المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم الخميس 21 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .25-20:17

وسأَلَه الفِرِّيسِيُّونَ مَتى يَأتي مَلكوتُ الله. فأَجابَهم: «لا يأتي مَلَكوتُ اللهِ على وَجهٍ يُراقَب. ولَن يُقال: ها هُوَذا هُنا، أَو ها هُوَذا هُناك. فها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم». وقالَ لِلتَّلاميذ: «ستأتي أَيَّامٌ تَشتَهونَ فيها أَن تَرَوا يوماً واحِداً مِن أَيَّامِ ابنِ الإِنسانِ ولَن تَرَوا. وسيُقالُ لَكم: هاهُوَذا هُناك، هاهُوْذا هُنا، فلا تَذهَبوا ولا تَندَفِعوا. فكَما أَنَّ البَرقَ يَبرُقُ فيَلمَعُ مِن أُفُقٍ إِلى أُفُقٍ آخَر، فكذلِكَ ابنُ الإِنسانِ يَومَ مَجيئِه. ولكِن يَجِبُ عَليهِ قَبلَ ذلِكَ أَن يُعانِيَ آلاماً شَديدة، وأَن يَرذُلَه هذا الجيل.

 

أوريجينُس (حوالى 185-253)، كاهن ولاهوتي

مقالة عن الصلاة /"إنّ مَلكوتَ الله بَينَنا"

كما قالَ ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح: "لا يأتي مَلكوتُ الله على وجهٍ يُراقَب. ولن يُقال: هاهُوَذا هنا، أو هاهُوَذا هناك. فها إنّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم". وفي الحقيقة، "الكلمة قريبة منكَ جدًّا، في فمِكَ وفي قلبِكَ" (تث30: 14). في هذه الحالة، من الأكيد أنّ مَن يصلّي ليأتي ملكوت الله هو محقٌّ في صلاتِه كي يظهرَ ذاك الملكوت، ويحملَ الثمار ويتحقّقَ فيه. عند كلّ القدّيسين الذين يملكُ الله عليهم والذين يطيعونَ شريعته الروحيّة، يسكنُ كما في مدينة فائقة التنظيم. الآب حاضرٌ فيه والمسيح يملكُ مع الآب في هذه النفس الكاملة، وفقًا لكلامه: "نأتي إليه فنَجعلَ لنا عِندَه مقامًا" (يو14: 23). ملكوت الله الحاضر فينا، بينما نستمرّ في التقدّم، سيبلغُ كمالَه حين يتحقّق كلام الرسول بولس: "بعد أن أخضعَ المسيحُ كلَّ شيءٍ تحتَ قَدَمَيه"، "سيَخضَعُ الإبنُ نفسُه لذاكَ الذي أخضَعَ له كلَّ شيء، ليكونَ اللهُ كلَّ شيء في كلِّ شيء" (1قور15: 28). لذا، حين نصلّي بلا كلل، بإستعدادات مُمجَّدة من الكلمة، فَلنَقلْ: "أبانا الذي في السّموات، لِيُقدَّس اسمُكَ، لِيَأتِ مَلَكوتُكَ" (متى6: 9).

 

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 20 آب 2008

البلد

تراقب المراجع المختصة القصد من التحركات الاحتجاجية التي يقوم بها نازحو نهر البارد ونساء فتح الإسلام "للتشكيك بنزاهة" القضاء. كما لم تخف المراجع قلقها من وصول المحتجين الى قصر العدل.

بدأت المناطق الساحلية تئن تحت وطأة التقنين القاسي وزيادات فواتير المولدات المتصاعدة من جراء رفع ساعات التغذية في مناطق الاصطياف.

لم تنخفض أسعار السلع والأدوية المستوردة من أوروبا رغم الهبوط في سعر صرف اليورو واعلام الوزارة المختصة بالامر لكنها لم تحرك دوريات حماية المستهلك.

النهار

زعيم شمالي كان في نيته مهاجمة مرجع كبير في حديث تلفزيوني أخير، لكنه عدل عن ذلك بعد تدخل معه.

تعتبر أوساط سياسية أن الكلام الايجابي الذي صدر عن رموز في "حزب الله"، في شأن "انعطافة" النائب وليد جنبلاط، هو مؤشر الى ان العلاقة بين الجانبين لن تعود الى الوراء.

استغرب سفراء يمضون اجازاتهم في بيروت عدم دعوة وزير الخارجية اللجنة الادارية في الوزارة للبحث في شؤون عدة بعضها ملح مثل الترفيعات والتشكيلات، اذ ان ثمة ديبلوماسيين مرت عليهم 16 عاماً من دون ترقية.

السفير

أبلغ أحد الوزراء زواره أنه لن يزور العراق حتى لا يحصل معه ما حصل في مصر، مشيراً إلى أن المعنيين يعرفون ما أقصده.

حمل مسؤول كبير على جميع الأجهزة بسبب غياب التنسيق فيما بينها، وقال إن هناك مربعات أمنية حول كل مؤسسة، لا تتعاطى مع المؤسسات الأخرى.

أظهرت ثلاثة استطلاعات حديثة في الساحة المسيحية أن التيار الوطني الحر ما يزال أولاً، تليه الكتائب ثم القوات اللبنانية.

المستقبل

 عُلم أن هناك اتجاهاً الى رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي بين لبنان والعراق الى مستوى سفير.

 أبدى وزير الخارجية الأردني قلق بلاده بشأن مستقبل المسار الفلسطيني الإسرائيلي على الرغم من المحاولات التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لإحراز نتائج خلال جولتها المرتقبة في المنطقة.

قالت مصادر غربية إنها تتوقع زيارات مستمرة لمسؤولين أميركيين الى لبنان للحفاظ على العلاقة مع المؤسسات على الرغم من المرحلة الانتخابية التي تمر بها البلاد.

اللواء

يدرس رئيس حزب جدياً إمكان إجراء حركة تغييرات في مراكز قيادية في أحد مناطق نفوذه الانتخابي بعدما ارتفعت وتيرة شكاوى المحازبين من سوء أدائهم العام·

تعاني إحدى الوزارات شغوراً كبيراً في موظفي الفئة الثانية لكن المداخلات السياسية تحول دون إملائها·

يردد وزير جديد في مجالسه أنه وضع يده على مخالفات مالية كبيرة في وزارة حساسة، احتلت مرتبة عالية من الاهتمام خلال عملية تشكيل الحكومة الحالية·

 

البطريرك صفير بحث مع زواره مواضيع امنية تتعلق بمنطقة الشمال والبنود الاصلاحية المقدمة من الهيئة الوطنية لقانون الانتخابات

وطنية-20/8/2008(سياسة) تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، مع زواره في الديمان اليوم البنود الاصلاحية التي تقدمت بها الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية الى مواضيع امنية تتعلق بمنطقة الشمال. وفي هذا الاطار، استقبل البطريرك صفير مستشار الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات الدكتور ايليا ايليا، الذي اشار الى "ان اللقاء تطرق الى البنود الاصلاحية التي تدخل في صلب قانون الانتخابات والتي تقدمت به الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية والذي يدرس الان في لجنة الادارة والعدل النيابية، لما لهذه البنود من اثر كبير في صحة التمثيل الشعبي، وتاليا في صحة العملية الانتخابية وتكافؤ الفرص بين المرشحين، وفي طليعتها اللجنة المشرفة على الانتخابات وتحديد سقف للانفاق وتنظيم الاعلام والاعلان الانتخابيين". كما سلم الدكتور ايليا دراسة متخصصة تتضمن خلاصة المقترحات والافكار المتعلقة بحسن سير العملية الانتخابية". ثم استقبل البطريرك صفير قائد منطقة الشمال العسكرية في قوى الامن الداخلي العميد علي اللقيس، يرافقه قائد سرية اميون العميد صباح حيدر، مساعد قائد منطقة الشمال العقيد جورج وهبه وقائد سرية زغرتا المقدم فؤاد خوري.

كما التقى رئيس اتحاد بلديات قضاء الكورة قبلان العويط الذي بحث مع البطريرك في شؤون الكورة الانمائية. وتمنى العويط "ان تجرى الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها والا ينعكس الصراع السياسي الحالي في لبنان على الساحة الكورانية اضطرابات وانقسامات وتشرذما في صفوف ابناء الوطن الواحد، وان يكون التنافس شريفا ديموقراطيا خدمة للكورة التي فيها خدمة لبنان". ثم استقبل البطريرك صفير وفدا من بلدتي عين علق والعطشانة برئاسة خادم الرعية الخوري جوزف صوما في زيارة حج الى الاماكن المقدسة.

 

قيادة الجيش دعت وسائل الاعلام الى عدم الخوض في تصنيف الضباط المرشحين

وطنية-20/8/2008(سياسة) صدر عن قيادة الجيش-مديرية التوجيه البيان التالي:"يعمد بعض وسائل الاعلام خصوصا المرئي منه، الى تصنيف الضباط وفقا لمعايير سياسية مختلفة، وذلك في معرض استعراض الاسماء التي يحتمل ان تتم تسمية احدها قائدا للجيش، ان هذا التصنيف لا يستند الى الحقيقة وهو تدخل غير مبرر في الشؤون الداخلية للمؤسسة العسكرية، ويمثل تنكرا واضحا لدورها الوطني الجامع، ولمناقبية ضباطها كما يشكل اساءة مسبقة للقائد العتيد للجيش الذي لن يكون الا واحدا من القادة العسكريين الذين نشأوا واستمروا على الولاء للوطن الواحد بجميع اطرافه ومكوناته، وعلى العمل في المؤسسة الأم وفقا للقوانين ومعايير الكفاءة والانتاجية". اضاف:"تهيب قيادةالجيش بوسائل الاعلام كافة النأي بالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية وتصنيفاتها، وعدم نقل او اذاعة او نشر اي اخبار تتعلق بعملها، وذلك خدمة للمصلحة الوطنية العليا، وتجنبا للاساءة الى مهمة الجيش وتوجهه كضامن للسلم الاهلي والحاضن للوحدة الوطنية".

 

الجيش نفى اقامة عازل من الشريط الشائك بين باب التبانة وبعل محسن في طرابلس

وطنية - 20/8/2008 (امن) صدر عن قيادة الجيش في اليرزة بيانا جاء فيه: "توضح هذه القيادة ان لا صحة لما قيل عن اقامة عازل من الشريط الشائك بين منطقتي باب التبانة وبعل محسن في طرابلس، وان ما تم هو مجرد اجراء تم اللجوء اليه خلال مهمة تفتيش احدى النقاط للتأكد من خلوها من الاسلحة والمواد المتفجرة، وقد أزيل فور تنفيذ المهمة، مع التأكيد ان المؤسسة العسكرية كانت وما زالت تعمل لتوحيد المناطق والاحياء وتأمين اللقاء بين المواطنين، وليس للفصل والعزل في ما بينها".

 

 

الرئيس سليمان تشاور مع رئيس مجلس النواب في التطورات عشية مجلس الوزراء

وطنية - 20/8/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب نبيه بري وتشاورا في آخر التطورات على الساحة عشية انعقاد مجلس الوزراء غدا وقبيل الجلسة التشريعية التي دعا رئيس المجلس الى انعقادها مطلع الاسبوع المقبل.

وبعد اللقاء، صرح الرئيس بري: "ستعقد جلسة مجلس النواب للتشريع الثلثاء المقبل المصادف 26 آب، وهي مخصصة لكل القوانين المنجزة واقتراحات القوانين المقدمة وتلك التي ستنجز او تقدم منذ الآن وحتى ذلك التاريخ، ومعلوماتي انه يوجد نحو ثلاثين مشروعا واقتراح قانون ان لم يكن اكثر".

واوضح ان "اقتراح قانون الانتخاب موجود على جدول الاعمال وهو مقدم من النائب امين شري".

سئل عن التعيينات الامنية المرتقبة وعما اذا تم تجاوز الخلافات لتصدر قريبا جدا، فأجاب: "بالنسبة الى الموضوع المطروح والمستعجل والحالي والضروري هو قيادة الجيش اللبناني، ولا توجد الخصومة التي يتم ايجادها في وسائل الاعلام، وكأنكم مشاركون في التعيينات وحبة مسك. هناك تباينات ويوجد عدد من المرشحين، واعتقد انه يوجد امكان كبير لحسم هذا الموضوع غدا، وان لم يكن كذلك فعلى أبعد حد في الجلسة التالية".

سئل: يقال ان لتعيين قائد الجيش ابعادا اقليمية؟

اجاب: "لا يوجد اي نوع من الابعاد الاقليمية او غير الاقليمية على الاطلاق، هناك امور تتعلق بلبنان و"صاحب مكة ادرى بشعابها". ان فخامة رئيس الجمهورية ولفترة غير بعيدة كان قائدا للجيش ويعرف جميع الضباط ومصلحة الجيش، وتاليا فان اقتراحه معول عليه اكثر من غيره، ولكن هذا لا يمنع وجود اقتراحات أخرى، وهذه طبيعة الامور".

سئل: ماذا عن بقية التعيينات الامنية؟

اجاب: "لا يوجد شيء، هناك شغور في الادارة، وفي المؤسسات على ما اعتقد. واذا كان هناك 48او 49 مؤسسة عامة في لبنان، فان هناك ثلاثة او اربعة منها مدتها لم تنته، والبقية كلها مجالس ادارة في حاجة الى تعيينات. لذلك، كنت وما زلت اقول، ان من المهام الاساسية لهذه الحكومة، أي حكومة الوحدة الوطنية قانون الانتخاب واجراء الانتخابات، لكن مهمتها الاولى ان تكون حكومة تأسيسية في بداية عهد رئيس جمهورية جديد، وبالتالي في امكانها التأسيس لامور كثيرة، من جملتها ان توفر علي أنا شخصيا وعلى نفسها وعلى غيرها وعلى جميع الرؤساء والوزراء المتعاطين بالسياسة، إبعاد الادارة عن السياسة، بمعنى ان في الامكان ايجاد اقتراح ان تكون هناك لجنة، تقدم طلبات الفئة الاولى اليها وفقا للطوائف. ولا احد يقول اننا نريد تغيير الموجود في الدستورالذي يقول بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين كذا شيعي وكذا سني(...). وكما تعرفون هذا ميزان الجوهري في لبنان والحمد الله هو ليس جواهري. على كل حال، هناك وظيفة معينة لطائفة معينة، وبكل صراحة، فلنكف عن الاختباء وراء اصبعنا، توجد وظيفة لهذا المنصب تقدم طلبات وفق شروط محددة وتجرى امتحانات ويكون هناك ناجح وفاشل، بما يوفر علينا نحن، من جهة، ويغذي الادارة بدم جديد، من جهة اخرى. ولننته من هذه القصة التي عمرها ليس من عمر لبنان انما من عمر الاستقلال اللبناني، الذي لم نقدر خلاله ايجاد ادارة تشكل استمرارا في العمل".

سئل: في ما يتعلق بطاولة الحوار، هناك تباينات كبيرة بين الطرفين اليوم حول جدول اعمالها وتوسيع او عدم توسيع المشاركين فيه، وسمعنا النائب محمد رعد يقول ان الحوار بعد الانتخابات.

اجاب: "هذا الكلام غير دقيق، وانتم من جهة في ال"LBC" تسمعون كلمة من "حزب الله" فتعملون من الحبة قبة، والعكس بالعكس، وكذلك الامر اذا كان شخص من ال"nbn" او "المنار" فيزيد الامور. حقيقة الامر هي ان الحوار الوطني الذي بدأ في 2 آذار 2006 كان على جدول اعماله امور عديدة، كما قلنا في المرة الماضية، كلها تم التوافق عليها، لا بل الاجماع، وبقي امران: انتخاب فخامة رئيس الجمهورية للبنان، وكذلك موضوع الاستراتيجية الدفاعية".

اضاف: "ان موضوع رئيس الجمهورية استكمل بنتيجة المساعي التي قام بها اخواننا في قطر، كما تعلمون، وبقي موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وهو الاساسي الذي يجب ان يكون على طاولة الحوار والموضوع الاول. اما الامور الاخرى التي يقترحها أي شخص ويتم التوافق عليها فما المانع من ان تتم مناقشتها؟ اريد ان أعطي مثالا حيث زارني وزير سابق "كان حينها رجل في الفلاحة ورجل في البور" الوزير أزعور، كان وزيرا، ولم تكن الحكومة قد نالت الثقة، وقد تمنى علي، في حال لم يطرح احد الموضوع الاقتصادي على طاولة الحوار أن اطلب أنا ان يطرح. وأنا هنا اود ان اطمئن انه عندما نطرح الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان ولرد الاعتداءات الاسرائيلية فسيجري التطرق، بطبيعة الحال، الى هذا الموضوع والى امور كثيرة جدا لا بد للبنانيين ان يتفقوا عليها، وعلى رأسها ماهية الدولة التي ستتولى هذا الدفاع وماهية الاقتصاد وماهية الدفاع والجيش وما يحتاجه من معدات، سنصل غدا الى كل هذه الامور، الآن نتقاتل على جلد الدب قبل ان نسلخه. علينا ان نطول بالنا قليلا".

سئل: هل تؤيد تحديد صلاحيات نائب رئيس الحكومة على غرار نائب رئيس مجلس النواب، خصوصا في ضوء ما يقال عن اختزال الرئيس السنيورة لصلاحيات نائبه؟

أجاب: "وهل أنا حددت صلاحيات نائب رئيس الحكومة؟"

سئل: هل تؤيد تحديد صلاحياته؟

اجاب: "في الحقيقة ان الامور ليست قصة مكان او غير مكان، بل تكمن في الثقة بالعمل طالما انه ليس هناك من نصوص واضحة، قديما كنت وزير دولة في حكومة برئاسة الرئيس عمر كرامي، واستقلت في عهد الرئيس الياس هراوي لانه ليس لمجلس الوزراء نظام داخلي، وقلت آنذاك انه لا يوجد جمعية لمكفوفين ليس لها نظام داخلي، فكيف اذا كانت جمعية "مفتحين" مثل مجلس الوزراء. المطلوب ان يكون هناك نظام داخلي، وعندئذ كل شخص يعمل بحسب الاصول، هناك نظام داخلي في مجلس النواب نعمل على اساسه ولا يحصل أي اشكال".

سئل: هناك من اعترض على ان رئيس الحكومة تخطى صلاحيات بعض الوزراء؟

اجاب: "هذا امر، وحتى لا يتدخل الرئيس السنيورة في شؤون المجلس النيابي فأنا لا اتدخل في عمله الداخلي".

سئل: هل ناقشت مع فخامة الرئيس نتائج زيارته لدمشق وهي المرة الاولى التي تلتقيه فيها بعدها؟

اجاب: "لا شك في ان بداية الحديث كانت حول هذه الزيارة الناجحة والناجعة التي ترسم للمستقبل آفاقا جديدة نأمل فيها الخير للبنان ولسوريا".

سئل: كيف قرأتم ورقة التفاهم بين "حزب الله" وبعض التيارات السلفية؟

اجاب: "كنت أتمنى الا تتم محاسبة الورقة على اساس من وقع ومن لم يوقع. المؤلم ان احدا لم يتحدث عن المضمون، هل يعقل الا يكون لبناني مع لبناني، او مسلم مع مسلم. وان يأتي أي انسان من لبنان او من خارجه ويقول اطلب منك الا تقتلني ولا اقتلك والا تكفرني ولا اكفرك، ونقول له لا؟ ان التعصب هو ابعد ما يكون عن الدين والتدين".

الوزير نجار

وكان رئيس الجمهورية استقبل وزير العدل الدكتور ابراهيم نجار واطلع منه على شؤون وزارته.

النائب فرحات

والتقى كذلك النائب عبدالله فرحات وعرض معه التطورات.

مهرجانات زوق مكايل

واستقبل الرئيس سليمان، بعد ذلك، وفد لجنة مهرجانات زوق مكايل الدولية برئاسة السيدة زلفا هراوي بويز، ووجه الوفد دعوة الى رئيس الجمهورية لحضور افتتاح المهرجانات في 29 الحالي. ونوه الرئيس سليمان بنشاط اللجنة وأثنى على جهودها.

 

الرئيس السنيورة زار بغداد على رأس وفد وزاري وعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيره العراقي:

العراق سيعطي لبنان معاملة تفضيلية في أسعار النفط وفريقا عمل في بيروت وبغداد للتحضير لاتفاقات ثنائية

المالكي: نسعى الى ان يكون لبنان ومؤسساته ومستثمروه

شركاءنا في الإعمار والبناء والاقتصاد وربط الازدواج الضريبي

رئيس الوزراء التقى نائبي الرئيس وبطريرك الكاثوليك والحكيم

وطنية - بغداد - 20/8/2008 (سياسة) عقد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيره العراقي نوري المالكي، عقب المحادثات التي أجراها الطرفان في العاصمة العراقية بغداد التي يزورها الرئيس السنيورة على رأس وفد وزاري.

