المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 25 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .14-9:18

وضرَبَ أَيضاً هذا المَثَلَ لِقَومٍ كانوا مُتَيَقِّنينَ أّنَّهم أَبرار، ويَحتَقِرونَ سائرَ النَّاس: «صَعِدَ رَجُلانِ إِلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا، أَحَدُهما فِرِّيسيّ والآخَرُ جابٍ. فانتَصَبَ الفِرِّيسيُّ قائِماً يُصَلَّي فيَقولُ في نَفْسِه: «الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي. إِنَّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني». أَمَّا الجابي فوَقَفَ بَعيداً لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَه ويقول: «الَّلهُمَّ ارْحَمْني أَنا الخاطئ!»أَقولُ لَكم إِنَّ هذا نَزَلَ إِلى بَيتِه مَبروراً وأَمَّا ذاكَ فلا. فكُلُّ مَن رَفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِع»

 

القدّيس غوريغوريوس الكبير (حوالى 540-604)، بابا وملفان الكنيسة

"Moralia"/ثغرة مفتوحة

ذاك الفرّيسي الذي صعدَ إلى الهيكل للصلاة، والذي دعّمَ حصنَ نفسِه، بأيّ حرص كان يدّعي الصوم مرّتين في الأسبوع، وتأدية عُشْر كلّ ما كان يَقتَنيه. فحين قالَ "شكرًا لكَ يا الله"، من الواضح أنّه اتّخذَ كلّ الإحتياطات الممكنة لحماية نفسه. غير أنّه تركَ ثغرة مفتوحة ومُعرَّضة للعدوّ حين أضافَ عبارة "لأنّني لستُ مثل هذا العشّار". هكذا، ومن خلال غروره، سمحَ لعدوّه بالدخول إلى مدينة قلبه التي كان قد أقفلَها بإحكام من خلال الصوم والصدقة.

إذاً، كلّ الإحتياطات الأخرى تكون عديمة الفائدة، حين يبقى فينا ثغرة حيث يمكن للعدوّ أن يتسلّلَ من خلالها. كان هذا الفرّيسي قد تغلّبَ على الشراهة من خلال التقشّف، وتخطّى البخل من خلال الكرم... لكن كم هي الجهود المبذولة في سبيل تحقيق هذا الإنتصار، قد ذهبَتْ سُدًى بسبب آفة واحدة؟ من خلال ثغرة خطأ واحد؟

لهذا السبب، لا نُفكِّرنَّ فقط في عمل الخير، بل لنَسهرَنَّ أيضًا على أفكارنا كي نُبقيها نقيّة في أعمالنا الصالحة. فإن كانت مصدر غرور أو كبرياء في قلوبنا، هذا يعني أنّنا نجاهدُ من أجل مجدٍ باطلٍ فقط، وليس من أجل مجدِ الخالق.

 

بيان المر يُزكّي خيار قهوجي!     

 2008-08-24/محرر الشؤون العسكرية -"يُقال.نت"

طرح البيان الذي أصدره وزير الدفاع الياس المر حول تعيين قائد جديد للجيش في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء أسئلة كثيرة حول معانية .

ولعلّ أبرز هذه الأسئلة يتجلّى في الآتي:

أوّلا،هل البيان يؤدي الى "إلغاء"ترشيح العميد جان قهوجي الذي يلقى معارضة صريحة من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ومعارضة "مستورة "من "حزب الله"الذي سارع الى مطالبة مقايضته بطلب تعيين العميد مروان بيطار (يعمل في المجلس الأعلى اللبناني -السوري) مديرا للمخابرات في الجيش اللبناني؟

ثانيا،هل ذلك يعني أيضا الخروج من خيار العميد جورج خوري الذي يُعارضه بشدة رئيس "تيار المستقبل"النائب سعد الحريري؟

ثالثا ،هل من شأن التوجه المعلن عنه أن يؤدي الى "خيار ثالث"؟

تجيب أوساط واسعة الإطلاع عن هذه الأسئلة بتأكيدها على الآتي:

أوّلا ،إن بيان وزير الدفاع الذي يُركز على عرض جدول مفاضلة بين المستحقين أن يتولوا منصب قائد الجيش يعني فسح المجال أمام 14 عميدا من دورة العام 1976 .

ثانيا ،إن هذا البيان من شأنه أن يُلغي عمليا خيار تعيين العميد جورج خوري ،لأنه بحسب "جدول المفاضلة " لم يسبق لمدير المخابرات في الجيش أن تولّى منصب قائد للجيش ،لأنه وبفعل مهمته يكون منغمسا بالتواصل السياسي وبالإرتباطات المسبقة .

ثالثا ،إنّ هذا البيان من شأنه أن يُقدّم خيار العميد جان قهوجي على أساس "علمي "مما يؤدي الى إلغاء الإعتراضات السياسية ،ذلك أن قهوجي ،ووفق جدول المفاضلة ،هو الوحيد دون غيره من كبار ضباط الجيش اللبناني  أمضى 24 سنة على الأرض متنقلا بين مستويات متعددة في هرمية الأمرة كان آخرها قائد اللواء الثاني عشر الذي أمّن الإنتشار السريع والفاعل في الجنوب ،بعد وقف إطلاق النار في حرب تموز،إنفاذا لقرار مجلس الوزراء ممهدا الطريق لتنفيذ القرار 1701،في حين أن أقرب ضابط اليه على هذا المستوى الحاسم في التعيين لم يُمض على الأرض أكثر من سنتين .

وفي التجربة الشخصية للعماد ميشال سليمان أنّه سعى ،بعد تعيينه مسؤولا عن فرع جبل لبنان في مديرية المخابرات في الجيش ،الى ترك هذه الوظيفة والعودة الى الأرض،لأن الوظيفة المخابراتية تحول دون الوصول الى أعلى الهرم في المؤسسة العسكرية.

رابعا،إن اقتراح إسم العميد قهوجي م بنى نفسه ،منذ البداية ،على جدول المفاضلة ،ولو كان اللواء الركن الشهيد فرانسوا الحاج على قيد الحياة لكانت الأمور مالت في اتجاهه ،بفعل الأقدمية.

جدير ذكره أن الرئيس سليمان كان متمسكا بترشيح الحاج لخلافته ،الأمر الذي أزعج قوى سياسية عمدت بعد اغتياله الى تبنيه !

خامسا ،إن جدول المفاضلة هو الذي أقنع الرئيس سليمان بخيار قهوجي ،على الرغم أنه عاطفيا ميال الى غيره لشغل منصب قائد الجيش.

سادسا ،إن جدول المفاضلة لا يسمح باعتبار العميد قهوجي عونيا ،على اعتبار أن جميع عمداء اليوم من أتراب قهوجي كانوا برتبة نقيب حين تولّى عون رئاسة الحكومة العسكرية ومنها شنّ حربي التحرير والإلغاء قبل إقصائه بعملية 13 تشرين اول 1990،ويعود ذلك الى أن قهوجي الذي حارب "القوات اللبنانية "نزولا عند أمر عون هو نفسه الذي قاد مواجهة "ملحمية "ضد القوات السورية على جبهة ضهر الوحش في 13 تشرين أول 1990 ،لأنّ أوامر الإستسلام الصادرة عن عون لم تصله ،مما يعني أن قهوجي هو ضابط ملتزم بأوامر المؤسسة العسكرية من دون أن يُناقش في صحة "إختيار العدو"،وهذا يؤهله أن يلتزم بشكل صارم بالأوامر التي ترده من السلطة السياسية .جدير ذكره أن العماد ميشال سليمان كان في ما مضى ملتزما بأوامر عون .

سابعا،إن محاولة "حزب الله"مقايضة موافقته "الخجولة "على قهوجي(راجع في مكان آخر الهجوم على المر والقهوجي) بتعيين مروان بيطار مديرا للمخابرات تحول دونها مطالبة قوى 14 آذار بتعيين العميد جوزف نجيم في هذا المركز ،الأمر الذي من شأنه أن يُزكي خيارا ثالثا يميل إليه رئيس الجمهورية شخصيا .

 

وصول وزير الخارجية الفرنسية الى بيروت

وطنية - 24/8/2008 (سياسة) وصل وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الى بيروت مساء اليوم، وكان في استقباله على ارض مطار رفيق الحريري الدولي وزير الاعلام طارق متري.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 24 اب 2008

ورد في الصحف الاسرار الاتية :

البلد:

ذكرت مصادر دبلوماسية ان "اقتراح تعيين سفير للبنان في سورية سيكون منفصلا عن التشكيلات الدبلوماسية لاعتبارات ادارية وسياسية".

أوضح عضو في لجنة الادارة والعدل ان "اقرار قانون الانتخابات يستدعي تعيين محافظين اصيلين في عكار والهرمل بعلبك وبيروت وجبل لبنان".

طلبت وزارة الاقتصاد من مصلحة حماية المستهلك "تحريك طاقم المفتشين للقيام بحملة واسعة للتأكد من صلاحية الوقود الموزّع ومدى مطابقته للمواصفات المطلوبة وتغريم المخالفين".

المستقبل:

قالت أوساط ديبلوماسية إن دولاً فاعلة في مجلس الأمن لم تفقد بعد الأمل بإمكان التوصل مع إسرائيل إلى بداية حلّ لمسألة مزارع شبعا قبل انتهاء ولاية الإدارة الأميركية الحالية.

علم أن اللجنة الدولية للحدود اللبنانية ـ السورية التي أنجزت تقريرها خلال الساعات الماضية، حرصت على أن يكون ذا طابع تقني فقط.

لاحظت أوساط غربية أن جهات دولية بارزة لا تزال محتارة في السياق الذي يمكن أن يتمّ وضع تفجير طرابلس في إطاره.

النهار :

توقعت مصادر محسوبة على المعارضة ان تشهد المرحلة المقبلة المزيد من "محاولات الخرق" لاحدى الطوائف لأن هناك قراراً بذلك.

ينتظر أن يقوم خلاف بين أهل السلطة على تعيين سفير للبنان لدى سوريا.

قال وزير سابق ان كل الوزراء يفترض أن يكونوا من حصة رئيس الجمهورية وليست ثلاثة فقط!

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان: ما نراه من انقسامات في الرأي والاتجاهات السياسية ليس بدليل عافية

والظرف يقضي بتوحيد الرؤية والارادات كي لا نقع في ما وقعنا فيه سابقا

وطنية - 24/8/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، وقد عاونه المطران شكر الله حرب والوكيل البطريركي في الديمان المونسنيور فؤاد بربور. وخدمت القداس جوقة رعية عين عكرين بحضور جمع من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة روحية بعنوان:" الذي يعمل بالوصايا، يعد كبيرا في ملكوت السماوات وفيها:" الذي يعمل بالوصايا يعد كبيرا في ملكوت السماوات (متى 19,5). نتابع الحديث عن يسوع المسيح، كما ورد في كتاب البابا بنديكتوس السادس عشر. ونتحدث اليوم عن الانتساب الى يسوع المسيح ليس انتسابا بالجسد بل بالروح، وذلك عن طريق حفظ الوصايا دونما استثناء.

هذا الشك (اي ضرورة المحافظة على ما رسمته التوراة) كان يتعلق قبل كل بالختان، والممنوعات الغذائية، وكل دائرة التطهير، وطرق المحافظة على السبت، كان بولس يرى ان هذا التفكير هو تأخر بالنسبة الى جدة الانعطاف المسبحاني، وهو تاخر يضيع فيه جوهر هذا الانعطاف، اي شمولية شعب الله، وبقوة هذا الشمول اصبح بامكان اسرائيل ان يستوعب جميع شعوب الارض. ان اله اسرائيل قد صار انتقاله الى جميع الامم وفقا للوعد، وقد تجلى كاله للجميع، الله الاوحد.

