعدما ألقى منسق رياق ناجي شهيد كلمة شدد فيها على التزام مبادىء التيار، قال رفول: "لم نحرر لبنان لنختلف ونتناحر.

هناك واجب علينا اليوم من أجل شهدائنا ومعاقينا ومن تهجر وهو أن نحصن الوحدة الوطنية". وشدد على "التزام خط العماد عون الذي رسمه منذ عام 1988 وهو خط الدفاع عن لبنان والوحدة"، وأشار إلى أن "البعض عارض وثيقة التفاهم التي طبقت في حرب تموز من دون أن يعرف معانيها". كذلك تحدث العميد كرم الذي أكد أن "التيار يؤمن بحق الإختلاف وليس المهم أن ينتصر التيار بل أن ينتصر لبنان"، مؤكدا "الحاجة إلى دولة قوية"، وقال: "نحن مقاومون ومتمردون والمتمرد هو كل من سعى إلى التغيير والإصلاح ومن يحب الحياة". وتمنى أن "يبقى الجيش قويا ويواجه كل تهديد غريب بالتعاون مع المقاومة".

 

الوزير أبو فاعور: البيان الوزاري انتصار للبنان 

وكالات/أكد وزير الدولة وائل أبو فاعور "أن ما جاء في البيان الوزاري ليس فيه منتصر ومهزوم، لأن المنتصر الوحيد فيه هو لبنان والمهزوم هي التفرقة بين اللبنانيين، وسينتصر مشروع الدولة العادلة ومرجعيتها في البيان الوزاري"، معتبرا "أن أمامنا الكثير من التحديات في المرحلة المقبلة أهمها الأمنية والسياسية، لذلك يجب أن ندخل في مرحلة جديدة لبناء الوطن ونعيد إستقامة عمل المؤسسات الدستورية". وأشار الوزير أبو فاعور، في كلمة القاها خلال تدشينه مبنى خلية آل أبو اللطيف "الوطن والمهجر" في بلدة عيحا في قضاء راشيا، إلى "أن اللقاء الديمقراطي لم يعترض على قضية المفقودين في لبنان خلال مناقشة البيان الوزاري بل يعتبر نفسه معنيا بها لأجل كل أهالي المفقودين، لكننا رفضنا أن يتم إستعمال هذه القضية للتعمية على قضية المفقودين في السجون السورية، لأن القضيتين مستقلتان وكلاهما تستحقان الإهتمام وكلاهما من مسؤوليات الدولة اللبنانية وتستحقان الإهتمام الشديد". وإعتبر "أن البيان الوزاري إنجاز بكل المعاني وهو إنتصار لمنطق الدولة والخيار الوطني بمقدار إمكانية الإستفادة من كل الطاقات لدى الشعب اللبناني، وهو بهذا المعنى إنجاز لكل اللبنانيين، ولا سيما القوى الإستقلالية، كما تضمن نصا إستقلاليا واضحا سواء في ما خص المحكمة الدولية أو العلاقات اللبنانية السورية، حيث تم تثبيت كل الركائز التي تؤدي إلى قيام علاقات ندية طبيعية بين البلدين، من ترسيم الحدود إلى التبادل الدبلوماسي، دون التنازل عن الثوابت الإستقلالية، إلى قضية المفقودين في السجون السورية وضبط الحدود وتثبيت مسؤولية النظام السوري في ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وتثبيت مرجعية الطائف، إضافة إلى ذلك فإن البيان الوزاري حسم المرجعية الأمنية في الأوضاع الداخلية لمؤسسات الدولة بنص ملزم لكل الأطراف لحماية السلم الأهلي وعدم العودة إلى ما شهدناه من أحداث وإعتداءات على المواطنين اللبنانيين في أكثر من منطقة، كما رسخ موقع لبنان العربي وإلتزامه بكل القضايا العربية المحقة وفي مقدمها قضية فلسطين، دون أن يعني ذلك بقاء لبنان مساحة للصراعات الإقليمية والدولية".

 

كنعان: "التيار الوطني" شارك في كل كلمة في البيان وأدخل اليه الكثير من الثوابت التي آمن بها 

وكالات/أكد أمين سرّ "تكتّل التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان أن "مسؤولية بناء الدولة هي مسؤولية السياسيين وليس الجيش، لأنّ الوحدة الوطنية والرؤية المشتركة هي التي تحمي الجيش والمؤسسات والسيادة والحريّة والإستقلال". وأشار كنعان في كلمة ألقاها خلال تمثيله رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في العشاء السنوي لهيئة الدكوانة في التيار الوطني أن "التيار الوطني الحر شارك في كلّ كلمة في البيان الوزاري وأدخل إليه الكثير من الثوابت التي آمن بها والتي تحقّق منها الخروج السوري والإنتقال من مفهوم الإستئثار بالحكم إلى مفهوم الديمقراطية والتوازن"، لافتاً الى أن "هناك قضايا كثيرة بقيت للتحقيق، من اللبنانيين اللاجئين قسراً إلى إسرائيل، إلى مسألة المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، وصولاً إلى إقتراع اللبنانيين غير المقيمين في لبنان". وسأل كنعان "هل كان من الضروري أن يتكلّف اللبنانيون ثلاث سنوات ليعي البعض أنّ التفاهم من خلال الحوار هو الطريق الوحيد إلى الإستقرار؟ هل كان من الضروري أن يتطلّب الأمر ثلاث سنوات ليتأكدوا أن التفاهم ليس خروجاً عن منطق الدولة؟". وإعتبر النائب كنعان أن "مهمّة كل حريص على لبنان هي بلّورة الرؤية الوطنية المشتركة في الحوار المقبل لأنها الوحيدة القادرة على إعادة كل مكوّنات المجتمع إلى كنف الدولة وإعادة الدولة إلى كلّ اللبنانيين"، مشيراً إلى أهمية إنجاز الإصلاحات الإنتخابية قبل إنتخابات الـ2009.

 

الأسد يحمل معه الملف اللبناني إلى طهران 

وكالات/يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد اليوم زيارة لطهران تستمر يومين يلتقي خلالها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وحسب مصادر سورية رسمية فإن محادثات الأسد سوف تتناول العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية في العراق ولبنان إضافة إلى تطورات المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل عبر الوسيط التركي. كما تتناول المحادثات الازمة الراهنية القائمة بين ايران والغرب بشان برنامج ايران النووي. وتتزامن هذه الزيارة مع انتهاء مهلة الاسبوعين التي كانت الدول الكبرى قد حددتها لايران للرد على حزمة الحوافز التي عرضتها عليها مقابل موافقتها على تعليق أعمال تخصيب اليورانيوم.

 

فنيش: البيان الوزاري انتصار لحق لبنان في المقاومة 

المنار/ 02/08/2008 اكد وزير العمل محمد فنيش ان البيان الوزاري بصيغته النهائية هو انتصار لحق لبنان في المقاومة ورسالة الى العالم بأن لبنان جيشا ومقاومة سوف يتصدون للاعتداءات الاسرائيلية وفي مقابلة مع قناة المنار اعتبر ان منشأ تحفظ البعض داخل اللجنة الوزارية على بند المقاومة لوضعها تحت سلطة الدولة لا يتوافق وطبيعة عمل المقاومة ومهام الدولة. اضاف فنيش:" ما تم تحقيقه اعتقد انه انجاز لأنهم كانوا يراهنون كثيرا او يقدرون ان اللجنة لن تصل الى مثل هذه النتيجة وان الحكومة لن تتمكن من الاقلاع. المقاومة لم تكن محتكرة قبل جهة هناك مسار تاريخي للصراع مع اسرائيل افرز مثل هذا التطور، ليس جريمة المقاومة الاسلامية وحزب الله انهم من حمل على عاتقه مسؤولية استكمال المقاومة، الحديث عن عدم حصرية او عدم احتكار المقاومة، اذا التعبير الوارد حق لبنان بشعبه ومقاومته وجيشه يزيل الالتباس والتحفظ عند البعض نحن نرحب بهذا لأننا لا نريد ان نحتكر العمل المقاوم في النهاية الدول لها مسؤولياتها ولم تكن المقاومة ابدا تحمل مشروع في مقابل مشروع الدولة ما جرى التأكيد عليه هو هذه البديهيات ما استغربه ان هناك من يعتبر ان قبول المقاومة بمبدأ وحدة الدولة او مرجعيتها كناظم للعلاقات بين اللبنانيين او برسم التوجهات والسياسات كأن هذا تحول او تطور نعم هذا انتصار لحق لبنان في المقاومة وتأكيد هذا الحق، وايضا رسالة للجميع في كل العالم ان اللبنانيين متمسكون في حقهم بأرضهم ومياههم وانهم لن يقبلوا ان يعود العدو الاسرائيلي أو أن يستمر في خرقه وتماديه في الاعتداء على لبنان سوف يتصدون لهذا العدوان بكل ما لديهم من قوة الدولة ومنطقها وجهودها الدبلوماسية بأجهزتها الامنية والعسكرية وبقوة المقاومة. منشأ التحفظ ان البعض يريد يدرج حق المقاومة في اطار سلطة الدولة وهذا التعبير لا يتلاءم لا مع الواقع القائم ولا مع طبيعة عمل المقاومة وطبيعة عمل الدولة، هناك واقع نشأ عن غياب الدولة سابقا، هنا واقع نشأ عن طبيعية الصراع مع العدو الاسرائيلي وانتج هذا الصراع هذه الظاهرة التي اسمها المقاومة بالتالي كيف ننظم العلاقة بين الدولة والمقاومة في الاستراتيجية الدفاعية والحوار وبإنتظار جلاء هذه الاستراتيجية الوطنية الشاملة العلاقة بين الدولة والمقاومة تعود ا لى ما كانت عليه سابقا علاقة تعاون وتفاهم وتنسيق، المقاومة لا تدير ظهرها للدولة وعلى الدولة أن لا تجعل نفسها كأنها نقيض للمقاومة او كأن المقاومة خروج عن سيادتها.

 

 الشيخ قاسم:لبنان قوي ولا مبرر للخوف من قوة المقاومة 

 المنار/02/08/2008 أكّد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنّ لبنان اليوم في الموقع القوي ولا مبرِّر للخوف من قوته وقوة مقاومته لأن هذه المقاومة هي التي حرّرت الأرض وحرّرت الأسرى ورفعت صوت وإسم لبنان عالياً، وبالتالي يُفترض أن يكون هذا موضع فخر وتبنِّي لا موضع خوف وتوتُّر من قبل البعض، وقال أثناء لقائه السنوي مع المغتربين في قاعة شاهد على طريق المطار :" اعلموا أن مكانة لبنان في العالم لا يمكن أن تكون على ما هي عليه لولا هزيمة إسرائيل في لبنان، فلبنان عزّز مكانته بعد هزيمة إسرائيل، وأصبح الآن عصيًّا على تمرير المشاريع التي تكون على حسابه، وبالتالي إذا كان التوطين في يوم من الأيام سهلاً فقد أصبح اليوم أكثر صعوبة بنجاح المقاومة ومواجهة إسرائيل، وسيُصبح أكثر صعوبة لأننا نريد عودة الفلسطينيين إلى بلدهم لا أن يكونوا لاجئين في لبنان" داعيا إلى تصويب المشكلة الموجودة في لبنان، فمن الخطأ أن نقول بأن المشكلة هي المقاومة ونريد نقاشها ونقاش وضعها، المشكلة الحقيقية هي إسرائيل وعدوانها واحتلالها، لذا علينا أن نفكر دائماً كيف نحرّر الأرض وكيف ندافع عنها، وكيف نحشد الطاقات من أجل أن نكون في مواجهة هذا العدوان وهذا الخطر الإسرائيلي، لا أن نبحث عن سرِّ قوتنا فنخشى منه ونبعده عن الساحة.

أضاف : عندما يؤكد البيان الوزاري في كلماته بأن للبنان الحقّ، ولشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والدفاع في مواجهة كل الاعتداءات الاسرائيلية فهذا أمر طبيعي لا بدّ أن يكون، وهو تعبير حقيقي عمّا نحن عليه، وهو في البيان الوزاري إعلان صريح بأن لبنان حريص على أن تبقى أسباب قوته بيده، وهنا عندما تُعقد لاحقاً جلسات الحوار، سنُناقش الاستراتيجية الدفاعية في المستقبل كيف تكون؟ وكيف نستفيد من كل الإمكانات والطاقات؟ وعلينا أن نُقنع بعضنا وأن نحاور بعضنا وأن نصل إلى أن نحسم الرؤيا التي نختلف عليها لنوحِّدها على المستوى الاستراتيجي، ونتابع اليوم بحسب ما نحن عليه.

ورأى سماحته أن ارتدادات هزيمة إسرائيل في تموز 2006 إلى اليوم لن تتوقف، وقد سقط (رئيس وزراء العدو ايهود) أولمرت ليس بسبب الفساد وإنما بسبب عجزه وضعفه عن إدارة الحرب ومع كل الدعم الذي أخذه من أميركا، ومع كل التزوير الذي مارسته لجنة فينوغراد لتُخرج إولمرت من المسؤولية انفضح أمره ولم يستطع أن يصمد أمام هذه الهزيمة الكبيرة.

ورحب سماحته بالمغتربين الذين ذهبوا إلى البلدان العربية والأجنبية من أجل لقمة العيش، وهم معنيُّون باحترام قوانين هذه البلدان ومن حقّ كل واحد من المغتربين أن يؤيِّد سياسة وسيادة بلده ومقاومته التي حرّرت الأرض، ولا حقّ لأي دولة في العالم أن ترفض ارتباط الانسان بوطنه وأرضه وعزّته.      

 

الأسد للحود:الأكثرية ستصبح أقلية "تُثير الشفقة"     

خاص-يقال.نت

منذ عاد من حلب حيث أمضى نهاية أسبوع مطوّلة مع عائلته بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته السيدة أسمى ،يشيّع الرئيس السابق أميل لحود أن مصير قوى الأكثرية ومن يتحالف معها "قاتم ".وينقل لحود الذي يوحي بأن "أيامه راجعة قريبا "عن الأسد تأكيده له "ان كل دراساتنا وإحصاءاتنا تُظهر أن حلفاءنا في لبنان سوف يجتاحون في الإنتخابات النيابية المقبلة ،بحيث ينالون أكثرية مريحة بفرق يصل الى حدود خمسة عشر صوتا ." ويقول لحود إن الأسد أبلغه أنه في ضوء نتيجة هذه الإنتخابات سيخرج "كل هؤلاء...من السلطة وبعضهم سوف يخرج من البلد نهائيا." وفي مجالس متفرقة يقول أميل أميل لحود الذي كان برفقة والده أميل لحود وابنه أميل أميل أميل لحود في اللاذقية إن الرئيس الأسد أدرى بالوسائل التي ستجعل من الأكثرية النايبية اليوم أقلية "تُثير الشفقة".

 

طريق الانتصار

م . أ . س

 عشيّة 14آذار 2005 كانت حال حزب الله "تقطّع القلوب",كان الحزب معزولاً في الداخل ومستهدفاً من الخارج وكان حسن نصرالله يجهد للملمة بقايا وشراذم وأذناب الوصاية السوريّة الآفلة ,كان يصرخ ويهدّد ويتوعّد" ثورة الأرز" لكنّه كان يدرك تماماً بأنّه محكوم بالهزيمة في مواجهتها ما لم يتمكّن من تغيير المعطيات القائمة آنذاك وتعديل مسار الأحداث,ولولا التفاف الشيعة في لبنان حول الحزب وفشل ثورة الأرز في استقطاب شريحة مؤثّرة من هذه الطائفة لكان الأمر انتهى من زمان وكنّا اليوم ننعم بدولة الاستقلال ونسرع الخطى في تحقيق حلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في النهوض والتنمية والاعمار

ومع ذلك فانّ ثورة الأرز وبرغم الاغتيال والترويع والعوائق المختلفة نجحت في تحقيق العديد من الانجازات الأساسية الى أن بدأت الشعلة تخبو والأخطاء تتراكم والدفّ ينفخت والعشّاق تتفرّق لنعترف بأنّ حزب الله لعب اللعبة بخبث وذكاء كبيرين ونجح في قلب الأمور لمصلحته وذلك طبعاً بمساعدة من سوريا وايران والمتغيّرات الدوليّة وأخطاء وخطايا قوى 14آذار

كانت الصورة مساء يوم 14آذار 2005 كالآتي:ميليشيا مذهبيّة مسلّحة فقدت قضيّتها وتحوّلت الى وكيل للوصاية السوريّة ورديف للنظام الأمني القمعي تواجه ثورة وطنيّة مدنيّة سلميّة جامعة تسعى الى الحرّية والاستقلال والسيادة,ولذلك كان على حزب الله أن يعمل لتغيير معطيات هذه الصورة ليتمكّن من الصمود والمواجهة

كان على حزب الله أن يسعى لنزع الصفة الوطنيّة عن ثورة الأرز وذلك من خلال اتّهام قادتها بالعمالة للخارج (الأمريكان ولاحقاً الاسرائيليين )وهذا ما دأبت ماكينته الدعائيّة وأذنابه على ترداده صبح مساء,وأيضاً من خلال افتعال أجواء فتنة مذهبيّة أو طائفيّة في البلد وقد كانت المحاولة الجدّية الأولى يوم الأحد 5شباط المشؤوم الاّ أنّ الفتنة السنيّة الشيعيّة ما لبثت أن أصبحت الخيار المفضّل عند هذا الحزب بفعل الاحتقان الناتج عن أحداث العراق وبسبب اعتقاد الحزب بأنّه قادر على ضبط ايقاع هذه الفتنة في لبنان ولعب دور الاطفائي حين يشتدّ أوارها ممّا يظهره بمظهر الحريص على السلم الأهلي

وكان على حزب الله أن يسعى لنزع الصفة المدنيّة والسلميّة عن مكوّنات 14آذار فبدأت أبواقه تضخّ الشائعات حول تدريبات عسكريّة للقوات والمستقبل والاشتراكي في الأردن وغير الأردن وبدأوا يسعون لتصيّد أي حادث فردي مسلّح لا بل يستدرجون أيّ ردّ فعل فردي مسلّح(كما فعلوا يوم أحداث جامعة بيروت العربيّة)لتضخيمه وتصوير الأمر وكأنّ تيّار المستقبل تحوّل الى ميليشيا مسلّحة وكذلك القوّات والاشتراكي, والذي يدعو للأسف الشديد أنّ كثيرين من أنصار 14آذار بلعوا الطعم وأخذوا يدعون الى التسلّح لمواجهة ميليشيا الحزب ويشترون الأسلحة الفرديّة بأيّ ثمن

وقبل ذلك كان حزب الله قد نجح في نزع الصفة الجامعة عن حركة 14آذار من خلال تكتيل الشيعة حوله من ناحية ومن خلال تمكّنه من اجتذاب التيّار الوطني الحرّ مستغلاّ الشبق السلطوي الجامح لقائده ميشال عون

وفي أثناء ذلك كلّه كان حزب الله بحاجة ماسّة الى حرب تمّوز ليغيّر مسار الأمور في البلد ويعيد ادخال العامل الاسرائيلي الى الساحة ليستغلّه في تقوية مواقعه كما اعتاد دائماً وليس صحيحاً أنّ حسن نصرالله فوجىء بردّ الفعل الاسرائيلي على خطف الجنديّين وحكاية "لو كنت أعلم"كذبة كبيرة لأنّه كان يعلم جيّداً بل يستدرج ما حدث وهكذا نجح حزب الله على المستوى الداخلي في قلب الموازين لصالحه وسينجح وحلفاؤه في الفوز بالانتخابات النيابيّة القادمة ما لم تتمكّن قوى 14آذار من استعادة صورتها الأصليّة كحركة وطنيّة مدنيّة سلميّة جامعة تسعى لانجاز الاستقلال وبناء دولته,فهذه هي الطريق الوحيدة التي تقود حتماً الى الانتصار والانتصار هنا لن يكون لطرف بل للبنان كلّه

 

نصر الله أجرى تحقيقات عدة وعجز عن كشفه

 "الكرنك" عميل إسرائيلي اخترق قيادة "حزب الله"/ شبكته نجحت في الكثير من العمليات/مهندسون وخبراء اتصالات أعضاء في شبكة التجسس/كل الخرائط العسكرية للحزب نقلها "الكرنك" إلى تل أبيب/ساعد في خطف عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني

 كتب - معتز أحمد: السياسة

 / جاء الاعتراف الأخير الذي أدلى به رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي(موساد)مائير داغان عن وجود عملاء لجهازه داخل "حزب الله" اللبناني ومؤسساته المختلفة لتكشف عن واحدة من أهم وأخطر أشكال الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي لهذا الحزب, الذي طالما زعمت تل أبيب إنها عاجزة عن اختراقه وزرع عملاء به منذ تفجر المواجهات معه في العام 1982 مع الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني وحتى الآن.

