المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم الثلاثاء 5 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .35-31:13

في تِلكَ السَّاعة دنا بَعضُ الفِرِّيسيِّينَ فقالوا له: «اُخُرجْ فَاذهَبْ مِن هُنا، لِأَنَّ هيرودُسَ يُريدُ أن يَقتُلَكَ». فقالَ لَهم: «اِذهَبوا فقولوا لِهذا الثَّعلَب: ها إِنَّي أَطرُدُ الشَّياطين وأُجْري الشِّفاءَ اليَومَ وغَداً، وفي اليوَمِ الثَّالِثِ يَنتَهي أَمري. ولكِن يَجِبُ عَلَيَّ أَن أَسيرَ اليَومَ وغَداً واليومَ الَّذي بَعدَهما لِأَنَّه لا يَنبَغي لِنَبِيٍّ أَن يَهلِكَ في خارِجِ أُورَشَليم. أُورَشَليم أُورَشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبياءِ وراجِمةَ المُرسَلينَ إِليها! كَم مَرَّةٍ أَرَدتُ أَن أَجمَعَ أَبناءَكِ كَما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيْها! فلَم تُريدوا. ها هُوَذا بَيتُكُم يُترَكُ لكُم. وإِنِّي أَقولُ لَكُم: لا تَرَونَني حتَّى يَأتيَ يومٌ تَقولونَ فيه: «تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ!»

 

باراك أبلغ واشنطن بـ "الحسم البري"...و"حزب الله" ينشر صواريخه في البقاع والجبل

إسرائيل تقترب من »ساعة الصفر« في لبنان وإيران وسورية سحبت صواريخها إثر ضمانات عبرية

 لندن -كتب حميد غريافي: كشفت اوساط ديبلوماسية خليجية في العاصمة الاميركية النقاب أمس, عن ان الزيارات المتلاحقة التي قام بها عدد من زعماء اسرائيل العسكريين والامنيين والسياسيين خلال الاسابيع الاربعة الماضية للولايات المتحدة »وضعت الاستعدادات العسكرية المستمرة منذ مطلع هذا العام في كلا البلدين لشن هجوم مشترك على المواقع النووية والصاروخية الايرانية موضع البدء الفعلي بالتحرك نحو ساعة الصفر, فيما تمكن رئيس هيئة الاركان العبري الجنرال غابي اشكنازي الذي ترأس قيادة الجبهة الشمالية لاسرائيل »مع لبنان وسورية« طوال سنوات عدة من الحصول على الضوء الأخضر من ادارة جورج بوش لتسديد ضربة عسكرية جوية وبرية واسعة لحزب الله في مختلف انحاء انتشاره في لبنان كمقدمة لاخراجه من المعركه المقبلة المتوقعة مع الايرانيين في نوفمبر او ديسمبر المقبلين. وقالت الاوساط ل¯ »السياسة« في اتصال بها من لندن, أمس »ان من واكبوا زيارات رئيس الحكومة العبرية ايهود اولمرت واشكنازي ورئيسي جهازي الاستخبارات الخارجية »الموساد« والعسكرية »امان« ووزير الدفاع ايهود باراك خلال هذه الفترة القصيرة الماضية خرجوا بانطباعات متقاربة جداً عن امكانية بدء المعركة مع ايران انطلاقاً من لبنان في اواخر سبتمبر المقبل او النصف الاول من اكتوبر لان الاسرائيليين تركوا لانفسهم هامش شهر على الاقل ل¯ »تنظيف لبنان« من الجماعات الايرانية قبل ان يتوجهوا الى ايران بعد ذلك بشهر او شهرين للقضاء على البرنامج النووي الايراني بمشاركة الاميركيين الذين يتوقعون انهاء هذه المهمة عشية التغيير الرئاسي الاميركي في مطلع العام المقبل, كي تدعم نتائجها فوز المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين كخلف لجورج بوش«.

ونقلت الاوساط الديبلوماسية الخليجية عن مسؤول في مكتب الاتصالات المشترك بين وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية »سي آي اي« الاميركيتين قوله ان »معلوماتنا الواردة من بيروت وتل ابيب تؤكد ان »حزب الله« بات في اجواء الحرب الاسرائيلية المتوقعة على لبنان قريباً وانه استعداداً لها, يتحرك بشكل اسرع على الارض لنشر صواريخه في اوسع رقعة من الاراضي اللبنانية, مركزاً على سلسلة الجبال الغربية الفاصلة بين الساحل والبقاع نزولاً الى سفوحها الشرقية, بعدما تأكد له ان السوريين لن يشاركوا في التصدي لضرب قواعده في البقاع وعلى امتداد سفوح السلسلة الجبلية الشرقية للبنان الفاصلة بينه وبين سورية, طالما ان الاسرائيليين لن يوسعوا نطاق عملياتهم كما كان متوقعاً لتشمل القواعد العسكرية السورية المنتشرة من الجولان حتى اواسط البلاد المتاخمة للحدود مع لبنان, وما المفاوضات الجارية بينهم وبين السوريين في تركيا الا خطة مدروسة من الدولة العبرية لاخراج نظام بشار الاسد من المعركة دون حرب معه«.

ولم يستبعد المسؤول الاميركي »ان يعمد سلاحا الجو والمدفعية الاسرائيليان الى ضرب مواقع سرية تابعة لحزب الله في مناطق تواجد القوات الدولية جنوب نهر الليطاني في بداية العملية العسكرية تاركين تلك القوات وألوية الجيش اللبناني التي تؤازرها عرضة لبعض الاخطار كما حدث في الغزوات الجوية والبرية السابقة دون الاخذ بعين الاعتبار ردود الفعل الدولية والامم المتحدة على ذلك لان الرأي العام الدولي بات جاهزاً لتقبل واستيعاب وقوع اصابات في صفوف الجنود الدوليين في جنوب لبنان اذا كانت المعركة المقبلة حاسمة في القضاء على »حزب الله«.

ونسبت الاوساط الديبلوماسية الخليجية الى أحد قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس الاميركي الذي يرشح باراك أوباما لخلافة بوش قوله »ان ما نقلته شبكة التلفزة الاميركية »اي بي سي نيوز« الاسبوع الفائت عن انطباعاته بعد زيارة اسرائيل الاسبوع الماضي التي حملها الى البرلمانيين الديمقراطيين في الكونغرس بأن »اسرائيل ستشن هجوماً عسكرياً على ايران اذا فشلت العقوبات الجديدة التي فرضت على طهران الشهر الماضي« هذه الاقوال والانطباعات »تؤكد ان الاتصالات العبرية المكثفة بالادارة الاميركية خلال الاسابيع الماضية نجحت في انتزاع موافقة اميركية على القضاء على البرنامج النووي الايراني, اذ يبدو ان باراك واولمرت واشكنازي وقادتهم الامنيين تمكنوا من اقناع نظرائهم في واشنطن بما لديهم من معلومات حول امكانية حصول الايرانيين على تكنولوجيا صنع السلاح النووي قبل نهاية العام المقبل 2009«.

وذكرت الاوساط الديبلوماسية الخليجية ان الاسرائيليين »ركزوا خلال محادثاتهم مع كبار مسؤولي الادارة الاميركية السياسيين والعسكريين والاستخباريين على ما اسموه »الحسم البري« في لبنان عبر تكرار غزو العام 1982 الذي قاده ارييل شارون ووصل به الى بيروت لاحتواء الاف الفلسطينيين وطردهم من لبنان, ما يبعث على الاعتقاد انهم »الاسرائيليون« يستعدون لاجتياح بري بالدبابات والآليات لجميع المناطق التي يتواجد فيها »حزب الله« و»حركة امل« الشيعيان, بعد اقتناعهم ان سلاح الجو او الصواريخ وحدهما لا يمكن ان يحسما المعركة في لبنان بشكل كامل«.

وفيما ابلغ الاسرائيليون ادارة بوش أن ايران نقلت الى حزبها في لبنان لأول مرة صواريخ ارض- جو لاستهداف المقاتلات الجوية الاسرائيلية, وان بعض بطاريات تلك الصواريخ نشرت بالفعل في البقاع وعلى سفوح الجبل اللبناني المطلة عليه, أكدوا ان السوريين - حسب الاوساط الديبلوماسية الخليجية - امتنعوا عن تسليم حسن نصر انواعاً من نفس تلك الصواريخ كانوا حصلوا عليها قبل اشهر مع ايران من روسيا كما وعدوا المفاوضين الاسرائيليين في انقره واسطنبول بأنهم »السوريون« ازالوا شبكة صواريخهم ارض- جو من سلسلة جبالهم الغربية مع لبنان كانوا نصبوها خشية وصول الحملة الجوية العبرية الى اراضيهم بعد ضمانات قدمها الاسرائيليون اليهم خلال تلك المفاوضات الشهر الاسبق«.

 

مجلس الوزراء اقر البيان الوزاري بالاجماع مع تسجيل تحفظات

الرئيس سليمان: مشروع البيان انتصار للوطن وهو ورقة لبنانية محض/المقاومة بالتزامها الواعي تستطيع ان تسهم في تعزيز سلطة الدولة

الرئيس السنيورة: المرحلة المقبلة مليئة بالتحديات وعلينا مواجهتها

الوزير متري: اعلمنا رئيس الجمهورية انه يستعد للسفر الى سوريا قريبا

وطنيةـ4/8/2008(سياسة)اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "ان مشروع البيان الوزاري هو انتصار للوطن، وهو ورقة لبنانية محض تعبر عن الارادة الوطنية الجامعة"، مشيرا الى "ان البيان يؤكد مرجعية الدولة"، لافتا الى "ان المقاومة بالتزامها الواعي تستطيع ان تسهم في تعزيز سلطة الدولة ومرجعيتها".

عقد مجلس الوزراء جلسة الخامسة والربع عصر اليوم في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وحضور رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة والوزراء.

وجرت في خلال الجلسة مناقشة مشروع البيان الوزاري الذي وضعته اللجنة الوزارية المكلفة صياغته. وتم اقرار البيان بالاجماع.

الوزير متري

وبعد الجلسة ، ادلى وزير الاعلام طارق متري بالآتي :

" عقد مجلس الوزراء اجتماعا يوم الاثنين في الرابع من آب 2008 ، وحضر فخامة رئيس الجمهورية فترأس الجلسة، كذلك حضر دولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء كافة.

وفي مستهل الاجتماع شكر فخامة رئيس الجمهورية للجنة الوزارية التي كلفت اعداد مشروع البيان الوزاري عملها، واثنى على الجو الذي ساد في اثناء مداولاتها. واكد فخامة الرئيس ان مشروع البيان الوزاري المقترح يؤكد على مرجعية الدولة. واشار الى ان المقاومة بالتزامها الواعي تستطيع ان تسهم في تعزيز سلطة الدولة ومرجعيتها. وقال ان المشروع المعروض امامنا هو انتصار للوطن ، وهو ورقة لبنانية محض تعبر عن الوحدة الوطنية وعن الارادة الوطنية الجامعة، وهو الاسم الذي تسمت به حكومتنا.

ورأى وجوب ان يكون الهمان الامني والمعيشي الضاغطان على مجموع اللبنانيين، في طليعة الاولويات.

الرئيس السنيورة

ثم تحدث دولة رئيس مجلس الوزراء وشكر اعضاء اللجنة بدوره على الجهد الذي بذلوه، واكد ان العمل الذي انجز انما يظهر قدرتنا على القيام بمسؤولياتنا رغم اختلافاتنا، وان مشروع البيان الذي اتفق عليه في لجنة الصياغة هو لمصلحة لبنان وصيغته الفريدة. واشار الى ان المرحلة المقبلة مليئة بالتحديات، وعلينا مواجهتها من دون ان نضيع الوقت ولا الفرص.

بعد ذلك عرضت لجنة الصياغة مشروع البيان الوزاري وجرت مناقشته تفصيلا، وقد تقدم عدد من الوزراء باقتراحات لتحسين صياغته، ولتوضيح عبارات فيه، ولتحسين لغته. وقد اخذ بمعظم هذه الاقتراحات.

وبعد مناقشة طويلة، اقر مجلس الوزراء مشروع البيان بالاجماع . واكد المشاركون جميعا التزامهم التضامن الوزاري. غير ان عددا من الوزراء سجل في محضر الجلسة تحفظا عن عدم ايراد فقرات معينة كان يتمنى ان تضاف الى هذه الفقرة او تلك من البيان الوزاري".

حوار

ثم دار بين الوزير متري والصحافيين الحوار الآتي :

- سئل : ما هي الفقرة ؟ ومن الذي تحفظ ؟

- اجاب : " معروف ان الفقرة التي دار النقاش حولها، والتي تمنى عدد من الوزراء ان يضيف عليها، هي الفقرة 24 المتعلقة بحق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير ارضه المحتلة. واقترحوا اضافة عبارة " في كنف الدولة اللبنانية ". والوزراء هم : نسيب لحود، انطوان كرم،ابراهيم نجار، وايلي ماروني، ولكنهم سجلوا هذا التحفظ في محضر مجلس الوزراء، وهم وافقوا كسائر الوزراء على تبني البيان الوزاري بالاجماع".

- سئل : لماذا استغرقت الجلسة هذه الساعات الطويلة طالما كانت النتيجة منتظرة ؟

- اجاب :" لاننا عملنا بجد، وناقشنا البيان الوزاري وعدلنا، وحسنا بعض الصياغات فيه، وبعض النقاش دار حول هذه التحفظات، واتفقنا على الا تخرجنا التحفظات عن ضرورة الاجماع على البيان الوزاري، فنتضامن كلنا لنذهب الى المجلس النيابي لكي نقدمه ونطلب الثقة على اساسه".

- سئل : هل يمكن تقديم بيان وزاري الى مجلس النواب متحفظ عنه من بعض الوزراء؟

- اجاب : " اجبت عن هذا السؤال . قلت ان التحفظ على عدم ايراد بعض الفقرات، سجل في محضر مجلس الوزراء".

- سئل : ماذا يعني ان يتحفظ بعض الوزراء؟

- اجاب :"يعني ان يسجل تحفظهم في محضر مجلس الوزراء".

- سئل : هل هذا يعني انه تم وعد الوزراء بأن تناقش تحفظاتهم على طاولة الحوار؟ وهل وضعكم رئيس الجمهورية في اجواء زيارته المرتقبة لدمشق؟

- اجاب: "اعلمنا رئيس الجمهورية بأنه يستعد للسفر الى سوريا قريبا. وتحدثنا بفقرة في البيان الوزاري خاصة بالعلاقات اللبنانية - السورية. وكانت مناسبة ايضا للتذكير بما اتفقنا عليه، وما سبق الاتفاق عليه على طاولة الحوار الوطني".

- سئل : هل كان هناك تحفظ عن بنود اقتصادية خاصة بباريس 3 من وزراء المعارضة؟

- اجاب:"قدمت اقتراحات لتعديل بعض الصياغات واخذنا بها ولم يكن هناك تحفظ كهذا.احد الوزراء تمنى بعض الاضافات على مسائل ثلاث، وهي قانون 68-67، وضرورة الحوار الوطني في مسألة العمل على مواجهة خطر التوطين. وايضا ذكر مسألة تتعلق بتأليف لجنة لمتابعة قضية المفقودين، من زاوية انشاء بنك للحمض النووي. وسيفسر الوزراء المعنيون مواقفهم للاعلام، وليست مهمتي ان افسر مواقف زملائي الوزراء. ما يهمني هو ان اؤكد لكم ان البيان قد اقر بالاجماع".

 

الرئيس الجميل: نسجل تحفظنا على بعض النقاط في البيان الوزاري وتصوراتنا في طاولة الحوار في بعبدا ستتناول خلفيات المشكلة

على سوريا أن تعترف بلبنانية مزارع شبعا لنحرر كامل أراضينا

ومن يريد الدفاع عن لبنان عليه القيام بذلك بالتنسيق مع الدولة

وطنية - 4/8/2008 (سياسة) استهل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل الاجتماع الشهري المشترك للمكتب السياسي والمجلس المركزي الكتائبي ب"تقرير سياسي موسع توقف فيه عند مسودة البيان الوزاري"، معتبرا "أن القراءة الاولى للمسودة الحكومية اثبتت ما يشير الى الكثير من الايجابيات والانجازات، بالمقارنة مع بيانات الحكومات السابقة، ولا سيما بما يتصل بالتقدم الملموس على صعيد الاعتراف بمرجعية الدولة ازاء الوطن والمواطن وقضايا اخرى تتصل بقيام المؤسسات. وهذا يعتبر خطوة مهمة، رغم ان عمر الحكومة قصير، ويقف حكما عند انجاز الانتخابات النيابية بعد تسعة او عشرة اشهر".

وقال: "نتمنى أن تنجح الحكومة في تطبيق اعلان النوايا هذا. نحن ممن يدعمها ويمنحها الثقة، وسنتضامن مع كامل اعضائها. ونتمنى لهم التوفيق. ولكننا في الوقت نفسه، لا يسعنا الا ابداء بعض الملاحظات تجاه بعض النواحي التي تشكل ثغرات يجب معالجتها سواء الآن في هذا البيان او لاحقا عبر طاولة الحوار التي سيدعو اليها رئيس الجمهورية في وقت قريب". أضاف: "من بعض النقاط في البيان الوزاري ما يثير التأويل والتفسير، وخصوصا بما يتصل بما نعتبره ازدواجية في الادوار والحقوق والواجبات ما بين الدولة والمقاومة على سبيل المثال، وهذا الامر سيتسبب بارباك يمكن تجنبه منذ الآن، حفاظا على دور الدولة ومهماتها وحقوقها وواجباتها وصلاحياتها، وهي التي يناط بها الحق بالدفاع عن الوطن والمصلحة الوطنية".

وسأل: "ألا تتعارض الازدواجية القائمة بين الدولة والمقاومة مع مقتضيات القرار 1701 مثلا؟ وكيف يمكننا التوفيق بين ضرورات الحفاظ على المنطقة العازلة على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية التي انيطت مهمة الدفاع عنها بالقوات الدولية المعززة وبالتنسيق مع الجيش اللبناني وحق المقاومة الذي نص عليه هذا البيان".

وتابع: "نصر على تحرير واستعادة كامل الاراضي اللبنانية التي ما زالت تحت الاحتلال، ونعتقد ان الطريق الاقصر والاقرب تفرض اعترافا سوريا بلبنانية المزارع، ليس عبر وسائل الاعلام والبيانات، بل عبر ما تقول به الاعراف والقوانين الدولية وابلاغ هذا الموقف مترافقا مع كامل الوثائق الضرورية الى الامم المتحدة لترسيم الحدود النهائية بين المزارع ومنطقة الجولان المحتلة، واذا ارادت سوريا مساعدة لبنان في هذا الامر فما عليها الا ان تسلم هذه الوثائق والكتب الضرورية الى الرئيس ميشال سليمان في القمة المنتظرة مع الرئيس السوري بشار الاسد في الايام القليلة المقبلة، وان تكون هذه القضايا في مقدمة جدول اعمال القمة". وقال: "نسجل تحفظنا على بعض النقاط، ومنها البند الاول من الفقرة 24 في مشروع البيان الوزاري، تأكيدا منا لحق الدولة الحصري في الدفاع عن الوطن والمواطن. ومن يريد الدفاع عن لبنان عليه القيام بذلك تحت امرة الدولة وبالتنسيق معها، وخصوصا اننا مقبلون على قيام سلطة جديدة منبثقة عن انتخابات ديموقراطية في ربيع العام المقبل. نسجل تحفظنا هذا، ليس بهدف التعطيل او فرملة الانطلاقة الحكومية، وانما منذ العام 43 كانت الكتائب تسعى وستستمر في السعي لاستقلال كامل وسيادة ناجزة، ومن اجل قيام دولة قوية قادرة على الدفاع عن هذا الاستقلال وهذه السيادة، إضافة الى العمل بكل الوسائل لمنع التوطين مع التأكيد أن اي اعاقة لمسار قيام الدولة يسرع في تكريس التوطين ويسهل قيامه باشكال مختلفة، وليس هناك من سلاح امضى في مواجهة هذه المخاطر سوى قيام هذه الدولة القوية وانهاء كل الازدواجيات التي تساوي بعض الاطراف بالدولة".

أضاف: "لنعترف جميعنا ان لبنان يعبر مرحلة خطيرة ومصاعب جمة على اكثر من مستوى، صحيح اننا حققنا منجزات عديدة منذ قيام ثورة الاستقلال عام 2005، فانسحب الجيش السوري وقامت المحكمة الدولية وانتشر الجيش في الجنوب وانتصرنا على بؤر الارهاب في شمال البلاد، وهذا كله يدعونا إلى البحث في كل الملاحظات التي تطال قضايا وطنية حساسة، وخصوصا اننا مقبلون على طاولة الحوار التي سيدعو اليها رئيس الجمهورية، ونحن مستعدون لهذه الطاولة، وستكون لنا تصورات واضحة تتناول لب المشكلة وخلفياتها الحقيقية، سعيا وراء اجابات واضحة على سؤال لطالما طرحه الرئيس المؤسس وهو: اي لبنان نريد!؟".

وختم: "انتهى مؤتمرنا الاخير الى الكثير من الافكار والبرامج المتكاملة، وسنحملها الى طاولة الحوار لعلنا نساهم في توفير الحلول للكثير من المآزق، سعيا وراء فتح صفحة جديدة ومشرقة من تاريخ لبنان".

 

دمشق وطهران مرتاحتان للتطورات في لبنان و"14 آذار

 تعِد بترجمة وحدتها في انتخابات 2009

البيان الوزاري أقر بالاجماع

الاثنين 4 آب 2008/لبنان الآن

اقر البيان الوزاري بالاجماع خلال جلسة لمجلس الوزراء عقد عصراً في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان ودامت حوالى خمس ساعات. واكد الرئيس ميشال سليمان خلال الجلسة ان  مشروع البيان المقترح انتصار للدولة، ويتوجب على الحكومة ان تضع في اولوياتها الهمين الامني والاقتصادي. واعتبر الرئيس فؤاد السنيورة ان البيان هو لمصلحة لبنان وصيغته الفريدة. واشار وزير الاعلام طارق متري ان الوزراء ابراهيم نجار، طوني كرم، نسيب لحود، وايلي ماروني سجلوا في محضر الجلسة تحفظاً على عدم اضافة عبارة "في كنف الدولة اللبنانية" بما يتعلق ببند العلاقة مع المقاومة.

وفي انتظار ان يرفع البيان بعدها الى مجلس النواب لتنال الحكومة الثقة على اساسه، تتجه الانظار الى القمة الرئاسية اللبنانية – السورية المرتقبة منتصف هذا الاسبوع والتي سترسم الملامح الاولية لعلاقات النظام السوري بالعهد الجديد في لبنان. ويأتي ذلك بعد اختتم الاسبوع الماضي بقمة سورية ـ ايرانية في طهران، أعلن خلالها الرئيسان السوري بشار الأسد والإيراني محمود احمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي مشترك دعمهما "حق الشعب اللبناني في مقاومة الانتهاكات الإسرائيلية، ومسيرة الوفاق الوطني، وأعربا عن ارتياحهما للتطورات الايجابية التي يشهدها لبنان منذ اتفاق الدوحة".

 هذا، وتوّجت حركة اللقاءات الثنائية التشاورية التي شهدتها الايام الماضية بين اركان قوى "14 آذار" بلقاء موسّع لأركانها في قريطم هو الأول منذ تأليف الحكومة. وبعد اللقاء الذي دام ثلاث ساعات، جدد المجتمعون التأكيد على "التضامن الكامل بين قوى 14 آذار والتزامها المبادئ والعهود التي اجتمعت حولها". وأعلنوا تضامن هذه القوى في مناقشة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية. وأكدوا ان قوى "14 آذار" ستعمل على ترجمة وحدتها "من خلال تحالف سياسي وطني تشارك فيه كل القوى والشخصيات والهيئات التي تجمعها ارادة التغيير من خلال انتخابات ديموقراطية حرة وفاصلة".

وكانت مصادر وزارية بارزة شاركت في مهمة اللجنة ومناقشتها استبعدت عبر صحيفة "النهار" ان يتمكن اصحاب التحفظات من ادخال أي تعديل جديد على نص البيان الوزاري لان الصيغة التي وضعتها اللجنة شكلت الحد الاقصى للسقوف السياسية لكل الاطراف الممثلين في الحكومة، والتسوية النهائية بين الشروط والمطالب من جهة والتنازلات من جهة اخرى. وقالت ان الصيغة التي رست عليها هذه التسوية اتخذت بعدها النهائي مع الدور الذي برز لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في اليومين الاخيرين من عمل اللجنة "مما يعني اننا وصلنا الى آخر الممكن" وهو ما كان موضع تفاهم بين الجميع ولو احتفظ اصحاب التحفظات بتحفظاتهم حتى اللحظة الاخيرة. وكان وزير الدولة نسيب لحود عقد مؤتمراً صحافياً أمس شرح فيه دوافع تحفظه عن عدم ادراج عبارة "في كنف الدولة" في نص الفقرة المتعلقة بالمقاومة. واذ اعتبر ان البيان "يشكل انجازاً كبيراً" وان صياغاته "تتلاءم بنسبة مئة في المئة مع اقتناعات قوى 14 آذار وحازت ايضاً موافقة قوى المعارضة"، أعلن انه سيطرح اقتراحه ادخال فقرة "في كنف الدولة" اليوم على مجلس الوزراء لتأمين الاجماع في هذا الموضوع. لكنه أوضح ان تكرار تحفظه لا يعني تعطيل العمل الحكومي. وقالت المصادر الوزارية لـ"النهار" ان تركيز الاضواء على نقطة اساسية في البيان الوزاري تتعلق بالمقاومة تسبب باغفال الكثير من النقاط الاخرى المهمة التي وردت فيه والتي تمثل تطوراً سياسياً على صعيد صوغ رؤية سياسية مشتركة بين اطراف الحكومة يفترض ان تقترن بسياسات عملية من شأنها ان تشيع اجواء انفراج واسعة في البلاد. ولفتت الى ان البيان الوزاري كان خطوة متقدمة في اجماع الاطراف على "التمسك بمبدأ وحدة الدولة ومرجعيتها" وجعل هذا المبدأ "يحكم كل فقرات البيان الوزاري"، وكذلك في "تأكيد رفض اللبنانيين أي وصاية عليهم" وعدم قبولهم "ان يكونوا ادوات يستخدمها اللاعبون الاقليميون والدوليون في صراع النفوذ بينهم".

 

حداد: عبارة "تحت كنف الدولة" ليست شعارا انتخابيا بل لتبديد الابهام وضمان عدم تكرار عدوان تموز ومأساة ايار

وكالات/قال امين سر حركة التجدد الديموقراطي د. انطوان حداد ان هاجس "قوى 14 آذار" خلال اعداد البيان الوزاري كان التأكيد على مرجعية الدولة في كل الامور السيادية والاستراتيجية، خصوصاً الشأن المتعلق بإدارة الصراع مع العدو الاسرائيلي الذي ادرج تحت بند "المقاومة".

ولفت في حديث صحافي الى ان " قوى 14 آذار" نجحت في فرض هذه المرجعية في الكثير من اجزاء البيان، خصوصا البند 7 الذي نص على "مرجعية الدولة في في كل القضايا المتعلقة بالسياسة العامة في البلاد". ورأى ان هذا البند "يشكل صياغة واضحة جدا في هذا الاتجاه، الامر الذي اعتبرته بعض اطراف 14 آذار مرضيا فيما ان رئيس حركة التجدد الوزير نسيب لحود ووزراء آخرين وجدوه غير كاف وقابل لمزيد من التحسين والتوضيح، وبالتالي لا تناقض ابدا على هذا الصعيد بين قوى 14 آذار بل تكامل".

وشدد حداد على "ضرورة ان يكون سقف الدولة وكنفها مظلة لكل الشؤون الوطنية وتسأل عن مبرر الرفض او الممانعة القاطعة لادخال عبارة "تحت كنف الدولة" على بند المقاومة، طالما ان هنالك موافقة على ان الدولة هي مرجعية كل الاطراف، الا اذا كان هناك من يعتقد بأنه يجب ان يحافظ على نوع من التفرد او حرية الحركة في المجال العسكري والامني لا تتوافران له تحت كنف الدولة".

واوضح حداد ان "الوزير لحود ووزراء آخرون سيبذلون كل جهودهم لاقناع مجلس الوزراء مجتمعا وخصوصا حزب الله بوجهة نظرهم سعياً منهم الى تأمين الاجماع التام في اقرار البيان الوزاري، لافتاً الى انه اذا لم يتحقق ذلك فإنهم سيسجلون تحفظهم في جلسة مجلس الوزراء وستستمر دورة الحياة الدستورية وسيصدر البيان الوزاري، اذ ليس هدفهم تعطيل الدولة بل تبديد الابهام وارساء التفاهم الوطني على قواعد دستورية واضحة". واضاف ان "اللبنانيين يحتاجون اليوم الى درجة عالية من الوضوح والضمانات حول عدم استخدام اي نص لتكرار مأساة العداون الاسرائيلي عام 2006 او تكرار مأساة اجتياح بيروت في ايار الماضي". ورأى ان ادخال عبارة "تحت كنف الدولة" يقدم درجة عالية من الضمانات.

