المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم الجمعة 8 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .15-12:14

وقالَ أَيضاً لِلَّذي دَعاه: «إِذا صَنَعتَ غَداءً أَو عَشاءً، فلا تَدْعُ أَصدِقاءَكَ ولا إِخوَتكَ ولا أَقرِباءَكَ ولا الجيرانَ الأَغنِياء، لِئَلاَّ يَدْعوكَ هُم أَيضاً فتَنالَ المُكافأَةَ على صنيعِكَ. ولَكِن إِذا أَقَمتَ مَأَدُبَة فادعُ الفُقَراءَ والكُسْحانَ والعُرْجانَ والعُمْيان. فطوبى لَكَ إِذ ذاكَ لِأَنَّهم لَيسَ بِإِمكانِهِم أَن يُكافِئوكَ فتُكافَأُ في قِيامَةِ الأَبرار».

وسَمِعَ ذلكَ الكلامَ أَحَدُ الجُلَساءِ على الطَّعام فقالَ لَه: «طوبى لِمَن يَتَناوَلُ الطَّعامَ في مَلَكوتِ الله».

 

القدّيس غريغوريوس النازيانزيّ (330-390)، أسقف وملفان الكنيسة

عن محبّة الفقراءظ"إذا أقَمتَ مأدبَة فادعُ الفقراء"

فَلنَحرصْ على صحّة القريب كما على صحّتنا، أكانَ سليمًا أو مُرهقًا نتيجة المرض. لأنّنا "في كثرَتنا جسدٌ واحدٌ في المسيح" (رو12: 5)، أكنّا أثرياء أو فقراء، عبيدًا أو أحرارًا، أصحّاء أو مرضى. بالنسبة إلى الجميع، هنالك رأس واحد فقط، أساس كلّ شيء... يسوع المسيح (قول1: 18)؛ كما أنّ أعضاء الجسد مهمّة لبعضها البعض، كذلك نحن البشر مهمّون لبعضنا البعض. لذا، يجب عدم إهمال كلّ الذين وقعوا قبلنا في حالة الضعف التي تترصّدُنا جميعًا. بدل أن نفرح لأنّنا بصحّة جيّدة، يستحسن بنا أن نتعاطفَ مع مآسي إخوتنا الفقراء... إنّهم على صورة الله مثلنا، ورغم حالة الإنحطاط الظاهرة، فقد حافظوا على أمانة هذه الصورة بطريقة أفضل منّا. فيهم، إرتدى الإنسان الداخلي يسوع المسيح نفسه، ونالوا "عربون الروح" نفسه (2قور5: 5)؛ إنّهم يملكون القوانين نفسها، والوصايا نفسها، والتحالفات نفسها، والجمعيّات نفسها، والأسرار نفسها والرجاء نفسه. لقد ماتَ يسوع المسيح من أجلهم أيضًا، "هو الذي رفَعَ خطيئةَ العالم" (يو1: 29). إنّهم يملكون حصّة في إرث الحياة السماويّة، هم الذين حُرِموا من مُقتَنيات كثيرة على هذه الأرض. إنّهم زملاء لآمال يسوع المسيح، وسيكونون زملاء في مجده.

 

المطارنة الموارنة يأملون من الحكومة الجديدة السعي إلى جمع صفوف اللبنانيين

فلتتعاون الحكومة مع المسؤولين لإعادة الطمأنينة إلى لبنان 

وكالات/عقد المطارنة الموارنة اجتماعم الشهري في الصرح البطريركي في الديمان برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وبعد الاجتماع تلا الوكيل البطريركي الخوري جوزف بواري البيان التالي:

1-أعرب صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال البطريرك مار نصر الله بطرس صفير عن شكره لراعي ابرشية اوستراليا المارونية والكهنة والرهبان والراهبات وسائر المؤمنين كما لجميع اللبانيين المنتشرين في تلك البلاد الذين احاطوه هو وبعضا من اصحاب السيادة الذين رافقوه في زيارته الراعوية. واطلع السادة المطارنة الذين ظلوا في لبنان على وقائع هذه الزيارة والمدن والرعايا والشخصيات الرسمية الىي زارها وكانوا جميعا موضع حفاوة وتكريم في لقاء الشبيبة المارونية الأول وأيام الشبيبة الكاثوليكية العالمية التي راس حفلاتها قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر في سيدني.

2 - ان الاباء يتمنون في مناسبة تأليف حكومة جديدة ان تسعى الى جمع صفوف اللبنانيين والعمل على العودة بلبنان الى ما كان عليه من طمأنينة وازدهار وسلام، وذلك بالتعاون مع المسؤولين وعلى راسهم فخامة رئيس الجمهورية.

3 - ان الاباء واكبوا الاحداث اللبنانية بقلق، واسفوا لما يحدث هنا وهناك من خروق للامن، وتمنوا ان يعود الاستقرار الى الوطن وخصوصا ان العديد من اللبنانيين المنتشرين وغيرهم قد توافدوا خلال ايام هذا الصيف الى الربوع اللبنانية لما انسوا فيه من طمأنينة.

4 - ان الحرائق التي اندلعت في اماكن مختلفة من لبنان وأتت على مساحات شاسعة من الاشجار الحرجية وبخاصة من الصنوبر والسنديان المعمر ليست عفوية وعلى ما أشارت اليه بعض الصحف وهذا ما يستدعي أشد الاسف ويقتضي من الدولة ومن المواطنين السهر المستمر للحيلولة دون تكرار مثل هذه الكوارث، وإلقاء القبض على الفاعلين اذا كان من تعمد لايقاع مثل هذه الاضرار في لبنان.

5 - ان الاحتفال باعلان البطريرك الدويهي مكرما، إضافة الى من جادت بهم علينا السماء من قديسين في هذه السنوات الاخيرة يجب ان يحفز المؤمنين على الاتكال على الله وتصميم النية على المضي في العمل على مثالهم لنيل بركة الله والعيش بموجب متطلبات ايمانهم.

6 - ان عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد الى السماء من شانه ان يرفع عقول المؤمنين وقلوبهم الى الله ليسألوه نعمة الطمأنينة والسلام لبلدهم لبنان والمنطقة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 7 آب 2008

البلد

تسلمت الدوائر المختصة في وزارة الخارجية ملفات من بعض السفرا? اللبنانيين المعتمدين لدى الدول العربية حول الأوضاع السياسية فيها لرفعها الى مرجع رفيع قبل جولته العربية المرتقبة.

لاحظ المواطنون ان محطات الوقود تتباطأ في وضع الاسعار الجديدة للمحروقات عندما تسجل هبوطاً فيما كانت تسارع الى ترقيم الأسعار الجديدة حين كانت تسجل ارتفاعاً.

تحاول اوساط في الموالاة والمعارضة معرفة تفاصيل وأهداف الزيارة المفاجئة لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي وامكانية ارتباطها بإعادة التموضع في العراق.

الشرق

مرجعان روحيان استخدما في وقت واحد العبارة القائلة "ان الحرص على لبنان لا يتأمن من جهة واحدة"؟!

مسؤول سابق اعطى تفسيرا متشائما لموقف حزبه من البيان الوزاري بعكس التفسير الواقعي والمنطقي الذي صدر عن وزير في الموالاة!

ديبلوماسي اجنبي على علاقة وطيدة بطرف لبناني معارض ينشط في غير اتجاه لإظهار علاقة بلاده مع الجميع بأنها جيدة وبلا شوائب!

النهار

ينوي ثلاثة رؤساء لوائح خوض الانتخابات النيابية المقبلة على أساس تشكيل "تكتل وسط" في مجلس النواب الجديد يقف مع توجهات رئيس الجمهورية.

استغرب عسكريون اجانب طرح تفاصيل "الاستراتيجية الدفاعية" بواسطة وسائل الاعلام فيما تقضي احاطتها بالسرية التامة.

استمرار الخلاف على تعيين نواب حاكم مصرف لبنان قد يؤدي الى تجديد ولاية بعضهم.

السفير

وضع مسؤول مرشح لمنصب حساس لائحة بأسماء الاشخاص الذين سيتم تغييرهم خلال المرحلة المقبلة في مواقع حساسة.

تبين لمراقبين أجانب ان ما نقل عن مخيمات تدريب ومواقع مسلحة في أعالي جبال صنين ليس صحيحاً وأنه مجرد شائعات.

أبدى مرجع حكومي استياءه من وزير معني بموضوع الحرائق لم يحرك ساكناً خلال المرحلة الأخيرة في هذا الاتجاه.

المستقبل

 ذكرت معلومات أنّه تزامناً مع اغتيال مسؤول عسكري رفيع في دولة مجاورة تمّت ترقية المسؤول المخابراتي السابق لهذه الدولة في لبنان إلى رتبة أعلى وتوسيع صلاحياته.

تؤكد أوساط متابعة أنّ مرجعاً روحياً يدعم بقوة موقف وزراء من طائفته حول السلاح و"المقاومة".

يحاول تيّار في 8 آذار تظهير تحفّظات عن فقرات في البيان الوزاري في ضوء الحرج من تحفّظ وزراء 14 آذار عن عدم إضافة عبارة إلى فقرة "المقاومة".

اللواء

يؤكد مصدر مقرّب من مرجع رسمي أن البحث طال عن شخصية من بيروت مؤهلة لتولي وزارة المالية··· فلم يُعثر سوى عن خبير مالي متقدم في السن ويقيم خارج لبنان!·

أبدى قطب معارض إنزعاجه من مقالة نشرت في جريدة معارضة وتضمنت "رزمة من التوجيهات والنصائح" للقطب المعارض للحفاظ على قاعدته الشعبية وتماسك كوادره التيارية!·

تجري مشاورات بتكتم شديد بين كبار المسؤولين للتوافق على اسم المرشح لتولي قيادة مؤسسة وطنية حساسة·

 

باراك لصحيفة ايطالية: اسرائيل دفعت ثمن قلــــــة تجربة قيادتها

في الحرب الاخيرة على لبنان وحزب الله ضاعف عدد صواريخه 3 مرات

المركزية - في مقابلة مع صحيفة "كويرا ديلا سيرا" الإيطالية، نشرت صباح اليوم الخميس، قال وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، إن إسرائيل دفعت في حرب لبنان الثانية ثمن قلة التجربة. وقال "قبل سنتين رأينا الثمن الذي دفعناه بسبب قلة التجربة لدى القيادة"، وأضاف أنه يوجد لدى إسرائيل المنطق الذي يمنع تكرارها في المستقبل. كما أشار إلى أنه ينوي أن يكون شريكا في الحكومة الإسرائيلية التي سيتم تشكيلها. وبحسبه فإن إسرائيل بحاجة إلى الوحدة بسبب التحديات الكبيرة التي تواجهها على المستوى الأمني والدبلوماسي. وأضاف أنه يجري إعداد الجيش للقتال لتحقيق نصر واضح، على حد تعبيره. ولدى سؤاله عن قوات الطوارئ الدولية في لبنان (اليونفيل)، قال إن "لذوي الخوذات الزرقاء دور معين في الاستقرار، ويظهرون التزام الدول المشاركة في مساعدة دولة تواجه مصاعب". وأضاف أنه مع ذلك فإن القرار 1701 يتم خرقه باستمرار من قبل حزب الله وسوريا وإيران. وأنه منذ انتهاء الحرب الأخيرة على لبنان فقد ضاعف حزب الله عدد الصواريخ الموجودة بحوزته ثلاث مرات. وقال إنه رغم أن جنود قوات الطوارئ يحاولون بذل أقصى ما يمكن، إلا أن ناشطي حزب الله يتجولون بثياب مدنية ويحفرون الخنادق بين البيوت. وطالب قوات الطوارئ بأن يكونوا مصممين على العمل استنادا إلى المعلومات الموجودة بحوزتهم، على حد قوله.

 

الجيش والدفاع المدني أهمدا حرائق في الجنوب والشمال وجبل لبنان

وطنية - 7/8/2008 (امن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي:

"عملت وحدات الجيش المنتشرة عملانيا بمؤازرة طوافات تابعة للقوات الجوية اللبنانية وطوافة قبرصية وبالاشتراك مع عناصر الدفاع المدني على اخماد حرائق شبت يوم امس في خراج البلدات الاتية:

- في منطقة الجنوب: حارة صيدا، خربة سلم، وادي الحجير، الدوير، طيردبا، عبا، جباع، كفرفيلا، كفرتبينت، تعيدا، وعربصاليم.

- في منطقة الشمال: اصنون, اردة, بشطايل, بخعون, المجدل.

- في منطقة جبل لبنان: قرطبا.

حيث قدرت المساحات المتضررة بنحو 129 دونما من الاشجار الحرجية والاعشاب البرية ولا يزال حريقا المجدل وقرطبا مشتعلين".

 

الرئيس سليمان أطلع رئيس البرلمان الاوروبي على رؤيته للسلام والوضع في لبنان

وطنية - 7/8/2008 (سياسة) اكد رئيس البرلمان الاوروبي هانزغيرت بوترينغ "التزام الاتحاد الاوروبي دعم مسيرة السلام والحرص على سيادة لبنان واقامة دولة فلسطينية مستقلة، إضافة الى اقامة أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا"، لافتا الى انه اطلع من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على رؤيته لمسيرة السلام في منطقة الشرق الاوسط وتفاصيل الوضع في لبنان. استقبل الرئيس سليمان، في قصر بعبدا اليوم، السيد بوترينغ على رأس وفد، وتم خلال اللقاء عرض الاوضاع في لبنان والمنطقة. ووضع بوترينغ رئيس الجمهورية في هدف زيارته للبنان وايضا سوريا.

وبعد اللقاء ادلى بوترينغ بالتصريح الاتي: "تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية وكانت لنا محادثات معمقة مع فخامته الذي اطلعني على رؤيته لمسيرة السلام في منطقة الشرق الاوسط وتفاصيل الوضع في لبنان. وقد عبرت لفخامته عن التزام الاتحاد الاوروبي دعم مسيرة السلام، وتأكيد الحرص على سيادة لبنان واقامة دولة فلسطينية مستقلة، اضافة الى اقامة افضل العلاقات بين لبنان وسوريا". اضاف: "وجدت انه من المناسب ان اكون في لبنان في هذا الوقت بالذات، وانا سأنتقل من هنا الى سوريا حيث سألتقي الرئيس السوري بشار الاسد وعددا من المسؤولين السوريين. وتعرفون ان الرئيس سليمان سيزور بدوره سوريا الاسبوع المقبل".

وقال: "ان البرلمان الاوروبي سيؤدي دوره كاملا في احياء عملية السلام في المنطقة، كما اننا سنعمل جاهدين مع وزراء المال الأوروبيين من اجل تأمين الدعم المالي المطلوب لمنطقة الشرق الاوسط حيثما تدعو الحاجة، وفي استطاعتنا اقتصاديا وماديا ان ندعم عملية السلام في المنطقة. وانا اشكر للرئيس سليمان استقباله لي اليوم وللقاء المعمق معه. واني سألتقي تباعا عددا من المسؤولين اللبنانيين ومن بينهم الرئيس نبيه بري الذي وجه الي الدعوة الى زيارة لبنان". وختم: "اني اجد ان زيارتي للبنان وسوريا مهمة جدا في هذا الوقت بالذات بصفتي رئيسا للبرلمان الاوروبي ورئيس البرلمانيين الاورو- متوسطيين". واستقبل الرئيس سليمان رئيس الوزراء الاردني السابق ونائب رئيس مجلس الاعيان راهنا الدكتور عبد السلام المجالي يرافقه القائم بالاعمال الاردني الدكتور محمد الفايز. وكان رئيس الجمهورية عرض الاوضاع الراهنة مع الوزير السابق فارس بويز، والتقى كذلك الوزير السابق سمير مقبل، فالنائبين مصطفى حسين ومروان فارس.

 

تويني: سلاح "حزب الله" يشجع الآخرين على التسلح

وكالات/ميز النائب غسان تويني بين الحقيقة والظاهر، قائلا "ان "حزب الله" عقائدي ويعتبر السلاح في صلب عقيدته، وان هذا السلاح يشجع الاحزاب الاخرى على التسلح". ورفض مقولة الحزب انه نزل الى بيروت للدفاع عن نفسه، معتبراً "ان نقل رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير والقرار في شأن شبكة الاتصالات لا يبرران النزول الى بيروت بالسلاح". وشكك في قدرة الحكومة على الحكم. وفي حديث لمحطة "او تي في"، دعا تويني الى تشكيل مجلس الشيوخ الذي يفترض ان يمثل العائلات الروحية اللبنانية، وذلك استنادا الى اتفاق الطائف، مشيرا الى انه كان يخطط اثناء توليه وزارة التربية لادراج التعليم الديني المشترك في المنهاج التربوي من اجل ان يطلع اللبنانيون على مذاهب بعضهم. ورأى "ان الوضع المذهبي يخدم اسرائيل"، مكررا مقولة "ان الغاء الطائفية ليس الغاء للطوائف".

ولفت الى ان النائب والوزير السابق مروان حماده "راح ضحية ابعاد وزير الاتصالات الذي قالوا انه معني بمشكلة شبكة الاتصالات التابعة لـ"حزب الله" ولكنه لم يكن مسؤولا عن ذلك". وقال: "ان وليد جنبلاط يكيف مواقفه ولا يغيرها. وانا احترمه الى اقصى حد". ودعا الى "تحديد ساعات اجبارية للسياسيين لكي يقرأوا لان هناك وزراء اشك في ان يكونوا قرأوا كتابا في حياتهم". وعن الانتخابات النيابية المقبلة قال ان "لا بد من ضوابط للانفاق المالي". وكشف نية "قوى 14 آذار" خوض الانتخابات جبهة واحدة عريضة، لافتاً الى ان اجتماع الاحد الماضي شهد "نقاشات راقية". ولم يحسم ما اذا كان سيترشح، مفضلاً ترشيح نايلة جبران تويني "الصبية الناجحة التي اثبتت حضورها الصحافي الناجح في نهار الشباب".

 

الاتحاد الكاثوليكي للصحافة دان "الاعتداء الوحشي" على نيشان وأيد مساهمة وسائل الاعلام في نقد المجتمع "من أجل تطويره"

وطنية- 7/8/2008 (متفرقات) اعتبر الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة (أوسيب لبنان) في بيان ان "الاعتداء على الزميل نيشان يؤكد الدور المهم الذي تضطلع به وسائل الاعلام اللبنانية واستهدافها الدائم من جانب أعداء الحرية والحقيقة". وتناول "الضجة التي أثيرت حول معالجة بعض البرامج الاعلامية لقضايا خلافية في المجتمع"، فذكر "بالقواعد الاخلاقية التي ترعى عمل الاعلاميين"، مؤيدا "مساهمة الصحافة بنقد المجتمع من اجل تطويره، ومذكرا الصحافيين بمبدأ ان كل متهم بريء حتى تثبت ادانته". وجاء في البيان:

"1- يدين الاتحاد الاعتداء الوحشي الذي تعرض له الزميل نيشان ويدعو السلطات الى العمل على كشف الجناة والاقتصاص منهم كي لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات على الجسم الاعلامي. هذه الحادثة انما تدل على الاخطار التي تحيق دوما بالاعلاميين من جانب اعداء الحرية الذين يخشون الحقيقة. غير ان وسائل الاعلام اللبنانية اثبتت انها مثال الجرأة في الرأي والتعبير وانها لا تخشى التهديد والوعيد هي التي تحدت قوى الظلام حتى الاستشهاد.

ان الاتحاد اذ يتمنى الشفاء العاجل للزميل نيشان يؤكد ضرورة تضامن الجسم الاعلامي حول القيم الاساسية للمهنة من اجل حماية الاعلاميين واستمرار الدور الرائد الذي لعبته ولا تزال وسائل الاعلام اللبنانية كافة على تعدد اتجاهاتها وانواعها.

2- تعرضت بعض وسائل الاعلام في المدة الاخيرة لانتقادات عنيفة بسبب تناولها قضايا حساسة وكشف بعض عيوب المجتمع اللبناني. فكان ان وجهت لهذه الوسائل اتهامات كثيرة وتم تقديم دعاوى بحقها لدى القضاء.

ان مرصد وسائل الاعلام في الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان يهمه اللفت الى الامور المبدئية التالية:

- ان كشف فضيحة او عيوب معينة في المجتمع انما هو من مسؤولية وسائل الاعلام الهادفة الى تصحيح خلل المجتمع والعمل على تطويره. انما يفترض الا يغيب عن بال الوسيلة الاعلامية ان كل متهم هو بريء حتى تثبت ادانته من قبل القضاء المختص.

