المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم السبت 16 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .55-46:1

فقالَت مَريَم: «تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُموراً عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه ورَحمَتُه مِن جيلٍ إِلى جيلٍ لِلذَّينَ يَتَقّونَه كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ الـمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم. حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء. أَشَبعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صرَفَهم فارِغين نصَرَ عَبدَه إسرائيل ذاكِراً، كما قالَ لآبائِنا، رَحمَتَه لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد».

 

 القدّيس نيقولاس كاباسيلاس (حوالى 1320–1363)، لاهوتي علماني يوناني

عظة عن إنتقال العذراء مريم/"رَفَعَ الوُضَعاء"

كان يجب أن ترتبطَ العذراء مريم بإبنها في كلّ مراحل خلاصِنا. فكما تشاركَتْ معه في الجسد والدم... وكما شاركَتْه في جميع آلامه وجميع عذاباته... كانَتْ الأولى التي صارَتْ على مثال المُخلِّص في الموت (روم6: 5). لذا، شاركَتْ قبل سواها في القيامة. في الواقع، بعد أن قضى الإبن على طغيان الجحيم، اغتبطَتْ العذراء مريم بقيامتِه وبتلقّي سلامِه، ورافقَتْه قدر المستطاع في رحلتِه إلى السماء. وبعد صعودِها إلى السماء، أخذَتْ العذراء مريم الموقع الذي تركَه لها المُخلِّص بين رُسُلِه وتلاميذِه الآخرين... ألم يكنْ هذا يليقُ بوالدتِه قبل أيّ شخص آخر؟ لكن، كان يجب أن تنفصلَ هذه النفس القدّيسة عن هذا الجسد القدّوس. فتَركَتْه واتّحدَتْ بنفس إبنها؛ هي، النور المخلوق، ارتبطَتْ بالنور الأزلي. أمّا جسدها الذي بقيَ على الأرض لبعض الوقت، فقد ارتفعَ هو أيضًا إلى السماء. في الواقع، كان لا بدّ لهذا الجسد أن يسلكَ الدروب كلّها التي سلكَها المُخلِّص، وأن يسطعَ للأحياء وللأموات، وأن يقدّسَ الطبيعة في كلّ شيء، وأن يحصلَ أخيرًا على المكان الذي يليقُ به. لذا، احتَضنَه القبر لبعض الوقت، ثم استَقبلَتِ السماء هذه الأرض الجديدة، هذا الجسد الروحي، كنز حياتنا اللائق أكثر من الملائكة والمقدّس أكثر من رؤساء الملائكة. وأُعيدَ العرش إلى الملك، والجنّة إلى شجرة الحياة، والعالم إلى النور، والشجرة إلى ثمرتها، والأم إلى الإبن: وهذا ما كانَتْ فعلاً تستحقّه لأنّها ولدَتْه. أيّتها الطوباويّة، مَن يمكنه أن يجدَ الكلمات المناسبة ليصفَ النِّعَم التي تلقّيْتِها من الربّ، وتلك التي منَحْتِها للبشريّة جمعاء؟ ولا يمكن أن تسطعَ آياتكِ إلاّ في الأعالي، في هذه "السماء الجديدة" وهذه "الأرض الجديدة" (رؤ21: 1)، حيث تشعُّ شمس الحقّ (ملا3: 20)، التي لا تَتبعُها الظلمات ولا تَسبقُها. إنّ الربّ نفسه نادى بآياتِكِ والملائكة هلّلَتْ لكِ. 

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 15 آب 2008

البلد

تلقى أحد الوزراء الموالين السابقين اتصالات كثيرة لائمة على تناوله "بطريقة خاطئة" في تصريح أمس إحدى الهيئات الأمنية وعدد من الوزراء.

تعمل دوائر وزارة الاقتصاد على رسم سياسة اقتصادية جديدة وآلية لمراقبة المواد الغذائية المستوردة الى لبنان. كما تنوي الطلب من مصلحة حماية المستهلك استئناف عملها.

يتجه مجلس الوزراء في جلسة استثنائية الى تسليم زمام الأمن في الشمال الى الجيش بعد احداث التبانة ــ بعل محسن والانفجار الأخير في طرابلس.

الشرق

شخصيات جنوبية سبق لها ان اثبتت وجودها في الانتخابات النيابية تتجه نحو تشكيل نواة تحالفات سياسية من ضمن مسعاها الانتخابي؟!

شخصية سياسية وضعت لائحة بأسماء وزراء ونواب سابقين تقترن اسماؤهم برئاسة تيارات وتجمعات غير موجودة!

مسؤول سابق رفض بشكل مطلق أي بحث معه في إمكان تشكيله لائحة مرشحين للنيابة ممن يرضى عنهم شخصياً وابلغ مراجعيه انه يعرف حجمه الوطني ولا يحتاج الى النيابة لأثبات ذلك!!

النهار

سئل نائب بارز كان يعارض انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائد واحداً ماذا كان سيحصل لو تم هذا الانتخاب؟ أجاب": "كان بعض المشاركين فيه اصبح خارج لبنان"!.

يرى مسؤول سابق ان المشكلة ليست في تعرض لبنان لاعمال عنف وارهاب تتعرض لها دول كثيرة انما هي في عدم معرفة مرتكبيها.

اهتمت دولة اوروبية معينة بوضع لبنان لمعرفة اسباب استبعاد وزير سابق عن الحكومة الحالية.

السفير

قال وزير سابق إن ضغوطاً تُمارَس للحؤول دون كشف قضايا أمنية تم الوصول الى خيوط مهمة بشأنها.

قال مسؤول خليجي ان اتفاق الدوحة لا يشبه اتفاق الطائف: فالاول ينتهي مفعوله بنهاية الانتخابات، والثاني أصبح دستوراً للبلاد.

نجحت المساعي بين مرجعين، حالي وسابق، وسيتم اللقاء بينهما في وقت قريب.

المستقبل

عُلم أنّ الدولة العربية المجاورة للبنان وحلفاءها يرشّحون وزيراً سابقاً موالياً لها، ليكون أول سفير لديها بعد

إقامة العلاقات الديبلوماسية.

 في ضوء إعلان روسيا انّ عملياتها العسكرية في جورجيا كانت ب "علم" الولايات المتحدة، أعربت مصادر ديبلوماسية عن إعتقادها انّ "إتفاقاً" كهذا سينعكس على دولة إقليمية غير عربيّة.

 ذُكر انّ المقنّع الذي ظهر على إحدى شاشات التلفزة وادّعى وجود أسلحة من إسرائيل في باب التبّانة، ينتمي إلى أحد أحزاب "المعارضة" ومعروف إسمياً.

اللواء

أسف قيادي في الأكثرية لأن عدداً من نوابها تغيبوا عمداً عن مجلس النواب لتجنب الحرج عند التصويت على الثقة!·

رئيس كتلة نيابية بقاعية أبلغ وسيطاً بأنه يفضل اعتزال العمل السياسي على أن يتحالف مع نائب سابق في الانتخابات النيابية المقبلة·

رأى قطب سياسي معارض أن طاولة الحوار الوطني التي سيدعو اليها رئيس الجمهورية في مرحلة لاحقة لن تكون أكثر من "تقطيع وقت" من الآن وحتى الانتخابات النيابية·

 

البطريرك صفير ترأس قداس عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة الديمان: لنسألها ان تستمد لنا من ابنها الوحيد الثبات في الايمان المسيحي والقناعة

لاحترام قواعد الحياة في كل مظاهرها وتوطيد المحبة في قلوبنا لبعضنا البعض

النائب حرب: كنا نأمل ان يعود الرئيس وبيده قرار سوري ببدء الترسيم وإقرار الملف المتعلق بالمفقودين والمعتقلين لان له طابعا انسانيا

ميشال معوض: لمزيد من الخطوات للوصول الى علاقات طبيعية مع سوريا

وطنية - 15/8/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، وقد عاونه المطرانان شكر الله حرب ورولان ابو جودة والمونسينيور فيكتور كيروز.

بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك صفير عظة روحية بعنوان: "يا سلطانة الانتقال، صلي لاجلنا" وفيها: "يا سلطانة الانتقال، صلي لاجلنا، نحتفل اليوم بعيد أمنا وسيدتنا مريم العذراء، وهذا العيد هو من الاعياد المسيحية الكبرى، وهو يذكرنا بان ام الله قد انتقلت بالنفس والجسد الى السماء دون ان تمر بالمطهر، وذلك لانها لم ترتكب خطيئة في حياتها، وما من سبب يستوجب ان تكفر في المطهر عن خطايا لم ترتكبها، وبحجة اولى ما من سبب لكي تذهب الى العذاب الابدي، لا بل انها مارست في حياتها من الفضائل المسيحية ما جعلها قدوة لجميع المسيحيين، وهذا ما يؤكده المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بقوله: "ان العذراء الطوباوية، بموجب هبة الامومة الالهية ومهمتها التي تربطها بابنها الفادي، وبموجب نعمها ومهامها الفريدة، تتحد ايضا بالكنيسة اتحادا وثيقا فوالدة الله هي بحسب تعليم القديس امبروسيوس - قدوة للكنيسة في الانسان والمحبة والاتحاد التام بالمسيح ففي سر الكنيسة التي تدعى ايضا بحق اما وبتولا تأتي العذراء الطوباوية مريم في المقام الاول قدوة سامية وفريدة للام والعذراء".

واضاف: "أجل العذراء هي قدوة للام المسيحية، وهي التي كانت دائما الى جانب ابنها فرافقته الى مصر، يوم اضطر والداه: يوسف ومريم الى الذهاب به من اورشليم الى مصر هربا من انتقام هيرودس الملك، وكان في نية هيرودس ان يقتله خوفا منه على ملكه ولم ينجح الا بمداخلة سماوية قام بها الملاك الذي ظهر ليوسف وقال له: "اهرب بالطفل وامه الى مصر، وأقم فيها حتى أعلمك، لان هيرودس سيبحث عن الطفل ليقلته). وكانت الى جانبه يوم أتى أولى عجائبه في قانا الجليل يوم حول الماء خمرا جيدا، بناء على طلبها، لانها ارادت ان تقي العروسين الخجلة لنفاذ الخمر عندهما، وكانت خاصة الى جانبه، هي وبعض النسوة، يوم علق على الصليب، واستودعها يوحنا بقوله لها: "ايتها المرأة، هذا ابنك، مشيرا الى يوحنا، ولم يقل "يا امي" لئلا يزيدها جراحا، وقال ليوحنا، وهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه "هذه امك"، مشيرا اليها، فأخذها يوحنا الى بيته منذ تلك الساعة، وكانت الى جانبه يوم قام من بين الاموات "عندما كان الرسل مواظبين على الصلاة بقلب واحد مع النساء، ومريم ايضا تلتمس بصلوتها عطية الروح القدس الذي كان قد ظللها في يوم البشارة".

وتابع: "والعذراء بالاضافة الى ذلك هي قدوة في ممارسة الفضائل المسيحية على ما يقول دستور عقائدي في الكنيسة: "لذلك ان المؤمنين يرفعون أنظارهم الى مريم، التي تتلألأ كمثال الفضائل امام جماعة المختارين قاطبة"، ويتابع المجمع المسكوني قائلا: "والكنيسة، اذ تتأمل بتقوى في شخص مريم على ضوء الكلمة المتجسد، تزداد تعمقا واحتراما في سر التجسد الالهي العظيم، وتتمثل اكثر بعريسها، وان مريم باشتراكها الوثيق في تاريخ الخلاص، كأني بها تجمع وتعكس في شخصها متطلبات الايمان العظمة، وهي بموجب مديح المؤمنين وتكريمهم اياها، تدعوهم الى ابنها وذبيحته، والى محبة الآب. ومريم العذراء هي رمز الدهر الآتي، على ما يقول المجمع عينه: "كما ان ام يسوع، الممجدة الآن جسدا ونفسا، هي صورة الكنيسة، وبداية لكمالها في الدهر الآتي، فعلى هذا النحو تسطع على هذه الارض، والى ان يأتي يوم الرب، كآية رجاء وجيد وعزاء لشعب الله".