ولفت حداد الى "ضرورة ان ينتقل الصراع في لبنان من الامر الواقع المفروض بالسلاح وموازين القوى الى الحوار السلمي وصراع الافكار والسياسات، وقد انطلقت دينامية عامة في هذا الاتجاه منذ اتفاق الدوحة". واكد ان عبارة "تحت كنف الدولة" ليست شعارا انتخابيا كما تدعي المعارضة بل شعار مبدئي وسياسي وتأسيسي، وقال انه اذا كان سلوك قوى 8 آذار وعلى رأسها حزب الله سيبقى حتى الانتخابات النيابية معاكسا لمسار الدولة وكنفها، فإن هذه العبارة ستتحول حكماً الى شعار انتخابي، اما اذا كان هذا السلوك يتجه نحو الانخراط اكثر في الدولة فإنه سيحرم قوى 14 آذار من هذا الشعار الذي سيزول من تلقاء نفسه.

 

سعيد: لا جدوى من بقاء سلاح "حزب الله"

 ال بي سي/شدد منسق الأمانة العامة لقوى 14" آذار" فارس سعيد على حاجة قوى 14" آذار" الى التأكيد على وحدتها، لافتاً إلى أن الشخصيات السياسية المنضوية تحت عنوان هذه القوى ليست هي صاحبة القرار في فرط عقد هذا العنوان، إنما الشعب اللبناني. وأكد سعيد، في حديث إلى الـ"LBC"، أهمية حصر السلاح ومرجعية الدولة، مشيراً إلى أن اجتماع 14 آذار شدد على ضرورة غياب أي قرار يفرض من هنا وهناك. ولفت إلى ان اللبنانيين يريدون دولة واحدة وجيشاً واحداً وقراراً واحداً، مؤكداً وجوب أن تتخذ القرارات السياسية في المؤسسات أكانت مجلس الوزراء أو المجلس النيابي وأن يكون رئيس الجمهورية هو الحكم.

ونفى سعيد اعتقاده بأن التحفظ هو دليل تباين بين قوى 14 آذار، معتبراً ان التحفظ هو لإحالة بند السلاح الى طاولة الحوار، مشدداً على ضرورة ان يطرح رئيس الجمهورية السلاح غير الشرعي على الأراضي اللبنانية كالسلاح الفلسطيني وسلاح "حزب الله" الذي لا جدوى لبقائه. أما في سياق البيان، فقد أشار سعيد إلى أنه هناك تأكيد على مرجعية الدولة من خلال ذكر بند 1701، الذي يجب ان يكون الوسيلة لتحرير الأرض. وأكد أهمية أن يكون هناك مراجعات ونقد ذاتي، لافتاً إلى أن النائب وليد جنبلاط اعتاد على هذا النقد، مشدداً على أن حركة "14 آذار" هي حركة ديمقراطية سلمية، مشيراً إلى أن هذه القوى تريد المحافظة على هذا الطابع.

 

حزب الله" كسب معركة البيان الوزاري وفرصة ثانية لـ"14 آذار" على طاولة الحوار 

 بيروت - "السياسة": التحفظات التي سجلها بعض وزراء قوى "14 آذار" على مسودة البيان الوزاري لا تسمن ولا تغني عن جوع اللبنانيين وتعطشهم الى رؤية مشروع الدولة يتحقق, بعد كل الأثمان التي دفعوها قبل وخلال وبعد "ثورة الأرز".

ولن تستطيع قوى "14 آذار" أن تبرر قبولها بهذا البيان الوزاري وتقديمه على أنه "أفضل الممكن", أو أن فيه انجازاً ما يوازي ما حققه الطرف الآخر, بمعنى أنه بيان متوازن, اذ ان حقيقة الأمر هي أن هذا النص جاء ليكرس ميزان القوى السياسي والعسكري على الأرض, وهو ميزان مختل لمصلحة 8 آذار, لأسباب عدة, قد يبدو أن استخدام "حزب الله" وحلفائه للسلاح هو أهمها, ولكن في الواقع أن انقسام وتشتت قوى "14 آذار" هو السبب الأهم.

وعليه, فان البيان الوزاري هو حلقة جديدة في مسلسل تراجعات الأكثرية, التي بدأت في الدوحة وتواصلت عند تشكيل الحكومة, ووصلت الى الاعتراف بالأمر الواقع, بشأن أمور مصيرية عدة.

ففي البند الأهم والمتعلق بسلاح "حزب الله", تعتبر قوى "14 آذار" أنها نجحت في نزع حصرية المقاومة من الحزب, وانها وضعت له ضوابط تتمثل بمرجعية الدولة والالتزام بكل مندرجات القرار 1701, على ان تقر لاحقا ستراتيجية وطنية للدفاع الوطني, وأخيراً في التأكيد على ما ورد في اتفاق الدوحة من حظر استخدام السلاح في الداخل لتحقيق مكاسب سياسية.

الا أن "حزب الله" حصل في المقابل على ثمن مرتفع جداً, اذ أن البند الخاص بالمسألة نص على "حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير مزارع شبعا... والدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء... بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة", أي بكلام آخر فان سلاح "حزب الله" صار معادلاً للشعب وللجيش, بمعنى أن للبنان ثلاثة مراكز قوى يشكل "حزب الله" أحدها, وهذا ما لم يكن يحلم به مسؤولو الحزب نظراً لأن البيان الوزاري للحكومة السابقة لم يعطه سوى الحق في المقاومة, من دون أن يرفع شأنه كما فعل البيان الحالي.

قبض "حزب الله" هذا الثمن فماذا قدم بالمقابل?, فعليا "لا شيء" سوى عبارات وكلمات غير واقعية ولا تتحقق في الواقع, أو التزامات كلامية يستطيع أن يتنصل منها من دون أن يكون محرجاً, ومثال على ذلك أن المقاومة لم تعد حكراً على الحزب بل هي حق لكل اللبنانيين, وهذا من حيث المبدأ صحيح, ولكن من سيقاوم الى جانب الحزب, فالجيش ضعيف عسكرياً ولن تمنحه الدول القادرة الامكانات التسليحية ليستطيع مجابهة الجيش الاسرائيلي, أما اذا أراد الجيش أن يخوض حرب عصابات فانه يخرج عن طبيعته كجيش نظامي, ولم يسجل التاريخ أي مثال لامكان نجاح هكذا تحول.

والسؤال البديهي من سيقاوم الى جانب الحزب اذاً? فقد أثبتت التجربة ان أحزاب "14 آذار" غير قادرة على حماية أمنها الخاص, لسببين الأول أنها راهنت على الدولة وحدها لحماية المواطنين ولم تتسلح, والثاني أن "حزب الله" وبعد عقود من القتال والتسلح فان أحداً لا يمكن أن يجاريه الآن.

كما ان حركة "أمل", الشريك الأساسي للحزب في مناطق المواجهة مع اسرائيل, تحولت الى تابع, بعد أن كانت في مرحلة ما نداً قوياً في المقاومة, وكذلك الأمر بالنسبة لأحزاب اليسار أو ما يسمى الأحزاب الوطنية (الحليفة لدمشق) والتي انكفأت عن العمل المقاوم بقرار سوري, حصر الأمر ب¯"حزب الله" منذ التسعينات. اما بالنسبة للقرار 1701, فقد وافق "حزب الله" عليه مرتين, الأولى عند صدوره حين كان يتعرض لضغط عسكري اسرائيلي هائل, والثانية قبل أيام عندما وافق على ادراجه في البيان الوزاري ولكن على أرض الواقع, فان الحزب لم يحترم هذا القرار أبداً, وهو محق بذلك, لأن اسرائيل لا تحترمه, والطرفان يستعدان لحرب جديدة, وكل ما تفعله قوات "يونيفيل" في الجنوب الآن, هو الفصل بين القوات, وعليه فان "حزب الله" غير مضطر لاعلان شيء للتنصل من مندرجات 1701, وبالتالي فان ذكر هذا القرار في البيان الوزاري لا يعني شيئاً في مرجعية الدولة المحصلة.

الى ذلك, وردت عبارة غامضة في البيان تؤكد مرجعية الدولة في كل الحياة السياسية, ولكن عبارة "حق المقاومة في كنف الدولة" أسقطت تماماً, فأصبحت كلمة مرجعية من دون طعم ولا لون, طالما أن البيان أحال مصير سلاح "حزب الله", في بند آخر, الى طاولة الحوار الوطني في قصر بعبدا.

وابعد من ذلك, اذا أقرت طاولة الحوار دعوة "حزب الله" الى وضع سلاحه في امرة الجيش, فهل يستطيع أحد في لبنان أن ينفذ هكذا قرار?.

وورد في البيان أيضا, عبارة "حظر استخدام السلاح في الداخل لتحقيق مكاسب سياسية" التي لا تعني في واقع الحال شيئاً, لأن "حزب الله" عندما استخدم هذا السلاح في مايو الماضي, قال انه للدفاع عن المقاومة, ويستطيع الحزب في المستقبل أن يكرر الأمر نفسه تحت ذريعة الدفاع عن المقاومة بعد أن انتزع اعترافاً حكومياً بها.

لقد خرق "حزب الله" في مايو الماضي عهوداً كان قد قطعها على نفسه, ووعوداً قدمها للقوى السياسية اللبنانية, وللدول المعنية بالشأن اللبناني, عربية وغير عربية, وعلى هذا الأساس أمن الجميع له المظلة السياسية لحركته العسكرية ضد اسرائيل, فما المانع أن يخرق مرة أخرى وعداً كتب في بيان وزاري عابر لحكومة عابرة, لن تبقى سوى أشهر معدودة? الظروف الاقليمية والدولية تتغير وقد تحصل مفاجآت في مسألة مزارع شبعا ومعها تبطل حجة التحرير, لتبقى حجة الدفاع, لذا فان تحديد خيارات لبنان في المرحلة المقبلة أمر بالغ الأهمية وهي مهمة طاولة الحوار الوطني, حيث تستطيع قوى "14 آذار" أن تدلو بدلوها, والأهم, أن تعوض ما فاتها في البيان الوزاري, أو بالأحرى, ما قبلت به مرغمة. لقد أظهرت وقائع مناقشات لجنة البيان أن قوى الغالبية لم تكن متفقة على قراءة واحدة, تماماً كما حصل أثناء عملية تأليف الحكومة, وقد لعب التوجه الجديد للنائب وليد جنبلاط نحو الانفتاح على "حزب الله", الدور الحاسم في تمرير صيغة البيان كما وردت, بالاضافة الى تردد فريق "تيار المستقبل", فلم يبقَ في المواجهة سوى الوزير نسيب لحود, ولكن ثمة فرصة أمام قوى "14 آذار" للقاء والتشاور والاتفاق على رؤية موحدة قبل الذهاب الى طاولة الحوار, فهل تستغلها?

 

 "السياسية" تكشف تفاصيل اغتيال "ظل الأسد" العميد محمد سليمان

 "السياسة" - خاص: كشفت مصادر سورية موثوقة ل¯"السياسة", امس, ان اغتيال المستشار الأمني الخاص للرئيس السوري بشار الأسد العميد محمد سليمان, حدث قبل ساعات من سفر الرئيس الأسد إلى طهران, وان تصفيته مرتبطة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق الشهيد رفيق الحريري, في وقت ذكرت مصادر استخباراتية اسرائيلية, ان سليمان كان رجل الاتصال المباشر بين الأسد وكوريا الشمالية, والمسؤول عن الاتصالات بين الرئيس السوري والمخابرات الايرانية, فضلا عن توليه ملف العلاقات بين دمشق و"حزب الله". واوضحت المصادر ل¯"السياسة" تفاصيل الاغتيال, مشيرة الى أن سيارة "مرسيدس" سوداء اللون دخلت إلى "الشاليه" الذي يملكه سليمان قرب مجمع شاطئ "الرمال الذهبية" في طرطوس على الساحل السوري, وترجل منها عدد من المسلحين الملثمين الذين كانوا يرتدون بزات سوداء اللون ومزودين برشاشات أوتوماتيكية متطورة ومجهزة بكواتم للصوت, وإثر دخولهم "الشاليه" بادروا الى احتجاز زوجته وأولاده وسائقه واثنين من مرافقيه في غرفة خاصة, ثم أطلقوا النار على سليمان في أنحاء متعددة من جسده ورأسه حتى فارق الحياة.

ولفتت المصادر الى ان العميد سليمان, المقرب جدا من الأسد, اعتاد قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع عائلته, مشيرة الى أن اغتياله يعني بداية تهاوي النظام السوري بعد الخلافات التي بدأت تظهر بين أفراد العائلة.

واوضحت انه أصغر ضابط برتبة عميد في الجيش السوري, وهو دكتور في العلوم العسكرية ويحظى بثقة عالية من الرئيس السوري الذي يستشيره بكل صغيرة أو كبيرة, وكان البعض يعتبره بأنه ظل الرئيس في كل الأمور "الخاصة جداً", وهو من قضاء طرطوس من قرية "اللقبة" مسقط رأس اللواءين محمد ناصيف وعبد الفتاح ناصيف. وبحسب المصادر التي استبعدت أن تكون لجريمة الاغتيال أي علاقة بمقتل القيادي في "حزب الله" عماد مغنية, فإن للجريمة علاقة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, كون العميد سليمان يملك جميع خيوط هذه الجريمة بالنظر لعمق الصلة مع الأسد.

وحول توقيت الجريمة عشية سفر الرئيس السوري إلى إيران, أفادت المصادر أن رأس النظام عندما يريد تصفية أحد المقربين يطلب إليه أن يذهب إلى منزله للاستراحة وبعد ذلك تتم تصفيته, لأن النظام المتهالك يريد أن يتخلص بأي طريقة من تداعيات جريمة اغتيال الحريري.

وأشارت الى اندلاع موجة احتجاج كبيرة في المناطق العلوية, لمطالبة الرئيس الأسد بتوضيح ملابسات جريمة اغتيال سليمان, التي تخطت بنظرهم حدود المحافظة على رأس النظام.

في سياق متصل, ذكر موقع "ديبكا فايل" المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية ان سليمان عمل على ملفات كبرى, وان "اغتياله على الغالب مرتبط بها", موضحا انه كان رجل الاتصال بين الأسد وبين كوريا الشمالية, وقام بزيارات عدة الى بيونغ يانغ, كما نظم عملية نقل الأجهزة الضرورية لبناء المفاعل النووي الذي كان في طور البناء في دير الزور, من كوريا الشمالية الى سورية, اضافة الى تنظيم حراسة المهندسين والخبراء الكوريين في سورية.

اما الملف الثاني فيتمثل بتوليه الاتصال بين الرئيس السوري وبين المخابرات والجيش الايراني, اضافة الى ملف العلاقات بين الأسد وبين "حزب الله", وخصوصا الجناح العسكري الذي كان يديره عماد مغنية قبل اغتياله في دمشق.

واشار الموقع الى ان سليمان يعتبر أهم رجل عسكري في الحلقة الضيقة القريبة من الأسد, وهو رجل الاتصال مع قيادة الجيش والمخابرات السورية, ولا يوجد سر عسكري أو أمني في سورية لا يمر من تحت يديه.

ووفقا للموقع الاسرائيلي, فإن واحدا من ثلاثة احتمالات أدى الى اغتيال سليمان, الأول مرتبط بمفاعل دير الزور النووي الذي قصفته اسرائيل في سبتمبر الماضي حيث ان قصف المفاعل سجل كنقطة فشل للعميد محمد سليمان, والثاني هو ان عناصر خارجية دخلت سورية ونفذت العملية, والاحتمال الثالث, هو أن تصفيته شبيهة بتصفية الكثيرين ممن يحملون كمية كبيرة من الأسرار.

 

3 سيناريوهات تربط اغتيال العميد سليمان بمغنية والحريري ودير الزور

4 أغسطس -إيلاف

وكالات : ما زال التعتيم الاعلامي مطبق على الاعلام السوري حيال اغتيال العميد محمد سليمان (49 عاما ) على الرغم من تشييعه امس وانتشار الخبر في سوريا .وقد اصاب اغتيال العميد سليمان سوريا بصدمة كونه الذراع اليمنى والمستشار السياسي للرئيس السوري بشار الاسد ، وقال مصدر مسؤول لوكالة رويترز للانباء "هذا زلزال. منذ متى نسمع عن اغتيالات تقع بهذه الطريقة في سوريا..." وفي الوقت الذي كان الرئيس السوري بشار الاسد في طهران يحاول حل الازمة بين الغرب وايران على خلفية ملفها النووي كانت بلاده تخترق باغتيال العميد محمد سليمان المقرب منه والمتسلم بشكل سري رئاسة ادارة البحوث العلمية والذرية  في سوريا، ليكون  الاختراق الرابع  بعد اغتيال مسؤول فلسطيني والقصف  الاسرائيلي لموقع دير الزور المفترض واغتيال مسؤول في حزب الله في دمشق من جهتها نقلت صحيفة الشرق الاوسط عن مصدر سوري قوله أن سليمان كان يعتبر "الذراع اليمينى" للرئيس السوري بشار الأسد، وأيضاً مستشاره الأمني، والمسؤول عن "الملفات الحساسة" في مكتب الأسد، كما انه كان مسؤولاً عن التمويل والتسليح في الجيش السوري.

روايات متعددة

وفي ظل غياب المعلومات عن الاغتيال تعددت الروايات ، من جهته قال موقع سوريا الحرة الناطق باسم عبد الحليم خدام ان اغتيال العميد سليمان تم يوم الجمعة الفائت في فندق الرمال الذهبية في مدينة طرطوس . وفي تفاصيل الاغتيال وفق الموقع المعارض ان العميد سليمان اصيب برصاص قناص تمركز في يخت في البحر ما ادى الى وفاته مباشرة اثر اصابة في رأسه وقلبه .

 موقع معارض اخر قال ان سليمان تعرض لاطلاق نار في الرأس في فيلته المجاورة للبحر.

من جتهتها قالت وكالات الانباء ان العميد سليمان قد شييع امس بحضور عدد من المسؤولين السوريين  وقالت مصادر ان شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد قائد الحرس الجمهوري وضباطا كبارا اخرين حضروا جنازة سليمان ببلدة دريكيش شرقي طرطوس.ويشير حضور ماهر الاسد وهو احد أقوى الشخصيات في سوريا الى دور سليمان المحوري في هرم السلطة السورية والى مكانته بين اركان الدولة.

ولم يصدر اي تعليق عن الحكومة السورية الى الان وحاصرت قوات الامن المنتجع لساعات بعد الاغتيال ولم تشر وسائل الاعلام المحلية الى حادث القتل الذي تم خلال زيارة الرئيس السوري الى ايران .

تكهنات عديدة ربطه بقضية اغتيال عماد مغنية

من جهته قال مسؤول لبناني رفض الكشف عن هويته ان سليمان كان "ضابط الاتصال السوري مع حزب الله"، كما كان "على صلة وثيقة" أيضاً بمغنية الامر الذي نفاه مسؤول في حزب الله لوكالة الانباء الفرنسية مؤكدا عدم معرفة الحزب بسليمان او بمقتله . وكان مغنية قد اغتيل في سوريا في 14 شباط  ولمحت حكومة دمشق الى ان اسرائيل تقف وراء الهجوم وقالت انها ستقدم سريعا دليلا" دامغا" على من الذي يقف وراء حادث الاغتيال.ولكن لم تكشف نتائج تحقيق رسمي قالت السلطات انها اجرته.

خلافات داخلية

من جهتها نقلت صحيفة الشرق الاوسط عن مصدر سوري استبعاده ان يكون الاغتيال قد تم على خلفية طموحات سياسية وتنافس بين سليمان وغيره من اجنحة النظام السوري ، واصفا دوره  بانه "اهم من اي مسؤول اخر سياسي اخر بالنظام وان سلطته تتجاوز وزير الدفاع ورئيس الاركان ". ورفض المصدر ربط الاغتيال باي من الاحداث الاخيرة معتبرا ان الوضع معقد ويجب التريث بانتظار ما قد يصدر من معلومات .

ربطه بقضية التحقيق باغتيال الحريري

من جهته استبعد عضو الأمانة العامة لجبهة الخلاص السورية المعارضة والناطق الرسمي بإسم جماعة الأخوان المسلمين، زهير سالم، احتمال أن يكون اغتيال المسؤول الأمني السوري العميد محمد سليمان جاء رداً على تصفية عماد مغنية القيادي البارز في "حزب الله".وقال سالم لوكالة "يونايتد برس إنترناشونال" "إن العميد سليمان ليس الشخصية الأولى لا في الكادر السياسي ولا الأمني التابع للنظام التي تلاقي هذا المصير وسبقه محمود الزعبي (رئيس الوزراء السابق) وغازي كنعان (وزير الداخلية السابق) وآخرون، ويتداول الناس دائماً أن هناك صراعات خفية داخل هذا النظام بين الأجهزة الأمنية والكادر السياسي". أضاف "من الصعب تحديد الجهة المسؤولة عن اغتيال العميد سليمان لانعدام الشفافية مطلقاً، كما أن النظام الذي تحدث عن تحقيق شفاف في مقتل مغنية طوى الملف من دون إعطاء أي تفسير حقيقي عن الجهة المسؤولة".

وقال سالم "إن المتابعين يشيرون إلى ارتباط الرجل (العميد سليمان) بملف استشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري أو بملف اغتيال مغنية على طريقة تصفية الحسابات بين الأجهزة الأمنية"، مستبعداً احتمال أن يكون الإيرانيون أو "حزب الله" وراء اغتياله. أضاف "لا أظن أن الإيرانيين أو حزب الله يرون في الرجل نداً لمغنية ولذلك إن أرادوا الثأر فسيستهدفون شخصية أكبر مقاماً في الموقع والقرار، كما أن سكوت الإيرانيين وحزب الله لا يعني أنهم نسوا ملف مغنية".يذكر ان  العميد محمد سليمان كان من ضمن الاسماء التي طلب رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق ديتلف ميليس التحقيق معها في اطار قضية اغتيال رفيق الحريري .

ربطه بقضية المفاعل النووي بدير الزور

تقول المعلومات المتدوالة في الداخل السوري ان سليمان تسلم بشكل  سري ادارة البحوث العلمية والذرية ، والتقى وفد  التفتيش الدولي الذي زار موقع دير الزور مؤخرا واعتبرت مصادر مقربة ان الاغتيال جاء على خلفية هذه الزيارة التي سربت في تقاريرها اسمه وصفته .

واكدت مصادر سورية تحدثت لـ إيلاف عن الاغتيال بدء الاجهزة المعنية بالتحقيق في عملية الاغتيال بشكل سري وربطت الاغتيال باسرائيل على خلفية الملف النووي الذي تتهم به اسرائيل سوريا والذي يراسه بشكل سري العميد محمد سليمان الى جانب مهامه في القصر فهو الرئيس الفعلي والمدير للملف الذري .

وقالت المصادر ان وفد التفتيش الدولي الذي زار دمشق مؤخرا ، وتراسه كبير المفتيشين الدوليين اولي هينونين وزار موقع دير الزور في شمال سوريا لمس ان سليمان هو الرئيس الفعلي لادارة البحوث العلمية والذرية وان البقية مسؤولين شكليين وبطريقة ما فان تقريره او المعلومات تسربت الى اسرائيل فرصدت سليمان وعاجلته بطلقات التي كان مصدرها احد الزوراق البحرية .

واشارت المصادر الى انها رسالة جديدة لسوريا من اسرائيل على امكانية اختراق امنها بحرا بتنفيذ اغتيال العميد محمد سليمان بعد اختراقه جوا بعد ان اخترقتها جوا بقصف الطيران الاسرائيلي لموقع سوري كما انها رسالة اخرى من اسرائيل لتغلق سوريا ملفها النووي على خلفية شكوك تل ابيب بنية دمشق بناء مفاعل نووي ، ولكن كان الغريب في هذا الاختراق ان يكون في ظل الاعلان عن جولات لمفاوضات اسرائيلية سورية غير مباشرة مما يعني ان السلام بعيد وان اسرائيل لاتفكر به جديا، لذلك فعلى الاسد ان يعيد النظر في الهيكل الامني لسوريا بعد اختراقه من كل الجهات رغم الايحاء له من قبل فريقه ان الامر في اطار المستحيل وذلك وغف المصادر السورية التي تحدثت لايلاف طالبة عدم الكشف عن هويتها .

الاغتيال في الاعلام الاسرائيلي

من جهتها كرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان سليمان كان شخصية اساسية في برنامج نووي مزعوم تتهم الولايات المتحدة سوريا بانتهاجه بعد ان اغارت اسرائيل على موقع في شرق سوريا العام الماضي.من جهته قال موقع دبكا فايلز الاسرائيلي ان اغتيال سليمان مرتبط بالملفات التي كان يعمل عليها وهي : الاتصالات السورية الكورية الشمالية ودوره في نقل المعدات الضروروية لبناء المفاعل النووي في  دير الزور _وذلك وفق الموقع الاسرائيلي .  اما الملف الثاني فهو كونه صلة الوصل بين المخابرات والجيش الايراني والرئيس الاسد .  اما الملف الثالث فهو وفق دبكا فايلز العلاقات مع حزب الله خصوصا الجناح العسكرية الذي كان عماد مغنية يديره قبل اغتياله في دمشق . اما الملف الرابع فهو مرتبط بموقعه وبالاسرار الكبيرة التي يحملها بحيث  لا يوجد سر عسكري او امني في سوريا الا ويمر من خلاله .ويخلص الموقع الاسرائيلي الى القول ان سليمان اغتيل اما  لتورطه بملف المفاعل النووي المفترض في دير الزور ، اما الاحتمال الثاني فيتمثل بدخول عناصر خارجية الى سوريا وتنفيذ عملية الاغتيال من البحر .. ويبقى الاحتمال الثالث انه اغتيل  لانه يحمل الكثير من الاسرار الحساسة وفق دبكا فايلز.

 

من اغتال كبير المستشارين العسكريين للأسد ؟ 

لندن - وكالات : 4/8/2008 

خيمت أمس الأحد أجواء من التعتيم والغموض على مقتل العميد محمد سليمان، المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال مصدر سوري مطلع ، إن (الذراع اليمنى) للرئيس السوري ومستشاره الأمني العميد سليمان، الذي اغتيل في ظروف غامضة فجر الجمعة السبت بواسطة قناص أطلق عليه النار من البحر قبالة شاطئ مدينة طرطوس شمال غرب سورية، كان مسؤول الملفات الأمنية الحساسة في مكتب الرئيس السوري، كما كان مسؤول التمويل والتسليح في الجيش السوري. وذكرت مصادر سورية أن سليمان كان ضابط ارتباط بين سورية وحزب الله، بالإضافة إلى مهامه الأخرى، إلا أن مسؤولا في حزب الله نفى في تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية معرفة الحزب بسليمان أو بمقتله. ويأتي اغتيال سليمان، الذي كان من بين المسؤولين السوريين الذين طلب ديتليف ميليس الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري التحقيق معهم، بعد نحو 6 اشهر من اغتيال مسؤول العمليات الأمنية في حزب الله عماد مغنية في قلب دمشق.

وأوضح المصدر السوري ، أن العميد سليمان كان أساسا صديقا وزميلا في الجيش السوري لباسل الأسد ، الشقيق الراحل للرئيس السوري، وأنه بعد وفاة باسل الأسد اصبح سليمان، مقربا من بشار الأسد، إلى أن بات ساعده الأيمن ومسؤول الكثير من الملفات الحساسة، موضحا أن كل الملفات الأمنية الحساسة التي تدخل مكتب الأسد تمر أولا على العميد سليمان. واستبعد المصدر السوري أن يكون اغتيال العميد سليمان، قد تم على خلفية طموحات سياسية وتنافس بين سليمان وغيره من أجنحة النظام السوري، موضحا أن دور سليمان كان أهم من أي مسؤول سياسي أخر بالنظام، موضحا أنه كان أقرب شخص إلى الأسد، وكانت سلطاته تتجاوز وزير الدفاع السوري ورئيس الأركان. وتابع، (في هذه الظروف من الصعب أن نحدد رؤية معينة. لكن لا شك أن النظام في وضع صعب ومعقد. القمع وحوادث صيدنايا الأخيرة، واتباع سياسة العزل والإقصاء، والتوترات الطائفية في سورية تخلق ظروفا. وصول سورية إلى مثل هذه التوترات أمر سيئ. ويتحمل النظام المسؤولية.. لكن هل عملية الاغتيال تمت لهذه الأسباب أم لأسباب أخرى ؟ لا شك أن العميد محمد سليمان اقرب الناس إلى بشار الأسد، ويده اليمنى في القوات المسلحة. يعرف كل شيء. كل الملفات لديه، الأمنية والمالية والتسليح). وحول علاقة سليمان بالأسد قال المصدر السوري: (العميد سليمان خريج كلية الهندسة.. وقد رافق بشار منذ تسلمه السلطة وبدء عمله السياسي. سابقا كان مرافقا وصديقا لباسل الأسد، وتخرجا من دورة واحدة في الجيش. الصلات بينهما قوية.. هو ليس نسيب عائلة الاسد، بل متزوج من دير الزور. وهو نشيط وفي منتصف الاربعينات من العمر، من الطائفة العلوية. صار موضع ثقة باسل، ثم موضع ثقة بشار). ونفى المصدر السوري أن يكون لدى سليمان طموح سياسي خلف له أعداء داخل النظام، موضحا: (هو بحكم موقعه أخذ مكانة اكبر بكثير من رتبته العسكرية. لذلك لا طموح سياسيا لديه لعمل كتلة سياسية. موقعه أهم من كل هذا. أهم من وزير الدفاع).

