المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم الأحد 17 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .4-1:17

وقالَ لِتَلاميذِه: «لا مَحالَةَ من وُجودِ أَسْبابِ العَثَرات ولكَنِ الوَيلُ لِمنَ تَأتي عن يَدِه. فَلَأَن تُعَلَّقَ الرَّحى في عُنُقِه ويُلْقى في البَحر أولى به مِن أَن يَكونَ حَجَرَ عَثرَةٍ لأَحَدِ هؤلاءِ الصِّغار. فخُذوا الحَذَرَ لِأَنفُسِكم. «إِذا خَطِئَ إِلَيكَ أَخوكَ فوَبِّخْهُ، وإِن تابَ فَاغفِرْ له. وإِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَوم، ورجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ فقال: أَنا تائِب، فَاغفِرْ له».

 

إسحَق النجمة (؟ - حوالى 1171)، راهب سيستِرسياني

اغفِرْ سبعَ مرّات في اليوم/"إحتَملوا بعضكم بعضًا في المحبّة" (أف4: 2). هذه هي شريعة يسوع المسيح (غل6: 2). عندما أرى في أخي ما لا يمكن تصحيحه، نتيجة بعض الصعوبات أو الإعاقات الجسديّة أو النفسيّة، لماذا لا أتحمّله بصبر، ولماذا لا أواسيه من كلّ قلبي، وفقًا لكلام الكتاب المقدّس: "على الوَرْكِ تُحمَلون وعلى الرُّكبَتَينِ تُدَلَّلون" (أش66: 12)؟ فهل أفتقرُ إلى هذه المحبّة التي "تَعذِرُ كلَّ شيء، وَتُصَدِّقُ كلَّ شيء، وَتَرجو كلَّ شيء، وَتَتحمَّلُ كلَّ شيء" (1قور13: 7)؟ على أيّ حال، هذه هي شريعة يسوع المسيح، الذي "حَمَلَ آلامَنا" في آلامه "وَاحتَمَلَ أَوجَاعَنا" في رَحمتِه (أش53: 4). كانَ مُحبًّا لمَن حَمَلَهم، وحاملاً مَن أحبَّهم. أمّا ذاك الذي يُظهرُ العدائيّة لأخيه في المحنة، ذاك الذي يحاولُ نصب فخّ أمام ضعف أخيه، فإنّه يخضعُ لشريعة الشيطان ويُنفِّذُها. إذًا، فَلنُظهرْ الرحمة لبعضنا البعض، وَلنَمتلئ بالمحبّة الأخويّة؛ لنَحتَملْ الضعف وَلنُلاحقْ الخطايا... أيّ حياة تسمحُ لنا بتكريس أنفسنا أكثر إلى محبة الله وإلى محبّة الآخر، هي حياة تروقُ لله، مهما كانت الملابس أو القيود.

 

هيمنة "حزب الله" و"الحرس الثوري" على القرار اللبناني هزيمة نكراء للديمقراطية

اجتماعات أطلسية - أميركية - عربية حذرت من خطورة استبدال إيران حليفها السوري بالسيطرة على لبنان

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

كشف ديبلوماسي مصري في العاصمة البلجيكية النقاب امس عن ان مسؤولين برلمانيين وامنيين اوروبيين "يتشاورون منذ مايو الماضي اثر اجتياح "حزب الله" المناطق السنية في بيروت والدرزية في الجبل اللبناني, حول التغيير الخطير في موازين القوى السياسية والعسكرية في لبنان التي من شأنها تحويل البلد الاكثر ديمقراطية في الشرق الاوسط الى دولة يمكن ان تندرج في صفوف الدول المصنفة ارهابية مثل افغانستان والعراق وايران وسورية وكوريا الشمالية, اذ تكمن خطورتها في انها تقع في حوض البحر الابيض المتوسط المقابل للقارة الاوروبية, وان نصب صواريخ بعيدة المدى في اراضيها سيهدد شعوب اوروبا ومصر وتركيا واسرائيل وجميع حلفاء العالم الحر في الشرق الاوسط".

ونقل الديبلوماسي المصري عن مسؤولين في مقري الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي في بروكسل خلال سلسلة من الاجتماعات عقدت في بروكسل منذ يونيو الماضي لتدارس هذا التغيير الجدي في مجمل الاوضاع داخل لبنان, قولهم ان "حزب الله لم يعد يشكل معضلة لبنانية داخلية بسيطرته على القرارين السياسي والعسكري في لبنان فحسب بل بات يشكل تهديداً اقليمياً ولدول اوروبا كذراع طويلة للدولة الايرانية المتطرفة في اي نزاع غربي عسكري محتمل معها بشأن برنامجها النووي, وان اقدام طهران بواسطة حزبها هذا على نصب صواريخ بالستية عابرة فيه من دون ان تتمكن الدولة اللبنانية من منعها, سيتحول الى تهديد مباشر لشعوب القارة الاوروبية ولأي دولة اقليمية تساهم في اي حرب على ايران مستقبلاً".

وقال الديبلوماسي ان خبراء في حلف شمال الاطلسي شاركوا في تلك الاجتماعات الى جانب عدد من الخبراء الاوروبيين والاميركيين والعرب "قدموا في نهاية يوليو الماضي عدداً من الاقتراحات والسيناريوهات لمنع تحول لبنان هذه الدولة التي تعتبر موطئ قدم الديمقراطية الغربية في منطقة الشرق الاوسط الى عراق آخر او افغانستان ثانية, بما في ذلك استخدام القوة العسكرية كما يحدث في هذين البلدين اللذين تعمهما الفوضى والدمار والدماء, اذ ان الستراتيجيتين الاوروبية والاميركية في تلك المنطقة الاكثر حيوية وضرورة لمصالح الغرب, لن تسمحا بفقدان البوابة الغربية للعالم العربي بعدما فقدتا بوابتها الشرقية في ايران بقيام الثورة الخمينية, وسقوط العراق المخيف تحت رحى القوة الايرانية الزاحفة غرباً والتي قد تتوج قريباً باسلحة دمار شامل لا يمكن الخلاص منها الا بتحويل بعض دول المنطقة الى اتون مشتعل".

وذكر احد خبراء الاطلسي في جلسة الاجتماعات التي عقدت في الثاني والعشرين من يوليو الماضي ان "ايران حققت نجاحاً باهراً في استيعاب لبنان وضمه الى ستراتيجيتها العسكرية في المنطقة, بعد الفشل الذريع الذي مني به حليفها السوري الذي لم يتمكن طوال ثلاثين عاماً من احتلال هذا البلد من تحويله الى الدولة المتقدمة التي تقوم على العنف والارهاب, وكل ذلك بسبب عدم ايلاء الولايات المتحدة واوروبا الاهمية المطلوبة لما يحدث هناك, وخصوصاً بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني قبل ثمانية اعوام الذي هدم السد المانع لادخال لبنان في الستراتيجية الايرانية العسكرية".

وقال خبير بريطاني في نفس تلك الجلسة ان الايرانيين "يحاولون الان وبسرعة الاستعاضة عن حليفهم السوري الستراتيجي الذي يبدو انه ينكفئ عنهم باتجاه معاكس بدخوله المفاوضات مع اسرائيل وتنازله عن الكثير من مواقفه الرافضة حتى الان للمطالب الاميركية - والاوروبية وبمحاولاته العودة الى الصف العربي المعتدل بعد ترؤسه القمة العربية الاخيرة, بتحويل لبنان الى قاعدتهم المتقدمة المباشرة في المنطقة البديلة عن سورية, خطورتها تكمن في وجود اكثر من ثلاثة آلاف عنصر من الحرس الثوري الايراني كانوا ممنوعين في سورية, يشرفون على اكثر من 40 ألف صاروخ موجهة في اتجاهات عدة خارج لبنان وداخله وعلى جيش شبه نظامي شديد التدريب, كبير العدد متطور العدة, وهم يعملون الان سراً لنشر منظومة صاروخية بالستية بعيدة المدى موجهة نحو اوروبا في قمم جبال لبنان وسواحله وبقاعه, ومن هنا يأتي الدور الاوروبي- الاميركي لمنع بلوغ الايرانيين هذه المرحلة الخطرة تزامناً مع سرعتهم الفائقة باتجاه تصنيع اسلحتهم النووية".

وقدم خبراء اوروبيون اخرون في تلك الاجتماعات في بروكسل- حسب الديبلوماسي المصري - "معلومات دقيقة وصوراً ملتقطة من اقمار التجسس الصناعية الغربية والاسرائيلية والروسية ومن مصادر استخبارات غربية عن عمليات انتشار قوات "حزب الله" والحرس الثوري الايراني على كامل الخريطة اللبنانية من الحدود الجنوبية مع اسرائيل حتى اقصى الحدود الشمالية مع سورية وعلى قمم سلسلتي جبال لبنان الغربية والشرقية وسهل البقاع, بما فيها عمليات نشر صواريخ أرض - أرض من كل المديات وبطاريات صواريخ جديدة ارض - جو ضد الطائرات, ما يوحي بان الاستعدادات للحرب باتت في مراحلها الاخيرة, بعدما اطبق الحزب الايراني بكل اظافره على شبكات الاتصالات الداخلية والخارجية وعلى القرارين السياسي والعسكري في البلاد بقوة الفرض والاجتياحات والاغتيالات وتفجير المناطق الواحدة تلو الاخرى, وبعدما ضمن حياد الجيش اللبناني الذي يساهم ارتفاع مستوى الدعم الايراني لحزب الله في امتناع الغرب عن تسليحه خشية وقوع اسلحته ومعداته المتطورة المطلوبة في ايدي الايرانيين".

ووصف خبير فرنسي ما يحدث في لبنان الآن "في ظل العجزين الاميركي والاوروبي وتخليهما عن الساحة اللبنانية للايرانيين بعدما كانوا تخلوا عنها طوال نيف وثلاثة عقود من الزمن للسوريين", بانه "هزيمة حقيقية للديمقراطية التي ندعمها في لبنان امام ارهابية الستراتيجية الايرانية التي يمكن ان تكون مخاوف النظام السوري في دمشق نفسه من خطورة ابعادها وتداعيات نتائجها عليه جعلته ينزح عنها ويبتعد عن مضاعفاتها, واذا لم بنادر فوراً الى منع حدوث الاسوأ, وهو في اعتقادنا سيطرة "حزب الله" والحرس الثوري الايراني على كل مفاصل الدولة بما فيها الجيش والمؤسسات الدستورية, فان القوى الديمقراطية الحاكمة (14 آذار) الان ستسقط وسيجري التنكيل بها بحيث تصبح اي عملية انقاذ من المجتمع الدولي لهذا البلد فيما بعد امراً مكلفاً جداً اذا لم يكن مستحيلاً

 

تفجير حافلة الجيش في طرابلس بين مطرقة التكهنات وسندان الاستحقاقات

مخاوف لبنانية من الاستثمار السياسي للرسائل الدموية

بيروت ¯ "السياسة":

لا يختلف اثنان في لبنان على ان انفجار حافلة الركاب في شارع المصارف في طرابلس يوم الاربعاء الماضي والتي اودت بحياة 14 شخصا و45 جريحا, هي رسالة دموية جدا في لبنان, لكن الاختلاف قد يظهر على الجهة المرسلة والجهة المرسل اليها.

منذ اللحظة الاولى لدوي الانفجار في عاصمة الشمال اللبناني, انهالت الاسئلة من كل حدب وصوب عن اهداف الانفجار ومضمون الرسالة التي يحملها.

ومنذ اللحظة الاولى التي تبين فيها حجم الكارثة التي خلفها الانفجار في عدد ضحاياه, ظهر الخوف من ان يكون مسلسل التفجيرات قد استؤنف وانه يهدد الامن والاستقرار الذي بدا يعود الى لبنان. الا انه عندما تبين ان المستهدف من الانفجار هو الجيش اللبناني, تغيرت الحسابات وانفتح باب التكهنات على احتمالات اضافية تزيد من التوتر والهواجس. لماذا طرابلس تحديدا? ولماذا الجيش بالذات? ولماذا في هذا الوقت خصوصا?

في محاولة الاجابة على الاسئلة المتكاثرة, لا بد من تعداد جملة احداث ومحطات ووقائع سبقت الانفجار الدموي, وربما كانت تقدم مؤشرات كافية بشان وجود عوامل كثيرة تمهد لحصول اختراق امني في لبنان, وطرابلس تحديدا, من دون توقع نوع هذا الاختراق وحجمه, ومن ابرزها:

* التوتر الامني الدائم في مدينة طرابلس منذ 7 مايو الماضي الذي تزامن مع اجتياح "حزب الله" للعاصمة اللبنانية بيروت, والذي ترجم بعودة المعارك بين مناطق القبة والتبانة والمنكوبين ذات الاغلبية السنية مع منطقة جبل محسن ذات الاغلبية العلوية التي تحتسب في خانة القرار السوري من حيث الانتماء السياسي والقرار والتبعية الامنية, والطائفية والسياسية.

* الانفجار المجهول الذي وقع في 26 يونيو الماضي في منطقة باب التبانة داخل احد المباني والذي لم تتضح طبيعته واهدافه واسبابه, برغم ان التحقيقات اثبتت انه عبارة عن عبوة ناسفة ربما كان يجري تحضيرها تمهيدا لوضعها في مكان ما.

* العبوة التي انفجرت في موقع الجيش اللبناني في منطقة العبدة في عكار الملاصقة لمخيم نهر البارد على بعد نحو عشرين كيلو مترا الى الشمال من مدينة طرابلس, حيث كان الجيش اللبناني خاض معارك عنيفة مع تنظيم "فتح الاسلام" الذي كان يسيطر على المخيم وتمكن الجيش بعد نحو ثلاثة اشهر من القضاء على هذا التنظيم و"معظم قياداته" بينما تمكنت مجموعة اخرى من الفرار, في حين بقي مصير زعيم التنظيم شاكر العبسي مجهولا بعد ان تبين ان جثته غير موجودة بين الجثث التي عثر عليها داخل المخيم.

* حادثة مدخل مخيم عين الحلوة عندما قتل عناصر حاجز الجيش احد الاشخاص الذين لم يمتثلوا لتعليمات عناصر الحاجز وتبين انه كان يزنر نفسه بحزام ناسف.

* تكرر بيانات التهديد التي صدرت باسم تنظيم "فتح الاسلام" او باسم زعيمه شاكر العبسي والتي تهدد الجيش بالانتقام.

* تزايد موجة التسلح في شمال لبنان وخصوصا طرابلس بحكم استمرار المناوشات بين جبل محسن والتبانة والقبة, وتقطع الاشتباكات بينها.

* تصاعد وتيرة التحركات للافراج عن الموقوفين الاسلاميين لدى الجيش اللبناني بتهمة الانتماء الى فتح الاسلام او القاعدة, والذين القي القبض عليهم منذ شهر فبراير من العام الماضي بناء على اشارة من الاجهزة الامنية في المملكة العربية السعودية عن وجود شبكة ناشطة ل¯ "القاعدة" في طرابلس ومرتبطة بمجموعة تم تفكيكها في المملكة. اضافة الى من القي القبض عليهم اثناء معارك مخيم نهر البارد التي اندلعت شرارتها في يونيو من العام الماضي. وياخذ هؤلاء على الجيش انه لم يتخذ الاجراءات القانونية في التوقيف والتي تفترض احالة هؤلاء الموقوفين الى القضاء اللبناني لمحاكمتهم واصدار الاحكام على من تثبت ادانته والافراج عن الابرياء منهم, خصوصا ان الجيش بدا يفرج عن بعضهم تباعا بعد سنة ونصف السنة من التوقيف, بعد ان تبين ان لا علاقة لهم بالتهم الموجهة اليهم.

اما في السياسة, فان الحدث الامني في طرابلس جاء وسط مجموعة كافية من المحطات السياسية المهمة والتي يمكن تفسير الربط بينها في مختلف الاتجاهات, ومن ابرزها:

* نيل الحكومة اللبنانية الاولى لعهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان الثقة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة.

* عودة التوتر السياسي بسقفه العالي الذي ظهر في مناقشات الحكومة في مجلس النواب بين قوى "14 اذار" و"حزب الله", حين جرى التراشق بكل الاتهامات.

* بروز انتقادات لاذعة لمؤسسة الجيش اللبناني في مجلس النواب بتحميلها مسؤولية التراخي الامني في كل المناطق, وتعاملها مع الاشكالات الامنية بليونة في حين ان الامور تحتاج الى حزم, وخصوصا في طرابلس حيث تتكرر المعارك بين التبانة والقبة وجبل محسن, رغم انتشار الجيش الذي يكتفي بمراقبة المسلحين وهم يجولون في كل الاتجاهات من دون حزم لضبط الوضع الامني.

* استعداد الحكومة الجديدة لاجراء تعيينات امنية مهمة وفي مقدمتها تعيين قائدا جديدا للجيش الذي شغر رسميا بانتخاب قائده العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية, ويتولى رئيس الاركان اللواء شوقي المصري قيادته بالوكالة لكن قيادته ما تزال عمليا في عهدة الرئيس سليمان. وفي هذا السياق ثمة من يتحدث عن خلافات حادة تدور حول الاسم المرشح لمنصب قائد الجيش بين ثلاثة اسماء هم:

1.  مدير المخابرات الحالي في الجيش العميد جورج خوري الذي يرشحه الرئيس سليمان, ويعتبر من المقربين منه, ويعترض عليه رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية ل¯ "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع والعديد من قوى 14 اذار لاتهامه بالتقصير في التصدي ل¯ "حزب الله" في 7 مايو الماضي في بيروت.

2.  العميد جان قهوجي, الذي يرشحه رئيس كتلة "الاصلاح والتغيير" العماد ميشال عون, ويعترض عليه حزب الله الذي يحمله مسؤولية مباشرة في احداث الضاحية الجنوبية التي حصلت قبل اشهر بين الجيش ومسلحي الحزب, وادت الى مقتل وجرح العشرات عندما تصدت وحدات الجيش لمتظاهرين احرقوا اطارات وقطعوا الطرقات بحجة انقطاع الكهرباء.

3.  العميد ميشال المير الذي يرشحه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والقوى المسيحية في 14 اذار بدعم من تيار "المستقبل" ويعترض عليه "حزب الله" والعماد ميشال عون.

وفي مطلق الاحوال, فان اي مرشح لهذا المنصب يفترض ان يحظى بمباركة من الولايات المتحدة الاميركية اذ ان ثمة تفاهما بين مختلف القوى السياسية وتفهما بان الادارة الاميركية تملك حق "الفيتو" على اسم اي مرشح لمنصب قائد الجيش.

* زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى دمشق لعقد قمة لبنانية سورية مع الرئيس السوري بشار الاسد هي الاولى من نوعها, ويمكن وضعها في سياق تحول تاريخي في طبيعة العلاقة القائمة بين البلدين. لكن تزامن الانفجار في طرابلس مع هذه القمة حمل اكثر من تفسير:

1.  ان تكون سورية تريد الضغط على الرئيس سليمان للاختيار تحت الضغط بين ملف الامن المتوتر في لبنان وبين نوعية العلاقة بين لبنان وسورية.

2.  ان يكون خصوم سورية ارادوا ارباك الرئيس سليمان بانه لا يملك تفويضا بالبت بالملفات العالقة بين البلدين, خصوصا ان بعضهم يربط ذلك بظهور نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام على شاشة تلفزيون المستقبل التابعة للنائب سعد الحريري.

3.  ان يكون طرف ثالث لا يريد استئناف العلاقات بين لبنان وسورية واستعادة حيويتها, ويريد منع حصول اي تسوية للعلاقة بين البلدين.

وسط كل تلك التكهنات يبدو ان الاتجاه الواضح حتى الان ان انفجار طرابلس يحمل مؤشرات خطيرة حول مستقبل الوضع الامني في لبنان, وخصوصا في طرابلس التي تشهد منذ اكثر من ثلاثة اشهر توترا متصاعدا في الوضع الامني ويتخذ اشكالا مختلفة.

لكن الابرز في كل ذلك التسخين الامني في لبنان ما رددته مصادر شبه رسمية ل¯"السياسة" انه قد يكون يحمل بصمات "العرقنة" ولو جاء من باب العمليات الانتقامية الثارية من الجيش اللبناني الذي كان قضى على العديد من خلايا التنظيمات الاصولية المرتبطة باشكال مختلفة بتنظيم القاعدة, وانه ربما يكون احدى تلك الحلقات التي بدات مع اغتيال مدير العمليات في الجيش اللواء فرانسوا الحاج قبل نحو سنة اثناء توجهه من منزله الى عمله في وزارة الدفاع اللبنانية في اليرزة.

ووفقا لتلك المصادر, فان المخاوف الامنية تتزايد بشان عودة النشاط الى تلك الخلايا التي كانت نائمة بعد معارك مخيم نهر البارد, وان بعض الذين تمكنوا من الفرار من المخيم هم الذين يتولون الان تنظيم المجموعات والخلايا ووضع خطتها ويستفيدون في ذلك الاجواء المشحونة في طرابلس وموجة التسلح الجارية.

لكن مصادر اخرى استبعدت نظرية مسؤولية التنظيمات الاصولية عن الانفجار-المجزرة, خصوصا ان التوقيت يكاد يحدد الاهداف التي ليس للتنظيمات الاصولية اي ارتباط فيه, الا اذا كان هناك قرار بتوريط الاسلاميين في طرابلس من اجل الانقضاض عليهم بضربة قاصمة تلغي اي دور لهم بعد ان تعاظم حضورهم الاعلامي وجرى تضخيم حجمهم في المدة الاخيرة, وهو ما ترك مخاوف كبيرة محلية ودولية من انفلات الواقع الاصولي من قيوده.

في اعتقاد بعض المسؤولين اللبنانيين ان هناك من كانت له مصلحة بتفخيخ الشارع اللبناني بكمية كافية من الالغام السياسية والامنية التي يمكن استثمارها في الاستحقاقات المقبلة لبنانيا, واقليميا, ودوليا, ما يطرح علامات استفهام كبيرة بشان مستقبل الوضع اللبناني الذي كان يفترض ان ينعم باستقرار كاف ولفترة غير قصيرة بعد اتفاق الدوحة الذي انتج انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الاتحاد الوطني.

 

حزب الله" خائفٌ من وضع عون بأفق انتخابات 2009

نصير الأسعد

بعد مجمل التطوّرات التي عاشها لبنان في السنتين الماضيتين، تنقل أوساط مطلعة متابِعة عن "حزب الله" خوفه من الوضع الذي آل إليه الجنرال ميشال عون و"التيار الوطني الحر" على المستويين التنظيمي والسياسي. وليس خافياً أنّ مصدر هذا "الخوف" هو أنّ الانتخابات النيابية العام المقبل ليس فقط ستحدّد من هو الفريق الأكثري الذي يُفترض أن يحكم، بل ستحدّد إلى حدّ كبير مصير البلد كياناً ودولة ونظاماً سياسياً، وستُحسم نتائج المعركة الانتخابية على الصعيد المسيحي. ذلك انّ ""المتبدّل" الرئيسي في الانتخابات المقبلة هو "الصوت المسيحي".

مشكلة أولى: بين التيّار و"الحلقة" الأضيق ضمنه

في هذا السياق، تفيد معطيات توافرت للأوساط المتابِعة أنّ التيار العوني واجه في الأسابيع الأخيرة ثلاث مشكلات رئيسية.

المشكلة الأولى داخل "التيار" نفسه، وقد "تفجّرت" في ضوء إعتماد عون تمثيل "التيار" في الحكومة بـ"الحلقة" الأضيق المقرّبة منه شخصياً وعائلياً. وقد أثار هذا الأمر "حساسيات" تنظيمية داخلية أتت تضاف إلى "الحساسيات" التي دفعت الجنرال في وقت سابق إلى تأجيل المؤتمر الحزبي حتى الخريف المقبل نظراً إلى الصراعات على القيادة.. تحت عباءة الجنرال.

.. وحساسيات نيابية وعلى صعيد الحلفاء

والمشكلة الثانية، تزامناً مع تشكيل الحكومة أيضاً، برزت داخل الكتلة النيابية. ذلك انّ اعتماد التمثيل الحزبي "الصرف" حرّك "حساسيات" نيابية معينة عبّرت عن نفسها داخلياً وفي الكواليس.

أمّا المشكلة الثالثة، ودائماً في مرحلة تشكيل الحكومة، فكانت على صعيد العلاقة مع بعض الحلفاء المسيحيين. لقد جرت المقارنة بين أداء "حزب الله" حيال حلفائه وأداء عون تجاه حلفائه. "حزب الله" اكتفى بوزير واحد له ووزّر درزياً من "المعارضة" هو طلال أرسلان وشيعياً من "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، في حين حصر عون التمثيل الماروني "المعارض" به ولم يوزّر أيّاً من "موارنة المعارضة".

الجنرال في خطابَي 2005 و2008

وفي اعتقاد الأوساط المتابِعة أنّ هذه المشكلات الثلاث ذات الطابع "التنظيمي" أو "التنظيمي ـ السياسي" المختلط، تضافُ إلى المشكلة الأصلية، السياسية، أي المتعلّقة بالخطّ السياسي الذي ينتهجه الجنرال. في جلسات مناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب الأسبوع الفائت، بدا الجنرال ونواب "تكتل التغيير والاصلاح" بوصفهم فريقاً مسيحياً أو فريقاً في التمثيل السياسي المسيحي "غرباء" قياساً إلى المسائل الرئيسية التي يدور النقاش والسجال والصراع حولها في البلد، بل بدوا "غرباء" عن البيئة المسيحية التي يمثّلون أو التي يشاركون في تمثيلها.

بين خطاب عون في جلسة مناقشة بيان الحكومة السابقة في العام 2005 وخطابه في مناقشات 2008، ثمّة "تطوّر إلى الوراء". في خطاب 2005 طالب الجنرال الحكومة آنذاك بأن "تحدّد لنا الحدود اللبنانية بالضبط وما هي بقع الأرض غير المحرّرة حتى نعرف حدودنا والأراضي التي علينا تحريرها مع الظروف الموضوعية التي تجعل المقاومة تسلّم سلاحها إلى القوى المسلّحة اللبنانية، وهكذا تكون الدولة اللبنانية مسؤولة في صورة نهائية عن الأمن والدفاع عن الوطن".

في خطاب 2008 الأخير يقول إن "الشعب والجيش والمقاومة هوية دفاعية واحدة تتكامل على الأرض (..) وكل لبناني له الحق في أن يكون في المقاومة وله الحق في أن يتجنّد في الجيش النظامي (..) وبالإجمال إنّ الدول الصغيرة كلبنان لا يمكن أن تواجه بجيوش كلاسيكية (..) وبهذا المفهوم سندافع دوماً عن المقاومة وعن استراتيجية الدفاع لأنّها الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تؤمن لنا جزءاً من التكافؤ مع العدو الكلاسيكي الذي يواجهنا دائماً".