    بداية يجب وقبل تحليل الاعتراف الذي أدلى به داغان إلقاء الضوء على عدد من الحقائق المهمة المتعلقة بهذه القضية, اذ جاءت التصريحات التي أدلى بها المسؤول الاسرائيلي عن وجود عملاء ل¯"الموساد" في الحزب على هامش لقائه مع عائلات الجنديين اللذين كانا اسيرين لدى الحزب وهما الداد راغيف وجولدفاسور عندما أبلغهما بأن هناك عميلا مهما لجهازه تم زرعه في قلب الحزب أرسل إلى"تل أبيب" معلومات سرية تكشف عن مصير كلا الجنديين, وأن هذا العميل, الذي صنفه داغان صراحة بأنه من الفئة الأولى"أي عميل خطير للغاية وصل إلى   المناصب القيادية داخل صفوف العدو", وهو من أعظم العملاء لجهازه وكل المعلومات التي بعث بها من قبل تحظى بمصداقية عالية, وأشار داغان إلى أن "هذا العميل طالما اعتمدت عليه إسرائيل, اذ قدم إليها معلومات في منتهى الأهمية ساعدت إسرائيل مراراً, وأنقذتها أكثر من مرة في مواجهاتها مع "حزب الله".

المثير أن وبعد التصريحات التي أدلى بها داغان إلى عائلات الجنود الأسرى رغيف وغولدفاسور نشر موقع "ديبكا" الإسرائيلي الالكتروني والمعروف بصلاته القوية بالأجهزة الأمنية إن "هذا العميل من أهم بل وأعظم العملاء الإسرائيليين في "حزب الله", ونجح في تكوين شبكة تضم عملاء في مواقع متميزة وحساسة داخل الحزب الأمر الذي عاد بالفائدة الكبرى على إسرائيل في العديد من المواجهات مع "حزب الله".

بالإضافة إلى نقطة مهمة وهي أن هذا العميل ليس عميلاً عادياً, اذ هو ليس عسكرياً أو سياسياً فقط في الحزب, بل إنه من أقرب المقربين للأمين العام وقيادات "حزب الله" السياسية بل والعسكرية خصوصاً وأن حجم المعلومات التي يحصل عليها تعكس مدى أهميته, ولا سيما إن الملف الذي نقل منه المعلومات والمتعلق بالجنود الإسرائيليين الأسرى ملف في منتهى الحساسية والمشرف الرئيسي عليه هو الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله نفسه, وبالتالي فإن أي شخصية سياسية تعرف أي معلومة عن هذا الموضوع تعتبر شخصية متميزة وقوية داخل الحزب وليست بالهينة.   

في قلب العدو

الا أن الحديث عن هذا العميل الذي يرمز اليه في إسرائيل ب¯"الكرنك" وذلك في إشارة إلى تكوينه لشبكة من العملاء اللبنانيين داخل "حزب الله"مثل كبير الكهنة في معبد "الكرنك" المصري القديم, والذي كان يقود العشرات من الكهنة العابدين لفرعون والذي كان من المستحيل على بقية الكهنة الآخرين من مختلف المعابد الدخول إلى معبد الكرنك إلا بعد معرفة الكاهن الأكبر لذلك, وكان عدد كبير من هؤلاء الكهنة السريين الذين لم يكن يعرفهم أحد على الإطلاق إلا الكاهن الأكبر, والتطرق إلى ما كتبته تل أبيب عنه في الصحف أو الكتب أو وسائل الإعلام الإسرائيلية سيزيد من حجم قوته على الساحة الإسرائيلية, وعلى سبيل المثال يؤكد كتاب"خلف خطوط العدو" وهو الذي وضعه جيرالد ويستربي, وهو اسم مستعار,والذي يعد أحد أبرز عملاء المخابرات الإسرائيلية بل, والأميركية على حد سواء والذي كشف عن أسرار خطيرة في ما يتعلق بهذا العميل الذي عرف ب¯"اسمين أساسيين"الأول وهو "الكرنك" كما سبق ذكره والثاني هو "صديق تل أبيب في مكتب "حزب الله" , وإنه ادى دوراً بارزاً في الكثير من العمليات سواء السرية أو العلنية, التي نفذتها تل أبيب في لبنان ومنها ضد الحزب أو ضد الأهداف اللبنانية المتعددة الأخرى ,ويزعم الكتاب أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله اجرى عدداً من التحقيقات السرية داخل الحزب من أجل معرفة من هو هذا العميل, والشبكة التي يعمل بها في "حزب الله" إلا أنه فشل حتى الآن في الكشف عنه. ومن هذه العمليات التي ساعد بها "الكرنك" كما يزعم ويستربي عملية إلقاء القبض على كل من الشيخ عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني اللذين اختطفا من لبنان برغم الاحتياطات الأمنية التي من المفترض أن "حزب الله" اتخذها لحمايتهما, ووجه "الكرنك" خلال هذه العملية ووجه الجنود الإسرائيليين من "الكوماندوز" ممن تسللوا إلى لبنان من أجل ألقاء القبض على الديراني وعبيد عبر أجهزة تنصت وإرسال دقيقة للغاية. تعد الاولى  من نوعها في العالم وقت اختطاف الأسيرين, بل وشرح لهما بالتحديد أين يقع منزلهما, والوقت الذي يتواجدان فيه بالتحديد لضمان نجاح هذه العملية. 

واللافت للنظر أن هذا الكتاب أكد أن الشبكة التي شكلها "الكرنك" باتت وبالفعل واحدة من الشبكات القوية للغاية لإسرائيل وخصوصاً مع نقلها العديد من المعلومات السرية والحساسة عن الحزب.

ولعل ما ورد في كتاب"الموساد والأسطورة"الذي سيطرح قريباً في الأسواق الإسرائيلية, وحصلت"السياسة"على نسخة معدلة منه,اذ كانت صدرت نسخة منه منذ نحو ستة أعوام الا أن تل أبيب قررت طرح نسخة معدلة تحتوي على الكثير من الأسرار والعمليات الإسرائيلية غير المعلنة في لبنان,وهو للصحافي الإسرائيلي جاد شومرون هو أكبر دليل على مدى قوة شبكة "الكرنك", اذ أشار شمورون, الذي يعد واحداً من أبرز الكتاب السياسيين والمحللين الستراتيجيين الإسرائيليين, فهو خدم في جهاز "الموساد" في الفترة بين العامين 1970, 1990, وعين بعدها في صحيفة "معاريف", إلى أن هذه الشبكة ادت دوراً مهماً في حرب لبنان الثانية التي اندلعت عام 2006, حيث نجحت في إرشاد إسرائيل عن كيفية توجيه ضربات موجعة إلى الحزب وهي الضربات التي أسفرت في النهاية عن أسر أربعة من الجنود والعسكريين اللبنانيين التابعين ل¯ "حزب الله" من جهة ومن ناحية أخرى ضرب المواقع الستراتيجية المهمة للحزب, الأمر الذي أدى إلى فقدان الحزب توازنه منذ هذه الحرب حتى الآن.

وتتنوع هذه الشبكة, حيث لا تشتمل فقط على العسكريين أو كبار الخبراء الستراتيجيين التابعين للحزب, بل تصل إلى عمال النظافة في المناطق الجنوبية التي يسيطر عليها الحزب, بالإضافة إلى عمال الصيانة والمهندسين والعديد من أبناء التخصصات المختلفة الأخرى.

"الكرنك"

اللافت للنظر أن هذا الكتاب يشيد بالدور الذي "اداة الكرنك" في صفوف "حزب الله" وبالتحديد في ركنين أساسيين تحديد الأهداف التي يجب ضربها في "حزب الله" من أجل القضاء على قوته العسكرية من جهة, بالإضافة إلى إرسال المعلومات المتعلقة بتواجد أسرى "حزب الله" في الحرب من جهة أخرى اذ كان الكرنك متواجداً في قلب غرفة العمليات العسكرية التابعة ل¯ "حزب الله" في الحرب الأمر الذي ساهم في الإيقاع بهؤلاء الجنود الذين أسرتهم إسرائيل في حرب لبنان, وهم أربعة جنود, بالإضافة إلى إصابة الحزب بضربات موجعة للغاية.

    الا أن الكتاب يذكر المقولات التي أشاد فيها عدد من كبار القادة الأمنيين الإسرائيليين ب¯"الكرنك"اذ نجحت إسرائيل في توجيه ضربات موجعة للغاية للحزب عن طريقه,وهي الضربات التي طالما عانى منها الحزب, إلا أن المعلومات التي كان "الكرنك" يرسلها إلى تل أبيب مع شبكته ساعدت في تدمير البنية العسكرية للحزب بالصورة التي جعلته شبه عاجز تماماً عن التعامل مع التحديات العسكرية التي تواجهه.

وفي هذه النقطة يشير الكتاب صراحة إلى أن "حزب الله" طالما عانى من الإسرائيليين وطالما تعرض للضربات المركزة ولعل أبرزها وأخطرها ما جرى في عملية عناقيد الغضب في العام 1996 حينما كان يوجه الضربات العسكرية المتواصلة لإسرائيل التي ردت عليه عن طريق ضربات عسكرية مركزة, انتهت بتوقف القتال بعد تدمير الكثير من بنية الحزب, إلا أن الحزب استطاع ورغم هذه العملية الوقوف على قدميه عسكرياً, والإمساك بالبندقية, وهو المصطلح الذي استخدمه الكتاب للتعبير عن استعادة قوته, وتوجيه الضربات العسكرية مرة أخرى إلى إسرائيل.

ويعود هذا إلى عدم تفعيل دور هذا العميل خلال هذه الفترة حرصاً على أمنه وسلامته, وأنه مهما تكن المعلومات التي يقدمها إلى تل أبيب مهمة, فإن الحفاظ على أمنه وتوثيق علاقاته داخل الحزب كانت أهم من أي هدف آخر,ويوضح الكتاب إن إسرائيل وضعت له وللخلية التي يقودها خطة من أجل القضاء على القدرة العسكرية والستراتيجية للحزب,وهي الخطة التي تولى الإشراف عليها كبار القادة والعسكريين في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية, والتي بلغت ذروتها بعد  حرب لبنان في العام 2006, وهو ما سيأتي ذكره فيما بعد, الا أن الملاحظ أن إسرائيل ومع إشادتها ب¯"الكرنك"لم تكشف على الإطلاق, ولا في أي من تقاريرها أو كتبها أو الدراسات المتعلقة بالعمليات الجاسوسية تاريخ بدء عمل هذا العميل أو كيفية زرعه إلا أنها فقط تكتفي بالتأكيد على أن زرعه, تطلب وقتاً طويلاً, وتاريخاً وصفته بعض من هذه الكتابات بالباسل في تدمير الحزب.

ومن هنا فإن عمل"الكرنك" والشبكة المرتبطة به جرى تفعيلها والارتقاء بها مع حرب لبنان الثانية في العام 2006, حين نجح في إرسال العديد من الرسائل المهمة مع شبكته إلى تل أبيب وهي الرسائل التي ادت دوراً رئيسياً في القضاء على بنية "حزب الله" العسكرية وقضت على الكثير من المباني والمواقع المهمة والحساسة للحزب وساهمت في توجيه ضربات قوية ومركزة دمرت قدرته القتالية والاستراتيجية تماماً.

واللافت للنظر أن جميع التقارير العسكرية والستراتيجية التي تتحدث عن الحزب بعد ذلك, ويزعم بعضها أن الحزب من الممكن أن يستعيد قدرته العسكرية التي تميز بها مرة أخرى الا انها باتت لا تؤثر على الإطلاق في إسرائيل وهو ما يظهر مع تعامل العديد من محلليها وكبار كتابها الستراتيجيين الذين لا يحركون ساكناً في التعامل مع هذه التقارير منذ حرب لبنان الثانية باتت تل أبيب تعرف وبصورة لا تقبل التأويل وقاطعة أن "حزب الله" الآن لم يعد وبعد هذه الحرب "حزب الله" بصورته القديمة وأنه فقد قوته العسكرية ولم يعد وكما قال من قبل رئيس جهاز المخابرات العامة"شاباك" الجنرال يوفال ديسكن "أكثر من حزب يعتمد على صوت وصراخ زعيمه حسن نصر الله فقط".

تواصل وتجنيد

يشير الكتاب إلى أن "إسرائيل وعند سعيها إلى انشاء هذه الشبكة لم تسع إلى ضم عسكريين أو ساسة فقط, بل سعت إلى تعميق هذه الشبكة لتضم العديد من المتخصصين والمدنيين ممن يعملون مع الحزب ولا سيما من المهندسين والمتخصصين في الصيانة والخبراء ممن درسوا في أوروبا والمعاهد العلمية المختلفة في إطار اتفاقيات التعاون بين لبنان من جهة والمعاهد العلمية والهندسية المتخصصة في العالم من جهة اخرى".ويوضح أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمختلف أنواعها بداية من الموساد أو جهاز المخابرات العسكرية "أمان" أو جهاز الأمن العام "شاباك" تنشط جميعها من أجل التواصل مع هؤلاء العلماء خصوصاً وأن مثل هذا التواصل سيعود بالفائدة الكبرى على إسرائيل".

وفي هذه النقطة بالتحديد يزعم كتاب"الاهتزاز الحربي"للكاتب والمحلل السياسي والستراتيجي الإسرائيلي يهودا لوربر والذي سيصدر رسمياً هذه الايام  - شهر أغسطس - وإلى أن تل أبيب سعت إلى التواصل مع هؤلاء العلماء وكانت من أبرز التكليفات التي كانت تل أبيب توجه بها "الكرنك" هي تجنيد المهندسين ممن أقاموا شبكات الاتصالات الهندسية والعسكرية الخاصة بالحزب, وفي الوقت نفسه كانت إسرائيل تنشط في المعاهد الأوروبية التي كان أعضاء منظمة حزب الله يتعلمون بها. وأشار الكتاب إلى إن "إسرائيل باتت مطلعة على جميع التصميمات الهندسية التي يعمل بها "حزب الله" سواء في مجال الاتصالات أو المجال العسكري, وذلك نتيجة للنشاط الذي كان يقوم به "الكرنك" من جهة أو النشاط الذي تقوم به الأجهزة الأمنية من جهة أخرى في التواصل مع المهندسين بل وأهل الفكر والعلم من كبار المتخصصين اللبنانيين في الخارج والذين نجحت إسرائيل في الإيقاع بالعديد منهم وتعمل على تجنيدهم للعمل في صفوفها. ويوضح الكتاب إن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في إسرائيل دائماً ما تكون نشيطة في الدول الغربية التي ترتبط بعلاقات جيدة مع أعدائها تماماً مثلما كانت نشيطة في اليونان وإيطاليا على سبيل المثال في سنوات حربها مع مصر في الفترة من العام 1967 وحتى العام 1973 حيث باتت هذه الدول بمثابة معقل كبير للموساد الذي يحاول تجنيد الشباب المصري للعمل في صفوفه والوقوع في بئر الخيانة. وتنتهج إسرائيل  السياسة نفسها مع اللبنانيين.

ويؤكد الكتاب أن إسرائيل ومع نجاحها في الايقاع بعدد كبير من المهندسين اللبنانيين ممن يعملون في الحزب نجحت أيضاً في تلقينهم كيفية التواصل معها, وذلك بواسطة الكثير من الطرق السرية والمتميزة المختلفة الأخرى ومنها أجهزة الإرسال الدقيقة أو عبر رسائل البريد الالكتروني المشفرة أو من خلال رسائل ال¯"SMS" القصيرة والمشفرة أيضاً, والتي يتواصل بها هؤلاء العملاء مع العملاء الإسرائيليين في أوروبا, وهي الطريقة نفسها التي يتواصل بها "الكرنك" وشبكته أيضا, بالإضافة إلى عقد عدد من اللقاءات المباشرة معهم من خلال عدد من المواقع الحدودية..

 إلا أن الكتاب ومعه الكثير من التقارير أو بقية الكتب أو التقارير الاستخباراتية السرية التي تتطرق إلى الكرنك لم تستغرق في شرح كيفية التواصل بين الكرنك وتل أبيب واكتفت بالقول أنها تتم بطريقة معقدة مكتفية بالإشارة إلى الطرق السابق ذكرها فقط.

ويوضح الكتاب إن إسرائيل لا تهتم بأن يرسل لها الكرنك المعلومات المتعلقة بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والتي تنتهي في النهاية بإمكانية اغتياله مكتفية فقط بالقول أن جمع المعلومات عن نصر الله وتأديبه وضرب حزبه بين لحظة واخرى واستمرار التشاحن بينه وبين إسرائيل من وقت لآخر هي أمور تصب في مصلحة تل أبيب في النهاية, اذ ترد في الكتاب جملة غريبة في نهاية الحديث عن "الكرنك" وهي أن تل أبيب تحتاج إلى عدو في النهاية, وهو العدو الذي ستستفيد منه سواء في تصريحاته أو هجومه عليها أو انتقاده لها أو تهديده لها بالزوال, وسيظل هذا العدو يصرخ هكذا بالأقوال بلا أفعال في الوقت الذي تستفيد منه إسرائيل بهذه الأقوال وتملأ خزائنها بالأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة والمساعدات المالية المتميزة التي تحتاجها خزانتها.

الغريب أن حزب الله طالما يفتخر بأنه استطاع اقتحام المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتجنيد كبار عسكرييها ومنهم على سبيل المثال لا الحصر العقيد البدوي عمر الهيب أو عدد من المواطنين الإسرائيليين أنفسهم إلا أن الفرق بين إسرائيل و"حزب الله" أن الحزب يتباهي بالشبكات التي كونها وتم الكشف عنها في إسرائيل, الا أن تل أبيب تقوم بالمهمة نفسها وعلى الدرجة نفسها والاختلاف أنها تؤدي ذلك في صمت.

وبالتالي كشفت هذه الدراسات والكتب الإسرائيلية عن واحدة من أخطر الظواهر الأمنية بين إسرائيل و"حزب الله", حيث تعترف تل أبيب صراحة بتجسسها على "حزب الله" الأمر الذي يثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أن رحى الحرب بين إسرائيل والحزب لم ولن تهدأ مهما طال الزمن, ومهما عقد الطرفان صفقات لتبادل الأسرى مع بعضهما بعضاً.

ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة   

 

 تل أبيب تؤكد معلومات "السياسة" بعد 33 يوماً

نهاية صيف ساخنة في لبنان وأشد سخونة في إيران

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة

اوضح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن امس, السبب الحقيقي وراء المشاركة الاميركية في الاتصالات الاوروبية بايران عبر وليام بيرنز في جنيف لأول مرة منذ تفجر الازمة النووية الايرانية بين طهران والغرب, مؤكداً ان هذه المشاركة بعيدة جداً عن كونها مدّ جسر بيننا وبين محمود احمدي نجاد وانما لوضع النقاط على الحروف في اخر محاولة لوقف تخصيب اليورانيوم باتجاه صنع السلاح النووي, وللتأكيد على اننا لن نسمح بذلك مهما كلفنا الأمر".