وتابع: (لكن هل هناك أسباب وراء الاغتيال تتعلق بملفات معينة، صعب ان يتم الحكم الآن. دائما اللجوء إلى نظرية المؤامرة يضيع الحقائق. من الافضل الانتظار 3 او 4 ايام حتى تظهر المؤشرات في هذا الاتجاه، او ذاك. بصورة خاصة لأن عملية الاغتيال تمت بشكل دقيق جدا. قناص من البحر).

وأوضح المصدر السوري أنه لا يعرف ما إذا كان سليمان مسؤولا عن حزب الله، مشيرا إلى انه: (كان مسؤولا عن أمور تتعلق بالقوات المسلحة، وحزب البعث. اي التقارير الأساسية لحزب البعث، من الأمن ومن الجيش، تأتي الى مكتبه، ويعرضها هو على بشار الأسد).

وتابع أنه مع أن (هناك خلافا على المصالح بين مجموعات مختلفة، وهناك مراكز قوى موجودة في النظام، هذه المراكز تختلف على المصالح)، إلا أنه من الصعب تأكيد أو نفي تورط أشخاص من داخل النظام في الاغتيال في الوقت الحالي، موضحا: (التصفية لا تتم إلا بقرار مركزي. هذه عملية كبيرة. هذا شخص له مركزه في النظام وفي الجيش). ويأتي ذلك فيما قالت مصادر سورية إن العميد سليمان شيع ودفن الأحد في بلدة الدريكيش ، بدون أن يتضح ما إذا كان مسؤولون من الدولة السورية قد حضروا التشييع، أو ما إذا كانت جثته قد خضعت للتشريح وفحوصات طبية لتحديد سبب الوفاة. وقالت المصادر، التي لا تستطيع الكشف عن هويتها، في اتصال هاتفي من لندن، أن العميد سليمان قتل بأربع رصاصات في منتجع على شاطئ مدينة طرطوس ، وهي مسقط رأسه.

وكان لافتا أن وسائل الإعلام السورية، الرسمية وغير الرسمية لم تذكر الخبر حتى يوم الاحد ، على الرغم من تشييع جثمان العميد سليمان. ورجحت المصادر أن يكون المسؤولون بانتظار عودة الرئيس السوري بشار الأسد من طهران. وفي هذا الصدد قال المصدر السوري لجريدة (الشرق الأوسط) اللندنية : (رغم أن السلطات تعرف أن الخبر لا يمكن أن يتم إخفاؤه وانتشر في سورية كلها الآن. لكن أتوقع أن يتم إصدار شيء خلال يومين أو 3 أيام. هناك احتمال أن يكونوا الآن يجرون تحقيقات أولية كى يحددوا اتجاه التصريحات). ونشرت بعض الصحف الإسرائيلية خبر الاغتيال الأحد . فقد كتبت صحيفة (يديعوت أحرونوت) ، التي تعتبر الأكثر انتشارا، الخبر في صفحتها الثامنة، تحت عنوان: (من اغتال كبير المستشارين العسكريين للرئيس الأسد؟) . ولكن في صلب الخبر، اعتمدت على ما نشر من معلومات حول الموضوع في موقع عربي للإنترنت هو (البوابة). لكن هناك موقعا إسرائيليا يدعى (دبكة فايل) ، معلوماته غير مؤكدة، تناول هذا الموضوع بالتفصيل، ونشر تقديرات مثيرة حول الموضوع، منها: العميد محمد سليمان عمل في أربع ملفات كبرى، واغتياله على الغالب مرتبط بها. وهذه الملفات هي: الأول: كان رجل الاتصال بين الرئيس بشار الأسد وبين كوريا الشمالية، وقام بعدة زيارات الى العاصمة بيونغ بيانغ، ونظم عملية نقل الأجهزة الضرورية لبناء المفاعل النووي الذي كان في طور البناء في دير الزور من كوريا الشمالية لسورية. ونظم حراسة المهندسين والخبراء الكوريين في سورية. الثاني: رجل الاتصال بين الرئيس السوري وبين المخابرات والجيش الايراني. ومن هذا الباب تمكن من تولي مسؤولية بناء مفاعل دير الزور بين الدول الثلاث.

الثالث: كان سليمان يحمل ملف العلاقات بين الأسد وبين حزب الله، وخصوصا الجناح العسكري، الذي كان يديره عماد مغنية قبيل اغتياله في دمشق.

الرابع: يعتبر أهم رجل عسكري في الحلقة الضيقة القريبة من الأسد، وهو رجل الاتصال مع قيادة الجيش والمخابرات السورية. ولا يوجد سر عسكري أو أمني في سورية لا يمر من تحت يديه. ويضيف هذا الموقع، ان هناك واحدا من ثلاثة احتمالات لاغتيال سليمان، هي: الاحتمال الأول شيء مرتبط بمفاعل نووي دير الزور الذي قصفته اسرائيل في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث ان قصف المفاعل سجل كنقطة فشل للعميد محمد سليمان. والاحتمال الثاني، حسب ذلك الموقع الاسرائيلي، هو ان عناصر خارجية دخلت سورية ونفذت العملية، ومما يعزز هذا الاحتمال، ان سليمان اغتيل برصاص قناص وقف من نقطة مراقبة بعيدة. والاحتمال الثالث، هو أن سليمان اغتيل مثلما يغتال الكثيرون مثله، ممن يحملون كمية كبيرة من الأسرار.

 

"القاعدة" يخطط لشن هجمات على القوات الدولية في لبنان

 مدريد - د ب أ: كشفت الشرطة الاسبانية عن ان "تنظيم القاعدة" يخطط لشن هجمات على القوات الدولية في لبنان وأفغانستان, باستخدام قنابل يتم التحكم فيها عن بعد.وذكر تقرير بثته اذاعة "كادينا سير" الاسبانية, امس, أن الشرطة الاسبانية اكتشفت على شبكة الانترنت ارشادات تعود للقاعدة حول تصنيع مثل هذه المتفجرات, واضاف التقرير ان "الدليل" الذي تم التوصل اليه, يتضمن شرحا مفصلا في ثماني صفحات, لطريقة استخدام مركبات وطائرات يتم التحكم فيها عن بعد لشن هجمات في لبنان وأفغانستان. ورجح أن تكون هذه الارشادات خاصة بتدريب "ارهابيين" تابعين للقاعدة في أوروبا, مشيرا الى أن هذه هي المرة الاولى التي تعثر فيها قوات الامن على ارشادات للقاعدة, تحوي مثل هذه التفاصيل التقنية المسهبة, علما انه لا يوجد حتى الآن ما يشير الى أن "القاعدة" استخدمت بالفعل هذه التقنيات الحديثة, بيد أنه سبق وأجرت عليها بعض التجارب في أفغانستان.

 

 تل أبيب: إنذار بتفكك نظام دمشق

 تل أبيب - يو بي اي: ذكرت مصادر اسرائيلية, امس, أن مسؤولين في الدولة العبرية, يرجح أنهم من الاستخبارات, كانوا يلقبون العميد محمد سليمان, مستشار الرئيس السوري, الذي قتل في طرطوس على الساحل السوري قبل يومين, ب¯"مغنية السوري", نسبة إلى القيادي العسكري في "حزب الله" عماد مغنية الذي اغتيل أيضا في دمشق في فبراير الماضي. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين اسرائيليين قولهم "إذا صحت الأنباء حول موت سليمان فإن الحديث يدور عن حدث بالغ الأهمية", مشيرة الى ان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت, الذي يخضع له جهاز المخابرات الخارجية "الموساد", رفض التطرق إلى تقارير بشأن اغتيال سليمان.ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت", فإن سليمان هو جنرال وشغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأسد وكان أحد أقرب المستشارين إليه, لكن "هذه الصفة لم تقنع أجهزة المخابرات في الغرب التي تعقبت اثره, واتضح لها أن الرجل المختبئ خلف الكواليس مسؤول عن كل ما يسمى بالمشاريع الخاصة في سورية". وأشارت الى أن المخابرات الأميركية اشتبهت بأن سليمان كان مسؤولا عن تهريب أسلحة كيميائية من العراق إلى سورية قبل غزو العراق العام 2003, وكان مسؤولا أيضا عن "الملف اللبناني" في مكتب الرئيس السوري, لافتة الى أن سليمان كان مسؤولا عن العلاقة بين سورية وبين مغنية و"حزب الله", وأن التنسيق الأساسي بين الجانبين نفذه إبراهيم عقيل مساعد مغنية. وبحسب "يديعوت أحرونوت", فإن "سليمان كان مسؤولا عن سلسلة من الاستفزازات والاغتيالات, بهدف الحفاظ على المصالح السورية في لبنان", ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله "ليس مهما مَن اغتال سليمان, وبالنسبة إلى دولة تفاخرت دائما بالاستقرار الداخلي وأجهزة فرض النظام والأمن وبأجهزة استخبارات دقيقة وناجحة جدا, فإني أرى أن الأمور أخذت تتفكك بين أيدي الأسد وأتباعه".

ورأى محلل الشؤون العربية في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ايهود يعري ان, اغتيال سليمان هو بمثابة "إطلاق النار داخل مكتب الرئيس السوري بشار الأسد".

 

حددت اليوم "مهلة نهائية" للرد على عرضها إثر محادثة "فاشلة" مع طهران 

الدول الست الكبرى تتوعد إيران بعقوبات جديدة و"الحرس الثوري" يهدد بضرب الأميركيين في العراق

  عواصم - وكالات: توعدت الدول الست الكبرى المعنية بالتفاوض حول البرنامج النووي الايراني, امس, طهران بفرض مزيد من العقوبات عليها, وذلك بعد محادثة هاتفية بين المفاوض الايراني سعيد جليلي والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا "لم تخرج بنتيجة", فيما كشفت طهران عن تصنيع سلاح جديد مضاد للسفن يبلغ مداه اكثر من 300 كلم, مؤكدة "سهولة" إغلاق مضيق هرمز, في حال نشوب مواجهة عسكرية. (راجع ص 30)

واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية غونزالو غاليغوس ان المديرين السياسيين للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين عقدوا, امس, مؤتمرا عبر الهاتف, وتوافقوا على "اتخاذ تدابير اخرى بحق ايران", إذا لم تسلم طهران ردا ايجابيا "واضحا" على عرضهم للتعاون.

واشار الى ان الاجتماع جاء بعد محادثة هاتفية بين جليلي وسولانا, لافتا الى ان جليلي اوضح خلال المحادثة ان ايران ستقدم ردا خطيا على عرض الدول الكبرى اليوم الثلاثاء, معربا عن خيبة الامل لعدم تلقي رد من ايران بناء على توافق تم في 19 يوليو الماضي في جنيف.

واضاف غاليغوس "لا نزال ملتزمين بالنهجين في ستراتيجيتنا المزدوجة, وبناء عليه, توافقنا على انه في حال عدم تقديم رد ايجابي واضح, فلا خيار امامنا سوى اتخاذ تدابير اخرى بحق ايران", في اشارة الى تخيير القوى الكبرى ايران بين امرين, إما ان تقبل التعاون وتعلق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم المثيرة للجدل والتي يشكك الغربيون في انها تهدف الى امتلاك السلاح النووي, واما ان تواجه عقوبات متصاعدة من جانب المجتمع الدولي.

بدورها, اعلنت وزارة الخارجية البريطانية, مساء امس, انها ستطلب من الامم المتحدة فرض عقوبات جديدة على ايران في حال لم تقدم طهران ردا ايجابيا, اليوم, على عرض التعاون, وقال متحدث باسم الخارجية ان لندن "سيخيب املها اذا لم يكن هناك رد على اقتراحات (القوى الست الكبرى) بحلول الغد (اليوم), ولن يكون لنا خيار سوى ان نطلب من الامم المتحدة تطبيق عقوبات جديدة".

كذلك, قال القائم بالاعمال الفرنسي في الامم المتحدة جان بيار لاكروا "اذا لم نتلق من الايرانيين ردا مشجعا, ينبغي سلوك درب الحزم, اي عقوبات كما حصل في الماضي".

وفي بروكسل, افادت اوساط سولانا ان تشاوره مع جليلي "لم يخرج بنتيجة", لكنها لم تستبعد "اجراء اتصالات جديدة", مشيرة الى ان سولانا نقل مضمون المحادثة الهاتفية الى ممثلي الدول الست الكبرى, التي كانت تنتظر ردا من ايران خصوصا لجهة تعليق تخصيب اليورانيوم.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقوي نفى ان يكون هذا الرد أبلغ خلال الاتصال الهاتفي, بيد انه اكد قشقوي ان طهران "قررت مواصلة التفاوض مع مقاربة ايجابية تشيع مناخا بناء".

ومن دون ان تنتظر رد السلطات الايرانية, قررت دول الاتحاد الاوروبي تطبيق العقوبات التي نص عليها قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1803 في شكل حازم, حيث أقرت خفض الدعم المالي الحكومي للتبادلات التجارية مع ايران, على ان تعزز المراقبة البحرية لكل الحمولات التي تعتبر مشبوهة من ايران وإليها.

وفي شأن ذي صلة, أكد القائد العام لقوات "الحرس الثوري" الايراني اللواء محمد علي جعفري, امس, أن باستطاعة ايران اغلاق مضيق هرمز "بسهولة" و"لفترة غير محددة" نظراً للظروف الطبيعية ومعداتها الدفاعية.

وكشف جعفري, في مؤتمر صحافي, ان قوات "الحرس الثوري" اختبرت سلاحا مضادا للسفن من صنع ايراني, يبلغ مداه اكثر من 300 كلم, مضيفا "لا يمكن لاي سفينة عدوة ان تفلت منه على مدى 300 كلم اعتبارا من حدود ايران", مؤكدا ان السلاح الايراني الجديد مجهز "بتكنولوجيا وطنية بالكامل لم تستخدم في اي بلد اخر حسب معلوماتنا". واعتبر أنه إذا فكر الأميركيون بعقلانية فإنهم لن يسمحوا بهجوم إسرائيلي ضد طهران, لأن ذلك يعرض جنودهم المتواجدين في العراق للخطر, مشددا على ان "اسرائيل هي عدو لإيران, وزعماءها سيحاولون المساس بإيران لأنهم يعتبرون أن الثورة الإسلامية تعرض موقعهم للخطر".

 

الشيخ قاسم: المقاومة ستكون عضد الدولة القوية

المنار/04/08/2008 شدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أن المقاومةَ ستكون رأسَ حربةٍ لقوةِ لبنانَ وستعملُ هذه المقاومةُ من خلالِ ما يتمُ الاتفاقُ عليه في الاستراتيجية الدفاعية.وخلال رعايته حفلَ تكريمِ الطلابِ الناجحين في الامتحانات الرسمية الذي أقامته جمعيةُ التعليم الديني لطلابها في مدارس المصطفى في مجمع القائم عجل الله تعالى فرجَه الشريف في الضاحية الجنوبية لبيروت قال الشيخ قاسم إننا سنكون إلى جانب أيِ قوةٍ تُثمرُ طردَ إسرائيل.

وقال الشيخ قاسم "سنعمل ليبقى لبنان شامخا قويا يحرر ارضه ويحمي سيادته. لن نفرط بقوة لبنان وستكون المقاومة رأس حربة لقوة لبنان وستعمل هذه المقاومة من خلال ما نتفق عليه في الاستراتيجية الدفاعية ان شاء الله تعالى. ستكون المقاومة عضدا للدولة القوية وستتحمل مسؤولياتها كاملة ولن تتخلى عنها لمصلحة العدو الاسرائيلي. علينا ان نرفض أي حالة ضعف وعلينا ان نبقى اقوياء في مواجهة اسرائيل، واي اجراء يبطل قوتنا لن نقبل به واي اجراء يعززها بطرق مختلفة ويحشد الى جانبها الطاقات المختلفة فهو مرحب به عندنا ولو كانت القوة من الاخرين، لاننا لا نبحث بيد من تكون القوة وانما نبحث عن نتائجها وثمارها، فأي قوة تثمر طرد اسرائيل ومواجهتها سنكون الى جانبها وسندعمها ان شاء الله تعالى.

 

ما بعد اقرار البيان .. نحو هم المواطن ام الانتخابات؟؟  مقدمة نشرة اخبار قناة المنار لمساء الاثنين 4/8/2008 

04/08/2008 هل تكونُ بدايةُ هذا الاسبوعِ فألَ خيرٍ على اللبنانيينَ فتُقِرُ حكومتُهم المجتمعةُ في هذه الاثناءِ في بعبدا بيانَها الوزاريَ وترفعُه الى مجلسِ النوابِ فتنالَ ثقتَه نهايةَ هذا الاسبوع، وبالتالي تنطلقُ في ما تبقى لها من عمرٍ قصيرٍ اصلاً للتفرغِ لهمومِ وقضايا المواطنينَ الملحة، ام انَ البياناتِ الانتخابيةَ التي بدأت مُبكِراً للقوى المتوجسةِ خيفةً من الاتي تسمو على ايِ بيانٍ آخر؟

سؤالٌ مشروعٌ تَحملُ الساعاتُ القليلةُ المتبقيةُ من هذهِ الليلةِ جوابَه ولو جزئياً، بعدَما آلَى البعضُ عى انفسِهم الاستمرارَ في تعكيرِ مزاجِ اللبنانيينَ واشغالَهم بجدلٍ حولَ نقطةِ الضوءِ الوحيدةِ في هذا الوطن، المقاومة، مستمرينَ في ابداءِ تحفظِهم على منحِها حقَ المساهمةِ في تحريرِ ما تبقَّى من ارضٍ محتلةٍ فضلاً عن الدفاع عنه، دونَ ان يكونَ بينَ ايديهم اجوبةٌ على الاسئلةِ الكثيرةِ المطروحةِ عليهم، واهمُها لماذا لا تُزوِّدُ حليفتُهم الولاياتُ المتحدةُ الجيشَ اللبنانيَ باسلحةٍ متطورةٍ قادرةٍ على ايذاءِ اسرائيل، وهل لدَى لبنانَ القدرةُ على التزودِ بطائراتٍ متطورةٍ كما سألَ العماد ميشال عون مذكِّراً مَن يَهمُه الامرُ بانهُ في حالِ الاعتداءِ او اجتياحِ الحدود، فانَ كلَ مَن لديهِ شيءٌ يستعملُه، وهذا حقٌ طبيعيٌ لا يحتاجُ إلى إذنٍ من أحد، فكيفَ الحالُ اذا كانت لديكَ مقاومةٌ تُجيدُ القتالَ كمقاومتنا. وبالتزامنِ معَ تحفظِ بعضِ القوى اللبنانيةِ كانَ اليومَ لافتاً تعبيرُ اسرائيلَ عن انزعاجِها من الفِقرةِ التي اعتمدَها البيانُ الوزاريُ حولَ حقِ لبنانَ بشعبِه وجيشِه ومقاومتِه في العملِ على تحريرِ ما بقيَ من أراضٍ محتلة. على أنَ انجازَ مُهمةِ البيانِ من شأنه ايضاً اَن يفتحَ المجالَ امامَ دفعٍ جديدٍ وواسعٍ للعلاقاتِ اللبنانيةِ السوريةِ من خلالِ الزيارةِ المتوقعةِ للرئيسِ العماد ميشال سليمان الى دمشقَ منتصفَ الاسبوعِ المقبلِ فاتحةً مرحلةً جديدةً من طيِّ الصفحاتِ المتوترةِ الماضية.

 

إيران : يمكننا إغلاق (هرمز)بسهولة ولأجل غير مسمى 

طهران- وكالات : 4/8/2008 

هدد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أن بلاده ستكون قادرة، بسهولة، على إغلاق مضيق هرمز، الممر الرئيسي لشحنات النفط، في حال تعرضها لهجوم بسبب برنامجها النووي. ونقل الراديو الإيراني عن جعفري قوله، الاثنين إن طهران لديها (إمكانية إغلاق مضيق هرمز بسهولة ولأجل غير مسمى).

وجاءت هذه التصريحات بعدما اختبر الحرس الثوري سلاحاً بحرياً يمكن ان يدمر أي سفينة على بعد 300 كيلومتر. ومن المتوقع أن تزيد هذه الأنباء التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد أن انتهت، السبت الماضي، المهلة المحددة لإيران حتى توقف توسيع برامج تخصيب اليوارنيوم مقابل وقف اتخاذ عقوبات أشد على طهران. ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن جعفري قوله (الحرس الثوري اختبر مؤخرا سلاحا بحريا مداه 300 كيلومتر لن تكون أي سفينة آمنة بداخله وستغرق إلى الأعماق). وصرح أن السلاح إيراني الصنع لكنه لم يقدم أي تفاصيل. وتتمركز القوات الأميركية في عدد من دول الخليج العربية من بينها البحرين، التي يتخذ منها الأسطول الخامس قاعدة له. وتقول إيران إن القوات الأميركية موجودة داخل مدى أسلحتها وهددت بفرض قيود على خطوط الملاحة في الخليج إذا دفعت لذلك. ويمر نحو 40% من تجارة النفط العالمية من مضيق هرمز وهو مضيق في أقصى جنوب الخليج يقع بين إيران وسلطنة عمان.

وحددت العواصم الكبرى مهلة لإيران انتهت يوم السبت لتجمد توسيع نشاطها النووي في مقابل تجميد خطوات فرض مزيد من العقوبات عليها.

بالتزامن، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقوي أن المفاوض الإيراني حول الملف النووي سعيد جليلي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا سيتحادثان هاتفيا الاثنين. لكن المتحدث رفض في مؤتمر صحافي فكرة أن على طهران أن تعطي في هذه المناسبة ردها على عرض التعاون الذي قدمته الدول الكبرى مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم. وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا امهلت إيران اثناء لقاء مع جليلي في 19 تموز/يوليو نحو اسبوعين لاعطاء ردها على العرض. وقال المتحدث إن (مكالمة هاتفية ستتم اليوم بين جليلي وسولانا) مؤكدا أن (استراتيجية إيران تتمثل في مواصلة المفاوضات). وحذرت الولايات المتحدة الإيرانيين الجمعة من انهم مقبلون على (انعكاسات سلبية) إذا لم يقدموا نهاية الأسبوع ردا ايجابيا على الدول الكبرى. وأكد قشقوي أن (مسألة المهلة تكهنات من وسائل الإعلام). وشدد على أن طهران (عازمة على مواصلة المفاوضات بمقاربة إيجابية تخلق أجواء بناءة). ويتضمن اقتراح الدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا روسيا وألمانيا) إجراءات تعاون اقتصادي وسياسي. لكن البحث في فحواها مرهون بتعليق طهران نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم. ]

 

الرئيس سليمان يحمل الى دمشق سلة مطالب لبنانية

مجلس الوزراء يقر البيـان الوزاري رغم تحفظ البعض وبري يدعو الى جلسة لمناقشته بعد صلاة الجمعة

اعتراض لمسيحيي قرنة شهوان على طريقة الاداء واتجاه لحجب الثقة

المركزية - في ظل مناخ سياسي هادئ، وان كان مشوبا ببعض الحذر، وبعد ثلاثة اسابيع من اجتماعات اللجنة الوزارية، وعلى وقع تحفظ بعض وزراء الاكثرية، ومنهم الوزير نسيب لحود، وتضامن القوات اللبنانية وحزب الكتائب معه، يسلك البيان الوزاري طريقه الى المناقشة والاقرار في جلسة يعقدها مجلس الوزراء عصر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وهي الجلسة الثانية بعد تشكيل الحكومة.

وفيما اكدت مصادر وزارية بارزة ان مناقشة البيان الوزاري لن تستغرق اكثر من جلسة وان لا يصار الى تعديل مسودة البيان، توقعت المصادر نفسها ان تشهد الجلسة سجالات كتلك التي شهدتها جلسات اللجنة الوزارية لصوغ البيان الوزاري، لا سيما وان الوزير نسيب لحود الذي كانت له اليوم زيارة لافتة الى السراي، كان اعاد التأكيد على انه سيبدي التحفظ نفسه الذي ابداه في خلال اعداد البيان ما لم تلحظ الفقرة المتعلقة بالمقاومة عبارة "تحت كنف الدولة".

دور سليمان: وكشفت اوساط سياسية متابعة ان رئيس الجمهورية الذي تابع اليوم تحضيرات الجلسة وعكف على مراجعة البيان الوزاري وعلى ضبط الايقاع داخل الجلسة، سيعمل على تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر بحيث سيكون له الدور الاساسي في طي صفحة التمايزات الموجودة والخلافات حول موضوع المقاومة.

وفور إقرار البيان ستتسلم دوائر المجلس النيابي نسخا منه حيث ستوزع على 127 نائبا على ان يدعو الرئيس نبيه بري النواب الى جلسة مناقشة البيان بعد صلاة ظهر يوم الجمعة المقبل على ان تستأنف الجلسة قبل ظهر السبت وتستكمل الاثنين المقبل، علما ان رئيس المجلس يقيم ظهر الخميس غداء على شرف رئيس البرلمان الاوروبي الذي يزور بيروت في حضور نيابي كثيف للموالاة والمعارضة.

طريق بيروت - دمشق: وسيفتح اقرار البيان الوزاري طريق بيروت - دمشق بحيث من المتوقع ان يبادر الرئيس سليمان الى الاتصال بالرئيس السوري بشار الاسد والاتفاق معه على موعد الزيارة الرسمية الى سوريا.

وفي معلومات لـ "المركزية" ان الرئيس اللبناني سيحمل معه الى دمشق كل ما يمكن ان يرد في ذهن اللبنانيين بحيث سيكون جدول اعمال القمة اللبنانية - السورية المرتقبة حافلا من الجهة اللبنانية، من اقامة التبادل الديبلوماسي الى تحسين العلاقات الثنائية الى ترسيم الحدود وضبط المعابر غير الشرعية ومنع التهريب والتسلل، والرسوم الجمركية واعادة النظر في الاتفاق المعقودة بين البلدين، وموضوع الامانة العامة للمجلس الاعلى اللبناني السوري وموضوع المفقودين والمحتجزين في السجون السورية ولن يترك الرئيس سليمان موضوعا لبنانيا الا وسيثيره مع نظيره السوري.

مسيحيو قرنة شهوان: على خط آخر، علمت "المركزية" ان تململا يسود اوساط بعض مسيحيي قرنة شهوان الذين تداعوا الى اجتماع يعقد في الساعات القليلة المقبلة لتقويم ما يجري واتخاذ موقف حياله على ان ينقل الموقف النهائي الى قوى 14 آذار مجتمعة. وعلم ان التململ والتحفظ يأتي في سياق الاعتراض على الاداء في التعاطي مع بعض المواضيع الراهنة وعدم الاخذ بملاحظات الافرقاء. وسيعمد بعض نواب الغالبية الى حجب الثقة عن الحكومة العتيدة لاعتبارات عدة سيفنّدونها في مداخلاتهم النيابية.

 

جعجع عرض التطورات مع النائب الاحدب

وطنية- 4/8/2008 (سياسة) عرض رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع النائب مصباح الاحدب, في حضورمستشارته الاعلامية ليلى نجم, وعلى مدى ساعة من الوقت, الاوضاع الراهنة ولاسيما الاحداث في طرابلس فضلا عن حيثيات البيان الوزاري.

 

رئيس الجمهورية يرعى في عمشيت الاربعاء وضع حجر الاساس للمجمع الرياضي المقفـل

المركزية - يرعى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حفل وضع حجر الاساس للمجمع الرياضي المقفل في نادي عمشيت بتمويل من دولة الكويت وبإشراف الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية السابعة مساء الاربعاء المقبل.

