سقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 26 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .17-15:18

وأَتَوه بِالأَطفالِ أَيضاً لِيَضَعَ يَدَيَهِ علَيهِم. فلمَّا رأَى التَّلاميذُ ذلِكَ انتَهَروهم. فدَعا يسوعُ الأَطفالَ إِليه وقال: «دَعوا الأَطفالَ يأتونَ إِليَّ، لا تَمنَعوهم، فلِأَمثالِ هؤلاءِ مَلَكوتُ الله. الحَقَّ أَقولُ لكم: مَن لم يَقبَلْ مَلَكوتَ اللهِ مِثْلَ الطِّفْلِ لا يَدْخُلْه».

 

القدّيس مكسيمُس الطورينيّ (؟-حوالى 420)، أسقف

العظة 58 عن الفصح/"دعوا الأطفال يأتونَ إليّ، فلأمثال هؤلاء ملكوت الله"

يا إخوتي، كم هي عظيمة وجميلة هذه الهبة التي قدَّمها الله إلينا! في زمن فصحه، كلّ ما كان بالأمس تعبيرًا عن الخطيئة أحْيَته قيامة المسيح في براءة الأطفال. فإنّ بساطة المسيح تجسّدَتْ في الطفولة. الطفل لا يعرفُ البغض ولا الغشّ، حتّى أنّه لا يجرؤ على أن يضربَ أحدًا. وهكذا، فإنّ هذا الطفل الذي يمثّل الإنسان المسيحيّ لا يغضبُ إذا ما تعرّضَ للإهانة، ولا يدافعُ عن نفسه إذا ما تعرّضَ للسرقة، ولا يردُّ الضربات إذا تعرّضَ لمثلها. حتّى أنّ الربّ الإله يفرضُ عليه أن يصلّي لأعدائه... إنّ طفولة المسيح تتخطّى طفولة الإنسان. فالأخيرة تجهلُ الخطيئة، أمّا الأولى فتكرهُها. وفي حين أنّ براءة الأولى سببها الضعف، فإنّ براءة الثانية سببها الفضيلة. وهي تستحقّ التقدير أكثر: فكرهها للشرّ ينبعُ من قدرتها وليس من عجزها...قالَ الربّ للرسل بعد أن أصبحوا ناضجين: "إن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لا تدخلوا ملكوت السموات" (متى18: 3). فهو قد أعادَهم إلى مصدر حياتهم وحثَّهم على استرجاع الطفولة، وإذا بالإنسان الذي كان على شفير الإنهيار يولدُ مجدّدًا بقلب طاهر. "ما من أحدٍ يمكنه أن يدخلَ ملكوت الله إلاّ إذا وُلِدَ من الماء والروح" (يو3: 5).

 

لماذا لم يدخل عون الى عين إبل؟

موقع القوات اللبنانية/في معلومات خاصة لموقع "القوات اللبنانية" أن كل ترتيبات زيارة النائب ميشال عون الى الجنوب، وتحديدا في القرى والمدن المسيحية تعمدت محاولة تأمين أكبر حشد صوري من الناس، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل. ففي رميش بداية أصر منظمو زيارة عون أن يصل الى الكنيسة بين قداسين، أي عند خروج المؤمنين من القداس الأول ووصول غيرهم الى القداس الثاني. وبالتالي حصلت عملية "حشر" للمؤمنين في الباحة الخارجية للكنيسة حيث يلتقي المؤمنون عادة لإلقاء السلام والتحيات على بعضهم كل يوم أحد. أما المفاجأة فكانت في تمنع عون عن وضع إكليل على ضريح المقدم الشهيد ابراهيم سلوم الضابط الأعلى رتبة الذي سقط في معارك نهر البارد، كما كان مقررا في برنامج الزيارة. ورفض عون جاء بعد ملاحظته امتناع أهل عين ابل عن الخروج لاستقباله، فعدل عن وضع الإكليل. أما في جزين، وبحسب تقرير داخلي أولي أعده "حزب الله" عن الزيارة، فقد كان واضحا أن عددا قليلا من أبناء جزين شارك في الاستقبال، وقد لوحظت مقاطعة مناصري النائب سمير عازار لحفل الاستقبال، في حين تم الاعتماد على بعض الباصات التي نقلت عونيين من قضاءي الزهراني وصيدا إضافة الى مناطق أخرى. وهذا ما فسّر المشاركة الضئيلة جدا في العشاء الذي تم تنظيمه في مطعم الشلال والذي ملأ المشاركون فيه أقل من نصف كراسيه. كما لوحظت مقاطعة النائب سمير عازار لهذا العشاء وهو اعتذر عن عدم الحضور. وقد سجل اجتماع سريع وبارد بين عون وعازار في مبنى البلدية على هامش الاستقبال.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 25 آب 2008

الشرق

مرجع رسمي اخذ على عاتقه تهدئة "ثورة الجنرال عون" بالنسبة الى مطالبته بصلاحيات لنائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرة شرط تأمين مكتب للاخير في السراي الحكومي؟؟

وزير سابق انقطع عن المشاركة في اجتماعات دورية لتجمع سياسي تعبيرا عن اشمئزازه من تجاهل موقع التجمع في التركيبة الحكومية الجديدة؟؟

قطب معارض اعترف امام زواره انه لم يعد يعرف كيف يتصرف مع قيادات قوى 8 آذار "الذين باعوه مقابل مناصب وزارية؟؟".

السفير

تقول جهات دبلوماسية مطلعة ان صراعاً داخل المركز الحاكم في دولة عربية نافذة كان وراء توقيع "وثيقة التفاهم" بين "حزب الله" وبعض السلفيين، وان نقض هذه الوثيقة يشير الى ان الصراع حسم لمصلحة من أثاره.

يقول مطلعون على مجريات معركة قيادة الجيش ان مرجعية غير سياسية قد خذلت "مرشحها" الموثوق، تماما كما خذلت مرشحها الموثوق للرئاسة وبالاسلوب ذاته!

توقف بعض "الاقطاب" من الساسة اللبنانيين امام مقال له دلالات مهمة لكاتب معروف في صحيفة عربية مؤثرة، تناول بالنقد طريقة المعالجة "الخارجية" لمسألة مذهبية حساسة في لبنان.

المستقبل

ذكر أنّ الوزيرَ الممثّل للحزب الذي يقود تحالف 8 آذار تراجع في اللحظة الأخيرة عن موافقته على عضويّة الوفد الذي زار مؤخراً بلداً عربيّاً في طور الاستقرار.

لفتت مصادر ديبلوماسيّة الى أنّ زيارة رئيس النظام في بلد مجاور الى دولة شرقيّة بُنيت على تقدير خاطئ للتطوّرات الدوليّة.

قالت أوساطٌ متابعة إنّ مرجعاً روحيّاً بارزاً يقف "على يسار" بعض "التسويات" التي حصلت في الآونة الأخيرة كونه لا يرى فيها خيراً لمستقبل الدولة.

النهار

استغرب مرجع ديني ان يصبح تعيين قائد الجيش موضوع سجال وخلاف في حين كان هذا التعيين في الماضي من شأن رئيس الجمهورية أولاً فضلاً عن تعيين مدير عام رئاسة الجمهورية وقائد الحرس الجمهوري ومدير المخابرات ومدير الأمن العام.

تذكر الرئيس السنيورة بعد الحملة التي تعرض لها اثر زيارتيه لكل من مصر والعراق، ما كان يتعرض له الرئيس رفيق الحريري بعد كل زيارة ناجحة.

لوحظ ان السلطة تطبق أحكام قانون صادر عام 1950 لم يكن مطبقاً من قبل حول الدخل الفردي، مع أنه يحتاج الى تعديل جوهري.

اللواء

يحرص مرجع كبير على إجراء اتصالات ومشاورات مع قيادات فاعلة لضبط أداء أطراف تابعة لها·· وذلك بعيداً عن الإعلام!·

لم يتجاوب وزير حزبي معارض مع محاولات وزراء حلفاء حاولوا إثارة غبار السجالات السياسية في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة!·

نشط موظفون في مؤسسة حساسة في تزويد مرجعيات سياسية بتقارير ومعلومات متضاربة حول عدد من المرشحين لتولي قيادة المؤسسة!·

البلد

أبدى مواطنون في الضاحية الجنوبية ارتياحهم لاستجابة البلديات لتوجيهات الوزير زياد بارود ازالة المخالفات على الاملاك العامة لكنهم اشتكوا من تمييز واستثناءات على هذا الصعيد.

لوحظ ان دعوات وجهت لشخصيات سياسية من خارج الاكثرية لزيارة دولة اقليمية لكن بعض التفاصيل البروتوكولية حالت دون اتمام احدى الزيارات في موعدها.

يدور سجال داخل فريق سياسي من الاقلية حول بعض الترشيحات للانتخابات النيابية حول من يجب ترشيحه، الحزبيين ام غير الحزبيين.

 

البطريرك صفير استقبل ابراهيم الضاهر والمطران مطر ووفدا من البلمند

النائب يعقوب:منطق الحياد الإيجابي ولبنان القوي بقوته هما ثابتتان من يخرج عن اتفاق الدوحة سيسبب لنفسه فضيحة سياسية أمام الرأي العام

وطنية - الديمان - 25/8/2008(سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، رئيسة "جمعية أصدقاء القربان" السيدة منى نعمة مع عدد من أعضاء الجمعية. وألقت نعمة كلمة عرضت فيها لنشاطات الجمعية وما تقوم به على مختلف الصعد، مؤكدة ان أعضاء الجمعية "فاعلون في الكنيسة والوطن"، سائلة "بركة غبطته وتشجيعه للجمعية على الإستمرار في العطاء".

ورد البطريرك صفير بكلمة قال فيها: "إننا نشكر لكم زيارتكم، ونشكر للسيدة منى ما تفضلت به، وخطابها كان لافتا في عرضها لمراحل جمعية القربان منذ نشأتها وحتى اليوم، وما قامت به من إنجازات. وإننا نهنئكم على ان بعضا منكن ذهبن الى كندا للاشتراك في إجتماع القربان المقدس، وهو إجتماع جاء اليه مندوبون من أنحاء مختلفة من العالم. والقربان هو حياة الكنيسة وهو على ما ذكر "عطية الله للكنيسة" وإن ما يضاء أمام القربان من نور يدل على ان القربان حي فيه، وهو الذي يلهمنا في جميع مراحل حياتنا، ولا سيما في ما نقدم عليه من أعمال. وإننا نسأل الله ان يبارككن ويبارك أعمالكن، وان تكونن دائما مثالا حيا في العائلة، وهذا هو المطلوب من كل ربة عائلة ان تكون مثالا لجميع أفراد العائلة، وهذا ما تقمن به. ونسأل الله ان يمدكن بالقوة حتى تواصلن ما تقمن به من أعمال خير وأمثلة طيبة".

واستقبل البطريرك صفير رئيس أساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر.

ثم استقبل عضو "الكتلة الشعبية" النائب حسن يعقوب والوزير السابق ابراهيم الضاهر.

وقال النائب يعقوب بعد اللقاء: "على عتبة مرحلة ما بعد الدوحة، وعلى عتبة الأمور والتطورات الإقليمية التي تجري الآن، وعلى عتبة ما قبل جلسة المجلس النيابي، لا بد لنا ان نستشف مع غبطة البطريرك المرحلة المقبلة. وقد بحثنا الكثير من هموم البلد. وإنني أعتقد أننا في مرحلة نهاية إنحسار الغيمة السوداء التي كانت تغطي هذا البلد الجميل. وأعتقد ايضا ان القطع المظلمة لبقايا هذه الغيوم السوداء هي في مراحل رحيلها الأخيرة، وسنكون كلنا فريق عمل واحدا يجد وحدة وطنية نبعد عنها الشواذ الذي لا يمكن ان يجد مطية له إلا الإنقسام والتشتت والخلاف التي ليس لنا دخل فيها، وبالتالي فإن منطق الحياد الإيجابي ومنطق لبنان القوي بقوته هما الثابتان اللتان يجب ان تتحكما بالمرحلة المقبلة، وهذا ما تباحثنا به مع غبطته".

وعما إذا كان يتوقع إقرار قانون الإنتخابات سريعا في المجلس النيابي، قال: "هناك 14 توقيعا في الدوحة تمثل معظم القوى السياسية المتمثلة في المجلس النيابي، وموضوع التقسيمات الإدارية هو أمر تم التفاهم عليه في كل الإتفاقات وبين كل هذه القوى. وإني أعتقد ان الحديث عن تأخير او مماطلة او إفادة من وقت هو في غير محله، وان الشعب اللبناني سئم إنتظاره وتخوفه أمام عتبة كل إستحقاق. وإني أطمئن الجميع الى ان هذه الإستحقاقات ستسير في إطارها الطبيعي ولن يكون هناك أي عائق أساسي يمكن ان يحبطها. لذلك، في الجلسة النيابية وفي الجلسات التي تتبع، سيكون هناك وضوح وأي أحد يخرج عن منطق التفاهم وإتفاق الدوحة سيسبب لنفسه فضيحة سياسية أمام الرأي العام، لذلك فإن الإتفاق هو سيد العملية السياسية، والسياق الذي ستسير فيه هذه العملية واضح ومستمر وسيصل الى نهايته، بإذن الله. وأريد، في النهاية، ان اقول ان صلة الوصل التي تجمع الجميع يشكل أحد دعائمها الكبيرة مركز البطريركية المارونية، وما لها في قلوب الجميع من إحترام وتقدير ومحبة وخصوصا من البقاع وأبناء زحلة والمنطقة التي أمثلها. وإني أعتبر ان نقاط الإنطلاق لعملية تكريس الوحدة الوطنية الداخلية هي التي ستكون العامل الأساس في تحركنا السياسي في المرحلة المقبلة".

والتقى البطريرك صفير القنصل العام انطوان عقيقي.

ثم التقى رئيس جامعة البلمند الوزير السابق الدكتور ايلي سالم يرافقه مساعده لشؤون العلاقات العامة الدكتور ايليا ايليا ونائبه الدكتور ميشال نجار وعميد كلية الطب الدكتور كميل نصار. وقد نقل الدكتور سالم الى البطريرك صفير "تحيات البطريرك اغناطيوس الرابع ومحبته وتقديره".

واستعاد البطريرك صفير والوزير السابق سالم "بعض النقاط العامة التي كانت موضوع تفاوض بين لبنان وسوريا عام 1987، والتي أصبحت جزءا من إتفاق الطائف". وقدم الدكتور سالم عرضا مسهبا عن جامعة البلمند و"دورها العلمي والوطني وتطلعاتها المستقبلية التي هي جزء لا يتجزأ من إنماء لبنان والمنطقة". وسلم البطريرك صفير مجلدا يتضمن مجمل هذه المواضيع المتعلقة بالجامعة.

وقد استبقى البطريرك الماروني وفد جامعة البلمند على الغداء الى مائدة الديمان.

 

الوزير كوشنير زار الرؤساء سليمان وبري والسنيورة وغادر الى دمشق: علينا أخذالتهديدات الاسرائيلية وتهديد السيد نصرالله على محمل الجد

أي صديق للبنان لا يسعه الا ان يكون مسرورا لما يحصل سياسيا ومؤسساتيا

الرئيس ساركوزي يزور دمشق مطلع ايلول المقبل وأنا سأحضر للزيارة سأنقل الى الاسد ارادة اللبنانيين في العيش في لبنان ديموقراطي ومستقل

وطنية - 25/8/2008 (سياسة) أمل وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير ان "زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المقبلة لسوريا ستسمح بتعزيز العلاقات الايجابية والجديدة بين لبنان وسوريا، وهناك نقطة ايجابية جدا وتاريخية ورمزية هي اقامة علاقات جيدة بين البلدين، ويجب الا تقلل من هذه الخطوة فهذا موضوع يتم الحديث عنه منذ فترة طويلة جدا". وقال: "سأنقل الى الرئيس الاسد كل ما سمعته هنا من آمال وصعوبات وارادة جميع اللبنانيين ان يعيشوا في لبنان ديموقراطي ومستقل". واكد انه "اذا كان في الامكان ان نسهم في حل مشاكل اخرى بين لبنان وسوريا فنحن على استعداد لذلك، هناك موضوع الحدود والمفقودون ومزارع شبعا".

زار وزير الخارجية الفرنسي والوفد المرافق، اليوم، رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، في حضور السفير الفرنسي اندريه باران.

وعقد مؤتمرا صحافيا في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت قبل توجهه الى دمشق.

عند الرئيس سليمان

زار الوزير كوشنير الرئيس سليمان، في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، يرافقه مستشاره كريستوف بيفو ومدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا باتريس باولي ونائب منطقة اور الفرنسية فرنسوا لونكل، في حضور السفير باران، واستمر اللقاء ساعة.

وتناول البحث تطور الاوضاع الداخلية اللبنانية وتقدم العلاقات اللبنانية- السورية، اضافة الى التهديدات الاسرائيلية والدور الذي يمكن ان تؤديه فرنسا في دعم لبنان ومساندته.

وقال الوزير كوشنير ردا على سؤال عن مدى جدية التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان، وعما اذا كانت فرنسا قامت بإتصالات مع الاسرائيليين في هذا الخصوص: "بالطبع، أجريت إتصالات في هذا الخصوص مع الاسرائيليين، لانني لا أتوقف عن الكلام مع الاطراف في المنطقة كافة، وأنا سأتوجه الى إسرائيل الاسبوع المقبل بعد زيارتي الى سوريا، من الواجب ان نأخذ دوما التهديدات على محمل الجد سواء التهديدات الاسرائيلية او تهديدات - الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ففي بلد مثل هذا وفي منطقة مثل هذه، من الضروري التنبه بشكل كبير، خصوصا ان المنطقة قابلة للاشتعال، ولكن بصراحة هذه المرة فانني لا آخذ هذه التهديدات بجدية، سواء من هذا الطرف او من ذاك، وآمل ألا أكون مخطئا".

