المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم الإثنين 18 آب/2008

 

إنجيل القدّيس لوقا .50-36:7

ودَعاهُ أَحَدُ الفِرِّيسيِّينَ إِلى الطَّعامِ عِندَه، فدَخَلَ بَيتَ الفِرِّيسيّ وجَلَس إِلى المائدَة.  وإِذا بِامرأَةٍ خاطِئَةٍ كانت في المَدينة، عَلِمَت أَنَّه على المائِدَةِ في بيتِ الفِرِّيسيّ، فجاءَت ومعَها قاروةُ طِيبٍ، ووَقَفَت مِنْ خَلْفُ عِندَ رِجْلَيه وهيَ تَبْكي، وجَعَلَت تَبُلُّ قَدَمَيه بِالدُّموع، وتَمسَحُهُما بِشَعْرِ رَأسِها، وتُقَبِّلُ قَدَمَيه وتَدهُنُهما بِالطِّيب. فلَمَّا رأَى الفِرِّيسيُّ الَّذي دَعاهُ هذا الأَمر، قالَ في نَفْسِه: «لو كانَ هذا الرَّجُلُ نَبِيّاً، لَعَلِمَ مَن هِيَ المَرأَةُ الَّتي تَلمِسُه وما حالُها: إِنَّها خاطِئَة». فأَجابَه يسوع: «يا سِمعان، عندي ما أَقولُه لَكَ» فقالَ: «قُلْ يا مُعلِّم». قال: «كانَ لِمُدايِنٍ مَدينان، على أَحدِهما خَمسُمِائةِ دينارٍ وعلى الآخَرِ خَمسون. ولَم يَكُنْ بِإِمكانِهِما أَن يُوفِيا دَينَهُما فأَعفاهُما جَميعاً. فأَيُّهما يَكونُ أَكثَرَ حُبّاً لَه؟» فأَجابَه سِمعان: «أَظُنُّه ذاك الَّذي أَعفاهُ مِنَ الأَكثرَ». فقالَ له: «بِالصَّوابِ حَكَمتَ». ثُمَّ التَفَتَ إِلى المَرأَةِ وقالَ لِسِمعان: «أَتَرى هذهِ المَرأَة؟ إِنِّي دَخَلتُ بَيتَكَ فما سكَبتَ على قَدَمَيَّ ماءً. وأَمَّا هِيَ فَبِالدُّموعِ بَلَّت قَدَمَيَّ وبِشَعرِها مَسَحَتهُما. أَنتَ ما قَبَّلتَني قُبلَةً، وأَمَّا هي فلَم تَكُفَّ مُذ دَخَلَت عَن تَقبيلِ قَدَمَيَّ. أَنتَ ما دَهَنتَ رأسي بِزَيتٍ مُعَطَّر، أَمَّا هِيَ فَبِالطِّيبِ دَهَنَتْ قَدَمَيَّ. فإِذا قُلتُ لَكَ إِنَّ خَطاياها الكَثيرَةَ غُفِرَت لَها، فلأَنَّها أَظهَرَت حُبّاً كثيراً. وأَمَّا الَّذي يُغفَرُ له القَليل، فإِنَّه يُظهِرُ حُبّاً قَليلاً»، ثُمَّ قالَ لَها: «غُفِرَت لَكِ خَطاياكِ». فأَخَذَ جُلَساؤُه على الطَّعامِ يَقولونَ في أَنفُسِهم: «مَن هذا حَتَّى يَغفِرَ الخَطايا؟»فقالَ لِلمَرأَة: «إِيمانُكِ خَلَّصَكِ فاذهَبي بِسَلام».

 

القدّيس مَقاريوس المصري (؟-405)، راهب في مصر

العظات الروحيّة/استقبال الفرّيسي واستقبال الخاطئة

فَلنَستَقبلْ ربّنا يسوع المسيح، الطبيب الحقيقي الذي يستطيع وحدَه أن يشفي نفوسَنا من خلال المجيء إلينا، هو الذي تألّمَ كثيرًا من أجلنا. إنّه يقرعُ باستمرار على بابِ قلوبِنا لنَفتحَ له، كي يدخلَ ويرتاحَ في نفوسِنا، وكي نغسلَ قدمَيه ونَدهنَهما بالطيب، وكي يقيمَ عندَنا. في مكان ما، لامَ يسوع ذاك الذي لم يغسلْ له قدمَيه، وفي مكان آخر قالَ: "هاءَنَذا واقفٌ على البابِ أقرَعُه، فإن سَمِعَ أحدٌ صوتي وفَتَحَ الباب، دَخَلْتُ إليه وتعَشَّيْتُ معه وتَعَشّى معي" (رؤ3: 20). لذا، تحمَّلَ هذه الآلام كلّها، وأسلَمَ جسدَه للموت وخلَّصَنا من العبوديّة؛ كي يدخلَ إلى نفوسِنا ويقيمَ فيها. لذا، قالَ يسوع المسيح في الدينونة العظمى للذين سيكونونَ على الشمال وسيُرسَلونَ إلى النار الأبديّة المُعدَّة لإبليس ومَلائكتِه: "لأنّي جُعْتُ فَما أطعَمتُموني، وعَطِشْتُ فَما سَقَيتُموني، وكنتُ غريبًا فَما آوَيتُموني، وعُريانًا فَما كَسَوتُموني، ومريضًا وسَجينًا فَما زُرتُموني" (متى25: 42-43). لأنّ طعامَه وشرابَه وكِساءَه وسقفَه وراحتَه هي في قلوبِنا. لذا، هو يقرعُ باستمرار، طالبًا الدخول إلى قلوبِنا. إذًا، فَلنَستَقبلْه ولنُدخلْهُ إلى قلوبِنا، بصفته أيضًا طعامنا وشرابنا وحياتنا الأبديّة. وكلّ نفسٍ لا تستَقبلُه الآن في داخلِها كي يجدَ الراحة، أو بالأحرى كي ترتاحَ فيه، لن ترثَ ملكوت السموات مع القدّيسين، ولن تتمكّنَ من الدخول إلى المدينة السماويّة. لكن أنتَ، يا ربّنا يسوع المسيح، امنَحنا أن ندخلَ إلى المدينة السماويّة، نحن الذين نمجِّدُ اسمَكَ مع الآب والروح القدس، إلى دهر الداهرين، آمين.

 

دمشق اكتشفت بصمات إيرانية ولبنانية في اغتيال عماد مغنية

"الحرس الثوري" و"حزب الله" باشرا نقل الخلايا السلفية إلى لبنان ودول الخليج استعداداً للرد على ضرب إيران

لندن -كتب- حميد غريافي:السياسة

كشفت تقارير ديبلوماسية غربية في كل من لندن وبرلين النقاب امس عن ان الايرانيين في العراق "شكلوا لجانا من مناصريهم من الميليشيات ترأسها عناصر من الحرس الثوري و"حزب الله" اللبناني مهمتها نقل عشرات السلفيين ممن انتهت مهماتهم هناك بعد التضييق الهائل عليهم من قبل الاميركيين والقوات العراقية واستخباراتها, الى لبنان عبر سورية وتركيا من البر والبحر, والى بعض الدول الخليجية, لتشكيل خلايا مطعمة بعناصر شيعية عراقية ولبنانية تشرف عليها, استعدادا لاشعال تلك الدول بعمليات ارهابية في حال وقوع هجوم اميركي او اسرائيلي على ايران لتدمير برنامجها النووي".

وافاد تقرير أمني بريطاني ان "السوريين الذين كانوا تخلصوا في نهاية 2006 من عدد كبير من السلفيين المتطرفين المقيمين في ارضهم اما بعد عودتهم من العراق او ممن ينتظرون الذهاب اليه لمحاربة الاميركيين والمناطق السنية فيه خصوصا, بجمعهم وارسالهم تحت مسمى "فتح الاسلام" الى مخيم نهر البارد في شمال لبنان والى مخيمات الجنوب مثل عين الحلوة ومخيمين في بيروت واقعين على تخوم الضاحية الجنوبية منها حيث مقر قيادة "حزب الله" مازال السوريون يبعدون العشرات من العائدين بعد ذلك من العراق الى سورية من جنسيات عربية وآسيوية مختلفة الى لبنان والاردن, في ما يبدو انه نتيجة للمفاوضات السورية - الاسرائيلية, وخوفا من ان يتحول هؤلاء السلفيون الى ادوات ايرانية ضد نظام بشار الاسد في حال اكمل هذا الاخير استدارته المذهلة باتجاه اسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا ونجاح محاولاته الدؤوبة في اعادة العلاقات الى سابق عهدها مع المملكة العربية السعودية ومصر ودول الخليج".

وامل تقرير ديبلوماسي بريطاني آخر مبني على هذه المعلومات الأمنية الواردة من العراق وبيروت في "ان يؤدي التقارب السوري - اللبناني الجديد بعد قمة دمشق التي انعقدت هذا الاسبوع بين الرئيسين بشار الاسد وميشال سليمان الى تعزيز فعلي للعلاقات بينهما بحيث تقدم دمشق في لحظة من اللحظات على تسليم الجانب اللبناني اسماء واعداد السلفيين الذين ابعدتهم الى لبنان قبل وبعد معركة نهر البارد التي قضى فيها الجيش اللبناني على هذا العدد الكبير منهم والبالغ اكثر من 600 ارهابي دفعة واحدة, الا ان ذلك يتوقف على عدة ظروف منها, استكشاف النظام السوري ضوء امل اكيد في نهاية نفق مفاوضاته مع الاسرائيليين, واستئناف الاوروبيين بقيادة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي علاقاتهم المجمدة او المقطوعة معه بعد تغيير جزء كبير من سلوكه, وانفتاح ثغرة واسعة في جدار العلاقات بينه وبين الولايات المتحدة, وضمانه ان يجري تحييد رأس هذا النظام (السوري) عن مسار المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري سواء قبل نهاية عهد جورج بوش او بعدها, واخيرا نجاح تجربته مع العهد اللبناني الجديد في اعادة المياه الى مجاريها السابقة ولكن من دون تدخل سوري كالسابق علني ومكشوف في الشؤون الداخلية اللبنانية".

وكشف تقرير استخباري ألماني معلومات من مصادره في بغداد النقاب عن ان "مئات المقاتلين العرب والاجانب الذين كانوا دخلوا العراق خلال السنتين الماضيتين من الحدود السورية للانضمام الى تنظيم القاعدة وتنظيمات سلفية اخرى تدور في فلكه, بدأوا باعداد كبيرة رحلة العودة الى الاراضي السورية برا والى بعض دول الخليج بحرا وعبر الحدود التركية, بعدما نجح الاميركيون والحكومة العراقية نجاحا غير متوقع منذ مطلع هذا العام في القضاء على اوكارهم في المدن والمناطق السنية التي ينتشرون فيها عادة, وبعد انضمام القبائل السنية التي اكتوت بإرهابهم وتحملت نتائجه طوال نيف واربعة اعوام, الى خطط القيادتين الاميركية والعراقية التي دمرت الكثير من البنى التحتية الارهابية".

ونقل التقرير عن بعض الاجنحة السنية العراقية المسلحة التي تقاتل هؤلاء السلفيين وتطردهم من مدنها ومناطقها وسط البلاد وغربها تحديدا قولها "ان اكثر من ثلاثة آلاف من هؤلاء الارهابيين اضطروا الى الخروج من العراق عبر الاراضي السورية والتركية وبعضهم دخل الاراضي الايرانية خلال الاشهر الثمانية الماضية, فيما تؤكد معلوماتنا ان جزءا كبيرا منهم اقتيد على ايدي الاستخبارات السورية مباشرة الى الحدودين اللبنانية والاردنية بعد منعهم من الاقامة في سورية التي يتوقع نظامها ان تبدأ طهران باستخدامهم ضده في حال بلوغ فتور وتراجع العلاقات الظاهر بين طهران ودمشق مرحلة قريبة من القطيعة".

وذكر التقرير نسبة الى الاستخبارات العراقية "التي تضم الكثير من رجال الاستخبارات السابقين في عهد صدام حسين اعيدوا الى الخدمة خلال السنتين الماضيتين, وبعضهم كان فر الى سورية نفسها, ان السوريين اكتشفوا خلال تحقيقاتهم في اغتيال عماد مغنية احد كبار قادة "حزب الله" في دمشق في فبراير الماضي بصمات ايرانية ولبنانية على الجريمة جعلتهم يمتنعون عن الافراج عن نتائج تلك التحقيقات كما كانوا وعدوا لسببين, اولهما تحاشي تفجير العلاقات المتبقية مع طهران و(حزب الله) والتي باتت هشة للغاية, والثاني هو ان النظام السوري لم يشأ الاعلان عن الدور الايراني "حزب الله" في اغتيال مغنية تسليم الاسرائيليين في مفاوضاته معهم ورقة قوية وفاعلة يركزون عليها ويضغطون بها عليه لفك ارتباطاته كلها بنظام محمود احمدي نجاد".

واتهم التقرير الالماني ايران و"حزب الله" ب¯"اشعال الحرائق في الاراضي اللبنانية منذ معركة نهر البارد التي كان الحزب تبنى ادخال عناصر "فتح الاسلام" الذين خاضوها ضد الجيش اللبناني, ونقلهم عبر مواقعه في البقاع الى الشمال, بهدف ابقاء الامور غير مستقرة على الساحة اللبنانية بعد فقدانه مواطن اقدامه على الحدود مع اسرائيل في الجنوب, واضعاف الجيش اللبناني عبر اظهاره محايدا في الصراع الذي يفتعله الحزب في الداخل ابتداء من اجتياح بيروت والجبل ومن ثم في البقاع والجبل, وقد لا يكون التفجير الارهابي في مدينة طرابلس الاربعاء الماضي ضد عناصر الجيش بعيدا عن الدفع الى فتح معركة بين الطائفة السنية والمؤسسة العسكرية اللبنانية تكون مغطاة ب¯"السلفية".

 

 ايكونومست" عن اغتيال العميد سليمان:المتكلمون لا يعرفون والعارفون لا يتكلمون

المستقبل - الاثنين 18 آب 2008 - تناولت صحيفة "ايكونومست" البريطانية في 14 آب (اوغسطس) الجاري عملية اغتيال المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد واحد صانعي السياسات العامة في دمشق العميد محمد سليمان، ورأت ان الاغتيال هذا يجعل السياسات السورية تبدو اكثر غموضا مما كانت عليه في اي وقت، معنونة المقال بـ"ضباب اكثر من النور". وهنا ترجمة له: "اولئك الذين يتكلمون لا يعلمون ومن يعلم لا يتكلم. القول الكلاسيكي المأثور هذا الذي يبين كيف تتدفق المعلومات لدى الانظمة الديكتاتورية، لطالما توافقت مع سياسة النظام في سوريا.

خذ مثلا الموت الغامض للضابط الرفيع محمد سليمان، في منتجع بحري مطلع الشهر الجاري. هل اصيب برصاص قناص واحد من يخت كان مارا، كما زعم في البداية، او انه قتل من مسافة قريبة، ربما بواسطة مجموعة مسلحين ملثمين؟.. هل استهدف لانه اختلف مع الرئيس بشار الاسد، او لأنه اغضب اسرائيل بتمرير السلاح السوري والايراني الى "حزب الله"، الحزب اللبناني الذي خاض قتالا مريرامع اسرائيل في 2006؟ او انه قتل انتقاما لدوره في اغتيالات اخرى، مثل قنبلة الشاحنة التي قتلت رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 2005، او، خلافا لذلك، في مقتل العقل العسكري المراوغ لحزب الله عماد مغنية، الذي انفجرت سيارته في شباط (فبراير) الماضي داخل مجمع سكني سوري يسكنه عناصر المخابرات؟

من هو الجنرال سليمان، بكل الاحوال؟ هل كان ابن الـ49 سنة حقيقة للنظام، اللاعب خلف المسرح الذي سلطته تأتي ثانيا بعد الرئيس الاسد، كما يزعم البعض؟ بالتأكيد انه قادم من الطائفة العلوية الأقلية نفسها التي تنحدر منها عائلة الأسد، وكان صديقا قريبا من باسل، الاخ الاكبر لبشار. باسل كان المكرس للرئاسة التي استولى عليها والدهما حافظ الاسد في 1970، الى ان قتل في حادث تدهور سيارته المرسيدس في العام 1994. وعقب تولي بشار الاسد الرئاسة في العام 2000، يقال ان الجنرال (محمد سليمان) تولى مسؤولية ملفات حساسة عدّة: تزويد صدام حسين العراقي بالسلاح ولاحقا "حزب الله"، وتطوير العلاقات مع ايران، حليف سوريا، والتنسيق مع كوريا الشمالية لتطوير المفاعل النووي على نهر الفرات الذي دمرته غارة جوية اسرائيلية في ايلول (سبتبمر) الماضي.

وتطرح الضبابية السياسية والعسكرية في سوريا اسئلة استراتيجية ايضا. وبشكل غير اعتيادي، اعلنت سوريا مطلع العام الجاري انها مرتبطة بمحادثات سرية مع اسرائيل. السيد الاسد، الذي نبذه زملاؤه العرب والقادة الغربيون للشبهة بدور له في مقتل الحريري، والتدخل في شؤون لبنانية اخرى ورعايته المنظمات المتطرفة مثل "حزب الله" والحركة الاسلامية الفلسطينية "حماس"، قام اخيرا باتخاذ قرارات مغايرة، فقد باركت سوريا اتفاق ايار (مايو) لحل الازمة الدستورية الطويلة في لبنان. واستقبل هذا الاسبوع الرئيس اللبناني ميشال سليمان (لا يرتبط بأي قرابة مع الجنرال المقتول محمد سليمان)، ووعد باقامة علاقات ديبلوماسية بين سوريا وجارتها الصغيرة، التي لطالما سيطرت عليها. ونتيجة لذلك، شهدت علاقات سوريا مع الحكومات الاوروبية دفئا واضحا.

يوم مقتل الجنرال سليمان، كان السيد الأسد في زيارة دولة الى ايران، حيث يؤكد كبار رسمييه على تجذر العلاقة بين بلدهم وايران. وقد اكدت سوريا مجددا تأييدها حق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية، وهو ما لا يتلاءم مع موقف الولايات المتحدة وحلفائها، الذين يشعرون بتهديد ايراني. وبالمقابل، اكدت اسرائيل ان سوريا زادت من حجم تدفق السلاح الى "حزب الله"، بما في ذلك تزويد مزعوم له بصواريخ مضادة للطائرات. وفيما تعد سوريا بفتح صفحة جديدة مع العلاقات بلبنان، الا انها تحاكم مجموعة من مواطنيها الذين جريمتهم الرئيسية انهم دعوا علانية الى علاقات طبيعية مع جارتها العربية الاصغر. ربما الواقع يبرهن ان احدا يجب ان لا يتكلم الى ان يعرف. (ايكونومست البريطانية ـ 14/8/2008)

 

عن قمة دمشق الأخيرة وشروط الأسد ودروس التجربة اللبنانية الطويلة

رسالة سيادية إلى رئيس جمهورية "الثورتين"

المستقبل - الاثنين 18 آب 2008 - فارس خشّان

فخامة الرئيس ميشال سليمان المحترم

تحية طيّبة وبعد، نحن نُدرك أن المبادئ التي ترعى المفاوضات قد ألحقت الظلم بما أنجزته في زيارتك الأخيرة لسوريا، ولكن ـ وهذا يقيننا ـ لا يزعجك وأنت ترى اللبنانيين الذين "يُنفّخون على اللبن السوري بعدما كواهم حليبه"، يسيرون بهدي مبدأ "خذ وطالب"، لأن التاريخ علّمهم أن النظام السوري لا يحجب حقاً من حقوقهم الطبيعية، إلا لأنه يريد مقايضته بالحصول على عوامل قوة تُمكّنه من الانقضاض على رزمة أخرى من حقوقهم الوطنية.

ونحن، كُن واثقاً يا فخامة الرئيس، نشعر بالفخر بما أقدمت عليه، منذ اللحظة الأولى، وسوف يكتب التاريخ أنك أوّل رئيس بعد الراحل اللواء فؤاد شهاب، يعتبر أن الشكل في العلاقات مع سوريا هو المدخل الطبيعي إلى الأساس. هو فرض "قمة الخيمة" وأنت فرضت "قمة الحقوق".