لم يعد "اللحم" ما يحسم القضية (اي التحذر الطبيعي من ابراهيم) بل الروح، اي الانتساب الى ميراث ايمان اسرائيل وحياته، بواسطة المشاركة مع يسوع المسيح الذي "روحن" الشريعة ليجعل منها الطريق الذي على الجميع ان يتبعوه في حياتهم في الخطبة على الجبل، يتجه يسوع الى شعبه اسرائيل، بوصفه اول من حمل الوعد، ولكنه بتسليمه اياه التوراة الجديدة يفتح هذه بحيث بات بامكان اسرائيل وباقي الشعوب ان يؤلفوا عائلة جديدة وعائلة الله الكبرى.

كتب متى انجيله ليهود مسيحيين، وكتبه بالسطر الى العالم اليهودي ليجدد النهضة الجديدة التي اثارها يسوع، ان يسوع يكلم اسرائيل عبر انجيله بطريقة جديدة ومتواصلة، ويسوع في زمن متى التاريخي، يكلم خاصة يهودا - مسيحيين يعترفون بجدة تاريخ الله مع البشرية وتواصله، وهو تاريخ يبدأ مع ابراهيم، ويتكلم عن التحول الذي قام به يسوع، وهكذا بات عليهم ان يجدوا طريق الحياة.

ولكن ماذا تشبه توراة المسيح هذه؟ منذ البدء، كان هناك ما يشبه عنوان قراءة او مفتاحا لها، وكلمة لا تفتا تفاجئنا، واضعة، بوضوح لا لبس فيه، امانة الله لذاته، وامانة يسوع لايمان اسرائيل:" لا تظنوا اني اتيت لابطل كلام الشريعة او الانبياء:" ما أتيت لابطل، بل لاكمل، الحق اقول لكم:" لن تزول ياء او نقطة من الشريعة حتى يتم كل شيء، او تزول السماء والارض، فمن خالف وصية من اصغر تلك الوصايا، وعلم الناس ان يفعلوا مثله، عد صغيرا جدا في ملكوت السماوات. اما الذي يعمل بها، ويعلمها فذاك يعد كبيرا في ملكوت السماوات".(متى 17,5-19).

لا يتعلق الامر اذن بالالغاء بل بالاتمام، وهذا الاتمام يتطلب مزيدا من العدالة، كما يقول يسوع على التو:" ان لم يزد بركم على بر الكتبة والفريسيين، فلن تدخلوا ملكوت السماوات"، افليس الامر يتعلق بشدة التعلق بالطاعة للشريعة؟ او ما عساها ان تكون غير ذلك هذه العدالة الكبرى؟.

اذا كان التشديد على الامانة الكبرى، وعلى الاستمرار المطلق منذ بدء "اعادة القراءة" وقراءة جديدة لاقسام التوراة الجوهرية، فان ما يلفت النظر، على خلاف ذلك، عندما نواصل، هو ان يسوع يعرض العلاقة بين توراة موسى وتوراة المسيح في شكل سلسلة تناقضات"، علمتم انه قيل للقدماء.. وانا اقول لكم والانا التي قالها يسوع تتأكد بسلطة، ما من معلم شريعة بامكانه ان يسمح لنفسه بها، وهذا ما شعرت به الجماهير، ويقول لنا متى بوضوح ان الشعب كان "خائفا" من طريقة تعليمه، وهو لا يعلم كما يعلم ارباب الدين، بل "كمن له سلطان (متى 7:28-29, راجع مر 1: لو 4:32)العبارة لا تدل طبعا على صفة بيانية يتصف بها خطاب يسوع، بل على الادعاء الظاهر بانه يرتفع الى مقام مشرع الى مقام الله". الخوف" والاسف ان هذا الخوف قد وضعه معظم ترجمات الكتاب المقدس الفرنسية التي تعجب منها الجمهور ببساطة) هو الخوف الذي نشعر به لمجرد ان رجلا يجرؤ على التكلم بسلطان الله وهو لدى قيامه بذلك، اما انه يدنس عظمة الله وهذا مخيف واما انه في مقام الله، وهذا ما لا يمكن التفكير به عمليا.

والحال هذه، كيف يمكن ان نفهم توراة المسيح؟ واي طريق تدلنا عليها؟ وماذا تقول لنا عن يسوع واسرائيل والكنيسة وعن ذواتنا وماذا تقول لنا؟ لدى بحثنا عن جواب على هذه الاسئلة اعاننا كتاب سبق ان ذكرته اعانة كبرى، هو كتاب يعقوب نوسنر وعنوانه:" احد الكتبة يتحدث مع يسوع ومبادلة الفية عن الايمان.

ان نوسنر، وهو عمليا يهودي ممارس وحاخام، كبر في صداقة مع مسيحيين كاثوليك وانجيليين وهو يعلم في الجامعة مع لاهوتيين مسيحيين، ويحترم احتراما كبيرا ايمان اقرانه الكاثوليك، مع بقائه على اقتناعه بصحة الشرح اليهودي للكتاب المقدس، وان احترامه العميق للايمان المسيحي وامانته لليهودية قاداه الى البحث عن الحوار مع المسيح.

في هذا الكتاب، يختلط المؤلف بجمهور تلامذته على "جبل" الجليل، فراح يصغي الى يسوع ويقارن كلامه بكلام العهد القديم، والتقاليد الرابينية كما تعلمها الميشنا اي التقليد والتلمود. وقد راى في هذه المؤلفات حضور التقاليد الكلامية التي ترقى الى البدايات، وقد امدته هذه الكتابات بالمفتاح لكي يشرح التوراة وقد اصغى، وقارن، وتكلم مع يسوع بذاته، وتأثر بما في كلامه من عمق وصفاء، وفي الوقت عينه، اضطرب لما وجد من تناقض نهائي في وسط الخطبة على الجبل، وتابع طريقه مع يسوع في اتجاه القدس، وتبين له ان في عبارات يسوع عودة الى المواضيع ذاتها، وهي مشروحة تباعا، وهو ما فتىء يحاول ان يفهم، وقد تأثر بعظمة الرسالة، وما انقطع عن الحديث عن يسوع، ولكنه في النهاية قرر الا يتبع يسوع، وظل وفيا، على حد ما كان يقول "لاسرائيل الابدية".

ان حوار الحاخام مع يسوع يظهر كيف ان الايمان بكلمة الله، الحاضرة في الكتاب المقدس، يتخطى العصور ليخلق معاصرة: انطلاقا من الكتاب المقدس استطاع الحاخام ان يدخل في يوم يسوع الحاضر، وانطلاقا من هذا الكتاب استطاع يسوع ان يدخل في يومنا الحاضر، وتم هذا الحوار بصراحة تامة. وقد ترك الخلافات تظهر بكل قساوتها غير ان هذا تم ايضا في مناخ محبة كبيرة، قبل الحاخام ما في رسالة يسوع مما هو غريب عنه، وابتعد دون ان يظهر اي حقد وقد اظهر دائما قوة المحبة، وما تحتويه من مصالحة مع الابقاء على صرامة الحقيقة.

ولنحاول الالمام بجوهر هذا الحوار، لكي نحسن التعرف الى يسوع، ونحسن تفهم اخواننا اليهود، ان النقطة المركزية قد ظهرت على ما يبدو لنا بطريقة جذابة في احد المشاهد المؤثرة من كتاب نويسنر بعد ان تابع نويسنر يسوع في حواره الداخلي طوال النهار، انقطع الان مع يهود مدينة صغيرة الى الصلاة ودرس التوراة ومناقشة ما سمع مع الحاخام، وهو يفكر بالمعاصرة عبر الدهور. واورد الحاخام مقطعا من التلمود البابلي:" ان رابي شلماي اورد:" ستمائة وثلاث عشرة قاعدة تسلمها موسى، وثلاثمائة وخمسين قاعدة سلبية توازي ايام سني السنة الشمسية ومائتين وثماني واربعين قاعدة وضعية توازي اقسام جسم الانسان ولكن داود جاء واختصر هذه القواعد باحدى عشرة... وجاء اشعيا فجعل عددها ستة.. وجاء اشعيا مرة ثانية وجعل عددها اثنين، وجاء حبقوق فجعلها واحدة، لانه قيل:" ان البار يحيا بالايمان" (حبقوق 2:4) وفي كتاب نيسنير جاء على التو الحوار التالي:" هل هذا ما كان يسوع الحكيم يريد ان يقول؟ يسأل المعلم:" انا ليس من وجه الدقة انما تقريبا ويقول هو:" ماذا اهمل؟ انا: لا شيء" ماذا اضاف اذن؟ انا:"ذاته"، هذه هي نقطة الخوف المركزية التي اثارتها رسالة يسوع في عين اليهودي المؤمن الذي هو نيسنر وهذا هو السبب الاساسي الذي من اجله يرفض ان يتبع يسوع ويبقى وفيا لاسرائيل الابدية. ان السمة المركزية لانا يسوع في رسالته التي تعطي اتجاها جديدا لكل شيء وبمثابة برهان عن هذه الاضافة يورد نيسنر في هذا المكان ما قاله يسوع للشاب الغني اذا اردت ان تكون كاملا اذهب وبع ما تملك واتبعني" (راجع متى 19:20) الكمال وان تكون قديسا كما ان الله قدوس، على ما تقتضيه التوراة (راجع لو 19:2:و11:44) يقوم من الان وصاعدا على اتباع يسوع".

ان نيسنر قارب برهبة كبيرة واحترام كبير سر هذه المعادلة بين يسوع والله التي قامت بها مقاطع مختلفة من الخطبة على الجبل، ولكن تحليلاته تظهر مع ذلك، في ما يتعلق بهذه النقطة، ان رسالة يسوع تتميز اصلا عن ايمان "اسرائيل الابدية"، وهو يقوم بذلك انطلاقا من ثلاث وصايا اساسية درس طريقة معاملة يسوع اياها:" الوصية الرابعة (اكرم اباك وامك) والثالثة، تأمر باحترام الطابع المقدس ليوم السبت، وفي النهاية وصية القداسة التي تحدثنا عنها. وقد انتهى الى استنتاج يقلقه، وهو ان يسوع يريد ظاهرا ان يستحثه على اتباعه وخرق هذه الوصايا الالهية الثلاث الاساسية.

ايها الاخوة والابناء الاعزاء.

ان السيد المسيح ما جاء على ما يقول، ليبطل الشريعة بل ليكملها ويبث فيها روحا، بحيث ان جميع الناس يؤلفون عائلة واحدة يتبع افرادها طريقا واحدا لذلك قال:" ما جئت لاحل بل لاكمل، وكلامه ليس كلام انسان بل انه كلام الله بالذات، والكمال يقوم على اتباع يسوع المسيح.

وان ما نراه من انقسامات في الراي والاتجاهات السياسية ليس بدليل عافية، والظرف يقضي بتوحيد الرؤية، والقلوب والارادات، ورص الصفوف، لكيلا نقع في ما وقعنا فيه سابقا، والخطر لا يزال مداهما اذا كنا نغض الطرف عنه ولا نسارع الى اتخاذ الحيطة لاجتنابه والحكيم من صمم على مجانية الشر قبل وقوعه وهو خير ممن يحاول التخلص منه بعد وقوعه".