واكد "ان عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء له مدلول خاص في هذه الايام التي بات الناس فيها لا يؤمنون الا بما يشاهدون ويلمسون، انها ام المؤمنين، ومحاميتهم لدى ابنها الديان العادل، انها قدوتهم في ممارسة الفضائل المسيحية من طهارة، وقناعة، وصبر على المحن والتجارب، وهي مثالهم الاعلى في التمسك بالايمان بابنها يسوع بانه ابن الله القدير على كل شيء، فلنلتفت اليها في يوم عيدها، ولنسألها ان تستمد لنا من ابنها الوحيد الثبات في الايمان المسيحي، والقناعة بما قسم الله لنا من نصيب في دنيانا، واحترام قواعد الحياة في كل مظاهرها، وتوطيد المحبة في قلوبنا لبعضنا البعض، ولوطننا، فلا نبحث عما باستطاعتنا ان نأخذ منه، بل بما باستطاعتنا ان نعطيه من وقت وجهد وتعب، ولنسألها ان تشفع بنا لدى ابنها ولنقل لها مع الكنيسة: يا سلطانة الانتقال: صلي لاجلنا".

النائب حرب

بعد القداس استقبل البطريرك صفير النائب بطرس حرب بحضور المطرانين شكر الله حرب ورولان ابو جودة.

وقال النائب حرب بعد اللقاء: "نزور صاحب الغبطة عندما يزور الشمال لنضع أنفسنا بتصرفه، فالبطريركية المارونية مرجعية لنا جميعا نظرا لدورها الوطني والروحي، وكانت مناسبة بحثنا خلالها القضايا التي يعيشها لبنان وأبرزها الاجواء السائدة، لا سيما اجواء المناقشات التي جرت في المجلس النيابي والشواذات الكبيرة التي حصلت والتي تتعارض كليا مع تقاليدنا وتراثنا الديموقراطي، وبحثنا ايضا في نتائج زيارة فخامة الرئيس الى سوريا والتي كنا نعول عليها ان تعطي ثمارا أكثر مما أعطت".

واضاف: "اللبنانيون كانوا يأملون بالاضافة الى إنجاز عملية إقرار التمثيل الديبلوماسي، الذي هو إنجاز وخطوة جيدة، ان يتم إقرار الملف المتعلق بالمفقودين والمعتقلين في سوريا، لان لهذا الملف طابعا انسانيا قديما جدا، ولا يجوز ان يبقى مستمرا، والكلام عن إحالته الى لجنة مشتركة لبنانية - سورية للبحث فيه كلام قديم وليس جديدا ولا يشكل حلا لهذه المسألة، وهذا يعني ان معاناة أهل المفقودين ستبقى مستمرة الى يوم قد يكون بعيدا".

وتابع: "كنا ننتظر ايضا من الزيارة ان يتمكن فخامة الرئيس من العودة وبيده قرار سوري، بالموافقة على بدء ترسيم الحدود ولا سيما في مزارع شبعا وليس تأجيل هذا الملف، لاننا نعرف ان القضية اصبحت معروفة، فاسرائيل تقول انها تقبل بالكلام حول الانسحاب من مزارع شبعا اذا عرفت حدودها واصبح فيها اعتراف بانها لبنانية، والامم المتحدة تقول انها لا تستطيع الدخول الى منطقة لا حدود لها، ولا نعرف متى تقر ملكية هذه الارض، وبالتالي فان هناك حاجة لان تبدأ عملية الترسيم لتسهيل وضع المزارع ووضعها تحت إشراف الامم المتحدة بانتظار استكمال عمليات الترسيم والمباحثات السياسية حتى تنتقل السيادة على هذه المزارع الى السلطة اللبنانية، وطالما اننا لا نوافق على ترسيم حدود هذه المزارع من الاحتلال فمعنى ذلك اننا غير موافقين على تحرير المزارع من الاحتلال، فاذا كنا نتطلع الى الهدف الكبير الذي هو تحرير الارض فعلينا الموافقة على ترسيم الحدود، ولهذا نحن نستغرب الموقف السوري من هذا الموضوع، ونأمل ان تقول سوريا موقفها، وكلنا يعلم ان مصلحة سوريا في هذا الموضوع لا تلتقي مع مصلحة لبنان لان لسوريا منظارا خاصا مرتبطا بكيفية ترسيم حدودها مع اسرائيل، وهذا هو السبب ، ونأمل ان تصل المفاوضات السلمية السورية -الاسرائيلية الى حل ما لانه في هذه الحالة تصبح هناك إمكانية لكي تبدل سوريا موقفها وتعطي موافقتها على ترسيم الحدود في مزارع شبعا ويسترد لبنان بالتالي هذه المزارع ويعيدها الى السيادة اللبنانية".

روي الخوري

ثم استقبل البطريرك صفير رئيس مركز شبل عيسى الخوري للخدمات الاجتماعية المحامي روي عيسى الخوري الذي قال بعد اللقاء: "ان الزيارة هي لتقديم التهاني لصاحب الغبطة بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد، وهناك غصة في هذا العيد بعد المجزرة الاخيرة في طرابلس، واننا ندعو الدولة الى التشدد في معاقبة الفاعلين وتنفيذ عقوبة الاعدام بحق المرتكبين، هؤلاء الذين يقومون بفعلتهم بكل برودة أعصاب".

واعتبر "ان البطريرك صفير مع التشدد في تطبيق القوانين لحماية الناس والحفاظ على حياتهم خصوصا وان الدولة كما يقال هي "رب ثان على الارض"، ونحن ندعو الى الالتفاف حول رئيس الجمهورية لان في ذلك الحل الوحيد لخلاص لبنان واللبنانيين".

معوض

ثم استقبل ايضا عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض وعقيلته ماريال.

وقال معوض بعد اللقاء: "كانت زيارة عائلية لمناسبة عيد السيدة العذراء، وكانت فرصة تداولنا خلالها المستجدات على الساحة اللبنانية، ومن الطبيعي ان نتناول ما حصل في طرابلس والذي نعتبره جريمة ارهابية تحصد مجددا مواطنين مدنيين وعسكريين لا علاقة لهم بالسجال السياسي في البلد، وليس واضحا بعد من المسؤول عن هذه الجريمة، ولكن الواضح ان المستهدف الاول هو المؤسسة العسكرية، من نهر البارد وما تلاه من أحداث يبدو ان هذه المؤسسة مستهدفة بكيانها وعبرها الدولة والشرعية وإمكانية بناء الدولة الفعلية، كما من الواضح ان مدينة طرابلس مستهدفة ايضا، وهذه المدينة تعاني من نهر البارد الى احداث التبانة والجبل الى محاولات الخرق المالي والامني، وكأن المطلوب محاسبة هذه المدينة بسبب مواقفها السيادية والحاسمة مع الشرعية ومع الدولة".

واضاف: "كذلك تداولنا في ما حصل في المجلس النيابي خلال المناقشات وهو أمر مؤسف لما وصلت اليه بعض المستويات في المناقشات، وقد سمعنا عبارات لم نألفها، وهذا دليل جديد على ان المشروع الذي سيقدمه "حزب الله" للبنانيين هو مشروع لا يشبه التكوين اللبناني ولا القيم اللبنانية ولا التراث، ولسوء الحظ لقد قال أحد النواب "اذا أردتم الحديث عن "حزب الله" فعليك تنظيف نيعكم"، وانني أطرح هذا السؤال اذا كانوا أقلية وعندما نختلف معهم يجتاحون بيروت، فكيف اذا اصبحوا أكثرية لا سمح الله فماذا سيفعلون بالبلد؟ ماذا سيفعلون بالمواطن؟ وبالحريات؟ وبالديموقراطية؟ هذا كلام مرفوض خصوصا عندما يأتي من نائب في المجلس النيابي بقي مقفلا 22 شهرا، وعندما يفتح على هكذا مستويات فهذا دليل جديد على ان هناك طرفا في لبنان لا يؤمن بالديموقراطية ولا بالتعددية بل يحاول فرض ارادته على اللبنانيين بالعنف الكلامي او بالعنف المسلح وفرض رأيه وثقافته الحديدية الشمولية".

وحول تعليقه على نتائج القمة اللبنانية - السورية قال معوض: "ان الذي حصل يشكل خطوة الى الامام، ونحن نقول منذ البداية ان هدفنا ليس خلق حالة عدائية مع سوريا بل إصلاح العلاقات اللبنانية - السورية لتصبح علاقة طبيعية بين جارين عندهما مصالح مشتركة، وإقرار العلاقات الدبلوماسية هو أول خطوة إيجابية بعد الانسحاب السوري من لبنان، وطبعا انها في حاجة الى استكمال، وهذه المرة الاولى منذ خمسين عاما يعترف النظام السوري بالكيان اللبناني، والمطلوب المزيد من الخطوات للوصول الى علاقات طبيعية، ويجب ضبط الحدود، وعدم تصدير الارهاب والسلاح، وإنهاء ملف المعتقلين في السجون السورية، وتكوين لجان على هذا الصعيد لا يكفي، بل المطلوب الاعتراف بالحقيقة ومعالجتها للوصول الى مصالحة فعلية بين الشعبين، وقوى 14 آذار قدمت مذكرة في هذا المجال لتعود العلاقات اللبنانية - السورية الى طبيعتها ونديتها وتحترم سيادة واستقلال البلدين والخطوة التي تحققت إيجابية".

 

النائب فرنجية: اجماع على ان تكون مدينة طرابلس منزوعة السلاح

القمة فيها ايجابيات لكن سوريا لم تخرج بعد من عقد الماضي

وطنية - 15/8/2008 (سياسة) قال النائب سمير فرنجية، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، وردا على سؤال حول قراءته للاوضاع في طرابلس، "القرار الذي يفترض ان تأخذه الحكومة اليوم، يجب ان يكون قرارا حاسما يعني إعلان طرابلس مدينة منزوعة السلاح، لكن أقل من ذلك لا شيء قادرا على ضبط الوضع بهذه المدينة، فهناك إجماع طرابلسي على هذا الأمر على كل المستويات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، فقد اجتمعت اكثر من مئة مؤسسة لتطالب بجعل طرابلس مدينة منزوعة من السلاح".

واذا كان هذا الاقتراح سيلقى إستجابة فعلية أم ان الجيش سيكون في موقف حرج، أجاب: "لا يوجد طرف سياسي في لبنان قادر على رفض هذا الأمر ولو بأي حجة وطرابلس ليست على الحدود وليس في مواجهة اسرائيل، وكل الحجج المعطاة لمسألة سلاح المقاومة لا تطبق في طرابلس. هناك إجماع من أبناء طرابلس على هذا الموضوع والمطلوب بعد هذا كله ان يحسم الجيش ويجب ان لا يكون جيشا بالتراضي والمسألة المطروحة مرتبطة بالوضع العام في البلد".

وعن القمة اللبنانية-السورية ومقرراتها، وهل ما صدر جاء متوافقا مع التطلعات الى هذه القمة أم أقل، قال: "لا شك في القمة ايجابيات تحققت خصوصا في موضوع إعلان العلاقات الديبلوماسية وتبادل السفارات بين البلدين، لكن هذه القمة لم تشكل خطوة تاريخية كما هو متوقع يعني خطوة تطوي صفحة وتؤسس لصفحة أخرى، بالمقارنة، فقبل نصف قرن لقاء فؤاد شهاب - جمال عبدالناصر شكل خطوة تاريخية أسست لمرحة في تاريخ لبنان".