المسار الانحداري.. إلى "فلسفة المقاومة"

إذاً من المطالبة في الـ2005 بتحديد ظروف إنتهاء المقاومة كي تؤول مسؤولية الأمن والدفاع عن الوطن إلى الدولة، إلى "التنظير" في الـ2008 لاستمرار المقاومة والسلاح وللتوازي بين الجيش النظامي و"حرب العصابات"، وبينهما "وثيقة التفاهم" الموقّعة في شباط 2006 بين "التيار" و"حزب الله"، وبموجبها يغطي الأول سلاح الثاني إلى أمد غير محدّد، من الواضح انّ ثمّة مساراً انحدارياً من الدولة إلى الدعم المرحلي لسلاح "حزب الله" إلى تأييد هذا السلاح. والمرحلة الأخيرة ـ أي تأييد السلاح ـ تحصل بانتقال لافت من الدعم "السياسي" إلى تقديم "فلسفة المقاومة".

لا شك انّ هذا المسار الانحداري في الخطاب السياسي العوني ـ كما في الممارسة السياسية ـ بالنسبة إلى "المقاومة" و"سلاح المقاومة"، ليس عفوياً. إنه تعبيرٌ شديد الوضوح عن مسيرة "الاندماج" العوني بـ"حزب الله" وسياسته ومصالحه. إنه تعبير عن طريق لا رجعة فيها، أي غير قابلة لـ"المراجعة".

"حزب الله" وخوفه من تراجع عون مسيحياً

فمن جانب، لا بدّ انّ "حزب الله" شديد السعادة لأن طرفاً مسيحياً ليس فقط يدعمه ويغطيه بل يتولى "التنظير" عنه. لكن من حقّه أن يخاف ـ "حزب الله" ـ من وضع الجنرال مسيحياً لأن مصداقيّته استُنزفت على مدى السنوات الثلاث الماضية، تماماً لأن عون و"التيار الوطني الحرّ" غيّرا جلدهما أي غيّرا مبرّر وجودهما، ولأنّهما في حالة انحدارية تبعاً لذلك. ولا شكّ أنّ "حزب الله" ـ كما عون ـ يعرف أنّ الجنرال وتيّاره إكتسبا نسبةً عالية من التأييد المسيحي في إنتخابات العام 2005 في ظروف مختلفة وبخطاب آخر.. وأنّ العامل الرئيسي في التأييد المسيحي لعون آنذاك كان "التحالف الرباعي" وكان الخطاب المناهض لـ"حزب الله" و"التكليف الشرعي". ووفقاً لهذه المعاني جميعاً، فإنّ المشكلات الثلاث المشار إليها آنفاً، ذات الطابع "التنظيمي" أو "التنظيمي ـ السياسي" المختلط، إنما هي ـ بالمحصّلة ـ نتاج أزمة الخط السياسي العوني في البيئة المسيحية، وهي أزمةٌ لا يستطيع عون "معالجتها" بالهروب إلى عناوين بديلة أياً كانت.

..لكن لا بديل لكل منهما عن الآخروخوف "حزب الله" من وضع الجنرال و"التيار" يعني خوفه من نتائج الانتخابات النيابية المقبلة. وبما أنّ نتائج هذه الانتخابات تُحسم في الإطار المسيحي، فإنّ الحزب خائفٌ من تراجع عون في هذا الإطار. ذلك أنّ الانتخابات المقبلة كي تُسفر عن أكثرية نيابية يقودها "حزب الله" تفترض أن يزيد الجنرال نوّابه أو أن يحتفظ بعددهم الحالي على الأقلّ.. وكلّ المؤشرات معاكسة لذلك.

أمّا كيف سيواجه "حزب الله" خوفه هذا عندما "يترسّخ"، فتلك مسألةٌ لا بدّ من انتظار الجواب حولها. المؤكد أن لا بديل مسيحياً من عون بالنسبة إلى "حزب الله".. وقد ولّى إميل لحود. والمؤكد انّ عون في "جيب حزب الله".. و"الباقي" للمتابعة.

 

الرئيس السنيورة اختتم زيارة مثمرة اقتصاديا لمصر وعاد إلى بيروت

وطنية - 16/8/2008 (سياسة) عاد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، مساء اليوم إلى بيروت، بعد زيارة إلى مدينة الإسكندرية في مصر، دامت يوما واحدا، ورافقه فيها الوزراء: محمد شطح، ألان طابوريان ومحمد الصفدي، إضافة إلى المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك والمدير العام للمنشآت النفطية سركيس حليس، وعدد من المستشارين والخبراء.

وقد أنهى الرئيس السنيورة زيارته بجولة مباحثات أجراها مع نظيره المصري الدكتور أحمد نظيف، في مقر إقامته في فندق "فور سيزون" في مدينة الإسكندرية، تركز البحث فيها بشكل أساسي على الملفات الثلاثة التي حملها الرئيس السنيورة والوفد الوزاري المرافق، وهي ملف استجرار الطاقة الكهربائية عبر خط الربط الكهربائي الذي يبدأ في مصر ويمر بالأردن وسوريا وينتهي في لبنان، وعلم في هذا الإطار أن خط الربط السلكي بين هذه الدول قد انتهى وصله اليوم بخطوط الجر اللبنانية، وبالتالي بات من الممكن عمليا نقل الطاقة الكهربائية من مصر إلى لبنان عبر هذا الخط عندما يتم الانتهاء من إتمام التفاصيل النهائية للاتفاقات، والتي يفترض أن تنجز خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

أما الثاني فهو ملف نقل الغاز المصري إلى لبنان، وقد علم أيضا أن هذا الأمر بات ممكنا بعد أن تم إنجاز مد خط الأنابيب الذي كان ناقصا في سوريا، مما يعني أنه بالإمكان إنجاز التفاصيل النهائية بين الدول المعنية ومصر لكي يصل الغاز والكهرباء من مصر إلى لبنان.

أما الملف الثالث، فهو تدعيم العلاقات الثنائية عبر التبادل التجاري، وقد أبدى الجانب المصري إيجابية كبيرة في هذا المجال.

وكانت المباحثات في هذه الملفات الثلاثة، قد انطلقت بين الرئيس السنيورة ونظيره المصري الدكتور نظيف، في اجتماع ثنائي أتبع باجتماع موسع لبحث تفاصيل وآلية إنجاز هذه الملفات، حضره عن الجانب اللبناني الوزراء شطح وطابوريان والصفدي، إضافة إلى حايك وحليس، فيما حضر عن الجانب المصري وزراء: الكهرباء الدكتور حسن يونس، البترول المهندس سامح فهمي، التنمية الاقتصادية الدكتور عثمان محمد عثمان والتجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد.

مؤتمر صحافي

وفي ختام المباحثات، عقد الرئيسان نظيف والسنيورة مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله رئيس الوزراء المصري بالقول: "نرحب بالرئيس السنيورة وبلقائه معنا اليوم ومع الرئيس مبارك هذا الصباح، ونحن في البداية نبدي تهنئتنا لتشكيل الحكومة الجديدة وحصولها على ثقة البرلمان، ونتطلع إلى المرحلة القادمة لنجتاز فيها كل الأزمات ونتحول إلى مرحلة لالتقاط الأنفاس والبناء. وقد تحدثنا اليوم عن الدعم الكبير الذي تقدمه مصر للبنان في هذه الفترة في المجالات كافة، وكان تركيز على موضوع الطاقة على اعتبار أن هناك بالفعل مشاريع ثنائية وإقليمية للربط في مجال الطاقة سواء الربط الكهربائي ما بين دول شرق المتوسط أو خط الغاز العربي الذي يصل الآن إلى سوريا وهو في طريقه بإذن الله ليغذي لبنان. وقد اتفقنا أن يقوم الوزراء المختصون بالطاقة في الدول المعنية، خاصة مصر والأردن وسوريا ولبنان، بعقد اجتماعات في الأسبوع القادم لوضع اللمسات النهائية على خطة تنفيذ عملية الربط لتغذية لبنان بأكبر قدر ممكن من الطاقة حتى نستطيع أن نعوض ما فات ونملأ بعض الفجوات الموجودة في هذا المجال. مرة أخرى أرحب بالرئيس السنيورة وهو طبعا صديق عزيز وصاحب مكان وليس ضيفا".

الرئيس السنيورة

ثم تحدث الرئيس السنيورة فقال: "بداية أود أن أعبر عن سعادتي لأن أكون في جمهورية مصر العربية، وتحديدا في مدينة الإسكندرية، نحن ما زلنا في منتصف الطريق من المباحثات، لكنه كان يوما حافلا حيث بدأت الزيارة بلقاء كريم مع الرئيس حسني مبارك، الذي حملت له تحيات أخيه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتمنياته له ولجمهورية مصر العربية بكل التوفيق، وقد حملني الرئيس مبارك تأييده وسلامه إلى أخيه الرئيس سليمان والتأكيد على التعاون بين البلدين الشقيقين وبذل كل جهد ممكن من أجل تخطي كل الإشكالات، وتعلمون كم عانى لبنان من مشاكل على مدى هذه الفترة، وهو أبدى تأييده وسعادته لما تم في لبنان لجهة إنجاز تأليف الحكومة وحصولها على الثقة ومباشرتها العمل، وكما أعرب عن إدانته لما يجري من أعمال تخريبية وإرهابية في لبنان، وموقف مصر الحازم لجهة الدعم الذي تقدمه للبنان على كل الصعد السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، وهو سيستمر. وكانت بعد ذلك جولة أفق مع الرئيس مبارك حول كل الأمور المتعلقة بالعلاقات العربية العربية وكيفية معالجة المسائل والإشكالات التي تمر بها منطقتنا العربية في هذه الآونة وكيفية دعم لبنان في هذه المرحلة الدقيقة بالذات".

أضاف: "كما كانت مناسبة أيضا اليوم للبحث في ما يمكن لنا أن نتعاون بشأنه في موضوع الطاقة إلى جانب التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين، ونحن شديدو الحرص على هذا الأمر لأننا نؤمن بأن الباب الأساسي لتعزيز هذه العلاقات العربية هي في ربط المصالح الاقتصادية بين البلدين، ونعتقد أن موضوع الطاقة إن كان في الكهرباء أو ربط الغاز هو حقيقة ربط للمصالح وبالتالي يؤدي إلى منفعة مشتركة لجميع البلدان ولا سيما بين مصر ولبنان من جهة وأيضا بين مصر ولبنان والأردن وسوريا. لذلك أود أن أؤكد أننا نقوم بما ينبغي أن نقوم به من أجل التوصل إلى اتفاقيات محددة في هذا الشأن لكي يتمكن لبنان أن يعالج جزءا من المشكلة التي تراكمت لديه والتي تسببت بها الظروف التي مررنا بها في الماضي، وتلك الصدمات الكبيرة الآن الناتجة عن ارتفاع أسعار الطاقة في العالم. لذلك أود أن أعبر عن شديد اعتزازي اليوم بأنني في الإسكندرية وسعيد للمباحثات التي أجريتها مع الرئيس مبارك ومع الرئيس نظيف والوزراء المعنيين، والتي سنتابعها بكل التفاصيل للإسراع في إنجاز الاتفاق وبالتالي لكي تصل الطاقة المصرية إلى لبنان والتي تعبر عن دعم جمهورية مصر العربية، الشقيق الأكبر للبنان".

حوار

سئل الرئيس السنيورة: من خلال لقاءاتك مع المسؤولين المصريين، كيف ترى مصر المرحلة الجديدة في لبنان بعد الإعلان عن علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان؟

أجاب: "لا شك أن الخطوة التي تمت بعد زيارة الرئيس سليمان إلى سوريا واجتماعه إلى سيادة الرئيس بشار الأسد، هي خطوة على طريق مسار، هناك العديد من الأمور التي علينا أن نبحثها ونراجعها ونعمل من أجل تحقيقها، وأعتقد أن الإنجاز الذي تحقق بالاتفاق على التبادل الديبلوماسي هو خطوة هامة ومطلب لبناني قديم وتحقيقه يكون إن شاء الله من خلال جهد علينا أن نبذله خلال الأسابيع القادمة من أجل إنجازه، وعلينا أن نتابع الأمور الأخرى حتى تتحقق تدريجيا بعزيمة وأيضا بمنطلق أخوي، نحن شديدو الحرص على العلاقات اللبنانية - السورية الأخوية من باب العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل والندية والمصالح المشتركة. وأعتقد أن مصر والرئيس مبارك والرئيس نظيف يدعمون كل اتجاه يؤدي إلى تدعيم العلاقات العربية - العربية وأن هذه الخطوة كانت أيضا خطوة مهمة على الطريق الصحيح ولكن علينا أن نتابع الخطوات. وقد اجتمعت اليوم أيضا مع أمين جامعة الدول العربية عمرو موسى وكان تبادل للأفكار في هذا الشأن وللدعم الذي تبديه الجامعة في هذا الخصوص".

سئل: هل أنتم راضون عن نتائج لقائكم مع الرئيس مبارك وعن الوضع الأمني القائم في لبنان؟

أجاب: "لقد تباحثنا مع الرئيس مبارك في عدد من الأمور التي تتعلق بالعلاقات العربية - العربية وأيضا ما بين مصر ولبنان، والرئيس مبارك لا ينفك يعبر عن تأييده للبنان ودعمه له وتقديره للظروف الصعبة التي مر بها لبنان وما يزال، وبالتالي التأكيد على تقديم الدعم بأشكاله الدبلوماسية كافة، السياسية، العلاقات الدولية وأيضا الاقتصادية، وهذه الأمور تترجم بأشياء محددة، لذلك أنا أشعر وأؤمن شديد الإيمان بأهمية الدعم الذي تؤمنه جمهورية مصر العربية، بحكم كونها الشقيق الأكبر لكل الدول العربية وبالتالي حتما بالنسبة للبنان، وموقفها مشكور وسنتابع هذا الدعم. أنا ممتن لهذه الخطوات التي قمنا بها اليوم، وواثق أننا سنعمد إلى ترجمة حقيقية لربط المصالح ما بين لبنان ومصر من خلال هذا الربط الكهربائي والغاز، هذا هو ما يوثق حقيقة العلاقات ما بين الدول العربية وتحديدا ما بين مصر ولبنان، وأيضا بين مصر والأردن وسوريا ولبنان بشكل عام".

سئل: من المفترض أن ينطلق الحوار اللبناني ولا سيما حول علاقة الدولة بحزب الله، فهل من توضيح حول هذا الحوار وتوقيته؟

أجاب: "لا شك أن هذا الحوار هو جزء مما اتفق عليه في مؤتمر الدوحة وما عبرت عنه الحكومة في بيانها الوزاري والذي نالت على أساسه الثقة، وسيبادر الرئيس سليمان إلى الدعوة إلى مؤتمر الحوار تشارك فيه المجموعات التي شاركت في الحوار السابق والتي كانت قد توصلت إلى تفاهمات محددة، وهذا الأمر سيكون في أسرع وقت ممكن، والحوار سيتطرق إلى موضوع محدد وهو الإستراتيجية الدفاعية للبنان والتفاهم بشأنه والذي ينطلق أساسا من مبدأ احترام مرجعية الدولة اللبنانية ووحدتها والتأكيد على حماية لبنان والدفاع عنه في هذه المرحلة القادمة، وبالتالي سيكون للجامعة العربية مشاركة في ذلك، كما اتفق عليه في مؤتمر الدوحة، لا سيما أن مسألة الاستراتيجية الدفاعية ليست قضية لبنانية محض بل هي قضية عربية أيضا، وما يعاني لبنان منه هو مشكلة تتسبب بها إسرائيل التي احتلت جزءا من لبنان وتحتل أجزاء من سوريا ومن فلسطين وبالتالي هذه مسؤولية عربية لا بد من أن تكون هناك مشاركة عربية من خلال الجامعة العربية حتى نتوصل إلى توافق في هذا الموضوع، حيث سيتشارك الأطرف الذين شاركوا في الحوارات السابقة وأيضا بوجود الجامعة العربية".

سئل الرئيس نظيف: ما هو الدعم الذي يمكن لمصر أن تقدمه اليوم للبنان على الصعيد السياسي كما على الصعيد الإنمائي؟

أجاب: "أود أن أؤكد على حقيقة أن مصر تقف دائما إلى جوار لبنان، وهدفنا واحد هو الوصول إلى حالة الاستقرار التي سبق أن اعتدنا عليها، فشعب لبنان شعب واع وقادر على أن يصل إلى هذه المرحلة، نأمل أن تستمر المرحلة التي بدأت تبشر بالتوجه الصحيح، ونتمنى أن نقف إلى جوار لبنان في الجانب السياسي، وهذا أمر مفروغ منه، ولكن أيضا في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية وإعادة الإعمار، فمصر كانت حاضرة عندما تم الاعتداء الإسرائيلي على لبنان وعملنا يومها على إعادة الأمور إلى نصابها وسنكون دائما حاضرين سواء في إعادة البناء أو في تزويد لبنان بما يحتاجه من طاقة، والحوار مستمر دائما بيني وبين الرئيس السنيورة ولذلك نعتبر أننا في مركب واحد دائما ولبنان يستحق منا أن نقف بجواره حتى نعود نسعد به زاهرا إن شاء الله".

سئل الرئيس السنيورة: هل من معالم واضحة للاتفاق مع مصر بشأن استجرار الطاقة والغاز إلى لبنان، وهل من مواعيد محددة للبدء بهذه العملية؟

أجاب: "أعتقد أنكم ستجدون اجتماعات محددة خلال الأيام القليلة القادمة وهي ليست ببعيدة، هذا ما اتفقنا عليه وسيصار إلى ترجمته إن كان باتفاقات ثنائية أو بلقاءات على مستوى الدول الأربعة المشتركة في هذا الشأن، ونأمل أن نزف عما قريب إن شاء الله إلى اللبنانيين متى يمكن أن تصل الكهرباء والغاز من مصر إلى لبنان بشكل محدد".

مأدبة غداء

بعد ذلك أولم رئيس الوزراء المصري على شرف الرئيس السنيورة والوفد المرافق، حيث كان غداء عمل استكملت خلاله المباحثات، ثم عقد الوزراء أعضاء الوفد اجتماعات ثنائية مع نظرائهم المصريين لوضع اللمسات الأخيرة على ما تم الاتفاق عليه.

وعلم أن اجتماعات ثنائية ومكثفة ستعقد خلال الأيام المقبلة في بيروت والعواصم المعنية لوضع الأمور موضع التنفيذ.

مكتبة الإسكندرية

ثم زار الرئيس السنيورة والوفد المرافق مكتبة الإسكندرية حيث كانت جولة على أرجاء المكتبة رافقه فيها وزير التنمية الاقتصادية المصري الدكتور عثمان محمد عثمان ورئيسة قطاع العلاقات الخارجية في المكتبة السفير هاجر الإسلامبولي ورئيس قطاع العلاقات الخارجية سيد يحيى منصور. وقد اطلع الرئيس السنيورة على أقسام المكتبة وقام بجولة عليها خاصة الأقسام الإلكترونية والتاريخية، حيث عرضت نماذج أثرية من الحقبات الحضارية التي مرت على مصر ثقافيا وعمرانيا. وفي الختام، دون الرئيس السنيورة كلمة في سجل الشرف للمكتبة ثمن فيها أهمية إعادة إنشاء هذه المكتبة لما تمثله من خطوة حضارية وثقافية متقدمة في مصر والعالم العربي.

المغادرة

بعد ذلك توجه الرئيس السنيورة إلى مطار برج العرب في الإسكندرية مغادرا إلى بيروت، حيث كان في وداعه والوفد المرافق على أرض المطار، الوزير المصري عثمان.

 

محمد سلام محاضراً في الضنية: نواجه أعداء لبنان بالسياسة والوحدة

المستقبل - الاحد 17 آب 2008 - الضنية ­ "المستقبل"

شدد الزميل محمد سلام على أن قرار الدفاع عن لبنان أمر طبيعي، ومواجهة أعدائه بالسياسة وبالوحدة والكلمة، وبالانتخابات المقبلة تحت قيادة سعد رفيق الحريري ضمن تحالف قوى 14 آذار، لإقامة الدولة بكل مؤسساتها. وتحدث سلام في الندوة التي نظمها تيار المستقبل في الضنية بعنوان "لبنان وتحديات المستقبل" في قاعة الصديق في بلدة سير بحضور النائبين أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز، منسق تيار المستقبل في الضنية نظيم الحايك، ومنسق المنية عامر علم الدين، رئيس صندوق الزكاة الشيخ محمد جبارة، أمين عام المنتدى الثقافي زياد جمال الى رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من أبناء الضنية.

بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء وترحيب من محمد حندوش، دان الحايك جريمة التفجير التي وقعت في طرابلس، مؤكداً أن قوى الظلام تريد تركيع وتطويع المدينة وأهلها. من أجل ذلك سنظل واقفين ولن نترك الساحة لهم ولن نسمح بتغيير المعادلة التي أسس لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في طرابلس والضنية ­ المنية، كما في عكار وسائر المناطق التي ترفع راية الحق والعدل. وقال: "لا حل إلا بقيام الدولة ونهضة المؤسسات لتكون الحاضن الأول والأخير لجميع أبناء الوطن". رافضاً "محاولات الإرهاب الفكري بعد الإرهاب الأمني والذي يعبر عن إفلاس سياسي، لا يواجه الكلمة بالكلمة بل الكلمة بالشتيمة".

سلام

واستهل سلام ندوته شاكراً لتيار المستقبل في الضنية وأكد على "حتمية المواجهة مع جحافل المشروع الفارسي الذي وجه سلاحه الى صدورنا، كي يحمي سلاح الغدر، وأن من يغدر بنا مرة يمكن أن يغدر ألف مرة".

وقال: "لقد أرادوا استخدامنا في إسقاط مشروع الدولة، عبر دفعنا الى صدام مع الجيش".

وطرح معادلة: "من ليس لأهله، ليس لربه" رافضاً "السعي الى تنفيذ مؤامرة فرسنة لبنان".

أضاف: "صحيح أرادوا إسقاط بيروت، لكن القلعة فيها "طريق الجديدة" بقيت صامدة ومن له قلعة يستطيع مع بقية القلاع أن يستعيد مدينته يوماً، لذلك من قمم الضنية التي تحمي لبنان من جحافل فارس أقول لكم إن الوطن لم ولن يسقط بأمثالكم من الرجال وبزغاريد أشرف النساء، طرابلس لن تسقط هي عاصمة بعد بيروت، ولن نسمح لبقايا نظام مخابرات أمني باضطهاد شبابنا في أي منطقة من الوطن ولبنان لن يسقط وعلينا حتمية المواجهة بالسياسة والأقلام والأوراق كتيار سياسي رائد وبالميدان نواجه كطائفة سنية كيانية موحدة". تابع سلام: "بعد مجزرة طرابلس لن ينجح خبيث أو خسيس في جرنا الى صراع مع الجيش، أو حتى الى صراع في صفوفنا، كما لن ينجح الخبيث في استيلاد مؤامرة جرود الضنية مجدداً، نحن قررنا أن ندافع عن لبنان ونواجه أعدائه بالسياسة، وبالوحدة والكلمة الحقة، وبالانتخابات المقبلة نواجه تحت قيادة سعد رفيق الحريري ضمن تحالف قوى 14 آذار ليتحقق الانتصار السياسي الكامل وإقامة الدولة بكل مؤسساتها. كما أننا نواجه نحن اللبنانيين على قاعدة أننا طائفة لا يصدر عنها أي اعتداء على أحد لذلك لن تقبل أن يعتدي عليها أحد مهما كان شأنه".

وختم بالتأكيد على "وجوب أن تستمر قوى 14 آذار متماسكة وأكثر قدرة على العمل وبخاصة في الانتخابات المقبلة وغير مسموح لهذه القوى بأن لا تكون معاً. لأن المهمة لم تنجز كاملة بعد".

وجرى حوار مفتوح مع الحضور سلم بنهايته تيار المستقبل درعاً تقديرية للضيف.

 

صفير رأس قداس انتقال العذراء وسألها الثبات في الايمان وتوطيد المحبة

حرب: إحالة ملف المفقودين على لجنة مشتركة كلام قديم ولا يشكل حلاً

معوض: ثمة طرف يحاول فرض إرادته بالعنف الكلامي أو المسلح

المستقبل - الاحد 17 آب 2008 - الديمان ـ "المستقبل"

سأل البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير العذراء مريم في عيد انتقالها "ان تستمد لنا الايمان والقناعة بما قسم الله لنا من نصيب، واحترام قواعد الحياة في كل مظاهرها وتوطيد المحبة في قلوبنا لبعضنا البعض ولوطننا الذي يجب أن نبحث عما يمكن أن نعطيه من وقت وجهد وتعب".

ترأس صفير اول من أمس قداس عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، وعاونه المطرانان شكر الله حرب ورولان ابو جودة والمونسينيور فيكتور كيروز. وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى صفير عظة روحية بعنوان "يا سلطانة الانتقال، صلي لأجلنا" تناول فيها فضائل السيدة مريم العذراء ومعاني العيد وهو من الاعياد المسيحية الكبرى.  وقال: "ان عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء له مدلول خاص في هذه الايام التي بات الناس فيها لا يؤمنون الا بما يشاهدون ويلمسون. انها ام المؤمنين، ومحاميتهم لدى ابنها الديان العادل. انها قدوتهم في ممارسة الفضائل المسيحية من طهارة، وقناعة، وصبر على المحن والتجارب، وهي مثالهم الاعلى في التمسك بالايمان بابنها يسوع ... فلنلتفت اليها في يوم عيدها، ولنسألها ان تستمد لنا من ابنها الوحيد الثبات في الايمان المسيحي، والقناعة بما قسم الله لنا من نصيب في دنيانا، واحترام قواعد الحياة في كل مظاهرها، وتوطيد المحبة في قلوبنا لبعضنا البعض، ولوطننا، فلا نبحث عما باستطاعتنا ان نأخذ منه، بل بما باستطاعتنا ان نعطيه من وقت وجهد وتعب، ولنسألها ان تشفع بنا لدى ابنها ولنقل لها مع الكنيسة: يا سلطانة الانتقال: صلي لاجلنا".

بعد القداس، استقبل صفير المشاركين في الذبيحة الالهية والمهنئين بالعيد.

حرب

والتقى بحضور المطرانين حرب وابو جودة، النائب بطرس حرب الذي قال: "نزور صاحب الغبطة كلما جاء الى الشمال لنضع أنفسنا بتصرفه، فالبطريركية المارونية مرجعية لنا جميعا نظرا الى دورها الوطني والروحي، وكانت مناسبة بحثنا خلالها في القضايا التي يعيشها لبنان وأبرزها الاجواء السائدة، لاسيما اجواء المناقشات التي جرت في المجلس النيابي والشواذات الكبيرة التي حصلت والتي تتعارض كليا مع تقاليدنا وتراثنا الديموقراطي. وبحثنا ايضا في نتائج زيارة فخامة الرئيس الى سوريا والتي كنا نعوّل عليها ان تعطي ثمارا أكثر مما أعطت. واللبنانيون كانوا يأملون بالاضافة الى إنجاز عملية إقرار التمثيل الديبلوماسي، الذي هو إنجاز وخطوة جيدة، ان يعود فخامة الرئيس وفي جعبته أكثر بكثير مثل إقرار الملف المتعلق بالمفقودين والمعتقلين في سوريا، لأن لهذا الملف طابعا انسانيا قديما جدا، ولا يجوز ان يبقى مستمرا، والكلام عن إحالته الى لجنة مشتركة لبنانية ـ سورية للبحث فيه نعرف أنه كلام قديم وليس جديدا ولا يشكل حلا لهذه المسألة، وهذا يعني ان معاناة أهل المفقودين ستبقى مستمرة الى يوم قد يكون بعيدا".