واستهل المؤتمر بكلمة للمالكي الذي قال: "أرحب بداية برئيس وزراء الجمهورية اللبنانية الشقيقة والوزراء أعضاء الوفد، نرحب بهم في بغداد أجمل ترحيب ونشير إلى أهمية هذه الزيارة وما تحمل في طياتها من معاني كبيرة في مقدمتها الرغبة الصادقة للبلدين في إقامة أفضل العلاقات وأمتنها، إضافة إلى أن هذه الزيارة تعبر عن عودة الأوضاع الطبيعية إلى العراق الذي ينطلق بعدما لملم أطراف الأزمة التي كادت أن تعصف به واتجه نحو فتح آفاق العلاقة مع الأشقاء والأصدقاء على أسس جديدة لم يكن العراق يعهدها في النظام الديكتاتوري السابق، تقوم على أساس التواصل والتعاون والبحث عن المشتركات، وهي كبيرة بيننا وبين الجمهورية اللبنانية. كان حديثنا مع الرئيس السنيورة قد تركز على أمور جوهرية وأساسية في مقدمها تمتين هذه العلاقة بين البلدين والشعبين اللذين يرتبطان بأواصر ووشائج العلاقة التاريخية، وكيفية تنمية هذه العلاقة بمختلف المجالات التي تنعكس قطعا بالفائدة على كلا الشعبين والبلدين. كما كان الحديث منصبا في إطار تثبيت هذه العلاقة برفع مستوى التمثيل الديبلوماسي وعودة السفير اللبناني، وهنا أشير وأشيد بدور القائم بالأعمال اللبناني الحالي هزاع شريف الذي لم يغادر العراق وظل يرفع علم لبنان طوال السنوات التي مرت، ومرت بها أزمات كثيرة. كما كانت الأجواء التي يمر بها العراق والانفتاح والتوجه نحو العملية الاقتصادية والإعمار والخدمات فرصة للحديث بين البلدين لتمتين أواصر العلاقة المشتركة بين بلدينا لكي يكون لبنان والمؤسسات اللبنانية والمستثمر اللبناني شريكا لنا في عملية الإعمار والبناء والاقتصاد والتجارة وكيفية ربط الازدواج الضريبي بين البلدين. كل هذه من الأمور التي تتيح مجالا كبيرا للافادة من الخبرة اللبنانية في إعادة الإعمار لأن لبنان مر أيضا بما مر به العراق من أزمات وتخريب، لكن الخبرة واليد اللبنانية استطاعت أن تنهض وتستمر في عملية النهوض، كلما تعرض لبنان إلى عدوان كلما اشتدت الأيادي والكفاءات اللبنانية في الإعمار. نحن في عملية نهوض شامل وإعمار شاملة لكل البنى التحتية والمؤسسات وتطوير لكل الاقتصاد، لذلك نرحب بأشقائنا من لبنان والشركات اللبنانية والمستثمرين في بيئة محمية استثماريا تغطيها قوانين مشجعة ومسهلة للعملية الاستثمارية. كما كان هناك حديث حول التبادل التجاري وعلى مستوى النفط والتعاون في موضوع الصناعة النفطية وتصدير النفط وتزويد لبنان الشقيق بالنفط العراقي وفق اتفاقيات، ويكون للوزراء المعنيين في مخلف المجالات دور هام لأننا اتفقنا على تشكيل خلية في لبنان وأخرى في العراق من أجل وضع اللمسات لاتفاقيات توقع قريبا إن شاء الله يبن البلدين في مختلف المجالات وهي ستضع اللمسات النهائية لكيفية التكامل والتعاون والتواصل وتحقيق المصالح المشتركة، إضافة إلى تمتين العلاقات. كما اتفقنا على أن يكون لنا دور مشترك في قضية تنمية أواصر العلاقات وإصلاح العطب الذي حصل في العلاقات العربية العربية بين الأقطار التي نشترك معها في هم مشترك. ولبنان معروف أنه صاحب دور تاريخي في هذا المجال. لذلك، ومن أجل أن تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والعلاقات الطيبة، لا بد أن نتعاون في هذا المجال كل من جانبه في إيجاد فرص أفضل لعلاقات أطيب بين مختلف قوى المنطقة لتكون أكثر استقرارا وأمنا. مرة أخرى أرحب بهذه الزيارة التي أعتبرها زيارة مهمة وتحمل أكثر من رسالة إيجابية".

الرئيس السنيورة

أما الرئيس السنيورة، فقال: "بداية، أود أن أقول إنني أحمل إلى الشعب العراقي ودولة الرئيس والحكومة العراقية وإلى سيادة الرئيس الذي نفتقده لأنه ما زال خارج العراق، وسنحاول أن نطمئن اليه بعد قليل هاتفيا، أحمل إليهم تحيات الشعب اللبناني وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى الشعب العراقي وتمنياته لهذا الشعب الكبير بكل الأمل والتوفيق، إن شاء الله، بمستقبل زاهر في الفترة المقبلة. لقد كانت فرصة طيبة لأن نكون والوفد المرافق اليوم في العراق، وكانت مناسبة لأن نلتقي ونبحث في كثير من الأمور التي استفاض الرئيس المالكي في الحديث عنها بما يؤدي إلى تجذير العلاقات العربية- العربية واللبنانية- العراقية بما ينفع البلدين وما ينفع دولنا وشعوبنا العربية.

وقد تطرقنا إلى كثير من المسائل التي تعني الترجمة الحقيقية لما فيه المصالح المشتركة بين البلدين انطلاقا من تلك المصالح التاريخية والعلاقات المهمة والأساسية والتي كانت تربط بين العراق ولبنان والتي تعرضت لتقلص بسبب الظروف التي مر بها البلدان، والكل يعلم مدى ما عاناه البلدان مدى الأعوام والعقود الماضية من ظروف صعبة. نحن، كما قال الرئيس المالكي، اتفقنا على آليات معينة لترجمة هذه الاتفاقات وهذا التعاون في كل المجالات، السياسية والعربية والدولية وأيضا في ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتعاون على أكثر من صعيد، التجاري والاستثماري والنفطي والاستثمارات في الحقول النفطية وبكل المجالات التي نرى فيها مصلحة حقيقية للبلدين والتي سيصار إلى ترجمتها مدى الأسابيع القليلة المقبلة، إن شاء الله، إلى خطوات عملية محددة في ما يختص بكل بند من هذه البنود بما يؤدي إلى زيادة العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين. فكل أمر، أكان في الحقل الصناعي أم المالي أم النفطي أم الزراعي أم في الاستثمارات، سيكون هناك نشاط في هذا الشأن ليترجم هذه الرغبة والنية التي يرتقبها المواطنون في بلدينا، كما ترتقبها الحكومتان لما فيه مصلحة البلدين".

حوار

سئل الرئيس السنيورة: كيف وجدتم الوضع الأمني في العراق على أرض الواقع وماذا تقولون للمستثمرين اللبنانيين في هذا الشأن؟

أجاب: "أنا لن أطلق كلاما، بل سأقول أننا اتفقنا مع الرئيس المالكي أن نباشر منذ صباح غد بورشة عمل من أجل ترجمة ما تحدثنا عنه إلى أعمال، وهذا لا يكون إلا منطلقا من زاوية إيماننا بأن هناك مصلحة مشتركة. لقد قلت للرئيس المالكي ان لبنان والعراق هما كواحد زائد واحد يساوي ثلاثة، الثالثة هي النتائج التي يمكن أن تتأتى لمصلحة البلدين والشعبين، وهذا ناتج من إيماننا أن هناك فعليا فرصا ومستقبلا وعلينا مسؤولية أن نمهد الطريق الحقيقي الموصل إلى مصلحة الشعبين الشقيقين".

سئل الرئيس السنيورة: تحدثتم عن الفرص الاقتصادية فماذا عن الفرص السياسية والعلاقات العربية العربية؟

أجاب: "لا شك أن هذا الأمر أيضا هو هم لدى كلينا في العمل من أجل توطيد أواصر التعاون بين جميع الدول العربية وفي ذلك مصلحة لنا، نحن مقبلون على تحديات كبرى في المستقبل القريب والمتوسط في كل منطقتنا العربية ولا يمكن أن نواجهه أو نتعامل معه أو نقاربه إلا من خلال مزيد من العمل العربي المشترك الذي يؤدي إلى ربط المصالح وبالتالي لا يمكن التعامل مع هذه التحديات السياسية والاقتصادية الجارية في العالم إلا من خلال مزيد من التعاون بين البلدين. وأنا لمست من الرئيس المالكي الإحساس والتقدير نفسه لهذه التحديات والرغبة في التعاون من أجل مواجهتها المستقبلية".

سئل: أحد الملفات التي تحملونها معكم هو الملف النفطي، فهل من خطوط عريضة للاتفاق على هذا الصعيد ولا سيما بالنسبة للأسعار والتسعير؟

أجاب: "هذا الموضوع تطرقنا له أيضا ولمست من الرئيس المالكي استعدادا حقيقيا لإعطاء لبنان معاملة تفضيلية ودرس كل التفاصيل حول إمكان تعاون لبنان مع العراق في مجال النفط. ولذلك أنا مطمئن الى هذا التوجه الحقيقي لدى الحكومة العراقية والرئيس المالكي للتعاون مع لبنان في هذا الشأن".

سئل الرئيس المالكي: إذا كنتم ستعطون لبنان أسعار تفضيلية في النفط فما سيكون المقابل لذلك من الجانب اللبناني؟

أجاب: "في الحقيقة، إن عملية تبادل المنفعة والمصالح المشتركة هي حزمة واحدة تترجم من خلال اتفاقات عدة في مجال النفط والتسهيلات التي تقدم وتمنح في مجالات الاستثمار والمجالات الأخرى التجارية والازدواج الضريبي إلى غير ذلك من الأمور. المصلحة لا تتوقف على مرفق واحد من مرافق العملية الاقتصادية، وهو النفط، إنما هي عملية تكاملية ينظر إليها على أنها كل متماسك مكون لمنفعة حقيقية، فلن يكون النفع للعراق على حساب لبنان ولا النفع للبنان على حساب العراق، إنما هي مصلحة مشتركة متبادلة بين البلدين".

سئل الرئيس السنيورة: ما هي الرسالة التي توجهونها إلى القادة العرب بعد زيارتكم للعراق؟

أجاب: "الحقيقة أن الرسالة التي أود استخلاصها هي أن بلدننا العربية مرت بمحن وتجارب وتحديات كبرى خلال العقود الماضية وعلينا أن نستخلص منها العبر والدروس، ولكن علينا أيضا أن ننظر إلى المستقبل، لا نبقى مشدودين إلى الماضي إلا بمقدار ما نستخلصه من دروس منه، وأن ندرك أنه ليس في إمكان أي بلد منفرد منا أن يواجه هذه المقادير الكبيرة من التحديات التي تواجه منطقتنا إلا من خلال التعاون في ما بيننا وتأكيد التعاون وربط المصالح في ما بين هذه الدول. أعتقد أن هذا أهم درس يمكن أن نستخلصها من الماضي هو تأكيد وحدة بلداننا والارتفاع فوق التوترات الصغيرة والخلافات والتباينات الموجودة في مجتمعاتنا وأن نؤكد ما يجمع بين أبناء الشعب الواحد وشعوبنا العربية أيضا. هناك الكثير الكثير الذي يجمعنا ويجب أن نتخطى الإشكالات التي تولدت لدينا بسبب أحيانا الدور الذي لعبه المستعمر وأحيانا بعض الأنظمة أو الأشخاص، وأيضا إسرائيل التي كانت محور الإشكال الذي أصاب عالمنا العربي وأمتنا في الكثير من المصائب والشرور. أعتقد أن كل ذلك يجب أن يشكل بالنسبة لنا دروسا هامة علينا أن نستفيد منها لا أن نقع في المشاكل نفسها التي وقعنا بها في الماضي".

سئل الرئيس السنيورة: هل تنصح القادة العرب بزيارة العراق؟

أجاب: نعم، طبيعي وأنا أعتقد بضرورة عودة العراق إلى العرب وعودة العرب إلى العراق هو هدف أساسي يجب أن نعمل جميعا من أجله.

سئل الرئيس السنيورة: بعد الاعتداء الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، كان العراق أول دولة قدمت المساعدات المالية النقدية إلى لبنان، لكن البيان الذي تلوتموه حينها خلا من ذكر العراق أو توجيه الشكر اليه، ألا تعتقد أن العراق مدين لك بالاعتذار اليوم؟

أجاب: "أولا أنا لا أذكر أنني يوما لم أذكر العراق في هذا الأمر وكل المنشورات التي صدرت في هذا الإطار عن الحكومة اللبنانية تبين ذلك، وأنا أتمنى أن تدخل على صفحة الإنترنت وتجد ما هو مذكور في شأن الاعتراف بالدور الذي قامت به العراق ومساهمته التي حولناها حرفيا من أجل تبني العراق لعدد من القرى التي دمرها العدوان الإسرائيلي، هذه المساهمة حولت من أجل أن تبقى مساهمة العراق ظاهرة أمام كل اللبنانيين بأنه تبنى عددا من القرى لإعادة بنائها".

ورد الرئيس المالكي قائلا: "هذا يعني أن الحكومة اللبنانية أعطت خصوصية للمساعدة العراقية".

ثم قال الرئيس السنيورة: "نحن دائما شاكرون الدولة العراقية، والحقيقة أن إحدى وسائل الإعلام ذكرت هذا الأمر وهو لم يكن صحيحا، وقد قلت مرة اني تأثرت بكل من أسهم في الوقوف إلى جانب لبنان، وهناك دول قدمت مبالغ طائلة، وهنا أذكر المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر، لكني تأثرت بمبادرتين، المبادرة التي تقدم بها العراق عندما كان العراق يمر بظروف شديدة الصعوبة، والمبادرة الثانية عندما اتصل بي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليقول لي: "عنا مائتي طن طحين سوف نعطيكم مائة طن".

بطريرك الكنيسة الكاثوليكية

بعد ذلك، التقى الرئيس السنيورة في مقر القصر الرئاسي بطريرك الكنسية الكاثوليكية في العراق والعالم الكاردينال عمانوئيل دلي الثالث، في حضور الرئيس المالكي والوفد الوزاري اللبناني.

غداء

ثم لبى الرئيس السنيورة دعوة الى مأدبة غداء على شرفه والوفد المرافق أقامها الرئيس المالكي في مقر القصر الرئاسي، في حضور الوزراء العراقيين وعدد من المعنيين والمستشارين.

عبد المهدي

ثم انتقل الرئيس السنيورة والوفد المرافق للقاء النائب الأول لرئيس الجمهورية العراقي الدكتور عادل عبد المهدي الذي بحث معه في نتائج الاجتماع مع نظيره العراقي، وكان تطرق لكل الشؤون التي تهم البلدين. وقد اعتبر عبد المهدي أن زيارة الرئيس السنيورة والوفد المرافق هي بالنسبة الى العراقيين زيارة تاريخية ينبغي أن تعيد ما انقطع من علاقات بين البلدين بسبب الأحداث والظروف التي مرت. وشدد نائب الرئيس العراقي على "ضرورة أن يكون في لبنان وللقطاع الخاص فيه دور كبير في إعادة إعمار العراق والظروف متاحة والنيات صافية".

الهاشمي

ثم انتقل الرئيس السنيورة والوفد المرافق للقاء النائب الثاني لرئيس الجمهورية العراقي الدكتور طارق الهاشمي في مكتبه، وجرى بحث المواضيع نفسها.

الحكيم

بعد ذلك، التقى رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عبد العزيز الحكيم، وكان بحث في شؤون المسلمين والأوضاع في لبنان والعراق.

 

اعتداء على سيارة الصحافي فيصل عبد الساتر

وطنية-20/8/2008(امن) تقدم مدير العلاقات العامة بقناة العالم الفضائية الزميل فيصل عبد الساتر بشكوى في مخفر الروشة، مدعيا فيها على مجهول، بعد ان قام مجهولون بالتعدي على سيارته مساء امس، اثناء ركنها في محلة فردان، خلف سيار الدرك، واحدثوا تخريبا في هيكلها الخارجي وتمزيقا في اطاراتها.

 

الوزير عون التقى نائب رئيس الحكومة والقائم بالاعمال الاميركي

وطنية - 20/8/2008 (سياسة) استقبل وزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون، في مكتبه في الوزارة القائم بأعمال السفارة الاميركية وليم غرانت، على رأس وفد من السفارة، وجرى البحث في مشاريع تهم الوزارة. واوضح الوزير عون على الاثر، ان "الزيارة هي للتعارف وكانت مناسبة اطلع فيها القائم بالاعمال الاميركي على المشاريع الموجودة في الوزارة وابدى استعداد بلاده للمساعدة في البعض منها، لا سيما مساعدة المراكز الطبية والاجتماعية التابعة للوزارة في كل المناطق اللبنانية، واجراء دراسة في هذا الشأن للتعرف على الامكانات المتوافرة لتعزيز هذه المراكز". واشار الى ان الوفد ابدى اهتماما "بمساعدة برنامج الطفولة والانحراف".

ثم استقبل الوزير عون نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابوجمرة.

 

شمعون جال في المناطق في ذكرى تأسيس حزب "الوطنيين الاحرار": المعركة الانتخابية المقبلة بين علمين وعالمين وسنشارك بقوة

وطنية - 20/8/2008 (سياسة) يتابع رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون جولاته على مختلف المناطق، ضمن النشاط الحزبي وبمناسبة قرب الذكرى ال50 لتأسيس الحزب، فزار أمس بلدة كفرشيما - قضاء بعبدا، حيث عقد لقاء حاشد في فرع الحزب، في حضور الأمين العام الدكتور الياس أبو عاصي ومفوض بعبدا سهيل طعمه ورئيس الفرع مارون بربور، بالإضافة إلى رئيس بلدية كفرشيما طوني راضي والمختارين جوزف بربور وايلي وهبه.

استهل اللقاء بقصيدة ألقاها أحد المحازبين مرحبا بالحضور ومذكرا بأن "فيالق الحزب كانت تنطلق من كفرشيما للذود عن لبنان". ثم كلمة لطعمه، رحب فيها بشمعون، معددا ومذكرا "بنضال الحزب في قضاء بعبدا، والتزام المحازبين بالخط الحزبي الذي أرساه الرئيس المؤسس كميل شمعون".

أما الدكتور أبو عاصي فقال:"ان كفرشيما هي بلدة الصمود بعد كل المعارك التي خاضتها ابان الأحداث، أما اليوم فإننا مقبلون على معركة انتخابية، وكما أن كفرشيما لم تحبط بالحرب فإنها لن تحبط في هذه المعركة، لأن التنظيم والثقة بالنفس هي من سمات الوطنيين الأحرار وهذه البلدة"، واصفا "المعركة الانتخابية بأنها بين علمين وعالمين".

ختاما كانت كلمة شمعون عبر فيها عن "محبته الخاصة لكفرشيما ولبيت الفرع الذي له ذكريات كثيرة، كما أن هذا الفرع كان مثالا أعلى في معركة الدفاع عن المنطقة"، طالبا من المحازبين أن "يكونوا على استعداد للمعركة الانتخابية المقبلة لأن الحزب سيشارك فيها بقوة هذه المرة خلافا لأيام الوصاية، إذ أن الخط السياسي الذي أرساه الرئيس شمعون، هذا الخط الذي لم يحد عنه الحزب في يوم من الأيام يجب أن يكون حاضرا في المجلس النيابي". وأشاد بالقاعدة الحزبية التي "صمدت رغم كل العواصف والإغراءات التي تعرضت لها". وقال: "ان أبواب الحزب مفتوحة للجميع خصوصا الذين هم من أهل البيت".

 

أولمرت يتوعد لبنان في حال تحول إلى «دولة لحزب الله» ...

سليمان يجري إتصالات لتعيين قائد للجيش وعدم ربطه بملء الشواغر الأمنية الأخرى

بيروت -الحياة - 20/08/08//

قالت مصادر رسمية لبنانية لـ «الحياة» إن اتصالات ستجرى خلال اليومين المقبلين من أجل التوصل الى توافق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وسائر القوى السياسية الرئيسة في الحكومة على اسم قائد الجيش الجديد، فإذا تم هذا التوافق يجري تعيينه في جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها غداً الخميس، من خارج جدول الأعمال. وذكرت المصادر نفسها ان الرئيس سليمان يتولى إجراء الاتصالات في هذا الصدد من دون ربط تعيين قائد للجيش بأي تعيينات في المواقع الامنية الاخرى، باعتبار ان ملء المقعد الشاغر في القيادة العسكرية بانتخاب سليمان رئيساً للجمهورية يعتبر من الأولويات في ظل الوضع الأمني في البلاد والمهمات الملقاة على عاتق الجيش لحفظ الاستقرار. وأشارت الى ان الانتهاء من تعيين قائد الجيش الذي يخضع لغربلة الأسماء التي للأطراف السياسية مواقف متباينة منها حتى الآن، سيطلق البحث في التعيينات الأخرى والشواغر في بعض مناصب الفئة الأولى. وزار رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط رئيس المجلس النيابي نبيه بري، واعلن بعد اللقاء ان البحث تناول التعيينات والتهدئة.

وهدد رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت امس بان اسرائيل ستتحرك من دون اي قيود عسكرية في حال تحول لبنان الى «دولة لحزب الله». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن بيان صادر عن مكتب اولمرت: «خلال حرب لبنان كنا نملك امكانات اكثر قوة بكثير مما استخدمنا، لاننا كنا نحارب منظمة ارهابية وليس دولة. اما في حال تحول لبنان الى دولة لحزب الله فلن نفرض على انفسنا اية قيود».

على صعيد آخر، أكد السفير السعودي في لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة مجدداً تأييد بلاده لكل ما يتفق عليه اللبنانيون للنهوض بالبلد وإعادة الاستقرار اليه. ورد على سؤال لموقع «ناو ليبانون» الالكتروني حول الحملات على المملكة قائلاً: «لم نعتد الرد على أحد. ان بعض الناس من الذين يبحثون عن دور لهم وعن اسم وشهرة إعلامية يحاول التسلق بهذه الطريقة. حاولت جهات كثيرة من قبل ان تتطاول على المملكة فذهبوا كلهم وبقيت المملكة».ة ورحب بـ «أي علاقة قوية بين بلدين عربيين وخصوصاً بين سورية ولبنان كبلدين شقيقين جارين قريبين من بعضهما، معتبراً الاستقرار بين اللبنانيين في صالح المملكة»، مؤكداً في مجال آخر عدم انقطاع الاتصالات بين «حزب الله» والمملكة العربية السعودية قائلاً: «نحن على اتصال دائم مع «حزب الله» كما اننا على اتصال مع جميع الجهات في لبنان».

من جهة ثانية، أدت التفاعلات التي حصلت حول توقيع جمعيات سلفية سنية وثيقة تفاهم مع «حزب الله»، واعتراض جهات سلفية أخرى عليها الى إعلان تجميد الوثيقة من الجمعيات السلفية التي وقّعت عليها، وعقد الداعية حسن الشهال الذي مثل بعض السلفيين في الوثيقة مؤتمراً صحافياً في طرابلس بعد ظهر أمس، بالاشتراك مع الداعية داعي الإسلام الشهال الذي اعترض على الوثيقة، أذاع فيها الأول بياناً عن «توافق كبار الاخوة في التيار السلفي» على توقف الحملات والسجالات الإعلامية بين أصحاب الوثيقة ومخالفيهم لجمع الصف ولم الشمل للطائفة السنّية».

التوتر العالي» يوحد القوى المسيحية

بيروت- الحياة  - 20/08/08//

واصل أهالي عين سعادة - المنصورية - بيت مري (المتن) حركة احتجاج لليوم الرابع على التوالي، أمام مقر الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في عين سعادة، احتجاجاً على مرور خطوط التوتر العالي فوق الأماكن السكنية والتربوية، وذلك بمشاركة مختلف القوى السياسية المسيحية. وكان بين المشاركين النائب غسان مخيبر، النائب ابراهيم كنعان، ممثل حزب الكتائب سامي الجميل، عضو مجلس قيادة «القوات اللبنانية» إدي أبي اللمع، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب مروان ثابت، الأب ايلي غزال، وعدد من ممثلي مدارس الحكمة والمون لاسال والأهالي في المنطقة. وأكد الأهالي تأثير مرور خطوط التوتر العالي فوق الأماكن السكنية والتربوية صحياً واقتصادياً وبيئياً، خصوصاً تعرض السكان من جرائها الى أمراض سرطانية وغيرها، وطالبوا بإعادة الخط الى وضعه السابق أو تمديد خطوط التوتر العالي تحت الأرض. وقال مخيبر: «نحن مع الأهالي وسنستمر جنباً الى جنب للوصول الى الحل الذي يرضيهم». وقال كنعان: «سنبدأ مع زملائي النواب والفعاليات والأهالي بأخذ المواعيد مع المسؤولين للوصول الى الحلول التي ترضي الجميع». وطالب أبي اللمع وزارة الطاقة بأن تأخذ في الاعتبار «وتساعدنا على ايجاد الحلول»، واعتبر الجميل «ان الدولة لا تزال عوجاء، إذ انها تهتم بمشاريع تضر بصحة الناس».

