المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 23 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .37-31:17

فمَن كانَ في ذلك اليَومِ على السَّطحِ وأَمتِعَتُه في البيت، فلا يَنـزِلْ لِيأْخُذها. ومَن كانَ في الحَقْلِ فلا يَرتَدَّ إِلى الوَراء. تذَكَّروا امرأَةَ لوط! مَن أَرادَ أَن يَحفَظَ حيَاتَه يَفقِدُها، ومَن فقدَ حيَاتَه يُخَلِّصُها. أَقولُ لَكم: سيَكونُ في تِلكَ اللَّيلَةِ رَجُلانِ على سَريرٍ واحِد، فَيُقبَضُ أَحَدُهما ويُترَكُ الآخَر. وتكونُ امرَأَتانِ تطحَنانِ معاً، فتُقبَضُ إِحداهما وتُترَكُ الأُخرى» فسأَلوه: «أَينَ، يا رَبّ؟» فقالَ لَهم: «حَيثُ تكونُ الجيفَة تَتجمَّعُ النُّسور».

 

القدّيس كيرلُّس الأورشليمي (313-350)، أسقف أورشليم وملفان الكنيسة

التعليم المسيحي العِمادي/المجيئان ليسوع المسيح

نحن نعلنُ عن مجيء يسوع المسيح: ليس مجيئه الأوّل فقط، لكن أيضًا مجيئه الثاني الذي سيكون ساطعًا أكثر. في الواقع، كان مجيئه الأوّل مطبوعًا بعلامة الصبر، فيما سيحمل المجيء الثاني تاج الملك الإلهي... خلال المجيء الأوّل، كان ملفوفًا بالأقمطة ومُضجعًا في المغارة؛ خلال المجيء الثاني، سيكون "مُلتَحِفًا بالنورِ كرِداء" (مز104: 2). في المجيء الأوّل، عُلِّقَ على الصليب واحتقرَ الخجل؛ في المجيء الثاني، سيتقدّم في المجد، مُحاطًا بجيش من الملائكة.

لا يكفينا الآن أن نتّكلَ على المجيء الأوّل؛ نحن ننتظر المجيء الثاني. وبعد أن قلنا خلال المجيء الأوّل: "تباركَ الآتي بإسمِ الربّ" (متى21: 9)، سنقول الكلام نفسه خلال المجيء الثاني، حين نذهب مع الملائكة لملاقاة يسوع المسيح وتقديم العبادة له. سيأتي المخلِّص لا ليُحاكَمَ مجدّدًا، بل ليُحاكِمَ أولئك الذين أطلقوا الأحكام. لقد جاء في المرّة الأولى لإحلال السلام ولتعليم البشر بالإقناع؛ لكن في ذلك اليوم، سيُخضِعُ كلّ شيء لمُلكِه.

 

لبنان: اعتقال شبكة تخريب سورية على علاقة بأحداث طرابلس

"السياسة" - خاص: كشفت معلومات أمنية وثيقة, أن الجيش اللبناني ألقى القبض خلال الأيام الماضية على نحو خمسة عشرة شخصاً من منطقتي جبل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس كبرى مدن الشمال, اثر اتهامهم برمي القنابل اليدوية يومياً بين المنطقتين بهدف إيقاع الفتنة بينهما. وافادت المعلومات أن الموقوفين من المنطقتين المتقابلتين تجمعهم علاقة وثيقة, وأنهم كانوا يتعاونون في توتير الأجواء من خلال رمي القنابل وإطلاق الرشقات النارية ليلاً من أجل دفع المنطقتين إلى التقاتل وعودة المعارك والاشتباكات, التي كانت بدأت منذ أكثر من ثلاثة أشهر وتسببت بمقتل وجرح العشرات, فضلاً عن تدمير منازل ومؤسسات, وتهجير مئات العائلات التي ما تزال تقيم في المدارس بسبب استمرار التوتر الذي لم يلغه انتشار الجيش اللبناني في مناطق الاشتباكات.

لكن الأهم في تلك المعلومات هو ما نقلته مصادر سياسية من معلومات أمنية, أن الموقوفين بتهمة رمي القنابل مرتبطون بجهاز المخابرات السوري, مشيرة الى ان ذلك يكشف الدور السوري في اشتباكات طرابلس. ولفتت المصادر الى أن هذه المعلومات تم تبليغها إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والعديد من القيادات السياسية, نظراً لحساسية الدور الذي وضع الجيش فيه, وضرورة تأمين الغطاء السياسي له.

واشارت الى أن مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية, ترصد الآن مجموعة أخرى من المسلحين الذين يرجح أن لهم دوراً في توتير الأجواء اليومية وإلقاء القنابل بشكل دائم, من دون أن تحدد عدد الأشخاص الذين ترصدهم, موضحة أن الإجراءات المتخذة من قبل الجيش ومخابراته تؤكد أنه اتخذ قراراً بمواجهة محاولات الفتنة وعودة الاشتباكات إلى تلك المناطق.

 

واشنطن للأسد: لاتحشر أنفك في ما لا يعنيك

تل أبيب تهدد بتدمير الصواريخ الروسية حال نشرها في سورية 

عواصم - وكالات: أثارت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى موسكو, ودعمه الموقف الروسي في أزمة القوقاز واحتمال إبرام صفقات سلاح بين روسيا وسورية, حفيظة إسرائيل والولايات المتحدة, حيث هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بتدمير الصواريخ الروسية في حال تم نشرها في سورية, فيما نصحت واشنطن الاسد ب¯"عدم حشر أنفه في أمور لا تعنيه كالنزاع الروسي- الجورجي".

ونقلت وكالة الانباء السورية "سانا" عن مصدر سوري مسؤول تأكيده ان لا صحة إطلاقا لما تروجه بعض وسائل الإعلام بأن سورية وافقت على نشر صواريخ "اسكندر" فوق أراضيها, مشيرا الى أن هذا الموضوع لم يطرح إطلاقا أثناء محادثات الأسد و الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف.

وفي واشنطن, لفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود, امس, الى ان الولايات المتحدة تشعر "بالقلق الشديد" من احتمال بيع أسلحة روسية الى سورية, واضاف في مؤتمر صحافي "قلنا دائما للروس انه ينبغي عدم مواصلة عمليات البيع هذه, فهي لا تساهم في الاستقرار الاقليمي, ومجددا, احضهم على عدم مواصلة هذه العمليات اذا كانوا ينوون القيام بها".

الى ذلك, نقلت القناة التلفزيونية العاشرة الاسرائيلية عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن "الأسد لا ينبغي أن يحشر أنفه في شؤون لا تعنيه كجورجيا", مقترحا على سورية "الاهتمام بشؤونها في الشرق الأوسط ولعب دور رئيسي لإحلال السلام في المنطقة", واضاف "هذا هو إثبات آخر على ان الاسد يختار مرة أخرى الخيارات غير الصائبة".

وفي الجانب الإسرائيلي, كان رئيس الوزراء إيهود أولمرت استبق وصول الأسد وأجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي وحضه على عدم إبرام صفقات سلاح مع سورية, كما حاول التخفيف من آثار الدور الإسرائيلي في جورجيا, وتعهد له وقف صادرات السلاح كافة إلى جورجيا.

وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت", امس, ان اولمرت اكد في الاتصال الهاتفي انه من "المؤسف" ان يشتري الأسد "اسلحة ستدمرها اسرائيل", معتبرا انه من الافضل لسورية المضي قدما في مفاوضات السلام غير المباشرة مع اسرائيل, من أجل التقدم نحو اتفاق سلام على أن تبذر بلايين الدولارات على اقتناء أسلحة ستضطر إسرائيل في نهاية الأمر إلى تدميرها".

وأضاف أولمرت أن "الكرة الآن في ملعب سورية, التي ستجد في إسرائيل شريكا مستعدا للتوصل إلى سلام معها".

وافادت الصحيفة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد يتوجه الى موسكو خلال الاسبوعين المقبلين لإقناع روسيا بعدم بيع اسلحة حديثة الى سورية, الا ان الناطق باسم الحكومة مارك ريغيف رفض تأكيد هذه المعلومات, في حين نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن متحدث باسم ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله "إن أولمرت سيقوم مطلع الشهر المقبل بزيارة الى روسيا لإجراء مباحثات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وفي السياق عينه, قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية, رفض كشف هويته, "نحن ندرك تماما ان روسيا قوة عظمى والمشكلة هي ان عودتها على الساحة الدولية لا تضمن لها ان تلعب دورا بناء في مستقبل الشرق الاوسط", مشيرا الى انه "من الصعب تصديق حسن نية روسيا عندما يتبين, رغم نفي موسكو, ان اسلحة روسية بيعت الى سورية وصلت الى حزب الله".

وندد المسؤول بالسياسة الروسية تجاه ايران, مؤكدا ان "موسكو تواصل بيع التجهيزات العسكرية لايران, ولا تطبق العقوبات الدولية الرامية الى منع ايران من امتلاك السلاح النووي", الا انه دعا الى "عدم تضخيم الازمة مع روسيا", مشددا على ان اسرائيل "اخذت في الاعتبار مطالب روسيا الرامية الى الحد من مساعدة جورجيا عسكريا".

من جانبه, عبر القائم بالاعمال الروسي في تل ابيب اناتولي يوركوف عن الموقف نفسه المطمئن عندما صرح مساء اول من امس, الى الصحافيين "لن نسلم سورية اي سلاح من شأنه ان يغير التوازن الستراتيجي" في المنطقة, لافتا الى ان دعم اسرائيل لجورجيا "اقل من دعم الولايات المتحدة او فرنسا", ومعربا عن ارتياحه لأن "اسرائيل علقت إمداد تبيليسي بالاساحة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 آب 2008

البلد

تحضر مرجعية كبرى ملفات زيارتها المرتقبة في النصف الثاني من ايلول المقبل لتمثيل لبنان في محفل دولي كبير بعد طول غياب.

يكشف وزير شاب في مؤتمر صحافي في الايام المقبلة عن معلومات مهمة حول وزارة خدماتية. ويمكن أن يستجلب توضيحات وردود.

بدأ وزير "محايد" تطبيق مبدأ "الثواب والعقاب" في تصويب الأداء الخاطئ لجهاز على تماس مباشر مع المواطنين.

الشرق

مسؤول نقلت عنه اوساطه اهتمامه باجراء مناقلات وتعيينات ديبلوماسية في عدد من العواصم المهتمة بالوضع اللبناني اكثر بكثير مما عداها؟!

حزبي اتهم رئيس كتلة نيابية باثارة مطالب ارثوذكسية لتعويض خسائره المؤكدة في الطائفة التي ينتمي اليها؟

مرجع رسمي طلب التشدد في مكافحة المخالفات على انواعها في مناطق الاصطياف وفي امكنة المهرجانات السياحية بعد خروق مكررة من جانب دخلاء؟!

النهار

نقل ابعض عن الرئيس ميشال سليمان انه كان واضحا وصريحا مع الرئيس بشار الأسد في معرض الكلام على النفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية .

تذكير البطريرك صفير بالمناصفة في الوظائف , يقصد به في رأي أوساطه , ان يستعيد المسيحيون وتحديدا الموارنة عددا من المديريات التي كانت من حصتهم .

سأل بعض الاداريين عن الأسباب التي تمنع وزارة المال من تعديل قانون تنظيم الضابطة الجمركية , علما ان أكثرية الضباط في الخدمة محرومون من الترقية منذ 16 عاما .

السفير

استوضح مرجع كبير مسؤولاً عربياً عن خلفيات تصريحاته الأخيرة التي أبدى فيها تخوفه من حرب باردة جديدة في العالم وانعكاسها على المنطقة.

رفض وزير سابق إعادة سيارة مصفحة الى الدولة على الرغم من الاتصالات التي أجريت معه، وحجته انه مهدد بالقتل بسبب قضية كبرى.

طلب مسؤول كبير إرسال إحدى سياراته المصفحة الى نائبه كبادرة حسن نية في ظل قضية حساسة مثارة بشدة هذه الأيام.

المستقبل

علم ان مشاورات غير رسمية بدأت بين الدول الاعضاء في مجلس الأمن في شأن الطلب اللبناني التمديد لـ "اليونيفيل" وطبيعة مشروع القرار الذي سيقدم.

رفعت اللجنة الدولية المختصة بالحدود اللبنانية ـ السورية تقريرها إلى مجلس الأمن أخيراً، وسيتم التداول بمضمونه لتحديد التعاطي المستقبلي مع مراقبة هذه الحدود.

قالت أوساط مطلعة ان التشكيلات الديبلوماسية للفئة الثالثة ستشمل من تجاوز أكثر من سبع سنوات في الخارج وليس أقل من ذلك، نظراً إلى عدم ازدياد الوافدين إلى الإدارة دفعة واحدة.

اللواء

توسط رئيس دولة عربية مؤثرة مع أصدقائه في دولة مجاورة من أجل ترتيب موعد زيارة لرئيس دولة إقليمية من دون أن يلقى آذاناً صاغية!·

يدرس رئيس تكتل اتخاذ موقف من وزير محسوب عليه، بسبب سوء الأداء الذي قد ينعكس على توجهه الانتخابي·

يخشى خبراء اقتصاديون أن يؤدي التباطؤ الاقتصادي في بعض الدول المشاركة في مؤتمر باريس - 3 الى التأثير سلباً على الوفاء بالتزاماتها

 

الرئيس سليمان استقبل الوزير شمس الدين والنواب مجدلاني ومخيبر وعدوان وتسلم من وفد حركة "أمل" دعوة للمشاركة في احتفال ذكرى تغييب الامام الصدر

وطنية - 22/8/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في قصر بعبدا صباح اليوم، وفدا من حركة "أمل" برئاسة الوزير السابق النائب علي حسن خليل نقل اليه دعوة الى احتفال ذكرى تغييب الامام موسى الصدر.

واستقبل رئيس الجمهورية النائب غسان مخيبر مع وفد اطلعه على موضوع مد خطوط التوتر العالي 220 ألف فولت في منطقة بيت مري، عين سعادة، عين نجم، المنصورية.

والتقى الرئيس سليمان وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين وعرض معه للاوضاع العامة وشؤون وزارته.

واستقبل بعد ذلك النائبين عاطف مجدلاني وجورج عدوان، فرئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه.

 

العلامة الامين حاضر في منيارة بدعوة من "القوات اللبنانية

"ولاية الفقيه"اصبحت مشروعا سياسيا له دولته وطموحاته وهي امر يتجاوز العلاقة الروحية الى فرض النفوذ

وطنية-22/8/2008(سياسة)القى مفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الامين محاضرة بعنوان " ولاية الفقيه بين الدين والسياسة" في قاعة مطعم الصايغ في بلدة منيارة عكار بدعوة من الجامعة الشعبية في "القوات اللبنانية". حضر الندوة الياس عبود ممثلا النائب رياض رحال ومنسق القوات اللبنانية في عكار وهبي قاطيشا وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية وقيادات حزبية ومناصرين ومحازبين في القوات في عكار. بعد النشيد الوطني القت ساندي يونان كلمة باسم الجامعة الشععبية شكرت فيها المفتي الامين على حضوره كما شكرت الحضور مشاركتهم في هذا اللقاء. ثم تحدث ايلي الورد مرحبا ومعرفا بالمفتي "الامين على التراث الفكري والفقهي والفلسفي والامين ايضا على الثقافة الدينية وثقافة المؤسسات الديمقراطية والقواسم المشتركة بين كافة فئات الشعب.

المفتي الامين

ثم تحدث المفتي الامين واستهل مداخلته بشكر الجامعة الشعبية التي اتاحت فرصة اللقاء في منطقة عكار وقال: ان عنوان ولاية الفقيه بين الدين السياسة الذي اصبح الحديث عنه كثيرا في السنوات الاخيرة باعتبار ان هذا العنوان قفز الى الساحة السياسية من خلال صراعات النفوذ في منطقتنا ولذلك كان لا بد من ان نلقي الضوء على هذا العنوان في اصوله الفقهية وفي تحوله الى مشروع سياسي من خلال وصول حملته الى موقع السلطة في ايران. وقد كان البحث عن ولاية الفقيه في علم الفقه بحثا في مجال الحقوق والمحافظة عليها في ما يسمى بعنوان فقه الاحوال الشخصية او قضايا الاحوال الشخصية حيث يعتبر في جملة من المعاملات والعقود جملة ومن الشروط كالرشد والبلوغ والعقل وقد تنبه الباحثون لاعتبار هذه الشروط في نفوذ المعاملات وترتيب الاثار على العقود.

وسأل من هو الولي للصغير الذي فقد وليا؟ ومن هو الولي للراشد الذي فقد رشده وللعاقل الذي فقد عقله؟ فكان البحث في ولاية الفقيه في هذا الاطار، في اطار البحث عن الاحوال الشخصية. وايجاد الحلول عبر ولاية تعطى للفقيه في هذا السياق فقط. وقد استمر البحث عن ولاية الفقهاء في اطار الاحوال الشخصية منذ ولادة علم الفقه ولم يبحث عن هذه الولاية في اطار الولاية السياسية. ففي عصور الدولة الاموية والعباسية وفي عهد الخلفاء الراشدين كان هناك علماء في الامة وكان هناك خلفاء، الخليفة كانت له الولاية السياسية في ادارة شؤون البلاد والعباد وان العلماء الذين كانوا منتشرين طول الارض وعرضها لم يبحث احد عن ولاية سياسية له مع وجود الخلافة الراشدة ومع وجود الحكام السياسيين.

اضاف: لذلك اسس الفقهاء قاعدة من اجل ملء فراغ الولي الغائب او الولي المفقود بالنسبة الى اوليائه والمولى عليهم قالوا بان الحاكم او الفقيه هو ولي من لا ولي له، يعني يتولى شؤون من فقد وليه كاليتيم والصغير وغير الراشد الذي ليس له ولي يوجهه، الفقيه هو ولي من لا ولي له، ولم يبحث الفقهاء عن ولاية على من هو ولي على نفسه، فالراشد ولي لنفسه يمتلك الحرية والارادة والاختيار. ولم يبحث عن ولاية على العاقل الحر الذي اوكلت اموره الى نفسه وليس الى غيره.

واشار العلامة الامين الى ان هذه القضية "ولاية الفقيه" قفزت الى واجهة وعالم السياسة بعد وصول الامام الخميني الى السلطة في ايران اواخر سبعينات القرن الماضي. ذلك ان الذي وصل الى السلطة هو عالم من علماء الدين وفقيه من الفقهاء فجرى هناك بحث من اجل اعطائه مزيدا من الصلاحيات الاستثنائية.