- ان من واجب الوسيلة الاعلامية ان تحتفظ بالمسافة الكافية عن الاحداث كي تحافظ على حياديتها ورؤيتها الثاقبة. كذلك عليها اعطاء الحق في الرد والتعبير لكل الجهات المعنية بموضوع معين من اجل معالجة القضية من كل جوانبها.

- ان الاخلاق الاعلامية تقتضي من الصحافي ان يكون قدوة في مجتمعه بحيث يبتعد عن قضايا الفساد والمصالح الضيقة وتصفية الحسابات ويعالج المواضيع من الزاوية الوطنية، مع ما يقتضيه الحوار من لياقة في التعبير واحترام الرأي الآخر وسمعة الناس، بحيث يعمل على اصلاح المجتمع وتطويره في خدمة المصلحة العامة. ان هذه الامور هي من الشروط الأساسية لتحافظ مهنة الصحافة على دورها كخدمة عامة وكي تستطيع مواجهة القضايا الوطنية الكبرى، بما ينسجم مع رسالة الاعلام اللبناني الأصيل".

 

الخارجية ترد على حملة "هآرتس" على المهاجرين اللبنانيين في افريقيا: اشاعات مضللة وتقارير مشبوهة نتمنى على المغتربين عدم الاخذ بها

وطنية-7/8/2008(سياسة) صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين بيان، ردا على التقرير الذي نشرته "هآرتس" الاسرائيلية والذي شنت فيه حملة على المهاجرين اللبنانيين ومصالحهم في افريقيا، وجاء فيه: " تعود العلاقات بين المغتربين اللبنانيين والدول الافريقية وشعوبها الى قرن من الزمن لم تكن اسرائيل في الوجود وليس في السبعينات كما تدعي الصحيفة الاسرائيلية. ان اللبنانيين ينافسون منافسة شريفة في جميع القطاعات التي يتعاطونها في القارة الافريقية وهذا ما لم يستسغه الموساد الاسرائيلي الذي يختلق الاخبار ويدبلج التقارير من اجل الاساءة الى العلاقات بين الجاليات اللبنانية والدول المضيفة.

ان المغتربين اللبنانيين ومنذ ان وجدوا في افريقيا ساعدوا على تنمية واعمار وتطوير البلدان التي اقاموا فيها وشيدوا المدن والعواصم والبلدان في الدول الافريقية واصبحوا حاجة ملحة وضرورية للبلدان الافريقية التي تآخوا مع شعوبها وارتبطوا معها بعلاقات انسانية مميزة . اما بالنسبة الى الاسرائيليين فقد كانوا على الدوام اصحاب الشركات المزيفة والوهمية واصحاب الاحتكارات التي تستغل الخبرات الافريقية لنهبها وهروبهم عند اي متغير في الدول الافريقية وهذا دليل على استغلالهم موارد افريقيا ونهبها وخير مثل على ذلك وضعهم السيء لدى تسلم الرئيس سياكا ستيفنز الحكم في سيراليون هذا البلد الطيب الذي شارك اللبنانيون في اعماره.

ان الكذبة الكبيرة في التقرير تقول ان عدد اللبنانيين بالملايين وهذه مبالغة بالعدد من اجل التخويف والتهويل بينما لا يزيد عدد اللبنانيين في جميع بلدان القارة الافريقية عن 200 الف لبناني وهم من كل الطوائف اللبنانية. صحيح ان اللبنانيين يتعاطون مجمل انواع التجارة المسموح بها لكنهم وبناء على طلب السلطات الافريقية وحاجات الشعب الافريقي توجهوا منذ السبعينات الى قطاع الصناعة بالاضافة الى قطاع البناء والمناجم وغيره لكنهم وبالتأكيد لا يتعاطون تجارة السلاح والمخدرات وليس من شيمهم الارهاب فهم مسالمون ويعيشون ضمن الانظمة والقوانين ويحترمون العادات والتقاليد ويحافظون على امن البلاد ومشاريعهم واعمالهم الخيرية تدل عليهم في افريقيا وشركاتهم يفتخر بها وهم لا ينهبون اموال المشاريع كما فعلت وتفعل الشركات الاسرائيلية في عدد من بلدان الفريقيا.

ان بيت المغترب اللبناني في افريقيا منزل مفتوح للمواطن الافريقي يدخله ضيفا مكرما وهذا دليل علاقات العيش الاخوي بين اللبناني والافريقي بينما مثل هذا العيش مفقود بين الافريقي وبعض الاخرين لا سيما الاسرائيليين منهم على اي حال مهما حاولت الاستخبارات الاسرائيلية وبعض المنصات الاعلامية سواء المقروءة او المرئية او على المواقع الالكترونية دك اسافين الفرقة والخلاف واستعمال "حزب الله" كعنصر ذعر وخوف في افريقيا تبقى تضليلاتهم مكشوفة والاعيبهم معروفة وبعيدة عن الحقيقة والواقع اذ لا شيء مستور ويبقى العيش الاخوي بين اللبنانيين والاخوة الافارقة شاهدا على رسوخ هذه الوحدة الانسانية وقائما بقوة، ومعالم العمران والبناء شاهدة على ذلك. وانطلاقا من العلاقات التاريخية والمميزة مع الدول المضيفة للبنانيين تتمنى وزارة الخارجية والمغتربية على هذه الدول الانتباه والوعي الى هذه الحملات وهذه الاشاعات المضللة كما تتمنى على الاخوة المغتربين عدم الاخذ بهذه التقارير المشبوهة".

 

طلاب الأحرار دعوا إلى المشاركة في قداس في سيدة التلة في ذكرى الرئيس شمعون

وطنية-7/8/2008 (سياسة) قالت منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الأحرار في بيان في الذكرى الحادية والعشرين لغياب الرئيس كميل شمعون "إننا نفتقدك أكثر من أي يوم آخر لأن الزمن في لبنان كان ولم يعد زمن العمالقة والبحبوحة. ولعلك أدركت أن ايام العز قد لا تعود حتى تبقى من أجلها فرحلت وكيف لا يكون اشتياقنا إليك سرمدي أيها العملاق في زمن تطل علينا فيه بعض ثعالب السياسة أو ضباع الحرب، أو زرارير تخيلت أنها نسور، وتميز عهدك بانجازات تكاد لا تحصى ومنها: انجاز مجلس شورى الدولة، إعطاء المرأة حق الانتخاب، قانون من أين لك هذا، تنظيم ملاكات وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والأشغال والداخلية، إنشاء المجلس النقابي للصحافة وفصل نقابة الصحافة عن نقابة المحررين، إنشاء المعمل الحراري للكهرباء في زوق مكايل، وضع قانون جديد للأحزاب والجمعيات في لبنان، وضع حجر الأساس لساحة الشهداء، إلغاء الحصانة عن الموظفين الإداريين، وضع قانون للايجارات، إنشاء الجامعة اللبنانية، إنشاء المدينة الرياضية " التي تحمل إسمه اليوم " وضع الحجر الأساسي لإدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية " اليجي "، توسيع مطار بيروت الدولي، إنشاء المحطات الزراعية في تل العمارة، قانون سرية المصارف، مصلحة التعمير، التلفون الأوتوماتيكي، إنشاء مهرجانات بعلبك الدولية، تدشين أوتوستراد بيروت ـ المعاملتين، الحوض الثالث في مرفأ بيروت، جر مياه الشفة، إنشاء مرفأ طرابلس، مشروع الليطاني، إنشاء دار المعلمين ومدارس مهنية، شبكات طرق دولية وداخلية، مراكز التعليم والتدريب الزراعي ومراكز مراقبة الفاكهة المعدة للتصدير، إنشاء " كازينو لبنان "، الحجر الأساسي للاذاعة اللبنانية في الصنايع، إنشاء شركة بروتيين لإنماء وتطوير الصيد البحري.

أضاف البيان:"هذا من ناحية العمران والاقتصاد ويبقى الانجاز الأهم حماية الوطن بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص بتعاليك عن الجراح والصغائر وكل ما من شأنه فتح الجراح ولن نتكلم عن هذه الانجازات لأن آلاف الأسطر قد لا تنصفها. يريدوننا أن نخاف ونستسلم وقد نسوا أننا في حزب مؤسسه تعرض لأكثر من خمس محاولات اغتيال ولم تهزمه إلا الشيخوخة وقد أعطى للوطن قافلة تضم آلاف الشهداء على رأسها الشهيد القائد داني شمعون وعائلته".

وتابع:"هنا لا بد من ذكر آخر كلماتك بعد آخر محاولة اغتيال 7 كانون الثاني 1987 "الضغط 13 على 7 ، وهيدا كلو رغم أنف المجرمين اللي حاولوا للمرة الخامسة أن يغتالوني ويكونوا اغتالوا الأشخاص الأبريا يللي مارقين على الطرقات. ربنا حارسنا وأنا مؤمن بسيدة التلة اللي دايما صورتا على صدري واللي هلق حاميتني من كل الاعتداءات. طالما العذراء سيدة التلة بخير نحنا بخير. وانشالله لبنان كلو يكون بخير".

ودعت المنظمة "جميع المحازبين والمناصرين والأوفياء للرئيس شمعون إلى المشاركة في القداس الالهي الذي يقام لراحة نفسه ونفس السيدة زلفا شمعون تابت يوم الأحد 10 آب الساعة السادسة مساء في كنيسة سيدة التلة ـ دير القمر".

 

العلامة فضل الله حذر من وجود مخطط إسرائيلي لمحاصرة الاغتراب في أفريقيا ودعا الدولة الى وضع خطة طوارىء لفضح أهداف العدو أمام الدول الأفريقية

وطنية-7/8/2008(سياسة) تابع العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، اوضاع المغتربين اللبنانيين في الخارج وخصوصا في أفريقيا، وقال خلال استقباله لعدد من المغتربين اللبنانيين في أفريقيا: "لطالما حذرنا من أن العدو الإسرائيلي يعمل بكل طاقاته السياسية والاقتصادية والاستخبارية لطرد الاغتراب اللبناني من أكثر من موقع في العالم، وخصوصا من القارة السمراء، التي نجح اللبنانيون في تأكيد فرادتهم وتميزهم فيها، وأقاموا أفضل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتي أثارت حفيظة العدو الإسرائيلي الذي رأى في هذا النجاح عاملا منافسا للمغتربين اليهود والصهاينة، فبدأ السعي لتدمير أسس الاغتراب اللبناني في أفريقيا بحجة أن المقاومة سوف تستهدف رجال أعمال صهاينة في أفريقيا انتقاما لاغتيال الشهيد عماد مغنية".

أضاف: "إننا نحذر من أن ما يتداوله إعلام العدو حول الأمن الشخصي لليهود في عدد من الدول الأفريقية يدخل في سياق الترويج الإعلامي الذي قد يستتبعه ضغط سياسي على هذه الدولة الأفريقية أو تلك لفرض قيود صعبة على حركة اللبنانيين هناك، أو التعرض لهم في شكل مباشر، الأمر الذي قد ينعكس على مستوى عملهم وحركتهم، وقد يقود إلى ملاحقتهم بطريقة وأخرى، وهو ما يتوجب على الدولة اللبنانية ومؤسساتها أن تسارع إلى وضع خطة طوارىء عاجلة، والتواصل مع الدول الأفريقية المعنية لتوضيح الأهداف الإسرائيلية وكشفها".

وحذر من وجود تنسيق أميركي ـ إسرائيلي لاستهداف الاغتراب اللبناني في أفريقيا على وجه الخصوص، مشيرا إلى "أن العدو إذا نجح في الموقع الأفريقي فسيعمل على تطويق ومحاصرة الاغتراب اللبناني في مواقع أخرى، وخصوصا في دول الاتحاد الأوروبي وأوستراليا وأميركا".

وأشار إلى "أن الخطة الإسرائيلية ليست وليدة هذه الأيام، وإن كانت تتوخى ربطها بأوضاع سياسية راهنة وبأجواء تعمل على استيلادها واختراعها، وخصوصا بعدما استطاع اللبنانيون الاندماج مع الأفارقة وإيجاد علاقات صداقة وتعاون معهم، وبعد مساهمتهم في تعزيز عدد من المؤسسات الأفريقية وتأمين الخدمات لها وبعدما تعامل الجميع مع اللبنانيين كتجار ناجحين وكمستثمرين بارزين". وأكد "أن الحملة الصهيونية على الاغتراب اللبناني لا تنطلق من سعي العدو لتهديم ما بناه اللبنانيون في الخارج فحسب، بل تستهدف أيضا تعميق الجراح الاقتصادية في الداخل اللبناني بالنظر إلى المساهمات الكبرى للاغتراب اللبناني في التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها لبنان". ودعا الدول الأفريقية إلى عدم الرضوخ لما تخطط له إسرائيل، وعدم الوقوع في فخ الخداع الإسرائيلي، مؤكدا أننا سنسعى على جميع المستويات حتى تستمر الصداقة بين شعوبنا والشعوب الأفريقية على أفضل حال"، آخذا في الاعتبار المبادىء الإنسانية والإسلامية في احترام الآخر وعدم الإساءة له، وفي أن الإسلام أراد للمسلمين أن يكونوا ضيوفا طيبين ودعاة سلام وحوار أينما حلوا".

 

إسرائيل تهدد بوقف تسلح حزب الله

الخميس 7 أغسطس - وكالات

  القدس: هددت إسرائيل بالعمل على وقف تسلح حزب الله على أثر محاولته التسلح بصواريخ متقدمة مضادة للطائرات ما يهدد الطيران الحرب الإسرائيلي الذي يخرق الأجواء اللبنانية بصورة يومية. ونقلت صحيفة هآرتس اليوم الخميس عن وزيري الدفاع ايهود باراك والخارجية تسيبي ليفني قولهما خلال اجتماع الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) أمس إن "إسرائيل لن تقبل باستمرار تهريب الأسلحة" لحزب الله.

كذلك قرر الكابينيت في ختام اجتماعه أن إسرائيل لن تقبل باستمرار تمرير منظومات أسلحة متقدمة وصواريخ أرض – أرض إلى حزب الله ولن تسمح بدخولها إلى لبنان. وقال مسؤولون أمنيون خلال اجتماع الكابينيت إن سوريا تواصل المحاولة في تمرير أسلحة متقدمة إلى حزب الله وأن الأخير مهتم بالاصطدام مع إسرائيل على خلفية "تحليق سلاح الجو (في أجواء لبنان) والظهور بذلك بأنه المدافع عن لبنان". وأضاف المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن سوريا قد تمرر إلى حزب الله صواريخ أرض – أرض من طراز "سكاد" الطويل المدى ومستوى دقته أعلى من الصواريخ الموجودة بحوزة حزب الله حالياً.

من جهة أخرى، شدد مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على أن مستوى الردع الإسرائيلي مقابل حزب الله وسوريا مرتفع جدا ولذلك فإنه يوجد تخوف في الجانب الثاني من عملية انتقامية شديدة تنفذها إسرائيل ردا على أي "استفزاز" من جانب حزب الله على شكل اعتراض الطائرات الحربية الإسرائيلية لدى خرقها الأجواء اللبنانية. وقالت "هآرتس" إن إسرائيل مارست ضغوطا دولية كبيرة مؤخرا على عدد من الزعماء ووزراء الخارجية في العالم وكذلك على أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذين تمت مطالبتهم بالعمل على وقف تمرير الأسلحة إلى لبنان وأن يمارسوا بدورهم ضغوطا على سوريا.

كما بذلت إسرائيل جهدا مركزا بهدف إحباط تمرير منظومات أسلحة من سوريا إلى حزب الله. وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله استخدم خلال حرب لبنان الثانية قذائف مضادة للمدرعات من صنع روسي وكان قد تم تمريرها من سوريا إلى حزب الله. ووعدت روسيا في أعقاب احتجاج إسرائيلي بالتحقيق في الموضوع لكنها ترفض حتى الآن الاعتراف بأن سوريا مررت أسلحة من صنعها إلى حزب الله.

وأشارت "هآرتس" إلى أنه جرى خلال الأسابيع الأخيرة استهداف جهات ضالعة في عمليات تهريب الأسلحة إلى حزب الله وذكرت في هذا السياق تفجير قافلة محملة بشحنات أسلحة إلى الحزب قرب العاصمة الإيرانية طهران، وإلى اغتيال المستشار الأمني للرئيس السوري محمد سليمان في مدينة طرطوس السورية ليلة الجمعة – السبت والذي تعتبر إسرائيل أنه حلقة الوصل بين الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله وأنه كان ضالعا بنقل أسلحة للحزب.

الجميل: لا نقاش حول سلاح حزب الله ونريد استراتيجية دفاعية بمعزل عنه

الى ذلك رأى رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل أن سوريا لم تساعد لبنان حتى الآن، على إثبات لبنانية مزارع شبعا، التي تعتبر سوريَّة في نظر القانون الدولي، واكتفت بالدعم الشفهي، ولم تقدم الوثائق للأمم المتحدة لإثبات حق لبنان. وأضاف الجميل في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، حدّد أولويات الملفات التي يجب أن تفتح قبل إقامة علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا، بملف المفقودين اللبنانيين في سجون دمشق، وتبادل التمثيل الدبلوماسي، وإقامة السفارتين بين البلدين.

وهاجم الجميل سلاح حزب الله، واعتبر أن سلطة الحزب أقوى من سلطة الدولة، التي اعتبرها «باتت أسيرة لاستراتيجية إيرانية». ورأى في ظل وجود فريق "يستقوى بقوة السلاح على الفريق الآخر"، فهذا يعنى أن الأمور ستبقى هشة، وأن الهدنة التي تحققت في الدوحة معرضة للانتكاسة في أية لحظة.

وأكد أن المشكلة المركزية هي سلاح حزب الله، وكل ما عدا ذلك هامشي، لأن السلاح يؤثر على الانتخابات وعلى عمل الحكومة، وموقع رئاسة الجمهورية، لأنه سلطة قائمة بحد ذاتها على هامش السلطات الشرعية في لبنان رافضاً النقاش في موضوع السلاح مشدداً على أنّ المطروح البحث باستراتيجية دفاعية بمعزل عنه.

واعتبر الجميل أن سلاح حزب الله، ليس هدفه تحرير مزارع شبعا، وإنما مرتبط باستراتيجية إقليمية، أبعد من الوضع اللبناني، والحزب جزء من استراتيجية إيران فقط لا غير، وإذا تصالحت إيران مع الغرب، سيختلف الموقف فلبنان أسير لاستراتيجية لا علاقة له بها.

 

إسرائيل قلقة من البيان الوزاري للحكومة ومن تعاظم قوة «حزب الله»

القدس ، تل أبيب - الحياة- 07/08/08//

خصصت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (كابينيت) اجتماعها الأسبوعي أمس الأربعاء، لبحث تعاظم قوة «حزب الله»، فيما أعرب ضابط كبير في سلاح الجو عن تخوفه من أن صواريخ مضادة للطائرات بحوزة «حزب الله» ستهدد الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تخترق الأجواء اللبنانية.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن «صورة الوضع التي سيعرضها ضباط الجيش الإسرائيلي خلال اجتماع الكابينيت مفادها أن «حزب الله رمم معظم قوته العسكرية وحتى أنه ضاعف قوته في قسم من الأسلحة التي بحوزته». وأضافت أن تقديرات الجيش تشير إلى أن «حزب الله» نقل إلى مخازن ومواقع إطلاق صواريخ في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني مئات الصواريخ ذات الآماد المختلفة، وأن هذا النشاط تم بصورة سرية رغم وجود قوات «يونيفيل». ووصفت الوضع بـ «المحبط ويلقي الضوء على عدم تنفيذ القرار 1701».

وكذلك عبرت إسرائيل عن قلقها من البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الذي عبر عن استمرار نشاط «المقاومة اللبنانية» الأمر الذي اعتبرته إسرائيل مصادقة لبنانية على مواصلة «حزب الله» حربه ضدها. ورجحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصدام العسكري المقبل بين إسرائيل و «حزب الله» سيكون على خلفية استمرار الطيران الحربي الإسرائيلي بخرق الأجواء اللبنانية بصورة يومية بزعم أنها تزود إسرائيل بمعلومات مهمة حول تعاظم قوة «حزب الله» وتهريب الأسلحة.

من جهة أخرى نقلت صحيفة «هآرتس» أمس، عن ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي قوله إنه في حال أدخل «حزب الله» صواريخ حديثة مضادة للطائرات إلى الأراضي اللبنانية، فإنه سيتعين على سلاح الجو إجراء تغيير كبير في شكل تحليق طائراته في سماء لبنان.