وقال ديبلوماسي خليجي نقل عن المسؤول الاميركي اقواله هذه ل¯ "السياسة" ان ما فهمناه "من الإدارة الأميركية" انه في حال فشل مفاوضات جنيف الثلاثية بين الاوروبيين والاميركيين والايرانيين هذه المرة التي قد تكون الاخيرة التي تعتمد فيها الديبلوماسية والحوار لاقناع طهران بالتخلي عن سباقها النووي, فان ادارة جورج بوش- في حال استمرار عمليات تخصيب اليورانيوم هذه تكون استنفدت كل الطرق الديبلوماسية امام الرأيين العامين الاميركي والدولي بحيث لن يكون امامها بعد ذلك مناص من استخدام القوة العسكرية ضد ايران.

وفي السياق نفسه نقلت الاذاعة العامة في تل ابيب الاحد الماضي عن مسؤول اسرائيلي قوله انه "لا ينبغي تفسير قرار واشنطن المشاركة في الاتصالات مع طهران في جنيف بأنه تنازل من الجانب الاميركي او تراجع عن امكان شن هجوم عسكري ضدها".

وكرر المسؤول الاسرائيلي المعلومات التي كانت تفردت "السياسة" بنشرها في الرابع عشر من "يونيو" الماضي وفي الثالث عشر من "يوليو" حين لفت الى ان "بوش يفضل شن هجوم على ايران في الفترة ما بين الانتخابات الرئاسية قبل "نوفمبر" المقبل وبين موعد تسلم الرئيس الاميركي الجديد مهامه "يناير 2009" في الوقت الذي كانت فيه "السياسة" نقلت الشهر الفائت عن نائب بلجيكي يمثل حلف شمال الاطلسي في البرلمان الاوروبي بستراسبورغ "توقعه ضربة اسرائيلية او اسرائيلية - اميركية لايران في اواخر سبتمبر او اوائل اكتوبر المقبلين, كما نقلت الشهر الفائت عن اعضاء في الكونغرس الاميركي تأكيدهم ان "الحرب مع ايران اقرب مما يتوقعه العالم وانها ستكون حرباً خاطفة لا تتجاوز الاسبوعين".

وربط الديبلوماسي الخليجي بين الاتجاه الاميركي نحو "حسم الموضوع النووي الايراني بالقوة اذا لم تتوقف عمليات تخصيب اليورانيوم فوراً" "وبين الزيارة الرسمية التي قام بها الاسبوع الماضي الى واشنطن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي والذي أكدت تل ابيب انها مخصصة للبحث في الموضوع الايراني كما ربط بينه وبين "بدء تل ابيب التمهيد للقيام بعمل حزبي في المنطقة يبدأ في لبنان لينتهي في ايران", عندما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الاحد الفائت عن السفير الاسرائيلي السابق لدى الامم المتحدة دان غيلرمان قوله ان ايران تسلم تنظيمات مثل "حزب الله" و"حركة حماس" اسلحة دمار شامل لاستخدامها ضد اسرائيل "..." وان الخوف الحقيقي لا يتمثل في ان الايرانيين قد تصل بهم الحماقة الى حد اطلاق صاروخ على اسرائيل "يحمل رأساً كيميائياً" لكن الخوف الحقيقي في انهم لن يندموا على تزويد انظمة حارقة ومنظمات ارهابية مثل "حماس" و"حزب الله" اسلحة دمار شامل.

واعتبر الديبلوماسي هذه التهويلات الاسرائيلية بمثابة "تمهيد لقيام الجيش الاسرائيلي بشن هجوم على لبنان قبل نهاية هذا الصيف الذي كان وصفه المسؤول الاميركي ديفيد وولش في "مايو" الماضي ب¯ "الصيف الساخن في لبنان", يسبق اي حرب اميركية -اسرائيلية ضد ايران".

 

صراخه يتزامن مع تصعيد إيران في العراق وغزة وفي ظل "فتور" في العلاقات بالأسد ووسط استعدادات لحرب "غير شعبية"

"حزب الله" والتشنج الذي يوحي.. بالذعر

المستقبل - السبت 2 آب 2008 - فارس خشّان

يُلاحظ كثير من السياسيين أن "حزب الله" متشنّج كثيرا، أقلّه منذ أسبوع، على الرغم من احتفالات النصر التي يُنظّمها كل يوم، تحت عناوين مختلفة، وآخرها "إسقاطه" لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت!

وعلامات تشنّج "حزب الله" كثيرة، فهو إذا أصدر قائد الجيش بالوكالة اللواء شوقي المصري "أمر اليوم" من دون إيراد كلمة مقاومة، على الرغم من التشديد على الإنجازات التي لا يمكن إدراجها إلا على قائمة "حزب الله" كالإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية، يبقى مضطربا ويدور حول نفسه الى أن يأتي التعديل مساء، كما حصل أول من أمس. وهو إن تأخر "شركاؤه" في لجنة صياغة البيان الوزاري عن إيجاد الإطار الذي يناسبه لذكر إسم "المقاومة "رفع الصوت تهديدا، مذّكرا بما أقدم عليه في أيار الماضي حين غزا بيروت وحاول أن يغزو الجبل. وهو إن طلب من المعاون السياسي حسين خليل أن يتكلّم، وجد نفسه يستفز اللبنانيين بربط وجود لبنان بوجود "المقاومة". وهو إذا ابتسم الرئيس فؤاد السنيورة، نظّم صفوف "أدواته" ونشرهم على وسائل الإعلام (يوم أمس كانوا على كل الشاشات التابعة أو المتحالفة معه)من أجل أن يشتموا رئيس الحكومة، متأسفين لبقائه في منصبه الدستوري. وهو إذا أراد أن يُثبت العماد ميشال عون تحالفه، فعليه أن يخرج، ولو من دون مناسبة، الى العلن، مزنّرا نفسه بحزام ناسف، ليقوم بعملية إستشهادية لمصلحة "لبنانية المقاومة وأبديتها"؟

إلا أن هذه الملاحظة تبقى مشفوعة بعلامة الإستفهام، إذ إن الجميع يبحث في أسباب هذا التشنج الذي يُخرج "حزب الله" عن طوره، فهل ثمة ما هو مطلوب منه ويفوق قدراته الفعلية؟ أم أنّه يرى في أفق المنطقة ما يُثير هلعه؟ أم أنه مضطر لأسباب ارتباطاته الإقليمية أن يرفع الصوت حتى يصل الى مراكز القرار الدولي؟ أم أنه أصبح مُدمنا على تسجيل الإنتصارات، بحيث يعمل من أجل تصوير صدور البيان الوزاري بأنه إنتصار، تماما كما جعل من إستقالة إيهود أولمرت إنتصارا؟

ثمة من يعتقد أن المسائل مترابطة لدى "حزب الله"، للأسباب الآتية:

أوّلا، من يُدقّق بسلوكية إيران في مناطق نفوذها يُدرك تماما أن طهران تقود القوى المرتبطة بها الى زعزعة "الإستقرار، ففي العراق، وبصورة مفاجئة مرتبطة بمهلة الأسبوعين التي أُعطيت لها حول ملفها النووي، عادت العمليات الإرهابية الى تحصد مئات المواطنين الأبرياء، وفي غزة سارعت حركة حماس، من دون مقدمات مُقنعة، الى الرد على دعوة الحوار الموجهة من الرئاسة الفلسطينية، بواحدة من أكبر عمليات الإعتقال وأشملها، أما في لبنان فاكتفى "حزب الله" برفع الصوت عاليا، من دون أن يُعرف ما إذا كانت التهديدات التي رفعها، تهدف الى تحمية الأرض أم الى الإستغناء عن إستعمال الأرض التي تبدو عصية، على اعتبار أن القوى المسيحية المنضوية في الإطار السيادي هي التي تقود معركة التصدي لـ"تفلت المقاومة "في البيان الوزاري، وبالتالي فإن "العقاب" هذه المرة لا يستهدف العاصمة الساقطة عسكريا ولا الجبل "المهادن"، بل مناطق مسيحية يستحيل المساس بها، اللّهم إلا إذا تمّ اعتبار مواقف العماد عون بأنها كناية عن قنابل لسانية هدفها إسقاط ثوابت الضمير المسيحي الوطنية.

ثانيا، توجّس "حزب الله" المستمر من البرودة الحاصلة في العلاقات السورية ـ الإيرانية، منذ اغتيال القيادي عماد مغنية في دمشق، عشية الإعلان عن المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية غير المباشرة بواسطة تركيا، ومحاولة الرئيس السوري بشار الأسد في باريس تصوير نفسه بأنه معادلة قائمة في ذاتها في التحالف مع إيران، في حين أن إيران تريد أن يبقى الأسد ورقة في يدها، لتضعها على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية وليس على طاولة تحسين مواقع فرنسا التي تُسلّم قرارها بالمسألة الإيرانية الى نتائج النقاش المستمر بين واشنطن وتل أبيب.

ثالثا، يتصرّف "حزب الله" في المناطق البقاعية على قاعدة أن المواجهة مع إسرائيل حتمية، وهو في الآونة الأخيرة يتعمّد أن يُخفض صوته، كلما حاول أن يطمئن ناسه بأن لا حرب في الأفق. وهو بإصراره على أن يرد ذكر "المقاومة" في كل تصريح أو بيان، يبدو كأنه في وضعية من يحتمي بكل الدولة، على اعتبار أن المجتمع الدولي يُدرك تماما أن إسرائيل، في أي حرب مقبلة، لن تقتصر ضرباتها على "حزب الله" بل ستُوسّعها على كل الدولة التي تتبنّى "حزب الله"، ما يعني أن "حزب الله" يريد أن يحتمي بالضغوطات التي سوف تُمارس على إسرائيل لتجنيب لبنان خراب عدوان واسع، لا يحتمل عدم تحقيق أهدافه، مرة ثانية. ووفق العارفين، فإن "حزب الله" لا يريد الدخول في مواجهة مع إسرائيل قبل الإنتخابات النيابية المقبلة، لأن قواعده الشعبية غير مؤهلة لتحمّل حرب تدميرية جديدية، وهي التي لم تخرج بعد من العوارض الكارثية لحرب تموز 2006، ودليله على ذلك حركة الهجرة والنزوح التي رافقت تهديد نصرالله بالحرب المفتوحة على إسرائيل، غداة إغتيال مغنية، ما اضطره الى الإطلالة مرتين متتاليتين، من أجل التراجع عن عبارته وتاليا طمأنة المقيمين في مناطق نفوذه حتى يخرجوا من حالة الهلع التي عاشوها.

رابعا، بات "حزب الله" يُدرك أن الزمن اللبناني لم يعد في مصلحته، فالدينامية اللبنانية تتقدم باضطراد، فهو، وللمرة الأولى في تاريخه، يرى نفسه في وضعية الصراع على مدى ثلاثة أسابيع، لإدراج حق المقاومة في بيان وزاري، بعدما كان هذا الموضوع مسلّما به سابقا. وخطورة هذه المسألة في ذهن "حزب الله" أن المحرمات سقطت لدى اللبنانيين تجاهه، على اعتبار أن النقاش غير المسبوق الذي شهدته لجنة البيان الوزاري، يأتي على الرغم من "صراحة التخوين "و"إلتباس الإغتيالات" و"دعايات النصر" وأوجاع غزوة أيار الماضي. وفي علم السياسة أن "الجرأة" عملية تراكمية، بمعنى أن ما يُنتزع اليوم يُطالب بضعفه غدا، ومن يصمت اليوم يتكلّم غدا، ومن يهمس اليوم يصرخ غدا ومن يستشرس دفاعا اليوم لأسباب إنتفاعية ـ كحالة العماد ميشال عون ـ قد يعود الى "أصله" غدا فيستشرس مهاجما. والطامة الكبرى لدى "حزب الله" تتجلّى في العاطفة الشعبية التي يراها "تُحيط" بالقوى المناوئة له التي تخسر إن "اعتدلت" وليس إن "تصلّبت"، ما يجعله لا يطمئن الى أصوات الصامتين اليوم عندما يتكلمون غدا في صناديق الإقتراع، مع إدراكه، بالإستناد الى دراسات أجراها لنتائج الإنتخابات الطالبية والنقابية في السنتين الأخيرتين، أن العماد ميشال عون يستفيد من الصوت الشيعي ولكن "حزب الله" لا يستفيد من الصوت المسيحي، بمعنى أن العاطفة المسيحية التي تحمي عون هي عاطفة محصورة به ولا يمكن تجييرها لمصلحة "حزب الله"، وتالياً فهو لا يستطيع أن ينام على حرير الإنتخابات النيابية المقبلة ليُعوّض غدا ما بدأ يخسره، اليوم.

على أي حال، من يُدقق بالمكوّنات الإنشائية التي إستعملها الرئيس نبيه بري للحث على الإنتهاء من صوغ البيان الوزاري، يكتشف أن بري كان يُخاطب الأكثرية وكأنها القوة التي يجب أن تمنح الأقلية ما تريده على أساس أنها هبة الى ضعيف، فهو عندما يستغرب إطالة أمد النقاش حول البيان الوزاري مستغربا هذا التأخير، لا يتوجّه بكلماته الى الطرفين المعنيين بتجميد الإنتاجية، رفضا وقبولا، بل الى طرف الأكثرية حصرا، وكأنه يقول لها ما بالك تُصارعين من أجل إرساء ثوابت مستقبلية... مفروغ منها؟

 

علوش: "حزب الله" يصرّ على غطاء من الدولة

المستقبل - السبت 2 آب 2008 - اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب مصطفى علوش "ان "حزب الله" يتغطى بشرعية الدولة لتحفظ حقه في الدفاع والمقاومة من خلال البيان الوزاري"، مشيرا الى انه "أشعل النار واجتاح بيروت في احداث 7 ايار، وهذه المسألة ليست بسيطة، وهو يصر على غطاء من الدولة ويسعى الى السيطرة عليها". وأعرب في حديث الى محطة "bna"، عن اعتقاده "ان التجارب السابقة تظهر ان التسويات تكون من خلال جمع التناقضات"، لافتا الى "ان المسألة ان هناك تناقضاً بين منطق الدولة والمنطق الثوري، اي بين مشروع "حزب الله" ومشروع الدولة". وعن اللقاء الذي جمع بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رأى "ان هناك حاجة الى اللقاء بين قوى 14 آذار، واللقاء بين جعجع و(رئيس "اللقاء الديموقراطي") النائب وليد جنبلاط هو جزء من اعادة بناء جديد لـ 14 آذار لمواجهة المعطيات الجديدة"، مستبعدا وجود خلافات بين قوى 14آذار.

 

الصايغ: دمج سلاحَي المقاومة والفلسطينيين تمهيد للتوطين

المستقبل - السبت 2 آب 2008 - رأى النائب الثاني لرئيس حزب "الكتائب" سليم الصايغ أن "طرح الربط بين سلاحي المقاومة والفلسطينيين ضمن استراتيجية واحدة هو تمهيد لتوطين الفلسطينيين في لبنان". وأشار في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أمس، الى "أن "الكتائب اللبنانية" لم تعلن بعد عن مرشحيها، وهي تنتظر قرار المكتب السياسي مع السعي لتعزيز دور الشباب في الحياة السياسية"، مؤكداً أن "ليس هنالك أي خلافات بين "الكتائب" و"القوات اللبنانية"، وليخيطوا بغير هذه المسلة". وإذ هنأ الجيش البناني بيوم عيده، شدد "على أهمية بناء الدولة القوية التي تبسط سلطتها على جميع أراضيها من دون أي شراكة إلا من الشعب اللبناني، فتكون عندها السيادة الحقيقية غير المجتزأة". وأكد أن الحزب "سيسجل تحفظاً في حال ذكر بند خاص بالمقاومة بغير كنف الدولة في البيان الوزاري، ولو أن بعض أطراف 14 آذار ترى أنه يمكن تمرير هذه العبارة تكتيكيا".واعتبر أن "التمايز في قوى 14 آذار، هو كما في "النوطة الموسيقية" يبقى ضمن "سمفونية" واحدة ستترجم في اجتماع موسع لقوى 14 آذار المرتقب قريبا، وقد بدأت ورش العمل والوثائق التي تصدر عنها تباعا". ونوه باعلان وزير الدفاع الياس المر "خوض الانتخابات النيابية على أساس مشروع سياسي وعدم الركون الى المال السياسي وبالتالي مواجهة الفساد"، مشيرا الى أنه "اذا تلاقى مشروعنا السياسي مع المشروع السياسي لرئيس الجمهورية أو للوزير المر أو أي فريق سياسي، فلا مانع من التحالف معه في الإنتخابات المقبلة".

وأكد تبني "وثيقة أهالي المعتقلين في السجون السورية"، مطالباً بـ"إدراجها في البيان الوزاري لتكون أساسا لفتح العلاقات اللبنانية ـ السورية المبنية على أساس الندية واحترام الآخر". وقال: "إذا تأسست سفارة سورية في لبنان لا يعود هنالك جدوى من المجلس السوري ـ اللبناني، لأنها تصبح المرجعية الشرعية للعلاقات بين البلدين". وحذر من المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، "مع ما يرشح عنها من إمكان قبول سوريا بتوطين الفلسطينيين الموجودين على أراضيها. وما يمكن أن يمهد ذلك من تحفيز لتوطين الفلسطينيين الموجودين على الأراضي اللبنانية من خلال ربط السلاحين الذي تم الحديث عنه".

 

مارسيال باجيه سفيراً جديداً لكندا

علمت "النهار" ان سفير كندا الجديد لدى لبنان مارسيال باجيه سيصل الى بيروت الاربعاء المقبل لتسلم مهماته خلفاً للسفير الحالي لوي دولوريمييه الذي انتهت مهمته ويغادر الاثنين المقبل مركز عمله.

 

 

 

عنوان المرحلة المقبلة: أزمة التعيينات

 

يحاول "حزب الله" وحلفاؤه منذ فترة طويلة الى تحقيق هدف محوري ومركزي ألا وهو القبض على مفاصل السلطة في لبنان، كما والإمساك بمفاتيح القرار من داخل المؤسسات. وهو نجح في مواقع وفشل في أخرى، ولعل جولاته النزاعية حول حماية بعض الموظفين التابعين سياسياً وطائفياً له شاهد حي على ما نقول، فالأزمة التي استعرت بين وزارة الداخلية ومدير الأمن العام أفضت إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه، ولكن الحقيقة أن هيبة الدولة عبر الوزير لم تُحترم وبالتالي تم تغليب رأي وادارة الموظف على رئيسه وهكذا كنا امام اضعاف معادلة هرمية الرئيس والمرؤوس وبالتالي فقدنا الدور الحقيقي لمؤسسات الدولة بكل معاييرها ومفاهيمها، فاذا لم يتمكن الوزير، أي وزير من تأديب موظف تابع لوزارته فهذا يعني أننا امام دكاكين وليس ادارات أو دعنا نقول أننا تحولنا من دولة المؤسسة الى دولة المزرعة وهكذا نصبح كمن "في حارة كل مين ايدو الو".

 

واذا كانت الخطوة الاستباقية للوزراء الشيعة في الحكومة السابقة حين اعتكفوا عشية اقرار مشروع مبدأ المحكمة الدولية سعياً منهم للتعطيل وبالتالي لقطع الطريق على سلوك العدالة الدولية فان الحزب الالهي فشل في ذلك ولم يتمكن من استئخار هذه المحكمة بالرغم من كل محاولاته للتعطيل.

بالأمس ولدى قرار مجلس الوزراء بإعادة رئيس جهاز أمن المطار الى مرجعه العسكري أي الى قيادة الجيش.

 

قامت قيامة حزب الله، حتى أن السيد نصرالله شخصياً ربط هذه المسألة بأهمية دفاعه عن سلاحه، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن السلاح الباقي حتى الساعة بشكل أحادي بين يدي حزب واحد دون سواه، يعني أن أصحاب هذا السلاح سيستمرون في استعماله، واستعمال السلاح ليس بالضرورة فقط في العمليات العسكرية بقدر ما هو اداة للضغط على الآخرين والتهويل به كما والتهديد بواسطته.