نحن نرى جيّداً، يا فخامة الرئيس. رأينا كيف تصرفت في باريس. كيف رسّخت الحق اللبناني في القمة الرباعية التي استضافها قصر الإليزيه، وكيف رسّخت الندية اللبنانية ـ السورية عندما سارع الرئيس السوري بشار الأسد إلى سيارتك لينتقل بمعيّتك إلى مقرك في زيارة تهنئة قبل أن تقوم بـ"ردّ الرجل" في زيارة مجاملة إلى مقره، وكيف تعاملت مع اللبنانيين الذين أرادوا الاجتماع بك في "عاصمة الأنوار" وماذا قلت لهم.

نحن نعي جيّداً، يا فخامة الرئيس. نعي ماذا يعني قدوم وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى لبنان في ضوء لقاءات باريس حاملاً إليك دعوة رسمية لزيارة سوريا، ونعي ماذا يعني دخولك إلى دمشق من المطار حيث أقيم لك استقبال رسمي لا يفرضه إلا الرؤساء ـ الرؤساء، ونعي ماذا يعني أن تحمل معك إلى القيادة السورية لائحة مطالب بحقوق اللبنانيين، خارقاً بذلك محرّمات كانت في السابق تحوّل من يتجرّأ على طرح بند واحد منها إلى.. شهيد.

ونحن نفهم جيّداً، يا فخامة الرئيس. نفهم أنّ قادة لبنانيين سبقوك كانوا "يتحايلون" ـ حتى لا نقول يتآمرون ـ على الحقوق الطبيعية للشعب اللبناني. كانوا يتركون القيادة السورية تطرح مطالب يرفعها اللبنانيون لينبروا هم لرفضها، مبرئين بذلك "دولة الوصاية" أمام المجتمع الدولي. نفهم أنّك بطرحك حقوق اللبنانيين أظهرت أن النظام السوري لا يزال هو هو، أي هذا النظام الذي لا يُعطي اللبنانيين شيئاً من أجل تحسين العلاقات اللبنانية ـ السورية، فهو إذا أعطى فلكي يحصل على مكافأة دولية علّها تمكنه في مرحلة لاحقة من أن يعود ليأخذ أضعاف ما أعطى.

شكراً، يا فخامة الرئيس على ما أنجزته لنا. شكرا لأنّك لم تضيّع تضحيات شعبنا هباء. شكراً، لأنّك استثمرت "ثورة الأرز" في سلوكياتك. هذه الثورة البيضاء التي لم تتطلع يوماً إلى القطع مع سوريا، بل إلى إعادة الوصل على أسس صحيحة وسليمة بين دولتين حقيقتين، وليس بين دولة وإقليم مُلحق.

ولكن يا فخامة الرئيس، إسمح لنا أن نضعك في حقيقة ما لدينا من ملاحظات. ملاحظات لا تستهدفك، لا سمح الله، بل تعبّر عمّا تختزنه ذاكراتنا من تجارب وما تزخر به عقولنا من دروس وعبر.

أنت تُدرك من دون شك، يا فخامة الرئيس، أهمية "ميزان القوى" في عملية التفاوض، ولو بين الإخوة. وأنت تتذكّر على الأرجح، كم كانت فرحة الرئيس الراحل فؤاد شهاب كبيرة بـ"الثورة المضادة" التي قادتها القيادات المسيحية في بداية عهده الذي أتى على أجنحة ثورة 1958 الحمراء، اعتقاداً منه أن لبنان يستحيل أن ينشئ دولة معافاة تراعي التوازن بين جميع المكوّنات الشعبية في حال كان هناك طرف يحسب نفسه أقوى من الطرف الآخر.

وأنت تُدرك يا فخامة الرئيس، أنّ النظام السوري الذي تطالبه بإعادة الحقوق المسلوبة، يستقوي بأمور كثيرة منها وجود قوى سياسية موالية له في لبنان، ووجود قوى مسلّحة في لبنان تدعم كل ما يطالب به عن حق أو عن باطل، ووجود وسائل إعلام تهشّم باللبنانيين لمصلحته، ووجود مجموعات موت إرهابية تتحرك بما يتناسب والأجندة السورية. وأنت الأدرى بأن المخابرات اللبنانية على تنوّعها إذا وضعت يدها على عمل أمني سوري فهي تُفضل أن تُطوى الصفحة لأن "الحكمة" تقضي بذلك، وأنت الأفهم بأن عقيدة الحياد في الداخل التي تنتهجها المؤسسة العسكرية أصبحت قاتلة، لأنها تُعطي مزيداً من القوة للقوي وتزيد الضعيف ضعفاً، وأنت الأعلم بمكبّرات الصوت التي تستعملها المخابرات السورية في الداخل اللبناني.

في المقابل، ماذا تملك يا فخامة الرئيس لتُحقق لنا الإنجازات التاريخية التي تتطلع بصدق إليها غير عزيمة شعبك وغير مزايا وطنك المكتسبة، وتالياً فمقابل أي مكسب يُمكن أن تضغط حتى لا يعود لبنان، لا ملجأ للمضطهدين ولا موطناً للحريات الإعلامية؟.

أنت تذكر بلا ريب، فخامة الرئيس، كل ما حصل في بدايات العام 2006، عندما حاولت المملكة العربية السعودية أن تُصلح ذات البين بين لبنان وسوريا، حينها ابتعدت وسائل الإعلام اللبنانية كلياً عن كل ما من شأنه أن يُثير انزعاج النظام السوري لدرجة أصبح موضوع التحقيق الدولي في ملفات الاغتيالات من المحظورات الوطنية بعدما كان الدخول العربي والأممي على خط هذا التحقيق قد أصاب ديتليف ميليس بالقرف ففضّل ترك مهمته. ولكن بالمقابل ماذا حصل؟، لقد أخذت المخابرات السورية راحتها، فراحت تزوّر المعطيات والوقائع لدرجة كادت تجعل من الضحية مجرماً، وراحت تطالب برؤوس زعماء لبنانيين وسياسيين وصحافيين، فخارت قوة الدفع اللبنانية قبل أن يقع الوطن فريسة حرب تموز التي قال السوريون للأميركيين لاحقاً إنها حرب لا يُمكن فيها أن تنتصر منظمة على دولة ولكنها تهدف إلى جذب دولة إلى التفاوض مع دولة أخرى.

وهذا يعني، يا فخامة الرئيس، أن لبنان عندما يتخلّى عن ميزاته التفاضلية يفقد ذاته ويعود ليكون مجرد ورقة في يد النظام السوري. هذا النظام لا يؤمن بالتبادلية مع لبنان، بل يعتبر أن مكاسبه متى بدأت لا تتوقف لأنها تكون نتاج وقوع "الخصم اللبناني" في حفرة بلا قعر.

نعم يا فخامة الرئيس، نحن عوامل قوتك، بغض النظر عن تقييمك لهذه النحن. نحن الإعلام الحر الذي لا يجد فرقاً بين فضيحة سورية وأخرى أميركية، والذي لا يستقوي على مسؤول لبناني ليحذف ذاته متى تعلّق الأمر بمسؤول سوري، ولا يُحصي أنفاس أجهزته الأمنية ليترك الأجهزة السورية تسرح وتمرح، ولا يرتضي أن يضع اللوم على من لا حول ولا قوة لهم من أجل أن يُغطي مسؤولية النظام السوري الذي كان قابضا على الأرواح، ولا يتساهل عندما يرى "خنازير مزرعة الحيوانات" (كتاب جورج أورويل) يحرّفون في ليل الشعارات التي كتبوها في النهار. وبهذا المعنى كيف يجوز الصمت على ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية عندما يرون يد وليد المعلم تُقدم على تحريفه ليصبح ملف المفقودين السوريين واللبنانيين في.. لبنان!؟.

نعم، يا فخامة الرئيس، نحن عوامل قوتك. نحن أولئك الذين يبحثون في "إضبارة" كل من يتم ترشيحه لمنصب أمني، فيثورون كلّما وجدوا بينهم عميلاً للنظام السوري لأن تعيين أي من هؤلاء يُلغيك يا فخامة الرئيس، فمن يملك أدوات تُنفّذ أوامره تلقائياً، لا يجد نفسه مضطراً للعودة إليك، فيتمكّن بتواطؤ أن يُلغي خصومه إما بالخطف وإما بالقتل وإما بفبركة الملفات وإما بتمرير المؤامرات.

تذكر يا فخامة الرئيس ما حصل مع من سبقوك من الرؤساء وقيّم موضوعياً ظروفهم، فتُدرك أن ضعفهم لم يكن نتاج شخصياتهم بل نتاج إلغائنا نحن، وأن تواطؤهم لم يكن وليد طبيعة خائنة بل كان نتاج اضطهادنا نحن، وأنهم أنهوا ذواتهم الوطنية يوم ألغوا قدراتنا.. نحن.

كم نتمنّى يا فخامة الرئيس، ان تفسح لك انشغالاتك بعض الوقت لتقرأ محاضر سورية ـ لبنانية سابقة، ولعلّ النموذجي منها تلك المحاضر التي تعود للعام 1973 حين أقفل النظام السوري الحدود اللبنانية ـ السورية واستدعى لبنان إلى التفاوض. يومها كان رئيس الجمهورية هو الراحل سليمان فرنجية، الصديق الشخصي للراحل حافظ الأسد، ومع ذلك كان المطلوب سوريا من لبنان ما هو أكبر من طاقته على التحمّل. كان مطلوباً ترك "المقاومة الفلسطينية" ـ المدعومة شعبياً آنذاك بقدر الدعم الذي تحصل عليه اليوم "المقاومة الإسلامية" إن لم يكن أكثر ـ أن تتمدد على حساب سيادة الدولة، وكان مطلوباً وضع "كواتم للصوت" على أفواه زعماء أمثال كميل شمعون وبيار الجميل وصائب سلام وتقي الدين الصلح، وكان مطلوباً أن يخضع الإعلام اللبناني لرقابة مسبقة، وكان مطلوباً أن تُسلّم الدولة اللبنانية إلى السلطات السورية كلّ شخص ترى أنه يشكل خطراً عليها. وأنت الأدرى يا فخامة الرئيس، ماذا كانت نتيجة كل تلك التنازلات. أتت الحرب الأهلية التي تولّت "الصاعقة" السورية و"جيش التحرير الفلسطيني" السوري إشعالها. وأتى الجيش السوري بمجازره قبل أن يقبض على روح لبنان. وفي الختام، ثق يا فخامة الرئيس بأنّ اللبنانيين، جميع اللبنانيين، يضعون أنفسهم بتصرفكم لإنجاح مساعيكم.

 

هل "تحذف من المحضر".. السياسي والشعبي "حجرة الرحى" التي ألقاها الحسيني في البرلمان؟!

المستقبل - الاثنين 18 آب 2008 - محمد مشموشي

تشبه عبارة "تحذف من المحضر" التي رددها رئيس مجلس النواب نبيه بري مرارا أثناء مناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة، العبارة الشهيرة في التاريخ (اللبناني والعربي تحديدا) "لم رأينا، لم سمعنا" .. وفي بعض الأحيان "لم قلنا" كذلك!!. أما الذريعة، فهي النظام الداخلي للمجلس الذي يحظر على النواب التفوه بكلمات "نابية" في حق نواب آخرين، أو عن كتل برلمانية في المجلس، أو أحزاب ممثلة فيه الخ..

ما هي الكلمات "النابية" وما هو تعريفها، غير مهم .. المهم أنها وبرجع صدى واحد مع قرقعة مطرقة الرئاسة في الجلسة، "تحذف من المحضر"!.

تلك كانت صورة المجلس النيابي اللبناني في الداخل والخارج الأسبوع الماضي، بعد عودته من "عطلة" قسرية حالت بينه وبين التعليق (مجرد التعليق!) على "تراجيديا" كانت تتم فصولا في الأزقة والساحات قبل أسابيع. ولأن مؤلفي السيناريو واللاعبين في المسرحية، لم يكونوا محترفين بحيث يجعلون "خشبة المسرح" ما يريدون، فقد بات واجبا من وجهة نظر الرئيس بري، إسدال الستارة نهائيا على المشهد، وعدم العودة مطلقا، وإن باشارة خجولة، الى ما كان.

لكن الستارة، برغم الجهود الحثيثة من أكثر من طرف (مداخلة الشيخ بطرس حرب مثال)، لم تنفع في اخفاء شيء من المشهد، خصوصا وأن البث كان حيا على الفضائيات في لبنان وفي العالم. حتى اذا كان الفصل الأخير منه، وتعمد الرئيس حسين الحسيني كشف "البير وغطاه" كما يقول المثل الشعبي، جاء التشخيص الكامل والدقيق، ليس لما كان في الانعطافة التراجيدية الأخيرة فقط، بل لما كان على مدى الانعطافات الأخرى الكثيرة في لبنان والحياة السياسية فيه على امتداد سنوات.

ولم يكن ممكنا، ولا جائزا بالطبع، أن تقال عبارة "تحذف من المحضر" إلحاقا بتلك الكلمات التراجيدية فعلا التي وصف بها "حامل أختام الطائف وإذاً الدستور" الوضع اللبناني ومجمل الطبقة السياسية التي تحكمه وتتحكم به. وإذاً، فلا بد من أن "تضاف الى المحضر"، ولو لم يقلها الرئيس بري علناً، مشاعر الألم الحقيقي، ليس للاستقالة من مجلس النواب التي أنهى بها الحسيني كلمته، بل للحالة المأساوية التي تدهور اليها لبنان وساسته ونوابه وأحزابه وقادة هذه الأحزاب بنتيجة ما جرى في "الوطن.. الذي يهدده خطر أكبر مما تعتقدون" خلال الأعوام الماضية.

لقد مزق الرئيس الحسيني ما بقي من الستارة التي كان غيره يسعى جاهدا الى رتقها، لتكتمل بذلك الصدمة التي هزت لبنان بقوة وعنف غير مسبوقين. وما يدعو للأسى أن صداها لدى الطبقة السياسية، لم يرق الى أكثر من التعبير عن "الألم" و"الأسى" و"الأسف" وما شابه هذه الكلمات، تماما كما لم يبد من النخب الفكرية والثقافية والاجتماعية في البلاد تجاوب معها، أو رد فعل جدي، يشير ـ في ما يشير ـ الى أن حجرا ما ألقي في بركة المياه الراكدة عمليا منذ الاستقلال والآسنة فعلا منذ سنوات. هل هو الاقتناع الراسخ لدى الطبقة السياسية بأن تغيرا جوهريا ما لن يحدث برغم كل ما قيل وما قد يقال عن المأساة التي وصلت اليها البلاد، في موازاة اقتناع شبيه ومماثل لدى النخب الفكرية والثقافية والاجتماعية.. لتصبح المعادلة: "بأس" شديد على جبهة الطبقة السياسية، جنبا الى جنب مع "يأس" كامل على جبهة الرأي العام "المسيّس" حتى العظم تعصبا طائفيا ومذهبيا ومناطقيا؟!. غالب الظن أن ما قاله الحسيني عن تحول الوطن الى "مناطق"، والأديان الى"طوائف"، والسياسة الى "مصالح"، هو الاجابة الدقيقة عن السؤال.. لأنه يشكل التعبير الحقيقي عن الواقع اللبناني. فثلاثون عاما ويزيد من الحروب الأهلية والطائفية المتنقلة بالعنف المسلح والعنف السياسي سواء بسواء، لم يكن ممكنا أن تؤدي بلبنان الى ما غير ما هو عليه، وما هم عليه زعماؤه وقادة أحزابه ومجمل طبقته السياسية، في هذا الزمن. وما ثنائية السلاح والمال التي تجتمع لدى هذه الطبقة وتزيد من هيمنتها، كما أشار الحسيني في مداخلته، الا القشة التي جعلت من الساقية أشبه بطوفان يغمر في طريقه كل شيء.

الى أين من هنا؟!. ليس الى "تحذف من المحضر" بالقطع، خصوصاً في مجلس النواب وفي مجلس الوزراء، بل حتما وبكل اقتناع وطني من خارج الطبقة السياسية وثنائية المال والسلاح المهيمنة، الى "تضاف الى المحضر". ولقد بات جليا بشكل لا لبس فيه، أن "مسيرة" السنوات الثلاث الماضية لم تأخذ لبنان الا الى حافة الخراب، بل الى الخراب الفعلي كما قال الحسيني (وأشار اليه غيره، ممن لم يصل به الأمر الى الاستقالة) في حضرة من يفترض أنهم ممثلو الشعب في المجلس، وعلى الفضائيات أمام الرأي العام في لبنان والعالم العربي والخارج.وللمفارقة اللغوية، فالكلمات "النابية" التي ترددت أصداؤها تحت قبة البرلمان (حذفت، أو لم تحذف من المحضر) تكشف، مثلها مثل الكلمات "النيابية" الخجولة أو الشجاعة الأخرى، هذا الواقع الكارثي الذي لم يعد يفيد التعتيم أو الكلام الموارب (غالبا ما يحمل المعنى ونقيضه تماما!) عليه.هل يريد اللبنانيون، طبقة سياسية تقليدية ومستجدة، ونخبا فكرية وثقافية واجتماعية، الخروج من النفق الانتحاري الذي جروا أنفسهم (وان بمساعدة الخارج الاقليمي والدولي) اليه؟!.إذا كان الجواب بالايجاب، ولا بد أنه كذلك في ظل مسلسل "التراجيديات" المتنقل من بيروت الى الجبل الى البقاع الى الشمال.. وطرابلس أخيرا، فالمدخل الطبيعي والمنطقي ينطلق مما بدأه الحسيني: قول الأشياء كما هي، بل وحتى من دون قفازات اللياقة اللغوية والسياسية التي لبسها رئيس مجلس النواب السابق في مداخلته، وان لم تخف على من يقرأون بين السطور.لا علاج نهائيا، ولا حتى مؤقتا، من دون تشخيص كامل. ولا تشخيص في العتمة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمجلس النواب وبمن يفترض بهم أن يكونوا ممثلين حقيقيين للشعب. وقد لا تكون هناك حاجة الى اعادة القول ان مثل ذلك "العلاج" وذلك "التشخيص" هما في أساس المعضلة التي تتكرر فصولا منذ الاستقلال.. وقد بلغت أقسى مستويات انحدارها في السنوات الأخيرة. ولقد شهد لبنان العديد من التجارب التي أوصلته الى حفاف الانهيار، تماما كما شهد العديد من الصدمات التي من شأنها أن تعيده الى الرشد، على امتداد تاريخه القريب والبعيد. ردود أفعال اللبنانيين حتى الآن، راوحت بين الهجرة الى الخارج والرضا بالتهجير القسري في الداخل والحياد السلبي من أجل مجرد البقاء.

وأخشى ما يخشاه المرء أن يكرر اللبنانيون وضعهم السابق نفسه.. فيذهب "حجر الرحى" الذي ألقاه الرئيس الحسيني في ساحة مجلس النواب أدراج الرياح!!.

 

الانتهازي !...

عدلي الحاج 

انه من يلجأ اليك عندما يكون لديه طلب ما وينساك بعد ذلك. أخبرني صديق لي انه تعرف الى هذا الانتهازي في بداية الستينات وما لبث ان اصبح صديقه لا يكاد يمر يوم الا ويزوره.ومع مرور الايام اكتشف صديقي ان هذا الرجل يلتصق بمن يحقق له رغبته وهو مدمن ألعاب القمار على اختلاف انواعها!وأخبرني صديقي ايضاً ان الرجل استغل غيابه خارج الوطن ليفرض مطالبه التي لا تنتهي على عائلته التي خدعها بحنانه الزائف واسئلته المبرمجة! وعندما عاد صديقي من الخارج اختفى هذا الانتهازي وكأن الارض انشقت وابتلعته. ونصح صديقي لمن يحبهم بان يخافوا على انفسهم من هذا الانتهازي لانه مجرد مخادع لا يقيم وزناً للمحبة والصداقة.