على رغم ذلك أضاف الضابط أن سلاح الجو الإسرائيلي عرف في الماضي كيف يواجه «تهديدات كهذه» في مناطق أخرى ووضع حلولاً تمكنه من تقليص «خطورة المشكلة». وأشارت «هآرتس» إلى أن قسماً من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين وصفوا احتمال إدخال صواريخ مضادة للطائرات إلى لبنان بأنه «خط أحمر» يتعين على إسرائيل الرد عليه بتوجيه «رسائل مؤلمة» لـ «حزب الله». إلى ذلك، اتهمت محكمة منطقة بتاح تيكفا شمال تل أبيب أمس، عربياً إسرائيلياً بالتجسس لمصلحة «حزب الله» اللبناني، كما افاد مصدر قضائي. وأوضح أن «خالد كشكوش (29 عاماً) المتحدر من بلدة قلنسوة العربية الإسرائيلية (الجليل) متهم بأنه اتصل بـ «حزب الله» اللبناني فيما كان يتابع دراسة الطب في المانيا». وأضاف المصدر أن «المتهم زود حزب الله خلال لقاءاته نصف الشهرية معه معلومات عن طلاب عرب إسرائيليين في الخارج بغية السعي إلى تجنيدهم من جانب الحزب». وقال المصدر إن «المتهم الذي اعتقل قبل ثلاثة أسابيع تلقى أموالاً من حزب الله الذي كلفه أيضاً اختراق إدارتي مستشفيي بيلينسون في بتاح تيكفا ورامبام في حيفا» (شمال اسرائيل).

 

النائب كميل الخوري: "التيار الوطني" أثبت صوابية خياراته والتسونامي آت

وطنية- 7/8/2008 (سياسة) اعتبر عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب الدكتور كميل الخوري "أن مهمة هذه الحكومة محددة وأهم ما عليها فعله هو التحضير للانتخابات النيابية المقبلة". وشدد في حديث تلفزيوني على "أن لبنان أثبت أنه يستطيع أن يقف في وجه الدول العظمى في حال كانت هناك إرادة وطنية"، مؤكدا "رفض التوطين بشكل مطلق"، داعيا المجتمع الدولي الى "تحمل مسؤولياته في هذا الاطار". كما أكد "أن المقاومة هي لخدمة الدفاع عن لبنان"، مذكرا بأن "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط وحتى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أعلنوا أن كل الوسائل متاحة لتحرير الأرض"، مشددا على "صحة ذلك طالما هناك أرض لبنانية محتلة". وفي ما يتعلق بالبيان الوزاري أشار النائب الخوري الى "ان المعارضة قبلت بالحد الأدنى لأنها فترة انتقالية"، موضحا "إصرار المعارضة على بعض العناوين الأساسية من أجل الجلوس مع بقية الوزراء والعمل سويا". وعن إتهام الرئيس أمين الجميل بأن المقاومة تحمل مشروعا سوريا يرانيا، طالبه النائب الخوري ب"سحب وزيره من الحكومة إن كان فعلا ينسجم مع طرحه هذا"، مؤكدا "ان كل هذا الكلام هو كلام إنتخابي لاستعطاف الشعب المسيحي من خلال الشعارات الرنانة"، سائلا الرئيس الجميل: "ألم يكن سلاح المقاومة سوريا وإيرانيا حين انتخب نواب القوات والكتائب في بعبدا عاليه عام 2005؟". وقال: "سلاح المقاومة أثبت بما لا يقبل الشك بأنه فقط للدفاع عن لبنان في وجه التهديد الإسرائيلي المستمر الذي ينتهك سيادة لبنان يوميا، من هنا علينا أن نكون عقلاء جميعا لنجلس سويا للوصول إلى الحل اللبناني - اللبناني دون إي تدخل خارجي". وعن قضية المعتقلين والمفقودين في سوريا قال: "نأمل أن يعود الرئيس اللبناني من سوريا بأجوبة منطقية، كما نأمل من المعنيين في سوريا إثبات النوايا الحسنة في التعاون من أجل إيجاد حل جذري لهذا الملف لمعرفة مصير جميع المفقودين وإقفال هذا الملف قبل أي ملف أخر". وعن الإنتخابات النيابية في العام 2009، أكد النائب الخوري "أن "التيار الوطني الحر" قد أثبت للجميع صوابية خياراته وبأن التسونامي أت مهما حاولوا إيقافه"، مشددا على "أن التيار سيكون منفتحا على الجميع بهدف الوصول إلى الحلول التي تخدم لبنان بعيدا عن أي مصالح شخصية".

 

خمول «الهدنة» اللبنانية

زهير قصيباتي - الحياة - 07/08/08//

حين يصنّف ديبلوماسي عربي معظم نماذج الأنظمة السياسية في المنطقة في خانة الدولة «الضائعة» بين «الليبرالية الجاهلة التي تهتم برؤوس الأموال وحرياتها لا حريات البشر»، وبين الأصولية المتطرفة المتعصبة، يصف لبنان بأنه الوطن الحائر أمام غده المجهول… أزلياً.

وحين يُسأل بعض العارفين بخبايا السياسة في لبنان، عن حال الانفراج في البلد ما بعد تشكيل «حكومة الإرادة الوطنية الجامعة»، وحسم البيان الوزاري ومعضلاته «اللغوية»، في ظل صيف هادئ وواعد، لا يترددون في الحديث عن «خمول هدنة» لبنانية، وسط تقلبات إقليمية، مصيرها مجهول ايضاً.

وإذا كان الأبرز بين عناوينها مآل المفاوضات السورية - الإسرائيلية غير المباشرة، والمهل الغربية الممددة لإيران في إطار الصراع على برنامجها النووي وطموحاتها الإقليمية، وأسهم الخيار العسكري في بورصة الصراع، فالحال ان إصرار وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك على نسف مفاعيل القرار 1701، وتجديد الحملة عليه بوصفه فاشلاً، يثير اكثر من علامة استفهام حول مقاصد الوزير، واحتمالات التهيئة لإعادة ربط ساحة الجنوب اللبناني بسيناريوات ضربة إسرائيلية لإيران.

ومثل حال الضربة التي لا يمكن احداً في المنطقة تشييع احتمالاتها الآن، لمجرد ان إسرائيل على عتبة تغييرات داخلية، يتعذر التكهن بما اذا كان رحيل ايهود اولمرت سيعيد المسار السوري - الإسرائيلي الى نقطة الصفر. في الحالين، لبنان معني دائماً بالثمن، ولو كانت النهايات سلمية سعيدة.

لدى العارفين، لا يعني هذا الثمن في فترة «خمول الهدنة»، سوى ان المحطات الكبرى في المسار الداخلي، كطاولة الحوار والانتخابات النيابية في ربيع 2009، مرتبطة حتماً بالملفات الإقليمية. والوجه الآخر لهذه الرؤية «التشاؤمية» لا يحاسب فريق 14 آذار بمقدار ما يعتبر ان ما ناضل من أجله هذا الفريق، اي إنهاء دور لبنان - الساحة، انتهى الى لا شيء.

وبين النقد الذاتي والمراجعة «الجريئة» التي يجريها «تيار المستقبل» بعد صدمة أيار (مايو) في بيروت والجبل، يصرّ المتشائمون «بواقعية» على ان طاولة الحوار التي ستجمع الأقطاب ستراوح مكانها إذا بدأ، بانتظار حسم الصراعات الإقليمية (إيران وأميركا، سورية وإسرائيل)، وأن الأمر ذاته ينطبق على الانتخابات النيابية، إذ لا ضمان بإجرائها.

إذاً، لا ضمان للاقتراع، على رغم ان فريق 14 آذار لم يعد يعتبر سلاح «حزب الله» عقبة تحول دون إجراء الانتخابات، ولا ضمان ليمضي الحوار الوطني برعاية الرئيس ميشال سليمان الى نهاياته، بما فيه مسألة الاستراتيجية الدفاعية التي ستظلل الشراكة بين «الشعب والجيش والمقاومة»… ولا ضمان ايضاً بعدم انفجار «اللغم» الأمني مجدداً (طرابلس نموذجاً)، ولا ضمان بتسوية هادئة لملف التعيينات.

إنه المسار ذاته الى الغد المجهول، تحت سقف تمرير الوقت، الى ان تحين ساعة الحلول في الملفات الإقليمية. وهكذا تبدو قوى 14 آذار مطالبة في سياق النقد الذاتي والمراجعة «الجريئة» لنهجها، بالبحث عما حققه طالما بات واضحاً ان لبنان لم يغادر دور الساحة، والانتظار، اي إما الارتباط بقرارات من الخارج، وإما التريث لمواجهة مصيره ودفع الأثمان، لتسهيل صفقات إقليمية أو تسديد فواتير المواجهات.

بعض المتشائمين يعتبر ان فرقاء 14 آذار «أنتجتهم صدمة أيار (مايو) مجدداً»، من دون أن يطاول ذلك، الحديث عن النقد الذاتي لدى زعيم «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الذي توقف عند نسيان فلسطين والعروبة في أدبيات قوى «انتفاضة الاستقلال». وسواء عوتب جنبلاط من بعض حلفائه ام لم يُعاتَب، يصر المتشائمون على ان الصدمة في بيروت والجبل التي يسميها «تيار المستقبل» هجمة، وأطلق عليها بعض المعارضة سابقاً حملة «تأديب» نظيفة، أعادت الاعتبار الى دور سورية في لبنان. ألذلك يستعجل الرئيس نيكولا ساركوزي زيارة دمشق، ام لأنه مقتنع بجدوى رهانه على شق التحالف السوري - الإيراني؟

هي فترة خمول بامتياز، في صيف «الهدنة» اللبنانية التي تخفي كثيراً من الهمس حول النادمين عن مقدمات «الصدمة»، والمحبطين من إعادة ربط الوطن الحائر بحزام الأزمات في المنطقة… والخائفين على مصير الانتخابات، والمتسائلين عن مصير النظام إذا كسبتها قوى 8 آذار

 

مصدر أوروبي: ساركوزي رفض تأجيل زيارة دمشق

الخميس 7 أغسطس - وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

 دمشق: يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى العاصمة السورية دمشق في الخامس من أيلول/سبتمبر القادم في زيارة رسمية تستمر أقل من يومين، يجري خلالها محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد حول عدد من المواضيع التي بدأ البحث فيها في باريس منتصف الشهر الماضي خلال زيارة الأسد لفرنسا.

ووفقاً لمصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى في دمشق فإن ساركوزي "يأمل أن تترجم محادثاته السابقة مع الأسد إلى خطوات عملية على أرض الواقع، خاصة المتعلق منها بتبادل التمثيل الدبلوماسي مع لبنان، وبتحسين علاقات سورية بجيرانها (العراق والسلطة الفلسطينية)، ثم توضيح طبيعة علاقتها بإيران" حسب قوله.

وأضاف المصدر في تعليق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "من يعرف طبيعة الرئيس ساركوزي يدرك أنه صارم ولا يعرف اللون الرمادي، فإما أبيض أو أسود، وهو يريد أن يرى كيف يتحول كلام السوريين إلى أفعال" وفق تعبيره. ومن المتوقع أن يصل ساركوزي لدمشق في الخامس من الشهر القادم ويقضي فيها نحو 30 ساعة، وقد تسبقها زيارة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى دمشق لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج الزيارة الذي مازال الجانبان يتباحثان بشأنه حتى اليوم.

وحول توقيت الزيارة قال المصدر "لقد أصرّ الرئيس ساركوزي على زيارة دمشق بأسرع فرصة، رغم علمه بأن الزيارة ستكون خلال شهر رمضان وما يتبعه من صعوبات بروتوكولية، إلا أنه ورغم نصح معاونيه لم يأبه بهذه التفاصيل وأصر على الزيارة، وهو باستعجاله بالزيارة إنما يستعجل النتائج التي تسبقها أو ترافقها والتي ربما سمعها كوعود من الرئيس السوري خلال زيارة الأخير لباريس" على حد قوله. ووفقاً للمصادر فإن وضع الحريات في سورية "لن يغيب عن ذهن الرئيس الفرنسي، وهو لم يغب كذلك في باريس خلال اللقاء السابق بينهما"، وهو "سيكون بصيغة المناشدة الودية وليس بصيغة الطلب الشرطي" وفق تعبيرها. وتتوقع أوساط سورية أن يتم التوقيع خلال الزيارة على عدة اتفاقيات اقتصادية الطابع وبروتوكولات تعاون بين الجانبين.

 

 أضعف الايمان - مذهبية النخب والأحزاب

داود الشريان - الحياة - 07/08/08//

نشرت جريدة «القدس العربي» تحقيقاً سياسياً بعنوان «أين يقف المثقف اللبناني من الانقسام المذهبي وما الدور الذي يمكن أن يلعبه؟». واستضافت عددا من المثقفين اللبنانيين، من كل المشارب. التحقيق وصف الطائفية بـ «قاعدة ترفع الأزمات إلى الواجهة»، وأشار إلى أنها «تلعب دور الخلفية الثقافية في الصراع العربي - العربي، وفي الصراع العربي - الإيراني، وفي الانتماء لما يُسمّي الحلف الإيراني - السوري أو ما يُسمّي محور الاعتدال اليوم. بل وتظهر في تأليف الحكومات، وتعيين المدراء والوظائف الأولى، في جميع الوزارات» . وما يجري في لبنان يجري اليوم في كل البلاد العربية، لكن في صمت.

الحقيقية أن الطائفية لا ترفع الأزمات بقدر ما ترفعها الأزمات إلى الواجهة. فالطائفية كانت، حتى وقت قريب، ظاهرة لبنانية بسبب حدة الأزمات، فضلاً عن كثرة الطوائف في هذا البلد الصغير. لكنها اليوم أصبحت ظاهرة عربية إسلامية عامة، بسبب تزايد التوتر في المنطقة. فهي صنيعة التوتر ووسيلة في آن. والأهم أن نموها وازدهارها اقترن بالضعف والهزيمة، فهي من نتائج الهزيمة، والطائفي شخص مهزوم. ولهذا لم تكن موجودة بشكلها الراهن في صدر الدولة الإسلامية. ومن يقرأ وصية أبو بكر الصديق لأسامة بن زيد، أول قائد في الفتوحات الإسلامية، سيدرك أن تنامي الطائفية وتحولها إلى شعار سياسي احد نتائج الوضع المهزوم الذي تعيشه شعوب المنطقة. فتلك الوصية العظيمة لا علاقة لها بما يجري اليوم. آثار الهزيمة على شعوب المنطقة لم تكتف بتنامي الحسّ الطائفي، فأضافت حساً مذهبياً أشدّ ضراوة وخطورة، فخطورة الفتنة المذهبية انها لم تعد تصنيفاً دينياً، بل موقف سياسي. فارتبطت القضايا بالمذاهب. ورغم أن دول المنطقة تواجه تيارات وأحزاب الإسلام السياسي، وتحرّم قيام أحزاب دينية إلا أن بعض الأنظمة في المنطقة، يتجه، على نحو ما، إلى تكريس الشعارات الدينية في السياسة، وان شئت يستخدم الدين في السياسة، فيرفض الأحزاب الدينية، ويمارس السياسة بوسائلها، من خلال حشد التأييد بالعزف على وتر المذهبية والطائفية. ويظهر هذا واضحاً في التجربة العراقية الراهنة التي شكلت أحزابا سياسية على خلفية مذهبية. والعدوى التي أصيب بها العراق مرشحة للانتقال إلى دول أخرى. ولهذا يمكن القول إن المذهبية والطائفية انتقلت من سلوك تمارسه العامة، إلى وسيلة سياسية تستخدمها النخب والأحزاب والدول

 

قداس على نية فرنسا وعيد انتقال السيدة في عين سعادة الاسبوع المقبل

وطنية - 7/8/2008 (متفرقات) يحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بالقداس الإلهي على نية فرنسا، ولمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء بالنفس والجسد، في حضور أركان السفارة الفرنسية في لبنان، عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الجمعة 15 الحالي، في كنيسة السيدة في المقر الصيفي لمطرانية بيروت المارونية في عين سعاده.

 

النائب العماد عون التقى وفدا من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى

الشيخ عبد الله: نأمل ان تولي الحكومة الوضع الاقتصادي عناية خاصة

وطنية- 7/8/2008 (سياسة) التقى رئيس كتلة "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، في دارته في الرابية، وفدا من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برئاسة مفتي صور الشيخ حسن عبد الله. وقال الشيخ عبد الله بعد اللقاء: "بتكليف من الشيخ عبد الامير قبلان، نقوم بزيارة خاصة الى الرئيس العماد ميشال عون. ونحن نستذكر ايام المآسي التي كانت تمر على لبنان في عدوان تموز وآب 2006. وطبعا العماد عون هو وبقية من اللبنانيين كانوا ممن حضن اهلنا وشعبنا النازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية في وقت كان يتعرض كل لبنان للاعتداءات الاسرائيلية. وهذه الالتفاتة هي التفاتة الشعب اللبناني وهي تعكس هوية الشعب اللبناني، هوية كل لبنان مع التنوع الطائفي والمذهبي والسياسي، ان الذي جرى في عدوان تموز يؤكد ان كل اللبنانيين هم في خندق واحد، ونأمل ان يتعمم هذا الود والحب من الشعب البناني في ما بينه الى السياسيين فيما بينهم، وخصوصا اننا على ابواب مناقشة البيان الوزاري. ونأمل ان تكون الخطابات في مجلس النواب تسعى دائما الى الامن والاستقرار وحفظ حقوق اللبنانيين جميعا".

سئل: الى اي مدى تعتبرون ان هذه الحكومة تجسد الارادة الوطنية؟

اجاب: هي ارادة الوزراء الجدية فيها التي تعكس طرح الوحدة الوطنية، ما نأمله دائما ان نأخذ الكلام على محمل بان الكل سيكون ساعيا ان يخرج لبنان من الضائقة المالية التي يعيشها لبنان، ومن المشاكل التي يواجهها اللبنانيون. بعد فترة وجيزة سندخل مرحلة التسجيل في المدارس والجامعات والاعباء الاقتصادية ستزيد، فنأمل من الحكومة ان تولي الوضع الاقتصادي عناية خاصة ونتمنى ان توفق".

 

لبنان ليس غزّة .. وليس خصوصاً غزوة! 

الخميس 7 أغسطس - المستقبل اللبنانية - خيرالله خيرالله

يصعب الحديث عن غزة هذه الأيام من دون التطرّق إلى كيفية خدمة الاسرائيلي تحت شعارات الممانعة والمقاومة أحياناً والتصدي للأطماع الاسرائيلية في أحيان أخرى وكأن المطلوب التنافس على تقديم الخدمات للعدو لا أكثر. تستخدم الشعارات لتقديم مثل هذه الخدمات التي لا تدعم سوى الحلف غير المقدس القائم بين المتطرفين الرافضين للسلام في المنطقة. والمعني بكلمة المنطقة هنا الدول العربية وإسرائيل وإيران تحديداً التي تعتبر نفسها اللاعب الاقليمي الأساسي الجديد، إلى جانب إسرائيل طبعاً.

تستفيد إيران من دون أدنى شك من النظام السوري الذي بات تحت رحمتها في لبنان منذ خروج قواته من البلد وحلول ميليشيا "حزب الله" التابعة لها مكانه. استطاعت ميليشيا "حزب الله" المذهبية أن تملأ الفراغ الناجم عن الانسحاب العسكري السوري من الأراضي اللبنانية نتيجة ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولذلك ذهب الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام إلى طهران بصفة كونه وسيطاً بينها وبين الأوروبيين، بينها وبين فرنسا في أسوأ الأحوال. ولدى وصوله إلى العاصمة الإيرانية بات عليه نفي هذه الصفة ولو بطريقة لبقة، بعدما تبيّن له أن طهران لا تقبل وساطات من أنظمة تعتبرها تحت مظلتها لا أكثر. يستطيع الرئيس السوري تحقيق انتصارات على لبنان واللبنانيين كما حصل أخيراً، خصوصاً بعدما استقبله الرئيس نيكولا ساركوزي في باريس بحفاوة قلّ نظيرها. ولكن كان لا بدّ لطهران من تذكيره بأن أوراقه في الواقع هي أوراقها، وأنه لولاها لما كانت "غزوة بيروت" الأخيرة، ولولاها لما كانت حرب صيف العام 2006 التي خرج منها "حزب الله" منتصراً على لبنان واللبنانيين طبعاً.