 

ان الميليشيا بامتياز التي ترفع شعار المقاومة اليوم تحكم وتتحكم بالسياسة اللبنانية عبر فرض ارادتها على النظام اللبناني، فهؤلاء لن يكتفوا بعد اليوم بأن يكونوا المرجعية الحصرية لتسمية الوزراء والموظفين التابعين لهم، بل هم سيفرضون مشيئتهم في تسمية قائد الجيش ومدير المخابرات وكبار القضاة والسفراء وبعده سيتحولون الى فرض رأيهم في كل التعيينات والتشكيلات والمناقلات.

 

والسؤال الواجب طرحه اليوم وبإلحاح: ما الذي تغير اذاً في هذا المجال بعدانسحاب جيش الاحتلال السوري من لبنان؟ ولانعاش ذاكرة اللبنانيين. فإن عملاء سوريا في لبنان عشية إنسحاب جيشها كانوا يبحثون عن محج خلاص، وكما يقولون على الطريقة اللبنانية "كان بدهم السترة".. حتى أن بعض هؤلاء كان يفكر في الإقامة في سوريا، الفرق الواضح والوحيد بين الأمس واليوم ان جماعة سوريا في لبنان زادوا واحداً، وهذا الواحد كان مزروعاً أساساً بيننا ولكنه كان مجهولاً ظاهرياً بإنجاح مهمته التي بدأها منذ سنوات طويلة، ولعل هذا المتعاون النائم مع السوريين هو وحده من استطاع تأمين الحجة الدامغة لادخالهم صباح ذاك اليوم المشؤوم من شهر تشرين الأول عام 1990.

 

الواضح أن مشوار "ثورة الأرز" لم ينته بعد، والواضح ايضاَ ان مسيرة 14 آذار مستمرة في الزخم ذاته طالما أن القضية لم تنتصر بعد، والنضال لا ينتهي عندما يتعب شعبنا بل عندما يحقق انتصاره.

 

المعركة المقبلة هي معركة التعيينات، وهذه المرحلة قد تكون الأصعب لأنها ستؤسس للمستقبل، كون الحكومة الحالية لن تعمر سوى أشهر معدودة ولن تبدل في واقع الحال كثيراً، والتعويل عليها يقتصر على مسألة التعيينات، ولكن تبقى هذه التعيينات بأهمية في مكان أنها سوف تتحكم بالمصير وسوف تهيمن في نتائجها على التطورات التي قد تحصل وعلى كل المستويات. ولعل تعيين قائد الجيش عبر إجادة ختياره من دون الرضوخ لتهديد حزب الله أو مجرد السماح له بالتدخل في تسميته لأنه في الأول والأخير لا يحق لهذا الحزب أو لغيره حتى إعطاء رأيهم، كون الأمر يجب ان يتم من خلال المؤسسات الرسمية، ويجب ان يبقى لفخامة الرئيس الرأي الراجح في هذا التعيين لعدة اعتبارات، والأهم من كل ذلك أن لا يكون لمن لا يزال حتى الساعة يصنّف نفسه الأب الروحي والفعلي والقائد الدائم للجيش اليد في هذه التسمية لأنه حتماً يريد تسخير هذا الأمر لمصلحته الشخصية كما كان يفعل دائماً.

 

ولأن حزب الله لن يسلّم بالهين في مسألة التعيينات، فاننا سنراه كيف سيتشرّس من أجل إنهاء ملف التعيينات بالشكل الذي يتناسب ومشروعه الطويل الأمد، ولكن يبقى دور وزراء الأكثرية وكذلك دور الرئيس فؤاد السنيورة الذي نعلم تماماً انه لا يفرط ابداً بلبنان، كون الرجل الذي حافظ على الدولة في أصعب الظروف سيعرف تماماً كيف يعبر باتجاه المراحل القادمة.

 

ولعل التعويل على مسألة التعيينات واعطائها هذا الحيز من الإحاطة يعود الى ان حزب الله انتقل في الآوية الأخيرة عبر مشروعه الذي كان يعمل له من خارج المؤسسات ليتحول اليوم في تكتيكه الجديد الى داخل الدولة عبر زرع التابعين له ليكونوا الأداة الطيعة والسهلة للعبور الى مشروع الجمهورية الاسلامية الذي لم يتبدل ولم يتغير قيد أنملة فيه، وطبعاً عندما يمسك هذا الحزب بمفاصل الدولة يكون عملياً وفعلياً قبض على السلطة فيها وبذلك تصبح الجمهورية اللبنانية بأكملها بتصرف الحزب. وتالياً نتحول شيئاً فشيئاً إلى أهل ذمة، وكل من لا يكون ضمن اطار الحزب وتركيبته أهل ذمة، ولنتذكر ونعود قليلاً إلى الوراء، يوم كان حزب الله لا يعترف اساساً بالجمهورية اللبنانية، فلا يترشح ولا ينخرط في مؤسسات الدولة، وهو كان في الوقت عينه يبني مؤسساته الرديفة لمؤسسات الدولة، وبعد إنجازه لها جاء الوقت لإجهازه على الدولة من داخل الدولة.

المعركة القادمة صعبة جداً، ولكن في الوقت ذاته يجب تحقيق الربح علنّا ننهي بدعة زمن الانتصارات.

 

عنوان المرحلة المقبلة: أزمة التعيينات

ايلي محفوض - رئيس حركة التغيير

يحاول "حزب الله" وحلفاؤه منذ فترة طويلة الى تحقيق هدف محوري ومركزي ألا وهو القبض على مفاصل السلطة في لبنان، كما والإمساك بمفاتيح القرار من داخل المؤسسات. وهو نجح في مواقع وفشل في أخرى، ولعل جولاته النزاعية حول حماية بعض الموظفين التابعين سياسياً وطائفياً له شاهد حي على ما نقول، فالأزمة التي استعرت بين وزارة الداخلية ومدير الأمن العام أفضت إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه، ولكن الحقيقة أن هيبة الدولة عبر الوزير لم تُحترم وبالتالي تم تغليب رأي وادارة الموظف على رئيسه وهكذا كنا امام اضعاف معادلة هرمية الرئيس والمرؤوس وبالتالي فقدنا الدور الحقيقي لمؤسسات الدولة بكل معاييرها ومفاهيمها، فاذا لم يتمكن الوزير، أي وزير من تأديب موظف تابع لوزارته فهذا يعني أننا امام دكاكين وليس ادارات أو دعنا نقول أننا تحولنا من دولة المؤسسة الى دولة المزرعة وهكذا نصبح كمن "في حارة كل مين ايدو الو".

واذا كانت الخطوة الاستباقية للوزراء الشيعة في الحكومة السابقة حين اعتكفوا عشية اقرار مشروع مبدأ المحكمة الدولية سعياً منهم للتعطيل وبالتالي لقطع الطريق على سلوك العدالة الدولية فان الحزب الالهي فشل في ذلك ولم يتمكن من استئخار هذه المحكمة بالرغم من كل محاولاته للتعطيل.

بالأمس ولدى قرار مجلس الوزراء بإعادة رئيس جهاز أمن المطار الى مرجعه العسكري أي الى قيادة الجيش.

قامت قيامة حزب الله، حتى أن السيد نصرالله شخصياً ربط هذه المسألة بأهمية دفاعه عن سلاحه، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن السلاح الباقي حتى الساعة بشكل أحادي بين يدي حزب واحد دون سواه، يعني أن أصحاب هذا السلاح سيستمرون في استعماله، واستعمال السلاح ليس بالضرورة فقط في العمليات العسكرية بقدر ما هو اداة للضغط على الآخرين والتهويل به كما والتهديد بواسطته.

ان الميليشيا بامتياز التي ترفع شعار المقاومة اليوم تحكم وتتحكم بالسياسة اللبنانية عبر فرض ارادتها على النظام اللبناني، فهؤلاء لن يكتفوا بعد اليوم بأن يكونوا المرجعية الحصرية لتسمية الوزراء والموظفين التابعين لهم، بل هم سيفرضون مشيئتهم في تسمية قائد الجيش ومدير المخابرات وكبار القضاة والسفراء وبعده سيتحولون الى فرض رأيهم في كل التعيينات والتشكيلات والمناقلات.

والسؤال الواجب طرحه اليوم وبإلحاح: ما الذي تغير اذاً في هذا المجال بعدانسحاب جيش الاحتلال السوري من لبنان؟ ولانعاش ذاكرة اللبنانيين. فإن عملاء سوريا في لبنان عشية إنسحاب جيشها كانوا يبحثون عن محج خلاص، وكما يقولون على الطريقة اللبنانية "كان بدهم السترة".. حتى أن بعض هؤلاء كان يفكر في الإقامة في سوريا، الفرق الواضح والوحيد بين الأمس واليوم ان جماعة سوريا في لبنان زادوا واحداً، وهذا الواحد كان مزروعاً أساساً بيننا ولكنه كان مجهولاً ظاهرياً بإنجاح مهمته التي بدأها منذ سنوات طويلة، ولعل هذا المتعاون النائم مع السوريين هو وحده من استطاع تأمين الحجة الدامغة لادخالهم صباح ذاك اليوم المشؤوم من شهر تشرين الأول عام 1990.

الواضح أن مشوار "ثورة الأرز" لم ينته بعد، والواضح ايضاَ ان مسيرة 14 آذار مستمرة في الزخم ذاته طالما أن القضية لم تنتصر بعد، والنضال لا ينتهي عندما يتعب شعبنا بل عندما يحقق انتصاره.

المعركة المقبلة هي معركة التعيينات، وهذه المرحلة قد تكون الأصعب لأنها ستؤسس للمستقبل، كون الحكومة الحالية لن تعمر سوى أشهر معدودة ولن تبدل في واقع الحال كثيراً، والتعويل عليها يقتصر على مسألة التعيينات، ولكن تبقى هذه التعيينات بأهمية في مكان أنها سوف تتحكم بالمصير وسوف تهيمن في نتائجها على التطورات التي قد تحصل وعلى كل المستويات. ولعل تعيين قائد الجيش عبر إجادة ختياره من دون الرضوخ لتهديد حزب الله أو مجرد السماح له بالتدخل في تسميته لأنه في الأول والأخير لا يحق لهذا الحزب أو لغيره حتى إعطاء رأيهم، كون الأمر يجب ان يتم من خلال المؤسسات الرسمية، ويجب ان يبقى لفخامة الرئيس الرأي الراجح في هذا التعيين لعدة اعتبارات، والأهم من كل ذلك أن لا يكون لمن لا يزال حتى الساعة يصنّف نفسه الأب الروحي والفعلي والقائد الدائم للجيش اليد في هذه التسمية لأنه حتماً يريد تسخير هذا الأمر لمصلحته الشخصية كما كان يفعل دائماً.

ولأن حزب الله لن يسلّم بالهين في مسألة التعيينات، فاننا سنراه كيف سيتشرّس من أجل إنهاء ملف التعيينات بالشكل الذي يتناسب ومشروعه الطويل الأمد، ولكن يبقى دور وزراء الأكثرية وكذلك دور الرئيس فؤاد السنيورة الذي نعلم تماماً انه لا يفرط ابداً بلبنان، كون الرجل الذي حافظ على الدولة في أصعب الظروف سيعرف تماماً كيف يعبر باتجاه المراحل القادمة.

ولعل التعويل على مسألة التعيينات واعطائها هذا الحيز من الإحاطة يعود الى ان حزب الله انتقل في الآوية الأخيرة عبر مشروعه الذي كان يعمل له من خارج المؤسسات ليتحول اليوم في تكتيكه الجديد الى داخل الدولة عبر زرع التابعين له ليكونوا الأداة الطيعة والسهلة للعبور الى مشروع الجمهورية الاسلامية الذي لم يتبدل ولم يتغير قيد أنملة فيه، وطبعاً عندما يمسك هذا الحزب بمفاصل الدولة يكون عملياً وفعلياً قبض على السلطة فيها وبذلك تصبح الجمهورية اللبنانية بأكملها بتصرف الحزب. وتالياً نتحول شيئاً فشيئاً إلى أهل ذمة، وكل من لا يكون ضمن اطار الحزب وتركيبته أهل ذمة، ولنتذكر ونعود قليلاً إلى الوراء، يوم كان حزب الله لا يعترف اساساً بالجمهورية اللبنانية، فلا يترشح ولا ينخرط في مؤسسات الدولة، وهو كان في الوقت عينه يبني مؤسساته الرديفة لمؤسسات الدولة، وبعد إنجازه لها جاء الوقت لإجهازه على الدولة من داخل الدولة.

المعركة القادمة صعبة جداً، ولكن في الوقت ذاته يجب تحقيق الربح علنّا ننهي بدعة زمن الانتصارات.

ايلي محفوض - رئيس حركة التغيير

 

ولا مقاومة من دون لبنان وشعبه ودولته وجيشه!

بول شاوول

أن تكون "مقاومة" فوق الدولة يعني أنها مقاومة ضد الدولة. وأن تكون مقاومة فوق إرادة أكثرية الشعب، يعني أنها مقاومة ضد الشعب. وأن تكون "مقاومة" فوق الدستور يعني أنها مقاومة ضد الدستور. وأن تكون مقاومة فوق وحدة البلاد، تعني أنها مقاومة ضد البلاد، وأن تكون مقاومة فوق سيادة لبنان يعني أنها مقاومة ضد سيادة لبنان. وأن تكون مقاومة فوق استقلال لبنان يعني أنها مقاومة ضد استقلال لبنان. وأن تكون مقاومة فوق الديموقراطية يعني أنها مقاومة ضد الديموقراطية. وأن تكون مقاومة فوق الحرية يعني أنها مقاومة ضد الحرية. وأن تكون مقاومة فوق الحوار يعني أنها "مقاومة" ضد السلم الأهلي. وأن تكون مقاومة بإرادة خارجية يعني أنها مقاومة ضد الإرادة الداخلية. وأن تكون مقاومة بعد تحرير الأرض يعني أنها مقاومة بلا مقاومين.

هذا ما خبرناه وعلمناه على امتداد تاريخنا المعاصر، وحيث "ابتُلينا" أو "سَعِدنا" (سيان أحياناً)، بموجات عديدة من "المقاومات" عندنا، بعد الاستقلال، وتوقفاً عند مقاومات "شعبية" أو "وطنية" أو "لبنانية" أو "عروبية" أو "فلسطينية" أو حتى أريترية... أو ييتنامية (كلها كانت عندنا بحمده تعالى). مقاومات تفرخ وتُفقس وقد تتحوّل من "أحلام" الى كوابيس.

ومنذ قرابة أربعة عقود انعقدت عندنا (ويمكن التوقف عند أحداث 1958 المعبرة على محدوديتها)، وكلها كانت تقريباً ذات أصول خارجية "عروبية" (أقصد الأنظمة العربية) أو أجنبية أو مرتبطة بإسرائيل أو ببعض السلطات البرانية.

وعلى امتداد هذه "المقاومات": طائفية أم مذهبية أو قومية أو إيديولوجية، كان لهالة التقديس أن تصبغ كل ظاهرة من هذه الظواهر لتستنبت مع الخارج طبعاً عند كل حزب أو طائفة "قائداً" منقذاً يُجلَبُ له السلاح والمال من الخارج، ويُعلّق له يافطة ما ثم يقوم بمغامرة ما.. ثم يدخل البلاد ويُدخل نفسه في "الحائط"... ليفرخ قائداً بطلاً (إلهياً) من طائفة أخرى مستنسخاً من بلاد الله الواسعة أو الضيّقة، وليعيد الكرة والمغامرة "بمجتمعه" ومن ثم بالناس والبلاد، ويدخل في الحائط من جديد ومعه "مجتمعه" وبلاده، ليفرخ آخر... من طائفة أخرى.. وهكذا دواليك وتتكرر المهزلة الدموية مع هؤلاء القادة "المُنقذين" (غربان البلد) "المُرسَلين" من دهاليز هذه المخابرات، أو من أقبية تلك الأجهزة... وهكذا دواليك.

وليس جديداً القول أن كل تلك "المقاومات".. على امتداد عقود (وهي حركات تحرير أيضاً بإذن الخارج وبإذنه وبإذن هذه المِلّة أو النحلة) أرادت أن تكون فوق الدولة الجامعة لتبني دويلتها؛ وأن تكون فوق وحدة البلد لتبني "كانتونها" (الإلهي باعتبار أن كل كانتون كان يتسلّط عليه ولا يزال "فرخ" أو زغلول أو شبل! العوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وأن تكون فوق النظام لتفرض نظامها الخاص بالقوة (تحت شعار التحرير طبعاً)، وفوق السيادة لأن سياداتها وأسيادها وسيداتها من خارج الحدود، وفوق التاريخ باعتبار أن كل مقاومة كانت تبتكر "تقويماً" جديداً لا يقل ثورة عن التقاويم الرومانية والمسيحية والبوذية والإسلامية. إذاً تبدأ بالتاريخ من نفسها، ثم ينتهي بانتهائها (ما أقصر التاريخ أحياناً)، وفوق السياسة باعتبارها هذه المقاومات (نسينا أن نقول ميليشيات ولو كان الذكر سيئ الفوح والبوح بإذنه تعالى) وتعدم الحالة السياسية... بقوة السلاح وتعدم الحوار بقوة السلاح، وتعدم التعدد بقوة السلاح، وتهدم الحريات العامة والفردية باعتبار أن هذه المقاومات هي مجرد استنساخات للأنظمة العربية والأعجمية، والإيديولوجية الفاشية والاستبدادية: لماذا كل "مقاومتنا" كانت نماذج مصغرة للأنظمة الاستبدادية؟

على هذا الأساس لم نعرف "مقاومة" "عندنا" إلا تحولت آلة استبدادية، ونظاماً قمعياً، وإلى "منظومة" طائفية (كيف لم تنشأ مقاومة واحدة من دون سند طائفي هذا غريب!).

اليوم كالأمس! والأمس أنجب اليوم. كان عندنا مقاومة "إسلامية" تواجه العدو: وكنّا معها ووراءها برغم طابعها الفئوي أو الطائفي ومنشئها وتمويلها ودعمها المرتبطة بالخارج. المهم أنها تقاوم العدو المحتل وهذا ما يجعلنا نتجاوز كل اعتبار. هذه المقاومة كانت مقاومة عندما كانت تقاوم إسرائيل في الجنوب والبقاع الغربي. حررت الجنوب بدعم الشعب اللبناني وتحمله تداعيات الحروب والوحشية الصهيونية، فقلنا عال: انسحب الوحش، ولا بد من أن تتحول المقاومة الى عنصر تأسيسي لبناء دولة لبنان (بافتراض أنها لبنانية بإذنه تعالى كسائر "المقاومات" السابقة بإذن تعالى أيضاً: قلت لبنانية!)، وعنصر تأسيسي لاستكمال التحرير بالاستقلال... والسيادة والتوحيد والإسهام في إرساء الديموقراطية... يعني كنا ننتظر منها "بديهيات" لا أكثر ولا أقل. لكن ما حصل بعد التحرير، وبعد نجاح ثورة الأرز أن هذه المقاومة، وبعد انتهاء التحرير قررت أن تبقى مقاومة لكن على أرض محررة (في حين أن لا مقاومة على أراضٍ عربية غير محررة!)، وقررت أن تعين عدواً جديداً بديلاً من العدو الصهيوني يتمثل بأكثرية اللبنانيين، وأن تسعى الى تنفيذ المخطط الداعي الى إبقاء هذا البلد "رهينة" عند الآخرين: يعني استبدال احتلال بآخر، وإرادة خارجية بأخرى. أي إحداث انقلاب "تحريري" مسلح ليس ضد النظام فقط، ولا ضد الدولة فقط، ولا ضد السلطة فقط، بل ضد الوجود اللبناني ككيان له تواريخ وجذور وظواهر.