 

لماذا سقطت وثيقة التفاهم؟

سمير منصور

الرهان الأساسي يبقى على الحوار الوطني ونتائجه

لماذا سقطت "وثيقة التفاهم" الجديدة فور توقيعها؟

ليس في استطاعة اي كان ان يعارض مشروع تفاهم بين طرفين مختلفين، الا اذا كان متضرراً من حصول هذا التفاهم. هذا في المبدأ. ولكن اي تفاهم، يفترض ان يكون مبنياً على اسس متينة، والا يكون "فرعياً" او جزئياً، بمعنى التفاهم مع جزء من فريق لا مع الكل، ضماناً لنجاجه، وقطعاً للطريق على حديث عن "اختراقات" وما شابه. وهذا ما بدا واضحاً من خلال وثيقة التفاهم التي وقّعت ظهر الاثنين بين "حزب الله" واحدى الجمعيات السلفية، اذ لقيت فور اعلانها معارضة واسعة، ابرزها كان من داخل البيت "السلفي" عند الطرف الآخر المقابل في التوقيع مع "حزب الله".

وكان لافتاً وجيداً، ان معظم الذين انتقدوا الخطوة واعتبروها منقوصة وغير مكتملة، عبّروا في الوقت نفسه عن ترحيبهم بأي تقارب اسلامي – اسلامي، وبعبارة اوضح بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة، بعد محاولات متكررة ومضنية للزج بهم في مشروع فتنة لا يسلم منها احد، وكلها، لحسن الحظ، باءت بالفشل. والجميع يتحملون باشكال مختلفة، وان بنسب متفاوتة مسؤولية مباشرة عما آلت اليه الاوضاع على هذا الصعيد، ولا سيما من خلال حملات الشحن والتعبئة والتحريض، بهدف خلق عصبيات عند هذا الطرف او ذاك، لتأمين التفاف حولهم، لغايات ومآرب سياسية واضحة.

وكان من الطبيعي، من خلال اعلان التفاهم اليتيم، استذكار التفاهم الشهير بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وقد جاء بعد تحضير واف، وكان الى حد ما متكافئاً اقله على المستويين السياسي والنيابي. ولكن احدى ابرز نقاط ضعفه، انه بقي ثنائياً ولم يتعد حدود طرفيه.

وكان مستغرباً ان احدهما رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون، كان من حيث يدري او لا يدري اول المتصدّين للتفاهم الجديد. اذ رحب بأي تفاهم "حتى بين الملائكة والشياطين" وفق تعبيره!. ولئن يكن التفاهم مضموناً بين طرفين قويين وواسعي التمثيل السياسي والشعبي، فإن "حزب الله" لم يكن موفقاً في اختيار الشريك في التفاهم الجديد. وخير دليل انه سقط فور توقيعه. وهذا الواقع لا يقلل على الاطلاق اهمية المحاولة ولا سيما من الطرف الاضعف فيها، اي جمعية "وقف التراث الاسلامي" السلفية، كما لا يقلل اهمية الهدف الذي كانت المحاولة من اجله، ويفترض ان يكون سامياً، وهو احباط محاولات زرع الفتنة بين المسلمين السنة والشيعة. ولكن هذه الجمعية، رغم انتمائها الى جماعة لها حضورها القوي من "السلفيين"، لم تضمن موافقة غيرها على التفاهم، بمن في ذلك تلك الجماعة. وللمناسبة فإن المقصود بالحركات السلفية، الاقتداء بالاسلاف الصالحين.

واذا كان من الطبيعي راهناً ان يتبادر الى الاذهان ان تفاهماً جدياً ينبغي ان يبدأ بلقاء بين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ورئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، فان من الانصاف التذكير بأن المعارضة و"حزب الله" تحديداً، كانت مقصّرة حيال شخصيات لها حضورها، سواء من حلفائها المباشرين او ممن هم اقرب اليها من الاكثرية النيابية وقوى 14 آذار. وقد استاء بعض هذه الشخصيات من تجاهله في محطات كثيرة مهمة، وأول هؤلاء كان رئيس "اللقاء الوطني" المعارض الرئيس عمر كرامي، نتيجة تغييبه مع من يمثل في اللقاء، عن لقاءات مفصلية لأركان المعارضة خارج الاعلام، مما ادى الى تجميد اجتماعات اللقاء"، وان لم يعلن الامر، بل كان كرامي يعزوه الى اسباب امنية وغيرها. وينطبق هذا الواقع من التجاهل والعتب في حالات اخرى على الرئيس سليم الحص و"منبر الوحدة الوطنية" وعلى آخرين مستقلين كالرئيس نجيب ميقاتي، وقد احرجت المعارضة حلفاءها واصدقاءها في محطات كثيرة كان أسوأها حوادث ايار الماضي في بيروت وما رافقها من ممارسات سيئة وما خلفت من جرح عميق، من المكابرة تجاهله وعدم معالجته، ويفترض ان يعالج، ولا بأس اذا كانت البداية بتوجيه التحية من السيد حسن نصرالله، وان جاءت في سياق العموميات اذ "اخذت في طريقها" سائر المناطق اللبنانية ساحلاً وجبلاً وبقاعاً، وبدت رداً على تحية وليد جنبلاط وتجاوبا مع دعوة منه، اكثر مما كانت بداية معالجة جذرية لتداعيات حوادث ايار الدامية. ولا بد من بداية جدية، ويدرك الجميع ان "السيّد" هو الاساس في مثل هذه البداية.

ويدرك الجميع كذلك الفارق الشاسع – ولا مجال فيه للمقارنة في النتائج – لو كان العناق بالاحضان الذي كان بين ممثلين عن "حزب الله" وجمعية "وقف التراث الاسلامي"، كان مثلا بينه وبين سعد الحريري او وليد جنبلاط او الرئيس فؤاد السنيورة او أي ركن اساسي في الاكثرية، والانعكاسات الايجابية الواسعة النطاق التي كان يمكن أن تخلفها صورة من هذا النوع. هذا هو الواقع، شئنا أم أبينا!. ومهما يكن الامر، ومع تأكيد اهمية كل خطوة نحو تفاهم بين طرفين مختلفين في لبنان، فان التفاهم الحقيقي والأهم يكون في التوصل الى فهم مشترك لقيام الدولة بكل مؤسساتها والتي تشكل مظلة للجميع وتختصر كل "الدويلات" السياسية والطائفية والمذهبية على اختلافها. من هنا اهمية الحوار الموعود بدعوة من الرئيس ميشال سليمان في القصر الجمهوري. فعندما يتفاهم الجميع بصدق على قيام الدولة بكل ما للكلمة من معنى، تصبح التفاهمات الثنائية من باب "لزوم ما لا يلزم" شرط ان يكون الحوار جدياً وليس على طريقة من يبشرون سلفاً بانهم "آتون للخربطة"!

ولعل الصرخة المدوّية التي اطلقها الرئيس حسين الحسيني من خلال اعلان استقالته من مجلس النواب، كانت احتجاجا على غياب مشروع حقيقي لقيام الدولة والمؤسسات، وعلى تراجع الخطاب السياسي وترهله، وقد بدا ذلك جليا من خلال مستوى بعض السجالات التي رافقت مناقشة البيان الوزاري... وفي النهاية لا بديل في اي مشروع حل جدي، من مظلة الدولة لحماية الوطن ووحدته، والمواطن وكرامته. 

 

الفخ المذهبي ساطع نور الدين

ساطع نور الدين

لانها خطوة ناقصة كانت محصلتها سلبية، ولن تساهم الا في تسليط المزيد من الضوء على الهوة السحيقة بين السنة والشيعة في لبنان، التي تمثل انعكاسا لحروب اهلية ضارية تدور في مختلف انحاء العالم الاسلامي، لا سيما العراق، بين اتباع المذهبين الاسلاميين الرئيسيين اللذين يكتشفان كل يوم اسبابا اضافية للفتنة.

وثيقة التفاهم التي جرى توقيعها بالامس، بين قوى سلفية سنية وبين قياديين من حزب الله الشيعي، كانت تعبر في المقام الاول عن قلق صحي متبادل ازاء مستقبل العلاقات المضطربة بين المذهبين التي تردت في اعقاب الهجوم على بيروت في ايار الماضي، وعن سعي جدي لتصحيحها ومنعها من الانحدار الى المواجهة الشاملة التي اقتربت منها اكثر من مرة على مدى السنوات الثلاث الماضية. لكن عنوان الوثيقة ومضمونها والتواقيع التي تحملها لم تكن تخدم هذا الهدف المعلن، ولا سيما أنها ارفقت بتحفظ واضح من الجانب السني الذي لا يمثل التيار الاكبر والاقوى عن اهل السنة، ومن الجانب الشيعي الذي اوحى بانه لا يوقع باسم حزب الله كله بل فقط باسم قياديين فيه، على نص يحتوي على خليط عجيب بين ما هو ديني وما هو سياسي، وعلى ادعاء غريب بانه ليس افتاء فقهيا كما ليس عملا انتخابيا.

ان يقدم حزب الله على مثل هذه الخطوة في اتجاه تلك الزاوية الضيقة من العالم الاصولي السني، يعني اولا انه يدرك عمق الهوة التي حفرت بين السنة والشيعة في لبنان، نتيجة سياسات وممارسات خاطئة، كما يوحي تاليا انه مستعد للذهاب الى ابعد حدود ممكنة، اي الى خبايا طرابلس بالذات ، من اجل ازالة الشوائب عن صورته كحزب مقاوم همه الاول هو الصراع مع اسرائيل واميركا، وتجنب الفتنة بين المسلمين مهما كان الثمن.

لكن اختيار تلك الجهة السلفية بالذات كان بمثابة فخ وقع فيه حزب الله، وادى الى استنفار عصبية سنية كان يفترض اختراقها، وهي سبق ان ثارت عندما اختار الحزب حلفاء من السنة يزايدون عليه في المقاومة والممانعة، وفي الحملة على مؤسستهم الدينية والسياسية... وهو ما ساهم، وللمرة الاولى، في بلورة الهوية الدينية والسياسية للطائفة السنية التي تشعر انها تتعرض في هذه الفترة لواحد من اخطر التهديدات لموقعها ودورها في التاريخ اللبناني الحديث.

اما النص نفسه فانه لم يكن يوحي ايضا بان الحزب مستعد لدفع الثمن من اجل تفادي الفتنة. لعل العكس هو الصحيح: من اهداف التفاهم الوقوف في وجه المشروع الاميركي الصهيوني، الذي كان ولا يزال من العناوين الرئيسية للصراع الداخلي، مثله مثل التحالف مع سوريا وايران... الذي كان له دوره ايضا في رسم خطوط الانقسام المذهبي الموجود في نفوس المسلمين السنة والشيعة قبل قيام الولايات المتحدة واسرائيل بقرون.

ذهب حزب الله بعيدا جدا عن العنوان السني الافضل للشيعة خاصة، ولبقية الطوائف اللبنانية عامة، لانه الاكثر استعدادا للتعامل مع الحزب بصفته السياسية وليس المذهبية... التي استحضرتها الوثيقة بالمجان.

 

عون لم «يهضمه» ... وهو لا يساهم في تنفيس الاحتقان المذهبي ...

تفاهم «حزب الله» وبعض السلفيين «اعلامي» ... ولن يبدّل في المشهد السياسي

بيروت - محمد شقير  الحياة  - 20/08/08//

يقول مراقبون للتحضيرات التي سبقت توقيع «حزب الله» مع بعض الجمعيات السلفية على ورقة تفاهم، ان المشهد السياسي في شمال لبنان عموماً وفي طرابلس خصوصاً لن يتبدل، وان ما توصل اليه الطرفان ما هو إلا «انجاز اعلامي» ينم عن رهان الحزب على تسجيل اختراق جديد ولو بحدود متواضعة للشارع السني الذي يدين بأكثريته بالولاء لرئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري الذي هو على اختلاف في الوقت الحاضر مع الحزب.

ويضيف المراقبون ان الحملات الإعلامية التي واكبت التوقيع على ورقة التفاهم جاءت أكبر بكثير من التوقيع نفسه كحدث سياسي، مستندين في تحليلهم على سعي الحزب الدائم لتسجيل اختراق في الساحة السنية يعتقد أنه من خلاله يمهد لإضعاف «تيار المستقبل» الذي كان رئيسه النائب الحريري أول من دعا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الى الحوار. ويتابع هؤلاء ان ورقة التفاهم بين بعض المجموعات السلفية والحزب تستند بالدرجة الأولى الى تبادل المنافع بغية التقليل من الدور الفاعل لـ «تيار المستقبل» في الساحة السنية، وصولاً الى تسطير رسالة للخارج بأن قوة الحريري أخذت تتداعى مع ان قيادات في هذه المجموعات السلفية كانت أول من ســارع الى الــتخفيف من الوطأة الــسياسية لــورقة التفاهم على الشارع الطرابلسي من خلال تجويف الورقة من مضمونها الــسياسي تحت عنوان تأكيدها ان مرجعيتها كانت وما زالت عند النائب الحريري وان لا تباين معه.

ويقول المراقبون ان ورقة التفاهم لن تمكن بعض المجموعات السلفية من أن تتمدد في الشارع الطرابلسي ما دامت قيادتها لا تتجرأ على القول انها على خلاف مع النائب الحريري، وبالتالي فهي اضطرت الى المجاهرة بهذه العلاقة لقطع الطريق على رد الفعل الطرابلسي من تطويقها في عقر دارها.

يضاف الى ذلك ان قوى المعارضة ليست على تناغم في النظرة الى ورقة التفاهم وهذا ما ظهر في الموقف الذي صدر عن رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون في نهاية اجتماع التكتل وفيه انه في المبدأ مع الحوار حتى لو كان التفاهم بين الملائكة والشياطين مع ان الوقت لم يسمح له بالإطلاع على المضمون السياسي لورقة التفاهم.

فالعماد عون وبعض النواب المنتمين الى التكتل كانوا السباقين في شن هجوم ضد المجموعات السلفية واتهام «تيار المستقبل» بتزويدها بالسلاح والمال في محاولة لتحميل الطرفين معاً مسؤولية مباشرة حيال الحوادث الأمنية التي اندلعت في الشمال والبقاع الأوسط.

ولم يكن في وسع العماد عون أن يكيل المدائح لورقة التفاهم انسجاماً مع موقفه المناوئ للمجموعات السلفية من جهة وتجنباً لرد فعل قاعدته الشعبية التي يبدو أنها رافضة لاستيعاب الأسباب السياسية التي أملت على الحزب التوصل الى تفاهم مع السلفيين بعدما تولى التحريض عليهم والتعبئة الشعبية ضدهم.

غير أن موقف عون من الورقة لن ينعكس سلباً على تفاهمه مع «حزب الله» في ضوء تقدير بعض القوى في المعارضة لأسباب بحث الحزب عن حلفاء جدد في الشارع السني بصرف النظر عن حجم حضورهم السياسي وفاعليتهم على الأرض.

وبكلام آخر، فإن الحزب أراد من ورقة التفاهم تسجيل موقف باتجاه النائب الحريري على انه قادر على تفكيك الجبهة الداعمة له، اضافة الى انه لم يكن مستاء من الضجة الإعلامية التي رافقت الإعلان عن الورقة لأنه في مطلق الأحوال لن يكون خاسراً قياساً على رد الفعل الطرابلسي في وجه بعض المجموعات السلفية التي لا تملك القدرة حتى الساعة على إثبات وجودها الفاعل في النسيج الشمالي وتحديداً الطرابلسي.

لذلك فإن ما حصل من جراء تداعيات ورقة التفاهم سيبقى محصوراً في المجال الإعلامي وان كان الحزب يطمح الى توظيفها باتجاه تبديد ما يقال عن تفاقم الاحتقان بين القوى الأساسية في الشارعين السني والشيعي وان أسباب المشكلة ليست مذهبية وانما سياسية بامتياز بسبب وجود مشروعين في البلد متعارضين ولا يلتقيان.

وعليه فإن الحزب هو صاحب المصلحة في التفاهم بخلاف بعض المجموعات السلفية التي ستجد نفسها محرجة في حال تصاعد الاختلاف بين الحزب و «تيار المستقبل» ولن يكون أمامها الوقوف على الحياد لا سيما ان هذه المجموعات ليست على موقف موحد من الورقة.

كما ان الورقة بحد ذاتها لا تلغي الأسباب السياسية الكامنة وراء تأزم العلاقة بين الحزب و «المستقبل» بمقدار ما انها يمكن أن تنتهي الى الاعلان عن موقف غير قابل للتنفيذ بسبب الخلل في ميزان القوى بين الحزب من ناحية وبين شريكه الآخر في التفاهم بسبب عدم وجود امتدادات له في جميع المناطق اللبنانية. وبالتالي فإنه يمتلك الصوت الذي يفتقر الى التأثير لتدعيم التفاهم وإعلاء شأنه.

وفي الختام يعتقد المراقبون ان الحزب تمكن من تحقيق انتصار اعلامي سيواجه صعوبة في ترجمته في خطوات ملموسة على رغم التأييد الذي سيلقاه التفاهم من قبل حلفاء «حزب الله» باستثناء العماد عون الذي يجد صعوبة في أن يهضمه بعد حملته على السلفيين، اضافة الى ان الورقة ستدفع باتجاه المزيد من التأزم السياسي الذي من غير الجائز الالتفاف عليه خصوصاً بين «المستقبل» و «حزب الله» الذي يدرك جيداً ان التفاهم الأوسع مع السنّة لن ينجز بالمفرق وانما بالجملة وتحديداً مع النائب الحريري

 

إعتراض على وثيقة حزب الله والسلفيين وبري يعتبر الإستراتيجية الدفاعية أولوية الحوار 

الأربعاء 20 أغسطس - وكالات

صعوبات أمام الحوار و"مهلة السماح" للحكومة اللبنانية إنتهت قبل أن تبدأ 

بيروت، وكالات: أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الأربعاء أن اولوية الحوار الوطني المرتقب لحل المسائل الخلافية هي الإستراتيجية الدفاعية التي سيتم في إطارها بحث قضية سلاح حزب الله التي ستؤدي حتما إلى بحث أمور أخرى. وقال بري للصحافيين اثر اجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان "الحوار الوطني الذي بدأ عام 2006 كان على جدول اعماله امور عديدة جرى الاجماع عليها باستثناء امرين: انتخاب رئيس الجمهورية والاستراتيجية الدفاعية". واضاف انه "تم انتخاب الرئيس وبقي موضوع الاستراتيجية الدفاعية الذي يجب ان يكون الموضوع الاساسي والاول على طاولة الحوار". وقال بري "اطمئن انه عندما نبحث في الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان سيجري التطرق الى امور كثيرة جدا وعلى رأسها ماهية الدولة والاقتصاد والدفاع والجيش".

وشكلت قضية من يشارك في الحوار والمواضيع التي سيشملها مؤخرا موضوع تجاذب بين قوى 14 اذار/مارس التي تمثلها الاكثرية النيابية وقوى 8 اذار (المعارضة السابقة) التي يشكل حزب الله ابرز مكوناتها. ففي 14 أب/اغسطس دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى توسيع المشاركة في الحوار السابق (2006) الذي ضم 14 شخصية تمثل الطرفان وجاء تلبية لمبادرة بري.

ودعا نصر الله في كلمة في ذكرى انتهاء الهجوم الاسرائيلي على لبنان صيف 2006 الى ان تؤخذ في الاعتبار "الدعوات المحقة التي تصدر من عدد من القوى السياسية الى وجوب تمثيل قوى رئيسية وأساسية في هذا الحوار الوطني المصيري وهذه دعوات محقة". وطالب حينها "بمناقشة امور مصيرية لا تقل اهمية عن الاستراتيجية الدفاعية وفي مقدمها أمران: استراتيجية وطنية لإعادة بناء الدولة العادلة القوية المطمئنة للجميع، واستراتيجية وطنية لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي والمعيشي". من جهته، قال سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ان المطالبة بتوسيع المشاركة "محاولة للالتفاف على الحوار ووضع عصي في دواليب دعوة سليمان (ميشال رئيس الجمهورية)". وحذر في بيان في 18 اب/اغسطس "من الخروج عن الالية التي حددها اتفاق الدوحة للحوار الوطني"، مؤكدا ان "جدول اعمال المؤتمر واضح ومحدد ويحق لاي طرف ان يطرح ما يريد على طاولة الحوار". واضاف "خلاف ذلك من دعوات ومطالبات تتعارض مع ما رسمه اتفاق الدوحة ولا يخدم النية في الوصول الى حوار مسؤول نريده ان يجري في مناخات هادئة".

والحوار المرتقب الذي لم يعلن عن موعده بعد، هو الذي نص عليه اتفاق الدوحة الذي وضع حدا لازمة بين الطرفين استمرت عاما ونصف العام وشارك فيه اعضاء مؤتمر الحوار الوطني السابق. ونص الاتفاق على استئناف هذا الحوار لحل المشاكل الخلافية وفي مقدمها الاستراتيجية الدفاعية وعلاقة التنظيمات بالدولة "برئاسة رئيس الجمهورية وبمشاركة الجامعة العربية".

وثيقة السلفيين – حزب الله

الى ذلك أكدت طرابلس معقل التيار السلفي في لبنان على لسان أكثر من مرجع رفضها لوثيقة التفاهم بين حزب الله والسلفيين حيث اعتبر رئيس حركة الحرية والتنمية والباحث في الشؤون الاسلامية احمد الايوبي الوثيقة "نوعًا من الفخ الذي وقعت فيه بعض الجمعيات السلفية ورأى ان حزب الله اليوم في مأزق من حيث صورته امام العالمين العربي والاسلامي لانه كان مقاومة فأصبح يحمل السلاح في وجه الشعب اللبناني".

كما اعتبر أن "نوايا السلفيين الموقعين على الوثيقة لم تكن خرق الحال السنية لصالح حزب الله لكن الوثيقة خرقت الجدار وادت الى استغلال حزب الله لها خصوصا انها تجاهلت اخطاء الحزب ولم تتطالب بالإعتذار".

"لكن في المقابل اكد الموقعون التزامهم بتيار المستقبل سياسيا وما جرى في الوثيقة معالجة على الصعيد الديني ووقف الفتنة بين السنة والشيعة". وسأل الايوبي ان كان حزب الله سيبقي لغة التخوين او سيلتزم بالوثيقة وذكر ان" السنة هم اهل المقاومة". ورأى في الوثيقة "نوعًا من جر السلفيين الى موقف حزب الله الرافض لمبدأ الدولة والقبول بالحكم الذاتي خصوصا ان في طرابلس مربعات امنية مثل التوحيد في ابي سمراء والقوميين في الجميزات واتباع هاشم منقارة في الميناء و الحزب العربي اليمقراطي في جبل محسن الموالي لسوريا".