مكّنت تلك الحرب الرئيس السوري من إلقاء خطابه المشهور الذي تحدّث فيه عن "أنصاف الرجال" من دون أن يجد فارقاً بين الانتصار على إسرائيل والانتصار على لبنان، رافضاً الاعتراف بأن حرب الصيف أدت إلى القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي لا يمكن الاستهانة به لكونه غيّر المعطيات بشكل جذري على الأرض اللبنانية. ومن بين المعطيات التي تغيّرت تعزيز القوات الدولية في الجنوب اللبناني وانتشار الجيش الشرعي في المنطقة للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً. لا بدّ من العودة إلى أحداث غزة للتأكد من أن ليس في الامكان محاربة إسرائيل بالشعارات، وأن الشعارات لا بد من أن ترتدّ على الطرف العربي عاجلاً أم آجلاً. أصرّ "حزب الله" على رفع شعار "المقاومة" عبر البيان الوزاري للحكومة الحالية رافضاً أن يتذكر النتائج التي ترتبت على اتفاق القاهرة السعيد الذكر الذي شرّع المقاومة الفلسطينية انطلاقاً من لبنان. نعم، انطلاقاً من لبنان وحده الذي توجب عليه دفع كلّ الفواتير العربية في آن.

ربما لا يريد "حزب الله" تعلم شيء من تجربة لبنان مع اتفاق القاهرة. ربما يعتبر الحزب المقاتلين الفلسطينيين مجرد هواة بالمقارنة مع مقاتليه. ولكن أليس في استطاعته أن يستفيد ولو قليلاً من تجربة "حماس" في غزة؟. تمارس "حماس" حالياً لعبة القمع في غزة. انها لعبة خطرة بكل المقاييس، ليس لأنها عزلت القطاع عن العالم وجعلت المواطن في غزة يشعر بأنه محاصر من كل الجهات وفي قوته اليومي وفي دوائه وكأن المطلوب تطويعه لا أكثر فحسب، بل لأنها دفعت أيضاً فلسطينيين إلى اللجوء إلى إسرائيل. هل من جريمة أكبر من هذه الجريمة؟، هل من جريمة أكبر من جريمة اضطرار فلسطيني إلى الهرب إلى إسرائيل للعلاج فيها وكي يتوافر له الحد الأدنى من الحماية من ميليشيات "حماس"؟. يفترض في "حزب الله" تفادي تكرار تجربة "حماس" في بيروت ولبنان، علماً أنه يسير في الاتجاه ذاته. فرض الحزب البيان الوزاري بالقوة وسيسعى إلى فرض التعيينات في المراكز الأمنية. وفي حال لم يتمكن من ذلك، ليس مستبعداً أن يستعيد تجربة السابع والثامن من أيار الماضي.

وقتذاك احتل الحزب الإيراني بيروت وأبلغ كلّ من يعنيهم الأمر أنه يتحكم بالمدينة وأنه يعرف هوية كلّ شخص مقيم فيها ورقم هاتفه النقال والثابت. إنه عمل استخباراتي من الدرجة الأولى في مواجهة مواطنين لبنانيين لا حول لهم ولا قوة يواجهون ميليشيا تمتلك إمكانات ضخمة بما في ذلك التعبئة المذهبية التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بتاريخ الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان بصفة كونها طائفة مؤسسة للكيان ومستفيدة من وجوده، بل من ركائز وجوده. ولكن ما العمل عندما تنفلت الغرائز على غرار ما حصل في العراق بدفع واضح من النظام الإيراني؟. من الآن، يمكن القول ان "حماس" ستفشل في غزة. وإذا نجحت، فإن نجاحها لن يخدم سوى إسرائيل. لماذا هذا الإصرار العجيب لدى "حزب الله" على تكرار تجربة "حماس" الفاشلة سلفاً في لبنان وفي بيروت تحديداً. هل لأنه لا يريد أن يتعلّم، أم لأنه أسير المحور الإيراني ـ السوري؟. الجواب أنه أسير المحور الإيراني ـ السوري وأن لبنان ضحية هذا المحور الذي يعتقد أن في استطاعته عقد صفقات مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل نفسها على حساب الوطن الصغير. هذا ممكن. ولكن يفترض في "حزب الله" التفكير دائماً وأبداً بأن لبنان ليس غزة، وليس خصوصاً غزوة، وأنّ من الخطر استعادة تجربة القطاع في لبنان. ولكن هل يمتلك "حزب الله" حرية التفكير في ذلك؟، هل يمتلك حرية التفكير في أنه يُستخدم لاستعادة تجربة ما بعد اتفاق القاهرة التي دفع اللبنانيون وعلى رأسهم أهل الجنوب، ثمناً غالياً لها؟.

 

مقابلة من ليبانون فايلز مع النائب شامل موزايا

الرئيس سليمان يعمل على حل قضية المفقودين من دون ضجة إعلامية 

 موزايا لـ"ليبانون فايلز": الرئيس سليمان يعمل على حل قضية المفقودين من دون ضجة إعلامية

إعتبر عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب شامل موزايا أنها ليست المرة الأولى التي يشن فيها رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الهجومات وهذا ما يسطيع فعله من اليوم والى أبد الآبدين لكن التيار الوطني الحر لن يتأثر أبداً، والتجارب أثبتت ان كل ما يقوله جعجع يصب في خانة الخطأ. وقال: "هذا ما يدفعنا الى عدم الرد عليه أو حتى إتخاذ التدابير الإحترازية".

موزايا وفي حديث لموقعنا أكّد أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان يعمل جاهداً على حل ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية من دون أي ضجة إعلامية وهذه هي الطريقة الأمثل.

ماذا تتوقعون من زيارة الرئيس ميشال سليمان الى سوريا في الثالث عشر من آب المقبل؟

نحن مع تنظيم العلاقات اللبنانية السورية لأن هذا المتنفس الشرقي يساعد على النهوض الإقتصادي لناحية التجارة وتبادل الخدمات وهنا أقول إن لبنان إذا لم تكن حدوده مفتوحة فهذا الأمر يلحق الضرر بالبلدين، لذلك نحن ندعم هذه الزيارة لإعادة بناء علاقة حسن جوار ندية مع سوريا.

ماذا بالنسبة لملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية؟

لقد ذكر فخامة الرئيس هذا الملف في خطاب القسم ويعمل جاهداً على حله من دون أي ضجة إعلامية وهذه هي الطريقة الأمثل ونحن على تنسيق تام مع الرئيس سليمان في هذا الموضوع.

كيف تعلقون على كلام رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي تطرق فيه الى مسألة الإنتخابات النيابية المقبلة؟

 ليست المرة الأولى التي يشن فيها جعجع الهجومات وهذا ما يسطيع فعله من اليوم والى أبد الآبدين لكن التيار الوطني الحر لن يتأثر أبداً، والتجارب أثبتت ان كل ما يقوله جعجع يصب في خانة الخطأ وهذا ما يدفعنا الى عدم الرد عليه أو حتى إتخاذ التدابير الإحترازية.

لماذا ركّز جعجع على منطقة كسروان؟

من الممكن أن جعجع يعتبر كسروان عريناً للموارنة وهنا أسأل إذا كان هناك من إمكان لتهجير الموارنة من كسروان؟ كفانا بهورات وليعرف كل واحد حجمه الطبيعي وليتأكد جعجع أن الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع هي للشعب الذي لن يتأثر يوماً بالزفت والمازوت.

أحد نواب المستقبل قال منذ يومين إن التقسيمات الإنتخابية التي أقرت في الدوحة أضرت بالمسيحيين ولم تعد لهم حقوقهم. فهل يعتبر ذلك إنقلاباً على إتفاق الدوحة؟

نحن نقبل بهذا الضرر وليسمحوا لنا، فنحن نتمسك بالقانون الذي أقر في الدوحة. التقسيمات الإنتخابية حسم أمرها والعمل يجري اليوم على إقرار الإصلاحات الإنتخابية. ومن المعروف أن هناك متضررين من إتفاق الدوحة يحاولون كسب المزيد من الوقت علّ ذلك يؤدي الى الغاء إنتخابات عام 2009 وهذا ما لن نسمح به.

كيف قرأتم تحفظات البعض على البيان الوزاري؟

إذا عدنا الى القاموس اعتقد ان كلمة كنف الدولة هي لمصلحة المقاومة وهذا أمر مستغرب. حكومة الوحدة الوطنية يجب إعطائها الثقة لتعمل في الأشهر الثمانية المتبقية. حاوره: مارون ناصيف

جميع الحقوق محفوظة ©

 

بازار المفقودين والفارّين والمتهمين

ميرفت سيوفي - الشرق

ثمّة مهارة شديدة الخصوصية تسم اللبنانيين على طريقة ما يسمّونه «المولد والحمص» أو «مكسب» او «شو رح ينوبنا»، منذ بدأ الحديث يتصاعد عن المفقودين في السجون السورية، حتى لحق به الحديث عن الفارّين الى الاراضي المحتلة بعد خروج جيش العدو الاسرائيلي. الموضوعان شديدا الحساسية الانسانية، وفي هذا الموقف نحن مع المطالبة بكل واحد من الذين غيّبوا في المعتقلات السورية احياء كانوا ام امواتاً، ومع عودة اولئك الفارّين بسبب عمالتهم خلال الاحتلال لطيّ صفحات الاسى الذي يُصيب عائلات هؤلاء وعائلات اولئك. وضد اي ربط بين الملفين ولا يتساوى هؤلاء مع اولئك في نظرنا الاّ بتساوي الانسانية، وقبل هؤلاء وهؤلاء نحن ايضاً مع كشف مصير كل المفقودين ضحايا اجرام اللبنانيين بحق بعضهم بعضاً. فلا يجوز ان نطالب الآخرين بما «نطنّش» عنه نحن، فمن حق الامهات الذين اختفى ابناؤهم في زمن الخطف على الهوية ان يعرفوا ماذا حلّ بهم، وإن بات متعذراً البحث عن رفاتهم او ما تبقّى منها، فمن واجب الدولة كشف الامر وايجاد صيغة تكرّم هؤلاء الضحايا بنصب تذكاري يحمل اسماءهم يكون ضريحاً رمزياً ومعنوياً يجمع ولا يفرّق ويكتب سطر تسامح على ما قد مضى.

هذا على مستوى هؤلاء، ولكن ما افزعنا بالأمس ونقوله بعتب شديد، ان يطالب سماحة مفتي الجمهورية باطلاق سراح متهمين قد يكونون يشكّلون خطراً على الدولة وعلى امن اللبنانيين، خصوصاً ان تهمّهم من مستوى «القاعدة» و«فتح الاسلام»، نتفهّم مشاعر سماحته اذا ما قصده ذوو هؤلاء وبكوا وقالوا: ان ابناءنا مظلومون.

وتعلم يا صاحب السماحة ان القضاء في مفهوم الاسلام مستقل ولا سلطة لأحد عليه، وأن الحديث عن براءة هؤلاء يشكّل تدخلاً في عمل القضاء، لم نرضه من امين عام حزب الله يوم اعتبر الضباط الاربعة معتقلين سياسيين واعتبرناه تدخّلاً في شأن القضاء، اضافة الى ان الشعب اللبناني لم ينسَ بعد تجربة ارهاب فتح الاسلام الخطيرة وما جرّته علينا من مآس وما دفعناه من شهداء للجيش، ونحن ايضاً نتوجّس خيفة من اصولية مخيّم عين الحلوة، فلمَ الدخول على خط المفقودين في السجون السورية، وادخالنا في بازار طويل عريض وحده الله يعلم الى اين ستنتهي مساوماته!! ونتوجّه الى سماحتك بأن تخاطب ذوي هؤلاء بأن تقول لهم: لنا ثقة بالقضاء اللبناني ونزاهته، لا ان يستدرج هؤلاء عاطفتك الدينية الى التشكيك في القضاء ولا الى التدخّل في شؤونه، وأن ابناءهم إن سُجنوا ظلماً فلهم اسوة بنبيّ الله يوسف الذي نسيه سجّانه سبع سنين في السجن، ولهم اسوة إن كانوا ابرياء بالإمام احمد ابن حنبل والإمام ابي حنيفة النعمان، لا ان توزع عليهم صكوك براءة!!

لن يقبل اللبنانيون بفتح اسلام جديدة وقد كنت على رأس مَن فضح افتراءهم على الإسلام ووصفهم بالارهاب، ويظلّ أهل اي انسان معذورون فمَن رأى من ابنه تشدّداً ظنّه تديّناً شديداً، ولا تحتاج سماحتك الى لفتك بأن قسماً كبيراً من شباب المسلمين خدعته دعاية المشايخ الجاهلة من على منابر بيوت الله للمجاهدين في افغانستان فانتهى الامر بهم الى احضان طالبان وبن لادن، ولبنان يا صاحب السماحة لا يحتمل تجربة الارهاب الاصولي، ولا يخفى عليك ان خلاياه نشاطها بدأت تلحظه الاجهزة الامنية، لا نريد اقتحامات مباني سكنية في ابو سمرا، ولا نريد قواعد جرود الضنية، ولا نهر بارد جديد.

يا صاحب السماحة، دعوا القضاء يأخذ مجراه، ولا تتبنّوا قضايا ملتبسة، حرصاً على موقع دار الفتوى، وإن كان من ضرورة للمراجعة بشأن هؤلاء فلتكن مع اصحاب الشأن وبعيداً عن الخطاب الاعلامي. «دخيلك» بعضهن يذكّرنا نقابهن بأم حسين زوجة شاكر العبسي، وبعضهم نتوجّس خيفة من لحاهم، المشكلة ان لحى كثيرة باتت مزوّرة وتشبه لحية بن لادن والظواهري!! وأخيراً يا صاحب السماحة، تمنّيت لو سمعت منك تعليقاً على حزب «ولاية لبنان» ووعوده بالخلافة وملصقاته التي ملأت الشوارع ومؤتمره الثالث، وتدرك سماحتك قبلنا ما هي نظرة هؤلاء الى كل المرجعيات الدينية والى كل مسلم لا يسير خلفهم و«على العمياني»!!

 

أوّل بيان وزاري منذ الطائف يتمحور حول الدولة.. لكنّ النصّ وحده لا ينهي تناقض السيادة مع السلاح

المطلوب تسوية "نهائية" كي لا يتكرّس "اتفاق قاهرة" آخر

المستقبل - الخميس 7 آب 2008 - نصير الأسعد

لا مبالغة في القول إنّ البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى هو الأول من نوعه لحكومة في لبنان بعد الطائف، لجهة تمحوره حول نقطة رئيسية هي الدولة وسيادتها ووحدانيّتها ومرجعيتها، ولجهة تكرار هذه النقطة وتأكيدها على إمتداد فقراته. أليس معلوماً اليوم انّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان ممنوعاً من جانب الوصاية السورية من ذكر إتفاق الطائف كمرجعية للدولة في أي من بيانات حكوماته أي في الخطاب الرسمي للدولة اللبنانية؟.

تجربة "إتفاق القاهرة" 1969

ومع ذلك، لا يمكن القول إنّ "مسألة السلاح" قد حُسمت وإنه لم يعُد ثمّة إلتباسٌ بشأنها.

وفي مجال الحديث عن "مسألة السلاح" هنا، لا بدّ من التوقّف عند تجربة تاريخية مرّ بها لبنان، على سبيل محاولة الإستفادة من دروسها.

في الثالث من تشرين الثاني 1969، وقّع لبنان بوفد ترأسه قائد الجيش إميل بستاني إتفاقاً مع منظمة التحرير الفلسطينية بوفد ترأسه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، سُمّي "إتفاق القاهرة" باعتباره وقّع في مصر وبرعاية مصرية. وإذ وُضع ذلك الإتفاق تحت عنوان "تنظيم الوجود الفلسيطيني المسلّح"، فإنّه أعطى لـ"الثورة الفلسطينية" العديد من "التسهيلات" العسكرية والتسليحيّة والقتالية بما في ذلك منطقة بحالها في العرقوب صارت تعرف بعد ذلك بـ"فتح لاند". واللافت أنه، وحرصاً على "شكليّات" معيّنة أو على أن يبدو النصّ تسووياً، جرت الإشارة بشكل متكرّر في "إتفاق القاهرة" إلى "سيادة الدولة اللبنانية" و"القوانين اللبنانية"، أي جرى النصّ على ألا يتناقض العمل الفلسطيني المسلّح مع سيادة الدولة اللبنانية.

...أي تجربة السلاحَين على الحدود وفي الداخل

كلّ ما جرى بعد ذلك، وفي ظروف معيّنة ولأسباب لبنانية وأخرى فلسطينية وثالثة عربية ورابعة إقليمية وخارجية، يفيد أن ليس فقط لم يتمّ الإلتزام بـ"ضوابط" الإتفاق ـ أي بسيادة الدولة اللبنانية ـ بل إنّ الوجود الفلسطيني المسلّح تمدّد إلى كل المناطق اللبنانية وصار السلاح الفلسطيني في بيروت مثلاً جزءاً من سلاح "الثورة" في العرقوب وللدفاع عنها.. أي صار السلاح في الداخل للدفاع عن السلاح على الحدود.

بطبيعة الحال، إنّ ما تقدّم لا يمثّل إحاطةً كاملة بظروف تلك المرحلة من تاريخ البلد، ولا يمكن أن يختصر كلّ تناقضاتها ولا ما نتج عنها ولا الإصطفافات ومبرّراتها. بيد أنّ في هذه المقدّمات ما يسمح بعددٍ من الإستنتاجات.

السيادة واحدة أو تسقط

ثمّة إستنتاجٌ أول، وهو أنّ ذكر "سيادة الدولة" والتأكيد على تلك السيادة في نصّ سياسي، لا يعني أن النصّ "يحقّق" سيادة الدولة. والسبب هو أنّ هناك أمرين متناقضين لا يجتمعان في هكذا عنوان. فالتناقض طبيعي بين سيادة الدولة وبين جهة "أخرى" تمارس وظائف من صلب سيادة الدولة، وهي سيادةٌ متى اجتُزئت أو وزّعت سقطت.

وثمّة إستنتاجٌ ثانٍ، وهو أنه يستحيل تقسيم السلاح إلى سلاحَين، واحدٌ "ثوري" أو "مقاوم" في الجنوب وآخر أمني داخلي، خاصة عندما يوضع السلاح الداخلي في خانة الدفاع عن سلاح الحدود وتحقيق "أمنه".

وثمّة إستنتاجٌ ثالث، وهو أنّ السلاح في الداخل ـ كجزء من السلاح على الحدود ـ إستخدم لمكاسب سياسية، وقد استقوى به فريق من اللبنانيين المؤيدين لـ"العمل الفدائي" الفلسطيني لتحقيق تغيير سياسي. وعندما لم تعُد الدولة السيّدة قادرةً على أداء أدوارها السيادية وضعفت حيال "الدولة الأخرى"، أطلق ذلك موجة عارمة من التسلّح والتسلّح المضادّ لدى الأطراف اللبنانيين.. وانفجرت حرب داخلية تدخّلت فيها عوامل شتّى محلية وخارجية.

وثمّة إستنتاجٌ رابع، وهو أنّ "إتفاق القاهرة" كان في أحسن الأحوال تسويةً بين الدولة ـ أي جيشها ـ والعمل الفلسطيني المسلّح. لكنّه لم يكن تسويةً لبنانية ـ لبنانية تعالجُ الخلاف اللبناني ـ اللبناني في شقّيه الرئيسيين آنذاك: موقع لبنان من الصراع العربي ـ الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، والخلل في النظام السياسي اللبناني. وهذا ما يعني أن لا جدوى من "صفقة أمر واقع".

البيان الوزاري وإشكالية السلاحَين

الآن، وبعد هذا "المدخل" مِن التاريخ وعِبره ـ ولو بسرعة ـ فإنّ ما يمكن قوله في إمتداد الحديث عن البيان الوزاري وعلى "هامشه"، هو الآتي:

إذا كان صحيحاً ـ وهو صحيح بالفعل ـ أنّ البيان الوزاري يحتوي على "تقدّم نصوصيّ" يضع الدولة وسيادتها في مقدّم الأولويات، وإذا كان صحيحاً ـ وهو صحيح أيضاً ـ أنّ هذا البيان قدّم تطمينات بشأن الأمن الداخلي وتعهّدات بأن تضطلع الأجهزة الأمنية الشرعية بدورها حيال الوطن والمواطن، فإن الصحيح كذلك، بل الأصح هو أن عدم حسم مصير "السلاح المقاوم" سيُبقي "مسألة السلاح" ككل غير محسومة، وسيُبقي الموضوع الأمني في الداخل "رجراجاً".

مفهوم تماماً ألا يكون البيان الوزاري حسم الأمر "نهائياً" في الظروف التي تشكّلت الحكومة فيها واعتباراتها وتوازناتها. غير أنه لا يصحّ اعتبار البيان تسوية أو حتى تسوية مرحلية. ذلك أن النصّ بقدر ما يمكن أن يكون "محطة" نحو التسوية يمكنه أن يكون من وجهة نظر البعض ـ لا سيما "حزب الله" ـ المحطة الأخيرة أي "آخر" ما يقبل به.