وتنفيذاً لهذه "الارتسامات" الخارجية كان لا بد من القيام بانقلابات دموية وسياسية عبر القفز فوق المؤسسات الدستورية، وعبر غزوات تمت هنا بأسماء مستعارة (شاكر العبسي) وهناك بأسماء واضحة وصريحة: فِتَن كانون الثاني الماضي، وغزوة بيروت والجبل وطرابلس... إلخ. كل هذا باسم "المقاومة"، وتحت شعار تحرير "لبنان"(!) (تأملوا) من العدو الإسرائيلي أو عملائه (يعني 70 بالمئة من اللبنانيين: فأي مقاومة رائعة)، بسلاح المقاومة نفسه.. سلاح مقاومة العدو يقاوم اللبنانيين، والدولة، والناس، ويفرض ما يريد أن يفرض (مستقوياً بالخارج)، ومع هذا على اللبنانيين أن يعتبروا أن هذا السلاح الموجه الى صدورهم هو سلاح مقاومة: على ابن الجبل أن يؤكد أن السلاح الذي صوّب إليه سلاح في أرضه مقاومة. وعلى ابن بيروت كذلك، وابن المتن (وصنين) وابن كسروان، وابن طرابلس... كل هؤلاء عليهم أن يعترفوا بأنهم "عملاء" إسرائيليون، ولهذا عليهم أن يعترفوا بسلاح حزب الله كسلاح مقاومة وهو موجه ضدهم! وعليهم أن يعترفوا أيضاً بأن هذا السلاح ليس سلاحاً حزبياً وطرفاً في النزاعات الداخلية، وإن كان يفرض عليهم إرادته (الخارجية)، وعليهم أن يعترفوا أنه سلاح للتحرير، عندما يصبح هذا السلاح جزءاً من الصراع الإيراني ـ الأميركي، أو أداة لتحسين شروط المفاوضات بين الوصايتين وبين الغرب.

وما يجري اليوم حول "البيان الوزاري" وما جرى عند تأليف الحكومة وما سبقهما من غزوات وابتداع جزر أمنية جديدة، يُعبّر عن أن هذا السلاح يريد أن يبقى فوق الجميع: فوق الدولة والجمهورية والحكومة والبرلمان والناس. هكذا بكل صراحة خصوصاً عندما تستعاد على ألسنة بعضهم المستعارة أسطوانة التخوين المعهودة، ترافقها أوركسترا الترهيب والتهديد بالسلاح الحزبي الذي ما زالوا يسمونه سلاح مقاومة! (هكذا عنزة ولو طارت). والطريف أن بعضهم "تجرأ" (بقوة السلاح طبعاً) أن يقول "لا لبنان بدون مقاومة"! أف! لم يسبقه أحدٌ على هذا الجهر الجهوري الزلعومي وإن كانت الميليشيات السابقة منذ 1969 عملت على أساس فرض واقعها على لبنان، وربطه بوجودها: هي ذهبت وبقي لبنان، وسيذهب هؤلاء ويبقى لبنان!

لا لبنان من دون مقاومة، يعني أن لبنان وُلَدَ معها و"ساعته" مضبوطة على عقاربها! ولو! بل كأن هؤلاء الناطقين بهذا المنطق يتكلمون عن بلاد عدو أو عن بلاد ليست بلادهم، بل كأنهم يكررون تلك المقولات التي أدت الى كل المآسي التي مررنا بها منذ عقود: إن "الحزب فوق البلد". أو أن البلد في خدمة الحزب أو الطائفة أو العائلة (وطبعاً الله أيضاً كان دائماً شعاراً مرفوعاً فوق كل تلك الميليشيات السابقة ولا يزال!)، واليوم يريد حزب الله (تحت شعار المقاومة) أن يقول لنا: إما أن يكون لبنان في خدمة الحزب (تذكروا الأحزاب السابقة) أو لا يكون، وإن على اللبنانيين إما أن يكونوا في خدمة الحزب وارتباطاته الخارجية أو يكونوا في عداد "المذكورين أدناه" أو "المذكورين أعلاه"... أو غير المذكورين إطلاقاً كمجرد وسائل في خدمة من يخدمهم الحزب الإلهي سواء في بلاد الأعاجم أو في بلاد الأشقاء.

تأملوا "مقاومة" منسوبة الى الشعب اللبناني تمنع الشعب اللبناني من أن يشاركها في قراراتها أو في مواجهتها. شيء رائع! لم نسمع بمثل هذه الطرائف لا في المقاومة الفلسطينية، ولا في المقاومة الفرنسية ضد النازية، ولا في المقاومة الييتنامية... ولا الجزائرية، ولا أي مقاومة، تأملوا مقاومة وهي داخل الدولة (بنوابها ووزرائها) تريد أن تمنع الدولة (التي تمثل كل اللبنانيين) من أن يكون لها أي دور في شرف المواجهة مع العدو، باعتبار أن هذه الدولة إما هي صندوق إعانات أو جمعية خيرية أو مجرد بلدية، أو هي "منتج" ملتبس. تأملوا أن يقول أحدهم أن لا دخل لا للدولة، ولا للناس، ولا للجيش، ولا للحكومة، ولا لرئيس الجمهورية، ولا للبرلمان، لا دخل لهؤلاء "بمقاومة" موجودة على أرضهم. وحيث إن المطالبة بأن يشارك الشعب في القرارات المصيرية يصير مجرد عمالة للعدو(!) رائع! وأن يؤلب الشعب كله، وتجعل الدولة دولة مقاومة، يعنيان أنك خائن، وتخدم المصالح الصهيونية والأميركية: رائع! هل سمعتم بمثل هذه المأثورات غير المسبوقة. يعني أن على الشعب أن يستعد فقط لتحمل تبعات قرارات ممنوع أن يعرف بها أو تعرف به من تهجير وتفقير وضحايا وشهداء وتدمير وخسائر. على الشعب تحمل ذلك ودفع أثمانه، لكن محظور عليه أن يفكر في أكثر من أن يكون مجرد شاهد أعزل مستسلم "قابع" تحت رحمة وحشية العدو الصهيوني وطغيانية الحزب صاحب القرار الفاصل.

وتزداد الأمور ابتئاساً عندما يعرف الناس أنهم ممنوعون حتى من الإدلاء بآرائهم أو المطالبة بأي حق مشاركة لهم في مثل قرارات الحرب، في حين أن هذه القرارات يعرفها كل الخارج، وهي صادرة منه، لكن لا تمر عبره: بل عبر الحزب المرتهن بالخارج. تأملوا أن يكون لنجادي مثلاً أو لاريجاني أو خامنئي حق إعلان الحروب والانتصارات باسم اللبنانيين، ولا يحق للبنانيين حتى أن يعترضوا على هذا التدخل "الاستعماري" السافر. نتذكر هنا إتفاقية القاهرة التي شرعنت الجنوب أرضاً للمقاومة الفلسطينية، من دون الرجوع حتى الى مجلس النواب، وقال آنئذ الزعيم الوطني الكبير ريمون إده (الذي عارض وحده هذا القرار "كيف بدي وافق على اتفاق يعرف بنوده سائق ياسر عرفات، ولا يعرفه مجلس النواب اللبناني!). وما حصل عبر هذا الاتفاق، لا يختلف كثيراً عن الاتفاق الذي اقتضى أن ينتقل الجنوب من "فتح لاند" مربوطة بمنظمة التحرير الفلسطينية (لا علاقة لأي لبناني بها) الى "حزب الله لاند" مربوطاً بإيران وسوريا وأيضاً (لا علاقة لأي لبناني بها سوى أن يكون صندوق بريد، أو وقوداً، أو واجهة مدججة، والجامع بينهما أن اللبنانيين خارج كل الموضوع وإن كانت الواجهات كثيرة على امتداد العقود المنصرمة حتى الساعة. والمختلف أن وصاية المقاومة انتقلت من فئة خارجية مدعومة بفئات خارجية، الى فئة خارجية مدعومة أيضاً بفئات خارجية.

والذي يعود بالذاكرة الى الشعارات التي كانت مطروحة حول "سلاح المقاومة الفلسطينية" في لبنان، يتأكد من أن الشعارات نفسها، وبالكلمات نفسها، وبالاتهامات نفسها، وبالإعلام نفسه، نتكلم عن "سلاح مقاومة حزب الله"، والفارق الموضوعي أن إسرائيل كانت تحتل أيام المقاومة الفلسطينية، وها هي انسحبت اليوم، لكن مع بقاء المقاومة الحزبية. وعندما نقارن بين هذه المقاومة أو تلك، لا يعني أننا في موقع الضد، على عكس: كنا مع المقاومة الوطنية برغم كونها واجهة لعرفات، لأنها ضد العدو. وكنا مع المقاومة التي يقودها حزب الله برغم كونها واجهة لإيران وسوريا، لأنها ضد إسرائيل. لكن إذا انسحبت إسرائيل، أعلينا أن نبقى مع مقاومة على أرض حررت ومع مقاومة تطرح رؤيا سياسية حول النظام السياسي، وتهدد اللبنانيين بأكثريتهم كل يوم إما بالغزو أو الاغتيال، أو الترهيب. أعلينا أن نقبل البندقية الموجهة الى رؤوسنا!

والذي يعود بالذاكرة الى الفترة الماضية القريبة (نهاية الستينات) يجد لعبة التقسيم التي لعبتها الميليشيات من هنا وهناك ومعتمدة على فكرة "فرّق تسد" ها هي اليوم، وبأيد مقاومة صارت ميليشيا: إرساء كانتون طائفي واستنبات بؤر أمنية مذهبية وغير مذهبية. آه! كم يتكرر التاريخ، وكم ينسى في تكراره.

مع هذا ذهب الجميع وبقي لبنان. واليوم يتعرض البلد الصغير (المحاط بالدكتاتوريات المذهبية من إسرائيل الى بلاد الأعاجم والأراقم) للواقع نفسه: هناك حزب يهدده ويهدد أهله، ووجوده، وجيشه، وأمنه، وكيانه ودوره باسم المقاومة. وها هو، أي لبنان، من جديد يواجه هذه المخططات الخارجية المعروفة (تخدم العدو الصهيوني بامتياز مُبين). الحزب ذو الوصايتين وأكثر (من يعرف المخفي)، يواجه أكثرية هذا الشعب: أقلية مسلحة ذات واجهات بلدية هشة (بعضها كان واجهة عند ياسر عرفات ضد سوريا وإيران)، تمارس بطغيانية (مسبوقة بمثيلتها الميليشيوية) ترهيباً على الأكثرية لشرعنة مقاومة صارت حزباً طرفاً في الصراع الداخلي، وقوننة "مقاومة" أحادية لا تريد "إشراكاً" (والإشراك كُفر! وهم مشركون!)، وتسليم كل شيء لها... هكذا ومن خلال بعض الطرابيش والواجهات (ميشال عون يربط بقاء سلاح حزب الله بعودة الفلسطينيين، وهو لم يرم بغير الورد إسرائيل عندما غزت لبنان، هذا الذي كان ضابط ارتباط بين بشير الجميل وإسرائيل! فيا لهذا المقاوم الذي لا يشبه في مقاومته العريقة سوى زميله وقرينه إميل لحود!).

ونظن، كما سبق أن قلنا، أن الأمور ستبقى على هذه الحال، وسيبقى حزب الله وبعض "طرابيشه" البلدية، على خططه: إبقاء لبنان رهينة في قبضة الوصايتين بسلاحه الفئوي، وإبقاء كل شيء خاضعاً لطغيانية سلاحه الخارجي... فاليوم البيان الوزاري وغداً شؤون أخرى. والثابت أن اللبنانيين كما اختاروا طريق الاستقلال بالديموقراطية والمواجهة المدنية، سيختارون أيضاً الديموقراطية والمواجهة المدنية المخططات الإنقلابية المسلحة ضدهم وضد الجمهورية والدولة ولبنان...

وهذا ما سنقوله للسيد حسين الخليل أن لبنان موجود قبلَك وقبل كل "المقاومات" التي افرنقعت، وسيبقى بعدك يا سيد حسين الخليل.

ونذكرك أيها الكريم "المقاوم" بأن تاريخ هذا البلد، وبرغم كل شيء، كان تاريخ مقاومة ضد ما يحيط به من دكتاتوريات واستبداد وطغيانية وأطماع وإرهاب... (فهل يا ترى تقاومون هذه الدكتاتوريات أم العكس؟) هذا البلد الصغير (ولا أعرف إذا كنت تعرفه جيداً ولو عرفته لما تفوّهت بما استُفْوَهتَه) انتصر بديموقراطيته المتواضعة (وإن ديموقراطية الطوائف وهي أفضل من ديكتاتوريات الميليشيات والعسكر والإرهاب)، لبنان مقاوم بحكم وجوده وسط دكتاتوريات "إيمانية" على رأسها العدو الصهيوني ومقابلها المنظومات الإيمانية والعسكرية (وهي متشابهة)، من خلائط الانقلابيين والفاشيين والطغاة. واطمئن: لبنان لا يكون إلا بمقاومة شعبه كله، ولا يكون إذا استفرد حزب أو طائفة بمقاومة: وعندها تكون مزعومة... وإذا كنت غير متأكد فاسأل أسلافك من عتاولة الميليشيات البلدية وغير البلدية و"آلهتها".

لبنان يكون بكل أهله. يبقى وأهله والباقي الى افرنقاع.

لبنان قبل كل المقاومات التي عرفناها، وسيبقى بعدها!

فاطمئن أيها الأخ المناضل في بيروت والجبل وطرابلس وعين الحلوة وباب التبانة وبعل محسن وصنين وجرود كسروان... اطمئن: الشعب اللبناني بأكثريته بألف خير لأنه اختار المقاومة الديموقراطية المدنية في مواجهة المنقلبات العسكرية المرسومة في بيوت المال وفي أقبية المخابرات!

ونطمئنك أيها السيد الخليل أن كل سلاح استُجلب على امتداد المراحل الماضية من الخارج لإذلال اللبنانيين أو لقمعهم أو للسطو على إرادتهم... ذاب كالشمع لكي لا أقول كالثلوج... واسأل أسلافك من الميليشيويين و"المقاومين" والمقاولين فعندهم لك بالذات الخبر اليقين. ونطمئنك أكثر أيها الحاج حسين الخليل الجليل أن لبنان ليس أبقى من كل "المقاومات" التي لم تعد مقاومات، بل أبقى من كل هذه الأنظمة الاستبدادية والفاشية التي صنعت هذه "المقاومات"، وفبركتها، لتنفّذ مخططاتها تحت شعارات التحرير، لكن طبعاً ضد الحرية والاستقلال!

 

قراءة في مسودة البيان الوزاري للحكومة     

إنتصرت الدولة "بالنقاط""غير المسبوقة"وربح "حزب الله"حق "المغامرة الأخيرة

مسيحيو 14 آذار تحفظوا وضمان "صمتهم"يحتاج الى تعديل يسبق الإثنين

موقف "حزب الله"من الهاربين الى إسرائيل يدق أول إسفين في "تفاهم مارمخايل"

2008-08-02

"يقال.نت"-المحرر السياسي

 إذا كانت الدولة هي نقيض "حزب الله"،فهذا يعني أن مسودة البيان الوزاري التي سيدرسها مجلس الوزراء ،الإثنين،إنتهت الى خسارة فادحة مُني بها "حزب الله".

وإذا كان اعتبار أن الحزب قد حقّق إنتصارا إلهيا جديدا بمجرد تمكنه ،بمعونة تيار العماد ميشال عون،من إدراج إسم "المقاومة "في البيان الوزاري ،فهذا يعني بيع الوهم الى اللبنانيين ،ومحاولة أولى لفهم السبب الذي دفع بإعلام "حزب الله"الى شن هجوم كبير على الرئيس فؤاد السنيورة متّهمة إياه ،بما ثابر على نفيه ،أي بإصراره على حذف إسم "المقاومة "في البيان الوزاري ،وهذا ما كانت قد عملت عليه ،أمس صحيفتا "السفير "و"الأخبار"بعد "المنار"،لا بل تمّ نسب موقف مضحك للرئيس نبيه بري الذي كان يعرف أول من أمس أن كل المسائل العالقة قد حُلّت بالتشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وبين رئيس الجمهورية وبينه.

لماذا إنتصرت الدولة ؟

ببساطة ووضوح ،فإن "حزب الله"الذي هدّد بما حصل في أيار الماضي في بيروت ،وجد نفسه أمام بيان وزاري يضع "المقاومة "تحت كنف الدولة وإشرافها ،ولم تنفع محاولات التسويق بإطاحة الرئيس فؤاد السنيورة بعد مرور ثلاثين يوما في لي ذراع الأكثرية عن الإصرار على أن تكون "المقاومة"خيارا الى جانب الخيارات الأخرى ،ومن بينها الخيار الدبلوماسي ،لتحرير لبنان وتطبيق إتفاق الهدنة .

أكثر من ذلك ،فإن إنتصار لبنان لم يقتصر على مسألة وضع "المقاومة "تحت إشراف الدولة ،بل تعداه الى أمور كثيرة ومن بينها تراجع "حزب الله"عن رفضه السابق للمحكمة الدولية والموافقة عليها ،وعدم الإستجابة لمطلب النظام السوري بمطالبة لبنان الى المطالبة بعلاقات متكافئة معه بل تمّ الإصرار على إدراج عبارة "العلاقات الندية".

البيان الوزاري الذي أقرته اللجنة الوزارية في اجتماعها الرابع عشر الذي انعقد ،مساء أمس إنتهى الى الإصرار على تنفيذ القرار 1701 والى تبني قرارات مؤتمر باريس -3.

وبدا واضحا أن الرئيس السنيورة ومعه وزراء الأكثرية قد نجحوا في تثبيت شرعية القرارات التي اتخذتها الحكومة السابقة ،عندما أصبحت "بتراء".

إلا أن هذا الإنتصار المعنوي للدولة اللبنانية ،لا يعني أن لبنان قد نجا من قطوع أخذه الى "الحروب المتفرد"،على اعتبار أن "حزب الله"أخذ اعترافا بحق "المقاومة "للعمل على تحرير ما تبقى من أراض محتلة ،وهو قادر على الإستفادة من البيان الوزاري ليشن حربا ويطالب الدولة بتغطيتها ،ولكن قوى الأكثرية تملك في البيان الوزاري حق مساءلة "حزب الله"عن حصوله على موافقة الدولة وإشرافها على أي حرب قد يخوض غمارها.

ولعلّ هذا التقدم في إبراز دور الدولة هو ما يُفرّق بشكل أساسي بين البيان الوزاري العائد للعام 2005 وبين البيان الوزاري الحالي ،على أساس أن البيان السابق كان يعطي "حزب الله"حقا مطلقا وحصريا في مواجهة إسرائيل ،من دون تمكين الدولة من المساءلة أو المطالبة بالإشراف .

وفي سياق آخر متصل بالبيان الوزاري ،فإن اللافت للإهتمام أن "التفاهم "بين "حزب الله"و"التيار الوطني الحر"قد تعرّض للإهتزاز ،أمس في اللجنة الوزارية عندما وقف الوزير محمد فنيش الى جانب الوزير الإشتراكي وائل أبو فاعور دون السماح بتمرير فقرة إقترحها الوزير العوني جبران باسيل تقضي بالسماح للهاربين الذكور الى إسرائيل بالعودة الى لبنان ،من دون محاكمة .

وقد تمّ تسجيل اعتراضات "تفصيلية "على البيان الذي تمّ إقراره "بالإجماع ".

أما أبرز الإعتراضات التي ستكون لها متابعة سياسية ويمكن أن تستتبع بتحفظات في مجلس الوزراء وفي المجلس النيابي لاحقا فيتجسد في إصرار الوزير نسيب لحود الذي يحمل موقف مسيحيي الرابع عشر من آذار على إدراج عبارة "في كنف الدولة "في آخر الفقرة الخاصة بتحرير الأراضي اللبنانية.

ويأتي هذا التحفظ،بعدما رفض "حزب الله "إيراد هذه العبارة .

وعلى الرغم من إدراك لحود أن البيان الوزاري كله يقع تحت إشراف الدولة ،إلا أنه بقي مصرا متمنيا أن تتم الموافقة عليها قبل جلسة مجلس الوزراء.