قيادة الجيش تدعو إلى عدم التكهن بأسماء المرشحين

في سياق آخر أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه أن بعض وسائل الاعلام، خصوصا المرئي منها، تعمد الى تصنيف الضباط وفقا لمعايير سياسية مختلفة، وذلك في معرض استعراض الاسماء التي يحتمل ان تتم تسمية احدها قائدا للجيش. وأضافت القيادة في بيان صادر عنها ان هذا التصنيف لا يستند الى الحقيقة، وهو تدخل غير مبرر في الشؤون الداخلية للمؤسسة العسكرية، ويمثل تنكرا واضحا لدورها الوطني الجامع، ولمناقبية ضباطها، كما يشكل اساءة مسبقة للقائد العتيد للجيش الذي لن يكون الا واحدا من القادة العسكريين الذين نشأوا واستمروا على الولاء للوطن الواحد بجميع اطرافه ومكوناته، وعلى العمل في المؤسسة الأم وفقا للقوانين ومعايير الكفاءة والانتاجية". وتابع البيان:"تهيب قيادة الجيش بوسائل الاعلام كافة النأي بالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية وتصنيفاتها، وعدم نقل او اذاعة او نشر اي اخبار تتعلق بعملها، وذلك خدمة للمصلحة الوطنية العليا، وتجنبا للاساءة الى مهمة الجيش وتوجهه كضامن للسلم الاهلي والحاضن للوحدة الوطنية

 

العراق ولبنان شكلا خليتي تعاون وإتفقا على تنقية العلاقات العربية

الأربعاء 20 أغسطس - أسامة مهدي 

بغداد تبلغ السنيورة موافقتها على تزويد بلاده بنفط تفضيلي

العراق ولبنان شكلا خليتي تعاون وإتفقا على تنقية العلاقات العربية

أسامة مهدي من لندن: إتفق العراق ولبنان على تشكيل خليتي عمل في بغداد وبيروت تعملان على تهيئة اتفاقات لتطوير التعاون المشترك في المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية وتزويد العراق للبنان بالنفط بأسعار تفضيلية، كما وضعا أسس عمل مشترك لتنقية العلاقات العربية العربية وعبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن رغبة بلاده في تطوير علاقاتها مع لبنان بشكل واسع في وقت قريب، بينما أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن عودة العرب الى العراق وعودة العراق الى العرب هدف اساسي. وفي مؤتمر صحافي مشترك بين رئيسي الوزراء العراقي واللبناني في بغداد اليوم اعتبر المالكي زيارة السنيورة هذه تشكل تجسيدًا للرغبة الصادقة لدى البلدين في اقامة افضل العلاقات بعد ان لملمة العراق الازمة الامنية التي كادت ان تعصف به. وقال ان الزيارة تشكل بداية علاقات جيدة مع العرب من خلال مشتركات عدة تربط العراق بلبنان.

واضاف ان العراق منفتح على تطوير العلاقات مع لبنان في مجالات الاعمار والخدمات ولتكون الشركات والمستثمرون اللبنانيون شركاء للعراقيين في اعادة الاعمار وتنشيط التجارة من خلال قوانين مشجعة على ذلك. واشار الى انه اتفق مع السنيورة على تعاون واسع في مجالات النفط وتصديره وتطوير الصناعة النفطية العراقية وتزويد لبنان بالنفط العراقي باسعار تفضيلية. واعلن المالكي عن تشكيل خليتي عمل في لبنان والعراق للاعداد لاتفاقيات تعاون مشترك لتنمية العلاقات في المجالات السياسية والتجارية اضافة الى المساهمة بإصلاح العلاقات العربية العربية من اجل ايجاد فرص لتعاون افضل بين دول المنطقة. وردًا على سؤال عما سيقدمه لبنان للعراق مقابل تزويده النفط باسعار تفضيلية اوضح المالكي ان هذا الامر ينبع من رغبة مشتركة لتطوير التعاون بين البلدين وهو لا يتعلق بمنافع مقابل ذلك. ومن جهته، اشار السنيورة الى انه يحمل تحيات الشعب اللبناني ورئيسه ميشيل سليمان الى الشعب العراقي وعبر عن الاسف لعدم تمكنه من لقاء الرئيس جلال طالباني الذي يقضي فترة نقاهة في الولايات المتحدة حاليًا، وقال إنه سيتصل به اليوم للاطمئنان على صحته . واضاف انه بحث مع المالكي ترجمة المصالح المشتركة للبلدين استنادًا الى علاقاتاتهما التاريخية التي تربطهما والتي تعرضت خلال العقود الماضية الى تقلص بسبب الظروف التي مر بها البلدان.

واضاف السنيورة انه اتفق مع المالكي على اليات عمل لتعاون سياسي واقتصادي وتجاري واستثماري في قطاعات النفط خاصة موضحا ان ذلك سيترجم خلال اسابيع قليلة الى اجراءات عملية لتوسيع التعاون المشترك في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والزراعية والصناعية تحقيقا لرغبة شعبي وحكومتي البلدين لتطوير العلاقات في مختلف المجالات. واشار الى انه اتفق مع القادة العراقيين أيضا على العمل من اجل توطيد العلاقات العربية العربية وقال "اننا امام تحديات كبيرة يجب مواجهتها بمزيد من العمل العربي المشترك" موضحا انه وجد من المالكي التقدير نفسه لهذه التحديات . ودعا الى ضرورة دراسة ماضي العلاقات العربية للاستفادة من دروسها والترفع عن صغائرها والتركيز على مايجمع العرب وهو كثير وتخطي الاشكالات التي تولدت فيها بسبب ادوار انظمة عربية او بفعل الممارسات الاسرائيلية التي خلقت مشاكل كبيرة للامة العربية.

وحول ما ذا كانت هناك رسالة يوجهها للعرب بالنسبة لعلاقاتهم مع العراق اجاب السنيورة قائلا " ان عودة العرب الى العراق وعودة العراق الى العرب هو هدف اساسي" . ونفى ان يكون قد اهمل ذكر العراق خلال بيان سابق له عقب العدوان الاسرائيلي على لبنان قبل عامين واشار الى انه لم ينس ذلك في يوم من الايام واوضح انه قد تم تحويل الدعم العراقي لاعادة بناء قرى لبنانية هدمها العدوان لتكون شاهدة على المساعدات العراقية . واضاف انه برغم ان دولا مثل السعودية والامارات وقطر والكويت قدمت مساعدات كبيرة الى لبنان الا انه تأثر للمساعدات التي قدمها العراق انذاك على الرغم من ظروفه الصعبة وبإتصال اجراه معه الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً ان لدى حكومته 200 طن من الطحين وسيرسل 100 طن منها الى لبنان.

وبوصول السنيورة الى بغداد صباح اليوم فانه قد اصبح الزعيم العربي الثاني والمسؤول اللبناني التالي الذي يحل فيها منذ عام 2003 ليفتح صفحة جديدة في ملف العلاقات العربية العراقية التي بدأت تشهد مؤخرًا تطورًا متسارعًا بعد بطء ملحوظ طيلة السنوات الخمس الماضية وذلك بعد زيارتي العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في الحادي عشر من الشهر الحالي وزيارة سعد الحريري زعيم تيار المستقبل اللبناني. وقبل المؤتمر الصحافي للمالكي والسنيورة عقد وفدان رسميان برئاستيهما مباحثات استهدفت وضع اسس لتطوير العلاقات بين البلدين اللذين يرتبطان بعلاقات تاريخية طويلة.

وضم الوفد اللبناني وزراء الخارجية فوزي صلوخ والمالية الدكتور محمد شطح والاعلام الدكتور طارق متري والدولة لشؤون التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين والقائم بالأعمال اللبناني في بغداد وعدد من كبار المستشارين والخبراء. اما الوفد العراقي فقد ضم نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح ووزراء الخارجية هوشيار زيباري والمالية باقر جبر الزبيدي والبلديات رياض غريب ومستشار الأمن القومي الدكتور موفق الربيعي ومدير مكتب رئيس الوزراء الدكتور طارق نجم عبد الله والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور على الدباغ والمستشار السياسي صادق الركابي والمستشار الإعلامي ياسين مجيد .

وقد اعادت زيارة السنيورة الى بغداد مراسم افتقدتها خلال السنوات الخمس الماضية حيث استقبله المالكي في مطار بغداد الدولي صحبة الوزراء العراقيين ثم فتشا حرس الشرف وتم عزف السلامين الوطنيين للبلدين وغادرا المطار وسط موكب رسمي يحيط به مستقلي الدراجات البخارية قاطعًا شوارع بغداد حتى المنطقة الخضراء مركز الحكومة والبالغ طولها حوالى 30 كيلومترًا.

وتأتي زيارة السنيورة الى بغداد لتؤكد ان القيادات السياسية العربية قد بدأت باستيعاب الاوضاع الجديدة في العراق وضرورة تواجد عربي في هذا البلد الذي يعاني هيمنة اميركية وايرانية على شؤونه في غياب عربي واضح . ولطالما دافع المسؤولون العراقييون عن سياساتهم ازاء الاتهامات التي توجه إليهم بمنح الايرانيين دورًا كبيرًا في العراق على حساب انتمائه وعلاقاته العربية، بالقول ان ذلك سببه غياب العرب انفسهم عن العراق . ولا يوفر المسؤولون العراقيون مناسبة في هذا المجال من دون توجيه دعوات الى الدول العربية لإعادة افتتاح سفاراتها في بغداد والتي غابت عنها تمامًا منذ اغتيال السفير المصري في بغداد عام 2005.

 وكان العاهل الأردني الملك عبد الله قد زار العراق مطلع الاسبوع الماضي في أول زيارة لزعيم عربي منذ عام 2003 والأولى لملك أردني منذ اعتلائه العرش عام 1999 والتقى فور وصوله رئيس الوزراء نوري المالكي ووصف مباحثاتهما بالإيجابية كما زار بغداد زعيم تيار المستقبل اللبناني عضو مجلس النواب سعد الحريري في السابع عشر من الشهر الماضي . وقال الحريري للصحافيين امس الاول ان العراق ولبنان يواجهان الصراعات نفسها، وانهما في الوضع نفسه مبديًا اعتقاده ان العراق بلد ديمقراطي وان هذه الديمقراطية يجب ان تنجح في العراق مثلما يجب ان تنجح في لبنان. وناشد الحريري الشركات اللبنانية الاستثمار في العراق لتوفير فرص عمل والاستفادة من المكاسب الامنية التي تحققت.

وحثت واشنطن الجيران العرب للعراق على بذل المزيد لاستعادة العلاقات الطبيعية مع بغداد التي كانت حكومتها تشكو الى وقت قريب من فتور عربي في التعامل معها . والاحد الماضي اكد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان سبع دول عربية بصدد فتح سفارات لها في العراق بينها مصر والبحرين والامارات والسعودية والكويت والمغرب والجزائر ومنظمة المؤتمر الاسلامي موضحا ان عددًا من هذه الدول اختار مبان لسفاراتها وتجري حاليًا عمليات تأهيلها. وشدد على وجود رغبة عراقية في أن تسرع هذه الدول الخطى وتستكمل اجراءات وجودها في العراق ليكون هناك "تواجد قوي لاشقاءنا العرب في بغداد".

معروف انه لا يوجد سفير عربي في العراق منذ خطف سفير مصر وقتله بعد وصوله بغداد بفترة قصيرة عام 2005. وتوجد في بغداد حاليًا 52 سفارة من بينها 5 سفارات عربية لسورية وفلسطين واليمن ولبنان وتونس ويتباين التمثيل الدبلوماسي فيها بين وزير مفوض ورئيس بعثة فيما يوجد في أخرى عدد من الموظفين لتسيير الاعمال . وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري ان الوزارات الامنية هيأت جميع المتطلبات لضمان سلامة السفارات التي ستعاود عملها في بغداد. واوضح ان وزارة الداخلية شكلت مؤخراً مديرية خاصة لحماية البعثات الدبلوماسية والسفارات تضم 2500 عنصر. وأكد وجود تنسيق عال بين مختلف وزارات الدولة الامنية من اجل تأمين مقار البعثات الدبلوماسية التي تقع خارج المنطقة الخضراء. واضاف ان بعض البعثات الدبلوماسية قد اختارت ان يكون مقرها داخل المنطقة الخضراء وقد تمت تهيئة بنايات خاصة لتكون مقار لهذه السفارات التي ستكون محمية سواء أكانت داخل المنطقة الخضراء أم خارجها.

يذكر ان لبنان ممثل في العراق بقائم للاعمال ويرتبط البلدان بعلاقات تجارية ايضًا فيما يقيم في لبنان حوالى 50 الف عراقي، ولذلك فإن مباحثات السنيورة في بغداد تتناول ايضًا اوضاع المقيمين العراقيين واللاجئين منهم وعلى الخصوص المسجونين منهم بسبب مخالفات الاقامة والتجاوز على القوانين اللبنانية في هذا المجال.وخلال الاسبوع الماضي أعلنت السفارة الأميركية في بيروت أنها واصلت نقل لاجئين عراقيين مقيمين في لبنان لتوطينهم في الولايات المتحدة خلال شهر تموز (يوليو) الماضي. وجرت الموافقة على إعادة التوطين الدائم لحوالى 670 لاجئ عراقي، في الولايات المتحدة بعد إتمام آخر دورة من المقابلات. ومن المقرر أن يغادر معظم اللاجئين خلال الشهرين الحالي والمقبل حيث سيتلقون عند وصولهم الدعم والمساعدة من منظمات غير حكومية أميركية متخصصة في مساعدة اللاجئين على بدء حياة جديدة في الولايات المتحدة. وأشارت السفارة في بيان لها إلى أن "الحكومة الأميركية التزمت بإعادة توطين 12000 لاجئ من العراقيين لذين يعانون اوضاعا حساسة وذلك قبل حلول الثلاثين من أيلول (سبتمبر) عام 2008". ومنذ عام 2007 وافقت الولايات المتحدة على توطين 7789 لاجئ عراقي حيث تعتبر واشنطن منذ عام 2003 المساهم الأكبر في البرامج المخصصة لمساعدة اللاجئين العراقيين من خلال تمويل البرامج التي تقدم الغذاء والخدمات الصحية والتربوية والمياه والمأوى للأوضاع الطارئة.

 

عزرا: البنى التحتية اللبنانية ستكون هدفاً في حال شن "حزب الله" حرباً

الاربعاء 20 آب 2008

اعلن وزير البيئة الاسرائيلي جدعون عزرا ان اسرائيل ستعتبر "كل الدولة اللبنانية هدفاً" وستهاجم البنى التحتية المدنية في حال قام "حزب الله" بشن حرب.

وقال عزرا للاذاعة العامة "اعتبارا من اللحظة التي اعطت فيها الحكومة اللبنانية شرعية لـ"حزب الله"، يجب ان تدرك ان كل الدولة اللبنانية تشكل هدفاً بالطريقة نفسها التي تشكل فيها كل اسرائيل هدفاً لحزب الله". واضاف انه خلال الحرب ضد "حزب الله" في صيف 2006، "فكرنا باحتمال مهاجمة البنى التحتية في لبنان، لكن هذا الخيار لم يعتمد، لأننا اعتبرنا آنذاك ان اللبنانيين ليسوا مسؤولين جميعهم عن هجمات حزب الله".وتابع عزرا "نواجه اعداء قاسين في لبنان وكذلك في غزة، وعلى اسرائيل ان تكون قادرة على الرد عليهم".من جهته، قال مارك ريغيف، الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، لـ"وكالة فرانس برس" ان اسرائيل لا تعتبر "الدولة اللبنانية عدوا". واضاف "لكن انطلاقا من اللحظة التي سيطر فيها حزب الله على الحكومة اللبنانية، علينا ان نستنتج عواقب ذلك".

ويأتي موقف عزرا بعد بضع ساعات على اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت أن اسرائيل "ستتحرك من دون أي قيود عسكرية في حال تحول لبنان الى دولة لحزب الله". واضاف: "في حال اندلعت حروب جديدة فستكون مختلفة عن سابقاتها. لن يكون هناك وضع تستعر فيه الحرب بقوة على الجبهة في حين تتواصل الحياة في المدن الكبيرة كأن شيئاً لم يكن. ان الحرب المقبلة ستطاول المدن والمراكز السكنية الاسرائيلية لأن هدف العدو سيكون مهاجمة الخطوط الخلفية".

(اف ب)

 

المزيد من العراقيل امام الحوار و"مهلة السماح" للحكومة انتهت قبل ان تبدأ

"حزب الله" يفشل في اختراق السلفيين 

الاربعاء 20 آب 2008

اربع وعشرون ساعة كانت كفيلة بتجميد العمل بـ"وثيقة التفاهم" الموقعة بين "حزب الله" وبعض التيارات السلفية بعد ان انعكس هذا التوقيع بلبلة في الشارع السلفي وامتعاضاً سنياً اديا الى نسف مسعى "حزب الله" لخرق الساحة السنية عوض الدخول اليها عبر بوابتها السياسية اي التيار الاقوى "تيار المستقبل" او حتى محاكاة هذه الساحة عبر تنظيمات سلفية ذات ثقل اكبر". ومرور الساعات يبدو انه كفيل بدوره بزيادة العراقيل امام طاولة الحوار التي يزعم الرئيس ميشال سليمان ترؤسها في قصر بعبدا. فبعد الحديث عن توسيع مروحة المشاركين، ثم طرح اعادة النظر بجدول اعمال الحوار ليشمل بنوداً اضافية الى بند الاستراتيجية الدفاعية، دعا "حزب الله" امس على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى "اقرار قانون الانتخاب" ريثما "تكون الامور قد نضجت ليصار الى الدعوة الى طاولة الحوار".

 كما يبدو ان مهلة السماح للحكومة الجديدة المتعارف عليها انتهت قبل ان تبدأ، والعد الزمني لتقيم اداء حكومة العهد الاولى منذ نيلها الثقة متسارع وسط ضغوط مباشرة على حركة رئيسها فؤاد السنيورة وعراقيل على صعيد التعيينات الامنية وفي مقدمها اختيار قائد الجيش الجديد اضف الى الهجوم الذي يشنه العماد ميشال عون على الحكومة مدعوماً من قوى "8 آذار" وفي مقدمها نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس على خلفية صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء ومقر عمله.

 وفي اطار التحضيرات لجلسة مجلس الوزراء غداً جال الوزير الدفاع الياس المر على رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السنيورة ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط وتناول البحث، كما علمت "النهار"، موضوع تعيين قائد جديد للجيش "وامكان طرحه على طاولة مجلس الوزراء غداً، ولكن من باب الاجماع على شخص القائد، اذ لا يجوز ان يأتي التعيين بناء على التصويت باعتبار ان للمؤسسة العسكرية دورا وطنيا لا يتحمل اي انقسام حول قائدها"، على ما قالت مصادر متابعة لجولة الوزير المر. وفيما لا تزال اتصالات وزير الدفاع مستمرة وهدفها تحقيق اجماع على اسم قائد الجيش، يبدو احتمال توفير الاجماع قائما.

 كما شهدت عين التينة زيارة مسائية للنائب جنبلاط اعلن بعدها ان البحث "تناول التهدئة لان اجواء التشنج لا تعالج بالتشنج بل بالحوار". وتمنى ان يدعو رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في اقرب فرصة الى الحوار. ولاحظت مصادر في الاكثرية عبر "النهار" ان دعوة جنبلاط الى الانطلاق في الحوار اعقبت مطالبة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أمس بـ"اقرار قانون الانتخاب" ريثما "تكون الامور قد نضجت ليصار الى الدعوة الى طاولة الحوار". ورأت المصادر ان هذا الموقف من النائب رعد يستبق مطالبة الاكثرية بادراج "السلاح على قدم المساواة مع مسألتي المال والاعلام في قانون الانتخاب الجديد". وفي رد على موقف "حزب الله" من الحوار، انتقد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور  سمير جعجع "الطروحات التي تدل وكأن بعض الاطراف تحضّر إما لتذويب الحوار أو لوضعه في إطار غير جدي أو لالغائه نهائيا"، وسأل "من يحدد جلسات مجلس النواب؟"، وقال ان "الامر بيدهم ويطرحونه كشرط علينا..".

وفي طرابلس، عقد  مؤتمر صحافي مشترك لـ"الشهالين" جمدت بموجبه "وثقة التفاهم " مع "حزب الله". واعلن الدكتور حسن الشهال رئيس "جمعية الايمان والعدل والاحسان" ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الشيخ داعي الاسلام الشهال مؤسس التيار السلفي ورئيس "جمعية الهداية والاحسان". وقال حسن الشهال: "ان الوثيقة تجمّد لدرسها مع اهل العلم والدراية من أبناء الدعوة السلفية". وأوضح انه "اذا اعتمد قرار الدخول في حوار ومفاوضات مع تنظيم "حزب الله" يُعمل على توسيع دائرة التشاور مع الاطراف الاسلاميين المعنيين وعلى رأسهم المؤسسة الرسمية ... برعاية دار الفتوى". وإعتبرت مصادر واسعة الاطلاع عبر موقع "Nowlebanon.com" قرار الدكتور حسن الشهال تجميد العمل بـ"وثيقة التفاهم" بأنه أتى "في سياق طبيعي للأمور لأن التوقيع على هذا "التفاهم" لم ينل غطاء سنيًا داخليًا وإقليميًا"، مشيرةً إلى أنّ "هناك من فسّر ما حصل على أنه محاولة من "حزب الله" للالتفاف على النائب سعد الحريري والمساهمة في شق الصف السني في وقت تبذل فيه محاوات جدية لتوحيده".

في المقابل، استغرب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله "كيف يتوتر البعض عند أي فرصة تلاقٍ بين اللبنانيين بين فرقاء متباعدين"، وقال "من الطبيعي أن يقابل أي تقارب أو تفاهم بين مجموعتين لبنانيتين مسلمتين أو مسيحيتين بارتياح في الأوساط العامة وليس بتشنج وتثوير غرائز ونكء جراح. وحذّر من ان "إبقاء حال التشنج والتوتر القائمة سيؤدي إلى تعطيل الحوار وإلى تعطيل عمل الحكومة وإلى استنزاف القوى الأمنية والشعب".

 

مصادر مطلعة لـ”nowlebanon.com”: عودة النفوذ السوري من بوابة التعيينات الأمنية

الثلاثاء 19 آب 2008

وصفت مصادر مطلعة على المشاورات الجارية حول التعيينات الأمنية لـ”nowlebanon.com” خيار العميد جورج خوري كمرشّح لمنصب قائد للجيش بأنه "خيار توافق عليه القيادة السورية ويرتاح له "حزب الله" فيما يُعتبر ترشيح العميد جان قهوجي لقيادة الجيش خيارًا ترحّب به سوريا ويرحّب به "حزب الله" وهو من الخيارات الأساسية للنائب ميشال عون"، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّ هناك إجماعًا على تعيين العميد جوزيف نجيم مديرًا للمخابرات.