 

العماد عون بدأ جولته بزيارة أضرحة شهداء قانا فضريح اللواء الحاج

وطنية - 24/8/2008 (سياسة) استهل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون جولته الجنوبية اليوم بزيارة اضرحة شهداء مجزرتي قانا الاولى والثانية حيث وضع أكليلا من الزهر. ويرافق العماد عون في جولته وزير الاتصالات جبران باسيل والنائب نبيل نقولا وكان في استقبالهم هناك النائبان عبد المجيد صالح وحسن حب الله ومسؤول منطقة الجنوب في حزب الله نبيل قاووق ومسؤول الارتباط وفيق صفا ورئيس بلدية قانا محمد العطية وحشد من أهالي الشهداء.

وبعد جولة في أرجاء متحف شهداء قانا حيث مكان المجزرة الاولى، إنتقل الى أضرحة شهداء المجزرة الثانية حيث ألقى تصريحا مقتضبا قال فيه:

"إن سنة الحياة تقضي أن يسير الأبناء والأحفاد في جنازة الآباء والأجداد، ولعل أقسى ما كتب لقانا أن تسير مرتين في مأتم أحفادها وأولادها. ولفت إلى أن من الطبيعي أيضا أن يفتدي الكبار منا صغارنا ولكن صغارنا هم الذين افتدونا وسبقونا إلى الشهادة.

أضاف:"في هذه اللحظة التي نقف فيها خاشعين أمام أضرحة شهدائنا يخالجنا شعور بالحزن والغضب: بالحزن لفقدانهم والغضب الذي يثير فينا روح الثورة ضد معاقل الظلم والطغيان، وعاهد عون الشهداء على المحافظة على قدسية شهادتهم وعلى كرامة التراب الذي يحتضن جثامينهم".

الى رميش

ومن قانا إنطلق العماد عون والوفد المرافق الى بلدة رميش حيث شارك في القداس في كنيسة التجلي ووضع إكليلا من الزهر على ضريح اللواء الشهيد فرنسوا الحاج.

كما ستشمل جولته الجنوبية زيارة بنت جبيل حيث يشارك في احتفال هناك.

وفي بلدة رميش، وبعد مشاركة العماد عون في القداس في كنيسة التجلي وضع إكليلا من الزهر على ضريح اللواء الشهيد فرنسوا الحاج، والقى كلمة قال فيها: "يا أهلي في رميش والجوار، أتيت اليوم لألتقي معكم، وأحسست أن الطبيعة تغيرت وقلوبكم لم تتغير، لواؤنا البطل فرنسوا الحاج كان أخا رافقني في الليالي السود وعاش كل حياته يدافع عن لبنان، واليوم نسمع من يسيء إلى فرنسوا ورفاقه".

وإذ رأى ان "الفكرة الشاملة للوطن تتجسد في المؤسسة العسكرية"، قال: "ان دماء شهدائنا من الجيش والمقاومة امتزجت لكي تعطينا السيادة والاستقلال".

بنت جبيل

ولدى وصول الجنرال عون إلى مدينة بنت جبيل، أقام "حزب الله" حفل استقبال جماهيريا في مهنية بنت جبيل، استهل بالنشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيبية بالعماد عون.

ثم ألقى عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي بزي كلمة قال فيها: "اهلا بكم انتم الذين عبرتم الطوائف والمذاهب والذين كسرتم حواجز القلق والخوف، وتاريخكم خير شاهد على هذا الكم الكبير من الانجازات والتضحيات ومن الحفاظ على الثوابت والمبادئ والمسلمات". وشدد على "الحفاظ على كل عناصر القوة التي يجب ان يتمتع بها لبنان والتي تأتي في طليعتها المقاومة فكرا ونهجا وثقافة وعقيدة وحياة"، مجددا الدعم والوعد والعهد على الحفاظ على الوحدة الداخلية وعلى صيغة العيش المشترك التي عبر عنها الامام المغيب السيد موسى الصدر انها افضل وجوه الحرب ضد العدو الصهيوني".

وقال: "اننا في لبنان محكومون شئنا ام ابينا في التوافق والوفاق والشراكة وليس على الاطلاق بالغلبة والهيمنة والتفرد والتسلط والاستئثار"، معتبرا ان "هذا الوطن هو لكل اللبنانيين ولا نريده وطنا طائفيا او مذهبيا او مناطقيا".

فضل الله

بدوره، ألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله كلمة قال فيها: "باسم حقولنا وبيادرنا وتبغنا وقمحنا وباسم الشجر والصخر والحجر، باسم دمنا الذي زرعناه هنا وباسم كل شهيد للمقاومة والجيش والشعب، وباسم الناس الطيبين الذين أتوا اليوم إلى هنا والذين سكنت قلوبهم وعبرت مع قائد المقاومة حواجز المناطق والطوائف والحسابات الضيقة، باسم عيشنا الواحد في هذه المنطقة النموذج باسم المقاومة وبكل شهدائها ومجاهديها وكوادرها وقيادتها أود ان ارحب هنا في مدينة الصمود على مربع التحرير بنت جبيل بالعماد ميشال عون لاقول له: "اهلا بك هنا في الجنوب وانت محفور هنا، الجنوب حارس الوطن وعينه الساهرة التي لا تنام ولا يرف لها جفن مهما علا التهديد والوعيد الإسرائيلي ومها علا الصراخ من هنا وهناك. واستميحك عذرا أيها الجنرال ان استعيد في هذه اللحظة المفعمة بالفرح والاعتزاز، الموقف المبدأ حينما نقلت اليك وانت في منفاك الباريسي لابلغك رسالة اميننا العام سماحة السيد حسن نصر الله الذي قال لك فيها انك صادق وشريف، وحين نصادقك نصادقك بشرف، وقد صدقت العهد حينما اعلنت حينها على الملأ وأنت في المنفى وقبل التفاهم، انه حينما تعتدي إسرائيل أو أميركا على المقاومة وعلى لبنان ستكون إلى جانب المقاومة والى جانب وطنك".

وأضاف: "قد صدقت العهد مع صادق الوعد ونحن هنا وإياك اليوم كما سميتها وأنت تأتي إلى الجنوب، في ارض المعركة والانتصار، حيث كانت ارض المعركة التي هزمت فيها إسرائيل لنؤكد انك شريك في هذا النصر عندما كان المقاومون هنا يسطرون أروع الملاحم والبطولات ومعهم شعب أبي كنت أنت حينها شريكا لهؤلاء ولهذه المقاومة بالموقف وبالثبات لتكون شريك النصر من خلال هذا الموقف وهذا الصمود رغم كل الضغوط التي مورست عليك آنذاك".

واعتبر النائب فضل الله أن "هذه الشراكة التي وضعنا لها مدماكا أساسيا في التفاهم ما بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" والتي أسست للنصر، والتي توجت في مواجهة العدو بالنصر وعلى المستوى الداخلي بشراكة التوافق الوطني من خلال ما أرسيناه في اتفاق الدوحة لنكون شركاء مع كل المخلصين في هذا الوطن، ولنثبت منطق الشراكة الوطنية التي أرساها التفاهم ما بيننا وبينك والتي نبني من خلالها دولة القانون والمؤسسات والعدالة، والدولة القوية القادرة التي لا تجرؤ طائرة إسرائيلية على استباحة سمائها، ولا يجرؤ مجلس وزراء إسرائيلي على مناقشة بيانها الوزاري، ويستطيع فيها جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة وشعبنا الأبي أن يواجه أي عدوان إسرائيلي على بلادنا".

وختم النائب فضل الله مؤكدا أن "كل تهديد اسرائيلي يحفز المقاومة على الاستعداد والجهوزية لتكون مع الشعب والجيش سدا منيعا في مواجهة أي عدوان اسرائيلي ولتكون المدماك الحقيقي الاساسي الذي يؤمن لنا الحرية والاستقلال والسيادة".

العماد عون

وألقى العماد عون كلمة قال فيها: "يا شعبنا المقاوم جئنا إلى مربع الصمود والانتصار لنشهد بان السيادة تكون على جميع تراب الوطن أو لا تكون". وأشار إلى أنها "تبدأ بالسنتيمترات انطلاقا من الحدود سواء كانت جنوبية او غربية أو شرقية أو شمالية"، داعيا "للعمل دائما مع جميع القوى سواء كانت شعبية او مقاومة او عسكرية لصنع استراتيجينا الدفاعية حتى تجهز دولتنا"، مؤكدا أن "هذه الجمهورية ليست بعيدة المنال". وقال: "قوانيننا وإرادتنا جاهزة والاستحقاقات قريبة فما علينا إلا أن نختار الكلمة الحق وان لا نمدد لدولة كانت هي وراء انحدار اقتصادنا وأمننا وكل مقومات الصمود الاجتماعي".

وشدد الجنرال عون أن "التفاهم مع "حزب الله" ما هو الا بداية طريق"، معتبرا جولته في الجنوب "محطة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الجنوبيين أنفسهم، وبين الجنوبيين والشماليين".

وقال: "إن شريعتنا هي التلاقي مع الآخر مع الاعتراف بحق الاختلاف لاننا نواجه اليوم ثورة غريبة الشكل"، مستغربا ما حدث في الاسبوع الماضي "من اعتراض على تفاهم يعترف فيه الانسان بأخيه الانسان بان لا يكفره وان لا يقتله، والذي اثار استنكار البعض، فهذا لا نستطيع فهمه لا تاريخا ولا حاضرا ولا مستقبلا".

وأشار إلى أنه "علينا أولا الاعتراف بحق الآخر"، مؤكدا أنه "من خلال هذا الإعتراف سنصل إلى حال السلام". وأوضح أننا بحاجة اليوم إلى "المبادئ الوطنية"، لافتا إلى أن "الأخلاق هي التي تصون القوانين والحقوق والتضامن وبهذه القيم نبني وطننا القوي الذي يدافع عن ذاته ويحمي مجتمعه".

مارون الراس

ثم توجه الى بلدة مارون الراس فاستقبله الأهالي بنثر الأرز والورود وذبح الخراف ترحيبا، حيث التقى عددا من ضباط المقاومة الذين قدموا له شرحا حول المعارك التي خاضوها ضد العدو الإسرائيلي في تلك المنطقة في حرب تموز 2006.

بعد ذلك، انتقل الجنرال عون والوفد المرافق الى بلدة الطيري حيث أقام "حزب الله" مأدبة غداء تكريمية على شرفه في مطعم "family park" في الطيري بحضور مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق الذي قدم له درعا تذكاريا عبارة عن أرزة تتوسطها قبضة مقاوم يحمل بندقية تعلوها أرزة لبنان وعبارة: "معا من أجل لبنان". كما سلمه صندوقا خشبيا أثريا يحوي قنابل عنقودية كان قد فككها المقاومون.

 

العماد عون زار مدينة النبطية وجال في معرض الشهيد مغنية

أرى سلاحا استعمل حيث يجب ان يستعمل لمقاومة العدو ولتحرير الارض

وطنية-24/8/2008(سياسة) زار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون مدينة النبطية لأول مرة منذ اكثر من ثلاثين عاما وذلك في اطار جولته في المناطق الجنوبية ،متفقدا معرض العماد (قائد المقاومة الشهيد الحاج عماد مغنية )الذي يقيمه حزب الله في ساحة فخرالدين -النبطية .