وردا على سؤال عن تقويمه للعلاقات اللبنانية - السورية في الوقت الحالي، خصوصا ان فرنسا عملت جاهدة من اجل إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، أجاب: "إن مسألة إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين تعود الى نحو 50 عاما سابقة، ولا يمكن الحكم بشكل فوري، ولكن كما تلاحظون، لقد بذلت فرنسا جهودا في هذا الاتجاه، ولقد تحدثنا في الموضوع مرات عدة، كما ان الرئيس (نيكولا) ساركوزي شدد على ذلك بشكل واضح بحيث قال انه اذا ما حصل إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بشكل يليق بلبنان فإن فرنسا ستعود الى مرحلة العلاقات الطبيعية مع سوريا، وهذا ما التزمناه، حيث حصل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتبع ذلك تشكيل حكومة جديدة. وكما ترون فان الامور تتقدم، وكما وعد بذلك، سيقوم الرئيس ساركوزي في مطلع ايلول المقبل بزيارة دمشق، وأنا سأقوم بتحضير هذه الزيارة".

عند الرئيس السنيورة

واجرى وزير الخارجية الفرنسي محادثات مع الرئيس السنيورة في السرايا الحكومية تناولت تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، في حضور الأمين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بسام نعماني وسفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر، وعن الجانب الفرنسي السفير باران والوفد المرافق للوزير كوشنير. واستمرت المحادثات من العاشرة والربع حتى الحادية عشرة والربع، وغادر الوزير كوشنير من دون الإدلاء بأي تصريح.

عند الرئيس بري

وزار الوزير كوشنير والوفد المرافق الرئيس بري، في حضور السفير الفرنسي والمستشار الاعلامي علي حمدان، وعرض معه التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، وبعد اللقاء لم يشأ الوزير كوشنير الادلاء بأي تصريح.

مؤتمر صحاف

وظهرا، غادر وزير الخارجية الفرنسي والوفد المرافق بيروت، ظهر اليوم، متوجها الى العاصمةالسورية دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الاسد وعدد من المسؤولين السوريين تحضيرا للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لسوريا.

وكان في وداع الوزير كوشنير والوفد المرافق، في المطار، وزير الاعلام الدكتور طارق متري والسفير باران ومدير المراسم في وزارة الخارجية السفير جورج سيام. وقبل مغادرته المطار، تحدث كوشنير في مؤتمر صحافي: "زيارتي للبنان زيارة صداقة واستطلاع ودعم لتطبيق اتفاق الدوحة، وانا أشير الى وجود صديقي الوزير طارق متري الى جانبي. والهدف الثاني من زيارتي هو الاعداد للزيارة التي سيقوم بها الرئيس نيكولا ساركوزي لجارتكم سوريا".

واضاف: "لاحظت ان الامور قد تحسنت، واليوم هناك رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ووزارة لديها بيان تبناه البرلمان وربما غدا سيكون هناك قانون للانتخاب. واعتبر ان أي صديق للبنان لا يسعه الا ان يكون مسرورا لما سيحصل على الصعيدين السياسي والمؤسساتي".

وكرر ان "فرنسا صديقة للبنان"، مشيرا الى "ان اي صديق لهذا البلد لا يسعه الا ان يقلق لما يحصل في مدينة طرابلس اليوم"، لافتا الى "العملية الاخيرة التي اوقعت عددا كبيرا من الضحايا ووجود بعض الاشارات السلبية عن دعم ما يقدم الى مجموعة ما في الشمال، وطبعا لا يسعنا سوى ادانة هذه الممارسات".

واعتبر ان "الوضع في لبنان معقد"، داعيا الى "عدم الزيادة في التعقيد. وكانت فرنسا تأمل اننا خرجنا من هذه المرحلة"، مشددا على "ضرورة التحضير للانتخابات المقبلة"، املا ان "تتم في جو هادىء"، قائلا ان "هناك بعض الاشارات الى التوتر او الاحتكاكات". وأضاف: "ان الوضع لا شك قد تحسن، وهذا ما يسرني".

وأمل ان "زيارة الرئيس ساركوزي المقبلة لسوريا ستسمح بتعزيز العلاقات الايجابية والجديدة بين لبنان وسوريا، وهناك نقطة ايجابية جدا وتاريخية ورمزية هي اقامة علاقات جيدة بين البلدين، ويجب الا تقلل من هذه الخطوة، فهذا موضوع يتم الحديث عنه منذ فترة طويلة جدا".

وقال: "ان فرنسا لا تعطي دروسا ولا تريد ان تدفع الى اتخاذ قرارات على الدول والشعوب. ولكن اريد ان اقول ان فرنسا ادت دورا هاما خصوصا في اطار قمة باريس القمة من اجل المتوسط لاعادة هذه العلاقات. ونعبر عن ارتياحنا لذلك. واذا كان في الامكان ان نسهم في حل مشاكل أخرى بين لبنان وسوريا، فنحن على استعداد لذلك، هناك موضوع الحدود والمفقودون ومزارع شبعا". واضاف: "أنا ذاهب الى دمشق الآن وسوف أنقل الى الرئيس الاسد كل ما سمعته هنا من آمال وصعوبات وارادة جميع اللبنانيين ان يعيشوا في لبنان ديموقراطي ومستقل".

وردا على سؤال عن التهديدات الاسرائيلية الاخيرة للبنان، قال: "اني اخشى من عودة الحرب الى الحدود وهذه المرة ما اخاف منه هو تجاوز الحرب للحدود، وهذا ما نريد ان نتفاده. وعندما نقول أنا أخاف من ذلك فهذا يعني فرنسا والاتحاد الاوروبي لان هذه الاجهزة تترأس الاتحاد لخمسة الاشهر المقبلة.

ويبدو ان الخطابات الاخيرة ليست مخيفة، فهناك انتخابات كثيرة ستجري في المنطقة والولايات المتحدة ولبنان واسرائيل. ويجب الا ننسى المحادثات الجارية من طريق تركيا بين اسرائيل وسوريا، و"حماس" واسرائيل من طريق مصر، والمفاوضات الحقيقية الجارية بين الاسرائيليين والفلسطينيين".

واشار ان فرنسا والاتحاد الاوروبي يتابعان ذلك". وعن الدور الذي ادته فرنسا في الحرب الدائرة في جورجيا، قال: "ان فرنسا ادت دورا مهما في وقف النار بين الفريقين وقد انسحبت القوات الجورجية وعلى روسيا الانسحاب ايضا".

وعن المحادثات مع سوريا اعتبر "اننا اذا اردنا السلام فعلينا ان نتكلم مع الجميع، واذا ارادت سوريا اقامة علاقات طبيعية مع جيرانها فعليها احترام الدستور واتفاق الطائف". وقال: "لقد تعاطينا في الماضي مع أنظمة كان الكثير يخجل منها، ولكننا اذا اردنا السلام فعلينا التكلم مع الجميع. وأذكر هنا بان فرنسا لم تقطع علاقاتها الديبلوماسية مع سوريا، ونحن نريد ان نصدق نية سوريا وارادتها، ولكن يجب ان نبقى يقظين".

 

دوري شمعون رعى توزيع حفل جوائز "دورة الرئيس كميل شمعون للرماية": على الناخب أن يميز بين من يعمل لمصلحته الخاصة ومن يعمل لمصلحة لبنان

وطنية -25/8/2008 (سياسة) رعى رئيس حزب الوطنيين الأحرار الأستاذ دوري شمعون حفل توزيع الجوائز ل"دورة الرئيس كميل شمعون للرماية" في نادي الصخور ـ الضبية، في حضور الوزير السابق محمود عمار وفاعليات. والقى شمعون كلمة دعا خلالها "أفرقاء 14 آذار الى خوض الانتخابات المقبلة بروح معنوية عالية، جازما بالنصر في هذه المعركة التي تنتظرنا في ربيع 2009". وقال:"على الناخب أن يميز بين من يعمل لمصلحته الخاصة ومن يعمل لمصلحة لبنان، وكل يوم يخترعون لنا ألاعيب وخزعبلات دستورية الهدف منها فقط تحسين وضعهم في الانتخابات المقبلة وليس التوازن في السلطة كما يدعون". وتابع شمعون محذرا خسارة أفرقاء 14 آذار الانتخابات "لأن ذلك سيخلق وضعا خطيرا"، وقال:"المهم أن يكون المرشح مقبولا من الناس ويكتسب ثقتهم من خلال ممارساته الوطنية، وليس المهم وضع الزر على صدره بقدر ما يكون قريبا من الناس ومشاكلها ودفاعه عن مصالح منطقته ووطنه". ثم اكد عمار "ان لبنان يمر بمرحلة خطيرة يجب التنبه لها"، متحدثا عن ذكرياته مع الرئيس الراحل شمعون و"عهد البحبوحة والازدهار".

 

الرئيس سليمان عرض التطورات مع الوزير قانصو والنائب سلهب وقرم وناقش مع قائد الجيش بالإنابة الوضع الأمني وشؤون المؤسسة العسكرية

رئيس الجمهورية عرض مع رويداس دور منظمات الأمم المتحدة في لبنان

دوائر رئاسة الجمهورية تضع اللمسات الاخيرة على ترتيبات زيارة قطر

وطنية - 25/8/2008 (سياسة) التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في قصر بعبدا اليوم، الممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي السيدة مارتا رويداس ومعها رئيس المكتب في لبنان جاك كريستوفيدس. وتم التركيز خلال اللقاء على الاوضاع المتعلقة بمنظمات الامم المتحدة ودورها وفاعليتها على الساحة اللبنانية من خلال تعاطيها مع الجهات المختلفة من حكومية وغير حكومية.

واستقبل كذلك وزير الدولة علي قانصو فالنائب سليم سلهب، ثم الوزير السابق الدكتور جورج قرم وعرض مع كل منهم التطورات الراهنة.

والتقى الرئيس سليمان قائد الجيش بالانابة اللواء الركن شوقي المصري وعرض معه الوضع الامني في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية وحاجاتها.

الى ذلك، تضع الدوائر المعنية في رئاسة الجمهورية اللمسات الاخيرة على ترتيبات الزيارة التي سيقوم بها الرئيس سليمان لقطر مبدئيا في الأول والثاني من أيلول المقبل.

 

اندراوس لموقع "القوات": عون زار ولاية الفقيه و"حزب الله" يقدم له ما هو للمسيحيين

انتقد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب انطوان اندراوس في حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني كلام الرئيس نبيه بري الذي هدد بطرح "مشروع اعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة في حال رفضت الأكثرية غداً إقرار التقسيمات الادارية"، سائلاً في هذا الاطار عمّن "يملك الأكثرية في مجلس النواب لتمرير مثل هذا القانون، وعما اذا كان الرئيس بري يبشرّنا بإقامة اعتصام جديد أو استخدام القوة لتحقيق هذا المشروع"؟، مؤكداً ان التهديدات ما زالت مستمرة من قبل "حزب الله" والرئيس بري والنائب ميشال عون. وإذ اعتبر أندراوس أن النائب ميشال عون أضاع البوصلة وهو يأخذ المسيحيين في الاتجاه المعاكس لواقعهم التاريخي، لفت إلى ان عون زار أمس ولاية الفقيه حيث كان الانتشار الأمني والعسكري والتنظيمي لحزب الله وحيث غابت كل معالم وجود الدولة اللبنانية، داعياً إياه إلى زيارة الضاحية الجنوبية، ومؤكداً أن عون لم يسترجع جزين بل "حزب الله" يقدم لعون ما هو للمسيحيين. ورأى أن الديمقراطية الحقيقية تكون بخوض الانتخابات وليس من خلال القبول بتقديمات في مناطق معينة، مشددا على أن المرحلة المقبلة ستكون مصيرية وامام اللبنانيين خيار حاسم في الانتخابات المقبلة في حال حصلت، فإما ان يكون لبنان في المحور السوري - الايراني والمجابهة مع اسرائيل لمدى الحياة، وإما السير نحو الاستقرار وبناء الدولة.

واكد اندراوس ان مشروع "حزب الله" مستمر، معتبرا ان تهديدات الأمين العام للحزب حسن نصرالله هي على حساب الوطن وعلى حساب الطوائف اللبنانية كافة. ولفت إلى انه امام الأمر الواقع الذي يفرضه "حزب الله" على اللبنانيين، فإن الأمور تسير بمنحى خطير، واللبنانيين جميعاً على مختلف طوائفهم سيتسلّحون للدفاع عن وجودهم، والتاريخ مليء بالدروس والعبر، وبالتالي فإن "حزب الله" لن يبقى هو المسيطر الوحيد على الساحة اللبنانية.

وشدد على وجوب ان يكون لقوى 14 آذار رؤية موحّدة ومشروع سياسي متماسك للمرحلة المقبلة في وجه المشروع الذي يحمله "حزب الله" للبنان.

حاوره رولان خاطر

 

في ديار حزب الله

موقع القوات اللبنانية/ اختار البرتقالي ديار حزب الله (الجنوب اللبناني ) كي يبدأ حراكه الانتخابي لسبب واحد احد ، وهو انه غير قادر " شعبياً على الانطلاق من اية منطقة اخرى ! وفي استعادة لوضع التيار العوني منذ توقيعه وثيقة التفاهم مع حزب الله في شباط من العام 2006 ، نجد ان التيار الذي صدم شعور محازبيه ومؤيديه في تموضعه الملتبس ، حرص على عدم تعريض نفسه لأي اختبار على مستوى الحشد البشري حتى تاريخ 23 ك2 2007 حيث لم يستطع التيار العوني الثبات في عملية قطع الطرقات ! وبدا هزاله لافتاً ، الا في بعض الشمال حيث اتكأ على حلفاء سوريا اللذين استعانوا بالسلاح لتنفيذ المخطط المرسوم ! قبل ان يصف قادتهم التيار البرتقالي بأنه لا يستطيع ان يحشد الا بعض الصبية والنساء ليس الا !!

وبعد هذا كان التيار يقيم تجمعات بشرية صغيرة في مناسبات محددة ، ويحضر لها محازبين من كل المناطق لتغطيتها ، وكان المسؤولون المحليين على امتداد لبنان يتلقون تعليمات مشددة بوجوب الحضور وشغل المقاعد الخلفية في مسعى ايهام البسطاء ان اوضاع البرتقالي " بألف خير " وانه ما زال محافظاً على نسبة التأييد العالية التي حصدها في الانتخابات النيابية العام 2005 .

وظلت الاوضاع المترجرجة لعون وتياره آخذة في التقهقر وصولاً الى مرحلة الانسحاب من الانتخابات النقابية والطلابية (عشية اجرائها) في المراحل الاخيرة ، وكان هذا يتم تحت ذرائع واهية ! والاسباب الحقيقية لا تزيد عن ان تكون الرغبة في عدم انكشاف حقيقة الاوضاع البرتقالية ، ومسعى ديماغوجيي التيار الى التعمية على الثوابت بغطاء اعلامي ! وبترداد النواب والمسؤولين ومعهم قادة الحزب الالهي الكلام عن نسبة الـ 70 % التي حصدها عون في " لحظة غفلة " صنعتها ظروف المرحلة السابقة وحسن استثمارها على جميع الاصعدة المتاحة !

ومع اقتراب الانتخابات النيابية ودخول الاحزاب والتيارات في الاستعدادات الاولية ، كان لا بد من حشد شعبي وبشري يتيح لعون العودة الى السباق والمشاركة فيه  خصوصاً وان حزب الله يعرف ان الكلمة الفصل في الاستحقاق الآتي ستقال في المناطق المسيحية ، وهكذا جرى اختيار الجنوب اللبناني مسرحاً لما شهدناه طوال يوم امس والذي ظهرت ترتيباته المعلنة وغير المعلنة على النحو التالي :

1 ـ اعلان النائب علي بزي نهار السبت، ان اقليم الجنوب في " حركة امل " تلقى آوامر حزبية بالمشاركة الكثيفة على جميع المستويات القيادية والشعبية ! وهذا ما جرى تحديداً في منطقتي بنت جبيل وقانا خلال جولة عماد لبنان امس .

2 ـ تولي انضباط حزب الله مسؤولية امن الجولة ، وهذا مؤشر الى المشاركة الكثيفة لعناصر الحزب ومؤيديه ووجوب ضبط حركتهم ومنع وقوع اية احداث غير محسوبة ! تقدم الدلائل الى حقيقة المشاركة الشعبية وانتماءاتها المذهبية .

3 ـ تولي اعلام الحزب الالهي تغطية الجولة ومحطاتها ، وتناوب مسؤولي الحزب على استقبال العماد البرتقالي في جميع المحطات على امتداد الجنوب من جزين الى مارون الرأس .

4 ـ كان اكثر ما لفت في الجولة ان العماد البرتقالي اعتمد في جزين وحدها (منطقة مسيحية) عازلاً واقياً من الرصاص !! وهذا يؤشر الى حقيقة الجولة التي لم يخف عون خلالها في مناطق حزب الله ! وتفاهمه مع الحزب يبرر الهلع من ردة فعل المناطق المسيحية ويحكي اسباب ترك محطة جزين الى نهاية الجولة !!

ويبقى ما اعلنه نائب حزب الله حسن فضل الله من الجنوب امس وبحضور العماد البرتقالي ، حول ان التفاهم مع عون سابق لعودته الى لبنان في ايار العام 2005 ! وان التفاهم والاتفاق والتحالف معه تمّوا في باريس وخلال اقامته هناك !! وهذا يقدم تفسيرات لكل ما جرى حول اعتماد القانون الانتخابي في تلك المرحلة ! ما قدم اسباباً جذرية للنصر الذي تمّ للعماد في الانتخابات النيابية السابقة !! .