وقال:ولاية الفقيه بهذا المعنى ايضا حاولوا ان يوحوا بان السلطة والوصول اليها ليست شانا بشريا ليست شأنا له علاقة باختيار الناس واراداتهم وانما هو شان الهي انتقل من النبي الى الامام ووصل الى الفقيه، فالسلطة اذا شأن الهي ويسخر من اجل مزيد من التدعيم والتبرير علم فقهي او بحث فقيه من اجل ان يكون في خدمة تعزيز السلطة وتثبيتها. وتبعا لذلك فان ولاية الفقيه لم تعد مسألة دينية صرفة وانما اصبحت تعبيرا عن نظام سياسي وليست مسألة فقهية وليست ايضا كما يقول البعض بان ولاية الفقيه هي اشبه شيىء بمرجعية الفاتيكان بالنسبة الى اخواننا المسيحيين العلاقة مع الفاتيكان ليست على غرار العلاقة مع ولاية الفقيه لان ولاية الفقيه اصبحت مشروعا سياسيا قائما بالفعل وله دولته التي لها طموحات من اجل مزيد من النفوذ خارج الحدود بينما العلاقة مع الفاتيكان هي علاقة روحية صرفة والفاتيكان لا تتدخل مرجعيته الروحية في الانظمة السياسية وارادة الشعوب وليس للفاتيكان احزاب في دول او في شعوب تريد ان تفرض مشروعها المعين وهي علاقة لا ترتبط بعالم السياسة على الاطلاق وهي علاقة روحية بحتة. والفاتيكان ليس لها احزاب خارج حدودها ولا تزود تلك الاحزاب بالصواريخ وبالنظريات وسوى ذلك. وخلص المفتي الامين الى القول : اذا ليست العلاقة هي علاقة روحية مع ولاية الفقيه، هي امر يتجاوز العلاقة الروحية الى العلاقة السياسية لفرض النفوذ وبهذا المعنى اصبحت ولاية الفقيه بعيدة عن مسارها الفقهي الصحيح.

 

مدراء عامون ووفود اغترابية في الديمان

صفير يأمل بتحقيق طموحات اللبنانيين بدولة عادلة

المركزية - امل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بتوافر الظروف الوطنية التي تحقق طموحات اللبنانيين الى دولة عادلة ترعاهم بالعدل والمساواة وفق احكام القانون. استقبل صفير اليوم مدير عام مؤسسة عصام فارس العميد المتقاعد وليام مجلي، الذي نقل الى البطريرك تحية نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس. وكان عرض للمبادرات الانسانية المتنوعة التي تقوم بها المؤسسة في مختلف القطاعات ولموقف فارس الداعي الى قيام دولة المؤسسات الدستورية من خلال تحرير هذه المؤسسات من الاعتبارات الشخصية والسياسية.

وأمل البطريرك صفير بتوافر الظروف الوطنية التي تحقق طموحات اللبنانيين الى دولة عادلة ترعاهم بالعدل والمساواة وفق احكام القانون، مقدرا الدور الذي تلعبه مؤسسة فارس في مجالات الخدمات الانمائية والانسانية بتوجيه من فارس، الذي تشده الى الكرسي البطريركي اعمق روابط البنوة الروحية. واستبقى البطريرك صفير العميد مجلي الى مائدة الغداء. كما التقى مدير عام الصحة الاجتماعية في مؤسسة الحريري الدكتور نور الدين الكوش ممثلا السيدة نازك رفيق الحريري الذي ابلغه تحيات السيدة الحريري وأطلعه على اطلاق المشاريع الاجتماعية في كسروان ووضع امكانات المؤسسة بتصرفه. واجتمع الى مدير عام امن الدولة بالوكالة العميد الياس كعيكاتي.

وفد اغترابي: واستقبل وفدا اغترابيا من اوستراليا ضم رئيس الرابطة المارونية في اوستراليا جو خوري في حضور راعي ابرشية اوستراليا المارونية المطران عاد ابي كرم ورئيس دير مار شربل في سيدني الاب انطوان طربيه ورئيس اتحاد بلديات قضاء بشري نوفل الشدراوي وعددا من الشباب الذين نظموا زيارة البطريرك الى اوستراليا. واستبقاهم صفير الى مائدة الغداء.

 

 سليمان سحب فتيل الفتنة الحكومية وأسس لبرنامج العمل

المركزية - تمكن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من سحب فتيل الفتنة التي كادت تهدد وحدة مجلس الوزراء بفعل اقحام التجاذبات السياسية من خلال جملة مواضيع اثارها بعض الجهات وحاول توظيفها لأغراض بعيدة عن العمل والمصلحة الوطنية، فتجاوز بذلك المجلس قطوع خطر تجدد الصراع داخل حكومة الوحدة الوطنية. وحال تدخل الرئيس لسحب المواضيع الخلافية من التداول وفي مقدمها صلاحيات نائب رئيس الحكومة وتخصيص مكاتب لوزراء الدولة من دون انتقال عدوى الانقسام الى الجسم الحكومي المدعم باتفاق الدوحة، لا بل أرسى اجواء هادئة عكست تضامنا وزاريا وعززت الوحدة المنشودة لتتحول الحكومة الى فريق واحد متضامن يضع اسس وبرنامج عمل المرحلة المقبلة.

ملفات نيويورك: في هذا الوقت تنكب دوائر القصر الجمهوري على اعداد وتحضير الملفات التي سيحملها معه الرئيس سليمان الى الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك منتصف ايلول المقبل حيث يتوقع ان يعقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الاميركيين وفي طليعتهم الرئيس جورج بوش، الى جانب رؤساء دول يشاركون في القمة وتجري الاتصالات راهنا لتحديد اجندة مواعيد هذه اللقاءات.

زيارة كوشنير: على خط آخر، تترقب الاوساط السياسية زيارة وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الى بيروت مساء بعد غد الاحد على رأس وفد يضم كبار المسؤولين في الخارجية الفرنسية من بينهم مدير دائرة الشرق الاوسط ومستشار كوشنير لشؤون المنطقة ومدير ملف لبنان وسوريا والاردن اضافة الى نائب من الجمعية الوطنية الفرنسية. وسيجري رئيس الديبلوماسية الفرنسية في الساعات القليلة التي يمضيها في لبنان محادثات مع رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة فؤاد السنيورة ومجلس النواب نبيه بري ونظيره فوزي صلوخ للاطلاع على نتائج القمة اللبنانية - السورية والاشادة بخطوة تبادل السفارات.

كما سيستمع منهم الى طبيعة المرحلة وينقل دعم بلاده للبنان في المجالات كافة وخصوصا الاقتصادية منها ووجوب تفعيل مقررات مؤتمر باريس - 3.

واشارت مصادر ديبلوماسية مطلعة الى ان المسؤولين اللبنانيين سيثيرون مع الوفد الفرنسي مسألة التهديدات الاسرائيلية الاخيرة وسيبلغونه بالموقف اللبناني الذي يأخذها على محمل الجد بعدما تبين وجود نيات اسرائيلية مبيتة حتمت التخوف من شن حرب على لبنان لأغراض اسرائيلية داخلية.

واوضحت ان لبنان سيطلب من فرنسا اتخاذ موقف داعم له في الامم المتحدة من هذه القضية بعدما قرر مجلس الوزراء توجيه رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تحدد موقف لبنان من التهديدات الاسرائيلية. وظهر الاثنين يتوجه كوشنير الى دمشق تحضيرا للزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى سوريا للبحث في ملفات المنطقة مع نظيره بشار الاسد في ضوء التطورات الاخيرة وتداعياتها المحتملة بحيث يحضر الملف اللبناني بقوة على طاولة القمة الرئاسية باعتبار ان فرنسا أمّنت الرعاية اللازمة وأنعشت العلاقات اللبنانية - السورية وهي حريصة على التأكيد للرئيس الاسد على تنامي العلاقات الاوروبية - السورية في ضوء تعزيز العلاقات مع لبنان ومدى التجاوب السوري في هذا المضمار.

عودة سيسون: وفي الموازاة، تعود الى بيروت نهاية الاسبوع المقبل السفيرة الاميركية ميشيل سيسون اثر زيارة طويلة الى بلادها حظيت في خلالها على موافقة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس على تعيينها سفيرة بعد موافقة السلطات اللبنانية. وفور عودتها تقدم اوراق اعتمادها الى المعنيين لاعتمادها رسميا بعدما كانت شغلت سابقا منصب قائم بالاعمال. وبالتزامن يصل الى لبنان مساعد ديفيد ولش لشؤون لبنان لاجراء محادثات مع المسؤولين في ضوء التطورات الاخيرة في المنطقة. وتوقعت مصادر عليمة ان يزور بيروت ايضا في الاسابيع المقبلة وفد اميركي من الكونغرس يضم نوابا من الحزبَين الديموقراطي والجمهوري في اطار زيارات استطلاعية في المنطقة تبدأ من لبنان.

 

 معلومات لـ"المركزية": انطلاق مسار العلاقات الديبلوماسية يتوّج بالاعلان المشترك الذي سيصدر عن وزيري خارجية البلديـــن

المركزية - انفاذا لقرار مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة باقامة علاقات ديبلوماسية مع سوريا بعد اعلان رئيسي البلدين توافقهما على انشاء التبادل الديبلوماسي خلال القمة اللبنانية السورية تنكب وزارة الخارجية على العمل من اجل وضع قرار فتح سفارة للبنان في دمشق وذلك بعدما كلف المجلس وزير الخارجية فوزي صلوخ بالامر. واوضح مصدر معني بهذا الملف لـ"المركزية" ان المرسوم الذي صدر عن مجلس الوزراء والحامل توقيع كل من رئيس الحكومة ومن ثم رئيس الجمهورية يخول لبنان كبداية ان ينطلق في التحضيرات العملانية لاقامة سفارته في دمشق والتي اعتمد لها على الارجح كمقر مكتب لبنان القائم هناك في شارع عطا الايوبي مبنى الكيلاني والعائد لوزارة الخارجية اللبنانية والذي تولى الاعمال فيه موظف اداري من الوزارة من دون ان يكون له اي صلاحية شبيهة بصلاحيات رئيس البعثة الديبلبوماسية، ولفت الى ان المبنى مؤهل ليتحول الى مبنى للسفارة.

واوضح ان ثمة التباس في فهم الاجراءات الالية لاعتماد التبادل الديبلوماسي اذ يظن البعض ان اعلانا مشتركا سيصدر الخميس بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء، وقال انه يبقى ان يصدر عن الحكومة السورية مرسوم مماثل لكنه يحتاج الى تصديق مجلس الشعب السوري فيما ان الالية المتبعة في لبنان تقتصر على توقيع الرئيسين فقط دون الرجوع الى مجلس النواب على ان يصار بعد انتها ء الاجراء من قبل الجانب السوري الى عقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين لتوقيع مذكرة تفاهم حول التمثيل الديبلوماسي استنادا الى اتفاقية فيينا الناظمة للعلاقات الديبلوماسية بين الدول.

وتحكم اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة عام 1961 مسار العلاقات الديبلوماسية بين دولتين فضلا عن الامتيازات والحصانات الديبلوماسية التي ترمي الى تحسين علاقات الصداقة بين البلدين مهما تباينت نظمها الدستورية والاجتماعية، الا انها لا تأتي على ذكر اجراءات التمهيد لهكذا خطوة واكتفت في المادة الثانية منها بالنص الاتي: "تنشأ العلاقات الديبلوماسية بين الدول وتوفد البعثات الديبلوماسية الدائمة بناءً على الاتفاق المتبادل بينهما".

"وعن كيفية تعيين السفير المعتمد لدى الدولة الاخرى تشير الاتفاقية في المادة الرابعة الى ما يلي: "يجب على الدولة المعتمدة أن تتأكد من الحصول على موافقة الدولة المعتمد لديها قبل أن تعتمد مرشحها رئيساً لبعثتها لدى الدولة الثانية. ليست الدولة المعتمد لديها مضطرة لأن تذكر للدولة المعتمد أسباب رفضها قبول الممثل المقترح". وقال: يتنظر ان يعقد اجتماع الوزيرين مبدئيا في لبنان الا ان اي موعد له لم يحدد بعد وهو في الغالب سيجري في غضون فترة الشهر وقد يكون من ضمن برنامج زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى لبنان بعد الدعوة التي تلقاها، الا أن هذا الامر يبقى في اطار الاحتمال بحيث ان تلبية الدعوة اللبنانية قد يتأخر نظرا الى جدول اعمال الرئيسين اللذين سيتوجهان الى نيويورك في الشهر المقبل للمشاركة في فاعليات الجمعية العامة للامم المتحدة. وهنا برز اقتراح اخر يقضي بتوقيع الاتفاق في كنف الامم المتحدة اثناء تواجد الوزيرين هناك.

ولفت المصدر الى ان هذا "المسار سيتوج بالاعلان المشترك الذي سيصدر عن وزارتي خارجية البلدين بعد اتفاقهما على توقيت زمني واحد، مقدّرا المهلة التي ستستغرقها العملية بحسب القوانين المرعية الاجراء في كل من البلدين بالشهر والنيف اذا لم يطرأ اي امر قد يؤخر بعض الشيء الاعلان المشترك".

وختم: ان الاعلان لا يعني بالضرورة تعيين السفيرين في كلا العاصمتين مشيرا في الوقت نفسه الى ان وزير الخارجية والمغتربين سيرشح اسم السفير بعد مشاورات يجريها مع كل من رئيس ااجمهورية ورئيسي الحكومة ومجلس النواب. وسيبحث الاسم في مجلس الوزراء الذي سيعين السفير في دمشق على ان يكون تعيينه بمرسوم من المجلس موقع من رئيس الجمهورية بعدما يوقعه رئيس مجلس الوزراء، لكن تعيينه قد يفصل عن سلة التشكيلات الديبلوماسية المرتقب اجراؤها قريبا لسد الشواغر في بعثات لبنان في الخارج نظرا لاحالة عدد من السفراء الى التقاعد، وذلك بغية الاسراع في اعتماد اول سفير للبنان في سوريا بحكم المشاورات الطويلة والتجاذبات التي اعتاد ملف التشكيلات الديبلوماسية ان يشهدها في كل مرة.

ويقول المصدر ان "الاعلان عن الاتفاق اللبناني - السوري باقامة تبادل ديبلوماسي لم يأت على لسان احد رئيسي البلدين بل جاء من قبل الرئيس الفرنسي الراعي للقاء الاول بين الرجلين منذ انتخاب سليمان رئيسا للجمهورية، لكن الاجراء الرسمي يحتـّم مثل هذا الاعلان من قبل الجانبين تزامنا وفق الية متعارف عليها بدءا بالموافقة المبدئية على الفكرة مرورا بتأمين الضروريات اللوجستية لتجسيده من مقر ومساكن لطاقم البعثة الديبلوماسية وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزيري الخارجية وصدور اعلان مشترك من الوزارتين وانتهاء بالموافقة الرسمية على ترشيح كلا البلدين لسفيرهما لدى البلد الاخر.

 

مخيبر: التبادل الديبلوماسي خطوة أولى لتصحيح العلاقات ومن الضروري إلغاء المجلس الاعلى اللبناني - السوري

المركزية - إعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب غسان مخيبر ان "إقرار التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا خطوة أولى باتجاه تصحيح العلاقات وتطويرها، لافتا الى ضرورة إعادة النظر بالاتفاقيات القائمة بين البلدين وخصوصا إلغاء المجلس الاعلى اللبناني - السوري".

وقال مخيبر في حديث اذاعي: إن أبرز مقررات مجلس الوزراء أمس كانت إقرار التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا، وهو مطلب مزمن للقوى اللبنانية التي تسعى الى تعزيز سيادة لبنان وإرساء العلاقات اللبنانية - السورية على أسس سليمة من النديّة واحترام سيادة واستقلال كل من البلدين.

واعتبر هذا "القرار خطوة أولى باتجاه تصحيح العلاقات اللبناية - السورية وتطويرها لافتا الى ان هناك خطوات كثيرة أخرى يجب ان نتبعها أبرزها إعادة النظر بالاتفاقات القائمة والغاء المجلس الاعلى اللبناني - السوري الذي يخالف الدستور اللبناني ولا يفيد تطوير العلاقات السورية إضافة الى ايجاد حل نهائي لقضية المفقودين القسريين والمعتقلين في السجون السورية وغيرها من الملفات التي يجب ان تواجه بجرأة وتعالج نهائيا.

وعن التضامن الوزاري الذي قضى بتأجيل البتّ في القضايا الخلافية اعتبر مخيبر ان الموضوع الاهم كان تأجيل البتّ في إسم قائد الجيش فيما الجميع يعلم ان المخاطر الامنية تحتم على لبنان والقيادة الامنية ان تنتهي سريعا من الاتفاق على تعيين قائد جيش جديد وتعزيز القوى الامنية.

وأكد ان هناك إتفاقا سريعا سوف يتبلور في خلال الاسبوع المقبل حول قائد الجيش، واصفا ما تبقى من القضايا الخلافية الاخرى بالطبيعي الا انه دعا الى عدم إنزلاقها الى سجالات طائفية ومذهبية. ورفض مخيبر ان يكون طرح موضوع صلاحيات نائب رئيس الحكومة لاعتبارات إنتخابية إنما يأتي في إطار المطالبة بمصلحة المواطن واستقامة إدارة الدولة، لافتا الى ان الموضوع ليس موضوع صلاحيات متسائلا هل نستمر في الابقاء على وزراء دولة ونائب رئيس للحكومة مهجرا من دون مكتب؟ وقال: بمعزل عن مقولة صلاحيات نحن نطرح ماهية دور نائب رئيس كما يطرح موضوع وزراء الدولة وقد طرحنا ان يتولى وزراء الدولة بما فيهم نائب رئيس الحكومة ملفات شائكة لا تقع بالضرورة ضمن إطار صلاحية وزارة من الوزارات.

 

 الاحرار رفض تصريح الاسد وتشبيهه لبنـان بجورجيا واسف لتزامنه مع اقرار مجلس الوزراء اقامة علاقات ديبلوماسية

المركزية - أسف حزب الوطنيين الاحرار لموقف الرئيس بشار الاسد والذي ذهب فيه الى تشبيه ممارسات سوريا ومواقفه تجاه لبنان بما يجري لدى روسيا في شأن جورجيا، معتبرا ان وجهة نظر النظام السوري الخاصة في شأن لبنان تختصر بالهيمنة عليه عن طريق تعميق الانقسامات واللعب على التناقضات ودعم القوى التي تدور في فلكه واسف لتزامن هذا التصريح مع اقرار مجلس الوزراء اقامة علاقات ديبلوماسية مع دمشق. وسأل المطالبين بصلاحيات نائب رئيس الحكومة لماذا لم يسلكوا الطريق القانوني الاسلم والاقصر؟ وأكد انه معني بالحوار.

عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 - توقفنا أمام التصريح الذي أدلى به الرئيس السوري إلى صحيفة روسية على هامش زيارته إلى موسكو وذهب فيه إلى تشبيه ممارسات بلده ومواقفه تجاه لبنان " بما يجري لدى روسيا في شأن جورجيا " وتأكيده بأن لروسيا ـ وبالموازاة بسوريا طبعاً ـ موقفها ولها مصالحها لكن هذا ليس تدخلاً.

وكان قدم لفتواه هذه التي تنتمي إلى عصر ولّى بالقول:( الغرب يتهمنا بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، لكننا باعتبارنا دولة مهمة في المنطقة لا نفعل شيئاً سوى أننا نقيم علاقات شفافة وحواراً علنياً مع مختلف القوى السياسية. والحوار ليس تدخلاً ابداً. ويتلخص الأمر في أننا نملك وجهة نظرنا الخاصة في شأن الأحداث في لبنان ). اننا، أمانة للحقيقة وللبنان وشعبه وخصوصاً الذين عانوا ولا يزالون يعانون من (العلاقات الشفافة والحوار العلني) التي كادت تكرس تبعية لبنان وتقضي على كيانه والتي الحقت به أفدح الخسائر البشرية والمادية وخصوصاً في ما يتعلق بالمفقودين والمحتجزين، نأسف أشد الأسف لهذا الموقف الذي لا يجافي الحقيقة فقط إنما أيضاً يتعالى على وطن الأرز ويسخر من تضحيات اللبنانيين ومعاناتهم ويستخف بعقولهم وعقول المراقبين. ونكتفي باللفت إلى أن وجهة نظر النظام السوري الخاصة في شأن لبنان تختصر بالهيمنة عليه من طريق تعميق الانقسامات واللعب على التناقضات ودعم القوى التي تدور في فلكه ضاربة عرض الحائط مسلمات الوطن ومصالحه، انها خاصرته الرخوة التي أبدع المحور الإيراني ـ السوري في استغلالها ومدها بالسلاح وبعناصر الاستقواء والابتزاز إلى حد إقامة دويلة داخل الدولة وعلى حسابها. ويؤسفنا في شكل خاص تزامن التصريح، وهو ثابتة في النهج السوري، مع إقرار مجلس الوزراء إقامة علاقات دبلوماسية مع دمشق لتصحيح أخطاء الماضي وطي صفحته خدمة للدولتين والشعبين. وإذا كان ثمة حسنة له فلأنه أظهر ازدراء الرئيس السوري بمشاعر السواد الأعظم من اللبنانيين، وكشف مغزى حرصه على المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري كوسيلة لاستمرار الماضي غاياتٍ وممارسات، وعاملاً مساعداً لمضي النظام السوري في تحقيق أهدافه بطرق أخرى. وهذا ما ندعو إلى عدم القبول به حرصاً على أفضل العلاقات شرط إقامتها على أسس واضحة تكفل المحافظة على استقلال كل من الدولتين وسيادتها وحريتها ومصالحها.

2 - نسأل إذا كانت مقاربة صلاحيات نائب رئيس الحكومة بناءة وبعيدة عن الاستغلال السياسي والتحريض الغرائزي فلماذا لم يسلك أصحابها الذين يدعون العمل لبناء الدولة الطريق القانوني الأسلم والأقصر، علماً أن لديهم كتلة برلمانية كبيرة وبإمكانهم الركون إلى دعم حلفائهم في 8 آذار داخل المجلس النيابي وخارجه؟

وتذكرنا هذه المطالبة بالحملات المماثلة المتعددة ومنها الحملة على الفساد التي كانت تزخر خطبهم بها ويطنبون لها في أحاديثهم وتصريحاتهم الصحفية، بينما كانوا يحجمون عن المبادرة إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية وحتى المطالبة الإعلامية بها مما يثبت أنهم كانوا يكتفون بإثارتها للإثارة فحسب.

لذا، في الوقت الذي تتجلى المحاولات لتفسيخ مكونات 14 آذار تارة بالتفاهمات وطوراً باستحضار الأحقاد والحساسيات، نحذر اللبنانيين وخصوصاً السياديين منهم من الشعوذات السياسية ومن الافخاخ التي تنصب لإجهاض قيام الدولة الواحدة السيدة الحرة صاحبة حصرية قرار الحرب والسلم وامتلاك السلاح. وندعوهم إلى اتخاذ موقف يردع الذين يعتقدون ان بإمكانهم التلاعب بهم وتحريك عصبياتهم بتوظيفها في خدمة مشاريعهم. إنما ندعو في الوقت عينه إلى النظر بإيجابية إلى كل المطالب التي من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية والعيش الواحد.

3 - نتابع جولات مستشار رئيس الجمهورية وزياراته إلى القيادات والفاعليات على خلفية التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني. وبعيداً من أي موقف سلبي نؤكد اننا معنيون بهذا الحوار في حال توسيع حلقة المشاركين فيه، وهذا أضعف الإيمان بالنظر إلى تاريخنا ونضالنا الذي يرقى إلى نصف قرن وإلى رؤيتنا بالنسبة إلى موضوعاته، ولنا في صدده ملاحظتين: الأولى عدم تحقيق الشيء الكثير منذ أكثر من عامين أي بعد انفضاض جلسات طاولة الحوار، والكل يدرك الدينامية الدولية والظروف الإقليمية المستجدة التي رافقت تجاوب دمشق مع مطلب التبادل الدبلوماسي مكررين الإشارة إلى ما سبق ذكره لهذه الجهة. الملاحظة الثانية إذا كان المعارضون السابقون المشاركون في الحكومة صادقين في التزامهم البيان الوزاري وروحية اتفاق الطائف وتسوية الدوحة، فما الذي يمنع هذه الحكومة من استكمال الحوار حول بند السلاح والاستراتيجية الدفاعية كما اتفق عليه في الدوحة؟ ونجدد التأكيد أنه يستحيل الكلام عن انتخابات ديمقراطية بعد استعمال السلاح في الداخل وفي ظل إمكان استعماله من جديد.

كما يستحيل التعايش بين الدولة والدويلة، وبين منطق الاستقواء بالسلاح والإتكاء على دعم المحور الإقليمي ومنطق الاحتكام إلى القانون والاحتماء بالشرعية.

 

التسلّح يهدّد الانتخابات وروسيا تزوّد حزب الله بمنظومة دفاع

الجمعة 22 أغسطس - وكالات

 بيروت، الوكالات: مرّت الجلسة الوزارية في قصر بعبدا أمس بهدوء حيث كان على جدول أعمالها 148 بنداً أهمها إقرار مرسوم إقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا وإنشاء سفارة لبيروت في دمشق، بينما غاب عن الجلسة الوافق حول هوية قائد الجيش الجديد وكذلك البحث بالمواضيع الخلافية الأخرى التي تقاذفها السياسيون خلال الساعات القليلة ومنها تحديد ودور صلاحيات نائب رئيس الحكومة. وبعيدًا عن الجلسة الوزرايَّة، حذّر وزير الدولة اللبناني وائل أبو فاعور من أنَّ قضية السلاح باتت تهدد عقد الانتخابات النيابية، بينما نقلت صحيفة "كوريير ديلا سيرا" الإيطالية أن ممثلين عن حزب الله زاروا روسيا في أوائل شهر تموز الماضي، وعقدوا صفقة لتزويد حزب الله بمنظومات صاروخية مضادة للجو وصواريخ مضادة للدبابات.

جلسة مجلس الوزراء التضحية بملفات تجنبًا للسجالات

وقد مهّد الرئيس ميشال سليمان لأجواء التهدئة هذه عبر سلسلة اتصالات وخلوة مع الرئيس فؤاد السنيورة سبقت جلسة مجلس الوزراء واستمرت ثلاثة ارباع الساعة، وأقرّ خلال الجلسة مرسوم إقامة علاقات دبلوماسيَّة بين لبنان وسوريا، وهي خطوة مرتقبة ولكن تاريخية لأنّها تجسّد مطلب لبنانيَّة منذ قيام الجمهورية في العام 1943. وفي إطار التهدئة ايضاً، ذكرت صحيفة "السفير" ان غداء جمع نائب رئيس الحكومة القطري وزير الطاقة عبدالله العطية ونائب رئيس مجلس الوزراء عصام أبوجمرة والوزراء فوزي صلوخ وآلان طابوريان ومحمد الصفدي في أحد مطاعم وسط بيروت، بدعوة من صلوخ، ويبدو ان عطية تمنى خلاله التهدئة والابتعاد قدر الامكان عن التشنج.

وفي وقت أكد وزير الدفاع الياس المر قبيل الجلسة أن تعيين قائد الجيش مؤجل إلى جلسة الأسبوع المقبل، علمت صحيفة "الحياة" ان اتصالات كانت ما زالت مستمرة خلال الساعات الماضية من اجل تأمين اجماع على الخطوة، مع عدد من الافرقاء وفي مقدمهم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي قالت مصادره ان لديه تساؤلات عن "طريقة اختيار اسم قائد الجيش، وحول الشراكة في هذا الاختيار".

وإثر انتهاء الجلسة، اعلن وزير الإعلام طارق متري أن الأجواء كانت هادئة وإيجابية ومثمرة، ناقلاً عن الرئيس ميشال سليمان تشديده على ضرورة التنسيق بين الوزراء ومراعاة اختصاص كل منهم.  وقد شدد سليمان على أهمية الخطوة المتمثلة بإقرار تبادل العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، فيما أطلع السنيورة مجلس الوزراء على نتائج زيارتيه إلى مصر والعراق لجهة تعزيز العلاقات السياسية والإقتصادية.

من جانبه، أشار الوزير متري إلى أن تعيين قائد الجيش لم يكن على جدول أعمال الحكومة، وأن موضوع صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء كان مدرجاً على جدول الأعمال إلا أن رئيس الجمهورية طلب بحثه في جلسة أخرى، وقال: "خلال الجلسة لم يأتِ أحد على ذكر موضوع الاعلام، ولم يحمَّل الإعلام مسؤولية التوترات الماضية دون سواه". ولفت متري إلى أن مجلس الوزراء ناقش بعض البنود من خارج جدول أعماله الذي ضم 148 بنداً، وقرر توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بشأن التهديدات الاسرائيلية، مشدداً على أنه "ليس هناك أي مشكلة على الاطلاق بشأن زيارات الرئيس السنيورة الخارجية، وقد تمت مراعاة الأصول في هذا الخصوص".

وفي المعلومات التي توفرت لصحيفة "النهار" عن الجلسة، ان عدم التوصل الى توافق على اسم قائد الجيش أثار تخوفاً من التسبب بمزيد من المشاحنات والتجاذبات في الجلسة التي يفترض ان تترك انطباعات مريحة مع انطلاق عمل الحكومة. وتبين ان مواقف القوى السياسية تضاربت على نحو حاد حيال ثلاثة اسماء على الاقل لضباط كبار رشحوا لمنصب قائد الجيش، وان قوى اندفعت بقوة نحو تزكية اسماء فيما وضعت "فيتوات" على اسماء اخرى، الامر الذي لم يتمكن معه رئيس الجمهورية ميشال سليمان – وهو المعني الاول باختيار قائد الجيش – من توفير توافق على اسم يرضى عنه الجميع. وفي ضوء ذلك تقرر ارجاء طرح موضوع تعيين قائد الجيش الى الاسبوع المقبل. أما في ما يتعلق بمسألة نيابة رئاسة مجلس الوزراء، فقد بادر الرئيس سليمان الى طلب ارجاء البحث في البند المتعلق باقامة مكاتب لوزراء الدولة "لمزيد من التشاور". وهكذا امكن تجنب السجال في موضوع صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء. وعلم في هذا السياق بحسب "النهار" ان رئيس الجمهورية يعتزم تولي معالجة هذه المسألة شخصياً في الايام المقبلة.

كذلك، بحث مجلس الوزراء في موضوع تصحيح الاجور وطالب عدد من الوزراء بتخصيص جلسة لبته. لكن وزير العمل محمد فنيش أوضح انه سيطرح الموضوع في الجلسة العادية لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل.

وكان وزير الدولة اللبناني وائل أبو فاعور قال لصحيفة الشرق الأوسط اللندنيَّة إنَّ قضية السلاح باتت تهدد عقد الانتخابات النيابية، موضحا أن الاكثرية البرلمانية تتجه الى ربط اجراء هذه الانتخابات بسحب السلاح من الشارع. وتشير الدلائل الى ان هناك حركة تدريب وتسليح نشيطة تقوم بها كافة الأطراف في لبنان. وتقول المعارضة إن هناك عمليات تدريب يقوم بها تيار المستقبل، فيما تتدرب عناصر "القوات اللبنانية" في أماكن جردية في جبال لبنان تحت ستار شركات امنية.

وفي المقابل يقول فريق 14 آذار إنَّ عناصر حزب الله يتدربون في ايران حيث يذهب مئات الشبان اسبوعيا الى طهران للخضوع الى تدريبات متقدمة. وتظهر هذه التدريبات وقسوتها من خلال بعض الجثث التي تصل الى لبنان. ولا يوجد أي تأكيد رسمي من الحزب لهذه التدريبات، لكنه ينعى من حين الى اخر شهداء سقطوا "خلال قيامهم بواجبهم الجهادي"، رغم عدم وجود اية عمليات حربية.

وكان مسؤول عسكري أميركي، قد قال في 16 اغسطس (آب) الحالي، ان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله، يدربان فرق اغتيالات عراقية في اربع مدن ايرانية.  وقال المسؤول ان هذه الفرق تتلقى التدريب في قم وطهران ومشهد والأهواز. غير ان إيران نفت هذه الانباء.

ونفى المنسق العام لتيار المستقبل سليم دياب لـ الشرق الأوسط وجود حركة تسليح. معتبرا أن مؤسسة "سكيور بلاس"، هي مؤسسة تجاربة، أما مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي فلم يستبعد "قيام بعض الافراد بالتسلح بشكل فردي".

وفيما لفت السنيورة بعد جلسة مجلس  الوزراء أمس إلى خطورة التهديدات الإسرائيلية للبنان، مشيراً الى نية اسرائيل العدوانية دائماً، وأكد احترام لبنان لكل القرارات الدولية، ذكرت صحيفة "كوريير ديلا سيرا" الإيطالية أن ممثلين عن حزب الله زاروا روسيا في أوائل شهر تموز الماضي، وعقدوا صفقة لتزويد حزب الله بمنظومات صاروخية مضادة للجو وصواريخ مضادة للدبابات.

وأوضحت الصحيفة أن 3 مسؤولين رفيعي المستوى من الحزب أبدوا اهتماما كبيرا بشراء أسلحة روسية أثبتت فعاليتها في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مشيرة إلى أن المسؤولين الثلاثة توجهوا الى روسيا بجوازات سفر إيرانية، وزاروا المعرض الدولي السادس للأسلحة والتقنيات العسكرية والذخائر الذي نظم في "نيجني تاغيل" في الفترة من التاسع ولغاية الثاني عشر من شهر تموز الماضي.

وفي حديث لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية ذكر الصحفي الإيطالي الذي نشر المقال في صحيفة "كوريير ديلا سيرا"، أن ممثلي حزب الله حرصوا على عدم جذب الأنظار والانتباه إليهم، ولهذا وقعوا عددا من العقود الخاصة بشراء منظومات للدفاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات بعد الثاني عشر من شهر تموز أي بعد انتهاء المعرض.

على صعيد آخر، كشفت صحيفة "الوطن" القطرية نقلا عن مصدر مطلع أن وفدا عسكريا أميركيا كبيرا سيزور بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، لمتابعة البحث مع كبار المسؤولين اللبنانيين وقائد الجيش الجديد بعد تعيينه، في سبل تطوير التعاون العسكري والأمني بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية. وأضاف المصدر أن المحادثات ستتركز على تدريب وتأهيل الضباط اللبنانيين، وتزويد الجيش بوسائل دفاعية وهجومية متطورة، وذلك للمرة الأولى، منها مروحيات عسكرية وصواريخ وآليات وسيارات عسكرية وذخيرة، بهدف تمكين الجيش من السيطرة الأمنية على كامل الأراضي اللبنانية وفرض الاستقرار.

 

 لبنان: أزمة تمويل تهدد عملية إزالة القنابل العنقودية

الجمعة 22 أغسطس - رويترز

 صور : قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة يوم الجمعة ان الكثير من الفرق البالغ عددها 44 فريقا تعمل على ازالة القنابل العنقودية التي ألقتها اسرائيل في جنوب لبنان خلال حربها مع حزب الله في عام 2006 ستضطر الى التوقف عن العمل هذا الشهر بسبب نقص التمويل.

وقالت داليا فران المسؤولة الاعلامية في مكتب التنسيق لازالة القنابل العنقودية في صور ان المانحين لم يفوا بوعودهم بتوفير التمويل المطلوب للبرنامج في عام 2008 ويبلغ 4.7 مليون دولار . وأضافت أن عددا كبيرا من الفرق العاملة في ازالة القنابل العنقودية ستتوقف عن العمل بحلول نهاية هذا الشهر اذا لم تصل الاموال قبل ذلك الموعد مشيرة الى أن بعض الدول المانحة لم تف بوعودها وفقدت دول أخرى الاهتمام بعد عامين على الحرب.

ويقود مكتب التنسيق لازالة القنابل العنقودية جهود ازالة ألوف القنابل العنقودية المتخلفة عن الحرب بين اسرائيل وحزب الله. وأطلقت اسرائيل غالبية هذه الذخائر أو أسقطتها خلال اخر 72 ساعة من الحرب قبل وقف القتال في 14 أغسطس اب.

وقالت فران ان 27 مدنيا قتلوا منذ ذلك الحين واصيب 234 بسبب ذخائر لم تنفجر غالبيتها ذخائر عنقودية في حين قتل 13 من خبراء ازالة القنابل وأصيب 39.

وأضافت أن أي تراجع في جهود الازالة سيقود لزيادة في معدلات الحوادث لان التجارب السابقة تبين أن القرويين سيحاولون التعامل مع القنابل بأنفسهم اذا اعتقدوا أن فرق الازالة لن تفعل ذلك. وحدد مكتب التنسيق لازالة القنابل العنقودية 1058 موقعا تعرض لهجمات بتلك القنابل في الجنوب. وتقول الامم المتحدة ان اسرائيل لم ترد على مطالب متكررة بتقديم بيانات مفصلة حول الهجمات. وقالت فران ان مساحة الاراضي اللبنانية الملوثة بالقنابل العنقودية تقدر بحوالي 43 مليون متر مربع تم تطهير 43 في المئة منها تماما في حين أن نسبة 49 في المئة أخرى تم تطهيرها سطحيا وازالة التهديد المباشر.