وسبق وصول العماد عون الى المعرض نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبوجمرا ووزير الاتصالات جبران باسيل وعضو تكتل التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا وشخصيات قيادية في التيار الوطني الحر، حيث كان في استقبالهم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ،مسؤول المنطقة الثانية في حزب الله في الجنوب علي ضعون ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا ومسؤول الانشطة الاعلامية المركزية في حزب الله الشيخ علي ضاهر, ومدير المعرض عماد عواضة. وبعد وصول موكبين وهميين ،ووسط اجراءات أمنية مشددة اتخذتها وحدات من قوى الامن الداخلي وعناصر من حزب الله ،وصل موكب العماد ميشال عون الذي فاجأ المواطنين الزائرين ،حيث صفقوا له طويلا لحظة دخوله المعرض الذي رفعت امامه صورة عملاقة للشهيد عماد مغنية وصافحه البعض منهم، وجال في ارجاء المعرض الفني -المشهدي الذي يضم جوانب من شخصية الشهيد الحاج عماد مغنية اضافة الى عرض لاليات ودبابات اسرائيلية غنمها المقاومون اثناء عدوان تموز 2006.

وتوقف العماد عون والوفد المرافق امام عروض لاسلحة اسرائيلية اضافة الى صواريخ تعرض لاول مرة واستعملها المقاومون في حرب تموز ودمروا فيها عشرات دبابات الميركافا فخر الصناعة الاسرائيلية ، كما أستمع لشرح من مدير المعرض عماد عواضة لمروحية اسرائيلية أسقطت في منطقة مريمين-ياطر الجنوبية في حرب تموز وعلقت وسط المعرض . وبدا العماد متأثرا حين وقف امام غرفة خاصة ضمت مكتب الشهيد عماد مغنية وسلاحه الخاص وسجادة صلاته وسبحته وادواته شخصية وثيابه التي استشهد بها ونخرتها شظايا المتفجرة التي استهدفته ،كما شاهد ثياب ومقتنيات خاصة وعمامة شيخ شهداء المقاومة الشهيد راغب حرب. الذي اغتاله عملاء العدو الاسرائيلي عام 1984.

وتحدث العماد عون للصحافيين اثر ذلك فقال: "أرى سلاحا في المعرض استعمل حيث يجب ان يستعمل ،استعمل لمقاومة العدو ،ولتحرير الارض على عكس كل الاسلحة التي استعملت للتقاتل وادت الى قتل الكثير من اللبنانيين ،واقل تكريم لشهدائنا ان نفهم الرسالة التي تركوها لنا، سلاحهم واغراضهم بعد الموت ليكونوا الشاهد على سلوكنا في المستقبل اي ان لا يستعمل السلاح ضد بعضنا بل ضد العدو فقط.

بعد ذلك انتقل العماد عون والوفد المرافق الى مشهدية روضة الشهداء ضمن فاعليات المعرض حيث شاهد "أوبرية الضوء المشظى "التي تعرض فيها صور لاول مرة عن الحاج عماد مغنية . ثم سجل العماد عون في السجل الذهبي للمعرض الكلمة التالية: "يوم عظيم عشناه مع شهدائنا الابطال وقصتهم هي قصة تاريخنا الذي يلقننا ما يجب ان تكون عليه اجيالنا الطالعة".

 

السيد نصر الله:أي حرب على لبنان لن تكون تداعياتها كسابقتها وتهديدات العدو تعود لأسباب داخلية على أبواب استحقاقات هامة لديهم

النصر الآتي سيكون حاسما وواضحا وجازما لا لبس فيه لأحد في هذا العالم والصهاينة سيحتاجون إلى وقت طويل قبل أن يقرروا القيام باعتداء على لبنان

وطنية-24/8/2008(سياسة) أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "أن قيادة المقاومة تنظر إلى إطلاق قادة العدو لهذا الكم من التهديدات والضجيج ضد لبنان على أنه يعود لأسباب داخلية يعيشونها على أبواب استحقاقات هامة لديهم، لكنه أشار خلال احتفال لكشافة الإمام المهدي (ع) حضره الآلاف من قادتها إلى أننا لا نستكين ولا نستخف بهذه التهديدات وإن كنا نتعاطى معها بثقة وحزم".

وخاطب السيد نصر الله قادة العدو بالقول :" من موقع العارف بإمكانات المقاومة وتطورها النوعي بعد عدوان تموز، أقول بأن أي حرب على لبنان لن تكون تداعياتها كتداعيات الحرب السابقة"، متوعدا باراك بتدمير فرقه الخمسة التي يهدد بها وتدمير كيانه الغاصب للأرض المقدسة، ومؤكدا أن النصر الآتي سيكون حاسما وواضحا وجازما لا لبس فيه لأحد في هذا العالم". ومما قاله :" في موضوع التهديدات الإسرائيلية، أود أن أؤكد بأن التهديدات الأخيرة التي صدرت خصوصا عن أولمرت وبعض وزرائه، تأتي في سياق التهويل الإسرائيلي على لبنان والحرب النفسية على لبنان ومحاولة ابتزاز اللبنانيين، وإلا لا منطق لكل هذا التهويل. عندما يتحدث الإسرائيليون عن البيان الوزاري ويقولون أن الحكومة اللبنانية تبنت المقاومة وغطت حزب الله وعليها أن تدفع الثمن، هذا أمر مضحك، لأن البيان الوزاري الأول للحكومة السابقة في مضمونه أقوى من البيان الوزاري الحالي، ومع ذلك لم يخرج القادة الصهاينة ليقولوا إن الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري غطت المقاومة وتبنت المقاومة وتتحمل مسؤولية كل عمل تقوم به المقاومة؟! لم يقولوا هذا الكلام، فلماذا إذا يقولونه الآن ؟! لأنهم الآن محتاجون لهذا التهويل ولهذا التهديد ولهذا الابتزاز، هذا من جهة، من جهة أخرى، هذا التهويل وهذه التهديدات هي حاجة إسرائيلية داخلية. فالآن هناك انتخابات في "كاديما"، ومن الطبيعي أن تحصل مزايدات بين ليفني وبين موفاز وبقية المرشحين لزعامة كاديما، وأيضا، يمكن أن يكون الوضع الإسرائيلي مقبلا على انتخابات نيابية مبكرة، وكذلك في هذا المجال هناك تنافس بين حزب العمل وبين كاديما وبين الليكود، وأيضا، هناك أزمة زعامة وقيادة في الكيان الإسرائيلي، وكل واحد يحاول أن يقدم نفسه القائد الخبير والمنقذ، هكذا يفعل باراك وموفاز ونتنياهو. في هكذا مناخ سوف تذهب الأمور إلى المزايدة. من جملة المزايدات هو إطلاق التهديدات باتجاه لبنان. طبعا، لأولمرت ظروفه الخاصة، والصحافة الإسرائيلية نفسها أغنتنا عن التعليق على أولمرت، فقد قالت الصحافة الإسرائيلية لأولمرت "عندما كنت في أقوى أيامك وأعلى مجدك بعد استلامك لرئاسة الحكومة أطلقت وعود وتهديدات كبيرة وأثبت أنك فاشل"، هذا الفاشل وهو يغادر الآن يتحدث بهذه اللغة، "معليش بدنا نتفهم ظروف أولمرت النفسية والشخصية"!

وسأل كيف نتعاطى مع هذه التهديدات؟ أقول :"لا نستهين ولا نستخف بها من جهة، ولكن لا يجوز أن ننضغط بها أو أن تؤدي إلى حالة هلع أو خوف أو قلق. نتعاطى معها بجدية ولكن بثقة، نتعاطى معها بمسؤولية ولكن بحزم، ولا نخاف من هؤلاء. وأقول لكم من موقع العارف بالمقاومة وإمكانات المقاومة وتطور وضع المقاومة الكمي والنوعي بعد حرب تموز 2006 والعارف بالوضع الإسرائيلي على مستوى القيادة السياسية وتركيبة الجيش وعقلية المجتمع الإسرائيلي، أقول لكم : إن هؤلاء الصهاينة سيحتاجون إلى وقت طويل وسيفكرون عشرات آلاف المرات قبل أن يقرروا القيام باعتداء على لبنان. انظروا إلى أدبيات باراك، هو يتحدث عن توازن بين لبنان وإسرائيل، بين المقاومة وإسرائيل، بين حزب الله وإسرائيل ، ثم عندما يعترض ويهدد سوريا وإيران ومن ورائهما أنكم إذا أعطيتم سلاح متطور ضد سلاح الجو، أي دفاع جوي، فإن هذا يخل بالتوازن وأن إسرائيل لن تسمح بالإخلال بالتوازن. انتبهوا، هو يعترف بتوازن، ويخاف من الاخلال بالتوازن. في كل الأحوال، نحن لسنا بحاجة لأن نواجه التهديد بالتهديد، أو الكلام بالكلام، نحن أهل الفعل، قلنا سابقا وفعلنا، ونقول مجددا وسنفعل، إن أي عدوان على لبنان، أي حرب على لبنان لن تكون نتائجها وتداعياتها تقف عند حدود تداعيات ونتائج حرب تموز. أنا في يوم حفل تشييع القائد الحاج عماد مغنية وفي أسبوعه وفي ذكرى الأربعين كررت هذا المعنى، والآن أعود وأقوله لكم: التهديد الجديد في الحقيقة ليس سلاح الجو، التهديد الجديد هو ما يقوله باراك أنه سيقوم بعملية برية وأنه يعد خمس فرق للدخول إلى لبنان في يوم من الأيام وأنه يناور ويدرب ويستعد وأن هذه الفرق الخمسة هي التي ستغير المعادلة وأنه سيقاتل من بيت إلى بيت ومن قرية إلى قرية، وأنا أقول له في المقابل، إن فرقك الخمسة، هذا وعد جديد، إن فرقك الخمسة ستدمر في جبالنا وودياننا وتلالنا وبيوتنا وقرانا وستدمر معها دولتك الغاصبة لأرضنا المقدسة. الإسرائيليون يتحدثون، يعني باراك وموفاز وأشكينازي ، يتحدثون عن أي حرب مقبلة أنه ستكون حربا سريعة ونصرا واضحا حاسما سريعا قاطعا لا لبس فيه، وفي المقابل أنا اقول لهم أيضا، بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، وإن كنا لا نحب هذه الحرب أن تحصل ولكن إن حصلت، كما يهددون ويتوعدون في كل يوم، سيكون نصرنا الآتي إن شاء الله، نصرا حاسما واضحا جازما لا لبس فيه لأحد في هذا العالم، وسيرى جيش هذا العدو في قتال الميدان في قبضات المجاهدين وفي عيونهم ووجوهم وفي بأسهم وشدتهم ما لم يخطر في بال هذا الجيش منذ تأسيس هذا الكيان الغاصب إن شاء الله.

 

المفتي قبلان في المهرجان السنوي لمناسبة النصف من شعبان في البحرين: حاولوا أن يهيمنوا علينا ويسلبوا خيراتنا لكنهم لم ولن يفلحوا

وطنية-24/8/2008(سياسة) أقامت عائلة السكران في محافظة المحرق، بمباركة من عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورعاية رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة، المهرجان الشعبي السنوي الكبير لمناسبة النصف من شعبان وبمشاركة رئيس مجلس الشورى الأستاذ علي الصالح صالح، ومحافظ منطقة المحرق سلمان بن عيسى هندي، وألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، وأبرز ما جاء فيها:

"جئتكم من جبل الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري، من جبل السيد عبد الحسين شرف الدين، من جبل الإمام المغيب السيد موسى الصدر مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وحامل راية الحوار والاعتدال وضرورة التعايش بين مختلف الأطياف في المجتمعات، والذي عمل له، وأكمل دربه الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين ويتابع المسيرة اليوم سماحة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان نحو دولة العدالة والوحدة والإنماء المتوازن ورفع الحرمان".