أضاف: "كنا ننتظر ايضا من الزيارة ان يتمكن فخامة الرئيس من العودة وبيده قرار سوري، بالموافقة على بدء ترسيم الحدود ولاسيما في مزارع شبعا وليس تأجيل هذا الملف، لاننا نعرف ان القضية اصبحت معروفة، فاسرائيل تقول انها تقبل بالكلام حول الانسحاب من مزارع شبعا اذا عرفت حدودها واصبح فيها اعتراف بأنها لبنانية، والامم المتحدة تقول انها لا تستطيع الدخول الى منطقة لا حدود لها، ولا نعرف متى تقر ملكية هذه الارض، وبالتالي فان هناك حاجة الى أن تبدأ عملية الترسيم لتسهيل وضع المزارع ووضعها تحت إشراف الامم المتحدة بانتظار استكمال عمليات الترسيم والمباحثات السياسية حتى تنتقل السيادة على هذه المزارع الى السلطة اللبنانية. وطالما اننا لا نوافق على ترسيم حدود هذه المزارع من الاحتلال فمعنى ذلك اننا غير موافقين على تحرير المزارع من الاحتلال، فاذا كنا نتطلع الى الهدف الكبير الذي هو تحرير الارض فعلينا الموافقة على ترسيم الحدود، ولهذا نحن نستغرب الموقف السوري من هذا الموضوع، ونأمل ان تقول سوريا موقفها، وكلنا يعلم ان مصلحة سوريا في هذا الموضوع لا تلتقي مع مصلحة لبنان لان لسوريا منظارا خاصا مرتبطا بكيفية ترسيم حدودها مع اسرائيل، وهذا هو السبب، ان المصالح اللبنانية ـ السورية لا تلتقي حول هذه المواضيع. ونأمل ان تصل المفاوضات السلمية السورية ـ الاسرائيلية الى حل ما لأنه في هذه الحالة تصبح هناك إمكانية لكي تبدل سوريا موقفها وتعطي موافقتها على ترسيم الحدود في مزارع شبعا ويسترد لبنان بالتالي هذه المزارع ويعيدها الى السيادة اللبنانية".

الخوري

ثم استقبل صفير رئيس "مركز شبل عيسى الخوري للخدمات الاجتماعية" روي عيسى الخوري الذي قال: "ان الزيارة هي لتقديم التهاني لصاحب الغبطة بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد، وهناك غصة في هذا العيد بعد المجزرة الاخيرة في طرابلس، واننا ندعو الدولة الى التشدد في معاقبة الفاعلين وتنفيذ عقوبة الاعدام بحق المرتكبين، هؤلاء الذين يقومون بفعلتهم بكل برودة أعصاب".

واعتبر "ان البطريرك صفير مع التشدد في تطبيق القوانين لحماية الناس والحفاظ على حياتهم خصوصا وان الدولة كما يقال هي "رب ثان على الارض"، ونحن ندعو الى الالتفاف حول رئيس الجمهورية لان في ذلك الحل الوحيد لخلاص لبنان واللبنانيين".

معوض

كما التقى صفير عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض وعقيلته ماريال واستبقاهما الى مائدة الغداء.

وقال معوض: "كانت زيارة عائلية لمناسبة عيد السيدة العذراء، وكانت فرصة تداولنا خلالها في المستجدات على الساحة اللبنانية، ومن الطبيعي ان نتناول ما حصل في طرابلس والذي نعتبره جريمة ارهابية تحصد مجددا مواطنين مدنيين وعسكريين لا علاقة لهم بالسجال السياسي في البلد، وليس واضحا بعد من المسؤول عن هذه الجريمة، ولكن الواضح ان المستهدف الاول هو المؤسسة العسكرية، من نهر البارد وما تلاه من أحداث يبدو ان هذه المؤسسة مستهدفة بكيانها وعبرها الدولة والشرعية وإمكانية بناء الدولة الفعلية، كما من الواضح ان مدينة طرابلس مستهدفة ايضا، وهذه المدينة تعاني من نهر البارد الى احداث التبانة والجبل الى محاولات الخرق المالي والامني، وكأن المطلوب محاسبة هذه المدينة بسبب مواقفها السيادية والحاسمة مع الشرعية ومع الدولة".

أضاف: "كذلك تداولنا في ما حصل في المجلس النيابي خلال المناقشات وهو أمر مؤسف لما وصلت اليه بعض المستويات في المناقشات، وقد سمعنا عبارات لم نألفها، وهذا دليل جديد على ان المشروع الذي سيقدمه "حزب الله" للبنانيين هو مشروع لا يشبه التكوين اللبناني ولا القيم اللبنانية ولا التراث، ولسوء الحظ لقد قال أحد النواب "اذا أردتم الحديث عن "حزب الله" عليكم "تنظيف نيعكم". واني أطرح هنا السؤال اذا كانوا أقلية وعندما نختلف معهم يجتاحون بيروت، فكيف اذا اصبحوا أكثرية لا سمح الله فماذا سيفعلون بالبلد؟ وماذا سيفعلون بالمواطن؟ وبالحريات؟ وبالديموقراطية؟ هذا كلام مرفوض وخصوصا عندما يأتي من نائب في المجلس النيابي بقي مقفلا 22 شهرا، وعندما يفتح على هكذا مستويات فهذا دليل جديد على ان هناك طرفا في لبنان لا يؤمن بالديموقراطية ولا بالتعددية بل يحاول فرض ارادته على اللبنانيين بالعنف الكلامي او بالعنف المسلح وفرض رأيه وثقافته الحديدية الشمولية".

وعن نتائج القمة اللبنانية ـ السورية، قال: "ان ما حصل يشكل خطوة الى الامام، ونحن نقول منذ البداية ان هدفنا ليس خلق حالة عدائية مع سوريا بل إصلاح العلاقات اللبنانية ـ السورية لتصبح علاقة طبيعية بين جارين عندهما مصالح مشتركة، وإقرار العلاقات الديبلوماسية هو أول خطوة إيجابية بعد الانسحاب السوري من لبنان، وطبعا انها في حاجة الى استكمال، وهذه المرة الاولى منذ خمسين عاما يعترف النظام السوري بالكيان اللبناني، والمطلوب المزيد من الخطوات للوصول الى علاقات طبيعية، ويجب ضبط الحدود، وعدم تصدير الارهاب والسلاح، وإنهاء ملف المعتقلين في السجون السورية، وتكوين لجان على هذا الصعيد لا يكفي، بل المطلوب الاعتراف بالحقيقة ومعالجتها للوصول الى مصالحة فعلية بين الشعبين، وقوى 14 آذار قدمت مذكرة في هذا المجال لتعود العلاقات اللبنانية ـ السورية الى طبيعتها ونديتها وتحترم سيادة البلدين واستقلالهما والخطوة التي تحققت إيجابية".

زوار

واستقبل صفير امس متروبوليت جبل لبنان وجبيل لطائفة الروم الارثوذكس المطران جورج خضر، وعرض معه للتطورات المحلية، واستبقاه الى مائدة الغداء.

كما التقى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نعمة الله أبي نصر وعقيلته، ثم النائب فؤاد السعد، فالنائب جواد بولس.

وتابع مواضيع اغترابية مع وفد اغترابي من جزيرة كايان الفرنسية برئاسة ميشال شعيا الذي أوضح ان الوفد عرض مع البطريرك "كيفية تعزيز الحياة الروحية للموارنة الموجودين في تلك المقاطعة الفرنسية من خلال وجود كاهن ماروني دائم لخدمتهم". ودعا الى "توحيد طاقات المغتربين الموارنة وتنظيم دورهم من خلال المؤسسة المارونية للانتشار والرابطة المارونية".

وأبدى البطريرك تقديره لهذا الاهتمام ووعد بالمتابعة مع المعنيين من المسؤولين في المؤسسة المارونية للانتشار والرابطة المارونية، ومع الزائر الرسولي على موارنة اوروبا المطران سمير مظلوم.

وزار الديمان الوزير السابق ابراهيم الضاهر، ثم مدير صندوق التعويضات لأفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة جورج صقر الذي طلب بركة البطريرك بعد تعيينه أخيرا.

وعرض صفير للوضع المصرفي العام في لبنان مع المدير الاقليمي لبنك عودة في كسروان جورج سايس ترافقه منى عون وبيار وازن.

كما استقبل المدير العام السابق لوزارة الزراعة لويس لحود، الدكتور نبيل حكيم على رأس وفد من حركة "لبنان الكيان" ضم جوزف جعجع وسعود ابو شبل، أطلعوه على ظروف انشاء الحركة وقدموا له ميثاق الحركة وبيانها التأسيسي طالبين بركته، ومؤكدين التزام الحركة الخط التاريخي للبطريركية المارونية والدفاع عن القيم والمبادىء التي قام عليها لبنان.

 

"تبادل العلاقات اعتراف سوري بدولة لبنان"

إده: استثناء مزارع شبعا من الترسيم حجة لعدم مقاربة سلاح "حزب الله"

وصف عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده إعلان تبادل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، بأنه "اعتراف سوري رسمي بالدولة اللبنانية". واستغرب أن يكون "الطرف اللبناني قد وافق على الإبقاء على المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري وعلى عدم إعادة النظر بالاتفاقات الثنائية"، معتبراً أن "استثناء حدود مزارع شبعا من الترسيم هو لإبقاء حجة عدم مقاربة موضوع سلاح "حزب الله" قائمة". وقال في بيان أمس: "إن النتيجة الايجابية الملموسة الوحيدة التي أسفرت عنها القمة الرئاسية اللبنانية ـ السورية، هي الإعلان الرسمي المشترك عن نية البلدين تبادل العلاقات الديبلوماسية في ما بينهما". وأشار الى أن "هذا الإعلان الرسمي يشكل في حد ذاته اعترافاً سورياً رسمياً وفقاً للقانون الدولي بالدولة اللبنانية منذ إنشاء دولة لبنان الكبير في العام 1920".

وهنأ اللبنانيين بـ"تحقيق هذا المطلب التاريخي"، آملاً أن "تتم متابعة الإجراءات القانونية والإدارية الآيلة الى تنفيذ عملية تبادل العلاقات الديبلوماسية والقنصلية، وفقاً لأحكام اتفاقات فيينا بالسرعة اللازمة، وألا تضيع الأمور في متاهات الإدارات واللجان والتفاصيل البيروقراطية".

أضاف: "فوجئنا كسائر اللبنانيين بالنتيجة التي توصلت اليها القمة لناحية إحالة موضوع المعتقلين والمخطوفين اللبنانيين في سوريا، مجدداً على اللجان، وهي مقبرة المشاريع كما هو معلوم. كما فوجئنا بموافقة الطرف اللبناني على وضع موضوع المفقودين السوريين في لبنان على قدم المساواة مع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. فاللبنانيون المعتقلون في سوريا ليسوا مفقودين بل هم معتقلون في السجون السورية لأسباب سياسية، وليس صحيحاً أن الموضوع ينحصر بمفقودين ومسجونين بأحكام قضائية، كما قال الوزير (وليد) المعلم، وأن "أمر المفقودين يتطلب نبش القبور". وأوضح أن "الموضوع يتعلق بمعتقلين سياسيين لبنانيين في سوريا وليس مفقودين أم محكومين بجرائم عادية ومن السهل جداً على السلطات السورية مراجعة لوائح المعتقلين السياسيين في سجونها لبيان مصير اللبنانيين الموجودين فيها، لا سيما أن الأسماء معلومة ولدى معظم أهاليهم معلومات عن أماكن اعتقالهم ولا حاجة، بالتالي، الى نبش المقابر، كما يقول الوزير السوري".

وأسف "لأن يكون الطرف اللبناني قد وافق على مطلب سوريا و"حزب الله" لناحية إحالة موضوع ترسيم على اللجان كذلك، واستثناء حدود مزارع شبعا من الترسيم بسبب لم يعد يخفى على أحد، وهو إبقاء الحجة لعدم مقاربة موضوع سلاح "حزب الله" قائمة. هذا فضلاً أن التعليل السوري لهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، فترسيم الحدود في مزارع شبعا ممكن تماماً بواسطة الخرائط وبوجود الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية، وهذه الخرائط موجودة منذ زمن، وإن فريق الأمم المتحدة قد أنجز معظم العمل المطلوب، ولم يعد يبقى على سوريا سوى الموافقة رسمياً على الترسيم، علماً أن هذا الترسيم هو خطوة أساسية في سبيل تحرير الأ رض التي ما زالت تحتلها إسرائيل، لو كانت سوريا ترغب فعلاً في هذا التحرير".

ورأى أن "من المستغرب أن يكون الطرف اللبناني قد وافق، إذا صحت المعلومات الصحافية، على الإبقاء على المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري وعلى عدم إعادة النظر بالاتفاقات الثنائية التي فرضت على لبنان تحت الاحتلال، في حين أن هذا الأمر يتناقض كلياً مع إقامة علاقات ديبلوماسية متوازنة وسليمة بين الطرفين، لا بل إن بقاء المجلس وبعض تلك الاتفاقيات على حالها، إنما يعطل الفائدة من التبادل الديبلوماسي والقنصلي بين البلدين"، لافتاً الى أن "كل ذلك لا يجعلنا نتفاءل كثيراً بمستقبل العلاقات اللبنانية ـ السورية".

 

تقرير أوروبي عن حال "المعارضة" في المرحلة المقبلة: تريد التسلّط وعون يراهن على "انتصار ايراني"

المستقبل - الاحد 17 آب 2008 - أكد تقرير جديد وضعه فريق عمل أوروبي ان المعارضة أثبتت، من خلال ممارساتها وأعمالها، أنه ليس لديها برنامج حكم بل ان لديها برنامج تعطيل وتسلط، وهي تتصرف عموماً كأنها جزء من النظامين السوري والايراني وليست جزءاً من النظام الشرعي اللبناني، اذ انها حريصة على تأمين مصالح السوريين والايرانيين الحيوية والاستراتيجية أكثر مما هي حريصة على تأمين المصالح الاساسية للبنانيين، وعلى تعزيز الدولة ومؤسساتها الشرعية وابقاء لبنان آمناً ومستقراً وفي منأى عن الأخطار الداخلية والخارجية، وكشف تقرير آخر اصدرته مجموعة النزاع الدولي "ان العماد ميشال عون يراهن على انتصار ايران في معركتها مع الدول الكبرى المتعلقة ببرنامجها النووي وأنه يأمل في أن يحقق له هذا الانتصار الايراني مكاسب سياسية تعزز مواقعه في الساحة اللبنانية نتيجة تحالفه الوثيق مع حزب الله".

هذا التقويم الصريح لواقع المعارضة اللبنانية أورده في تقرير غير معد للنشر فريق عمل ينتمي الى دولة اوروبية بارزة ويضم ديبلوماسيين وخبراء في شؤون لبنان وسوريا. وقد ركز هذا التقرير الأوروبي على الأمور والمسائل الأساسية الآتية التي تكشف طبيعة المعارضة اللبنانية وأهدافها وتوجهاتها:

أولاً، فشلت المعارضة اللبنانية في انهاء حكم الغالبية النيابية والشعبية وتسلم السلطة فعلياً على رغم من استخدامها السلاح ووسائل العنف والترويع المختلفة، وعلى رغم من الضغوط الكبيرة والمتنوعة التي مارستها منذ خريف 2006 على القوى الاستقلالية وقياداتها بدعم وتشجيع ومشاركة مباشرة او غير مباشرة من دمشق وطهران. واضطرت المعارضة، نتيجة عوامل داخلية واقليمية ودولية، الى تقبل قيام تركيبة سلطة جديدة تتكون من رئيس توافقي لم يكن خيارها الأول وليس مرتبطاً بها وبمواقفها هو العماد ميشال سليمان الاستقلالي التوجهات، وتتكون أيضاً من رئيس حكومة هو فؤاد السنيورة الذي سعت خلال اكثر من عامين الى اسقاطه وازالته من المشهد السياسي. وقد شاركت المعارضة في حكومة الوحدة الوطنية لأنها أدركت أساساً ان استخدامها السلاح ووسائل العنف لن يحقق لها مكاسب في الانتخابات النيابية المقبلة في ربيع 2009 بل يضعف الى حد كبير حظوظها في أن تصبح غالبية نيابية. في المقابل تمكنت القوى الاستقلالية التي يمثلها فريق 14 آذار من تأمين انسحاب القوات السورية، ومن تشكيل المحكمة الدولية بقرار صادر عن مجلس الأمن، ومن ضمان حماية دولية وعربية ليس لها سابق للبنان المستقل السيد، ومن ايجاد رأي عام استقلالي قوي وواسع يشمل مختلف الطوائف. كما ان صمود الغالبية الاستقلالية أمام الهجمات المختلفة أضعف نظام الرئيس بشار الأسد وزاد من الضغوط الدولية والعربية عليه.

ثانياً، المعارضة ليس لديها، كسائر حركات المعارضة في العالم، برنامج حكم حقيقي مفصل ودقيق يتضمن اقتراحات محددة وواقعية ومدروسة وقابلة للتطبيق لادارة شؤون لبنان ولمعالجة مشاكله المعقدة بطريقة افضل ما فعلته وتفعله الغالبية.

بل أظهرت التجربة ان المعارضة لديها برنامج تعطيل وتسلط اذ انها هي التي قامت بتعطيل المؤسسات الشرعية واضعاف النظام الديموقراطي والدولة وسعت الى شل قدرة الجيش والقوى الأمنية على حفظ السلم الأهلي وحماية المواطنين واعتمدت منهج التهديد والتهويل والاملاءات وتصرفت كأن البلد ليس بلدها وكأن معاناة أبنائه ليست مسؤوليتها وكأنها تريد ان تجعل اللبنانيين يندمون على تمسكهم باستقلالهم وسيادتهم، وتريد ان تجعل اللبنانيين يندمون على تمسكهم باستقلالهم وسيادتهم، وتريد أن تدفعهم الى اليأس من دولتهم. وقد بدت المعارضة، وتبدو حتى الآن، مستعدة لتقديم كل التضحيات من اجل تسهيل تنفيذ اهداف سوريا وايران وتحويل لبنان ساحة مواجهة مفتوحة مع اسرائيل وأميركا ودول اخرى بما يهدد مصالح اللبنانيين الحيوية، وذلك من أجل تقوية مواقع النظامين السوري والايراني التفاوضية.

أي حكم تقيمه المعارضة؟

ثالثاً، استراتيجياً "حزب الله" الكبرى القاضية بتغيير طبيعة المجتمع اللبناني جذرياً وتحويل لبنان مجتمع حرب واقناع الغالبية الواسعة من اللبنانيين بأن المقاومة أهم من الدولة، هذه الاستراتيجيا فاشلة وغير قابلة للتطبيق وهو ما ستعكسه نتائج الانتخابات النيابية المقبلة. لكن الجانب الآخر من هذه الاستراتيجيا مستمر ما يشكل تهديداً جديداً لمصالح اللبنانيين بل لمصير البلد، اذ ان "حزب الله" قائد المعارضة يريد، من خلال تمسكه بسلاحه وبقرار الحرب، تحويل لبنان ساحة مواجهة مفتوحة امام كل الاحتمالات الخطرة لتعزيز مواقع السوريين والايرانيين التفاوضية وليس لتأمين مصالح اللبنانيين. كما ان "حزب الله" استخدم السلاح في الصراع السياسي الداخلي ولا يزال يلوّح باستخدامه لمحاولة ارغام مختلف الأطراف على تبني مواقفه وتوجهاته، اضافة الى ان المعارضة بقيادة "حزب الله" تعتمد لغة التهديد والتخوين في تعاطيها وجميع الذين يتمسكون باستقلال لبنان ويدافعون عنه ويدعون الى تعزيز الدولة ومؤسساتها ويعارضون تمسك الحزب وحده بقرار الحرب ويرفضون هيمنة السوريين والايرانيين على بلدهم ويحتمون بالشرعية الدولية وقراراتها وبدعم المجتمع الدولي والمجموعة العربية بهذا البلد.

رابعاً، تعطي تجربة المعارضة مع خصومها ومع الدولة والسلطة فكرة واضحة عن طبيعة الحكم الذي يمكن أن تقيمه في لبنان في حال حصلت على غالبية المقاعد النيابية في انتخابات ربيع 2009، وهو أمر مستبعد كلياً في تقدير الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين. فالمعارضة اللبنانية مصابة بمرض الأنظمة الديكتاتورية والأحزاب الشمولية. اذ انها تتهم كل من يخالفها الرأي بالعمالة والخيانة والتبعية للأجنبي، لذلك فإن الحكم في ظل هيمنة هذه المعارضة عليه سيكون متسلطاً وقمعياً يرفض الحريات الحقيقية والممارسة الديموقراطية، ويسمح بتعددية شكلية وليست جوهرية وحقيقية، ويجعل لبنان ساحة مواجهة داخلية مستمرة. وفي ظل هذا الحكم القمعي المتسلط تتقلص سلطة القانون وهيبة الدستور وتضعف الشراكة الوطنية الحقيقية.

خامساً، المعارضة لديها موقف ملتبس من المحكمة الدولية، إذ انها تعلن تمسكها بها لكنها تثير باستمرار الشكوك والتساؤلات حولها وحول التحقيق الدولي، وتتصرف فعلياً كأنها ليست مهتمة بتحقيق العدالة وكأنها ترفض محاسبة ومعاقبة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وقتلة شخصيات وطنية واستقلالية اخرى أمام هذه المحكمة، وهذا ما يريده وما يطالب به اللبنانيون بغالبيتهم العظمى. بل تبدو المعارضة، في واقع الحال، حريصة في الدرجة الأولى على "سمعة" النظام السوري وعلى تبني وجهة نظره في ما يتعلق بهذه الاغتيالات السياسية والارهابية، كما تبدو حريصة على محاولة تأمين التغطية أو الحماية للنظام السوري من أي محاسبة دولية محتملة.

رهان عون على انتصار إيران

سادساً، تبدو المعارضة، في أعمالها ومواقفها، مستعدة "للتضحية بالعالم كله" وتحديداً بالدعم العربي والدولي للبنان المستقل من أجل ارضاء النظام السوري ومحاولة تأمين مصالح الإيرانيين وأهدافهم. وتتعاون المعارضة مع جهود الوساطة العربية والدولية فقط حين يطلب منها السوريون والايرانيون ذلك، كما حدث لدى قبولها اتفاق الدوحة. وترى المعارضة في الدعم الدولي والعربي للبنان المستقل وللقوى الاستقلالية تقليصاً للنفوذ الايراني وهو ما ليس ملائماً لها.

سابعاً، الفارق الأساسي بين الفريقين الرئيسيين المتصارعين في لبنان هو ان الغالبية التي يمثلها فريق 14 آذار تعتمد على الدعم العربي والدولي الواسع وعلى قرارات مجلس الأمن لمنع نظام الاسد من السيطرة مجدداً على البلد ومن استخدامه ورقة مساومة أو رهينة وللحفاظ عليه كدولة مستقلة وديموقراطية. كما ان الغالبية تريد معالجة المشاكل العالقة في الإطار اللبناني ـ اللبناني وعبر الحوار الحقيقي مع المعارضة وليس عبر التهديدات والضغوط والاغتيالات والقوة المسلحة. اما المعارضة فانها تريد فرض مطالبها بأي ثمن وليس لديها تحفظ عن إعادة ربط لبنان بسوريا أو عن وضع هذا البلد في تصرف السوريين والايرانيين ليستخدموه كما يريدون في مساوماتهم العربية والاقليمية والدولية. ونتيجة ذلك فان الجهات العربية والدولية المعنية بالأمر تتعاطى فعلياً، مع المعارضة على أساس انها جزء من المصالح السورية والايرانية في لبنان وليس على أساس انها قوة لبنانية مستقلة قادرة على ان تتخذ قراراتها بنفسها.

وفي هذا السياق كشف تقرير جديد أصدرته "مجموعة النزاع الدولي" المعروف بعنوان "المعادلة اللبنانية الجديدة: الدور المركزي للمسيحيين" ان العماد ميشال عون زعيم "التيار الوطني الحر" يراهن على انتصار إيران في معركتها مع الدول الكبرى ويأمل في ان يؤدي هذا الانتصار إلى تعزيز مواقعه في الساحة اللبنانية.

إذ ينقل هذا التقرير عن أحد القريبين من عون قوله: "ان الجنرال يؤمن بالامبراطورية الفارسية وهو يعتقد ان الايرانيين سيربحون واننا بالتالي سنربح معهم إذا ما اتخذنا الموقف الملائم". أي فعلياً إذا ما احتفظ عون بتحالفه مع "حزب الله" المرتبط عضوياً بالجمهورية الاسلامية، ووفقاً للتقرير ذاته "فإن التفاهم بين عون و"حزب الله" تحوّل تدريجاً تحالفاً حقيقياً وليس مجرد تحالف انتخابي".

ونقل التقرير عن شخصية مسيحية معارضة قولها "ان فوز عون بهذا العدد الكبير من المقاعد النيابية في انتخابات 2005 لن يتكرر في انتخابات ربيع 2009، لان ما حدث آنذاك ظاهرة استثنائية". ويذهب أحد كوادر "التيار الوطني الحر" إلى حد القول: "ان التيار في مرحلة هبوط حالياً"، وفقاً لما جاء في التقرير الذي أكد ان "عون لم يعد يتمتع بالدعم الشعبي الكبير الذي تمتع به في انتخابات عام 2005 لانه اصبح أسير علاقة معقدة مع "حزب الله" وهي علاقة يدفع الجنرال ثمنها من رصيده في الشارع المسيحي". وأضاف التقرير ان ما يساهم أيضاً في إضعاف نفوذ عون وشعبيته في صفوف المسيحيين ان الكثير من المرشحين للنيابة سيحاولون تشكيل "قوة مسيحية ثالثة" مرتبطة بالرئيس ميشال سليمان بشكل أو آخر، وهو توجه يلقى دعماً وتشجيعاً من الكنيسة المارونية.

ووفقاً لما قاله لنا ديبلوماسي أوروبي مطلع "ان عون يخطئ تماماً برهانه على انتصار إيران، كما اخطأ سابقاً برهانه على انتصار صدام حسين في معركته مع الدول الكبرى بعد غزوه الكويت صيف 1990. فالتصميم الدولي لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي ليس له سابق، والدول الكبرى والمؤثّرة تملك إمكانات وقدرات هائلة لإحباط خطط الجمهورية الإسلامية للسيطرة على الشرق الأوسط سواء عبر امتلاكها النووي أو عبر اعتمادها على القوى المتشدّدة".