 

 الحرب ليست غداَ ... لكن الإستنفار واجب 

الخميس 21 أغسطس - إيلي الحاج

 إيلي الحاج من بيروت : انصرف دبلوماسيون وسياسيون في بيروت إلى تحليل مضمون الرسائل التهديدية التي تلاحقت من إسرائيل أخيراً بشن حرب على لبنان بأكمله من دون إستثناء أي من مرافقه ومناطقه باعتباره بلدا ًعدواً إذا أقدم " حزب الله " على أي عملية ضد إسرائيل .

واتفق الدبلوماسيون وفق تقارير متقاطعة على أن هذه التهديدات تثير القلق وتستوجب إجراء إتصالات لتطويقها  ، لكنها لا تؤشر إلى خطر داهم ، والحرب لن تقع غدا لكن الإستنفار الدبلوماسي والسياسي لمواجهتها تحسبا واجب  .

وعبر دبلوماسي غربي عن هذه الأجواء بالدعوة الى " ضرورة التنبه " إلى هذه التهديدات الاسرائيلية باعتبارها " تطورا جديدا في المواجهة اذا حصلت " ،  ملاحظاً أنها " إذا تحققت فستلحق اكبر الاذى بالبنى التحتية والمقار الرسمية والمنشات غير المدنية ". ونصح " باستنفار الدبلوماسية اللبنانية على عجل للقيام بالاتصالات اللازمة للتاكد من مدى جديتها " .  واضاف: "عليهم الاتصال بالامين العام للأمم المتحدة بان كي- مون وقادة الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن لمنع اسرائيل من اي مغامرة عسكرية جديدة".

 وكان وزير البيئة الاسرائيلي جدعون عزرا ألحق التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، بتهديد جاء فيه : ان اسرائيل ستعتبر كل الدولة اللبنانية هدفا" وستهاجم البنى التحتية المدنية في حال قام حزب الله بشن حرب، واعتبارا من اللحظة التي اعطت فيها الحكومة اللبنانية شرعية لحزب الله، يجب ان تدرك ان كل الدولة اللبنانية تشكل هدفا بالطريقة نفسها التي تشكل فيها كل اسرائيل هدفا لحزب الله. خلال الحرب ضد حزب الله في صيف 2006، "فكرنا باحتمال مهاجمة البنى التحتية في لبنان لكن هذا الخيار لم يعتمد لاننا اعتبرنا انذاك ان اللبنانيين ليسوا مسؤولين جميعهم عن هجمات حزب الله".

ويتابع المحللون بقلق في بيروت إطلاق حملة  إسرائيلية اعلامية منظمة محورها تعاظم القوة المسلحة لحزب الله في الشهرين الأخيرين خصوصا، وتوجيه رسائل في هذا الخصوص الى الادارة الاميركية وبعض دول اوروبا تفيد بأن "الحزب" أتم السيطرة على جبل صنين الذي يعتبر موقعا استراتيجيا خطيرا في المنطقة، الى تلقيه أسلحة جديدة متطورة من سورية وايران عبر الأراضي السورية، بينها صواريخ مضادة للطائرات وللسفن الحربية، قادرة على استهداف الطلعات الجوية الاسرائيلية، واعتراض السفن الحربية الاسرائيلية والاميركية في البحر المتوسط.

ولاحظوا أن إسرائيل وجهت رسالتين متناقضتين الى الرئيس السوري بشار الأسد عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، تؤكد الأولى رغبة تل ابيب في استمرار المفاوضات مع دمشق ورفع مستواها الى مفاوضات مباشرة على مستوى وزاري، وتعرب الثانية عن استياء اسرائيل من استمرار تهريب الاسلحة الى حزب الله، وتهديدها بعدم السماح باستمرار هذا الوضع، وتصميمها على تغييره سواء بالدبلوماسية او بالوسائل العسكرية. وفوق ذلك خصصت جلسة لمجلس الأمن الاسرائيلي المصغر لبحث مسألة تسلح حزب الله وسبل مواجهتها، والتطرق خلال الاجتماع الى اسماء مواقع تستخدم لتهريب الاسلحة، ذكر منها مطار دمشق الدولي والمسالك التي تستخدم لربط ايران بلبنان عبر الاراضي السورية، في حين يبقى الأمر اللافت تعمد الحكومة الاسرائيلية اطلاع الرأي العام الاسرائيلي على مداولات المجلس، والتلميح الى امكان توجيه ضربات عسكرية الى هذه المواقع.

ويركز التهديد الإسرائيلي على حدوث تغيير جذري في السياسة الاسرائيلية حيال لبنان، بعدما قررت تل ابيب استناداً الى توصيات وزارة الدفاع، تحميل لبنان باسره مسؤولية اي هجوم ضدها يقوم به حزب الله، وهو ما يشكل تطوراً نوعياً من الجانب الاسرائيلي الذي ظل حتى وقت قريب يميز حزب الله عن الحكومة اللبنانية، ويتحاشى الانجرار الى توجيه ضربات الى المؤسسات الحكومية والبنى التحتية والمرافق الحيوية كما ظهر في حرب تموزم يوليو 2006.  وجاء هذا التطور من وجهة النظر الإسرائيلية امتلاك "حزب الله" أخيرا قدرة التعطيل في الحكومة اللبنانية وسماح البيان الوزاري للحكومة اللبنانية للحزب بمواصلة عملياته العسكرية.

 وعلى وقع المسار التراجعي الذي سلكه القرار الدولي ١٧٠١من وجهة النظر الإسرائيلية  والذي ادى الى وصوله اليوم الى حافة الانهيار العملاني، وما يقابله من مسار تسليحي تصاعدي لحزب الله وصل الى حد جعل الاراضي اللبنانية مصدر التهديد الأكبر لإسرائيل ، يمكن القول ان الجبهة اللبنانية  -الاسرائيلية قد تتحرك في الأشهر المقبلة .

 

الحكومة اللبنانية تقر العلاقات مع سورية

بيروت- الحياة - 22/08/08//

عقد مجلس الوزراء اللبناني عصر أمس جلسته الأولى لاتخاذ قرارات تنفيذية بعد نيل الحكومة الثقة، إذ ان جلسته السابقة الاستثنائية خصصت للبحث في الوضع الأمني في البلاد، بعد تفجير طرابلس والعلاقات اللبنانية - السورية إثر زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان دمشق.

ووُصفت جلسة الأمس بأنها تاريخية اتخذ فيها قرار إقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية، للمرة الأولى منذ استقلال لبنان العام 1943، وهو كان مطلباً لبنانياً طُرح في حقبات عدة من تاريخ العلاقة بين البلدين. وحفل جدول أعمال مجلس الوزراء بالمواضيع التي بلغ عددها 148. وكانت سبقته خلوة بين الرئيس سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي أطلعه على نتائج زيارته بغداد أول من أمس.

وأدى غياب التوافق على تعيين قائد الجيش الجديد إلى تأجيل اتخاذ القرار في هذا الشأن إلى جلسة مقبلة. وأعلن وزير الدفاع الياس المر قبل دخوله الجلسة في القصر الرئاسي ان لا تعيين لقائد الجيش خلالها، وقال: «قد يتم ذلك في الجلسة المقبلة».

وعلمت «الحياة» ان اتصالات كانت ما زالت مستمرة خلال الساعات الماضية من اجل تأمين اجماع على الخطوة، مع عدد من الفرقاء وفي مقدمهم رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، الذي قالت مصادره ان لديه تساؤلات عن «طريقة اختيار اسم قائد الجيش، وحول الشراكة في هذا الاختيار».

وتطرق مجلس الوزراء الى الانتقادات التي تناولت زيارتي السنيورة لكل من مصر السبت الماضي والعراق أول من امس، والتي أثارتها قوى في المعارضة وبعض الوزراء الذين يمثلونها في الحكومة ومنهم وزير الطاقة آلان طابوريان (تكتل التغيير والإصلاح). وكان وزير الدولة للتنمية الإدارية ابراهيم شمس الدين رأى ان هدف هذه الانتقادات هو المشاكسة. وعُقدت الجلسة في أجواء مطالبة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون بتحديد صلاحيات نائب رئيس الحكومة الذي هو من الطائفة الأرثوذكسية تقليدياً، خصوصاً ان اللواء عصام ابو جمرة يمثله في الحكومة في هذا المنصب. وأدت هذه المطالبة الى سجال سياسي خلال الأيام الماضية خصوصاً ان الدستور لا ينص على منصب نائب رئيس الحكومة او صلاحياته. وقال وزير الإعلام طارق متري (ارثوذكسي) ان صلاحيات نائب رئيس الحكومة «قضية دستورية وقانونية تناقش داخل المؤسسات وفي غير السياق الحالي». وأكد ان «بين الأرثوذكس تنوعاً في المواقف السياسية، والطائفة لم تكلف احداً النطق باسمها والدفاع عن حقوقها». وتواصلت أمس التصريحات الإسرائيلية التصعيدية ضد «حزب الله» ولبنان. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ان «سورية تحصل على شرعية دولية بواسطة المفاوضات مع إسرائيل لكنها تقوي منظمات إرهابية بخرق الحظر على تمرير السلاح الى حزب الله

 

لبنان جورجيا أم أوسيتيا؟

وليد شقير- الحياة - 22/08/08//

قد يعتبر البعض تشبيه الرئيس السوري بشار الأسد للمصالح المشروعة لروسيا في جورجيا، بالمصالح المشروعة لسورية في لبنان، وهي لا تعني تدخلاً، بل مصالح مشروعة، دليلاً الى ان دمشق لم تتخل عن سياسة العودة الى الإمساك بكامل القرار السياسي اللبناني، مثلما كانت تمسك به سابقاً. وقد يعتبره البعض تشبيهاً طبيعياً، في هذه المرحلة الجديدة التي شهدت تكريساً للتحولات في ميزان القوى في المنطقة، في عدد من الميادين، ومنها في لبنان، منذ أيار (مايو) الماضي حين استخدم «حزب الله» وحلفاء دمشق السلاح لفرض مطالبهم في السلطة السياسية، وهو ما يعني ان لهذا التحول في الموازين مفاعيل ستتواصل على الصعيد السياسي اللبناني، تناحراً وتسويات، صراعاً ومعادلات جديدة...

إلا أن هذا التشبيه، يجيء في كل الأحوال في ظروف لا تتناسب مع الأحداث، لأنه يأتي بعد قمة لبنانية - سورية، تقرر فيها مسار جديد للعلاقة بين سورية ولبنان أولها وأهمها قرار إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وتبادل السفارات، ليصبح ركيزة للبحث في المصالح المشتركة وأساساً من اجل صوغ علاقة تبتعد عن فظائع المرحلة السابقة التي يحلو للبنانيين والسوريين أن يسموها «ثغرات وأخطاء» للتخفيف من وقعها وفي محاولة لتهدئة النفوس على المستويين السياسي والإعلامي بين البلدين. لقد رأى الرئيس الأسد في تطور دولي من نوع الحرب الخاطفة التي خاضها «الدب الروسي» في جورجيا رداً على مغامرة الأخيرة تجاه أوسيتيا الجنوبية، تبريراً كاملاً لسياسته في لبنان، في وقت يفترض قرار إقامة العلاقات الديبلوماسية بداية لسياسة جديدة اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان القمة رسمت مساراً لها على الجانبين مسؤولية كبرى في إنجاحه. فتبادل السفراء بين لبنان وسورية يرمز الى تكريس استقلال لبنان منذ صادرت الإدارة السورية هذا الاستقلال وصولاً الى ذروته بفرض التمديد للرئيس السابق اميل لحود في الرئاسة العام 2004، في وقت كان خصوم دمشق يبدون تفهماً «لمصالحها المشروعة» في لبنان ويطرحون اعادة انتشار قواتها نحو البقاع، لا انسحابها الكامل من البلد. وهذه الذروة أدت الى ما أدت إليه من تدهور في العلاقة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وصولاً الى الانسحاب الكامل للقوات السورية من لبنان، وتصاعد الخصومة بين دمشق وجزء واسع من اللبنانيين، مقابل تضامن جزء آخر معها والتصاقه بسياستها الإقليمية واللبنانية...

واللبنانيون لا يختلفون على المصالح المشروعة لسورية في لبنان، لكنهم يتعارضون ويتخاصمون حول طبيعة هذه المصالح وحدودها. لكن التشبيه بين الحالتين، الجورجية بالعلاقة مع روسيا، واللبنانية بالعلاقة مع سورية يدفع، لمناسبة بدء «مسار» جديد للعلاقة بين بيروت ودمشق، الى طرح السؤال الآتي: هل ان لبنان هو اوسيتيا التي سعت الى تكريس الاستقلال عن جورجيا، بدعم من روسيا، ام ان لبنان هو جورجيا التي حالت دون استقلال اوسيتيا بالقوة فاستفزت الدب الروسي لأن التصرف الجورجي ينبع من التبعية للمحور الأميركي الذي تسعى واشنطن الى استكمال بنائه في أوروبا الشرقية؟

لقد افترض الكثيرون في لبنان ان قيام حكومة «الوحدة الوطنية»، بعد أحداث ايار الدموية، هو وسيلة لمعالجة الكثير من الأمور، بينها العلاقة اللبنانية - السورية وبالتالي «تحديد وترسيم» مصالح دمشق المشروعة بالتوافق بين اللبنانيين، وبرعاية عربية مظلتها اتفاق الدوحة في 21 أيار الماضي. وهذا قد يجعل وضع لبنان مختلفاً عن وضع جورجيا او عن وضع اوسيتيا إذا شاء المرء التشبيه بينه وبين هذه أو تلك.

لكن الأمر لا يتعلق بالحجج المنطقية هنا بل بالجغرافيا السياسية وموازين القوى. وربما هذا ما قصده الرئيس الأسد الذي رأى ان تحقيق المصالح المشروعة ولو بالوسائل العسكرية ليس تدخلاً. وليس الجانب السوري وحده الذي يسقط مثل ما يحصل في أوروبا الشرقية على لبنان، بل هناك فرقاء لبنانيون يفعلون ذلك فيستعجلون مفاعيل «الحرب الباردة» الدولية، لاستعجال الحرب الباردة تارة والساخنة احياناً أخرى في لبنان فيستبقون التطورات الدولية ورسوها على معادلة جديدة ويواصلون الحرب في لبنان، كأن اتفاق الدوحة لم يحصل وهذا اقصى درجات الخطورة.

وأحد مظاهر هذه الحرب الآن الجهود التي تبذل من دمشق وحلفائها و «حزب الله» لإحداث اختراقات وتغييرات في التمثيل السياسي للطائفة السنية في لبنان. وربما كان هذا احد عناصر «المصالح المشروعة» السورية التي تلقى ممانعة شديدة

 

تكليف الدكتور أنطوان شقير بمهمة الأمانة العامة للقصر الجمهوري

صوت لبنان/كُلف الدكتور انطوان شقير المنتدب من إيدال للقصر الجمهوري بمهمة الأمانة العامة للقصر على ان تصدر لاحقا إجراءات التعيين وفقا للأصول المعمول بها

 

 حزب الله ينعي " عناصر" له  في عمليات غامضة

موقع لبنانيون في إسرائيل/"الواجبات الجهادية" عبارة كثر استخدامها من قبل حزب الله في كل مرة يقدم على نعي احد عناصره، رغم عدم وجود عمليات حربية، مما يثير اسئلة بات الاجابة عنها واضح المعالم، فحزب الله الذي يدعي "المقاومة" للحفاظ على سيادة لبنان، ويناور بنعت غيره بالعمالة، يرسل عناصره بدفعات كبيرة واسبوعيا الى طهران للخضوع الى تدريبات متقدمة تتميز بالحدة والقساوة والدليل هو اعداد الجثث التي تصل لبنان مع تعتيم رسمي من قبل الحزب على اسباب سقوط هؤلاء والزمان والمكان. وما سبق ذكره يمكن ربطه بما اعلنه مسؤول عسكري اميركي في 16 اب حول قيام فيلق القدس التابع لحرس الثوري الايراني وحزب الله بتدرين فرق اغتيالات عراقية في مدن ايرانية. فاين هي الهوية اللبنانية في  ما يسمى مقاومة حزب الله؟

 

صحيفة إيطالية: روسيا زودت حزب الله بمنظومات جديدة للدفاع الجوي

ذكرت صحيفة "كوريير ديلا سيرا" الإيطالية أن ممثلين عن حزب الله زاروا روسيا في أوائل شهر تموز الماضي، وعقدوا صفقة لتزويد حزب الله بمنظومات صاروخية مضادة للجو وصواريخ مضادة للدبابات. وأوضحت الصحيفة أن 3 مسؤولين رفيعي المستوى من الحزب أبدوا اهتماما كبيرا بشراء أسلحة روسية أثبتت فعاليتها في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مشيرة إلى أن المسؤولين الثلاثة توجهوا الى روسيا بجوازات سفر إيرانية، وزاروا المعرض الدولي السادس للأسلحة والتقنيات العسكرية والذخائر الذي نظم في "نيجني تاغيل" في الفترة من التاسع ولغاية الثاني عشر من شهر تموز الماضي. وفي حديث لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية ذكر الصحفي الإيطالي الذي نشر المقال في صحيفة "كوريير ديلا سيرا"، أن ممثلي حزب الله حرصوا على عدم جذب الأنظار والانتباه إليهم، ولهذا وقعوا عددا من العقود الخاصة بشراء منظومات للدفاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات بعد الثاني عشر من شهر تموز أي بعد انتهاء المعرض.

 

براعة" سليمان في مفاوضات دمشق "أزعجت" الرئيس السوري ودخول روسيا الى أوسيتيا أنعش حلمه

التأزيم اللبناني واستهداف الأسد مقام رئاسة الجمهورية

المستقبل - الجمعة 22 آب 2008 - فارس خشّان

ثمة مقولة راسخة في السياسة: المفاوض القدير أهم من المحارب البارع.

ويبدو أن هذه المقولة بدأت "تتلبّس" نظرة الرئيس السوري بشار الأسد لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، ذلك أن التدقيق بالمواقف التي أطلقها في الصحافة الروسية أخيراً تشي بتصميم متوافر لديه على تجاوز القمة التي جمعته في دمشق مع الرئيس اللبناني، للتركيز حصراً على ما يسميه حوارات تقودها بلاده مع "جميع الأطراف في لبنان".