اضاف:"نعم أيها الإخوة، أيتها الأمة التي تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فلنتجنب تضاغن القلوب وتشاحن الصدور وتدابر النفوس وتخاذل الأيدي ولنكن معا على طريق التقوى والإخلاص لله بقلوب وجلى، مصداقا لقوله تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون "الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم). نعم أولئك هم المؤمنون، أولئك هم الذين أنار الله بصائرهم، وأحيا قلوبهم، فتبينوا الرشد، لا ينزلقون إلى باطل ولا يميلون إلى بهتان، إيمانهم ثابت، ويقينهم لا تزعزعه شهوة من هنا ونزوة من هناك، صادقون مع الله، صابرون على البلاء، خصوصا في هذا العصر، عصر الابتلاءات التي تصب صبا والفاسقون هم الأكثرون. نعم إننا في وضع لا نحسد عليه فالبلاء عظيم، والامتحان كبير، والمسلمون يتخبطون في غمار فتن كقطع الليل ويعيشون الفوضى والقلق والخوف في كل كياناتهم ومواقعهم بعدما نزع الله من صدور أعدائهم المهابة منهم وقذف في قلوبهم الوهن".

وتساءل "لماذا كل هذا ؟ لأننا تركنا العمل بالقرآن، واعتززنا بغير الإسلام وابتعدنا عن نهج رسول الله(ص) فغزتنا ثقافات الآخرين وسياسات الآخرين وراحت تمعن في امتنا تحريضا وتمزيقا وتوطؤا وتأليبا، كل ذلك لإيقاع الفرقة بين المسلمين، بهدف تشتيتهم وتفريقهم أنهم (يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) إنهم يحاولون دائما التغلب على أمة الإسلام وهم يحاولون ويحاولون بشتى السبل ومختلف الوسائل أن يصرفوننا عن رسالة محمد ونهج محمد الذي هو نهج الحق، ليسهل عليهم إركاعنا وإذلالنا، لقد حاولوا في لبنان ويحاولون في فلسطين وفي العراق وفي كل الأقطار الإسلامية أن يهيمنوا علينا وأن يسلبوا خيراتنا، وأن يتسلطوا على مقدراتنا بكل السبل المباشرة وغير المباشرة، ولكنهم لم ولن يفلحوا ولن يقدروا بإذنه تعالى لقوله عز وعلا (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) - لكن شرط أن نؤمن وأن نكون حقا من المسلمين-. نعم لن يتمكنوا من هذه الأمة رغم كل الصعاب ورغم كل الآلام، وكونوا على ثقة بأن النصر سيكون حليف المجاهدين والمقاومين الذين (صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)".

أضاف :"انظروا ماذا جرى في لبنان، لقد تجمعت وتحالفت كل دول العالم على إخضاع المقاومة وإسقاطها وإيقاع لبنان تحت الهيمنة الصهيونية فماذا كانت النتيجة؟ لقد هزموا، نعم هزموا هزيمة شنعاء، وانتصرت المقاومة نصرا مبينا، انتصر الحق، انتصر الإيمان بالله، انتصرت الإرادة الحرة، انتصرت مدرسة الجهاد والفداء التي أرسى قواعدها وثبت دعائمها وجعلها منارة لكل مظلوم ولكل صاحب حق مغتصب سيد الشهداء الإمام الحسين(ع)، إذ لولا هذه المدرسة ومفاعيل هذه المدرسة، لما انتصرت المقاومة في لبنان، ولما تحرر جنوبه ولما عاد أسراه. نعم بالإسلام ننتصر ، وبالعودة إلى نهج رسول الله(ص) وأهل بيته(ع) تتحقق وحدتنا، وبتمسكنا بقرآننا نهتدي إلى الصراط المستقيم، (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)".

وختم :"إن الإسلام دعوة إلى الإصلاح، دعوة إلى الهدى، دعوة إلى القضاء على الفوضى، دعوة إلى السلام والنظام، دعوة إلى العلم والثقافة والمعرفة. فلا تتأخروا ولا تتخاذلوا ولا تتفرقوا، ابتعدوا عن الفتن والتنابذ والتباغض والتحاقد، نعم لا يوجد سنة وشيعة في الإسلام بل أمة واحدة لقوله تعالى (هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) أمة قوية مؤمنة بالله وبرسوله، حاملة لرسالته مجاهدة لإعلاء كلمته، حتى يصدق فيها قوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)".

 

براج:الكلام عن صلاحيات نيابة رئاسة مجلس الوزراء هرطقة سياسية

وطنية-24/8/2008(سياسة) اكد رئيس لجنة الدفاع عن الحريات العامة والديموقراطية في لبنان سنان براج، في بيان اليوم ،" انه لا يوجد أي نص دستوري يتحدث عن صلاحيات لنائب رئيس الحكومة، وقال:" ان الكلام عن موضوع نيابة رئاسة مجلس الوزراء والصلاحيات هو نوع من الهرطقة السياسية والدستورية وهو كلام يأتي في غير محله". ورأى ضرورة الالتفات الى الشأن المعيشي، والى القوانين التي يجب ان تصدر عن مجلس النواب، ومنها قانون الايجارات ولاسيما قانون الانتخاب". وشدد على ضرورة حشد الطاقات الشعبية والرسمية في مواجهة العدو الاسرائيلي.

 

القوات اللبنانية افتتحت مكتبا لها في تنورين برعاية الدكتور جعجع

النائب زهرا: سنبقى موحدين وسيخيب امل كل من راهن على تشرذم 14 آذار

وطنية - 24/8/2008 (سياسة) افتتح حزب القوات اللبنانية في تنورين - قضاء البترون مكتبا له في خلال احتفال أقيم برعاية رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب أنطوان زهرا، في حضور النائب بطرس حرب وممثلين عن كافة قوى وتيارات 14 آذار، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من القواتيين. اقيم الاحتفال في ساحة البلدة، وبعد النشيد الوطني ودقيقة صمت عن ارواح شهداء الاستقلال والمقاومة اللبنانية وشهداء القوات اللبنانية وشهداء تنورين، وكلمة لعريف الاحتفال زياد طربيه، ألقى المهندس فادي مطر كلمة باسم شباب القوات اللبنانية في تنورين استذكر فيها شهداء تنورين، مؤكدا ان "القوات اللبنانية هي هي كما كانت، الهمة هي هي، الطلة جديدة والآفاق جديدة"، وقال إن "تنورين اليوم تحضن بيتا يقف كما كل بيوتها على صخر وكما كل بيوتها هو لكل بيوتها".

ثم كانت تحية من اشبال القوات اللبنانية في شكا على وقع نشيد قواتي، فكلمة مسؤول القوات اللبنانية في منطقة البترون الدكتور فادي سعد الذي قال "إن تنورين هي مقلع الشباب الذين سيجوا لبنان بصدورهم وردوا عنه التنين الذي بقي ثلاثين سنة يتربص عند أبواب منازلنا".

اضاف: "القوات اللبنانية لم تأت اليوم لتفتح بيتا لها في تنورين لأن بيوت القوات فيها كثيرة، بل جئنا الى تنورين لنؤكد مرة جديدة أن القوات اللبنانية بقيادة الحكيم لن تكسر خاطر الشهداء وتتنازل عن العنفوان المسيحي في هذا الوطن".

النائب زهرا

ثم القى النائب زهرا كلمة الدكتور جعجع قال فيها:" أن نجتمع اليوم في تنورين، فتنورين موجودة في كل لبنان، واهل تنورين في كل العالم وحاملين تنورين كما هي علم يعطي رجالا، أبطالا في كل المجالات، لذلك ليس شيئا خاصا أن نلتقي في تنورين الا لسبب بسيط جدا هو بيت لحزب القوات اللبنانية في تنورين، جئنا ندشنه ولكن بالتأكيد لن يكون بيتا للتحزب في تنورين. بل بيتا من بيوتها، لماذا القوات تريد بيتا لها في تنورين؟ ليس اكثر من اضافة مكان للالتقاء مع اهلنا في تنورين، ولا سبب غير ذلك لأن النضال الوطني المسيحي الذي عاشته تنورين والبترون وكل لبنان على مدى قرون وتجسد اكثر واكثر في الثلاثين سنة الاخيرة ليس بحاجة لا الى علامة ولا الى عنوان او مناسبة حتى يكون احتفالا دائما في قلوبنا وضميرنا وفي وجداننا ويكون علامة فارقة في تاريخ لبنان الوطني، هذه البلدة اعطت لبنان بقدر ما يستحق. واكيد لبنان الدولة كسلطة لم تعطها ولن تستطيع اعطاءها المقابل الذي تستحقه".

اضاف:" القوات اللبنانية كما كانت وكما هي اليوم وفي المستقبل بالاضافة الى حمل رسالة التضحية والاستشهاد على طريق تأمين ظروف فرح الحياة والاحتفاء بكل ما هو جميل في هذه الحياة، لأن هذه هي رسالتنا كمسيحيين وكلبنانيين. وعلى هذا الطريق ستبقى القوات اللبنانية وفية لأهلها، وفية لحلفائها ولأصدقائها ولا يعنيها لا مركزا في السلطة ولا في المجلس النيابي ولا في مجلس الوزراء بقدر ما يعنيها أن تكون قرب الذين يشرفهم الشعب اللبناني بتمثيلهم لحمل هذه الأمانة، وهي تساهم كما هم يساهمون وتضع ما تستطيع وضعه بشكل ايجابي من أجل مستقبل مستقر آمن, مستقل، من عناوينه الرئيسية بلد حرية وسيادة واستقلال، ولكن مضامين الحرية والسيادة والاستقلال كي نحقق لبنان الرسالة، لبنان العيش المشترك ولبنان الاعتراف بالآخر، لبنان التنوع، لبنان الانفتاح، واذا كان البعض يعتقد ان للسلاح وللقوة والمال ساعة، فللبنان الحق في البقاء الى قيام الساعة".

وتابع النائب زهرا:" أما اليوم وعلى الرغم من كل شيء قلناه ان المراكز والمناصب لا تعنينا ولأننا مقبلون على خيار وطني كبير واستفتاء شعبي كبير في العام 2009، نقول من خلاله أي لبنان نريد، لبنان الدولة والوطن والمؤسسات والحرية والكرامة، وكل الذي ضحينا من اجله وما زلنا مستعدين لان نضحي ونموت من اجله، او لبنان اللادولة، لبنان الساحة، لبنان العمالة، لبنان الوظيفة الاقليمية او الدولية، لبنان الذي لا يشبه كل شيء حلم به اجدادنا وآباؤنا ونحن وضحوا وضحينا من أجله، لذلك نحن ذاهبون بقوى 14 آذار، بكل قوى 14 آذار، احزاب، تيارات، شخصيات مستقلة، مؤيدين ومحبين، أشخاص لم يلتزموا يوما بأي حزب من الاحزاب التي تشكل 14 آذار، ونزلوا الى الساحة وقالوا كلمتهم وارغموا السوري على الانسحاب من لبنان مجبرا، ذاهبون لاجراء هذا الاستفتاء في العام 2009، موحدين، متضامنين، واعين ان الامانة التي حملنا اياها الشعب اللبناني يجب ان نكون على قدرها ولا يمكن أن نخونها، أو نتخلى عنها، وليس بامكاننا ومهما كانت الحسابات، التفريط بها أمام هذا الخيار الوطني الذي سيرسم فعلا مستقبل لبنان الذي نريده لنا ولاولادنا واحفادنا. لذلك سنبقى موحدين وسيخيب امل كل من راهن في السابق وسقطت رهاناتهم على تشرذم 14 آذار، وما زالوا يراهنون كل يوم، ويتحفونا باشاعاتهم وتسريباتهم واخبارهم وفبركاتهم، وما يعيشون عليه لأن من ليس لديه شيئا ايجابيا يقدمه، يحاول تظهير ما هو سلبي اذا وجد عند الآخرين، واذا لم يجد شيئا يحاول اختراع شيئا وقد تعودنا على ذلك. وللأسف حتى على الساحة المسيحية هناك جزء مهم ولكنه ليس كبيرا ولا اساسيا ولا بامكانه أن يربح الانتخابات، هذا الجزء مستمر في هذه اللعبة ويحاول تضليل الناس وتحت عناوين براقة مسيحية يخترع المشاكل والازمات وهو اسوأ ما يمكن ان يقدم كخيار للمسيحي في الماضي والحاضر والمستقبل."