أضاف: "مع الأسف لم تخرج سوريا من عقد الماضي واسلوب معالجة الملفات يدل على هذا الأمر من ملف المعتقلين وصولا الى ملف ترسيم الحدود في منطقة شبعا، وأيضا تكليف نصري خوري بتلاوة البيان يدل ويذكر اللبنانيين بمرحلة ماضية، لا شك في هذه الزيارة كما قلت أمورا إيجابية في الشكل وفي المضمون، لكن ليست الزيارة التاريخية التي كان يتوقعها اللبنانيون، فهي زيارة أقرب الى مفاوضة بين أخصام أكثر ما هي زيارة للمصالحة بين أشقاء".

وما هو المطلوب تنفيذيا للانتقال الى مرحلة جديدة، أجاب: "انه وقبل الخطوات التنفيذية هناك كلام مطلوب قد لا يخاطب المصالح المباشرة، بل يخاطب وجدان اللبنانيين والسوريين بدفعهم الى طي هذه الصفحة التي عشناها على مدى 15 سنة، هذا الكلام لم يتم بعد وربما ان السوريين غير جاهزين لهذا النوع من الكلام. الخطوات العملية والإحالة الى اللجان دلالتها عادة دلالتها سلبية عند الناس، المطلوب الإسراع بتبادل السفارات بين البلدين".

 

وسائل الاعلام السورية أولت اهتماما خاصا بزيارة الرئيس سليمان الى دمشق

صحيفة الثورة: محطة مهمة جدا في حدوثها وفي نتائجها وإنطباعها المنطقي

وطنية - 15/8/2008 (سياسة) أولت وسائل الاعلام السورية اهتماما خاصا بزيارة الرئيس ميشال سليمان إلى دمشق حيث أفردت الصحف، في صفحاتها الأولى، تفاصيل هذه الزيارة "الناجحة على مختلف الصعد"، وكتبت بعناوينها الأولى "قمة الرئيسين الأسد وسليمان رسخت العلاقات اللبنانية – السورية الممتازة"، "تأكيد أهمية التنسيق السياسي بين البلدين والسعي لإقامة التضامن العربي"، "علاقات ديبلوماسة – ترسيم حدود في الأولويات – مكافحة التهريب – تفعيل عمل لجنة المفقودين – إقامة سوق اقتصادية مشتركة".

صحيفة الثورة

وقد أفردت صحيفة الثورة بعنوان "ودائما .. يا لبنان" مكانا متميزا، قالت فيه: "لم نبدأ ولم ننته هنا، هذه محطة مهمة جدا، قمة مهمة في حدوثها وفي نتائجها وفي الانطباع المنطقي حولها ورسالة إلى كل دول العالم تقول لا نحتاج إلى الاعتراف من أحد بأننا دولتان مستقلتان وقادرتان على مواجهة النيات التي لا تريد الخير لأي منهما". وبعنوان "أهلا .. يا لبنان" رحبت صحيفة الثورة "بفخامة الرئيس ميشال سليمان في بلده".

تشرين/كما أبرزت صحيفة تشرين في افتتاحيتها، بعنوان "تصويب العلاقات وخطوة نحو المستقبل"، رحبت "بضيف سوريا الكبير صاحب المواقف الوطنية المعروفة"، وقالت: "نعتقد جازمين أن نتائج الزيارة والمباحثات ستكون ايجابية وتؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات الأخوية بين البلدين تتجاوز المميزة إلى الممتازة، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين".

وختمت بالقول: "اليوم تصويب العلاقات وتنقية الأجواء، وغدا الانطلاق نحو مستقبل أفضل وعلاقات ممتازة تسقط كل الرهانات المغرضة والمعادية".

كما أبرزت الصحف السورية الزيارة التي قامت بها السيدة أسماء الأسد والسيدة اللبنانية الأولى وفاء سليمان في زيارة للمنظمة السورية للمعوقين "آمال" أمس واطلعتا على أهداف المنظمة وآلية عملها من خلال عرض تعريفي وعلى مجريات دورة تدريبية عن التوحد تجريها المنظمة حاليا لمتدربين من معهد الخدمة الاجتماعية ومن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومتدربين من معهد النطق بحلب. ثم تجولتا في مراكز المنظمة وحضرتا جلسة تأهيل يجريها مركز النطق لأشخاص لديهم تحديات في السمع والنطق كما حضرتا جلسة تعديل سلوك لأطفال مصابين بمرض التوحد.

وتضمنت الجولة أيضا الاطلاع على بعض نشاطات النادي الصيفي في مركزي التوحد والإعاقات السمعية. وتنوعت هذه النشاطات بين الدراما والموسيقى والرياضة والكمبيوتر وهي نشاطات مساندة ومساعدة في التأهيل وتجمع في جلسة متكاملة المعوق وأستاذا متخصصا بالموسيقى أو الرياضة أو الدراما واختصاصي التأهيل.

وقد عبرت السيدة سليمان عن إعجابها بالتجربة السورية في التعامل مع مسألة الإعاقة والمراحل التي قطعتها في هذا المجال.

 

اعتصام ل"حزب التحرير" إحتجاجا على استمرار توقيف إسلاميين: النظام أهلك البلاد في المحاصصة الطائفية من أجل معارك سياسية

وطنية- 15/8/2008 (سياسة) نظم "حزب التحرير- ولاية لبنان" إعتصاما عقب صلاة الجمعة في باحة المسجد العمري، في وسط بيروت، إحتجاجا على إستمرار توقيف إسلاميين في السجون اللبنانية. شارك في الاعتصام ممثلون للحركات الإسلامية في لبنان وأقرباء المحتجزين، رفعوا خلاله الرايات الاسلامية وأطلقوا هتافات وتكبيرات تدعو الى "نصرة الإسلام والمعتقلين". بداية، ألقى رئيس المكتب الإعلامي في الحزب احمد القصص كلمة تساءل فيها "كيف يسمح للبعض من الذين يتبعون زعيما قبليا وطائفيا بأن يقتنوا السلاح والصواريخ، وفي المقابل لا يسمح لآخرين إقتناء قطعة سلاح من أجل قضية عادلة هي قضية العراق؟"

وقال: "حين عودة الأسرى والمحررين من سجون العدو الإسرائيلي تسابق في وصفهم زعماء القبائل لأنهم قاتلوا العدو، فلماذا لم يعامل بالمثل هؤلاء الذين يقبعون في السجون والأقبية؟ وهل الدفاع عن فلسطين هو غير الدفاع عن العراق؟"

وانتقد "التحقيقات التي تجريها الدولة اللبنانية مع المعتقلين"، معتبرا "انها تنتزع الإعترافات تحت ضغط التعذيب، وان القرار السياسي في لبنان يترك للجلادين ان يحكموا الناس ويحكمون بالطائفية". ووصف مجزرة طرابلس ب"الجريمة المفجعة"، منتقدا التصريحات التي ظهرت بعدها متهمة الإسلاميين بتنفيذها. وأشار الى "أن هذه القضية سخرت من اجل محاربة الإفراج عن المعتقلين الإسلاميين، وانها تقدم كعربون براءة وولاء للأميركي"، معتبرا "ان النظام اللبناني أهلك البلاد والعباد في المحاصصة الطائفية من أجل معارك سياسية، وان من هم مشاركون في ظلم المعتقلين الإسلاميين سيتباكون عليهم مع اقتراب الإنتخابات النيابية كسبا لأصواتهم وأصوات ذويهم". ولفت الى "أن القلاقل الأمنية هي نتاج صراع سخره الطرفان، وان أجهزة الأمن بدل ان تكون للحفاظ على أرواح الناس تحولت أداة للصراع"، رافضا "أي إتهام للاسلاميين بها". وانتقد النواب "الذين رأيناهم يتصارعون ويتشاتمون من دون ان يتكلم احد منهم عن المعتقلين الإسلاميين".

بدوره، شرح الشيخ عبدالقادر الزعبي معاناة المعتقلين، داعيا الجميع الى "نصرة المظلومين في السجن والوقوف في وجه الظالمين"، محذرا من "موت أحد منهم في السجن". ووصف الحكام بأنهم "أعداء للأمة وأدوات تنفذ مخططات الأعداء"، معاهدا المعتقلين "عدم التخلي عنهم". وتحدث عضو "حزب التحرير" محمد ابراهيم فتطرق الى "وسائل التعذيب التي تمارس على المعتقلين الإسلاميين"، مهاجما الانظمة التي قال انها "تحارب دين الله"، وداعيا الى "اعادة استئناف الحياة الإسلامية مجددا بحيث يصل المسلم وغير المسلم الى حقوقه، وان عدالة دولة الإسلام تشمل الجميع مسلمين ومسيحيين، لأن الإسلام يدعو الى الإحسان والطمأنينة والرحمة".

 

احتفالات عيد انتقال السيدة العذراء عمت المناطق اللبنانية

قداديس وصلوات وزياحات وإضاءة شموع ومسيرات جابت الشوارع

وطنية - 15/8/2008 (سياسة) احتفلت بيروت والمناطق اليوم بعيد انتقال السيدة العذراء، فعمت القداديس والصلوات الاديرة والكنائس، ودعت العظات الى المحبة والتسامح والغفران، وسارت جموع المؤمنين في شوارع البلدات حاملة الشموع المضاءة ومتضرعة الى العذراء مريم لكي تباركها بشفاعتها.

المطران مطر

واحتفل رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ظهرا، يحيط به نائبه العام المونسنيور جوزف مرهج والمونسنيور منصور لبكي والقيم العام للأبرشية الخوري عصام ابي خليل والخوري شربل مسعد بالذبيحة الالهية على نية فرنسا لمناسبة انتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد في الكنيسة التي تحمل اسمها في المقر الصيفي للمطرانية في عين سعاده، في حضور القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان جوزف سيلفا وعقيلته وأركان السفارة الفرنسية.

وشارك في الصلاة النواب: صولانج الجميل، بيار دكاش، ابراهيم كنعان، غسان مخيبر، سليم سلهب، ايلي عون وفؤاد السعد. كما حضر رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطوان خير والوزراء السابقون رئيس مؤسسة الانتشار الماروني ميشال اده، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، جو سركيس وابراهيم ضاهر، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه، الممثل الدائم لرئيس الجمهورية في المنظمة الفركوفونية الدكتور خليل كرم، نقيب المحامين الاسبق عصام كرم، الامين العام للحوار المسيحي - الاسلامي الامير حارث حارث شهاب، السفير عبدالله ابو حبيب، المستشار الاعلامي للسفارة الفرنسية فرانسوا ابي صعب ومؤمنون.

وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران مطر عظة جاء فيها: "إن تعييدنا لانتقال العذراء مريم ولتتويجها سلطانة على السماء والأرض يتضمن أن نستحضر في الوقت عينه دعوتها العظيمة كمؤمنة وكمباركة بين النساء وقد أصبحت أما لله وللكنيسة ولكل البشرية المخلصة بواسطة ابنها يسوع المسيح.

لقد تسامت هذه الدعوة بفضل كلمة "لتكن مشيئتك" التي قالتها العذراء أمام الملاك الذي بشرها بالحبل الإلهي، وهي كلمة لا شبيه لها بين كلمات البشر من حيث تأثيرها في مسار التاريخ وهي جاءت بالواقع جوابا على كلمة الله الذي كان يعد العذراء إلى مشاركة مباشرة في عمل إعادة تكوين الإنسان والإنسانية. أوليس في ذلك أيضا أساس لإيماننا بقدرة الكلمة البشرية عندما تكون منسجمة مع كلمة الله؟.