وهذا يفيد أن الأسد بعد اجتماعاته بسليمان الذي وصفه وزير الخارجية السورية وليد المعلم في إحداها بأنه "مفاوض صعب يُحضّر ملفاته بشكل ممتاز ويُدافع عنها بحرارة المؤمن"، قد أدخل تعديلات على تكتيكاته "الإستيعابية" للحالة اللبنانية، فانتقل من "التسويق المسبق" لحصرية الحوار مع رئيس الجمهورية الى اعتبار هذا الرئيس، ولو من دون تسويق، مجرد "طرف لبناني" من ضمن "جميع الأطراف".

وإذا ما قيست المسافة الزمنية بين هذا الموقف الرئاسي السوري وبين التاريخ الذي انعقدت فيه القمة اللبنانية ـ السورية، فحينها يُصبح لتغيير المناخ الشكلي بين الإستقبال الحار على مطار دمشق وبين الوداع "البارد" في زيارة رسمية، مدلولات كثيرة عبّر عنها المعلم الذي أفسد بمؤتمره الصحافي المناخ الإيجابي الذي كان يود الرئيس سليمان تعميمه في لبنان، من أجل إطفاء الحرائق الملتهبة في حقل العلاقات اللبنانية ـ السورية كتمهيد لا بد منه لتدشين مرحلة جديدة غير مسبوقة بين بلدين يفتتحان بضغط دولي مسيرة التبادل الديبلوماسي.

ولعلّ هذا الموقف الأسدي بالذات يُمكنه أن يُفسّر تماماً الخلفية الحقيقية لحالة التأزم التي تمّ اصطناعها بعيد عودة رئيس الجمهورية من دمشق لتطغى بشكل كامل على اهتمام اللبنانيين بما عرضه الرئيس سليمان، بجرأة غير مسبوقة، مع نظيره السوري.

ومن يُدقق بالهويات السياسية لمثيري الأزمة يجد أنهم إما "سوريون" وإما "مستقوون بالنظام السوري" وعلى علاقة تحالفية متينة بمجموعاته اللبنانية.

فحيثيات الحملة على رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بدأت من منبر "سوري" واستُكملت بـ"ببغائية" غير مهنية من منبر سوري آخر، وتمّ تزخيمها بجوقة معروفة. "السوريون" تكلموا عن "قوطبة" على زيارة سليمان و"المستقوون بالسوريين" تكلموا عن انقضاض على صلاحيات رئاسة الجمهورية، الأمر الذي أثار تساؤلات لدى رئيس الجمهورية عن "فبركة" المعطيات المزوّرة بهدف المزايدة عليه في "الحرص على البُعد القومي السليم" من جهة أولى وعلى صلاحيات الموقع الماروني الأوّل في لبنان، من جهة ثانية.

كما أنّ "حزب الله" حرص على تثبيت موعد توقيع الوثيقة المثيرة للجدل مع تنظيمات سلفية "خفيفة"، متجاوزاً بذلك رغبة أبدتها هذه التنظيمات في إرجاء عملية التوقيع، بعدما شعرت بأن الأرض الشمالية تموج تحت أقدامها. وقد كان لهذا الإصرار الذي "شوشط الطبخة"، بعد متصل بعملية طي صفحة الزيارة الرئاسية لدمشق، بحيث حققت الضجة أهدافها السورية في حين أن لا نصّ الوثيقة ولا المجموعة السلفية التي وقّعت عليها كان يُمكن أن يرفعا من رصيد "حزب الله" في الساحة السنّية عمّا يوفره له كثيرون على قياس فتحي يكن وهاشم منقارة و"تجمع العلماء المسلمين" ناهيك عن المجموعة السياسية التي تمر بالنائب أسامة سعد وتحط عند النائب السابق عبد الرحيم مراد.

في حين أن العماد ميشال عون المرتاح للتوجه السوري "الأنتي سليماني"، سارع الى فتح ملف موقع نائب رئيس الحكومة في التركيبة السلطوية، بطريقته المثيرة للغرائز، بحيث بدا فؤاد السنيورة يفتئت على الحقوق الدستورية المكتسبة لعصام أبو جمرا، سواء من خلال رفضه السماح له بالإقامة مع حرّاسه المجهولي الإرتباطات المخابراتية في السرايا المستهدفة أمنياً أم من خلال ممانعته الطبيعية في أن يمارس عليه دور "المراقب العام" أم من خلال السماح بتكريس ما يتجاوز الحساسيات الدقيقة التي أرست توزيع السلطة في اتفاق الطائف.

وكان لافتاً للإنتباه أن عون، الذي كرّس تلفزيونه لمعاون المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السوري برتبة وزير اعلامي سابق، من حيث كرّر هجوماته التخوينية على قوى الأكثرية وراح يصرخ ببراءة جنرالات النظام الأمني اللبناني ـ السوري، فتح معركة تقضي بإعطاء نائب رئيس الحكومة ما هو غير معطى لرئيس الجمهورية بالذات، أي ترؤس مجلس الوزراء في غياب رئيس الحكومة، فيما توزّع "عبقرياه" على شاشات الـ"أن.بي.أن" و"المنار"، فوافق النائب نبيل نقولا على تغيير طائفة قائد الجيش (على الرغم من فتح معركة سابقة لاسترداد منصب المدير العام للأمن العام الى الطائفة المارونية) وأقرّ النائب كميل خوري في معرض هجومه على رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بأن سلاح "حزب الله" هو "سلاح تقسيمي" ويتوسّله جعجع "لإحياء حلمه القديم"، قبل أن ينتهيا معا الى اقتراف "موبقة" سياسية إذ وبعد دقائق على "خطاب حربي" لنصرة "صلاحيات" أبو جمرة، يُسارعان الى "الجزم" بأن إثارة موضوع سلاح "المقاومة" تأتي من باب تشتيت إنتباه اللبنانيين عن قضيتهم المركزية، وهي المتصلة بالملف الإقتصادي والمعيشي.

على اي حال، إن تأزيم الواقع اللبناني لم يسمح "بتقزيم" إنجاز سليمان فحسب، بل يكاد ينجح، بفعل التفلت الحزب اللهي هنا، والمزايدة "القومية" هناك والمخاوف على حقوق المسيحيين هنالك في محاولة تصوير رئيس الجمهورية بأنه مجرد طرف من الأطراف اللبنانية، وفق تعبير الأسد "المنتشي" بتشبيه سوريا بروسيا وبالخلط بين الدخول الى أوسيتيا الجنوبية المتنازع عليها وبين جورجيا الثابتة مما يُنعش فيه حلم العودة الظافرة الى لبنان إنتقاما لخروجه "الصاغر" منه، فيُسارع الى المس بمقام رئاسة الجمهورية ليجعل منها طرفا إعتقادا منه أنه هو رئيس سوريا ولبنان... إلى الأبد.

هذه الخلاصة لن تُرضي الرئيس سليمان الذي يُريد التغاضي عن السلبيات، أيّا كانت، والتركيز على الإيجابيات، أيّا كانت، وذلك ليحوّل زيارته لسوريا إلى "مفتاح" للقفل الذي يُحكم إغلاق الباب على مجموعة كبرى من الحقوق الطبيعية للدولة اللبنانية، وهي حقوق تبدأ بالأمن وتمر بالإستقرار وتنتهي بالأمان من دون أن تتوقف على الأحلام ...وما أكثر الحالمين!

 

السمّاك: اتفقنا على إعلان عيد البشارة عيداً وطنياً

السنيورة يطلع الرئيس العراقي على نتائج زيارته لبغداد وطالباني يشدد على التعاون مع لبنان في كل المجالات

المستقبل - الجمعة 22 آب 2008 - أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة امس، اتصالا هاتفيا برئيس جمهورية العراق جلال طالباني الموجود حاليا في الولايات المتحدة الأميركية للعلاج، اطمأن فيه الى صحته ووضعه في صورة نتائج زيارته والوفد الحكومي اللبناني إلى العراق اول من امس، وحصيلة الاجتماعات التي عقدت مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي والمسؤولين العراقيين.

وقدر الرئيس السنيورة، في حديثه مع الرئيس العراقي، "النتائج الإيجابية التي لمسها في اجتماعاته مع المسؤولين العراقيين"، متمنيا للرئيس طالباني الشفاء القريب. وانتهزها مناسبة لكي ينقل اليه تحيات رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة اللبنانية. بدوره، حمّل طالباني الرئيس السنيورة تحياته الى الرئيس سليمان، آملا للبنان والحكومة اللبنانية "النجاح في مسعاهما لإعادة لبنان إلى طريق الاستقرار والنمو". وشدد على أن "العراق سيتعاون مع لبنان في كل المجالات التي تفيد البلدين". واستقبل الرئيس السنيورة، في السرايا الحكومية، وفدا من اللجنة الوطنية الإسلامية ـ المسيحية للحوار. وقال الأمين العام للجنة محمد السماك: "كان لقاء مثمراً وبناء، ذلك أن الرئيس السنيورة أكد مع اللجنة أموراً لعل من أهمها الأمر الذي يتعلق بصيغة لبنان ورسالة لبنان وبكونه ليس حاجة لبنانية فحسب ولكنه بتنوعه وبتعايشه وبوحدته الوطنية حاجة عربية وإقليمية ودولية وإنسانية. كما تفاهمنا مع الرئيس السنيورة على إعلان عيد البشارة عيدا وطنيا إسلاميا ـ مسيحيا، تقديرا لموقع السيدة مريم العذراء في الإسلام وفي المسيحية، والذي يجمع عليه المسلمون والمسيحيون معا في تكريم السيدة العذراء مريم. فهذا اليوم سيكون ابتداء من المناسبة المقبلة عيدا وطنيا ليس بمعنى التعطيل عن العمل، ولكن بمعنى الاحتفال المشترك الإسلامي ـ المسيحي، ذلك لأن لمريم العذراء موقعا في الإسلام تنص عليه الآية القرآنية الكريمة، "إن الله اصطفاك وفضلك على نساء العالمين". هذا الموقع يجعل من الاحتفال الإسلامي بعيد البشارة احتفالا دينيا كما هو احتفال مسيحي، واللقاء الإسلامي ـ المسيحي في هذه المناسبة هو لقاء وطني، نأمل أن يتجاوز لبنان ليكون عيدا وطنيا أيضا في بقية الدول العربية تأكيدا للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين".

والتقى الرئيس السنيورة النائب السابق طلال المرعبي الذي هنأه بحكومة الوحدة الوطنية الجديدة، وقال: "نأمل أن تتصدى بعد نيلها الثقة المئوية للمشكلات الأمنية والسياسية والاجتماعية. كما عرضت على الرئيس السنيورة بعض أوضاع الشمال المأسوية خصوصا في عكار وطرابلس وضرورة وضع خطة إنقاذية إنمائية يقرها مجلسا الوزراء والنواب ليصار إلى تحسين أوضاع هذه المناطق، وقد أبدى الرئيس السنيورة كل تجاوب ووعد بدرس الموضوع".

وأبدى ارتياحه الى "التدابير التي اتخذها الجيش والقوى الأمنية لوضع حد للتوتر في التبانة وبعل محسن"، متمنيا "الوصول إلى مصالحة حقيقية بين جميع الأفرقاء". وتمنى للحكومة "النجاح في تحمل مسؤولياتها في هذه الظروف الصعبة".

كما استقبل قائد قوات "اليونيفيل" العاملة في الجنوب الجنرال كلاوديو غراسيانو على رأس وفد، في حضور الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، وعرض معه للأوضاع في الجنوب وعمل القوات الدولية. وبحث مع وفد من "شبكة حقوق الأسرة" برئاسة رئيسة الجمعية إقبال دوغان في موضوع سن حضانة الأطفال مع أهلهم، ومع رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر في الأوضاع العامة، ومع رئيسة بعثة لبنان لدى منظمة الأونيسكو السفيرة سيلفي فضل الله في نشاط المنظمة في لبنان. كما التقى رئيس مجلس إدارة "بنك بيروت" سليم صفير.

 

فيلم قديم

المستقبل - الجمعة 22 آب 2008 - "أبو رامز"

إنه فيلم قديم سبق أن شاهدنا الجزء الأول منه في الفترة التي حُكِّمَ فيها اميل لحود. تغيّرت بعض الوجوه لكن المخرج بقي واحداً على ما يبدو.

في المرتين اللتين غادر فيهما رئيس الحكومة في زيارة رسمية الى مصر ثم العراق عاود رواد العلامات المميزة، محبو الاتجاهات الواحدة في السفر والسياحة والسياسة والصيد "وسعة الأفق ورحابة الدنيا"، رواد أجهزة المخابرات ومحطاتها الكثيرة في الدولة الشقيقة، ومعهم هذه المرة ضيوف جدد أحدهم برتبة جنرال سابق (يفهم بالعسكر والسياسة بقدر ما يفهم رئيس كينيا بتضاريس ضيعتي)... وعدة اعلامية كاملة حاضرة، ناضرة غب الطلب... عادوا جميعاً للمشاركة في الجزء الثاني من ذلك الفيلم المعنون هذه المرة "العقدة نفسها ـ ما العمل"؟

ذهب الرئيس السنيورة الى القاهرة بحثاً عن حل لقضية الكهرباء، وهي أم وأب وأخ وأخت القضايا المطلبية في لبنان، فانطلقت جوقة الكومبارس بإشارة واحدة للتحامل والتهجم والافتراء، كل من موقعه وحسب اختصاصه. بعضهم نبش الدستور باعتباره أحرص الحرصاء عليه وباعتبار أن كل العلاقات والتحالفات والارتكابات التي قامت بها الشقيقة على مدى ثلاثة عقود في لبنان كانت خاضعة لأحكام الدستور اللبناني نصاً وروحاً وجسداً، وبعضهم تحسر على العلاقات مع رئيس الجمهورية ودوره باعتبار أنهم أكثر حرصاً من العماد ميشال سليمان على دوره وعلى البلد وأهله وانتظام عمل مؤسسات الدولة والبحث عن حلول لمشاكلها ومشاكل ناسها، وبعض ثالث ذهب ليشتكي من أنه هُمّش (من فعل همش، يهمش تهميشاً... تفنيصاً) ولم يأخذ دوره. عاجل الأمر رئيس البلاد والعباد العماد رئيس الجمهورية بكلمتين لا أكثر كانتا كافيتين لإسدال الستار على تلك الهمروجة.

لكن الجوقة عاودت النقر على الدف المفخوت من جديد بعد زيارة بغداد وإن كانت النبرة هذه المرة خافتة بعض الشيء. وخفوتها لا يعود الى حياء عند أصحابها ولكن لأسباب خارجة عن إرادتهم من دون أدنى شك. أول تلك الأسباب ان الزمن تغير والدنيا تغيرت ومن كان في قمة هرم الكومبارس ذهب الى بيته وحيداً يمارس فن الغطس تحت الماء عله يجد سمكة تخفف عنه عبء الوحدة ووحشتها. وثاني تلك الأسباب أن عقارب الساعة لا تدور الى الخلف وإن ما كان سابقاً لن يعود، بل "ان البلد كيان قائم بذاته وليس مجموعة دكاكين"، وعلاقاته تحكمها مصالحه في الدرجة الأولى وليس مصالح الشقيقة على حسابه وحساب أهله، وان الخارطة تظهر بوضوح أننا جزء من محيط عربي ودولي واسع النطاق لا يمكن أحد أن يقطعنا عنه ويضعنا من جديد في مرطبان "العلاقات المميزة" وحدها.

قبل الرئيس السنيورة، واجه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ذلك الكومبارس نفسه وتلك الصيحات نفسها وذلك العهر ذاته، لكنه لم يلتفت إليها مرة، بل زرع بصماته من أول الدنيا الى آخرها خدمة لوطنه لبنان أولاً وأخيراً. مثله أيضاً يفعل صديقه ورفيق دربه رجل الدولة فؤاد السنيورة... وصدق من قال في زمان غابر "(...) والقافلة تسير

 

الوثيقة المجمّدة بين "حزب الله" وجمعية "وقف التراث": القصة الكاملة

المستقبل - الجمعة 22 آب 2008 - فادي شامية

في الثامن من أيار وصلت مستويات الفتنة بين السنة والشيعة درجات غير مسبوقة. تراكُم الجروح ولّد حالة من الألم مصدره الكرامة المهانة، لدرجة أن بعض الإسلاميين تندّموا في لحظة غضبٍ من تأييدهم المطلق للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي قبل وأثناء قتالهم "فتح ـ الإسلام"، على خلفية المشهد المحزن الذي بدت فيه القوى الأمنية أمام الميليشيات التي اعتدت على الناس في بيروت وبعض المناطق الأخرى، إذ بدا لهم أن القوة لا تُستعمل إلا في مواجهة السنّة الذين يعانون من استهداف غير عفوي. على هذا الأساس انطلقت موجة من التسلح المرتكزة على الخوف وعجز الدولة عن توفير الحماية للناس... كما تعمّقت الأحقاد وذكريات الحاضر والتاريخ.

كما هي الحال في أية محنة، فقد ظهرت التباينات المكتومة إلى العلن. "تجمع المعاهد والمؤسسات والأوقاف السلفية" برئاسة صفوان الزعبي، المتمايز أصلاً عن التيار السلفي الذي يقوده داعي الإسلام الشهال، لم ير مصلحةً في مقاربة الأخير للعلاقة مع "حزب الله"، سيما أن ثمة شعور واضح لدى السلفية في لبنان أنهم مستهدفون، وسواء اتفق الجميع أو اختلفوا فهم الضحية. هذا هو الجانب المعلن من التباين بين الزعبي والشهال فيما خص العلاقة بـ"حزب الله"، لكن العارفين يشيرون إلى أمور أخرى كثيرة، تتعلق بالزعامة والدور، ولا يستبعدون دوراً مخابراتياً ما.

المقدمات

مستعيناً بجملة مبررات، من بينها إبراء الذمة في "نصح حزب الله"، فتح صفوان الزعبي قناة اتصال بمسؤول "حزب الله" في منطقة الشمال محمد صالح. توسّعت الحوارات لتضم المسؤول عن ملف الحركات السنية في الحزب عبد المجيد عمار، وقد عُقدت اللقاءات بمعظمها، إن لم تكن كلها، في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد قدّم خلالها الزعبي أفكاراً مكتوبة، وما لبث "حزب الله" أن أعطى الموضوع أهمية زائدة، لا سيما بعدما أصبحت الواجهات الإسلامية التي دعمها أو أوجدها في الشارع السني في خبر كان أو تكاد.