اضاف النائب زهرا:" اي تصرف عند المسيحي اللبناني انطلاقا من اقرار بشعور اقلوي او من ذهنية اهل الذمة الذي يفتش عن حماية القوي هو خروج من هويتنا وتاريخنا، نحن لم نعش في الوعر ولم نفتت الصخر كي نفتش في النهاية على حماية قوي، نحن اقوياء بايماننا بحريتنا وبكرامتنا، ونتفاهم ونتشارك مع الآخرين على هذا الاساس وليس على اساس "اليد لا تستطيع أن تعضها قبلها وادع عليها بالكسر"، هذا شعور مرفوض ، شعور يخون تاريخنا وأمانة شهدائنا ويضعنا في موقع لا يليق بنا ولا بتاريخنا ولا هو الذي يؤمن مستقبلنا".

واكد " أن كل المعارك الوهمية الكاذبة والتي كانت محصلتها تأمين الغطاء لمشروع ليس له اي علاقة بلبنان لمشروع غلبة لولاية الفقيه بالسلاح والمال هي مشاريع ساقطة ولا تنطلي على احد وفي الوقت نفسه لا يجوز أن نطمئن انها اصبحت مكشوفة ونبقى في منازلنا بل علينا ان نتصدى لها، ونتوجه لاعطاء صوتنا ل14 آذار أيا يكن مرشح 14 آذار".

وحذر من " مقايضة أي مركز يمكن الحصول عليه بالتصويت لانهاء لبنان وانهاء دوره وانهاء حلم لبنان بدولة ترعى هذا الوطن وتكون دولة عادلة وقوية وقادرة على ضمان الحريات والتنوع والابداع الذي لا يمكننا رؤيته من دون مساحة حرية مؤمنة".

وقال:" هذه ليست مناشدة بل هي بمثابة خطوة لايقاظ الضمائر لكي يعرفوا وجهة توجههم ويكفي أن يقوم كل لبناني ومسيحي في العام 2009 بفحص ضميره ومن ثم يتوجه الى صندوق الاقتراع بعيدا عن الاشاعات، ونحن سننحني لارادة الناس في 2009، ولبنان الذي بنيناه وضحينا من أجله وقدمنا دما في سبيله وحميناه سيبقى كما نحن نريده وكما حلمنا به لنا ولغيرنا على قدم المساواة، لنا الحقوق نفسها وعلينا الواجبات نفسها، كلنا مواطنون متساوون، والجماعات المحترمة تستطيع العيش بكرامة، وعيش خياراتها، من دون التعدي على الآخرين، وبهذا الجو وهذا الخيار ذاهبون لنعلن ما نريد في 2009 متضامنين متكاتفين وهذا ما نقوله لكل شهداء تنورين ولبنان، ولكل مبدعي تنورين ومبدعي لبنان، لكل القضايا المحقة والخيرة التي عاشوا من أجلها، ونؤكد لهم ان كل ما قدموه سيكون باقة امام هذا الوطن الجميل الذي يستحقنا ونستحقه. وعلى هذا الامل وبهذه النية سنكمل نضالنا وعملنا وسنواجه مشاكل اجتماعية وانهيارات اقتصادية بسبب احتلال الساحات وربط لبنان بالمحاور، كل ذلك سنعالجه معا، ولندرك أن الازدهار الموعود لا يمكن ان يبدأ الا بعد تأمين الاستقرارين الامني والسياسي اللذين فقط الدولة اللبنانية ومؤسساتها مؤتمنين على تأمنينهما لنا." بعد ذلك، قص النائبين زهرا وحرب مع المشاركين الشريط التقليدي وقطعوا قالب الحلوى واقيم حفل كوكتيل على وقع الاناشيد القواتية.

 

النائب محمد رعد في حديث شامل ل"الانباء" الكويتية: المعارضة مصرة على الثلث الضامن في كل حكومة مقبلة

التعاون والتنسيق والدفاع هي المعاييرالمعتمدة لإختيار قائد الجيش اذا قدر لنا أن نقوم بدور تقارب بين سوريا وجنبلاط ربما نسعى اليه

وطنية -24/8/2008(سياسة) رأى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في حديث الى "الانباء" الكويتية , "أن إستراتيجية الدفاع المرتقبة سوف تلحظ التعاون والتنسيق بين الجيش والمقاومة في عمليات التصدي للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وهذا ما سيشكل المعايير المعتمدة لإختيار قائد الجيش ومدير المخابرات، مستبعدا دخول الفرقاء في لعبة الكباش السياسي حيال التعيينات المذكورة بسبب عدم وجود تباعد كبير في وجهات النظر وبسبب المخاطر التي تحيط بلبنان والتي تستلزم الإسراع في سد تلك الشواغر الامنية" .

وإستغرب النائب رعد، في معرض رده على سؤال عن طاولة الحوار "الضجيج الحاصل جراء مطالبته بإدراج نقاط إضافية على جدول أعمال طاولة الحوار"، لافتا الى "أن الحوار لا ينحصر بالبحث في الإستراتيجية الدفاعية بل يتعداه الى المناقشة في الإستراتيجيتين الإقتصادية والإجتماعية".

واعتبر" أن إستحضار البعض للهواجس ينطلق من توهم إستبعادهم عن السلطة ووضعهم على هامشها سواء في الدور ام في القرار ام في الموقع"، مؤكدا عدم محاولة الحزب وضع العراقيل بهدف التنصل من البحث في الإستراتيجية الدفاعية". وأشار الى "ضرورة توسيع طاولة الحوار لتشمل كل الأطراف والفئات اللبنانية إنطلاقا من أنطباق المعيار المعتمد من قبل راعي الحوار على من كانوا خارج طاولة الحوار الأولى بالاضافة الى انطباقه على القادة الـ 14 المشاركين بها في السابق".

وفيما خص قرار الحرب والسلم بعد اقرار الاستراتيجية الدفاعية، رفض النائب رعد "اختلاط معاني حق الدفاع ضد الاعتداءات الاسرائيلية بكل أنواعها وأحجامها"، مشيرا الى أنه "ليس من شأن المقاومة إعلان الحرب كونها تتولى فقط مهمة الدفاع عن لبنان".

واوضح " أن لبنان الرسمي لا يملك قرار الحرب أنما فقط قرار الدفاع عن النفس"، معتبرا أنه هناك خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها من قبل العدو تجيز للمدنيين التصدي السريع والدفاع عن الأرض ". وعن العلاقات اللبنانية ـ السورية، اعتبر "أنه على الرغم من ترحيب الحزب بإنشاء السفارات فان العلاقات الدبلوماسية الرسمية لا تسطيع استيعاب ما هو أكبر بطبيعته من الدبلوماسية"، لافتا الى "أن المطالبة بإلغاء المجلس اللبناني ـ السوري مطلب غير واقعي ".

وعن علاقات "حزب الله" مع النائب جنبلاط، رأى النائب رعد "أن المزايدات السابقة عطلت الاصغاء وأدت الى تفاقم المشكلة السياسية بين الفرقاء"، لافتا الى "أن انقشاع الرؤيا الحالية لا بد وأن يقرب القراءات السياسية بينهم"، مستبعدا" وجود قطيعة دائمة بين الاطراف السياسيين"، معلنا عن "احتمال قيام الحزب بدور ايجابي للتقريب ما بين النائب جنبلاط وسوريا". وعن الثلث الضامن في الحكومات المقبلة، أعرب النائب رعد عن" تمسك المعارضة بالثلث الضامن تماشيا مع الميثاق الوطني والدستور"، مؤكدا "عدم استخفاف المقاومة بالتهديدات الاسرائيلية"، معتبرا "أن الشعارات "الباراكية" باسترجاع هيبة الجيش ليست سوى مزايدات انتخابية"، مكررا "وقوف المقاومة لهم بالمرصاد" . وختم النائب رعد مؤكدا أن لا سلام بين سوريا واسرائيل ولا بين اسرائيل ودول المنطقة في المستقبل القريب".

 

العلامة فضل الله دعا الى بناء استراتيجية دفاعية صلبة تواجه العدو: لا أحد في العالم يضمن لنا أن العدو لن يعتدي مجددا على لبنان

وطنية -24/8/2008 (سياسة) دعا العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في تصريح إلى "مقاربة جديدة لمسألة الاستراتيجية الدفاعية في لبنان في ظل الأجواء الدولية الجديدة، ومع وجود حركة تسلح عالمية واستعدادات غير مسبوقة للانخراط في مناخ من الاضطراب السياسي الذي يصاحبه تلويح باستخدام القوة".

وقال: "إن التطورات الأخيرة التي طفت على سطح الأزمات السياسية العالمية، وخصوصا ما يجري في القوقاز، فيما يشبه الحرب الباردة بأوجه وشعارات ومعطيات جديدة، وتحفز أقطاب دولية للعودة إلى الواجهة، واحتدام الصراع الدولي ووصول المسألة إلى مستويات الصراع المباشر أمنيا وعسكريا، بعد التصعيد على الجبهات الاقتصادية والسياسية... إن ذلك كله يدفعنا كشعوب، وخصوصا الشعوب العربية والإسلامية إلى التفكير مليا في الأسس والوسائل والأساليب التي ينبغي اعتمادها للخروج من دائرة التجاذب، وصوغ استراتيجية جديدة تجعلنا نخرج من دائرة الاستخدام التي أبقتنا لعقود خلت كأحجار شطرنج يحركها الكبار على طريقتهم، ليستخدموا الشعوب كأدوات في صراعهم".

اضاف:" ولا يعني ذلك أن تبتعد الشعوب وقوى الممانعة وحركات المقاومة عن إمكانية الاستفادة من عودة التجاذب في المواقع الدولية الكبرى وتراجع الدور الأميركي حيال ما يسمى "قيادة العالم"، ولكن على أساس أن يتم ذلك من خلال دراسة دقيقة لساحاتنا وللتوازنات الدولية والإقليمية، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن عودة التفاهم بين من يسمون بـ"الكبار" سوف تعني أن الشعوب المستضعفة هي التي ستدفع الثمن، ومن هنا وجب علينا التدقيق في معطيات الأحداث الدولية الأخيرة والنتائج التي قد تتمخض عنها.