حوار بعبدا وإستراتيجية "الدولة"

وعليه فإن مؤتمر الحوار الوطني في بعبدا هو المعوّل عليه أن ينتج تسوية حقيقية في "مسألة السلاح". وكي تكون تسوية حقيقية فلا بد أن تقوم على مبدأ السيادة المطلقة للدولة، لا على تنازع حولها. السيادة المطلقة للدولة، أي "كل شيء" من ضمن الدولة لا على جانبها أو في موازاتها.. و"المقاومة" ضمن الدولة. والاستراتيجية الدفاعية هي لـ"الدولة" وليست لـ"المقاومة". ولا يعدّل في هذا "الحكم" أن التجربة التي عرضتها المقدمة كانت مع الفلسطينيين أي مع غير لبنانيين، بل يزداد "الحكم" معنىً لأن "المقاومة المسلّحة" هي اليوم من لبنانيين. كذلك يزداد المعنى في وقت زالت "الأسباب التحريرية" للسلاح.. حتى في البيان الوزاري نفسه إذ أكد الإلتزام بالقرار 1701 "بكل مندرجاته".

نسيب لحود: "كنف الدولة" ربطاً للنزاع

في غضون ذلك، كان تحفّظ وزراء 14 آذار المسيحيين عن عدم إضافة عبارة "كنف الدولة" على فقرة "حقّ لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته"، تحفّظاً في محلّه. لا شك أن الوزير نسيب لحود الذي تعود إليه "ملكية" هذه العبارة، يعرف تماماً أن إضافتها نصاً جيدة و"مكبّلة" لكنها لا تُنهي "مسألة السلاح" طالما أن الاستراتيجية الدفاعية لـ"الدولة" لم تُرسم. هي عبارة محرجة.. ومفيدة في "المحاججة السياسية". وبهذا المعنى فإن التحفّظ عن عدم إضافتها، هو بمثابة ربط نزاع سياسي مع "الفريق الآخر".ليس خافياً أنه لم يكن ممكناً أن يشارك كل وزراء 14 آذار الـ16 في التحفّظ. ذلك أن تحفّظ الـ16 كان سيؤدي إلى عدم إقرار البيان الوزاري وصدوره، إذ كيف يصدر بيان وزاري يتحفّظ بشأنه أكثر من نصف أعضاء مجلس الوزراء؟ غير أن التشارك في ربط النزاع السياسي أمر مفروغ منه. على أن ربط النزاع وحده لا يكفي. وسيكون على 14 آذار مجتمعةً درس كيفية متابعة المعركة السياسية بأفق الوصول الى التسوية الحقيقية المنوّه عنها آنفاً على "طاولة بعبدا".

 

مجلس الأمن يمدد في 27 آب سنة لـ"اليونيفيل":تجديد الضمانات والتفاهمات الدولية ـ الاقليمية

المستقبل - الخميس 7 آب 2008 - ثريا شاهين

لعل اول استحقاق على المستوى الخارجي ستخوضه الحكومة اللبنانية الجديدة بعد نيلها الثقة هو تقديمها طلباً رسمياً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من اجل التجديد لولاية القوة الدولية العاملة في الجنوب بموجب القرار 1701، "اليونيفيل"، سنة أخرى، تبدأ في اول أيلول المقبل، إذ تنتهي مهمة القوة في 31 آب الحالي. وفي انتظار الطلب اللبناني بدأت الاستعدادات في الأمم المتحدة لهذه الخطوة، إذ حدد موعد جلسة مجلس الأمن الدولي للتجديد لـ"اليونيفيل" في 27 آب الحالي، وذلك باستصدار قرار عن المجلس يوجب انجاز هذا الأمر تنفيذاً لمقتضيات القرار 1701 وضرورة استكمال تطبيقه، واستكمال القوة المهمات المنوطة بها وهي أنجزت الجزء الكبير من مسؤوليتها في حفظ الأمن والسلم الدوليين في الجنوب، وانطلاقاً منه في المنطقة ككل.

ولدى تقديم الطلب الرسمي من الحكومة سيضع الأمين العام تقريراً يتصف بأنه تقني، يوصي به التمديد للقوة سنة جديدة من دون تعديل في مهمتها أو في عديدها أو في قواعد عملها، وسيحيل التقرير إلى مجلس الأمن لينظر به بحيث يتم التجديد على أساس رسالة لبنان ومضمونها، وعلى أساس هذا التقرير، والتقرير الأخير لكي مون حول مجريات تنفيذ القرار 1701، والذي لم يصدر المجلس أي ردة فعل حوله حتى الآن.

واستناداً إلى المعطيات الديبلوماسية، فإن التمديد للقوة سيمر بصورة عادية وطبيعية من دون أي عراقيل. على ان البحث جار حول ما اذا كان مشروع القرار الجديد في شأن التمديد، والذي يرتقب ان تطرحه فرنسا سيكون مقتضباً وتقنياً فقط، ام انه سيحوي عناصر سياسية تكرر مجدداً ما جاء في القرار 1701 من نقاط، إذ ان الدول كلها في مجلس الأمن ستصوت إلى جانب التمديد لولاية القوة، لكن استعادة العناصر السياسية سيعرض مشروع القرار للأخذ والرد على خلفية المواقف الدولية والاقليمية المعروفة. ويرجح الموقف الوسطي في المشروع بحيث يتم التجديد التقني بأفق سياسي يستند إلى الدعم للحكومة اللبنانية الوارد في الـ1701، ولاستكمال الدور المنوط بالقوة الدولية حيث يجب على كل الدول التعاون في ذلك تأكيداً على القرار 1701 الذي لا عودة فيه إلى الوراء، ويستبعد ان يتضمن المشروع أي بند متصل بضبط الحدود اللبنانية ـ السورية، حيث تشرف اللجنة الدولية الخاصة بهذه المسألة على تطور الموضوع، وهي سترفع تقريراً إلى مجلس الأمن في وقت لاحق بعدما أنهت جولة لها في لبنان على المراكز الحدودية.

وسيركز التقرير التقني للأمين العام والمرتقب منتصف هذا الشهر حول التمديد، على الدور الذي تؤديه "اليونيفيل" ولا سيما على المستوى الاستراتيجي العسكري، والبيئة الأمنية في الجنوب، وعلى شكره للحكومة اللبنانية وللجيش اللبناني لتعاونهما، وعلى تقديره وامتنانه لـ29 دولة مشاركة في هذه القوة براً وبحراً، ولوفائها بالتزاماتها، ودعوته إلى المزيد من تضافر الجهد لتعزيز حماية أمن "اليونيفيل" وتعزيزه لدرء المخاطر المحدقة. وسيتضمن إحاطة مالية لموازنة "اليونيفيل" ومستوى سداد الدول لمساهماتها.

وموجبات التمديد للقوة بصورة عادية تكمن في ما يلي:

ـ الدعم السياسي الدولي الذي يحظى به القرار 1701 والدعم للقوة التي تنفذه، ولإمكاناتها في الدفاع عن نفسها لتحقيق ذلك. وسيكون هناك إعادة تأكيد دولي على دورها ومهمتها لسنة إضافية كاملة من دون أي تعديل. يقابله تصميم لبناني على تنفيذ القرار، سجله البيان الوزاري للحكومة.

ـ ان عدم تغيير المهمة، أو قواعد ازالة الاشتباك، يشجع كل الأطراف المعنية، والدول الفاعلة في مجلس الأمن، على عملية التمديد لها، ويبعدها عن الجدل الدولي أو الاقليمي.

ـ ان العامل الابرز في الموضوع هو ان وجود "اليونيفيل" في الجنوب، يمثل ضمانة متعددة الجوانب دولية واقليمية، ومرحباً بها لدى كل الفرقاء داخل لبنان، وهم ملتزمون بها. وهي تجسد المعادلة في إرساء الأمن والاستقرار اللبناني إلى الأمن والاستقرار الاقليمي وفي الشرق الأوسط، حيث التخوف العربي والغربي الدائم والقلق على المصدر اللبناني في تطورات الوضع الاقليمي.

وليس هناك من طرف دولي أو اقليمي يريد تغيير هذه المعادلة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين. وتبعاً لذلك، يأتي التجديد للقوة في اطار التجديد للضمانات والتفاهمات حول وجودها ودورها. وسيتوازى بالطبع مع المناخات الدولية ـ الاقليمية الهادئة والايجابية التي تحكم المرحلة الحالية.

 

الثلث المعطل انتزع بالتهويل وأكثر الشيعة بمنأى عن مال ايران"

الأسعد يراهن على صحوة انتخابية ضد "الكارثة" ولا يعوّل على الحوار

المستقبل - الخميس 7 آب 2008 - نانسي فاخوري

أكد رئيس "لقاء الانتماء اللبناني" أحمد الاسعد "أننا سنشارك في كل الاقضية التي يوجد فيها تواجد شيعي وبالتالي نريد إعطاء صورة للمواطن اللبناني كي يكون لديه الخيار بين اللبناني الشيعي وغيره"، واعتبر "ان الطائفة الشيعية مخطوفة من قبل "حزب الله""، مشددا على انه "يجب ممارسة الضغط على قيادة "حزب الله" كي يتلبنن واذا لم يحصل هذا الشيء سوف نبقى في نفس الدوامة".

وطالب "14 آذار ان يكون لديهم الخطة البديلة والعلمية لمواجهة خطة 8 آذار والتغلب عليها"، ورأى "ان طاولة الحوار سخافة لبنانية وتضييع وقت وكلام ليس له طعمة ولا أعول عليها". ووصف البيان الوزاري بأنه "غير ايجابي"، واعتبر "انه رمادي جدا من ناحية "حزب الله وسلاحه"، معتبرا "ان كل طرف يسوق هذا البيان كما يريد". وأعلن في حديث الى "المستقبل" أمس، "اننا سنقوم بنشاطات عديدة في الاوساط الشيعية بكل المناطق كي نحرك الشريحة الكبيرة من أبناء الطائفة الشيعية الرافضين للوضع القائم وللتمثيل السياسي للطائفة". وأبدى اعتزازه بشيعيته، رافضا المزايدات، موضحا "المحاولات مع مجموعة من الأفرقاء والحيثيات السياسية لاعادة الشيعة إلى أصالتهم وحقيقة تشيعهم، والطائفة الشيعية اليوم مخطوفة، فهذا الواقع الظاهر لا يدل على حقيقة الطائفة الشيعية".

أضاف: "الواقع المادي والإمكانات الهائلة لدى "حزب الله" هي التي تخلق صورة معينة عند الناس وكأن أكثرية الشيعة مع "حزب الله"، انما هذا الواقع غير صحيح، فالحمد لله ان إيران لا ترسل بما فيه الكفاية من المال لشراء كل الشيعة، ولا شك ان هناك شريحة تستفيد من الإمكانات المادية المقدمة من الحزب لكن في المقابل هناك شريحة أكبر بكثير لا يأتيها شيء من الأموال الايرانية وهي ليست متوافقة مع التوجه الذي يسير فيه "حزب الله"، وهي متضررة كما كل اللبنانيين".

وربط الاسعد الاستثمار الاقتصادي بالاستقرار الامني، معتبرا انه مفقود طالما بقيت السيطرة لـ"حزب الله"، "مما يؤدي إلى عدم وجود فرص عمل ونمو اقتصادي وهذا ينعكس سلباً على المواطنين ويؤدي إلى البطالة والمشاكل الاجتماعية، فهذا الواقع كل اللبنانيين متضررون منه، فهناك شريحة غير مستفيدة من "حزب الله" ليست مع هذا التوجه، لا تستطيع التعبير عن رأيها وبالتالي هناك خوف من الواقع الموجود، فحزب الله يمارس أساليب قمع لم نعتد عليها حتى مع الحركات الديكتاتورية. وأكثر من ذلك، حزب الله يمارس مقولات على العالم فاذا لم تكن معنا انت لست مسلما، مما يتطلب صلابة وقوة للناس في ظل هذه الظروف التي لا تستطيع ان تعبر عن قناعاتنا الحقيقية".

وأشار إلى "ان هناك مشروعين في البلد، فهناك طرف سياسي يسعى لأن يكون لبنان دولة بكل معنى الكلمة، وطرف سياسي آخر يدعي بانه مع بناء الدولة والحقيقة عكس ذلك، فهو يريد ان يكون لبنان ساحة مفتوحة و"كبش محرقة" بيد المحور الاقليمي الايراني ـ السوري، من هذا المنطلق لم نعد نريد الرمادي، فلبنان يتفتت بين ايدينا ونحن نحسب انه باقناع الآخر أو بعلاقة حبية مع المشروع الآخر نحصل على التنازلات المطلوبة، فهذه مسألة طوباوية لم يعد بابا نويل موجودا وكل واحد يشتغل لمصلحته، فحزب الله وشركاؤه لن يتنازل، عن دويلته لله في الله".

ولفت إلى "اننا في "الانتماء اللبناني" كان لدينا اقتراح مهم جداً هو انه لا يجوز الخوض في البيان الوزاري بموضوع سلاح "حزب الله" لان الحصول على توافق من الطرف الآخر حول هذا الموضوع سيكون ضمن سقف متدني والا لن يرضى الطرف الآخر، فكان طرحنا عدم الخوض بهذا الموضوع ابداً وبالتالي هذه حكومة تقطيع مراحل فكان يجب الخوض بضرورة ايجاد آليات كي تكون الانتخابات النيابية بأكبر قدر ممكن من النزاهة، وان يكون هناك اتفاق ان الذي سيحصل على الأكثرية في الانتخابات النيابية الآتية، هو الذي يحكم البلد، فيجب الخروج من بدعة التوافق فهي كذبة كبيرة لا يمكن ان يتفق مشروعان متناقضان".

وأكد ان 14 آذار تعبر عن طموحاتي، والشعب اللبناني كله مع طروحات 14 آذار وحتى الشريحة الأكبر من الطائفة الشيعية"، واعتبر "ان المطلوب اليوم لدى الفريق السياسي الذي يطالب بأهدافه النبيلة، ان يكون لديه خطة واستراتيجية واضحة كي يصل إلى أهدافه".

وقال: "ان 8 آذار لديهم مشروعا مختلفا يريدون ان يكون لبنان "كبش محرقة" ولديهم خطة مدروسة وحاسمة لتفتيت لبنان، بهكذا وضع المطلوب من 14 آذار ان يكون لديهم الخطة البديلة والعلمية لمواجهة خطة 8 آذار والتغلب عليها"، و أسف "ان 14 آذار تتعاطى السياسة بنفس تقليدي، فعل وردات فعل بيانات وبيانات مضادة، ولهذا السبب مشروع البناء الذي نستاهله كلبنانيين، يتراجع وفوتنا فرصا كثيرة ضاعت على مشروع بناء لبنان الذي نحلم ان نصل إليه وسوف نصل إليه".

وأعلن "انني ضد اتفاق الدوحة فهو استسلام" وقال: "مشروع الدولة يتحقق عندما يكون هناك رجال دولة بمصداقية وصلابة رجال الدولة هم الذين يضعون مشروع لبنان الدولة على السكة وبالتالي هذا الذي يوصل المشروع لتحقيق هدفه، فنحن إذا نريد ان نتصرف كرجال دولة فأي قرار نريد ان نأخذه بالوزارة يجب ان ندرسه بشكل صحيح وندرس تداعياته وغير ذلك يدل على عدم الجدية ومن غير المقبول ان تأخذ الدولة القرار وتتراجع عنه لانها تتعرض لتهويل من قبل حزب معين، فالدولة اذا تراجعت عن قرارها يعني انها فقدت هيبتها ".

واعتبر "انه في أحداث أيار حصل هلع عند بعض قيادات 14 آذار مما أدى إلى الاستسلام ولو حصل تماسك بالموقف، لم يكن المطلوب هو النزول على الشارع، انما الثبات في الموقف فمن المؤكد ان الطاولة كانت انقلبت على رأس "حزب الله" وشركائه".

وأشار الى انه "من خلال التهويل حصلوا على الشيء الذي يطالبون فيه وهو الثلث المعطّل فوصلنا إلى واقع في لبنان ان لدينا رئيس جمهورية لا نستطيع ان نعتبره بالنفس الاستقلالي الصرف، رئيس مجلس أسير واقع معين وليس لديه الصفات المطلوبة لكي يحرر نفسه من هذا الواقع المحاط به، وحكومة بثلث معروف توجهه كيف وبالتالي يمثل الحكومة وبالتالي هذه الخطوات وصلنا إليها وكنا نستطيع ان لا نصل اليها لو كان موجودا التخطيط والصلابة ورجال الدولة وهذه مآخذي على 14 آذار".

ورأى ان زيارة رئيس الجمهورية إلى سوريا "سوف يعطى لها نتائج معينة انما لا نتائج جوهرية". كما خالف أولئك الذين يتوقعون تسوية اقليمية "لان النظام السوري قلق من المحكمة وهذا شيء يمسه ويمس بقاءه، والمحكمة الدولية بحاجة إلى سنتين كي تضع الحقائق على الطاولة وعندما تصل المحكمة إلى خلاصاتها يمكن ان تحصل التسوية مع المجتمع الدولي، والى حينها كل فريق سوف يحافظ على اوراقه التي من خلالها يتحكم بشروط التسوية، ولن يتخلى النظام السوري عن الاوراق الاساسية الموجودة بيده بالنسبة إلى الوضع القائم في لبنان تحديداً، وممكن ان يعطينا النظام السوري هدايا معينة مثل تبادل السفارات فهي ليست ورقة أساسية ولا تستعمل كورقة ضاغطة تجاه المجتمع الدولي عندما تحصل المفاوضات".

واعتبر ان "8 آذار مشروع نقيض لبنان من خلال تحالفاتهم الاقليمية"، ووجه "رسالة لكل الناس بالنسبة للانتخابات النيابية القادمة بضرورة ان يسألوا انفسهم عندما يريدون التصويت إلى مرشح من وراءه وما هو التوجه الاقليمي لديه، لانه بالنهاية مهما كان هذا المرشح فتوجهه الاقليمي هو الذي سوف يأخذه باتجاه ما، وهنا السؤال هل هذا المرشح بفلك المحور الايراني ـ السوري هل هذا المجتمع الذي يعبر عن طموحاته؟ هل هذا هو المجتمع الذي فيه ديموقراطية وتنوع وإبداع؟".

اضاف: "من هذا المنطلق في ظل هذا الواقع يجب ان نفهم ان النظام الايراني والسوري لن يريد للشعب اللبناني أحسن ما يريده لشعبه، فالمهم ان يكون هناك صحوة ضمير في الانتخابات لأن الذين اسمهم معارضة اليوم اذا أصبحوا أكثرية فهذه كارثة على لبنان".

وعن أحداث 7 أيار أكد "ان هذه الأعمال لا تمثل حقيقة اللبناني من الطائفة الشيعية والقيم والأخلاق التي نعرفها في أوساطي وأنا باسمي المتواضع اعتذر عن كل هذه الأفعال التي حصلت". وأشار الى "ان الطائفة الشيعية تمر بأصعب الظروف لأن أساليب القمع والتجويع التي نتعرض لها، أعلى من أي سقف".

 

مكاري: البيان الوزاري فيه الكثير من النقاط الملتبسة والحوار برعاية سليمان وحده سيؤمن التوضيحات المطلوبة

المستقبل - الخميس 7 آب 2008 -

اعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن في البيان الوزاري "الكثير من النقاط الملتبسة وأن كل فريقٍ يمكن أن يفسِّرها وفقاً لنظرته وخاصةً النقطة 24 منه"، ورأى أن "الحوار وحده سيؤمن التوضيحات وإزالة الإلتباس".مبديا الاسف" لأن كل الدول المجاورة تنعم بالإستقرار وتعزز مصالحها بينما الزعامات عندنا تتلهَّى بالصراعات والإنقسام". وقال مكاري في حديثه لـ "وكالة الانباء اللبنانية"أمس: "لا يمكن لغير الحوار برعاية فخامة رئيس الجمهورية أن يضع التوضيحات اللازمة لهذا البيان وللنقاط التي يمكن لها أن تشكل نقطة التباسٍ إذا استمرت بدون توضيح، ومن هنا فنحن بانتظار ذلك الحوار".