ولإدراك الزعبي حجم الخصومة الموجودة راهناً في الشارع السني مع "حزب الله"، فقد حاول تغطية حركته بمباركة من "تيار المستقبل"، معطياً لحركته عنواناً لا يمكن لأحد أن يرفضه، هو محاولة تخفيف الاحتقان بين السنة والشيعة، وبالرغم من تحذير النائب سمير الجسر من الاستغلال الإعلامي، إلا أن الزعبي اعتبر أن إحاطة "تيار المستقبل" بالأسباب والمبررات بصورة مجملة، كافية لانتزاع موافقة التيار، على اعتبار أن أحداً لم يقل له: "لا تفعل".

نضجت الأمور بصمت، واقترب يوم التوقيع على اسمي وثيقة تفاهم، ولما لم يكن الزعبي رمزاً سلفياً، فقد جرت الاستعانة بالشيخ حسن الشهال، ابن عم داعي الإسلام الشهال، بعدما أُقنع بالوثيقة ومبرراتها، وأفهم أن الأمور على ما يرام مع "تيار المستقبل"، وعلى هذا الأساس تقدّم الشهال منصة التوقيع، فيما اكتفى الزعبي وعدد من ممثلي الجمعيات السلفية بالحضور، علماً أن المراحل التحضيرية كافة، كان قد قام بها الزعبي وحده، ومن دون إطلاع كافٍ لبقية الجمعيات.

السقوط

بعد وقت قصير على التوقيع عقد داعي الإسلام مؤتمراً صحفياً رفض فيه وثيقة التفاهم، واصفاً إياها بـ"فرقعة إعلامية"، على أساس أن "جمعية وقف التراث ـ التي يمثلها الزعبي ـ جمعية اجتماعية خدماتية وليس لديها أي تمثيل أو تأثير معتبر"، دون أن يخفي ارتيابه من أهدافها وتوقعه سقوطها. وعلى الرغم من أن بعض المراقبين اعتبروا هذا الموقف حاداً جداً إلا أن المواقف اللاحقة من قبل الإسلاميين و"تيار المستقبل" كانت أكثر وضوحاً، وقد أسهم الشارع المعبأ أصلاً ضد "حزب الله" في رفع وتيرة التنديد بما أُطلق عليه: "المحاولة الجديدة لاختراق الساحة السنية"، وفي بلورة تحرّك قوي لإسقاطها، ارتكز على المبررات الآتية:

ـ إغفال الوثيقة أي ذكر أو تنديد بالخطيئة التي ارتكبها "حزب الله" في 7­8 أيار.

ـ عدم التوازن في البنود، إذ جرى التركيز على القضايا التي لا خلاف عليها بين الإسلاميين، كمواجهة المشروع الأميركي، وإغفال موضوعات أخرى كالمشروع الإيراني الذي يتوجس منه السنّة في لبنان والعالم، وموضوع "عبث حزب الله في الساحة السنية في المال والسلاح واختراع الواجهات"، وموضوع تغطية "حزب الله" للعماد ميشال عون الذي يشن ما يشبه "حرب إلغاء" ضد السنّة، منذ مدة طويلة. (بارك الوثيقة ولو كانت "اتفاقاً بين ملائكة وشياطين")، وقس على ذلك كثير.

ـ إيلاء تحصين الساحة السنية أولوية على التفاهم مع الحزب الممثل لأغلبية الشيعة، على اعتبار أن "الخاص مقدم على العام في السياسة الشرعية"، ورفض تشرذم الحالة السلفية وإيجاد شرخ بين مكوناتها، ولا سيما عائلة الشهال.

ـ التوقف أمام مفارقة تركيز الوسائل الإعلامية المحسوبة على "حزب الله" على الخطر السلفي وارتباطه بالمملكة العربية السعودية وبالإرهاب، ثم محاولة التفاهم معه!.

اتخذت حركة الرفض أشكالاً عدة؛ فمن الاتصالات واللقاءات، إلى اللافتات التي رفعت في طرابلس، بدا أن المبرر الأبرز الذي رفعه صفوان الزعبي لتوقيع الوثيقة، وهو التخفيف من الفتنة بين السنة والشيعة قد سقط، إذ أن النتيجة على الأرض كانت فتنة سنية ـ سنية، مضافاً إليها المزيد من التأجيج في الفتنة ين السنة والشيعة، وهذه النتيجة، إضافة إلى استياء جمعية "إحياء التراث السلفية" الكويتية، وهي الجمعية الداعمة للزعبي، حتّم عقد لقاء بين الشهالين وإعلان تجميد الوثيقة، "لمزيد من الدرس".

التداعيات

عملياً الوثيقة انتهت وقد كان حسن الشهال، الذي وقع الوثيقة عن الجانب السلفي، واضحاً في ذلك عندما قال: "نحن حين وقّعنا الوثيقة أردنا أن نريح الساحة اللبنانية، فلما انعكس الأمر سلباً على ساحتنا، كان أولى بنا أن نعود إلى ساحتنا لنرى كيف نلمّ صفها ونجمع أمرها على أمر متفق عليه، وساحتنا أولى بنا، فيجب أن يعذرونا ـ حزب الله ـ وأن يتفهموا هذا الأمر".

ومع ذلك فإن التداعيات السيئة على من وقّع لم تنته فصولاً بعد، فقد حصد "حزب الله" الخيبة من وجوه عدة؛ أولاً: لأنه وضع نفسه بحجم جمعية بالكاد تمثل 1 من سنة لبنان، وثانياً: لأن محاولته فشلت، وثالثاً: وهو الأهم، لأنه أحدث توتراً زائداً مع باقي القوى السنية، الإسلاميين و"تيار المستقبل"، وقد كان لافتاً الموقف الذي أطلقه الشيخ فيصل مولوي، أمين عام "الجماعة الإسلامية"، التي كانت حتى الأمس القريب تربطها علاقات تاريخية استراتيجة بـ"حزب الله"، عندما وصف التفاهم بأنه "كان التفافاً حول الموضوع لإفراغه من أي مضمون"، مضيفاً: "هناك فتنة حقيقية بين حزب الله وأكثر اللبنانيين وخاصة المسلمين السنّة، ومحاربة هذه الفتنة لا تكون إلا بدخول البيوت من أبوابها، بحوار جدي مع المرجعيات لتحديد الأخطاء والتفاهم على عدم تكرارها، وغير ذلك فهو فقاعات إعلامية".

التداعيات في الطرف الآخر كانت أشد إيلاماً، فقد أدى الاتفاق ثم تجميده إلى تعزيز مكانة داعي الإسلام الشهال، وتكريس زعامته للتيار السلفي، بل أكثر من ذلك، فقد أدى انهيار الوثيقة، إلى انهيارٍ في التجمع السلفي الذي يقوده الزعبي، لا سيما بعدما أصدر عدد من الجمعيات السلفية بياناً في التاسع عشر من آب الجاري، رفضت فيه وثيقة التفاهم التي "لم يكونوا مطلعين عليها، وبالتالي فهم غير معنيين بها". والجمعيات هي: جمعية السراج المنير الإسلامية (بيروت) ـ وقف البخاري الخيري (عكار) ـ جمعية تجمع سنابل الخير التربوي (عكار) ـ وقف الإعانة والتكافل الخيري الإسلامي السني )طرابلس) ـ دار زيد بن ثابت (طرابلس) ـ جمعية الفصول الأربعة (ببنين) ـ جمعية الاستجابة (صيدا) ـ وقف النور الخيري (شبعا). وما لم يذكره بيان هذه الجمعيات صراحة، قاله أحد وجه السلفية، عندما وصف ما قام به الزعبي بالخديعة، على اعتبار أن الوثيقة التحضيرية وما أسماه الزعبي نقاطاً طبيعية، كان يتضمن كلاماً غير الذي أُعلن في الوثيقة، وعلى سبيل المثال لا الحصر: "الاعتراف بأن اقتحام بيروت بالقوة العسكرية خطأ، واعتباره الذين سقطوا دفاعاً عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم مجرد ضحايا خطأ أكبر".

أخيراً ثمة ملاحظات لا بد من إيرادها، ذلك أن دعوى التخفيف من الاحتقان بين المجموعات اللبنانية لا يكون من خلال عقود بين الطوائف والأحزاب والجماعات، مهما علا حجمها التمثيلي، وإلا ما معنى وجود الدولة، عندما يبدو اللبنانيون وكأنهم مجموعة قبائل تبحث عن عقود اجتماعية تصوغ من خلالها علاقاتها ببعضها وتحمي نفسها من الاعتداء، وإذا كانت الوثيقة المجمدة قد نصت على أنه: "في حال تعرضت أي مجموعة إلى اعتداء فمن حقها اللجوء إلى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها"!، فلماذا يدفع اللبنانيون من جيوبهم موازنة القوى الأمنية؟ وأي أنانية وتفكك في النسيج الوطني بين من يفترض أنهم أبناء بلد واحد، عندما يقول حسن الشهال في حفل التوقيع: "في حال تعرض حزب الله أو السلفيون لأي ظلم ظاهر وجلي من أطراف داخلية أو خارجية، على الطرف الآخر الوقوف معه بقوة وحزم ضمن المستطاع"!!.

 

بورتريه

ذاكرة لحود .. تخون أيام عهده السود

المستقبل - الجمعة 22 آب 2008 - أ.ش

وضع رئيس الجمهورية السابق اميل لحود بصمته "البيضاء" في أرشيف "التيار الوطني الحر" من خلال ظهوره كالحمل الوديع في تصريح لموقع "التيار" غسل من خلاله يديه وببضع كلمات كل ممارساته السابقة تحديداً بحق "التيار"، وأعطى لنفسه صك براءة من كل الأعمال العنفية التي نفذها النظام الأمني اللبناني ـ السوري بحق كل من كانت تساوره نفسه الاعتراض والمطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان وتحديداً بعد التحرير في العام 2000 حين انتفت ذريعة بقاء هذه القوات على الأراضي اللبنانية وفقاً لخطة اتفاق الطائف من أن الوجود السوري في لبنان مرتبط باحتلال العدو الاسرائيلي للجنوب.

محطات كثيرة بارزة صاحبت عهد الرئيس السابق لعل أبرزها كان في 7 و9 آب في العام 2001 حين اعتدي بالضرب وبطريقة أقل ما توصف بأنها وحشية على شبان وشابات "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وغيرهم أثناء تظاهرهم سلمياً في المتحف احتجاجاً على استمرار الاحتلال السوري للبنان، هذه الأحداث التي كانت مقدمة لتوحد اللبنانيين تحت شعار الحرية والسيادة والاستقلال.

في الذكرى السابعة لأحداث 7 آب، صرّح لحود لموقع "التيار" أو ان موقع "التيار" أراد استصراح لحود فقال: "لقد أصابني وهالني الأمر (أي ما جرى في 7 آب) لأن مدنيين ومسلحين كانوا يتعرضون بالضرب لشبان وشابات يعبّرون عن رأيهم بشكل سلمي". هذا الكلام بالطبع لن ينطلي على أحد وخصوصاً على أولئك الشبان والشابات الذين بادروا الى وضع بصمتهم في مسيرة الاستقلال الثاني، فهم يدركون جيداً ولا تزال ذاكرتهم تسمح لهم بأن يتذكروا أن لحود كان رئيساً للجمهورية آنذاك وأنه كان الحاكم الناهي طبعاً برفقة "مستشاره" اللواء جميل السيد في كل "شاردة وواردة" في الحياة السياسية في لبنان. كما أنهم يستطيعون أن يتذكروا ما كان يردده لحود دائماً بوصفه المطالبين بالسيادة بأنهم يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار الداخليين. أولاً يتذكر شباب "التيار الوطني الحر" بالتحديد ما سبق أحداث 7 أيار من أخذ ورد بين لحود والجنرال الذي كان من أشد المطالبين آنذاك بحصر السلاح بيد السلطة الشرعية، منتقداً القيادة الخاطئة للحود للمؤسسة العسكرية وقبوله بوجود سلاح خارج عن إرادة الدولة.

لحود وفي تصريحه يقول انه "شاهد ما حصل في منطقة العدلية على شاشة التلفزة". في إحدى أبرز المحطات في تاريخ حكمه كان لحود كالمواطن العادي يتابع الأحداث من المنزل وكأن رئيس الجمهورية مجرد متابع للأحداث وليس منتجها، والمستغرب أيضاً في عهد فخامته السابق أنه وفي كل مرة تكون فيها البلاد عند محك أو استحقاق يكون فخامته مجرد "مواطن عادي". ألم يكن رئيس الجمهورية السابق اميل لحود يمارس "هوايته" المفضلة أي السباحة عندما وقع انفجار السان جورج في 14 شباط 2005 والذي أودى بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهم؟!.

أما عندما يسأل لحود في التصريح نفسه "كيف يمكن لعاقل أن يصدق أنني طلبت وضع صوري والاعتداء على الشباب في الوقت عينه؟"، فنسي فخامته ان في عهده كان الوطن من أقصاه الى أقصاه صوراً له وزعت أينما كان فزاعة في وجه كل لبنان تساوره نفسه المطالبة بحرية لبنان وسيادته، فلا يمكن لأحد أن يقتنع بهذا التساؤل الذي أبداه لحود ليبرر أو ليخرج نفسه من دائرة الذنب في ما ارتكب آنذاك.

لحود ينفي علمه بما حدث مرارا وتكرارا، هنا لا بد من التذكير بما جرى من حديث بين وزير الدفاع آنذاك خليل الهراوي ورئيس الحكومة، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حين أبلغ الهراوي الرئيس الحريري ان الاعتقالات التي جرت لا تتعدى الـ20 شخصا وانها اتت نتيجة "لقيام هؤلاء الشبان بشتم الرئيس لحود اثناء زيارة البطريرك نصر الله صفير لمنطقة الكحالة، وهذا امر لا يجوز وعلى القانون ان يأخذ مجراه"، على حد قول الهراوي، في حين لم يكن الرئيس الحريري على علم بهذه التوقيفات ورفض طلب الهراوي منه تغطيتها. الرئيس السابق تخونه ذاكرته مرة اخرى، فهل يعقل ان وزير الدفاع يريد رد الاعتبار للحود من دون علم الاخير؟! وهل نسي الرئيس السابق ما حصل في مجلس الوزراء الذي انعقد بعد هذه الاحداث حين استغرب الرئيس الحريري كيف يؤخذ هكذا قرار من دون علمه "خوفا من معارضته"؟.

وإذ يؤكد لحود لموقع "التيار" ان التاريخ سيحكم يوماً ما على الجهة التي كانت وراء ما حصل، فمما لا شك فيه أنه لا يستطيع أن يلغي التاريخ وأن يزوّره، فالاعتقالات التي أقدم عليها النظام الأمني في 7 و9 آب 2001 ليس من الصدفة أنها سبقت زيارة لحود الى بكركي للقاء البطريرك صفير، فهو أراد أن يظهر للبطريرك أن حزبي "القوات" و"التيار الوطني الحر" يحاولان الانقلاب على السلطة عبر إقامتهما علاقات مع اسرائيل، وهذا ما ظهر أثناء استجواب المعتقلين بحيث كان الاصرار من المحققين في وزارة الدفاع آنذاك على انتزاع اعترافات تحت ضغط التعذيب تفيد بتعاملهم مع إسرائيل.

لحود وصف 7 آب باليوم "المشؤوم"، نافياً ان "يكون له أي علاقة أو علم مسبق بما حصل في ذاك اليوم"، وعدا عن انه تابع الاحداث على شاشات التلفزة، فقد غاب عن ذهن فخامته ان مجلس الأمن المركزي اجتمع قبل التظاهرة لأخذ الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن خلال التظاهرة، وقرر المجلس دسّ 100 عنصر أمني باللباس المدني بين المتظاهرين، فكانت التظاهرة وإلى جانب المتظاهرين الذين بلغ عددهم 100 شاب وشابة، 100 عنصر من رجال المخابرات. ومن المعلوم ان مهمة عناصر المخابرات مراقبة المتظاهرين والافادة لاسيما إذا لوحظ وجود اسلحة بينهم، ولكن ما حدث كان مغايراً تماماً يا فخامة الرئيس، فعناصر المخابرات التي مهمتها المراقبة فقط، انهالت بالضرب على المتظاهرين العزل قبل وصول اولئك إلى مكان تواجد العناصر النظامية "وليس من عاقل" يستطيع ان يفهم أو ان يقتنع بأن هؤلاء العناصر المخابراتية بادروا إلى ضرب المتظاهرين مستخدمين العصي بمبادرة فردية منهم، وكل من تابع ما حصل على شاشات التلفزة "كمواطن عادي" أدرك ان ما يحصل مخطط له مسبقاً ومحسوب الغايات والنتائج والهدف منه زرع الرعب في صفوف اللبنانيين كي لا تتكرر الأعمال "المخلة بالأمن" كما وصفها فخامة الرئيس.

لحود اعتبر انه "تصرف كرئيس مسؤول وتحرى عن المسؤولين"، هذا التحري الذي قام به الرئيس مشكوراً أنتج لجنة تحقيق بالأحداث من قيادة الجيش لم تتوصل إلى أي نتيجة عما إذا كانت هناك عناصر لم تلتزم بالتعليمات أو إذا كان بعض الضباط أعطوا أمراً منفردين في اتخاذ القرار إلى عناصر المخابرات لتباشر قمعها المتظاهرين، فالمسؤولية لا تكون باتخاذ القرار بل بتطبيقه وهنا يكمن التصرف "كرئيس مسؤول".

محاولة رئيس الجمهورية السابق لتبرأة نفسه من احدى المفاصل "البشعة" في تاريخ حكمه لا يمكن ان يكتب لها النجاح ولو انها أتت من البوابة العونية، اي من الجهة التي كانت اكثر عرضة لاضطهاد فخامته طوال عهده حتى عودة الجنرال حين تبدلت الأوضاع وانقلبت المقاييس والموازين وحتى المبادئ نتيجة سحر كرسي الرئاسة وتأثيرها.

أحداث 7 آب لم تكن وليدة ساعتها بل هي نتيجة تراكمات وواقع سياسي مختلف بدأ بعد التحرير، أزعج النظام الأمني اللبناني ـ السوري الذي أحكم قبضته على واقع الحياة السياسية في لبنان في عهد فخامته، والكل يدرك ان مجيء لحود إلى سدة الرئاسة بعد 9 أعوام قضاها قائداً للجيش كان هدفه تكريس واقع ان كل لبناني عليه ان يؤدي واجب التحية إلى "سوريا الأسد".