ورأت هذه المصادر أنّ "مجريات المشاورات بشأن التعيينات الأمنية تشير إلى عودة النظام السوري إن بشكل مباشر أو من خلال حلفائه الداخليين لممارسة نفوذه في الشؤون الداخلية اللبنانية وهذه المرة من بوابة التعيينات الأمنية المرتقبة والتي شكّلت المشاورات الجارية بشأنها مؤشرًا بالغ الوضوح إلى استمرار النظام السوري في التعاطي مع لبنان وفق ذهنية التبعية والوصاية".

 

السلفيون إعتبروه بمثابة "دعسة ناقصة" فقرّروا تجميده و"حزب الله" يتفهّم حجم الضغوطات التي تعرض لها الشهّال

غادة حلاوي ، الاربعاء 20 آب 2008

كشف مصدر سلفي مشارك في الاجتماع التشاوري الذي حضره مؤسس التيار السلفي الشيخ داعي الإسلام الشهال والدكتور حسن الشهال (موقع الوثيقة مع "حزب الله") وأطرافًا اساسية في التيار السلفي، أنّ المجتمعين إتفقوا على أن "توقيع الوثيقة أثار بلبلة على الساحة السنية وهذا أمر لا يمكن تحمل تداعياته في ظل وجود أطراف تعمل على زرع الفتنة فكان قرار تجميد العمل بما سمي "وثيقة التفاهم" التي وقّعت يوم الإثنين بين "حزب الله" وجماعات سلفية".

وأضاف المصدر أنّ المجتمعين المعترضين على وثيقة التفاهم "إنتقدوا مبدأ التفرد في موضوع كان يحتاج البت فيه إلى تواصل مع المرجعيات الدينية حتى يؤتي ثماره فيكون عبارة عن حوار جدي وليس مجرد اتفاق على نقاط ليس حولها اختلاف وإنما هي مسائل متفق عليها شرعًا، في حين أنه لم يتمّ التعرض في الوثيقة الموقعة إلى النقاط الخلافية الموجودة مع الطرف الاخر والذي هو "حزب الله" لا سيما بعد أن أقدم الحزب على التعرّض للطائفة السنية... وبناءً عليه شدّد المجتمعون على أنّ التفاهم لا يكون تفاهمًا إلا عندما يتفاهم الطرفان على أمور مختلف عليها".

وتابع المصدر السلفي "نحن لم نتفق مع "حزب الله" على ما هو مختلف عليه بعد فجاء هذا التفاهم بمثابة دعسة ناقصة إذ إنه لم يقدم شيئًا للطائفة السنية"، لافتًا إلى أن "الدكتور حسن الشهال اتخذ قراره بتجميد العمل بالتفاهم بعد أن رأى البلبلة التي أثارها داخل الصف السني وأبدى تجاوبًا مع مطلب السلفيين لا سيما مع الموقف الذي اتخذه مؤسس السلفية داعي الإسلام الشهال الذي كان له وقعه على السلفيين عمومًا".

وبموازاة ذلك إعتبرت مصادر واسعة الاطلاع قرار الدكتور حسن الشهال تجميد العمل بـ"وثيقة التفاهم" بأنه أتى "في سياق طبيعي للأمور لأن التوقيع على هذا "التفاهم" لم ينل غطاء سنيًا داخليًا وإقليميًا"، مشيرةً إلى أنّ "هناك من فسّر ما حصل على أنه محاولة من "حزب الله" للالتفاف على النائب سعد الحريري والمساهمة في شق الصف السني في وقت تبذل فيه محاوات جدية لتوحيده".

أما "حزب الله" الذي تريث في التعليق عند إشاعة النبأ ففضّل بعد التأكد من صحته عدم التعليق "مساهمة منه في عدم إثارة المزيد من البلبة وتوسيع الشرخ في انتظار تبلور الصورة كاملة"، لكنه وبحسب ما نقل مطلعون على أجوائه "أبدى تفهمًا لقرار الدكتور حسن الشهال وحجم الضغوطات التي تعرّض لها، معتبرًا أنّ ما حصل لم يلغ حقيقة أنّ إنجازًا كبيرًا قد تحقق رغم قرار التجميد، بل أكثر من ذلك أكد ما حصل أن الخلاف أو الاعتراض الذي جرى لم يكن حول مقاطعة "حزب الله" وإنما على طريقة الحوار معه، بمعنى أنّ هناك من يرفض أن يقتصر الحوار على طرف دون سواه ويريده أن يشمل كل الأطراف، بل حتى يبدو أنهم لا يريدون لمثل هذا التفاهم أن يسبق اللقاء الذي سيجمع بين أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري".

 

مسمار جحا ... "سلفي"..!؟

محمد سلام ، الثلاثاء 19 آب 2008

قراءه باردة جدا في ما سمي وثيقة تفاهم بين "حزب السلاح" ومن يزعم أنه سلفي تظهر بوضوح أن الطرف الثاني -باعتبار أن "حزب السلاح" هو الطرف الأول كونه الأفعل- قد استُغفِل أو استَغفَل.

المقدمة العامة للوثيقة حفلت بمغالطات أساسية، فجاءت نتيجتها مغلوطة على قاعدة ما بني على باطل هو باطل.

في المقدمة نقرأ عن تحديات جسام تتعرض لها "أمتنا العربية والإسلامية" وهذه أولى الأخطاء. فلا وجود لأمة عربية وإسلامية. فالأمة، بهذا المعنى، إما أن تكون عربية فتضم مسلمين وغير مسلمين، وإما أن تكون إسلامية، فلا تضم إلا مسلمين من عرب وغير عرب. فالأمة العربية هي أمة لها تعريفها القومي، والأمة الإسلامية أمة لها تعريفها الديني.

من هنا نرى أن منطلق هذه الوثيقة خاطئ، بل مغالٍ في الخطأ حتى التدني إلى درجة الخطيئة.

لكن من تعمد التأسيس على خطـأ ليس مغفلا، فهو أراد أن يشطب العروبة بالإسلام ... هكذا يحقق فارسيته ويثأر من عرب كانوا قد أطاحوا بكسرى.

الوثيقة، وفي سردها للتحديات، أغفلت التحدي الفارسي الذي يهدد شعوب الأمة  العربية، من العراق إلى سواحل المتوسط، مرورا بالخليج العربي وجزيرة أبو موسى الإماراتية العربية المتحدة. وهذا الإغفال المتعمد هو عجن للسم في الدسم ... فكيف مر على "السلفي" المزعوم؟

تقول الوثيقة، وأيضا في مقدمتها المطرزة جيدا، إن طرفيها جهدا "لوأد الفتنة وحصر الخلاف بين السنة والشيعة ضمن الإطار الفكري والعلمي الذي يتولاه العلماء من الطائفتين ويحظر على العامة الخوض فيه ... الخ"

لنتوقف عند مفردتين: "خلاف" و "الطائفتين".

أولا: في "الخلاف". وفق ما أعرفه، ليس بين السنة والشيعة خلاف. الخلاف هو نزاع، ولست مطلعا على نزاع (خلاف) سني-شيعي أقله في القرون الثلاثة الأخيرة. بين السنة والشيعة اختلاف، والاختلاف يعني الحق في أن يكون المرء مختلفا عن غيره في النظرة والرؤية والثقافة وغيره، ولكن من دون أن يذهب هذا الاختلاف إلى حد الخلاف. الحديث عن خلاف بين السنة والشيعة مؤشر خطير، بل مشبوه، في مقدمة تلك الوثيقة، ويبدو أنه حقن عمدًا على طريقة عجن السم في الدسم.

ثانيًا: في "الطائفتين". ليس في الإسلام طوائف، على حد علمي. المسلمون يمارسون دينهم وفق خمسة مذاهب، بدءًا بالمذهب الإمامي الذي كان يعلمه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، ومرورا بالمذاهب الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية. ألم يقل الإمام المغيب موسى الصدر إنه واحد من خمسة، وليس واحدًا والأربعة واحد؟

الكلام عن طوائف في الإسلام، أو بالأحرى الكلام عن طائفتين، في الإسلام هو تحديدًا كلام "العامة" الذين حذرت تلك الوثيقة من  توليهم الشأن الديني، فإذا بها تستعير من قاموسهم مفردات التقسيم والتجزئة، بل مفردات "الفتنة" عينها.

وجاء في مقدمة الوثيقة أيضًا أنه "على ما تقدم تم اللقاء بين القوى السلفية وقياديين من "حزب السلاح".

غريبة هذه المقاربة المهينة بين طرفين أحدهما كل والآخر نخبة. المعنى المباشر للجملة هو أن "قياديين" في "حزب السلاح"، أي شريحة من نخبة الحزب، جمعت بالجملة "القوى السلفية" كلها. حتى في التحالف المزعوم يتعالي الحزب على من يعتبره ضمنًا ملحقًا، ويسعى إلى تصويره كلًّا فيخلع عليه موقعا.

هذه إساءة مباشرة للسلفين. فهل استُغفِل من وقع أم استَغفَل أم تغافل؟ أكان يدري أم لم يكن بالدراية عالمًا؟

المؤامرة ظهرت جلية في البندين الأول والخامس مما "تم التوافق" عليه بين الطرفين.

"انطلاقا من حرمة دم المسلم فإننا نحرم وندين اي اعتداء من اي مجموعة مسلمة على اي مجموعة مسلمة اخرى، وفي حال تعرضت اي مجموعة الى اعتداء فمن حقها اللجوء الى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها". هذا في البند الأول.

المنطلق المعتمد هو حرمة دم المسلم، والنتيجة هي تحريم الاعتداءات من مسلمين على مسلمين.

ما أعرفه هو أن الإسلام يحرم الاعتداء بالمطلق وليس فقط على المسلمين. الإسلام يحرم الاعتداء على أهل الكتاب وعلى غير المؤمنين بالله الواحد الأحد. الرسول (صلعم) حرّم الاعتداء على عبدة الأصنام عند دخوله إلى مكة. أم ترى أن الإسلام الذي أعرفه وأدين به مختلف عما يدين به طرفا الوثيقة؟

الأسوأ أن البند الأول تحدث أيضا عن حق أي "مجموعة" في اللجوء إلى "الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها" فتجاوز بذلك تحديدا جريمة اجتياح بيروت في أيار الماضي، التي يصفها "حزب السلاح" بـ"عملية موضعية نظيفة" يرفض الاعتذار عنها.

في أيار زعمت تلك المجموعة أنها تعرضت لاعتداء من قراري حكومة السنيورة، فقررت عدم الرد عليها واستخدمت ما تعتبره حقها في الدفاع عن نفسها وكان سلاحها وسيلتها "المشروعة" كي تستهدف بنيران "مقاوميها"  2.216 مسكنًا آمنًا و 823 سيارة خاصة والمشاركين في جنازة في بيروت. فهل من وقع عن "الكل"، سامحه الله، كان غافلًا أم مستغفِلًا أم متغافلًا؟

أما المادة الخامسة فهي التآمر بعينه: "في حال تعرض حزب الله او السلفيون لأي ظلم ظاهر وجلي من اطراف داخلية او خارجية، على الطرف الآخر الوقوف معه بقوة وحزم ضمن المستطاع".

هذه الفقرة أتاحت استخدام ما أسمته المقدمة "القوى السلفية" مسمار جحا عبر التعهد بـ"الوقوف معهم بقوة وحزم" لمواجهة "ظلم" ما. سيهاجم من قبل ظالم ما، ويتدخل "حزب السلاح" لدعمه حيث هو موجود، أو حيث يراد له أن يكون موجودًا.

في أيار لم يكن لدى "حزب السلاح" علم "سلفي" يتلطى به لإذلال بيروت. الآن يملك علم من وقعوا معه كي يستخدمه مظلة تحجب حقيقة اعتداءاته الآتية.

هل تشعر يا شيخ حسن، يا من وقع باسم "القوى السلفية،" بألم مطارق "حزب السلاح" التي تضرب رأسك؟

أسألك لأننا نشعر بوخز مسمارك في جسد أهل السنة والجماعة، كما لسعات البرغش تثير حكاكًا، وتحسّسًا، لكن مناعة الجسد تتغلب عليها.

من وقع معك استغلك، ربما، لإعلان أن رافضي توقيعك هم "أعداء الأمة". هذه حسابنا فيها مع البشر، أما حسابك ... فمع رب العالمين.

يبقى أن مسمار جحا الذي دق في طربلس هو الخطة الأولى في مسار... يتضمن استحضار "واقٍ" إلى الطريق الجديدة بزعامة ثلاثة من عملاء جهاز استخبارات عربي ليوقع تفاهمًا مماثلا مع "حزب السلاح" باسم غير ديني هذه المرة. قد يستخدم لافتة جمعيات أهلية لتغليف مهمته الهادفة إلى تفتيت أهل السنة، والقضاء على زعامة "تيار المستقبل" ما يؤدي، برأي مخططي الغرف السوداء، إلى انهيار حركة 14 آذار تلقائيا.

 

الحملة على السنيورة تهدف الى إعادة الاعتبار لاستراتيجية الصراع بين الرئاستين الأولى والثالثة

الرئيس سليمان ونيران "الإطفائي المهووس"

المستقبل - الاربعاء 20 آب 2008 - فارس خشّان

كان رئيس سابق للحكومة، وعشية انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود، يُردّد دائما دائما أن رئيس أولى حكومات العهد الجديد، أيّا كان إسمه، سوف يُعاني مشاكل كبرى في علاقته مع رئيس الجمهورية. وكانت هذه الشخصية التي تربطها علاقة وثيقة بالقيادة السورية تتوقع أنّ يجد رئيس الحكومة نفسه، في حال حصلت الإنتخابات الرئاسية، في الرابع عشر من شباط 2008 (مرّ هذا التاريخ بفعل الفراغ الرئاسي) يُلقي كلمة في الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري معلنا فيها اعتكافه. تغيّرت المواعيد، بطبيعة الحال، ولكن حتى الأمس القريب كانت التوقعات لا تزال قائمة.

وبالفعل، من يُدقّق بطبيعة الحملات التي استهدفت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، على خلفية زيارته الأخيرة للجمهورية العربية المصرية، يُدرك أن النظام السوري لم يُقلع بعد عن عاداته القديمة، فهو لا يزال يلعب على وتر دق إسفين بين رئاسة الجمهورية من جهة وبين رئاسة الحكومة من جهة ثانية، من أجل تحويل هذين الموقعين الدستوريين المتكاملين الى موقعين دستوريين متخاصمين أو متنافسين.

ولقد كان عهد الرئيس السابق اميل لحود هو النموذج المفضّل لدى القيادة السورية، وقد أجاد اللواء جميل السيّد في تلقين لحود الدور المطلوب منه في مواجهة رئيس الحكومة، وحين دخل الوزير الياس المر على خط بعبدا ـ السرايا الكبيرة في ما سمّي بمرحلة "غسيل القلوب" تعرّض لواحدة من أعنف الحملات السياسية ـ الإعلامية (حملة أنتجت خلاصات أدّت الى خروج المر من "حكومة التمديد" قبل أن تستدعي تلك السيارة التي انفجرت بموكبه في 12 تموز 2005)، ما دفع بلحود الى استعادة التقيّد بمدوّنة السلوك التي وضعها له جميل السيّد.

وهذه الإرادة السورية "التفريقية" كانت محور النصائح التي أسداها السيّد الى "أصدقائه" المرشحين لرئاسة الجمهورية في العام 2004، ما دفع بعدد منهم، وبهاجس النجاح في الإمتحان العسير، الى تنظيم حملات، مباشرة وغير مباشرة، ضد الرئيس رفيق الحريري من جهة وضد الطائفة السنية من جهة أخرى، ولكن براعة لحود قطعت عليهم الطريق.

وسبق للنظام السوري، منذ انتقال الراحل حافظ الأسد الى رئاسة الجمهورية في العام 1970، أن أرسى قاعدة التفرقة هذه. فالرئيس الراحل سليمان فرنجية عانى الأمرين، على الرغم من صداقته بالأسد، لأنه حرص على تنظيم علاقة تعاون مع رئيس الحكومة الراحل صائب سلام، ومن ثم مع الرئيس الراحل تقي الدين الصلح فرشيدالصلح، إلى ان رضخ، بفعل بدء حرب العام 1975، فسمّى الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي كانت تفرق بينهما "خلافات تفجيرية".

وليس من باب "التخمين" التأكيد أن النظام السوري يعتمد "استراتيجية التفرقة" هذه، من أجل الدخول بقوة الى المعادلة اللبنانية، إدراكا منه أن الخلافات على مستوى الرئاستين الأولى والثالثة، تجر لبنان الى حساسيات تدميرية بين الطائفتين السنية والمارونية.

وبالعودة الى الحملة التي استهدفت الرئيس السنيورة على خلفية زيارته الأخيرة للإسكندرية، يتّضح وقوف النظام السوري وراءها، ذلك أن وسائل الإعلام التي تولّتها، بالتتابع، محسوبة كليا على النظام السوري، وكذلك هي حال "جوقة السياسيين" التي انضمّ إليها ممثل الطاشناق في الحكومة الوزير آلان طابوريان (المشهور بعدم تعاونه مع لجنة التحقيق الدولية حين استلم وزارة الإتصالات في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي).

وبمراجعة أدبيات هذه الحملة يمكن التوقف عند الآتي:

أولا، السنيورة "يسلب" صلاحيات رئيس الجمهورية.

ثانيا، الرئيس سليمان "غاضب" من تجاوز السنيورة له.

ثالثا، السنيورة يحاول تطويق المفاعيل الإيجابية للقمة اللبنانية ـ السورية.

رابعا، الزيارة تستّرت بالبعد الإقتصادي ـ على اعتبار ان الزيارة "لم تُقدّم ولم تؤخر" ـ وهدفها الحقيقي إستجرار "الكهربة السياسية" الى البلاد.

وبدا واضحا أنّ الرئيس سليمان كان مدعوا الى تغطية هذه الحملة، بطريقة أو بأخرى، سواء من خلال التوقيت أم من خلال الإصرار.

فعلى مستوى التوقيت، فقد أتت الحملة في ضوء عودة الرئيس سليمان الى بيروت من دمشق، وبدا لكثيرين أنها محاولة سورية لقياس مدى استعداد رئيس الجمهورية للتناغم مع الغمز الأسدي من قناة "عمالة" السنيورة.

وعلى مستوى الإصرار، فإنّ الصحف السورية إنضمت الى حملة إستمرت في لبنان، حتى بعد صدور بيان عن رئاسة الجمهورية أوضح أن مرتكزات الحملة واهية وساقطة ومن صنع الخيال.

ولكن الرئيس سليمان لم يستجب للدعوة الى حلبة الصراع، وخلفيته معروفة، فمن يحاول أن يُصلح ذات البين مع النظام السوري لدرء الأخطار على لبنان، يستحيل عليه أن يُقحم وطنه في المخاطر كرمى لعين هذا النظام.

وهذه الفضيلة الوطنية التي أثبت الرئيس سليمان توافرها فيه وستكون لها انعكاسات إيجابية على مصلحة لبنان العليا في المستقبل، يستحيل أن تُخفّف منها هجمة العماد ميشال عون المتجددة على الرئيس السنيورة تحت عنوان صلاحيات نائب رئيس الحكومة، من جهة وعلى الطائفة السنية تحت عنوان الإرهاب من جهة ثانية، لأن هجمات مماثلة تفقد قدرتها التأثيرية متى كانت بلا غطاء رئاسي، فحملات عصام فارس السابقة مدعومة من "جوقة رستم غزالي" كانت تترك آثارا على الوضعية الداخلية لأنها كانت منسقة كليا مع الرئيس السابق اميل لحود.

وهكذا، فإن الأداء الوطني الرفيع للرئيس ميشال سليمان الآتي من مؤسسة سبق لها ودفعت غاليا ثمن "إستراتيجية التفرقة"، من شأنه أن يُحبط توقعات الرئيس السابق للحكومة، بحيث يذهب الرئيس السنيورة الى إدارة العملية الإنتخابية وليس الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليتلو خطاب الإعتكاف.

وفي حال واظب الرئيس سليمان على سلوكيته الوطنية ـ وهذا مرجح بشكل حاسم ـ فإن النظام السوري الذي يعيش في عالم متغيّر، ولو كان غير فعّال بما فيه الكفاية، سيجد نفسه مضطرا الى تغيير سلوكياته تجاه لبنان ـ وهي سلوكية الإطفائي المهووس ـ لأن استدعاء الخراب للجمهورية سيستدعي مواجهته بصوت عال يهابه، فيما موافقته على المساهمة إيجابا في توفير الإستقرار سيقلب الآية بحيث يُصبح الصوت العالي لمصلحته، وفق ما يرتجيه الرئيس سليمان.

 

جنرال الوهم

المستقبل - الاربعاء 20 آب 2008 - "أبو رامز"

مهضوم جنرال الرابية. في كل طلة له على الناس والاعلام يحرص تمام الحرص على أن لا يحيد قيد أنملة عن نهجه الخاص بـ"الافتعال" والانفعال المدروس لكن المحكوم دائماً بهوس الكرسي الذي طار بعيداً... في كل مرة، ومنذ وضع تفاهمه الشهير مع الحزب الحاكم في الضاحية الشقيقة يحرص الجنرال على تمرير رسائل ومواقف يراها مفيدة لشعبيته، بغض النظر عن تأثيرها الوطني العام وبغض النظر عن مدى ملاءمتها للمنطق الذي يبقي (رغم كل شيء يا اخوان) هامشاً للتواصل بين مكونات الشعب اللبناني.

لا يتورع الجنرال، في سياسته هذه عن المس بكل شيء وعن التعرض بخفة مخيفة لكل ما يمكن أن يثير حساسيات ويؤجج مشاعر ويستحث غرائز طالما أن ذلك (مرة أخرى) يمكن أن يفيده هو دون سواه أو يفترض ذلك، علماً أن سياسته هذه "ومنطقه" ذاك أديا سابقاً الى كوارث موصوفة.

حربه الجديدة والمكشوفة قائمة هذه الأيام (وستبقى حتى إشعار آخر) على استفزاز أهل السنّة مفترضاً سلفاً أنه رابح دائماً فيها: إذا تم الرد عليه يظهر للعلن أنه مستهدف بسبب دفاعه عن حقوق مسلوبة وإذا لم يرد عليه يستمر في الطرق على الباب مدعياً بطولات باسم تلك الحقوق لا غيرها... لا يتورع عن شيء حتى عن استحضار حوادث مفبركة منسوبة الى من صاروا في ذمة الله، ناسياً أو متناسياً، أن الذاكرة المثقوبة نظرية لا تمشي عند المعنيين بالخبرية. هكذا مثلاً صحح له الوزير تمام سلام مقولته عن النائب الراحل البير مخيبر وإحدى حكومات الرئيس الراحل صائب سلام في العام اثنين وسبعين من القرن الماضي. صحح له معلوماته الى حد بدا معها التزوير أفضح من أن يستر بكلام عن حقوق تخص منصب نائب رئيس الحكومة.