وردا على سؤال، قال:" لا أرى حَكَماً صالحاً للشعب اللبنانية وعلى الحلبة اللبنانية إلا الشعب اللبناني، وفي اعتقادي ان شعبنا يريد التوصُّل إلى حلٍ لأزماته المتتابعة بأقل المشاكل الممكنة. طبعاً في حال تقديم أي مساعدة خارجية لنا كلبنانيين سنتقبلها شاكرين لأن أحداً منا لا يرفض بطبيعة الحال هذه المشاعر الصادقة الساعية لما فيه خير لبنان، ولكنني أعتقد ان الانتخابات المقبلة ستظهر دور هذا الحكم اللبناني بوضوحٍ حيث سيقول الشعب كلمته تجاه ما جرى ويجري". موضحا"ان شعبنا يعاني الكثير، ومنذ سنوات، لذلك فهو يريد الاستقرار، ويطالب المسؤولين بأن يكونوا أكبر عقلاً وأعقل مواقفاً، ويمكنك ملاحظة ذلك أينما توجهت وحيثما جلست واستمعت إلى الناس. اليوم ترى اللبنانيين سعداء بالمصطافين العرب والأجانب وبالمغتربين والمهاجرين العائدين للوطن لقضاء فصل الصيف فيه، هم فرحون لأنه إلى جانب همومهم الوطنية هناك الهم الإقتصادي الضاغط على أمورهم الحياتية اليومية التي تلعب دوراً كبيراً في وضع الإنسان أسرياً واجتماعياً واقتصادياً". ولافتا الى ان"شعبنا يتطلـَّع حوله فيرى كيف تستفيد الدول المجاورة من استقرار الأمن فيها ومن الفورة النفطية وكيف تعزز مصالحها بينما يرى زعاماته تتلهى بالصراعات والإنقسام". أضاف: "الكل في محيطنا يرتبون أوضاعهم في الوقت الذي نتفرج فيه على كل ما يجري،فسوريا واسرائيل كانا ينسقان تحت الطاولة والآن صارت الأمور علنية وفوق الطاولة. أميركا وإيران يتواصلان عبر طرقٍ مختلفة للتباحث والتعاون والتنسيق. أما لبنان، فهو في موضع الفرجة فقط وأعتقد انه سيبقى كذلك حتى إشعارٍ آخر".

 

ماروني يزور الهراوي ومعوض ويلتقي وفداً من عبرين

محفوض: المعركة الانتخابية سياسية بين خطين

المستقبل - الخميس 7 آب 2008 - التقى وزير السياحة إيلي ماروني عقيلة الرئيس الراحل الياس الهراوي منى الهراوي في مكتبها في مركز الرعاية الدائمة في الحازمية أمس، في إطار الزيارات التي يقوم بها لعقيلات رؤساء الجمهورية السابقين. وتم عرض النشاطات السياحية ولا سيما أن الهراوي هي رئيسة لجنة التراث الوطني. ثم زار عقيلة الرئيس الشهيد رينيه معوض، النائب نايلة معوض وعرض معها تصوره للمرحلة المقبلة على كل الصعد لا سيما على الصعيد السياحي الذي إعتبره من "الأسس التي يعتمد عليها لبنان"، معلنا أنه "سيقوم بجولة لكل الفعاليات لإطلاعهم على خطته الآنية والمستقبلية، من أجل دعم السياحة في لبنان والإطلاع منهم على آرائهم وتصوراتهم، ولاسيما أن عقيلات الرؤساء عايشن أزواجهن في جميع المراحل التي عاصروها".

من جهة أخرى، إستقبل ماروني وفدا من بلدة عبرين ـ البترون، ضم كاهن الرعية الأب يوحنا مارون مفرج، هدى نجم، والإعلامي شربل ضرغام، ووضعوه في أجواء الاحتفالات التي ستقام في بلدة عبرين إعتبارا من 26 آب الجاري ولغاية 14 أيلول بمناسبة عيد مار شربل الشهيد، أحد شهداء الكنيسة وهو الأب الروحي للقديس اللبناني شربل مخلوف.

ثم اطلع على التحضيرات الجارية لإحياء مهرجانات حاصبيا لصيف 2008 من 14 آب الجاري ولغاية 17 أيلول المقبل من وفد لجنة المهرجانات الذي ضم غسان شميس، فواز دلول وعادل دياب. وتلقى إتصالا من النائب أنور الخليل في هذا الإطار.

كما استقبل ماروني في مكتبه في الوزارة، رئيس حركة "التغيير" عضو 14 آذار إيلي محفوض الذي شدد بعد اللقاء على أن "لا سلاح خارج إطار الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني وباقي القوى الشرعية الأمنية".

وقال: "بحثت مع الوزير ماروني بموضوع البيان الوزاري، وأبلغته موقفنا من هذا البيان فطموحنا ليس ما كتب فيه في ما يختص بموضوع السلاح لأننا نعتبر أن هناك حلا من إثنين على مستوى السلاح إما ردة فعل ميليشياوية مثل ما يقوم به "حزب الله" وهذا يعني حربا جديدة في لبنان، لكن خيارنا في قوى 14 آذار هو المؤسسات ودولة المؤسسات وقد سلمنا أمن السلاح إلى الجيش اللبناني".

أضاف: "أما الموضوع الثاني والأهم الذي تطرقنا إليه، فهو موضوع الإنتخابات النيابية المقبلة، وهنا اشير إلى أنه ليس صحيحا بأن المعركة الإنتخابية ستكون فقط في المناطق المسيحية، هناك معركة سياسية وليس معركة طائفية بين خطين سياسيين في لبنان، الخط الأول المتمثل بـ 14 آذار وشعاره إستمرار التمسك بالدولة ومؤسساتها، والخط الثاني المتمثل بـ 8 آذار والذي طلع علينا أحدهم بالأمس رابطا بقاء سلاح "حزب الله" بحق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم"0

وتابع: "ما جرى في 7 أيار في بيروت وفي مناطق أخرى أذل أناسا وقهرهم وألحق الأذى بهم لكن هذا لا يعني بأننا نكن العداء لـ "حزب الله" بل على العكس نحن متمسكون بهذا الشريك اللبناني ونعمل لإعادته إلى حضن الوطن وكما قلت نعمل كي يعود هذا الحزب لبنانيا بإمتياز".

وردا على سؤال حول ماهية المعالجة الهادئة أجاب: "المعالجة الهادئة لا تمنع من إعطاء موقف حاسم وحازم في موضوع السلاح، وبالنسبة إلينا إذا لم يترافق الحوار مع آلية تنفيذية سيكون "طبخة بحص".

 

الزغبي: التعبير عن الإرادة المسيحية الصحيحة سيترجم في الانتخابات

المستقبل - الخميس 7 آب 2008 - اعتبر عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي أنه "لن يكون للمسيحيين دور كبير بين نظامين مغلقين ديكتاتوريين أحدهما في دمشق والآخر في طهران"، مشيراً الى أن "التعبير عن الإرادة المسيحية الصحيحة سيترجم في الانتخابات النيابية، بعنوان "تحديد هويتنا المسيحية وتحريرها". وأكد أنه "نتج من اتفاق الدوحة انتصار فكرة إعادة الدولة التي تحملها قوى 14 آذار".

ولفت أثناء إلقائه محاضرة بعنوان "لبنان ما بعد الدوحة" نظمها قطاع وسط كسروان في "القوات اللبنانية" في مقره في عشقوت أمس، الى أن "لبنان قبل اتفاق الدوحة تمثل بعملية انقلابية استمرت أكثر من عام ونصف عام وصولاً الى العملية التنفيذية في اجتياح بيروت في 7 و8 أيار الماضي، فجاء اتفاق الدوحة ليرسم خطاً أحمر لتلك المرحلة، وأعاد مفهوم الدولة التي تحتاج الى رئاسة جمهورية ومؤسسات وحكومة، وإخراج اللبنانيين من اليأس من عدم إمكان بناء دولة وطن مستقر"، مشيراً الى أن "المسألة الأخرى غير المنظورة هي لجم المشروع الفارسي الإيراني على ساحل شاطئ المتوسط، وأن اجتياح "حزب الله" لبيروت ليس رداً على قرارين للحكومة، إنما خطة جاهزة موضوعة منذ أول كانون الأول 2006، وهي إيرانية بامتياز تبدأ في لبنان".

وقال: "إن الدور المسيحي عبر مئات السنين يقوم على ركيزتين متماسكتين ومتداخلتين، الركيزة الأولى هي الشرق والركيزة الثانية هي الغرب. إنما الخطورة اليوم، هي أن هناك من يتكلم باسم المسيحيين لتدمير الركيزتين، يحاول أخذهم الى جزء من هذا الشرق غير مستقر هو النظام السوري والى جزء آخر على طرف هذا الشرق هو النظام الإيراني".

واعتبر أن "هذا تشويه وضرب للركيزة الأولى لفكرة أن المسيحيين هم أبناء البيئة المشرقية، وسوريا التي ليست سوريا النظام الذي سيتغير وليست سوريا الأقلية، انما سوريا الشعب، سوريا 17 مليون مسلم سني وإذا تجاوزهم منذ أربعين عاماً الحكم العلوي، فلن يتمكن من تجاوزهم أربعين سنة أخرى، وهنا تكمن خطورة فكرة ملف الأقليات، لأنها خطيرة جداً، وقد دفعنا ثمنها مرتين، الأولى عام 1976 عندما تحالفنا مع النظام العلوي السوري ورأينا نتائجها بالاجتياح السوري، ثم دفعنا ثمناً غالياً آخر عام 1982 مع حلف الأقليات الآخر مع إسرائيل" مضيفاً أنه "بعد ثلاثين عاماً، هناك من يحاول إعادة انتاج هذه الخطورة من خلال تحالف مع أقلية أخرى اسمها الشيعة في وجه الأكثرية السنية، وهذا أخطر تصرف على مصير المسيحيين. لن يكون للمسيحيين دور كبير بين نظامين مغلقين ديكتاتوريين أحدهما في دمشق والآخر في طهران. وعلى المسيحيين أن يسعوا الى العروبة الحضارية والمنفتحة".

وتابع: "علينا كمسيحيين إعادة تركيز علاقتنا مع الشرق مع تطوير الحالة العربية. أما بالنسبة الى الركيزة الثانية التي هي الغرب، فنحن كمسيحيين لا نستطيع بهويتنا الثقافية وبارتباطاتنا وامتداداتنا الروحية أن نتمرد على الغرب، والتعبير عن الإرادة المسيحية الصحيحة سيترجم في الانتخابات النيابية، بعنوان "تحديد هويتنا المسيحية وتحريرها". وهذا هو لبنان ما بعد الدوحة".

ورأى أن "المسيحيين الحقيقيين مرتبطون بـ14 آذار وليس بمصالح"، مؤكداً أن "الثوابت اللبنانية والمسيحية هي الأسس التي لا تتغير".

 

النائب فرعون: الدور المسيحي ليس حكرا على أحد ويجب أن يكون متجانسا مع الكنيسة ورئاسة الجمهورية

وطنية- 7/8/2008 (سياسة) حذر النائب ميشال فرعون، أمام حشد من أهالي دائرة الاشرفية، الرميل والصيفي، المسيحيين من "الوقوع مجددا في فخ الخلافات المسيحية- المسيحية التي كلفت أثمانا باهظة، والتي جيرت لمصالح خارجية"، معتبرا "ان للمسيحيين دورا خاصا ورياديا في الاستقلال الثاني، وفي المصالحة مع الذات والتلاحم مع الآخر، وفي بناء الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية، وفي المصالحة معها وإصلاحها وتأهيلها"، مؤكدا "أن هذا الدور يجب ان يكون متجانسا مع الكنيسة ومع رئاسة الجمهورية، وأن لا يكون حكرا على أحد، بل يجب ان يتبلور بمشاركة القوى المدنية الفاعلة في المجتمع".

وشدد على "أن مسيرة بناء الدولة مستمرة، وذلك بالإقلاع عن منطق الدويلات، وبتطبيق القرارات الدولية وقرارات الحوار"، مؤكدا "ان لا مفر من الاتفاق على الصواريخ والسلاح ليكون سلاحا سياديا مرتبطا بالداخل، شرط عدم استخدامه في الداخل ودون أن يكون مرتهنا لأمر الخارج، بل يجب ان يكون ارتباطه بالدولة واضحا ويحظى باجماع الشعب اللبناني بكل فئاته ومذاهبه وتياراته"، لافتا الى "ان هذا ما ننتظره من الحكومة، وقد لحظ آخر بيان وزاري تقدما في هذا الخصوص"، مؤكدا ان إعطاء الثقة مشروط بالأداء والنتائج، وهذا ما ننتظره ايضا من اجتماعات الحوار برعاية رئيس الجمهورية وبمواكبة عربية كما نص اتفاق الدوحة".

وأكد "ان الديمقراطية ليست فرض الإرادة بالقوة أو القدرة على التعطيل أو شراء الضمائر، أو حتى هي معيار لقوة السلاح والتهديد والتهويل، لأن أحدا لا يستطيع أن يفرض إرادته على الناخبين في انتخابات حرة ونزيهة".

ونبه الى "ان الانتخابات ليست محطة عابرة في لعبة التنافس على السلطة، بل هي فعل ثقة، واستمرارية في العمل والمحاسبة والالتزام والولاء ليس من الناخب الى النائب، بل من النائب الى الناخب، واحترام النائب للناخب، وخدمة النائب للناخب، وتمثيل وسعي لتلبية حاجاته وقناعاته وتوجهاته السياسية والوطنية".

ورأى "ان أهل بيروت تحملوا بكثير من الصدمة العنيفة، القديمة- الجديدة، الإمساك ببيروت وحريتها وقرارها لأهداف تتجاوز المصالح الداخلية لتدخل في حسابات إقليمية"، لافتا الى "ان منطقة الاشرفية لم تكن في منأى عن هذه الصراعات التي كلفت أثمانا باهظة على الصعيدين الإنساني والاجتماعي".

وشدد النائب فرعون على "ان بيروت ودائرة الاشرفية ليستا فقط مركزا سياسيا ومستشفيات وملاه ومحال تجارية او مصارف، انها ايضا بيارتة من الخانة القديمة الرصينة والمتجذرة بعائلات وشباب وشيوخ متمسكين بالعاصمة وتاريخها، ومن بينها الحفاظ على تاريخ بيروت المسيحي الذي هو جزء أساسي من تراثها".

واعتبر "ان البعض تناسى مرة جديدة الظروف التي مرت بها منطقة الاشرفية وأهلها في الأعوام المنصرمة، من استهداف إرهابي لمناطق مونو، الجعيتاوي ومار متر، واغتيال سمير قصير واستشهاد جبران تويني، وما تعرض له نواب بيروت وبيروت بالذات بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسل فليحان ووليد عيدو وصولا الى اجتياح بيروت . وهذا البعض قد تناسى ايضا ما مر به نواب بيروت ووزراء حكومة الاستقلال من تهديد ومحاولات ترهيب".

ودعا النائب فرعون الى "التأسيس لمرحلة جديدة، والاتفاق على أسلوب جديد في العمل على الصعيدين السياسي والإنمائي، وعلى مركزية دائرة الاشرفية والرميل والصيفي، الدائرة المستقلة في بيروت بأغلبية مسيحية، بانفتاح وتعاون مع كل مناطق بيروت لتكون على مستوى طموحات المنطقة وحضارتها بأسلوب ديمقراطي معبر عن حضارتنا".

الى ذلك، رعى النائب فرعون حفل افتتاح الملاعب الرياضية في منطقة الاشرفية قرب جسر الفيات، مساء أمس، في حضور النائب نبيل دو فريج ممثلا رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الدين الحريري، النائب سيرج طور سركيسيان، رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس، نائب رئيس بلدية بيروت الدكتور توفيق كفوري، قائد الجيش بالإنابة اللواء شوقي المصري ممثلا بالعقيد المهندس جهاد العجوز، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ممثلا بالعميد علي خليفة، المدير العام لأمن الدولة العميد الياس كعيكاتي ممثلا بالرائد بشاره الحداد، المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني ممثلا بالنقيب توما تيغو، نديم بشير الجميل، رئيس الصندوق الوطني للمهجرين فادي عرموني، وفد الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى للروم الكاثوليك، رئيس تجمع رجال الأعمال ارمان فارس، وفد اللقاء الكاثوليكي، رئيس رابطة أساتذة اللغة الانكليزية في لبنان الدكتور رينيه كرم، مخاتير المنطقة وفاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية وإعلامية وأمنية وعسكرية وحشد كبير من أهالي منطقة الاشرفية والرميل والصيفي. بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، بعده ألقى عريف الحفل رئيس نادي الصحافة الزميل يوسف الحويك كلمة رحب فيها بالحضور وشدد على أهمية المناسبة في افتتاح هذه الملاعب ودورها في "تنشئة الأجيال على روح الألفة والمحبة والوحدة الوطنية". كما ندد ب"محاولة تعكير هذا الانجاز من خلال المناشير التي وزعت ليلا"، واصفا إياهم ب"وطاويط الليل".

ثم ألقى العريس كلمة أكد فيها "ان بيروت ستظل بإرادة أهلها مدينة الوئام والحب ومنارة إشعاع"، ولفت الى "ان انجاز ملاعب الاشرفية يأتي في سياق سلسلة من المشاريع التي تشهدها حاليا بيروت والتي تفوق 27 مشروعا تصب كلها في تطوير البنى التحتية والخدمات العامة وتحديثها، فضلا عن الأنفاق والجسور والإشارات الضوئية، وكلها تنجز اما بتمويل من البلدية، او بدعم من صناديق عربية، او من البنك الدولي الذي يدعمنا كذلك بالخبرات والتقنية العالمية الحديثة". ونوه العريس بجهود النائب ميشال فرعون وكل من ساعد وساهم لإنجاز هذا المشروع خصوصا أعضاء مجلس بلدية بيروت والمحافظ الذين كانت لهم ايضا المواقف الداعمة لكل هذه الورش والذين لم يوفروا جهدا في سبيل إنشاء هذه الملاعب، مؤكدا على "الإصرار للتغلب على معوقات حاضر الأيام تطلعا الى غد باسم ومستقبل رياضي واعد للبنان وعاصمته".

بعدها ألقى النائب فرعون كلمة استهلها بالقول: "على شو مزعوجين من هالمناسبة الإنمائية، إللي منقدر نبين من خلالها روح المحبة ووحدة ولاد المنطقة، نحن بدنا نسوق ثقافة الالفة، وهن مهمتن يسوقوا ثقافة الكره والتفرقة".

وقال: "يحق لنا بل من واجبنا، ان نحتفل اليوم سويا دون اية عقدة بافتتاح الملاعب الرياضية، ويحق لشبيبة الاشرفية الذين افتتحوا الملاعب فعليا قبل هذا الافتتاح الرسمي بالقفز فوق الشريط احيانا، ان يفرحوا، لأنهم يستحقون هذه الملاعب، وهذا اقل ما نستطيع ان نقوم به لأجلهم، وهذه ليست مونة انتخابية، ولأنهم يستحقون أكثر من الملاعب بكثير. يستحقون السلم الأهلي، يستحقون سلامة البال والاطمئنان لمستقبلهم، وثقافة المحبة والرياضة مثل ابن المنطقة ماكسيم شعيا. يستحقون التغطية التربوية والصحية لهم ولأهلهم، يستحقون إيجاد فرص عمل في بلدهم، يستحقون الاهتمام بمنطقتهم، وأن يكون عندهم مساحات خضراء ومساحات للتنفس والرياضة بعيدا عن جذب الشارع لهم وتحدياته".

اضاف: "بدأت مسيرة تأسيس هذه الملاعب بطريق شاق كمعظم المشاريع العامة، عندما سعيت مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تعاون مع فكرة إنشاء هذه الملاعب، وتطورت الفكرة الى مشروع أكبر عرض على مجلس الوزراء في العام 2001، يهدف الى تحويل كل مساحة ساحة العبد (تقريبا 200,000 متر مربع) الى منطقة خضراء تتخللها مساحة مخصصة لبعض المباني الإدارية. ولأن المشاريع الكبيرة تكبر معها الأطماع والعراقيل، أصريت على تخصيص، وبقرار من مجلس الوزراء، مساحة 10,000 متر مربع منها للملاعب الرياضية، وهكذا كان في العام 2002. كما تعاون الرئيس فؤاد السنيورة في إدراج طرح هذا المشروع المحدد على مجلس الوزراء للسير به قبل المشروع الأكبر. وهنا أسجل لإدارة سكك الحديد تجاوبها مع الفكرة، وبلدية بيروت التي تسلمت المشروع من مجلس الوزراء وحولته الى حقيقة وواقع، فالشكر الخاص لرئيس المجلس البلدي عبد المنعم العريس، ولنائب الرئيس توفيق الكفوري ولأعضاء اللجنة الرياضية، ولكل اعضاء المجلس البلدي دون ان اذكرهم بالاسم، الشكر لمحافظ مدينة بيروت بالوكالة ناصيف قالوش ولمهندسي البلدية، nbsp، ولغابي، وسيبوه، والفريق الذي واكب معي هذا المشروع، دون ان ننسى الاهالي الغيارى على المصلحة العامة ومنهم السيد جوزيف هيكل والآنسة كارولين حنا اللذين الهمونا بحماس لتحقيق هذا المشروع. نتمنى ان يستفيد أولاد الاشرفية، الرميل، الصيفي، المدور، حي السريان وكرم الزيتون من هذه الملاعب، وان تنشأ ملاعب اخرى لتكون متنفسا لهم يخفف من ضغط العاصمة، وفي مقدمهم حديقة جبران تويني في كرم الزيتون، فضلا عن تأهيل مستشفى الكرنتينا المخصص للأولاد ولخدمة أهالي المنطقة".