فأحداث 7 آب 2001 سبقتها متغيرات كثيرة كان أولها الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وبالتالي انتفاء ذريعة المقاومة، فيما هبّ لحود للدفاع عن السلاح وعن المقاومة لأنها وحدها تستطيع أن تبقي على النظام الأمني الذي أنتجه السوري وكرّسه في عهده كوسيلة لاستمرار الوصاية أو بالأحرى الاحتلال.

فبعد التحرير كانت مرحلة سياسية جديدة بدأت مع بيان المطارنة الموارنة التاريخي في العام 2000 الذي طالب بانسحاب الجيش السوري من لبنان لتأتي مواقف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في المجلس النيابي ومطالبته بإعادة تموضع القوات السورية وفقاً لاتفاق الطائف ليبدأ معها مسلسل اتهام جنبلاط بالعمالة. هذا الهجوم على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أدى إلى نشوء جبهة مؤيدة وداعمة لمواقف جنبلاط سميت بـ"المنبر الديموقراطي" تبعتها الزيارة التاريخية للبطريرك صفير إلى الجبل والمصالحة التي أرادها جنبلاط سبيلاً لإعادة اللحمة بين كامل أطياف اللبنانيين،. هذه الأحداث المتسارعة أوجبت تحركاً سريعاً للقوى الحليفة لسوريا لمواجهة هذه التداعيات والعمل على ابقاء الوضع على ما هو عليه، فبدأت مسلسلات اعتقال الناشطين في "التيار" و"القوات"، وكذلك مشاهد مظاهرات السواطير التي أتت لترد على محاولة القوى السيادية التحضير لذكرى الحرب الأهلية في نيسان 2001 فكانت السيوف والسواطير من أصدقاء سوريا رداً وتهديداً لأي تحرك سيادي.

كما ان الرئيس لحود يذكر تماماً محاولة اللواء جميل السيد اعتقال سمير قصير، يومها وعندما تضامنت المنظمات اليسارية مع قصير كانت "البروفة" للعناصر المدنية المخابراتية في قمع أي تحرك شبابي سيادي خارج فلك "شكراً سورياً".

هذه التغيرات وما رافقها من ممارسات أمنية قمعية ليست سوى غيض من فيض لعهد فخامة الرئيس، وبضع كلمات حتى لو كانت من على موقع "التيار الوطني الحر" فهي بالتأكيد لن تقنع شباباً قمعتهم أجهزة كنت فوقها أو وراءها.

 

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية

سوريا "تقبل" استقلال لبنان وتتمسّك بالوحدة معه/مسؤول عربي: نظام الأسد ظلم اللبنانيين وأخطأ بحقهم

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

"لن تتحقق المصالحة التاريخية بين لبنان وسوريا ما لم يتم اتخاذ ثلاثة قرارات كبرى تبدل مسار العلاقات جوهريا بين البلدين: الاول يقضي بان يتخلى نظام الرئيس بشار الاسد عن النظرة السورية العقائدية الوحدوية الفوقية الى لبنان، ويوقف كل مساعيه لفرض هيمنتها مجددا على هذا البلد. وهذا يتطلب تغييراً جذريا في سياسات سوريا حيال لبنان لم يحدث حتى الآن، ويتطلب كذلك انهاء وحدة الامر الواقع التي اقامها والده الراحل حافظ الاسد مع هذا البلد من خلال "معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق، الموقعة بين البلدين في ايار 1991 والمستمرة الى اليوم. القرار الثاني يقضي بان يثبت نظام الاسد بالافعال والاعمال، انه يمتلك الرغبة والتصميم على تقبل لبنان المستقل السيد والتعايش سلمياً معه والمساهمة في تعزيز أمنه واستقراره استنادا الى مبادىء حسن الجوار ومقتضياته وهذا يتطلب اقامة علاقات طبيعية وصحية وسليمة بين البلدين على اساس الندية والمساواة والالتزام المتبادل لاستقلال كل منهما وعلى اساس امتناع كل منهما عن التدخل سلبا في شؤون الآخر. اما القرار الثالث فيقضي بان يترك نظام الاسد اللبنانيين يختارون بأنفسهم وعبر الانتخابات الحرة الديموقراطية ممثليهم وحكامهم، وان يتوقف بالتالي عن محاولات فرض حلفائه عليهم بوسائل الضغط المختلفة، وان يضع حداً لعمليات تحريض فريق لبناني ضد آخر".

هذا ما اكدته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وعربية في باريس معنية مباشرة بتطورات الاوضاع في لبنان، واوضحت ان التفاهمات التي تم التوصل اليها خلال قمة الرئيسين بشار الاسد وميشال سليمان في دمشق يومي 13 و14 آب الجاري شكلت خطوة اولى مهمة في اتجاه تغيير مسار العلاقات بين البلدين، اذ انها حسمت قضية الاعتراف السوري الرسمي بالكيان اللبناني  من خلال اعلان قرار تبادل التمثيل الديبلوماسي معه للمرة الاولى منذ الاستقلال. لكن هذه التفاهمات لم تحسم في المقابل ايا من القضايا الجوهرية الرئيسية الاخرى العالقة بين لبنان وسوريا وابرزها ما يتعلق بترسيم الحدود وضبطها وتكريس لبنانية منطقة مزارع شبعا وحل مشكلة المفقودين. لذلك لم يحدث حتى الآن التحول الجذري المطلوب لبنانيا وعربيا ودوليا في مسار العلاقات اللبنانية – السورية.

وفي هذا المجال اكد مسؤول عربي بارز معني مباشرة بالملف اللبناني – السوري: "ان الوقت حان لأن يدرك نظام الاسد ان مصلحته الحقيقية تقضي باقامة علاقات طبيعية جيدة وسليمة مع لبنان بدلا من العلاقات القائمة منذ سنوات والتي يسودها الجفاء والتوتر والعداء الصامت او العلني. وقد دفع النظام السوري ولا يزال  ثمن هذا التوتر والجفاء في العلاقات مع لبنان، كما ان اللبنانيين دفعوا ويدفعون الثمن من جانبهم. والواضح لجميع المعنيين بالامر ان النظام السوري هو المسؤول الاول عن تدهور هذه العلاقات نتيجة سياساته والكثير من قراراته الخاطئة".

الظلم والتدخل والعنف

وتوقف هذا المسؤول العربي البارز عند مجموعة امور ومسائل محددة تكشف اسباب التوتر والجفاء بل العداء بين لبنان وسوريا فقال: "ليس من الطبيعي ان يستغل النظام السوري التفويض العربي والدولي الذي حصل عليه لتسوية المشكلة اللبنانية بعد سنوات الحرب من اجل ان يفرض هيمنته على هذا البلد ويتصرف به كما يريد وعلى مدى سنوات طويلة. وليس من الطبيعي ان يفرض النظام السوري على اللبنانيين مفهومه هو للعلاقة مع بلدهم المستند الى عقيدة وحدوية والى حسابات خاصة امنية واستراتيجية وسياسية واقتصادية ومالية، وان يتجاهل كليا حق لبنان المشروع في الاستقلال والسيادة وارادة اللبنانيين الحرة في ادارة شؤونهم بانفسهم وفي اعطاء الاولوية لتأمين مصالحهم الحيوية. وليس من الطبيعي ان يتم اغتيال زعيم سياسي كبير كالرئيس رفيق الحريري مع مجموعة من رفاقه في ظل الحكم الامني – السياسي السوري للبنان وان يمتنع نظام الاسد عن اجراء اي تحقيق في هذه الجريمة الارهابية الكبرى وينتج من ذلك تشكيل لجنة تحقيق دولية ركزت وتركز كل جهودها على الدور السوري في عملية الاغتيال هذه وفي عمليات اغتيال سياسية اخرى تمهيداً لمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم ومعاقبتهم امام محكمة دولية. وهذا ما لم يواجهه اي نظام عربي آخر. وليس من الطبيعي ان يحل النظام السوري محل الشعب اللبناني وان يقرر هو ان الغالبية النيابية والشعبية هي غالبية "وهمية" لانها استقلالية التوجهات وترفض الهيمنة السورية، ويقرر ايضا ان حلفاء دمشق هم الاقوى وهم الذين يمثلون فعلا اللبنانيين ويعكسون آمالهم وتطلعاتهم. وليس من الطبيعي ان يبدي النظام السوري انزعاجا حقيقيا من اقامة "علاقات ندية ومتساوية" مع لبنان ويدخل في عملية تفاوض ومساومة مع اللبنانيين وجهات اخرى في ما يتعلق بتنفيذ تبادل التمثيل الديبلوماسي وترسيم الحدود وضبطها وازالة اسباب التوتر والجفاء بين البلدين. وليس من الطبيعي ان يرسل النظام السوري او ينقل كميات هائلة من الاسلحة، بما فيها آلاف الصواريخ والقذائف، الى "حزب الله" وتنظيمات فلسطينية مرتبطة به، ضد ارادة السلطة الشرعية والغالبية العظمى من اللبنانيين، وان يرافق ذلك تشجيع "حزب الله" على الاحتفاظ بسلاحه والتمسك بقرار الحرب مما يجعل لبنان ساحة مواجهة مفتوحة امام كل الاحتمالات الخطرة الداخلية والخارجية. ولو ان دولة اخرى فعلت الامر ذاته مع سوريا لكان النظام في دمشق اعلن الحرب عليها. وليس من الطبيعي ان يظلم النظام السوري لبنان بعرقلته عملية استعادة منطقة شبعا المحتلة بالوسائل السلمية والديبلوماسية من خلال رفضه او مماطلته طويلا في ترسيم الحدود مع لبنان وتكريس لبنانية شبعا خطيا ورسميا مما يسهل اجراءات تحريرها سليما. واشتراط سوريا انسحاب اسرائيل من شبعا لترسيم الحدود مع لبنان في هذه المنطقة وتقليله اهمية وضع هذه المنطقة مؤقتا تحت سلطة الامم المتحدة، وجدول هذه العملية هذا كله يهدف الى تأمين ذرائع للحزب ليحتفظ بسلاحه وبقرار الحرب فيظل لبنان ساحة يستخدمها السوريون، وكذلك الايرانيون، للتفجير او للتهدئة في مساوماتهم ومفاوضاتهم مع الدول الكبرى واسرائيل. ويذهب النظام السوري في موقفه المتشدد هذا الى حد رفض تكريس لبنانية شبعا رسميا، لانها ارض سورية وفقا للامم المتحدة، الى ان تتم استعادة الجولان، وكأن المطلوب ان يدفع اللبنانيون ايضا ثمن الاحتلال الاسرائيلي للارض السورية وليس من الطبيعي ان يشجع النظام السوري "حزب الله" وحلفاءه على ابقاء لبنان في حال مواجهة وحرب في الوقت الذي يتمسك هو بخيار التفاوض السلمي مع اسرائيل من اجل استعادة الجولان، بل انه يمتنع عن الرد على اعتداءات اسرائيلية صارخة على اراضيه وسيادته حرصا منه على عدم الدخول في مواجهة مسلحة مع الدولة العبرية. وليس من الطبيعي ان يشجع النظام السوري حلفاءه على استخدام العنف والقوة المسلحة لانهاء حكم الغالبية الاستقلالية وهو ما حدث اكثر من مرة منذ خريف 2006. والمحاولة المسلحة الاخيرة لانهاء حكم الاستقلاليين جرت في ايار الماضي حين اقتحم مسلحو "حزب الله" وبعض حلفائه بيروت الغربية ومناطق جبلية وسعى السوريون الى تأمين تغطية لهم بتأكيدهم ان ما يجري شأن لبناني داخلي، وبرفضهم اي تدخل عربي لوقف هذه الهجمة المسلحة. لكن مصر والسعودية ودولا عربية اخرى احبطت هذه العملية الانقلابية المسلحة ونجحت في تأمين عقد مؤتمـــر طارىء لوزراء الخارجية العرب في القاهرة نتـــج عن تشكيل لجــنة وزارية عربية برئاسة قطر والامين العام للجامعة، وهوما ادى الى انجاز اتفاق الدوحة وما فتح الباب امام انتخاب الرئيس التوافقي ميشال سليمان وتشكيــل حكومة الوحدة الوطنــية".

وشدد هذا المسؤول العربي على ان "هذه الوقائع والحقائق تظهر مدى الحاجة الى قيام سوريا بخطوات ملموسة وجدية لاحداث انقلاب حقيقي ايجابي في علاقاتها مع لبنان بحيث تصبح هذه العلاقات طبيعية فعلا وسليمة وصحية وهوما يؤمن حينذاك مصالح البلدين وليس مصلحة بلد على حساب بلد آخر".

العلاقة الوحدوية

ويتفق ديبلوماسيون اوروبيون وعرب معنيون بالامر على القول ان التحول الجذري والايجابي في العلاقات بين لبنان وسوريا يتطلب من الرئيس بشار الاسد ان يتخلى رسميا ونهائيا عن صيغة العلاقة الوحدوية التي اقامها والده الراحل حافظ الاسد مع لبنان وكرسها توقيع "معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق" بين البلدين في ايار 1991، فقد ادت هذه المعاهدة الى تشكيل سلطة عليا فوق سلطة الحكم اللبناني  هي المجلس الأعلى السوري – اللبناني الذي يضم رئيس البلدين ورئيس الحكومتين ومجلس النواب ونائبي رئيسي الحكومتين. ووفقا لما نصت عليه المعاهدة فان المجلس الاعلى "يضع السياسة العامة للتنسيق والتعاون بين الدولتين في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية وغيرها ويشرف على تنفيذها". وتؤكد المعاهدة امراً اساسياً هو ان "قرارات المجلس الاعلى الزامية ونافذة المفعول في اطار النظم الدستورية في كل من البلدين". والمهمة الاساسية للمجلس الاعلى "تحقيق اعلى درجات التعاون والتنسيق بين البلدين في جميع المجالات".

ومثل هذا المجلس وبهذه الاهداف يتشكل بين دولتين تربطهما علاقات وصلات وحدوية، وهو ما اراده السوريون لدى توقيع المعاهدة. وما يزيد في تعميق هذه العلاقة الوحدوية ان "معاهدة الاخوة" ليست محددة بفترة زمنية معينة مما يعني انها لا تزال سارية المفعول على رغم الانسحاب السوري من لبنان. وقد حرص السوريون فور توقيع هذه المعاهدة على وضع هذه العلاقة الوحدوية موضع التطبيق من خلال توقيع مجموعة كبيرة من الاتفاقات اوجدت تكاملا حقيقيا بين لبنان وسوريا وعززت الروابط الوحدوية، اذ ان هذه الاتفاقات شملت مختلف المجالات الدفاعية والامنية والاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية اضافة الى مجالات النقل والمواصلات والجمارك والمشاريع المشتركة وغيرها.وفي ظل هذه العلاقة الوحدوية لم يكن يتم فعلا اتخاذ اي قرار لبناني سوى بعد التنسيق والتفاهم التام مع القيادة السورية، ولم يعد ثمة قرار لبناني مستقل عن القرار السوري ولا مصالح لبنانية مستقلة عن المصالح السورية". وفي ظل هذه العلاقة الوحدوية كانت القرارات المتخذة في لبنان تؤمن خصوصا مصالح النظام السوري الحاكم الفعلي لهذا البلد. وكان المسؤولون اللبنانيون يظهرون كل الحرص على الدفاع عن مصالح سوريا ومواقفها وسياساتها على اساس انها تتلاءم مع المصالح الحيوية اللبنانية، خلافا للواقع في معظم الاحيان.

وهذا يعني، وفقا لديبلوماسيين اوروبيين وعرب معنيين بهذا الملف، ان الاعتراف السوري الرسمي بلبنان من خلال اقامة العلاقات الديبلوماسية معه ليس كافيا اطلاق لتأكيد حدوث تحول كبير وجذري في موقف النظام السوري من هذا البلد. ومثل هذا التحول يتحقق بعد ترسيم الحدود وضبطها وخصوصا بعد الغاء العلاقة الوحدوية التي اقامتها المعاهدة. لكن الرئيس بشار الاسد ليس مستعداً لالغاء المعاهدة او التخلي عن هذا الانجاز الوحدوي مما يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين لبنان وسوريا ويثير الكثير من الشكوك.

 

أربعة هواجس تشغل بال الصّرح البطريركي: قانون الانتخاب و"الخط الثالث" والجيش والتعيينات

هيام القصيفي     

عشية حرب العراق الثانية  عام 2003 صدر موقف لافت لمجلس المطارنة الموارنة تجاه سوريا حيا فيه موقف الرئيس السوري بشار الاسد من التطورات التي تقبل عليها المنطقة، خلال قمة عقدت حينها في شرم الشيخ، اذ وصف المجلس كلمة الأسد بأنها "تدل على حكمة و"بعد نظر". لكن سوريا، بحسب الذين رافقوا عن كثب آنذاك مرحلة تأليف الحكومات، لم ترد التحية بالمثل إلا حين شرب رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالي كأس البطريرك الماروني  في مأدبة تكريمية اقيمت له. لكن الرد الفعلي جاء  بعد وقت قصير حين شكلت حكومة أبعد ما يكون وزراؤها عن الخط الذي رسمه البطريرك  في نداء مجلس المطارنة الموارنة عام 2000 .

يستعيد الذين رافقوا مسيرة النداء الأول والرد السوري حينها، بالمشهد الذي يرتسم حالياً في الديمان حيث  تبدو البطريركية المارونية منذ اسابيع بعيدة نسبيا عن قلب المشهد السياسي. فالمرحلة الراهنة منذ الاتفاق وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة وصدور البيان الوزاري، تحفل بهاجس ترتيب العلاقات اللبنانية - السورية، من ترسيم الحدود وفتح سفارتين وتبادل البعثات الديبلوماسية وزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدمشق. ووفق ايقاع الهاجس السوري تسير التطورات في لبنان، ومقدار ما يقترب الحدث من العاصمة السورية يبتعد عن الصرح البطريركي. وفي اعتقاد الذين رافقوا مراحل صعود بكركي كقوة قائدة لمجتمع تخبط في مشاكله ودفع ثمن النداء الاول، فانها ليست صدفة بل من المسيء ان تنحسر اطلالات كثير من السياسيين عن الصرح، وتخف اتصالات المراجع السياسية بالصرح الى حدودها الدنيا، وان يقل عدد زواره من وزراء الحكومة الجديدة  المسيحيين الى اقل من عدد اصابع اليد الواحدة.