لعبة مكشوفة ورخيصة يهوى فيها جنرال الوهم، بعد استنفاد الكلام عن الحقوق، التعرض للآخرين بطريقة استفزازية فيتحدث مرة عن السراي وساكنها ومرة عن الارهاب الآتي من الشمال والحكومة السابقة التي كانت تدعم ذلك الارهاب ومرة عن التوطين وداعميه المفترضين ومرة عن المديونية العامة الخ.. يلعب مستفيداً الى أبعد الحدود من توجس الآخرين من النزول الى ملعبه، بسبب الحياء أولاً، ومنعاً لتدمير الخطوط الحمر ثانياً وضناً بالبلد وأهله ثالثاً ورابعاً وخامساً ودائماً، وهي على ما يبدو (يا اخوان) آخر هموم جنرال الرابية الباحث أبداً عن الكرسي الذي طار بعيداً.

 

من يستهدف طرابلس؟

المستقبل - الاربعاء 20 آب 2008 - مصطفى علوش (*)

يا نفس دنياك تخفي كل مبكية وإن بدا لك منها حسن مبتسم (نهج البردة ـ أحمد شوقي)

السلفية تعبير يصف تياراً اسلامياً واسعاً وليس تجمعاً أو فئة اسلامية محددة. انها تشمل الكثير من الحركات والمفكرين الاسلاميين الذين يدعون إلى الأخذ بنهج السلف الصالح والتمسك بالأحاديث الصحيحة ورفض الأدبيات المذهبية والابتعاد عن المداخلات الغريبة عن روح الاسلام. ويمكن الاستنتاج من تنوع الحركات وتعدد المفكرين المشمولين في منهاج الفكر السلفي أن هذا التيار يحكمه التنوع في توجّهاته وفقاً لفهم المجتهد أو الداعي. وأبرز دعاة هذا الفكر تاريخياً هم محمد بن عبد الوهاب (الوهابية) وعبد العزيز بن باز وابن عثيمين.

ولكن هذه الدعوة اعتبرت عند بعض المجتهدين أنها امتداد لدعوة "ابن تيميه" وبالتالي تلغي المذاهب الفقهية وتلغي حق الاجتهاد والاستنباط مباشرة من القرآن والسنة.

ولكن أهم مظاهر الدعوة التي توصف بالسلفية كانت قد ظهرت على يد مجدّدين أرادوا تحرير الأمة الاسلامية من كوارث "التعصب المذهبي"، وهذه الشخصيات لم ترفض الاجتهاد بالمطلق ولكنها شددت على التركيز على البحوث الشرعية. من أبرز اعلام السلفية الاجتهادية هم: رشيد رضا ومحمد عبده وعلال الفاسي وفي عصرنا يوسف القرضاوي ومحمد الغزالي. ولكن صفة السلفية أصبحت ترتبط بالتزمّت والالتزام المتشدد بالنص الشرعي مع رفض كل اجتهاد واعتبار أي خروج عن هذا الخط بدعة وهذا التوجه ما هو الا تعبير عما يسمى بالسلفية النصية وأبرز اعلامها الوهابية.

وقد تبنى لاحقاً بعض اعلام هذه المدرسة الفكر السياسي الجهادي وضم هذا التوجه مجموعات شتى تحت عنوان اسمه "السلفية الجهادية". وقد وضعت بعض الجماعات الفوضوية والإرهابية نفسها تحت شعار "السلفية الجهادية" مع ان معظم المذاهب السلفية تؤكد على ان هذا التوجه يخالف ما كان عليه السلف الذي يعتمد الاعتدال والوسطية حيث لا تكفير ولا تفجير.

لم يعد خافياً على أي من المراقبين أن النظام السوري كان ولا يزال يستعمل ملف التطرف الاسلامي في مساوماته على ملف بقائه في السلطة مع الدول الغربية على مدى ثلاثة عقود مضت. وقد حاول هذا النظام وضع كل الحركات السياسية الاسلامية في سلة واحدة ابتدأها في الأساس ليبرر المذبحة التي نفذها في حق المعارضة الاسلامية السورية. وقد نجح هذا النظام في تحييد الرأي العام العالمي ودفعه إلى تجاهل مجازر مدينة حماه وما رافقها من اعمال إبادة جماعية في حق المواطنين.

وبناء على هذا "النجاح" فقد استمر النظام في سوريا في استعمال هذا الموضوع لتبرير قمعه الحريات ولإيهام الغرب بأنه يخوض معه معركة مشتركة ضد ما اصبح عنوانه الإرهاب الاسلامي والذي صار مرادفاً للأصولية أو السلفية بتواطؤ مخابراتي واعلامي.

ولم يكتف النظام السوري باستعمال هذا الملف في الداخل السوري فطوره للاستخدام كوسيلة لاستمرار هيمنته على لبنان ولتغطية البطش المفرط الذي استعمله في مواجهة المجموعات التي عارضته في لبنان وكانت ذات توجهات اسلامية كما حدث في مدينة طرابلس بين سنتي 1983 و1986. كما ان أجهزة المخابرات لم تتوقف عن التغاضي وحتى تشجيع وأحياناً تفريخ المجموعات الإرهابية ذات الشعارات الجهادية ومن ثم الإيقاع بها وبيعها لاحقاً. وقد كانت قضية مجموعة الضنية سنة 2000 احد ابرز أمثلة هذا التوجه عندما تغاضت الأجهزة الأمنية عن بداية هذه المجموعة ومن ثم جردت حملة تخويف وترهيب من قبل هذه الأجهزة مما دفع العدد الأكبر ممن شاركوا في هذه الأحداث إلى اللجوء إلى المجموعة. هذا بالإضافة إلى قضية مجموعة مجدل عنجر لاحقاً.

اما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فلم تتوقف وسائل الاعلام السورية عن محاولاتها لصق تهمة الاغتيال بالأصولية الاسلامية، وسمعنا وزير الخارجية ودعاة هذا النظام يستجدون تعاطف الغرب معهم في الحملة ضد ما سموه "بالعدو المشترك".

ومن منا لا يذكر مسرحيات المجموعات الإرهابية التي هاجمت في أكثر من موقع في دمشق ومحاولات الاعلام السوري التأكيد على ان سوريا هي نفسها ضحية الإرهاب الاصولي وان النظام القائم هو نظام علماني وبالتالي يساهم في منع الأصولية من السيطرة على المنطقة، وقد سمعنا الترداد الدائم عن التعاون الذي اثبتته أجهزة المخابرات السورية مع الولايات المتحدة الاميركية في قضية الإرهاب.

ولكن وفي نفس الوقت كانت أجهزة هذه المخابرات تستقبل المئات من المتطوعين تحت شعار الجهاد في العراق والذين تم تجيير قسم منهم إلى لبنان وهكذا تم بناء قضية "فتح الاسلام".

وبالعودة إلى هذه القضية، فعلى الرغم من ان معظم عناصر هذه المجموعة قد تجمعوا في مخيم نهر البارد تحت شعارات جهادية، ولكن قائد هذا التنظيم كان قد تم فصله عن تنظيم فتح الانتفاضة لإنشاء وقيادة هذه المجموعة وتم تسليمه مخازن الأسلحة التابعة لتنظيمه الاصلي في المخيم، والمعروف ان هذا الفصيل الفلسطيني كان قد تم شقه عن منظمة فتح تحت اشراف المخابرات السورية سنة 1982.

لقد كان مطلوباً سوريا ان تحول "فتح الاسلام" منطقة الشمال إلى إمارة اسلامية لن يكون احد قادر على مواجهتها غير تدخل سوري مباشر، ولولا الشجاعة الكبرى التي ابداها الجيش اللبناني والتضحيات الجسام رغم الخطوط الحمر التي رسمت له، لأصبحت هذه الامارة واقعاً، ولكان سيناريو 1976 تكرر.

ولم يعد خافياً على احد اليوم الحملة المستمرة منذ السابع من أيار لإحراج السنّة في لبنان ودفعهم بشكل مستمر باتجاه ردات الفعل المتطرفة واستدراجهم إلى رفع شعارات عنيفة توحي بأن زمام المبادرة أصبح بيد المجموعات ذات التوجهات المشابهة لتنظيم القاعدة.

كما ان الاحباطات المتكررة من موقف القوى الأمنية والجيش ساهمت بشكل واضح في تشكيل رأي عام مشكك بالشعارات التي التزم بها معظم سنة لبنان على مدى السنوات الماضية وهي مرجعية الدولة والابتعاد عن الأمن الذاتي. كما ان هذا الوضع يترافق مع حملات اعلامية من قبل الصحف ومحطات التلفزيون المرتبطة بأجهزة المخابرات السورية التي تحاول اظهار مدينة طرابلس على أنها "قندهار" لبنان. في هذا السياق يجب فهم أسباب التفجير الإرهابي الذي حصل منذ ايام وذهب ضحيته مجموعة من العسكريين في محاولة لوضع مدينة طرابلس في مواجهة القوى الشرعية، ولكن قدّر للشهداء وكما حدث في بداية احداث نهر البارد، أن يكونوا من ابناء طرابلس وعكار ومعظمهم من السنة، وهذا الواقع قد يساهم في احباط مخطط تحوير المدينة والشمال بشكل عام عن الخيار السياسي الذي اختاروه منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. صحيح ان استمرار الضغط الأمني والاقتصادي مضاف إليهما الوضع الاجتماعي المتردي اصلاً قد يشكلان عوامل خطيرة في هذا الإطار، ولكن طرابلس خاصة والشمال عامة وقد عانوا الأمرّين في زمن الاحتلال السوري، لن يتركوا المجال لفتح الباب ليكرّر التاريخ نفسه.

(*) نائب

 

الأصولية الإسلامية السنية في لبنان وهْم أم حقيقة؟

المستقبل - الاربعاء 20 آب 2008 - الشيخ خلدون عريمط

من الملاحظ أن الكثير من التحليلات والنقاشات والتسريبات الأمنية والاعلامية تدور في هذه الأيام، ومنذ بضعة شهور عن الأصولية الاسلامية السنية وخطرها على الساحة اللبنانية، ومن العجيب والمستغرب أن معدي ومروجي هذه (السيناريوهات) وبصحبتهم العماد المهووس بالسلطة ميشال عون وحلفائه، يتغافلون ويتناسون بسوء نية كل الأخطار الخارجية والداخلية، سواء كانت مسيرة أم مخيرة، ناشئة ذاتياً أو مدعومة من قوى اقليمية أو ايرانية وحتى دولية، ولا يرون خطراً على لبنان ومستقبله إلا في أوهام الأصولية السنية، التي بدأت ومنذ وقت ليس بقليل، بعض الوسائل الاعلامية والمنتديات السياسية تسلط الضوء على نموها وخطورتها، حتى ان البعض ذهب به خياله المريض وأعد من هذه الأصولية الوهمية، حلقات مخفية هي أشبه بالدراما المكسيكية أو التركية، ومن الملاحظ أيضاً أن معدي ومسوقي هذه الأوهام، يركزون على الشمال اللبناني المهمش اجتماعياً وانمائياً، سواء كان ذلك في مناطق طرابلس أو المنية أو الضنية أو عكار، ويظهر أن هناك قوى محلية وخارجية، أعدت عدتها، لتشويه وحصار بعض مناطق الشمال، على خياراتها السياسية، الوطنية والعربية، الداعمة لمشروع الاعتدال والوسطية الذي يقوده القيادي الشاب سعد الحريري وتياره الوطني، متناسين الأصوليات الأخرى المنتشرة في لبنان والمنطقة العربية، والهادفة الى قيام دولة ولاية الفقيه الايرانية حيناً، ودويلات ولاية المذاهب والطوائف حيناً آخر، على الرغم من أن القيادات الاسلامية السياسية والدينية، لأهل السنة والجماعة كانوا على الدوام وما زالوا، يراهنون في خياراتهم الوطنية، على مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة المواطنين، لا دويلات المذاهب والطوائف، وبالرجوع الى وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، والى مراكز المعلومات، نجد أن القيادات الاسلامية على تنوعها ومنذ الخمسينات من القرن الماضي، مروراً بوثيقة الثوابت الاسلامية التي أعلنت من دار الفتوى عام 84، حسمت خيارها بنهائية الكيان اللبناني العربي، ودعم مشروع الدولة ومؤسساتها، حتى ان هذه القيادات رفعت شعار لبنان أولاً، وبعمقه العربي من المحيط الى الخليج.

ومن حقنا أن نتساءل، عن سر هذا التركيز على الخطر الوهمي للأصولية الاسلامية السنية، القادمة من الشمال كما يدعي العماد ميشال عون، على أحصنة سوداء وبيضاء، لتسويغ وتبرير اعتقال المئات من الشباب الاسلامي بحجج وأوهام، ليس لها وجود إلا في عقول وأفكار مروجي هذه الأوهام، وليعلم الجميع أن لبنان لا يمكن أن يبنى بأصوليات مسيحية متعددة، أو بأصولية اسلامية، سواء كانت سنية أو شيعية، ومن المعروف علمياً وتاريخياً، أن الأصولية أياً كانت هويتها، لا تنمو وتترعرع، إلا كردة فعل على أصولية مهيمنة مقابلة لها.

وإذا كنا نعيب على القوى المعادية الكيل بمكيالين في نظرتها نحو العدالة والحرية والديموقراطية وحقوق الانسان، فإن الكيل بمكايل متعددة، ستبقى مرفوضة، سواء كانت مكاييل صديقة أو شقيقة، عدوة أو وافدة، وإذا كان هناك من خطر على لبنان والمنطقة من الأصولية وتداعياتها، فلتكن هذه الخطورة من كل الأصوليات، بدءاً من الأصولية الصهيونية الظالمة في فلسطين، الى أصولية المحافظين الحاقدة في أميركا، الى الأصولية الشيعية الفارسية الطامحة في ايران، والى الأصولية الاسلامية السنية في أي مكان.

وليعلم الجميع أن طرابلس والشمال، هي مناطق اسلامية ملتزمة ومحافظة، معتدلة وواعية، تعتز بعروبتها الحضارية ووظيفتها وعيشها المشترك، وهي حتماً ليست مناطق أصولية بالمعنى الذي يروج لها البعض، والتي هي رفض الآخر، وهو تفسير في غير مكانه حتى لا نقول أنه توجيه مشبوه، ورغم الحرمان والاهمال والتشويه، وافتعال الحوادث الأمنية، والمتفجرات المتنقلة، ستبقى طرابلس والشمال عاصمة للوطنية والعروبة والايمان، متكاملة مع عاصمة الوطن بيروت وقيادتها، ونهج شهيدها الرئيس رفيق الحريري، ومع الجرح الدامي لهذا الوطن، ومع كل هم عربي واسلامي، لأن المسلمين وعلى مدى تاريخهم الطويل، كانوا على الدوام حاملين لمشروع الدولة ومؤسساتها ومكوناتها، ومحتضنين لكل أطياف ومكونات هذه المنطقة، رغم الجراحات والآلام التي عانى منها المسلمون، من شركائهم وأبناء جلدتهم وحتى عقيدتهم. فالملتزمون والمؤمنون والعروبيون كثر، مجذرون في طرابلس والشمال وكل لبنان، أما الأصوليون الرافضون للآخر، والمكفرون لأبناء عقيدتهم والمعرقلون لقيام دولة المواطنين، دولة الوطنية والحداثة، لا وجود لهم في الشمال، لتغيير خياراتها الوطنية، بافتعال معارك جانبية بين أبناء المدينة الواحدة، أو بتفجيرات مشبوهة لا تميز بين الضحايا، للمساهمة في صنع خطورة أوهام الأصولية الاسلامية السنية، التي تعيش في خيال البعض، من كتاب الأوراق الصفراء لتكديس الأوراق الخضراء (الطاهرة أو المطهرة) في الجيوب والخزائن الحديدية لإبقاء لبنان ساحة لتوجيه الرسائل، والرسائل المضادة للقوى الاقليمية والدولية.

 

اندفاعنا باتجاه تيار لنوقع معه تفاهماً محاولة لمساعدة بلدنا"

نصرالله: الحوار الوطني الجدّي يقوم في ظل التهدئة ومن الآن الى الانتخابات "يخلق الله ما لا تعلمون"

المستقبل - الاربعاء 20 آب 2008 - أشار الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى ان "التهدئة في الساحة الوطنية اللبنانية، هي مصلحة وطنية وليست مصلحة حزب أو جهة أو فئة لوحدها، لانه في ظلها يمكن أن يقوم حوار وطني جدي، سواء حول الإستراتيجية الدفاعية أو حول القضايا الإقتصادية والمالية أو حول مسائل الإصلاح السياسي، وبناء الدولة أو حول أي مسألة يريد اللبنانيون أن يتحاوروا فيها وحولها". ورأى خلال رعايته اللقاء التبليغي العلمائي، الذي نظمه "المركز الإسلامي للتبليغ" في أجواء ولادة الإمام المهدي عليه السلام، وبداية أسبوع المسجد واقتراب حلول شهر رمضان المبارك، بحضور حشد علمائي كبير، "ان الهدوء العام في البلد، هو الذي يساعد بأن تتحول حكومة الوحدة الوطنية، إلى حكومة عمل، وإلى حكومة قادرة ولو نسبياً على معالجة بعض الأزمات، وإنهاء بعض الملفات العالقة، على المستوى الوطني".

وقال: "هذا الهدوء يساعد على استعادة المؤسسات العسكرية والأمنية انفاسها وقوتها وقدراتها، لتثبيت حالة الامن والإستقرار في البلد، والإنتقال من مرحلة الإستنزاف المنتقل من هذه المنطقة إلى تلك المنطقة". ولفت الى ان "إبقاء حال التشنج والتوتر القائمة، أو توتير ما هو غير قائم، سيؤدي إلى تعطيل الحوار وتعطيل عمل الحكومة، ونقل التوتر إلى طاولة الحكومة، وكذلك سيؤدي إلى استنزاف القوى الأمنية واستنزاف الشعب اللبناني، مع العلم ان كل مساعي التشنج والتوتير، لا جدوى منها ولا فائدة منها، وإذا كان الهدف هو هدف انتخابي فليؤجلوا هذا الأمر، إلى ما قبل أسابيع من الإنتخابات، لأنه من الآن إلى الإنتخابات "يخلق الله ما لا تعلمون".

أضاف: "في هذه الأشهر القليلة فان لبنان وشعبه والجميع في لبنان، بحاجة إلى الهدوء، وفي هذا السياق عندما نتوجه بخطاب هاديء نتوجه انطلاقا من رؤية، وعندما نمارس بهدوء ننطلق من رؤية، وعندما نندفع باتجاه تيار هنا أو قوة هناك، لنوقع معها تفاهماً أو وثيقة أو نتقارب من حيث الفكرة أو الرؤية أو تشخيص الواقع أو معالجة الأزمات، إنما نحاول أن نساعد بلدنا وليس أنفسنا فحسب، بل البلد كله لان في ذلك مصلحة للبلد كله".

ورأى أن "الغريب والعجيب أن البعض يتوتر عندما يجد أي فرصة تلاقي بين اللبنانيين، بين فرقاء متباعدين"، مشدداً على وجوب "أن يكون أي تلاقي سبباً لسعادة اللبنانيين، واعتزازهم لأننا نثبت للعالم أننا مهما اختلفنا على المستوى الفكري، أو العقائدي أو الديني، أو المذهبي أو السياسي، يبقى هناك مساحة واسعة للعقل وللفكر وللحوار ولسعة الصدر ولقبول الآخر، وتحمل الآخر والإستعداد للتعاون بين أبناء الوطن الواحد، على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والعقائدية والطائفية والمذهبية والمناطقية". واعتبر انه "من الطبيعي أن يقابل أي تقارب أو تفاهم، بين مجموعتين لبنانيّتين مسلمتين أو مسيحيّتين أو مسلمة ومسيحية بإرتياح في الأوساط العامة وليس بتشنج وتثوير غرائز ونكء جراح، فالمطلوب من خلال التقارب أن نعالج هذه الجراح".

ووجه نداء إلى كل العلماء في لبنان وكل النخب ووسائل الإعلام، أن "نتعاون من أجل إشاعة ثقافة الحوار، والتحمل والصبر والتقارب والتعاون والمشتركات بيننا كلبنانيين، أيا كانت اختلافاتنا، فهي مشتركات كبيرة ونستطيع أن نعمل عليها، في مساجدنا وكنائسنا والحسينيات، والمراكز الحزبية والسياسية والثقافية وأن يكون لدينا خطاب واحد في هذا الإتجاه، لا أن يكون لدينا أكثر من خطاب". وأشار الى ان "منعة لبنان وقوته، وإخراجه من أزماته، والمخاطر التي تتهدده على المستوى الداخلي، مرهونة باعتماد سياسية التهدئة الشاملة واعطاء هذه التهدئة الفرصة الضرورية".

وقال: "طالما كنتم تقولون فلنخرج من الشارع، ولنعد إلى المؤسسات الدستورية، عظيم، اليوم يوجد حكومة وحدة وطنية ومجلس نيابي عاود نشاطه وهو لم يغلق بابه في يوم من الأيام، ونحن على أبواب عملية ديموقراطية طبيعية، بعد أشهر عدة من خلال الإنتخابات النيابية، فلنمارس حياتنا السياسية، من داخل المؤسسات ولنبعد التشنج والتوتر عن الشارع، ولنفتح أبواب الحوار في كل شيء، لأن ما يجري من حولنا في المنطقة والعالم هو كبير وخطر، إن لم نتعاون ونتماسك ونقفز فوق الصغائر". ودعا الى ان "نكون بمستوى التحدي"، محذرا من "أعاصير مقبلة على العالم والمنطقة قد لا يصمد أمامها لبنان ولكنه بالتأكيد يصمد بتعاوننا".

وختم: "لا أريد أن أتحدث عن الوحدة كشعار، لكنني أتواضع وأقول بلغة متواضعة، التعاون والتقارب والتنسيق والعمل على المساحة المشتركة هو أفضل وسيلة وطنية وأخلاقية وإنسانية، يمكن أن نباشرها في هذه الأيام".

 

لمسات نوّاف الموسوي سبب إضافي لتجميد وثيقة "حزب الله ـ وقف التراث"

وسام سعادة

نصّت وثيقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" الموقّعة في صالون كنيسة مار مخايل بتاريخ 6 شباط 2006 على وجوب "تفعيل عمل الأحزاب وتطويرها وصولاً إلى قيام المجتمع المدني". كما التزم التفاهم ضمنياً بمقولة "العقد الإجتماعي" من خلال ما نصّ عليه من تطلّع إلى "بناء دولة عصرية تحظى بثقة مواطنيها وقادرة على مواكبة احتياجاتهم وتطلّعاتهم وعلى توفير الشعور بالأمن والأمان على حاضرهم ومستقبلهم".

أما وثيقة فندق "السفير" الموقعة بين "حزب الله" وبين "جمعية وقف التراث" ذات المنبت السلفي والتي سبق لها تعيير العماد ميشال عون بـ"عدم معرفته بالأصول العلمية للدعوة السلفية" فلا مكان فيها لا للمجتمع المدني ولا للعقد الإجتماعي ولا لذكر الدولة من أساس. لأجل ذلك ميمونٌ تجميدها.