للتواصل مع نشرة ليسيس info@licisnews.com

 

الأسد لأرسلان: سورية إلى جانب ما يتفق عليه اللبنانيون

الإثنين 25 أغسطس - الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا

 دمشق : استقبل الرئيس السوري بشار الأسد ظهر اليوم وزير الشباب والرياضة اللبناني طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وأعضاء المجلس السياسي في الحزب حيث أكد سيادته أن سورية ستظل تقف إلى جانب لبنان وخطه الوطني والعروبي وأنها تساند وتؤيد كل ما يتفق عليه اللبنانيون بما يسهم في تحقيق ازدهار لبنان واستقراره. واستعرض الرئيس الأسد مع الوزير أرسلان آفاق العلاقات بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان وخصوصاً بعد زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى سورية. وأعرب الوزير أرسلان عن امتنانه العميق للاسد ولسورية لوقوفها إلى جانب لبنان وعروبته وللجهود الحثيثة التي بذلتها لحل الأزمة السياسية في لبنان. كما أشاد الرئيس الأسد بمواقف الوزير أرسلان الوطنية وحرصه الكبير على العلاقات السورية اللبنانية.

 

دوري شمعون: على الناخب أن يميز بين من يعمل لمصلحته الخاصة ومن يعمل لمصلحة لبنان

وكالات/رعى رئيس حزب الوطنيين الأحرار الأستاذ دوري شمعون حفل توزيع الجوائز ل"دورة الرئيس كميل شمعون للرماية" في نادي الصخور ـ الضبية، في حضور الوزير السابق محمود عمار وفاعليات. والقى شمعون كلمة دعا خلالها "أفرقاء 14 آذار الى خوض الانتخابات المقبلة بروح معنوية عالية، جازما بالنصر في هذه المعركة التي تنتظرنا في ربيع 2009". وقال:"على الناخب أن يميز بين من يعمل لمصلحته الخاصة ومن يعمل لمصلحة لبنان، وكل يوم يخترعون لنا ألاعيب وخزعبلات دستورية الهدف منها فقط تحسين وضعهم في الانتخابات المقبلة وليس التوازن في السلطة كما يدعون". وتابع شمعون محذرا خسارة أفرقاء 14 آذار الانتخابات "لأن ذلك سيخلق وضعا خطيرا"، وقال:"المهم أن يكون المرشح مقبولا من الناس ويكتسب ثقتهم من خلال ممارساته الوطنية، وليس المهم وضع الزر على صدره بقدر ما يكون قريبا من الناس ومشاكلها ودفاعه عن مصالح منطقته ووطنه". ثم اكد عمار "ان لبنان يمر بمرحلة خطيرة يجب التنبه لها"، متحدثا عن ذكرياته مع الرئيس الراحل شمعون و"عهد البحبوحة والازدهار".

 

دندشي: إذا كان لبنان الرسمي برئيسه وحكومته لا يملك قرار الحرب، فمن له الحق؟

وكالات/أبدى عضو كتلة المستقبل النيابيّة د. عزام دندشي استغرابه الشديد لـ حسم النائب محمد رعد في تصريح له بأن " لبنان الرّسميّ لا يملك قرار الحرب، إنما فقط الدّفاع عن النفس " .وأكد عدم رغبته في هذه المرحلة التي تشهد تقارباً بين الأطراف، تصديق ما يحاول النائب محمد رعد أن يظهره بأن حزب الله لم يقتنع بعد بفكرة بداية عهد جديد، وأنه ما زال يسير على درب تدعيم أسس دويلته الخاصة داخل الدولة، رافضاً ومعرقلاً قيام دولة قويّة قادرة.

وتساءل: إذا كان لبنان الرسمي برئيسه وحكومته لا يملك قرار الحرب، فمن له الحق ؟

وفي موضوع الحوار، أكّد دندشي أن أحزاب المعارضة تسعى إلى قضم دور المؤسّسات الدستوريّة كـ مجلسيْ الوزراء والنواب ، وتحويلها إلى مؤسسات صوريّة، عبر ترحيل كل المواضيع الدستوريّة والأمنية والاقتصاديّة والاجتماعيّة إلى طاولة الحوار ، وقد بدا ذلك واضحاً في كلام رعد حين قال أن تعيين قائد الجيش ومدير المخابرات ، وأيضاً البحث في الموضوع الاجتماعي مرتبطان بالاستراتيجيات الدفاعيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة المطروح بحثها على طاولة الحوار المرتقبة. وكأن المعارضة لا تريد دولةً، بل تحويل لبنان بدولته وشعبه إلى مطعم مليء بطاولات الحوار، يأكلون عليها حقوق اللبنانيين ومؤسّساتهم التي من واجبها حصراً البحث في هذه المواضيع. من جهة أخرى دعا دندشي رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى سحب ملف التقسيمات الانتخابية من التداول في هذا الوقت وتجنيبه التوظي السياسيّ وتأجيله ريثما يتم الانتهاء من درس الاصلاحات المتعلّقة بهذا القانون، كون لجنة الإدارة والعدل ما زالت تناقش هذه الإصلاحات، وتخوّف من أن يكون طرح موضوع التقسيمات يهدف إلى استبعاد الإصلاحات ، ما يؤدي إلى عدم إقرارها في الوقت المحدد، وبالتالي إلغاءها.. معتبراً أن مدخل الإصلاح السياسي يكون بإقرار قانون عصري وحديث. كلام دندشي جاء إثر لقاءه وفداً من مدراء مدارس منطقة الدريب – عكار.

 

نقلاً عن "النهار": "انضباط" وضرب وإشكال خلال زيارة عون الى الجنوب

لوحظ وجود كثيف لعناصر الانضباط والامن التابعين لـ"حزب الله" في مدينة جزين قبل ايام من زيارة النائب ميشال عون وخلالها، وطغيان حضورهم على الحضور الامني. - تعرض عناصر من "حزب الله" في سيارة دودج رمادية رباعية الدفع على مدخل جزين الشمالي لشاب من المدينة كان يقود سيارته في اتجاهها واوقفوه بالقوة تحت تهديد السلاح واخرجوه من السيارة وانهالوا عليه بالضرب بذريعة انه لم يمتثل لاشارتهم بالوقوف، علما انهم لم يتعرضوا لاي سيارة اخرى عبرت الطريق التي بقيت مفتوحة.

- وقع اشكال وتلاسن بين عنصرين احدهما من انضباط "حزب الله" وآخر من "التيار الوطني الحر" في مكان الاستقبال في جزين قبل لحظات من دخول النائب عون الساحة، وتحديدا عند النقطة المخصصة للدخول، مما استدعى تدخلا عاجلا من الامنيين لمعالجة الموقف.

 

القوات" - جزين دعت مناصريها لضبط النفس وعدم الإنجرار وراء اي استفزاز

صدر عن منسقية القوات اللبنانية في منطقة جزين البيان التالي:"بتاريخ 24/8/2008، الذي صادف فيه زيارة أحد السياسيين إلى مدينة جزين، وأثناء عودة الرفيق رولان كرم من محلة "عزيبه" الكائنة على أحد أطراف المدينة، حيث كان يحضر مياه الشفة لعائلته، تتبعته سيارتي جيب، وأقفل ركاب إحداها الطريق عليه، ومن ثم ترجلوا من السيارة شاهرين عليه الأسلحة الحربية، وجميعهم غرباء عن المدينة وجوارها وانهالوا عليه بالضرب، دون أي سبب أو أي مبرر، مما أدى الى إصابته بجروح وكدمات. إزاء هذا الواقع، يهم القوات اللبنانية في جزين، ان تدعو مناصريها الى ضبط النفس، وعدم الإنجرار وراء عمليات الإستفزاز والتحدي والتعدي، التي يعمد اليها بعض الغرباء عن المنطقة، والتي تهدف الى زرع الفتن وتخويف الأهالي، في محاولة أخرى لمتابعة تهجيرهم وتفريغ المنطقة من سكانها، تمهيدا لتغيير وجهها الديمغرافي. كما ان القوات اللبنانية، اذ تضع هذا الإعتداء السافر برسم الشرفاء من أهالي المنطقة، تطلب من الأجهزة الأمنية الرسمية، المولجة وحدها دون سواها مسألة ضبط الأمن، متابعة التحقيق بالشكوى التي تقدم بها الرفيق رولان كرم، حتى كشف الفاعلين وسوقهم أمام القضاء اللبناني لنيلهم العقاب اللازم".

 

 جنبلاط : آن الأوان لأن نستطيع تعزيز المناخات الداخلية في مواجهة الاعتداءات

الوعيد الإسرائيلي يصب في إطار التهديد المباشر للقرار الدولي 1701 

"الأنباء"

أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا وقال :"مرة جديدة تكشف إسرائيل عن حقدها التاريخي الدفين ضد لبنان من خلال إطلاق التهديد والوعيد وكأنها لم تتعلم بأن كل غزواتها السابقة قد باءت بالفشل الذريع لأن الشعب اللبناني لا يقبل أن يركع أمام أي شكل من أشكال الاعتداءات من اية جهة اتت. فالفشل العسكري الإسرائيلي المتكرر في لبنان سابقا سيكون له المصير ذاته في المستقبل في حال فكرت إسرائيل مجددا بغزو لبنان والاعتداء عليه، وهو إن دل على شيء فيدل على الغباء الإسرائيلي. وهذا ما يحتم على جميع القوى السياسية اللبنانية السعي الجدي نحو تحصين الساحة الداخلية من خلال استكمال بنود اتفاق الدوحة لا سيما الاستراتيجية الدفاعية التي يمكن بناؤها من خلال الحوار الجدي والمسؤول ومن خلال وعي كل هذه المخاطر. لقد آن الأوان لكي نستطيع تعزيز المناخات الداخلية في مواجهة الاعتداءات الخارجية في حال حصولها وذلك لا يتحقق الا عبر الارتفاع فوق الحساسيات الضيقة والعمل بموجب مقتضيات المصلحة الوطنية العليا".

اضاف: "إن الوعيد الإسرائيلي يصب في إطار التهديد المباشر للقرار الدولي 1701 وهو يعكس السياسة الإسرائيلية المستمرة في تحدي ارادة المجتمع الدولي. فإذا ما اعتدت إسرائيل مرة اخرى على لبنان، فستكون الدولة برمتها في مواجهتها، وكما لم يخضع الشعب اللبناني مسبقا للعدوان فإنه لن يخضع الآن. وبالنظر الى تسارع وتلاحق الاحداث، فإنه لا بد من التساؤل حول المعلومات التي وردت عن رغبة إحدى المؤسسات الأمنية الدخول في عالم الطيران والطوافات والسلاح البحري، فما هو الهدف من شراء طائرات وطوافات وبوارج تابعة لهذه المؤسسة الامنية؟ وهل سنصل الى مرحلة نحتار فيها بإحصاء الجيوش الرسمية وغير الرسمية، المحلية منها والاجنبية في لبنان؟ أليس من الأجدى تحسين أوضاع السجون القائمة وبناء سجون جديدة تليق بالحد الادنى من الكرامة الانسانية وحقوق الإنسان؟".

وتابع: "في مجال آخر، لا شك أن جولة الزائر الكبير إلى الجنوب بعد غياب طويل هي حدث تاريخي ضخم، وهو إذ رأى السلاح المتطور في معرض النبطية فإنه حتما كان يتحسر لو امتلك السلاح آنذاك لرد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة نظرا لسجله الباهر في هذا المجال. لكن حبذا لو أخبرنا الزائر الكبير عن الاحتلالات الاربعة في جزين، وحبذا أيضا لو أخبرنا عن آلية بناء فوج مستقل للدفاع عن جزين في ظل الاحتلال الاسرائيلي".

وعلى المستوى الفلسطيني، قال النائب جنبلاط: "لا بد من توجيه التحية لمن يحاول فك الحصار الظالم عن قطاع غزة، ولا بد هنا من الدعوة للمشاركة العربية الشعبية الكثيفة في هذا السعي بهدف رفع الحصار بكل الوسائل المتاحة، لأن الشعب الفلسطيني في غزة يعاني الأمرين بفعل السياسات الكيدية والانتقامية الاسرائيلية وهو الذي لطالما عانى في الماضي من ظلم وقهر على كل المستويات".

وقال :"وفي سياق الأحداث الدولية، لقد آن الاوان لخروج قوات حلف الاطلسي من أفغانستان، هذا البلد المنكوب تاريخيا والذي استعصت كل الجيوش عن احتلاله، فيكفي الشعب الافغاني محاولات الاحتلال المتلاحقة البريطانية والروسية سابقا والقوات الاطلسية الآن. من حق هذا الشعب أن يقرر مصيره، وذلك يحد الخسائر من المدنيين الافغان ومن الجيوش الاجنبية على حد سواء. وهل من الضروري التذكير بأن سقوط الأبرياء يزيد التطرف ويرفع من شعبية تنظيم القاعدة وسواه من تنظيمات التطرف؟ اتركوا هذا الشعب يحكم نفسه بنفسه".

برقية الى كرزاي

وأبرق النائب جنبلاط إلى الرئيس الافغاني حميد كرزاي، معزيا بالضحايا الأفغان الذين استشهدوا جراء الغارة الأميركية التي أدت إلى سقوط عدد من المواطنين الأبرياء. ودان جنبلاط في برقيته الغارة التي "لم تكن الأولى من نوعها"، مطالبا "المجتمع الدولي العمل لضمان سلامة المواطنين الأبرياء من أي اعتداء غير مبرر"، ومؤكدا على تضامنه مع الشعب والحكومة الافغانية وعائلات الضحايا.

وكان النائب جنبلاط حاضر مساء الاحد امام المشاركين في المخيم المركزي لمنظمة الشباب التقدمي والتي تقيمه في المدينة الكشفية في عين زحلتا (الشوف) في اطار مواكبة الشباب للمرحلة الراهنة. وبعد تقديم من امين عام المنظمة ريان الاشقر، تحدث النائب جنبلاط فركز على عناوين اساسية تناولت اهمية دور الشباب في الاستحقاقات المقبلة وفي التجديد المطلوب وانخراط الشباب بشكل افعل في الحياة السياسية والاحزاب، والتركيز على تلقي العلم والاهتمام بالجامعات وفتح حوارات ونقاشات بناءة بعيدة عن العصبية والمذهبية، لأن لا مفر في لبنان من العيش المشترك والحوار. وأشار الى اهمية الاستحقاق الانتخابي في الربيع المقبل وخوضه "مع باقي افرقاء وقوى 14 آذار". وقال: "اذا كان ثمة خلافات سياسية يجب ان تأخذ شكلها الحضاري". كما تناول النائب جنبلاط القضية الفلسطينية كأولوية الى جانب القضايا السياسية والنضالية الاساسية.

 

العماد عون ترأس في الرابية الاجتماع الأسبوعي ل"التغيير والإصلاح": نتائج انقلاب الموالاة على الانتخابات واتفاق الدوحة ستكون وخيمة

فلا يحاولن أحد ربط تقسيم الدوائر الانتخابية بالإصلاحات للعرقلة

وظيفة نائب رئيس مجلس الوزراء واردة في كل مراسيم تشكيل الحكومة وسنقدم مشروع قانون بنظام لمجلس الوزراء لأننا لا نقبل بالتصادم

تركنا مسألة تعيين قائد الجيش لضمير الرئيس سليمان والمسؤولين

لدينا وثائق عن توظيفات في مؤسسات الدولة خارج إطار القانون

وطنية - 25/8/2008 (سياسة) عقد "تكتل التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون، في دارته في الرابية.

وعلى الأثر، قال العماد عون: "أشكر كل الذين استقبلونا أمس في الجنوب، وكل الذين كانوا يحبون أن يستقبلونا، ولكن صودف أن مسار الزيارة لا يمر عندهم. من ناحية أخرى، الوقت لم يكن يسمح، إضافة الى التدابير الأمنية. ولعل العامل الأكبر الذي منعني من زيارة أماكن أخرى هو عامل الوقت الذي كان محدودا جدا بالنسبة الى زيارة بهذا الحجم. أكرر شكري واعتذاري من الذين لم أتمكن من زيارتهم، وإن شاء الله أتمكن من لقائهم في زيارة أخرى".

أضاف: "بحثنا اليوم في صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء ومهمته، وقررنا تقديم مشروع قانون بنظام لمجلس الوزراء إذ لا نقبل بأن يكون هناك دائما تصادم بين عقليتين: عقلية التنظيم والحداثة، وعقلية البداوة والفوضى. لا يجوز أن يكون الإنسان ضمن مؤسسة، لا نظام فيها يحدد العلاقات بين أفرادها وطريقة تحسين انتاج العمل وتحديد المهمات. يجب تنظيم كل مؤسسة وأن يكون لها نظام وتحديد مسؤوليات Job description. لذلك، سنتقدم بمشروع قانون، ولينتقل الجدل الى مجلس النواب لتناقشه اللجان المختصة ويتم الفصل فيه. وفي هذا الشأن، العرف يفصل حين لا يقضي القانون أو الدستور، فقد يقولون إن وظيفة نائب رئيس مجلس الوزراء غير واردة في الدستور لكنها واردة في كل مراسيم تشكيل الحكومة. إذا هنا يؤخذ بالعرف المعمول به، والذي يشكل وجودا يفرض نفسه على الواقع".

وتابع: "وصلتنا معلومات عن توظيفات في أكبر مؤسسات الدولة وأهمها خارج إطار القانون. لدينا الوثائق عن هذا الموضوع، وهي كافية لكننا نتحقق منها أكثر، إذ لا يجوز أن تهدر الأموال في إحدى المؤسسات وتكون محمية، بينما وزارات أخرى تعمل بنصف عديدها أو أقل، ولا يمكنها توظيف حاجب فيها. هذا أمر غير مقبول وسنوافيكم لاحقا بتفاصيله كافة".