إننا نشهد غالبا لعملية تحجيم للكلمة إزاء العمل، وتصنيف الشعوب بين من "يتكلمون" ومن "يعملون"، غير أنه في عمق الجوهر لا بد من وجود الكلمة، ومن رؤية يعبر عنها، ومن عقلانية للوصول إلى الفعل بحيث أن هذا الأخير إن لم يكن ناقلا لكلمة أو لفكرة فإنه يتعرض لفقدان المعنى وعدم القدرة على الابداع. "في البدء كان الكلمة" يقول القديس يوحنا في مستهل إنجيله، وفي البدء خلق الله العالم بكلمته يقول العهد القديم: "وعند ملء الأزمنة" كشف أن هذه الكلمة هي التعبير الحق عن طبيعته، وقد اتخذ جسدا من أحشاء مريم بغية تقديم ذاته للبشرية التي جاء ليعطيها المعنى لحركتها، ولحياتها كلها".

أضاف: "إننا نكتشف، بفضل إيماننا المسيحي، أن العمل، على أهميته، سواء كان عائليا أم سياسيا، اجتماعيا أم اقتصاديا، ليس بالحقيقة إلا توسطا أو ترتيبا للأمور في حين أن الكلمة هي بالأساس وفي الوقت عينه بداية وجودنا وغايته. فالإنسان هو ثمرة كلمة الله وعمله، وقد أعد ليجيب على هذه الكلمة بأخرى تصدر عنه. إنه الحوار الذي يوطد علاقة الإنسان بخالقه وكذلك بأخوته وأقرانه. من هنا تنبثق هذه الحقيقة القصوى التي تعتبر أننا خلقنا كلنا لنتحادث ولنتفاهم. وللوصول إلى ذلك ينبغي أن نكون في وضعية اتصال بالخالق وإلا فلن نتمكن من مواصلة التحادث والتفاهم بين بعضنا البعض، وسينقلب على رؤوسنا برج بابل، وهو عمل أيدينا وزهو انتاجنا فيبددنا ويخرب اجتماعنا.

على ضوء هذا الايمان بإله يتكلم ويحب، نستطيع في كل وقت أن نضبط ساعاتنا على توقيته. فإلهنا إله حنان هو، وقد "جهد" لخلقنا كي نشترك في حبه وفرحه. وهذا الإله بالذات هو من "جهد" لخلقنا من جديد بواسطة كلمته التي أرسل إلى العالم بهدف جمعنا في شراكة جديدة. وها نحن اليوم في عيد العذراء هذا، نعبر عن مشاعر الإعجاب والعرفان أمام هذه الكلمة الإلهية التي تجسدت بالعذراء مريم فظهرت مغلفة بالحنان وبالإنسانية. إن عيد الانتقال يدعونا إذن إلى أن ننمي فينا قدرة الكلمة التي تبني، كما يدعونا إلى اتخاذ مريم مثالا بحيث نصبح نحن أيضا حملة لكلمة الله وشهودا لها وهذا ما يهيئ للحوار والتفاهم والسلام.

إن مسارنا الروحي يبدأ واقعا مع اللحظة التي نتعلم فيها من مريم كيف نعيش إنسانية كاملة بالتناغم مع كلمة الله، وهي التي أخضعت حياتها كلها لهذه الكلمة فلم يستطع أحد ولوج عمق هذه الدعوة أكثر منها. فالعذراء مريم ليست إذن المرأة المثالية وحسب إنما هي كمخلوق بشري، المثال الأضمن لمسيرة الإيمان لكل منا. وفي مراجعتنا لمراحل حياة مريم، حيث زرعت في أرضها الخصبة كمة الله ونمت، نكتسب المزيد من النور الذي يهدي ومن القوة اللازمة لمسيرتنا. منذ هذا الوقت، يستطع كل منا بقبوله لكلمة الله على مثال مريم، أن يصبح مسيحيا حقا لأنه يعيش من هذه الكلمة المغروسة فيها وفينا. فتصير كلمة الله فينا شخصا حيا يقودنا بيدنا حتى نهاية الطريق.

كذلك فإن كلمة الله هي دعوة لنا مشجعة: لقد تعبنا الليل كله دون أن نصطاد شيئا"، أسر بطرس للمعلم. "ولكن بحسب كلمتك سألقي الشبكة". ونحن نعلم أن ثقة الرسول هذه لم يخيبها معلمه. وفي صلواتنا التي نقولها في عمق قلبنا نتمتم مع صموئيل: "تكلم يا رب فإن عبدك يسمع". ومع القوة التي نأخذها من الكلمة التي نسمعها في الأوقات السعيدة كما في العصيبة منها، وفي زمن الصليب كما في زمن العنصرة، نردد: "لتكن مشيئتك، تعظم نفسي الرب".

هكذا وضعت خارطة الطريق اللازمة لأشخاصنا كما للمجتمعات وشعوب الأرض. فالله بكلمته يدعونا إلى حوار دائم معه وبيننا جميعا. أما قطع هذا الحوار فانه فيعني الدخول في التفرقة والفوضى في كل الكون في حين أن ممارسة هذا الحوار يؤول إلى حل النزاعات واكتشاف طرق الوفاق من جديد. إنهما اذن حضارتان ترتسمان انطلاقا من هذين الاحتمالين، حضارة العنف والموت التي ينتجها انقطاع الحوار، وحضارة المصالحة والسلام التي تقود إليها الحوارات المصانة".

تابع "إن العودة إلى الكلمة، في لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط وآسيا، يشكل اليوم طريقا إلى الحل بعيدا عن كل عزل أو رفض للآخر ولحقوقه. أما بالنسبة لفرنسا التي نصلي اليوم على نيتها فإننا سعداء في أن نراها ملتزمة بالحوار على مستوى العالم بأسره، في أي مكان تنشب فيه النزاعات. إنه إيمانها بالإنسان تمارسه داعية العالم بأسره إلى السير به من اجل التلاقي والوئام والسلام.

في صباح عيد انتقال السيدة العذراء نجاهر بأن هذه الأم الإلهية قادرة على إلهامنا إلى حضارة المحبة. فلنصغ باستمرار إلى ما تقوله لنا، ولنأخذ من غناها حتى تتذوق شعوبنا وبلداننا فرح الحب الحقيقي والعيش المسالم. وليحفظ الرب فرنسا في قيم الإنسانية والمشاركة، ولتكن جهودها دائما لصالح السلام، وليلاق لبنان وحدته من خلال الحوار الذي يريده أبناؤه مخلفين وراءهم إلى الأبد الانقسام وعدم الفهم المتبادل. ويا أمنا مريم، فليعطنا عيدك شجاعة وايمانا وصدقا مجددا ولنثبت في محبة ابنك الذي يجمع ويخلص على الدوام. آمين".

مأدبة تكريم

ثم أولم المطران مطر تكريما لسيلفا وعقيلته وأركان السفارة في حضور عدد من الشخصيات الروحية والسياسية والاجتماعية.

وقد ألقى المطران مطر كلمة جاء فيها: "لقد احتفلنا للتو بالقداس الإلهي في عيد انتقال السيدة العذراء، على نية فرنسا، حكومة وشعبا. إن هذا التقليد الذي كان يتم بمشاركة قناصل فرنسا في لبنان، ومن ثم مع سفرائها، يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، كما تعلمون، حيث تعبر من خلاله أبرشية بيروت المارونية عن مشاعر الصداقة، المشتركة بين كل اللبنانيين، تجاه فرنسا، وعرفان الجميل للمودة والدعم والأخوة التي تكنها فرنسا نحو وطننا منذ نحو ألف سنة. وقد أعرب فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد نيكولا ساركوزي، عن هذه الصداقة بأفضل الأوصاف، وذلك إبان زيارته الاستثنائية إلى لبنان في السابع من حزيران 2008 حيث جاء على رأس مجموعة تمثل كل القوى السياسية الفرنسية لتهنئة رئيسنا الجديد فخامة العماد ميشال سليمان، إذ أكد في كلمته حين وصوله إلى مطار بيروت "أن الروابط القوية التي توحد أكثر من أي وقت بلدينا كانت موجودة على الدوام".

أضاف: "لقد ميز الرئيس ساركوزي - دون أن يفصل - بين التقارب والصداقة الفرنسية - اللبنانية وبين الدعم الذي توفره فرنسا للبنان كله من دون أي استثناء، فعبر فخامته عن ذلك في إطار تلك الزيارة وأمام الجالية الفرنسية المقيمة في لبنان. أما من جهتنا، فنحن فخورون بهذا التقارب بعلاقتنا بفرنسا، كما نفكر ونعمل دائما لمصلحة لبنان الذي يمثل هويتنا المشتركة وبيتنا المبارك وروحنا الموضوعية، وفق مفهوم هيغل".

تابع "إن لنا من جان جاك روسو قاعدة التوفيق بين أي إرادة فئوية في الوطن وما يسميه "الإرادة العامة". وهذا ما يشكل لنا إلزاما معنويا بقدر ما نحلم جميعا ببلد قوي، صلب، وبمنزل مريح لكل ساكنيه. وهكذا فإن كل صداقة من أي مصدر أتت، وكل تقارب بين كل منا يجب أن يتحول الى خير عام للجميع وأن يشكل ثروة وطنية تفيد مجموع المواطنين. وإننا نشكر أيضا الرئيس ساركوزي، من صميم قلبنا، على الوصف الذي أعطاه لرسالة لبنان من خلال تعابير تفيض جمالا وحماسة، وهي تعابير لا يجدها إلا الأصدقاء. ففي الكلمة التي ألقاها خلال المأدبة التي أقامها على شرفه رئيسنا العزيز العماد ميشال سليمان، عبر الرئيس الفرنسي بقوله: "بالنسبة إلينا نحن الفرنسيين، فإن لبنان باق - ويجب أن يبقى - البوتقة الفضلى للحضارات والديانات، وهو رمز يضطلع بالانفتاح والتنوع بشكل مثالي".

وقال: "امام هذه الشهادة الآتية من رجل بهذا الحجم، يجدر بنا نحن اللبنانيين أن نتساءل عما إذا كان يمكننا أن نغير أو نعدل أو علينا أن نحافظ بدون تحريف على جوهر لبنان وصورته؟ إن هذا التساؤل المطروح في بعض الأحيان حول "عن أي لبنان نريد؟" يحمل بذاته تناقضا كبيرا وفي جوابنا عليه نرى أن بإمكاننا قول ما يلي: إذا كان السؤال متعلقا بالنظام الأنسب المطلوب لحكم لبنان فإن ذلك يمكن أن يمثل في أفكارنا، أما إذا كان الأمر يخص الهوية اللبنانية بالذات، التي صنعها التاريخ والأجيال التي قدمت في سبيلها تضحيات لا تقدر فإن السؤال يصبح مشككا وفي غير محله. إن لبنان لا يخص جيلنا وحده حتى نتصرف به كما يحلو لنا، فالوطن قد صنعنا هو بقدر ما صنعناه نحن، وإن ما نقوم به اليوم هو صيانته وتطويره وإبراز قيمه ونشرها مع الأمانة الى ما يمثله لذاته وللعالم. الوطن ليس صناعة قابلة للتعديل بالاستنساب. أولم يذكرنا البابا الكبير يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي للبنان أنه يجب العمل على تطور لبنان ولكن بروح الأمانة لدعوته التاريخية؟ لأجل هذا فإن علينا أن نكون أمناء لذواتنا كي يعرفنا أصدقاؤنا والعالم انطلاقا من علاماتنا التي لا تمحى، ولنقل من جيناتنا الروحية".