 

يديعوت أحرونوت: إسرائيل تحتج لدى قائد اليونيفيل وتطالبه بالإقرار بخرق حزب الله للقرار 1701

راديو سوا/قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل أقدمت على الاحتجاج لدى قائد قوات اليونيفيل في جنوب لبنان كلوديو كرزيانو لعدم إقراره بعمليات قيام حزب الله بإعادة التسلح في جنوب لبنان، حيث أن قرار مجلس الأمن 1701 يعتبر من مسؤوليات قوات اليونيفيل فرض حظر على التسلح في المنطقة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية. وتابعت الصحيفة الإسرائيلية بان كرزيانو اعتبر خلال مؤتمر صحفي إسرائيل الجانب الوحيد المتهم بخرق قرار مجلس الأمن 1701، متجاهلا تماما ما وصفه المصدر الإسرائيلي بالانتهاكات الإستراتيجية للقرار الذي يرتكبها حزب الله. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية بان رئيس الوفد الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة دان كرمون التقى كرزيانو وابلغه بقلق إسرائيل من تزايد قوة حزب الله وانتهاكاته لقرار مجلس الأمن الدولي. وقال كرمون أن تقرير اليونيفيل المرفوع إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يجب أن يتضمن معلومات عن عمليات التسليح التي يقوم بها حزب الله عبر سوريا وإيران، ويرى أن على كرزيانو أن يقر بعمليات التهريب وكل ما يترتب عليها. وادعت إسرائيل في تقاريرها إلى الأمم المتحدة أنه منذ الحرب اللبنانية الثانية تمكن حزب الله من استعادة قوته التي فقدها خلال المعارك بل أنه - كما تقول - زاد قوته بنسبة الثلث علاوة على تصعيد مدى صواريخه. ويذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني اجتمعا في الآونة الأخيرة مع السكرتير العام للأمم المتحدة وأوضحا أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاكات حزب الله للقرار. وقد ناقش باراك القضية ذاتها مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن

 

اليونيفل: معالجة تهريب الاسلحة في المنطقة شمال نهر الليطاني تقع خارج صلاحيتنا

اكد قائد القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانوان "معالجة تهريب الاسلحة في المنطقة شمال نهر الليطاني تقع خارج صلاحية القوة التي اقودها". اشار غراتسيانو الى "ان الحكومة اللبنانية لم تطلب من قوتي ان تتدخل في هذا الموضوع". كان مندوب اسرائيل لدى الامم المتحدة داني كارمون احتج لدى غراتسيانو على تصريحاته والتي أتهم فيها اسرائيل بخرق قرار مجلس الامن رقم 1701 الخاص بجنوب لبنان. نقل راديو "اسرائيل" امس عن كارمون قوله لغراتسيانو: "ان قوة اليونيفيل تتجاهل تهريب الاسلحة الى منظمة حزب الله من ايران عبر سوريا وتعاظم هذه المنظمة عسكريا مما يتنافى ومشروع القرار المذكور".

 

حرب: لكل الحق في مشروع سياسي ولكن لا يجوز له بناء دولة ضمن دولة

وكالات/دعا النائب بطرس حرب الى "التمسك بلبنان ، لبنان الديموقراطي والسيد والحر والمستقل الخالي من اي وصاية، هذا هو لبنان الذي نريد مهما كثرت مشاريع التفرقة والتقسيم ومعاول الهدم، ونحن سنتصدى لها ايمانا بوطننا ووحدتنا، فيعيش المسيحي والمسلم مع بعضهم بأمان وسلام ولا احد يخاف من غيره او من الطغيان عليه"، وأكد "ان التقاتل ليس لمصلحة لبنان، فأي مشروع يضعف الدولة لمصلحة اي كان يعد خسارة لنا جميعا". وتابع: "علينا ان نجدد العهد بالايمان وان لا يستقوي أحد على الاخر وان نستخدم عقولنا وعافيتنا وقوتنا في خدمة المجموعة وليس ضدها. وليس في وجه اي لبناني". وختم :" لكل منا الحق في ان يكون له مشروع سياسي، انما ليس جائزا ان يفتح اي منا دولة على حسابه، او يبني دولة ضمن دولة او يتسلح في وجه الاخر"، مؤكدا "أن لبنان الذي نشأنا على محبته سنتصدى لاي محاولة لتغيير صورته"، داعيا الى "ان يجمعنا وطن واحد ودولة واحدة مهما تجمعت عليه القوى سيتجاوز الصعاب على أمل ان ينبلج فجر جديد وامل بالمستقبل".

 

العبد: السنيورة لم يخالف الدستور بزيارته مصر

وكالات/أكد مستشار رئيس الحكومة الدكتور عارف العبد أنه "لم يكن مقرراً ان يلتقي الرئيس فؤاد السنيورة بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في مصر، وأن زيارة السنيورة إلى مصر كانت فقط للقاء المسؤولين المصريين، وهناك البعض الذي يريد فقط اثارة بعض المواضيع واعطاء التحليلات الخاطئة للزيارة".

العبد، وفي اتصال هاتفي مع تلفزيون "anb"، قال: "الرئيس السنيورة بزيارته الى مصر لم يخالف الدستور ولا التقاليد، وسنعتبر أن من تحدث عن هذا الموضوع لم يقرأ مقررات مجلس الوزراء و ليس أي شيء آخر، مغلّبين بذلك النية الطيبة". لفت العبد إلى أن "هدف الزيارة الى مصر كان محصوراً بثلاثة مواضيع هي الغاز، والكهرباء والعلاقات التجارية، و قد أصبح موضوع نقل الطاقة من مصر الى لبنان امر ممكن و قريب، وهناك زيارة قريبة للعراق سيقوم بها الرئيس السنيورة أيضاً".

 

شطح: العلاقة بين سليمان والسنيورة ممتازة

وكالات/اعتبر وزير المالية محمد شطح أن "العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ممتازة، وأي كلام أو غمز من البعض او من الصحف فهو غير صحيح". طح، الذي رافق السنيورة في زيارته إلى مصر، أكد في حديثين تلفزيونيين أن "العنوان الرئيسي لزيارة الوفد اللبناني برئاسة الرئيس السنيورة إلى مصر هو موضوع الكهرباء، ولن يكون وصول الكهرباء مجاني، وليس هناك من امور مجانية في العالم، ولكن مصر تفعل الكثير لمساعدة لبنان"، وأكد أن الحكومة ستحاول معالجة "مشكلة الطاقة بجدية رغم قصر عمرها"، معتبراً ان هذا القطاع "يستنزف مالية الدولة وجيوب الللبنانيين".

 

حوري: كلام نصرالله مهم والأهم ألا يتم اجتياح بيروت مرة ثانية

وكالات/ضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري أن الأجواء التي يعيشها لبنان بعد نيل الحكومة الثقة تتجه الى التهدئة وأن الحكومة تسعى الى تفعيل دورها وعملها في ضوء المهام الملقاة على عاتقها وهي بحاجة الى دعم سياسي من كل الأطراف السياسية. وأمل أن يكون خطاب السيد حسن نصرالله قد جاء في هذا الاتجاه من خلال المناخات الايجابية السائدة حالياً. وحول تحية نصرالله لبيروت، قال حوري لصحيفة "الدار الكويتية: "نحن نرحب بها، لكن المهم والأهم أن تكون الممارسة على الأرض ايجابية أي أن لا تُجتاح بيروت مرة ثانية، وأن لا تحصل غزوات أخرى للعاصمة، إنما بالمحصلة كلام السيد مهم ونتمنى أن يترجم في المكان الصحيح لنخرج من السلبيات التي عاشتها بيروت نتيجة الممارسات الخاطئة التي شهدناها في أيار الماضي". وعن لقاء نصرالله والنائب سعد الحريري، قال حوري: "لا أملك معلومات مفصلة حول هذا الأمر، لكن أي إضافة ايجابية، فذلك من شأنه ان يسهل حصول مثل هذا اللقاء، وعلينا ألا ننسى بأن محطة الحوار الوطني هي مناسبة مهمة لتلاقي القيادات السياسية وهذا ما نأمله في وقتٍ قريب".

 

 

المشكلة الأساس هي سلاح حزب الله

حسن صبرا؟الشراع

ميليشيا حزب الله في كل مكان: في الشارع وفي التشريع، في شوارع بيروت وطرابلس والجبل وفي المجلس النيابي.. الثقافة نفسها والهدف نفسه.. هو إرعاب وإرهاب اللبنانيين، بيدها السلاح قبل اللسان، وقبل الشتائم والسباب وقلة الأدب وقلة الأخلاق وقلة الدين.. بل ان السلاح في الأيدي هو سبب إطلاق اللسان بالشتائم، فإطلاق النار على الآمنين المدنيين، هو الذي يمهد لإطلاق اللسان على النواب اللبنانيين الذين كانوا وظلوا واليوم أكثر عرضة للأخطار كما بقية اللبنانيين، دون أن ننسى شهداء النواب والوزراء الذين سقطوا دفاعاً عن وطنهم وعن بقية اللبنانيين.ميليشيا حزب الله انشأتها إيران في لبنان لحماية ملفها النووي، لمنع تعرضه للضرب سواء من إسرائيل أو من أميركا أو من الاثنتين معاً، بالرد العسكري كرد فعل أو بضربة استباقية كما فعلت إيران في لبنان صيف 2006. حتى إذا تحاورت إيران وسوريا مع إسرائيل وأميركا، أصبح لميليشيات حزب الله دور آخر هو منع الاعتراض اللبناني الشعبـي والسياسي على هذه المفاوضات والحوارات.. هكذا تفلت ألسنة نوابها في مجلس النواب. ولماذا يعترض اللبنانيون على مفاوضات إيران وسوريا مع أميركا ومع إسرائيل؟

يعترضون عند نقطة واحدة، وهي ألا تسلم أميركا وإسرائيل لبنان لإيران أو لسوريا كما كان سابقاً طيلة 30 سنة (1975 – 2005)).

هذه نقطة

المسألة الأخرى هي إصرار حزب الله على تسمية ميليشياته المسلحة وقد مضى الآن سنتان وهي تقاتل أبناء الوطن الآخرين متسلحة بأمر واحد أكيد وهو انها الوحيدة التي تملك السلاح والصواريخ وأبناء الوطن يرفضون التسلح، فهل هي دعوة من هذه الميليشيا إلى اللبنانيين كي يلجأوا إلى السلاح فينشئوا ميليشياتهم لموازنة سلاح حزب الله؟ هل تحول مشروع حزب الله عملياً من مقاتلة إسرائيل باسم المقاومة إلى دعوة كل اللبنانيين إلى تشكيل مقاومة حقيقية للدفاع عن لبنان المحتل بالإرادة السياسية والامنية لإيران وسوريا معاً؟

انها مفارقة حقاً: أن تذهب سوريا وإيران إلى تسوية تستجديها طهران ودمشق من أميركا وإسرائيل، وأن تزيد الدولتان تسليح حزب الله، ثم أن تستدرجا بقية اللبنانيين وهم الأغلبية الساحقة إلى التسلح دفاعاً عن أنفسهم، ومناطقهم ومصالحهم ووجودهم!

غير ان المفارقة الأصعب، هي أن بقية اللبنانيين ما زالوا يرفضون التسلح قناعة بالدولة ومؤسساتها وأهمها جيشهم الوطني وقواهم الأمنية الداخلية.

هنا يبدو ان ميليشيا حزب الله تراهن على أمرين أساسيين هما:

الأمر الأول: هو ان اللبنانيين كلهم يرفضون السلاح داخلياً وبالتالي لا فرصة لإنشاء ميليشيات توازي ميليشيا حزب الله مع انها ليست عاجزة عن توفير الرجال والسلاح والمال ولا تنقصها الإرادة بل ان إرادتها الآن صادقة وثابتة وهي ان لا عودة إلى الحرب الأهلية التي تريدها كل من طهران ودمشق.

الأمر الثاني: هو ان حزب الله بميليشياته وأجهزته الأمنية قد اخترق كل مؤسسات الاجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية اللبنانية خاصة الجيش وقوى الأمن الداخلي.. سواء باستثمار الانتماء المذهبـي الشيعي لتقديمه على الولاء للوطن أو بالتخويف والإرهاب.

فإن لم يكن الاختراق علنياً، فإن ما حدث هو الاخطر وهو عجز هاتين المؤسستين عن الدفاع عن اللبنانيين الذين يرفضون التسلح مؤمنين بأن هاتين المؤسستين قادرتان على الدفاع عن لبنان وعن اللبنانيين في مواجهة إرعاب وإرهاب ميليشيات حزب الله.. وهذا ما لم يحصل حتى الآن.. وهناك تخوف من ألا يحصل أبداً.

كل هذه المفارقات لا تطرح إشكاليات الماضي والحاضر فقط.. بل هي تطرح أمامنا إشكاليات المستقبل القريب.. وهي الانتخابات النيابية المقبلة. ميليشيا حزب الله تستند إلى سلاحها لإرهاب وإرعاب الناخبين في كل المناطق، وهذا السلاح الذي سقطت شرعيته منذ ان استخدم ضد اللبنانيين في شوارع بيروت والشمال والبقاع والجبل، فقد أيضاً عذريته التي لن يفيد فيها لا ترقيع ولا تقطيب.. وهي تتهيأ بقوة لاستخدام السلاح دائماً لفرض مرشحيها بالقوة، تخويفاً للمرشحين الآخرين، وتخويفاً للناخبين لفرض الأمر الواقع الذي فرضته في شوارع بيروت والبقاع والجبل والشمال.. دون أن ننسى الجنوب المخطوف كله بشيعته وسنته ودروزه ومسيحييه منذ سنوات. إذن القضية كلها هي سلاح حزب الله، الذي أثبت من خلال فلتان ألسنة ميليشياته داخل مجلس النواب انه مستعد للوصول إلى الحد الأقصى لحماية مشروعه الذي أقيم من أجله، وهو القتال في لبنان وبدماء اللبنانيين لحماية الملف النووي الإيراني ونظام عائلة الأسد في دمشق، وأيضاً القتال في لبنان لإيصال التسويات والمفاوضات الجارية بين دمشق وطهران مع إسرائيل ومع أميركا إلى ما يريده هذان النظامان.. وأيضاً في لبنان.

وهذه القضية شاملة ما قاله وزير خارجية عائلة الأسد وليد المعلم بأن الحكم على الأمور موضوعياً وإيجابياً من وجهة نظره – لن يصلح إلا بعد إجراء الانتخابات النيابية تحت وهم ان حزب الله سيكتسح صناديق الاقتراع في كل لبنان، كما اكتسح شوارع بيروت والبقاع والشمال والجبل، وكما اكتسح الجنوب والضاحية بقوة الأمر الواقع.. وهو السلاح. وقتال حزب الله هو في الأصل ضد الدولة اللبنانية، حتى انه لم يطق أن تكون مقاومة الجيش والشعب وميليشياته في كنف الدولة هو صورة حقيقية عن مشروعه وما عدا ذلك مضيعة وقت.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد في 17اب 2008

ورد في الصحف هذه الاسرار

البلد

تساءلت مصادر دبلوماسية عمّا اذا كان موقع السفارة اللبنانية في سورية سيسجل في الدوائر العقارية السورية "أرضاً لبنانية" كباقي مقرات السفارات المعتمدة في الخارج.

أثارت مقاربة وزير الخارجية لابقا? المجلس الأعلى اللبناني ــ السوري تساؤلات عدة بعد مقارنته الامر بمجلس التعاون الخليجي الذي أنشئ في ظروف مختلفة ومتكافئة.

ذكر مراقبون ان "نجاح الدولة في جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح مقدمة هامة لتنفيذ أحد بنود طاولة الحوار القاضي بمعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات".

النهار

تردد ان ثمة اتفاقات اولية على التعيينات في المراكز العسكرية والأمنية، لكن ارجئ بتها بعد ظهور تحفظات عن بعض الأسماء.

نقل عن اوساط معارضة اعتقادها ان توقيت زيارة الدكتور سمير جعجع للسرايا، بعد عودة رئيس الجمهورية من دمشق، وكلامه السلبي عن نتائج القمة، لم يكن عفوياً ولا بريئاً!

لوحظ ان دولتين عربيتين بارزتين معنيتين بالأزمة اللبنانية، تجنبتا الترحيب بالاعلان عن اقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا.

المستقبل

لفتت مصادر معنية إلى أنّ الخطاب الأخير للمرجع الأول في حزب رئيسي، سبّب له مشاكل مع تيار عريض من طائفته في بلد عربي تطرّق المرجع الحزبي إلى أوضاعه.

ذكرت معلومات أنّ وزيراً شمالياً سابقاً كان وعد مقرّباً منه بدخول الوزارة من ضمن حصّة تيار معيّن.

دعت أوساط ديبلوماسية إلى "ملاحظة" التحرّكات المنفصلة لعاصمتين إقليميتين، واحدة عربية والثانية غير عربية، باتجاه عاصمة ثالثة غير عربية أيضاً.

 

البطريرك صفير اسف للتفجير في طرابس وسقوط العشرات من الجنود والابرياء: احترام القيم في تراجع مستمر والخطاب السياسي فيه الكثير من الاسفاف

الاب ثابت اطلع البطريرك صفير على تداعيات موضوع خط التوترالسداسي واخطاره

وطنية - 17/8/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، يعاونه المطران فرنسيس البيسري والمونسنيور فيكتور كيروز، وخدمت القداس جوقة رعية بزعون، في حضور القنصل انطوان فرنجية والمحامي يوسف الدويهي.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك صفير عظة روحية بعنوان "الويل لكم اذا أثنى عليكم جميع الناس"، قال فيها: "نتابع الحديث عن خطبة الجبل، وهي تتحدث عن مصير الطامعين في خيور الارض ويصرفون النظر عن خيور السماء. واليكم ما ورد عنها في كتاب قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر: "يسوع الناصري". بعد هذه المحاولة للنفاذ بعمق الى رؤية التطويبات الداخلية، في ما خص موضوع الرحماء، الذي لم نعالجه بعد، سنتوقف في اطار مثل السامري الصالح، علينا ان نطرح على انفسنا سؤالين لنفهم الموضوع. ان لوقا يتبع التطويبات الاربع التي ينقلها بأربع ويلات: "الويل لكم أيها الاغنياء..الويل لكم ايها الشباع الآن..الويل لكم ايها الضاحكون الآن..الويل لكم اذا أثنى عليكم جميع الناس (لو6: 24 - 26). هذه العبارات تخيفنا. ماذا علينا ان نفكر بها؟

يمكننا أولا ان نتأكد ان يسوع يتبع هنا المخطط الذي نجده في الفصل 17 من كتبا أرميا وفي المزمور الاول، يقابل وصف الطريق القويم الذي يقود الانسان الى الخلاص، تحذير ينزع البرقع عن الوعود الكاذبة، والعروض الخاطئة، التي تدعو الانسان الى الانحراف عن طريق لا يمكنه الا ان يصل الى سقوط مميت. وان نجد بينة مماثلة في مثل الغني ولعازار.

ومن تفهم جيدا علامات الرجاء التي وجدناها في التطويبات، لا بد ان يعترف هنا بالمواقف المختلفة كل الاختلاف، التي تسجن الانسان في ما هو مظاهر وموقت، والتي تقوده الى فقدان سموه وعمقه، والى فقدان الله والقريب، وبالتالي التي توصله الى الهلاك. ونفهم آنذاك ما المقصود الصحيح من هذا التحذير، وهو ان اللعنات التي ليست عقوبات، وليس البغض هو ما يمليها، ولا الحسد، ولا العداوة العميقة، فالامر لا يتعلق بالمعاقبة، بل بالتحذير من اجل الخلاص.

وهنا ما يثير مسألة اساسية: هل الاتجاه الذي يرشدنا اليه الرب في التطويبات والتحذيرات التي تقابلها، هو صحيح؟ وهل من خطر في أن تكون غنيا، وشبعانا، وضاحكا، وممدوحا؟ وهذا الوجه هو ما استدعى انتقاد فريدريك نيتشه للمسيحية، وهو يقول: ليست العقيدة المسيحية هي ما يجب ان ننتقد، بل الاخلاق المسيحية، وهذه جريمة اساسية ضد الحياة"، وهو يفهم بالاخلاق المسيحية الاتجاه الذي أعطيناه في الخطبة على الجبل.

"ما هي أكبر خطيئة ارتكبت على الارض؟ أفليست عبارة من قال: "الويل لمن يضحكون"؟ والكاتب الشهير نيتسه، خلافا لما قال المسيح، يقول: "لا نريد ان ندخل ملكوت السماء. "لقد أصبحنا رجالا، ولهذا ان ما نريده انما هو ملكوت الارض".