 

مبارك اكد دعم لبنان بموضوعي استجرار الكهرباء والتزويد بالغاز

السنيورة يلتقي الرئيس المصري وموسى ونظيف وأمين عام الجامعة يسجل نقلة نوعية في لبنان

 المركزية - اكد الرئيس المصري حسني مبارك دعم مصر للبنان ولا سيما في ما يتعلق بالملفات التي يحملها الوفد اللبناني للمباحثات مع المسؤولين المصريين، وخصوصا في موضوعي استجرار الطاقة الكهربائية وتزويد لبنان بالغاز المصري عن طريق الاردن وسوريا.

تأكيد مبارك جاء في خلال استقباله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على مدى ساعة كاملة في مطار برج العرب في الاسكندرية، وجرى خلال اللقاء بحث في العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في المنطقة.

ولدى انتهاء الاجتماع، خرج الرئيس مبارك والرئيس السنيورة إلى مدرج المطار، حيث كانا في وداع سلطان عمان قابوس بن سعيد الذي كان في ضيافة الرئيس المصري. وقد صافح الرئيس السنيورة السلطان قابوس الذي تمنى للبنان الازدهار بعد أن دخل مرحلة جديدة إثر انتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ما كانت مناسبة لإجراء مشاورات مطولة في أثناء وداع السلطان قابوس وإقلاع طائرته بين الرئيس مبارك والرئيس السنيورة ونظيره المصري الدكتور أحمد نظيف.

الوصول: وكان الرئيس السنيورة وصل إلى مطار برج العرب في الإسكندرية في العاشرة والربع صباحا على رأس وفد وزاري ضم الوزراء: محمد شطح، ألان طابوريان ومحمد الصفدي، إضافة إلى مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ومدير عام المنشآت النفطية سركيس حليس، وكان في استقباله على أرض المطار وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وسفير لبنان في القاهرة الدكتور خالد زيادة.

موسى: بعد ذلك، انتقل الرئيس السنيورة والوفد المرافق إلى فندق "فور سيزون" في الإسكندرية حيث استقبل في جناحه أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في حضور الوزراء أعضاء الوفد ومدير مكتب موسى السفير هشام يوسف.

بعد اجتماع موسع دام ساعة كاملة، عقد لقاء ثنائي بين الرئيس السنيورة وموسى دام نحو نصف الساعة، تحدث بعده موسى فقال: "أود أن أعبر عن سعادتي بلقاء رئيس وزراء لبنان وعدد من الوزراء، وكان من الطبيعي أن نتحدث عن الموقف في لبنان وتطورات الأوضاع هناك، ولا شك أن هناك تطورات إيجابية وتقدم سواء على المسار الداخلي أو العلاقة اللبنانية السورية وفي غير ذلك من الأمور التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في الوضع في لبنان".

* كيف قرأتم خطوة إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا؟

- لقد علقت على ذلك بأنها خطوة مهمة وأنا أستذكر لقاء سنة 2005 مع الرئيس السوري بشار الأسد حيث أكد لي أن الجيش السوري سوف ينسحب من لبنان وقد تم ذلك وأن سوريا سوف تقيم علاقات دبلوماسية في الوقت المناسب مع لبنان، وجاء الوقت المناسب، وكذلك موضوع ترسيم الحدود.

* هل من تاريخ محدد لبدء تبادل السفارات؟

- أعتقد أن هذا الأمر سيتم في المستقبل القريب.

* ألا تعتبرون أن تفجير طرابلس يؤشر إلى أن الوضع في لبنان لم يستقر بعد؟

- لا يمكننا أن نقول أننا انتقلنا من الصفر إلى المئة، إنما هناك نقلة نوعية لا شك فيها، أحداث لبنان مؤسفة وغير مقبولة، وكل ما يسيل دماء أي عربي مسألة مرفوضة في ذاتها لأنها غير مفهومة السبب ولا إلى ماذا ستؤدي، سوى إلى غضب الكثيرين من مثل هذه الأوضاع.

* هل نقل لكم الرئيس السنيورة مخاوف أو مطالب محددة؟

- ربما استمعنا إلى تحليل للموقف الداخلي والإقليمي وناقشناه، وكانت نتائج زيارة الرئيس ميشال سليمان لسوريا نتائج إيجابية وكانت لها مكان كبير في النقاش، كذلك بحثنا في النواحي الاقتصادية والحفاظ على أمن لبنان والحركة إلى الأمام، وأصبح هناك عناصر كثيرة تؤدي إلى التفاؤل بهذه الحركة. طبعا الوضع الإقليمي لا زال غير مطمئن، ولا زالت فيه عناصر توتر كثيرة، ولا سيما في ما يتعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي، وأمور أخرى طبعا، إلا أن التقدم على الساحة اللبنانية في حد ذاته يعتبر جزءا من العمل نحو الوصول إلى استقرار في المنطقة.

* سوريا اليوم قدمت ما طلب منها على صعيد تبادل السفارات، فهل الوقت الآن مناسب لبذل مساع من قبل الجامعة العربية لإعادة الأجواء ما بين القاهرة والرياض ودمشق إلى سابق عهدها؟

- هذا الأمر لا شك فيه، هذه نقطة مهمة في العلاقات العربية العربية، ونرجو أن ننجح في إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية، وهذا أملنا جميعا.

* هل من أفكار محددة في هذا الإطار؟

- الأفكار كثيرة ولكني أرى أن الموقف والتطور الإيجابي يؤدي دائما إلى مواقف إيجابية، والإيجابية تبنى على الإيجابية بقدر ما تبنى السلبية على السلبية، وتاليا لدينا أمل وعلينا عمل مطلوب منا في هذا الإطار، فالأمور لا تحدث بمجرد التمني والتفاؤل.

* ما هو موقفكم من الوضع بين روسيا وجورجيا؟

- هذا الوضع مقلق بحد ذاته وهو يطرح افتراضات جديدة على الساحة الدولية منها رياح حرب باردة جديدة على المستوى العالمي بدأت تتحرك، ونرجو أن هذه الرياح الآتية بمقاييس ومعايير جديدة ومن نوع جديد، نرجو ألا يكون الشرق الأوسط ساحة لها، ويجب أن نتحسب لهذا جميعا، فإذا كانت هناك فعلا حرب باردة فيجب أن نكون متنبهين لكي لا نكون لا وقودا ولا ساحة لها.

* التقيتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عقب لقائه الرئيس مبارك، ثم كانت لكم اتصالات مع سلطنة عمان، فهل من تحرك عربي معين، هل من شيء يُطبخ؟

- أجل هناك ما يطبخ.

* ما هي أدواته؟

- لننتظر اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيكون غاية في الأهمية لأن الأجندة مليئة بالأحداث والتطورات. أما نوع الطبخ فسيظهر فيما بعد.

* هل هو يتناول المسألة اللبنانية؟

- هناك طبخة حلويات لبنانية نحضر لها حاليا.

* هل تخشون أن ينعكس التوتر الأميركي الروسي الحاصل حاليا على الوضع الإيراني؟

- دون شك له انعكاساته لكني أشتم رائحة حرب باردة جديدة بكل تداعياتها، ربما تكون تداعيات جديدة، ولكن المهم ألا نكون نحن ساحة يتراقص عليها هذا الجانب أو ذاك.

جلسات عمل: إثر ذلك، استقبل الرئيس السنيورة وزير الصناعة والتجارة المصري رشيد محمد رشيد بحضور الوزراء: شطح، طابوريان والصفدي والسفير زيادة، وكان بحث في المواضيع المشتركة في قطاع الصناعة.

مباحثات: ومن المقرر أن يجري الرئيس السنيورة والوفد المرافق مباحثات مع نظيره المصري الدكتور أحمد نظيف والوزراء المختصين للبحث في موضوعي استجرار الطاقة ونقل الغاز المصري إضافة إلى قضايا تجارية وثنائية.

واقام رئيس الوزراء المصري مأدبة غداء عمل على شرف الرئيس السنيورة والوفد المرافق.

وامس، اعتبر الرئيس السنيورة أن اتخاذ الخطوات من أجل فتح سفارات بين لبنان وسوريا أمر جيد، وتبقى أمور أخرى تحتاج إلى متابعات، ونحن سنحاول متابعة هذه الأمور.

جاء موقفه في دردشة مع الصحافيين عقب أدائه صلاة الجمعة في السراي الكبير برفقة وفد وزاري قطري يزور لبنان في زيارة خاصة، ضم: نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الطاقة عبد الله العطية، ووزير المالية يوسف كمال، وزير الدولة لشؤون التعاون الدولي الدكتور خالد عطية والشيخ علي بن أحمد آل ثاني ورجل الأعمال الشيخ بدر عبد الله الدرويش،

ورد الرئيس السنيورة رد على سؤال حول مواضيع البحث في مجلس الوزراء الاستثنائي الذي عقد امس وقال: "الموضوع الأساسي هو الموضوع الأمني لأنه يهم جميع اللبنانيين ومجلس الوزراء هو صاحب السلطة في النهاية ومن المهم جدا أن يكون على بينة من هذا الأمر، كما سيكون فرصة لفخامة الرئيس أن يطلع المجلس على نتائج زيارته إلى دمشق".

وحول إعطاء صلاحيات موسعة للجيش والأجهزة الأمنية للرد قال: "الصلاحيات كانت دائما موجودة لذلك، ومن الطبيعي أن تستمر وتعزز كل الجهود على كل الأصعدة وعلى الجميع أن يمارس إسهاما حقيقيا في موضوع التهدئة".

وعن رأيه في الكلام الذي تضمنه خطاب الأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله فقال: "هذا جيد ومن الطبيعي أن يبني كل واحد على ذلك ويأخذ هذه الخطوة بمراحل إلى الأمام ويترجمها بأشياء أكثر عملية".

وحول الحوار الوطني أكد الرئيس السنيورة أن لا موعد محددا له بعد، أوضح بالنسبة لسفره إلى القاهرة أنه سيجري جلسة عمل مع رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف والوزراء المعنيين بشأن استجرار الكهرباء والغاز، وسيزور الرئيس حسني مبارك".

وحول ما إذا كانت هناك خطوات عملية من هذه الزيارة قال: "أنا أرى بهذا الموضوع الترجمة الحقيقية للتعاون العربي، فحين تتمكن دول عربية عدةأن تتعاون في ما بينها من أجل الإسهام بتعاون حقيقي في ما يختص بمواضيع اقتصادية فهذه هي الترجمة الحقيقية لكل ما نؤمن به على صعيد لعمل العربية المشترك، وإذا لم ننجح فمعنى ذلك أن كل ما نقول هو بلا جدوى، لذلك نحن نحرص على أن ننجح".

أما بشأن موعد لجلسة عادية لمجلس الوزراء قال الرئيس السنيورة: "منذ الآن هناك جلسة أسبوعية ستعقد"، أما بشأن التعيينات فقال: "كل شيء سيكون في وقته تباعا".

واجتمع الرئيس السنيورة مجددا بالوفد القطري وانضم إليهم الوزراء: خالد قباني، نسيب لحود، محمد شطح وطارق متري، حيث استبقاهم إلى مائدة الغداء.

جعجع: والتقى رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي قال على الأثر: "لقد تطرقت مع الرئيس السنيورة بشكل أساسي إلى الموضوع الأمني ونتائج زيارة الرئيس ميشال سليمان الأخيرة لسوريا. في ما يتعلق بالوضع الأمني، لا يجوز أن يبقى المواطن اللبناني مكشوفا بهذا الشكل خصوصا بعد الوصول إلى نوع من ضبط للوضع السياسي بالشكل الذي تم فيه وتجسد أكثر ما يكون بحكومة الوحدة الوطنية، وحتى بالبيان الوزاري ونيل الحكومة الثقة. من هنا نعتبر أن الوضع الأمني الآن بات مسؤولية تقنية وعلى الأجهزة الأمنية أن تبذل كل جهدها من اعتقال الفاعلين والعابثين بالأمن خصوصا بالعملية الإجرامية الكبيرة التي طاولت عاصمة الشمال طرابلس قبل يومين".

* هل تعتبرون أن الجهات الأمنية تقصر في حماية المواطن؟

- هذا الموضوع يحكى داخل الغرف المغلقة، وما أقوله الآن أنه ما من شيء يمنع من تعقب الفاعلين وكشفهم واعتقالهم لأنه لا يجوز أن يبقى المواطن اللبناني مكشوفا.

* كيف تقرؤون نتائج زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى سوريا؟

- حصلت بعض الأشياء ويبقى أشياء كثيرة للتحقيق، ففي ما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية فهذا إنجاز كبير الهم إذا ترجم خلال الأسابيع القليلة المقبلة من خلال قيام سفارتين، واحدة سورية في بيروت والأخرى لبنانية في دمشق، هذا إنجاز كبير وأنا أعتبر أن دماء الشهداء الذين سقطوا منذ 30 سنة وحتى الآن، بل منذ بداية الاستقلال اللبناني، لم تذهب سدى، وإحدى تجلياتها الكبرى كانت قيام هذه العلاقات الدبلوماسية التي ناضلنا وصارعنا الكثير من أجل الحصول عليها، ولكن طبعا هذه العلاقات بحد ذاتها لا تعني شيئا، فأنا شخصيا لم أتفاءل كثيرا بل بقيت لدي علامة استفهام صغيرة حول سعي البعض لبقاء المجلس الأعلى اللبناني السوري يعمل في الوقت الذي سيصبح هناك فيه سفارات، فما حاجة المجلس بعد قيام السفارات؟ وإذا كان هناك من حاجة لمجلس سوري لبناني للتنسيق فبالتأكيد ليس هذا المجلس الذي شكل بظروف وتحت ضغوط معينة وبشكل معين مع احترامي لكل العاملين فيه، ولكننا الآن بحاجة إلى إدارات أخرى لتنسيق العلاقات بين لبنان وسوريا. أما في ما يتعلق بترسيم الحدود فلم نحقق أي تقدم، فالنظرية السورية تقول نعم نرسم الحدود بعد تحرير مزارع شبعا، هذه النظرية تغفل المعطى الأساسي الذي دعونا لأجله بترسيم الحدود الآن، فتحرير مزارع شبعا يتوقف على ترسيم الحدود وإثبات لبنانيتها، فلو توقع الحكومة السورية محضرا واحدا مع الحكومة اللبنانية تقر فيه بلبنانية مزارع شبعا على خريطة موقعة من الفريقين وترسلها إلى مجلس الأمن تصبح مزارع شبعا حكما تحت أحكام قرار مجلس الأمن الدولي 425 وتاليا تصبح إسرائيل ملزمة بالانسحاب من مزارع شبعا كما انسحبت من كل المناطق الأخرى الواقعة تحت أحكام القرار 425. نقول ذلك للأخوة السوريين يقولون لا نرسم المزارع قبل أن يزول عنها الاحتلال، الترسيم بعد زوال الاحتلال تحصيل حاصل، هذا عدا عن ترسيم بقية الحدود، وفي هذا الإطار ليست المرة الأولى التي ترسم فيها الحدود بين لبنان وسوريا، هناك لجان قائمة منذ الخمسينيات وهي لم تصل مرة إلى أي نتيجة من النتائج، وتاليا ان القول بتفعيل عمل اللجنة المشتركة لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا لا يعني أي شيء. أنا أعتبر أن هناك تسويفا ومحاولة للإهمال بالوضع القائم، بما يحرمنا من إمكان فعلية لاستعادة مزارع شبعا بالوسائل الديبلوماسية المتاحة للبنان.

أما على صعيد ملف المعتقلين في السجون السورية فإني آسف جدا لكون البعض يحاول أن يستر على السوريين في هذا المجال. نحن نطرح موضوع الذين اعتقلتهم القوات السورية أو القوى التي كانت متحالفة مع القوات السورية، وعلم بعد ذلك أنهم في السجون السورية، نحن نتحدث عن هذه المجموعة من الناس، ونعلم أن هناك مفقودين من كل المناطق ومن كل الأحزاب خلال الحرب اللبنانية، نحن لا نتحدث عن هؤلاء مع العلم أنه يجب أن نتحدث عنهم أيضا حتى على الأقل يظهر مصير كل منهم، هذا ملف آخر ويجب طرحه، لكن يجب ألا نغطي بهذا الملف ملف المعتقلين في السجون السورية، هناك مجموعة لبنانيين عددهم بالآلاف، حسبما يقول البعض، أو بالمئات حسبما يقول البعض الآخر، معروف أنه تم اعتقالهم من قبل القوات السورية أو قوات حليفة وسلمتهم للمخابرات السورية، وكانوا موجودين في وقت من الأوقات إما في السجون السورية التي كانت قائمة في لبنان، عنجر أو طرابلس أو غيرهما، أو نقلوا فورا إلى سوريا، هؤلاء هم من نتحدث عنهم في الوقت الحاضر، وأنا آسف جدا لكون بعض اللبنانيين أو بعض الجهات يحاولون تغطية "السموات بالقبوات" عبر طرح موضوع كل المفقودين في الحرب اللبنانية، هذا موضوع آخر يجب أن نطرحه ولكن في سياق آخر وإطار آخر، أما الموضوع الذي نطرحه فهو موضوع المعروف أنهم معتقلون في السجون السورية أو الذين اعتقلوا بلبنان من قبل فرقاء سلمتهم إلى المخابرات السورية وبعد ذلك انقطعت أخبارهم.

على صعيد هذا الملف فإن الزيارة لم تحرز شيئا باعتبار أن تفعيل اللجنة المشتركة لكشف مصير المفقودين والمعتقلين في السجون السورية لأن هذه اللجنة قائمة منذ ثلاث سنوات تقريبا ولم تتوصل حتى الآن لأي نتيجة نظرا، ليس للتباطؤ، بل لعدم رغبة الفريق السوري بأن يغوص بعيدا في هذا الملف.

إذا بالإجمال، يمكن أن نقول أن العلاقات الديبلوماسية خطوة إلى الأمام يجب أن تتجسد في وقت قريب ويجب ألا نضيع مفعول هذه الخطوة بالإبقاء على المجلس الأعلى اللبناني السوري الذي تشكل في زمن لم يكن لبنان فيه حر، في ملف ترسيم الحدود ليس هناك أي تقدم وكذلك في ملف المفقودين".

* اليوم هناك جلسة لمجلس الوزراء فهل أطلكم الرئيس السنيورة على ما ستحمله؟

- هذه جلسة استثنائية ولا نستطيع أن نقول أنها جلسة أولى طبيعية، وهي ستناقش الأحداث الأمنية الأخيرة وبالأخص تفجير طرابلس الأخير والتدابير والترتيبات التي يجب أن تتخذ لكي يكون المواطن بمأمن من هكذا أعمال تخريبية.

حزب التحرير: ثم استقبل الرئيس السنيورة وفدا من حزب التحرير برئاسة رئيس اللجنة المركزية للحزب الدكتور محمد جابر وعضوية رئيس المكتب الإعلامي أحمد القصص وعضو اللجنة المهندس بلال زيدان وممثل عن بعض الأهالي الشيخ عبد القادر الزعبي. وقال القصص: "زرنا دولة الرئيس فؤاد السنيورة ونحمل معنا ملفين، أولهما ملف الشباب المظلومين والذين يقبعون في السجون منذ مدد متفاوتة، وكثير منهم لبث في السجن أكثر من سنة ونصف السنة من دون محاكمة، حتى أن كثيرين من الذين حوكموا، حوكموا بناء على إفادات انتزعت منهم تحت الضغط الجسدي، وبصريح العبارة انتزعت إفاداتهم تحت التعذيب. نحن على قناعة بأن محاكمة هؤلاء السجناء، وقبل ذلك توقيفهم وطريقة التحقيق معهم، لم تأتِ في سياق قانوني إنما كانت ممتزجة بالسياسة إلى حد بعيد. وقدمنا للرئيس السنيورة مذكرة في هذا الشأن تحمل مجموعة من التوصيات، وتمنينا عليه بشكل حثيث فصل الصراع السياسي والتجاذبات السياسية في البلد عن ملف هؤلاء وأن ينصفوا وأن يخلى سبيلهم فورا وأن يعمد إلى مجموعة من الإجراءات تحول بين القضاء وبين التدخلات السياسية، كما تحول دون تدخل الأمنيين والعسكر في شؤون القضاء. وقدمنا لدولته خلاصة الأطروحات التي طرحها حزب التحرير لولاية لبنان في مؤتمره السنوي الثالث الذي عقد الشهر الماضي في قصر الأونيسكو. وكان هناك اتفاق على دوام الاتصال من أجل متابعة جميع الملفات التي ذكرنا".

 

مجهول القى قنبلة صوتية في شارع سوريا في التبانة

وطنية - طرابلس - 16/8/2008 (امن) افاد مندوب الوكالة الوطنية في طرابلس عبد الكريم فياض ان مجهولا القى قنبلة صوتية في شارع سوريا في التبانة عند السادسة الا ربع فجر اليوم

 

كارلوس اده ابدى ملاحظاته على نتائج القمة اللبنانية - السورية: تبادل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين اعتراف سوري بدولة لبنان

واستثناء مزارع شبعا من الترسيم حجة لعدم مقاربة موضوع سلاح "حزب الله"

وطنية - 16/8/2008 (سياسة) أجرى عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية كارلوس اده قراءة اولية للنتائج التي اسفرت عنها القمة الرئاسية اللبنانية-السورية، واصدر بيانا تضمن الملاحظات الاتية : "مما لا شك ان النتيجة الايجابية الملموسة الوحيدة هي الاعلان الرسمي المشترك عن نية البلدين تبادل العلاقات الديبلوماسية في ما بينهما. ان هذا الاعلان الرسمي يشكل في ذاته اعترافا سوريا رسميا وفقا للقانون الدولي بالدولة اللبنانية منذ انشاء دولة لبنان الكبير عام 1920. من هنا فاننا نهنىء اللبنانيين بتحقيق هذا المطلب التاريخي، ونأمل ان تتم متابعة الاجراءات القانونية والادارية الآيلة الى تنفيذ عملية تبادل العلاقات الديبلوماسية والقنصلية، وفقا لاحكام اتفاقات فيينا بالسرعة اللازمة والا تضيع الامور في متاهات الادارات واللجان والتفاصيل البيروقراطية".

واضاف: "بالنسبة الى موضوع المعتقلين والمخطوفين اللبنانيين في سوريا، فوجئنا كسائر اللبنانيين بالنتيجة التي توصلت اليها القمة لناحية احالة الموضوع مجددا على اللجان، وهي مقبرة المشاريع كما هو معلوم. كما فوجئنا بموافقة الطرف اللبناني على وضع موضوع المفقودين السوريين في لبنان على قدم المساواة مع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. فاللبنانيون المعتقلون في سوريا ليسوا مفقودين بل هم معتقلون في السجون السورية لاسباب سياسية، وليس صحيحا ان الموضوع ينحصر بمفقودين ومسجونين بأحكام قضائية، كما قال الوزير المعلم، وان "امر المفقودين يتطلب نبش القبور". ان الموضوع يتعلق بمعتقلين سياسيين لبنانيين في سوريا وليس مفقودين ام محكومين بجرائم عادية ومن السهل جدا على السلطات السورية مراجعة لوائح المعتقلين السياسيين في سجونها لبيان مصير اللبنانيين الموجودين فيها،ـ لا سيما ان الاسماء معلومة ولدى معظم اهاليهم معلومات عن اماكن اعتقالهم ولا حاجة، بالتالي، الى نبش المقابر، كما يقول الوزير السوري". وتابع:"اما في موضوع ترسيم الحدود، فمن المؤسف ان يكون الطرف اللبناني قد وافق على مطلب سوريا و"حزب الله" لناحية احالة الموضوع على اللجان كذلك، واستثناء حدود مزارع شبعا من الترسيم بسبب لم يعد يخفى على احد وهو ابقاء الحجة لعدم مقاربة موضوع سلاح "حزب الله" قائمة. هذا فضلا ان التعليل السوري لهذا الامر غير صحيح على الاطلاق، فترسيم الحدود في مزارع شبعا ممكن تماما بواسطة الخرائط وبوجود الصور الملتقطة بواسطة الاقمار الصناعية، وهذه الخرائط موجودة منذ زمن، وان فريق الامم المتحدة قد انجز معظم العمل المطلوب ولم يعد يبقى على سوريا سوى الموافقة رسميا على الترسيم، علما ان هذا الترسيم هو خطوة اساسية في سبيل تحرير الارض التي ما زالت تحتلها اسرائيل، لو كانت سوريا ترغب فعلا في هذا التحرير".

وتابع:" من المستغرب ان يكون الطرف اللبناني قد وافق، اذا صحت المعلومات الصحافية، على ابقاء على المجلس الاعلى اللبناني-السوري وعلى عدم اعادة النظر بالاتفاقات الثنائية التي فرضت على لبنان تحت الاحتلال، في حين ان هذا الامر يتناقض كليا مع اقامة علاقات ديبلوماسية متوازنة وسليمة بين الطرفين، لا بل ان بقاء المجلس وبعض تلك الاتفاقيات على حالها انما يعطل الفائدة من التبادل الديبلوماسي والقنصلي بين البلدين".

وختم البيان:"ان كل ذلك لا يجعلنا نتفاءل كثيرا بمستقبل العلاقات اللبنانية- السورية.

 

الوزير ابو فاعور تمنى وجود نية صادقة في تصحيح العلاقات: ما سمعناه عن مسألة ترسيم الحدود يدفع للكثير من التساؤلات

وطنية- 16/8/2008(سياسة) تمنى وزير الدولة وائل أبو فاعور "أن تصدق الوعود والنيات وأن يكون ما أعلن في قمة دمشق أمرا حقيقيا يعبر عن نية صادقة في تصحيح العلاقات ليس رغبة في كسب بعض الوقت أو في إستعمال لبنان جزءا من عملية علاقات عامة أو تسويقا لموقف مخادع لا يعبر عن حقيقة الأمر"، وشدد "على أهمية أن تعقب هذا الاعلان إلتزامات فعلية تقود إلى علاقات ذات أفاق رحبة ليس فيها شوائب" ، لأن العبرة في التنفيذ وفي الإلتزام لأن ماسمعناه عن مسألة ترسيم الحدود في مزارع شبعا يدفعنا إلى الكثير من التساؤلات والشك والريبة".

كلام الوزير أبو فاعور جاء خلال غداء تكريمي أقامه مدير "مركز عين للاعلام والتوثيق"الزميل حسن بحمد في دارته في ضهر الأحمر حضره النواب روبير غانم، أنطوان سعد، جمال الجراح وأحمد فتوح، وكيل داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي نواف التقي، مدير الأوقاف نزيه زيعور، ورؤساء المصالح في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الدكتور توفيق بحمد وحشد من رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات راشيا والبقاع الغربي، ومن أهالي بلدة ضهر الأحمر.