أضاف: "إننا في هذه المناسبة نجدد شكرنا العميق للدولة الفرنسية، لصداقتها العريقة ولا سيما لاهتمامها بنا خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006، ولأجل كل الجهود التي بذلتها خلال الأزمة الأخيرة التي حلت بانتخاب رئيسنا وبتشكيل حكومتنا. لقد كانت فرنسا على رأس البلدان الصديقة التي هبت لنجدتنا، وقد وضعت لذلك كل ثقلها وكل عاطفتها، وبقي علينا الآن ما نعمله نحن تجاه ذواتنا. هذا هو الجوهر، إذ أن الأخوة والأصدقاء قادرون على مساعدتنا ولكنهم غير قادرين البتة على الحلول محلنا. في الغد القريب سيدعو فخامة رئيس الجمهورية اللبنانيين الى استئناف الحوار الوطني الذي طالما انتظرناه، خصوصا منذ اتفاق الدوحة، فإذا كنا سنفتش فيه عن دعوة جديدة للبنان، يذهب تعبنا سدى. أما إذا انطلقنا من لبنان، ومن ثوابته التاريخية ومن رغبتنا في تطوير ديموقراطيتنا التوافقية بتوضيح معناها وأصول عملها، وإذا ما جددنا، بالأخص، حبنا بعضنا لبعض وتفاهمنا وتفهمنا لكل المعطيات، فإننا سنستطيع عندئذ أن نرفع التحدي وأن نرى لبنان سائرا على دروب التقدم والسلام.

في هذا الجهد الذي ينتظرنا "لدوزنة" أجهزة الدولة على أوتار مقتضيات الوطن، ستكون فرنسا الى جانبنا لتسدي إلينا النصح المفيد. أولم تكن كذلك منذ تأسيس دولتنا سنة 1920 وبعيد نيل استقلالنا سنة 1943 حيث تخطت فرنسا كل ظروف المرحلة لتعيد ذروة عطائها مع الرؤساء الكبار شارل ديغول وفرنسوا ميتران وجاك شيراك، ومع الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يجهد لدعمنا بابتكار آمال جديدة للوفاق والتقدم. وإن إصراره على هذا الوفاق يجب أن يحفزنا على العمل من أجل تحقيقه في أسرع المهل وفي أفضل الشروط. وها هو من أجل لبنان قد عزز القوات الدولية في الجنوب ووضع في الميزان هيبة بلاده وقدرتها لأجل نصرة القضية اللبنانية. فإذ نشكر فرنسا على صداقتها والتضحيات، نعرب عن عرفاننا بالجميل لرئيسها الكبير ولحكومتها وشعبها، لممثلها في لبنان السفير أندريه باران الذي أبلغني اضطراره الى أن يكون اليوم في باريس، ولكم يا حضرة القائم بالأعمال، ولمعاونيكم. وإنني أرفع نخبي داعيا من كل قلبي لتحيا فرنسا ويحيا لبنان".

القائم بأعمال السفارة الفرنسية

ورد القائم بأعمال السفارة الفرنسية جوزف سيلفا بكلمة شكر فيها المطران مطر على الحفاوة والضيافة وعلى المحبة التي يكنها لفرنسا وقال: "بمناسبة الاحتفال الخامس عشر من آب وبهذا اللقاء السنوي الحار بين الطائفة المارونية وفرنسا، اسمحوا لي، يا صاحب السيادة، أن أعبر لكم عن الشرف والفرح الشديدين اللذين أشعر بهما للقائكم من جديد وترؤس الوفد الفرنسي. إن استقبالكم وعطفكم تجاهي وتجاه معاوني والصلوات التي رفعتموها للتو على نية فرنسا تؤثرنا شديد التأثير وانني أشكركم عليها جزيل الشكر".

أضاف: "يسر بلادنا أن ترى هذا التقليد الجميل والقديم يستمر. فهو يرمز الى صداقتنا التاريخية مع لبنان خصوصا الى العلاقات التي قامت في الأصل على مهمة حماية "مسيحيي الشرق" التي أمنتها فرنسا قد تطورت منذ ذلك الحين وباتت أغنى وأكثر تنوعا. انني أعلم أن كنيستكم وطائفتكم وأنتم شخصيا يا صحاب السيادة تدافع بشدة عن الفرنكوفونية وقيمها في مدارسكم وجامعاتكم. كما اننا نستقبل بانتظام بعض رجال الاكليروس لديكم الراغبين في متابعة أعمالهم في جامعاتنا الباريسية. يجمعنا حس مشترك بالكونية متجذر في ثقافتينا تحرصون على نقله الى هؤلاء الشباب اللبنانيين الشديدي الموهبة لتمكينهم من رفع التحديات الكثيرة التي تواجه هذه المنطقة. بعد عامين على نزاع صيف 2006 المأسوي وفيما يخرج لبنان أخيرا من الأزمة السياسية ومن الشلل الذي أصاب مؤسساته لفترة طويلة جدا، لا يسعني إلا أن أعرب عن سروري لهدوء الأجواء وللفرصة التي سرعان ما انتهزها مواطنوكم لاثبات ديناميكيتهم الأسطورية. لكن الطريق لا يزال طويلا ليتمكن لبنان من استعادة مكانته كاملة في المنطقة وخارجها. انني على علم بالدور الذي تضطلع به كنيستكم للمضي قدما في هذا الاتجاه ولتعيد التشديد بقوة في كل مناسبة وفي كل بيان للمطارنة على ضرورة بناء دولة قوية وغير منحازة وعادلة لا تكون ساحة للنزاعات الاقليمية بل على العكس تكون قادرة على أن تشكل مثالا للتسامح و "للبنان الرسالة"، رمز التعايش السلمي وغناه".

تابع "لقد شجعت البطريركية اللاعبين كافة، أيا كانوا، على تقديم مصلحة لبنان العليا على أي اعتبار آخر. وقد رددتم رسالة التسامح والكرامة هذه للجميع من دون تمييز بين الطوائف أو الآراء السياسية. كما أنني على اطلاع على الدور الناشط جدا الذي لعبته سلطاتكم العليا لكي يتم أخيرا انتخاب رئيس للمجمهورية، ماروني وفق التقليد، في 25 أيار الماضي. وهكذا فقد بات أخيرا من المسموح أن نأمل رؤية أعضاء طائفتكم يلعبون دورهم كاملا في اتخاذ القرارات التي ستحدد مستقبل بلادكم كما أن الانتخابات النيابية التي ستجري في العام المقبل ستكون بالغة الأهمية للبنانيين كافة، لا سيما للمرشحين الموارنة. أقدر في هذا الاطار الجهود التي بذلتموها ليكون المنتخبون المستقبليون قادرين على القيام بمهمتهم الصعبة. ألا وهي تمثيل اللبنانيين جميعا مع البقاء مصغين لطائفتهم".

وقال: "منذ الصيف الفائت، دفعت طائفتكم، الى جانب شهداء لبنانيين آخرين، ضريبة كبيرة للنضال من أجل استقلال لبنان التام، مع اغتيال النائب انطوان غانم والعميد فرنسوا الحاج. اسمحوا لي هنا أن أحيي ذكراهما متمنيا كشف الحقيقة كاملة واحقاق العدل. اذا كان اتفاق الدوحة قد سمح بالبلد بالخروج من دوامة العنف هذه، فما من شيء يمكنه أن يبرر العودة الى استخدام هذه الوسيلة لغايات سياسية، كما حصل خلال الأحداث المأسوية التي وقعت في شهر أيار الماضي. أذكر في هذه الصدد بأن فرنسا قد دانت بشدة الاعتداء الجبان الذي وقع في طرابلس أول من أمس والذي استهدف خصوصا الجيش اللبناني فيما يعمل بشجاعة للحفاظ على السلم والاستقرار في لبنان. لقد التزم العماد ميشال سليمان الذي انتخب في 25 ايار 2008 على رأس الدولة اللبنانية فرض احترام السلم الأهلي واعادة احياء المؤسسات ومصالحة اللبنانيين المنقسمين في رؤيتهم لمصير بلادهم. بعد تأليف الحكومة والثقة التي نالتها للتو من البرلمان، سيطلق قريبا حوارا وطنيا حول المسائل الأساسية للتعايش. أعرف أنكم ستعملون ناشطين الى جانبه. دعوني أغتنم فرصة هذا اللقاء لأعبر له مرة أخرى عن ثقتنا التامة به والتزامنا مرافقته على هذا الطريق". أضاف: "على صعيد آخر أود أن أحيي هنا الجهود التي يبذلها موارنة لبنان لتأمين الاشعاع الدولي لكنيستكم. لقد نال البطريرك اعجاب الجميع من خلال قيامه بجولة دولية شملت أميركا واوستراليا مرورا باسبانيا وجنوب افريقيا وقطر، وقد افتتح مؤخرا "المؤسسة المارونية في العالم" الحديثة العهد والتي أحيي هنا رئيسها، الوزير ميشال اده، لتعزيز الصلات بين هؤلاء المهاجرين ولبنان ولتشجيعهم على استرجاع جنسيتهم اللبنانية، مثبتا بذلك حيوية طائفتكم، فيما يغادر الكثير من الشباب البلاد بحثا عن العمل أو بكل بساطة عن ظروف أمنية فضلى. لا يسعني الا أن أهنئكم على هذه المبادرة التي تشجع الراغبين بذلك على العودة للعب دور ناشط في بناء الدولة، واضعين مواهبهم في خدمة وطنهم.

في الختام، اسمحوا لي أن أنهي هذه المداخلة بنفحة تفاؤل. يجب ألا يفارقنا الرجاء. لقد سلك لبنان الذي ذاق العذاب الشديد في السنوات الأخيرة هذا العام طريق المصالحة بخطى ثابتة، وهو ليس وحيدا. فالأسرة الدولية تبقى برمتها مستنفرة على أعلى مستوى والدليل على ذلك الزيارة التي قام بها في حزيران الماضي الرئيس ساركوزي الذي جاء سريعا جدا لتهنئة ميشال سليمان بعد انتخابه، في حضور الممثلين الرئيسيين للقوى السياسية الفرنسية. يبقى بلدنا حاضرا عبر كتيبة مهمة في جنوب لبنان ضمن اليونيفل. ولقد دفع الجزء الأساسي من المساعدة التي وعد بتقديمها ضمن اطار مؤتمر باريس 3 وسيستمر في عرض مساهمته الناشطة، اذا ما لزم الأمر، في مختلف الاصلاحات الجارية في لبنان".

ختم: "في العمق، ان المسعى الذي تقوم به فرنسا في لبنان عبر المساهمة الشخصية لرئيسها ووزير الخارجية والشؤون الاوروبية الفرنسي، السيد برنار كوشنير، يتقاطع مع فحوى الرسالة التي لم تنفكوا ترددونها في بيانات المطارنة وفي "الثوابت المارونية": العمل من أجل الحوار اللبناني - اللبناني وحث الأطراف على النبذ المطلق للعنف بأشكاله كافة وتأمين العمل الطبيعي ومن دون عراقيل في جميع المؤسسات اللبنانية. صاحب السيادة، باسم السفارة الفرنسية، أكرر لكم مرة أخرى شكري الجزيل على استقبالكم وأحيي الشخصيات البارزة الكثيرة التي شرفتنا بحضورها اليوم. شكرا".