ان الاتجاه الذي يعطيه الخطاب على الجبل يبدو كأنه دين حقد، او حسد ينخر الجبناء والعاجزين عن مواجهة الحياة، وهم يبحثون عن الانتقام بتمجيدهم فشلهم، وصب لعنتهم على الاقوياء، الذين ينعمون بالنجاح والسعادة، وعوض اتساع نظرة يسوع، هناك نظرة تحجم الوقائع الارضية، وارادة للاستفادة كليا منذ الآن من العالم، وما تقدمه الحياة، والبحث عن السماء على هذه الارض، دونما توقف أمام اي وخز ضمير.

هذه الرؤية للاشياء دخلت، بقدر كبير، في الضمير المعاصر، وهي تحدد الى حد كبير، مفهوم الوجود السائد اليوم. ان الخطبة على الجبل تثير مسألة اختيار المسيحية الاساسي، ونحن الذين هم أبناء عصرنا، نأبى باطنيا هذا الرأي، ولو كنا نستسيغ مديح الودعاء، وفاعلي السلام، والانقياء. وبعد اختبار الانظمة الشمولية، والوحشية التي يسحق معها الناس، ويهزأ بهم، ويستعبد الضعفاء، باستطاعتنا ان نفهم مجددا الذين هم جياع وعطاش الى العدالة، ونكتشف نفوس من هم في الأسى، وحقهم في التعزية. وأمام تجاوزات السلطة الاقتصادية، وأمام أعمال وحشية تقوم بها رأسمالية تنحدر بالناس الى مرتبة بضاعة، فان أعيننا انفتحت على المخاطر التي يخفيها الغنى، ونفهم فهما جديدا ما أراد ان يقوله يسوع، عندما كان يحذر من الغنى، من الاله مامون الذي يحطم الانسان، ويخنق بمخالبه قسما كبيرا من الناس. أجل ان التطويبات تعارض قابليتنا العفوية للحياة، وجوعنا وعطشنا الى الحياة. وهي تطلب منا الارتداد، وتقضي بان ندير ظهرنا للاتجاه الذي نريد ان نتخذه عفوا. ولكن هذا الانقلاب يظهر لنا افقا انقى واسمى، ويتخذ وجودنا منحى مستقيما.

ان العالم اليوناني الذي يظهر بوضوح حبه للحياة في ملحمة هوميروس، كان يشعر ضميريا ان خطيئة الانسان الحقيقية، والخطر الذي يتهدده، كانت هذه الكبرياء المتطرفة، والمدعية، التي يرتفع معها الانسان الى مقام الالوهة، وان يكون الاله ذاته، لكي يمتلك الحياة بكاملها، وان يستمتع حتى الامتلاء مما بامكانها ان تقدم له. ان هذا الشعور بان الخطر الحقيقي الذي يتهدد الانسان، يكمن في بسط ادعائه المظفر، الذي يبدو اولا انه واضح، وشخص المسيح يوليه كل ما فيه من عمق في الخطبة على الجبل. لقد رأينا ان هذه الخطبة هي بحث مخفي في العقيدة المسيحية. في مؤخرة المشهد، نرى شخص المسيح، اي الانسان الذي هو الله، غير انه لهذا السبب ينحني، ويتجرد من كل شيء، حتى مات على الصليب. عاش القديسون، من بولس الى فرنسيس الاسيزي، الى الام تريزا، هذا الخيار، وابانوا لنا هكذا ما هي صورة الانسان الحقيقية، وسعادته. وفي اختصار، ان المحبة هي القاعدة الصحيحة الادبية للمسيحية. والمسيحية هي نقيض محبة الذات. انها خروج من الذات، وهكذا يعود الانسان الى ذاته. وعكس الصورة التي اعطاها نيتشه عن الانسان، وتألقه الخداع، يبدو ان هذا الطريق، لاول وهلة، تعيسا، وتقريبا مستحيل السلوك. لكنه طريق قمم الحياة الصحيحة. ان طريق المحبة وحدها، التي وصفت الخطبة على الجبل مساراتها، تكشف عن غنى الحياة، وعظم الدعوة الانسانية.

2 - توراة المسيح. لقد قيل - وانا اقول لكم

كان من المنتظر ان يأتي المسيح بتوراة مجددة، اي بتوراة هي له وخاصة به. وهذا ما كان يفكر به بولس، عندما يتكلم عن "شريعة المسيح" في رسالته الى اهل غلاطية. ويبلغ دفاعه عن الحرية تجاه الشريعة وما يتسم به من حماس، حده في العبارات التالية من الفصل الخامس: "اذا كان المسيح قد حررنا، فلكي نكون احرارا. فاثبتوا اذن ولا تعودوا الى نير العبودية. ولكن، عندما يعود لاحقا الى الفكرة عينها، فيقول: "انكم، ايها الاخوة، قد دعيتم الى الحرية"، ليضيف على التو، ولكن لا تكن هذه الحرية حجة لترضوا انانيتكم، بل على خلاف ذلك، ضعوا ذواتكم، عن محبة في خدمة بعضكم البعض". ويشرح بعد ذلك ما هي الحرية، اي حرية تقود الى الخير الاسمى، وحرية يقودها روح الله. والانقياد بروح الله، هو خير طريقة للتحرر من الشريعة. وبعد ذلك يدلنا بولس، على التو، على محتوى حرية الروح، وعلى ما هو غريب عنها. ان "شريعة المسيح" هي الحرية، هذا هو التناقض البادي في الرسالة الى اهل غلاطية. وهذه الحرية لها مضمون، ولها اتجاه، وهي لذلك تدخل في تناقض مع ما لا يحرر الانسان الا ظاهرا، ولكنه في الحقيقة يستعبده. ان "توراة" المسيح هي جديدة كل الجدة ومختلفة. ولهذا انها تكمل "توراة موسى". ان القسم الاكبر من الخطبة على الجبل مكرس للموضوع عينه. بعد التوطئة المنهجية للتطويبات، تقدم لن الخطبة نوعا ما توراة المسيح. وهناك وجه شبه مع الرسالة الى اهل غلاطية في ما يتعلق بمن وجهت اليهم، وما قصده النص: ان بولس يكتب الى يهود اصبحوا نصارى، ويتساءلون ما اذا كان عليهم ان يواصلوا المحافظة على مجمل شرائع التوراة، مثلما شرحها الشراح حتى الان.

ايها الاخوة والابناء الاعزاء، ان خطبة الجبل تصف الحياة على غير ما يصفها العالم:انها تنذر بالويل الاغنياء، والشباع، والضاحكين، وتطوب اهل التجرد، والودعاء، والمحزونين والعطاش الى البر. واذا عدنا الى الحياة اليومية، نرى ان العالم، عندنا، يسير عكس هذا المنهج، خصوصا في لبنان حيث نرى التفجير يودي بحياة العشرات من الجنود، والخطاب السياسي فيه الكثير من الاسفاف واحترام القيم في تراجع مستمر. نسأل الله ان يهدينا سواء السبيل.

الى ذلك استقبل البطريرك صفير الاب مروان ثابت الامين العام للمدارس الكاثوليكية الذي وضعه في صورة تداعيات موضوع خط التوتر السداسي الذي عاد مجلس الانماء والاعمار الى وصل الشبكة عليه التي هي مسألة خلاف وجدل . وأشار الاب تابت الى التحرك الذي تتابعه الفعاليات والقيادات السياسية والاجتماعية في المنطقة، ومنه الاعتصام الذي أقاموه امس السبت.

وأسف الاب تابت "لمعاودة مجلس الانماء والاعمار تحريك تمديدات الشبكة بين خمس مدارس تضم حوالي 13 ألف طالب، اضافة الى الاخطار التي تهدد 200 منزل تهديدا مباشرا". ونقل الاب تابت عن البطريرك صفير أسفه للاسلوب الذي تعتمده بعض الادارات في تخطيطها وتنفيذها بعض المشاريع من غير ان تراعي طمأنينة المواطنين، مؤكدا تضامنه مع ابناء المنطقة ودعمه المساعي الجارية لحل المشاكلة ورفع الاضرار عن الطلاب وسائر الاهالي .

ثم استقبل البطريرك صفير المحامي يوسف الدويهي الذي قال بعد اللقاء:" ان الزيارة تقليد سنوي، ونحن نتوجه دوما نحو المنارة التي من خلالها نرى القيم الاخلاقية والسياسية التي ترشدنا في العمل اليومي، وقد تناولنا الوضع في البلد، ويجمعنا مع غبطته الموقف في ان الوضع وصل الى مرحلة خطرة جدا ان لجهة التدني بمستوى التخاطب او لجهة الاسفاف في العمل السياسي خصوصا اننا نتعرض لعنف ارهابي كلبنانيين افرادا ومؤسسات . والمطلوب ان تكون عندنا وحدة تشكل ارادة وطنية حقيقية جامعة لمواجهة الارهاب وخطر الانقسام الاقليمي والمواجهة الاقليمية التي ندفع ثمنها دماء بريئة . والارادة الوطنية الجامعة ليست تسمية لحكومة بل عمل مستمر لقيام الدولة التي تحمي الجميع وتصون الحقوق ولا يمكن مواجهة ذلك الا بواسطة المؤسسات الشرعية اللبنانية وحدها حيث يجب حصر وجود السلاح مع الجيش اللبناني فقط ".

 

رئيس الجمهورية تلقى رسالة شفوية من الرئيس المصري واطلع من رئيس الحكومة على اجواء محادثاته في القاهرة

وطنية - 17/8/2008(سياسة) تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالا ليل أمس من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد عودته مباشرة من القاهرة، ناقلا اليه رسالة شفوية جوابية من الرئيس المصري حسني مبارك. ووضع الرئيس السنيورة رئيس الجمهورية في أجواء المحادثات الاقتصادية التي أجراها مع رئيس الوزراء المصري احمد نظيف، بعدما كان مجلس الوزراء بحث في جلسته الاخيرة في موضوع هذه الزيارة وتم التوافق على ان يصطحب رئيس الحكومة معه وزراء المال محمد شطح، الطاقة آلان طابوريان، الاقتصاد محمد الصفدي، وكذلك مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك، ومدير عام منشآت النفط سركيس حليس. واطلع رئيس الحكومة الرئيس سليمان على ما تم التفاهم عليه مع الجانب المصري في هذه الزيارة الاقتصادية الطابع، واتفق على ان يزور الرئيس السنيورة قصر بعبدا مطلع الاسبوع للتشاور مع رئيس الجمهورية في تفاصيل ما تم التوصل اليه مع الجانب المصري.

 

رئيس "التيارالشيعي" للرئيس الحسيني: استقالتكم خطوة تاريخية

وطنية - 17/8/2008 (سياسة) أبرق رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن الى الرئيس حسين الحسيني، مؤكدا "انه ليس بجديد او مستغرب ان تتصرف بحكمة ودراية وعقلانية في جلسة نيابية خلت من كل شيء الا من خدش الكرامات وانتهاك القوانين والدستوري والاعراف"، وقال: "ليس مستهجنا ان تدافع عن شعبك الذي اعتراه الصمت والخوف، تدافع عن حقوق لطالما صنتها وحميتها لسنوات وسنوات، ليست صدفة ان تقف على اقدس منبر سياسي لتفجر ما يختزن في قلبك من وجع وألم على وطن تراه مستباحا ومنتهكا". وقال:"بقدر ما أحزننا موقف استقالتكم من المجلس النيابي، بقدر ما نراها خطوة تاريخية سجلت لكم موقفا وطنيا تاريخيا يضاف الى تاريخكم الوطني المشرف، وهذه الخطوة علها تكون فاتحة خير لاعادة الحياة السياسية والديموقراطية الى مجتمعنا الشيعي".

وزير خارجية الاردن وصل بيروت حاملا رسالة الى الرئيس سليمان من الملك عبدالله

 

الوزير صلوخ: زيارة في اطار التنسيق والتعاون المستمر والتشاور بين البلدين

البشير: مرتاحون لنتائج القمة اللبنانية - السورية وهكذا يجب ان تكون الامور

وطنية - 17/8/2008 (سياسة) وصل الى بيروت مساء اليوم، وزير خارجية الاردن صلاح الدين البشير. وكان في استقباله في صالون الشرف في المطار وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ وسفير الاردن زياد المجالي ومدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين جورج سيام.

في المطار قال الوزير الاردني: "سعادتي كبيرة لوجودي مرة أخرى في بيروت، واني أحمل رسالة من مولاي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم الى أخيه فخامة الرئيس ميشال سليمان، وأيضا سيكون لنا لقاءات نبحث فيها مجالات التعاون والتشاور في القضايا الثنائية والاقليمية. وسألتقي إن شاء الله غدا، إضافة الى فخامة الرئيس، دولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء، وسيكون لي مباحثات موسعة مع زميلي ونظيري وزير الخارجية الاستاذ فوزي صلوخ".

سئل: كيف تقرأون نتائج القمة اللبنانية - السورية؟

أجاب: "بكل ارتياح، وهذا ما يجب أن تكون عليه الأمور الحمد لله، ونرحب بمنجزات هذه القمة، وإن شاء الله تكون المسيرة الى الأمام جيدة في كل ما تم بحثه".

أما الوزير صلوخ فقال: "زيارة الوزير البشير تأتي في إطار التشاور المستمر بين البلدين والعلاقات الثنائية التي سنبحثها في اجتماعنا معه غدا. كذلك سنبحث في جولة أفق في الأوضاع العربية والاقليمية والدولية، وهناك تضامن وتعاون تنسيق بين لبنان والمملكة الاردنية، وهناك علاقات أخوية بينهما ووطيدة. وأيضا هناك مشاريع مشتركة بين لبنان والاردن وسوريا ومصر في ما يتعلق بالكهرباء والغاز، وهذه المشاريع ستبصر النور عما قريب. وإن زيارته هي في إطار التنسيق والتضامن بين الدول العربية في هذه المرحلة".

 

النائبة الكندية موراني زارت مسقط رأسها في العوينات - عكار: فخورة بشعب لبنان المكافح والصامد على الرغم من كل الصعوبات

وطنية - 17/8/2008(متفرقات) زارت النائبة الكندية، من أصل لبناني، ماريا ماروني، مسقط رأسها في بلدة العوينات - عكار، حيث اقيم لها استقبال شعبي حاشد في مدخل البلدة، شارك فيه رئيس البلدية تامر القبرص وكاهن الرعية الاب الياس شبيب ومختار البلدة عيسى كفروني وحشد من فاعليات البلدة. واقيمت حلقات الدبكة التي شاركت بها ماروني معربة عن فرحها الكبير واعتزازها باصلها اللبناني العكاري. وقالت النائبة: "انا فخورة بالشعب اللبناني المكافح والصامد، على الرغم من كل الظروف الصعبة التي مرت عليه". وردا على سؤال حول اذا كان هناك نية إقامة مشاريع إنمائية في العوينات اجابت: "سنقوم بدرس مجموعة أفكار لطرحها على المسؤولين في كندا حول إمكانية إقامة بعض المشاريع الانمائية"، لافتة الى انها "ستبحث مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، يوم الثلاثاء، موضوع حق الاقتراع للمغتربين، وضرورة مد التواصل بين المغترب وبلده وتفعيل دوره". والقى كاهن الرعية الاب شبيب كلمة ترحيبية، اعتبر فيها ان لبنان "غني بابنائه وطاقاته المنتشرة في أرجاء العالم، وان الظروف الصعبة هي التي اجبرت الكثيرين على الهجرة"، منوها بدور اللبناني الذي "حقق إنجازات هامة". وأسف الاب شبيب للتعاطي السياسي الذي "ينتهجه الزعماء المسيحيين، الذين لا يعطون اي اهتمام بالمغتربين الا عندما يطلبون مساعدات"، مطالبا ب "ضرورة الاهتمام بالمغتربين وتسجيل نفوسهم بالوطن، وان يحصلوا على الهوية اللبنانية، وان يكون للمغترب رأي في القرار وان يشاركوا بالانتخاب". ثم جالت النائبة موراني والحضور في ارجاء البلدة، واقيم لها استقبال حاشد في صالون الكنيسة. وقدمت هدية تذكارية لاهالي البلدة واقيم حفل غداء على شرفها.

 

النائب جنبلاط جال في مزبود وسبلين مستمعا الى مطالب الاهالي : الزيارة ليست انتخابية وسأخوص هذا الاستحقاق مع 14 آذار وسنرى

وطنية - اقليم الخروب - 17/8/2008 (سياسة) زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بلدتي مزبود وسبلين، برفقة النائبين نعمة طعمة وعلاء الدين ترو ووكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب الدكتور سليم السيد. في مزبود، التقى النائب جنبلاط في منزل رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي رئيس بلدية مزبود محمد حبنجر، رؤساء بلديات قرى وبلدات الاقليم، بمشاركة رئيس اتحاد بلديات الاقليم الجنوبي الدكتور روجيه الجاويش، واستمع منهم الى مطالب انمائية وخدماتية تتعلق ببلداتهم وقراهم، خصوصا لجهة تعبيد الطرقات، خصوصا بعد الزيارة التي قام بها رؤساء البلديات برفقة النائب علاء الدين ترو الى وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، الذي وعدهم بتلبية مطالبهم ريثما تتأمن الموازنة العامة لوزارة الاشغال.

كما، عرض المجتمعون مع النائب جنبلاط موضوع الصرف الصحي والاسراع في تشغيل محطة التكرير في الجية، بعدما توفر الاعتماد لذلك. وقد وعد النائب جنبلاط بمتابعة هذا الموضوع مع رئيس الحكومة للاسراع في التنفيذ.

كذلك، تم عرض موضوع المياه والكهرباء، وفي هذا الاطار اشار النائب جنبلاط الى "ان مشكلة المياه هي مشكلة تتعلق بالتغيير المناخي"، محذرا من "الشح هذا العام، خصوصا بعد جفاف الينابيع".

وفي ما يتعلق بالسدود، اعتبر "ان بناءها يحتاج الى اموال طائلة، والى مدة زمنية لا تقل عن سنوات"، وشدد على "ان مشكلة الكهرباء لا بد من معالجتها بعدما استفحل انقطاعها، ولا يتم ذلك الا باستحداث محطات جديدة او تحديث المعامل المنتجة للطاقة"، مشيرا الى "ان تشغيل المعامل الجديدة على الغاز مهم جدا، في حال تم ايصال الغاز المصري الى لبنان عبر الاردن وسوريا. ومعمل الجية هو الافضل بين المعامل الموجودة في لبنا على رغم قدم الالات الموجودة فيه"، لافتا الى "ان الفيول لا يزال الاقل سعرا لانتاج الطاقة الكهربائية".

وطالب النائب جنبلاط رؤساء البلديات بتسليمه لائحة باسماء المراكز التي احيل اصحابها الى التقاعد لتعيين بدلاء عنهم من ابناء الاقليم، "خصوصا ان هناك العديد من الطاقات المؤهلة لتولي مثل هذه المراكز الحساسة".

من جهة ثانية، شدد النائب جنبلاط على "ضرورة العيش المشترك والتعايش بين ابناء المنطقة الواحدة، التي هي النموذج الامثل بين المناطق اللبنانية، ولتكن العائلة في الاقليم عائلة وطنية، وليس عائلات مذهبية وطائفية".

واعتبر "ان زيارته اليوم هي زيارة تفقدية للاقليم وسيتبعها زيارات اخرى لباقي القرى، بعدما انقطع عنهم لمدة عامين بسبب الظروف الامنية"، واذ اعلن "ان هذه الزيارة ليست انتخابية لان الانتخابات ما زالت بعيدة"، شدد على "انه سيخوض هذا الاستحقاق مع قوى 14 آذار وسنرى".

وعن الوضع الامني، قال: "حاليا يبلغ عديد قوى الامن حوال ال 20 الفا وقريبا سيصبح حوالي ال 50 الفا، ولكن لا ادري كيف يتبخرون، علما ان الجيش لم يعط حتى الان العتاد المطلوب ليقوي نفسه، في حجة انهم اذا اعطوه مثل هذا السلاح سيصبح بايدي الميليشيات او عند "حزب الله"، هذه هي الدول الصديقة".

وفي سبلين، التقى النائب جنبلاط ابناء البلدة وفاعليتها في خلية المسجد، واستمع منهم الى مطالبهم لجهة بناء الجناح الجنوبي للمدرسة الرسمية، توسيع المقبرة والتخفيف من الاضرار البيئية التي يسببها معمل ترابة سبلين.