وجاء في الفقرة الأولى ببندها السابع الآتي:

تؤكد الحكومة تمسكها بمبدأ وحدة الدولة ومرجعيتها في كل القضايا المتعلقة بالسياسة العامة للبلاد بما يضمن الحفاظ على لبنان وصون سيادته الوطنية، ناظماً لتوجهاتها وقراراتها والتزاماتها. وهو المبدأ الذي يحكم كل فقرات البيان الوزاري

 

وجاء في الفقرة الرقم 26، التي تضع اطاراً شاملاً لمسألة المقاومة الآتي:

:26 – انطلاقاً من مسؤولية الدولة في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور، تؤكد الحكومة ما يأتي:

أولاً: حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير او استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة والدفاع عن لبنان في مواجهة اي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه، وذلك بكل الوسائل المشروعة والمتاحة.

ثانياً: التزام الحكومة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته.

ثالثاً: العمل على وضع استراتيجية وطنية شاملة لحماية لبنان والدفاع عنه يتفق عليها في الحوار الذي سيدعو اليه فخامة رئيس الجمهورية بمشاركة الجامعة العربية وذلك بعد نيل الحكومة الثقة في مجلس النواب".

 

تحفظات باسيل

وزير الاتصالات جبران باسيل (التيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد ميشال عون) تحفّظ على 3 نقاط: 1- عدم موافقة اللجنة على إدراج موضوع رفض توطين الفلسطينيين في مؤتمر الحوار الوطني، بحجة ان رفض التوطين نص عليه الدستور والحكومة ملتزمة بتطبيق الدستور. 2- مطالبته بالعمل لإعادة الفارين الى إسرائيل من دون ذكر لمحاكمتهم بعد عودتهم. وكانت حجة الوزراء الآخرين في اللجنة ان قضية هؤلاء مذكورة في خطاب القسم للرئيس سليمان والذي تبناه مشروع البيان الوزاري بكامله (كذلك قضية التوطين). 3- عدم الاستجابة لطلب باسيل ربط معالجة قضية المفقودين والموقوفين في سورية بالمفقودين في لبنان.

ولوحظ في الجلسة الأخيرة بروز تناغم واضح بين الوزيرين محمد فنيش ووائل أبو فاعور عندما أثيرت قضية اللبنانيين الفارين الى إسرائيل حيث رفض الثاني اقتراح الوزير باسيل حول موضوع تسهيل عودة العملاء الفارين وعائلاتهم، مشدداً على أن موضوع العائلات هو إنساني بامتياز أما موضوع العملاء فيجب إخضاعهم للمحاكمة من دون أي تدخل من جانب السلطة السياسية في المسار القضائي.

 

تحفظ أبو فاعور "غير الملزم"

وتحفظ الوزير أبو فاعور ،من دون أن يُلمح الى إمكان سحب ذلك على التصويت في الحكومة ،على عدم ذكر «تعاون سورية» في تنفيذ بند إنهاء الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات، من قرارات مؤتمر الحوار الوطني..

 

وفي ما يأتي ابرز فقرات البيان الوزاري:

• تشدد الحكومة على ان الاعداد للانتخابات النيابية وتنظيمها في الربيع المقبل، وهو في طليعة مسؤولياتها، لا يعني البتّة طغيان منطق الصراع والمنافسة في العمل السياسي والنشاط الانتخابي على قراراتها واعمال وزرائها. بل ان تسيير مرافق الدولة بفاعلية وتطبيق القانون واحترام حقوق المواطنين دون تفرقة او تمييز هو الذي يضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وتلتزم الحكومة، بطبيعة الحال، توفير الأمن في كل المناطق اللبنانية وغيره من الموجبات الكفيلة. بممارسة اللبنانيين حريتهم في اختيار ممثليهم.

كما تلتزم الحكومة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق القانون الجديد الذي سيقره مجلس النواب تطبيقاً لاتفاق الدوحة لجهة تقسيم الدوائر الانتخابية واستناداً الى ما سيتم إقراره من المقترحات الاصلاحية التي وردت في مشروع اللجنة الوطنية لاعداد قانون الانتخابات.

• تتطلع الحكومة الى ارساء افضل العلاقات مع الشقيقة سوريا على مداميك الاحترام المتبادل لسيادة البلدين واستقلالهما والثقة والندية وعمق الروابط الاخوية. فلا يمكن ان تقوم علاقة سوية بين دولتين شقيقتين مستقلتين على العداء او التبعية. لذلك فهي ستعمل على تنقية العلاقات اللبنانية – السورية من الشوائب التي اعترتها، والافادة من تجارب الماضي حرصاً على المصالح المشتركة وتنطلق في سعيها هذا من إجماع الفرقاء السياسيين الممثلين في هذه الحكومة والذين التأموا عام 2006 في مؤتمر الحوار الوطني. فقد شدّدوا على ضرورة إرساء هذه العلاقات على قواعد ثابتة انطلاقاً مما تكرس في اتفاق الطائف وتصحيح الخلل فيها من طريق عدم جعل سوريا مصدر تهديد لأمن لبنان او جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سوريا وتأمين سلامة مواطنيهما وضبط الحدود بينهما من الجانبين. ودعوا أيضاً الى اقامة علاقات ودية مبنية على الثقة تتجسد باقامة علاقات ديبلوماسية على مستوى السفارات. ان الحكومة تلتزم تنفيذ كل هذه المقررات وتؤكد ضرورة ترسيم تحديد الحدود اللبنانية – السورية.

• تلتزم الحكومة متابعة قضية المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا، وهي عازمة على التعاطي معها بكل المسؤولية المطلوبة لانهائها باسرع وقت ممكن. ذلك ان الكشف عن مصير جميع هؤلاء الاشخاص بشكل شفاف وحقيقي، والعمل على الافراج عنهم او استعادة جثامين ورفات المتوفين منهم، يكاد يشكل احد المداخل المهمة في انتظام العلاقات اللبنانية – السورية وتوطيدها بحيث لا تبقى هذه القضية تشكل شائبة تعكّر صفو الاجواء التي تسعى الحكومة الى ارسائها في علاقاتها مع الشقيقة سوريا. وستقوم الحكومة، سواء عبر اللجنة القضائية المشتركة المكلفة الوقوف على دقائق هذه القضية، ام عبر مختلف الوسائل القانونية والسياسية بما فيها وضع اتفاقية لبنانية - سورية، وذلك من أجل وضع حد نهائي لهذه القضية المؤلمة للعديد من العائلات اللبنانية. كما ستعمل الحكومة على انضمام لبنان الى معاهدة حماية الاشخاص من الاختفاء القسري التي أقرتها الامم المتحدة.

* يدعونا الواجب الوطني الى مواصلة العمل دفاعا عن حقوقنا، ولا سيما ما يتعلق منها بسيادتنا غير المنقوصة على جميع الاراضي اللبنانية، وصولا الى تفعيل الهدنة بحسب ما جاء في اتفاق الطائف. وسوف تستمر الحكومة في مطالبة المجتمع الدولي بتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 بكل مندرجاته، بما فيها الوصول الى وقف دائم لاطلاق النار. وسوف تعمل الحكومة اللبنانية من أجل انسحاب اسرائيل من الجزء اللبناني من الغجر، والى انسحابها من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وعودتها الى السيادة اللبنانية، بما في ذلك امكان وضعها مؤقتا تحت وصاية الامم المتحدة.

* وتؤكد الحكومة، في احترامها للشرعية الدولية ولما اتفق عليه في هيئة الحوار الوطني، التزامها المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وغيرها من عمليات الاغتيال لتبيان الحق واحقاق العدالة وردع المجرمين بعيدا من الانتقام والتسييس.

* انطلاقا من وثيقة الوفاق الوطني، وما نصت عليه في شأن بسط سيادة الدولة على كل الاراضي اللبنانية وضرورة احترام الاخوة الفلسطينيين المقيمين في لبنان سلطة الدولة وقوانينها، سوف تعمل الحكومة، تنفيذا لما أجمعت عليه هيئة الحوار الوطني، على انهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومعالجة قضية السلاح داخلها، مع تشديدها على مسؤولياوتها والتزامها بالتعاون مع ممثلي القوى الفلسطينية حماية المخيمات الفلسطينية من أي اعتداء وستعمل الحكومة على انهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، بالتعاون مع ممثلي القوى الفلسطينية والاطراف العرب المعنيين للوصول الى المعالجات المطلوبة، بما يحفظ أمن اللبنانيين والفلسطينيين.

من جهة أخرى سوف تواصل الحكومة اللبنانية الجهود المبذولة لمعالجة المشكلات الإنسانية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان، داخل المخيمات وخارجها، مع ما يقتضيه ذلك من اجراءات وتدابير تعزز الموقف اللبناني الرافض للتوطين وتتماشى مع حق الفلسطينيين المقيمين في العيش الكريم. وفي هذا الاطار، ستتابع الحكومة العمل على وضع السياسات التي تخفف من الاعباء الاقتصادية وسواها من المفاعيل السلبية على لبنان. وتعمل على زيادة الدعم العربي والدولي للبنان في هذا الشأن. كما ستواصل مطالبتها المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته كاملة في هذا المجال. وستواصل كل الجهود الضرورية من أجل اعادة اعمار مخيم نهر البارد لتأمين الاقامة فيه في كنف السلطة اللبنانية".

 

التوتر الطائفي يخيم على مدينة طرابلس بشمال لبنان

 

GMT 11:30:00 2008 السبت 2 أغسطس

 

رويترز

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

طرابلس: في مناطق طرابلس الاكثر حرمانا تطرح المشاكل السياسية المزمنة للبنان من خلال صراع طائفي يهدد باراقة المزيد من الدماء.

واجهات مبان محترقة تشير الى جبهات شهدت معارك عنيفة بين مسلحين في منطقة باب التبانة التي يغلب عليها السنة ومقاتلين في جبل محسن وهو تل مجاور يعتبر موطنا للاقلية العلوية في طرابلس.

 

وقال محمد السلوم وهو واحد من مئات السكان في باب التبانة الذين اضطروا لترك منازلهم بسبب القتال الذي أسفر عن مقتل 22 في الشهرين المنصرمين "بعد المعارك صار في دم وطبعا الامور ستتأزم صار هناك خوف."

وتسلط المعارك الضوء على خطر تعرض لبنان الذي خرج من بين فكي حرب أهلية جديدة في مايو ايار بمساعدة اتفاق جرى التوصل له بوساطة قطرية لمزيد من الاضطرابات.

 

ولايطبق التحالفان المتنافسان في البلاد وأحدهما يقوده السياسي السني سعد الحريري بينما يقود الاخر حزب الله الشيعي اتفاق الدوحة تطبيقا كاملا. وشكلا حكومة وحدة وطنية الشهر الماضي.

لكنهما أبعد ما يكونان عن التوصل الى مصالحة كاملة.

 

ويقول سكان في طرابلس حيث يتمتع الحريري بنفوذ واسع النطاق انهم يدفعون الثمن من خلال صراع بين فصيل علوي مرتبط بحزب الله ومجموعة من الجماعات السنية.

وقال بلال مطر وهو عضو مجلس بلدي سابق من باب التبانة "هذا الصراع يهدأ قليلا ومن ثم يفتح من جديد. الجرح المفتوح ما زال قائما".

 

وانتهت الجولة الاخيرة من القتال التي استمرت يومين حين انتشر الجيش لوقف المعارك بين مسلحين علويين ينتمون لحزب موال لسوريا ومقاتلين سنة.

ويقول مطر ان جميع زعماء السنة حتى المتحالفين مع سوريا اضطروا الى الانحياز لجانب دون اخر والا يجازفوا بفقد شعبيتهم في الدوائر السنية قبيل الانتخابات التي تجري العام القادم.

 

وأضاف "هذه حسابات انتخابات رخيصة."

ويشير مطر الى أن الخوف من المذابح الطائفية انتشر في باب التبانة. ويساور العلويين في جبل محسن القلق خاصة بسبب ظهور مسلحين في زي متشددين اسلاميين.

 

ويعتبر مسلمون المذهب العلوي كفرا. ويقول أتباعه في طرابلس انهم يخشون على أرواحهم.

وأجبرت التهديدات البعض على ترك ممتلكاتهم في المناطق السنية.

 

وقال عبد الله حوارني وهو علوي انه أخلى متجره منذ شهر بعد تلقيه تهديدات وانتقل الى جبل محسن.

ومضى يقول "استطعنا انقاذ بعض السلع. جاء بعض الناس ودمروا المكان."

وأضاف "ليس لدي مشاكل نهائيا انا وهم. حتى لم نكن نتحدث عن امر طائفي."

 

وتابع قائلا "الوضع ليس جيدا هكذا لان المشكلة اننا اقلية في طرابلس. الموقع الجغرافي الذي نعيش فيه محاصر من جميع الجهات لا نستطيع ان نتحرك."

وقال رفعت علي عيد رئيس الحزب العربي الديمقراطي لرويترز انه تم اصدار أوامر باطلاق النيران للقتل لمواجهة اي محاولات من قبل المسلحين للتوغل في جبل محسن."

 

وأضاف قائلا لرويترز في مكتبه بجبل محسن "اذا حاولوا تجاوز الجيش سيموتون فورا."

وتابع ومن ورائه صورة للرئيس السوري بشار الاسد "نحن نتحدث عن وجود لطائفة. اذا فرطت في الامور كل شيء يصبح مسموحا."

 

ويوجه عيد الاتهام للحريري والسعودية وكلاهما خصمان لسوريا بالتحريض على الاعمال العدائية لاضعاف العلويين ثأرا لهزيمة حزب الله لانصار الحريري في بيروت في مايو ايار.

وترجم حزب الله الفصيل القوي المدعوم من سوريا وايران نجاحه العسكري الى مكاسب سياسية في اتفاق الدوحة وأضاف عيد أن ما حدث في طرابلس هو بالتأكيد رد فعل على ما حدث في بيروت.

 

لكن كتلة المستقبل التي يتزعمها الحريري تحمل فصيل عيد المسؤولية عن أعمال العنف وتتهمه بالسعي الى تقديم مصالح سوريا وحزب الله والحصول على مزيد من التنازلات من الحريري. وتنفي كتلة المستقبل المزاعم بأن لها ميليشيا.

ويتحدث سكان عن وصول مسلحين من الخارج لاطلاق الاعمال العدائية ومضى يقول " هناك من يسعر هذا القتال...القوى السياسية تستغل حالة الخوف القديم هذه.

 

"هناك صراع دول. نعم هناك خلاف سوري- سعودي." وأضاف "لدي امل. احلم بالتسوية في لبنان لكن لكي يتم ذلك يجب ان يكون هناك تسوية في الخارج."

وتابع قائلا "اتفاق وقف النار لا ينهي المشكلة."

 

النائب أحمد فتفت

ليبانون فايلز/2 آب

لا أرى استقراراً في المدى المنظور ووضع 14 آذار افضل مما يمكن ان يتصوره احد 

رأى النائب أحمد فتفت أن المدخل الوحيد إلى الاستقرار السياسي في البلد هو في تثبيت مرجعية الدولة اللبنانية وترسيخ السيادة الوطنية، وبالتالي أي حديث خارج إطار مرجعية الدولة وسيادتها الناجزة على أراضيها غير مقبول لأنه لا يؤمن التحول المطلوب من لبنان الساحة إلى لبنان الوطن، مشككا بالنوايا الموجودة لدى بعض الأطراف السياسية لجهة أن تكون عامل معرقل داخل الحكومة، لا مساعد، انطلاقا مما هو ظاهر لغاية اليوم إن من خلال طريقة تشكيل الحكومة أو ظروف البيان الوزاري، وذلك على غرار ما عودتنا عليه هذه القوى أو غيرها إبان حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وأمل النائب فتفت بوقف المزايدات في موضوع المقاومة لأن المقاومة هي مقاومة الشعب اللبناني برمته لا فريق بعينه، معتبرا أن المشكلة ليست مع المقاومة التي واجهت إسرائيل إنما مع المقاومة التي تحولت إلى ذريعة للهيمنة السياسية وفرض هذا الرأي السياسي أو ذاك بقوة السلاح على الآخر، مستذكرا قول الرئيس رفيق الحريري بأن لبنان أقوى من أي طرف ولا أحد أكبر من بلده، ومحذرا أنه في حال اعتبر مطلق أي طرف من الأطراف أن باستطاعته في مرحلة تاريخية معينة أن يفرض سيطرته على البلد، يدرك تمام الإدراك استنادا إلى  التجارب السياسية ودروس التاريخ وعبره أن فرض أي تسوية سياسية على قاعدة الغالب والمغلوب تبقى مؤقتة وغير قابلة للحياة لأن كل ما يبنى على باطل هو باطل ومع تبدل الظروف والمعطيات يعاد تصحيح الموازين والتوازنات، داعيا الأطراف السياسية كافة إلى عدم الاستقواء  بالظرف السياسي إنما العمل بمقتضى المصلحة الوطنية بغية بناء الدولة على أسس صلبة ومتينة، خصوصا أن مصلحة لبنان هي أساس القضية ولا يوجد أي أساس آخر.

وحذر النائب فتفت من الكلام الصادر عن نائب الرئيس الإيراني رضا آغا زاده الذي قال بوضوح "أن بدء المفاوضات بين إيران والمجتمع الدولي يمكن أن يؤدي إلى حل لكثير من المشاكل كالتي يعاني منها لبنان والعراق"، مما يعني ربط مصير الملف النووي الإيراني بمصير الوضع اللبناني، ويدلل  إلى أن السلاح الموجود هو من أجل الدفاع عن الملف النووي الإيراني، لافتا إلى أن مجرد أن يربط طرف معين في لبنان نفسه بولاية الفقيه يجعل مرجعيته بشكل طبيعي وتلقائي في إيران ويسمح بالتالي بالتفاوض حول مصيره، خصوصا أنه لم يصدر أي توضيع أو نفي لكلام نائب الرئيس الإيراني، مشددا أن من حق اللبنانيين التصدي للطائرات الإسرائيلية التي تنتهك الأجواء اللبنانية، ولكن مؤكدا أن هذا القرار عائد فقط إلى الدولة اللبنانية وليس إلى أي طرف آخر قد يجر لبنان مجددا إلى مغامرة تؤدي إلى تدميره وخرابه، مبديا تشاؤمه بالنسبة إلى المرحلة المقبلة بسبب رفض بعض القوى الإقليمية، التي تتقاطع مصالحها مع بعض القوى الداخلية، رفع يدها عن لبنان وإصرارها على إبقائه صندوق بريد وساحة لتصفية الحسابات. 

هل التوافق على البيان الوزاري يوفر الاستقرار السياسي المنشود؟

المدخل الوحيد إلى الاستقرار السياسي في البلد هو في تثبيت مرجعية الدولة اللبنانية وترسيخ السيادة الوطنية، وبالتالي أي حديث خارج إطار مرجعية الدولة وسيادتها الناجزة على أراضيها غير مقبول لأنه لا يؤمن التحول المطلوب من لبنان الساحة إلى لبنان الوطن.

هل ستشكل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الثانية مجموعة عمل واحدة منسجمة لمواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية؟

أسمح لنفسي، انطلاقا مما هو ظاهر لغاية اليوم إن من خلال طريقة تشكيل الحكومة أو ظروف البيان الوزاري، في التشكيك بالنوايا الموجودة لدى بعض الأطراف السياسية لجهة أن تكون عامل معرقل داخل الحكومة، لا مساعد، على غرار ما عودتنا عليه بعض القوى إبان حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري. آمل ألا تكون توقعاتي في مكانها وتكون قراءتي غير دقيقة وأن تشكل الحكومة فعليا فريق عمل متجانس.