ومن هذا المنطلق ندعو إلى مقاربة جديدة لمسألة الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، سيما وأننا نشهد حالة تسلح عالمية جديدة، ونلمح إصرارا من كثير من الدول على جعل نطاقها الأمني يتعدى حدودها الجغرافية وحتى القارية، ونرصد رؤية إسرائيلية تنظر إلى أن الأمن الإسرائيلي يصل إلى حدود روسيا، ونشهد معاهدات دولية وتوزيع للصواريخ الأميركية في أوروبا تحت عنوان التهديد الإيراني بما يشير إلى حركة استعداد عالمية غير مسبوقة للانخراط في مناخ من الاضطراب السياسي الذي يصاحبه تلويح مستمر باستخدام القوة".

وتابع:"إن هذه الأجواء وما يرافقها من تهديد إسرائيلي جدي بشن حرب جديدة على لبنان وعلى بنيته التحتية واعتبار "كل الدولة اللبنانية هدفا" يدفعنا إلى الدعوة للبحث عن أسس صلبة للاستراتيجية الدفاعية التي قد ينطلق الحوار حولها قريبا، وعدم النظرة إلى السلاح المقاوم كعبء ينبغي التفريط فيه أو التخلص منه، إلى جانب التدقيق مليا في التهديدات الإسرائيلية المتلاحقة كونها تمثل من جهة دخولا على خط الحوار الداخلي وإثارة للوضع اللبناني الداخلي ومحاولة للضغط عليه، ومن جهة أخرى كونها تتصل بحركة العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، وتطلع العدو إلى احتفاظه بحرية الحركة في الأجواء اللبنانية وحتى في البر والبحر، حيث يستمر في احتلاله لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا ويرفض الانسحاب من الغجر، ويحاول الدخول إلى قلب طاولة الحوار اللبناني الداخلي كعامل ضاغط بأكثر من اتجاه". اضاف:"إننا نقول للبنانيين بأنه لا يوجد في طول هذا العالم وعرضه أحد يستطيع أن يقدم ضمانة للبنانيين بأن العدو لن يجتاح لبنان أو يعاود عدوانه من جديد، خصوصا وأن هذا العالم وقف مع العدو في عدوانه في تموز 2006، وحاول تبرير كل المجازر التي ارتكبها ضد المدنيين كما برر تدمير البنية التحتية اللبنانية، وساهم في منع الوصول إلى وقف إطلاق نار حقيقي ليترك الأمور مشرعة أمام العدو فيختار ما يراه مناسبا لاستراتيجيته العدوانية، وقد سمعنا من بعض الدول التي ساهمت في "اليونيفيل" كلاما واضحا عن أن هذه المساهمة هي لحماية إسرائيل، كما صرحت بذلك المستشارة الألمانية "ميركل"، ونحن في هذه الأيام لا نسمع كلمة استنكار واحدة حيال الخروقات الإسرائيلية الجوية شبه اليومية... إن هذا الواقع يدفعنا للتأكيد على بناء القوة اللبنانية الدفاعية بشكل فعال لردع العدو ومنعه من اقتراف حماقات جديدة، فإذا كان العالم يبرر لإسرائيل استراتيجية هجومية عدوانية ضدنا، فلماذا تحكمنا عقدة الذنب في أن نبني استراتيجية دفاعية صلبة وقوية، ولا يدور الحديث فيها حول السلاح بل حول الطريقة التي يستخدم فيها ضمن الحسابات الوطنية الأساسية؟".

واوضح"إننا لا نريد للبنان أن يتحول إلى محزن لسلاح المنطقة، ولا أن يكون البؤرة المتفجرة في حمى صراعاتها، ولكننا نرفض أن يكون ممرا ومستقرا ومطمعا للمحتل يغزوه ساعة يشاء، أو أن يكون مستودعا لمشاريع وتحالفات تناقض مشروع الدولة وقضايا الأمة، بل نريده أن يظل مرهوب الجانب، ليصنع سلامه من خلال قوته الذاتية ووحدته الداخلية، خصوصا وأننا رأينا من خلال التجارب السابقة أن العرب هم أضعف بكثير من أن يصنعوا سلام لبنان ـ وإن ساهم بعضهم بتبريد أزمته ـ أو أن يعملوا لإخراجه من مشاكله الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لأن بعضهم ساهم في تفاقم هذه المشاكل وتعقيدها، ولذلك فإننا مضطرون للعمل على أساس أن نقلع شوكنا بأظافرنا". وختم:"أما الذين يتحدثون عن المجتمع الدولي فنسألهم: هل يمكن أن يقوم هذا المجتمع بتزويد الجيش اللبناني بالسلاح المتقدم المتطور الذي يستطيع أن يدافع فيه عن وطنه، وأن يردع العدو ويمنعه من التفكير مجددا بغزو لبنان؟. فإذا كان الجواب سلبيا، وهو ما تؤكده الوقائع والتجارب، فإن المسألة تقتضي إعدادا لبنانيا شاملا، ودقيقا، وحاسما على كافة المستويات".

 

جزين لن يخدعها حصان طروادة

موقع القوات اللبنانية/

النائب ميشال عون يزور الجنوب اللبناني. ليس في ظاهر الخبر ما يثير الدهشة. ولكن تفاصيل الخبر تثير كل الشكوك، أو عذرا، تؤكدها...

ومن الواضح للجميع أن برنامج الزيارة أعده مسؤولو "حزب الله" وليس مسؤولي "التيار الوطني الحر". فعون بدأ زيارته في قانا وليس في أي مدينة أو بلدة أو قرية مسيحية، لأن واجب الولاء وإعلان الطاعة لحزب ولاية الفقيه أمر لا بد منه. و"الجنرال" مطيع... مطيع. هكذا قرر عون صاغرا مطيعا أن يدخل الجنوب من بوابة حزب ولاية الفقيه حاملا الى أبناء الجنوب المسيحيين التزاما أبديا سرمديا بسلاح "حزب الله" الذي أرهق الجنوبيين وأوقع في صفوفهم عشرات، لا بل مئات الشهداء. زار عون الجنوب رافعا راية "حزب الله" الساعي أبدا الى التمدد على حساب القرى والمناطق المسيحية. عون قال في قانا إنه شعر بـ"الثورة" لدى وضعه الإكليل على أضرحة شهداء مجزرتي قانا. ترى بماذا كان سيشعر لو سمح له "حزب الله" بزيارة الأراضي الزراعية التي صادرها من أصحابها المسيحيين وحوّلها مراكز عسكرية في عمق القرى المسيحية؟!

بماذا كان سيشعر لو واجه أصحاب هذه الأراضي وأبناء تلك القرى الذين يشعرون بأن ما يخطط له "حزب الله" يكاد يكون مشروع تهجير نهائي للمسيحيين من الجنوب. لو سمح حزب ولاية الفقيه لأسيره ميشال عون أن يستمع الى أسئلة المسيحيين الجنوبيين، بماذا كان سيجيبهم عن بعض أسئلتهم وهواجسهم:

ـ لماذا يصادر "حزب الله" أراض مسيحية ليقيم مراكزه وتحصيناته العسكرية وينصب صواريخه؟

ـ بأي حق يمنع الأهالي من الذهاب الى أراضيهم؟ ومتى ينتهي منطق القوة المسلحة لمصلحة منطق الدولة؟

ـ متى يسلم "حزب الله" سلاحه الى الدولة اللبنانية والأجهزة الشرعية؟

ـ ألا يحق لأبناء القرى المسيحية في الجنوب أن يعيشوا "في كنف الدولة" عوض أن يحاول "حزب الله" إخضاعهم وترهيبهم بمنطق السلاح والصواريخ؟

ـ لماذا يعمد "حزب الله" الى قضم أراضي المسيحيين تدريجيا ومنهجيا مستعملا الأموال "النظيفة"؟

ـ ما هي النتائج العملية لوثيقة التفاهم التي وقعها مع "حزب الله" بعد حوالى 35 شهرا على توقيعها؟ ولماذا لم ينجح في إقناع حليفه الالهي بالقبول بإصدار قانون عفو عام يسمح بعودة اللبنانيين الذين هجرهم "حزب الله" الى إسرائيل تحت طائلة "ذبحهم في فراشهم"؟

ـ لماذا صار "الجنرال" يربط مصير سلاح "حزب الله" بمصير عودة اللاجئين الفلسطينيين وحل قضايا المياه وكل قضايا الشرق الأوسط؟

الأسئلة والهواجس التي تعتمر في نفوس المسيحيين الجنوبيين لا تتوقف عند هذا الحد ولا تنتهي. والثابت بالنسبة الى المسيحيين الجنوبيين أن كرامتهم وكرامة شهدائهم تسموان فوق الجميع، وهم لن يسمحوا لأحد أن يتاجر بها لمصالحه الخاصة.

وفي حساب الكرامة مثلا، فإن عون الذي ادعى عشية زيارته أنه يريد استعادة جزين، إنما يحاول أن يبيع جزين وأبناءها الى تحالفه مع "حزب الله" عبر ترويض أبنائها لإلحاقهم بالمشروع السوري- الإيراني.

وفي جزين سيسمع عون، إذا كانت بقيت له أذنان تسمعان بغير اللغة الفارسية واللهجة السورية، سيسمع دماء شهداء جزين تصرخ: لن نقبل أن نستشهد مرتين على يد الجهة نفسها: مرة في الحرب ومرة في الانتخابات النيابية المقبلة.

سيسمع أصواتا زلزلت تحت أقدام من حاولوا تدنيسها وهدر دماء أبنائها تصرخ: جزين التي رفضت التبعية والرضوخ، وبقيت صامدة وشامخة في وجه كل أنواع الاعتداءات التي استهدفتها لن تبيع تاريخها ودماء شهدائها وكرامتها وأصواتها الى من باع المسيحيين بثلاثين من الفضة "النظيفة"!

في اختصار: جزين لن تركع اليوم أمام "حزب الله" ولو أتاها بـ"قناع" اسمه ميشال عون! و"حزب الله" الذي فشل في اقتحام جزين عسكريا طوال المرحلة الماضية لن يسمح له أبناؤها اليوم بدخوله عبر حصان طروادة اسمه ميشال عون!

على الهامش: إحدى اليافطات التي رفعها العونيون على مفرق أيتولي كتب عليها: "الأسد يأتي الى عرينه". وثمة تصحيح واجب على هذه اليافطة. فعون ليس الأسد، بل أصبح مجرد ممثل للأسد ونظامه في لبنان. ومن يقرأ التاريخ جيدا يدرك أن جزين التي قهرت جيش الأسد في الحرب، لن تستسلم أمام ممثل الأسد في زمن السلم مهما بلغت التضحيات ومهما تعاظمت تهديدات جنود مشروع ولاية الفقيه في لبنان وحلفائهم.

 

رعد: احتمال قيام حزب الله بوساطة للتقريب بين جنبلاط وسوريا

نهارنت/أعلن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في حديث لصحيفة"الأنباء" الكويتية "عن احتمال قيام حزب الله بدور ايجابي للتقريب بين رئيس "اللقاء الديمقراطي"النائب وليد جنبلاط وسوريا. واشار رعد حيال علاقات حزب الله مع النائب جنبلاط الى ان المزايدات السابقة عطلت الاصغاء وأدت الى تفاقم المشكلة السياسية بين الفرقاء، لافتا الى ان انقشاع الرؤية الحالية لابد ان يقرّب القراءات السياسية بينهم، مستبعدا وجود قطيعة دائمة بين الاطراف السياسيين.

ورأى ان استراتيجية الدفاع المرتقبة ستلحظ التعاون والتنسيق بين الجيش والمقاومة في عمليات التصدي للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وهذا ما سيشكل المعايير المعتمدة لاختيار قائد الجيش ومدير المخابرات، مستبعدا دخول الفرقاء في لعبة الكباش السياسي حيال التعيينات المذكورة بسبب عدم وجود تباعد كبير في وجهات النظر وبسبب المخاطر التي تحيط بلبنان والتي تستلزم الاسراع في سد تلك الشواغر الامنية.