 

 النائب جنبلاط: لا بد من فصل المصالح الوطنية عن التجاذبات السياسية

أمام الحكومة ملفات تستدعي الاهتمام بعيدا عن المنافسات الانتخابية

وطنية- 4/8/2008 (سياسة) أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، ومما جاء فيه: "بعد إنجاز البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى، من المنتظر أن تعود عجلة العمل المؤسساتي إلى الانتظام بحيث يكون كل النقاش السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي تحت سقف هذه المؤسسات وفي إطارها. فهناك العشرات، بل المئات من الملفات المتراكمة والعالقة منذ سنوات والتي تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة بعدما حالت الخلافات السياسية العميقة دون الالتفات لها بالحد الأدنى.

ومن أبرز هذه الملفات وفي طليعتها القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي وصلت إلى حالة باتت تتطلب معالجات جذرية ترفع الهم عن المواطنين وتعيد اليهم ثقتهم بالدولة التي عليها أن تعيد تكريس دورها في الرعاية الاجتماعية والانسانية لجميع المواطنين دون إستثناء. فالفقر والحرمان لا يميزان بين معارضة وموالاة، وهو ما يستدعي من جميع القوى السياسية والحكومة السعي الجدي لتقديم الحلول المنتظرة بعيدا عن الحسابات الانتخابية الضيقة. فلا يجوز، تحت أي ظرف من الظروف، أن تكرس كل الاطراف منذ الآن إهتماماتها بالكامل للاستحقاق الانتخابي على حساب إعطاء الأولوية للملفات الأخرى المهمة.

فهناك ضرورة لاقرار مشاريع تنموية مناطقية لرفع المعاناة عن الأطراف والقرى المختلفة خصوصا أن هناك العديد من المشاريع التي تأمن تمويلها وتتطلب الانطلاق السريع. وهناك ملف الأملاك البحرية الذي حالت الظروف المتتالية والتدخلات المتلاحقة دون إيجاد تسوية نهائية وشاملة له. وهناك ضرورة للاسراع في إنشاء السدود المائية نتيجة الانحسار البيئي والحراري المتنامي وفي ظل تزايد مؤشرات شح المياه. كما أن مسألة الحرائق المتكررة في كل موسم صيف تهدد الثروة الحرجية في لبنان وتطيح تدريجا إخضراره، وهو له إنعكاسات كبيرة على المستوى البيئي، وهي خسارة لا تقدر بثمن. فلماذا لا نسارع إلى معالجة هذه المشاكل؟

وماذا عن زراعة القمح ودورها في الاقتصاد الوطني؟ وماذا عن العمارات الشاهقة والأبراج التي يسهل قيامها محافظ بيروت وبلديتها على حساب العمارة التقليدية التراثية القديمة؟ فها هو قصر سرسق التاريخي أصبح محاطاً بالأبنية الشاهقة وأبراج الباطون. فأين التشريعات التي تحمي التراث في لبنان وتحول دون تشويهه منهجياً بهذا الشكل؟ أما مسألة عودة المهجرين، فلا بد من التذكير بأن هذه المسألة الوطنية الكبرى تتخطى الحسابات الرقمية في الدين العام، وتتخطى الخطابات الموغابية لبعض الأوجه على أبواب الانتخابات النيابية التي لطالما أجادت الاستغلال المذهبي على حساب الملفات الوطنية. فقضية المهجرين لا بد من إقفالها من خلال التوازي بين إنجاز كامل الملفات السابقة والمصالحات والترميم المنجز والاعمار وتأكيد العودة الكاملة الكريمة لجميع المهجرين. وكفى مزايدات رخيصة في هذا الملف الذي تحقق فيه الكثير حتى الآن. هذه عينة من الملفات التي تستدعي الاهتمام، بعيدا عن الجدليات السياسية العقيمة والمنافسات الانتخابية الشرسة. لا بد أن نصل إلى مرحلة نستطيع فيها فصل المصالح الوطنية عن التجاذبات السياسية التي لا تنتهي، وأن نضع في رأس الأولويات تعزيز المناخات الايجابية الوطنية الداخلية على حساب الانقسام والفرقة. هذه طموحات الشعب اللبناني ومن الضروري تحقيقها وبذل الجهود للتوصل إليها".

 

العميد إده: على الوزراء الرافضين الصيغة المقترحة الثبات على موقفهم

وطنية - 4/8/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي للعميد كارولس اده التوضيح التالي: "سقطت فقرة اساسية من التصريح الذي وزع اليوم للعميد اده مما حور مضمونه كليا وجعله عرضة لتأويلات وتفسيرات في غير محلها وبدا وكأنه انتقاد للوزراء الذين رفضوا الصيغة الحالية لمشروع البيان الوزاري او تحفظوا عليها ويسعون جاهدين لتغييرها وفي طليعتهم الوزير نسيب لحود وممثلو قوى اخرى في 14 اذار، في حين ان هذا الامر غير دقيق على الاطلاق.

ان الفقرة التي سقطت من التصريح هي ما قبل الاخيرة منه وتنص على التالي: "واننا نصر على الوزراء الرافضين للصيغة المقترحة بان يظلوا على موقفهم الرافض وان يواصلوا السعي الى تغييرها، ونستغرب في الوقت ذاته مواقف ممثلي بعض القوى الاخرى الذين وافقوا على تلك الصيغة السيئة لاسيما من كان منهم يزايد على الجميع في موضوع السيادة والتحق فيما بعد بمحور سوريا وايران، كوزراء التيار الوطني الحر وكذلك بعض قوى الاكثرية الذين سمحوا بتمرير تلك الصيغة التي تضرب بعرض الحائط نضال الشعب اللبناني وتضحياته".

 

 خامنئي مستقبلاً الأسد: موقعنا أفضل بكثير من الماضي

طهران - حسن فحص - الحياة - 04/08/08//

اختتم الرئيس السوري بشار الأسد زيارته الرسمية لطهران بلقاء المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي، بعد مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد وبيان مشترك حدد نقاط التعاون بين البلدين على الصعيدين الاقليمي والدولي. وأكد خامنئي، خلال استقباله الأسد، ان العلاقات الايرانية - السورية «الرصينة لا تزال وطيدة رغم محاولات الاعداء» لتخريبها. ووصف هذه العلاقات بأنها «قوية وجيدة للغاية»، مشيدا بالرئيس الراحل حافظ الأسد «الذي ارسى دعائم هذه العلاقات المتميزة».وخاطب خامنئي الرئيس السوري بالقول: «واصلت نهج الرئيس الراحل حافظ الاسد، اذ ان العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين انما هي نتيجة استمرار هذا النهج». واعتبر ان الموقع الذي تحتله ايران وسورية حاليا «افضل من الماضي بكثير»، وان البلدين حققا «نجاحات كثيرة في المسائل الاقليمية والدولية»، معرباً عن أمله بأن تؤدي زيارة الاسد والاتفاقات التي توصل إليها الطرفان «الى مزيد من تطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة». وأكد الرئيس السوري من جهته ان العلاقات بين طهران ودمشق «استراتيجية وقوية للغاية»، معربا عن ارتياحه الى هذه الزيارة «التي تتم في ظروف شهد البلدان الانتصارات الكبيرة للمقاومة اللبنانية وتعزيز موقع حركة حماس في فلسطين في مقابل الضعف المسيطر على الاعداء».

وفي المؤتمر الصحافي المشترك، رفض نجاد تخلي بلاده عن حقها في التكنولوجيا النووية، لكنه اكد الرغبة في الحوار مع القوى الكبرى، في حين نفى الرئيس السوري ان يكون حاملا لأي رسالة غربية. لكنه ذكر ان الجانب الفرنسي طلب منه لعب دور في اقناع ايران بالتعاون، بالاستفادة من العلاقات الوثيقة التي تربط طهران ودمشق. وقال: «ابلغنا الطرف الفرنسي موقفنا بشکل مباشر، وهو ان اي دور سوري يستند الى المعاهدات الدولية ذات العلاقة والى مبدأ الحوار کطريق وحيد لحل هذه المشکلة. ومن الطبيعي في مثل هذه الحال ان نسأل المسؤولين الايرانيين عن المزيد من التفاصيل... الموضوع يبدأ من ايران... لکي نفهم وجهة النظر الايرانية ثم نحدد ان کان هناك امكان للعب دور ام لا... طلب منا في فرنسا، من خلال الصداقة والعلاقة المتينة بين سورية وإيران، أن نلعب دوراً في حل هذا الموضوع من دون تحديد هذا الدور». وقال نجاد، رداً على سؤال: «نحن جادون في موضوع الحوار ونرغب في أن يكتمل الحوار على قاعدة الأسس والأصول ويكون مبنياً على القانون وتتمخض عنه نتائج عملية على أرض الواقع، وأملنا بأن يكون الجانب الآخر جدياً في الحوار ونحن على استعداد لخوض شتى القضايا المختلفة على الصعيد الإقليمي والدولي وأن توجهنا دائماً مبني على أساس السلم والأمن». وكان الأسد التقى، قبل محادثاته مع نجاد، كلا من وزير الخارجية منوشهر متقي وكبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي. وشدد البيان الختامي على تأكيد الجانبين مواصلة الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وحق العودة واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وتأييد ايران لحق سورية في استعادة كامل اراضيها المحتلة في الجولان، وتحقيق الأمن والاستقرار في العراق ودعم العملية السياسية لتحقيق المصالحة الوطنية وخروج القوات الاجنبية، ودعم مسيرة الوفاق الوطني اللبناني وحق الشعب اللبناني في مقاومة الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة ضد سيادته واستعادة ما تبقى من أراضيه المحتلة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 4 آب 2008

البلد

وصف وزير في الاكثرية جهاز اعلام حزبياً بأنه كاذب بسبب ما اعتبره اصراراً على تشويه لموقف الاكثرية في اللجنة الوزارية من قضية محورية.

يستعد مرجع نيابي للخروج من عزلته التي فرضتها اعتبارات امنية وحسابات سياسية استعدادا للانتخابات النيابية المقبلة.

توقع سياسي لبناني على صلة بدولة خليجية مؤثرة ان يصدر قرار عن المحكمة الدولية في بداية انطلاقتها يطالب بالافراج عن الضباط الاربعة وتوقعت ان يتم ذلك قبل الانتخابات النيابية.

الشرق

اجتماع لقياديين في قوى 14 آذار ارجىء الى موعد لم يحدد بعدما جرى التحضير له في ضيافة احد اركان الموالاة نهاية الاسبوع الفائت وتحديداً قبل اعلان الاتفاق على البيان الوزاري!

سياسي بارز أوعز الى مقربين بتكرار الحديث عن "المال السياسي" في الإنتخابات المقبلة على امل امداده بمساعدات من حلفائه؟

مراقبون ديبلوماسيون وسياسيون التقوا على توقع نقل ترشيحات انتخابية بين منطقة واخرى لضمان نتائجها (...)

النهار

يراقب وزراء سابقون اعمال وزراء خلفوهم في الوزارات التي كانوا يشغلونها كي يكون لهم موقف منهم.

تساءل مرجع ديني كيف يمكن التوفيق بين حلفاء سوريا في لبنان الذين يدعون الى تحرير مزارع شبعا بالمقاومة، فيما سوريا تفاوض اسرائيل على استعادة الجولان بالوسائل الديبلوماسية؟

لا تتوقع اوساط سياسية حصول اتفاق بين الموالاة والمعارضة على "استراتيجية دفاعية" ينتظم في اطارها سلاح "حزب الله" قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة.

السفير

قال رئيس جمهورية سابق إن صورة الوضع الأمني للمستقبل في لبنان ستكون من خلال التعيينات الأمنية الجديدة.

ذكرت دبلوماسية اجنبية خلال اللقاءات التي اجرتها مع القيادات السياسية، ان المرحلة الحالية هي مرحلة راحة يجب العمل على تمديدها.

جرت اتصالات بعيدة عن الاعلام لحضور مراجع عربية كبيرة عند بدء الحوار الوطني في قصر بعبدا، وتم حجز غرف في فنادق كبرى اعتبارا من الشهر الحالي.

قال مرجع روحي أمام زواره انه يرفض جمع قيادات المسيحيين في جبهة واحدة لان هذا الامر يضر بهم، والمواقع التي هم فيها هي مواقع قوة شرط عدم انتقال الخلاف السياسي الى صراعات واشتباكات.

المستقبل

باشر لبنان إعداد ملفه إلى دورة الأمم المتحدة في الجمعية العامة العادية منتصف شهر أيلول المقبل.

قالت أوساط ديبلوماسية إن الرئيس اللبناني السابق التقى منذ فترة قريبة الرئيس السوري بشار الأسد إلى مائدة الطعام.

تتوقع أوساط عربية أن تتخذ جامعة الدول العربية موقفاً من التطورات الايجابية في لبنان خلال دورتها بداية شهر أيلول.

اللواء

يحرص مسؤول كبير على تمرير دفعة من التشكيلات الدبلوماسية والقضائية والإدارية بسرعة، ومن دون تعقيدات سياسية، على اعتبار ان أوضاع الإدارات المعنية لا تحتمل التأخير في تنفيذ مثل هذه الخطوة!·

لم يتجاوب مرجع سابق مع مساعي طي صفحة "الحساسيات الشخصية" مع مرجع حالي، بحجة أن الأخير لم يبادر الى زيارته بعد اختياره في موقعه الحالي!·

حاول وزير جديد الخوض في لعبة "فتح الملفات" للتشهير بسلفه انتخابياً، لكن رفض مرجع كبير للممارسات الكيدية أجهض المحاولة وفرمَل اندفاعة صاحبها المستوزر للمرة الأولى!·

 

توغل وحفريات للعدو الاسرائيلي في الجانب اللبناني من بلدة الغجر

وطنية - 4/8/2008 (امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في حاصبيا سعيد معلاوي "ان قوات العدو الاسرائيلي قامت صباح اليوم بخرق جديد على محور قرية الغجر السورية المحتلة حيث تقدم عند التاسعة عدد من الاليات العسكرية ومعها حفارة ورافعة من الشطر السوري من القرية الى الشطر اللبناني منها، وتوغلت حتى تخومه الشمالية الملاصقة للاراضي اللبنانية المحررة، وباشرت الحفارة والرافعة بأعمال حفريات على بعد امتار قليلة من موقع تابع للكتيبة الاسبانية العاملة في اطار "اليونيفيل تحت اشراف عدد من الضباط الاسرائيليين، وحتى ساعات ما بعد الظهر كانت الاعمال مستمرة في المكان وقد اتخذت القوى الاسبانية جانب الحذر وانصرف عناصر الموقع الى مراقبة ما يقوم به الاسرائيليون".

 

نوفل ضو : التزاوج بين "القوات اللبنانية" والبيوت السياسية في كسروان لا يمكن أن ينفصل

موقع القوات

 نفى المحلل السياسي نوفل ضو في حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني أن يكون هناك أي تململ في الشارع الكسرواني حيال تصريحات الدكتور سمير جعجع الأخيرة في العشاء السنوي لقطاع كسروان في "القوات اللبنانية"، مؤكداً أن كلام جعجع يحرص على التعددية وعلى حضور الأحزاب المسيحية في كسروان بموازاة حضور البيوت السياسية في الحياة السياسية الكسروانية. وأوضح ان القوات اللبنانية تعرف تمام المعرفة ان الحياة السياسية في المجتمع المسيحي لها مكوّنات متعددة، جزء منها الأحزاب السياسية والجزء الآخر هي البيوت السياسية التي تشكل جزءا أساسياً من الحياة السياسية في لبنان، لافتاً إلى أن بعض هذه البيوت عانت أيضا خلال فترة الوصاية من النفوذ السوري.

وأشار إلى ان كلام الدكتور جعجع سيترجم من خلال التحالف بين "القوات اللبنانية" وبين من هم في خط القوات وخط 14 آذار من البيوت السياسية في كسروان وغيرها، وقال: "الزعماء السياسيون المستقلون غير المنضوين إلى أحزاب هم جزء أساسي من قوى 14 آذار"، مؤكداً ان التزاوج بين القوات والبيوت السياسية في كسروان لا يمكن أن ينفصل. أضاف ضو: "الشخصيات السياسية داخل قوى 14 آذار لها حضورها بغض النظر عن الأحجام الشعبية"، مشيرا إلى انه على الرغم من وجود لعبة انتخابية تحدد التحالفات، فهناك سقف سياسي ومظلة تحدد التفاهمات، مؤكداً أنه سيكون هناك تفاهمات في كسروان وغيرها من المناطق بين كل الأحزاب السياسية المسيحية وبين القيادات المستقلة الموجودة داخل قوى 14 آذار. واكد ان المواطن الكسرواني مرتاح جداً إلى وجود حالة من التقاطع بين كل مكوّنات قوى 14 آذار، مشدداً على ان المعركة الانتخابية المقبلة واضحة تماماً وستكون بين مشروع 14 آذار وهو مشروع السيادة والاستقلال ومنطق الدولة اللبنانية، وبين مشروع 8 آذار الذي يدعو إلى سلاح خارج سلاح الدولة وإلى دويلة داخل الدولة يتم تغطيتها بواسطة بعض الأفرقاء المسيحيين.

 

 السفير الأردني عرض الأوضاع العامة مع جعجع: نتمنى أن تكون حكومة الوحدة الوطنية كمالات

وطنية- 4/8/2008 (سياسة) استقبل رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب السفير الاردني زياد المجالي في حضور المسؤول عن العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمه على مدى ساعة ونصف ساعة، وتداولوا التطورات اللبنانية والاقليمية. وإثر اللقاء قال السفير المجالي: "استمعت من الدكتور جعجع إلى مجمل التطورات في لبنان، وهي إلى الآن إيجابية، يتوق اليها إلى جانب الشعب اللبناني الاشقاء العرب"، لافتا إلى "أن الجميع اليوم على المسار الصحيح، ونتمنى أن تكون حكومة الوحدة الوطنية فاعلة على الارض لأن الشعب اللبناني في أمس الحاجة إلى الانتهاء من كل آثار الازمة السياسية التي حصلت في السابق". وجدد التأكيد "أن وجهات نظر رئيس الهيئة التنفيذية كانت إيجابية ومتفائلة لجهة المستقبل، وان لبنان سيحظى بدعم عربي من جميع الاشقاء، ونحن في مقدم هذه الدول". وعن قراءته لحادثة اغتيال العميد محمد سليمان في سوريا رأى "أن هذه القضية شأن داخلي في سوريا ولم تتضح بعد التحقيقات الداخلية بشأنها، ونحن غير معنيين كأردنيين بأي مسألة داخلية، وعليهم بعد الانتهاء من التحقيق أن يخرجوا إلى شعبهم أكثر مما يخرجون إلى أمتنا العربية".

 

الرئيس الجميل عرض مع ناظم الخوري آلية الحوار المرتقب

وطنية - 4/8/2008 (سياسة) إستكمالا للمشاورات التي يقوم بها مستشار رئيس الجمهورية النائب السابق ناظم الخوري لإطلاق عملية الحوار، إستقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في سن الفيل عند الثانية عشرة والنصف ظهر اليوم الدكتور ناظم الخوري وعقد إجتماع في حضور النائب الأول للحزب الأستاذ شاكر عون، والنائب الثاني الدكتور سليم صايغ تم خلاله التباحث في آلية ومضمون الحوار المرتقب برئاسة رئيس الجمهورية.

 

اجتماع في الرابطة المارونية للتنسيق مع الرابطات في بلدان الإنتشار : إشادة بالرئيس سليمان وحض المغتربين على الإحتفاظ بجنسيتهم اللبنانية

وطنية- 4/8/2008 (سياسة) عقد في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم في مقر الرابطة المارونية إجتماع مشترك ضم رئيس الرابطة الدكتور جوزف طربيه وأعضاء هيئة المكتب التنفيذي السادة: السفيران عبد الله بوحبيب وسمير حبيقة، الدكتور عبده جرجس ورئيس أساقفة البرازيل للطائفة المارونية المطران إدغار ماضي، ورؤساء الرابطات في المانيا واوستراليا وبلجيكا السادة مبارك فغالي، جو بيتر خوري ومارون كرم. وانضم الى الاجتماع عضو المجلس التنفيذي السيد فادي عبود. وعرض المجتمعون موضوع التنسيق مع الرابطات المارونية في بلدان الإنتشار، وكذلك إنشاء رابطات في البلدان التي تفتقر الى مثل هذه الامكانيات الحيوية والضرورية لرعاية شؤون المنتشرين وجمع شملهم وتوفير ما يعزز إرتباطهم بالوطن الأم.

وثمن طربيه خلال الإجتماع، وفق بيان للرابطة "الدور الذي اضطلعت وتضطلع به الكنيسة المارونية في البرازيل، حيث أكبر تجمع لبناني وماروني في بلدان الإنتشار، من أجل الحفاظ على الصلات مع لبنان وتفعيلها وتطويرها بما يخدم العلاقات اللبنانية-البرازيلية في صورة أفضل، للافادة من الحضور البارز للبرازيليين المتحدرين من أصل لبناني، وهو حضور يشمل الحياة السياسية والإشتراعية والإقتصادية والصناعية والأدبية والفنية، وتثميره وتوظيفه في خدمة لبنان وقضاياه".

وأشاد طربيه "بالدور الباني والفاعل للرابطات المارونية في الخارج وإخلاصها في تأدية الرسالة الملقاة على عاتقها في تجييش اللبنانيين المنتشرين وتعبئة طاقاتهم وقدراتهم وتوجيهها لخدمة لبنان".

وتوقف عند "الإنطباع الإيجابي الذي كونه وفد الرابطة المارونية الى اوستراليا الذي مثل الرابطة في المنتدى العالمي للشبيبة المارونية الذي عقد في جامعة سيدني، وذلك في إطار "يوم الشبيبة العالمي" الذي عقد لمناسبة زيارة الحبر الأعظم لهذه البلاد. وقد تزامنت هذه المناسبة مع جولة راعوية في غاية الأهمية للبطريرك الماروني".

وأكد "أن الرابطة المارونية الاوسترالية قامت بنشاط بارز في هذه المناسبة، وكانت بصماتها منطبعة في العديد من النشاطات التي كان لها الوقع والصدى. كما كانت عونا وعضدا للابرشية وراعيها في التصدي للمهمات الجسام".

وأعرب طربيه عن تقديره "للجهود التي تبذلها الرابطتان في كل من المانيا وبلجيكا"، مؤكدا "وجوب تكثيف التواصل وتعميق التنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة".

وتوافق المجتمعون على سلسلة خطوات "من شأنها توسيع إنشاء الرابطات في بلدان الإنتشار، وحض المنتشرين على الإحتفاظ بجنسيتهم اللبنانية، ومن أجل ذلك تسجيل الولادات والزيجات المستجدة في السفارات والقنصليات اللبنانية الموجودة في بلدان الإنتشار تثبيتا لهذا الحق".

وحيا المجتمعون "المواقف الإيجابية لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من الإنتشار اللبناني خصوصا لجهة حق المتحدرين من استعادة جنسية الوطن الأم التي أغدقت بوفرة على العديد من غير مستحقيها، وكذلك حق المنتشرين في المشاركة في الحياة الوطنية من خلال ممارسة حقهم في انتخاب ممثليهم. ودعوا اللبنانيين الى "مساندة الرئيس سليمان وتأييده بعيدا من الحسابات الضيقة من أجل أن ينهض بلبنان من كبواته وعثراته لينطلق الى دائرة الحياة صلبا معافى، يؤدي دوره كوطن رسالة تتجاوز حدوده الضيقة لتلامس حضوره المسكوني المثقل بغنى الإنسانية النوعي".

 

وفد من مكتب المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان جال في طرابلس وزار النائب الاحدب واطلع من المفتي الشعار على اوضاع المدينة

وطنية - 4/8/2008 (سياسة) زار وفد من مكتب المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان، برئاسة مدير الديوان جاك كريستوفيدس، مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار في مكتبه في دار الفتوى، حيث اطلع منه على الاجواء السياسية والامنية والاجتماعية في طرابلس، بصورة عامة وفي المناطق الشعبية وخصوصاالتبانة والقبة وجبل محسن. وقال كريستوفيدس بعد اللقاء انه "قام بجولة في طرابلس، فزار رئيس البلدية المهندس رشيد جمالي وزار قيادة الجيش في الشمال، واستمع منهم الى اوضاع المناطق المتأزمة، ثم زار المفتي الشعار في ختام جولته الطويلة التي شملت بعض المدارس التي تضم النازحين من المناطق المتضررة، وقد لمسنا من المفتي الشعار رغبته في ان تنتهي هذه الازمة وهذا التقاتل وفتح صفحة جديدة للحوار والمصالحة". وقال المفتي الشعار: "سرتني زيارة وفد الامم المتحدة الى طرابلس وهم يمثلون المكتب السياسي للامم المتحدة وهنا تكمن الاهمية الكبرى لهذه الزيارة، لاننا جميعا ندرك ان القرار السياسي في كل امر من الامور هو الاقوى وان كل ما له علاقة بايجاد الحلول لاية مشكلة انما ياتي بعد القرار السياسي". واضاف: "كانت جولة واسعة استعرضنا فيها القضية اللبنانية بصورة عامة وواضحة وتوقفت كثيرا عند ما حدث في طرابلس، وان ماحدث انما هو ثمرة من ثمار التنوعات السياسية او كان يمثل الانفجار للاحتقان السياسي الموجود في لبنان والذي صبغ بسخونة التصاريح والمواقف وان ما حدث في طرابلس ليس له علاقة على الاطلاق لا في القضايا المذهبية بين العلويين والسنة ابدا ولا بالتاريخ السابق كما حدث من خلاف وسوء تفاهم وربما تقاتل في الثمانينيات، وانما هو تفجير للوضع السياسي من اجل ايجاد الضغط على الحكومة سواء في اطار تشكيلها او في اطار بيانها الوزاري". وتابع: "ذكرت ايضا في ان الوضع المادي والمساعدات التي ينبغي ان نستوعبها في طرابلس والشمال ينبغي الا تكون متأخرة وان تكون بدافع من قرارهم السياسي، ونحن نعتقد بان الامم المتحدة هي اقوى قوة دولة من شانها ان تستوعب ما حدث في طرابلس وبديهي جدا ان تكون قادرة على ايجاد الحلول والمساعدات للدولة اللبنانية". وختم المفتي الشعار شاكرا للوفد تشريفه واستيعابه ومشاركته "في كثير من المفاصل والمحطات التي توقفنا عندها كثيرا". بعد ذلك، قام كريستوفيدس والوفد المرافق بزيارة النائب مصباح الاحدب في منزله وكان عرض لمجمل الاوضاع في طرابلس.

 

النائب العماد عون ترأس الاجتماع الاسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح : الاستراتيجية الدفاعية لا تعني أن يكون هناك سلاح مخبأ في المخازن

لا تستطيع أن تحرم أحدا من حق الدفاع المشروع عن النفس لا شعبا ولا وطنا

هناك اداء جديد على مستوى المسؤولية سيفرض نفسه على الحكومات الاتية

وطنيةـ4/8/2008(سياسة) ترأس النائب العماد ميشال عون الاجتماع الاسبوعي ل "تكتل التغيير والاصلاح". بعد الاجتماع قال:"أهلا وسهلا بكم، ككل أسبوع اجتمع التكتل وبحثنا في البيان الوزاري في شكل نهائي. كان الوزراء يدرسونه ونحن راجعنا نقاطه.

البيان اجمالا لم نكتبه نحن بكامله ولا غيرنا كتبه بكامله، كان فيه نوع من التسوية، ولكن النقاط الأساسية التي طالبنا بها حصلنا عليها. وان شاء الله سنطورها كلها الى برامج مهمة على الصعيد العملي، وهذا يعني أننا لن نكتفي ببعض المواقف الأساسية التي ترد في البيان الوزاري، "نحنا مع ونحنا ضد"، كل هذا لا ينفع. يجب أن نترجم ال"مع" وال"ضد" بأشياء عملية، وأن يكون عندنا خطة واسعة وشاملة.

هناك القضايا المزمنة في الدولة مثل قضية الطاقة والكهرباء... والوزير المختص يعالجها. وأيضا يجب أن يتغير النهج، يجب أن تظهر كل الحقائق والأرقام وأين العجز....وفي سائر الوزارات.

ان شاء الله سترون أداء جديدا على مستوى المسؤولية، وهذا الأداء سيفرض نفسه من الآن وصاعدا على كل الحكومات الآتية، لا نقبل ألا نحقق تقدما أو أن نتراجع الى الوراء.

الرجوع الى الوراء ممنوع، نحن تقدميون، نمشي الى الأمام.

حوار

سئل: الدكتور سمير جعجع تحدث عن أن 70% التي تتحدثون عنها ستزول في 2009 وأن صوت المسيحيين أصبح في مزبلة صنين؟

اجاب: أهتم بتقديرات الدكتور سمير جعجع لأنها تصح دائما. لغاية اليوم كل ما تحدث عنه صح.فاليوم مبروك عليه ال70% ونتمنى أن يصل الى الذي يصبو اليه.