وقد وعد النائب جنبلاط بتلبية هذه المطالب، داعيا اياهم الى "تشكيل لجنة من ابناء البلدة، وزيارته في منزله في كليمنصو مطلع الاسبوع المقبل للبحث في آلية تنفيذ هذه المطالب وتقديم الدعم اللازم لها".

وفي ما يتعلق بدفع التعويضات للمهجرين من ابناء المنطقة، اكد انه سيتابع الموضوع مع الوزير الجديد، مشيدا بمناقبية الوزير السابق نعمه طعمة الذي "لم تتوفر الاموال الكافية له في اثناء توليه هذه الوزارة لاقفال ملف المهجرين نهائيا، علما انه وعد خطيا بتأمين الاموال اللازمة لوزارته". الى ذلك، القيت كلمات مرحبة ومشيدة بالنائب جنبلاط ودوره الانمائي والخدماتي والسياسي، خصوصا في السنوات الثلاث الاخيرة، كما اثنى الخطباء على محبة النائب جنبلاط لابناء الاقليم وغيرته عليهم حيث يعمل على تأمين متطلباتهم ومستلزماتهم. وختمت الجولة بزيارة خاصة قام بها النائب جنبلاط الى منزل ابنة الشهيد عصام ابو حمزة الذي استشهد في حرب الاقليم.

 

النائب الاحدب انتقد الحملة على المملكة العربية السعودية: التهم المساق في حقها تجن والمطلوب احترام صداقات لبنان

وطنية - 17/8/2008 (سياسة) أكد النائب مصباح الاحدب في حديث تلفزيوني، "ان الاطراف التي تقود الحملة ضد المملكة العربية السعودية هي نفسها تتباهى بعلاقتها مع دول تمولها وتعطيها السلاح".

وقال: "ان التهم التي تساق في حق المملكة العربية السعودية هي تجن، فاللبنانيون يعلمون من يريد ضعضعة الوضع في البلد ومن يعمل لاستقراره، والمملكة العربية لطالما تعاملت مع لبنان كدولة وهي تعاملت مع كل الاطراف في البلد دون استثناء ومنذ زمن، والتجني على المملكة العربية السعودية هو تجن على الدولة اللبنانية القوية، وجميعنا يعلم ان الاطراف التي تقود الحملة ضد المملكة هي نفسها تتباهى بعلاقتها القوية مع بعض الدول التي تمد لها وتعطيها السلاح، فهناك من يريد إبقاء لبنان ارض معركة طبيعية وهناك من يريد اخراج لبنان من هذه الظروف الصعبة والاليمة التي يعيشها، ويريد ان يحافظ على هوية لبنان العربية".

اضاف: "نحن نرى ان هناك هجوما كبيرا على الدول العربية ونحن لا نقبل بان يكون هناك هجوم على عمقنا العربي الذي ننتمي اليه، واذا كان هناك هجوم سياسي على بعض الانظمة فهناك أنظمة اخرى قريبة منا، وهي ليست انظمة ديموقراطية، وحدوها ملاصقة للحدود الفلسطينية، ولا يمكننا اتهام طرف بانه لم يقم بواجبه تجاه قضية فلسطين ونحيد من هو متاخم لفلسطين ونعتبره وطنيا وقوميا".

وتابع: "ان التجني بحق المملكة العربية السعودية وصل الى مرحلة خطيرة، وهو لا يطاول المملكة فحسب بل اصبح يطاول الدولة اللبنانية لانه يستهدف اصدقاءها، وفي السابق كان هناك محاكمات بسبب المس بدول صديقة، ونحن لا نريد سجالات ولكن المطلوب احترام صداقات لبنان واحترام من يأوي في بلاده جزءا كبيرا من اللبنانيين الذين يعملون ويرسلون الاموال الطائلة الى لبنان كما يجب احترام من يدعم ويحضن لبنان سياسيا ودبلوماسيا وماليا، فالمملكة العربية السعودية لطالما دعمت المصرف المركزي ومؤسسات الدولة، ولطالما وضعت كل امكاناتها السياسية والدبلوماسية بتصرف الدولة اللبنانية وهي التي تسهم في إعادة بناء الجنوب ونحن في طرابلس لا نرضى بأي محاول "لإزعال" هؤلاء الاصدقاء الذين قد يسهمون مع الدولة اللبنانية في إعادة بناء ما تهدم في طرابلس، ويساعدون في اعطاء التعويضات للمهجرين في المدارس، وهنا أناشد الحكومة اللبنانية بالاسراع في حل مشكلة المهجرين في المدارس، ونحن على ابواب العام الدراسي الجديد وعلى ابواب شهر رمضان الكريم". وقال: "انني أشكر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لانه اتخذ قرارا بتشكيل هيئة حكومية لمتابعة الاوضاع في مدينة طرابلس، ونأمل في ان تتخذ هذه الهيئة قرارات عملية لمساعدة المواطنين في المدنية، سيما وان الوضع الامني في طرابلس لا يزال متوترا لان هناك بعض المعالجات التي لم تتم كما يجب". واشار الى "ان وجود رئيس الجمهورية وما قاله في خطاب القسم هو ضمانة، والضمانة الاخرى بالنسبة لي ايضا هي ما يقوم به وزير الداخلية زياد بارود من متابعة، وهو الذي زار طرابلس مرات عديدة، وانني ارى انه بوجود في موقع القرار من هو حاضر لتلبية الامور المطروحة في طرابلس أمر مريح. ولكن هناك تركيبات صعبة موجودة على الارض وهي تركيبات حزبية ولها امتداداتها في بعض المؤسسات وهي أمور بحاجة الى علاج".

 

النائب ايلي كيروز في العشاء السنوي لرابطة مخاتير قضاء بشري: نريد بناء دولة يتمثل فيها الجميع ولا يعلو دستور على دستورها

وغير مستعدين لاعطاء صك براءة لمن يتخطى الدولة والتوافق الوطني

وطنية - 17/8/2008 (سياسة) أقامت رابطة مخاتير قضاء بشري عشاءها السنوي في قاعة اوتيل "هيلز" في الارز، في حضور النائبين فريد حبيب وايلي كيروز، نقيب المهندسين في الشمال جوزف اسحاق، قائمقام بشري نبيل خبازي وحشد من رؤساء البلديات واعضاء المجالس البلدية والمخاتير واعضاء المجالس الاختيارية.

بداية النشيد الوطني اللبناني، بعده الوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح الذين سقطوا في تفجير طرابلس الاخير، ثم ترحيب من عريف الاحتفال المحامي مرشد صعب، فكلمة رئيس رابطة المخاتير فيروز جعجع الذي شكر لنائبي بشري جهودهما ورعايتهما للاحتفال، مشيرا الى ما تقوم به رابطة المخاتير في قضاء بشري على صعيد المصلحة العامة بعيدا عن السياسة معتمدة على دعم الاهالي والنواب وتعاونهم معها. وشدد على ضرورة "المحافظة على الكيان لنوفر لاولادنا فرص العمل والعلم ونؤمن لهم مقومات الصمود بعيدا عن جليد التحجر والمحسوبية والانانية".

ثم تحدث النائب كيروز، فشدد على ضرورة تضافر الجهود لرفع الحرمان عن بشري والقضاء وصولا الى تعزيز الانماء، وقال: "تعلمون جيدا ان لبنان اليوم على مفترق مصيري ولعل ما حفل به البيان الوزاري من اخذ ورد وسجالات عنيفة يعكس هذا الواقع. و"القوات اللبنانية" التي تحفظت على البند المتعلق بالمقاومة، او بالاحرى سلاح "حزب الله"، انما ارادت ان تذكر الجميع بانها غير مستعدة لاعطاء صك براءة لكل من يتخطى الدولة والتوافق الوطني الصحيح ويريد ان يبني دولته الموازية تمهيدا لاحتواء الدولة اللبنانية كيانا ودورا ومؤسسات". اضاف: "فما نريده هو بناء دولة تحتضن الجميع ويتمثل فيها الجميع وتعطي كل ذي حق حقه، ولا يعلو دستور على دستورها، وقانون على قانونها وسلاح على سلاحها، في اطار الاحترام المتبادل لجميع الفئات ومن دون تمايز لفئة دون اخرى".

وتابع: "دوركم ايها المخاتير محوري وحاسم، لانكم تمثلون المجتمع الاهلي، وما ننتظره منكم، بل ما ينتظره منكم لبنان وجبة بشري، ان لا تسمحوا للشك ان يرتقي الى النفوس، وان تدركوا جيدا، انتم واهلنا في مختلف بلدات القضاء، ان المواجهة قاسية وجدية في كل لبنان، فكونوا على قدر التحدي، وانطلقوا بكل ايمان وثقة، لنحافظ على ما حافظ عليه اجدادنا وآباؤنا من إرث وقيم وايمان، من الهجمة الشمولية المدعومة بالاموال المسماة نظيفة".

وختم: "انتم المؤتمنون على نفوس الاهالي وتطلعاتهم، بالتكامل مع المجالس البلدية حيث يوجد مجالس فضلا عن الجمعيات الاهلية. ان الاهمال والحرمان لعشرات الاعوام يحتاج الى جهود جبارة للتخفيف من وطأته، لكننا بالتعاون معكم نسعى جاهدين على رغم الامكانات المعروفة والظروف الاقتصادية التي تمر فيها البلاد، لتعزيز الانماء الذي يصب في خدمة الصالح العام وليس في خدمة هذا الفرد او ذاك حصرا، ولذلك نحن نؤمن بالبناء الثابت وعلى المدى الطويل، وليس بالمصالح الضيقة والمكاسب الخاصة. معا سنبقى من اجل جبة بشري، سنبقى مع اهلها ومع تاريخها المجيد ومع الامل بغد اكثر اشراقا".

 

النائب فضل الله دعا الى ملء الشواغر خصوصا في المراكز الامنية: سياسة "حزب الله" ان يكون المعيار الاساسي الكفاءة لاختيار الموظفين
وطنية - 17/8/2008 (سياسة) أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، في كلمة ألقاها في احتفال تكريمي لثلة من الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في منطقة بنت جبيل، "أن المرحلة المقبلة هي مرحلة التفاهم والتوافق داخل مجلس الوزراء"، داعيا الى "تكريس هذا التفاهم والتوافق"، لافتا الى أن "على حكومة الوحدة الوطنية أعباء كثيرة غير العبء الانتخابي أو التحضير لانتخابات 2009". ودعا النائب فضل الله "الحكومة الجديدة إلى ملء الشواغر في المراكز، خصوصا في الجانب الأمني"، مشددا على "أن يكون هذا الأمر في أولوية الأولويات ليتمكن لبنان من خلال جيشه وقواه الأمنية من مواجهة التحدي الأمني الذي نحذر من أنه لا يزال يهدد استقرار البلاد وأمنها". وشدد على "ضرورة العمل من أجل ضبط الامور، ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية"، ولفت إلى أن هذا الامر يحتاج الى القرار السياسي الذي يفترض انه مؤمن من خلال حكومة الوحدة الوطنية". وطالب "باعتماد مبدأ الكفاءة في ملء هذه الشواغر"، مؤكدا "أن سياسة "حزب الله" داخل الحكومة هي أن يكون المعيار الاساسي لاختيار الموظفين في الإدارات هو الكفاءة والعمل للمصلحة العامة وليس للمحسوبيات الخاصة".

وأعلن النائب فضل الله "أن "حزب الله" طوى الصفحة الماضية، ويريد أن يكرس مرحلة المصالحة الوطنية ولم الشمل والأوضاع وتثبيت الاستقرار الأمني والسلم الأهلي الذي أكد انه مصلحة للبنان"، لافتا إلى "أن ليس هناك أي مصلحة لأي لبناني في خربطة الامن الداخلي وفي تهديد الاستقرار". وأشار إلى "أن هذا يحتاج فضلا عن القرار السياسي، الى إجراءات امنية صارمة تتحمل مسؤوليتها الحكومة اللبنانية". وقال: "نحن جربنا المواجهة مع العدو الاسرائيلي وخرجنا بالنتيجة التي خرجنا منها"، مذكرا بما قاله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله أخيرا "بأن القيادة العسكرية الإسرائيلية كانت هنا في العام 2000، وقد فروا من هنا يجرون أذيال الخيبة والهزيمة والفشل"، مؤكدا أنه لو فكر العدو بمغامرة وهو يحسب ألف حساب لأي مغامرة سيجد مقاومة اكبر قوة وخبرة وعزيمة وصلابة وقدرة على هزيمته" يذكر ان الاحتفال التكريمي أقيم في مجمع المرحوم الحاج موسى عباس برعاية بلدية بنت جبيل وحضور رئيس البلدية عفيف بزي ومدراء مدارس ورجال دين وشخصيات تربوية وفعاليات وحشد من الاهالي ، وتخلل الحفل كلمة لرئيس البلدية وقصيدة شعرية لأحد الطلاب المكرمين.

 

النائب انطوان سعد: للتنبه من النوايا السورية لجهة تنفيذ مقررات القمة ولا يمكن خوض اي إنتخابات نيابية وثمة فريق يملك السلاح حصرا ويهدد به

وطنية- 17/8/2008(سياسة) أكد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب أنطوان سعد على "ضرورة التنبه من النوايا السورية ازاء تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في قمة دمشق لجهة فتح السفارات بين لبنان وسوريا ولمسألة التبادل الدبلوماسي وترسيم الحدود اللبنانية السورية ومعالجة قضية المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا ومجمل القضايا العالقة بين البلدين ، لأن ثمة تجربة مريرة عشناها مع هذا النظام لأن في الأفق ما يشير إلى نوايا غير صادقة تجاه لبنان، والسوري عاد ليمارس سياسة كسب الوقت والخداع وعاد لينبش قبور حفرها بنفسه ليعقد مسار الحوار اللبناني وإنطلاق مسيرة العهد الجديد وحكومته".

كلام النائب سعد جاء خلال إستقباله رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات من البقاع الغربي في دارته في راشيا في حضور وكيل داخلية البقاع الجنوبي في التقدمي نواف التقي, فرأى "أن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى دمشق حملت نوايا صادقة لتصحيح العلاقات اللبنانية السورية وإقامة علاقات طبيعية وندية بين البلدين وضرورة الإلتزام بالنقاط التي تمت مناقشتها في القمة وعدم التنصل من المسؤولية التي يتحملها النظام السوري تجاه العرقلة المفتعلة في كثير من الملفات والقضايا خاصة قضية ترسيم الحدود والمفقودين والمعتقلين في السجون السورية ومسألتي فتح السفارات والتبادل الدبلوماسي".

أضاف:" نحن لمسنا جدية ومسؤولية وطنية عند العماد سليمان لتصويب العلاقات وإعادة الهيبة إلى المؤسسات الدستورية اللبنانية بعد سنوات طوال من مصادرة القرار اللبناني وتعطيل عمل مؤسساته بشكل يتناسب مع ما يريده النظام السوري عبر حلفائه وضباطه ومخابراته في لبنان ، واليوم آن الآوان لكي يستعيد اللبنانيون ما سلب منهم منذ عشرات السنين وما صودر تحت شعارات الأخوة والتعاون وحماية لبنان، في وقت نجد أن الجانب السوري عاد لينبش قبورا ً حفرها بنفسه في نية يبدو أنها تسعى لإفشال الحوار بين اللبنانين وإبقاء الوضع الأمني على حاله لكسب المزيد من الوقت للتخلص من المحكمة الدولية وإعادة التحكم بالملف اللبناني وفق ما تقتضيه المصالح السورية خاصة لجهة المفاوضات مع إسرائيل وإعادة كسب الود الأمريكي".

وإعتبر "أن الإعتداء على الجيش اللبناني يشكل طعنة لمسار بناء الدولة بعد سلسلة الإعتداءات التي تعرضت لها المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني في نهر البارد وفي كثير من المناطق اللبنانية"، مشددا على "ضرورة دعم الجيش ومؤازرته وإحتضانه من قبل كل اللبنانيين وتوفير القرار السياسي الداعم له من أجل حسم أي شكل من أشكال الإرهاب المتنقل والمفتعل وحسم أي مسألة من شانها أن تعرقل مهام القوى الأمنية وتعطل دورها لأنه لا يجوز أن تبقى بعض الزمر والعصابات والتنظيمات المسلحة متفلتة من سلطة الدولة ومن سيطرة القوى الأمنية، لأن في الأفق ما يشير إلى محاولات إنقلابية على الدولة ، والجيش هو الضمانة الأكيدة لحماية المؤسسات وحفظ الأمن والإستقرار والدفاع عن المواطنين وحمايتهم من الغزوات المتنقلة".

ورأى النائب سعد "أن المرحلة القادمة تحتاج إلى إعادة النظر في كثير من الممارسات التي كنا شاهدنا فصولها في بيروت والجبل والبقاع وفي طرابلس, ولا بد من التنبه إلى تلك الثغرات الأمنية لأننا قادمون على إنتخابات نيابية مصيرية تحدد هوية لبنان المستقبلة وترسم مستقبل هذا البلد ولا يمكن أن تخاض إنتخابات نيابية وثمة فريق في لبنان يملك السلاح حصرا ويهدد به ساعة يشاء ويضع الجميع تحت سلطته".

وتطرق النائب سعد الى الوضع الإنمائي والخدماتي في القرى مؤكدا "الإستمرار مع نواب راشيا والبقاع الغربي لضخ المشاريع وتأمين فرص العمل وتقديم الخدمات التي يستحقها أبناء هذه القرى على كافة المستويات"، وإستمع من رؤساء البلديات إلى المعاناة التي يعيشها أبناء تلك القرى خاصة فيما يتعلق بالوضع الزراعي والمشاكل العالقة والتي تحتاج إلى متابعة من النواب لتنجز في وقت قريب. وعرض مع الحضور مشكلة التلوث في الليطاني وسبل تجاوزها وبالتالي السعي عبر الحكومة والمؤسسات المانحة ورجال الأعمال والمغتربين من أبناء راشيا والبقاع الغربي لتحويل المنطقة إلى منطقة سياحية بإمتياز خاصة وأنها تملك المقومات والمكونات السياحية لكنها تحتاج إلى تشجيع رؤوس الأموال للإستثمار".

 

الشيخ قاسم:الحملة المنظمة على المقاومة وسلاحها ليست حوارا

لقاءات تمهيدية لمنع الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة

وطنية - 17/8/2008 (سياسة) رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال ندوة فكرية بعنوان "مجتمع المقاومة في مواجهة التحديات" ألقاها بدعوة من لجنة التربية والثقافة في بلدية الهرمل في المركز الثقافي في المدينة ضمن المهرجان الثقافي الثاني، أن "من عوامل القوة التي أدت إلى نجاح المقاومة، هي:

أولا: الإيمان بالله تعالى لأنه يعطي قوة وقدرة لا يعطيها أحد غيره ولا تمنعها الدول الكبرى وتشكل ذخيرة حقيقية.

ثانيا: الإستعداد للشهادة والتضحية.

ثالثا: لدينا الحق ولدينا الأرض، وبالتالي من يعمل من أجل الحق وتحرير الأرض يكون مشروعه قويا على عكس من يعمل من أجل الإحتلال.

رابعا: الناس الذين يؤمنون بحق المقاومة وهم يشكلون الرصيد حتى لا تكون المقاومة حالة عسكرية فقط".

ووجه "خمس رسائل اعتبرها ضرورية في المرحلة الحاضرة:

الأولى : سنعمل مع هذه الحكومة التي تشكلت على أساس أنها تمثل أطياف اللبنانيين لأنها جاءت نتيجة إتفاق بين الموالاة والمعارضة ولها كامل الصلاحيات، ونعتقد أنه يمكنها النجاح فيما تستطيع إنجازه ونحن لا نتعاطى معها بمبدأ تقطيع الوقت ويبقى على الآخرين التجاوب معها.

الثانية: سنذهب إلى مؤتمر الحوار بكل حرارة وبكل مطالبنا، ولكن لا توجد نقطة واحدة على جدول أعمال المؤتمر. فالاستراتيجية الدفاعية هي واحدة من النقاط وتوجد نقاط أخرى أبرزها الرؤية الاقتصادية ومعالجة الوضع الاجتماعي وآلية تنفيذ مقررات الحوار وإبعاد لبنان عن سياسات المحاور الاقليمية والدولية، وهي نقاط مركزية في الحوار وهذا لا يعني محاولة التهرب من الاستراتيجية الدفاعية ونتائجها فليناقشوها في النقطة الأولى.