 

لخارجية الروسية رحبت بقرار اقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا: خطوة مهمة على طريق تطبيع العلاقات بين البلدين و تكيفها مع الواقع الجديد

وطنية - 15/8/2008 (سياسة) وزعت السفارة الروسية في لبنان البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية بمناسبة ارساء العلاقات الدوبلوماسية بين لبنان وسوريا وجاء فيه:تم خلال الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الى دمشق في 13/14 اب الجاري ومباحثاته مع رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الاسد، الاعلان عن ان الرئيسين اتخذا قرارا بشأن ارساء العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء, فحتى الان وخلال اكثر 60 عاما منذ ان اخذ لبنان وسوريا استقلالهما السياسي كانت كافة المسائل المرتبطة بالعلاقات الثنائية تحل في اطار هيئات كانت تشكل بوجه خاص لهذا الهدف, غير ان عمل هذه الهيئات عانى من الجمود عمليا في السنوات الاخيرة. ان روسيا ترحب بقرار الدولتين ذات السيادة. فلقد تحققت خطوة مهمة على طريق تطبيع العلاقات اللبنانية السورية وتكيفها مع الواقع الجديد. اننا نأمل بأن تستمر هذه المسيرة في هذا الاتجاه . ان اعادة تنظيم علاقات حسن الجيرة والمساواة الحقيقية وكذلك التعاون المتعدد الاوجه بين سوريا ولبنان يستجيب لمصلحة شعبي البلدين, المتربطين بأواصر تاريخية وثقافية وسوف تساهم في تحسين العلاقات العربية فيما بينها وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

 

"مؤتمر بيروت والساحل": الحكومة تحالف اضداد لا وحدة وطنية

قلب الحقائق لن يغير حقيقة من تسبب بارتفاع الدين العام

وطنية - 15/8/2008 (سياسة) عقدت لجنة متابعة "مؤتمر بيروت والساحل" اجتماعها الدوري في مركز توفيق طباره، حيث ناقشت الوضع الحكومي على ضوء جلسات مناقشة البيان الوزاري والاحداث الأمنية في طرابلس. واعتبر عضو قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني المهندس سمير الطرابلسي: "أثبتت المناقشات التي اتسمت بالمهاترات لبيان الحكومة الوزاري ما سبق ان حذرنا منه وهو ان التسويات بين الأطراف الطوائفية والمذهبية لن تنقذ البلد وان حققت استقرارا نسبيا، اذ أن التوافق تم على اقتسام السلطة وليس على مشروع انقاذي واصلاحي للبلد. اما نائب رئيس تجمع التغيير والاصلاح رفعت بدوي، حذر من مغبة استمرار السير بنهج المراهنة على مخطط التدويل من قبل بعض اطراف 14 آذار، وانتقد خروج رئيس الحكومة عن نص البيان الوزاري.

وتساءل رياض الصلح عما اذا كان الشارع الاسلامي وخصوصا في بيروت يقبل بتسويات تفرض عليه تمثيلا مشوها؟. وراى الدكتور دريد عويدات من حزب الحوار الوطني ان هذه الحكومة هي حكومة الاضداد المتفقين فيما بينهم، وكل وعودها وهمية وعبارات انشائية. وقال صائب ناصر من حركة المرابطين المستقلين: "ان كل ما نشهده اليوم، هو من افرازات الدوحة، واتهم القوات اللبنانية بأنها وراء احداث الشمال وانها تتلقى اسلحة اسرائيلية". وراى عدنان رمضان، من اللجنة الاجتماعية لأبناء رأس النبع، ان ماحصل في مجلس النواب مهزلة وتفجير احقاد وضغائن وليس مناقشة بيان وزاري. ودعا ابراهيم ياسين من التنظيم الشعبي الناصري، الى اسقاط القانون 1960 الانتخابي لانه مشروع حرب جديدة.

ولم يتوقع نبيل شهاب الدين من الحكومة اية اصلاحات، ورأى ان اتفاق الدوحة جاء لانقاذ جماعة الاميركيين من السقوط، منبها الى وجود اكثر من مخزن اسلحة اسرائيلية. وعرض المحامي كمال حديد من هيئة ابناء العرقوب، للقاء وفد الهيئة مع مستشاري رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذين اكدوا ان خبير الخرائط الدولي اسقط ثلاث مزارع من مزارع شبعا وانه لا مشكلة بين لبنان وسوريا على المزارع. وشدد زكريا الغالي على ضرورة ان يعمل وزير الداخلية المحامي زياد بارود على وضع الاصلاحات الانتخابية موضع التنفيذ التي ساهم في صياغتها في اللجنة التي ترأسها الوزير فؤاد بطرس. ونبه فؤاد بكداش الى خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعانيه المواطن. ثم صدر عن الاجتماع بيان حول الوضع الحكومي ومناقشات البيان الوزاري، راى "أن المهاترات التي شهدها المجلس النيابي خلال مناقشة بيان الحكومة الوزاري اثبت أن هذه الحكومة لم تعرف من الوحدة الوطنية سوى الاسم، اذ انها تعبر عن الموالاة وبعض اطراف المعارضة ولا تتمثل فيها كل التيارات السياسية في لبنان. ولقد كشفت المناقشات هشاشة اتفاق الدوحة وعجز اطرافه عن صياغة نهج انقاذي واصلاحي في البلاد الامر الذي لا يبشر بأية انجازات من هذه الحكومة". وتوقفت اللجنة ازاء احداث طرابلس الدامية، "وخصوصا على ضوء تسرب اسلحة اسرائيلية اليها، تسعى الى تفجير الفتن على كل الأراضي اللبنانية. وطالب مخابرات الجيش التي قامت في السابق بكشف العديد من شبكات التجسس الاسرائيلية بوضع يدها على التحقيقات الجارية ولتلقي القبض على كل الضالعين في مسلسل الفتن الذي يستهدف الجيش الوطني وطرابلس.

 

سعيد: عودة العلاقات إلى طبيعتها يكون باعتراف سوريا بالكيان اللبناني

وكالات/أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أن الاعلان السوري عن قيام علاقات ديبلوماسية مع لبنان هو انتصار حقيقي للخط السيادي في لبنان الذي بدأ منذ بشارة الخوري ورياض الصلح وصولا إلى رفيق الحريري. سعيد، وفي مداخلة مع الـLBC، أشار إلى أن "حزب الله" يفرض على لبنان وظيفة قتالية في وقت تذهب سوريا باتجاه التفاوض مع اسرائيل الذي من الممكن ان يتحول إلى تفاوض مباشر، سائلاً: "كيف ستكون السياسة الخارجية عندما تكون المعادلة بهذه الصورة، هل يجب ان يتحمل اللبنانيون وحدهم وزر الحرب ووزر الصراع العربي - الاسرائيلي؟ ورأى أنه لا يجب على النظام السوري ان يدمج موضوع المفقودين اللبنانيين في سوريا بملف المفقودين في لبنان، وهذا يؤكد ان الجانب السوري يتهرب من هذا الموضوع ويريد ان يلتف حول الأمر، لافتا إلى انه بالنسبة إلى ترسيم الحدود أيضاً، النظام السوري تهرب من الموضوع. أضاف سعيد: "كيف يمكن الوصول إلى علاقات مميزة اذا كان هناك تباين في بعض الملفات بين لبنان وسوريا؟، مؤكدا ان عودة العلاقات إلى طبيعتها يكون باعتراف نهائي من قبل سوريا بالكيان اللبناني. وإذ اكد أن المجلس الأعلى اللبناني-السوري سقط سياسياً، نوّه بأداء رئيس الجمهورية في القمة، معتبرا أنه استطاع نزع العلاقات الديبلوماسية من سوريا.

 

علوش: التسوية السورية الإسرائيلية لم تحسم بعد بانتظار حسم ملف لبنان

وكالات/اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب مصطفى علوش ان "البعض يقلل كثيراً من قدرة النظام السوري على التسويف، فقدرة هذا النظام على تأجيل المسائل وإحالتها الى لجان ممتازة، ومسألة العلاقات الديبلوماسية لم ينتزعها لبنان إنما ما انتزعها هو بناء علاقات بين فرنسا وسوريا، ولبنان اقتنص الفرصة نظرياً حتى الآن، والسؤال ماذا سيكون دور هذه السفارات، خاصة وأنه يتم الكلام عن قنصليات أيضاً، فالمتشائمون مثلي يعتبرون ان السفارة ستتحول الى مركز للمخابرات، والمتفائلون يعتبرونها خطوة ايجابية، وفي كل الأحوال لنقل انها بداية مقبولة، ونتمنى ان يتبعها خطوات اخرى، رغم أن تجاربنا مع هذا النظام غير مشجعة".

علوش، وفي حديث ضمن برنامج "نهاركم سعيد" على المؤسسة اللبنانية للإرسال، قال: "فجأة ظهر ملف مفقودين سوريين في لبنان، وهم يتحدثون عن سبعمئة مفقود مع الإشارة إلى أن هؤلاء فُقدوا في زمن وصايتهم على لبنان، لذلك هذا الملف محرج جداً، وأنا اعتقد انه لن يفتح بشكل واضح الا بدخول لجنة تحقيق دولية للتحقيق فيه، او بتغيير سلوك النظام السوري، لأن المبدأ الأساسي في سلوك هذا النظام هو كيفية التسوية على حساب لبنان، وهناك بعض المعطيات ان التسوية السورية ـ الاسرائيلية لم تحسم بعد لأن الملف اللبناني لم يحسم حتى الآن".

 

حرب: معاناة أهل المفقودين ستبقى مستمرة الى يوم قد يكون بعيدا

وكالات/أشار النائب بطرس حرب إلى ان "اللبنانيين كانوا يأملون بالاضافة الى إنجاز عملية إقرار التمثيل الديبلوماسي، الذي هو إنجاز وخطوة جيدة، ان يتم إقرار الملف المتعلق بالمفقودين والمعتقلين في سوريا، الذي لا يجوز ان يبقى مستمرا، معتبرا الكلام عن إحالته الى لجنة مشتركة لبنانية - سورية للبحث فيه كلام قديم وليس جديدا ولا يشكل حلا لهذه المسألة، وهذا يعني ان معاناة أهل المفقودين ستبقى مستمرة الى يوم قد يكون بعيدا".

حرب، وبعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الديمان، قال: "كنا ننتظر من الزيارة ان يتمكن فخامة الرئيس من العودة وبيده قرار سوري، بالموافقة على بدء ترسيم الحدود ولا سيما في مزارع شبعا وليس تأجيل هذا الملف، لاننا نعرف ان القضية اصبحت معروفة، فاسرائيل تقول انها تقبل بالكلام حول الانسحاب من مزارع شبعا اذا عرفت حدودها واصبح فيها اعتراف بانها لبنانية، والامم المتحدة تقول انها لا تستطيع الدخول الى منطقة لا حدود لها، ولا نعرف متى تقر ملكية هذه الارض، وبالتالي فان هناك حاجة لان تبدأ عملية الترسيم لتسهيل وضع المزارع ووضعها تحت إشراف الامم المتحدة بانتظار استكمال عمليات الترسيم والمباحثات السياسية حتى تنتقل السيادة على هذه المزارع الى السلطة اللبنانية، وطالما اننا لا نوافق على ترسيم حدود هذه المزارع من الاحتلال فمعنى ذلك اننا غير موافقين على تحرير المزارع من الاحتلال، فاذا كنا نتطلع الى الهدف الكبير الذي هو تحرير الارض فعلينا الموافقة على ترسيم الحدود، ولهذا نحن نستغرب الموقف السوري من هذا الموضوع، ونأمل ان تقول سوريا موقفها".

واعتبر أن لسوريا مصلحة في هذا الموضوع لا تلتقي مع مصلحة لبنان لان لها منظارا خاصا مرتبطا بكيفية ترسيم حدودها مع اسرائيل، وهذا هو السبب، ونأمل ان تصل المفاوضات السلمية السورية -الاسرائيلية الى حل ما لانه في هذه الحالة تصبح هناك إمكانية لكي تبدل سوريا موقفها وتعطي موافقتها على ترسيم الحدود في مزارع شبعا ويسترد لبنان بالتالي هذه المزارع ويعيدها الى السيادة اللبنانية".

 

اده: رفض ترسيم الحدود حجة لعدم مقاربة موضوع سلاح "حزب الله"

وكالات/اعتبر عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده ان النتيجة الملموسة والوحيدة للقمة الرئاسية اللبنانية السورية، هي الإعلان الرسمي المشترك عن نية البلدين تبادل العلاقات الديبلوماسية فيما بينهما. ولفت في تصريح له، أن هذا الإعلان يشكل بحد ذاته اعترافاً سورياً رسمياً وفقاً للقانون الدولي بالدولة اللبنانية منذ انشائها عام 1920، مهنئًا اللبنانيين بتحقيق هذا المطلب التاريخي، وأمل بمتابعة الإجراءات القانونية والادارية الآيلة إلى تنفيذ عملية تبادل السفارات.