سئل: أمس تحدث النائب حسن فضل الله عن أن الاستراتيجية الدفاعية تكون بعد تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟

اجاب: دائما الاستراتيجية الدفاعية تطبق من بعد حل المشكلة لأن هناك امكانية العمل والتدخل العسكري بأي لحظة في اعتداء اسرائيلي. طالما الأراضي محتلة، هناك امكانية رد طالما هناك امكانية اعتداء.

الاستراتيجية الدفاعية لا تعني أن يكون هناك سلاح مخبأ في المخازن، بل هي طريقة تدخل السلاح. نحن في الحالة التي نعيشها اليوم مع اسرائيل، يسمح لأي مواطن أن يستعمل سلاحه للدفاع عن نفسه إذا حصل هجوم.

سئل: يعني يسمح لحزب الله بحق الرد من دون العودة الى المرجعية؟

اجاب: إذا كان هناك اعتداء أو اجتياح للحدود اللبنانية، يشرع للمرأة التي تملي جرتها أن تضرب العسكري بها على رأسه، والراعي الذي يملك حجرا عليه أن يضرب به العسكري، والذي يملك البارودة عليه أن يستعملها وهو لا يريد إذنا من أحد. فكيف ان كان هناك مقاومة منظمة وتستطيع أن تقاوم.

هذا الموضوع اليوم ليس موضع بحث، بل هم يبحثون وجود المقاومة بحد ذاتها. لا تستطيع أن تحرم أحدا من حق الدفاع المشروع عن النفس، لا شعبا ولا فردا ولا وطنا. هذا خارج عن الموضوع.

سئل: هناك هواجس معينة عند البعض مما دفع الوزير لحود وزملاءه من الكتائب والقوات أن يضعوا تحفظاتهم على بند المقاومة.

اجاب: لا أفهم من سيقوم اليوم بالدفاع عن الوطن في هذه المرحلة الانتقالية لتجهيز الجيش اللبناني لكي يستطيع أن يصبح قادرا على المقاومة.

الذين يتحدثون عن تعزيز قدرات الجيش لو يعرف أحدهم ما هي كلفة طائرة الF15 التي تملك منها اسرائيل حوالى ال300 أو شبيهتها، كم تصل كلفتها والطيار الذي يقودها وذخيرتها. وكم تكلف كل طلعة وكم طائرة يستطيعون أن يجهزوا بها الجيش، لو يعرفون كل ذلك عندها يصبح لهم الحق في التحدث عن الدفاع.

لا نريد هنا كلام شارع بل نريد أن يتحدث أناس يعرفون الكلفة الدفاعية ولماذا الدول الفقيرة تستعمل حرب العصابات في الشوارع.

كيف ربحت الجزائر على فرنسا؟ وفيتنام على الولايات المتحدة؟ لقد قامت بحرب الفقير على الغني وهي حرب تعتمد على الانسان ضد الآلة وليس العكس.

في حرب العصابات، الانسان هو القيمة التي تضرب الآلة. نريد حديثا تقنيا قبل أن يقوموا بأطروحات في الدفاع والنظريات العسكرية وبالسيادة والوطن.

وبالمناسبة، سيادة الوطن لا تنتهك على يد مقاومته بل على يد جيش غريب.

ليقولوا لنا كيف هاجمت المقاومة كسروان والشمال وطرابلس وكم من القتلى سقط؟ عندئذ يجب أن يخافوا المقاومة.

سئل: اليوم هدأت الأمور السياسية ولديكم في الحكومة حقيبتان مهمتان، فما هي مشاريعكم؟

اجاب: لدينا في الوزارة حقيبتان، الأولى تدر أموالا طائلة والثانية تصرف أموالا طائلة.

المدخول لوزارة الاتصالات عال بسبب الأسعار الباهظة جدا. ووزارة الطاقة تصرف الكثير من الأموال بسبب تراكم السياسات الخاطئة والخلل في كلفة الانتاج وكلفة المبيع.

وسأترك الوزير المختص يشرحها. هناك قرارات متراكمة لم يجرؤ أحد على اتخاذها ولكن تستطيع الدولة أن تأخذ إجراء تلو الآخر.

لقد سمع الناس أن الوزير يريد أن يرفع التكلفة ولكن إذا حصل هذا فلن يكون على حساب الأفراد ذوي الدخل المحدود، بل ستؤخذ في الاعتبار هذه الفئة ولن تظلم.

سئل: إذا الحلول متأخرة؟

اجاب: كل مسار اصلاحي له وقته. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. الإصلاح رحلة طويلة فيها المباشر والمدى القصير والمتوسط والبعيد. ولكن يجب العمل على المدى البعيد ولا نريد أن ينطبق المثل الشعبي الذي يقول إن المسؤول "يشيلها عن ظهره".

الذي يريد أن يحكم جيدا ربما لن يحصد نتيجة أعماله بل من يخلفه.

سئل: يبدو أننا أصبحنا في خواتيم مرحلة تأليف الحكومة، ولكن هناك فريق 14 آذار مر في فترات متضعضعة في صفوفه. المرحلة المقبلة هي مرحلة الانتخابات وسنسمع الكثير عن أقطاب فريق 14 آذار. ما هو مصير هذا الفريق وكيف سيكون المشهد الانتخابي؟

اجاب: الانتخابات أشبهها بمركبات لها عدد معين من المقاعد. في كسروان هناك 5 مقاعد للموارنة، لنرى كيف ستؤلف المركبات. هناك مركبات لا تتسع لأحد بل هي مكتملة.

كل يفتش عن الرفقة التي يرتاح معها والذي يرتاح الى النتيجة فليبدأ.

سئل: ولكن يقال إن شعبيتكم انخفضت؟

اجاب: أنا أعشق ما أقوم به وأضع كل جهدي خصوصا إذا كان مواضيع سياسية ووطنية. ولكن إذا لم يأت لي تكليف من الناس فأنسحب وأقوم بأشياء أخرى أحبها، لا أستطيع أن أقوم بها حاليا. قلت للشعب المرة السابقة، إذا كلفتموني أنتم سترتاحون وأنا سأتعب، وإن لم تكلفوني أنا سأرتاح وأنتم ستتعبون.

كل شيء فيه حسنات وسيئات، خصوصا إذا لم يكن لدى الشخص مصالح بل يحب الخدمة، أي العمل العام.

لدي أداء معين بدأ في 1988 كرئيس حكومة انتقالية وتابعت في المنفى عملي السياسي. لديّ خطي، أريد أن أخير الناس بالذي أقوم به.

هناك أوقات لا أساير فيها الرأي العام لأن الذي يعمل في المصنع أو في الحقل أو في المبنى أو في المكتب، لا يستطيع أن يتابع الحدث ومصيره ونتائجه في المستقبل، بينما أنا أتابع.

أقول للناس أنا أرى أن هذا الخط هو طريق الخلاص، وإذا كانت لديكم ثقة بي، الحقوا بي وأنا أمامكم. وإذا كنتم لا تريدون اللحاق بي بل اخترتم غيري فسأترككم لغيري.

أريد أن يختار الناس ويعوا. هذا أسلوبي القيادي، إذا لحقوا به فليكن وإذا لم يريدوا فهم أختاروا، ولكن أنا لم آخذهم الى طريق خطأ بل آخذهم الى الطريق التي أعتقد أنها الصحيحة.وأعتقد أنها الصحيحة.

أعتقد أنه منذ 1982 لغاية اليوم، وإذا قرأوا مواقفي أو كتاباتي وتذكروا الأحداث، فأنا ناضلت لأحقق ما أصبو اليه. قضايا ألاحقها لأصل اليها. أوقفنا الانتخابات الرئاسية لنحقق موضوعين: حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخابات. من كان سيصل الى قانون انتخابات واليوم تثار العصبيات؟

من هنا تؤخذ المواقف. أما اليوم من يربح؟

على الناس أن يختاروا. إذا اجمعوا على فريق آخر فليكن ولكن إذا قال لي أحد إنه "بصر في نومه" ان حزب الله سيأتي الى كسروان وسيخاف، فهذا لا استطيع أن أقول له شيئا.

اليوم موضوع تفاهمنا مع حزب الله يثبت الوحدة الوطنية والانفتاح على كل المجتمعات. ومن يخاف فأنا آخذه على عاتقي. لنتخط هذا الموضوع، أي خلق الهواجس.

مثلاً، وليسامحنا الدكتور جعجع إذا تحدثنا عنه، أتذكر الآن خبرية راجح. ساعة يتحدث عن ولاية الفقيه وساعة عن سلاح حزب الله. ماذا سيخبر الناس إذا غير هذه الخبريات؟

نحن نسهر مع راجح وهو غير مؤذ بل خدوم ويضحي ومحب. فأين ولاية الفقيه؟ هناك ألف دراسة ودراسة تقول إن ولاية الفقيه مستحيلة في لبنان.

إذا كان الناس يريدون الحديث في الروايات الكاذبة فهذا ذنبهم، واليوم هناك رواية الزفت.

الزفت من الإغاثة كأن الضمير اللبناني أصبح زفتا. هذا الزفت آت من الإغاثة والإغاثة ليست لا لنائب ولا لمرشح.

نحن لم ندفع من جيبنا أي شيء لنزفت الطرق بل سعينا أن يكون في الموازنة جزء للتزفيت. وهذا حق للمعارضين والموالين وحق للذين هم من فريقنا والذين هم ضدنا.

لا نطالب أن يؤيدونا لأننا زفتنا الطريق، فنحن نقوم بواجباتنا.

الشعب لا يشترى بزفت إذا كان من موارد خارجية. وإذا كان الزفت من الدولة فمن يأتي بالزفت فهو مشكور، والزفت للمواطن ولكن لا يشترى المواطن. طريق تبقى 15 سنة محفرة واليوم يريدون شراءالناس، فهذا غير مقبول.

في انجيل لوقا ومتى قول: "لا تعبدوا ربّين الله والمال"، ونحن نزيد لا تعبدوا الزفت أيضا.

الزفت ليس ليشتري ضمائر الناس، بل ليداس بالأرجل، وأبشع شيء هو تسخير الضمير.

سئل: أليس الزفت لتحسين الطريق؟

اجاب: طبعا ولكن يجب أن يبقى تحت النعل ولا يصل الى فوق الضمائر.

سئل: هل أنت مطلع على رؤية حزب الله الاستراتيجية وهل أنت موافق عليها، أو لديك زاوية ثانية ستطرحها، والشق الثاني أن الجديد في الرابية أن هناك اجتماعات وزارية مصغرة؟

اجاب: وزراء في التكتل وهذا ضروري للاطلاع وللتنسيق والاداء الجيد ضروري أن يكون دوريا، أما بالنسبة إلى الإستراتيجية الدفاعية فلم ندرسها معا. تركناها لحزب الله بما انها مسؤولية وطنية فتركناها ضمن تصور نظري وتركنا التفاصيل للحوار الوطني فنحن لسنا الطرف الوحيد الذي سيسهر على الاستراتيجية يمكن الا نكون في السنة المقبلة في الحكومة وسيأتي غيرنا ليسهر عليها.

سئل: لقد طويت صفحة السنتين والنصف الماضية وكأنك بدأت تفتح صفحات جديدة هل نشهد انفتاحا على الشيخ سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط؟

اجاب: لقد صرحت لجريدة "أوان" الكويتية فجاوبت عن سؤال حول السيد الحريري. وقلت له أهلا وسهلا به في اطار التفاهم الذي طرحناه بيننا وبين حزب الله ويمكن ان تحمل ورقة التفاهم افكارا جديدة.

سئل: هل لدى تيار المستقبل استعداد ليقوم بخطوة تجاهك؟

اجاب: اعلنت استعدادي واهلا وسهلا بالذي يريد ان يفتح صفحة جديدة. منذ زمن قلنا أهلا بالذي يريد الانضمام فأقاموا حربا ضدنا، اليوم هناك من حرب. نحن في هدوء نتمنى ان يفكروا بهدوء ويأتي الجواب الإيجابي. ولكن اذا كان الجواب سلبيا لن نعلن الحوار في الوطن.

سئل: لماذا في رأيك يتحدث دوما النائب جنبلاط عن اتفاق الهدنة؟

اجاب: اعتقد ان الهدنة الواقعية ممكنة اليوم نعيشها لكن شروط الهدنة القديمة وظروفها تغيرت، لكن الهدنة ممكنة حتما بعد الانسحاب من تلال كفرشوبا ومزارع شبعا.

سئل: كيف تقرأ عدم موافقة تيار المستقبل وكتلة النائب جنبلاط على التحفظ الذي أبداه الوزير نسيب لحود؟

اجاب: ماذا تعني كلمة كنف؟ هل الصون والحماية؟ هذا يرتب مسؤولية وكل شيء تقوم به المقاومة سيصبح من مسؤولية الدولة مباشرة كأنها جزء من الجيش النظامي. ولكن ما اراد ان يعبر عنه الوزير لحود هو للفارق الانتخابي فقط. هم يعتبرون ان هذا يربحهم بضعة اصوات في الانتخابات.

النائب هاشم

وبعد اللقاء تحدث النائب عباس هاشم، باسم نواب جبيل، إلى الصحافيين، فأطلق نداء انسانيا حيال الكارثة التي تعانيها جبيل على المستوى الانمائي وايضا على مستوى الزفت بإضافة الى حرمانها الكهرباء والمياه. وقال: "اليوم لدينا كارثة بيئية وهي انتشار النار والحرائق في اهم احراجنا بدءا من قرطبا وصولا إلى جنة ومار سركيس. ونشكر الدفاع المدني الذي استعمل الطائرات وكذلك دولة قبرص، ثم ان وزارة الطاقة وعدت بأن تعطينا الكهرباء. فاليوم نوجه نداء إلى الحكومة التي اصبحنا جزءا منها وإلى فخامة الرئيس الذي يترأس الجلسات ان يعطوا جبيل اهتماما أكثر وبخاصة لإخماد الحرائق. وقد تكلمت بالنيابة عن زملائي النواب".

 

قماطي: لتوقف الرهان على الاميركي والارتباط بالوصاية الاميركية

وطنية- 4/8/2008 (سياسة ) اكد عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي، خلال اسبوع تابيني للشيخ محمد عاصي في بلدة انصار الجنوبية، في حضور لفيف من العلماء ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات سياسية واجتماعية واهالي البلدة والقرى المجاورة."ان الرهان على الاميركي في المنطقة رهان خاسر، وان التدخلات الاميركية نتوقع ان لا تتوقف، ولكن ما ينبغي ان يتوقف هو رهان هذا الفريق اللبناني الذي كان منسجما مع الاجندة الاميركية ان يتوقف رهانه على الاميركي وان يتوقف ارتباطه بالوصاية الاميركية". وقال:" ان المشروع الاميركي ينكفىء في المنطقة، وها هي الادارة الاميركية تبحث عن وسائل تفاوض وعن وسائل استرضاء للدول التي تدعم المقاومة فلا تخطئوا انتم ايها الفريق اللبناني".

 

جنبلاط: لا قيمة لنا بلا العروبة

بيروت- الحياة- 04/08/08//

قال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إن «مسيرة العدالة والسيادة والاستقلال يجب أن لا تتعارض مع مسيرة العروبة وفلسطين»، معتبراً أن «من دون العروبة لا قيمة لنا جميعاً». وأوضح أن «ليس غريباً على بني معروف وتاريخهم مواجهة اغتصاب أرض فلسطين على يد الصهاينة. إنه تراثنا».

ورأى جنبلاط أن «التيارات الإرهابية والسياسية تفرّق وتشتت أحياناً كثيرة كما حصل في بعض المناطق ومنها الجبل وطرابلس». وقال جنبلاط في احتفال أقيم استقبالاً له في بلدة عرمون (قضاء عاليه) في اطار جولة تعزية بشهداء 7 ايار (مايو): «إن المحكمة الدولية نلناها وهي الآن باتت خارج إطار لبنان وفي عهدة القضاء الدولي، القضاء الذي يتحرك أحياناً ويتغاضى أحياناً أخرى». ودعا جنبلاط إلى «تحرير مزارع شبعا وفق الصيغة التي انتهى إليها البيان الوزاري وخطاب القسم لرئيس الجمـــهورية» (ميـــشال سليمان)، مشدداً في إطار البيان الوزاري على «بناء الدولة الواحدة القادرة القوية التي تدافع عن المواطن وعن الجنوب وعن لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي». وأكد أن «من حق هذه الدولة أن تستخدم كل الوسائل، كما قال الرئيس سليمان، السلمية والعسكرية لاسترداد شبعا اللبنانية». ودعا إلى «التخفيف من استخدام التعابير ذات القدح والذم بين السياسيين وندخل سوياً الانتخابات وليقرر الناس ماذا يريدون»، مشدداً على التحالف مع الوزير طلال ارسلان من أجل «وحدة الصف ووأد الفتنة في الجبل

 

الانتصارات الإسرائيلية وهزائم الداخل

الياس حرفوش- الحياة - 04/08/08//

لم يعد يثير الاستغراب، في هذا الزمن العربي الذي نعيشه، أن يهرب فلسطينيون من رصاص فلسطينيين آخرين عبر الحدود الى... اسرائيل، حيث تفتح المستشفيات ابوابها لعلاجهم من الجراح التي اصابتهم نتيجة المعارك الداخلية بين حركتي «فتح» و «حماس» في قطاع غزة. لم يعد مستغرباً ايضاً في الوقت الذي يتجادل اللبنانيون في ما بينهم حول دور المقاومة في «التحرير»، في جلسات ماراثونية للجنة صوغ البيان الوزاري، أن توافق «حكومة العدو الاسرائيلي» على اكمال صفقة الأسرى مع «حزب الله»، بإطلاق خمسة سجناء فلسطينيين، في مقابل تعهد أمين عام الحزب للأمين العام للأمم المتحدة بإبلاغه المعلومات التي يملكها الحزب عن جنود او أسرى تبحث عنهم اسرائيل.

لم يعد هذا مستغرباً، لأن شعار المواجهة مع اسرائيل بات يخفي تحته مشاريع سياسية اخرى، لا علاقة لمعظمها بهذه المواجهة. بل ان اهداف هذه الاطراف تتجه على الاغلب نحو الداخل الفلسطيني او العربي، اكثر مما تقصد هدف المقاومة ذاته. لهذا باتت لغة التخوين السائدة، سواء بين الفلسطينيين او بين اللبنانيين او على لسان اطراف «الممانعة» العرب، تعتمد النزاع مع اسرائيل كمجرد ذريعة لتبرير محاولات الهيمنة السياسية، الداخلية او الاقليمية، مع ان سلوك هذه الاطراف، سواء من خلال التهدئة الناجحة في غزة او الالتزام غير المعلن بحال الهدنة على الحدود مع لبنان، او في المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل بهدف الوصول الى اقفال ملف النزاع على هضبة الجولان، كل هذا يفترض أن يؤشر الى هدنات على مختلف المحاور، وخصوصاً مع اطراف الداخل. غير ان واقع الامر، كما نشهده اليوم، يشير الى تصعيد في الاشتباكات الداخلية، السياسية منها او المسلحة، بصورة لا تتفق مع مشهد الهدنات الخارجية.

لم يمر الوضع الفلسطيني بمثل هذا البؤس قبل الآن على رغم كثرة التنظيمات الفلسطينية التي شاركت في العمل الفدائي المسلح. كان يعتبر تصويب البندقية الفلسطينية الى اخوة الداخل جريمة توازي في خطورتها جريمة التعامل مع الاحتلال. وباستثناء مواجهات محدودة في شمال لبنان، بعد الخروج الفلسطيني منه على اثر الغزو الاسرائيلي سنة 1982، والتي كان سببها التدخل الخارجي، لم يعرف العمل الفلسطيني ما يشبه الظاهرة الخطيرة التي تشهدها الاراضي الفلسطينية اليوم، سواء في الضفة او في غزة. وقد يكون اخطر ما في ذلك هو رفع اليد العربية عن اي وساطة قابلة للنجاح بين الطرفين المتنازعين. الجامعة العربية تتفرج، وهي متفرجة في كل الاحوال اينما كانت النزاعات. ومصر التي اوكلت اليها مهمة الوساطة تجد نفسها متنازعة بين علاقاتها الاسرائيلية وحرصها على الحياد حيال المأزق الفلسطيني، وبين هواجسها الامنية، حيث يشكل معبر رفح مصدر قلق دائم لها، كما ظهر خلال الاقتحام المفتعل لهذا المعبر من قبل حركة «حماس».

كان يفترض ان يشكل الانسحاب الاسرائيلي من معظم الاراضي اللبنانية سنة 2000 فرصة لتسوية داخلية تعيد الاستقرار السياسي الى هذا البلد، وتحيل المقاومة الى لعب دور ايجابي وفاعل في هذا الاستقرار. الامر نفسه كان يمكن ان يحصل بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة سنة 2005. غير انه بدلاً من ذلك تم تحويل الانتصار على اسرائيل، الذي ارغمها على الانسحاب في الحالتين، الى هزائم داخلية اثمرت تصدعاً سياسياً وامنياً باتت آثاره السلبية على الحياة العادية للمواطن تقارب في مأسويتها حياته في ظل الاحتلال. هل بات استمرار الاحتلال هو الوصفة الوحيدة الناجعة للحفاظ على وحدتنا الوطنية؟ وهل بات على العربي ان يضع يده على قلبه كلما اقتربت بشائر انتصار في ميدان خارجي كي لا ينعكس هذا الانتصار هزيمة على جبهة الداخل؟

 

الاتصالات بين الاصفر والبرتقالي

موقع القوات

نقلت وسائل الاعلام عن مستشار للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان سوريا وافقت على فتح رمز الاتصال مع فلسطين خلال وقت قريب ، وكان وزير الاتصالات البرتقالي اللبناني قد افتتح نهار السبت الماضي الرمز اللبناني مع فلسطين في احتفال حضره نظيره الفلسطيني وممثل السلطة في لبنان ، ويدل هذا التزامن على وحدة " المسار والمصير " في الافتتاحين الشقيقين وفي وقت واحد تقريباً ! ان المشروع هو خطوة ايرانية – سورية يجري تنفيذها بعناية وهي تؤشر الى مدى انغماس التيار البرتقالي في مشاريع محور الممانعة التي تتمدد على مستوى المنطقة وتهدف الى تسهيل تحرك المحور المذكور في استراتيجياته الكبيرة والصغيرة وفي كل الشؤون السياسية والامنية والعسكرية وحتى اللوجستية ايضاً !

وكانت صحيفة لبنانية قد اوردت امس ان عضو مجلس السياسي لحزب الله غالب ابو زينب قد طلب من الوزير البرتقالي ان تبقى خطوط قيادي حزب الله خارج اية رقابة او مراقبة حتى لاجهزة الوزارة ! ولا يشك احد ان الوزير الذي يتولى التنسيق السياسي مع الحزب الالهي قد استجاب للطلب انتظاراً ربما لاستكمال حزب ايران مد شبكته الخاصة التي تربطه مباشرة بالشبكة السورية وتجعل بالتالي حركة اتصالاته خارج اي اطار رسمي لبناني ومستقلة تالياً ! وسيدة ! كما الشؤون الامنية والعسكرية والصحية والتربوية ... والآتي لا شك في هذا المجال اعظم واشمل !

وبالعودة الى مرحلة تشكيل الحكومة الحالية ، فإنه لم يرد ابداً في المطالب البرتقالية وزارة الاتصالات ، الى ان قام نائب حزب الله حسن فضل الله ووصف الحقيبة المذكورة بالسيادية ! وطالب بإسنادها الى تيار عون ، وسرعان ما صار الامر الالهي على " الرأس والعين " وتخلى عماد لبنان عن مطالبته بحقيبة الاشغال العامة ونزل عند الوحي الالهي وكان بعد هذا ما كان من تسهيل امور التشكيلة الحكومية وتوزع حقائبها وصولاً الى اول الغيث في فتح قنوات الاتصال الرسمي مع فلسطين المحتلة في لبنان وسوريا في وقت واحد ! وللمرة الاولى منذ حرب العام 1967 وخسارة القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة معهما .

وليس بالتأكيد هذا هو السبب الوحيد الذي دفع بحزب الله الى المطالبة بحقيبة الاتصالات لحليفه العوني ، بل ان قطب اخرى مخفية ما تزال تنتظر الوقت المناسب لتمريرها ، قد يكون بينها تشريع شبكة الاتصالات " المقاومة " والسماح باستكمالها الى كل الاماكن التي لم تصل اليها بعد ، اضافة الى السماح بربطها بالشبكة الايرانية (تحت سطح البحر) تحسباً لأي افتراق سوري – ايراني يجعل الاتصالات الالهية عبر سوريا محفوفة بمخاطر المراقبة والقطع بما يجعلها عديمة النفع ويلغي الاهداف الاستراتيجية التي دفعت الى تمددها والقيام بغزوة 7 ايار دفاعاً عن هذا التمدد الوجودي المهم !

وربما كان النجاح في امر وزارة الاتصالات وفي تضمين البيان الوزاري حقاً للمقاومة في استكمال " التحرير " هو ما دفع بالعماد البرتقالي امس الى القول ان مسار قوى 8 آذار تصاعدي ! ومسار 14 آذار انحداري !! والخطوات المهمة التي شكل تيار عون ستاراً يغطي الارادة الالهية فيها ، هي دون شك اول علامات التصاعد عند عماد لبنان الذي راهن منذ عودته الميمونة على التفاهم الذي اعطى حزب ايران حرية حركة اكبر بكثير من ما كان يحلم منذ قيام مشروعه الاقليمي اواخر العام 1982 ! ويبقى في ما قاله بطريرك الرابية امس علامة دالة وهي ان ابواب حزب الله والابواب البرتقالية لا تفتح الا بوجه اللذين تنجح الغزوات الالهية في مناطقهم ! اما الآخرين العاصيين على الغزو فيستمر الاقفال عليهم ... الى ان يقضي مشروع ولاية الفقيه امراً ايرانياً يدبر في ليلة ظلماء يفتقد فيها ... البدر والمنقذ ! . للتواصل مع نشرة ليسيس info@licisnews.com

 

لبنان: وزراء في الأكثرية يتمسكون بـ «كنف الدولة» لتحرير الارض المحتلة

بيروت- الحياة - 04/08/08//

يقر مجلس الوزراء اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان عصر اليوم مشروع البيان الوزاري الذي وضعته اللجنة الوزارية الثُمانية، لإحالته على المجلس النيابي تمهيداً لمناقشته ونيل الحكومة الثقة على أساسه. وكرر بعض فرقاء الأكثرية أمس على لسان وزير الدولة نسيب لحود، مطالبتهم بإضافة عبارة «في كنف الدولة» على الفقرة المتعلقة «بحق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير أو استرجاع الأرض المحتلة». وعقد لحود مؤتمراً صحافياً أمس عرض فيه على «حزب الله» القبول بإضافة هذه العبارة مقابل الحصول على إجماع شامل في مجلس الوزراء اليوم. وإذا أشار لحود إلى انه يشترك في إبداء التحفظ عن عدم إضافة هذه العبارة في البيان مع وزراء الكتائب و «القوات اللبنانية»، أكدت مصادر وزارية أن هذا التحفظ سيقترن مع التصويت لمصلحة مجمل البيان في مجلس الوزراء، وهو للتعبير عن تمسك هؤلاء الوزراء بدور الدولة. ولم يستبعد أن ينضم إلى تحفظ هؤلاء الوزراء (الأربعة) وزير خامس هو وزير المال محمد شطح.

وكان الوزراء المعنيون بالتحفظ تركوا للرئيس سليمان ان يعالج هذا الأمر، إما في اتصالات مع «حزب الله» كي يقبل بإضافة «في كنف الدولة»، أو خلال جلسة الحكومة التي ستعقد عصر اليوم، والتي أعلن الوزير لحود انه سيطرحها. وكان «حزب الله» أعلن امس على لسان وزير العمل محمد فنيش ان «من الطبيعي ان يكرس البيان ويؤكد حق لبنان باسترداد أرضه المحتلة». ورأى رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد انه بتكريس «حق المقاومة انتهت محطة من الأزمة». وقال ان الأزمة «ستستمر بوتائر أخف طالما أن هناك منطقين وخيارين، خيار مقاوم ممانع وخيار يراهن على الصدقات الأميركية والأوروبية والديبلوماسية في تحقيق تسوية لينسحب العدو الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر

 

الجميل رأى فيه محاولة «لأخذ لبنان الى حيث لا نريد» وإده اعتبره «أسوأ من السابق»...