الثالثة :لا جدوى من المراهنة على السياسة الأميركية فهي تترنح في كل مناطق العالم وآخر ترنحاتها في جورجيا، وبالتالي من يراهن على أميركا سيجني المزيد من الفشل وخيبة الأمل.

الرابعة :الحملة المنظمة على المقاومة وسلاحها ليست حوارا ولا تجدي نفعا ولا تغير حقيقة وجود احتلال وحاجتنا إلى قوتنا لمقاومته ولا تلغي مسؤولية الجميع أنهم يتحملون المسؤولية الكاملة، خصوصا أولئك الذين يثيرون الإشكاليات من دون أن يضعوا الحلول المطلوبة".

والذين يخطئون في التقدير السياسي يتحملون النتائج السلبية التي لا بد أن نرفعها من التداول لمصلحة قوة لبنان ومقاومته.

خامسا: المهاترات السياسية لا تطعم خبزا ولا تعالج المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، واعتقد ان المباراة السياسية والاجتماعية قد اخذت مداها ولدينا مستويات كبيرة من الذين يصرخون ويتحدثون ليل نهار فليرونا اليوم همتهم بالمسألة الاجتماعية والاقتصادية وبمعالجة قضايا الناس وبحل المشاكل التي يعيشها البلد".

وأكد "أننا حاضرون لتتشابك أيدينا معا وأن نزيل الحواجز النفسية والمصطنعة وأن نعمل كعائلة واحدة، نتفق تحت سقف واحد أو نختلف لكن وفق احترام بعضنا البعض او وفق الدستور".

وشدد على "أننا منفتحون على جميع الأطراف في لبنان، وبالتالي جرت لقاءات تمهيدية تتحدث عن منع الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة بيننا وبين 15 جمعية سلفية تشكل تجمعا وأغلبهم من الشمال. وكنا نتحدث عن ضرورة عدم تحميل السنة والشيعة مسؤولية ما يحصل".

واعلن "قرب عقد مؤتمر صحافي مشترك بين "حزب الله" والتيار السلفي الدعوي وستعلن وثيقة مشتركة تتحدث عن القضايا التي اتفقنا عليها، وأهمها رفض الفتنة ومواجهة الحالة التكفيرية من الطرفين والعمل كي لا تنتقل الفتنة إلى الشارع".

 

مصلحة لبنان أولاً

حسن صبرا

لعلّ بعض الصيغ المقترحة لمسألة المجلس الاعلى اللبناني – السوري ان تكون رئاسته مداورة بين لبنان وسوريا، بعد ان كان وجود امينه العام نصري خوري حلاً للمشكلة.. فهو لبناني الهوية سوري الهوى. لآن، ذا اراد النظام السوري ان يختار رئيساً لهذا المجلس فليكن من قلب سوريا هوى وهوية، ويختار لبنان رئيساً بالدور لهذا المجلس لبنانياً في الهوية والهوى.غير ان،  نصري خوري ليس هو المشكلة.. وهي على رمزيتها شكلية.. المشكلة في طبيعة الرؤية التي يريدها نظام دمشق مضموناً لعلاقته مع لبنان.. محافظة تتمتع بالحكم الذاتي.. وهي مع اعترافنا بأنها متقدمة عن النظرة السابقة باعتبارها البقرة الحلوب او الدجاجة التي تبيض ذهباً، تظل ناقصة عن حق اللبنانيين في ان يكون لبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً لا ملفاً تتناوله ايدي قادة اجهزة الاستخبارات، فتضيف الى طياته ورقة او اوراقاً وتحذف اوراقاً او اخرى منه، فلا تساوي حياة ودماء اللبنانيين عند هذا المسؤول الامني السوري او ذاك اكثر من نقطة الحبر الجاف التي يكتب فيها أمراً للتنفيذ: يقتل، يصفى، يطرد، يهاجم في الاعلام، وهذا أبغض الحلال.. فالحلال الوحيد الذي تعرفه هذه الاجهزة هي: خلصونا منو!!.

لقد قضى نظام عائلة الاسد الأب والإبن والشقيق والصهر والوصي حتى بوجود محمد سليمان وبعده، على جذور الانتماء الى البلد الواحد فكيف باللحاق بسوريا حلماً وأملاً تحول الى كابوس وجريمة.. وكان هذا المجلس الاعلى وسيلة لتكريس الكابوس والجريمة معاً. ما اذا صمم البعض على وجوده، فليعد النظر بكل حرف من حروف اساس وجوده تجسيداً لكل المعاهدات والاتفاقيات تحت أي اسم خاصة اذا كان معاهدة الاخوة والصداقة المعقودة بين  لبنان وسوريا. فهذه المعاهدة سجلت ذبح مصالح لبنان لمصالح الفئة الحاكمة في سوريا اقتصادياً ومالياً ومائياً لدرجة ان مرسوماً سورياً صدر يمنع ابناء البقاع من حفر أي بئر قريب من نهر العاصي حتى لو ابتعدوا عنه عشرات الكلمترات. وهذه المعاهدة سجلت ذبح اللبنانيين تحت العدوان الصهيوني عام 1993 – 1996 – 2006 دون ان يحرّك احد في نظام عائلة الأسد الأب والإبن أي جفن، ولم تطلق أي رصاصة واكتفى تجار الحدود السورية والحروب بمص دماء اللبنانيين المهجرين الهاربين من قصف العدو الصهيوني..في لبنان دفعوا دماءهم تحت القصف الصهيوني، وفي سوريا دفعوا مالهم تحت الاستغلال السوري.

نعم، جب ان تعقد بين لبنان وسوريا اتفاقيات تراعي مصالح اللبنانيين والسوريين معاً، شرط ان يبحث المفاوض اللبناني مع المفاوض السوري كيفية المحافظة على مصالح لبنان، وليترك مصلحة سوريا للمفاوض السوري نفسه.نعم، ميشال سليمان ليس اميل لحود ولن يكون الياس الهراوي فهو رئيس جمهورية لبنان القادم من ارادة اللبنانيين ليلتـزم مصالحهم، ولم يأت بحديث صحافي أجراه حافظ الاسد مع جريدة ((الاهرام)) ليقول نيابة عن لبنان ان اللبنانيين يريدون اميل لحود رئيساً لهم، ولم يرد اسمه في تقارير الاستخبارات السورية واللبنانية كي يعتبر حافظ الاسد ان اميل لحود افضل من يمثل ويحمي المصالح السورية في لبنان.

ففي عهد هذين الراحلين عن قصر بعبدا، وعن الحياة جسد نظام الوصاية السورية الكريهة على لبنان سلطته بهما وبغيرهما من الادوات. ونحن قرأنا مع ميشال سليمان المكتوب من عنوانه.. خطاب القسم ونحن على ثقة بأن الرجل المستقيم في الجيش وفي البيت يحفظ العهد ويعني ما يقول.. وهذه هي بداية التصحيح.. فمصلحة لبنان اولاً.

 

مقابلة من الشراع مع الرئيس الجميل

الرئيس امين الجميل لـ((الشراع)):الاستخبارات السورية في كل لبنان.. وليست بحاجة الى سفارة

*انشأنا منسقية عامة للانتخابات.. وأنا لست مرشحاً‍‍!

*المعارضة كانت تريد نسف الثوابت اللبنانية ونحن المقاومة الحقيقية

*جنبلاط لم يخرج عن الثوابت وأنا اؤيد دعوته الى الحوار

*ما حصل في جلسات الثقة مؤشر على مرحلة عنوانها القمع والديكتاتورية ومنع الرأي الحر

*صولانج الجميل مستقلة عن ((الكتائب)) وبيننا تنسيق في كل الامور

*عون ارتبط عضوياً بحزب الله ومواقفه اليوم تتناقض مع كل منطلقاته، والخلاف معه على الجوهر

*لم تطلعني الاجهزة الامنية او القضائية بعد على أي تقدم في قضية اغتيال ابني بيار

*في لبنان سيادات متعددة منها مكاتب حزب الله ومخيم قوسايا.. والناعمة

*توسيع طاولة الحوار ليس مفيداً وللمعارضة ((مايسترو)) واحد هو حزب الله

*تحسن العلاقات مع سوريا غير ممكن قبل صدور القرار الظني في قضية اغتيال الحريري

*اطراف لبنانية تدافع عن مصالح سوريا اكثر مما تريد هي

*تفجير طرابلس لن يغير المعادلة وسوريا ليست غبية لتقحم نفسها في صراع سني - علوي

*سوريا تعيش إحراجاً كبيراً وستظهر ايجابيات تجاه لبنان والمطلوب خطوات عملية

رأى الرئيس الأسبق للجمهورية اللبنانية الشيخ امين الجميل، صعوبة تحسن العلاقات مع سوريا قبل صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأكد ان الاستخبارات السورية ما زالت موجودة في كل لبنان وتحركها ليس بحاجة الى انشاء سفارة.

واعتبر الرئيس الجميل ان توسيع طاولة الحوار غير مفيد، واصفاً ما برز في مناقشات البيان الوزاري من بعض نواب حزب الله بأنه مؤشر على مرحلة عنوانها القمع والديكتاتورية، متهماً اياه بتأمين الغطاء للعمل الاستخباراتي السوري.

((الشراع)) التقت الرئيس الجميل وأجرت معه الحوار التالي حول آخر المستجدات على الساحة اللبنانية.

 

# كيف تقرأ حادثة التفجير في طرابلس في ظل الاوضاع السياسية التي نعيشها؟

- ان الوضع الذي يمر به لبنان في هذه المرحلة الراهنة هو مأساة عبثية ولا يمكن لأحد ان يعطي تفسيراً لهذه المأساة وعلى ماذا نختلف وما هو مغزى هذا الاجرام المتنقل من منطقة الى منطقة هل هي حرب دينية؟ هي ليست حرباً دينية‍! هل هي حرب على اسرائيل؟ ليست حرباً على اسرائيل هل هي لأغراض اقتصادية اجتماعية؟ ليست لأغراض اقتصادية  اجتماعية! هل هي لإقالة الحكومة او لتصفية حسابات سياسية؟ ليس في علمي ان هناك خلافاً سياسياً في البلد يقتضي هذا النوع من الاجرام.

 

ما حصل أمر خطير وكأن البعض ينشر ثقافة الموت للموت وثقافة الدمار للدمار وانني اختبرت هذا النوع من المأساة طيلة الحرب اللبنانية حيث في كثير من الاحيان كانت ظاهرة الصراع محددة انما خلفيته كانت في كثير من الظروف فقط مجرد القتل للقتل.

 

# يبدو بعد الدوحة وكأن موضوع الملف الامني لم ينته رغم انتخاب رئيس وتشكيل الحكومة والبدء بتصحيح العلاقات مع سوريا؟

 

- لقد مررنا في لبنان بعدة مراحل وكنا نعتقد بأن الازمة قد انطوت منذ اجتماعات لوزان وجينيف فاتفاق الطائف ثم مجموعة من اللقاءات أكانت لبنانية – لبنانية او لبنانية – عربية وغير ذلك، والآن بعد الدوحة اعتقدنا ايضاً بأننا دخلنا في فترة هدنة مديدة يمكن ان يبنى عليها للحل الشافي وإذ بهكذا كوارث واعمال اجرامية تعيدنا الى نقطة الصفر، وما حصل في طرابلس يمكن ان يعطي تفسيرات عدة دينية مذهبية او سياسية، ما يؤجج الصراع ويفتح او ينكأ جراحاً جديدة لا سيما ان الكثيرين لهم مصلحة بأن يعطوها بعداً غير البعد الواقعي لاستغلالها ولا شك ان هذا الامر سيؤثر على مسار الحكومة الجديدة خاصة بعد نيلها الثقة.

 

# هل تعتقد انها موجهة ضد زيارة الرئيس ميشال سليمان لسوريا؟

 

- للحقيقة ان نمط هذا النوع من الاعمال الاجرامية يجعلنا نعتبر انه ليس مرتبطاً بأي مبادرة او بأي تحرك سياسي او مشروع وكان بالإمكان ان تحصل قبل الزيارة او اثناءها او بعدها.

 

# هل ستعيدكم هذه الحادثة كقوى 14 آذار/مارس الى الهاجس الامني السابق فتستمر الاجراءات الامنية المشددة؟

 

- لم تتوقف بعد الاجراءات الامنية التي نتخذها وما زلنا في قمة الحيطة والحذر من الاعمال الارهابية وهكذا احداث لا شك بأنها ستعزز هذه التدابير وتجعلنا نتنبه اكثر ونأخذ الحيطة والحذر.

 

# باعتبار ان معظم الاحداث تقع على الساحة السنية هل تعتقد ان هناك من يريد اخذ هذه الطائفة في وجهة ما؟

 

- لربما ذلك ولا شك بأن هنالك من يعمل على تأجيج الصراع السني – الشيعي ليس في لبنان بل على الساحة العربية ككل، ولا شك ان هناك من يعمل على زرع الفتنة، وطرابلس اليوم تدفع هذا الثمن غالياً، وفي الوقت نفسه ومن الناحية الديموغرافية في طرابلس لا اعتقد بأن النـزاع السني – العلوي يستحق هذا النوع من الاعمال طالما ان بعل محسن هي جزيرة في محيط يمتد من الضنية الى المنية الى عكار وباب التبانة أي هي في بحر سني وليس هناك من تكافؤ بين القوى والصراع غير متكافىء لذلك لا اعتقد بأن تطوراً اجرامياً كهذا، او دموياً سيغير بالمعادلة هو لن يغير بالمعادلة الانتخابية ولا بالمعادلة الديموغرافية ولا حتى بالمعادلة السورية، لأن ليس لمنطقة بعل محسن أي تأثير دراماتيكي من أي نوع كان ثم ان سوريا ليست غبية الى هذا الحد بأن تقحم بعل محسن في صراع من هذا الطابع وليس من مصلحة سوريا ان تقحم نفسها في هكذا صراع حيث لسوريا اصدقاء كثر في طرابلس كالرئيس عمر كرامي وقيادات سنية اخرى مهمة ولها جمهور في طرابلس وليس من مصلحتها معاداته.

 

# اذاً انت تضع ما يحصل في اطار الصراع السني – الشيعي وليس السني - السني لضرب الاعتدال السني؟

 

-لقد اختلط الحابل بالنابل، والشارع الطرابلسي شارع متدين وكان يعتبر منذ البداية رأس الحربة للدفاع عن القضايا الاسلامية السنية، والساحة السنية في طرابلس لم تفرز يوماً على اساس متطرف ومعتدل، وفي القضايا الاساسية طرابلس هي واحدة  في مواجهة كل الاستحقاقات حتى لو كان في طرابلس فئات متطرفة نسبياً او متـزمتة انما بالمحصلة الجو الطرابلسي جو لبناني اسلامي متفق وموحد حول شعارات معينة او اهداف معينة وليس في علمي ان هناك صراعاً ايديولوجياً في طرابلس يستوجب او يفسر هذا النوع من الارهاب لأنه في النهاية كل الشعب يدفع الثمن وبدون تمييز.

 

# العماد ميشال سليمان اليوم (الاربعاء الماضي) في دمشق ماذا تتوقع؟

 

- في الواقع التساؤل البديهي او الجوهري هو هل ان سوريا تريد ان تقلب الصفحة مع لبنان ام لا؟ هذا هو السؤال المطروح وما تبقى تفاصيل ومن المؤكد انه يهمنا من الناحية الانسانية اولاً ان تتوضح المعلومات عن المفقودين، كذلك نريد ان يحصل تطبيع في العلاقات مع سوريا انطلاقاً من مبدأ ((ان كان جارك بخير فأنت بخير)) وان تعود المياه الى مجاريها ونقيم علاقات ممتازة بين لبنان وسوريا انما هل سوريا تريد ذلك، وعندما نسأل هل هي تريد ذلك فهذا يقتضي اتخاذ خطوات عملية من قبلها وان تتغير الذهنية السورية بالتعاطي مع الشأن اللبناني.

 

فهل اقتنعت اليوم سوريا بامكانية اقامة علاقات ندية مع لبنان. هل اقتنعت نهائياً بأنه يحق لهذا البلد الصغير ان يعيش بحرية وان يحقق ذاته، والذات اللبنانية مختلفة عن الذات السورية الى حد بعيد. فهل سوريا اقتنعت اخيراً بأنه يحق لهذا البلد ان يعيش بأمان واستقرار في ظل نظامه الذاتي المميز عن النظام السوري وهل قررت احترام التقاليد والعادات اللبنانية من الناحية السياسية المختلفة تماماً عن سوريا؟‍.

 

فعندما تقتنع سوريا بأنه يحق للبنان ان يقرر مصيره بيده وان يتخذ القرارات في القضايا الوطنية والسيادية بملء ارادته بدون تأثير من أحد، عندما تقتنع سوريا بكل ذلك تصبح كل الامور الاخرى ثانوية. وباعتقادي وانطباعي فإن سوريا الآن هي في إحراج كبير حتى مع اصدقائها في لبنان وإحراج كبير بالنسبة للعالم العربي والعالم الخارجي وهي ستحاول ان تظهر ايجابيات ويبقى ان نتثبت بأن هذه الايجابيات هي حقيقية انطلاقاً من قناعات ذاتية سورية وليست لتمرير مرحلة ما.

 

# انت ماذا ترى؟

 

- حتى الآن لا املك جواباً.

 

# النائب سعد الحريري دائماً يفصل بين العلاقة اللبنانية – السورية ومسار المحكمة الدولية، الى أي مدى يمكن ان تسوّى هذه العلاقة قبل صدور القرار الظني للمحكمة الدولية فهل يمكن تحسن العلاقة قبل صدور هذا القرار المتوقع؟

 

- باعتقادي ان هذا الامر غير ممكن، بصراحة غير ممكن، لأنه بمجرد صدور قرار ظني او تقرير اللجنة الدولية ستعود الامور الى نقطة الصفر، اما ماذا في هذا التقرير لربما تبرئة سوريا او إدانتها في هذه الجريمة كنظام او كأفراد ونحن نعرف تماماً انه في نظام كهذا الاشخاص هم النظام والنظام هو الاشخاص.

 

# اذاً تعتبر ان الامور ستكون بمثابة هدنة بين لبنان وسوريا الى حين صدور قرار المحكمة الدولية بمعنى ان العلاقات ستكون في حالة هدنة او موضوعة في الثلاجة؟

 

-  يمكن تفسيرها بهذا الشكل، على كل حال عندما يصدر القرار الظني هذا الامر سيشكل نوعاً من خطوة نوعية اساسية ومن شأن ذلك ان يعيد خلط الاوراق في العلاقات اللبنانية – السورية سلباً ام ايجاباً.

 

# قد يعيد خلط الاوراق ايضاً داخلياً بين الاطراف اللبنانية وقد يؤثر ذلك على الانتخابات النيابية مثلاً؟

 

-     ممكن ذلك، وليس سراً ان هناك اطرافاً في لبنان سورية اكثر من سوريا وتدافع عن المصالح السورية اكثر مما تدافع سوريا عن مصالحها في لبنان وهي تذهب أبعد من سوريا في هذا الطريق، ولذلك فان صدور قرار ظني يوجّه الاتهام جملة او تفصيلاً الى سوريا سيحرج حلفاء سوريا في لبنان.

 

# وماذا لو لم تتم ادانة سوريا ألن يحرج ذلك قوى 14 آذار/مارس؟

 

-     الموضوع السوري ليس هو الموضوع الوحيد الذي تناضل من اجله 14 آذار/مارس وهناك امور عديدة اخرى تناضل من اجلها منها مسألة قيام الدولة المسؤولة القادرة وقرار السلم والحرب وقضية سلاح حزب الله وقضية السيادة الذاتية في بعض المناطق على حساب السيادة اللبنانية الشرعية وهناك مجموعة من الاهداف تسعى لتحقيقها قوى 14 آذار/مارس.

 

# ماذا بالنسبة للعداء مع سوريا بعد الاتهام المباشر لها في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

 

-     ان الحساسية بين بعض اللبنانيين وسوريا سبقت اغتيال الرئيس الحريري، وهناك ملفات عديدة يشكو منها الشعب اللبناني وهذه الملفات هي سابقة لتاريخ 14 شباط/فبراير 2005 لذلك اقول ان مهمة 14 آذار/مارس غير مقتصرة على المحكمة الدولية او على موضوع اغتيال الرئيس الحريري فنحن نطالب على صعيد العلاقات اللبنانية – السورية بتنقية هذه العلاقات وكذلك الامر هناك ملفات اخرى على صعيد سلاح حزب الله وقيام الدولة القادرة.