واعتبر الوزير أبو فاعور "أن الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية كانت ولا تزال حضانة وضمانة للإستقرار في هذا البلد وسيبقى كذلك رغم كل ما تعرض له من إعتداءات وآخرها الإعتداء الذي حصل في طرابلس ، وكما وقفنا إلى جانبه في كل المحطات السوداء والقاتمة ، نحن نقف إلى جانبه اليوم ، والجيش اللبناني لا يحتاج إلى العزيمة ولا يحتاج إلى القوة ، هو يحتاج إلى الدعم والإحتضان من عموم المواطنين اللبنانيين، ويحتاج إلى قرار سياسي حاسم وحازم من كل القوى السياسية ، تلك الموجودة على طاولة مجلس الوزراء ، وتلك الموجودة خارجها، لأننا نحتاج إلى قرار سياسي حاسم وحازم لدعم الجيش وتوفير الغطاء السياسي للإجهزة العسكرية والأمنية لكي تقوم بواجباتها في كل المناطق اللبنانية ، وليس فقط في طرابلس".

وأضاف: "نعم الإعتداء حصل في طرابلس ولكن هذا الجرح مفتوح على طول الوطن ، ويجب توفير الغطاء السياسي للأجهزة الأمنية لكي تضرب بيد من حديد دون مراعاة ودون إستثناء لأي إعتبار سياسي أو غير سياسي في هذه الضفة أو في تلك الضفة من الحياة السياسية ، لأن أمن اللبناني لا يحتمل وحياته لا تحتمل المزيد من المقامرة والغامرة ، نختلف في السياسة ، هذا أمر مشروع ، ولكن نتفق على أمر واحد هو أن الأمن في لبنان وسلامة اللبنانيين خط أحمر".

وعن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى سوريا أكد الوزير أبو فاعور "أننا نريد أن نبقى على الإيجابية في كلامنا ونحن نعلم أن فخامة الرئيس بذل جهدا ً كبيرا ً لأجل تصويب العلاقات ، وقناعاتنا منذ الأساس أن العلاقة بين لبنان وسوريا يجب أن تكون طبيعية ومتكافئة وندية لا تشوبها أي شوائب ، وأساسا لم نكن نحن من قاد العلاقة بين البلدين إلى ذلك الحد الذي كان قائما من التبعية، وأصلا نحن لم نكن من قاد العلاقة بين البلدين إلى هذا الحد من العداء بعد أن إنسحب الجيش السوري ومخابراته من لبنان ، نحن طالما قلنا أننا نريد للعلاقة بين لبنان وسوريا أن تكون وفق مرجعية الطائف ، والطائف واضح بأن لبنان لا يمكن أن يكون ممرا أو مقرا لأي إعتداء على أمن وإستقرار سوريا ، وسوريا يجب أن لا تكون مقرا أو ممرا لأي إعتداء على أمن وإستقرار لبنان ، ونحن اليوم بعد الزيارة وبعد الإعلان الذي حصل نكرر هذه القناعة ، ونحن نتمنى أن تصدق الوعود والنيات ونتمنى أن يكون ما أعلن في قمة دمشق أمرا ً حقيقيا ً يعبر عن نية صادقة في تصحيح العلاقات وليس رغبة في كسب بعض الوقت أو في إستعمال لبنان أو إستعمال العلاقات اللبنانية السورية كجزء من عملية علاقات عامة أو تسويق عام أو تسويق لموقف مخادع لا يعبر عن حقيقة الأمور ، وأضاف نحن نريد لهذا الإعلان أن يكون إعلانا حقيقيا ويعقبه إلتزامات فعلية وأن يكون إعلانا يقود لعلاقات بين البلدين إلى آفاق رحبة ، ليس فيها أي شوائب".

ورأى "أن العبرة في التنفيذ وفي الإلتزام وفي أن يكون ليس فقط مجرد وعد وقرار بإنشاء سفارات ، بل أن يكون أعتراف فعلي بإستقلال لبنان وسيادته ، لأن الكلام الذي سمعناه عن مسألة ترسيم الحدود في مزارع شبعا يدفعنا إلى الكثير من التساؤلات وإلى الكثير من الشك ومن الريبة ، وتساءل هل هناك قرار فعلي أو لا زال القرار بعيدا عن الإعتراف بسيادة لبنان وإستقلاله".

وإعتبر "أن مسألة الموقوفين والمفقودين في سوريا مسألة أساسية ، ومسألة ترسيم الحدود وفي مزارع شبعا تحديدا ً حيث هناك أهمية لترسيم الحدود في كل المناطق ولكن ثمة أهمية أساسية لترسيم الحدود في مزارع شبعا ، ليس فقط لأننا نريد ترسيم الحدود بل لأننا نريد أن نستعيد مزارع شبعا إلى السيادة اللبنانية ،ونحن نريد أن نبني على الإيجابيات ، ويجب أن يحسب للقوى الإستقلالية في لبنان أن هذا الإعلان عن تبادل السفارات أو إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا بقدر ما هو تلبية لمطلب تاريخي قديم للبنان ، لم يتم الإغتراف به من قبل الكثير من القيادات التي كانت حاكمة والتي لا تزال حاكمة في دمشق ، فهو تحقيق لمطلب إستقلالي طالبت به القوى السيادية والإستقلالية في لبنان".

ثم تحدث الزميل بحمد فقال " مثلما تمتلئ السنابل بحبات الخير من حقول البركة هكذا يمتلئ المشهد في بلدتنا ضهر الأحمر بالمحبة والألفة والتعاون من معدن وتراث المعلم كمال جنبلاط، ،ومثلما نشاهدُ أمامنا حرمون عالياً بشموخة هكذا بالتأكيد ضهر الأحمر تقف شامخةً مفتخرة بالولاء والنهج والتضحية تزين مدخلها الرئيسي بريشة ومعول رمزا للانتماء الحقيقي والهوية الحقيقية لهذه القرية".

أضاف: "هذه ضهرالاحمر ستبقى وفية للانجازات التي قدمها الرئيس وليد جنبلاط لبلدتنا في مختلف الميادين والمجالات التنموية والتربوية والصحية والثقافية والرياضية دون استثناء. فمرحبا بك بين إخوانك واهلك ورفاقك ومحبيك".

وألقى الشاعر صياح جابر قصيدة بالمناسبة.

 

اطلاق "وثيقة التفاهم" بين "حزب الله" والقوى السلفية الاثنين

وطنية - 16/8/2008 (سياسة) أعلنت العلاقات الاعلامية في "حزب الله" انه "سيتم إطلاق وثيقة التفاهم بين "حزب الله" والقوى الإسلامية السلفية، الساعة العاشرة قبل ظهر الإثنين المقبل في فندق "السفير" ـ الروشة".

 

موسى: هناك نقلة نوعية إيجابية في لبنان وأشتم رائحة حرب باردة جديدة في العالم ونأمل ألا نكون ساحتها

استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم في مقر إقامته في الإسكندرية أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى حيث أجرى معه جولة مباحثات حضرها الوزراء أعضاء الوفد وهم الوزراء: محمد شطح، ألان طابوريان ومحمد الصفدي وسفير لبنان في مصر الدكتور خالد زيادة والمستشارة رولا نور الدين. بعد اجتماع موسع دام ساعة كاملة، عقد لقاء ثنائي بين الرئيس السنيورة وموسى دام نحو نصف الساعة، تحدث بعده موسى فقال: "أود أن أعبر عن سعادتي بلقاء رئيس وزراء لبنان وعدد من الوزراء، وكان من الطبيعي أن نتحدث عن الموقف في لبنان وتطورات الأوضاع هناك، ولا شك أن هناك تطورات إيجابية وتقدم سواء على المسار الداخلي أو العلاقة اللبنانية السورية وفي غير ذلك من الأمور التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في الوضع في لبنان".

سئل: كيف قرأتم خطوة إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا؟

أجاب: لقد علقت على ذلك بأنها خطوة مهمة وأنا أستذكر لقاء سنة 2005 مع الرئيس السوري بشار الأسد حيث أكد لي أن الجيش السوري سوف ينسحب من لبنان وقد تم ذلك وأن سوريا سوف تقيم علاقات دبلوماسية في الوقت المناسب مع لبنان، وجاء الوقت المناسب، وكذلك موضوع ترسيم الحدود.

سئل: هل من تاريخ محدد لبدء تبادل السفارات؟

أجاب: أعتقد أن هذا الأمر سيتم في المستقبل القريب.

سئل: ألا تعتبرون أن تفجير طرابلس يؤشر إلى أن الوضع في لبنان لم يستقر بعد؟

أجاب: لا يمكننا أن نقول أننا انتقلنا من الصفر إلى المائة، إنما هناك نقلة نوعية لا شك فيها، أحداث لبنان مؤسفة وغير مقبولة، وكل ما يسيل دماء أي عربي مسألة مرفوضة في ذاتها لأنها غير مفهومة السبب ولا إلى ماذا ستؤدي، سوى إلى غضب الكثيرين من مثل هذه الأوضاع.

سئل: هل نقل لكم الرئيس السنيورة مخاوف أو مطالب محددة؟

أجاب: ربما استمعنا إلى تحليل للموقف الداخلي والإقليمي وناقشناه، وكانت نتائج زيارة الرئيس ميشال سليمان لسوريا نتائج إيجابية وكانت لها مكان كبير في النقاش، كذلك بحثنا في النواحي الاقتصادية والحفاظ على أمن لبنان والحركة إلى الأمام، وأصبح هناك عناصر كثيرة تؤدي إلى التفاؤل بهذه الحركة. طبعا الوضع الإقليمي لا زال غير مطمئن، ولا زالت فيه عناصر توتر كثيرة، ولا سيما فيما يتعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي، وأمور أخرى طبعا، إلا أن التقدم على الساحة اللبنانية في حد ذاته يعتبر جزءا من العمل نحو الوصول إلى استقرار في المنطقة.

سئل: سوريا اليوم قدمت ما طلب منها على صعيد تبادل السفارات، فهل الوقت الآن مناسب لبذل مساع من قبل الجامعة العربية لإعادة الأجواء ما بين القاهرة والرياض ودمشق إلى سابق عهدها؟

أجاب: هذا الأمر لا شك فيه، هذه نقطة مهمة في العلاقات العربية العربية، ونرجو أن ننجح في إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية، وهذا أملنا جميعا.

سئل: هل من أفكار محددة في هذا الإطار؟

أجاب: الأفكار كثيرة ولكني أرى أن الموقف والتطور الإيجابي يؤدي دائما إلى مواقف إيجابية، والإيجابية تبنى على الإيجابية بقدر ما تبنى السلبية على السلبية، وبالتالي لدينا أمل وعلينا عمل مطلوب منا في هذا الإطار، فالأمور لا تحدث بمجرد التمني والتفاؤل.

سئل: ما هو موقفكم من الوضع بين روسيا وجورجيا؟

أجاب: هذا الوضع مقلق بحد ذاته وهو يطرح افتراضات جديدة على الساحة الدولية منها رياح حرب باردة جديدة على المستوى العالمي بدأت تتحرك، ونرجو أن هذه الرياح الآتية بمقاييس ومعايير جديدة ومن نوع جديد، نرجو ألا يكون الشرق الأوسط ساحة لها، ويجب أن نتحسب لهذا جميعا، فإذا كانت هناك فعلا حرب باردة فيجب أن نكون متنبهين لكي لا نكون لا وقودا ولا ساحة لها.

سئل: التقيتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عقب لقائه الرئيس مبارك، ثم كانت لكم اتصالات مع سلطنة عمان، فهل من تحرك عربي معين، هل من شيء يُطبخ؟

أجاب: أجل هناك ما يطبخ.

سئل: ما هي أدواته؟

أجاب: لننتظر اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيكون غاية في الأهمية لأن الأجندة مليئة بالأحداث والتطورات. أما نوع الطبخ فسيظهر فيما بعد.

سئل: هل هو يتناول المسألة اللبنانية؟

أجاب: هناك طبخة حلويات لبنانية نحضر لها حاليا.

سئل: هل تخشون أن ينعكس التوتر الأميركي الروسي الحاصل حاليا على الوضع الإيراني؟

أجاب: دون شك له انعكاساته لكني أشتم رائحة حرب باردة جديدة بكل تداعياتها، ربما تكون تداعيات جديدة، ولكن المهم ألا نكون نحن ساحة يتراقص عليها هذا الجانب أو ذاك.

جلسات عمل

إثر ذلك، استقبل الرئيس السنيورة وزير الصناعة والتجارة المصري رشيد محمد رشيد بحضور الوزراء: شطح، طابوريان والصفدي والسفير زيادة، وكان بحث في المواضيع المشتركة في قطاع الصناعة.

 

 القاهرة تحذّر إيران من "جر المنطقة لمنزلقات خطرة" وتذكرها بصدام

وكالات/دعت القاهرة إيران السبت إلى التعاون مع المجتمع الدولي في ما يتعلق بملفها النووي، وعدم منح القوى الغربية الذرائع التي تسمح بـ"جر المنطقة إلى منزلقات خطرة" من خلال فقدان الشفافية والمرونة في التعاطي مع هذه القضية، مشيرة إلى أن دول الخليج "قلقة للغاية" جراء التوتر الحاصل حولها.

وقال السفير سليمان عواد، الناطق باسم الرئاسة المصرية، في حوار مع الصحفيين بعد لقاء القمة الذي جمع الرئيس المصري، حسني مبارك، والعاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الإسكندرية إن من حق طهران استخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية، لكن عليها "تقديم المزيد من الضمانات" للمجتمع الدولي.

وذكّر عواد الإيرانيين بما أصاب نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، عندما لم يفنّد بالشكل الصحيح الاتهامات الغربية له بحيازة أسلحة دمار شامل، قبل الغزو الأمريكي الذي أطاح نظامه عام 2003.

وتابع قائلا: "على إيران عدم تقديم الذرائع والحجج على طبق من فضة لأولئك الذين يرغبون بجر المنطقة إلى منزلقات خطرة."

وأضاف الناطق باسم الرئاسة المصرية: "إيران ملزمة أمام المجتمع الدولي بالمرونة والشفافية، ودول الخليج قلقة للغاية (حيال تطورات الملف النووي الإيراني) والشرق الأوسط يترقب،" وفقاً لأسوشيتد برس.

ووصف عواد جلسة المباحثات السعودية المصرية بأنها "اتسمت بالإيجابية وعكست خصوصية العلاقة بين البلدين الشقيقين."

وقال إن المباحثات "ناقشت مجمل الوضع العربي والمستجدات على الساحة العربية والتطورات على الساحة الفلسطينية بالإضافة إلى التطورات على الساحتين اللبنانية والعراقية والوضع في منطقة الخليج والعلاقات الثنائية."

ولفت إلى أن الجلسة ناقشت أيضا "العلاقات العربية - العربية وسبل تفعيل العمل العربي المشترك والاستعدادات الجارية لعقد القمة الاقتصادية العربية في الكويت في يناير/كانون الثاني المقبل" وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.

وبخصوص ما تحقق على صعيد اجتماع القاهرة المرتقب للفصائل الفلسطينية، أوضح السفير عواد أن بلاده وجهت رسائل لمختلف الفصائل الفلسطينية (13 فصيلا) لرغبتها بالإعداد الجيد لحوار القاهرة والوصول إلى نتائج تحقق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني وتنهى معاناة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وكان الرئيس المصري قد التقى السبت أيضاً رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، الذي يقوم بأول زيارة له بعد نيل حكومته الثقة، وذلك بعد يوم من انتهاء زيارة الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، إلى العاصمة السورية، دمشق.

وتناولت المحادثات خلال اللقاء المستجدات على الساحة اللبنانية في ضوء التطورات الأخيرة ومنها اتفاق سوريا ولبنان على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما.

ومن المقرر أن يعقد السنيورة في وقت لاحق اليوم لقاء بنظيره المصري أحمد نظيف لبحث التعاون الاقتصادي بين البلدين وخاصة في مجالي الكهرباء والغاز.

 

نجار: ملف المفقودين سيكون صعبا وشائكا ولن يحل بسهولة

"سوليد" ردت على المعلم ومقررات القمة بشأن المفقوديــن

عاد: نطالب بتشكيل لجنة وفق المعايير الدوليــــــــة

المركزية - انتقد رئيس جمعية دعم المعتقلين والمنفيين في السجون السورية غازي عاد ما جاء في البيان المشترك الذي صدر في اعقاب القمة اللبنانية - السورية حول تفعيل اللجان المشتركة المكلفة متابعة قضية المفقودين اللبنانيين في سوريا، معتبرا ان المنهجية التي اتبعتها السلطات السورية في التعاطي مع هذا الملف ادت الى الاخطاء الكبيرة والكارثية وساهمت في افشال عمل اللجنة وتوصلها الى حل، محذرا الحكومة من الاستمرار في نهج التعاطي السابق وانها اذا قبلت بالمنهجية السورية التي اطالت امد المأساة فلا سبيل عندها سوى اللجوء الى المجتمع الدولي، داعيا الى إلغاء اللجنة الراهنة وتشكيل اخرى وفقا للمعايير الدولية.

عقدت جمعية "سوليد" ولجنة اهالي المعتقلين في السجون السورية، مؤتمرا صحافيا في حديقة جبران خليل جبران تجاه "الاسكوا"، تلا في خلاله عاد بيانا جاء فيه: "بكل أسف، وبعد انتظار 30 عاما وبضعة أسابيع، أعادت سوريا الكرة الى الملعب اللبناني وخرجت هي الضحية وليس اللبنانيون الذين اعتقلتهم القوات السورية في لبنان خلافا للقوانين اللبنانية والمعاهدات الدولية، ثم نقلتهم الى سجونها لتحولهم الى ضحايا اخفاء قسري عبر:

1- عدم الاعتراف باعتقالهم وحرمانهم حريتهم خلافا لارادتهم.

2- عدم الافصاح عن مصيرهم واماكن وجودهم الامر الذي جعلهم خارج اطار حماية القانون".

واوضح ردا على تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم "انه لم يتم الربط ابدا بين موضوعي المفقودين والمحكومين في سوريا. ان جمعية دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين- سوليد" كان لديها كل المعطيات حول اللبنانيين المحكومين في سوريا، وفقا للقوانين الجنائية النافذة، مع تسجيل تحفظها عن المحاكم الاستثنائية التي خضعوا لها".

اضاف: "ان التحدث عن فتح المقابر الجماعية في لبنان والبحث في البحر وفي مَن سلم الى اسرائيل، هو شأن لبناني داخلي لا يحق لسوريا التدخل فيه. ومن اجل حل هذه القضية، فقد تم تسليم مذكرة الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تشرح فيها 17 جمعية مدنية لبنانية خطتها لحل قضية المخفيين قسرا في خلال الحرب من خلال لجنة حقيقية ومصالحة هدفها معرفة الحقيقة وارساء أسس السلام الحقيقي والمصالحة بين اللبنانيين".

وتابع بالقول: "في شأن تفعيل اللجان المشتركة، وخصوصا اللجنة اللبنانية -السورية لمعالجة قضية المفقودين، وهذا هو الجزء الاهم من مؤتمرنا اليوم، لقد مارست السلطات السورية مدى 30 عاما منهجية مسيئة في التعاطي مع قضايا لبنان عموما وقضية المعتقلين خصوصا. هذه المنهجية ادت الى الاخطاء الكبيرة والكارثية التي نعانيها اليوم، وساهمت، في شكل اساسي، في إفشال عمل اللجنة اللبنانية- السورية المشتركة بحيث حافظ الجانب السوري على سياسة النكران وعدم الاعتراف. وطوال فترة عملها من حزيران 2005 حتى الآن، فشلت اللجنة في الوصول الى حل. اذا ما هي الحكمة من تفعيل عمل اللجان عندما تستمر سوريا في التعاطي مع الامور المنهجية السابقة نفسها التي حوّلت القضية الى ملف شائك ومعقد؟ هذا مفاده اننا سننتظر 30 عاما وبضعة أسابيع أخرى لكي نصل الى حل".

وطالب الدولة بـ"الغاء اللجنة الراهنة وتشكيل لجنة وفقا للمعايير الدولية"، موضحا ان اللجنة يجب ان تتشكل من لجان ونساء مشهود لهم بالنزاهة وعدم الانحياز بحيث يعملون على كل قضية وفقا للحقائق والادلة المتوفرة، وعلى اللجنة ان تضم بشكل اساسي ممثلين عن لجان الاهل والمنظمات المحلية العاملة على هذا الملف.

وحذر الحكومة انها اذا شاءت الاستمرار في نهج التعاطي السابق وقبلت بالمنهجية السورية التي اطالت امد المأساة فلا سبيل عندها سوى اللجوء الى المجتمع الدولي.

الوزير نجار: وفي هذا المجال، اعتبر وزير العدل ابراهيم نجار ان كلام وزير الخارجية السورية وليد المعلم عن نبش مقابر جماعية وفتح ملف المفقودين السوريين في لبنان وكل الامور الاخرى يدل على ان هذا الملف سيكون صعبا وشائكا ولن يحل بسهولة.

وقال في مداخلة تلفزيونية: "لفتني ان كل ما يتعلق في هذا الموضوع قد يكون أطول مما كنا ننتظر لان الوزير المعلم أشار الى مفقودين في الاراضي اللبنانية والى مفقودين في البحر وأشار الى وجوب نبش المقابر الجماعية وقال: ان المحكومين يخضعون لنظام معيّن يتم بالمستقبل التفاوض بشأنهم مع وزارة العدل اللبنانية، هذا كله ينبئ ان موضوع المفقودين ربما يكون شائكا ولن يكون حله في المستقبل القريب لن يكون سريعا كما كنا نظن.

 

سليمان وضع الحكومة في اجواء القمة اللبنانية - السورية

مجلس الوزراء طلب التمديد لقـوات الطوارئ سنة اضافية واحال جريمة طرابلس الارهابية الى المجلس العدلــــي

المركزية - احال مجلس الوزراء جريمة طرابلس الى المجلس العدلي وقرر الطلب الى مجلس الامن الدولي والامم المتحدة التمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان سنة اخرى من آب 2008 الى آب 2009. ووافق المجلس على اجراء دورة استثنائية لامتحانات شهادتي البكالوريا والشهادة المتوسطة.

عقد مجلس الوزراء جلسة مساء امس في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وحضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوزراء، لمناقشة الاوضاع الامنية في طرابلس في اعقاب التفجير الارهابي الذي اوقع عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من العسكريين، وللاطلاع على نتائج المحادثات التي اجراها الرئيس سليمان في سوريا مع نظيره السوري على مدى اليومين الماضيين .

متري: وبعد الجلسة التي انتهت قرابة التاسعة والنصف ، تحدث وزير الاعلام طارق متري، فقال: "عقد مجلس الوزراء جلسته في الخامس عشر من آب ، وحضر فخامة رئيس الجمهورية فترأس الجلسة، كما حضر دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء الذين غاب منهم الوزيران الياس المر وبهية الحريري.

في مستهل الجلسة دعانا فخامة الرئيس للوقوف دقيقة صمت حداداً على شهداء لبنان في طرابلس من العسكريين والمدنيين .

وقال فخامة الرئيس انه أسف لأن هذه الاحداث وقعت عشية سفره الى دمشق وبعد نيل الحكومة الثقة في المجلس النيابي، ودعانا الى التضامن لكي نعالج معاً كل مشكلاتنا بما فيها المشكلات الامنية والتحديات الكبيرة التي نواجهها بروح الوعي للمصلحة العامة. وحدثنا عن القمة اللبنانية - السورية، ورأى ان انعقادها، والمقررات التي اتخذت فيها لجهة تبادل التمثيل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا، مهمة، وان هذا القرار سوف يتخذ بصيغة مرسوم في جلسة مجلس الوزراء المقبلة بالتزامن مع قرار سوف تتخذه السلطات السورية تنفيذاً لما اتفق عليه في دمشق .

ورأى ان هذه المحادثات توخت تأسيس العلاقة اللبنانية - السورية على مختلف الصعد، بما فيها الصعيد الاقتصادي. وسنسمع قريباً نتائج على هذا المستوى. وتحدث عن المصارحة المتبادلة التي سادت خلال هذه المحادثات والتي سمحت للبنان ان يكشف عن كل الهواجس التي يقول عنها اللبنانيون. وتم وضع لائحة بالموضوعات التي تتلاقى فيها الهموم. وقال ان العبرة ليست في البيان المشترك بل بالتنفيذ، وعلينا ان نعمل من اجل التصالح من اجل تحقيق الانجازات، ولا نتوقف عند البيان المشترك، بل نتابعه بشكل تنفيذي ، معتبراً ان اجتماع دمشق ليس لحظة عابرة، بل هو مسار طويل يخرجنا من حالة سابقة اتسمت بالعداء او بالتبعية.

ثم تحدث فخامة رئيس الجمهورية عن الارهاب الذي ضرب في طرابلس ، واكد عزمنا على التصدي له بكل ما اوتينا من قوة. واطلعنا على ما دار في اجتماع مجلس الدفاع الاعلى بالامس. واكد مجدداً على اهمية تضامن اللبنانيين في مواجهة الارهاب ووقوفهم الى جانب الجيش والقوى المسلحة الشرعية ،حيث تقرر بالامس العمل على تأمين قدرات افضل لها حتى تواجه الارهاب في مدينة طرابلس وفي لبنان كله.

وتحدث دولة الرئيس فؤاد السنيورة فقال بدوره ان زيارة فخامة الرئيس الى دمشق كانت زيارة مهمة على طريق بناء علاقات لبنانية - سورية سوية وصحيحة. واكد على اهمية تبادل التمثيل الديبلوماسي الذي كان مطلباً لبنانياً منذ عشرات السنين. وتحدث عن الاتفاقيات السابقة التي وقعت بين لبنان وسوريا، بدءاً من معاهدة الاخوة و التنسيق و التعاون و ضرورة مراجعة هذه الاتفاقيات على نحو يحفظ مصلحة لبنان و مصلحة سوريا ايضا"، واعتبر ان الحكومة مدعوة للمباشرة بالنظر في هذه الاتفاقيات من زاويتي المصلحة الوطنية والحرص على التكافؤ، اي بعبارة اخرى الندية.

وقال دولة الرئيس: "بحثنا في اجتماع مجلس الدفاع الاعلى السبل الآيلة الى تعزيز قدرات الجيش والقوى المسلحة الشرعية لكي تقوم بواجباتها كاملة للتصدي للارهاب في طرابلس".

وتحدث دولة الرئيس عن اهمية التزام القوى السياسية الممثلة في هذه الحكومة بالعمل على ترسيخ التضامن ومشاعر التقارب والوفاق بين اللبنانيين ، بما يسمح لنا بخوض هذه المعركة ضد الارهاب على نحو افضل.