وقال: "غدا موعد إقرار التقسيمات في الدوائر الانتخابية، ويبدو أن هذا الموضوع يثير جدلا لا نفهمه. هناك اتفاق وقع عليه الجميع في حضور عشرة وزراء خارجية عرب كشهود، إضافة الى رئيس دولة قطر ورئيس حكومتها. لا نفهم لماذا يحصل الجدل حول هذا الموضوع. في مسألة الانتخابات كان هناك شقان: الأول هو تقسيم الدوائر الانتخابية، وتم الاتفاق عليه ويجب أن يوقع غدا. هذا الموضوع غير قابل للجدل، وهو سند استحق موعد دفعه، تأجل مرات عدة ونأمل في أن يدفع غدا. أما الشق الثاني فهو الإصلاحات. فليعلم الجميع أن لولانا لما تمت الإصلاحات في اتفاق الدوحة، وهي تمت ببند منفرد عن بند الدوائر الانتخابية. أذكر أن الشيخ حمد بن جاسم قال للوزير جبران باسيل يومذاك: "لا ينقصنا المزيد من العرقلة مع مسألة الإصلاحات، المهم الآن أن تمر التقسيمات الانتخابية، وتتفقون على الإصلاحات في بيروت". ولكن (الوزير) باسيل أصر على إدراج بند الإصلاحات ونجح في ذلك. فلا يزايدن علينا أحد، ولا يحاولن أحد استغلال هذه المسألة وربط تقسيم الدوائر بالإصلاحات لعرقلة إقرار الدوائر والهرب منه. أشعر بأنهم يريدون خلق مشاكل من أي نوع كان، عرقلة التصويت على تقسيم الدوائر، ومشاكل أمنية، أي أمر للتهرب من الانتخابات، والسبب معروف، فالإنسان الذي تسوء ظروفه المالية يبدأ بالهرب من دفع المستحقات عليه. أنبههم إلى أنهم لا يمكنهم الهرب، ويجب أن يتم التصويت غدا".

أضاف: "بحثنا في قضية الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي سهيل البوجي، إذ إن المادة 16 من قانون مجلس الشورى تقضي بأنه لا يسمح لأي قاض من مجلس الشورى أن ينتدب لوظيفة خارج المجلس أكثر من ست سنوات طيلة حياته المهنية، والقاضي سهيل بوجي تجاوز حقوقه كثيرا، ونتساءل لماذا يبقى أمينا عاما لمجلس الوزراء؟ هذا الموضوع نضعه برسم مجلس الشورى ومجلس الوزراء، والنواب الذين يسهرون على المساءلة والمراقبة لنرى ما هو الإجراء الذي سيتخذ في هذا الموضوع. هل القوانين هي كما قال "بلزاك": "خيوط عنكبوت يخترقها الذباب الكبير ويعلق فيها الذباب الصغير؟"، أم أنها تطبق على الجميع ولا يمكن لأحد اختراقها؟".

وقال: "بالنسبة إلى تعيين قائد للجيش، بدأ هذا الموضوع يدور في اللف والدوران. لا يجب أن يخضع تعيين قائد الجيش للتجاذبات السياسية، ونتمنى ذلك. من هنا، لم نعلق على الأسماء ولا على أي أمر، وتركنا هذه المسألة لضمير رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وضمير المسؤولين. فهذا التعيين يتخطى العمل السياسي، هو عمل دفاعي، فيه القدرة على القيادة، وفيه أيضا مواصفات شخصية غير خاضعة للولاء السياسي، تخضع فقط للولاء للوطن وللتطلع الى الشعب اللبناني كشعب واحد يستحق الحماية بكل أطيافه سواء أكان معارضا أم مواليا، مؤمنا أم ملحدا. وبهذه الصفة، يعين قائد الجيش، واليوم هناك فرصة للاختيار الصحيح، فرئيس الجمهورية كان قائدا للجيش ويعرف ضباطه جيدا، ونحن أيضا نعرفهم لكننا امتنعنا عن التعليق كي لا يعتبروا الأمر تدخلا سياسيا. نتمنى أن يبت هذا الموضوع بسرعة، وأن ننتهي من هذه المشكلة إذ لا يجوز الأخذ والرد كثيرا في مواضيع الأشخاص".

وختم: "نتمنى أن يتم بت موضوع المجلس الدستوري بسرعة، وأن يتم انتخاب الأعضاء. هناك أمور معلقة، عليه أن يبتها، وهناك أيضا انتخابات أخرى بانتظاره، وقد تأخر بما فيه الكفاية".

ثم رد العماد عون على أسئلة الصحافيين:

سئل: تعرضت زيارتك الى الجنوب ل"هجمة شباطية"، فشكك البعض في زعامتك وإعتبر أنك كنت في حاجة الى السيارة البابوية وخشي أن يتحول الماء خمرا، ورأى البعض أن زيارتك كانت برعاية ولاية الفقيه وسأل إذا كنت زرت حارة حريك وتفقدت المسيحيين هناك، وذكرت وسائل الإعلام الموالية بمواقف لك ضد "حزب الله" وقالت إن هذا من ضمن تنشيط الذاكرة الجماعية، فما ردكم على هذا الأمر؟

اجاب: "الأمر بسيط، فانا لن أرد لان الامور دائما هكذا. من ليس لديه شيء يحسد الذي لديه ويتكلم عنه، وهي حالة طبيعية تعودنا عليها منذ فجر التوراة، وأمامنا مثال قايين الذي قتل أخاه هابيل لأنه كان يحسده ويغار منه. فيا ليت كل من يتكلم لديه تاريخ يفتخر به، وأنا أدعوهم أن يزوروا الجنوب مثلي وأتمنى أن يحظوا بإستقبال مضاعف للإستقبال الذي قابلني به المواطنون هناك، فهذا يساعد في ترسيخ الوحدة الوطنية خصوصا إذا كان يمثل وجهة نظر سياسية مخالفة لوجهة نظرنا. فهم مدعوون أن يزوروا الشيعة والسنة والدروز والجميع. فالمسألة ليست محصورة".

سئل: ماذا سيكون رد المعارضة على قرار الأكثرية بعدم فصل التقسيمات عن الإصلاحات ولماذا برأيكم يتمسكون بهذا الموقف، ما هي حجتهم؟

اجاب: "علينا أن نسألهم هم، لماذا ولماذا يطيلون الوقت؟ ولماذا يقولون إن شاء الله تحصل الإنتخابات، وان القضايا الأمنية قد توقفها".

سئل: ما السبب برأيك؟

اجاب: "هناك شيء منه. نحن نريد أن نحسم مسألة الشائعات لكي يتركز الضمير اللبناني على القانون الجديد، والناس يتحضرون لان أمامهم أقضية ودوائر إنتخابية جديدة، وهكذا يرتاح المرشحون ويعرفون بالتالي أين يصوتون وكذلك الناخبون. وهذا يمكن أن يتم بسهولة لأن الدوائر مختلفة عن الإصلاحات ومهما كانت هذه الإصلاحات سواء كانت نصف إصلاحات أو زيادة في الإصلاحات، فهذا لا يعدل أي شيء في مسألة الدوائر التي تبقى ثابتة. لذلك على الناس أن يعلموا لكي لا تعود وتتكرر تجربة البعض في تعطيل الإنتخابات ونعلق عندها في أمور سيئة لن تكون نتائجها بالطبع لمصلحة المعرقل".

سئل: وماذا ستكون ردة فعلكم؟

اجاب: "فقط سنجعل العالم يرى من وقع على الإتفاق، أن هؤلاء "زلمكم" وتدافعون عنهم وأنتم ترون كم هم يشرفون تواقيعهم. ويرى العالم عندها أيضا من يلتزم القوانين والإتفاقات ومن لا يلتزم".

سئل: لماذا تحدثت انتخابيا في جزين، فنصحت الجزينيين بألا يخضعوا للمال الانتخابي على الرغم أن الدراسات تؤكد أن جزين مقفلة للتيار الوطني وحلفائه؟

اجاب: "كل مناسبة اتكلم فيها أتوجه إلى كل اللبنانيين، والكلام لم يكن موجها إلى جزين، بل استدركت وقلت إنها الأقل تعرضا، لأن فيها من الروادع الأخلاقية والسياسية ما يجعلها في منأى عن المال السياسي، وجزين لا تشغل بالي. كلامي إذا من باب تعميم المعرفة وشموليتها، وعلى كل اللبنانيين أن يطلعوا على كل ما يحصل في كل لبنان. وأنا دوبلت معرفتي عن الناس وطريقة الحياة والعمران والأمن وغير ذلك في جولتي التي لم تتعد ال18 ساعة".

اضاف: "في 18 ساعة تعرف سنوات، ويكفي أن تنظر إلى زهوة العمران وتوظيف الإنتاج في الأرض وتعرف التضحيات من نصب الشهداء. رأيت الارتباط بالأرض والوطن والهدوء الذي تعيشه المنطقة. الصورة تختلف تماما عم يتخيله المواطن، وأتمنى على اللبنانيين كافة أن يزوروا الجنوب وأن يقوموا بسياحة داخلية".

سئل: ذكر أنك التقيت مع قادة عسكريين من المقاومة. كيف كان هذا اللقاء في ظل التهديدات الإسرائيلية الأخيرة؟

اجاب: "هذا المركز مشرف على الأرض الإسرائيلية وهو معروف وتوجهنا في ساعة محددة، وأنا كنت قد خدمت فيه حين كنت ملازما. أما من ناحية المضمون فقد استمعنا إلى عرض عسكري لمعركة مارون الراس ممن خاضوها، وهذا أمر مفيد جدا وجميل أن نحيا هذه اللحظة مع من خاضوا المعركة المشرفة. فالإنسان الفرد انتصر بإرادته وإيمانه ضد الآليات وأحجام ضخمة من القوى، فاستحقوا تقديرنا وإعجابنا بأدائهم وروحيتهم العالية".

سئل: هل ربط الموالاة مسألة الدوائر الانتخابية بمسألة الإصلاحات هو من باب كسب الوقت وإمكان انقلاب على اتفاق الدوحة، وهل هذا أمر ممكن؟

اجاب: "هناك من يستطيع أن يقوم بانقلابات وأكثر، لذلك نقول لهم خففوا على الناس وعلى أنفسكم. حاولوا أن ينقلبوا قبل ذلك ولكن أن ينقلبوا على الانتخابات وعلى تفاهم عربي ودولي كبير، فهذا خطر على أصحابه. لا أنفي أن يكون هناك نيات، ولكن لا أحكم أن هناك نيات، ويمكنني أن أعرف نتائجه وستكون وخيمة جدا على من يريدون الانقلاب على البلد ولن يستطيعوا التعطيل أكثر. إذا لم تحصل انتخابات وفق القانون الجديد فسيحصل أمر ما لا أعرف ما هو، لأن الطبيعة تكره الفراغ فتملأه بالموجود وأنتم استنتجوا من يمكن ملأه بمعرفتكم للواقع اللبناني".

 

المكتب السياسي الكتائبي: لإقرار قانون الانتخاب بكامل مواصفاته

والتزام مقومات أساسية في العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا

وطنية - 25/8/2008 (سياسة) عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الدوري الاسبوعي عصر اليوم، برئاسة رئيس الحزب الرئيس امين الجميل وحضور الاعضاء في بيت الكتائب المركزي في الصيفي. وناقش المجتمعون التطورات الاخيرة على المستويات السياسية والامنية والحزبية والوطنية.

بعد الاجتماع اصدر المكتب السياسي بيانا توقف فيه عند بعض المفاصل السياسية والدبلوماسية والامنية والوطنية، وسجل الملاحظات الآتية:

" يرحب حزب الكتائب اللبنانية بحجم التحركات الدبلوماسية الاوروبية والعربية والدولية باتجاه لبنان، ورأى فيها مناسبة للتأكيد على استمرار حضور ملف لبنان بكل تشعباته السياسية والامنية والوطنية على المستوى العربي والدولي مما يشكل استمرارا لمظلة واقية لاخراج لبنان من المأزق الذي عاشه في السنوات القليلة الماضية على طريق استعادته لكامل حريته واستقلاله وسيادته.

-تبلغ المكتب السياسي نتائج اللقاء الذي جمع وزير خارجية فرنسا برنارد كوشنير ورئيس الحزب الرئيس امين الجميل امس واكد على موقف الحزب وتصوره مما يجب ان تكون عليه العلاقات اللبنانية - السورية في هذه المرحلة بالذات ولا سيما على مستوى النقاط الآتية:

1- كشف مصير المفقودين والمعتقلين في السجون السورية والفصل بين مصير هؤلاء الذين اوقفوا على ايدي عناصر من الجيش السوري او مخابراته وغيرهما من الاجهزة الامنية التي تعاونت معهم أو عملت بالتنسيق معهم طيلة فترة وجودهم في لبنان مع لفت النظر الى المواثيق الدولية التي ترعى مثل هذه الحالات وتحكم وسيلة التعاطي معها وكيفية توزيع المسؤوليات وضرورة التزامها كاملة.

2- ضرورة ان تعبر سوريا عن تعاونها مع الجانب اللبناني في موضوع ترسيم وتحديد الحدود اللبنانية - السورية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وابلاغ الامم المتحدة بالوثائق التي تسمح بالبت بلبنانية المزارع بالسرعة القصوى لاستعادتها الى كنف الدولة اللبنانية واجهزتها - مع اعتبار ان مثل هذا الاجراء اذا لم ينفذ يمكن لجوء الامم المتحدة الى ترسيم الحدود بالاستناد الى الخرائط الدولية التي يمكن تحديدها بواسطة الاقمار الصناعية ايضا.

3- ان لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا مقومات اساسية لا بد من التزامها على كل المستويات الدبلوماسية والادارية والامنية ووقف كل اشكال التدخلات في الشأن الداخلي اللبناني، وهي كلها امور لا بد من التأكيد عليها وتحديد آلية ومخطط تنفيذها كاملة.

- عشية الجلسة النيابية المقررة غدا للبت في جدول اعمال تشريعي موسع ومن بينها موضوع التقسيمات الادارية لقانون الانتخاب وفق ما اقر في اتفاق الدوحة يؤكد المكتب السياسي الكتائبي على موقف الحزب المتضامن مع كل قوى الاكثرية الداعي الى اقرار قانون الانتخاب الموعود بكامل مواصفاته ومقوماته المفصلة بالتقسيمات الادارية والاصلاحات الواجب اعتمادها كما نص عليها مشروع قانون الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب كما اقر في الدوحة دفعة واحدة دون اي فصل بين هذه التقسيمات والاصلاحات.

- يتابع حزب الكتائب اللبنانية بقلق تطورات الوضع الامني في بعض المناطق ولا سيما في مدينة طرابلس، ويلفت نظر جميع القوى التي لها اي دور سياسي او امني او مدني واهلي في المنطقة ضرورة ان تبقى على تواصل دائم مع قيادة الجيش اللبناني، سعيا الى ضبط الوضع الامني وقطع الطريق على كل الدسائس ومشاريع الفتنة التي يخطط لها في طرابلس كما في باقي المناطق اللبنانية.

وعلى مسافة اسبوع من "يوم الشهيد" المقرر في غابة الشهيد في قناة باكيش عند العاشرة من قبل ظهر الاحد المقبل في 31 آب الجاري، جدد المكتب السياسي للحزب الدعوة الى جميع الكتائبيين واصدقائهم للمشاركة في الاحتفال الذي يتضمن قداسا لراحة نفس الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل لمصادفته مع الذكرى 23 لغيابه والذي يليه زرع شجيرات ارز على اسماء شهداء الحزب: الوزير الشهيد الشيخ بيار الجميل والنائب الشهيد انطوان غانم ورفاقهما كما الشهيدين نصري ماروني وسليم عاصي الى جانب شجيرات شهداء الحزب".

 

الوزير بارود التقى رؤساء بلديات والنائبة الكندية

موراني: رؤيته موحدة لكن ضمن عمل شامل لكل اللبنانيين

وطنية -25/8/2008(سياسة) بحث وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود شؤونا مناطقية وبلدية مع رئيس اتحاد بلديات قضاء البترون رئيس بلدية سلعاتا جورج سلوم ورئيس بلدية البترون مارسيلينو الحرك, رئيس بلدية جبيل الدكتور جوزف الشامي, رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس واعضاء المجلس البلدي.

كذلك استقبل الوزير بارود النائبة الفيدرالية الكندية من اصل لبناني ماريا موراني، يرافقها زوجها ابراهيم بشارة، ونائب رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال ابي مخايل. بعد اللقاء قالت موراني: "لقد قمت بزيارة الوزير بارود بصفتي الناطقة باسم مجلس الامن العام الكندي، وقد تباحثنا في الكثير من الامور المهمة سواء على صعيد الامن في لبنان او غيرها من الامور, ولفتني الرؤية التي يحملها الوزير بارود وهي رؤية موحدة للبنان لكن ضمن عمل شامل لكل اللبنانيين, وتركز البحث بشكل خاص في موضوع البنى التحتية. وقد علمت منه ان هذا الموضوع من ابرز اهتماماته، لكن يجب ان تكون هناك خطة وطنية شاملة وهذا المهم". اضافت: "ما يهمني هو آلية العمل التي يجب ان نتبعها من اجل مساعدة لبنان، خصوصا على صعيد الامن والانتخابات النيابية وكل ما له صلة بالموضوع الامني". وردا على سؤال، حول تفاؤلها بما يختص بمستقبل لبنان اجابت موراني:"انا متفائلة جدا, ولو لم اكن كذلك لما كنت هنا في وطني الام, واعتقد انه مع وزراء من امثال الوزير بارود، يملكون رؤية موحدة للبنان، لا يمكن للبنان الا ان يسير الى الامام مع مواطنين يملكون الارادة الطيبة".