 

# هل تعتذرون لسوريا في حال لم تثبت ادانتها في كل الجرائم التي وقعت منذ اغتيال الرئيس الحريري؟

 

-     على الاقل يشهد الجميع بأنني لم اجرب ان اتهم سوريا بعد اغتيال ابني بيار وقلت منذ البداية انني انتظر نتيجة التحقيق، لذلك ليس لي ان اعتذر طالما لم أهن احداً وطالما بقيت على موقفي المتحفظ من القضية اما بالنسبة لغيري من القيادات فهذا شأنهم وليس شأني.

 

# بالمناسبة هل من جديد على صعيد التحقيق في اغتيال الشيخ بيار الجميل؟

 

-          ابداً حتى الآن لم تطلعني الاجهزة الامنية او القضائية على أي تقدم في هذا الموضوع.

 

# بالنسبة للأجهزة الامنية التي لم تطلعك انت كرجل مسؤول وكمعني مباشرة ولكن نحن كمواطنين او كشعب لبناني رأينا ان احداثاً كثيرة مرت كأحداث نهر البارد وهناك عشرات ان لم يكن مئات من الموقوفين لم يعرف احد ماذا حصل في التحقيق معهم بماذا تفسر ذلك؟

 

-     في الواقع ان الاجهزة القضائية والامنية المختصة افرغت من كل فعالية وهمشت على مدى عقود من الزمن طيلة فترة الهيمنة السورية وتعطل دورها وبالتالي لم تتمكن من مواجهة كل هذه التحديات وكانت هناك نية واضحة بتطويق تلك الاجهزة اللبنانية الامنية والاستخباراتية والقضائية تحديداً لمنعها من وضع اليد على خيوط كل هذه الجرائم ولمنعها من عرقلة كل المخططات التي كانت ترمي الى ابقاء الوضع اللبناني تحت الوصاية، لذلك من الصعب بمكان ان يعاد بكبسة زر او بعصا سحرية بناء كل هذه المؤسسات التي افرغت من كل امكانات العمل منذ السبعينيات حتى اليوم، هذه المؤسسات التي من شأنها ان تدافع عن السيادة وعن دور لبنان وانني مدرك كيف كان هناك مخطط لنسف حزب الكتائب الذي هو منذ الاستقلال كان في الطليعة وفي طليعة المدافعين عن السيادة والاستقلال، اما في الوقت الحاضر فان الاجهزة هذه تتحرك كما يقال بحواضر البيت.

 

# فيما خص مطلب العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وفتح سفارات، هناك من يخشى ان تتحول السفارة السورية في لبنان الى غطاء شرعي للوجود الاستخباراتي والامني السوري؟

 

-     الكل يعلم ان الاستخبارات السورية لم تزل موجودة في كل مكان في لبنان وسوريا ليست بحاجة الى سفارة لكي تنشط استخباراتياً هناك سيادات متعددة على الارض اللبنانية وكلها تنعم بكل الضمانات والحصانات كمثل كل مكاتب حزب الله في البلد التي تتمتع بحصانة بحجة المقاومة، وهناك مخيمات قوسايا والناعمة الخ.. وكذلك هناك مواقع اخرى تتمتع بالحصانة ومعظمها يشكل غطاء لعمل استخباراتي سوري او مشترك مع هذه التنظيمات والاهم برأيي من موضوع السفارات هو موضوع ترسيم الحدود وخاصة في مزارع شبعا لأن كل الحجج التي تقدمها سوريا لمنع لبنان من تثبيت سيادته على تلك المزارع هي حجج واهية.

 

# نرى انك منذ فترة تنفرد بإثارة قضية ((المزارع)) لماذا؟

 

-     هذا هو رأيي المختلف عن الآخرين فأنا اقدم السياسيين على الساحة اللبنانية فكنت نائباً منذ العام 1970 ورئيس جمهورية سابقاً ورئيس حزب ادرك اكثر من غيري حقيقة الامور فلذلك ارى ان الاعتراف ليس فقط بلبنانية المزارع انما يجب الاعتراف بحدود تلك المزارع واين ينتهي الجولان السوري وأين تبدأ المزارع اللبنانية، وإذا لم تعترف سوريا بالإطار الجغرافي لتلك المزارع فسيكون اعترافها بلبنانية مزارع شبعا اعترافاً وهمياً. هناك اصول في القانون الدولي تفرض تدابير معينة لتحديد سيادة أي دولة على أي رقعة ارض فالاعتراف السوري بحدود المزارع من شأنه ان ينقل هذه المزارع من القرار 242 كما هو الحال اليوم الى القرار 425 وبالتالي طالما ان تلك المزارع هي تحت القرار 242 فهناك استحالة بأن يطالب لبنان باسترجاع تلك المزارع.

 

وكذلك في حال وضع المزارع تحت القرار 425 لن يعود بامكان اسرائيل ان تعترض على الانسحاب منها كما انسحبت من معظم الجنوب وخاصة ان مزارع شبعا بعكس الجولان لم تعمد اسرائيل الى ضمها الى اراضي اسرائيل ولم يصدر قرار دستوري بضمها للدولة الاسرائيلية هذا من جهة ومن جهة ثانية لم تنشىء اسرائيل مستوطنات على ارض تلك المزارع وهذا يفتح المجال لأن يطلب لبنان من الامم المتحدة، وبدعم الاصدقاء، استرجاع تلك المزارع.

 

# ستذهب الى طاولة الحوار حينما تنعقد؟

 

-          نعم.

 

# هل تؤيد توسيع دائرة المشاركين فيها؟

 

-     كلا، لا ارى من المفيد توسيع تلك الطاولة لانه من الواضح على صعيد المعارضة ان هناك مايسترو واحداً، وهناك قطباً اساسياً يبرمج كل اعمال المعارضة وفريق 8 آذار/مارس وهو اثبت ذلك في كل المراحل الا وهو حزب الله الذي يملك كل الاوراق بدون منازع وهو الذي يقرر، وبالتالي بإمكان حزب الله ان يتكلم باسم المعارضة ككل وفي المقلب الآخر نحن متفاهمون في ما بيننا كقوى 14 آذار/مارس، ونحن على توافق وباعتقادي انه اذا خرجنا عن الاطار المتفق عليه سيصعب اعادة لملمة التمثيل وستفتح الابواب على مصراعيها وسيصعب في ما بعد اعادة تركيب هذه الطاولة التي اقتضت جهوداً لتحديد المشاركين فيها.

 

# بالنسبة للمواضيع المطروحة على الحوار هل تؤيد طرح كل المواضيع الخلافية ام ترى حصر الحوار بمسألة سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية؟

 

-     على كل حال لا مانع من حصر الموضوع بالاستراتيجية الدفاعية طالما ان هذه الاستراتيجية ستتضمن كل المواضيع الاخرى اذ لا يمكن بحث الاستراتيجية الدفاعية دون العودة الى موضوع السيادة وموضوع الولاء وموضوع الاقتصاد والقرار اللبناني الحر الواحد والمرجعية الواحدة لا سيما في القضايا السيادية.

 

# منذ سنتين وانتم تطالبون بعودة الحوار الى مكانه الطبيعي في مجلس النواب رأينا ما حصل في اليومين الماضيين من مشادات في جلسات الثقة الا ترى ان ذلك يوتر الشارع من جديد؟

 

-     ان ما شهدناه في مجلس النواب هو خطير جداً حيث مورست وسائل القمع المباشر على اللعبة الديموقراطية في مجلس النواب والكلام الذي استعمل كان في غاية الخطورة فعندما يقوم احد نواب حزب الله ويهين النواب الآخرين ويهدد ويتوعد مع العلم ان بإمكانه تنفيذ التهديد، فهذا امر خطير جداً ومخيف،‍ وعندما لا يعود مجلس النواب المكان الصالح لمناقشة كل الامور بحرية فهذا يعني اننا سائرون باتجاه ديكتاتورية ما وبالتالي هذا هو ربما عنوان المرحلة اذ لا يمكن بعد الآن طرح آراء حرة ولا يمكن بعد الآن تناول مواضيع محددة وأصبح ذلك من المحرمات بينما الكل يعلم بأنه في اكثر من ظرف كانت انتقادات لاذعة في مجلس النواب باتجاه رئيس الجمهورية وباتجاه رئيس الحكومة وباتجاه مقامات روحية ولم يحصل ان مُنع احد او هُدد احد النواب من قول كلمته بهذا الشكل مما يدل على ان هناك نية في توجيه البلد بنوع من ديكتاتورية ما، كما يريد ان يقول لنا البعض بأنه لا مانع من ان تتسلوا بالقشور مثل الكلام عن تزفيت طريق او عمل اقتصادي او ما شابه ذلك انما هناك قضايا ممنوع الكلام عنها وهي محرمة وهي من صلاحيتنا الحصرية ولا سيما ان هذه القضايا تتعلق بموضوع السيادة والسلم والحرب.

 

# اذاً كيف ستجلسون على طاولة الحوار؟

 

-          هذا هو الموضوع المطروح نحن سنحضر الحوار وسنقول كلمتنا بكل صدق وبكل شجاعة وبكل حرية.

 

# الى أي حد تعبر السيدة صولانج الجميل عن حزب الكتائب في قرارها حجب الثقة عن الحكومة؟

 

-     اختارت السيدة صولانج ان تستقل بمواقفها عن حزب الكتائب والكل يعلم انه منذ فترة طويلة هي مستقلة عنا مع ان العلاقات الشخصية ممتازة وهناك تنسيق في شتى الامور انما ارادت ان تحتفظ لنفسها ببعض الاستقلالية وحرية التحرك.

 

# ما رأيك باستقالة الرئيس حسين الحسيني؟

 

-          منطقي مع نفسه.

 

# اما كان اولى ببعض نواب 14 آذار/مارس ان يكونوا منطقيين مع انفسهم ويستقيلوا بعد سيل الانتقادات الموجهة للبيان الوزاري؟

 

-     هذا موضوع آخر، الرئيس الحسيني له الحق بالاستقالة وبأن يعبر عن رأيه انما بالنسبة لافرقاء آخرين فان استقالتهم سيكون لها طابع تفجيري وهذا لا يحتمله البلد والكل يعلم بأننا بقينا سنة ونصف السنة بدون انتخاب رئيس وسنة تقريباً بدون مجلس نواب لا يجتمع وحكومة مبتورة ووسط تجاري مقفل الخ.. ونحن بأمس الحاجة رحمة بالمواطنين ورحمة بالناس الى ان نعيد العمل الى المؤسسات بدءاً بالمؤسسات الدستورية ومن مصلحة البلد الملحة بأن نعيد التطبيع على الساحة اللبنانية وإلا كان الكيان على المحك واصبحت امكانية الحوار من اجل الحل الوطني معدومة، فمن هذا القبيل اعتقد انه كان ضرورياً الوصول الى قاسم مشترك ولو ان القاسم المشترك هذا ليس هو الافضل انما هو المتاح في الوقت الحاضر فربما نعود الى طاولة الحوار وكل انسان يشرح وجهة نظره بحرية ويكون هناك لربما فرصة لان نصل الى اتفاق حول مصلحة البلد ولأن تستعيد الحكومة الشرعية السيطرة على كافة الاراضي اللبنانية وتبسط سيادة الدولة على كل شبر من اراضينا.

 

اذاً يمكن للبعض ان يتخذ موقفاً مبدئياً ولكن على البعض الآخر ان يستمر في تحمل مسؤولياته خاصة في هكذا مرحلة والاستقالة الجماعية تعني الفراغ والفراغ يعني الانتحار.

 

# لماذا يبدو تجمع 14 آذار/مارس اليوم في موقع الدفاع الشديد عن النفس بعدما كانت المبادرة في يده؟

 

-     من الطبيعي اننا في 14 آذار/مارس حققنا انجازات ضخمة فلولا تظاهرة 14 آذار/مارس لما تجمع العالم ليطالب معنا بانسحاب سوريا، ولولا 14 آذار/مارس لما تحققت المحكمة الدولية واليوم هناك امل من خلال المحكمة الدولية بأن يعود العدل الذي كان مفقوداً الى لبنان وتفتح آمال جديدة على هذا الصعيد ليس فقط على صعيد قضية الرئيس الحريري انما على صعيد العدل العام في البلد، وكذلك الامر بالنسبة الى صدور القرار 1701 والنقاط السبع التي طرحها الرئيس السنيورة التي على اساسها صدر القرار 1701 وكذلك الامر بالنسبة الى قضية نهر البارد ونحن نتذكر كيف ان السيد حسن نصرالله قال في ذلك الوقت ان نهر البارد خط احمر، والى ما هنالك من انجازات تحققت بفضل قوى 14 آذار/مارس وفي هذه الفترة.

 

هذا من جهة ومن جهة اخرى هناك انتظار آخر اذ انه من الظاهر تماماً بأن المعارضة كانت تتناول الدولة بالذات لتعطيل المؤسسات كل المؤسسات وكانت المعارضة تريد ان تنسف مجموعة من الثوابت اللبنانية لكن نجح فريق 14 آذار/مارس في التشبث بفكرة الدولة وبمنطق الدولة ومنطق السيادة والمفهوم الواضح للسيادة وهذا شيء مهم جداً وهذا الصمود كان فعالاً واعطى النتيجة بينما الفريق الآخر وكأنه كان يرمي الى كسر ((مزراب العين)) فنحن المقاومة الحقيقية التي من اهدافها المحافظة على الدولة، والدولة هي اساس الكيان ومقاومتنا ما زالت مستمرة في هذا الاتجاه بوجه مشروع آخر ذي شعارين اذا صح التعبير الاول شعار اقامة سيادتين على الارض اللبنانية سيادة الدولة وسيادة المقاومة أي حزب الله ومن وراءه. والثاني شعار ابقاء لبنان ساحة لا ان يكون وطناً وتحويل لبنان الى ساحة شيء خطير ونحن دورنا هو الابقاء والحفاظ على منطق قيام الدولة ولبنان الدولة وليس الساحة.

 

# لكن لم تنجحوا حى الآن؟

 

-     نجحنا، بالتأكيد نجحنا، نعم لم ننجح بتحقيق كل الاهداف ولكن نجحنا في امور مهمة كالانسحاب السوري والقرار 1701 والنقاط السبع ولكن من الواضح ان حزب الله يحاول ان يفرض واقعاً جديداً على الساحة اللبنانية ونحن نرفض ذلك والبيان الوزاري يؤكد مرجعية الدولة.

 

# ماذا عن تمايز مواقف النائب وليد جنبلاط؟

 

-     لم يخرج وليد جنبلاط عن الثوابت، هو دعا الى الحوار، وقد يكون هناك انزعاج من اوساط 14 آذار/مارس من بعض تحركاته ومبادراته الحوارية وهذا موقف التقي معه عليه، وهو ضرورة الحوار مع كل الناس طالما ان الحوار ممكن اياً كانت الصعوبات لانه لا بد من اللقاء، والعودة الى طاولة الحوار.

 

# هل هناك من مساعٍ جديدة للقاء الاقطاب على الساحة المسيحية ونحن على اعتاب الانتخابات النيابية؟

 

-          اننا نلتقي باستمرار وليس من الضرورة ان يكون ذلك في العلن.

 

# هل هناك لقاءات مع العماد عون؟

 

-     ليست هناك لقاءات انما هناك اتصالات غير مباشرة مع العماد عون ذات طابع سياسي عام لأن العماد عون ارتبط ارتباطاً عضوياً مع حزب الله والكلام الذي نسمعه منه يتناقض مع كل منطلقاته ولذلك فان الخلاف معه هو خلاف في الجوهر حول مواقف سياسية وليس خلافاً على صعيد شخصي او سياسي محلي.

 

# وهل حصلت اتصالات مع سليمان فرنجية؟

 

-          هناك علاقة وصداقة شخصية مع الوزير فرنجية نحافظ عليها.

 

# هل بدأتم التحضير للانتخابات؟

 

-     نحن انشأنا منسقية عامة للانتخابات على صعيد الكتائب وهي فاعلة جداً وهي متواصلة مع كل المرشحين، ولنا اتصالات فعالة مع كل رؤساء الاقاليم والمناطق وكل القواعد الكتائبية حول تسمية المرشح الافضل لخوض المعركة الانتخابية باسم حزب الكتائب في الانتخابات المقبلة.

 

# هل انت مرشح في الانتخابات المقبلة؟

 

-          لا.

 

# لن تترشح للنيابة؟

 

-          لن اترشح.

 

حوار: هدى الحسيني – احمد الموسوي

 

 

 

من يجرؤ على قتل الرجل الثاني في نظام بشار؟

 

كتب حسن صبرا

 

الذين يعرفون موقع وأهمية دور محمد سليمان في النظام السوري الذي أسسه حافظ الأسد وورثه ابنه بشار يصفونه بأنه الرجل الثاني في نظام بشار، ويقولون استنتاجاً بأنه كان سيكون أيضاً الرجل الثاني لو لم يقتل باسل الأسد عام 1993، ويتحدثون جزماً بأن حافظ الأسد هو الذي نصح وريثه الثاني بعد باسل أي بشار أن يعتمد محمد سليمان إلى جانبه مما يسمى الجيل الشاب، ولو ان الذي تولى الوراثة ماهر بدل بشار لما كان اختلف الأمر.. على الأقل في البداية.. كما يتصور العارفون.

 

وصفة الرجل الثاني في عهد حافظ الأسد لم تعط لأقرب المقربين إليه وهو حكمت الشهابي الذي حمى نظامه، ولم تكن لتمنح ولو على سبيل النكتة لوزير الدفاع مصطفى طلاس الذي شكل معه اللجنة العسكرية، التي سرقت حركة 8 آذار/مارس ضد الانفصال عام 1963، وكانت تعرف باسم مجموعة محمد عمران التي سرقها أيضاً حافظ الأسد وصفى فيها كل من كان يتوسم فيه دور الرجل الثاني، فقتل محمد عمران عام 1972 في طرابلس شمالي لبنان، وتختخت عظام غريمه الأساسي صلاح جديد في سجون حافظ الأسد إلى أن مات بعد إطلاقه بعدة أشهر، الاثنان كانا يريان في نفسيهما كل على حدة صفة الشريك مع حافظ الأسد وليس مجرد رجل ثانٍ في أي منهما، فكيف يتسنى لرجل مثل محمد سليمان من خارج عائلة الأسد ومن خارج اللجنة العسكرية الشهيرة أن يصبح الرجل الثاني، وهذه العائلة التي حوّلت سوريا إلى حكم ملكي عضوض كان الصراع الوحيد الذي شهدته سوريا في عهدها منذ العام 1970، هو صراع الرجل الثاني، داخل الأسرة.. فقط.. طبعاً عدا المواجهات الدموية مع جماعة الاخوان المسلمين في مطلع الثمانينات من القرن الماضي.

 

كان شقيق حافظ الأسد رفعت هو فعلاً الرجل الثاني في عهد شقيقه، بحكم الأمر الواقع الذي تجسد في سرايا الدفاع التي أسسها رفعت لحماية النظام فكادت تكون الرافعة التي استعد لها رفعت للقفز إلى السلطة. لكن تسرع الدكتور كما يسميه أنصاره جعله يخسر موقعه تدريجياً إلى ان أبعده حاكم سوريا القوي أبو باسل، ليس من درب رجاله وبعضهم شركاؤه (علي حيدر، علي دوبا، علي اصلان، وحكمت الشهابي وعبد الحليم خدام.. فقط) بل وأبعده أساساً عن درب ابنه باسل، الذي كان يتهيأ للسلطة في حضن وتحت رعاية والده ولأن الجنرال وقت هو حليف حافظ الأسد دائماً، فإنه كان يرهن تسليم السلطة لخلفه بطول أو قصر عمره، فإن طال هذا تسنى له تسليم باسل السلطة.. أما إن قصر العمر فالعهد يؤول إلى ولي العهد وكان يومها شقيقه رفعت لولا التسرع.. فلما قتل باسل وكان حلم رفعت أكثر وضوحاً للتحقيق حتى وهو في المنفى عمل حافظ على إلغاء كل أمل لشقيقه بتدابير داخلية حاسمة، وبتعهدات خارجية واعدة بأن يستمر بشار على طريق والده في حفظ العهد.. أساساً بألا تطلق طلقة رصاص واحدة ضد العدو الصهيوني من الجولان، وصدق وعد حافظ ثم بشار وصدّق الصهاينة والأميركان عهد حافظ فسارعوا إلى إحراق رفعت بتسريب أنباء عن استعداد رفعت لعقد تسوية مع إسرائيل لو كان تسلم هو السلطة فسهل على بشار خلع عمه نهائياً.. بل ومنعه من زيارة سوريا تحت أي ظرف.. وضمن حماية إسرائيل لنظامه حتى الآن.