و تمسك مسيحي بعبارة «كنف الدولة»... الحكومة اللبنانية تقرّ بيانها الوزاري اليوم وسط استمرار تحفظ «الكتائب» و«القوات» ولحود

بيروت- الحياة - 04/08/08//

يرأس الرئيس اللبناني ميشال سليمان عصر اليوم جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا، لمناقشة البيان الوزاري وإقراره وإحالته على المجلس النيابي، وسط استمرار تحفظات قوى سياسية ووزراء على بعض فقرات مسودة البيان الذي أقرته لجنة الصياغة بعد 14 جلسة برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.

وعشية جلسة مجلس الوزراء، جددت القوى المتحفظة وأبرزها «الكتائب اللبنانية» و «القوات اللبنانية» و «الكتلة الوطنية»، إعلان تحفظاتها معلنة أنها ستتحفظ أيضاً في مجلس الوزراء. ورأى الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل، «أن هناك محاولة في البيان الوزاري لأخذ لبنان إلى حيث لا نريد»، معتبراً أن «هذه المحاولة ستفشل كما فشلت محاولات في الماضي لأخذ لبنان إلى موقع غير موقعه الطبيعي الذي هو موقع الاعتدال والولاء له أولاً».

وشدد الجميل خلال رعايته احتفال كتائبي، على «رفض أي سلاح أو قوة عسكرية خارج إطار المؤسسات العسكرية الشرعية»، مشيراً إلى «أن الكتائب ترفض أيضاً تغيير وجه لبنان الحضاري الذي ناضلت منذ نشأتها للحفاظ عليه. لبنان التعايش الذي يحفظ خصوصية كل مجموعة ولا يقبل بهيمنة مجموعة على أخرى تحت أي حجة كانت»، معبراً عن «ضرورة استنهاض الهمم لتعود الكتائب الرقم الصعب وإلا لما كانت استهدفت بالاغتيالات التي طاولتها منهجياً» .

وأكد وزير السياحة إيلي ماروني تحفّظ حزب الكتائب على «البند المتعلّق بالمقاومة في البيان الوزاري»، كاشفاً أن الحزب سيتحفظ على هذا البند في مجلس الوزراء. وقال ماروني لـ «صوت لبنان»: «سنعاود طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء وسيكون لنا رأينا المنبثق من إرادتنا ببناء الدولة». واعتبر أن البيان الوزاري «يتضمّن عبارات تحتمل أكثر من تفسير»، مشدداً على أن هذا «ما سيتمّ تسليط الأضواء عليه في مجلس الوزراء لإيضاح النقاط العالقة».

وجدد وزير الدولة نسيب لحود عرضه على «حزب الله» «القبول بإضافة جملة «في كنف الدولة» على البند المتعلق بالمقاومة في البيان الوزاري مقابل الحصول على الإجماع الشامل في مجلس الوزراء على هذا البيان».

وقال لحود في مؤتمر صحافي عقده أمس: «بعد أيام طويلة من النقاش والعمل الجدي، توصلت لجنة صياغة البيان الوزاري إلى نص قام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بتحويله إلى الحكومة مجتمعة تمهيداً لمناقشته (اليوم) الاثنين في مجلس الوزراء». وأكد «أن الساعات والأيام الطويلة التي أمضتها اللجنة في مناقشة البيان لم تكن بمثابة الوقت المهدور، بل كان وقتاً ثميناً جداً. فالأطراف السياسية أتت من مواقع متباينة جداً وفي ظل خلافات كبيرة شهدها لبنان خلال الأشهر الأخيرة». واعتبر «أن كل هذا الوقت الذي استغرق لإعداد صيغة البيان الوزاري كان يستأهل التضحية في سبيله إذ كان النقاش جدياً وعميقاً وتوصلت كل الأطراف بنتيجته الى صياغة مشتركة». أضاف: «أستطيع القول من دون ان أحمل ضميري إننا متفقون بنسبة مئة في المئة على تسعين في المئة من المواضيع التي كنا نناقشها. هذا الاتفاق التام حصل حول مواضيع شائكة ودقيقة كانت موضع خلاف في السنوات الماضية. وهنالك اتفاق على صياغة ورؤية مشتركة في العمق في العلاقات اللبنانية - السورية وموضوع منع التوطين وفي العلاقات مع الأخوة الفلسطينيين وسبل التعاطي مع السلاح خارج المخيمات وداخلها وقضية الأسرى والمفقودين في سورية وقضية المفقودين عموماً نتيجة الحرب اللبنانية وعودة اللبنانيين من إسرائيل بموجب القوانين المرعية الإجراء، إنما مع خلق مناخات والأخذ في الاعتبار ظروف كل منهم، والتصدي للأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي ترخي بثقلها على كل منزل وعائلة في لبنان».

وقال لحود: «تم الاتفاق على رؤية مشتركة تأخذ في الاعتبار المكتسبات التي تحققت في باريس - 3 والالتزامات التي حصل عليها لبنان في هذا المؤتمر والمهم جداً في هذا الإطار ان يفي لبنان بالتزاماته في شكل دائم وأن لا تخل الدولة اللبنانية بالتزامات تعهدت بها... ففي كل المواضيع توصلنا إلى صياغات تتلاءم بنسبة مئة في المئة مع قناعات قوى 14 آذار وحازت أيضاً موافقة القوى المعارضة»، معتبراً «ان هذا يشكل إنجازاً كبيراً يسجل للجنة الوزارية وللقوى السياسية المختلفة في البلد». وفي ما يتعلق بموضوع المقاومة قال لحود: «صراع لبنان مع إسرائيل قديم ولن ينتهي في الأشهر المقبلة وكانت هناك أهمية قصوى أن تثبت الدولة اللبنانية مسؤوليتها عن هذا الموضوع في كل زمان ومكان. فالدولة اللبنانية وحدها فقط هي المرجعية في جميع الأمور الاستراتيجية في لبنان، وأعتقد بأن البيان الوزاري أثبت ذلك في شكل واضح». وأشار لحود الى «انه عرض على اللجنة الوزارية ان تضاف عبارة « في كنف الدولة اللبنانية» على المقطع الذي ينص على «حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر والدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه بكل الوسائل المشروعة والمتاحة».

واعتبر «ان إدخال هذه العبارة ليس من باب الترف، بما انه موضوع أساسي فالدولة اللبنانية يجب ان تبقى المرجعية الأولى والأخيرة لأي عمل سيادي على الساحة اللبنانية سواء كان عملاً ديبلوماسياً أم سياسياً أم مقاوماً. لكل ذلك، نصر على إدخال هذه الفقرة» .

وأعلن لحود مخالفته الرأي القائل بترك هذا الأمر لطاولة الحوار الوطني «لأنني أعتبر أن كنف الدولة اللبنانية أساسي في كل مكان وزمان من حيث المبدأ. أما آليات التطبيق وسبل الاستفادة من قدرات المقاومة من ضمن إمكانات لبنان الدفاعية فهي موضوع يبقى للبحث على طاولة الحوار»، مشيراً إلى أنه سيطرح الأمر مجدداً في مجلس الوزراء، متمنياً على «الزملاء أن يقبلوا به، وإذا تمكنا من إدخال «عبارة «في كنف الدولة» فإننا نؤمن إجماعاً تاماً من جميع القوى السياسية حول هذا الموضوع». وأكد لحود أن «ليس هناك من أحد يرغب في تعطيل العمل الحكومي وعرقلته ونحن سنسير بهذه الحكومة وبهذا البيان الوزاري مع تحفظنا على عدم إدخال هذه العبارة فقط»، مؤكداً أنه على «تنسيق دائم مع قوى 14 آذار، وحزبا «الكتائب» و «القوات اللبنانية» أعربا عن التحفظ نفسه، ونحن جميعاً نأمل بأن يرفع هذا التحفظ إذا تم الوصول الى صيغة مقبولة».

وعن اعتبار وزير الاتصالات جبران باسيل أن هذا التحفظ غرضه استخدام موضوع السلاح في التحضير للانتخابات النيابية، قال لحود: «لم يطرح موضوع السلاح كموضوع سلاح، بل طرحت سياسة لبنان الدفاعية ودور الدولة اللبنانية وتمكنا من إدخال دور مميز لها في البيان الوزاري على جميع المستويات بما فيها موضوع الدفاع عن لبنان، انه موضوع مبدئي ومصيري لا علاقة له بالانتخابات النيابية». وأضاف: «إذا كانت مرجعية الدولة في جميع الأمور الوطنية مسلماً بها، فأين المشكلة في توضيح هذا الأمر في الفقرة العائدة الى الصراع العربي - الإسرائيلي وكيفية الدفاع عن لبنان؟».

وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فريد حبيب: «نحن لسنا من أصحاب الشعارات الرنانة ولسنا ممن يتخذون مواقف في الخفاء ونصرح عكسها في العلن، ميزتنا أننا نسمي الأشياء بأسمائها ومن دون مواربة من أجل الوصول إلى حلول نهائية للأزمات التي نتخبط بها». وأضاف: «صحيح أن الظروف صعبة والأزمة معقدة ولكن لا يجوز أن نخسر في السلم، ما لم نخسره في الحرب».

واعتبر عميد حزب «الكتلة الوطنية» كارولس ادة أن «البيان الوزاري الحالي أسوأ من السابق». وقال في تصريح أمس: «كان يفترض بالأكثرية أن تدافع عن سيادة لبنان وشعبه فتمكنوا من إقناعها أو الفرض عليها بأن تقبل بمسودة بيان وزاري أسوأ من البيان السابق للحكومة القديمة». وأضاف: «في البيان السابق استعملت عبارة «حق لبنان بالمقاومة» وعندما أتوا على ذكر لبنان كنّا نفهم انه الشعب اللبناني الممثل بمجلس نيابي والحكومة، ولكن الآن كما وزعت العبارات في البيان الحالي إلى ثلاث مجموعات: الشعب والجيش والمقاومة، نفهم أنهم يملكون القيم نفسها وأنهم سواسية مجتمعين أو منفردين». واعتبر ادة أنهم «للمرة الأولى شرعوا أعمال «حزب الله» وشرعوا بذلك حرب تموز أو الحروب والعمليات المستقبلية التي يمكن أن تتم والتي ستشكل خطراً على كل لبنان».

وتابع: «نحذر أن الذين بتجنبهم مشكلة اليوم وبتنازلهم يناقضون كل المواقف التي أخذوها حتى الآن، وكل الذين سيؤيدون هذا البيان الوزاري داخل الحكومة حتى لو لم يكونوا موافقين على هذا النص سيتحملون بضعفهم المسؤولية نفسها مثل الذين فرضوا بقوتهم المسلحة هذا البيان، ففي النهاية جميعهم تبنوا عمليات «حزب الله» وصاروا الآن مسؤولين عن كل ما يفعله من دون أي رادع أو حد

 

للعونيين فقط (2/1)

موقع القوات/

"يفكر الوطني في الأجيال القادمة اما السياسي فيفكر في الإنتخابات القادمة". من هذا المنطلق يخطط ويرسم وينفذ النائب ميشال عون صاحب السياسة الإعلانية الذي يروج لنفسه مرة امام الأميركيين، ومرة امام السوريين وحزب الله، وفق منطق اعلاني ترويجي كأنه -وعذراً للتعبير- "مسحوق غسيل" من دون ان يتطلع الى الابعاد المستقبلية للسياسات التي ينتهجها، علماً اننا جميعاً نعلم ان الإعلانات غالباً ما تروج على ما لا تحتوي وكلنا لنا تجارب في ذلك.

واذا لم تدعكم عواطفكم تفكرون يوماً، فإننا نتوجه اليوم باحترام كبير الى عقولكم علها تنتفض على تسلط عواطفكم على مركز القرار فيها، فلا يجوز بسبب الإعلانات الخادعة التي يروجها النائب عون يوما بعد يوم ان تواصلوا لعب دور الزوج المخدوع الراضي بخداع زوجته لمجرد انه لا يستطيع الكف عن حبها.

يقول فيكتور هوغو انه بالإمكان مواجهة الغزو العسكري اما الغزو الفكري فلا يمكن مواجهته اطلاقاً. واعلانات النائب عون تعبر عن حالة غزو فكري يروجها داخل البيئة المسيحية (من معالم نجاح الغزو الفكري لحزب الله داخل التيار العوني لهجة النائب سليم عون الجديدة فهو مثلاً استعمل في خطاب في حسينية الإمام علي في حوش حالا- رياق اوردته الوكالة الوطنية للإعلام في 28 كانون اِلأول 2006 عبارات مثل "الإستكبار العالمي، الصهاينة ذابحي اِلأطفال، حرب العدوان، المقاومة الشريفة الطاهرة والبطلة."( لأجل مصالح انتخابية كمثل كسب اصوات حزب الله في اقضية ذات اغلبية مسيحية مثل بعبدا وجبيل وزحلة وجزين، واصوات القومي السوري (اسماً وفعلاً) في الكورة خاصة، ولأجل ان يصبح حليفاً اساسياً لسوريا في لبنان التي تتدرج مواقفها منه في العلن صعوداً، خصوصاً ان نظريته الجديدة الموروثة ربما من حليفه سليمان فرنجية تعتبر ان لبنان لا يقوى على العيش من دون نفوذ خارجي وان التجارب اثبتت ان كل نفوذ خارجي في لبنان تحطم امام النفوذ السوري الذي بقى سائداً وحده."

ولأجل هذا قدم العماد عون في الفترة الأخيرة ثلاث براءات ذمة في موضوعات كان مطلوب منه ان يعلن بوضوح انقلابه التام على مواقفه السابقة منها بعد ان حاول حتى فترة قريبة ان يظهر قدر الإمكان بالمظهر الرمادي ازاءها خوفا على شعبيته، لا بل الظاهر انه طلب منه او اوحي اليه ان يدلي بمواقف جديدة تنسخ تلك القديمة باعتبار ان جمهوره الباقي قد اصبح مستعداً لها. (تنسخها: تزيلها تماماً ويقال نسخت الشمس الظل) براءة الذمة الأولى قدمها لسوريا وتتعلق بموضوع المعتقلين اللبنانيين فيها. وهي جاءت بمثابة تأِكيد على مواقفه المستجدة منها. والثانية قدمها لحزب الله وهي تتعلق بتبني كافة مواقفه (حتى بعض رفاقكم العونيين بات يروج لمفهوم ولاية الفقيه ويعتبر أنه سيتلاقى مع المفاهيم المسيحية. راجع في هذا الصدد مقال جورج حداد المنشور في جريدة النهار في الأسبوع الأخير من شهر تموز). وثالثة موجهة الى الإثنين معاً والى كل القوى المناهضة لما يسمى بالإمبريالية وقوى الإستكبار وتتعلق بالموقف من الأميركيين. وهذا الموقف يعتبر ضرورياً لكل راغب بالدخول الى عصفورية تسمى الايديولوجيا في عالمنا العربي.

واليكم اقدم بعضا من انقلابات نائبكم التي علق عليها بنفسه قائلاً :"ان على الناس ان تتفهم ان ما اقوم به هو لمصلحتهم ولا استطيع ان اقدم لها تفسيرا اليوم."

الموقف تجاه سوريا والمعتقلين اللبنانيين فيها

مواقف النائب عون القديمة من سوريا واضحة يكفي ان نورد منها كنموذج ما ورد في شهادته امام الكونغرس في 19 ايلول 2003:

- "لا يمكن للمرء ان يفصل منطقياً بين النظام السوري والإرهاب. سوريا توفر الملاذ الآمن لمجموعة من المنظمات الإرهابية وتدير عملياتها وتستخدم لبنان مجالاً رئيسياً لتدريبها وتشغيلها."

- "بعد انسحاب سوريا من المتوقع جداً ان النظام السوري سيترك خلفه العديد من ادوات الإرهاب والتدمير اضافة الى آلته الميليشياوية والمخابراتية. وبالتالي من الضروري ان يترافق الإنسحاب السوري مع نزع سلاح كامل لجميع العناصر المسلحة."

- سوريا تشعل النيران لتعطي لنفسها الذريعة لإطفائها وبالتالي لتبرير استمرار احتلالها للبنان. واي لبناني يجرؤ على فضح وصاية سوريا او مقاومتها تتم تصفيته بكل بساطة.

وما ورد على لسانه بعد استشهاد الرئيس الحريري بيومين اي في 16 شباط عندما اطل على قناة الجزيرة:

" سنحاول ان نبقي الوحدة الوطنية قائمة، وان نقاوم جميعاً الإحتلال السوري للبنان لأن المتهم الأول في جريمة الإغتيال هو سوريا، اما لماذا سوريا فلأنه عندما تقع جريمة ما يبحث عن السجل العدلي للذين يقومون بمثل هذه الجرائم، وسجل سوريا في لبنان ضخم جداً خلال 30 عاما، والذين يسقطون من ضحايا سياسية في لبنان انما يسقطون على يد المخابرات السورية.

اما في قضية الموقوفين فمواقفه لم يكن فيها لبس اذ كان يشدد على ان سوريا اسرت عشرات الجنود واقتادتهم الى سوريا في 13 تشرين 1990. ومما قاله عون للنهار بهذا الخصوص: "اما العسكريون المتمركزون في موقع دير القلعة فلم يقتل أي منهم خلال المعركة مع السوريين وكذلك الراهبان الأنطونيان اللذان شاهدهما الأهالي وتحدثوا معهما بعد هدوء المعارك، لكن الجيش السوري لم يتعامل معهم كجيش صديق بل أسر العسكريين اللبنانيين والرهبان. واختفت آثارهم جميعاً علماً أنهم شوهدوا في قافلة الجيش السوري في بلدة قرنايل وجرى تجميعهم في بحمدون في إشراف الأمن السياسي السوري ونقلوا من هناك إلى سوريا، ثم سلمت وزارة الدفاع الوطني بعد مدة بلاغات إلى أهالي الضباط والجنود تفيد بوجودهم في السجون السورية وبعضهم زارهم هناك."

وفي حديثه الشهير الى ام تي في قال: "لدينا أكثر من 100 موقوف في سوريا ودائما ينكرون أن لديهم موقوفين ونجدهم فجأةً يطلقون بعضاً منهم."

اما عن مواقفه الجديدة فقد تدرج النائب عون في المواقف العلنية الإيجابية تجاه سوريا منذ عودته الى لبنان الى ان اوصلته الأخيرة بحنكة الى تتويج مواقفه تجاهها بالموقف الذي حول المعتقلين في سجونها الى مجرد مفقودين لا اثر لهم في تخل واضح من قبله عن قضيتهم لأن موجبات تمتين الحلف تقتضي ذلك .

فبعد عودته الى لبنان كان لا بد للنائب عون وكبادرة عن حسن نواياه تجاه سوريا ان يتخذ مواقف ايجابية منها وكان كلما اقترب في موقف من مواقفه منها متراً تقدمت شبراَ منه لا اكثر رغبة منها في جعله يخطو خطوات اكبر تجاهها. الأمر الذي كان يغيظ بعض المسؤولين العونيين المتحرقين للقاء، مما حدا بالسيد سيمون ابي رميا في لحظة شوق الى القول على شاشة ال بي سي بضيافة الإعلامية دولي غانم:"لو كنت سورياً لركعت امام مواقف العماد عون.!"

الأمثلة على محاولات التقرب من سوريا كثيرة، منها ما قاله النائب عون في 28-10-2006 في لقاء مع رؤساء بلديات ومخاتيرمن كسروان وجبيل نقض فيه ما اتهمها به سابقاً:"... هناك موضوع آخر مهم جداً وهو انه كلما حصلت ضربة كف يتم اتهام سوريا، 14 جريمة وقعت في العام 2005 واتهمت سوريا وظلت الحقيقة مثل قصة راجح".

ومنها قوله ان فنجان قهوة قادر على حل الأمور مع سوريا.

ومنها قوله ابان حرب مخيم البارد على أثر اتهام 14 آذار لسوريا بدعمها لفتح الإسلام: "شو بكن كل ما صار شي بتنطوا على سوريا؟ حلّوا عنها بقى".

ومنها في موضوع المعتقلين عندما اكد من على شاشة "نيو تي في" ان لا موقوفين للتيار الوطني الحر في سوريا.

المواقف العونية الإيجابية الثابتة والمستمرة شجعت سوريا على ان تبادلها بالمثل، فبدأ بعض العونيين من عامة الشعب الذين كانوا يترددون الى سوريا يشاهدونها على ارض الواقع فأخبرنا عدد منهم اثناء حرب تموز وبفخر ان صور النائب عون منتشرة في سوريا وان دخولهم الى سوريا بسيارات رافعة للشعار العوني شكل بطاقة تسهيل مرور بالنسبة لهم.

من الناحية السياسية بدأت الإشادات السورية بعون تعلو في الجرائد الرسمية وفي المواقع الإلكترونية السورية كشام برس وتوجت بالإشادات والإشارات الإيجابية الصادرة عن المسؤولين السوريين الرسميين تلميحاً اولا ثم جهاراً.

ففي 11-12-2007 قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان وضع أصدقاء وحلفاء سورية الآن جيد، وأنهم أقوى مما كانوا عليه عندما كانت سورية داخل لبنان وأكّد أن سورية الآن في وضع أفضل لها لأنها باتت تعرف من هم حلفائها الحقيقيون من غير المنافقين.

ومن ثم اتى دور وزير الخارجية المعلم الذي قال:" نحن نأخذ المعارضة بكلتها وعون اليوم مخول بالتفاوض نيابة عنها."

وفي مكان آخر قال:" نحترم قرار عون بالتخلي عن ترشيحه للرئاسة رغم ما يتمتع به من تاييد في الشارع الماروني خاصة واللبناني عامة. نعتقد ان هذا الموقف الوطني يسجل له." اكمل المعلم كشف الأوراق فخص تلفزيون او تي في الخاص بعون بمقابلة للتأكيد على مكانة عون لدى السوريين وكرر معزوفة الإحترام: "نحن نحترم مواقف العماد عون الوطنية في لبنان. وبالنسبة الى الماضي قال هو فتح صفحة جديدة ونحن كذلك" اما بالنسبة للمفقودين فإن المعلم في الحديث نفسه لم ينف أو يؤكد وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية وقال "ليس لدي معلومات دقيقة حول هذا الموضوع"، ولكنه أكد في المقابل أن الكثير ممن فُقدوا بقوا في لبنان ويجب أن يُسأل قادة الميليشيات التي شاركت في الحرب عنهم". وفي 21 تموز قال المعلم اثناء زيارته لبنان:" لم أحضر معي عدداً من أهالي المفقودين السوريين في لبنان لكي يتظاهروا أيضاً."

النائب عون الذي كان قد سمع من الأمين العام لحزب الله خلال لقائهما الثنائي المتلفز انه يفضل ان يطلق على المعتقلين في سوريا لقب مفقودين باعتبار ان سوريا نفت وجودهم لديها، تلقف كلام المعلم مقتنعا يسرعة البرقً بأن المعتقلين هم في الواقع مجرد مفقودين او بالأحرى متوفين لأن قادة الميليشيات ما كانوا ليرأفوا بهؤلاء، فخرج ليلاقي كلام المعلم في اليوم نفسه، اي في 21 تموز وقال:"نحن نطالب الحكومة اللبنانية وكل من هو معني بهذا الشأن رسمياً او شعبياً او منظمات انسانية ان تثابر على هذا الطلب وتتابعه باستمرار وتهتم بمصير المفقودين جميعاً الذين سقطوا على الأراضي اللبنانية لبنانيين وغير لبنانيين، وليس فقط المفقودين اوالمسجونين في سوريا بل جميع المفقودين في لبنان اياً تكن جنسيتهم فنحن معنيون بمصير جميع الذين فقدوا على ارضنا ونحن نطالب الحكومة ان تكلف المؤسسات المدنية والرسمية في قوى الأمن ونصف الرسمية المنتخبة اي بلديات ومخاتير في كل الأراضي اللبنانية بالإستدلال على اماكن دفن المفقودين اذا كان لديهم معلومات. يجب التحقيق مع بعض الأشخاص الذين كانوا مكلفين بتصفية اشخاص آخرين ورموهم في البحر."

اذاً النائب عون، نائبكم المحبوب ولا ندري اذا كان سيبقى او لم يزل كذلك لم يعد يخجل ان يتطابق موقفه مع موقف المعلم اوغيره من مسؤولي النظام السوري.

لكن ما الغرض من كلام المعلم وعون المتطابق وما الغرض من القول ان هناك مفقودين سوريين في لبنان؟

هل حقاً هناك مفقودين تتهم سوريا بهم زوراً؟ وما معنى ان يتحدث عون عن اناس رميوا في البحرفي لبنان؟

هناك غرضان لهذا التطابق الحاصل في اليوم نفسه.

الغرض الأول: ان وجود موقف لبناني مسيحي معني بقضية المعتقلين مطابق للموقف السوري الرسمي الذي يتحدث عن بقاء الكثير ممن تتهم سوريا باعتقالهم في لبنان ومقتلهم على ايدي الميليشيات يؤمن التوازن لهذه الرواية ويعطيها المصداقية ويوفر الغطاء لإنهاء هذا الملف بإخراج نذر قليل ممن بقوا احياء من اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية كجائزة ترضية، هذا اذا تركوا احياءً. والأهم أنه يترك المجال لسوريا ان تبرىء ذمتها من مئات اللبنانيين الذين اقتادتهم الى سجونها وقضوا فيها تعذيباً وقتلاً عبر القول ان هؤلاء قتلتهم الميليشيات على الأراضي اللبنانية. ان النائب عون بحديثه عن المقابر الجماعية والجثث المرمية في البحر لا يبحث فقط عن ضرب سمعة "القوات اللبنانية"، وهو عالم انه سيخفق بذلك.

الهدف الأساسي من رواياته هو اعطاء صك براءة لسوريا خصوصاً بعد الحديث الجدي عن طلب رفع ملف هؤلاء الى محكمة دولية.

الغرض الثاني: يتلاقى مع الأول وهو من الطبيعة نفسها. ان قول المعلم انه لم يحضر معه عدد من أهالي المفقودين السوريين في لبنان لكي يتظاهروا أيضاً، والحديث عن تقديم لائحة ب800 سوري مفقود في لبنان اضافة الى كلام النائب عون عن وجود من هم غير لبنانيين مفقودين في لبنان يرمي الى اغلاق البحث في ملف المفقودين اللبنانيين في سوريا على طريقة هذا يلغي ذاك في اسلوب مستنسخ عما كان يفعله النظام الأمني السابق في لبنان. ففيما مضى كان النظام الأمني السوري اللبناني كلما طلبت المعارضة(الحقيقية وقتها) ترخيصاً للقيام بمظاهرة واضطر لإعطائها اياه كان يعطي في الوقت ذاته ترخيصاً لمظاهرة مدعومة منه لحملة السواطير في المكان والزمان إياهما، في تهديد واضح للمعارضة ومن ثم يقدم بعد ذلك على الغاء المظاهرتين معاً لدواعي عدم اشتباك التظاهرتين فيما بينهما فتكون النتيجة حينذاك ان يسقط حق الطرف الحقيقي المطالب بالتظاهر. وفي حالة المعتقلين اليوم يبدو ان النائب عون يتقمص دور حملة السواطير ودور النظام الأمني اللبناني السوري البائد معاً.

 

الرمادي .. اللون الوطني الجديد للبنان 

الإثنين 4 أغسطس -الشرق الاوسط اللندنية

 إياد أبو شقرا

تراه في جبال لبنان وغاباته الخضراء سابقاً بعد كل حريق مدمِّر، طبيعي ومفتعل. وتسمعه في كل كلام سياسي وتحليل إعلامي يبطن أكثر مما يظهر. وإن ضاقت بك سبل التعريف.. أليس هو منتصف الطريق بين لون الرايات البيضاء رمز استسلام الدولة القليلة الحيلة... واللون الأسود لون الحداد ومهرجانات التشييع التي تتحوّل على الدوام إلى منابر تهديد وتخوين وتهويل؟ الرّماديّ.. أضحى لون لبنان من حيث هو «وطن مؤجل» بامتياز.

من حيث هو تجربة ممنوعة من أن تتحوّل إلى صيغة، ومن حيث هو هدنة ثقيلة الظل متثاقلة الأنفاس تنتظر حدثاً ما في الشرق أو الغرب أو كليهما... قبل أن تنقشع، وبالحد الأدنى من الخسائر والويلات. رماديّ هو مستقبل شعب اعتاد كلُّ بعضٍ منه على الكذب على الآخرين.. حتى صار كلُّ بعضٍ منه يصدّق أكاذيبه حتى على نفسه. ورماديّ واقع حكم البلد، وميزان شرعيته، ومنطق العدالة فيه، وجوهر وجوده، وخطاب الدفاع عنه... مَن انتظر تصاعد «الدّخان الأبيض» مؤشراً على تفاهم في العمق على بيان وزاري يؤسّس لحوار وطني حقيقي.. فوجئ.. ولم يفاجأ بـ«دخان رماديّ».