واستقبل الوزير بارود ايضا، رئيس المجلس اللبناني للبحوث والتنمية الدكتور بشارة سماحة.

 

الأجهزة الأمنية السورية تعتقل عشرات الإسلاميين

الإثنين 25 أغسطس - إيلاف

 ايلاف من لندن: اعلنت منظمة سورية اعتقال الاجهزة الامنية السورية لعشارت الاسلاميين من دون معرف مكان اعتقالهم مؤكدة ان عمليات الاعتقال مازالت مستمرة . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان صحافي الى "ايلاف" اليوم أن الأجهزة الأمنية السورية شنت خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات في محافظات (دير الزور - حلب - حماة )طالت العشرات من أعضاء التيارات الإسلامية المعتدلة . واوضح انه حصل على أسماء بعض هؤلاء المعتقلين وهم: (محمد أمين الشوا – حسان محمد ثابت الحسن – سفيان ضميم – عبد الهادي السلامة – محمد طه – بلال هاشم سفيان –عبدا لرزاق الكبيسي – نبيل عبدا لحميد خليوي – برهان جنيد – اياد حسين - أحمد أو محمد ضميم ) ولا يزال مصيرهم ومكان اعتقالهم مجهولين حتى تاريخ إصدار هذا البيان .

 واضاف المرصد ان قياديا بارزا في المعارضة السورية قد اكد له ان جميع المعتقلين إسلاميين معتدلين وغالبيتهم من الشباب المثقف الذي ينبذ العنف والتطرف وان النظام السوري يخشى من انتشار الإسلام السياسي المعتدل بين الناس لذلك شن حملته التي ماتزال مستمرة عليهم الى هذه اللحظة.

وطالب المرصد السوري لحقوق الانسان السلطات السورية بكف يد الأجهزة الأمنية عن ممارسة الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان و الإفراج الفوري عنهم وعن جميع معتقلي الرأي والضمير في السجون السورية.

 

سياسات التمويه

حازم صاغيّة

الاثنين 25 آب 2008

تتصارع، في لبنان اليوم، قضيّتان اثنتان لكلّ منهما حججها ورموزها والقائلون بها:

الأولى، جوهرها احتكار الدولة لأدوات العنف. هذا لا يعني أن الدول تصير دولاً بمجرّد أن تحتكر أدوات العنف، لكنّه يعني أن ما من دولة تصير دولة من دون هذا الاحتكار. إنه الشرط المسبق والضروريّ إنّما غير الكافي. الثانية، النقيض، جوهرها عدم احتكار الدولة لأدوات العنف، ومن ثمّ بقاء سلاح المقاومة مجاوراً لسلاح الدولة ومتفوّقاً عليه، بغضّ النظر عن الأسباب والذرائع والتحوّلات أو المبرّرات. لكنّ أصحاب القضيّة الأولى إذ يفصحون عن قضيّتهم ويركّزون عليها، داعين من دون كلل إلى مناقشة موضوع السلاح أوّلاً، فإن أصحاب القضيّة الثانية يفعلون العكس تماماً، فيغيّبون ويحجبون مسألة السلاح، سلاحهم، بل يؤكّدون، على ما فعل أحد نوّابهم في جلسة مناقشة البيان الحكوميّ، على أن الموضوع هذا ممنوع نقاشه مرّة وإلى الأبد!

مع ذلك، ومن قبيل التمويه، يتّجه دعاة القضيّة الثانية الى استخدام انتقائيّ لقضايا لا تعنيهم إلاّ في حدود قدرتها على حجب النقاش الأساسيّ.

من هذه القضايا، مثلاً، مسائل الاقتصاد والفساد المهمّة جدّاً. لكنْ لنلاحظ، أوّلاً، أن الأمين العام لـ"حزب الله" سبق له ذات مرّة أن أبدى استعداده لأن يعتمد الصيغة السوريّة القديمة حيث الاقتصاد "حصّتهم" مقابل أن تكون "المقاومة" حصّتنا. وأهمّ من ذلك أن الحزب المذكور، فضلاً بالطبع عن حليفه "التيّار الوطنيّ الحرّ"، لا يحمل أيّة نظريّة اقتصاديّة تخالف ما تعمل بموجبه حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. أمّا في ما خصّ الفساد، فغنيّ عن القول إن فكرة "حكومة الوحدة الوطنيّة"، العزيزة على قلب أحزاب 8 آذار، هي أساس الفساد لجهة تعطيلها المعارضة وإلغاء دورها في المحاسبة والرقابة.

لكنّ التمويه يسلك طريق قضايا أخرى، من بينها، كما كشفت الأيّام القليلة الماضية، مسألة صلاحيّات نائب رئيس الحكومة الأرثوذكسيّ المذهب، وبالتالي المسيحيّ الديانة. وهذه أيضاً وظيفتها التمويه لأن الرغبة التي تحكمها ليست "إعطاء" حقوق للأرثوذكس، ومن ثمّ للمسيحيّين، بل "انتزاع" مسؤوليّات وصلاحيّات من رئاسة الحكومة التي تتقبّلها 8 آذار على مضض، نزولاً إلى أغراض انتخابيّة عديمة الصلة بمصالح الأرثوذكس، أو المسيحيّين عموماً. ولم يفت بعض الخبراء بشؤون "حصص" الطوائف ملاحظة ذاك التفاوت بين الحرص المعلن على صلاحيّات نائب رئيس الحكومة وتجاهل انتقال رئاسة الأمن العامّ من طائفة مسيحيّة إلى أخرى غير مسيحيّة. بلغة أخرى، قد يكون التمسّك بتوضيح، وربّما توسيع، صلاحيّات نائب رئيس الحكومة مطلباً عادلاً ومُحقّاً. بيد أن المؤكّد، عملاً بمعايير الحصص الطائفيّة اللعين والواقعيّ في آن، أن دعاة التوضيح والتوسيع لا يقصدونه، بل يقصدون شيئاً آخر. إنّها، إذاً، سياسة التمويه إيّاها. وهي تستند إلى مقدّمات تكوينيّة في 8 آذار، في عدادها تحوّل ميشال عون وتيّاره قوّة منافحة عن المقاومة ومناهضة إسرائيل!، وتقديم "حزب الله" للمقاومة بوصفها مطلباً يسمو على الطوائف والطائفيّة وعلى حساباتها الصغيرة، فيما الحقيقة في مكان آخر تماماً. والراهن أن من الصعب دائماً إدارة حوار مع طرف يموّه مطالبه وقضاياه، أو يموّه ذاتها أحياناً.

 

هل غيّر الثقل السوري التوازن العالمي؟

خيرالله خيرالله

على وقع أحداث جورجيا، بات مشروعًا طرح أسئلة من نوع هل تغيّر التوازن العالمي؟ هل في الإمكان القول إنّ روسيا استعادت، بفضل الثقل السوري، وضع القوة العظمى على غرار ما كان عليه الاتحاد السوفياتي قبل انهياره في العام 1992 من القرن الماضي وأن في استطاعتها التصرف من منطلق أن لديها مناطق نفوذ خاصة بها في العالم؟ ولكن يبقى السؤال الأساسي هل ما نشهده حاليًا قوة روسية أم ضعفًا أميركيًا؟ الجواب الأقرب إلى الواقع، قد يكون أن هناك ضعفًا أميركيًا ظهر من خلال أحداث عدة في أماكن مختلفة من العالم. هناك في المقابل رغبة روسية في استغلال الضعف الأميركي إلى أبعد حدود والرد على ما تعتبره موسكو تحديات أميركية لا مبرر لها في مناطق نفوذ تقليدية لها، خصوصًا في البلدان المجاورة للأراضي الروسية.

 لا يزال من المبكر القول إنّ العالم عاد إلى أيام الحرب الباردة وأن هناك قطبين يتنافسان على النفوذ فيه. لا تزال الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم ولا تزال روسيا تحاول استعادة مكانة معينة إفتقدتها منذ ما قبل عقدين وتعتقد أن الظروف مواتية لتحقيق بعض من طموحاتها.

يفترض في من يفكر حاليا في أن روسيا باتت قادرة على منافسة الولايات المتحدة أو على قاب قوسين من ذلك، أن يتذكر أمرين. الأول أن الأتحاد السوفياتي إنهار لأسباب أقتصادية أولا وأخيرًا. سقط الإتحاد السوفياتي لأنه كان عملاقًا عسكريًا يقف على ساقين ضعيفتين. من كشف الضعف السوفياتي كان رونالد ريغان الذي امتدت رئاسته بين العامين 1981 و1988 من القرن الماضي. تحدث ريغان بعيد توليه الرئاسة عن "إمبراطورية الشر" ثم أدخل الاتحاد السوفياتي في لعبة سباق التسلح عندما أعلن عن مشروع "حرب النجوم" الذي يستهدف من الناحية النظرية بناء شبكة دفاعية في الجو تحمي الأراضي الأميركية من الصواريخ العابرة للقارات. فشل الإتحاد السوفياتي في مجاراة الولايات المتحدة في سباق التسلح لأسباب إقتصادية أولا. لم يستطع ميخائيل غورباتشوف الذي خلف العجوز قسطنطين تشيرننكو في العام 1985 وصار الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي سوى الوقوف موقف المتفرج من عملية تفتت النظام من داخل. أدرك متأخرًا أنّ الخلل اقتصادي وأن إصلاح النظام  صعب للغاية، بل مستحيل. أطلق شعاري "غلاسنوست" و"بريسترويكا" وترجمتهما التقريبية "الشفافية" و"إعادة بناء الأسس التي يقوم عليها النظام"، لكنه إكتشف أنّ الخلل بنيوي وأن العلة أعمق بكثير مما يعتقد خصوصًا بعد إنهيار جدار برلين في تشرين الثاني- نوفمبر 1989. قبل ذلك، وقع حدث في غاية الأهمية تمثل في سقوط النظام الماركسي في ما كان يسمّى اليمن الجنوبية نتيجة فقدان الإتحاد السوفياتي القدرة على التحكم باللعبة السياسية والتجاذبات داخل البلد. حصل ذلك في الثالث عشر من كانون الثاني- يناير 1986. لم تجد موسكو بدًّا من اللجوء إلى البحرية البريطانية لإخراج رعاياها من عدن. وتولى يخت الملكة، وكان إسمه "بريتانيا" نقل المواطنين السوفيات إلى شاطئ الأمان. تبين في حينه أن عبارة الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ عن أن "الإمبريالية نمر من ورق" تنطبق على الإتحاد السوفياتي وليس على الدول الرأسمالية على رأسها الولايات المتحدة.

 أما الأمر الثاني الذي يفترض أن يتذكره أولئك الذين يعتقدون أن روسيا إستعادت قدرتها على منافسة الولايات المتحدة، فهو أن حجم الإقتصاد الأميركي، على الرغم من ارتفاع أسعار النفط الذي يصب في مصلحة روسيا، يفوق حجم الإقتصاد الروسي بست عشرة مرة تقريبًا. إستنادًا إلى مجلة "ايكونوميست" الجدية يبلغ حجم الإقتصاد الأميركي 12 ألف مليار (بليون) و417 مليون دولار في حين أن حجم الإقتصاد الروسي في السنة 2008 هو 764 مليار (بليون) دولار! وتأتي روسيا خلف كل من اليابان وألمانيا والصين وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وكندا والهند والبرازيل وكوريا الجنوبية والمكسيك. وتتقدم روسيا في حجم إقتصادها على أوستراليا وهولندا وسويسرا وتركيا... نعم حجم الإقتصاد للبلد الصغير الذي إسمه سويسرا أكبر من حجم الإقتصاد التركي.

ماذا يعني ذلك كله؟ يعني أن روسيا قادرة على المناورة في مناطق قريبة منها مثل جورجيا معتمدة على الأخطاء التي ترتكبها إدارة أميركية في آخر أيامها ورئيس جورجيا ميخائيل سكاشفيلي الذي أساء التصرف، بل تصرف برعونة، عندما اعتقد أن العالم "الحر" سيهب لنجدته بمجرد أن تقدم روسيا على تحرك عسكري في إتجاه الأراضي الجورجية. حتى الآن، لا يزال كبار المسؤولين الأميركيين يؤكدون أن لا مجال لأي عمل ذي طابع عسكري للرد على التصرف الروسي. واكتفت الإدارة الأميركية بتصعيد لهجتها وبتوقيع إتفاق مع بولندا في شأن "الدرع الصاروخية" التي يعترض الروس عليها.

ليست روسيا وحدها التي تحاول الاستفادة من الضعف الأميركي في الأشهر الأخيرة من إدارة بوش الإبن. إيران تحاول ذلك ومعها النظام السوري. لم تكن "غزوة بيروت" الأخيرة التي نفذها "حزب الله" في أيار الماضي سوى جانب من المحاولات الهادفة إلى استغلال هذا الضعف وفرض واقع سياسي جديد في لبنان مبني على تغيير في التوازنات الداخلية. لم ينجح المحور الإيراني- السوري في ذلك كليًا بعدما تبين أن لبنان يقاوم وأن اللبنانيين الشرفاء على استعداد للمقاومة وأنهم لم يراهنوا يومًا على الإدارة الأميركية ولا على غيرها في معركة الحرية والسيادة والاستقلال التي لا تزال مستمرة. وإذا كانت زيارة الرئيس بشار الأسد الأخيرة لروسيا تعني شيئًا، فإنها تعني أن المقارنة بين روسيا وجورجيا من جهة وبين سوريا ولبنان من جهة أخرى ليست في محلها وهي مبنية على حسابات خاطئة ليست في مصلحة سوريا والسوريين ولا لبنان واللبنانيين، خصوصًا متى نظرنا عن قرب إلى المشاكل الداخلية التي تعاني منها سوريا وفي مقدمها المشاكل الإقتصادية والإجتماعية، فضلا بالطبع عن مشكلة النظام في حد ذاته والعائدة الى طبيعة تكوينه. إنها مشاكل لا يمكن حلّها عن طريق أخذ لبنان رهينة، تارةً عن طريق الإستفادة من الحرب الباردة وطورًا عن طريق صفقة مع الأميركيين بعد انهيار الإتحاد السوفياتي ودائمًا عبر التلويح لإسرائيل بأنّ أيّ نظام آخر في دمشق سيكون أسوأ من النظام الحالي بالنسبة إليها. على العكس من ذلك، إنّ التعاطي مع الأرقام والواقع، يمكن أن يعفي النظام السوري من متابعة لعبة الإبتزاز التي سترتد عليه عاجلا أم آجلا.

لا تزال الولايات المتحدة، على الرغم من غرقها في الوحول العراقية وعلى الرغم مما تواجهه في أفغانستان وما ستواجهه من مشاكل ضخمة في باكستان قريبا، القوة العظمى الوحيدة في العالم. ولا تزال قادرة على ممارسة ضغوط على دولة مثل روسيا، لا بد أنها تدرك أن ثمة حدودًا معينة لا تستطيع تجاوزها. من لديه أدنى شك في ذلك، يستطيع أن يطرح على نفسه السؤال الآتي: مع من تريد روسيا عقد صفقة في شأن مناطق نفوذها في البلقان والقوقاز؟ مع من يريد النظامان الإيراني والسوري التفاهم في شأن ضمان مستقبلهما والنفوذ الإقليمي الذي يحلمان به؟ أليس مع الولايات المتحدة وليس مع غيرها؟ أليس مع "الشيطان الأكبر" الذي لا يتوقف عن ارتكاب الأخطاء... من منطلق أنه قادر دائما على استيعاب نتائجها. من قال إنه ستقوم قيامة لأميركا بعد هزيمة فيتنام في نيسان- أبريل من العام 1975؟ هل روسيا أقوى من الاتحاد السوفياتي كي تنتصر على الولايات المتحدة؟ أم يعتقد النظام السوري أنه قادر على صنع الفارق وأن يقدم لروسيا ما تحتاجه كي تستعيد وضع القوة العظمى؟ هناك مثل فرنسي يقول: إن المزحات القصيرة هي أفضل المزحات. الأمل أن تكون المزحة الأخيرة قصيرة إلى أبعد حدود وذلك من باب الحرص على سوريا العربية والشعب السوري الشقيق لا أكثر.

 

فراكة جنوبية

يحيى جابر

صهر الجنرال يريد استرداد جزين، والجنرال يخالف زوج ابنته بأنه يريد تحرير جزين...

اما حليف الجنرال وصهره، النائب علي بزي "فصرخ: لا استرداد ولا تحرير ولا تغرير... جزين ستبقى عروستنا ولن نسمح بعودتها إلى أي بيت للطاعة.

الاسترداد يعني أن جزين رهينة.. إذاً من هو الخاطف؟. التحرير يعني أنه ثمة محتل.. حسناً من اغتصب جزين؟. الله يوفق الجنرال بمشواره الى الجنوب كعسكري ليتذكر.. أو كماروني يمثل طائفته ويزور الطائفة الشيعية لتأكيد العيش المشترك، عفوًا العيش الواحد.. أو باسمه الشخصي كميشال عون ليسلّم على من كانوا له عونًا وسندًا.. وبصدق، مباركة تلك الزيارة التاريخية من لبناني ليتعرف على لبنانه.. بلا حسد ولا ضيقة عين.. أهلا وسهلا بالضيف في جنوب الجنوب كرئيس لتيار سياسي إكتشف متأخرًا أن هناك أرضًا تستحق الزيارة وأن ينشط ناشطوه في العمل السياسي والبلدي والانتخابي في وقت وزمن ثمة تيارات حزبية وسياسية من أبناء تلك البلاد المحرومين والمحاربين والممنوعين من التعبير عن أفكارهم السياسية بسبب المحدلة العملاقة.. المحدلة نفسها التي مهدت الطريق أمام الجنرال وهم بالمناسبة كانوا من أوائل المقاومين..  يروى أن وليمة الغداء التي أقيمت على شرف الجنرال وصحبه، كانت غنية.. من الهريسة التي أحبها جبران باسيل لانه يحب فعل الهرس.. وأطيب مجدرة حمرا أكثر أحمرارًا من علم "الحزب الشيوعي" الحليف طبعًا.. ويقال إنّ الجنرال أخذ على خاطره وكاد يغادر العزيمة والمعازيم لانه تشلفط وتحرحر من الفراكة الجنوبية بسبب قرون الحر التي دقها علي بزي مع دق اللحمة على البلاطة بواسطة مطرقة رئيس المجلس التي حولها الى دقماقة..