واستغرب النائب رعد الضجيج الحاصل جراء مطالبته بإدراج نقاط اضافية على جدول اعمال طاولة الحوار، لافتا الى ان الحوار لا ينحصر بالبحث في الاستراتيجية الدفاعية بل يتعداه الى المناقشة في الاستراتيجيتين الاقتصادية والاجتماعية، معتبرا ان استحضار البعض للهواجس ينطلق من توهم استبعادهم عن السلطة وووضعهم على هامشها سواء في الدور او في القرار او في الموقع، مؤكدا عدم محاولة الحزب وضع العراقيل بهدف التنصل من البحث في الاستراتيجية الدفاعية، واشار رعد الى ضرورة توسيع طاولة الحوار لتشمل كل الاطراف والفئات اللبنانية انطلاقا من انطباق المعيار المعتمد من قبل راعي الحوار على من كانوا خارج طاولة الحوار الاولى بالاضافة الى انطباقه على القادة ال 14 المشاركين بها في السابق.

كذلك رفض النائب رعد اختلاط معاني حق الدفاع ضد الاعتداءات الاسرائيلية بكل انواعها واحجامها، مشيرا الى انه ليس من شأن المقاومة اعلان الحرب كونها تتولى فقط مهمة الدفاع عن لبنان، مضيفا ان لبنان الرسمي لا يملك قرار الحرب انما فقط قرار الدفاع عن النفس، معتبرا ان هناك خطوطا حمراء لا يجوز تجاوزها من قبل العدو تجيز للمدنيين التصدي السريع والدفاع عن الارض. و اعتبر رعد انه رغم ترحيب الحزب بإنشاء السفارات بين لبنان وسوريا فإن العلاقات الديبلوماسية الرسمية لا تستطيع استيعاب ما هو اكبر بطبيعته من الديبلوماسية، لافتا الى ان المطالبة بإلغاء المجلس اللبناني – السوري مطلب غير واقعي.

وعن الثلث الضامن في الحكومات المقبلة، اعرب رعد عن تمسك المعارضة بالثلث الضامن تماشيا مع الميثاق الوطني والدستور، مؤكدا عدم استخفاف المقاومة بالتهديدات الاسرائيلية، معتبرا ان الشعارات "الباراكية" باسترجاع هيبة الجيش ليست سوى مزايدات انتخابية، مكررا وقوف المقاومة لهم بالمرصاد.

 

بيروت تستقبل هذا الأسبوع كوشنير وأبو الغيط وعباس... السفير

السعودي زار طرابلس: ما يحصل من اعتداءات لا تقبله المملكة

بيروت - وليد شقير- الحياة - 24/08/08//

يشهد لبنان حركة موفدين ومسؤولين أجانب وعرب هذا الاسبوع، فيزوره مساء اليوم وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، فيما تنتظر بيروت زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأربعاء المقبل للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين. وعلمت «الحياة» ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور العاصمة اللبنانية يوم الخميس في 28 الجاري للبحث مع القادة اللبنانيين في أوضاع المنطقة وأوضاع فلسطينيي لبنان.   

وفيما تشكل زيارة كوشنير بيروت محطة لزيارته المرتقبة بعد غد لسورية تحضيراً لزيارة الرئيس نيكولا ساركوزي دمشق في 3 أيلول (سيتمبر) المقبل، فإن زيارة أبو الغيط هدفها متابعة المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في القاهرة قبل 8 أيام ونقل رسالة من الرئيس حسني مبارك نظيره اللبناني ميشال سليمان إضافة الى متابعة الوضع اللبناني عن كثب وتنفيذ اتفاق الدوحة ودعم الاستقرار في لبنان.

وقالت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ «الحياة» عن زيارة كوشنير، ان الجانب الفرنسي يريد الاطلاع على ما آلت إليه نتائج القمة اللبنانية – السورية، خصوصا لجهة إقامة العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق، والتي كان ساركوزي ربط بين اتخاذ إجراء في شأنها وبين زيارته سورية وزيادة انفتاحه عليها. وأضافت ان الجانب الفرنسي مطمئن الى ما اتخذ من إجراءات في هذا الصدد وان التنسيق والتشاور بينه وبين دمشق سبق الخطوات التي أعلنت في القمة اللبنانية – السورية، اذ ارتفعت وتيرة التشاور السياسي بعيداً من الأضواء في عدد من المجالات، ومنها على الصعيد الأمني. وذكرت هذه المصادر لـ «الحياة» ان باريس وإن كانت ربطت في المواقف المعلنة، تعاونها مع دمشق بالوضع اللبناني، فإنها فعلياً تعطي الأولوية لتقدم المفاوضات السورية – الاسرائيلية غير المباشرة الجارية ويهمّها تشجيع الجانب السوري على المضيّ قدماً فيها.

وتابعت المصادر: «باتت علاقة باريس بالجانب السوري منفصلة تماماً عن علاقتها بالدول العربية الأخرى التي كانت تميل الى مراعاتها في الخلاف القائم بين هذه الدول وسورية».

على صعيد آخر، أقدمت المملكة العربية السعودية أمس على مبادرة تجاه مدينة طرابلس، فزارها السفير السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة موفداً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «للاطلاع على ما يحصل في المدينة من انفجارات واعتداءات إرهابية لا تقبل بها المملكة».

واجتمع خوجة في منزل مفتي المدينة مالك الشعار الى الوزراء والنواب الذين يمثّلون المدينة. وقال أنه تحدث معهم «عما يحصل من فتن فيها (في طرابلس) كي نمنعها»... وقال: «هذه المدينة يجب ان تنفّذ أمنياتها على صعيد البنية التحتية ومشاريع تطورّها».

وفي الوضع الداخلي تتّجه الأنظار الى الزيارة التي سيقوم بها اليوم الى الجنوب زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون بالتعاون مع «حزب الله»، والتي ستشمل محطات عدة، يلقي فيها كلمات أبرزها عصراً في مدينة جزين المسيحية. وكان وزير الاتصالات، مسؤول العلاقات السياسية في التيار جبران باسيل قال في تصريح له ان الزيارة تهدف الى إعلان «استرداد جزين». ورأت مصادر مراقبة ان عون يتجه الى المطالبة بحقه في تسميته المرشحين المسيحيين الثلاثة للنيابة في جزين، أو اثنين منهم على الأقل في الانتخابات المقبلة، خصوصاً ان نوابها الحاليين سماهما «حزب الله» وحركة «أمل».

وعلم ان الاتصالات البعيدة من الأضواء تكثفت في الساعات الماضية وينتظر ان تتواصل خلال اليومين المقبلين لتذليل العقبات من امام تعيين قائد جديد للجيش. وأجرى زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري اتصالات من الخارج بعدد من المسؤولين في هذا الصدد، بينهم رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الذي تردد ان لديه تحفظاً عن طريقة اختيار احد الاسماء. واتفق الحريري مع جنبلاط على ان يتخذا موقفاً موحداً من المرشح للمنصب عندما يعرض عليهما الاسم شبه النهائي. وأعلن وزير الدفاع الياس المر أنه سيقترح اسم القائد الجديد في أول جلسة لمجلس الوزراء استناداً الى جدول مفاضلة أعد بناء لتوجهات الرئيس سليمان باعتماد المعايير العسكرية والتقنية

 

الديموقراطية والإرهاب

عبدالله اسكندر-الحياة  - 24/08/08//

عندما يدعم نواب منتخبون، في نظام جمهوري ديموقراطي، انقلابا عسكريا أطاح رئيسا منتخبا، يجدر التساؤل عن معنى الديموقراطية وشروطها وآلياتها. ما حصل في موريتانيا ليس حالاً استثنائية في العالم العربي. لقد سبق ان اطاح ضباط نظما قائمة. وفرضوا حكمهم الذي اوجدوا له صيغا تختلف من بلد الى آخر. لكنها كلها تتشارك في إبقاء كلمة الفصل في قضايا البلاد للمؤسسة العسكرية. خصوصاً عبر الأحكام العرفية التي هي في جوهرها الغاء للدستور ودولة القانون والشرعية الانتخابية. وفي كل الحالات، موريتانيا حالياً وقبلها بلدان أخرى، يقدم الضباط حجة انهاء الفوضى وارساء الاستقرار لتبرير فعلتهم واستمرارها. وما بدا من رد عربي على الانقلاب الموريتاني الأخير، خصوصاً مهمة موفد الجامعة العربية الى نواكشوط، يظهر قلة الحساسية ازاء مسألة الشرعية الانتخابية. وهي قلة حساسية ظهرت في مناسبات سابقة، لكن تبريرها الدائم هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير. لكنها في الواقع تعبير عن عدم الرغبة في لفت النظر الى الذات، ما دامت هذه الذات عرضة للتساؤل عن الفعلة ذاتها. ومَن بيته من زجاج لا يرشق الآخرين بالحجارة.

وتبدو الديموقراطية، في هذا المعنى، مجرد تسمية لتبرير الاستمرار في الحكم، وليس آلية لتنظيمه وخضوعه للمحاسبة. فالنظم العربية الانقلابية أو وريثة الانقلابيين مضطرة، على رغم استنادها الى قوة المؤسسة العسكرية، الى البحث عن قاعدة شعبية لا تجدها الا عبر توزيع مغانم الحكم. ولذلك تتشارك هذه النظم بالفساد المنظّم الذي يبتلع موارد الدولة ويحول دون أي خطة تنموية جديدة من جهة. ويحول من جهة ثانية، بفعل القوانين الاستثنائية، دون بروز قوى بديلة. فتبقى المعارضات السلمية في حال رثة، وعاجزة عن اي تأثير في مسار الحكم والقرار. لتعيش البلاد في حال فقر مادي، بغض النظر عن مواردها، وفي فقر سياسي وانسداد الأفق امام من لم يدخلوا الحلقة الزبونية، سواء من متعاطي السياسة (نواب ووزراء وكبار الضباط والموظفين) أو من متعاطي الاعمال الذين لا تروج اعمالهم الا بفعل الحماية الرسمية وليس بفعل المنافسة والانتاجية.

هذا الواقع الذي يعاقب المعارضات العلنية السلمية يشجع في ذاته المعارضات السرية العنيفة. وهنا يدخل البلد في دوامة الحاجة الى الحفاظ على الاستقرار من خلال مواجهات الارهاب الذي تمارسه هذه المعارضات التي هي في معظمها اصولية. وقد يسعى النظام، عبر اجهزته، الى غض الطرف عن بعض هذه المعارضات لتبرير تشديد قبضته على الدولة والمجتمع وحصر مفاعيل السيرورة الانتخابية. كما ان بعض المعارضات، خصوصا الاسلامية، تتعامل مع العنف والارهاب على نحو ملتبس وعلى حافة الهاوية، من خلال تصور يقوم على ان النظام سيحتاج اليها ويدخلها في جنته، سواء لأنها بديل سلمي او لقدرتها على التأثير في لجم العنف.

وفي كل هذه الحالات لم تنجح اي من الوصفات التوليفية في التوفيق بين مواجهة الارهاب وبين تعميق الممارسة الديموقراطية. لأن الغرض من هذه «الديموقراطية» هو تبرير استمرار النظام، وتاليا الغرق في مشكلاته المتزايدة، وليس وسيلة لمعالجة الأزمات المتراكمة، اقتصاديا ومعيشيا وسياسيا