ومَن توقّع مواقف حاسمة من ممثّلي القوى المتصارعة التي فرضت عليها «رماديّة» الوضعين الإقليمي والدولي اتفاقاً رماديّاً اسمه «اتفاق الدوحة».. أيضاً اكتشف كم هي قويّة امتدادات الوضعين الإقليمي والدولي على أضعف حلقة سياسية وديموغرافية في «سلسلة» المنطقة المتداعية.. وكم هي رماديّة المفعول.

ظروف تشكيل الحكومة الجديدة يعرفها اللبنانيون جيداً، وكذلك خلفيّات الأزمة التي عطّلت انتخاب رئيس الجمهورية قرابة نصف السنة. ولئن كان أصحاب الذاكرات القوية والعقول القادرة على التحليل من اللبنانيين يتذكّرون وضع البلد خلال السنوات القليلة الماضية، فمن البديهي أن يتعاطف أي متابع منصف مع أي قيادة أو شخصيّة تريد السير بلبنان ولو خطوة واحدة إلى الأمام. إلا أن هناك مشكلة جديّة الآن تتمحور حول اعتبار «الإنكار» نوعاً من أنواع الحلول.

فلا شك في أن «الإنكار» يخفِّف الضغط النفسي، وفي حالة بلدٍ على شفير الإفلاس كلبنان يأتي عنصراً مساعداً على قطع المراحل بالتي هي أحسن وأجدى، ولكن من العبث التصوّر أنه في حد ذاته يحتوي على بذور حل.

بداية الحكومة الجديدة، وهي أول حكومة في العهد الرئاسي الجديد، مولجة بإجراء أول انتخابات لأول برلمان فيه. وهذه مهمة صعبة عموماً حتى على الحكومات المنسجمة فكيف إذا كانت حكومة تجمع أضداداً حتى ضمن الجبهة العريضة الواحدة.. لقّبت تهذّباً بـ«حكومة وحدة وطنية»!.

وبالتالي، إذا كانت عمليّة التشكيل احتاجت لبضعة أسابيع والكثير من الاتصالات الخارجية المحمومة غير المعلنة، وإذا كان «البيان الوزاري» احتاج إلى أسبوعين وأكثر من الجدل، فهل يمكن توقع أي نتيجة ملموسة لجهودها إزاء انقسام شعبي ونفسي حادّ يزيده خطورة عاملا السلاح، وغطرسة الشعور بالغلبة؟

هذه الحكومة، التي حاول عقلاؤها بجهد مشكور التخفيف من احتقان الشارع، الذي تفجّر غير مرة من طرابلس، بالكلام اللين والإعراب عن تفاؤل.. يدركون قبل غيرهم أن ليس ثمّة ما يبرِّره.. اعجز من أن تفعل أي شيء غير محاولة منع انفلات الكارثة بين الآن وحتى موعد «الانتخابات ـ اللا انتخابات».

والأطراف المشاركون في الحكومة ـ أي معظم القوى السياسية في لبنان ـ يفهمون: أولا طبيعة اللعبة الخطرة المترابطة الخيوط بين الداخل اللبناني والخارج الإقليمي، وثانياً أهمية عامل الوقت في الحسم بين النصر والهزيمة. وانطلاقاً من فهمهم المزدوج هذا صاغوا تحالفاتهم التكتيكية التي قد تستمرّ حتى موعد الانتخابات المقررة في العام المقبل، ما لم تشهد المنطقة تطوّرات راديكالية تغيّر العديد من المعطيات الكبرى.

فداخلياً، لا وجود للتحالفات الاستراتيجية الثابتة، لكن معسكري «14 آذار» و«8 آذار» محكومان مرحلياً بالمحافظة على تماسكهما لأسباب جوهرية.

ذلك أن معسكر «14 آذار»، الذي يجمع قوى متعددة من اليسار واليمين والعروبيين والإسلاميين والقوميين اللبنانيين، لا يجمع أشتاته اليوم سوى مشروع حماية إنجاز «الاستقلال الثاني» في العام 2005، والعداء المشترك للقوى التي يتهمها بمسلسل الاغتيالات الفظيع الذي تعرّضت له قياداته، وللقوى المتواطئة مع القوى المتهَمة (بفتح الهاء) والمتعاونة معها. وبالتالي، الخيار الأساسي الذي ما زال يحظى بإجماع كل مكونات «14 آذار» هو بناء الدولة ومؤسساتها. والهم الأكبر الذي يقلقها على أبواب الانتخابات المقبلة هو أي انتخابات نزيهة يمكن أن تجرى في ظل بقاء السلاح الثقيل بحوزة قوى، مرتبطة إقليمياً، احتفظت به بعد «اتفاق الطائف» 1989 باسم «المقاومة».. لكنها استخدمته في حروبها الداخلية ضد خصومها المحليين.

أما معسكر «8 آذار»، وهو يضم بدوره قوى متعددة تتراوح بين اليسار واليمين والعروبيين والإسلاميين والقوميين اللبنانيين، فأزمته أولا وأخيراً مع شركائه في الوطن. إذ أنه فعلياً ضد إكمال تطبيق «اتفاق الطائف» الذي هو الخطوة الأساسية لإنجاز «الاستقلال الثاني»، وهمّه اليوم برغم كل الكلام المنمّق تأجيل أو تعطيل بناء الدولة إلى حين توافر الشروط الإقليمية المفيدة لارتباطاته. وهكذا غدا شعار «المقاومة» تكتيكاً تعطيلياً بينما تطبخ المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية على نار هادئة، وتنتظر إيران ـ ودمشق أيضاً ـ نهاية عهد جورج بوش «الإبن» في واشنطن للتفاهم على صفقة تعايش تفوّض عبرها إيران النووية أو نصف النووية ببعض أو كل ما كان مفوضاً به الشاه محمد رضا بهلوي.

 

العربية نت/صناعة الموت: قانون بريطاني جديد لمكافحة الإرهاب

اسم البرنامج : صناعة الموت

مقدم البرنامج: ريما صالحة

تاريخ الحلقة: الجمعة 1/8/2008

ضيوف الحلقة:

أمجد سلفيتي (رئيس الجمعية العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا)

إريك جويس (عضو مجلس العموم البريطاني)

اللورد أحمد (عضو مجلس اللوردات البريطاني)

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال)

ميشيل عبد المسيح (محامي متخصص في الدفاع عن أعضاء الجماعات الإسلامية)

ريما صالحة: قانون مكافحة الإرهاب في بريطانيا جدلٌ واسعٌ تشهده لندن حول هذا القانون، الجاليات المسلمة تراه جزءاً من حملة منظمة على الإسلام والمسلمين. هناك جماعات حقوق الإنسان ترفضه وتعتبره انقلاباً على فلسفة الحرية التي قامت عليها بريطانيا، بينما المؤيدون يرون في القانون رد فعل طبيعي على تفجيرات لندن ومحاولة لتحجيم قوى التطرف وتحقيق الأمن داخل البلاد، سافرنا لبريطانيا خلال الأسابيع الماضية، وحاولنا أن نرصد أبعاد هذا القانون ونقدم صورةً أوضح عنه من خلال آراء الطرفين، المؤيد والمعارض، إذن أرحب بكم بحلقة جديدة من صناعة الموت ونشاهد سوياً.

سلسلة قوانين

ريما صالحة: أرحب بك سيد أمجد سلفيتي أنت المحامي ورئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان هنا في لندن ضمن برنامج صناعة الموت من العربية. أبدأ معك طبعاً بقانون التشريع الجديد الذي ممكن أن يصادق عليه وهو ما يتعلق بموضوع مكافحة الإرهاب، طبعاً هناك زيادات على مشروع القانون هذا إذا ما تحدثنا عن قانون 2005، على ماذا تعترضون فيه؟

أمجد سلفيتي: يعني هو مسودة تشريع طبعاً كما ذكرت، لسه فيه قراءات فهو ليس جزءاً من القوانين البريطانية، لا المتعامل بها ولا المشار إليها، لكن المعارضة طبعاً أن هذه جزء من الحرب على الإرهاب، بريطانيا ضمت صوتها إلى مجموعة دول بقيادة الولايات المتحدة بإعلان الحرب على الإرهاب، ولكن هذا الإعلان هو له بعد إضافي وهو بعد خطير جداً لأنه يقلص من حقوق المواطنين البريطانيين ويتعدى على الحريات المدنية في بريطانيا، وهذا هو..

ريما صالحة: يعني هل ممكن أن تعطينا فكرة أوضح عن هذا، أريد تحديد النقاط التي تعترضون عليها؟

أمجد سلفيتي: نعم. كما قلت يعني هذا من سلسة قوانين، كان هناك قانون لمنع الإرهاب بـ 2005 تناول أجزاء كبيرة من التعامل مع الإرهاب منها الأصول والأموال والتمويل والتحريض وإلى آخره. أما الآن فهم يتداولون مع الإجراءات ويعطون السلطات الأمنية، والحكومة تعطي لنفسها من خلال وزير الداخلية صلاحيات تكاد تكون مطلقة للتعامل مع الموقوفين في محطات البوليس قيد التحقيق، من ضمنها فترات زمنية طويلة المدى بمفهوم القانون البريطاني. وهناك أيضاً من ضمن هذا القانون هناك أوامر تعطي المحقق الحق في التكيّف بالتحقيق فيما بعد توجيه التهمة، وهذه أيضاً مفارقة للقوانين والحريات البريطانية. لأنه عادةً يكون التحقيق إلى مدى معيّن وفترة معينة، ومن ثم يتوقف التحقيق تماماً مع توجيه التهمة.

ريما صالحة: طيب. طالما نحن نتكلم الآن عن الفترة، ضمن القوانين من ضمن قوانين 2005 وقانون مكافحة الإرهاب كان القانون يعتقل به الشخص لمدة 28 يوماً، الآن مشروع القانون الجديد لمدة 42 يوماً هل الاعتراض على المدة القانونية فقط؟ أم هناك نقاط أخرى تشمل هذا القانون تعترضون عليها أيضاً؟

أمجد سلفيتي: يعني هو العبرة ليس بالمدى الزمني فقط، كان بالزمانات القانون يعطي المفتش البوليس في نقاط البوليس قبل الرجوع إلى وزير الداخلية سبعة أيام للتوقيف، ومن ثم 28، ومن ثم الآن 42، طوني بلير أيضاً نادى بـ 96 يوم أعتقد. العبرة هي بالتجاوز أنه أصبح الحق المدني للمواطن البريطاني يعني يمكن تجاوزه من قبل رجل سياسي، وهذا الشيء كبير في بريطانيا وخطير، كما أشارت يعني كثير من المؤسسات والمنظمات الحقوقية والمنظمات التي تطالب بحقوق الإنسان، أن هذا التجاوز خطير لأنه أصبح لا يبالي بحقوق الإنسان، نعم كلنا يسعى لضبط الإرهاب والتعامل مع الإرهاب بشكل حقيقي وفعال، ولكن نحن الآن نرى أن الحكومات في الغرب ومن ضمنها الحكومة البريطانية - كما غيرها - أصبحت تتعدى على الحريات وأصبحت تتعدى على يعني أهم ما تملكه من قيم في مجتمعاتها، وتسخر هذه القيم والحقوق لخدمة ملفات ساخنة أغلبها سياسية وغير واضحة من الناحية القانونية.

القانون الجديد رفاهية بالنسبة لقانون الطوارئ

ريما صالحة: ولكن يعني المشاهد العربي الآن عندما يشاهدك تتكلم أو تتحدث يشعر بنوع من الرفاهية في موضوع الطرح، في البلدان العربية هناك ما يعرف بقانون الطوارئ في بعض هذه البلدان يعتقل الشخص لمدة لا تعرف ربما من شهر أو من يوم وحتى سنين عديدة، ألا تشعر الآن بأنك تتكلم عن مدة يعني ربما 28يوم، 42 يوم وهذه المدة ليست بكثيرة علماً بأن بريطانيا أصلاً في عملية الاعتقال لا تعذب المعتقل؟

أمجد سلفيتي: هو طبعاً يعني الجواب رح يكون على جزئين: الجزء الأول أن المواطن العربي في دولته بأغلب الأحيان رغم أنه غير مرفه ولا يتمتع في أنظمة وتشريعات تضمن له وتكفل له الحقوق ولكنه بالأساس مسلم ذو بشرة سمراء ويتكلم اللغة العربية، وهذا ما يدين أو يلفت الانتباه لأغلب المواطنين ذوي الأصول العربية والشرق أوسطية في بريطانيا، يعني هذه القوانين تستهدف..

ريما صالحة: يعني نحن نتحدث Discrimination أو نوع من أنواع التمييز العنصري إذا صح التعبير؟

أمجد سلفيتي: نعم. هذه القوانين تطلق أو تعطي وزير الداخلية ومن خلاله الأجهزة الأمنية يداً مطلقة في التعامل مع من يشتبه بهم. هناك إحصائيات وهناك تقارير تقول بأن أغلب المشتبه بهم والذين عادةً يتعرضون للاعتقال من قبل أجهزة الشرطة هم يعني شرقيين عرب ومسلمين، هذا يعني من ناحية الجزء الأول.

ريما صالحة: هل حصل هذا الشيء في الآونة الأخيرة بشكل كبير في بريطانيا؟

أمجد سلفيتي: يعني طبيعي إذا وجدتِ الإحصائيات، والإحصائيات موجودة على الأعداد الذين تم اعتقالهم ضمن هذه التشريعات مجموعة التشريعات تجدين أن بأغلبهم مغربيين عرب أو من الشرق الأوسط عراقيين وفلسطينين ومصريين وإلى آخره. فنعم هناك إحصائيات تقول بأن الأغلبية الساحقة من المشتبه بهم هم من أصول عربية ومسلمة، وبالتالي هناك تحسس أن هذه التشريعات ليس الهدف منها فقط التعامل أو حماية الأراضي البريطانية بقدر ماهي التعامل مع عدة ملفات ساخنة وسياسية بالأحرى، واحدة من الملفات التي يتم التعامل أو إيجاد الحلول لها هي ملفات جنائية بحته، أي شرق أوسطي يتم اتهامه بأمور مالية مثلاً ضرائب، كروت ائتمان إلى آخره يتم توجيه تهمة تمويل إرهاب، هذا من ناحية، أيضاً يستخدم قانون الإرهاب لإبعاد كثيرين من الناس هم بالأساس طلبة لجوء يعني طالبين الحماية البريطانية. بكل تأكيد بريطانيا والأراضي البريطانية تعرضت لهجمات إرهابية 7/7 كان يعني شاهد واضح على الهجمات الإرهابية على الأراضي البريطانية هذا غير عمليات ضد مصالح بريطانية مثل تركيا وإلى آخره، لكن مش هذا بيت القصيد. بريطانيا تدفع الثمن ليس لحرياتها واستقبالها واستقطابها يعني رموز للإرهاب بل لتعاونها الأمني مع هؤلاء خلال وجودهم في بريطانيا..

ريما صالحة: كيف؟

أمجد سلفيتي: ومنع التعاون مع السلطات الرسمية للحد من نشاطاتهم على الأراضي البريطانية، كيف؟ كانت هناك دائماً اجتماعات رسمية بين الاستخبارات البريطانية وبين هؤلاء، وهي يعني شيء مكشوف تماماً، والحكومة البريطانية يجب أن تتحمل هذه المسؤولية. مشكلتنا الآن أنه نحن نحاول أن نقول أن هذه حكومة هي اليوم حكومة ولكن يعني في المستقبل ممكن أن تكون معارضة، يعني وبالتالي هذه القرارات أساسية..

ريما صالحة: دعني أعود إلى نقطة بأن بريطانيا تدفع ثمن إيوائها لهؤلاء الأشخاص على أراضيها في هذا الوقت، هل كانت مخطئة في إيوائهم؟

أمجد سلفيتي: يعني كما قلت ليس الإيواء بحد ذاته، لكن عملية التعاون مع هؤلاء، عملية إيحاء..

ريما صالحة: كيف تعاونت معهم؟ ما عم بفهم منك كيف تعاونت؟

أمجد سلفيتي: بكل تأكيد هناك تعاون واضح من الاستخبارات البريطانية كانت دائماً على اتصالات مع هؤلاء الرموز، كانت تستقبلهم وأنا حضرت يعني اجتماعات رسمية تحقيقية..

ريما صالحة: ماذا كان يحصل في هذه الاجتماعات؟

أمجد سلفيتي: تماماً هو يعني أنا عربي وشرق أوسطي وأعرف ما يعني الكلام إذا كان هناك مسؤول استخباراتي بريطاني يقول لك تفعل ما تريد خارج بريطانيا ولكن على الأراضي البريطانية ليس ممكناً ذلك يجب أن تتعاون معنا لحفظ الأمن في بريطانيا. هذا يعني إعطاء إشارة واضحة لهذا الشخص بأنه أحنا لن نمانع إذا تم ارتكاب أي جريمة إرهابية خارج بريطانيا. فبريطانيا أصبحت يعني هي مشجع لحد ما أصبح الأمن البريطاني معرض لهجمات إرهابية.

القانون في مجلس العموم

ريما صالحة: رفض منظمات حقوق الإنسان لقانون الإرهاب الجديد يبدو متوائماً مع قيم الديمقراطية التي يقوم عليها النظام البريطاني ويعتز بها. رغم أن تصرفات بعض المتطرفين الإسلاميين تصر على تقديم صورة سلبية تزيد من مخاوف البريطانيين تجاههم، الجانب الآخر من الصورة حول قانون الإرهاب نجده في مجلس العموم البريطاني ويشرحه إريك جويس عضو مجلس العموم والذي قام بالتصويت مؤيداً لمشروع القانون.

إريك جويس: في الوقت الراهن تعتقد الشرطة وأجهزة الأمن البريطانية ونحن أنه من الضروري حجز المشتبه بهم وعلى الأرجح في حالات استثنائية مدةً تزيد عن 28 يوماً طالما اقتضى الأمر ذلك وبدون توجيه الاتهام لأن العالم بات أكثر تعقيداً وبعض هذه المخططات التي تم الكشف عنها شملت العديد من أجهزة الحاسوب إضافةٍ إلى العديد من الأشخاص في أنحاء العالم.

ريما صالحة: ولكن ألا ترى بأن هذا الموضوع هذا القانون الجديد ممكن أن يكون مجحفاً بحق العرب والمسلمين الموجودين هنا في بريطانيا؟

إريك جويس: حقيقة أن الحريات المدنية تضررت نتيجةً لهذا القانون مسألةٌ هامة. وعلينا أن نتفق بشأنها. لكن علينا أن ندرك أن معظم الناس هنا في بريطانيا وفي العديد من الدول الأوروبية لم يمانعوا في حجز المشتبه بهم لفترات طويلة. وهناك بعض الدول التي تفعل ذلك. لكن في بريطانيا تلك الفترة كانت محددة حتى وقتٍ غير بعيد بأسبوع فقط. ولذلك علينا أن نحقق التوازن بين الحريات المدنية والحاجة للقبض على أولئك الذين قد يرتكبون جرائم بحق مجتمعنا وهنا نعتقد أن تحقيق التوازن يكمن في إقرار مبدأ الحجز لمدة اثنين وأربعين يوماً.

ريما صالحة: جماعات حقوق الإنسان معظم المهتمين بهذا الملف يرون بأن هذا القانون مجحف وهم ضده تماماً، لماذا مصرون أنتم على إقراره؟

إريك جويس: أعتقد أن من الجائز القول إن معظم أولئك الذين تم اعتقالهم حتى الآن كانوا مسلمين، الكثير منهم وليس جميعهم، وهنا علينا أن نتذكر تجربتنا مع الإرهاب في إيرلندا الشمالية، والصحيح أن علينا أن نظهر قدراً من الحساسية فيما يتعلق بهذه المسألة، لكنني أعتقد أن المسلمين في بريطانيا يتفهمون أننا بحاجة إلى فترة حجزٍ أطول للمشتبه بهم ثم القبض على أولئك الذين كانوا يرتكبون أعمالاً إجرامية.

ريما صالحة: سيد جويس البعض يرى أن بريطانيا ساهمت بوجود هؤلاء المتطرفين على أراضيها، وبالتالي كانت تعطي لهم - إذا صح التعبير - الموافقة على فعل ما يريدونه خارج بريطانيا، ولكن أن يكون الأمن مستتباً على الأراضي البريطانية. هل أنت موافق على هذا القول؟ هل فعلاً بريطانيا ساهمت بإعطاء الحرية الكاملة لهؤلاء على الأراضي البريطانية؟

إريك جويس: أعتقد أن هذا الاستنتاج كان صحيحاً في الماضي عندما كنا متسامحين ومتساهلين هنا في بريطانيا وفي فرنسا أيضاً مع أولئك المنشقين الذين فروا من دولٍ غير ديمقراطية إلى لندن أو غيرها من العواصم الأوروبية. لكن الأمر تبدل مع القاعدة حيث توجب علينا تبني مبادئ مختلفة واعتبار أن القاعدة استغلت تسامحنا وأقدمت على ارتكاب أعمال عنفٍ بشعة وبالتالي كان علينا أن نجري تعديلات على القوانين عندنا.

ريما صالحة: بريطانيا واجهت تاريخاً طويلاً مع الجيش الجمهوري الإيرلندي، لماذا لم يتم تشريع مثل هذا القانون مع هؤلاء الأشخاص وإنما القانون شرع بالنسبة للعرب والمسلمين؟

إريك جويس: عقب واحدةٍ من أبشع الجرائم التي ارتكبتها عناصر الجيش الجمهوري الإيرلندي خلال الأعوام الماضية جرى اعتقال العديد من المشتبه بهم وتمت إدانتهم، اليوم ومع القاعدة هناك المئات من أجهزة الحاسوب التي تنتشر في أنحاء العالم وأولئك الذين لهم علاقة قد يكونون منتشرين في أنحاء العالم. فيما مضى كانت الوقت المتاح ملائماً لكي يتسنى اعتقال شخص ما، أما اليوم فهناك مئات الأجهزة وربما مئات الأشخاص المنتشرين في أنحاء العالم ولا يمكن فحصها خلال سبعة أيام فقط، لقد شعرنا أننا بحاجةٍ الآن إلى مزيد من الوقت ولذلك سعينا لتحقيق التوازن المطلوب الذي أشرت إليه آنفاً وهو الحجز لمدة 42 يوماً.

ريما صالحة: ولكن ألا تعتقد أن 28 يوماً سيد جويس يكفي لأن يتم أخذ جميع المعلومات عن المعتقل وبالتالي فهم إذا كان هو متورط أم لا، ومدة 42 يوم هي مدة طويلة جداً وبالتالي ما الاستفادة منها؟

إريك جويس: حسناً يمكنك القول أن سبعة أيام تعد انتهاكاً لحرية المرء الشخصية، يمكنك القول أننا نؤثر على الحريات المدنية، وقد يتساءل البعض لماذا فترة 42 يوماً؟ لكن علينا أن نتذكر أنه خلال الفترة الماضية كان عدد أجهزة الحاسوب والتي تم العثور عليها ولها علاقة بمشتبه بهم هائلاً لدرجة لم تتمكن خلالها أجهزة الأمن من فحصها خلال الفترة المسموح بها، إضافة إلى حقيقة أن هذه الأجهزة تنتشر في أنحاء العالم، طبعاً لم يدر الحديث حول تمديد تلك الفترة إلى ستين أو سبعين يوماً، بل شعرنا بالحاجة إلى بضعة أيام تضاف إلى الثمانية والعشرين يوماً، والشيء المهم هنا هو العديد من الإجراءات الاحترازية فالمحكمة المختصة هي التي ستوافق على تمديد فترة الحجز كل بضعة أيام بالاتفاق مع النيابة العامة كما أن بعض الحالات قد تتطلب الرجوع لمجلس العموم، هناك العديد من الإجراءات التي ستكفل قانونية حجز المشتبه بهم، لا بد أن يقبل القضاة بأن هناك شيئاً ما يستحق البحث والتدقيق.

ريما صالحة: في حال خرج هذا المتهم وهو بريء ما الذي يمكن أن تفعله الحكومة البريطانية في هذا القانون، هل سيتم تعويضه مادياً أم فقط سيكون هناك اعتذار منه على الاشبتاه به ووضع 42 يوماً؟

إريك جويس: حسناً. محمد سروار العضو المسلم في مجلس العموم وهو أحد ثلاثة من أعضاء مجلس العموم المسلمين الأربعة صوّتوا لصالح هذا التشريع، وحتى اليوم لم يتم التوصل لاتفاق بهذا الشأن، ورئيس الحكومة لم يتخذ قراره بعد بأنه سيتم التوصل لاتفاقٍ بشأن التعويض.

 هل أخطأت بريطانيا بإيواء المتطرفين؟

ريما صالحة: ألا تعتقد بأن بريطانيا أخطأت بوجود متطرفين على أراضيها وبالتالي عاملت المسلمين المعتدلين كما عاملت المتطرفين، بمعنى أن المسلمين المعتدلين يدفعون ثمن وجود هؤلاء الأشخاص على الأراضي البريطانية بموافقة السلطات البريطانية؟

إريك جويس: حسناً لقد عانى المسلمون من تبعات الأعمال الإرهابية، وعلينا جميعاً أن ندرك ذلك، وبالطبع فإن الأغلبية العظمى من المسلمين لا يدعمون الأعمال الإرهابية، البعض قد يكونون دخلوا بريطانيا بشكلٍ غير قانوني أو يحملون أسماءً مزيّفة، والبعض منهم قد يكونون تبنوا أفكاراً متشددة وأصبحوا إرهابيين محتملين في مراحل لاحقة. فبريطانيا كما تعلمين دولةٌ منفتحة، والأمر لا يتعلق بالسماح للناس بدخول بريطانيا واعتبار ذلك خطأً، هناك من يدخل بريطانيا بشكل قانوني كطالبي اللجوء السياسي على سبيل المثال، وقد حصلوا على حق اللجوء أو لم يحصلوا عليه، وفيما بعد باتوا مشتبهاً بهم، وبأنهم فيما بعد قد يرتكبون أعمالاً إرهابية، بريطانيا دولةٌ مفتوحة على العالم وقد يعبر حدودها يوماً ما من يضمرون الشر بالآخرين.

ريما صالحة: الكل يعلم بأن بريطانيا لا يوجد فيها تعذيب جسدي، ولكن هذا تعذيب نفسي، ألست موافقاً بأنه تعذيب نفسي؟

إريك جويس: كلا ليس كذلك. التعذيب يحدث عندما تلحق ضرراً جسدياً بالآخرين أو تحتجزهم في ظروف غير آدمية، وأعتقد أن معظم الناس يدركون معنى التعذيب، التعذيب لا علاقة به بالحجز الطارئ في ظروف إنسانية وسجون اعتيادية.

ريما صالحة: كيف لا سيد جويس ليس تعذيباً نفسياً وأنت تعتقل شخصاً لمدة 42 يوماً لا يلتقي بأحد وموجود في مكان لا يعلم حتى أين هو، وفقط هناك محقق يحقق معه ليلاً نهاراً حتى ولو لم يعذبه تعذيباً جسدياً؟ هل جربت أن تجلس لمدة 42 يوماً ليس في مكان لا تعرفه ولكن حتى في مكتبك دون أن تتصل بأحد ولا أحد يتصل بك ولا تقابل أحداً ولا أحد يقابلك؟

إريك جويس: كلا. لم أمكث شخصياً في مكتبي 42 يوماً. كما أنهم لم يشتبهوا في أنني أشكل خطراً على هذا المجتمع. وبالتالي لم أكن محتجزاً بشكل مؤقت وقيد التحقيق. لكن قرار الحجز هنا لدواعٍ أمنية وأفترض أن القضاء سيكون صاحب القرار، وسيتوجب على الشرطة كل بضعة أيام إقناع المحكمة بالحاجة لتمديد فترة الحجز وتوضيح أسباب ذلك، كما ستعقد جلسات استماع في مجلس النواب وإن كانت نادرة متى ما تطلب الأمر ذلك، فحجز أي سجين لا يمثل تعذيباً وإذا ما اعتبرنا أن الحجز بحد ذاته يمثل تعذيباً في أي مجتمع من المجتمعات فلن يكون لدينا سجناء ولا سجون على الإطلاق.

ريما صالحة: ولكن ورغم أن مجلس العموم البريطاني قام بالتصويت لصالح القانون بفارقٍ ضئيل، إلا أن معركة قانون الإرهاب انتقلت إلى مجلس اللوردات ولا يبدو أنها ستكون معركةً سهلة.