وتابع: "نتلقى بفخر واعتزاز طموحات الكثير من اللبنانيين وأحلامهم ومشاريعهم التجارية والثقافية والسياحية لبيروت الرسالة في وطن الرسالة، وحبهم وتمسكهم بالمشاركة في الإنماء الاقتصادي للعاصمة، كما تحملنا بكثير من الصدمة المحاولات العنيفة والعنفية القديمة- الجديدة للامساك ببيروت وحريتها وقرارها لأهداف تتجاوز حتى المصالح الداخلية لتدخل في حسابات إقليمية. ومنطقة الاشرفية لم تكن في منأى عن هذه الصراعات التي كلفت أثمانا باهظة على الصعيدين الإنساني والاجتماعي. فبيروت وهذه المنطقة ليستا فقط مركزا سياسيا وجامعات ومستشفيات ومطاعم، وملاه ومحال تجارية، او مصارف، إنها ايضا بيارتة من الخامة القديمة الرصينة والمتجذرة بعائلات وشباب وشيوخ متمسكين بالعاصمة وتاريخها وجذورها وبإحيائهم ومناطقهم، مصالح هؤلاء أمانة في أعناقنا كممثلين عنهم، وأمانة في عنق المجلس البلدي والمحافظ لتسهيل أوضاعهم وإيجاد حلول لمشاكلهم اليومية التي تتعارض احيانا مع بعض المصالح، ومن بينها الحفاظ على تاريخ بيروت المسيحي وعائلات بيروت المسيحية التي هي جزء أساسي من تراث بيروت الرسالة والعيش المشترك، والتي تعرضت خلال الحرب للنزوح من منطقة الى أخرى. وباختصار هناك اليوم سباق مع الوقت، كي لا يرافق النزوح من الريف الى المدينة بعد الصمود أيام الحرب، نزوح مواكب جديد للبيارتة من العاصمة بمن فيهم أهل هذه المنطقة الى الضواحي لأسباب عديدة أهمها ارتفاع أعباء السكن".

وقال: "وفي وقت نريد ان نحيي جهود البلدية مشكورة في تطوير البنية التحتية في العاصمة والمساحات الخضراء ومواقف السيارات، وبالمناسبة يطلب مني ان أطالب باستكمال تسريع ورش تأهيل الطرق في الاشرفية، ففي وقت نحيي هذه الجهود ونأمل ان لا تؤثر بعض الخلافات على حسن سير العمل في العاصمة، نؤكد ان هناك حاجة ماسة لدرس مشاريع سكنية على بعض أراضي البلدية بقصد تأمين السكن بأسعار مقبولة للبيارتة ليتمكنوا من البقاء في مناطقهم، وهذا حق مشروع وطلب مشروع. أما الذين انتقدوا توقيت هذا الاحتفال، واعتبروه احتفالا انتخابيا بحتا، بأسلوب سوء النية الذي رافقهم في السنوات التي مرت، فأرادوا ان يتناسوا مرة جديدة الظروف التي مرت بها الاشرفية وأهلها في الأعوام المنصرمة من استهداف إرهابي لمناطق مونو، الجعيتاوي، مار متر، واستشهاد سمير قصير وجبران تويني، وما تعرض له نواب بيروت، وبيروت بالذات بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسل فليحان ووليد عيدو وصولا الى اجتياح بيروت، وما مر به نواب بيروت ووزراء حكومة انتفاضة الاستقلال من تهديد ومحاولات ترهيب، وأراوا ان يتناسوا ان الديمقراطية ليست فرض الإرادة بالقوة او القدرة على التعطيل أو شراء الضمائر، أو حتى هي معيار لقوة السلاح والتهديد والتهويل، لأن أحدا لا يستطيع ان يفرض إرادته على الناخبين في انتخابات حرة ونزيهة".

اضاف: الانتخابات أيها الأحباء ليست محطة عابرة في لعبة التنافس على السلطة، بل هي فعل ثقة واستمرارية في العمل والمحاسبة والالتزام والولاء ليس من الناخب الى النائب، بل هو التزام من النائب الى الناخب، واحترام النائب للناخب، وخدمة النائب للناخب، وتمثيل وسعي لتلبية حاجاته وقناعاته وتوجهاته السياسية والوطنية.

واذا صادف افتتاح الملاعب للأسباب المعروفة مع تأسيس واسترجاع دائرة مستقلة في بيروت بأغلبية مسيحية، هي منطقة الاشرفية والرميل والصيفي، فنقولها دون حرج لسيئي النية، نعم هذا سبب إضافي للاحتفال، بهذا التوقيت وفي هذه المناسبة. دون أن ننسى أن اليوم هو ايضا عيد الرب، السلام على إسمه، وهناك مسؤولية وتحد لنا جميعا في هذه الدائرة، لنؤسس لمرحلة جديدة، ونتفق على أسلوب جديد على الصعيدين السياسي والإنمائي، وعلى مركزية المنطقة، بانفتاح وتعاون مع كل مناطق بيروت لنكون على مستوى طموحات المنطقة وحضارتها، بأسلوب ديمقراطي معبر عن حضارتنا، دون ان يتكرر التاريخ ونقع في فخ خلافات مسيحية- مسيحية كانت كلفتها باهظة ولا تزال، كما جيرت لمصالح خارجية".

وتابع: "للمسيحيين دور خاص وريادي في الاستقلال الثاني، وفي المصالحة مع الذات والتلاحم مع الآخر، وفي بناء الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية، وفي المصالحة معها وإصلاحها وتأهليها. هذا الدور يجب ان يكون متجانسا مع الكنيسة ومع رئاسة الجمهورية، وهذا الدور ليس حكرا على أحد، بل يتبلور بمشاركة القوى المدنية الفاعلة في المجتمع. وما يصح على المسيحيين يصح على جميع اللبنانيين، في استكمال مسيرة بناء الدولة السيدة الحرة المستقلة، والإقلاع عن منطق الدويلات، وتطبيق القرارات الدولية، وقرارات الحوار. فالمسيرة مستمرة، ولا مفر من الاتفاق على الصواريخ والسلاح، ليكون سلاحا سياديا مرتبطا بالداخل شرط عدم استعماله في الداخل ودون أن يكون مرتهنا لأمر الخارج، بل يجب أن يكون ارتباطه بالدولة واضحا، ويحظى بإجماع الشعب اللبناني بكل فئاته ومذاهبه وتياراته. وهذا ما ننتظره من الحكومة، وقد لحظ آخر بيان وزاري تقدما في هذا الخصوص، والثقة هنا مشروطة بالأداء والنتائج. وهذا ما ننتظره ايضا من اجتماعات الحوار برعاية فخامة رئيس الجمهورية وبمواكبة عربية كما نص اتفاق الدوحة".

وختم: "نشكر الحضور وكل من عمل على تنظيم هذا الاحتفال، ونعتذر ممن لم تصله الدعوة، مؤكدين ان هذه الملاعب للجميع دون تمييز على أن تبقى هذه المنطقة، منطقة الرميل والاشرفية والصيفي والمدور قلبا واحدا منفتحا على بيروت وفي سبيل لبنان".

ثم جال النائب فرعون والمهندس العريس والحشود على إرجاء الملاعب، حيث تم إطلاق المفرقعات والأسهم النارية احتفاء بالمناسبة، كما تم تقديم بعض العروض الرياضية والبهلوانية.

 

 

لبنان: «قوى 14 آذار» تطرح أوراق عمل للمناقشة في ورشات داخلية وعلنية تمهيداً لانتخابات ربيع 2009 وما بعدها...

 «المقاومة» حضناً للعصبيات المنكفئة والحركة السياسية - الاجتماعية المدنية جوابها

وضاح شرارة - الحياة - 07/08/08//

لا تشذ «ورقة النقاش» التي صاغتها «قوى الرابع عشر من آذار (مارس)»، ودعت الى تداول الرأي فيها، وعقدت «ورشة عمل» تناولتها في 23 تموز (يوليو) المنصرم، ونشرتها معظم الصحف المحلية أو لخصتها وأبدت رأياً فيها، لا تشذ الورقة هذه عن حال مثيلاتها الحزبية، أو الحركية أو التيارية. فالأوراق، أو البيانات، أو البرامج والخطط (أو مشروعات هذه)، يضطرها الاختصار، والموجب العملي والتنفيذي، الى الإلمام السريع والمبتسر بالحوادث وروابطها وتسلسلها، الى الكلام على المقاصد والوسائل كلاماً قاطعاً. فتستخرج من الكلام القاطع ومن الإلمام السريع معاني تبدو المناسبة بينها وبين الحوادث والمقاصد إما ضعيفة أو غير ظاهرة وخفية. وليس الاختصار والموجب العملي مسؤولين، وحدهما، عن عيوب الأوراق أو البيانات الحزبية.

فثمة عيب أعمق وأفدح مصدره نازع الكتل السياسية الى إلحاق الحوادث والأطوار والمنعطفات في ركبها و «قافلتها» هي، وإلى تصدر الركب هذا وترؤسه، أو الى القيام منه مقام الدليل والحادي، على أضعف تقدير. ولا شك في أن الأحزاب الشيوعية الغابرة، والآفلة اليوم، أورثت «الأدب» السياسي مثالاً ناجزاً ومزمناً. فهي نصبت مثال ما سمته «التناقض الرئيسي». وهو «تناقض» بين قوتين كبيرتين، إحداهما هي، من غير شك ولا تواضع، القوة التي ينتسب الحزب (أو الحركة أو التيار) إليها، أو يتكلم باسمها، أو يقودها ويختصرها. والقوة الأخرى هي «العدو»، على درجات ومراتب في العداوة. ولكنها عداوة تستأهل، في معظم الأحوال، انفجار الثورة وشيكاً، أو تسوغ انفجار حرب أهلية الغداة. ولا يلجم الانفجار الوشيك والمخيف إلا داعي الحكمة والحلم الذي يشير بالصبر، وتوسيع التحالفات، والإغضاء عن الفروق الثانوية، ومحاصرة العدو الرئيس، وسلخ حلفائه المضللين عنه وتبصيرهم بمصالحهم «الموضوعية» وبمكانهم الذي يليق بهم بين حلفائهم «الحقيقيين». ومن موروثات أدب البيانات الشيوعي أن قوتين رئيسيتين تقودان «التناقض الرئيسي» هما ربانان وجنرالان «جماعيان»، أو فردان فذان. وتتولى الأوراق والبيانات وصف المنازلة، وقواها وموضوعاتها التي تدور عليها، وميدانها أو ميادينها وأسلحتها. فالأدب السياسي أدب حربي من وجوه كثيرة، تناولت بياناته الأزمة اللبنانية المتطاولة أم تناولت غيرها من الموضوعات. وهذا ما لا تنكره ورقة قوى الرابع عشر من آذار، «دفاعاً عن السلم الأهلي وبناء دولة الاستقلال»، وهي وضعت بين يدي ورشة عمل رابعة. وينزع الأدب «الحربي» الى توحيد كتلتي المتحاربين المفترضين، فإذا بهما معسكران أو كردوسان متجانسان، وليسا ائتلافين من كتل تترجح علاقاتها الواحدة بالأخرى، وعلاقات الواحدة الداخلية، بين التكتل المرصوص وبين المنازعة المعلنة. وينزع الأدب «الحربي» نفسه، من وجه آخر، الى قصر ميدان المنازعة أو الحرب على رقعة من المسائل، وعلى وقت أو زمن ضيقين وقريبين. فإذا بالخطوط الطويلة والمتعرجة من الجبهات الثانوية والخلفية تتوارى تحت الخطوط الغليظة التي ترسمها اليد القيادية والاستراتيجية على خريطة خططت على سُلَّم غليظ وبعيد من الدقة والتفصيل.

اتفاق الطائف ووليداه

وابتداء «الورقة» المرحلة التي تتناولها بـ «ما بعد 14 آذار 2005»، يوم التظاهرة الوطنية الكبيرة والمشهودة غداة شهر على اغتيال رفيق الحريري وأقل من أسبوع على تظاهرة القوى «القومية» الناصرة لسورية وسياستها، مثال على تضييق ميدان الخصومة ورقعتها، زمناً. وملء الميدان بـ «تعايش هش بين (...) مشروع بناء دولة الاستقلال و (بين) مشروع حماية دولة المقاومة...» اختصار لقوى المنازعة وجبهاتها وأغراضها، بعيد من استيفاء وصفها على وجه التقريب المفيد. ولا يخفى الأمر متولي الورشة، وصواغ الورقة. فيعمّقون مسرح المنازعة الزمني، ويمدونه الى اتفاق الطائف (1989). ولكنهم يؤرخون لـ «دولة الاستقلال» بالاتفاق العتيد. ويؤرخون لـ «تأجيله» وإرجائه بالاتفاق نفسه. وفي الأثناء ينسبون أنفسهم، و «قوى 14 آذار» معهم، الى الاتفاق، وإرادة إنفاذه والتقيد به. ويتركون «دولة المقاومة»، أو «مشروع حمايتها»، معلقة من غير نسب معروف. وهذا خلل في سياقة التناول والتصور والرسم ينم باضطراب في تعريف النفس وهويتها، أو هوياتها، على قدر ما ينم ربما باضطراب في تعريف علاقتها بغيرها، وهو خصمها ومنازعها. وقد يتصور في صورة عدوها في بعض الأوقات.

فقوى «دولة المقاومة (و) المواجهة المستمرة» هي وليدة اتفاق الطائف على نحو قوى «مشروع بناء الدولة». وربما هي وليدته «أكثر» (إذا جازت المفاضلة في الانتساب) من هذه. والحق أن الاتفاق العتيد تحدر من «حرب» أو حروب كثيرة ومتمادية، سابقة، اقتتلت فيها قوى «طورت»، في ميادين القتال وأوقاته، مشاربها وبرامجها وأحلافها. ووحَّد الاتفاق القوى المتقاتلة في جبهتين. فاختصرت الجبهتان القتال والبرامج والأحلاف، وموقتاً، في جبهة تحصيل حقوق «المسلمين» – العروبيين المنقوصة، لقاء إقرار قواها بـ «وطن نهائي»، وجبهة النزول عن فائض امتيازات وصلاحيات مسيحية و «انعزالية»، لقاء الإقرار المرجأ والمنتزع بـ «الوطن النهائي» إياه. ورعت القوة السورية، العسكرية البوليسية والأهلية، الاتفاق وإنفاذه. وهي المنحازة انحيازاً قاتلاً الى الجبهة الأولى، على رغم ترجح مدمر بين الجبهتين، والمبيتة ثأراً قومياً وعروبياً من غايات الجبهة الثانية، اللبنانية والاستقلالية.

فرعت، وهي «الراعي» المزعوم، استثناء الحزب الخميني والشيعي المسلح من حل الميليشيات. وأفردته عنوة بـ «الحق في المقاومة»، و «دولتها» ومجتمعها. وحصنته من حقوق الدولة، والمواطنين، المدنية والسياسية. فاقتطع إقليمه وولايته ورعيته من الدولة العامة والمشتركة. وشن حروبه، وعقد اتفاقات هدناته، ومد أحلافه وعداواته، في كنف «الرعاية» القومية المدمرة. واضطلعت هذه، أمام أنظار كليلة ومتواطئة، في الداخل والخارج، بنسج غلالة «بناء الدولة»، ومؤسساتها وإداراتها وقواتها العسكرية، على هواها ومقاس مصالحها وأغراضها. فأشركت معظم القوى المحلية والوطنية، رئاسات وكتلاً وجماعات أهلية و «شعبية»، في البناء الكاذب والمتداعي هذا. ولم تحجم الرئاسات والكتل والجماعات، إلا اقلها، عن المشاركة. وسوغت أولوية «التحرير» العملية المعقدة التي تولتها السياسة السورية. فاختصرت لبنان واللبنانيين، وبنيان هؤلاء وذاك السياسي والاجتماعي، والحاجات والحقوق والهويات والتاريخ بمخلوق مصطنع منذ نطفته الأولى. وتعود النطفة هذه الى تخزين المنظمات الفلسطينية المسلحة، التائهة والمشتتة والمتحاربة، في لبنان، ثم الى استدراج الدولة العبرية وتوريطها في بناء جدار فصل، سياسي وبشري وجغرافي، يرد عنها أعمال «القشرة» العسكرية. وأقر اتفاق الطائف، في رعاية إقليمية عربية ودولية، أولوية الكائن المصطنع هذا، ومصالح نافخي الحياة والدماء في عروقه الهزيلة، على حقوق المواطنين والمجتمع والشعب والدولة والهيئات.

فجذور «دولة المقاومة»، وقيامها خارج الدولة الوطنية وعلى نقيضها، ونقيض أركانها الحقوقية والسياسية، إنما مردها الى الانقسام هذا، والى ظهوره في 1969 ثم في 1972 – 1973. ولا شك، من وجه آخر، في أن القوى المتفرقة التي دخلت الطائف، مضطرة أو مختارة، لم تدخله مجمعة على مفاعيله المتوقعة، أو على وجوه استعماله واستثماره، على خلاف مقالات الثأر والضغينة العونية. وفي وسع «قوى 14 آذار»، كتلاً وتيارات أو أفراداً و «ذرات»، الانتساب من غير خجل الى ميراث رفيق الحريري في الحقبة السورية والحزب اللهية هذه. فالنزاع الحريري – السوري كان جلياً منذ أوائل التمكن السوري الأسدي من الدولة اللبنانية واللبنانيين. واتصلت حلقات النزاع هذا الى اغتيال الرجل. فـ14 آذار 2005، وولادة «قواه» منه. وصورة تآخي «الإعمار» و «التحرير» التي روجتها السياسة السورية، وتلوح بها عند الحاجة خطيب الحزب الخميني المسلح، ويصطاد بها الاثنان أفئدة الشارع العربي والتلفزيوني، هذه الصورة كاذبة ومنحولة ومركبة. ويعود كذبها وانتحالها وتركيبها الى اتفاق الطائف، والى مقدماته ومسوغاته قبل نصوصه نفسها، وفوق نصوصه. ولكن حاله هذه لا تسوغ نفي التعسف السوري، وولادة «دولة المقاومة» المصطنعة في كنف التعسف هذا، من الاتفاق العتيد. ولا تسوغ إخراج الأمرين، التعسف و «دولته»، من النسب «الطائفي»، ومن صلبه.

وعلى هذا، فالتأريخ بـ «مرحلة ما بعد 4 آذار – 2005» لـ «تعايش هش بين (ال) مشروعين» المفترضين، مفتعل وبعيد من الصدق والدقة. والحق أن الانقسام العميق يعود الى اتفاق الطائف، والى اختصاره حروب الـ15 عاماً السابقة في مقايضة الحقوق السياسية والاجتماعية بـ «الوطن النهائي»، وتوكيله السياسة السورية، وهي قوة والغة في الحروب الملبننة وفي لبننتها، برعاية المقايضة. وإذا كانت الوكالة، في 1989، السلَّم الوحيد، في ضوء الحال القائمة وتلك التي أفضت إليها، الى الخروج من الحروب المدمرة والمتداعية، فلا عذر اليوم للإغضاء المستمر والمزمن عن دواعي دخول الحروب الملبننة، يوم دخلنا أو دخلت جماعات منا الحروب هذه، والإسهام في لبننتها. وأول الدواعي التي يغض عنها هو داعي «المقاومة»، «بوابة فلسطين والعروبة». وهو الداعي الذي يبدي فيه بعضهم ويعيدون. وهو داعٍ تبعثه، اليوم، أطياف النصف الثاني من سبعينات القرن العشرين الكالحة، وتعود رافلة في ثوبه. ولا يسع دعاة بناء الدولة، وحزب هذا البناء، تناول المسألة المحورية هذه تناول «الكرام» العابرين والمارين مروراً سريعاً وخفيفاً. فالمقاومات العربية، من فلسطينية «فدائية» الى أردنية أو لبنانية أو مصرية أو سورية، الى آخر العقد، يلاحظ عليها كلها اشتراكها في أمور أو سمات تجمع بينها. فهي، من وجه أول، رد على سيطرة أجنبية أو نفوذ أجنبي، ظاهر أو مستتر، يسلب الداخل – دولة وشعباً وجماعات وأمة – هويته، ويحرمه التصرف الحر في شؤونه، وحماية مصالحه ومرافقه.