مباركة زيارة الجنرال نصارى الجنوب ولكن هل يحق للحكيم بزيارة؟ مباركة زيارة الجنرال الى الجنوب، شرط أن لا يشتم أهل الشمال!.

 

الآمال ووقائع معقدة

مصطفى علوش    

بالعودة الى تاريخ الاجتماع الإنساني نرى أن دور النخب التي يفرزها أي مجتمع هي التي تكون مخوّلة قيادة حركة التغيير والتطور وذلك لتسلحها بالعلم والمعرفة والتجربة وسعة الأفق. كما ان تقدم أي شعب يعتمد في شكل حميم على قوة وجود النخب فيه. أما «الشعبوية» فهي حركة تعتمد على «نبض» الجماهير وتركب عادة موجاتها على موجات التيار الشعبي. وهذه الحركة في السياسة لا تسعى الى ضبط إيقاع الأداء الجماهيري على أي من البرامج ذات الطابع الاستراتيجي، لأنها لا تملك عادة أي رؤية فكرية مستقبلية، بل انها تلجأ الى تمجيد الأفعال العشوائية المعبرة عن غضب الجماهير وتنساق وراءها سواء كانت على حق أم على باطل. وبما ان العشوائية الجماهيرية تميل عادة الى المغامرة، فإن الحركة السياسية الشعبوية تلجأ الى تمجيد المغامرين على اعتبار انهم «أبطال العمل الجماهيري» فتتجاوز بذلك كل أوجه العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتغطي نفسها بشعارات تدغدغ المشاعر الشعبية مثل شعارات: «النصر والتحرير والمنعة والبطولة والشهامة والكرامة والقوة والحق والمقاومة».

نشأت حركة 14 آذار على خلفية انتفاضة الاستقلال التي أجبرت أحد أكثر الأنظمة ظلامية  وارهاباً على الخروج من لبنان، وقد أتت هذه الحركة لتؤكد على أن ثلاثة عقود من الاضطهاد السياسي والأمني والاقتصادي فشلت في تطويع إرادة اللبنانيين وإجبارهم على العدول عن ميلهم الفطري الى الحرية.

ولكن لا بد من العودة الى دراسة نقدية لأداء قوى 14 آذار حتى نتمكن من تصويبه ومن ثم إخراج قسم كبير من النخب اللبنانية من واقع الحيادية السلبية التي وقعت في فخها بعد وقت قصير من المشاركة الحاسمة في انتفاضة الاستقلال، كما لأن هذا قد يساعد على الخروج من حالة الإحباط التي أفرزتها نتائج غزوة السابع من أيار (مايو).

فخ الحساسيات الطائفية والمناطقية

على رغم الانطلاقة تحت شعارات مثالية، وقعت قوى 14 آذار وبسرعة في فخ الحسابات الانتخابية والطائفية والمناطقية مما منعها من معالجة حالة الانفصال العوني على مستوى القواعد (مع أخذ واقع اتفاقات العماد عون المسبقة بالحسبان). لذلك فإن حسابات الأحجام الشخصية للزعامات طغت على الحسابات الوطنية، ما أسقط الحصانة الأدبية عن هذه الزعامات وجعلها في موقع التساوي مع الزعامات الأخرى في سعيها الى السلطة بغض النظر عن الشعارات التي تحملها.

فخ الأوهام

شكل وهم إدخال «حزب الله» في المعادلة اللبنانية وطمأنته بالمشاركة في السلطة من ناحية وبالمزايدة الكلامية على مبدأ المقاومة من ناحية أخرى، وضعاً أدى الى تفاقم ظاهرة التيار العوني وما تبعه من نجاحات انتخابية واستقطابية لا نزال نعاني من تداعياتها حتى بعد الانحسار الواضح للظاهرة العونية في الآونة الأخيرة، وهذه الحالة لا تزال تشكل حتى الآن غطاء «وطنياً» لمشاريع «حزب الله» العابرة للأوطان، ولا شك في ان الحسابات الشخصية لبعض قيادات قوى 14 آذار كانت قد لعبت بعض الدور في بناء هذا التحالف. واليوم وبعد سقوط آخر أوهام امكانية انخراط هذا الحزب في المعادلة السياسية خارج إطار السلاح بعد غزوة السابع من أيار أصبحت الحاجة أكثر الحاحاً الى رسم مسار طريق فرضي لمعالجة هذا الواقع.

فخ الشعبوية

لا شك في أن قوى 14 آذار، وفي خضم صراعها المرير مع قوى 8 آذار، استدرجت الى الدخول في سياسات شعبوية مشابهة لما مارسه خصومها وذلك في محاولة للدفاع عن النفس وبناء توازن رادع للعدائية التي اعتمدتها القوى المتحالفة مع النظام السوري في لبنان. ولا شك أيضاً في أن هذا الواقع أدخل بعض 14 آذار في حلقة مفرغة يصعب الخروج منها بسهولة.

خسارة النخب

لا شك في أن كل ما سبق، أدى الى ابتعاد النخب والكثير من الشباب عن دائرة قوى 14 آذار، فقد شعرت هذه الفئات بأن قيادات هذه القوى قد جنحت في شكل واضح عن الآمال النظرية التي تصورتها هذه النخب من خلال مشاركتها في انتفاضة الاستقلال. كما ان انشغال هذه القيادات، عن قصد أو غير قصد، عن إشراك النخب في مسألة إنضاج الرؤية السياسية أدى الى دفعها الى الحيادية في الاصطفاف السياسي حول قرارات لم تشارك هي في صناعتها، على رغم أهليتها لذلك.

فخ النفس القصير

لقد تصور المشاركون في 14 آذار 2005 ان الانتصار النهائي قد تحقق بشكل كامل، وأن الغد سيكون محسوماً لمصلحة آمال ثورة الأرز التي لخصتها ثلاث كلمات: «حرية، سيادة، استقلال»، وهذا الوهم وضع الجميع في مرحلة انتظار مرضية في وقت كان الطرف الآخر يلتقط أنفاسه وسيعيد التموضع لينطلق في كثير من المواقع الى مرحلة الهجوم المضاد الذي تمت ترجمته لاحقاً في محاولات تعطيل المحكمة الدولية وإدخال «التيار الوطني الحر» في تحالف 8 آذار ومسلسل التعطيل المنهجي للمؤسسات ومسألة «فتح الإسلام» واستمرار مسلسل الاغتيال، وإدخال الوضع في متاهات المبادرات والوساطات والاجتهادات الديبلوماسية وما غزوة السابع من أيار إلا وجه من وجوه الهجوم المضاد للمعسكر السوري - الإيراني. هذا بالإضافة الى استمرار التعقيدات الإقليمية في ايران الى العراق الى فلسطين مما وضع المسألة اللبنانية في موقع ثانوي أحياناً، أو على الأقل بالتساوي مع باقي الملفات.

جاذبية الشعارات المضادة

على رغم تشديد 14 آذار على شعارات براقة مثل الحرية والديموقراطية، والتي كانت على مدى عقود قبلة أنظار وشعار نضال معظم القوى الحية في المجتمع العربي، بقيت الشعارات الحماسية مثل العزة والمنعة والمقاومة والنصر والتحرير... أكثر جاذبية لمسمع المواطن العربي مما وضع قوة 14 آذار في موقع الاتهام لمجرد كونها تواجه من أتقن استعماله و «حزب الله» هو المثل الصارخ في اتقان مجالات الشعارات الشعبوية.

لقد حاولت قوى 14 آذار في مؤتمرها الأول تقديم اجتهادات وأطر لصنع حالة جبهوية قادرة على مواجهة التحديات المطروحة في المقال، فنجحت جزئياً في إيجاد حالة جديدة من الجدل الفكري وتمكنت من اجتذاب مجموعة من النخب للمشاركة في صنع قرارها، كما أنها وضعت الطرف الآخر للمرة الأولى في موقع رد الفعل، ولكن كل ذلك تم تجاوزه من خلال الانقلاب العسكري الذي نفذه «حزب الله» في السابع من أيار، فوضع لبنان أمام وقائع جديدة ستجبر قوى 14 آذار على البحث عن تعديل في المسار بناءً على المعطيات. وقد يشكل هذا الانتقال بعض الارتباك والإحساس بالرغبة في إعادة التموضع لتأمين «السلامة» الشخصية، ولكن هذا سرعان ما سينجلي لوجود قناعة مبنية على التجربة بأن عنصر القوة الوحيد لهذه القوى هو التمسك بالمبادئ الاستقلالية والالتزام بتوحيد الرؤى للمواجهات المقبلة.

المحصلة

بناء على كل ما تقدم، فإنه أصبح واضحاً ان الشعور بالأمان كان مبكراً، وأن الحاجة هي كبرى الى اعادة التشاور وبناء استراتيجية جديدة لقوى 14 آذار تتضمن خطاباً سياسياً واضحاً قادراً على شد عصب جمهورها من جهة، وقادراً على اجتذاب عناصر المجتمع المحيدة ووضعها في موقع القرار في قلب 14 آذار. قد تكون الانتخابات النيابية هي المحطة التي ينتظرها الجميع ظاهرياً، ولكن المنطقة ستكون حبلى بالأحداث التي يمكنها ان تقلب المعطيات السياسية والعسكرية في شكل حاسم وعلى القوى السياسية في لبنان أن تكون مستعدة لكل الاحتمالات.

 

التقويم سابق لأوانه

رامي الريس

تبدو مسألة تقويم تجربة 14 آذار شائكة جداً لأسباب عدة أولها لقصر المدى الزمني لهذه التجربة التاريخية التي لم يتعد عمرها ثلاث سنوات ونيف، وثانيها لـداخل المعاني السياسية المرتبطة بها على أكثر من صعيد، وثالثها لترابطها بمفاهيم وتوقعات شعبية عبرت عن نفسها في محطات متلاحقة وسعت الى تظهـير نفسها ضمن أطر التعـبير المتعارف عليها.

وإذا كان من الصعب امتداح تجربة يعتبر الكثير من اللبنانيين أنهم شاركوا في صنعها، فمن الأرجح أنه سيكون من الأصعب نقد هذه التجربة لأنها أقرب إلى العمل السياسي الجبهوي منها إلى العمل الحزبي المؤطر، ولأنها أقرب إلى المـثاليات والطمــوحات منها إلى مشاكسات الواقع السياسي وعثراته اليومية، ولأنها في الوق ذاته تجربة ديموقراطية متنوعة مطلوب منها دائماً أن توفق بين تقديم الرؤيا الموحدة حول الثوابت الوطنية الكبرى وبين أن تحمي، بفعل تركيبتها المتنوعة، هوامش الحرية لمكوناتها السياسية من دون أن يؤدي ذلك إلى التفرقة والانقسام.

لقد تبلور مفهوم 14 آذار في الوجدان الشعبي على أنه حركة وطنية استقلالية تنادي بدولة لطالما تعثر قيامها، وتطالب بتطبيق القانون بعيداً من الاستنسابية، وتسعى لمساواة حقيقية بين اللبنانيين بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية. هذه الحركة المليونية التي رفعت شعار «لبنان أولاً» كانت نتاج تراكمات تاريخية عنوانها الرئيسي إجهاض مشروع الدولة لحساب احتلالات ووصايات خارجية تلاحق مصالحها الخاصة من دون هوادة. هي كانت انتفاضة عفوية تريد أن يكون لبنان، شأنه شأن كل البلدان، فيه دولة تمثل الصالح العام ولا تمثل مجموع المصالح الخاصة، دولة لا تسعى لإثبات حضورها لأنها حاضرة بالقوة وبالفعل، دولة لا تكون الحلقة الأضعف بين مجموعة دويلات مختلفة التلاوين والهويات والرؤى والمشاريع.

السؤال الأبرز الذي يتبادر إلى الذهن: أين نحن اليوم من هذه الشعارات، وإلى أي مدى نجحت القوى السياسية اللبنانية من الاقتراب من هــذه الأحلام؟ لا شك في أن إخلال بعض الأطراف ببديهيات قواعد اللعبة السياسية والديمقراطية والذي تم التعبير من خلال التعطيل المؤسساتي والدستوري لفترة زمنية تجاوزت السنة ونصف السنة قد حــول مجرى الصراع من مكان إلى آخر، تحديداً من المؤسسات إلى الشارع الذي تمت تغذيته وحقنه وتوتيره في شكل يعدّ سابقة ما جعل مجرد العودة للاحتكام إلى المؤسسات مسألة فيها الكثير من المغامرة بفعل فقدان الثقة المتبادلة مع كل ما رافقها من خطاب تخويني ترك آثاراً في غاية السلبية.

إلا أن الأخطر من كل ذلك كان عمق الربط الذي حصل بين الأزمة اللبنانية وبين أزمات ومشاكل إقليمية معقدة حتمت في مرات عدة تأجيل الحل السياسي لأسابيع وأسابيع. وهذا ما جعل التفاوت بين اللاعبين على أرض الملعب ذاته يتوسع. فحتى الكلام الكثير الذي صدر حول ارتباطات 14 آذار الخارجية، أثبتت الأحداث عدم صحته، فهذه القوى لم تنل من الدعم الخارجي سوى الكلام المعسول في الوقت الذي كانت قوى لبنانية أخرى تنال الدعم العسكري والمادي بما لا يقدر من أثمان.

لعل 14 آذار دفعت ثمن التزامها بمشروع الدولة في الوقت الذي كانت دويلات أخرى تنمو باطراد على حساب الدولة المركزية الهشة. كما أنها ربما دفعت ثمن التزامها بالأصول السلمية والديموقراطية والمؤسساتية في الوقت الذي كانت قوى أخرى تلجأ لممارسة كل أشكال الترهيب النفسي والسياسي كقطع الطرق واحتلال الساحات وإقفال المؤسسات

 ولعل 14 آذار، بسبب حرصها وإصرارها على حماية تنوعها الداخلي وصيانته، قد بينت في بعض الأحيان عن تردد أو ارتباك في الوقت الذي كانت قوى أخرى، بفعل تركيبتها الحديدية الصارمة، قادرة على اتخاذ قرارات تنتقل بانسيابية شديدة من رأس الهرم إلى أسفله.

ولكن ماذا كان الثـمن المقابــل لو أن 14 آذار تخلت عن هذا النهج في تعاطيها وذهـبت باتــجاه اعتماد الأساليب الأخرى؟ عندئذ، تكون قد سقطت في الفخ، أي الذهــاب في اتــجاه عناوين هي مناقضة لكل مبادئها السياسية: الحرب، اللادولة، التعطيل، التشرذم.

ليس هذا الكلام يهدف إلى تبييض صفحة 14 آذار من أخطاء أو هفوات أكيدة. وليس الهدف أيضاً إلقاء اللوم على أطراف أخرى كانت لها مساهمتها الحتمية في انسداد كل الآفاق السياسية، بل الهدف الحقيقي هو تسليط الضوء على هذه التجرية الجديدة في الشكل والمضمون.

سيكتب الكثير لاحقاً عند تأريخ هذه المرحلة الدقيقة والمفصلية من تاريخ لبنان. وستتباين الرؤى في تقويم هذه المحاولة الاستقلالية الجادة. ولكن الأكيد ان هذه المحاولة كانت صادقة وعفوية وشعبية، بينما كل العثرات التي وضعت في طرقها كانت تأتي تنفيذاً لمشاريع خارجية، وهذه ليست عودة إلى اللغة التخوينية بقدر ما هي قراءة موضوعية للتداخل الإقليمي - المحلي في الأزمة اللبنانية.

الأكيد أن هذه التجرية تستحق كل بحث ودراسة لأنها جسدت الحلم اللبناني الذي لم يتحقق بعد، وهذا ما يجعل حركة 14 آذار مستمرة بالضرورة.

* مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس تحرير جريدة «الأنباء» اللبنانية

 

قائد الجيش في لبنان: منصب سياسي أم عسكري؟

الياس حرفوش    

ليس مستغرباً أن تدخل مسألة اختيار قائد جديد للجيش اللبناني ساحة البازار السياسي، على رغم التمني الذي اطلقته قيادة الجيش بعدم زج هذا الموضوع في اطار المشاكسات السياسية المستمرة بين الاحزاب والقيادات، والتي لم يخفف من حدتها تشكيل ما عرف بحكومة الوحدة الوطنية.

فموقع قيادة الجيش، الذي لا يزال بين المواقع الرئيسية التي حُفظت للطائفة المارونية، تحوّل خلال العقد الماضي، منذ انتقال العماد اميل لحود من مكتب القيادة في اليرزة الى قصر الرئاسة في بعبدا، الى ما يشبه «المصنع» لفخامة الرئيس المقبل. من هنا تسليط الضوء الآن على هذا الاختيار، على رغم ان عهد الرئيس ميشال سليمان لا يزال في بداياته، وعلى رغم ان سابقة التجديد الرئاسي باتت تقليداً لا يستنكف عنه الا من لم تسمح لهم الظروف بهذا التجديد، مع أن العوائق الموضوعة في الدستور اللبناني يفترض ان تعيق امكان تمديد ولاية رئيس الجمهورية المحددة بست سنوات.