التناقض بيّن إذا ما بين الوثيقتين، ويمكن القول أن الأخيرة تنسخ (أي تبطل مفاعيل) الأولى. فوثيقة فندق "السفير" تحرّم دم المسلم إلا أنها تعود فتسقط عن هذا "المسلم" صفة "المواطنية" وتنصّ على أنه "في حال تعرّض أي مجموعة (مسلمة) إلى اعتداء فمن حقها اللجوء إلى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها". فضلاً عن تشريعها لمنطق الأمن الذاتي، تأتي هذه الفقرة كصدى أكيد لما سبق لغير مسؤول في "حزب الله" الترويج له، وتحديداً مسؤول "العلاقات..." نواف الموسوي الذي وضع ما حدث في 7 أيار في نطاق تنفيذ "عملية الدفاع عن النفس"، وقال في احتفال تأبيني في الدوير في 21 حزيران الماضي "لقد اعتدي علينا حينها ورددنا هذا الإعتداء بأعلى مناقبية يمكن أن تعرف في تاريخ لبنان".

كذلك تظهر لمسات الموسوي في الصياغة في البند الثاني من الوثيقة. فعلى الرغم من أن موقّعيها يؤكّدون أنها "ليست موجهة ضد أحد" إلا أن التواتر واضح وجليّ بين قول الوثيقة بالـ"الإمتناع عن التحريض وتهييج العوام لأن ذلك يساهم في اذكاء نار الفتنة ويخرج القرار من أيدي العقلاء فيتحكم بالساحة السفهاء" وبين ما سبق لنواف الموسوي تناوله في الإحتفال التأبيني إياه من "خطورة استمرار التحريض على المستويين المذهبي والإعلامي" وتحذيره الموجّه لأكثرية الطائفة السنية بالقول "إذا أردتم تعبئة قاعدتكم مذهبياً وطائفياً فلا مشكلة ولكن تعبأ قاعدتنا في المقابل، مع الفرق أن قاعدتنا معنا وقاعدتكم حين تحرّضونها على هذا النحو فإنكم تنشئون البيئة الحاضنة لظواهر متطرّفة" أضف إلى تحذيره للمجموعات الإسلامية بأن "أي ظاهرة متطرّفة اذا بدأت في العمل الذي يهدّدونا به، فإن لكل فعل ردّة فعل".

ومن الطريف أيضاً أن الوثيقة التي تدّعي بعد كل ذلك "أنها ليست موجّهة ضد أحد" وأنّ الموقّعين عليها يعتزلون التكفير حتى اشعار آخر إنما تستعيد من السيّد نواف الموسوي حملته على من كان يسمّيهم بالـ"السفهاء من مصدري الفتاوى".

فهل فاتت الداعية حسن الشهّال هذه المفاتيح التي بها اختط النص وبها يقرأ، مثلما فاته عدم التكافؤ بين ما يتوجّب على أهل السنة وما يتوجّب على أهل الشيعة بموجب البند الرابع من الوثيقة الذي ينص على "السعي بجد وجهد للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنّة والشيعة". فهذا النص يتناسى أنه إذا كانت مشكلة الشيعة مع السنّة هي ما يتعرضّون له من "تكفير" فإن مشكلة السنّة مع الشيعة ناشئة فقهياً واجتماعياً من تراث آخر ينبغي الإقلاع عنه وهو تراث "التنجيس"، أي ما لم تعطّله بعد بعض الإتجاهات المتطرّفة من الشيعة من "أحكام النجاسة ضد السنّة" وما يتّصل بها من "تحريم مجالسة النواصب" أو "الأكل من طعامهم" أو ما شاكل. فقط حينما يصار إلى التعطيل المتبادل لكل من المنحى التكفيري من ناحية والمنحى التنجيسي من ناحية أخرى يتحقـّق التوازن في البند الرابع من الوثيقة، وحبذا لو تأخذ بهذا الرأي اللجنة التي يدعو البند السادس إلى قيامها بين "كبار المشايخ في الدعوة السلفية وكبار المشايخ عند حزب الله للبحث في النقاط الخلافية عند الشيعة والسنة".

بيد أنه سيبقى حواراً بين "حزب الله" الشيعي الجماهيريّ المسلّح وبين مجموعة هي جزء من التيار السلفي ولا تختصره، بل لعلّها أقلية فيه، كما أن التيار السلفي هو جزء من الحركة الإسلامية داخل الطائفة السنية، بل لعلّه أقلية فيها، فضلاً عن كون الحركة الإسلامية أقلية ضمن الطائفة السنية، مع كونها أقلية "متّصلة" لا منفصلة عن بقية الطائفة، وعن الشركاء الآخرين في الوطن.

وفي هذا الحيّز فإنّ اختلال التوازن الواقعي بين حجم "حزب الله" وبين حجم "جمعية وقف التراث" ثم اختلال التوازن الذي يظهره نصّ الوثيقة ومفاتيحها "الموسوية"، إنما لا يجعل مثل هذا الحوار مؤهلاً للنظر في "النقاط الخلافية عند الشيعة والسنة". فالحوار الديني في "النقاط الخلافية" مفترض أن ينشىء بين المرجعيات الدينية المؤسّسية للمذهبين السنّي والشيعي في لبنان المعنية أصلاً بأمور "التقريب"، والتي اجتمعت في قمة روحية سنية شيعية درزية في 21 شباط الماضي لـ"تحرّم الإقتتال الداخلي" ولم يلتزم بذلك طبعاً.. غزاة بيروت في 7 أيار.

الحوار بين السنّة كسنّة وبين الشيعة كشيعة يناط بالمراجع الرسمية للمؤسّسات الدينية، وإلا اختلط الحابل بالنابل وصار تجويز "الدفاع عن النفس" إباحة للهجوم "الوقائي" وتحوّل "منع الفتنة" إلى حثّ عليها. ألم يعلن الإعلام الحربي صبيحة 8 أيار ويوم كانت وسائل إعلام "المستقبل" تستباح أن بيروت تطهّر نفسها و"تتجاوز الفتنة"؟. ألم يعلن أهل الإعلام الحربي غير مرة من أنهم "ما عادوا يخافون الفتنة"؟.

لكل طائفة اعتدال يمكن أي يميّزها في لبنان، ويمكن لهذا الإعتدال أن يزدهر في مرحلة ويستهدف في مرحلة أخرى. لكن ما يميّز الإعتدال داخل الطائفة السنية أنّه ليس لهذه الطائفة أي "تفكير تقسيمي" راودها في مرحلة من المراحل، وإن كان راودها "هاجس انضمامي" في المرحلة التأسيسية من قيام لبنان الحديث. هذا فيما كان على كل طائفة من الطوائف الأخرى، سواء المتبنية منذ البدء للفكرة اللبنانية أو التي كانت "آخر العنقود" في هذا المجال، أن تتجاوز "النزوع التقسيمي" داخلها.

لأجل ذلك، فكل من يستهدف خط الإعتدال في الطائفة السنية يساهم بشكل واع في تأجيج نار الفتنة. بل لمزيد من الوضوح: كل من يتعرّض للقدرة الإستيعابية التي يمتلكها هذا الإعتدال حيال التيارات الإسلامية السنيّة فإنه يخاطر ليس بتأجيج الفتنة فحسب وإنما بتفتيت الكيان الوطني اللبناني.

 

وثيقة التفاهم تتعرض لضربـــــات بانتظار لفظ انفاسها الاخيــرة

"حزب الله" قابل اعلان تجميد العمل بها بتفهمـــــــــه للضغوط

وقماطي كشف ان داعي الاسلام كان على اتصال مع الحزب قبل التوقيع

مؤسس التيار السلفي: القصد منها طي صفحات سود من تاريـخ الحزب

المركزية - لم تكن وثيقة التفاهم بين "حزب الله" وبعض التيارات السلفية تبصر النور حتى تعرضت لضربات متتالية من اهل البيت السلفي والسني، في انتظار ان تلفظ انفاسها الاخيرة لاعتبارات عدة. وقوبل اعلان رئيس "جمعية الايمان والعدل والانسان" الدكتور حسن الشهال مع مؤسس التيار السلفي رئيس "جمعية الهداية والاحسان" الشيخ داعي الاسلام الشهال تجميد العمل بالوثيقة، باعلان "حزب الله" تفهمه الضغوط الكبيرة التي تعرض لها الشيخ الشهال واحترام خياره، فيما اعلن عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي لـ"المركزية" ان الفريق الذي عارض وثيقة التفاهم وافق على مضمونها لكنه اعترض على التوقيت والمكان، كاشفا ان داعي الاسلام الشهال كان على اتصال مع الحزب قبل التوقيع على الوثيقة وكاد ان يعقد لقاء قياديا ومعلنا مع الحزب. لكنه امل في ان تأخذ المشاورات عند الطائفة السنية مجراها وان تصل الى نتيجة ايجابية مشددا على ان لا احد يستطيع معارضة بنود التفاهم التي تقول بوأد الفتنة وبمواجهة الفكر التكفيري.لكن مؤسس التيار السلفي اكد موقفه بان الوثيقة كانت فرقعة اعلامية فشلت واكد لـ"المركزية" ان القصد منها في طي صفحات سود من تاريخ تنظيم حزب الله.بيان حزب الله: وكان حزب الله اصدر البيان الآتي:

"اظهرت المواقف المؤيدة لتفاهم حزب الله وقوى سلفية في لبنان اهمية هذا التفاهم بشكله ومضمونه ومدى تأثيره في تعزيز التعاون والحوار بين القوى الاسلامية المختلفة بما يساهم في الوحدة الاسلامية والوطنية في مواجهة التحديات، وفي المقابل استمعنا الى التعليقات الحادة والمتوترة التي صدرت عن بعض القوى والقيادات الرافضة لهذا التفاهم، الذي لا يناقش في مضمونه الاسلامي والوحدوي اي مسلم وشريف.

ان حزب الله يقدر عاليا شجاعة الاخ الشيخ الدكتور حسن الشهال ومجموعة الاخوة والقوى السلفية الذين شاركوا في انجاز وثيقة التفاهم والاعلان عنها، ويتفهم الظروف والضغوطات الكبيرة التي تعرضوا لها، ويحترم خيارهم في تعليق العمل بالوثيقة او اجراء المزيد من التشاور والتأمل والمراجعة، وسيجدون حزب الله معهم والى جانبهم في اي خيار يرونه مناسبا".

قماطي: بدوره قال عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي لـ"المركزية:: نحترم شجاعة الشيخ حسن الشهال وفريقه الذي اكد الحرص على الوحدة الاسلامية والوطنية ونقدر ايضا الظروف التي فرضت عليه ان يعلق العمل بهذا التفاهم. وفي الوقت نفسه نقول ان مضمون التعليق ليس مسيئا فهم قالوا بتجميدها لدراستها مع اهل العلم والدراية مع ابناء الدعوة السلفية، والعمل على توسيع دائرة التشاور والعودة بالتشاور الى ارباب المسؤولية السياسية السنية في البنود المتعلقة بالجوانب السياسية السنية، وهذا كله امر ايجابي ونحن نأمل في ان نصل الى مروحة اوسع في التيار السلفي وغير التيار السلفي لتوقيع مذكرة تفاهم.

اضاف: لكن ما اود قوله اليوم والتأكيد عليه ان الفريق الذي عارض المذكرة قد وافق على مضمونها ولكنه اعترض على التوقيت والمكان وبعض الظروف ويعلم هذا الفريق جيدا ان الشيخ الداعي الشهال كان على اتصال مع حزب الله قبل التوقيع على هذه الوثيقة وكان على وشك ان يعقد لقاء قياديا ومعلنا مع حزب الله وكان موافقا على ذلك لبدء حوار ايجابي لوأد الفتنة ولتوحيد الصف الاسلامي، ونستغرب ان الذي كان مستعدا لهذا القدر من التعاطي الايجابي كيف انه فجأة غيّر موقفه بسبب ان ابن عمه وصهره سبقه الى توقيع المذكرة. فلنخرج من الحجج الواهية ونحن نرحب بكل الايجابيات من كل الاطراف ونأمل في ان نصل مع جميع اطراف التيار السلفي من دون استثناء ومع جميع المسلمين ايضا من دون استثناء لتفاهمات تخرج لبنان من ازمته وتحصنه ضد اي فتنة مذهبية او طائفية او عنصرية.

وردا على سؤال جزم الحاج قماطي ان احدا لا من تيار المستقبل ولا من التيار السلفي اعترض على المضمون وهذا ما يثير الاستغراب والتعجب فالجميع موافقون على المضمون فلا احد يستطيع ان يدعم الفتنة، ولا احد يستطيع ان يدعم التكفير لان المذكرة طالبت بوقف الفتنة وبمواجهة الفكر التكفيري، فلا احد يستطيع ان يعارضه. كما انها اكدت على السلم الاهلي وعلى العيش المشترك في لبنان فلا احد اذا يستطيع ان يعتبر ان هذا المضمون هو مضمون خاطىء. والجميع موافقون عليه بمن فيهم تيار المستقبل لكن الاشكالية عندهم هي: من وقع التفاهم ولماذا انفرد بتوقيع التفاهم ولماذا لم يجر مشاورات مع الآخرين قبل ذلك، علما ان الفريق الذي وقع اجرى مشاورات مع تيار المستقبل وتحديدا مع النائب سمير الجسر وابدى موافقته وتأييده للمضمون وعندما وقع التفاهم احتجوا. وقال: المهم عندنا ان موضوع هذا التفاهم لاقى الكثير من الترحيب والتشجيع من اطراف وقوى لبنانية من الطائفة السنية الكريمة.

وعن توقعه لمصير هذا التفاهم وهل سيطول تعليقه ام سينسف من اساسه اجاب قماطي: اعتقد ان الامور ستسير في اتجاه ايجابي لان احدا لا يستطيع ان يستمرالى ما لا نهاية في التجييش المذهبي والطائفي. في هذا الموضوع اذا كان المقصود منه استمرار التجييش لاهداف انتخابية فهذا لن يجدي نفعا وتاليا اعتقد ان الاجواء الداخلية في لبنان والاجواء في المنطقة تسير في اتجاه تفاهمات وليس صدامات وعلى هذا الاساس نأمل ونتوقع ان تأخذ المشاورات عند الطائفة السنية الكريمة مجراها وان تصل الى نتيجة ايجابية وتأكيد ما ورد في التفاهم وربما الاضافة عليه ايضا امورا ايجابية اخرى.

داعي الاسلام: في المقابل عزا مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال تجميد العمل بوثيقة التفاهم مع حزب الله الى كونها تحقق مصلحة فريق على حساب فريق اخر، و"هي بمثابة ذر للرماد في العيون، ولا تعالج المشكلة ولا يمكن تطبيقها على الارض كونها بين طرفين الفارق بينهما كبير في القدرة على التنفيذ، وهي تخلو من مضامين اساسية ومقدمات وشروط وضوابط لا بد منها والا كانت الوثيقة مجحفة بحق الفريق الضعيف، لان القوة هي الحكم حينئذ، اضافة الى ان هذا الفريق السلفي لا يمثل شيئا معتبرا على الساحة السلفية ولا على الساحة السنية".

وقال الشهال لـ"المركزية": "هذه المبادىء العامة في الوثيقة بحاجة الى تفاهم لان التفاهم يجب ان يكون حول شيء مختلف عليه، لا على بنود هي من المسلمات، وهذا ما يجعل القصد من الوثيقة طي صفحات سوداء من تاريخ تنظيم حزب الله من دون تصليح الخطأ مع تلميع صورته، اضافة الى كونها تسيء الى صدقية التيار السلفي الذي اضحى عنوانا للدفاع عن الحقوق والعزة والكرامة".

اضاف: "لذلك الوثيقة هي فرقعة اعلامية فشلت في حين نحن مع الحوار كما اسلفنا وكررنا ذلك، حيث تتوافر الشروط وتتهيأ الظروف المناسبة وهناك الكثير من القضايا المحلية بحاجة للتوافق على المبدأ قبل الدخول في التفاهم وعقد الاتفاق مع مجموعة السلفيين التي وقعت على الوثيقة لناحية اشراك كل المعنيين في اي قرار لاحق وجدي، هذا اذا اردنا تحقيق المصلحة العامة للسلفيين والمسلمين واللبنانيين على السواء".

حسن الشهال: اما الدكتور حسن الشهال فقال لـ"المركزية" " ان هناك سببين لتجميد وثيقة التفاهم الاول هو انه فهم من النائب سمير الجسر ان تيار المستقبل لا يمانع توقيع هذه الوثيقة الامر الذي اشترطناه في الاساس واعلناه رسميا في خلال الكلمة التي القيناها قبل التوقيع في فندق "السفير" في بيروت، وتثبيتا على ذلك قلت في خلال حفل التوقيع "لو كنت أعلم ان تيار المستقبل لا يوافق على هذه الخطوة لما اقدمنا عليها" فنحن لا نريد التوصل الى سجال اعلامي مع التيار.

والسبب الثاني هو ان الشارع السني لم يتقبل التوقيع بالحد المطلوب على عكس الشارع الشيعي لان احداث السابع من ايار وما بعدها في البقاع والشمال والتي تمت في المناطق السنية والتي تأذى من جرائها السنة من حزب الله، لها تأثير على ذلك حيث هؤلاء الناس لم يستطيعوا نسيان مآسي هذه الاحداث وما تلاها والعلاج لذلك هو باعطاء اهالي هذه المناطق ما يبلسم الجراح من تعويضات وايقاف ما يجري في طرابلس، الامور التي تقدم خطوات نحو الحوار واعادة هذا التفاهم وتعميقه بحيث يتم تبنيه من السلفيين عموما واهل السنة خصوصا.

 

 

العماد عون تسلم دعوة للمشاركة في ذكرى "اخفاء الامام موسى الصدر"

وطنية - 20/8/2008 (سياسة) استقبل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في منزله في الرابية، النائب علي حسن خليل يرافقه وفد لتسليم العماد عون والتكتل، دعوة للمشاركة في ذكرى إخفاء الإمام موسى الصدر.

بعد اللقاء، اكد النائب علي حسن خليل "إن الحوار حاجة ملحة لفتح صفحة جديدة في العمل الحكومي والإداري، بغية دفعه الى الأمام وتطويره وتنقيته من شوائب الماضي"، وشدد على أهمية الحوار الوطني، وقال: "أن التحضير لإنجاحه أمر طبيعي"، ولفت الى "أن لا أمور معقدة، إذ إن توقيته وآلياته وغيرها من التفاصيل أمور منوطة برئيس الجمهورية (العماد ميشال سليمان". اضاف: "نحن أمام تجربة جديدة بعد انتخاب رئيس، تجربة تختلف عن الحوار الذي أداره دولة الرئيس (مجلس النواب الاستاذ نبيه) بري في آذار 2006. نحن نحترم كل الآراء التي تحدثت عن شكل هذا الحوار، لكن يجب أن توضع كلها في تصرف فخامة الرئيس الذي له حق التقدير من خلال دوره وموقعه". واكد "اننا نشجع لقاء أي من الفرقاء اللبنانيين مع بعضهم البعض"، ولفت الى "ان تنظيم الاختلافات وإعطاء الأولوية لمنطق الحوار وايقاف منطق التخوين والتكفير وقطع التواصل, وهي مسألة ضرورية ليس فقط بين المسلمين والمسلمين، إنما أيضا بين المسلمين والمسيحيين، وذلك للارتقاء في لحظة ما الى مستوى يتقدم فيه الخطاب الوطني الجامع على ما عداه من اتفاقات".

ولفت الى "أن المشاورات تتكثف في شكل جدي لتعيين قائد للجيش، من أجل الإنتهاء بأسرع وقت ممكن"، معتبرا "أن هذا الأمر بات ضرورة ملحة لتعزيز الاستقرار الأمني". كما استقبل العماد عون، بعد الظهر، عضو البرلمان الكندي ماري موراني في حضور مسؤول العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دوشدرفيان".

 

هيئة "التيارالوطني الحر" في الكورة استنكرت جريمة بترومين

وطنية - 20/8/2008 (سياسة) اصدرت هيئة "التيار الوطني الحر - قضاء الكورة" بيانا استنكرت فيه جريمة بترومين, جاء فيه:"استيقظت الكورة صبحية هذا اليوم على فاجعة أليمة ومصاب جلل، تمثلت باقدام المدعو جاك حريكي في بلدة بترومين على قتل الخبير المهندس غسان غانم وابنتيه المحامية شيريل وشنتال.

ان هيئة التيار, اذ تستنكر هذه الجريمة المروعة التي اودت بحياة رفاق اعزاء تفخر بهم، تهيب بالاجهزة القضائية والامنية المختصة متابعة القضية توصلا للكشف عن ملابساتها، وتسأل المولى الكريم بان يسكنهم فسيح جناته، ويمنح ذويهم الصبر والسلوان، وتعاهد ابناء الكورة وناشطي التيار لا سيما في بلدة بترومين, العمل على ان تكون العدالة مظلة لكل اللبنانيين والمفترض انهم آمنون في ارواحهم وارزاقهم".

 

حزب الله" و"أمل" في الجنوب استغربا "إعلان البعض معارضته للتفاهمات": نتمسك بسياسة الانفتاح واليد الممدودة وشمول الحوار كل النقاط الخلافية

وطنية - 20/8/2008 (سياسة) عقدت قيادتا "حزب الله" وحركة "أمل" في الجنوب اجتماعا استعرضتا فيه التطورات السياسية والأمنية والتعاون المشترك بينهما في الاستحقاقات المقبلة. واصدرالمجتمعون بعد الاجتماع البيان التالي:

"1- عشية الذكرى الثلاثين لتغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه، نجدد تأكيد وجوب بذل أقصى الجهود الممكنة لكشف ملابسات هذه القضية الوطنية والعربية والاسلامية، وندعو الحكومة إلى مضاعفة مساعيها على الصعد كافة، بهدف ممارسة أقصى الضغوط لكشف مصير الإمام المغيب ورفيقيه.

2- إننا وفي ذكرى اخفاء قائد المقاومة الامام الصدر ولمناسبة حلول الذكرى الثانية للانتصار الإلهي الذي تحقق في تموز 2006 نتقدم من اللبنانيين بالتهنئة والتبريك، ونجدد التمسك بخيار المقاومة الذي أثبت نجاعته، مع التأكيد على استمرار العمل لتحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والاستعداد للتصدي لأي عدوان إسرائيلي في ظل حملة التهديدات التي تصدر عن القادة الصهاينة، ونشدد على ان الاستراتيجية الدفاعية للبنان هي الركيزة الاساس في بناء الدولة القادرة وعنوان المنعة في لبنان أمام التحديات الاسرائيلية.