ورأى اده انه من المؤسف ان يكون الطرف اللبناني قد وافق على مطلب سوريا و"حزب الله" لناحية احالة موضوع ترسيم الحدود الى اللجان، واستثناء حدود مزارع شبعا من الترسيم سبب لم يعد يخفى على احد وهو ابقاء الحجة لعدم مقاربة موضوع سلاح "حزب الله". وأضاف: "ان التعليل السوري لهذا الامر غير صحيح على الاطلاق فترسيم الحدود في مزارع شبعا ممكن تماماً بواسطة الخرائط وبوجود الصور الملتقطة بواسطة الاقمار الصناعية وهذه الخرائط موجودة منذ زمن، وان فريق الامم المتحدة قد انجز معظم العمل المطلوب ولم يعد يبقى على سوريا سوى الموافقة رسمياً على الترسيم، علماً ان هذا الترسيم هو خطوة اساسية في سبيل تحرير الأرض التي ما زالت محتلة من إسرائيل، لو كانت سوريا ترغب فعلاً في هذا التحرير".

واكد إده أنه فوجىء"كسائر اللبنانيين بالنتيجة التي توصلت إليها القمة في شأن ملف المعتقلين والمخطوفين اللبنانيين في سوريا، مستغربًا موافقة الطرف اللبناني على وضع موضوع المفقودين السوريين في لبنان على قدم المساواة مع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وقال: "اللبنانيون المعتقلون في السجون السورية ليسوا مفقودين بل هم معتقلين في السجون السورية لأسباب سياسية وليس صحيحاً أن الموضوع ينحصر بمفقودين ومسجونين بأحكام كما قال الوزير المعلم، وان امر المفقودين يتطلب نبش القبور. ان الموضوع يتعلق بمعتقلين سياسيين لبنانيين في سوريا وليس مفقودين أم محكومين لجرائم عادية ومن السهل جداً على السلطات السورية مراجعة لوائح المعتقلين السياسيين في سجونها لتبيان مصير اللبنانيين الموجودين فيها لا سيما ان الاسماء معلومة لدى معظم اهاليهم".

 

أبو عاصي لموقع "القوات": القمة اللبنانية-السورية إنجاز مشوّه وترسيم الحدود لا يفصل عن العلاقات الديبلوماسية

موقع القوات اللبنانية/اعتبر أمين عام حزب "الوطنيين الأحرار" الدكتور الياس أبو عاصي في حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني أن المطلب التاريخي للبنان هو إقامة علاقات ندية وسوية مع سوريا، والتعبير عن هذا الكلام يجب ان يقابله خطوات ايجابية، واصفاً ما جرى في دمشق بـ"الإنجاز المشوّه"، لأن العلاقات الديبلوماسية تقوم بين دولتين مستقلتين مكتملتي السيادة، وهذا يتطلب ترسيماً للحدود الذي لا يمكن فصله عن العلاقات الديبلوماسية.

وانتقد كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول مسألة ترسيم حدود مزارع شبعا، فاعتبر أن المطلوب من سوريا تقديم الوثائق التي تثبت لبنانية المزارع إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة. وأكد أبو عاصي أن النظام السوري متمسك بإبقاء مزارع شبعا في حالة "الالتباس المقصود"، أولا، "لإبقائها سيفاً مصلطاً وورقة بيده في المفاوضات الاسرائيلية–السورية، ثانياً، وعلى صعيد الداخل اللبناني، للحفاظ على منطق المقاومة وواجب سوريا القومي بتمرير السلاح والدعم والمال من ايران إلى هذه المقاومة". ورأى ان اعتبار المقاومة حالة مجردة لا تنتمي إلى مكان وزمان هي خدعة كبيرة، فـ"المقاومة إطارها لبناني بمكوّن شيعي بعقيدة موالية لايران"، وبالتالي تشكل عنصرا يستعمل في التوازنات الاقليمية وتحديدا ورقة بيد المحور السوري – الايراني".

وعن مسألة المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، قال أبو عاصي: "لو كان هناك من حسن نية هل كان السوري عاجزا ان يقدم هدية للرئيس ميشال سليمان ويفرج عن عدد من الأشخاص"؟، مبدياً استغرابه فتح ملف المفقودين السوريين في لبنان في هذا التوقيت بالذات.

أضاف: "أن القاصي والداني يعلم ان الساحة الأمنية اللبنانية منذ العام 1976 حتى العام 2005 كانت تحت المجهر السوري"، سائلا "عن السبب الذي منع السوريين طوال هذه الفترة عن المطالبة بهؤلاء المفقودين"، معتبرا ان المسألة تدخل في إطار اللعب على الوقت، مؤكدا ان السوري يتقن تماماً شراء الوقت والمراهنة على المتغيرات. وعن متفجرة طرابلس، أكد أبو عاصي أنه لم يتم اتهام أي فئة وخصوصا سوريا بأنها تقف وراء الحادث لترك الأجهزة الأمنية تأخذ دورها إلى أبعد الحدود، معرباً عن اعتقاده ان العملية يقف وراءها جهات أصولية أو عناصر من فتح الاسلام، وهذا دلالة على ان منظمة "فتح الاسلام" لم تنشأ فجأة بل كانت مدعومة من قبل أجهزة معينة تسهل لها انتماءها وقوتها. حاوره رولان خاطر

 

حزب الله حرر الوطن لنفسه لا للبنانيين

مفتي زحلة والبقاع خليل الميس لإيلاف:حزب الله حرر الوطن لنفسه لا للبنانيين

الخميس 14 أغسطس - مروة كريدية

ايلاف/حاورته- مروة كريدية من بيروت: ألقت الوقائع التاريخية والسياسية في لبنان ضوءًا على جدلية العلاقة المحتدمة بين الديني والسياسي حيث شكل دور المرجعيات الروحية محورًا مهمًا في تحديد ملامح النظام السياسي فيه، وبعد تراجع هذا الدور وانحساره خلال الأعوام السابقة، عاد الى الواجهة مجددًا بشكلٍ صارخ لا سيما بعد الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان مؤخرًا، حيث كان لمفتيي السُّنة في المناطق اللبنانية تأثيرًا كبيرًا على تحريك الشارع وضبطه.

ايلاف قصدت مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في محاولة منها لسبر هذه المواقف من رجل تميز بالحنكة والدهاء، وحاول طيلة الأعوام السابقة ان يجمع في عبائته تناقضات السياسية اللبنانية، وهو يخرج اليوم في هذا الحوار بسلسلة مواقف سياسية يتنقد فيها المقاومة والدور " الفارسي " في المنطقة، معتبرا ان ايران تهدد العالم العربي وهي تسعى لاستعادة أمبرطوريتها من جديد؛ وهذا نص الحوار .

لقد برز مفتو المناطق اللبنانية في الآونة الأخيرة على الساحة السياسية، خصوصًا بعد احداث شهر مايو الماضي ألا يُعدّ ذلك مؤشرًا سلبيًّا ؟ وتكريسًا للمذهبية؟

الدور كان إيجابيًا جدًّا لتهدئة الشارع، وعندما أعطيت لمفتيي المناطق الفرصة برزوا في الساحة ، لقد منعتُ سفكَ الدماء في تعلبايا وسعدنايل وكان لنا لقاءات مع حزب الله وأمل، وإلا كنّا دخلنا في نفق مظلم ، وانا منعت الاعتصامات والاحتجاجات والتجمعات البشرية في البقاع تجنبًّا للاحتكاكات.

لماذا يُصوّر الصراع على انه مذهبي لا سياسي ؟

السنة في لبنان تحركوا عندما حوصِر فؤاد السنيورة ، اي عندما حوصر منصب رئيس الحكومة فنزلوا لأجل الرمز السياسي على الأرض، الطرف الآخر (المعارضة) كان يرفع شعار تغيير البنية وتغيير الحكومة وحاصرها...وحضور حزب الله القوي في بيروت يلغي الدور السني ويُفقد بيروت دورها السياسي التاريخي .

حزب الله

ألا يعد هذا الكلام تكريسًا للطائفية في لبنان؟

المارونية السياسية هي التي ورطت كلّ لبنان بالطائفية، وبوجود حزب الله لا يمكن إلغاء الطائفية؛ ولبنان بتركيبته الخاصة قائم على التوزيع الطائفي، والمطلوب عقلنة الطائفية .

لماذا هذه الحساسية تجاه حزب الله ؟

مشكلة حزب الله في احتكار المقاومة واختزالها في حزب ولاية الفقيه، مما أخرج الجميع منها.... وحزب الله لم يعد قادر على التعامل مع بقية الأطراف بعد ان حرّر جنوب لبنان.

أليس من حقِّ من حرر ان يقرر ؟

هو حرّر الوطن له لا للبنانيين .

غير أن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله أهدى النصر مرارًا وتكرارًا للأمة، وهو يردد دومًا ان المقاومة لكل اللبنانيين !؟؟

( يبتسم ..) انها معادلة " سين ".. سين اسرائيل وسين سوريا طحنت السين الثالثة السنّة... الطائفة السنية التي كانت راعية العنفوان الفلسطيني والمقاومة العربية، كانت تحتوي على كافة الأطياف بما فيها الشيعة - ولا ننسى الدور الشيعي العربي قوميًّا - وفيما بعد تمحورت المقاومة وانتقلت ايرانيًا .

إيران

لا بأس فلتنتقل ايرانيًّا ! ولماذا كلّ هذا القلق من إيران؟ لنتجرّد قليلاً عن عصبياتنا، هل ايران تهدد فعلاً العالم العربي ؟

نعم إيران تهدد العالم العربي .... لكلّ دين ومذهب ارثٌ تاريخي عقائدي يحركه ولننظر :

الارث اليهودي يتمحور حول " حائط المبكى " وعدوهم فيه العربي اقتلعوه من ارضه .

الارث المسيحي يتمحور حول قضية " الصلب " وعدوهم فيها اليهودي .

الإرث الشيعي يتمحور حول قضية "شهادة الحسين" وقصة "كربلاء" وعدوهم فيها كما يعتقد البعض السنة .

 ولننتبه ان القاسم المشترك فيها جميعًا البكاء .

انك تعيدنا بجوابك هذا قرونًا الى الوراء، وكلامك خطر، إذ لا يمكن لنا كدول دخلنا الألفية الثالثة وتعولمنا ان نعود الى "المخزون" العقائدي المقدس عند كل دين وطائفة ونكرسه في خطابنا ونبني عليه المواقف السياسية، إنها كارثة !

 التحريك التاريخي الشيعي الآن يدار بعقلية فارسية ، فالاسلام السني هو الذي قوّض بلاد فارس، ولا مشكلة معنا مع الشيعة العرب فعروبتنا تجمعنا .

لماذا وُظِّف هذا الخطاب التاريخي الآن، ألم ترونه من قبل ؟

الآن نشهد عودة الإمبرطوريات من جديد، وفارس هي إحداها.

ولكن حزب الله مقاومة لبنانية بمواجهة محتل اسرائيلي، كيف يخدم "الامبرطورية الفارسية " ؟؟؟

ايران تركز دورها في المنطقة عبر حزب الله من خلال تبني أمرين : أولا تبني القضية الفلسطينية وهي قضية رابحة، وثانيًا القضية المذهبية الشيعية والاستشهاد الحسيني .

العلاقات مع سوريا

في سياق متصل حول انحراف "الولاء الشيعي من العربي الى الايراني" كيف قرأت استقالة النائب حسين الحسيني بالأمس، خصوصًا بعدما ذكّر في كلمته برسالة موسى الصدر ؟

تصرف ذكي جدًّا ... إنه إحراج للرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب وهي محاولة لإنقاذ التاريخ الشيعي ورصيده في لبنان من هيمنة حزب الله ، في وقت يسعى الجميع فيه لتحقيق مزيد من المكاسب و الكل (عم يتناتشوا) استقال، ولا ننسى أنه رئيس مجلس النواب سابقًا .... إنها رسالة لرئيس البرلمان الحالي كي ينتبه.