في مقابل الساعين الى تحييد دور بكركي، ينصرف سيد الصرح الى مراقبة الوضع والعهد الجديد الذي لم يعرف بعد خيره من شره. وكما في كل الديموقراطيات المألوفة، يعطى اي عهد وحكومة جديدة فترة سماح قد تمتد من اسابيع الى ستة اشهر، وقد تقصر المهلة وتطول بحسب المواقف الحاسمة من القضايا الجوهرية. وتستمر بكركي في الاضطلاع بدورها بعيداً من الاضواء، وفي بالها حماية المجتمع المسيحي من الخضات التي تقبل عليها المنطقة، ويعيش لبنان ارتداداتها أمنياً وسياسياً. وهذه القضايا التي تشغل بال بكركي – الديمان تشكل هموماً اربعة، و"خريطة طريق" تعبّر عن هواجس سيد الصرح الذي كان اول من رسم خريطة الاستقلال التي  يريد البعض ان يدفع كما غيره ثمنا لها:

الهم الاول التأخير في إقرار قانون الانتخاب. وهذا التأخير، الذي عكسته مصادر وزارية معنية، مرده الى الدخول في تفاصيل العملية الانتخابية لجهة مراقبتها وادارتها وما يتعلق منها باقرار البطاقة الانتخابية او عدمه، وتمويل الحملات الانتخابية وانشاء الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات. واذا كانت وزارة الداخلية تنتظر اقرار القانون للسير في الاجراءات العملانية والادارية وتخشى التأخير في اقراره الى ما بعد ايلول، فان لبكركي هما موازياً يتعلق بالتقسيمات الانتخابية لئلا يتكرر المشهد السابق ويعاد العمل بقانون عام الفين.

الهم الثاني يتعلق بوضع المسيحيين في الانتخابات. فالمسلمون السنة والشيعة والدروز يقدّمون منذ الآن مشهداً موحداً الى حده الاقصى، فيما الخشية تتعاظم من معارك انتخابية حامية تشهدها المناطق المسيحية بين مناصري 8 آذار و14 آذار. واذا كانت المنافسة الانتخابية حقاً مشروعاً وعملاً ديموقراطياً يقوم به المسيحييون، فان بكركي تخشى من زيادة الانقسام المسيحي حتى داخل  قوى 14 آذار، وتخاف ان يتكرر ما افرزه "لقاء قرنة شهوان" سابقاً من اشكالات داخل البيت الواحد. وهي في المقابل تشجع على بروز "خط ثالث" بين القوتين المعروفتين حالياً، على الا يكون هذا الخط محسوباً على اي طرف او مرجعية، وان يكون قوامه شخصيات مشهود لها بالعلم والثقافة والخبرة ، ولا تاريخ لها من قريب او بعيد بالحقبة الماضية لبنانياً وسورياً، او تشكل تجميلاً لهذه الحقبة، لا بل تشكل امتداداً لنداء مجلس المطارنة الاول.

الهم الثالث يعبّر عنه البطريرك دورياً في عظاته الاسبوعية ويتناول التعيينات الادارية. وقلق البطريرك الماروني لا يتعلق بخرق التوازن الذي اقر في الطائف فحسب، بل بعدم اعادة مراكز للموارنة والمسيحيين كانت اعطيت لغيرهم من ابناء الطوائف الاخرى خلال الوجود السوري. والأهم ربما هوية بعض المعينين المسيحيين والمطروحة اسماؤهم لمراكز حساسة، ممن يشكلون امتداداً للحقبة الماضية.

أما الهم الرابع فهو وضع الجيش الذي يتعرض لخضات متتالية منذ معركة نهر البارد  وسقوط نحو 170 شهيداً. فما اصاب الجيش في الشياح مرورا بانعكاسات حوادث ايار على المؤسسة العسكرية، يراد منه المس بوحدته والتأثير على قدراته. والتجاذبات التي تدور اعلاميا وسياسياً حول قائد الجيش الجديد ومدير مخابراته لا تساعد على تنقية الاجواء المحيطة بالمؤسسة، وخصوصاً ان ثمة من يحاول ان يظهر التعيينات كأنها تركيز لحق مكتسب في الجيش، فيما يحاول البعض الآخر ان يستعيد ما كان يعتقد انه خسره في الجيش. وبالنسبة الى بكركي، دور الجيش محوري، وخصوصاً في قضايا الامن في الداخل والارهاب الذي كثر تداوله أخيراً.

اربعة هموم يحكي بها الصرح، وسيظل يحكي بها تأكيداً لمرجعية بكركي ودورها. فالعشب لم ينبت  سابقاً على درجها ولن ينبت الآن.

 

 الاغترابي الكندي اختتم جولته في الجنوب بزيارة خمس بلدات

النائب بزي: لتبيان من هو الارهابي وابداء الرأي عن واقعنا ومعاناتنا

موراني: متضامنة معكم ولن أنسى ما شاهدته من عدوانية اسرائيل ضدكم

وطنية - 22/8/2008 (متفرقات) استكمل الوفد الاغترابي الكندي، بعد ظهر اليوم، بدعوة من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، جولته في الجنوب برئاسة النائب الفدرالي في البرلمان الكندي ماري موراني، يرافقها زوجها ابراهيم بشاره، نائب الرئيس العالمي للجامعة الثقافية رئيس المجلس الوطني في كندا ميشال ابي خليل، الامينان للجامعة الثقافية والمساعدان القنصليان رمزي حيدر وجهاد الهاشم، ومسؤول العلاقات الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة.

وبعد مدافن قانا، زارت موراني والوفد المرافق بلدة رميش الحدودية، وكان في استقبالهما رئيس البلدية جريس الحاج وعائلة الشهيد اللواء الركن فرانسوا الحاج.

وقدمت موراني والوفد التعازي إلى عائلة الشهيد اللواء الركن الحاج، وعبرت عن تضامنها "مع العائلة ولبنان".

وأشادت بمناقبية الجيش وحكمة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووجهت تحية الى اللبنانيين، وخصوصا أبناء الجنوب "الذين صمدوا وتشبثوا بأرضهم ووطنهم". من جهتها، قالت والدة الشهيد اللواء الركن الحاج باسم العائلة: "إنها خطوة مميزة تعبر عن تعلق اللبنانيين بوطنهم وارضهم وانسانهم. واللبنانيون في الخارج مهما غابوا يبقى تعلقهم بالوطن الام هو الاساس لديهم. وشهيدنا فرنسوا هو فداء خالص للرب ولكل الوطن".

كما دانت موراني "العمل الارهابي الاجرامي الذي ارتكب بشخص الشهيد وبحق الوطن".

عيترون

وانتقلت موراني والوفد المرافق الى بلدة عيترون. فزارا منزل المغترب علي عباس مراد، ومركز البلدية حيث استقبلهم عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب علي بزي ورئيس البلدية سليم مراد وفاعليات البلدة.

وتحدث مراد فشكر ل"الوفد الزائر المواساة لعائلة الاخرس والبلدة".

وقدمت نور الأخرس، وهي طفلة نجت من مجزرة العام 2006 باقة من الورد عربون تقدير باسم اطفال بلدة عيترون للوفد الزائر.

ثم عرض فيلم صور عن الدمار الذي لحق بالمباني والمؤسسات والبنى التحتية والمرافق الحيوية والعامة والشهداء ونقل الجرحى اثناء العدوان الاسرائيلي. ووضع اكليل من الورد على نصب شهداء عائلة الاخرس، فعبرت أمامه موراني عن أسفها "لهذه الجريمة المؤلمة الشنعاء والمؤثرة في الوجدان والانسانية".

بنت جبيل

كذلك، زارت موراني والوفد المرافق مركز الحركة الثقافية في مدينة بنت جبيل.

وألقى النائب علي بزي كلمة رحب في مستهلها باسم الجنوبيين والحركة الثقافية بالوفد الاغترابي الكندي، وقال: "هذه الزيارة شاهدة من كندا ومن الرأي العام الدولي على أننا تعرضنا إلى أبشع المجازر والدمار. كان لا بد من الدفاع عن حقنا والوقوف في وجه الطغيان. نحن لسنا ارهابيين، بل على العكس، الذي قتل وخرب ودمر هو الارهابي، اسرائيل. ولو السلطة اللبنانية لم تستطع الدفاع في يوم من الايام فإمامنا السيد موسى الصدر دعانا إلى الدفاع عن ارضنا وكرامتنا وسيادة وطننا. نريد منكم جميعا في اميركا وكندا وكل المناطق الاغترابية رفع الصوت والاشارة الى الحق وتبيان من هو الارهابي وابداء الرأي عن واقعنا ومعاناتنا في الجنوب ولبنان".

من جهته، قالت موراني: "دهشت كثيرا عندما رأيت ان نسبة 80 في المئة من بلدتكم مدمر، وان كل شيء تقريبا عاد الى بنائه وان جاء متأخرا. اني متضامنة معكم، ولن انسى ما شاهدته من عدوانية اسرائيل ضد لبنان في العام 2006 عندما كنت في كندا. واشيد بتصميمكم على الحياة وبارادتكم القوية. وأتمنى للبنان كل خير ورخاء وسعادة".

وقدم رئيس الحركة الثقافية بلال شرارة إلى الوفد عددا من نسخات كتاب "الحرب من اجل لبنان". كما قدم مدير المركز حسان جوني صورة لرسم منظر طبيعي لمدينة بنت جبيل.

حاريص

وأولم رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم احمد ناصر في منزله، في بلدة حريص، على شرف الوفد، في حضور النائب الدكتور أيوب حميد والمدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة.

وفي ختام الجولة، زار الوفد مغارة قانا الجليل.

 

 

لقاء سياسي في منزل النائب الجسر في طرابلس في حضور وزير الصحة: لا نص يتعلق بنيابة رئاسة الوزراء وهذ الأمر رفض في اتفاق الطائف

الوزير خليفة: شؤون المواطنين الاجتماعية وخلافاتهم تقربها الحوارات وعلى كل القوى السياسية الاتفاق على محاربة الفقر لتأمين الاستقرار

وطنية - 22/8/2008 (سياسة) أقام النائب سمير الجسر، في منزله، في طرابلس، بعد ظهر اليوم، لقاء سياسيا وصحيا حاشدا حضره الرئيس نجيب ميقاتي، وزير الصحة محمد جواد خليفة، والنواب محمد كبارة, مصباح الاحدب, الياس عطاالله, وبدر ونوس, مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار, رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر, منسق عام "تيار المستقبل" في الشمال عبد الغني كبارة, رئيس مصلحة الصحة في الشمال الدكتور محمد غمراوي, ورئيس مجلس ادارة المستشفى الحكومي في القبة الدكتور فواز الحلاب ومدير المستشفى ناصر عدرة.

وخلال اللقاء، جرى عرض التطورات ودور وزارة الصحة في معالجة معاناة المدينة. وعلى الاثر، قال الوزير خليفة: "أعتز جدا بأن أكون اليوم في هذه المدينة العزيزة، وفي الشمال، بكل ما في الكلمة من معنى, في ظل الجو السياسي والانقسامات الوطنية التي نعيشها، وفي ظل الجدل القائم في البلد والظروف الاليمة التي نعيشها والوضع الذي لا نحسد عليه". أضاف: "نطل اليوم على طرابلس ليس من الباب الامني فقط, بل لأن طرابلس والشمال تحتاجان إلى أكثر من ذلك بكثير. نطل من بوابة صغيرة جدا، وهي تأمين الخدمات الصحية عبر إطلاق العمل في مستشفى طرابلس الحكومي، وهو ثاني أكبر المستشفيات الحكومية في لبنان، ونتمنى أن يؤدي دورا مهما جدا في تقديم الخدمات لأبناء طرابلس والشمال خصوصا، ولابناء لبنان عموما".

وتابع: "نؤكد ونحن اليوم في طرابلس أن الحرمان والفقر أمران مشتركان, ولا يميزان بين أبناء الوطن. فاذا كان الحرمان في الجنوب فكذلك هو في طرابلس وعكار والهرمل، وعلينا أن نتفق كقوى سياسية على محاربة الفقر والحرمان, وبذلك نؤمن الاستقرار, لان الفوضى الامنية وعدم الاستقرار الامني لا يأتيان من الفراغ, بل دائما يكون لهما قاعدة وجذور تغذية". وقال: "الخلافات السياسية كانت وما زالت موجودة. تحدثت اليوم خلال زيارتي مع المفتي الشعار الذي نقدر ونجل ونحترم, ونقلت اليه تحيات (رئيس مجلس النواب الأستاذ) دولة الرئيس الاخ نبيه بري الذي يعول الكثير على تلك المواقف ويشجعها، ليس فقط في أن تكون من طرابلس, ولكن من علماء الجنوب والطوائف الاخرى، في هذا الخطاب الوطني الجامع الموحد بين اللبنانيين, الذي يتعالى فيه رجال الدين والفكر عن صغائر الامور وعدم دخول أي خلافات من منطلق سياسي او فكري لتأمين الوحدة الوطنية. هذه المواقف تبقى الجسور للعبور من منطقة الى اخرى لتقريب الفوارق وتقصير المسافات".

أضاف: "الحوار هو المكان الوحيد ضمن المؤسسات، وان شؤون المواطنين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وخلافاتهم قد تقربها الحوارات، لكن يجب ان تخضع لمنطق القانون والمؤسسات لتحمي أبناءها والاطراف الآخرين من أي أفكار أو أي أمور قد يرونها مناسبة لأمور معينة, ولكنها تتداخل مع حرية الآخرين ومستوى معيشتهم وطموحهم. الدولة هي المكان الجامع، والطائف هو الحد الادنى الذي اتفقنا عليه, نستمد منه دستورنا وعيشنا المشترك, ونطور حياتنا السياسية. وخلاف ذلك هو اعتداء او لعب بالمصير الوطني والوحدة الوطنية".

وردا على سؤال حول مطالبة البعض بتعديل الطائف بخصوص إيجاد صلاحيات لنائب رئيس الحكومة قال الوزير خليفة: "هذه الأمور أو أي هواجس، من المشروع لأي شخص أن يتكلم بها ولكن تخضع لمنطق المؤسسات ولمنطق ما نص عليه الدستور، وإذا كان هناك من أي أمور فليتم طرحها ضمن مفهوم وطني عام وضمن المؤسسات والنقاش في أجواء هادئة".

وعن تشاؤم الرئيس كرامي حيال الأوضاع الراهنة قال: "لا شك هناك حذر يشاع خاصة ونحن تابعنا ما يثار على صفحات الجرائد وفي الشارع حول الأمور الخلافية وحدتها في مجلس الوزراء، إنما الأمور في الداخل أقل بكثير من ذلك، وهي تدخل ضمن منطق الحوار".

أضاف: "اليوم هناك فرصة كبيرة، فرصة الانتخابات النيابية وعلينا أن نطور فيها الحياة السياسية وأن نتنازل لبعضنا البعض عبر إشراك القسم الأكبر من القوى السياسية على قاعدة الحوار والثوابت الوطنية للمشاركة في الحكم وانقاذ البلد، وهذا الكلام أقوله لجميع الأطراف السياسية وان كنا نحن أول الأطراف".

وعن قضية التقنين الكهربائي وما يقال ان طرابلس تعاقب من قبل وزارة الطاقة؟

قال : "كما تعلمون أنا هنا بخصوص موضوع الصحة وأنظر الى كل الأمور بشكل متساو ومتوازن، وأنا هنا لافتتاح المستشفى الحكومي بعد متابعة تواصلت أكثر من سنتين مع سعادة النائب الجسر ومع جميع الفاعليات المحلية. وأنا ما أتكلم عنه هو المنطق الوطني الجامع وعلينا أن ننطلق من بناء المؤسسات في جميع الأراضي اللبنانية، ولا يمكن أن يرتاح لبنان إذا كان هناك بحبوحة في الجنوب وحرمان في طرابلس وعكار أو أي منطقة. نحن بلد صغير وعائلة صغيرة لنعمل في موقع المسؤولية جميعا بشكل متساو بين المناطق دون أي تمييز".

وأكد العمل على "قمع الأدوية المزورة وكذلك التهريب الذي يتأثر به لبنان إسوة ببقية الدول"، مشيرا الى "عدم وجود حمايات لأي شخص أو جهة".

من جهته قال النائب الجسر: "نرحب بمعالي الوزير في طرابلس وكانت مناسبة للتعبير له عن التقدير الكبير الذي نكنه له خاصة لانجازاته الكبيرة في وزارة الصحة، وزيادة الخدمات في الوزارة وللتخفيض الكبير في الانفاق وهذه ميزة يتفرد بها معالي الوزير".

أضاف: "نشكره لما قدمه لطرابلس من مساعدات، وأنا في كل مرة نراجعه بأوضاع مستشفيات طرابلس كنا نجد التجاوب الكامل، وأنا أعلم أنه يحضر مشروع مرسوم لتطوير مستشفى طرابلس الحكومي لجعله مستشفى جامعيا، وهذه خطوة مهمة للارتقاء بالطلبة داخل المستشفى، ومعاليه يواصل الجهد مع مجلس الانماء والاعمار لتطوير مستشفى "اورانج ناسو" بطرابلس لجهة إعادة تأهيله".

وعن الحملة التي تتعرض لها رئاسة الوزراء قال النائب الجسر: "أولا مسألة النظام الداخلي هي بسيطة جدا والنظام الداخلي لا يحتاج لا إلى قانون ولا الى مرسوم وهو يصدر بقرار، ولكن أن يكون هناك نظام داخلي لمجلس الوزراء فليس معنى ذلك إدخال تعديلات على الدستور، فالمواقع الرئاسية وكذلك موقع نائب رئيس مجلس النواب، أما نيابة رئاسة مجلس الوزراء فليس هناك نص يتعلق بها في الدستور".

أضاف: "خلافا لما يظهره البعض لقد تم طلب هذا الأمر في مؤتمر الطائف وقد تم رفضه والدليل على ذلك يكمن في مراجعة الدستور اللبناني حيث تعتبر الحكومة مستقيلة إذا استقال رئيسها أو إذا توفي، فلو كان الاتجاه هو لايجاد منصب نائب رئيس حكومة آنذاك، لما نص الدستور على استقالة الحكومة في حال استقال رئيسها أو توفي لا سمح الله". وتابع: "هذه المسألة جزء من خطة للأسف لاستنهاض ومحاولة تجاذب الطائفة الارثوذكسية واللعب على وتر ربما يدغدغ مشاعر الناس بأن هناك حرمانا أو قضما لحقوقهم، ولكن هذا الأمر غير صحيح على الاطلاق، هذه الطائفة قدمت للعالم العربي وكل العالم إن كان في المجال القومي أو في مجال الفكر العالمي". وأولم النائب الجسر على شرف الوزير خليفة والمسؤولين الصحيين في الشمال ومستشفى طرابلس الحكومي.