كما شدد على ضرورة معالجة اوضاع طرابلس بشكل حازم وحكيم، معتبراً انه يترتب علينا النظر في معالجة مظاهر الارهاب، لكن يجب الا يحجب ذلك عنا اهمية النظر في جذور الارهاب وبعضها يتصل بالحالات الاجتماعية المتدهورة التي تعرفها هذه المنطقة من لبنان. فالمنطقة الشمالية من لبنان من غربها الى شرقها تعاني على الصعيد الاجتماعي على نحو يتطلب من الدولة اهتماماً خاصاً بها في الفترة المقبلة.

وتحدث السادة الوزراء عن الاهمية التاريخية لزيارة فخامة الرئيس الى دمشق، واثنوا جميعهم على ما انجز، لكنهم في الوقت نفسه شددوا على ضرورة متابعة هذه الزيارة والقضايا التي اثيرت دون ان تصل بعد الى خواتيمها، وضرورة الاسراع في معالجة هذه المسائل كقضية المفقودين اللبنانيين في سوريا.

وقرر مجلس الوزراء احالة جريمة طرابلس الى المجلس العدلي، كما قرر الطلب الى مجلس الامن الدولي والامم المتحدة التمديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان سنة اخرى ،من آب 2008 الى آب 2009.

كما وافق مجلس الوزراء على اجراء دورة استثنائية لامتحانات شهادتي البكالوريا والشهادة المتوسطة . وقرر كذلك تغطية كلفة سفر فخامة الرئيس الى فرنسا والى سوريا على سبيل التسوية، واتخذ قراراً بشأن سفر دولة الرئيس وعدد من الوزراء الى مصر والعراق".

ثم دار الحوار الآتي بين الوزير متري والصحافيين:

* اطلعتم على ما جرى في المجلس الاعلى للدفاع ، هل علمتم الى ماذا توصلت التحقيقات حول تفجير طرابلس؟ وبما ان موضوع الجلسة هو موضوع امني بالاساس فلماذا لم يحضر وزير الدفاع؟

- لا نعرف شيئاً بعد عن التحقيقات، لكننا نعرف انها جادة وسريعة . اما عن غياب الوزير المر فلا اعتقد ان هناك اي سبب يتعلق بطبيعة الموضوعات التي ناقشناها.

* لماذا لم يتخذ قرار بتعيين قائد للجيش وبالتعيينات الامنية؟

- سوف يعين قائد للجيش في حينه وهذا الموضوع لم يكن على جدول الاعمال اليوم.

* لماذا لم تطلبوا مساعدة لجنة التحقيق الدولية في جريمة طرابلس؟

- سبق ان طلبت الحكومة اللبنانية من مجلس الامن ان تقدم لجنة التحقيق الدولية مساعدة تقنية في التحقيقات، غير ان مجلس الوزراء لم يرتأِ التقدم بطلب كهذا هذه المرة.

* في ما يتعلق بالتبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا، هل سيكون للحكومة اللبنانية رأي بتعيين السفير السوري في لبنان؟

- تعيين السفير هو حق سيادي للدولة المعنية، لكن كما تعلمون حين يرشح سفير توجه رسالة للدولة المعنية، وعندما توافق هذه الدولة ، يتم اعتماده.

* تردد اسم رستم غزالة كسفير سوريا في لبنان؟

- لا علم لي بأي اسم.

* هل اطلعتم بشكل مفصل على التدابير الاستثنائية التي اتخذها مجلس الدفاع الاعلى بالامس؟ وهل هناك من طلبات معينة قدمتها الاجهزة الامنية والجيش ليبت بها مجلس الوزراء؟

- اطلعنا على مداولات مجلس الدفاع الاعلى واتفقنا على ان يقوم الوزراء المعنيون بمن فيهم الوزراء الذين حضروا هذا الاجتماع بمتابعة مقرراته.

* هل هناك اتجاه بجعل مدينة طرابلس ومنطقة الشمال منطقة منزوعة السلاح للميليشيات ؟ وهل من ضمن هذه الاجراءات هذا التدبير؟

- هناك عزم على معالجة القضية الامنية في طرابلس وكل لبنان. وقد ناقش مجلس الدفاع الاعلى بالتفصيل كل ما يمكن ان تقوم به الاجهزة الامنية والعسكرية بالتنسيق بينها على هذا الصعيد.

* هل سيعطى الجيش صلاحيات استثنائية لمواجهة هذه المرحلة الاستثنائية؟

- لم نناقش بالتفصيل مسألة صلاحيات الجيش او اي من الاجهزة الامنية، انما قرر امس مجلس الدفاع الاعلى تعزيز قدرات الجيش والاجهزة الامنية للقيام بمهامها على افضل وجه ممكن.

* هل التأخير بالتعيينات الامنية عائد الى اشكالات؟

- ليس هناك تأخير، فجلسة مجلس الوزراء اليوم، كانت مخصصة للبحث في جريمة طرابلس وللاطلاع على مجريات زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا ، وقد فعلت هذه الجلسة ما طلب اليها ان تفعل.

* رأى البعض ان عدم تحديد جدول زمني لتبادل السفارات، امر سيطول ويأخذ شهوراً ، لماذا لم يتم تحديد توقيت او جدول زمني لذلك؟

- سوف يقرر ذلك في مجلس الوزراء الخميس المقبل.

*هل سيقرر التوقيت؟

- سوف يصدر مرسوم بتبادل السفارات بناء على قرار يتخذه مجلس الوزراء الخميس المقبل ، وسوف يتزامن هذا مع قرار تأخذه السلطات السورية ايضاً. عندئذ لا يبقى امامنا الا اتخاذ خظوات اجرائية تكلف وزارتي الخارجية باتخاذها.

* هل هناك موعد لزيارة الرئيس الاسد الى لبنان؟

- لم يحدد اي موعد.

* هل هناك اطر زمنية للملفات العالقة بين لبنان وسوريا، غير العلاقات الديبلوماسية؟

- " ليس من اتفاق على جدول زمني لكن هناك امكانية للاسراع في العمل على تنفيذ ما اتفق عليه او متابعة ما بُدىء النقاش به ولم يتفق عليه بعد.

 

العبث اللبنانيّ...

حازم صاغيّة-الحياة - 16/08/08//

على مدى الأسبوع اللبنانيّ الفائت، استعرضت التفاهة نفسها في شكل موسّع. صحيح أن القلق والخوف بعض لوحة السياسة اللبنانيّةّ. وحين تكون هواجس اليوم حادّةً يغدو من الكماليّات التفكير في الغد، والتخطيط للغد، وكذلك التعلّم من الأمس.

مع هذا كان يمكن أن يأتي التعبير عن هواجس اليوم أذكى مما حملته المداخلات التي ناقشت البيان الوزاريّ. فباستثناء كلمات قليلة كالتي أدلى بها النائب سمير فرنجيّة، ومراجعات نادرة لبنانيّاً كالتي أتت على لسان الرئيس حسين الحسيني، مقرونة باستقالته، نُصّب «الحكي» سيّداً للسياسة اللبنانيّة و «الخطاب» عبداً لها. فإذ يُصاغ البلد، أو ينفكّ، في أسسه ومرتكزاته، تلوح المداخلات في معظمها مماحكات أو مهاترات. ولمّا كان التلفزيون يبثّ الجلسة، وهذه من الضرائب التي تدفعها الديموقراطيّة للشعبويّة أينما كان، ولمّا كانت الانتخابات وشيكة، عملت مخاطبة الجمهور الانتخابيّ على جعل المؤهّل للرداءة رديئاً من صنف مميّز.

وهو تردّ يقبل التأويل بأسباب عدّة، غير أن أحدها يتّصل، من غير شكّ، بالمواقع التي تحتلّها القوى السياسيّة من السياسة. ذاك أن من يسمع المتحدّثين في الندوة البرلمانيّة، ويشاهدهم، يتراءى له أننا حيال فئتين: واحدة لا تستطيع أن تحكم وأخرى تريد القضاء على فكرة السياسة جملةً وتفصيلاً.

ولنبدأ بالمجموعة الثانية، لا سيّما منهم نوّاب «حزب الله»، وبالأخصّ أحدهم، النائب علي عمّار. فهنا نحن أمام تباشير السلطة التوتاليتاريّة بوصفها نزعاً للسياسة، لكنْ من دون قدرة على إنشائها بسبب التكوين الطائفيّ للبنان. ويتولّى الدعوة هذه أفراد عرفوا ممارسات العنف اللفظيّ، إن لم يكن أكثر، لكنّهم حتماً لم يعرفوا كيف يختلفون ويتّفقون وينخرطون في لعبة برلمانيّة. لقد جاءت مساهمات هؤلاء تحمل نزق الغضب المراهق الذي سبق أن شاهدناه في تنظيمات شبابيّة أطاحت، بلغة شعبويّة وأفكار ديماغوجيّة قطعيّة، أنظمة ديموقراطيّة لا يُحصى لها عدد. وهنا يحلّ العمل المباشر، أو التهديد به، محلّ الخطاب.

في المقابل، تهبّ المجموعة الثانية، مجموعة 14 آذار، في مواجهة المعطى الثقافيّ الشعبويّ المؤدلج، إلاّ أنها تبقى أسيرة المعطى الثقافيّ الطائفيّ الممزوج بالضيعويّة. ولمّا كانت توازنات القوى الإقليميّة ليست لصالحها، فيما اللحظة الجورجيّة ضاغطة ملحّة، تضاعفت الجرعة الأهليّة في ما يصدر عنها على حساب إدراك العالم المحيط.

فنحن، إلى حدّ بعيد، حيال قديم تقليديّ لا يسعه أن يتجدّد، وطرف أقدم وأوثق صلة بالمقدّسات التي حدّثتها الأدلجة. أي أننا، مرّة أخرى، أمام مصغّر القيصر ولينين، أو الشاه والخميني، من دون كيرنسكي وبختيار اللذين لا يتّسع المجال لهما في بلدان لم يتقدّم تقليدها السياسيّ ولا أقلعت حداثتها الفعليّة.

ودائماً لأن الحسم التوتاليتاريّ مستحيل في لبنان الطوائف، ومستحيلٌ أيضاً تسييد وعي الطوائف من دون أخذ المستجدّات في الاعتبار، يعيش عقّال البلد وأذكياؤه باحثين عمّن يحكمه ويجعله بلداً. وفي هذه الغضون تغدو جريمة طرابلس احتمالاً عاديّاً، والخوف الدائم في محلّه، أجاء من الداخل أم عبر الحدود، وإنجازات قمّة الرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد قابلة لشتّى أنواع النهايات، السعيد منها وغير السعيد، فيما دعوة السيد حسن نصرالله الى الحوار حول الاقتصاد وبناء الدولة، فضلاً عن الدفاع، خبر جريدة ينساه قارئها في اليوم التالي

 

أضعف الايمان - خطاب حسين الحسيني

داود الشريان- الحياة- 16/08/08//

كانت كلمة النائب حسين الحسيني التي سبقت استقالته من مجلس النواب اللبناني، بمثابة براءة ذمة من رجل كان له دور مشهود في صوغ اتفاق الطائف، ولجم الحرب الأهلية. لكنه وجد، بعد كل هذه السنوات، أن الأخطاء المتوالية والتجاوزات الدستورية حالت، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، دون بناء الدولة، حتى وصل اللبنانيون الى عنف السلاح في ما بينهم. فقال، في شكل غير مباشر، إن اعطاء الثقة لحكومة السنيورة، لا يعني أن المشكلة في لبنان انتهت، ولفت نظر اللبنانيين إلى خطورة استبدال الموالاة والمعارضة، بالاتفاق الرباعي. فهذا التغيير من وجهة نظر الحسيني، أفضى في الدوحة إلى تجاوز نتج عنه انتخاب رئيس خارج المجلس النيابي.

الحسيني وجه كلامه الى كل الطوائف اللبنانية، عندما تحدث عن خطورة تحويل الدولة إلى مناطق، واختصار الشعب في تجمعات، وتحويل الدين إلى طائفة، وممارسة الحرب بلا وعي. لكنه في المسألة الطائفية قصد المسلمين أكثر من غيرهم، حين قال ان «اخطر ما يواجه دين أن يصبح طائفة». فهذه العبارة تنطبق على تحول دور المسلمين السياسي في لبنان، فالإسلام في لبنان كان تعبيراً عن أمة، لكن الخلاف بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، ضخّم من شأن المذاهب، وفتح باب التعصب المذهبي، فألحق المسلمين بالطوائف.

بل لعل حسين الحسيني قصد «حزب الله» أكثر من غيره، من خلال التذكير بـ «وثيقة المجلس الشيعي» ، فكأنه أراد من هذا التذكير أن يلفت نظر اللبنانيين في شكل عام، والشيعة منهم في شكل خاص، الى أن الصورة التي رسمها «حزب الله» للشيعة في لبنان، ليست هي الصورة التاريخية والحقيقية. فالشيعة، بحسب الوثيقة، لا يقرون الأطروحات التي راجت قبل وخلال الأزمة الأخيرة، و يرفضون «تشويه وجه لبنان الحضاري بتحجيم دوريه العربي والدولي أو جره إلى أي محور عربي ودولي». ومثلما أنصف الحسيني صورة الشيعة في لبنان، فهو أيضا رفع صوته بوجوب المحافظة على مكانة الرئاسة ودور الرئيس، وعلى نحو فاق في وضوحه دعوات البطريرك صفير، مطالباً، بدور أهم لرئيس الجمهورية الذي يعني التعدي على دوره، أو تهميشه، تغيير التركيبة السياسية التي عاش فيها لبنان منذ الاستقلال

 

جبهة الحرية" عقدت مؤتمرها الثاني بحضورالوزير باسيل وشخصيات

ابو ناضر: هدفنا ميثاق وطني جديد وثابت يؤمن ديمومة الكيان والمواطنية 

عقدت "جبهة الحرية" اليوم مؤتمرها الثاني "جبهة الحرية: مؤسسة راسخة لتغيير آت " في مركز بيت عنيا - حريصا، في حضور وزيرالإتصالات المهندس جبران باسيل، النائب فريد الياس الخازن،الوزير السابق ناجي البستاني، الرئيس السابق لحزب الكتائب ايلي كرامه، رئيسة حزب "وعد" جينا حبيقة، رئيس إتحاد الرابطات المسيحية حبيب إفرام، ممثل "تيارالمرده" السيدة ريتا قرقفي، ممثل حزب "حراس الارز" جوزيف طوق، رئيس الحزب "الديمقراطي المسيحي" شارل سركيس ، رئيس رابطة الروم الكاثوليك مارون ابو رجيلي، الاب يوحنا وهبه ورؤساء احزاب وبلديات ومخاتير ورجال دين بالاضافة الى ممثلين عن تجمعات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وقوى إغترابية. كما شاركت وفود من مناطق لبنانية مختلفة. والقى المنسق العام لـ "الجبهة" فؤاد ابو ناضر كلمة قال فيها:"لو لم يكن لبنان بلدا يستحق الحياة لكان زال من الوجود و منذ زمن بعيد. لكن لبنان المليئ بالشغف، القضية القائمة بذاته، فسحة الحرية المطلقة، لبنان الرسالة، هو مثال نحافظ عليه ونحميه، ونطمح لتثبيته وتطويره مع اخوتنا في المواطنية. تحقق جزء من حلمنا بانسحاب جميع الجيوش الاجنبية، واعتراف الجميع بنهائية الكيان اللبناني. يبقى أن نحسِنَ بناء الدولة الحديثة، القوية المبنية على الحرية، والمساواة والامن والكرامة". وتابع "اننا نؤمن ونناضل من اجل تغييرات. وبداية التغيير تبدأ بالحقيقة، وشجاعة الاعتراف باخطائنا وتقبل الآخر. حان الوقت لاخذ المبادرة وطرح مشروع حل لهذه الازمات المتمادية وكأنها لعنة قدر، فاللبناني يحلم برؤية جديدة، يعتبر الجمود خصمه الاساسي ويمتلك ارادة التغيير". وأشار إلى ان "ما يقلق اللبنانيين غياب الحلول البديلة العقلانية، ما يغيظهم هو قدرهم مع هذه الطبقة المنافعية الزبائنية من السياسيين اللبنانيين. تعب اللبنانيون بما فيه الكفاية، ولنقل معا، لبعض هؤلاء الساسة، لقد امضيتم وقتا طويلا في تجارة الدماء، نعم ، دماء اهلنا، وقتل الامل عند شبابنا، حان وقت رحيلكم". 

ثم طرح "رؤية جبهة الحرية للحل المنشود من اجل التغيير الاتي:

1 -ان غاية كل نظام سياسي تأمين الرقي الانساني القائم على الكرامة والحرية ،وثقافة المواطن الملتزم بهدف ترسيخ القيم الانسانية.

2- الجمهورية اللبنانية نتاج عقد اجتماعي توافقي متجدد, لان المجتمع اللبناني تعددي, فلبنان دولة تعاقدية بامتياز.

3- لبنان وطن عريق،متواصل التاريخ،نهائي،دائم،سيد،حر،نظامه جمهوري ديمقراطي برلماني دستوري قائم على ال10452 كلم مربع كما عرفه المؤسس الاول لجبهة الحرية في العام 1976 الدكتور شارل مالك.

4 -المناطقية regionalisme هي المقترح الامثل بنظرنا للمجتمع اللبناني لانها تؤمن الاتي:

أ- اشراك المواطن في اتخاذ القرارات الماسة بحقوقه اليومية الحياتية الخاصة.

ب-تكريس الديمقراطية التوافقية والتي تنفي الاكثريات العددية وتزيل الاشكاليات المسيحية الاسلامية.

ج- تأمين الانماء المناطقي المتوازن.

د- احترام ثقافات وقيم وتقاليد ومعتقدات المجموعات اللبنانية كافة.

5- اعتماد الحياد الايجابي الدائم والمضمون دوليا، مع الاخذ بعين الاعتبار دور لبنان المؤسس في كل من جامعة الدول العربية والامم المتحدة ،الملتزم بالقضايا العربية وخاصة بالقضية الفلسطينية بمواجهة اسرائيل, ومن غير تفضيل مصالح مجتمعات او دول اخرى على حساب مصالحه اومصالح شعبه,كقناعة وقاعدة ثابتة للتعاطي العقلاني الموضوعي في العلاقات الدولية التي تبعده عن محاور صراعات تضارب وتلاقي مصالح السياسات الدولية .على ان يخول هذ الحياد لبنان, القيام بدور فاعل في محيطه والعالم لتذليل الفروقات بين المتخاصمين والمتباعدين من اشقائه واصدقائه.وهنا نشير باننا كنا اول من طرح مبدأ الحياد الايجابي ,وبالمناسبة يسرنا ان نرى ترداد هذا المبدأ مؤخرا من قبل بعض السياسيين ,آملين عدم استعماله للاستهلاك المرحلي والمزايدة السياسية الفارغة.

6 -لبنان الوطن المثال للشراكة المتوسطية، اوليس هذا تحديدا دور لبنان الرسالة بحسب السينودس ،لبنان جامع الحضارات وحاضنها، بين اصالته المشرقية المتجذرة في هذه الارض من جهة، و كيانيته العاشقة للحرية المنفتحة على العالم بحدوده التي لا حد لها.

7 - المواطن الملتزم, الشرط الاساس لبداية التغيير ،وهو المواطن الذي يمارس حقوقه ومسؤولياته بفعالية ووعي في ادارة الشأن العام بطريقة ديمقراطية وهو باختصار نتيجة النظام الثقافي المنشود اتباعه في البلاد".

 

مصادر وزارية تستبعد توصل مجلس الوزراء الى اتفاق في شأن تسمية قائد الجيش وقائد الاستخبارات

وكالات/عقد مجلس الوزراء في قصر بعبدا جلسة برئاسة الرئيس ميشال سليمان وحضور الوزراء باستثناء الوزيرين الياس المر وبهية الحريري. ويبحث المجلس في التطورات الاخيرة على الساحة المحلية والاقليمية لا سيما موضوع الامن وتفجير طرابلس، والقمة اللبنانية- السورية التي عقدت في دمشق بين الرئيس اللبناني ونظيره السوري بشار الاسد، وسيطلع سليمان الوزراء على نتائج القمة. وافادت مصادر وزارية، ان البحث سيتناول بشكل خاص سبل تعزيز صلاحيات الجيش وتفعيلها اضافة الى المقررات التي توصل اليها المجلس الاعلى للدفاع بعد اجتماعه امس والتي بقيت بعيدة عن الاعلام. كما استبعدت المصادر ان يتوصل المجتمعون الى اتفاق في شأن تسمية قائد الجيش وقائد الاستخبارات.

 

معتقلون!

ملحم الرياشي

موقع لبنان الآن/"الدولة تـمثّل تحقيق الحرية" قال هيغل ، والحرية تفترض مضامين عمل ونشاط متكافئين يـميّزان بين الصديق وبين الصديق، وبين الصديق وبين العدو، ومن المفترض بالتالي، بحكم هذه الفلسفة الهيغيلية، أن يعود الأسير من أيدي العدو بشكل يختلف عن عودة المسجون أو المعتقل أو حتى الأسير "يا سيدي" من أيدي الشقيق! ماذا حصل في سوريا؟ ولماذا تكتنف ملف السجون هذه الأسرار؟ وماذا يعني وزير الخارجية وليد المعلم بقوله إحالة الملف على اللجان؟

نفترض في مقاربة بسيطة لقضية المعتقلين أن، لا يجوز الجمع بين الجانب الإنساني والجانب السياسي، لذلك يجب فتح السجون السورية –لانها سجون دولة- أمام ما تمثله الدولة ومنطق الدولة من تحقيق طبيعي للحرية وحق المعرفة، فتُفتح السجون على مصراعيها، نعم على مصراعيها، لأهالي الموقوفين لتحديد أماكن توقيفهم، لان الدولة الشقيقة تتعاطى من هذا الباب مع شقيقها وليس، ولا لزوم للجان الصليب الأحمر الدولي إذا كان المنطلق دولتين لا عداوة بينهما، فكيف بالحري شقاقة (وهي اشتقاق من شقيقة او شقاوة اذا شئتم)، ولا يجوز كذلك أن نقتل فرح خروج الاسرى من سجون العدو بغشاوة الحقيقة عن الاسرى في سجون الصديق.

أشار الوزير المعلّم إلى ضرورة أن تكثف اللجنة القضائية اللبنانية السورية المعنية بالملف لقاءاتها. فليكن؛ لكن الأهم يا معالي الوزير أن تنشر هذه اللجنة أو وزارة الداخلية السورية أسماء الموقوفين لديها ومواقع اعتقالهم لتتمكن عائلاتهم من زيارتهم او التواصل معهم او تلقي الرسائل ولو ممحاة بعض سطورها بيد الرقابة؛ فنعرف تلقائياً عبر اللائحة هذه، أن من لم تصدر اسماؤهم ليس في الاصل هناك.

ليس لاني معني بهذا الملف ولدي ثلاثة رياشيين تائهين منذ العام 1984 بين طرق لبنان وطريق الشام، بعض أهلهم توقف قلبه تعباً من الانتظار، والبعض الباقي يعيش وجع هذا الانتظار لعودة من ضباب كثيف لا يرى أحد ما بعده، فيتحول إلى انتظارٍ لا يشبه سواه، لانه لعودةٍ غير أكيدة ومن عالم غير معروف يشبه انتظاراً لآتٍ من عالم الأموات... يا خوفنا! يروى أن حكيماً مازح شاباً يحمل في يده "قنديل" فسأله: من أين تأتي النار بعدما تنطفىء؟ أجاب الشاب:"إن قلت لي إلى أين تذهب، أخبرتُك من أين تأتي! لا نريد أن نعرف لا إلى أين ولا متى أو كيف تأتي، نريد ان نعرف اين المعتقلين المحسوبين في سوريا بالاسم والموقع، سجناً كان هذا الموقع... أم قبراً. نعرف وكفى!

 

شمس الدين لـ "صوت لبنان": أي سلاح لا ينتمي لمؤسسة الدولة هو خطير وإشكالي

صوت لبنان/أكد وزير التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين في حديث لصالون السبت من إذاعة صوت لبنان الحفاظ على السلم الأهلي وضبط الأمن هما المسؤولية الأساسية لهذه الحكومة مشدداً على الرغبة لدى الجميع وهو ما لمسه بالأمس بالتضامن الحكومي حفاظا على مصلحة الوطن والمواطن .

شمس الدين وإذ لاحظ إنفراجا إقليمّياً قال ان هناك طريقاً داخلياً نشقه ولو بصعوبة داعياً الى بدء المعالجة من طرابلس .

وأوضح ان المجلس الأعلى للدفاع أقـرّ تعيينات لتصرف وليس أموراً تحتاج الى قرارات من مجلس الوزراء وقال ان هناك تصميماً على التصدي للإرهاب وهو تعبير إستُخدم أمس .

وأكد ان الأرهاب ليست له هوية وإذا إكتشفنا له هوية يجب ألا نتوقف عن التصدّي له مهما كانت هذه الهوية ، مشدداً على الحاجة الى إجراءات إستباقية للجرائم والتفجيرات ، لافتاً الى ان مجلس الوزراء لم يناقش بالمعنى التقني خطة أمنية معينّة .

شمس الدين لاحظ ان الجيش يُستهدف لأنه رأس حربة الدفاع عن لبنان مشدداً على انّ التعرض للجيش هو كسر شوكة لبنان وقال ان التكاتف وراء الجيش هو حماية لكل لبنان معتبراً ان شهداء الجيش ليسوا مناطقيين إنما وطنيون .

وإذ جزم بأنّ جلسة مجلس الوزراء أمس دعمت الجيش والقرار السياسي كُتب ، شدّد على ان أي سلاح لا ينتمي لمؤسسة الدولة هو خطير وإشكالي .

وأضاف شمس الدين ان السلاح خارج المخيمات سواء أكان فلسطينيا أو غيره غير مقبول وغير مقنع ويجب ان يُنزع سائلاً عن جدواه ومعناه .

شمس الدين رفض ان تبحث طاولة الحوار في أمور غير الإستراتيجية الدفاعية مثل إستراتيجية إقتصادية او بناء وغيرها لأن مجلس الوزراء هو الذي يبحث في مثل هذه المواضيع مشيراً الى ان طاولة الحوار إطار إستثنائي وموقت لضرورات وقال يجب الاّ تتحمل أكثر مما تحتمل او أكثر مما نريد لها بهذا الشأن ولا نريد أموراً اضافية عليها .

ولاحظ شمس الدين ان الصياغة الحالية للبيان الوزاري تُغني عن عبارة في كنف الدولة لأن من دخل في مجلس الوزراء هو في كنف الدولة وقال ان المقاومة ليست إطاراً مغلقاً بل هي مقاومة المدنيين مشيراً الى ان السلاح ليس هو القضية إنما المقاومة القضية.

شمس الدين قال نريد من إيران ما ترضاه لنفسها موجهاً نداء الى الجمهورية الإسلامية والدول القادرة الى دعم لبنان ومساندته حتى يحفظ أمنه وحدوده وحرية أراضيه ملاحظا أن تجهيز الجيش ليس كافياً.