ولا تنبع اهمية اختيار القائد الجديد للجيش من هذا الاعتبار وحده، بل تعززها الادوار التي باتت منوطة بالجيش في هذه المرحلة، سواء في مجال حفظ الامن الداخلي او في مجال متابعة تنفيذ القرار الدولي رقم 1701 الذي يحفظ السلم على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، وحيث يعطي هذا القرار للجيش دوراً يساوي، ان لم يكن يفوق، الدور الذي تلعبه قوات الطوارئ الدولية في تلك المنطقة. وفي الحالين، الداخل والجنوب، يفتح أي دور يلعبه الجيش المجال لتفسيرات مختلفة، تسجّل في خانة السياسة، لا في خانة المهنية والاحتراف العسكريين، وهو ما ظهر في أحداث منطقة الطريق الجديدة في بيروت في الايام الاخيرة، واتهامات «الانحياز» التي يتعرض لها دور الجيش من هذا الفريق او ذاك، وما يتكرر ظهوره في الجنوب، في ما يتعلق بتهريب الاسلحة الى «حزب الله» في المنطقة الحدودية، وهو ما نفاه الجيش وقيادة «اليونيفيل» تكراراً.

لكن النفي لا يغير من طبيعة الاتهامات، مثلما ان بيانات التمني على السياسيين بعدم اقحام الجيش في صراعاتهم ليست اكثر من مواقف تفرض وظيفة الجيش عليه اعلانها. فالخلط القائم بين الدور السياسي والعسكري لقائد الجيش بات واضحاً للجميع بعد ان تعطلت العملية السياسية في لبنان بفعل ارتهانها الى القوى الامنية والاستخباراتية، سواء في ظل حقبة الوصاية السورية او كنتيجة لـ «الحروب» التي خاضها العماد ميشال عون كقائد للجيش، على اثر تكليفه رئاسة حكومة انتقالية سنة 1982، وخصوصاً تلك التي اطلق عليها «حرب التحرير» والتي مهدت لهزيمة الجيش على يد القوات السورية، واختراقه من الداخل.

ومع المرحلة الجديدة التي يعيشها لبنان تتعزز الآمال بدور للجيش وقيادته يفصل الولاء للسياسيين عن الولاء للوطن. لكن ضباط الجيش، كما هو معروف، قادمون من بيئات مختلفة باختلاف ولاءاتها السياسية وهوياتها المذهبية، وبالتالي فإن قائد الجيش سوف يأتي حكماً من بيئة من هذا النوع. ومن هنا تنازع الزعامات السياسية، في السر والعلن، ومحاولاتها اذا استطاعت، تقديم حظوظ احد المرشحين من الضباط وإضعاف حظوظ سواه.

من حيث المبدأ يبدو المخرج الذي اقترحه وزير الدفاع الياس المر لمأزق اختيار قائد للجيش مخرجاً مهنياً وعملياً، اذ أكد ان هذا الاختيار سيخضع «للمعايير العسكرية والتقنية»، وسيأخذ في الاعتبار التراتبية العسكرية والاقدمية بين الضباط، فضلاً عن ان هناك اتجاهاً داخل مجلس الوزراء الى اعطاء الرئيس ميشال سليمان، الذي سيشغل القائد الجديد مكتبه في اليرزة، دوراً رئيسياً في هذ الاختيار، باعتباره ادرى بشؤون المؤسسة التي تولى قيادتها عشر سنوات. واذا سارت الامور في هذا الاتجاه يكون اختيار قائد الجيش اول تأكيد من العهد الجديد على إبعاد الوظيفة العامة، خصوصاً في المناصب الرئيسية، عن المصالح السياسية، ولإعادة الجيش الى دوره الأمني، والسياسيين الى مناكفاتهم الانتخابية.

 

يسعى الى تطويبه على التمثيل المسيحي الجزّيني ويتجاهل الـ1701 وتيّاره يهاجم البطريرك.. ولديه دعوة الى طهران

الجنرال "مهاجراً" الى الجنوب يطلب "اللجوء السياسي" هناك

المستقبل - الاثنين 25 آب 2008 - نصير الأسعد

أن يزور رئيس "تكتّل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الجنوب، فذلك حق له بوصفه مواطناً لبنانياً من ناحية وبوصفه رئيساً لتيار سياسي من ناحية ثانية، علماً أن هذا الحق ليس متاحاً لقادة 14 آذار وشخصياتها في هذه المنطقة من لبنان الداخلة في نطاق "الأمن القومي لحزب الله".

"إسترداد" جزين ماذا يعني؟

أما أن يزور الجنوب من أجل "إسترداد" جزين، فذلك ـ على ما يبدو ـ شأن من شؤون العلاقة بينه وبين حلفائه. لم يوضح الجنرال ولا الناطق الحصري باسمه ما المقصود بـ"استرداد" جزين. هل هو إعلان بأن جزين كانت في أسر حليفَيه الشيعيّين "حزب الله" و"حركة أمل"؟ وما المعنى الفعلي لـ"تحريرها" من ذلك الأسر؟ هل المقصود أن الحليفين قررا تفويض الجنرال بجزين وفوّضا إليه تمثيلها السياسي في المرحلة المقبلة؟ وأي معنى لـ"استرداد" جزين اذا كان هذا الاسترداد مجرد عملية تسليم وتسلّم لا تمرّ بعملية ديموقراطية؟ وهل أن "الإسترداد" هو لـ"عقار" تعود ملكيته لعون أم "كنبيالة" مستحقة له من جهة حزبية أو من جهتين؟ وهل يمكن لـ"الاسترداد" أن يعني غير خضوع جزين لسلطة الدولة التي يفترض أن توفر الظروف الملائمة لعملية انتخابية حرة ونزيهة وديموقراطية؟ وهل يمكن "إسترداد" جزين بدون "إسترداد" الجنوب ككل أصلاً أي إستعادتها الى سلطة الدولة؟

"رائحة" انتخابية

لا يخفي العديد من المتابعين إقتناعهم بأن وراء الجولة الجنوبية لعون أمس "رائحة" انتخابية. وفي تقديرهم أن الجولة تنمّ عن احدى "صفقتين". فإما أن عون "استطاب" تفويض حليفيه له بالتمثيل المسيحي "المعارض" كما حصل في تشكيل الحكومة فذهب الى الجنوب لتأكيد الأمر. وإما أن الحليفين في صدد قرار بإدخاله شريكاً في اختيار التمثيل السياسي ـ المسيحي ـ لجزين أي في "بعضه" فقط. وفي الحالتين يريد الجنرال أن "يبيع" مقولته عن "استرداد حقوق المسيحيين".

على أي حال، إن الجزم بـ"رائحة" انتخابية لجولة عون جنوباً، لا يعني أن الصورة الانتخابية في جزين والجنوب حُسمت نهائياً منذ الآن. فأحد نواب "كتلة التنمية والتحرير" التي يترأسها الرئيس نبيه بري "إحتج" أول من أمس عشية الزيارة العونية الى الجنوب على التمهيد لها بالحديث عن "إسترداد جزين". و"على ما يبدو" إذا كان "حزب الله" الذي لم يحتجّ على الكلام عن "إسترداد" لا يمانع في "تطويب" التمثيل المسيحي الجزيني والجنوبي الى عون، فإن بري و"أمل" يمارسان قدراً من الممانعة.

بري و"أمل"

و"الممانعة" المفترضة من جانب بري و"أمل" تفيد أن تشكيل اللوائح الانتخابية في الجنوب بين طرفي الثنائية السياسية الشيعية سيخضع لـ"كباش" معيّن، خصوصاً أن احدى "المميزات التفاضلية" لبري في الجنوب كانت "رعايته" للوضع المسيحي وحرصه على تمثيل مسيحي وازن في جزين عبر نائب أو أكثر من جذور عائلية "عريقة"، وكذلك في منطقة شرق صيدا. وهذا من دون نسيان أن للجنرال تطلعاً الى "تنويب" اللواء عصام أبو جمرا في قضاء مرجعيون ـ حاصبيا ليحلّ في المقعد الأرثوذكسي بديلاً من النائب "القومي" الحالي أسعد حردان.

على أنه وفي جميع الأحوال، لا يمكن النظر الى زيارة عون الى الجنوب الاّ في مرآة العلاقة بينه وبين "حزب الله" على نحو مخصوص. وهذا ما تظهره الكلمات المتبادلة أمس في كل محطات الزيارة حيث أسبغ "حزب الله" على الجنرال معظم "الصفات الحسنى" ونصّبه "شريكاً في الانتصار" في مقابل "تبرّع" عون بالجنوب الى "حزب الله" بوصفه "أرض المقاومة والمقاومين". ..ووضعه المسيحيين في "حماية" الحزب الآلهي القويّ.

إغفال الـ1701 تزامناً مع تهديدات إسرائيل

وفي ما يتجاوز "الرائحة" الانتخابية، ثمة في زيارة الجنرال الى الجنوب أمس ما يسترعي الانتباه في مضمونها وتوقيتها.

تزامنت الزيارة مع تصاعد التهديدات الاسرائيلية للبنان. وفي خضم هذه التهديدات أعلنت إسرائيل في الأيام الماضية على ألسنة أكثر من مسؤول فيها أن القرار الدولي 1701 غير ذي جدوى وأنه "ساقط" بما أن تسلّح "حزب الله" تزايد كثيراً وإستعداداته تصاعدت أيضاً بالرغم من القرار.

إن إعلان إسرائيل من "جانب واحد" سقوط القرار 1701 هو ذروة التهديد للبنان، بل هو يكشف لبنان أمام خطر داهم. والحال أن إسرائيل التي تهدد لبنان ـ كل لبنان ـ في هذه الأيام خرقت القرار 1701 مرات عدة منذ صدوره ولم تلتزم بكامل بنوده. والحال أيضاً أن لبنان لا يمكنه الردّ على إسقاط إسرائيل للقرار 1701 إلاّ بالتمسك به وبتنفيذه وبمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الى جانب لبنان واللبنانيين. فالرد على إسقاط الـ1701 إسرائيلياً بإسقاطه لبنانياً هو خسارة الحماية التي يوفّرها. وواقع الأمر هنا، إن "حزب الله"، ومنذ نهاية حرب تموز 2006 يقدّم الذرائع لإسرائيل كي تبادر الى إسقاط القرار الدولي، سواء عبر مضاعفة التسلّح أو عبر إقامة مواقع عسكرية جديدة أو عبر إستخدام مرافق محظور استخدامها بموجب القرار لا سيما المطار.. أو عبر "التنقّل" بالمسلحين من منطقة الى أخرى في لبنان. لم يقل الجنرال عون كلمة واحدة أمس عن القرار 1701 وعن ضرورة الالتزام بتنفيذه. لكأنه يرى في إسقاطه اسرائيلياً أمراً مناسباً للبنان، أو فرصة لـ"فصل" جديد من المقاومة.

الحملة على صفير وتوقيتها

وتزامنت زيارة عون مع حملة لافتة من تيّاره على البطريرك الماروني نصرالله صفير. جرى تسديد عوني على البطريرك بدعوى انّه لا يحق له التعاطي في السياسة ولا يحق له التمثل في الحكومة أو في الجيش. جميع اللبنانيين يعرفون ان سيد بكركي لم يطلب يوماً أي تمثيل حكومي أو نيابي أو عسكري. ويعرفون انه حتى في رئاسة الجمهورية لم يقترب من الموضوع ومن التسمية إلا عندما قيل له إن مصير لبنان يتعلق به. فالحملة العونية هي اذاً على ما يعلنه البطريرك من مواقف "تنعر التيار تحت إبطه". ذلك ان البطريرك يركز في مواقفه على "الدولة" ويعتبر ان التسوية المتضمَنة في "اتفاق الدوحة" هشة الى حد ان الدولة دولتان والحكومة حصانان واحد يجرها الى الامام والثاني يجرها الى الوراء، ويرى في ما يجري على الارض نذر مزيد من التدخل "الاجنبي" في لبنان لضرب استقلاله.

على ان التزامن بين الزيارة والتعمية على القرار 1701 من جهة وبينها وبين الحملة على البطريرك من جهة ثانية، يكشف لماذا لا يستطيع الجنرال مخاطبة "البيئة" المسيحية أو "الكتلة" المسيحية بمواقفه ـ كما تطرق اليها في الجنوب ـ في "المراكز" السياسية المسيحية في جبل لبنان.

"الهجرة".. والدعوة الى إيران

لا مبالغة في القول إن عون بزيارته الى الجنوب أمس انما "هاجر" سياسياً من جبل لبنان، من مراكزه المسيحية. فهو في الجنوب يحاول "أخذ" التمثيل المسيحي إن منّ حليفاه عليه به، لكنه "يعطي" المسيحيين لسياسة حليفه الأبرز "حزب الله". أما في جبل لبنان فإن "أخذ" التمثيل المسيحي سيكون شاقاً إن لم يكن مستحيلاً، خاصة من خارج الثوابت المسيحية واللبنانية. وبهذا المعنى، كانت زيارة الجنرال الى الجنوب بمثابة "هجرة" سياسية ومواقفه كانت بمثابة طلب " لجوء سياسي" في الجنوب.. مع انه عاد الى الرابية. غير ان حاصل جمع تجاهل الـ1701 والحملة على البطريرك والهجرة السياسية من جبل لبنان، تكشف ما يساويه ـ أي حاصل الجمع ـ وهو الدعوة التي تلقاها الجنرال يوم الجمعة الماضي لزيارة إيران. لكأن من شروط ذهابه الى طهران أن يكون حيث كان وأن يقول ما قال وأن يقدّم ما قدم.

 

حزب الله" وحلفاؤه: لعبة الدوران في "المربع الأول"!

المستقبل - الاثنين 25 آب 2008 - محمد مشموشي

سيكون على اللبنانيين أن يراقبوا جيدا، بل وجيدا جدا، ما يطفو على السطح من كلام سياسي على هامش قضاياهم الوطنية والحياتية. فليس كل ما يقال ساذجا، أو حتى تافها، يدخل في سياق المناكفات التقليدية بين القوى السياسية، بل يعبر عن خطط ـ سياسات فعلية ـ لا تخرج في شيء عما عانوا منه، وعانت منه البلاد، في السنوات القليلة الماضية. فلا الدعوة الى توسيع حجم طاولة الحوار، وزيادة مهامها لتشمل ما سمي بـ"استراتيجية قيام الدولة القوية" و"استراتيجية البناء الاقتصادي ـ الاجتماعي"، هي دعوة بريئة كما تبدو في الظاهر، أو تلبية لمطلب شعبي، ولا كذلك هو الاصرار على معرفة مهام نائب رئيس الحكومة وتحديدها، ولا طبعا الحديث عن "استغياب" هذا أو ذاك من الوزراء عن رحلة قام بها رئيس الحكومة الى بلد عربي أو أجنبي. ذلك كله، وغيره مما سيتكشف يوما بعد يوم، ليس الا رأس "جبل الجليد" المصنوع بعناية، ليبدو لاحقا أن شيئا كثيرا في صلب القضية الوطنية للبنان لم يتغير بعد.

في أصل الحكاية، أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله قال "أعطوني الدولة القوية والقادرة والعادلة وخذوا سلاحي". ثم انه طرح ما وصف بـ"الاستراتيجية الدفاعية" التي توقف البحث فيها، من دون نتيجة، عشية عدوان تموز/ آب العام 2006. وغداة انتخاب رئيس الجمهورية، وخطاب القسم الذي تحدث فيه عن "الاستفادة من خبرات المقاومة"، طرح السيد حسن "استراتيجيتين" اثنتين في وقت واحد، احداهما للتحرير والثانية للدفاع. وها هو يضيف اليهما الآن، ولتكون جميعها على طاولة الحوار الموسعة، ما يتعلق ببناء الدولة القوية ووضع خطة اقتصادية ـ اجتماعية شاملة.

هل يعني ذلك غير العودة بالحكاية كلها (المقصود، حاضر البلد ومستقبله) الى المربع الأول الذي خبره اللبنانيون جيدا على امتداد السنوات الماضية ؟!.

لا "استراتيجية دفاعية"، الا ما يقرره "حزب الله" ومن خلفه حلفاؤه في الخارج بشأنها، بل مجرد تداول حولها وحديث عنها بانتظار اتضاح الصورة لدى الحلفاء، وتاليا لدى الحزب !.

كذلك الحال بالنسبة الى توسيع حجم طاولة الحوار وضم مقاعد جديدة اليها. فمنذ اعلان وقف اطلاق النار، وبدء حملة التخوين التي عمت الآفاق، ثم الاستقالة من الحكومة، لم يخف السيد حسن للحظة أن هدفه اشراك "قيادات ذات حيثية" (وفق التعبير الدارج) ان في ما وصف بـ"حكومة الشراكة الوطنية" التي طال الحديث عنها أو في الحوار عندما يستأنف. ومرة أخرى، فلا معنى لهذا التوسيع سوى العودة الى المربع الأول اياه ... وكأن لا اتفاق دوحة، ولا انتخاب رئيس جمهورية، ولا تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولا حتى بداية "مرحلة جديدة" تحدث عنها السيد حسن في ذكرى انتهاء العدوان، قد مر على الحياة السياسية في البلد.

وفي الحالين، مد جدول الأعمال ليدخل في أنفاق جديدة واضافة مقاعد وتاليا أسماء أخرى الى طاولة الحوار، يكون الاسترخاء في كنف عامل الزمن، وما قد يحمله من أخبار ومفاجآت، هو مركز النقاش حول الحوار (وفيه، عندما يبدأ) في الفترة الحالية. ولعل الهمس، الذي تحول لدى البعض الى تسريب اعلامي، حول ارجاء موعد الحوار الى شهر تشرين الأول أو تشرين الثاني المقبل، يكفي لتأكيد هذا المنحى.