مع زيارة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان الى سوريا هل تتوقع اقامة علاقات دبلوماسية معها ؟؟

أنا حزين لإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا، لأن ذلك يرسخ الانقسام العربي وهو خلاف إرادة الشعوب ، وهذه الانظمة القائمة في البلاد العربية لا تمثل شعوبها .

وأنا من حقي كمواطن عربي ألاّ أعترف بهذه الأنظمة، فعمقي الديني لا يعترف بهذه الحدود...بعد الحرب العالمية الثانية الأنظمة في أوروبا أعادت بناء أوروبا ووحدتها أما الانظمة العربية فإنها فتَّتنا ، وينبغي ان نتحمل مسؤولية تجاه إخواننا اينما وجدوا .

إذن، ما هي حدود مسؤوليتكم تجاه فلسطين ؟؟

حزين أنا لأن الأنظمة العربية لا تُساعد في فلسطين، وأنا أنادي كل دولة عربية أن تخصص جزءًا من موازنتها العسكرية لدعم الفلسطينيين لانهم يحاربون عن كلّ الشعوب العربية، واسلاميتي أكبر من الأنظمة والحدود المرسومة .

ان العاصمة الدينية للاسلام هي مكّة ونحن نحتاج إلى عاصمة سياسية للمسلمين واتمنى ان تكون القدس .

من أين تكون البداية من وجهة نظركم ؟؟

الحقيقية للمرّة الأولى أعود للقلم والفكرة ، القيادة لا تكون الا بالفكر وينبغي ان يوظف المال لدعم الأفكار لا ان يوظف الفكر من أجل المال .

 

 تبادل تمثيل

المستقبل - الجمعة 15 آب 2008 - "أبو رامز"

ألا يفترض بالشعب اللبناني الكريم (وعقيلته) أن يكون مسروراً ومبتهجاً بالإعلان الرسمي عن التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا طالما أن ذلك يتوج مطالب لبنانية عمرها من عمر الاستقلال، وطالما أن ذلك الأمر يتم عادة بين الدول التي تعترف ببعضها البعض؟ وألا يفترض تبعاً لذلك أن يكون جمهور 14 آذار هو الأكثر ابتهاجاً بهذه النتيجة العظيمة طالما أنها تلبي واحدة من أبرز مطالبه الاستقلالية والسيادية؟ يفترض ذلك من حيث المبدأ غير أن الأمور لا تبدو كذلك، أو بالأحرى يبدو الترحيب بالخطوة أقل من وتيرة المطالبة بها. أما لماذا (يا إخوان) فلأن المسألة برمتها تحمل معطيين أساسيين لا يجعلان من الخائف مطمئناً ولا القلق هادئاً من الريح التي تحته. المعطى الأول، على ما يقول الثقاة، هو أن كثيرين يتخوفون من أن تتحول السفارة (السورية في بيروت) الى ما كانت عليه عنجر في السنوات الثلاثين المنقضية في 26 نيسان من العام 2005، وتصبح بذلك محجة قريبة تخفف من عناء الذهاب الى دمشق والعودة منها لرواد العلاقة المميزة من القنديل الى صاحب الوئامة وصولاً الى الظريف الخفيف الدم ميشال سماحة... الى جنرال الرابية المنتظر الظروف الأنسب لتلبية دعوة رسمية موجهة إليه لزيارة سوريا. طبعاً شروط السيد الجنرال لتلبية الدعوة كثيرة لكن أولها وأهمها وأبرزها هي أنه لا يريد أن يسمع كلمة واحدة عن المفقوين الذين اختفوا خصوصاً في عملية 13 تشرين الأول من العام تسعين (دفاعاً عنه) كي لا يتعكر مزاج الأشقاء والخلان، قبل الزيارة وخلالها وبعدها.

المعطى الثاني (الأهم يا إخوان) هو أن دمشق تريد أن يترافق فتح سفارتها في بيروت مع فتح قنصليات في بعض المناطق اللبنانية على ما جاء في تصريح لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع... وذلك باعتبار أن لبنان بمساحاته الشاسعة الواسعة يحتاج الى تمثيل سوري ملائم من أجل متابعة شؤون السوريين فيه وعدم تكبيدهم (أيضاً) مشقات الانتقال والسفر من المقاطعات والولايات المتحدة النائية الى العاصمة بيروت، خصوصاً مع الارتفاع الرهيب في أسعار النفط ومشتقاته وانعكاس ذلك على بدلات النقل والتنقل براً وجواً وبحراً.

لكن قبل ذلك وفوقه وتحته، تبقى القضية، مع سفارات وقنصليات أو من دونهما، هي أساس التعامل السوري مع لبنان الدولة والكيان والنظام والناس: هل ستتغير جذرياً طبيعة ذلك التعامل أم لا، وهل ستُحل تلك "العقدة التاريخية" أم ستبقى؟ لا تحمل الإجابة على السؤالين أي مؤشرات تفاؤلية حتى اللحظة، ومن لا يصدق ذلك فليسأل طرابلس وأهلها، ولينتظر (مع نيكولا ساركوزي) ليعرف أكثر...

 

البيان المشترك اللبناني - السوري

النهار 15 آب 2008/هنا نص البيان المشترك الذي تلاه الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري امس في دمشق:

"في اطار تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين وتلبية لدعوة السيد الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية، قام فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية بزيارة سوريا على رأس وفد رسمي يومي 13 و14/8/2008.

اجرى الجانبان مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات واكدا حرصهما على تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.

نوه الجانبان بالتطورات الايجابية على الساحة اللبنانية ولاسيما بعد اتفاق الدوحة الذي وضع لبنان على طريق الوفاق الوطني بما يحفظ امنه واستقراره. وفي هذا الصدد اكد الجانبان اهمية دعم اتفاق الدوحة بما في ذلك الحوار الوطني اللبناني الذي سيستأنف برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية وذلك تأكيدا لدوره كرئيس للدولة ورمز لوحدة الوطن.

اكد الجانبان من جديد التزامهما العمل على ترسيخ علاقات سورية – لبنانية تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة كل منهما واستقلاله، والمحافظة على العلاقات الاخوية المميزة بين البلدين الشقيقين عبر الوسائل التي تلبي آمال الشعبين الشقيقين وتطلعاتهما، وتعمق اواصر التعاون والتنسيق بينهما.

وسعيا الى تحقيق هذا الهدف اتفق الرئيسان السوري واللبناني على ما يأتي:

1 – اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين الشقيقين على مستوى السفراء وفقا لما جاء في الاعلان الخاص الذي صدر في دمشق في تاريخ 13/8/2008 لهذا الغرض.

2 – استئناف اعمال اللجنة المشتركة لتحديد الحدود اللبنانية – السورية وترسيمها وفق آلية وسلم اولويات يتفق عليهما بين الجانبين، وبما يخدم الغاية المرجوة من قبلهما على ان يصار الى اتخاذ الاجراءات الادارية والتقنية اللازمة للمباشرة بذلك.

3 – العمل المشترك من اجل ضبط الحدود ومكافحة التهريب وكل الاعمال المخالفة للقانون من خلال السلطات المعنية لدى البلدين وذلك بتنسيق الاجراءات على جانبي الحدود ووضع آليات ارتباط واتصال سريعة ودقيقة لهذا الغرض تتولى عملية المتابعة اليومية.

4 – تفعيل اعمال اللجنة المشتركة المتعلقة بالمفقودين من الطرفين وتكثيفها واعتماد الآليات الكفيلة بالوصول الى نتائج نهائية بالسرعة الممكنة بما في ذلك اطلاع الجهات المعنية بشكل وثيق على مجريات التقدم المحرز في هذا المجال.

5 – مراجعة الاتفاقات الثنائية القائمة بين البلدين بصورة موضوعية ووفق اقتناعات مشتركة بما ينسجم مع التطورات الحاصلة في العلاقات بين البلدين ويستجيب لمصلحة الشعبين.

6 – العمل على اتخاذ الاجراءات اللازمة بهدف تفعيل التبادل التجاري وتأمين مقومات التكامل الاقتصادي واقامة سوق اقتصادية مشتركة توفر مجالا حيويا للتبادل الحر للسلع والاموال والافراد على طريق تفعيل تنفيذ اتفاق التيسير.

وتطرق الجانبان الى الاوضاع الاقليمية ببحث مستفيض، حيث جددا التزامهما العمل العربي المشترك والسعي الى تحقيق التضامن العربي الفعال، خصوصا في ضوء الدور الذي تضطلع به سوريا في رئاسة القمة العربية، واكدا اهمية التنسيق بين البلدين في القضايا السياسية ولاسيما الصراع العربي – الاسرائيلي انطلاقا من ان حالة عدم الاستقرار في المنطقة تعود الى استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية.

وفي هذا الصدد شدد الجانبان على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية، بما يضمن استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة بما في ذلك تأكيد حق العودة ورفض التوطين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وانسحاب اسرائيل التام من الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران 1967، ووضع حد لاستمرار اسرائيل في انتهاكها الفاضح لسيادة لبنان وسلامته الاقليمية حيث اكد الجانبان ضرورة انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر كما تقضي قرارات الامم المتحدة ذات الصلة.

وحول الوضع في العراق الشقيق اكد الجانبان دعمهما لوحدة العراق ارضا وشعبا، وتأييدهما للعملية السياسية القائمة فيه بما يضمن مشاركة كل مكونات الشعب العراقي ويؤدي الى خروج القوات الاجنبية منه وفقا لقرارات الجامعة العربية.

واعرب الجانبان عن حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور بينهما وتبادل الزيارات، حيث وجه فخامة الرئيس ميشال سليمان دعوة لزيارة لبنان الى السيد الرئيس بشار الاسد الذي وعد بتلبيتها، وسيتم الاتفاق على موعد الزيارة بالطرق المناسبة.

صدر في دمشق في 14/8/2008”.

 

 طالب بجعل طرابلس منزوعة السلاح

"الانتماء اللبناني" يتوقّع إخفاق الحوار

النهار/توقع "لقاء الانتماء اللبناني" ان يخفق "الحوار الوطني المقرر انعقاده في قصر بعبدا في تحقيق اهدافه"، ووصف هذا الحوار بانه "حوار طرشان لتقطيع الوقت والتكاذب على الرأي العام". وعزا ذلك الى "رفض المعارضة وتحديدا "حزب الله" تقديم اي من التنازلات المطلوبة لمصلحة قيام الدولة ومؤسساتها". ورأى ان "موقف المعارضة هذا يستند الى موازين القوى على الارض المعتمد بدوره على ترسانة حربية والى سلاح يرتد الى الداخل للتأديب وقت الضرورة. وما يشجع المعارضات على المضي قدما في ذلك وعدم اضطرارها الى التنازل عن اي من صلاحياتها، هو سياسة  التراخي التي اعتمدتها قوى الاكثرية حتى الآن".

ورأى "ان استهداف الجيش في طرابلس كان نتيجة سياسة التراخي في مواجهة الاحداث، وهذا ما افقد الجيش هيبته. وبات الاستنكار غير مجد، بل المجدي هو ان تعيد مؤسسة الجيش النظر في ممارساتها، لاستعادة هيبتها وفرض الامن بالقوة وليس بالتراضي وتطبيق هذا المبدأ على جميع الافرقاء. لذلك على المؤسسة العسكرية الضرب بيد من حديد من الآن وصاعدا اي فئة قد تخل بالوضع الامني". ويطالب "الحكومة باتخاذ قرار سياسي جريء وواضح ووضع استراتيجية امنية شاملة تجعل من طرابلس مدينة منزوعة السلاح، لتكون خطوة اولى على طريق الغاء الجزر الامنية على جميع الاراضي اللبنانية".