وأكد انه مع توسيع عدد المشاركين في طاولة الحوار داعياً الى إشراك عناصر من خارج الدائرة الحزبيّة.

وعن الإنتخابات النيابية المقبلة ، لاحظ شمس الدين ان النظام الإنتخابي الحالي ينتج ديناصورات تتوالد بنفسها واصفاً هذا النظام بالمقفل وبأنه ينتج إزمات يقتل نفسه وأبناءه كاشفاً أنّه مرشّح للإنتخابات النيابية وفي بيروت وداعياً جميع الناخبين الى عدم التقيّد بمــا أسماها " البوسطات " .

شمس الدين وإنطلاقا من إستقالة الرئيس حسين الحسيني من مجلس النواب ، لاحظ مشكلةً داخل الطائفة الشيعية وملفاتٍ يجب ان تُفتح وتُعالج معتبرا ان الحسيني قرع الباب لمناقشة هذه الأمور .

وطالب شمس الدين بأن تشكّل إستقالة الحسيني صدمةً إيجابية داخل طائفته وتحدث مراجعة وإعادة نظر منبهاً الى ضرورة سماع وجهة النظر والرأي الآخر خارج الثنائيّة الحزبيّـة .

وقال ينبغي ان يذكركم الناس في السنوات المقبلة بشيء حسن فعلتموه وليس في معركة قُتل فيها كثيرون وإنتصرتم فيها .

وعن القمة اللبنانية – السورية رأى شمس الدين مساراً جديداً في العلاقة بين لبنان وسوريا وقال إن العلاقة بين البلدين يجب ان تكون صحيّة وطبيعية وإذا ساءت فمن واجب لبنان قبل سوريا أن يسعى الى تصحيحها.

ووصف زيارة الرئيس ميشال سليمان الى سوريا بالجيّدة والناجحة مشيداً بإنجاز العلاقات الديبلوماسية متحدثاً عن آليات للتنفيذ لكنّه لاحظ أنّ ترسيم الحدود مؤجـّـل .

وعن مصير المفقودين ، نقل شمس الدين عن وزير العدل إبراهيم نجار إشارات إيجابيّة وتقدماً معرباً عن إعتقاده بأن سوريا ستتعاون في هذا الملف جدياً لأنّ الوضوح في صالحها .

شمس الدين إعتبر ان هناك تقصيراً في قضية الإمام موسى الصدر مجدداً المطالبة بلجنةٍ وزارية خاصة ُتتابع الموضوع .

 

 

كشفت بعض فصوله دراسة للمعهد الأمني الإسرائيلي

 مثلث إستخباراتي روسي وسوري وإيراني لإفشال الضربة الإسرائيلية لطهران

الثروات الطبيعية الايرانية حافز ميدفديف للدفاع عن ايران

موسكو كشفت لطهران شبكة من العملاء الإيرانيين للموساد

المجال الجوي التركي الممر المتوقع للطائرات الإسرائلية لقصف المفاعلات الإيرانية

 إعداد - معتز أحمد: السياسة

/ كشفت دراسة اعدها »المعهد الامني الاسرائيلي« أخيراً اعتبرت من أهم الدراسات الإسرائيلية المتعلقة بالجدل الحاصل حالياً بشأن توجيه ضربة عسكرية الى ايران, والتهديد الذي تمثله طهران وسياساتها الخارجية أو حتى الداخلية على تل أبيب, عن تفاصيل دقيقة ومثيرة وتنشر للمرة الاولى عن التحركات الإسرائيلية الهادفة إلى ضرب إيران وتحديداً قدرتها النووية, وهي التحركات التي باتت واضحة للعيان, وترصدها كثير من الأجهزة الاستخباراتية سواء الإقليمية في الشرق الأوسط أو العالمية في أوروبا والولايات المتحدة, واعد الدراسة التي تحمل اسم"مثلث التعاون"عدد من كبار الخبراء العسكريين السابقين في الجيش الإسرائيلي ممن خدموا في الكثير من الأجهزة والأسلحة ذات الطابع الاستخباراتي, من" الموساد" والاستخبارات العسكرية"أمان" وجهاز الأمن العام "شاباك"وغيرها من بقية الوحدات الاستخباراتية المختلفة, والكثير منها يمارس عمله في جمع وتحليل المعلومات بسرية, ويرتبط عمله بعدد من الهيئات والمؤسسات الإسرائيلية ليس فقط في تل أبيب, بل حول العالم مثل وزارات: الخارجية, الصناعة والبيئة وهي من أبرز الوزارات الإسرائيلية التي هي على تواصل دائم مع العالم الخارجي.

فناء

ولم يذكر المعهد  أسماء من اعد هذه الدراسة, إلا أنه اكتفى بذكر أنهم من"خيرة الإسرائيليين"ممن خدموها وأفنوا حياتهم من أجلها بلا أي مقابل.

وتشير الدراسة في بدايتها إلى الأنشطة التي يمارسها عدد من الأجهزة الاستخباراتية الدولية عبر العالم, وهي الأجهزة التي تتابع الأنشطة التي تمارسها تل أبيب والهادفة إلى ضرب إيران, وبالتحديد في ظل التهديدات المتزايدة التي تمثلها إيران لإسرائيل على أكثر من صعيد. 

ومن أبرز هذه الأجهزة التي تناولتها الدراسة جهاز الاستخبارات الروسية الذي رصد هذه الأنشطة الإسرائيلية بعناية, ولا سيما في ظل التعاون الوثيق بين موسكو وطهران, وتعاون كلا الطرفين مع دمشق التي مازالت تحرص على التعاون مع إيران. رغم سيرها في الوقت نفسه في اتجاه دعم مباحثات السلام مع إسرائيل, وهو ما بات واضحاً مع الزيارة الاخيرة للرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران في الأول من شهر أغسطس الجاري, بالإضافة إلى رصد الدراسة لكثير من أشكال التعاون الثلاثي الروسي-الإيراني- السوري. وهو التعاون الذي ارتقى إلى درجات متقدمة من التنسيق وتبادل المعلومات منذ العام 2006 حتى الآن. إذ يتلقى الكثير من العسكريين السوريين والإيرانيين دورات دراسية وتدريبية بصورة دورية منذ بدايات العام 2006 في روسيا بصورة سرية, وهي الدورات التي تعرفها الدراسة بدورات التعامل مع الأزمات وخصوصاً في حال تعرض إيران أو حتى سورية لأي تهديد أو خطر عسكري من الممكن أن يهدد استقرارهما السياسي.

وتزعم الدراسة أن هذا التعاون سريا للغاية, ولا يعرف عنه الكثيرون عبر العالم شيئاً, إلا أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رصدته بل حصلت على أسماء بعض الضباط الإيرانيين والسوريين ممن تلقوا بعض هذه الدورات التدريبية.

وتكشف أن هذه الدورات تركزت على التعامل مع بعض من الأسلحة الجديدة التي حددتها روسيا ومنها إلى طهران ودمشق وهي الأسلحة التي عرضت لها الدراسة مثل سلاح "الخوذة الحساسة" التي تستطيع الكشف عن مصدر الخطر للمقاتل عن طريق أجهزة استشعار حساسة تنبهه للخطر, الى جانب أسلحة رشاشة سريعة الطلقات يتم برمجتها الكترونيا بحيث تستخدم في أكثر من مجال سواء كبنادق رشاشة أو مدافع وفقاً لما يوجهها المقاتل, الى جانب بعض طائرات الهيلكوبتر من جهة أو الطائرات المقاتلة التي صدرتها موسكو إلى كلتا الدولتين.    

وتعود الدراسة للإشارة إلى أن "هذا التعاون بين هذه الأطراف يعود في الأساس إلى سببين أساسيين: الأول وهو الرعاية الأميركية غير التقليدية لإسرائيل, وهي الرعاية التي رأت موسكو أنها باتت تشكل خطراً على مصالحها في المنطقة, وأن لها مصالح قوية مع دول لها وزنها وثقلها في الشرق الأوسط مثل سورية وإيران المتعاونتان عسكرياً مع موسكو في كثير من المجالات«. 

وعند هذه النقطة بالتحديد تشير الدراسة إلى وجود توتر كبير برز أخيراً بين موسكو وتل أبيب "بسبب امتعاض الكثير من المسؤولين الإسرائيليين وتعبيرهم عن قلقهم لنظرائهم الروس بسبب عمق التعاون العسكري الروسي-الإيراني-السوري الأمر الذي أغضب موسكو التي انتقدت هذا الأمر بشدة, ورأت أنه يندرج تحت بند الشكاوى الوقحة التي يثيرها بعض المسؤولين في تل أبيب بين الحين والآخر«.

والامرالثاني يعود إلى رغبة روسيا في تكوين تحالف ستراتيجي لها في الشرق الأوسط, وهو التحالف الذي سيكون درعاً قوية لها تخدم مصالحها الستراتيجية والعسكرية على المدى الطويل, وهو ما قاله صراحة أحد كبار العسكريين الروس اثناء زيارة سرية له إلى دمشق أخيراً, واجتماعه هناك مع بعض من العسكريين السوريين, وعلى هامش اتفاق دمشق تم استيراد عدد من الأسلحة العسكرية المتقدمة من موسكو, وهي أسلحة الدفاع الجوي والمنصات المضادة للصواريخ والتي ابتكرتها روسيا أخيراً. 

سلام إسرائيلي-سوري

وتوضح الدراسة ان »رغم وجود أجواء ترقب لإبرام اتفاق سلام بين تل أبيب ودمشق, إلا أن موسكو في النهاية لديها مصلحة ملحة في دعم سورية وإيران كحلفاء لها في المنطقة, تماماً مثلما كانت موسكو تحتضن مصر اثناء حربها مع إسرائيل في منتصف الستينيات من القرن الماضي, في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تحتضن تل أبيب وتوفر لها كل متطلباتها, سواء العسكرية أو الاقتصادية أو الأمنية".

وتنبه الدراسة إلى نقطة مهمة للغاية يعود إليها الفضل في تعميق العلاقات بين الثلاثي موسكو وواشنطن وطهران وهو"العقلية الاقتصادية" التي باتت تدار بها روسيا في هذه المرحلة, والتي تبلورت بشكل ملحوظ مع تولي الرئيس الحالي ديمتري ميدفديف مقاليد الأمور في بلاده. إذ يرى ميدفديف, وهو رئيس سابق لمجلس إدارة شركة "غاز بروم" الروسية, وهي إحدى أكبر شركات الغاز في العالم, أن التعاون"الاقتصادي بين موسكو وطهران سينعكس ايجابياً على بلاده في النهاية, ولا سيما أن إيران فيها الكثير من الثروات الطبيعية التي من الممكن أن تعود إيجابياً على روسيا". إذ كشفت بعض الدراسات التي اعدها الخبراء الروس عن ايران عن تلك الثروات والتي من الممكن أن تستفيد منها موسكو بقوة ومنها الغاز الطبيعي أو البترول أو حتى الثروات الزراعية وغيرها من الثروات التي تدفع عدداً من الدول الأوروبية الآن للتعاون الوثيق مع إيران رغم العقوبات التي تهدد الولايات المتحدة بفرضها بين الحين والآخر عليها.

بالإضافة إلى نقطة مهمة أخرى, وهي أن إيران تؤدي دورا حاسما في كثير من الملفات التي تهم موسكو بشدة, وذات صلة قوية بالشأن الأمني الروسي مثل العراق, وبالتالي فإن التعاون بين إيران وروسيا مهم للغاية ولا سيما على الصعيد الاقتصادي الذي يمثل أهمية كبيرة لرجل أعمال في الأساس مثل الرئيس ديمتري ميدفديف.

وتضيف الدراسة "أن هذه العقلية لا تختلف كثيراً عن العقلية التي كانت تدار بها موسكو في عهد الرئيس الروسي الأسبق فيلاديمير بوتين ,بل تعتبر استكمالاً لها الا إن ميدفديف بات ينفذها بطريقة اقتصادية تثير الددهشة.

تعاون وثيق

وعن هذه النقطة بالتحديد يشير موقع "ديبكا" الإسرائيلي وثيق الصلة بالاستخبارات الإسرائيلية في تقرير له وضع في نهاية شهر يوليو الماضي, إلى مدى أهمية هذه النقطة اذ يزعم أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت اجتماعات دورية على أعلى مستوى بين بعض كبار العسكريين الروس ونظرائهم الإيرانيين, وهي اللقاءات التي اتخذت طابعاً في منتهى الأهمية أخيرا بعد المناورات الجوية والبحرية التي اجرتها تل أبيب بالاشتراك مع اليونان, والتي كانت للتدريب على ضرب أهداف جوية تماثل تماماً الأهداف العسكرية الموجودة في إيران.

المثير للانتباه في هذه النقطة, ان رغم الاهتمام الإيراني والروسي بهذه المناورات, إلا أن بعضاً من التقارير الإسرائيلية التي أشار إليها تقرير »ديبكا« زعمت أن هذه المناورات ما هي "إلا عبارة عن عملية خداع وتضليل كبرى, الهدف منها الايحاء بالسيناريو الذي تنوي إسرائيل من خلاله مهاجمة إيران. إذ أكدت هذه التقارير أن هؤلاء الخبراء الروس والإيرانيين زعموا أن الطيران الإسرائيلي يستعد بالفعل لمهاجمة إيران, ولكن عن طريق تركيا وهو ما قاله صراحة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين لعدد من قادة الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية أخيراً وتابعته الدوائر الإعلامية الإسرائيلية بقلق بالغ ولا سيما أن هناك تقارير سرية إسرائيلية تحدثت بالفعل عن أن المجال الجوي التركي سيكون الطريق اذا قررت إسرائيل بالفعل ضرب إيران, وهو ما يعكس تحرك تل أبيب والذي يسير في أكثر من اتجاه من أجل تأمين ضربة جوية قوية مركزة ضد إيران والتحضير لأكثر من مجال أو ساحة لذلك.

وتقول الدراسة: "إن موسكو رأت أن أفضل طريقة لتوثيق التعاون مع إيران وحمايتها من أي ضربة عسكرية إسرائيلية تخدم مصالح تل أبيب وواشنطن على حد سواء التعاون الاستخباراتي معها, وضم سورية إلى هذا الدعم" من أجل تكوين ما اسمته الدراسة "مثلث التعاون الاستخباراتي بين الدول الثلاثة, وهو المثلث الذي ستتحطم عليه الأهداف التي تسعى تل أبيب إلى القيام بها.

وتكشف أن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات السورية والإيرانية اجتمعوا في نهاية شهر يونيو الماضي سراً في طهران من أجل هذا الهدف. 

وتوضح أن "أبرز القادة السوريين الذين شاركوا في هذا الاجتماع كان الجنرال سلطان فؤاد رئيس قسم وحدات العمليات في الداخلية السورية والمسؤول الأمني والاستخباراتي عن ملف الأقليات في سورية, الى جانب الديبلوماسي الإيراني حسيني أحمد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في وزارة الخارجية الإيرانية".

قلق روسي

وتزعم الدراسة "أن الحرب بين كل من الأجهزة الاستخباراتية الروسية والإيرانية والسورية من جهة و"الموساد" وغيره من الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية من جهة أخرى اشتلعت وخصوصاً رصد أنشطة سرية تمارسها تل أبيب من أجل زعزعة أسس الحكم في إيران, وهي الأنشطة التي ستخدم إسرائيل وبقوة في حال توجيها ضربة عسكرية إلى إيران, اذ ستتطلب الضربة الجوية ضربة برية مساندة, وهو الوصف الذي استخدمته الدراسة, للعمل الاستخباراتى من أجل التمهيد لهذه الضربة والمساعدة على تركيزها حتى تكون مؤثرة.

وتكشف الدراسة عن أن "المخابرات الروسية قدمت الى نظيرتها الإيرانية سجلاً وبالأسماء يكشف عن المحاولات الاسرائيلية لتجنيد العلماء من طبقة الصفوة الإيرانية , وكذلك من الأوساط الطلابية في الجامعات الإيرانية ومحاولة إقناعهم بالتجسس لصالح الموساد".

ومن أبرز الطبقات أو الفئات التي تسعى إسرائيل إلى تجنيدها طبقة العلماء والباحثين العلميين وكبار الصناعيين, وتهدف تل أبيب من تجنيدهم إلى وضع الإغراءات المالية, بل وحتى الجنسية أمامهم من أجل حثهم على العمل لديها, من خلال التواصل مع هؤلاء العلماء, سواء عبر الإنترنت أو حتى عند سفرهم إلى الخارج, وهي الوسيلة الأكثر شيوعاً والتي تتبعها إسرائيل عند تجنيد عملاء لها في دول العدو اذ تسعى إلى استقدام هذا العميل الى دولة أجنبية وتتواصل معه بطريقة أو بأخرى, وتقنعه بالعمل لمصلحتها بعد أن توثق معه علاقاتها وتتفق معه على جميع أطر العمل اللازم لتحقيق أهدافها.

اللافت أن الدراسة تزعم أن "الاستخبارات الروسية سلمت نظيرتها الإيرانية أخيراً تقريراً أكتفت الدراسة بالإشارة إلى أنه "خطير جدا" وأوضحت فيه أن الاستخبارات الإسرائيلية باتت تنشط وبقوة بين عرب الأهواز المتواجدين في إيران وبالتحديد في المناطق الحدودية, بالإضافة إلى تواصل الاستخبارات الإسرائيلية أيضا مع عدد من الأطراف والقيادات البهائية الإيرانية, وهو ما أصاب الإيرانيين بصدمة ودهشة شديدتين وخصوصاً أن الأسماء التي قدمتها موسكو إلى طهران في إطار هذا التقرير عكست اختراقا إسرائيلياً محكماً ومركزاً ضد إيران.

وهو الاختراق الذي دفع بالرئيس الإيراني أحمد نجاد إلى توبيخ عدد كبير من قادة جهاز الاستخبارات, استبعد ثلاثة بل من أهم وأبرز قادته من دون أن تذكر الدراسة شيئاً الا غير أنها اكتفت بالقول بأن هؤلاء المسؤولين كانوا من أبرز القادة في جهاز الاستخبارات الإيرانية, ومن أهم المحافظين المقربين من الرئيس الإيراني عندما كان عمدة لطهران قبل سنوات. الا ان هول المفاجأة من التقرير الذي قدمته موسكو إليهم دفعهم إلى التضحية بهذه الأسماء, بل ومطالبة عدد من المحافظين ممن يشغلون مناصب عليا في الجيش والسلطة إلى محاكمة هؤلاء, إلا أن الرئيس نجاد سعى إلى رأب الصدع والاكتفاء فقط بالاستغناء عنهم والتقليل من حجم البدلات, سواء المالية أو الاقتصادية الممنوحة إليهم, والتي تمنح للعسكريين بعد انتهاء خدمتهم خصوصاً وأنهم بالفعل خدموا إيران وعلى مدى سنوات طويلة وقدموا لها خدمات كبرى. إلا أن الموساد وبفضل فارق الإمكانيات والتعامل اللاإنساني الإيراني مع الأقليات الأهوازية أو البهائية نجح في خداعهم, الأمر الذي تطلب معه ضرورة الاستغناء عنهم لا سيما وإن السلبيات التي كان من الممكن أن تنجم من وراء تجنيد هؤلاء العملاء, ستكون كبيرة للغاية إن لم تنقذ موسكو طهران وتمنحها أسماء هؤلاء العملاء .

وعن هؤلاء العملاء تحدثت بعض من التقارير الصحافية الإسرائيلية أخيراً  موضحة أن: "أخطرهم كل من الطبيبين الأخوين اراش وكامر علاي اللذين تزعم السلطات الإيرانية أنهما عملا بصورة غير قانوني للدعاية لإسرائيل وترويج الأمراض الخطيرة مثل "الإيدز" أو غيرها من الأمراض التي تضر بصحة الإيرانيين, وهي اتهامات خطيرة للغاية الهدف منها نيل تعاطف الإيرانيين مع السلطات وإظهار الأمن الإيراني في صورة الجهاز اليقظ الفعال القادر على حماية طهران من أي خطر".

جورجيا

وتنتهي الدراسة الى التأكيد أن تل أبيب عرفت بأمر هذا التعاون الثلاثي الأبعاد الخطير بين موسكو وسورية وإيران, الأمر الذي دفعها إلى التفكير في ضرورة الرد على موسكو, بالتحديد ولاسباب عدة أهمها, أن موسكو هي أكبر ضلع في أضلاع هذا المثلث الذي يهدد تل أبيب, الأمر الذي دفع بالأخيرة إلى محاولة ضرب هذا الضلع بالتعاون مع أكبر المعادين له وبالتحديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة, وعلى رأسها جمهورية جورجيا والتي ترتبط حالياً بعلاقات سلبية للغاية مع موسكو بسبب اتخاذها الكثير من السياسات, التي رأت موسكو أنها تعرض أمنها للخطر الأمر الذي دفع بإسرائيل إلى التوجه نحو توثيق تعاونها السياسي والعسكري مع جورجيا. وتزعم الدراسة: "أن تل أبيب صدرت إلى جورجيا الكثير من أنواع الأسلحة المتطورة سواء من البنادق العسكرية السريعة الطلقات من جهة أو الخوذات العسكرية المزودة بالدروع التي تساعد المحارب على مواجهة أي تهديد من الممكن أن يتعرض له".

ولقد زار قبل اسابيع وفد من هيئة تطوير وتصنيع الأسلحة الإسرائيلية"رفائيل" جورجيا من أجل البحث في التعاقد مع بعض من الأسلحة الإسرائيلية لجورجيا, وهو الوفد الذي اتفق بالفعل على تصدير بعض من هذه الأسلحة إليها الأمر الذي أصاب الروس بالقلق ودفعهم للتأكيد صراحة بأن الحرب الاستخباراتية الباردة بينهم من جهة وبين الإسرائيليين من جهة أخرى باتت وبالفعل حامية, وخصوصاً في ظل التحركات التي تقوم بها تل أبيب من جهة وموسكو من جهة أخرى.

المثير أن بعض من التقارير الصحافية الإسرائيلية كشفت عن أن عدد من هذه الأسلحة تم استخدامه في المعارك التي تدور في إقليم أوسيتيا في جورجيا حيث اندلعت المواجهات بين القوات الروسية والجورجية.  

وبالتالي تكشف هذه الدراسة احداهم فصول التعاون والتحالف الاستخباراتي الروسي-السوري-الإيراني, وهو التحالف الموجه ضد إسرائيل والذي يمثل الفصل الأول من فصول الحرب التي تستعد مجموعة من الدوائر سواء السياسية أو العسكرية في تل أبيب إلى شنها على إيران, الأمر الذي يجعل هذه التحركات الاستخباراتية بين الأجهزة سواء الروسية أو الإسرائيلية أو الإيرانية أو السورية بمثابة البداية الحقيقية لهذه الحرب التي لم تنطلق"عسكرياً " بعد.

 

الجامعة الثقافية في العالم كرمت مارسيل خليفة وماريا موراني الوزير صلوخ: ندعو الى وحدة الاغتراب اللبناني وتكامل طاقاته

والوطن ينادي ابناءه الى الوقوف بثبات مع لبنان الوطن

وطنية - 16/8/2008 (سياسة) اقامت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم احتفالا، في قصر الاونيسكو، كرمت فيه الفنان مارسيل خليفة والنائبة في البرلمان الكندي السيدة ماريا موراني، برعاية وحضور وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، والأمين العام للوزارة بسام نعماني، المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة، ألامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية أحمد ناصر وأعضاء الجامعة وعدد من الدبلوماسيين اللبنانيين والكنديين وحشد من أصدقاء المحتفى بهما.

بداية النشيد الوطني، فكلمة عريف الاحتفال فاروق أبو جودة. ثم تحدث الوزير فوزي صلوخ، فقال: "انها لدعوة مباركة من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم نلتقي فيها اليوم، وبكل اعتزاز وشعور بالاكبار، لتكريم شخصيتين تحظيان بالرفعة والمجد المؤبد، حيث منحتا لبنان في أرجاء المعمورة سموا وإشعاعا لا يخبو نوره الوضاء في سماء الوطن وعزته وخلوده. إنه لشرف كبير أن اشارك في هذا الحفل الغني بمقومات المجد والنجاح، واثني على منظميه لما يحمل من معاني الاباء والوفاء، وكم تكبر سعادتي وآمالي على الصعيدين الشخصي والرسمي، لأنني في طليعة مكرمي علمين يخفقان في الأعالي هما الموسيقار مرسيل خليفة والنائب الفدرالي اللبناني في كندا ماريا موراني".

اضاف: "نعم مرسيل وماريا كلاهما يختزن المفاهيم الواعية والتصويب الدقيق نحو النصر والتألق في دنيا النتاج وتحقيق الهدف والمبتغى. أجل فالفنان الذي نكرم اليوم هو اختصار لجهود جيل انعتق مبكرا من وهن الانتماء الضيق الى رحابة الفن، وسعى صولاته بكل معاني الرقي والالتزام بقضايا الحق. فغنى واطرب وأنشد لفلسطين الثورة المتفجرة وللأرض والانسان، وغنى للأم بكل عاطفة فدغدغ المشاعر وأثار الشجون، وغنى للطفل فرسم البراءة في العيون والقلوب والرعاية الصادقة، وغنى للفراشات وهن يرقصن على أزاهير الطبيعة ونسائمها الناعمة. فداعب بذلك أكثر العواطف توغلا في ضمير الانسان وهواجس الفكر ونداءات الحنايا. ولا بد أيها السادة في لحظات التكريم هذا، أن نستبطن من قلب الحدث تكريما لظاهرة أخرى ولعملاق كبير رحل عن هذه الدنيا منذ أيام ولكن إبداعه لن يرحل وسيبقى في ذاكرة التاريخ، انه شاعر الثورة المرحوم محمود درويش، حيث أدخل مرسيل كلماته الراقصة الى قلوبنا، فاكتشفنا من خلالها أبعادا وافية للحنين الى أحضان الأمهات والى دماء الثوار والى فلسطين البداية وفلسطين اللانهاية".

واعتبر "ان مرسيل خليفة طاقة اغترابية نادرة، لأن اغترابه ناشىء عن إقامته في بلد أجنبي مع عائلته، غير ان فنه لم يغترب عن لبنان. بل هو مقيم فينا يعزز الروح ويزرع الأمل في أجيال خطت خطواتها الأولى على وقع أناشيده وتجاوب صداها. فمن منا لا يذكر ليالي مرسيل في قصر الاونيسكو التي التهبت نورا وحماسة وأناشيد حب وعشق وثورة، وبودي هنا أن أثني على التكامل العائلي الذي ميز عائلة مرسيل على طريق الفن الراقي بدءا بزوجته، وولديه اللذين درسا في أرقى المعاهد الموسيقية، وهكذا حمل رامي وبشار مشعل الفن مع والدهما، وبذلك أصبح الجميع عائلة لبنانية عولمت رسالة لبنان بالفن الملتزم المميز الذي يحاكي الفنون العالمية انطلاقا من تراثنا الوطني الخالد. نعم يا مرسيل ان أصابعك تطبع ترانيم قدسية ترسلها من الوتر الرقيق الى عمق الأحاسيس وأهازيج القلوب ونايات المشاعر".