3- مع اقتراب موعد انعقاد جولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية، نؤكد على التمسك بسياسة الانفتاح واليد الممدودة لجميع الشركاء في الوطن وعلى وجوب أن يشمل الحوار كل النقاط الخلافية من أجل بناء الأسس الصحيحة لقواعد مصالحة وطنية متينة تشمل جميع الافرقاء وتقوم على التوافق حول كل المسائل المطروحة والمشاركة في تحمل المسؤوليات. وانسجاما مع ذلك نبدي الارتياح الشديد لنتائج القمة اللبنانية - السورية التي أرست أسس عودة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي والصحيح، وندعو كل الأطراف إلى التعامل بإيجابية مع هذه القمة من دون مزايدات أو مماحكات سياسية إفساحا في المجال أمام سلوك مقرراتها طريق التنفيذ.

4- إن التلاقي والحوار بين اللبنانيين هو السبيل الأوحد لانقاذ لبنان وبناء الدولة وترسيخ الوحدة الوطنية لما في ذلك من مصلحة في جسر التواصل والتفاهم بين كل اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم ومذاهبهم ترسيخا للوحدة الوطنية. وفي هذا الإطار نستغرب مسارعة البعض إلى إعلان معارضته لبعض التفاهمات التي تهدف الى منع وقوع الفتنة. وندعو هذه الأطراف إلى تقديم ما لديها من بديل يدرأ عن هذا البلد أخطار مشاريع الفتن التي تحاك ضده.

5- ندعو الحكومة إلى إيلاء القضايا الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية الاهتمام اللازم والفوري بعد أن باتت تثقل بشكل كبير كاهل المواطنين، والى المسارعة للعمل من أجل رفع الحرمان عن كل المناطق من الشمال إلى الجنوب مع التشديد على وجوب إيجاد حلول جذرية تعيد الطمأنينة والاستقرار إلى اللبنانيين وثقتهم بدولتهم ومؤسساتها. كما اننا نرفع الصوت عاليا أمام تقصير الحكومة في استكمال دفع كل التعويضات المستحقة للمتضررين من العدوان الإسرائيلي عام 2006 سيما أن جزءا كبيرا منهم لم ينل مستحقاته، وندعوها الى وجوب الاسراع في اقفال هذا الملف بعد مرور أكثر من سنتين على العدوان".

 

النائب نقولا حذر من "خطوات تصعيدية سياسية لتكتل "التغيير والإصلاح" في حال عدم تجاوب الرئيس السنيورة مع مطلب تحصيل حقوق نائب رئيس الحكومة"

وطنية - 20/8/2008 (سياسة) رفض عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا التعليق على حديث عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب الأرثوذكسي فريد حبيب عن صلاحيات نائب رئيس الحكومة، معتبرا كلامه عن انضمام نائب رئيس الحكومة الحالي اللواء عصام أبو جمرا إلى 14 آذار لمنحه مكتبا في السراي "كلاما لا يستحق الرد"، سائلا عن "الفارق إذا كان صاحب هذا المنصب من 14 آذار أو من التيار الوطني الحر".

وإذ لفت إلى أن نائب رئيس الحكومة الذي ينتمي حاليا إلى "التيار الوطني الحر" قد يكون مستقبلا من فريق سياسي آخر، شدد على "ضرورة حصول صاحب هذا المنصب على مكتب داخل السراي وتحديد صلاحياته في النظام الداخلي للحكومة على غرار ما هو حاصل مع نائب رئيس المجلس النيابي". وأكد "أن طرح الموضوع ليس فئويا وليس بهدف تشليح رئيس الحكومة من صلاحياته إنما هناك نائب لرئيس الحكومة عين بمرسوم ويحق له بمكتب في السراي وبصلاحيات لممارستها". وانتقد حديث رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن استئجار مكتب بمبلغ مليوني دولار لنائبه خارج السراي، مشيرا إلى "أن سلسلة الرتب والرواتب والموظفين وفقراء لبنان يستحقون هذه الأموال أكثر مما يستحقه المكتب خصوصا وأنه متوافر داخل السراي التي تتسع لجميع الوزراء".

وأكد نقولا "ضرورة أن يفهم الرئيس السنيورة انه لم يعد مستأثرا في الحكم، وأن البلد يحكم اليوم بالمشاركة"، محذرا من "خطوات تصعيدية سياسية سيتخذها تكتل "التغيير والإصلاح" في حال عدم تجاوب السنيورة مع مطلب تحصيل حقوق نائب رئيس الحكومة.

وتطرق نقولا إلى "الحرمان الذي تعاني منه منطقة المتن"، سائلا في موضوع خطوط التوتر العالي في منطقة المنصورية عن "سبب تحويل مسار هذه الخطوط وعن المستفيد من هذا الأمر، خصوصا وأن تحويل المسار يترتب عليه تكاليف إضافية ويؤدي "لخربان" منازل الناس التي تمر من فوقها خطوط التوتر العالي". وإذ دعا الحكومة إلى "كشف النافذين الذي ساهموا في تحويل المسار"، شدد على انه "من غير المقبول هدر حقوق المواطنين".

وفي موضوع حرمان مناطق متنية عدة من المياه، أعلن النائب نقولا "أن رئيس الحكومة المسؤول الأول عن مجلس الإنماء والإعمار أمر بإيقاف العمل بمشروع في منطقة "قطين-عازار" في أعالي المتن الشمالي والذي كلف الدولة مبلغ خمسة ملايين دولار بقي منها 900 ألف دولار أمنها الصندوق الكويتي لإنجاز العمل بهذا المشروع"، متسائلا عن "سبب حرمان أهالي المتن من مياه الشفة بأمر من رئيس الحكومة".

وعن موضوع طريق طرابلس القديمة التي تمر من عمارة شلهوب حتى الضبية، أشار إلى أن "بدء العمل بها كان مقررا بداية العام 2008 بعد تأمين الأموال اللازمة لها من البنك الدولي "إلا ان العمل لم يبدأ بعد تحويل إلى مشاريع أخرى".

وإذ لفت نقولا إلى أن مجلس الإنماء والإعمار، المسؤول عنه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، "يتصرف كأنه الحاكم المطلق يحرم من يريد ويكون كريما مع يريد"، حذر من أن هذا الموضوع لن يستمر "حتى لو اضطررنا لقطع الطرقات، وقد نضطر للمطالبة بإقالة رئيس هذا المجلس". ورأى أن الرئيس السنيورة "يعاقب كل من ليس معه"، مؤكدا "أن هذا الأمر لم يعد مقبولا فـ"السنيورة ليس حاكما بأمره".

 

المطران صيّاح: اللبنانيون في اسرائيل يريدون العودة إلى بلدهم

بيروت- الحياة- 20/08/08//

عرض المطران بولس صيّاح، مطران الأردن والأراضي المقدّسة في الكنيسة المارونية، وضع اللبنانيين اللاجئين إلى إسرائيل منذ تحرير الجنوب عام 2000، معرباً عن أمله في أن تصل قضيتهم إلى حل في أسرع وقت. وأشار صياح في حديث إلى موقع «أوسيب ليبان» الإلكتروني وزعه المركز الكاثوليكي للإعلام، إلى أن «عدد اللبنانيين الساكنين في إسرائيل حالياً هو 2700 لبناني مع أخذ الولادات في الاعتبار»، موضحاً أن «70 إلى 75 في المئة منهم مسيحيون والباقون مسلمون ودروز، ويسكنون المناطق اليهودية أكثر من العربية». ولفت إلى أن اللبنانيين «ليسوا ممنوعين من الاختلاط بالإسرائيليين، لكنهم يريدون العودة إلى لبنان ولا يهمّهم أن يتعمّقوا في العلاقات معهم»، موضحاً أيضاً أن وضع هؤلاء المادي والعملي في إسرائيل ليس سيئاً، ومشيراً الى أن «طبيعة عملنا الأساسية في الناحية الروحية أولاً. وهمّنا الأساسي هو حتماً إعادتهم إلى وطنهم لبنان، لذلك نعمل أيضاً على خلق صلة وصل بين لبنان واللبنانيين الساكنين في الأراضي المقدّسة. وذلك بهدف فتح المجال أمام عودتهم». ورداً على سؤال، قال صياح: «عندما عاد القسم الأول من هؤلاء اللبنانيين عملنا على تسهيل عودتهم بالتعاون مع الجيش والاستخبارات، و«التيار الوطني الحرّ» كان الطرف الأكثر اهتماماً بهم».

لاحــــــــظ محاولة لاستدراج البلاد الى اشتباك طائفي جديد

المركزية - حذر رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري من محاولات جر البلاد الى اشتباكات سياسية وطائفية جديدة، والانقلاب على مناخات التهدئة والتوافق التي رافقت اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية .وقال النائب الحريري في تصريح له اليوم: ان الحملة المنظمة التي تتعرض لها رئاسة الحكومة، وما يثار من ضجيج اعلامي حول صلاحيات نائب رئيس الحكومة، تصب في اطار إبقاء البلاد رهينة التوتر السياسي، واستحضار عناوين انتخابية على مشارف الانتخابات المقبلة. وسجل النائب الحريري في ضوء ذلك الملاحظات الآتية:

1- ان هناك من يعمل ومنذ فترة سبقت تشكيل الحكومة على اختراع كباش سياسي وإعلامي سني - مسيحي، وهو ما تغاضينا عنه طوال الفترة الماضية وتجنبنا الدخول في أي جدال حوله وعملنا بروحية الحركة الاستقلالية وانتفاضة الرابع عشر من آذار، التي كانت وما زالت النهج الذي يحكم مواقفنا من القضايا الوطنية، نهج الاعتدال والولاء للدولة وسيادتها ونظامها الديموقراطي.

2- ان القول بصلاحيات لنائب رئيس مجلس الوزراء، يجب ان يرتكز الى سند دستوري، شأنه في ذلك شأن سائر المواقع في السلطتين التنفيذية والتشريعية، وغيرها من المواقع التي نص عليها الدستور اللبناني. ولما كان هذا القول لا يرتكز الى مثل هذا السند فان إثارة الضجيج حوله تنطلق من خلفيات سياسية وانتخابية في محاولة مكشوفة لتأليب عواطف فئة من الاخوة اللبنانيين على رئاسة الحكومة وما تمثله في المعادلة اللبنانية.

3- ان المطالبة بتعديل الدستور وإدراج صلاحيات غير منصوص عنها لنائب رئيس مجلس الوزراء، هي مطالبة مشروعة لاي طرف سياسي ويجوز اللجوء اليها وفقا للآليات الدستورية المعروفة. ما المطالبة باقتطاع جزء من صلاحيات رئاسة الحكومة لاي موقع آخر، فهي مسألة لا يملك الحق فيها أي رئيس حكومة سواء كان فؤاد السنيورة او سواه، وهي ايضا مطالبة من المفيد ان نؤكد بكل صراحة ووضوح، ان على المروجين لها ان يفتشوا عن رئيس حكومة غير فؤاد السنيورة لتغطيتها اذا استطاعوا الى ذلك سبيلا.

4- ان أي مواطن لبناني يستطيع ان يكتشف من الحملة المنظمة على رئاسة الحكومة ومعها على تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ان هناك محاولة لاستدراج البلاد الى اشتباك طائفي جديد، وهو امر معيب وفيه إهانة لذاكرة اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، بعد كل المعاناة التي تعرض لها لبنان والضريبة الباهظة التي دفعها من دماء خيرة شخصياته وقياداته وأبنائه، تأكيدا لوحدة الدم والمصير بين كل فئات الشعب. ونحن في كل الاحوال لن نكون في وارد الخوض في مثل هذا الاشتباك والوقوع في لعبة التفرقة بين اللبنانيين واعطاء الجهات المتضررة من الاستقرار فرصة اخرى للتلاعب بعواطف الناس.

5- ان معظم البنود التي يدرجها البعض على طاولة الجدل السياسي حاليا تنطلق من خلفية تؤدي عمليا الى قيام حكومتين في حكومة واحدة والى ايجاد اكثر من رئيس على رأس الحكومة الواحدة، وهو ما يتبين من خلال مواقف بعض الوزراء والترددات السياسية التي يعملون بوحيها، والحملات التي تتعرض لها رئاسة الحكومة من جهات يفترض ان تعمل بوحي الشراكة التي أكدها اتفاق الدوحة وليس بوحي المصالح الانتخابية وأية مصالح اخرى.

6- اننا نهيب بجميع اللبنانيين، وبالإخوة المسيحيين خصوصا،ي كل المواقع الروحية والسياسية، ان يتنبهوا الى الفبركة الجارية لتأليب العواطف على ابواب الانتخابات النيابية وإنتاج قضايا خلافية بعناوين مختلفة، وان يتأكدوا ان موقع رئاسة الحكومة سيبقى على الدوام في المكان الذي اختارته اكثرية اللبنانيين في 14 آذار، وفي الاتجاه الذي حددته دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري دفاعا عن الدولة واستقلالها وسيادتها وعروبتها ودستورها وقرارها الوطني الحر.

 

بري أوعز بتفعيل النشاط وتكثيفه لتعويض المجلس النيابي ما فاته

جلسة تشريعية الثلثاء المقبل لاقرار التقسيمات الادارية وموازنات الاعوام الثلاثة الفائتة ومشاريع قوانين ملحة

المركزية - يعقد المجلس النيابي جلسة تشريعية عامة في العاشرة قبل ظهر يوم الثلثاء المقبل لاقرار عدد من مشاريع واقتراحات القوانين الملحة والمتأخرة نتيجة الاحوال التي عاشها لبنان اخيرا وتحديدا في المرحلة التي انتهت باتفاق الدوحة الذي وضع حدا لحال الانقسام السياسي في البلاد.

علما ان المجلس كان دخل منذ يوم أمس الثلثاء العقد الاستثنائي الذي يستمر حتى 20/10/2008 بداية العقد الثاني العادي الذي ينتهي بدوره مع نهاية السنة.

وتقول مصادر برلمانية عليمة ان برنامج العقد الاستثنائي سوف يشهد اكثر من جلسة عامة وتشريعية وان على جدول اعمال جلسة الاسبوع المقبل اقتراح قانون معجل مكرر الذي تقدم به نائبا كتلة التغيير والاصلاح غسان مخيبر وابراهيم كنعان يتعلق بالتقسيمات الادارية التي ترتكز الى اعتماد القضاء دائرة انتخابية وفق قانون العام 1960 اضافة الى مشاريع قوانين موازنات الاعوام 2006 و2007 و2008 التي لم يقرها المجلس بعد بسبب الاحوال التي عرفها لبنان في خلال السنوات الثلاثة الفائتة ومشاريع واقتراحات قوانين سوف يقرر مكتب المجلس طرحها على الهيئة العامة والتي تقارب الـ40 اقتراحا ومشروع قانون غالبيتها تتعلق باتفاقات ومعاهدات مالية ودولية تمت اثر الحرب الاسرائيلية على لبنان في السابع من تموز العام 2006.

اما بالنسبة الى قانون الانتخاب والاصلاحات التي أدخلت عليه، تقول المصادر ان القانون لا يزال لدى لجنة الادارة والعدل النيابية التي تتولى درسه بندا بندا وتقوم بتعديل بعض البنود وفق الاصلاحات التي أعدّتها الهيئة الوطنية لدرس القانون برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس.

وتقول المصادر انه باقرار المجلس التقسيمات الادارية وفق ما تم الاتفاق عليه في اتفاق الدوحة يكون لبنان قد طبّق وبنجاح البند الثالث من الاتفاق الذي نص في بنديه الاول والثاني على انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي العماد ميشال سليمان ومن ثم تشكيل حكومة الاتحاد الوطني.

لذلك تخلص المصادر الى ان المجلس سوف يشهد نشاطا فاعلا في المرحلة المقبلة مواكبة منه لمشروع النهوض بالدولة ومؤسساتها والذي سوف يشهد ترجمة فعلية بعد التئام الحوار الذي يعمل على التحضير لاطلاقه ورعايته رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري في بعبدا.

وتضيف: "ان رئيس المجلس نبيه بري قد أوعز من جهته الى رؤساء الدوائر واللجان وهيئة مكتب المجلس بضرورة تفعيل نشاط المجلس وعمله للتعويض على ما فاته في المرحلة الفائتة وهو ما يترجم نشاطا حافلا واجتماعات كثيفة للجان التي تعمل على عقد اكثر من جلسة في الاسبوع من اجل الانتهاء من درس واقرار العدد الاكبر من مشاريع واقتراحات القوانين الملحة والمدرجة على جدول اعمالها تمهيدا لاحالتها الى الهيئة العامة للمجلس التي تستعد بدورها لتكثيف جلساتها في الاسابيع المقبلة وحتى قبل انتهاء العقد الاستثنائي والدخول في العقد العادي الذي يبدأ في العشرين من شهر ايلول المقبل.

 

وظيفة نائب رئـيس مجلـس الوزراء غيـر ملحوظة في الدستور

الرفاعي: طلبت من رئيسي الجمهورية والحكومة تعيين ابوجمرا وزيرا اولا لتصويب الخطأ

المركزية - كشف الخبير الدستوري والقانوني النائب السابق حسن الرفاعي انه توجه الى رئيسي الجمهورية والحكومة الى المبادرة فورا لتصويب الامر وتعيين نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرا وزيرا بحقيبة او من دونها، لافتا الى ان هذه الوظيفة غير ملحوظة في الدستور على غرار وظائف السلطة التنفيذية، ونائب رئيس مجلس النواب. وقال في مداخلة تلفزيونية: موضوع صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء طرحه علي الاستاذ عصام فارس يوم تعين نائبا للرئيس من دون ان يكون له حقيبة، وقدمت له مطالعة مطولة على اساس انه اقتنع بها، في حين سمعت اليوم انه يطالب بصلاحيات.

اضاف: اولا وظيفة نائب رئيس مجلس الوزراء غير ملحوظة في الدستور، على غرار وظائف السلطة التنفيذية من رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس الوزراء والوزراء، ثانيا ان جلسات مجلس الوزراء يرئسها رئيس الحكومة.

وجرت العادة في فرنسا لوجوب استمرارية الحكم ان يتم عرفا تكليف وزير العدل بمهام رئيس مجلس الوزراء، ويجب ان يذكر في المرسوم بالوكالة، وعمله لا يكون الا في حال غياب الحكومة لمدة طويلة.

تابع: كذلك الامر يشابه احكام المادة 62 من الدستور: اذا خلت سدة الرئاسة لسبب من الاسباب فيقوم مجلس الوزراء مقامها، لان المراكز في السلطة التنفيذية تقييما واجتهادا هي عملية شخصية، وتاليا لا يجوز اطلاقا ان يقوم مقام رئيس الحكومة اي انسان آخر الا في حال غيابه لمدة طويلة، عندها لا بد من تطبيق مبدأ استمرارية الحكم فيكلف وزير بالوكالة عنه.

وجرت العادة منذ عام 1942 حتى اليوم، ان يعين بمنصب وزير ويكلف بنيابة رئيس مجلس الوزراء باستثناء مرتين، الاولى عندما كلف الاستاذ ميشال المر نيابة رئاسة الوزارة من دون ان يكون له حقيبة، وصوّب الامر فيما بعد واستمر في وزارة الداخلية لمدة ثلاث او اربع مرات، والثانية عندما عيّن الاستاذ عصام فارس من دون ان يكون له حقيبة في العام 2000، عندها قلت لرئيس الجمهورية اميل لحود ان هذا خطأ جسيم فأقدم السيد عصام فارس على سؤالي وقدمت له استشارة مطولة. واشار الرفاعي الى انه سمع "احدهم يقول ان هذا الامر يطرح مقابل نيابة رئيس مجلس النواب، وهذا خطأ، لأن نيابة رئيس مجلس النواب وظيفة ملحوظة في الدستور، وهي ضرورية في كل ساعة، لأن هناك جلسات مشتركة تعقد برئاسة رئيس المجلس الذي قد يكون مشغولا عندما يترأسها نائبه حتى لا تتوقف الامور".

واوضح ان التعيين في رئاسة مجلس الوزراء باطل كليا وخطأ دستوري جسيم، لافتا الى انه توجه اليوم في احدى الصحف المحلية الى رئيسي الجمهورية والوزراء الى المبادرة فورا لتصويب الامر وتعيينه كوزير، اما بحقيبة او من دونها، وتاليا مكان عمله يكون مكان الوزارة، رافضا مبدأ ان يكون مكتبه الى جانب مكتب رئيس الحكومة في السراي والاطلاع على عمله.

 

اسباب غرامية وراء جريمة بترومين – الكورة/طبيب نفسي قتل مهندسا وابنتيه وانتحر محامو طرابلس والمهندسون يتوقفون عن العمل ظهر غد

المركزية - اقدم الطبيب النفسي جاك حريكي صباح اليوم على إطلاق النار على المحامية شيريل غانم وشقيقتها شانتال ووالدهما المهندس غسان في بلدة بترومين في قضاء الكورة، أثناء توجههم صباحا إلى عملهم في طرابلس وذلك بسلاح صيد من نوع "بومب أكشن" وأرداهم، ثم انتقل إلى ساحة منزله وانتحر.

وذكرت مصادر امنية ان الجاني طلب يد ابنة القتيل للزواج، لكنه وابنته رفضا طلبه.

وأدان مجلس نقابة المحامين في طرابلس، في بيان اصدره اثر جلسة استثنائية عقدها اليوم، اغتيال المحامية شيريل ووالدها وشقيقتها، شاجبا "الجريمة النكراء".

وطالب المجلس "الاجهزة الامنية والقضائية التحرك السريع للوقوف على حقيقة ملابساتها واستئصال الاسباب التي قد تؤدي الى حصول جرائم عنفية مماثلة ترتكب ضد الانسانية وتتعرض لحياة اناس يفترض ان يكونوا آمنين في حياتهم وديارهم".

وتقدم نقيب المحامين واعضاء مجلس النقابة "بالتعزية الى والدة الزميلة الفقيدة واقربائها وأنسبائها سائلين المولى عز وجل ان يلهمهم الصبر والسلوان وأن يغمد الضحايا فسيح جناته".

ودعا المجلس الزملاء الى التوقف عن العمل عند الثانية عشرة ظهر غد الخميس حدادا.

نقابة الطوبوغرافيين: كذلك استنكرت نقابة الطوبوغرافيين الجريمة، وقال رئيس الاتحاد العربي للمساحة نقيب الطوبوغرافيين سركيس فدعوس: "تبلغنا بألم شديد خبر الجريمة المروعة التي ذهب ضحيتها الزميل الطوبوغراف المجاز غسان عبدالله غانم وابنتاه في حادثة تدل على مدى الاجرام والعنف الذي وصل الى مجتمعنا.

اننا اذ نستنكر بشدة هذه الجريمة، نطالب الاجهزة المختصة باستكمال التحقيق ووضع حد لمثل هذه التجاوزات التي فاقت كل ما هو متوقع.

نتقدم من عائلة الفقيد العزيز ورفيق الدرب النقابي، بأحر التعازي سائلين الله ان يلهمهم الصبر حيث لا كلمة ولا دموع تعبر عن مدى حزننا وألمنا لهذا الحادث الرهيب".