 

ثم كيف يكون محمد سليمان الرجل الثاني في عهد أسرة الأسد، وفيها الغريمان القويان ماهر الشقيق وآصف شوكت الصهر ومعه بشرى دائماً؟ حتى ليقال ان كثيرة هي القضايا والمشاكل التي تفرق بين ماهر وآصف.. لكنهما متفقان كل من جهته على كراهية محمد سليمان.. لأنه استحوذ على عقل وقلب وسلطة بشار الأسد من موقعه الحساس ليس بصفته مستشاراً عسكرياً وأمنياً لحاكم سوريا، بل بصفته يملك مفاتيح السلطة السورية وهي سلطة أمنية – عسكرية أمسك بها محمد سليمان بخبرته العسكرية والأمنية منذ عقدين من الزمان.. أو أقل.

 

لقد طالت سلطات محمد سليمان بصفته المستشار العسكري والأمني لبشار الأسد كل نواحي السلطة السورية في أجهزة الأمن، وفي المؤسسة العسكرية، وفي انتخابات حزب البعث وانتخابات الاتحادات النقابية والطلابية واتحاد الكتاب والأطباء والمهندسين والجامعات..

 

كانت كل ملفات ضباط الأمن والجيش عند محمد سليمان.. وهي ((الموهبة)) التي استند إليها حافظ الأسد ليحكم سوريا بالحديد والنار طيلة 30 سنة (1970 – 2000).

 

لم يرفع ضابط في عهد بشار وإلى جانبه محمد سليمان أو ينقل مسؤول أمني أو تشكل حكومة ويؤتى برئيسها أو ينتخب نائب أو يعين وزير أو يفصل استاذ جامعي أو يسجن مثقف أو يستدعى سفير إلا وفق ملفات محمد سليمان، وقد حدث ان تدخل بشار الأسد بين محمد سليمان وشقيق الرئيس ماهر وصهره آصف لحل اشكالات نتجت عن رفض محمد سليمان الاستجابة لطلباتهما في نقل او ترفيع او اخراج ضباط من جهازيهما (الحرس الجمهوري لماهر، والإستخبارات العسكرية لآصف..).

 

كان محمد سليمان هو ظل بشار الاسد.. وعينه والأهم من هذا انه كان جزءاً من رضى والدته انيسة مخلوف فاستحق عن جدارة وثقة مكانة الرجل الثاني.

 

فمحمد سليمان كان كفؤاً وذكياً ونشيطاً في مقابل محدودية كفاءة وذكاء ونشاط بشار الأسد، فلما قتل محمد سليمان اعتبر كثيرون انها أقسى ضربة توجه لنظام الأسد الإبن بعد تدمير المنشآت النووية شمالي شرق سوريا قرب دير الزور في 6/9/2007، وبعد اغتيال عماد مغنية في 11/2/2008 مع الفارق بأن سوريا هي التي سارعت الى الإعلان عن نسف اسرائيل لـ((معهد زراعي)) وهي اعلنت ايضاً عن مصرع عماد مغنية في ظل صمت صهيوني اول الامر شبيه بصمت النظام السوري لعدة ايام عن اغتيال محمد سليمان.

 

 

 

تقاطع؟ او تصعيد؟ ام انتقام؟

 

ويحلو لكثيرين بعد ان قرأوا او سمعوا خبر اغتيال العميد محمد سليمان ان يربطوا بين هذه المآسي الثلاثة للنظام باعتبارها تداعيات او ردود فعل، او مؤشرات على صراعات عنيفة داخله في أعلى قممه.

 

كما يحلو لكثيرين الذين قرأوا بعضاً من الاخبار عن انتحار محمد سليمان ان يربطوا بين هذا الانتحار ونحر رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي ونحر وزير الداخلية غازي كنعان.. بل ذهب بعضهم الى حد الاستنتاج بل التحليل المبني على معلومات غير دقيقة بأن اغتيال محمد سليمان جاء رداً متأخراً على نحر غازي كنعان، ثم انتحار شقيقة علي على سكة حديد الساحل، علماً بأن المعلومات المؤكدة ان آل كنعان عقدوا صفقة مع عائلة الاسد تقضي بأن يتوقف ابناء غازي عن اثارة موضوع والدهم ودور النظام في قتله مقابل تعهد عائلة الاسد الا تفتح الملف المالي لوالدهم، حيث يتهمه آل الاسد بأنه هرّب ملايين الدولارات الى الخارج.

 

 

 

من قتل محمد سليمان؟ ولماذا؟

 

هناك قاعدة في علم الاستخبارات وعالمه تقول انه كلما زادت معرفة الانسان ومعلوماته اصبح عرضة للقتل والتصفية، بسبب زيادة المتضررين من معلوماته ومعرفته.

 

وهذه القاعدة تسري على محمد سليمان كثيراً! لأن الرجل اصبح محكوماً بعبارة ما الذي لم يكن يعرفه محمد سليمان.. وليس ما الذي يعرفه؟.

 

وهناك قاعدة اخرى في العلم والعالم الاستخباراتي تقول انه كلما كان المسؤول الامني سري الحركة والاعلان ونادر الاعلام كلما كان عرضة للاغتيال او التصفية لأن قتله لا يثير أهمية اعلامية وشعبية تعكس اهمية مكانته الامنية تحديداً، ومحمد سليمان لم يكن معروفاً لا شعبياً ولا اعلامياً، بل ان سر نجاحه كما يقول كثيرون، ان الرجل كان في الظل دائماً، ولا يعرف السوريون عنه شيئاً.. لكنه كان يعرف كل شيء ويرتب ويلفق ويسجن ويطلق.. ما هذه المصادفة ان يطلق د. عارف دليلة المفكر الاقتصادي والاستاذ الجامعي قبل انتهاء مدة محكوميته بثلاث سنوات.. وبعد اغتيال محمد سليمان بعدة ايام؟ وكانت تهمة دليلة الوحيدة، انه انتقد حافظ الاسد وهو في السجن الاعتباطي، وأحيل الى محكمة عسكرية قضت بسجنه 10 سنوات!!!.

 

وعلى هذا المنوال يتوقع البعض ان يعيد النظام بعد اغتيال سليمان شيئاً من الاعتبار لربيع دمشق حتى يبيعها النظام للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل او مع زيارته المرتقبة الى دمشق بعد عدة اسابيع، ثم ليقول بأن الذي كان يفرض هذا المناخ القاسي من القمع هو محمد سليمان.. وها قد رحل، فلتتحرر بعض الأقلام، ولتتلقط بعض الأنفس بعض الهواء النقي.

 

هل هذه مؤشرات الى ان قتلة محمد سليمان ارادوا بالتخلص منه اصابة عدة عصافير بحجر واحد، بموته وتحميله مسؤولية الكثير من جرائم النظام.. ثم افلات المجرمين المشاركين من العقاب؟.

 

قد لا يكون مطلوباً الإجابة على هذا السؤال او غيره في هذه المسألة.. لكن الاضاءة على سيناريوهات اسباب القتل، ستؤدي ليس الى استنتاج او معرفة إسم القتلة، بقدر ما تشير الى طبيعة الجرائم او التصفيات التي ارتكبها ويرتكبها نظام بشار الاسد.. ذلك ان القاعدة الثابتة في ظل هذا النظام وسلفه الأب تقول: ان أي شأن سياسي او أمني خصوصاً او حزبي او عسكري لا يمكن ان يتم إلا بمعرفة ومصادقة بل وأحياناً كثيرة بطلب الرئيس.. حتى قتل شخص بمكانة محمد سليمان..

 

فما هي هذه السيناريوهات؟

 

السيناريو الاول: ان يكون الصراع قد بلغ اشده بين ماهر الاسد وآصف شوكت كل من جهة وبين محمد سليمان للدور المهم الذي يقوم به هذا الضابط على حساب دوريهما وهما من اركان الاسرة الحاكمة، فتمت تصفيته او تسهيل قتله، او بيع قتله.. وكل لسببه او أسبابه.

 

السيناريو الثاني: ان تتم تصفيته لمصلحة اسرائيل كما تمت تصفية عماد مغنية، ذلك ان انباء كثيرة سربت عن دور محمد سليمان في تهريب السلاح وخاصة الصواريخ التي يصل مداها 70 كلمتراً الى حزب الله، حيث زرع الحزب بعضها قرب قضاء صور لتصل الى تل ابيب او ما قبلها قليلاً.

 

السيناريو الثالث: ان يكون محمد سليمان وراء تصفية عماد مغنية وبطلب مباشر من الاخوين بشار وماهر الاسد بعد ان قدم لهما سليمان اثباتات عن دور عماد مغنية في نشر التشيع الفارسي في صفوف الضباط العلويين، والتي نتج عنها اعتقال العشرات منهم جهزت ملفاتهم من مكتب محمد سليمان نفسه.

 

السيناريو الرابع: ان تكون ايران هي التي قتلت محمد سليمان لدوره في تصفية عماد مغنية الذي كان رجلها الاول في المنطقة ومعلماً لحسن نصر الله، وبقية ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني وفرقته المعروفة في لبنان باسم حزب الله.

 

واذا كنا نشرنا بعد قتل مغنية وبلع ايران لعملية بحجم التخلص من رجلها الاول في المنطقة القاعدة التي تقول ان الحي عند الفرس في السياسة ابقى من الميت، بمعنى انها لن تعاقب بشار على قتله مغنية، فإن القاعدة الاخرى عند الفرس هي ان من يرتكب خطأ ضدهم لا بد من معاقبته مهما طال به الزمن لأن ميتهم لا يموت، وبعد مرور ستة اشهر على قتل مغنية وبعد ثبات التحالف الاستراتيجي مع الاسد لا بأس بقتل محمد سليمان المسؤول عن قتل مغنية وأثناء زيارة بشار الاسد الى طهران.. هل عرفتم الآن معنى القول بأن الايرانيين يذبحون خصومهم بالقطنة دليل على طول البال فكيف إذا كان المذبوح بشار الأسد قابعاً في أحضانهم.

 

السيناريو الخامس: ان النظام الاسري ورغم مكانة محمد سليمان داخله، لم يستطع ان يصمد امام ضغوط الاسرائيليين والاميركان والفرنسيين بطلب تحسين سلوك النظام لا إسقاطه لإعادة احتوائه وفك عزلته، وانه لم يجد امامه من يضحي به دون ان يبدو الامر كذلك الا رجلاً قد لا يعرف السوريون عنه كثيراً، لكن اجهزة الاستخبارات هذه في اسرائيل وأميركا تعرف تماماً من هو محمد سليمان، ويكاد طلب هذه الاجهزة بتصفية محمد سليمان والاستجابة السورية لذلك، اسطع دليل على ان هذا النظام يحسن سلوكه.. وفق ما تريده اميركا واسرائيل.

 

السيناريو السادس: ان يكون محمد سليمان متورطاً بشكل او بآخر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت يوم 14/2/2005 وبقية الجرائم التي تلتها، فتمت تصفيته حتى لا يفضح الكثير من الاسرار التي ترسل النظام الى الجحيم اذا تم كشفها (تحدث عضو جبهة الخلاص الوطني السورية التي يرأسها نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام زهير سالم بهذا المعنى في اول تعليق له على اغتيال سليمان).

 

وأمام هذا السيناريو السادس مرحلة اختبار ستشهد او لا تشهد استدعاء المحقق الدولي في جريمة اغتيال الحريري القاضي الكندي دانيال بلمار لمحمد سليمان الى التحقيق، فحسب موقف بلمار يتحدد مصير هذا السيناريو.

 

السيناريو السابع: ان يكون حزب الله رد وبعد ستة اشهر على اغتيال قائده الامني عماد مغنية بقتل من يعتقد بأنه قاتله، سواء لمصلحة اسرائيل، او بسبب جموح مغنية ومد يده الى الامن السوري لتشييع بعض ضباطه لمصلحة الفرس.

 

نعود الى القواعد لنقول:

 

ان افضل توقيت لتصفية وقتل أي انسان مهما كان دوره او موقعه، هو اللحظة التي يكثر فيها اعداؤه وخصومه والمستفيدون من قتله حتى يضيع اسم وهدف القاتل او القتلة، ووفق هذه القاعدة يتصرف نظام بشار الاسد.

 

فهو بعد قتل عماد مغنية سارع اولاً الى اعلان العملية وهدفها ثم تعهد بلسان وزير الخارجية وليد المعلم (وليس وزير الداخلية بسام عبد المجيد) بكشف الجريمة ومرتكبيها خلال ايام.. كان هذا منذ 182 يوماً او 23 اسبوعاً او ستة اشهر.. واندفع حسن نصر الله الى اتهام اسرائيل بتصفية مغنية وتعهد بحرب مفتوحة ضدها ثم بلع لسانه بعد هذا التعهد.. وها هو يتحمل احدى سيناريوهات قتل محمد سليمان.

 

والنظام السوري صمت صمت القبور بعد قتل محمد سليمان لأنه لم يعد قادراً على توجيه أي اتهام لاسرائيل بجرائم القتل التي تحصل على ارضه، حيث تملك اسرائيل الادلة الكافية التي يكفي نشرها لفضح النظام ساعة تشاء.. ولأن النظام السوري يعيش آمال شهر العسل مع العدو الصهيوني، تحت الرعاية التركية – الاوروبية، ولأن النظام السوري يفتح الباب على سلوكية جديدة يبيعها للغرب ليعود الى نظام الوصاية على لبنان بشكل او بآخر.

 

فإذا لم توجه التهمة الى اسرائيل فمن هي الجهة المستفيدة اذن، من قتل المستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية.. الرجل الثاني في النظام؟

 

واذا لم تكن اسرائيل هي القاتلة وقد اعلنت بلسان المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الصهيوني مارك ريحيف: ((اننا لم نفعلها، هذا خروج على القواعد (هناك قواعد متفق عليها بين اسرائيل ونظام عائلة الاسد) بالطبع الاغتيالات تحدث (هل هذه اشارة الى قتل عماد مغنية؟) لكن اغتيال عميد في الجيش السوري في بلده اقرب الى اعلان حرب، ونحن لا نريد حرباً مع سوريا، نحن مشغولون بالحديث معهم)).

 

اذا لم تكن اسرائيل هي القاتلة.. فمن يجرؤ على قتل الرجل الثاني في نظام بشار؟ ارجو اعادة قراءة السيناريوهات السابقة بعد حذف سيناريو اسرائيل.. بناء لرغبة النظام السوري.

صدق او لا تصدق

 

*شكل حزب الله هيئة خاصة من نسائه وأطفاله وبعض كبار السن، ليمثلوا دور اهالي الموقوفين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من الضباط الاربعة وعدد من الاحباش ليقيم لهم مخيماً يعتصمون فيه على الطريق الى وزارة العدل، للفت الانظار وتصعيد الموقف في قضية هؤلاء.

 

حزب الله الذي كان اتخذ قراراً استراتيجياً بتبني قضية هؤلاء الضباط، كلف رئيس مكتبه السياسي ابراهيم امين السيد (قريب جميل السيد ومن قريته النبي أيلا)، وضع خطة للتشهير بالمدعي العام الاستئنافي القاضي سعيد ميرزا والمحقق العدلي القاضي صقر صقر، والزعم بأنهما ينتسبان الى قوى 14 آذار/مارس.

 

الخطة تشمل ايضاً التشهير بوزير الداخلية زياد بارود لانه محسوب على رئيس الجمهورية، وبوزير العدل ابراهيم النجار المحسوب على ((القوات اللبنانية)).

صحيح

 

*قدم مدير عام الدفاع المدني الى الاجهزة الامنية دلائل تؤكد وجود مخطط اجرامي لتسعير الحرائق في مناطق معينة في احراج لبنان كلها في المناطق التي يمثلها نواب في قوى 14 آذار/مارس.

 

ومن الدلائل وقائع قيام ((مجهولين)) بالاحراق وآخرين معهم يعرقلون عملية الاطفاء واطلاق النار على رجال الاطفاء.

 

 

 

ليس سراً

 

*بعثت استقالة الرئيس حسين الحسيني من مجلس النواب الامل في نفوس القوى الشيعية المستقلة في وجود قيادة حقيقية رائدة يمكن ان يلتجئوا اليها لكسر احتكارية الثنائي الشيعي – امل – حزب الله، الذي يقود الشيعة بعيداً عن عروبتهم ولبنانيتهم.

 

القوى الشيعية المستقلة في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية رأت في استقالة الرئيس الحسيني اكبر من رسالة احتجاج لتكون رسالة دعوة للشيعة ليؤكدوا ولاءهم للبنان وللعروبة تحت قيادة شخصية ميثاقية يمثلها الرئيس الحسيني، وهو رجل الوطنية اللبنانية التي يتمسك بها الشيعة على خطى الامامين الراحلين السيد موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين.

 

وعلى العكس تماماً بثت استقالة الحسيني الرعب في نفوس قيادات حركة امل وحزب الله التي باتت تخشى ان يكون الالتفاف الشيعي حول السيد الحسيني سحباً للبساط من تحت اقدامهم التي ترسخت في المشاريع السورية – الفارسية المعادية لوطنية ولبنانية وعروبة الشيعة في لبنان.

 

 

 

صدمة

 

*فجر وزير التنمية الادارية الشيخ ابراهيم شمس الدين قنبلة – صدمة في الوسط الشيعي بدعوته لاعادة قضية الامام المغيب السيد موسى الصدر لتكون قضية مركزية لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، مما اربك قيادات حركة امل وحزب الله، خاصة بعد ان زار وفد عفوي من مريدي الامام الصدر ورفاقه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الشيخ عبدالامير قبلان يطالبوه بالتحرك لمنع محاولات الحركة والحزب اجهاض دعوة الشيخ شمس الدين.

 

 

 

لماذا؟

 

*توقعت مصادر شيعية مستقلة ان يعمد حزب الله لطمس التحرك الشيعي المستقل سواء في استقالة الرئيس حسين الحسيني من عضويته في مجلس النواب، او في دعوة الوزير ابراهيم شمس الدين لاعادة قضية الامام الصدر الى الواجهة، الى حرف الانظار عن هاتين القضيتين بافتعال ما يسمى بالثأر لرضوان أي الانتقام لمقتل مسؤوله الامني عماد مغنية في دمشق يوم 12/2/2008.

 

ومع ان الاتهام ينصب على دور الاستخبارات السورية في اغتيال مغنية، الا ان حزب الله يريد تبرئة نظام دمشق واستدراج اسرائيل لعملية انتقامية بمحاولة ضرب مصالح غربية واسرائيلية سواء في المنطقة او في غرب افريقيا، ليجيء الرد صهيونياً على لبنان لضرب مؤسساته ومصالحه ومرافقه اضعافاً للدولة اللبنانية لتسود دولة حزب الله التي تمددت الى كل المناطق اللبنانية.

 

 

 

سري جداً

 

*لوحظ ان عدداً كبيراً من مباني بيروت تحاط بإجراءات خاصة من حزب الله لتحويل ملاجئها الى مخابىء لقياداته حتى اذا تعرضت لعدوان صهيوني دمرت بيروت حجراً بعد حجر، وانهارت الدولة اللبنانية وسادت دويلة حزب الله تحت عنوان الحماية الامنية لقادتها الهاربين الى ملاجىء بيروت.

 

 

 

سري جداً جداً

 

*رصدت الاجهزة اللبنانية مجموعة من الاستخبارات السورية من اللبنانيين يتلقون تعليمات من العميد السوري مفلح لاشعال الاحداث في الشمال، وكانوا هم وراء محاولة الاعتداء على النائب د. مصطفى علوش خلال محاولته القاء كلمة في اهالي معتقلين اسلاميين بتهم مختلفة في السجون اللبنانية.. في مسعى سوري حثيث لحرق الوجود السياسي لسعد الحريري شعبياً في الشمال، خاصة وان الشمال هو الذي اعطى الاغلبية النيابية لقوى 14 آذار/مارس