وتابع: "أما ماريا موراني، النائب الفدرالي في كندا، فهي متجذرة بأصلها اللبناني وروحها التي تفيض حبا وتعلقا بوطن الأهل والأجداد وفي الواقع انها رسالة الهجرة العابرة الى القارات تختصر بشخصها وبقصة حياتها ملحمة اللبناني الذي أنى تنقل، فهو يتفاعل مع المجتمع ويتعاطى برصانة واعية ويصادق ويصدق في حله وترحاله بكل أمانة وصفاء ضمير، ويؤثر بقوة فاعلة ويجعل من تجارب الحياة مثالا للتعاطي والانصهار الانساني مع الاحتفاظ الدائم بموقع بلده الأم. أجل هذه ماريا موراني التي نكرم، من ابيدجان الى البرلمان الاتحادي في كندا، كل جهودها تسرد قصة نجاح سيدة من أصل لبناني، أعطت للسياسة في كندا نكهة خاصة، وجعلت من قضايا الهجرة والمهاجرين شغلها الشاغل، فتعاطت مع قضايا البيئة والأحزاب والتيارات السياسية والضمان الصحي، فكانت في كل هذه القضايا مجلية في بحوثها وآرائها، رائدة في مواقفها، ناجحة في أداء مهامها. وتميزت في وطنيتها حين ذكرت في البرلمان الكندي بالمجازر التي ارتكبتها اسرائيل في لبنان بحق الأبرياء من رجال ونساء وأطفال، كما ذكرت بحق الانسان في الحياة، وكيف يجب أن تقرر الشعوب حريتها وسيادتها دون المساس بها ودون الاعتداء عليها وسلبها الأرض والحرية والسيادة".

وقال: "شكرا لك يا ماريا وألف تحية إكبار ومودة، عربون وفاء وتقدير لما أنت عليه وما تمثلين وما نتوقع أن تكوني. فأنت الانسانة الخالدة أبدا في النفوس والمواطنة الصادقة في ميادين الحرية والتحرير. مع تكريم ماريا ومرسيل وأمثالهما، انطلاقا من واجب لبنان الرسمي والأهلي وهذا حق انساني وحضاري، ونحن في وزارة الخارجية والمغتربين وقد انيطت بنا رعاية الاغتراب اللبناني، ندعو أولا وقبل أي شيء آخر الى وحدة الاغتراب اللبناني وتكامل طاقاته، لا سيما بعد المرحلة الجديدة التي بدأها لبنان، مع تكريس وحدته الوطنية وبداية عهد فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي نالت ثقة عالية تنبذ كل الخلافات والمماحكات التي لا طائل منها. وحري بنا أن نواكب مع الاغتراب اللبناني هذه الورشة الوطنية بروح الوحدة والتعاون والتكامل. لان الخلاف والتشرذم والتنافس غير الشريف هم مقاييس مرحلة ماضية لا نريدها ولا نرغبها في لبنان المقيم ولا في لبنان المغترب. فلنجعل ايها الاحبة ايامنا المقبلة زاهرة بالتوافق، عابقة بالتوحد والوفاق والتلاقي. فالوطن اليوم ينادي ابناءه المقيمين الى الوقوف بثبات مع لبنان الوطن السيد الحر ألأبي الموحد".

وختم: "احيي الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على مبادرة التكريم هذه، وكلني ايمان بأنها تبحث ابدا عن توحيد المغتربين في العالم وتنطلق دون منة من النهج القويم ومحبة لبنان والتفاني من اجل وحدة اللبنانيين دون اي تحفظ او تهور او تقاعس، مع التأكيد على السعي الحثيث للجامعة وارتباطها بكل المغتربين دون تمييز يمهد السبيل الى تحقيق الاماني والعودة الى الاصول اللبنانية الثابتة.

فإلى غد مشرق عزيز والى وطن يحيا في الدم والعروق والفداء".

ثم تحدث رئيس الجامعة احمد ناصر، فأكد "ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وضمن برامج، دأبت على تنفيذها بهدف ابراز الوجه الجميل للبنان. وفي هذا السياق نجتمع لنكرم اثنين برزا في حقلين مختلفين، لكنهما اجتمعا على حب الوطن والانتماء اليه وخدمة قضاياه والمساهمة في تطوير بناه على المستويات كافة: ماريا موراني ومارسيل خليفة، اثنان رفعا اسم لبنان عاليا كلا في مجال اختصاصه".

وعن ماريا موراني، قال: "امرأة من بلادي هجر والديها الى ابيدجان في ساحل العاج، حيث ولدت وانتقلت العائلة الى كندا، هذا البلد الكبير والشعب الطيب، نشأت وترعرعت وكبر طموحها واهتمامها بالشأن العام، وطافت المناطق تخدم مواطنيها، فحازت على ثقتهم حيث وصلت الى مركزها هذا، مختصرة حكاية كل لبناني هاجر الى بلاد الانتشار. حملت السيدة موراني هموم مواطنيها وكانت وفية لمن منحوها الثقة. فنشطت بدون تعب او كلل في خدمة اخوانها المتحدرين من اصل لبناني. ولن ينسى لبنان موقفها المشرف اثناء العدوان الآثم في تموز 2006، حيث استشهدت عائلة بأكملها من مواطنيها الكنديين من اصل لبناني، ألا وهي عائلة الدكتور الشهيد علي الاخرس، المؤلفة من ثمانية افراد، وقد هزت هذه المجزرة مشاعر الشعب الكندي، فما كان من ماريا الا ان هبت مستنكرة العدوان، مستنهضة التنديد به وكانت لها وقفة عز شجاعة. لماريا منا العرفان والوفاء ولوطنها كندا المحبة والولاء، ولا بد ان اذكر بالخير زوجها الاستاذ ابراهيم بشارة الذي وقف الى جانبها يشجعها ويشد من عزيمتها".

وعن مارسيل خليفة، قال: "رجل من بلادي، ابن بلدة عمشيت التي انجبت قافلة من رجال ونساء الوطن. برع منذ نعومة اظافره في الموسيقى والفن، ألهب المشاعر بموسيقاه وصوته الرخيم الحنون القوي. مارسيل الذي انحاز باكرا للانسان والقيم النبيلة، لحن وغنى لصمود لبنان ومقاومته، للحب والفرح للأم وخبزها وقهوتها وحزنها". واعتبر ان مارسيل "من اكثر الفنانين اللبنانيين والعرب بجمهوره ونشاطه الذي اوصل من خلاله فن ولحن وصوت لبنان الى معظم بلاد المهجر في استراليا وكندا الاميركيتين اوروبا والبلاد العربية".

ثم قدم وسام الجامعة الى ماريا موراني، ووسامين الى مارسيل خليفة الاول له والثاني من خلاله للشاعر الراحل محمود درويش.

كما تحدث الكاتب محمد دكروب، فسأل "هل ان الالوان احتشدت لسماع صوت مارسيل خليفة ام للتجاوب مع سحر عودة؟. لعلني اوقن ان تلك الحشود في ذاك الزمن الاول كانت تأتي لتتفاعل مع المعاني النقالية للكلام، مع ان خليفة استطاع منذ تلك البدايات ان يحافظ على جماهريته مع العمل على ارتقاء المتواصل".

اما الكاتب المغربي عبدالاله بلقزيز، فتحدث عن دراسة فلسفية معمقة، حول ما قدمه مارسيل خليفة من اغان وموسيقى.

ثم تم عرض شهادة مصورة قدمها الشاعر الراحل محمود درويش عن حديقة مارسيل خليفة.

اما الفنان مارسيل خليفة، تحدث في كلمة مرتجلة عن الشاعر الراحل محمود درويش، فقال: "اسمحوا لي ان اتحدث عن توأم قلبي محمود درويش، لقد غنيت لدرويش قصيدة امي، ربما هي المرة الوحيدة التي خجل فيها درويش ورحل وترك لأمه الدمع ولم يترك لها شعرا لتريثه. ايها الكائن الخرافي الساحر، هناك من يحدث الناس عنك وكأنه يروي من حكايات جدته. ما أجملك، لنا قصائدك الحميمة غيمة الاحلام في هذا الفلك".

اضاف: "منذ البداية احسست ان شعر محمود درويش انزل علي ولي. ان محمود كان جسرا للحب في هذا العالم المتوحش. كم سنحتاج الى قصائدك التي لم تكتب بعد. سنشتاق اليك كثيرا. نحبك ولن نعذر غيابك، طوبى لك، سيظل عطر حضورك ساطعا".

وتحدث السفير اللبناني في كندا مسعود المعلوف عن النائبة موراني، فقال: "انها نشيطة جدا ولها حضور في البرلمان الكندي، وتعمل ليس فقط على خدمة الجالية اللبنانية هناك، وانما على خدمة جميع ابناء الجاليات في المنطقة التي تمثل".

ولفت الى دورها "الانساني والمؤثر في البرلمان الكندي بعد زيارتها للبنان بعد حرب تموز 2006، ونقلت ما شاهدته وسمعته عن الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة على الابرياء المدنيين"، واشار الى "ان قيامها بتأسيس جمعية الصداقة البرلمانية الكندية اللبنانية والتي اصبحت رئيستها".

ثم تحدثت النائبة موراني، فاعربت عن سرورها لهذا التكريم.

 

السيد صفي الدين: مشهد الانتصارات ستكون عليه كل الامة 

المنار/16/08/2008 أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن المشهد الذي قدمه القائد الكبير الحاج عماد مغنية والمقاومة وجميع الشهداء هو المشهد الذي سيكون عليه لبنان في سنوات بل لعقود آتية، وهو المشهد الذي ستكون عليه كل الامة في المستقبل، مشهد الانتصار والقوة ولا مجال بعد اليوم للتحدث عن الهزائم والانكسار. فعدونا هو الذي يبكي أنهزاما وأنكسارا وقياداته العسكرية والسياسية تتداعى وتتقاتل مع بعضها وتتقاذف كرة الهوان من مسؤول الى مسؤول.

 مشيرا الى ان المشهد الذي كنا نستاء من رؤيته وبعضنا يشعر بكثير من الغضب حينما كان عالمنا العربي والاسلامي لا يتحدث ولا يقدم للاجيال الا ثقافة الهوان والضعف وتقاذف المشاكل وألقاء اللوم والعتب على بعضهم البعض اليوم المشهد ينقلب حيث نرى ان الكيان الصهيوني يعيش مأزقا حقيقيا ومأزقا وجوديا. والذي صنع هذا المأزق للكيان الصهيوني هو الحاج عماد مغنية ورفاقه واخوانه وجميع الشهداء والمقاومين. وهذا المأزق سوف يزداد بأذن الله تعالى، ولن يتمكن الاسرائيلي لا اليوم ولا بعد اليوم من الخروج من هذا المأزق ومن هذه المشكلة.

 وخلال كلمة له في افتتاح معرض "العماد قائد الانتصارين" وهو معرض فني مشهدي يجسد بعض الجوانب من شخصية القائد الحاج عماد مغنية "محطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر". قال السيد صفي الدين "في المعركة وادارتها من ضرورياتها ان يبقى الاسرائيلي قلقا. وهذا أمر نحن أخذنا على عاتقنا أن نبقيه قلقا".

 بعد ذلك، قص السيد صفي الدين الشريط التقليدي لافتتاح المعرض. وجال والحضور في أرجائه حيث تضمن "مقبرة الغزاة "التي عرض فيها نماذج من الاليات العسكرية الاسرائيلية المدمرة وبعض الاسلحة التي غنمها مجاهدو المقاومة الاسلامية في حرب تموز 2006.اضافة الى جناح خاص بالشهيد عماد مغنية. حيث عرض لأول مرة السلاح الخاص للشهيد مغنية وثيابه ومكتبه الخاص ومقتنياته وهاتفه الخليوي والثياب التي أستشهد بها ونخرتها شظايا المتفجرة التي أستهدفته

 

المعلم ديبلوماسي محنك مسوَّف طريف

المستقبل - الاحد 17 آب 2008 -أديب طالب (*)

أولاً: التسويف والاطلاع

قال وزير الخارجية السورية السيد وليد المعلم في المؤتمر الصحافي حول لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالرئيس السوري بشار الأسد: "سيتم إطلاع اللبنانيين على تطور المفاوضات مع إسرائيل".

السين وسوف للتسويف. وهذا ما تريده الديبلوماسية السورية.

المفاوضات السورية الإسرائيلية المباشرة والسرية، بدأت منذ سنتين بين "لئيل الإسرائيلي" و"ابراهيم سليمان السوري". وعندما كان لبنان يحترق في حرب تموز وبالتحديد ما بين السادس والثامن من شهر الحريق، كان الإسرائيلي والسوري يتفاوضان مباشرة ويتسامران. ذكر المراقبون أن أكثر من عشرين جلسة تفاوضية سرية حصلت وتوجت بشرب الأنخاب والنظام السوري ينفي وينفي وينفي. عندما قبلت الجارة الحبيبة الطلب الملح جداً بالقيام بدور الوساطة. أجرى السوري والإسرائيلي خمس جولات في شهرين. إذاً، سنتان من التفاوض السري المباشر وشهران من التفاوض العلني غير المباشر بعد كل هذا الزمن الطويل المكتظ بآلاف الصفحات ودفاتر المحاضر، جاء السيد المعلم ليقول: "سيتم إطلاع اللبنانيين"، لاحظوا كلمة "اللبنانيين"، لم يقل الحكومة اللبنانية لأنه راضٍ عن نصفها فقط، ولم يقل المجلس النيابي اللبناني لأنه غاضب على ثلثيه، ولم يقل الرئيس رغم أن شرعية انتخاب فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان شرعية تامة دستورياً وعربياً وإقليمياً ودولياً. لاحظوا ثانية كلمة "إطلاع". في أدب تبادل الكتب بين الدوائر الرسمية تستعمل الجهات الأعلى مع الجهات الأدنى جملاً من نوع: للإطلاع، لأخذ العلم، أي أن إبداء الرأي غير مطلوب إطلاقاً من الجهات الدنيا، ولن تغيب عن القارئ أن اللام في الجملتين المثالين هي لام الأمر.

المعلم جزاه الله خيراً عن اللبنانيين جميعاً، فهو سيُطْلِعُهُمْ. كم هي فاضحة روائح الكبر والتكبر والفوقية والتسلّط والكره المطلق لجملة محددة أصر عليها السنيورة الصابر كأيوب وهي: "علاقات ندّية"، هذه الجملة ـ ركن السيادة اللبنانية ـ سحقها المعلم بجملة هي الأقل ديبلوماسية: "سيتم إطلاع اللبنانيين".

ثانياً السفارة والتسويف:

يعرف المعلم أكثر من غيره، أن إقامة سفارة سورية في لبنان، وفي ظل الحنان الإسرائيلي الفائض النابع من مسار المفاوضات، وفي ظل العناق الأسدي مع ساركوزي، وفي ظل التأييد الأميركي المتحفظ وشبه المشكك؛ يعرف المعلم ويعمل جيداً لتكون تلك السفارة العتيدة أداة شرعية علنية فاعلة للتدخل في لبنان أمنياً وسياسياً واقتصادياً وفنياً وبالذات في مجال "السوبرستار".

اشترط ساركوزي على النظام السوري لفتح أحضان أوروبا له، أن البداية في إقامة سفارة سورية في لبنان، حسناً، ونحن "النظام" نفذنا الشرط.

الواقع أنه كلام لا يضر ولا ينفع، فترة التسويف في إقامة السفارة. ويضر أكثر مما ينفع فترة وجودها الفعلي. سيقول المعلم للسفير السوري "مبروك أنت المندوب السامي السوري في لبنان، كن على قدر المهمة والمسؤولية".

يعرف المعلم بحكم خبرته وتجربته وضلوعه الأعلى في العلم الديبلوماسي والقانون الدولي أن اتفاق فيينا الدولي 1961 حول إقامة العلاقات الديبلوماسية بين الدول ينص حرفياً على ما يلي: "إذاعة بيانين رسميين من كل من الحكومتين، وفي كل من العاصمتين، وفي وقت واحد. هذان البيانان يعلنان إقامة العلاقات الديبلوماسية وإنشاء السفارات". ما فعله المعلم أنه أوكل إلى المدير العام للمجلس السوري اللبناني أن يذيع البيان الختامي للقاء الأسد ـ سليمان وفيه إشارة إلى إقامة السفارة، كما وأشار المعلم على السيد "صلوخ" وزير خارجية لبنان وبهدوء وخفر أن يقول: في يوم الخميس المقبل سيقر ويذاع من بيروت نبأ إقامة العلاقات الديبلوماسية ـ الخارقة ـ بين سوريا ولبنان.

خليط عجيب غريب من الحراك الديبلوماسي الباهت، حراك وظيفته الرئيسة تثبيت "س" المعلم التسويفية و"سوفاه" على أرض العلاقات السورية اللبنانية.

ثالثاً: الحنكة والطرافة والحب:

الوزير المعلم خفيف الظل وككل الديبلوماسيين الظرفاء، وعند اللزوم وعندما تجود القريحة يطلق تعليقاً طريفاً أو نكتة مدوية. عندما سألت الصحافة المعلم عن رأيه في كلام رايس أن أميركا كانت دائماً مع إقامة علاقات ديبلوماسية بين سوريا ولبنان، انتصب في ساحة مشاعره سيف السيادة والاستقلال الوطني قال الرجل: مسألة إقامة علاقات ديبلوماسية بين سوريا ولبنان شأن يخص البلدين المعنيين. نسي المعلم أن الضغط الفرنسي المباشر كان السبب الرئيس لإقامة السفارة المنشودة وأن الأمر قد خص الفرنسي ساركوزي شخصياً، تابع زعيم الديبلوماسية السورية: "والله يهدي من يشاء". هنا بيت القصيد في طرفة المعلم والتي أضحكت عدداً من الصحافيين السوريين واللبنانيين الأمنيين. جاء في الآية الكريمة والتي خاطب بها الله نبيه محمد ليخفف عنه رفض بني عمومته الاستجابة لدعوته قال تعالى: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" ويفهم الصحافي المتوسط الذكاء أن المعلم محب لأميركا ويعمل لهديها ورضاها لأن الأمر برمته بيد الله سبحانه وتعالى.

هل انتهت السنوات الستون الفاشلة في العداء لأميركا والامبريالية؟ والتي قادها العسكر وجحافل من ديبلوماسييهم؟ هل انتهت سنوات الصمود والممانعة عند صد الحبيب وخفره؟ واكتشف العسكر أن من الضروري لبقائهم وتسيدهم أن يرجو هذا الحبيب الأميركي لعله يمسك بزمام المفاوضات السورية الإسرائيلية كراعٍ أصيل بدل الراعي التركي الوكيل، وعليهم أن يُذكّروه بحرارة الغزل المتبادل بينهم وبين نصف الإسرائيليين.

رابعاً: القول الفصل:

المعلم ديبلوماسي طريف أحياناً، ومسوّف في كل الأحيان، والسفارة والسيادة والحرية وعمار لبنان، كلها ستبقى تحت خطر الإزالة طالما أن عودة السيطرة السورية عودة كاملة، قريبة، نحن نرى ونتمنى أن نكون مخطئين، إنّ ذلك حاصل جزئياً وسيحصل كلياً طالما أن اللبنانيين يرددون أن قوة لبنان في ضعفه.

رحم الله سيدنا المتنبي:

ووضع الندى في موضع السيف في العلا

مُضّرٌ كوضع السيف في موضع الندى

وفي الخاتمة اسمحوا أن نقلد الحكماء: وإذا لطموك بالسيف على خدك الأيمن فلا تدر لهم خدك الأيسر، وأبحث عن سيفك قبل أن يأكله الصدأ، وويل لمن لا سيف له، أو صدأ سيفه.

(*) معارض سوري

 

متغيرات لبنانية أم لبنان متغيّر؟

المستقبل - الاحد 17 آب 2008 - الاب ميشال سبع (*)

الخطر الإسرائيلي لا يكمن فقط في حضور دولة عسكرية إرهابية منظمة ولا في دولة عنصرية مركبة ولا في كيان إلغائي للآخر ولا في عقيدة عسكرية ـ سياسية استعلائية واصطفافية فقط، بل فإن الخطر يطال التركيبة التي أفرزتها ردات الفعل بدءاً من الفلسطينيين وانتهاء اليوم باللبنانيين حيث ان اتفاقية القاهرة نصت على السماح للفلسطينيين بالكفاح المسلح بدءاً من الأراضي اللبنانية، ومن ثم حق الفلسطينيين بالاحتفاظ بسلاحهم. وقد كان لهذا الواقع تداعيات خطيرة على الأمن في لبنان خصوصاً في شقه السياسي ووصل إلى درجة شعر فيها الفلسطينيون بحاجة إلى تكوين وطن بديل كما فعلت إسرائيل وأرادوا الاستيلاء على لبنان معتبرين ان المناطق المسيحية جزء من إسرائيل وصارت مقولة بعضهم ان طريق القدس يمر من جونية مقياساً بنى عليه الرئيس الشهيد بشير الجميل دعوته إلى الشباب المسيحي كي يحمل السلاح دفاعاً عن أرض لبنان ضد المحتل الشقيق الفلسطيني الذي استباح الارض التي استضافته وعندما استفاق الفلسطينيون بعد الضربات الموجهة على يد الأعداء والاخوة، انكفأوا نحو المخيمات محتفظين بسلاحهم والحجة في الاحتفاظ بالسلاح هو ان العدو الإسرائيلي متربص دوماً ويمكن ان يشن هجوماً في كل وقت مما يستدعي الحذر الدائم والاستعداد الدائم لمجابهته. ورغم انه يصعب التصور الآن ان تقوم إسرائيل باجتياح المخيمات لأن هذا يعني اجتياح لبنان وسوريا والأردن، إلا ان الفلسطينيين يرفضون هذه المقولة. وإذا كانت سوريا والأردن تعتبر نفسها معنية بالدفاع عن الفلسطينيين لذا تمنعهم من حمل السلاح، إلا ان الوضع ليس كذلك في لبنان. وعندما نشأت المقاومة الشيعية على يد "حزب الله" واستطاعت ان تثبت قوتها وجدارتها في صد العدوان الإسرائيلي بل وهدّدته في عقر داره، كان يمكن للفلسطينيين ان يصدقوا ان هناك من يحميهم، لكن الأمور لم تتغير في الواقع الميداني وما زالت المخيمات تحفل بكل أنواع الأسلحة. ورغم الضوابط، فالكل مسلح وقادر ان يفجر الأمور والأوضاع في كل وقت.

والسلاح في يد "حزب الله" كما جاء على لسان قادته هدفه أمران: الأول هو تحرير الأراضي المحتلة والثاني صد أي هجوم محتمل. وهذا يعني انه ولو تحررت كل أراضي شبعا والقرى السبع وعاد الأسرى فإن السبب الثاني للاحتفاظ بسلاح المقاومة هو ضرورة لأن العدوان الإسرائيلي يمكن ان يكون في كل لحظة، وبهذا يتقاطع الهاجس المقاوماتي اللبناني الشيعي مع الهاجس الفلسطيني للمقاومة الفلسطينية.

وفي الولادة القيصرية المتعسّرة للبيان الوزاري حول المقاومة وبغية تثبيت الغطاء المسيحي للمقاومة الشيعية، صرح الجنرال عون ان كل مواطن يستطيع حمل السلاح للدفاع عن نفسه ضد أي هجوم إسرائيلي محتمل، وبالتالي اجاز لكل مواطن حمل السلاح. وبما ان الدفاع عن النفس ضد العدو الاسرائيلي لا يكون بمجرد بارودة أو مسدس، فهذا يعني انه يستطيع كل مواطن ان يقتني السلاح الثقيل بحيث يمكن ان تكون هدايا ميلاد الناس في لبنان مدافع ورشاشات وقنابل وآربيجي، عندها يتساءل المرء كيف يمكن التوفيق بين مهاجمة الجنرال عون لمجموعات مسلحة تتدرب على السلاح ما دام كل مواطن يمكنه حمل السلاح والدفاع عن نفسه وأرضه ضد العدو الاسرائيلي وما دام هذا الاعتداء وارد بكل لحظة.

ولكن ما هو أخطر من ذلك تداعيات هذا السلاح، فعندما اجتاح "حزب الله" بيروت للقضاء على (الاعتداء) الذي قامت به الحكومة ضد أمن المقاومة استعمل السلاح الذي هو في الأساس ضد اسرائيل ذلك لأن الحزب ساوى بين أعداء الداخل وأعداء الخارج، فكل من يعتدي على المقاومة هو عدو. وإذا تحول كل الشعب اللبناني إلى مقاومة كما يطالب بعض خطباء "حزب الله" بتحويل المجتمع اللبناني إلى مجتمع مقاوم، وكما يطالب الجنرال عون كذلك، فهذا يعني ان كل من يعتدي على الآخر هو في مفهوم الآخر عدو، وبالتالي يمكن استعمال السلاح ضده، وعندها تكون دولة لبنان دولة جديدة ينبغي وضع دستور جديد لها وتشريعات جديدة لشعب يحمل كله السلاح للدفاع عن نفسه ضد كل معتد عليه أو على امنه السياسي والعسكري والاجتماعي والاقتصادي والديني.

وإذا كان "حزب الله" يشهد له بحسن التنظيم والضبط بحيث لا يكون هناك فلتان بل يوجه بأوامر تراتبية، فهذا يعني دعوة لكل اللبنانيين ان ينخرطوا في أحزاب مماثلة كي ينظموا أنفسهم فلا يكون هناك انفلات وانفلاش. ولكون "حزب الله" شيعياً بامتياز، فهذا يعني قيام تنظيم سني مثيل ومسيحي مثيل ودرزي مثيل. ألا تكون الصورة حقاً هي تشريع منظم لما كان فيها مشارف 75؟، والفارق هو دقة التنظيم وتطور السلاح والإسناد الخارجي الكبير.

ان البيان الوزاري يكاد يكرس هذه الصورة، وكلمة يكاد لأنه لم يستطع هضم ما يقول، فأن يكون شعب لبنان ودولته ومقاومته، يعني ان هذه فئات ثلاث في حين بحسب الدستور الشعب يكون الدولة والدولة ليست رديفة للشعب والمقاومة مهما كانت هي من الشعب وليست خارجة عنه، لقد خانت اللغة أصحابها وسقط سيبويه في امتحان السياسة النعامية التي مارسها سياسيو السياسة التوافقية الكاذبة، فلا هم متوافقون ولا هم متضامنون ولا هم آمنون لبعضهم البعض، لكنهم يحاولون المسايرة امام الدول التي تنظر إليهم بعين ريبة وحذر.

ان الانتخابات الآتية اذا لم تغير الصورة وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح وصريح على حصر السلاح، فإن طيف الوصايات قد يلوح في افق لا يراه اللبنانيون مشرقاً لأولادهم.

(*) أستاذ في الإعلام