ولا يطوي الاستقلال السياسي، وجلاء القوات الأجنبية، وصدور هيئات الحكم والإدارة وطواقمها عن عمليات سياسية داخلية، لا تطوي النفوذ هذا، ولا تطوي تحكّمَه المزعوم في مصائر الداخل التاريخية. فأجهزة الدولة الاستقلالية (وسياساتها)، كيفما تولت السيطرة ومن أي طريق تسلمت السلطة، هي وارثة القوة الأجنبية، على ما ترى المعارضة (المعارضات) – المقاومة (المقاومات). وعلى هذا، تضمر «المقاومة»، في العهود الاستقلالية، القيام على السلطات، والدولة القاصرة عن إنجاز مهمات «التحرير» وفروضه. وهذا وجه ثانٍ يلازم الأول، ويجره جراً ويدخله في جهازه وأثاثه. فلا تنفك معارضة الحاكم من نسبته، هو والحكم والدولة، الى صنيع أجنبي مقيم ومهيمن، ولو تصور في صورة سفارة من 150 سفارة أخرى متفرقة. ويؤدي التلازم هذا الى حمل المنازعات كلها، الجوهرية والفرعية على حد واحد، وعلى منازعة أساس واحدة كيانية أو كينونية و «وجودية» محورها الهوية، من وجه ثالث. فالمعارضة، أو المقاومة، دفاع مشروع عن النفس والهوية بكل الوسائل المتاحة. ومن الوسائل المتاحة، وفي مقدمها وصدارتها، الحرب الفعلية والكلية على عدو لا يرمي الى أقل من محق «هويتك» و «وجودك» واستئصالهما.

وكان مفكر حقوقي وقانوني محافظ (خدم النظام الهتلري بعض الوقت)، هو كارل شميدت، نبه الى دور السياسة السوفياتية، غداة الحرب الثانية وتجربة حروب الأنصار في أثناء الحرب، في صوغ اتفاقات جنيف القاطعة في «الحق في المقاومة»، وفي استثنائها من مبادئ الحق والقانون العامة والملزمة. وتستقوي المقاومات – المعارضات العربية المتفرقة، ضمناً أو علناً، بالاستثناء هذا، وتحله هو وأحكام طوارئه العرفية، محل الحق والقانون العاديين، في الظروف كلها. وهي تسوغ استقواءها وإحلالها بتوحيد الظروف المختلفة على ظرف واحد هو «الإبادة» و «محق الهوية». وتنصب الجماعة المنتصبة للمحاماة عن الهوية نفسها، وهي على هذه الحال (والمزاعم) من الإجمال والشمول والعموم، أياً كان موقعها من «المجتمع» العام، تنصب نفسها قائماً مقام الجماعة الأوسع، ونائباً عنها، ومفوضاً تام التفويض «صلاحياتها» المطلقة وغير المقيدة ولا المعروفة، من وجه رابع. وجماعة هذا شأنها – أهلية كانت، أي مذهبية أم «عرقية» أم محلية أم جامعة بعض سمات هذه أو بعضها، أو كانت «سياسية» حزبية لا تنفك من أرجحية أهلية أو غلبة – هي مجتمع ودولة معاً، وشعب «وطني» وأمة. وهي قوة تشريع وقوة إنفاذ وهيئة مراقبة. وهي مرجع علاقات الداخل وعلاقات الخارج، والآمر في أعمال الشرطة وفي الدفاع. وفي آخر المطاف، وفي أوله فكراً و «تكليفاً» عملياً، جماعة هذا شأنها، وهذا رأيها في نفسها وحالها، هي سلطان كلي و «كينوني»، على قول بعض محدثي الشيعة الإمامية وفقهائها. وتنفي جماعة هذا شأنها مفهوم الدولة الوطني، والولاية السياسية والقانونية، نفياً لا توسط فيه. وتنفي تمييز حقوق الأفراد المدنية والسياسية من حقوق السلطان و «حقوق الله». وسبيلها الى تحقيق النفي هذا هو سبيل القوة والاستيلاء، إذا تيسر لها الأمر، واجتمعت أسبابه. وهو سبيل «الحوار»، على المعنى الذي يحمله عليه أحد الفقهاء اللبنانيين الإماميين، وهو المفاصلة، والحصار الصبور، واصطناع قواعد علاقة تسند ميزان القوى المائل، والإكراء المتقنع بقناع الإلزام، والاستيلاء المراوغ على مراحل، على ما نصحت به وأشارت كتب الحرب «الإسلامية».

ولعل لبنان مسرح بلورة المبادئ هذه وإعمالها، ومختبرها الأثير والمقدم. وعلل الحال هذه غير خفية. فهو مهد الدولة والمجتمع الوطنيين الأقوى ملابسة للغرب (ولم يكتم الحاج محمد رعد، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، ضغينته على «علاقة لبنان بالغرب» ورغبة أهل عصبيته وغرضيته في «قطعها»). والغرب هو الأجنبي، والقاهر والشرير والكافر والفاسد، بحسب الظرف والحاجة. ولبنان هو كذلك وفي آن حضن الجماعات الأهلية الأكثر استقلالاً عن سلطة مركزية، محضت أو غازية، منذ قرون طويلة، من غير أن يحصنه استقلال جماعاته من علاقات قوية بجماعات الجوار، وبحروبها الأهلية، وعداواتها الكثيرة، وتأليبها الأحلاف والحلفاء بعضها على بعض. واجتماع الأمرين، ملابسة الغرب واحتضان الجماعات الأهلية المستقلة عن سلطة مركزية، فحضنهم لبنان مجتمعاً – أي دوائر تملك ومبادلات وإنتاج وحاجات ونظر ومعايير، وأناساً يديرون هذه الدوائر – لا يقتصر على «خدمة» السلطان والانقياد له، ولا يدخل في بابه دخولاً تاماً، من وجه، ولا ينحل في المطاف الأخير في الجماعات الأهلية، القرابية والمحلية والمذهبية، ولا في رئاساتها، من وجه آخر.

ونهضت الدولة في لبنان على الركنين هذين. وهما ركنان غريبان، على هذا القدر أو ذاك، عن الجوار العربي والإسلامي، أو عن منازعه الغلبة. وورط ركنا الدولة اللبنانية، أو دولة اللبنانيين، الدولة واللبنانيين في منازعات أهلية وسياسية واجتماعية لا فكاك منها، ولا خاتمة لها. فلبنان وطن سياسي، «دستوري»، على قول يورغين هابرماز الألماني، الملم بعسر الوطنية الدستورية في مجتمعات تخلط الوطنية بالعصبية القومية و «اللحم والعظم» والدم والأرض والنسب. وجماعات اللبنانيين عصبية وأهلية، عموماً. ومعظمهم يؤول السياسة، الوطنية السياسية والدستورية أي قواعد العلاقات بين الجماعات والأفراد والعقد («الميثاق») الذي عقد بينها وبينهم، معظمهم يؤولها افتئاتاً، وانحيازاً، وقناع سيطرة، واستلاباً. وانتشاء شطر كبير من شيعة لبنان بعصبيتهم ووحدتهم ودولتهم ومجتمعهم ومقاومتهم ومعارضتهم وسلاحهم وشهدائهم وحروبهم وانتصاراتهم وهزائمهم، مرده الى خروجهم من الوطن السياسي، وانكفائهم الى الوطن العصبي وعليه، والى الجماعة الأهلية المرصوصة وعليها. ولعل بعض الـ «70 في المئة» من المقترعين المسيحيين (وهؤلاء هم ربع الناخبين المسيحيين تقريباً أي ان الـ70 في المئة هم من 25 – 30 في المئة من جملة الناخبين ليس إلا) الذين يفاخر بهم العماد الأسبق ومريدوه، هم من أثر نشوة عصبية أصابت «الشيعة» العونية على نحو ما أصابت شيعاً لبنانية أخرى، ولم تنفك تصيبها معاً أو تباعاً. والشيعتان، الحزب اللهية والعون اللهية، تتقاسمان وتتشاركان «المقاومة» (- المعارضة) مرجعاً وعلة تاريخية، وتحمل الواحدة منهما «المقاومة» على معنى فريد يشترك في اللفظة وحدها مع المعنى الآخر ووقائعه واحواله. وهما تريدان بـ «المقاومة» ما ينقض معاني الدولة والمجتمع اللبنانيين السابقة، ويخرج جماعتيهما من المعاني هذه، وتراثها وتاريخها، ويرسي سيطرتهما المأمولة على «حكم كامل»، على قول ساذج وغافل عن استدراجات الكلمات والصور والوقائع. و «الحكم الكامل» في هذا المعرض هو «حكمان كاملان» على شيعتين وفرقتين منفصلتين ومتناحرتين.

الموعد مع الشعب السياسي

فما يتهدد وحدة الدولة (اللبنانية) السياسية والحقوقية، وما امتحنها على الدوام امتحاناً قاسياً ومدمراً ويمتحنها اليوم وغداً، مصدره الأول «المقاومة»، على المعنى المركب الذي تقدم تعريفه. وهذا المعنى لم تبتكره «قوى 8 آذار» ، ولا ابتكرته «المقاومة الإسلامية» على خطى «المقاومة» أو «الثورة» الفلسطينية في العقدين الثامن والتاسع من القرن العشرين، ولا «المقاومة المسيحية» اللبنانية، ولا «المقاومة الشعبية»، على ما سمت نفسها الزمر التي رفعت السلاح، في ربيع 1958 وصيفه، على كميل شمعون و «حلف بغداد» وانتصرت للـ «عروبة»، على ما حسبت ويحسب الى اليوم وارثوها وخالفوها. فـ «المقاومة» هي صرخة حرب من يدعون الى تغليب قانونهم وعصبيتهم على قانون الدولة الوطنية المكبلة بالمنازعات والتسويات والضرورات، وصرخة حرب على الجماعات الأخرى، انضوت الجماعات الأخرى تحت قانون الدولة أم لم تنضو.

و «قوى 14 آذار» – على معنى المنظمات والتيارات السياسية والانتخابية والأهلية المتحدرة من الاحتجاج على اغتيال رفيق الحريري، ومن تحميل السياسات السورية المسؤولية السياسية والأدبية (وربما الجنائية القضائية) عن الاغتيال، وعن الاغتيالات والاضطرابات اللاحقة – ليست براء من علة «المقاومة» هذه ودائها، من غير أن يعني القول هذا مساواتها بـ «المقاومتين» الحزب اللاهية والعون اللهية في المسؤولية عن تصدع الدولة الوطنية وانتهاك قانونها وتماسكها. وليس هذا، كذلك، تعريضاً بانتساب معظمها الى «عهد الوصاية السورية»، وموالاتها «الوصاية» هذه، واقتسامها ريعها، على قدر أو آخر. فمعنى القول أو الرأي هو أن 14 آذار 2005، والشهر الذي سبقه ومهد الطريق إليه، لم يخلق «القوى» هذه خلقاً جديداً ووطنياً ناجزاً وواحداً. ولم ينشئ منها، بين ليلة وضحاها، قوة سياسية متماسكة ومؤهلة لقيادة الشعب اللبناني، وحكم دولته، على نهج ومثال «قويمين» (لا يعلم أحد على وجه الضبط ما يكونان).

ولا يحسب أحد أن هذا في الإمكان. ولكن ما لم يكن مستحيلاً ولا ممتنعاً، وليس مستحيلاً ولا ممتنعاً اليوم، هو مسير «قوى 14 آذار»، وعدد أظنه كثيراً من مواطنين وأفراد ليسوا «قوى» (على معنى الكتل المنتظمة)، الى علاقات في ما بينها تضعف احتمال ارتكاسها الى مزاعم «المقاومة» ومناهجها. فالارتكاس الى «المقاومة»، أي الى العصبية الأهلية وفروعها، ليس وليد إرادة خالصة، ولا هو ثمرة مصالح إقليمية وسياسات احتياطية واستباقية، وحسب. فهو حل من الحلول المتاحة والمتيسرة الناجمة عن عسر تصديع الأجسام الأهلية، وإضعاف لحماتها، وبلورة مجتمع مستقل بمصالحه وقيمه عن هرم العصبيات الأهلية ومنازعاتها وموازينها. فيقوم المجتمع هذا بإزاء السلطة السياسية، ويقيدها، ويندبها الى الاضطلاع بمصالحه المشتركة والمتنازعة معاً، والى رعاية التشارك والنازعة.

وتترجح «قوى 14 آذار»، في ورقة ورشة العمل الرابعة، وفي مرآة أحوال علاقات بعضها بأبعاضها الأخرى، بين دعوات «الدفاع الذاتي» وبين التسليم للدولة الموعودة، وبين الانتساب الى الدولة الجامعة وبين الاعتصام بالعصبيات الخاصة والاحتماء بها. وتترجح بين (زعم) الذوبان في كيان معنوي وسياسي واحد (ليس أقل من «كتلة تاريخية» خطابية) وبين المفاوضة المريرة والممضة على الحصص. وقد يكون الترجح هذا قرينة بليغة على عسر بلورة نهج سياسي، وثقافي سياسي، يتولى في مرافق الحياة اليومية العامة، وفي دوائرها، التمهيد لبناء الدولة الوطنية اللبنانية، على نهج لبناني تاريخي. فيبدو، في «الأوراق» والمقال وفي الحال، أن هذا البناء وقف على طاقم الحكم، وأن ما على طاقم الحكم إلا أن يجيد الحكم، ويحسن التدبير والمفاوضة. وعلى «الرأي العام»، على قول يوسف بزي («المستقبل»، في 27 تموز/ يوليو)، وهو اسم آخر مستحدث للقواعد الحزبية، مساندة الطاقم القيادي، وهمزه، وثنيه عن الضعف وعن النزول عن المكاسب.

وأرى أن صور الترجح والتردد هي، في شطر منها ظرفي، ثمرة يوم 14 آذار، وتركه نصباً يدعو الى الدهشة والانبهار والتأويل المسترسل وقلما يدعو الى الفعل. فـ «شعب» اليوم العتيد والرائع ضرب موعداً، يومها، مع نفسه، مع ولادته شعباً سياسياً رائداً قوام لحمته عموم حقوقه المدنية والمساواة في الحقوق السياسية، وتمييز المجتمع من الدولة. وضرب الموعد ليس إنجازه. وهو «ثورة»، على معنى أعرض بما لا يقاس من المعنى الذي حمله عليه جمال عبدالناصر، وآل الى المعنى الذي يحمله عليه محمود أحمدي نجاد وأمثاله. وهو جاء ساحة الحرية روافد كثيرة لا تنكر مصادرها، ولا كثرتها. ولا تخلو هذه من تنافر وتباعد. وربما جمع الكثرة هذه إنكار قوي، لا تزال أصداؤه تتردد الى اليوم، للتعسف الفظيع الذي حمل على اغتيال رفيق الحريري جزاء تحفظه عن السياسات القومية السورية، وخروجه على إجماع قسري وكاذب على «المقاومة» صنعته السياسات هذه، وفرضته مذهباً واحداً، وحزباً حاكماً (أوكلت مقاليده الى إميل لحود وطاقمه، وتجديده الى الجهاز الخميني، وغلالته الى الفقه «الأملي»). ولعل الإنكار هذا، ومرتباته السياسية والأهلية، هو نواة فكرة الحق والقانون والسياسة المتضافرة، والقائمة من الدولة الوطنية اللبنانية مقام الركن.

فلم ينكر «شعب» 14 آذار روافده ومصادره، ولكنه أنكر إنكاراً شديداً سوس «دولته» وهيئاتها، وسوسه هو تالياً، من طريق إجماع كاذب على «مقاومة» هي، فعلاً وحقيقة، أداة تصديع الدولة وعزلها وإفشالها، وآلة تمييز المواطنين والجماعات طبقات ومراتب، وإطلاق يد التعسف في امتهان الحقوق بذريعة «اختصاص» في قتال العدو وتعريفه، والدلالة عليه. ولو لم يكن هذا مؤلماً، وعنوان خسائر متمادية ولا تحصى، لكان مضحكاً حتى «الفحص بالقدمين»، على قول الأصبهاني. فزعم اختصار سعي ملايين من الناس، حرثهم ونسلهم واختيارهم وعلمهم وتعارفهم وتفرقهم واجتماعهم وتحكيمهم في منازعاتهم، في إنشاء جهاز عسكري محترف وتكتيكي، من وراء ظهر الناس هؤلاء ومن غير إسهام منهم سوى رضوخهم للموت والدمار والتشبيه، هذا الزعم لا ينم بـ «علم» أصحابه، ولا بعلو كعبهم في السياسة، على ما يتبجحون.

وإنكار أهل اليوم المشهود الاغتيال هو ركن اجتماع نقيض «المقاومة»، ونقيض مقالاتها قبل سلاحها وفوق السلاح هذا. ولعله (الإنكار) الخيط الناظم بناءَ حركة سياسية متماسكة الحلقات من روافد الجماعات التي صبت في الساحة، مادياً ومعنوياً. فليس في وقائع الحياة والعلاقات السياسية اللبنانية اليوم ما يجسد، على نحو تقريبي، الخيط الناظم هذا. والردود على الحوادث الكبيرة والمنعطفات (من الانتخابات الى الانتخابات، وما بين هذه وتلك من اغتيالات وتظارهات ومخيمات واعتصامات وحروب واستقالات وحوارات...) تشي بصدورها عن حساسيات وثقافات لا تزال صبغتها بصبغة الجماعات الأهلية واضحة وقوية.

ولا تطعن الصبغة الأهلية هذه في صدق الردود وحقيقتها، ولا بالأحرى، في جدواها. والتنبيه الى «طائفيتها»، وتسويغ الطعن فيها، والتنديد بها وإبطالها بذريعة «طائفيتها» (السنية أو الدرزية، اليوم)، على ما يصنع خطباء الحارات والخطط والسكك المذهبية المحترفون، يقصد به مضمون الردود، وبرنامج الحركة الوطنية والاستقلالية اللبنانية. وبنود البرنامج الرئيسة هي طلب الجلاء السوري عن الداخل السياسي، وضبط العلاقات السياسية اللبنانية بإرادات ومصالح لبنانية وطنية «أولاً»، وتقديم الحقوق المدنية والحريات على «المصالح الاستراتيجية» البوليسية والأمنية، «الداخلية» المزعومة والخارجية الفعلية. والناعون على «الطائفية» صبح مساء، والمعيدون إليها العلل كلها، البيولوجية والنفسانية والكونية، لم ينددوا يوماً بخدماتها عندما تسدى إليهم، والى «قضاياهم» الكبيرة. وهم يسمون طائفية عصبية الغير، ولا يسمون بهذا الاسم عصبيتهم وعصبية حلفائهم وأولياء أمرهم. والى هذا، وهو كثير، قلما يقصد بالتنديد بالطائفية العصبية نفسها، وانتهاكها الحقوق المدنية، والحقوق السياسية، والحريات العامة والخاصة. فيقصد بالتنديد، أولاً، إدانة اللبنانيين السياسة السورية - الإيرانية، وقوميتها أو إسلاميتها المزعومة، في لبنان، بعد إدانة عيث المنظمات الفلسطينية المسلحة فساداً واقتتالاً وانتهاكاً فيه. ويقصد به السعي اللبناني الوطني في تصفية ذيول السياسة هذه، من رعاية ولاية خمينية مسلحة ومعزل أمني احتياطي، الى إلحاق اللبنانيين بقيادات فقيرة ومتهورة لا شاغل لها غير تربعها في سدة خواء اجتماعي وإنساني عميم.

واضطلاع عصبيات أهلية بدور سياسي دفاعي ووطني إيجابي، في بعض الظروف، لا يعصمها من الارتكاس الى دور «المقاومة»، والتصدي للدولة الوطنية، وإرساء السلطة على القهر والفتح والتمييز والاستتباع. والى اليوم، كان على الحركات السياسية اللبنانية أن تختار بين منزع سياسي واجتماعي نخبوي ومجرد، يعزلها من «الجماهير»، ومن العامة ومشاعرها واختباراتها والفعل السياسي، وبين منزع عامي وعصبي، «جماهيري» ويميني (على معنى القومي الاتني وغير الليبرالي)، يسلط عليها أ هواء «المقاومة». ولعل «14 آذار»، اليوم التاريخي والمعاني المتاحة، فاتحة خروج من الاختيار المغلق والعقيم هذا. وهذا متاح ليس إلا. وتتيحه «التركيبة» اللبنانية، على قول بعض أعيان العصبيات في مجالسهم الخاصة، وحضانتها مجتمعاً وعلاقات اجتماعية تقيد السياسة، على معنى السلطان أو «المقاومة». وتتيحه دعوة «التركيبة» اللبنانيين الى التعاقد على نظام دولتهم ومجتمعهم، وترك الإذعان والامتثال لقدر غشيم، منذ اليوم، وخارج الحكم وداخله. وربما منذ البارحة قبل اليوم.

* كاتب لبناني