ما خلفية الموقف الذي أطلقه المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل من أن "لا لبنان من دون مقاومة ولا بيان وزاريا بدون مقاومة"؟

نأمل بوقف المزايدات في موضوع المقاومة لأن المقاومة هي مقاومة الشعب اللبناني برمته لا فريق بعينه. المشكلة ليست مع المقاومة التي واجهت إسرائيل إنما مع المقاومة التي تحولت إلى ذريعة للهيمنة السياسية وفرض هذا الرأي السياسي أو ذاك بقوة السلاح على الآخر. لبنان أقوى من أي طرف ولا أحد أكبر من بلده على حد قول الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي حال اعتبر مطلق أي طرف من الأطراف أن باستطاعته في مرحلة تاريخية معينة أن يفرض سيطرته على البلد، يدرك تمام الإدراك استنادا إلى  التجارب السياسية ودروس التاريخ وعبره أن فرض أي تسوية سياسية على قاعدة الغالب والمغلوب تبقى مؤقتة وغير قابلة للحياة لأن كل ما يبنى على باطل هو باطل ومع تبدل الظروف والمعطيات يعاد تصحيح الموازين والتوازنات، ولذلك، نحث الأطراف السياسية كافة عدم الاستقواء  بالظرف السياسي إنما العمل بمقتضى المصلحة الوطنية بغية بناء الدولة على أسس صلبة ومتينة، خصوصا أن مصلحة لبنان هي أساس القضية ولا يوجد أي أساس آخر.

في أي إطار تضع بيان "المقاومة الإسلامية"؟

في إطار الضغط المتواصل بموضوع البيان الوزاري، ولكن الخطورة الفعلية تكمن في الكلام الصادر عن نائب الرئيس الإيراني رضا آغا زاده إذ قال بوضوح "أن بدء المفاوضات بين إيران والمجتمع الدولي يمكن أن يؤدي إلى حل لكثير من المشاكل كالتي يعاني منها لبنان والعراق"، أي ربط مصير الملف النووي الإيراني بمصير الوضع اللبناني، مما يدلل  أن السلاح الموجود هو من أجل الدفاع عن الملف النووي الإيراني.

ألا تعتقد بأن كلام نائب الرئيس الإيراني جعل من حزب الله أداة بيد إيران؟

مجرد أن يربط طرف معين في لبنان نفسه بولاية الفقيه يجعل مرجعيته بشكل طبيعي وتلقائي في إيران ويسمح بالتالي بالتفاوض حول مصيره، خصوصا أنه لم يصدر أي توضيع أو نفي لكلام نائب الرئيس الإيراني. 

ماذا لو لجأ حزب الله إلى استهداف الطائرات الإسرائيلية بحجة انتهاك إسرائيل للأجواء اللبنانية؟

من حقنا كلبنانيين التصدي للطائرات الإسرائيلية التي تنتهك الأجواء اللبنانية ولكن هذا القرار عائد فقط إلى الدولة اللبنانية وسيادتها على أراضيها وليس إلى أي طرف آخر قد يجر لبنان مجددا إلى مغامرة تؤدي إلى تدميره وخرابه. 

الافراج عن البيان الوزاري يفتح الباب أمام زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى سوريا. هل دمشق على استعداد لإقامة علاقات طبيعية وندية مع لبنان؟

علينا ألا نيأس وأن نسعى دائما إلى إرساء علاقات ندية وطبيعية بين لبنان وسوريا، ولكن، ويا للأسف، الموضوع مع سوريا أعمق من مجرد قرار سياسي، ثمة ثقافة سياسية سائدة حتى الآن في سوريا لا تعترف بلبنان واستقلاله وسيادته وما زالت تعتبره بأنه خطأ تاريخي يجب تصحيحه. ولذلك، المطلوب من سوريا المبادرة إن من خلال تصحيح النظرة السورية إلى لبنان أو عبر اتخاذ قرارات سياسية واضحة لناحية الإقرار بترسيم الحدود والعلاقات الديبلوماسية وإطلاق المعتقلين في سجونها.

ماذا عن طاولة الحوار وهل تتوقع أن تتوصل إلى معالجة معضلة الاستراتيجية الدفاعية وصولا إلى سلاح واحد بيد الدولة اللبنانية؟

نأمل أن تتوصل طاولة الحوار إلى معالجة المسائل الخلافية ووضع الأسس لاستعادة الدولة حقها دون منازع في احتكار القوة المسلحة.

هل مصير هذا الحوار سيكون مشابها للحوار السابق؟

يجب التمييز بين النتائج السياسية التي تمخض عنها الحوار السابق وهي بالمناسبة ممتازة من إقرار المحكمة الدولية إلى العلاقات الديبلوماسية مع سوريا وترسيم الحدود وتنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ونزعه خارجها وبين الترجمة السياسية التي حالت دونها سوريا وحلفائها في لبنان.

هل وضع 14 آذار ما زال متماسكا؟

وضع 14 آذار أفضل مما يمكن أن يتصوره أحد، ولكن المشكلة هي في نظرة البعض إلى 14 آذار بأنها حزبا بينما هي ليست وغير مطلوب أن تكون كذلك، بل جبهة سياسية أو حلف سياسي هدفه الأساسي قيام مشروع الدولة في لبنان.

كيف تنظر إلى طبيعة المرحلة المقبلة وهل تحمل معها الاستقرار إلى لبنان؟

لا أرى، ويا للأسف، استقرارا في المدى المنظور ومرد ذلك عائد بشكل أساسي إلى رفض بعض القوى الإقليمية التي تتقاطع مصالحها مع بعض القوى الداخلية برفع يدها عن لبنان وإصرارها على إبقائه صندوق بريد وساحة لتصفية الحسابات.

حاوره شارل جبور

جميع الحقوق محفوظة ©

 

حيث تحمي الدول نفسها...

الياس حرفوش- الحياة- 02/08/08//

مشاهد مثل هذه لا نجد لها مثيلاً في عالمنا العربي، مع انه يمكن تقليدها بسهولة، لأنها مشاهد تعرضها شاشات جيراننا، سواء كانوا أتراكاً أو إيرانيين، أو حتى إسرائيليين. مشاهد لا نملك إلا النظر إليها بعين الحسد الذي يرافقه ضيق ذات اليد!

نقاش واسع يجري في إيران حول قضية الملف النووي واسلوب التعامل مع العالم لتجنب المواجهة. ولا يحجب هذا النقاش كون الجمهورية الاسلامية بلداً تحكمه وتتحكم بشؤونه مرجعية دينية واضحة الاهداف، لا تتيح مجالاً لأي عقيدة مخالفة. رغم ذلك وفي ظل «ارشاد» علي خامنئي، هناك هوامش لا بأس بها، سواء في المؤسسات التي تدير صناعة القرار في البلد او على أعمدة الصحف، لا توفّر فرصة لانتقاد السلوك والتصريحات المتهورة للرئيس احمدي نجاد، ومنها على ألسنة رجال دين محسوبين مباشرة على المؤسسة الدينية الحاكمة. مثل هذه الهوامش تسمح بالمغامرة بالقول إن من الصعب، في ظل الطريقة التي يتم بها اتخاذ القرار الايراني، ان يجد هذا البلد نفسه يسير الى المنزلق الذي ذهب إليه العراق في ظل تفرّد صدام حسين بالقرار، سواء في حربه مع ايران او في غزو الكويت، او في المواجهة غير المحسوبة العواقب مع العالم، في قضية «أسلحة الدمار الشامل».

في اسرائيل، رئيس حكومة لا يجد حرجاً من تقديم استقالته من منصبه، لأنه يواجه اتهامات بالرشوة وبالتقصير السياسي وبسوء الادارة العسكرية في مواجهة ما تعتبره اسرئيل تهديدات خارجية. الشرطة تزور مكتبه للتحقيق معه في الاتهامات، تحت عين القانون، من غير ان يستطيع، وهو رئيسها التنفيذي، أن يمنعها من القيام بذلك. بل يفاخر بالتصريح، وعن حق، ان رئيس الحكومة في اسرائيل هو مثل أي مواطن آخر، يخضع للقانون عندما يتعلق الأمر بالمخالفة، سواء كانت مخالفة سياسية او مخالفة جنائية. ولا يملك الجيش، الذي يحمي فعلياً بقاء اسرائيل، كلمة بشأن من يقع عليه الاختيار لخلافة ايهود أولمرت، لا بوسيلة الضغط السياسي، ولا طبعاً عن طريق القيام بانقلاب عسكري.

في تركيا، يستطيع قاض واحد من قضاة المحكمة الدستورية ان يمنع بصوته، احتمالات سقوط حكومة منتخبة بأصوات ما يقارب نصف عدد الناخبين، وان يحول في الوقت ذاته دون احتمال انقضاض الجيش عليها في انقلاب شبيه بذلك الذي أسقط حكومات سابقة، وانتهى بأحد رؤساء تلك الحكومات (عدنان مندريس) الى منصة الاعدام. ولا يحتاج الأمر الى كثير من التحليل لإدراك ما كان يمكن ان يجره اسقاط حكومة رجب طيب اردوغان بهذه الطريقة على تركيا من اندفاع الى عدم الاستقرار السياسي والأمني، فضلاً عن التدمير الأكيد لفرص الديموقراطية التي باتت الضامن الحقيقي لنهضة تركيا الاقتصادية، كما باتت الباب الذي تستطيع ان تطرقه بقوة، لتعبر منه الى عضوية الاتحاد الاوروبي. لقد كان يمكن لهذا الانقلاب القضائي على نتائج الانتخابات، لو نجح، أن يُدخل تركيا في مصير شبيه بذلك الذي دخلته الجزائر بعد إلغاء انتخاباتها التشريعية سنة 1992. ومثلما افسح ذلك القرار القصير النظر المجال امام بروز تيارات اسلامية وتكفيرية اكثر تطرفاً من تلك التي فازت بتلك الانتخابات، فإن المصير نفسه كان يمكن ان تشهده تركيا وتجربة حزب «العدالة والتنمية» فيها. لقد اتاح صوت القاضي الذي رجّح القرار داخل المحكمة الدستورية، المحافظة على المؤسسات والحدّ، في الوقت ذاته، من اندفاع بعض الاصوات المتطرفة داخل الحزب، مثل وزير التعليم حسين شيليك، الى توسيع نطاق المشروع الديني، بما يفتح شهية من يترصدون لهذا الحزب ويدعون الى معركة جديدة معه.

ما يثير الاهتمام أن ترتفع اصوات اوروبية واميركية للدفاع عن حكومة اسلامية في تركيا في وجه التفسير المتطرف للفكرة العلمانية، بينما لا تجد هذه الاصوات ما تدافع عنه عندما يتعلق الامر بحكومات (أو أحزاب) تصف نفسها بالإسلامية في عالمنا العربي. هذا يعني ان التجربة الديموقراطية هي التي تحمي الأنظمة والمؤسسات والدول من مخاطر «المؤامرات» التي لا نلبث نتوجس منها، لنكتشف في النهاية أن المتآمرين الوحيدين علينا هم... نحن، نتيجة ضعف تركيباتنا السياسية وهشاشة مؤسساتنا الديموقراطية وغياب المحاسبة والمساءلة عن أي من قراراتنا الموصوفة دائماً بالمصيرية!

 

لعبتنا السقيمة والفخيمة في آن

حازم صاغيّة - الحياة - 02/08/08//

أن يتحدّث مقتدى الصدر عن «مقاومين سرقوا الأموال ولم يحاربوا المحتلّ»، فهذا لا يفاجئ إلا دعاة المقاومات ومقدّسيها. تكفي نظرة سريعة الى الشاشات وهي تنقل عراضات مسلّحة أو جنازات أو تظاهرات أو ملثّمين كي تقنعنا بأن «محاربة المحتلّ» تتطلّب إدراكاً لا تملكه الوجوه التي نراها في العراضات والجنازات والتظاهرات. وكثيرون لا يحبّون هذا الكلام فيروحون يعدّون الرؤوس التي تنقلها الصورة ويسمّونها «الجماهير» أو «الشعب»، فيما يغفلون عن وجوه أصحاب الرؤوس ممن انقادوا، بفعل البطالة أو اليفاعة أو الضجر أو الانتقام، الى ما انقادوا إليه. بيد أنهم، حكماً وحتماً، لا يملكون ما يتعقّلون به «محاربة المحتلّ». فهم نتاج بؤس مُدان في أسبابه وتعابيره، لكن حلول المشاكل تخرج من العقول ولا تخرج من البؤس المحض.

وعلى ذلك تنهض حجج كثيرة أقواها أحداث غزّة الدمويّة الأخيرة حيث المأساة تجاور التفاهة والبله. فما جرى بين «فتح» و «حماس»، وهو لا يحصل للمرّة الأولى، يعلن كم أن حوافز البطالة واليفاعة والضجر والانتقام أقوى، بلا قياس، من حافز القضيّة الفلسطينيّة. وربّما كانت العلامة الأبرز على موت تلك القضيّة صلاحها لتغطية الحوافز الفعليّة، بل لتغطية كلّ شيء وتبريره. فمدّتها لا تنفد ومجالات توظيفها بلا حدود. ذاك أن الجماعة الطائفيّة التي تسعى إلى تحسين موقعها في بلدها عليها بفلسطين ومقاتلة إسرائيل. والذي يريد أن يصير سياسيّاً فوق الشبهات، أو كاتباً أو مفكّراً أو أديباً، يجد في فلسطين ما يعوّض به نقص الموهبة. والحكومة التي تريد أن تتجنّب مواجهة المشكلات الفعليّة لبلدها ومجتمعها «تواجه» إسرائيل، تماماً كما تتكفّل فلسطين نصرة نظام عربيّ على نظام آخر، وتقوية حكومة على حكومة، ومعارضة على حكومة. لكن فلسطين، فوق هذا، تحمل الفلسطينيّين على الرضوخ لأوضاع إنسانيّة لا تُطاق ولا يجوز الإذعان لها، مثلما تتيح لحكومات أن تزايد على الفلسطينيّين وترميهم بقلّة فلسطينيّتهم أو تحرمهم إقامة دولتهم.

وفي نظرة سريعة إلى العقود التي تفصلنا عن الاستقلالات العربيّة، حيث لم ينشأ برلمان ولا بقي برلمان كان ناشئاً، يمكن القول إن الصراع مع إسرائيل جاءنا هديّة من السماء، لا أنظمتنا فحسب بل «جماهيرنا» أيضاً. ذاك أن الأخيرة وهي تعانق تخلّفها وتمجّده هربت، بدورها، من تحديات الحداثة والمعاصرة باسم... فلسطين. وكان جيش من الحزبيّين والمثقّفين والكتبة، وطبعاً «الكوادر»، يرفعون ذاك الهروب إلى مصاف الخلاص.

وهي، عموماً، مهزلة، ولو أنّها مهزلة فخيمة سلاحها الأوّل اللغة، أي أن يكون الكلام العاديّ حتّى الصدأ صدى لنفوسنا، تأبى أن تسمع غيره. ففي حال الاختلاف حول مسألة ما، يكون القائل بفلسطين ومحاربة إسرائيل من يكسب. والحَكَم «جماهير» مرضوضة الوعي الذي يتأتّى عن لاوعي كسير. والأشدّ بؤساً، تبعاً لثقافة جبانة، أن الأقلّ قولاً بفلسطين ومحاربة إسرائيل «يلحّق حاله»، وبدل أن يبادر إلى فضح اللعبة السقيمة والمكلفة هذه، يردّ بأنه هو «المقاومة» الفعليّة والجدّيّة، وأنه «كلّ عمره مقاومة». وهو عمر، إن صحّ زعم صاحبه، لا يُحسد عليه ولا على هزائمه.

والحال أن اللعبة السقيمة تلك تتناقض مع أن تكون للدول حدود، ومع إنشاء علاقات سويّة بالعالم المتقدّم الذي وحده يؤثّر إيجاباً في اقتصادنا وتعليمنا. وهي تنافي السياسة إذ تُحلّ محلّها الديماغوجيا، مانعة تطوير لغة لها تستقلّ بذاتها عن ثنائيّة المقاوم (المجاهد/ الوطنيّ/ الشريف الخ.) والعميل. كما تنافي إرساء معايير للثقافة لأن «الكلام لدم الشهداء». وهي تلغي من الذاكرة قدرة التذكّر مثلما تحرم العقل من طاقة المقارنة، فلا يقال، مثلاً لا حصراً، إن الدول العربيّة التي أقامت سلاماً، من دون أن تؤسّس في الوقت نفسه «كتائب شهداء الأقصى»، لا تتعرّض لاعتداءات، وأن لبنان هكذا كانت حاله في سنوات الهدنة. وأهمّ مما عداه أن اللعبة الدمويّة، السقيمة والفخيمة، تخرّج أفراداً لا يعرفون ما هو «الوطن»، لأنهم ضائعون بين انتماءات وهويّات تمتدّ من العائلة والعشيرة إلى «الأمّة» العربيّة تارة، الإسلاميّة طوراً، والعربيّة - الإسلاميّة غالباً. ومن لا يعرف هويّته الوطنيّة لا يحارب «محتلاًّ» للوطن.

 

البطريرك صفير احتفل بقداس الشكر في الديمان لمناسبة اعلان الدويهي مكرما: كان يتحلى بفضائل نحن في حاجة الى من يمثلهاامامنا لنقتدي به في ممارستها

وطنية - الديمان - 2/8/2008 (سياسة) لبى الاكليروس الماروني من الأساقفة والكهنة والراهبات والرهبان وحشود من المؤمنين دعوة مؤسسة البطريرك المكرم اسطفان الدويهي الى قداس الشكر والصلاة الذي احتفل به البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان.

وكانت الوفود الآتية من مختلف المناطق اللبنانية قد توافدت منذ ساعات الصباح الى ساحة الصرح، رافعة صور البطريرك المكرم، كما وزعت مطبوعات اعدتها مؤسسة الرعيدي للطباعة حملت صورة البطريرك الدويهي وكلمة الفاتيكان في 3 تموز والديمان في 2 آب 2008 .

وقد أعدت مؤسسة البطريرك الدويهي برنامجا روحيا، بدأ بصلاة فحديث للمطران هكتور الدويهي تناول فيه حياة البطريرك الدويهي والشرطونية المارونية ودور الدويهي المعلم والباحث والمؤرخ وواضع قواعد الطقوس المارونية والمسهم اسهاما كبيرا في خلق تيار الثقافة المارونية الذي حفظ اللغة العربية في التبريك، وعرض لمحطات الجهاد التي عاشها الدويهي بين وادي قنوبين وسواه من الامكنة التي تنقل بينها.

المطران مظلوم

بعد ذلك، كانت كلمة رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي المطران سمير مظلوم، قال فيها: "يشرفني ويسعدني ان أرحب بكم، باسم مؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي، وان اشكركم جميعا على تلبيتكم دعوتنا الى هذا اللقاء. نلتقي في هذا الصرح البطريركي على كتف وادي قنوبين حول صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى لنشكر الله معه على إختيار أحد أسلافه وهو البطريرك اسطفان الدويهي الإهدني ليصبح مكرما في الكنيسة الكاثوليكية بعد ان أعلن ذلك قداسة البابا بندكتوس السادس عشر. نلتقي أساقفة وكهنة ورهبانا وراهبات لنقرأ معا علامة منعلامات الرجاء في زماننا. هذه العلامة هي ان القداسة تبقى الطريق الوحيد لحياتنا كأفراد وكجماعات، وان الله يريدنا قديسين وقديسات قبل ان نكون أي شيء آخر".

وتابع: "أيها الأحباء ان المؤسسة أخذت على عاتقها دعم متابعة دعوى البطريرك اسطفان الدويهي والحفاظ على تراثه ونشر هذا التراث. وهذه الأهداف انبثقت من سيرة الدويهي بالذات وسعة معارفه وفضله في التأسيس الكياني للكنيسة المارونية عبر كتابة تاريخها وإصلاح ليتورجيتها وتنشئة كهنتها وإطلاق الإصلاح الرهباني في أرجائها. لقد لفت المكرم الدويهي إنتباه العديدين من رجال جين ودنيا فعملوا على كتابة حياته وحفظ تراثه. وأبرزهم المثلث الرحمات البطريرك سمعان عواد وغيرهم.