اللورد أحمد (عضو مجلس اللوردات البريطاني): مجلس اللوردات بالتأكيد سيرفض هذا التشريع، وبالفعل خلال قراءتنا الثانية للمشروع ظهرت أصوات المعارضة، وعندما يلتئم المجلس خلال فصل الخريف أنا واثق من أننا سنعمل على إعاقة هذا التشريع في مجلس اللوردات وسيعود مجدداً إلى مجلس العموم، السبيل الوحيد الذي أعتقد أن الحكومة سيتسنى لها من خلاله تمرير التشريع بتبنى قرار مجلس العموم خلال فترة عام، لكنني أعتقد أن الأمر لن يكون هيناً، وهذا ربما هو ما دفع الحكومة لتأجيل جلسة الافتتاح. لكن هذا العام ستتم خلال شهر ديسمبر لأن الحكومة تدرك أن هناك اختلافاً في وجهات النظر بين المجلسين. يمكنني القول أن هناك شعوراً قوياً داخل مجلس اللورادت واستناداً إلى قواعد الحرية وحقوق الإنسان بأنه لا حاجة لمثل هذا التشريع وأن هناك جماعات ما داخل المجتمع البريطاني ستشعر بالأذى. السبيل الوحيد إذا ما أردت بالفعل كسب قول وأفئدة الناس هو العمل معهم بدلاً من استهدافهم والتقليل من أهميتهم، وهذا هو باعتقادي ما يدفع الكثير من الناس لمعارضة هذا التشريع.

ريما صالحة: هذه كانت بعض آراء المؤيدين والمعارضين في جمعيات حقوق الإنسان وفي البرلمان البريطاني ومجلس اللوردات. دعونا نتوقف لفاصل قصير نتابع بعده لقاء مع أصولي بريطاني تعرض للاعتقال قبل أن يفرج عنه فيما بعد، كيف ينظر لقانون مكافحة الإرهاب في بريطانيا.

قصة "أبو يحيى" الأصولي البريطاني مع التحقيق

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): أنا من أصول بنغلاديشية وعشت في بريطانيا معظم حياتي منذ أن كنت في السابعة من العمر، ذهبت في إجازة لزيارة لبنان لبضعة أسابيع وعندما خضعت للتحقيق وهذا بسبب البيئة التي نعيش فيها، أي إذا قام مسلم بزيارة إحدى الدول العربية أو كان ملتحياً فينظر إليه على أنه إرهابي، هذا هو حال المسلمين عندما يعودون إلى المملكة المتحدة فهم يخضعون للتحقيق والتفتيش والمساءلة وقد تمتد لساعات.

ريما صالحة: وماذا حدث؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): وعندما عدت من لبنان تم استجوابي في المطار لمدة 6 إلى 7 ساعات، وأطلق سراحي بعد انتهاء التفتيش بثماني ساعات، وتم اعتقالي بعدها بأسبوعين بسبب ما سموه التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية، وقد تمت مداهمة منزلي في الخامسة صباحاً عندما كانت أسرتي هناك، الأمر الذي انعكس عليها سلبياً ولا أرى أنه من المناسب أن يقرع الباب على أي أحد من قبل 50 عنصراً أمنياً وتم احتجازي في قسم الشرطة في الحجز الانفرادي لمدة ستة أيام ونصف اليوم خضعت خلالاها لاستجوابات كاملة من قبل مسؤولين عن مجابهة الإرهاب، وبعد أن أدركوا أنه لا يوجد أي دليل ضدي بالقيام بأي عمل إرهابي تم إطلاق سراحي، هذه هي الأشياء التي على المسلمين أن يتوقعوا حدوثها هذه الأيام، فلو ذهبت لأداء فريضة العمرة في السعودية لا تتوقعي أن تعودي إلى هنا بطريقة سلسة بعد رحلة مدتها 14 ساعة، بل ستخضعين للاستجواب، ناهيك عن المعاناة التي قد تتعرضين لها لأنك مسلمة وبسبب الأجواء التي نعيشها ونحن نقول لغير المسلمين أنهم إذا كانوا لا يشعرون بالأمن، وأن هناك مخاوف من ارتكاب أعمال إرهابية هنا بسبب ما يرونه في الخارج فعليهم أن يتوقفوا عن احتلال الأراضي الإسلامية والعراق وأفغانستان، بعدها سوف ينعمون بالأمن ونحن كمسلمين بات لزاماً علينا أن نتوقع حدوث ذلك معنا، هذا ما نسمعه في وسائل الإعلام هنا التي تقول أنه إذا كنت مسلماً فمن المرجح أن تكون عرضة للتوقيف وإن كنت تحمل هاتفاً خليوياً وجهاز كومبيوتر محمولاً فستعتبر إرهابياً. هذه هي الأشياء التي تتوقعينها من غير المسلمين، وإذا ما أرادوا تحسين الأمن هنا فعليهم أولاً الخروج من الدول الإسلامية وسينعمون بعدها بالأمن كما كان الأمر في السابق.

ريما صالحة: والآن ما يحدث أبو يحيى؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): أطلقوا سراحي يعد 6 أيام ونصف اليوم بسبب عدم توفر الأدلة، وقالوا أن التحريات ستكون مستمرة، هذا أمر شائع بين الجاليات الإسلامية هنا، سمعنا كثيراً عن محاولات إرهابية تحدثوا عنها هنا مثل محاولة تفجير خطوط الطيران وهذا غير صحيح لأنه إذا قام أي مسلم بتصفح الإنترنت أو الدخول إلى أي موقع إسلامي فسينظر إليه على أنه إرهابي أو يخطط لعمل إرهابي. أما لو قام شخص غير مسلم بتلك الأمور سيفسر أنه صحفي أو باحث، في حين لو قام مسلم بتصفح الإنترنت لمعرفة أحوال إخوانه في العراق أو أفغانستان فهو إرهابي وقد يودي به للحبس في سجن انفرادي كما حدث معي.

ريما صالحة: أنتم تطلقون على أنفسكم الغرباء ربما، ما هو الاسم الذي تطلقونه؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): نطلق على أنفسنا أهل السنة والجماعة وهي كناية عن الرسول والصحابة. وكل من يسير على هذا الدرب يعد نفسه أن يسير على نهج أهل السنة بصرف النظر عن وجوده سواء كان في بريطانيا، أميركا، أفغانستان، أو العراق فهو من أهل السنة طالما يفهم القرآن الكريم.

ريما صالحة: تواجه أي مشكلة هنا؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): نعم. لأن البريطانيين والجيش البريطاني ما زال في بلادنا الإسلامية، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "المسلمون أمة واحدة من دون الناس". وأنا بالتالي أشعر بآلام إخواني في أفغانستان ما يدفعني للحديث عن قضيتهم، الأمر الذي بات يعتبر عملاً إرهابياً إذا تحدثت عن إخواني الذين قتلوا في أفغانستان.

ريما صالحة: كم سنة وأنت هنا؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): أتيت إلى هذه البلاد عندما كنت في السابعة من عمري، وتدرجت في التعليم من الابتدائية حتى الثانوية وصولاً للجامعة وبدأت العمل في الدوائر المحلية، قضيت معظم عمري هنا وأتحدث اللغة الإنجليزية.

ريما صالحة: هل أنت متزوج؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): نعم أنا متزوج.

ريما صالحة: زوجتك هنا أيضاً؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): نعم.

ريما صالحة: نعم. هل ذهبت إلى أفغانستان؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): كلا لم أذهب لأفغانستان. ذهبت إلى لبنان بغرض الزيارة.

ريما صالحة: فقط لبنان؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): كلا في تلك الفترة كنت شاباً صغيراً إبان الحرب الأفغانية لكن كل من ذهب إلى هناك قد حظي بالبركة فهم بين صفوف المجاهدين والشهداء.

ريما صالحة: حادثة 7/7 في لندن. ماذا تعتقد حولها؟ هو ليس جهاداً. هل تعتقد أنه جهاد؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): أقول أن حادثة 7 يوليو كانت ردة فعل لاحتلال الأراضي الإسلامية وقد مر عليها عشر سنوات الآن. ولم علينا أن نتوقع وقوع حادثة مشابهة الآن؟ في السابق كانت هذه الدولة محتلة لأراضي إسلامية وما شبه ذلك وبالنسبة لي لا تفيد الإدانة بشيء، علينا أن ننظر إلى الماضي ونستخلص العبر والاستفادة منها، وما الذي بمقدورنا أن نفعله للحيلولة دون وقوع أحداث 7 يوليو جديدة، لأنني قد أكون أنا أحد راكبي القطار في المرة القادمة وأنا أعيش في منطقة خاضعة لرقابة أمنية شديدة؟

ريما صالحة: هل تعتقد أن هناك مشكلة للمسلمين والعرب هنا قبل 7/7؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): لقد بدأ احتلال العراق قبيل أحداث 7 يوليو لأن المسلمين شعروا بمعاناة إخوانهم في العراق وأفغانستان وهذا ما قاله لنا محمد صديق خان وتنوير في وصيتهما وما دفعهما لارتكاب أحداث 7 يوليو. بسبب احتلال الأراضي الإسلامية وإلحاق الأذى بالمسلمين.

ريما صالحة: عندما تذهب إلى المسجد هل تجد أي مشاكل؟

أبو يحيى (أصولي بريطاني تعرض للاعتقال): معظم المساجد هنا تخضع لسيطرة الحكومة. ومعظم أئمة المساجد لهم ارتباط بالحكومة. والمسلمون هنا يخشون التحدث عن قضايا إخوانهم المسلمين بسبب قوانين مكافحة الإرهاب، بل يتحدثون عن مواضيع عادية مثل الوضوء، في الوقت الذي يتوجب الحديث عن الأمة الإسلامية واحتلالها.

ريما صالحة: وإلى هنا أيضاً انتهى لقاؤنا مع أبو يحيى الأصولي البريطاني الجنسية والذي تعرض للاعتقال بموجب قوانين الإرهاب ثم أطلق سراحه بعد أيام، نتوقف أيضاً لفاصل قصير نتابع بعده لقاء مع محامي بريطاني من أصل عربي يحمل لقب مستشار الملكة القانوني وفي نفس الوقت هو متخصصٌ في الدفاع عن المعتقلين في قضايا التطرف الإسلامي، ماذا يقول عن قانون مكافحة الإرهاب؟ نتابع بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

ريما صالحة: أرحب بك أستاذ ميشيل عبد المسيح أنت المحامي في بريطانيا وأظن بأنك متخصص في شؤون الإرهاب أو في كل شيء، ولكن تحديداً هناك الكثير من القضايا المتعلقة بالإرهاب تستلمها، أيضاً تحمل لقب المستشار القانوني للملكة وحاصل على أفضل محامي في بريطانيا هذا العام. أهلاً بك في صناعة الموت مع العربية.

ميشيل عبد المسيح: مرحبا أهلاً أهلاً ست ريما. مسيحي يحامي عن متهمين بالتطرف والإرهاب

ريما صالحة: أبدأ معك سؤال بديهي يعني، من يعني الأستاذ ميشيل عبد المسيح طبعاً حتى لو ما كنت أريد أن أتكلم في الطائفية ولكنك طبعاً من الطائفة المسيحية، ولكن أكثر القضايا التي تأتيك هم من المتطرفين الإسلاميين كيف؟

ميشيل عبد المسيح: أنا محامي جنائي وبدأت مهنتي في تخصصي في القضايا الجنائية وفي القانون في بريطانيا بالذات يعني الشهرة تبدأ حسب القضايا اللي قمت فيها، وفي الواقع بدأت في الدفاع عن القضايا التي تسمى بالإرهابية قبل 25 سنة لما دافعت عن القضايا الإيرلندية الكبرى، الجيش الجمهوري الإيرلندي. ودافعت عن عدة من قضاياهم وأهمها كانت قضية تفجير فندق الجراند هوتيل اللي كانت قد تكون ذهبت ضحيته مسز تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا. فكان في عندي خبرة بهذا المجال، وصار عندي نوع من التخصص في هذا المجال وطبعاً شخص يسمع أنك أنت قمت بهذه الأعمال فتطور.. أنا لا أقبل كوني من أصل مسيحي أن هذا له أي تأثير كما تعلمين، أنا فلسطيني من مواليد القدس وشخصيتي الفلسطينية تطغى على أي شيء ثاني ومعروف في الساحة أنني إنسان عندي مواقف معينة وعندي شهرة بالفروسية في المحكمة، فهذه هي يعني تلخيص لما..

ريما صالحة: ولكن أنا سألت عن الطائفة فقط لأنك تعلم من يحملون هذا الفكر يعادون الجميع، كيف ترافعت عن مثل هذه القضايا؟ كيف استطعت أن تحصل على ثقة هؤلاء؟

ميشيل عبد المسيح: أولاً في بريطانيا بالذات موضوع الدين لا أهمية له أبداً. ثانياً الموكلين اللي طلبوا مني أن أرافع عنهم في عدة قضايا وإن كان بعضهم من أصل كاثوليكي ويجب أن لا ننسى هذا، كل الجيش الجمهوري كانوا كاثوليكيين، وفي حالياً موجة من الشباب اللي هم طبعاً إسلاميين، هذا لا يعني له أي تأثير أبداً في الموضوع أبداً، وتقوم بواجبك القانوني والمهني على أبعد الحدود. والثقة طبعاً في كثير ناس عندهم بعض الآراء السياسية المعينة ولكن هذا لا يعني أن الناس تذهب لهم أو تؤم لهم لأن النظرة تكون حسب ما هو شهرة الشخص في إمكانيته بالمرافعة..

ريما صالحة: غير الجيش الجمهوري الإيرلندي، أنت تترافع الآن أيضاً عن متطرفين إسلاميين مدانين بعمليات ربما أو متهمين..

ميشيل عبد المسيح: متهمون.

ريما صالحة: متهمون في قضايا تتعلق بالإرهاب؟

ميشيل عبد المسيح: اسمحي لي خليني أوضح الصورة. في بريطانيا بالذات القانون واضحاً جداً، أن أي شخص متهم بأي جريمة إن كانت قتل أو سرقة بسيطة أو قتل متعمد أو قضايا إرهابية، كل شخص القانون ينظر له أنه بريء من هذه التهم حتى تثبت التهمة. وهذه قضية مهمة جداً. فالشخص أنه بيحسّ أنه هو يعني اتهم هذا لا يعني أنه مذنب. فقد يأتي برد كامل للتهم التي توجه ضده. فمثلاً في الصيف الماضي كنت بالدفاع عن مجموعة من الطلبة الإسلاميين والادعاء كان صمم وقرر أن يضعهم أمام القضاء على أساس أن لهم اتصالات بالإرهاب، إنما في آخر المطاف انتصرنا في المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف كما قرأت في الصحف وتغيّر الحكم فهذا والطلبة عادوا إلى دراساتهم فهنالك يجب أن نكون واعين جداً أن لا نضع الجميع بنفس..

ريما صالحة: هل القانون مجحف بحق العرب والمسلمين الآن في بريطانيا؟

ميشيل عبد المسيح: أنا أعتقد أنه بدون شك في بريطانيا حالياً هنالك موجة سياسية قوية تقوم الحكومة برد فعل لرد الكلام على من يقول أن الحكومة لا تقوم بجهد جبار لرد الحملة الإرهابية في بريطانيا، أنا لا أعتقد في الواقع أن القانون كقانون أنه منحاز لطائفة أو لأخرى. إنما الواقع الذي نعيشه هنالك في حملة ممكن نسميها نوعاً ما هيستيرية نوعاً ما، لماذا؟ لأن هنالك ردود فعل تكون زي نوع من الريفليكس أنك أنت شخص من أصل معيّن الشبه تتكوم ضدك. وطبعاً نحن كمحامين في بريطانيا من واجبنا الأول أن ندافع عن أي شخص وأن نشدد على حقه بالحصول على محاكمة شريفة ونزيهة.

ريما صالحة: طب أستاذ ميشيل قلت لي في البداية بأنك كنت تدافع عمن كانوا في الجيش الجمهوري الإيرلندي..

ميشيل عبد المسيح: المتهمون.

ريما صالحة: المتهمون، بحكم خبرتك في هذا المجال والسنين الطويلة التي عايشتها في المحكمة من خلال هكذا قضايا، هل ترى بأن هناك اختلاف في طريقة المحاكمة بين المتهمين المتعلقين بالجيش الجمهوري الإيرلندي والمتهمين المسلمين الذين يحاكمون بتهم إرهابية؟

ميشيل عبد المسيح: يعني أنا بالواقع لأني عشت هاتين المرحلتين لما كانت هنالك طبعاً ردود فعل كانت هناك قضايا عديدة ومشهورة في بريطانيا، حيث تمت عدة قضايا منها إنما العديد من الإيرلنديين الذين وجدوا كانوا يعني المحكمة لقيتهم مذنبين في الواقع بعد 16 سنة وما هنالك أثبتت أنه كانت هنالك تهم عليهم فاشلة. ولكن في ذاك الوقت كان رد الفعل الشعبي طبعاً متعصب ضد الكاثوليك، مع أنه طبعاً هم مسيحيين، وكانت هناك ردة فعل قوية جداً ضد هذه الحركة، ولكن القضاء واجبه والمحامون واجبهم أن يحموا المتهم مهما كانت الموجة العصبية التي تمر بها المنطقة أو البلد في ذاك الوقت. فمن واجب المحامي أن يقوم ومن إحدى القسم اللي أحنا نأخذه كمحامين أنك أنت تدافعين بدون خوف من القاضي أو السلطة حينما تدافعين عن موكلك مهما كانت التهمة ضده. وهذه النقطة أساسية جداً في قانون البريطاني. الممارسة.

ريما صالحة: أيهما أصعب الحالة الأولى أو الحالة الثانية خاصةً إذا ما ذكرنا الجيش الجمهوي الإيرلندي كانت تتعلق حالتهم ببريطانيا؟ الآن نحن نتحدث عن إرهاب يكافحه أو تكافحه جميع الدول هل المرحلة الآن أصبحت أصعب؟

ميشيل عبد المسيح: كما تعلمين أن الجيش الإيرلندي كان متهماً أيضاً في عمليات مثلاً من جنوب أميركا للحصول على السلاح لعدة مناطق في الشرق الأوسط، يعني القضايا يعني أعيد الكلام والتشديد على ذلك أنه في بريطانيا القوانين واضحة، لا تميز القوانين، الذي يحدث في بعض الأحوال أنه تكون هناك عصبية رد فعلية من هيئة المحلفين، لأنه كما تعلمين في بريطانيا القضايا الجنائية تبث ليس القاضي الذي يقرر إذا الإنسان مذنب أو غير مذنب، هي هيئة محلفين مختارة من عامة الناس، وعامة الناس في بريطانيا كما تعلمين يتواجد فيها العدد الكبير من المسلمين، فقد تجدين في هيئة محلفين مكونة من 12 شخص قد تجدين هندوسي قد تجدين ثلاث مسلمين قد تجدين أربعة مسيحيين وثلاثة لا دين لهم أو وثنيين. فيعني قيمة هيئة المحلفين في النظام البريطاني الأنكلوسكسوني بالذات قيمته وجرأته أن هيئة المحلفين قد يعني تكوينها العنصر المكون من عدة شخصيات ومن عدة جنسيات وطوائف هذا يعني أن إمكانية رد الفعل العاطفي يكون خف لأنه قد تجد ثلاث مسلمين على هيئة المحلفين من 12 فقد يحدّ بسرعة على أي ردود فعل عنصرية من طرف آخر.

ريما صالحة: طيب أستاذ ميشيل هناك قانون جديد الآن في 2005 كان في هناك قانون يتعلق بمكافحة الإرهاب. الآن هناك قانون جديد هناك مسودة مشروع لقانون يعني المتهم يعتقل لمدة 28 يوم كان في الأول، الآن المشروع يتحدث عن اعتقال لمدة 42 يوماً ما رأيك في هذا القانون؟ وهل ممكن برأيك أي يمرر في مجلس اللوردات بعد أن تم الموافقة عليه في البرلمان؟

ميشيل عبد المسيح: البرلمان لم.. مع احترامي هو مجلس العموم هو اللي أقر القرار بأكثرية ضئيلة جداً.

ريما صالحة: صحيح.

ميشيل عبد المسيح: ويقال أن الحكومة اشترت هذه الأصوات من الحزب المتطرف اليميني من إيرلندا الشمالية. فالواقع أن هذا لا يحدث. إنما في مجلس اللوردات توقعاتي أن مجلس اللورادت سيرفض هذا القانون. وإذا نظرنا إلى هذا القانون في الواقع أن لا أساس له بالقانون ولا تطبيق، لأنه في بريطانيا بعكس عدة بلدان ثانية، الشرطة لا تلقي القبض على الشخص إلا إذا كان عندها الدليل والكفاية من الأدلة لإلقاء القبض عليه.

ريما صالحة: ولكن الآن يتحدثون في موجب هذا القانون إذا أقر بأن أي شخص مشتبه به يحق لهم بأن يتم اعتقاله والتحقيق معه لمدة 42 يوماً بدون أن يرى أهله ولا محامي له؟

ميشيل عبد المسيح: لا لا لا هذا كلام فارغ جداً هذا ليس مطروحاً.

ريما صالحة: اليوم تحدثت إلى عضو برلماني وهو ممن وافقوا. أنا أسأل هل هذا قانوني هل ممكن؟

ميشيل عبد المسيح: لا لا اسمحي لي أؤكد لك أن القانون المقترح وهو ليس مسودة القانون كما تفضلتِ المقترح حالياً. يجب أن نميز بين ما يسمى بالإنجليزي إبقاء شخص..

ريما صالحة: قيد الرهينة

ميشيل عبد المسيح: قيد إقامة يعني ولكن في النقاش الحالي 42 يوم إبقاؤه في نقطة الشرطة للاستجواب، القانون الحالي لحظة ما يلقي القبض الشرطي على أي فرد مهما كان أصله وجنسه وفصله من حقه الأزلي الذي لا يمكن أن يتغيّر هو وجود بجنبه وبلحظة إلقاء القبض عليه محامي متمرس في هذه المهنة، ويجلس معه خلال كل الاستجوابات، وإذا خرق هذا القانون المحكمة ترفض استلام أي إفادة من هذا الطرف. فالقوانين البريطانية تطورت مع الزمن أيام الإيرلنديين لم تكن هنالك الموضوع. هذا كان موجود بس حالياً الحقوق الموجودة للمتهمين مهما كانت جنسياتهم قوية جداً.

ريما صالحة: ولكن هم يتحدثون في مشروع مسودة المشروع هذا بأنهم حتى المحامي لا يمكن أن يكون..

ميشيل عبد المسيح: لا لا آسف.

ريما صالحة: هل في حال طبق هذا الأمر ممكن أن يكون هناك صراع بين السلطة القضائية والسلطة التشريعية؟

ميشيل عبد المسيح: أنا بقناعتي التامة من رابع المستحيلات أن يدخل هذا القانون أو يتم لأنك حتى إذا من ناحية نظرية القانون البريطاني أقر هذا القانون، هنالك ستكون محاولة طعنه ليس فقط أمام المحاكم البريطانية، ولكن حتى إذا فشلنا في هذا المجال هنالك المحاكم الأوروبية المحكمة الأوروبية فأنا يعني من رابع المستحيلات، لأن هذا انتهاك صحيح لكل القوانين والتطبيقات ليس النظرية كما في عدة بلدان. في بريطانيا القوانين تحترم وتطبق. طبعاً هناك سامحيني هناك بصير في بعض الأحوال كما في أي حالة القانون يبث ألف، باء، تاء طبعاً هناك بيصير في أحوال معينة

ريما صالحة: الأحوال الشاذة.

ميشيل عبد المسيح: الشاذة.

ريما صالحة: وإلى هنا تنتهي هذه الحلقة من برنامج صناعة الموت لكم تحيتي وتحية فريق العمل ودائماً في صناعة الموت من العربية معاً نصنع الحياة. إلى اللقاء.

المهمة الرئاسية الصعبة تقضي على نقاط الضعف

في «كلام متأخر وبارد» على حصيلة «حرب البيان الوزاري»، تساوى تبرير تراجع الاكثرية عما كانت تتطلع اليه، مع تراجع حزب الله وحلفائه عما كانوا يأملون به. وفي الحالين لم تحقق قوى 14 اذار غاية تمسكها بمرجعية الدولة. كذلك، لم تقدر قوى 8 اذار على ان تستمر في مشروعها المعارض في المطلق، الامر الذي يعني ان القضايا العامة مرهونة بما قد يطرأ في حال خرج احد على مضمون البيان بما يتجاوز الكلام؟!

اما الذين يعولون على عرض عضلاتهم في جلسة الثقة، فليسوا اكثر من «رجع صدى» لمن لا تأثير له، خصوصا ان هناك اجماعا على توقع انضباط سياسي لن تتجاوز هدنته معركة الانتخابات النيابية، طبعا بعد اقرار مشروع القانون في الحد الادنى مما لا يشكل تحديا لأحد!

وتجدر الاشارة هنا الى ان الترابط القائم بين مشاكل البلد سيفعل فعله عندما يحين أوان الاحتكام الى صندوقة الاقتراع، حيث لا بد عندها من حسابات قد تكون واضحة في هذا الاتجاه او ذاك، حتى ان كانت ستقتصر على معارك معينة وتحالفات معينة ومناطق معينة. اي انها لن تصل الى حدود «تعميم التوقعات» في مناطق الثقل الشيعي، وهذا ما على الجميع اخذه في الاعتبار منذ الآن (...).

اما الجديد الآخر المرشح لأن يستقطب الاضواء السياسية والشعبية، فهو الاستعداد الذي اظهره رئيس الجمهورية ولا يتوانى عن ترداده مرارا في مناسبات سياسية، بالنسبة الى ما ينتظر الحصول عليه من وراء زيارته الى سورية.

لا سيما ان المطلوب واضح ولا يحتمل التذاكي، وهو: اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين. ترسيم الحدود من الشمال الى الجنوب او بالعكس لا فرق، الاعتراف الموثق والمكتوب بلبنانية مزارع شبعا، مراقبة الحدود بما لا يسمح بحصول مخالفات عبور وتسلل وتمرير غير شرعي بين البلدين.

وثمة نقطة اساسية اخرى من ضمن ما يعول عليه الرئيس ميشال سليمان في «مسعاه التقاربي - التصحيحي»، هي معرفة مصير، مئات من اللبنانيين الذين تؤكد معلومات رسمية ومعلومات ذويهم انهم في معتقلات سورية. في ما كان قد صدر اكثر من بيان رسمي عن السلطة السورية ينفي ذلك، طبعا باستثناء بعض من يمضي فترة محكوميته من لبنانيين ارتكبوا مخالفات عبور وتهريب وما شابه..

وبالنسبة الى هذا الموضوع بالذات من الصعب، بل من المستحيل، حل تعقيداته عبر اعلان مختلف لا يشير الى اثر لهم ويقتصر على اسماء مهربين ومخالفين قد يدرجون في لائحة لا علاقة لها بمطالب الاهالي وبالوثائق الرسمية والاسمية لمن قيل ويقال عنهم انهم في صلب لائحة المعتقلين في السجون السورية!

وما يقال عن كل ما سبق، سيقال بالضرورة ازاء ما سيكون بوسع الرئيس سليمان انجازه، حيث يجب التذكير في هذا الصدد بوجود اكثر من نظرة لبنانية الى العلاقة مع سورية. كذلك، وجود اكثر من نظرة سورية الى العلاقة مع لبنان وهذا عائد الى تاريخ طويل وحافل من العلاقة الشخصية والمشبوهة التي طبعت المرحلة الطويلة من الوجود السوري في لبنان، من مطلع السبعينات الى مطلع العام 2005 (...).

واذا كان هناك من يعول على الاكتفاء بتبويس اللحى وتبادل القبلات من دون نتائج عملية وملموسة، لا بد وانه سيصطدم بالمزيد من التشنج اللبناني - السوري المتبادل، خصوصا ان السلبية المكرسة هذه الايام بين فريق من اللبنانيين مع القيادة السورية، ستطاول الرئاسة اللبنانية الاولى، بعدما تحدث رئيس الجمهورية عما يشبه الرهان على حصوله من دمشق على كل ما سيطلبه. وما يقال عن قدرة الرئيس سليمان على طي الصفحة السوداء مع السوريين، سيكون مطالبا في المقابل بطي الصفحة السوداء بين اللبنانيين. وهي امور مرتبطة ببعضها ان لجهة ابعاد قوى 14 اذار عن الاصطفاف المعادي للنظام السوري، او لجهة ابعاد قوى 8 اذار عن اعتبارهم صفا سورياً متميزا في لبنان! وفي حال امكن للرئيس ميشال سليمان تصحيح الخلل العام في العلاقة بين لبنان وسورية، بحسب ما يتوقعه وما يأمله من الرئيس بشار الاسد، فإنه سيكون عند حسن ظن جميع اللبنانيين، الامر الذي سيؤهله لأن يضبط الايقاع اللبناني العام في الاتجاه الذي يبقي الحركة السياسية الداخلية محسوبة بدقة وبعيدة تماما عن المؤثرات الاقليمية والدولية. وهذا رهان صعب غير انه غير مستحيل في حال انتجت الزيارة الرئاسية الى سورية ما يعول رئيس الجمهورية عليه.. وما يأمله كل من له علاقة بالوضع العام في البلد؟!