وفي نهاية القرن التاسع عشر، قام المعلم رشيد الخوري الشرتوني بطبع بعض تراثه، يدفعه الى ذلك قناعته بأن البطريرك الدويهي هو: مؤرخ وطني جاب البلاد وخالط أهلها وعرف عوائدها وكان أدرى بأحوالها. رئيس الامة وبطريركها وعلى هذا فهو اكثر إطلاعا على شؤونها من سائر أفرادها.وقد أورد كثيرا من الحوادث التي رآها العين او سمع أخبارها ممن شاهدوها ولا يخفي ان كلام الشاهد العياني حجة في التاريخ لا تدفع.

لم يتعمد في كل ما كتبه الا بيان الحقيقة لا غير وعلى هذا فلا ترى له في المسائل الخلافية حيدا عن الصدق او ميلا مع الهوى. انه كان ممن لا يتقبلون القول الا بالدليل ولا يردونه الا بدليل ايضا، كما يتبين ذلك من مؤلفاته المتعددة. انه كان رجل تقى وورع ولا يتصور في من كانت هذه مزيته ان يخرج عن خطه الصدق والحق، وسنرى في عرض سيرته ما يزيد عندنا الأمر تحققا".

اضاف: "فهو والحق يقال المؤرخ الأول الذي كشف الغطاء عن تاريخ الموارنة ورد شبه جميع الذين عزوا اليهم بدعة المشيئة الواحدة من كتبة المشرق والمغرب. ومتى قرأت الفصول التي ابطل فيها دعاويهم رأيت منه فيلسوفا قديرا وعالما واسع الإطلاع شديد التنقيب. واذا طالعت تأليف كتاب الموارنة الذين جاؤوا بعده وحدتهم في هذه المسألة عيالا عليه حتى ان العلامة السيد يوسف السمعاني صاحب المكتبة الشرقية الشهير على بسطه علمه وسعة إطلاعه وتوفر وسائله سار على هداية علامتنا هذا واستضاء بأنوار معارفه في كثير مما يتعلق بالشأن المشار اليه".

وختم: "إني، باسمي وباسم أعضاء المؤسسة، أتقدم بالشكر من صاحب الغبطة والسادة الأساقفة والرؤساء العامين والامهات العامات والأباء الأجلاء والراهبات المحترمات على تلبيتهم هذه الدعوة التي تبعث الفرح والرجاء في قلوب أبناء الكنيسة. ونصلي معا كي تكمل فرحتنا في إعلان المركم البطريرك اسطفان الدويهي طوباويا فقديسا. عندئذ يكمل عقد القداسة الذي صاغته يد العناية الإلهية حول جيد الكنيسة المارونية، بعد الشهداء المسابكين والقديسين شربل ورفا ونعمة الله، والطوباوي يعقوب، والمكرم الأخ اسطفان نعمه. شكرنا لكل من أسهم في مسيرة دعوى الدويهي، ولا سيما رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال مارتينيز، وطالب الدعوى الأب بولس قزي، وكل ما كان له يد، من قريب او من بعيد، في هذه المسيرة، وشكرنا لكل من حضر هذا اللقاء".

البطريرك صفير

ثم، ترأس البطريرك صفير قداس الشكر يعاونه لفيف من الاكليروس، في حضور رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا-اهدن العميد جوزف المعراوي، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري نوفل الشدراوي، رئيس مجلس الشيوخ في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي وحشد كبير من المؤمنين المقيمين والمغتربين ووفود من الرعايا التي عرفها وتنقل بينها البطريرك الدويهي.

وألقى البطريرك عظة قال فيها: "نحتفل اليوم بإعلان البطريرك اسطفان الدويهي الإهدني مكرما، وهذه منة جاد الله بها علينا في هذه الأيام التي نحن أحوج ما نكون فيها الى مثل هذه النعمة. وأنى التفتنا حولنا نرى الصعوبات لكيلا نقول المآسي. وقد استأهل البطريرك الدويهي هذا التكريم، لانه اراد ان يدخل من الباب الضيق الذي دعا السيد المسيح أتباعه الى الدخول منه، وهذه سيرة حياته تدل على ما قاساه في زمنه من محن ومصائب وويلات. عاش في ما بين سنة 1630 وسنة 1704، اي اربعا وسبعين سنة، قضى منها في روما للدرس والتحصيل اربع عشرة سنة. وكان قد ذهب اليها، وهو ابن احدث عشرة سنة، على ما جرت عليه العادة في تلك الأيام. وعاد الى لبنان سنة 1655، وعمره خمس وعشرون سنة. وقد حاولت غير جامعة أبقاءه في روما للتعليم والتدريس، لكنه آثر العودة الى لبنان ليخدم رعية اهدن ويعلم الصغار التعليم المسيحي، وأصول الكتابة والقراءة في مدرسة كانت تسمى يومذاك "مدرسة تحت السنديانة" في ايام الصيف. وإبتدأ حياته الكهنوتية بقيامه في رسالة الى حلب الى جانب خدمة رعية بلدته اهدن، وذلك لمساندة رفيق له في الدراسة كان الى جانبه في روما، هو أخيجان الذي اصبح بطريركا على طائفته، طائفة السريان الكاثوليك. وبعدما عاد من حلب، شرع في ترميم دير مار يعقوب الأحباش في اهدن، وأقام فيه خمس سنوات، وهو منصرف الى تعليم الأولاد وخدمة النفوس، وأرسله البطريرك يوحنا مخلوف ثانية في هذه الفترة من حياته الى حلب ليقوم بالوعظ والكرازة، وأمضى هناك خمس سنوات، رد في خلالها الكثيرين من اليعاقبة والنساطرة الى الكنيسة الكاثوليكية".

وتابع: "بعد ذلك ذهب الى زيارة الأماكن المقدسة برفقة والدته وأخيه الحاج موسى، ولدى عودته من زيارة الحج، رقاه البطريرك جرجس السبعلي الى درجة الأسقفية على أبرشية قبرص، وكان عمره ثماني وثلاثين سنة، وكان المطارنة يومذاك يعيشون كالرهبان الى جانب السيد البطريرك في دير قنوبين. وبعد زيارة رعائية لبعض رعايا الجبة والزاوية وعكار، كلفه البطريرك القيام بها، سافر الى قبرص سنة وأقام فيها سنتين.

وما لبث ان انتخب بطريركا 1670. ولقي اولا بعض معارضة واجهه بها بعض وجهاء الموارنة الذين لم يحضروا ترقيته الى مقام البطريركية. ودشن بطريركيته بالمجيء الى كسروان هربا من جور حكام الجبة، واسترضاء لمعارضيه من اعيان الطائفة، وسرعان ما فاز برضاهم. ونال من البابا اقليمس العاشر يوم كان في دير مار شليطا مقبس في غوسطا درع التثبيت، وكان قد كتب اليه البطريرك الدويهي يقول: "كان في خاطرنا ان نجيء اليكم بذاتنا لنتشرف بنظركم الكريم، ونقبل ايديكم الطاهرة، ونتبارك من فم قدسكم، لكن احاطت بنا قوة الظالمين، وشتتوا رعايانا وطردونا من مواطننا". وعاد الى قنوبين بعد سنة حيث استقبل موفد ملك فرنسا لويس الرابع عشر سنة 1674. وما لبث ان غادرها الى كسروان في السنة التالية، فأقام في دير مار شليطا مقبس في غوسطا في جوار الشيخ ابي نوفل الخازن. وذكر هذا البطريرك عينه ما لقيه من عسف الحكام في كتاب ارسله الى البابا اينوشنسيوس في الثامن من ايلول سنة 1679، حيث يقول:" كنت عزمت على نفسي بالقدوم اليكم لاتبارك من قدسكم، واهنىء غبطتكم بالدرجة السامية والسلطنة العالية، لكن ما قدر الله من المحن والمشتقات ما لم يره شعب اسرائيل من الفراعنة. فان ضياعا كثيرة خلت، وبعض الديورة احترقت، والكنائس انهجرت، وتقتل شعب كثير، والباقي تفرقوا بين الامم الغريبة من تغيير الحكام وقساوتهم، واضيف الى ذلك، على ما ذكر، الجراد الزحاف الذي غطى وجه الارض".

وقال: "وعاد البطريرك الى قنوبين ليقيم فيها مدة قصيرة، ثم غادرها الى كسروان، ثم الى الشوف سنة 1683، لما كان بين المشايخ في تلك المنطقة من خلاف. وفي الشوف اقام في مجدل المعوش، وجدد كنيسة السيدة فيها، وحض الشيخ ابا صابر على اتمام بناء دير رشميا. وبعد ثلاث سنوات عاد الى قنوبين ليفر منها ثانية الى كسروان سنة 1695 حيث مكث ثلاثة اشهر، لما لحق به من جور واضطهاد تعرض لهما، واستجار بالشيخ حصن الخازن، فأرسل اليه اخاه الشيخ ضرغام على رأس فرقة جنود، فأتوا به الى كسروان، وغفر البطريرك لمن اساؤوا اليه. ومكث في كسروان ثلاثة اشهر، لكنه عاد الى قنوبين، نزولا عند رغبة والي طرابلس، والامير بشير شهاب، وتعهد آل حماده. وبعد مدة وجيزة لاقى وجه ربه في قنوبين سنة 1704. قضى البطريرك حياته في تنقل مستمر من شمال لبنان الى جنوبه ثم الى وسطه . وقد اختصر بمعاناته الشخصية معاناة كنيسته المارونية. وكان في اثناء هربه لا يفتأ يكتب في المخابىء والوديان، حاملا معه اوراقه حيثما ذهب. وقد بنى عددا من الكنائس والاديار، ورسم كهنة ورهبانا عديدين، ونقح الكتب الطقسية، واهتم بمدرسة روما، واوفد اليها عددا من الطلاب ثم ارسلهم ، بعدمااصبحوا كهنة، الى حلب وقبرص ومختلف المناطق اللبنانية. وهذا ما جعل منه البطريرك العالم ، ورائد القومية اللبنانية ، وطالب القداسة. وقد نقح العديد من كتب الطقوس والصلوات، وتولى شرحها، وترك مؤلفات تاريخية قيمة، وجمع في مصحف واحد جميع البراءات الباباوية التي وردت اليه. وله مؤلف قيم عن تاريخ الطائفة المارونية، هو تاريخ الازمنة. وادخلت قضية اعلان قداسته في الثالث من ايار سنة 1982 لما ثبت انه كان يتحلى من فضائل مسيحية منها التواضع، العلم، الشجاعة والصبر على المحن والشدائد، وهذه فضائل نحن، في هذه الايام في اشد الحاجة الى من يمثلها امامنا لنقتدي به في ممارستها".

وختم: "اننا، وقد اعلنته الكنيسة المقدسة مكرما مؤخرا، وهذه اولى درجات القداسة، نصلي لكي يجود الله علينا باعلانه قديسا ليكون لنا جميعا قدوة صالحة نقتفي آثاره في هذه الايام الصعبة، وننعم يوما معه بما حظي به من سعادة لمشاهدته وجه الله مدى الابدية السعيدة".

الاب القزي

ثم كانت كلمة طالب دعوى اعلان قداسة البطريرك العلامة اسطفان الدويهي الاب بولس القزي، الذي قال: "عصيهم من خشب، تيجانهم علب، وقلوبهم من خالص الذهب. هكذا عرف أحبارنا بطراكة كنيستنا الأمينة لإرث بطرس في شخص خليفته على كرسي انطاكية مدينة الله، الشاهدة الوفية لنهج الشهداء في الأمانة للتعليم والوحدة وفي الموت زودا عن إيمان راسخ على الصخرة التي "لن تقوى عليها أبوبا الجحيم".

يحضرني في هذه اللحظة قولكم- المرجع- يا صاحب الغبطة: "عندما تقفل ابواب اهل الأرض، تفتح السماء ابوابها"، نعم هي السماء تفتح ابوابها تمطرنا نعما، وتؤكد رسالة كنيستنا في خضم هذا الشرق الغارق في النزاعات والممعن غربة عن الله والانسان. نحن كنيسة لا يرد الاحباط في قاموس مفرداتها، لانا نؤمن، لانا نترجى، ولانا نحب، ولان هذه قد اثمرت ثمار القداسة شهية وافرة نضرة، وجوه قداستها تتناول كل خلاياها من نساك ورهبان وراهبات واساقفة وبطاركة وعلمانيين".

وتابع: "في هذه المناسبة تسقط الكلمات وتنأى لتموت انحناء شكرا واجلالا للرب الذي من "لدنه كل عطية صالحة" الذي انعم علينا، بشخص غبطتكم، ببطريرك يتابع نهج السلف المكرم البطريرك الدويهي، والصلاة للعذراء نصيرة البطاركة وشفيعهتم وسيدة اديارهم في قنوبين وايليج والديمان وبكركي هي التي اعادت النظر الى الدويهي يوم كان دارسا في روما. والاكرام لقديسي الكنيسة المارونية الذيين رافقوا هذه الدعوى بشفاعتهم منذ البداية. ليس من قبيل الصدفة ان يحتفل نيافة غبطتكم في هذا اليوم المبارك وانتم من هيأ لهذا اليوم منذ سنة 1962 يوم ألقيتهم محاضرتكم الشهيرة في زغرتا عن قداسة البطريرك الدويهي ومثالية حياته السامية. ومن ثم قراركم الحاسم في الدعوى الحالية لقداسته، يوم قررتم مع السينودس الماروني الموقر في 17 تموز ، سنة ألفين للتجسد ، بانشاء لجان اسقفية، قانونية ، تارخيية ولاهوتية ومحكمة تحقيق كنسية خاصة للبدء بتأسيس الدعوى الحالية التي نحن في صددها فطبعتم التاريخ الماروني برائحة قداسة الدويهي وبطولة فضائله وشهرة قداسته في مطلع الالف الثالث".

اضاف: "كما تنازلتم يا صاحب الغبطة، ومنحتموني ثقتكم الغالية، واصدرتم قرارا قانونيا يقضي بتعييني طالبا للدعوى في المرحلة الابرشية، ومن ثم لدى الكرسي الرسولي في 9 تشرين الاول سنة 2000. ولا بد من التذكير بان المحكمة الكنسية التي انشاتموها بدأت التحقيق في حياة وبطولة فضائل البطريرك الدويهي وشهرة قداسته في 13 كانون الاول من السنة عينها، وختمت اعمالها في البطريركية المارونية في بكركي، ومهرتم الملفات بختمكم البطريركي في 7 اذار سنة 2002، وكلفتموني حمل الملفات الى روما، حيث سلمتها الى مجمع القديسين في 11 اذار من السنة عينها، وحصلت على موافقة رئيس المجمع والسكرتير العام في 8 تشرين الثاني سنة 2002 بموجب مرسوم خاص صادر في حينه، وبعدها توالت المراحل على الشكل الاتي: بما ان الدعوى تاريخية بامتياز، وقد مضى على وفاة البطريرك الدويهي برائحة القداسة اكثر من 300 سنة، فقد تم تعييم خبراء قانونيين وتاريخيين ولاهوتيين لدراستها مع طباعة مقرراتهم تباعا. وتم بالفعل عقد مؤتمر خاص للخبراء التاريخيين في 24 كانون الثاني سنة 2006، بعد ان كان قد اشبع حضرة الاب المستشرق والمقرر العام امبروزيو اسر الدومينيكاني الدعوى دراسة وتمحيصا. كذلك تم عقد مؤتمر ثان للخبراء اللاهوتيين الذين اتوا من بلدان وجنسيات مختلفة في 12 شباط سنة 2008. ومن ثم انعقد مجمع الكرادلة الخاص بالدعوى في 17 حزيران من السنة عينها ، في القصر الجمهوري البابوي في حاضرة الفاتيكان، وقد نالت دعوى اعلان القداسة هذه الموافقة والثناء في جميع المراحل التي قطعتها، ومن ثم رفعها مجمع القديسين بعد اتمام جميع مراحلها القانونية والتاريخية واللاهوتية الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر حيث اعلن من القصر البابوي في "كاستل كوندولفو" بحضور رئيس مجمع القديسين الكاردينال خوسيه سارييفا مرتينس بطولة فضائل البطريرك الدويهي وادراج اسمه على لائحة المكرمين في الكنيسة الجامعة".

وقال: "انه لحدث كبير في تاريخ الكنيسة المارونية باعلان بطولة فضائل البطريرك العلامة اسطفان الدويهي الذي يبزغ نوره علينا من وادي القداسة والقديسين. الشكر نسوقه الى نيافة الكاردينال خوسيه ساراييفا مارتنس رئيس مجمع دعاوى القديسين السابق، الذي اعلن خلال زيارته التاريخية للبنان ومن الكرسي البطريركي في بكركي وبعدئذ من مسقط رأس البطريرك الدويهي في اهدن ومن منزل نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي، النقيب جوزف رعيدي، في 20 و23 حزيران 2008، بانه سيكون للبنان عما قريب مكرم جديد تفخر به الكنيسة والعالم.انها نعمة خاصة لا بل انها اعجوبة تضاف الى سجل اعاجيب البطريرك الدويهي بأن تكون دعوى اعلان قداسته بدات في القسم الثاني من عام يوبيل الالفين قد وصلت اليوم الى نهايتها السعيدة باعلانه مكرما في 3 تموز 2008. ولا نستطيع ان ننسى اهمية زيارة غبطتكم الاخيرة يرافقكم نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي الى مجمع القديسين، وشكرتم بتواضعكم العميق كل من عمل عن قرب او بعد في ملفات هذه الدعوى مما اثلج قلب طالب هذه الدعوى الذي يشكر الرب على هذه النعمة لانه قل ما حصل في تاريخ دعاوى القديسين حدث مماثل، بدون اعفاءات خاصة ومباشرة من قداسة البابا شخصيا، انها علامة كبرى من الرب بحضور البطريرك الدويهي من خلال شفاعته المقبولة وقد اظهرها منذ الساعات الاولى لتعيين طالب الدعوى يوم استلم رسالة تعيينه في 17 آب العام 2000 في وكالة الرهبانية اللبنانية المارونية في روما. هنيئا للكنيسة المارونية وهنيئا لغبطتكم يا صاحب الغبطة النيافة، وهنيئا لمؤسسة البطريرك الدويهي، وهنيئا للرهبانية اللبنانية المارونية، التي ما بخلت بشيء في سبيل انجاح هذه الدعوى، ووضعت بيت القديسين في روما بخدمتها، كما اني لا انسى سائر الابرشيات والرهبانيات والفعاليات الروحية والمدنية على مشاركتها الفعالة وغير المحدودة. هنيئا للموارنة وللكنيسة وللبنان بالمكرم الجديد وشكرا جزيلا لكل من ساهم وعمل وتعب في هذه الدعوى من قريب او بعيد، والف مبروك لمحبي البطريرك الدويهي ولابناء اهدن وزغرتا والشمال، وللذين قدموا الصلوات والتضرعات خاصين بالذكر مؤسسة البطريرك الدويهي دون ان ننسى محكمة التحقيق الكنسي واللجان اللاهوتية والتاريخية ومجموعة الشهود اللذين ادلوا بشهاداتهم القيمة. كما اني لن انسى من تعب سابقا في هذه الدعوى لنصل الى هذه النهاية السعيدة، واسمحوا لي ان لا اعدد الاسماء لكثرتها. ولكن اسمحوا لي ان اقدم شكرا خاصا للاعلاميين الذين رافقوا بنشاط وحماس زائد هذه الدعوى، شكرا لكم جميعا".

وختم: "رجائي الخاص ان لا تتوقف الصلوات والتضرعات حتى نصل قريبا الى اعلان البطريرك الدويهي طوباويا وقديسا باذن الله تعالى وشفاعة قديسي الكنيسة المارونية. هكذا تكتبون يا صاحب الغبطة بسيرتكم كما الاسلاف القديسين صفحة مجيدة من تاريخ كنيسة عنوانها "مجد لبنان اعطي له"، ولكم.

واخيرا، سلم البطريرك صفير، المطران مظلوم ونائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي النقيب جوزف رعيدي، الاب القزي هدية باسم مؤسسة البطريرك الدويهي عربون شكر وتقدير وهي كناية عن كتاب الانجيل المقدس.