أما على جبهة "المقاوم الرقم 2"، العماد ميشال عون، وقد زايد أخيرا على حليفه عندما ربط "الاستراتيجية الدفاعية" وليس سلاح الحزب فقط بضمان حل قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وعودتهم الى وطنهم، فقضيته مع نيابة رئاسة الحكومة لا تحتاج الى اعادة سرد.

ذلك أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" كاد يطيح باتفاق الدوحة كله وبتشكيل الحكومة، من خلال اصراره على تولي حقيبة وزارة الدفاع (واذا، نيابة رئاسة الحكومة)، ولم يتراجع عن موقفه الا بتلك "التسوية" التي اقترحها حليفه في آخر لحظة بفصل الحقيبة الوزارية عن نيابة رئاسة الحكومة.

وتماما كما هدد العماد عون بالانسحاب من مؤتمر الدوحة وعاد عن تهديده، ثم بعدم الاشتراك في الحكومة ما لم تلب طلباته وتراجع عن موقفه، فهو يعاود الكرة حاليا، ان لم يكن لتحقيق ما يعتبره "نصرا" آخر يضاف الى لوحة "النصر الالهي" المنصوبة منذ العام 2006، فلتسجيل نقطة ما لحسابه في المعركة الانتخابية التي يستعد لها منذ الآن ضد حليفه السابق ميشال المر (حول ناخبي الطائفة الارثوذكسية تحديدا) في المتن الشمالي.

ومع أنه لا صلاحيات منصوصا عليها في الدستور، ولا حتى صفة قانونية مستقلة كما يقول الخبير في القانون الدستوري الدكتور حسن الرفاعي، لمنصب نائب رئيس الحكومة، فلا يكتفي العماد بالتمسك بموقفه لجهة اعطاء صلاحيات محددة لعضو حكومته السابقة (استقال نصف أعضائها يومها) اللواء عصام أبو جمرة، بل يطالب بأن يشغل مكتبا ملاصقا لمكتب رئيس الحكومة وبأن يكون له "حق" الاطلاع على بريده ومراسلاته الخاصة.

أكثر من ذلك، اذا كان لا بد ـ ارضاء لرغبات العماد وصلاحيات زميله القديم ـ من تعديل الدستور، فيبدو أن عون وحلفاءه في الداخل والخارج على السواء لا يتورعون عن العمل من أجل التعديل حتى ولو لم يكن ذلك وقته الآن ... أو حتى لو كان من شأن فتح هذا الباب، كما يقال في العادة، أن يفتح أبواب جهنم اللبنانية كلها. لا يخفى على اللبنانيين، الى جانب ذلك كله، أن الأخطار التي تحيط ببلدهم تزداد يوما بعد يوم في ظل التهديدات التي أطلقها العدو الاسرائيلي أخيرا على خلفية البيان الوزاري للحكومة من جهة والتسريبات الاعلامية ـ المحلية بالذات ـ حول حيازة "حزب الله" لصواريخ أرض ـ جو متطورة وتهديده باستخدامها اذا ما استمرت الانتهاكات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية من جهة أخرى.

ولا يخفى عليهم أن جانبا كبيرا من هذه التهديدات يستند، في "مشروعيته" الاسرائيلية وحتى الدولية، الى ذلك الكم الكبير من "قصائد الفخر" و"التغني بالنصر" التي نظمها "حزب الله" وحلفاؤه لمجرد ايراد كلمة "مقاومة" في البيان الوزاري للحكومة. وفي سياق ذلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: اذا كان لاسرائيل أن تبحث عن ذريعة لتهديداتها، وربما لتنفيذ هذه التهديدات، في ما ورد في البيان الوزاري لهذه الجهة، فما مبرر الحزب وحلفائه لاعطاء مثل هذه الذريعة الى اسرائيل ؟!.

أم أن المسألة كلها، وفي هذه الفترة تحديدا حيث يستمر الرقص الدائري في "المربع الأول"، هي نوع من اللعب في "الوقت بدل الضائع"... حتى ولو أدى هذا اللعب ـ كما في الوقت بدل الضائع في مباريات كرة القدم ـ الى الخسارة ... والى خسارة الوطن ؟!.

 

جال في الجنوب و"حزب الله" نصبه شريكاً في الانتصارات

عون: لن نمدد لدولة كانت وراء انحدار اقتصادنا وأمننا

المستقبل - الاثنين 25 آب 2008 -دعا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى "العمل على صنع استراتجيتنا الدفاعية حتى تصبح دولتنا القادرة العادلة جاهزة"، مشيرا الى أن "الجمهورية التي نحلم بها ليست بعيدة المنال، فقوانينا جاهزة والاستحقاقات قريبة وما علينا الا ان نختار الكلمة الحق وان لا نمدد لدولة كانت وراء انحدار امننا واقتصادنا وانحدار كل مقومات الصمود الاجتماعي". جال عون أمس في الجنوب معلنا انطلاق حملته الانتخابية، ورافقه وزير الاتصالات جبران باسيل والنائب نبيل نقولا واستهل جولته الجنوبية بزيارة بلدة قانا حيث وضع على اضرحة شهداء مجزرتي قانا الاولى والثانية أكليلا من الزهر، وكان في استقباله النائبان عبد المجيد صالح وحسن حب الله ومسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" نبيل قاووق ومسؤول الارتباط وفيق صفا ورئيس بلدية قانا محمد العطية وحشد من أهالي الشهداء.وبعد جولة في أرجاء متحف شهداء قانا حيث مكان المجزرة الاولى، إنتقل الى أضرحة شهداء المجزرة الثانية حيث ألقى تصريحا مقتضبا قال عاهد فيها الشهداء على "المحافظة على قدسية شهادتهم وعلى كرامة التراب الذي يحتضن جثامينهم".

ومن قانا إنطلق عون والوفد المرافق الى بلدة رميش حيث شارك في القداس في كنيسة التجلي ووضع إكليلا من الزهر على ضريح اللواء الشهيد فرنسوا الحاج. والقى كلمة قال فيها: "يا أهلي في رميش والجوار، أتيت اليوم لألتقي معكم، وأحسست أن الطبيعة تغيرت وقلوبكم لم تتغير، لواؤنا البطل فرنسوا الحاج كان أخا رافقني في الليالي السود وعاش كل حياته يدافع عن لبنان، واليوم نسمع من يسيء إلى فرنسوا ورفاقه".

ورأى ان "الفكرة الشاملة للوطن تتجسد في المؤسسة العسكرية"، وقال: "ان دماء شهدائنا من الجيش والمقاومة امتزجت لكي تعطينا السيادة والاستقلال".

ثم توجه الى بلدة بنت جبيل، حيث أقام "حزب الله" له حفل استقبال جماهيريا في المهنية، وألقى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي بزي كلمة، شدد فيها على "الحفاظ على كل عناصر القوة التي يجب ان يتمتع بها لبنان والتي تأتي في طليعتها المقاومة فكرا ونهجا وثقافة وعقيدة وحياة"، مجددا "الدعم والوعد والعهد على الحفاظ على الوحدة الداخلية وعلى صيغة العيش المشترك التي عبر عنها الامام المغيب السيد موسى الصدر انها افضل وجوه الحرب ضد العدو الصهيوني".

وقال: "اننا في لبنان محكومون شئنا ام ابينا في التوافق والوفاق والشراكة وليس على الاطلاق بالغلبة والهيمنة والتفرد والتسلط والاستئثار"، معتبرا ان "هذا الوطن هو لكل اللبنانيين ولا نريده وطنا طائفيا او مذهبيا او مناطقيا".

فضل الله

بدوره، ألقى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله كلمة قال فيها: "استميحك عذرا أيها الجنرال ان استعيد في هذه اللحظة المفعمة بالفرح والاعتزاز، الموقف المبدأ حينما نقلت اليك وانت في منفاك الباريسي لابلغك رسالة اميننا العام سماحة السيد حسن نصر الله الذي قال لك فيها انك صادق وشريف، وحين نصادقك نصادقك بشرف، وقد صدقت العهد حينما اعلنت حينها على الملأ وأنت في المنفى وقبل التفاهم، انه حينما تعتدي إسرائيل أو أميركا على المقاومة وعلى لبنان ستكون إلى جانب المقاومة والى جانب وطنك".

أضاف: "قد صدقت العهد مع صادق الوعد ونحن هنا وإياك اليوم كما سميتها وأنت تأتي إلى الجنوب، في ارض المعركة والانتصار، لنؤكد انك شريك في النصر".

واعتبر فضل الله أن "هذه الشراكة التي وضعنا لها مدماكا أساسيا في التفاهم ما بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" توجت في مواجهة العدو بالنصر على العدو وعلى المستوى الداخلي بشراكة التوافق الوطني من خلال ما أرسيناه في اتفاق الدوحة لنكون شركاء مع كل المخلصين في هذا الوطن، ولنثبت منطق الشراكة الوطنية التي أرساها التفاهم ما بيننا وبينك والتي نبني من خلالها دولة القانون والمؤسسات والعدالة، والدولة القوية القادرة التي لا تجرؤ طائرة إسرائيلية على استباحة سمائها، ولا يجرؤ مجلس وزراء إسرائيلي على مناقشة بيانها الوزاري، ويستطيع فيها جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة وشعبنا الأبي أن يواجه أي عدوان إسرائيلي على بلادنا".

وأعلن أن "كل تهديد اسرائيلي يحفز المقاومة على الاستعداد والجهوزية لتكون مع الشعب والجيش سدا منيعا في مواجهة أي عدوان اسرائيلي ولتكون المدماك الحقيقي الاساسي الذي يؤمن لنا الحرية والاستقلال والسيادة".

عون

وألقى عون كلمة قال فيها: "يا شعبنا المقاوم جئنا إلى مربع الصمود والانتصار لنشهد بان السيادة تكون على جميع تراب الوطن أو لا تكون"، مشيرا إلى أنها "تبدأ بالسنتيمترات انطلاقا من الحدود سواء كانت جنوبية او غربية أو شرقية أو شمالية"، داعيا "للعمل دائما مع جميع القوى سواء كانت شعبية او مقاومة او عسكرية لصنع استراتيجينا الدفاعية حتى تجهز دولتنا".

وأكد أن "هذه الجمهورية ليست بعيدة المنال"، وقال: "قوانيننا وإرادتنا جاهزة والاستحقاقات قريبة فما علينا إلا أن نختار الكلمة الحق وان لا نمدد لدولة كانت هي وراء انحدار اقتصادنا وأمننا وكل مقومات الصمود الاجتماعي".

وشدد على أن "التفاهم مع "حزب الله" ما هو الا بداية طريق"، معتبرا جولته في الجنوب "محطة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الجنوبيين أنفسهم، وبين الجنوبيين والشماليين". وقال: "إن شريعتنا هي التلاقي مع الآخر مع الاعتراف بحق الاختلاف لاننا نواجه اليوم ثورة غريبة الشكل"، مستغربا ما حدث في الاسبوع الماضي "من اعتراض على تفاهم يعترف فيه الانسان بأخيه الانسان بان لا يكفره وان لا يقتله، والذي اثار استنكار البعض، فهذا لا نستطيع فهمه لا تاريخا ولا حاضرا ولا مستقبلا". وأشار إلى أنه "علينا أولا الاعتراف بحق الآخر"، مؤكدا أنه "من خلال هذا الإعتراف سنصل إلى حال السلام". وأوضح أننا بحاجة اليوم إلى "المبادئ الوطنية"، لافتا إلى أن "الأخلاق هي التي تصون القوانين والحقوق والتضامن وبهذه القيم نبني وطننا القوي الذي يدافع عن ذاته ويحمي مجتمعه".

ثم توجه عون الى بلدة مارون الراس فاستقبله الأهالي والتقى عددا من ضباط المقاومة الذين قدموا له شرحا حول المعارك التي خاضوها ضد العدو الإسرائيلي في تلك المنطقة في حرب تموز 2006. بعد ذلك، انتقل الجنرال عون والوفد المرافق الى بلدة الطيري حيث أقام "حزب الله" مأدبة غداء تكريمية على شرفه في الطيري بحضور مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق الذي قدم له درعا تذكاريا عبارة عن أرزة تتوسطها قبضة مقاوم يحمل بندقية تعلوها أرزة لبنان وعبارة: "معاً من أجل لبنان". كما سلمه صندوقا خشبيا أثريا يحوي قنابل عنقودية كان قد فككها المقاومون.

في النبطية

وفي النبطية تفقد عون معرض العماد (الشهيد عماد مغنية )الذي يقيمه "حزب الله "في ساحة فخرالدين ـ النبطية، في حضور قيادات من "التيار الوطني الحر" و"حزب الله". وتوقف عون والوفد المرافق امام عروض لاسلحة اسرائيلية اضافة الى صواريخ تعرض لاول مرة استعملها المقاومون في حرب تموز وأستمع لشرح من مدير المعرض عماد عواضة لمروحية اسرائيلية أسقطت في منطقة مريمين ـ ياطر الجنوبية في حرب تموز علقت وسط المعرض.

وقال في حديث الى الصحافيين: "أرى سلاحا في المعرض استعمل حيث يجب ان يستعمل، استعمل لمقاومة العدو، ولتحرير الارض على عكس كل الاسلحة التي استعملت للتقاتل وادت الى قتل الكثير من اللبنانيين، واقل تكريم لشهدائنا ان نفهم الرسالة التي تركوها لنا، سلاحهم واغراضهم بعد الموت ليكونوا الشاهد على سلوكنا في المستقبل اي ان لا يستعمل السلاح ضد بعضنا بل ضد العدو فقط".

وانتقل عون والوفد المرافق الى مشهدية روضة الشهداء ضمن فاعليات المعرض حيث شاهد "أوبريت الضوء المشظى التي تعرض فيها صور لاول مرة عن مغنية".

وفي احتفال أقيم له في جزين، أمل عون "أن يعود اللبنانيون الذين لجأوا الى اسرائيل قريبا"، مشيرا الى "أن هذا الملف بات حاضرا في خطاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان وفي البيان الوزاري"، ولفت الى "أن التفاهم مع "حزب الله" نص على عودتهم، ولكن العقليات السياسية في لبنان التي لم ترقَ يوما الى مستوى المسؤولية هي التي عطلت عودتهم". وطالب "أهالي جزين بالتمسك بأرضهم وعدم بيعها"، مشيرا الى "وجود الكثير من سماسرة الأرض في المنطقة الذين يريدون شرائها لحل مشاكل الشرق الأوسط عليها". وتطرق الى موضوع الانتخابات النيابية القادمة، مؤكدا "أن اهالي جزين احرار ان ينتخبوا من يريدون"، وقال: "لا يمكن ان نتعاون ولا يجوز لاي لبناني يعترف بهويته وحدوده ان يتعاون مع اشخاص لا يعترفون بهذه الحدود".

أضاف: "اياكم والرشاوى الانتخابية، لا تبيعوا اصواتكم ولكن اعطوا الثقة من دون مقابل لمن يستحقها". مشددا على إنه "لا يجوز من اجل خدمة تافهة ان تعطوا اصواتكم لا شخاص لا يعترفون بكم". واستغرب "أن يُطلب، من فريقين اتفقا ان لا يكفرا بعضهما ولا يقتلا بعضهما"، معتبرا أن "لبنان يواجه اليوم موجة لا تعترف بأحد منا وعلينا ان ننتبه منهم".

 

الصايغ: إذا كان "الوطني الحر" يسعى لاسترداد جزين فذلك يكون من حلفائه

المستقبل - الاثنين 25 آب 2008 - علق نائب رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سليم الصايغ على زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى جزين، مشيرا الى انه "إذا كان "التيار الوطني الحر" يسعى لاسترداد جزين فذلك يكون من حلفائه، فهنالك مزايدة رخيصة لاستدرار عطف المسيحيين".

ورأى "ان "حزب الله" في مأزق بين خيارين، إما إلقاء سلاحه والقبول بتولي الدولة وضع استراتيجية دفاعية للبنان وإما الإحتفاظ بسلاحه والسيطرة به على الدولة". واكد "في انتظارالانتخابات المقبلة، اننا ثابتون على مواقفنا ولو تحت الضغط والسلاح"، داعيا المواطنين الى "ممارسة حقهم بالانتخاب ونحن نعرف أن الشعب اللبناني لا يخضع لا للضغط ولا للإرهاب الفكري الذي تظهًرت معالمه في جلسات مجلس النواب".

وقال في حديث الى تلفزيون "bna" أمس: " يفرحنا أي لقاء بين اللبنانيين والزعماء السياسيين، ولكننا كنا نتمنى أن تبدأ لقاءات التيار عشية الانتخابات من مناطق مثل كسروان ليكون فيها مصارحة ومساءلة مع الناخبين وليتبين أين تموضعهم اليوم وهل يعتقدون أنً من منحوهم أصواتهم لا يزالون ثابتين على الأسس التي حصلوا فيها على ثقتهم عام 2005؟".. واعتبر ان " هنالك نوع من رد الجميل يقوم به "حزب الله" لـ "التيار" عن تغطيته أداء "حزب الله" وسلاحه وعملية تعطيل المؤسسات ونوع من تكريم لعون عن انتصارات لم يقم هو بها بل قام بها سواه".

ورأى "ان الجدل حول صلاحيات نائب رئيس الحكومة يندرج في إطار حملة مبرمجة لإشعال النعرة المذهبية لدى المسيحيين للتسويق لفكرة استرجاع حقوقهم وبذلك إهانة لكل من تولى هذا المنصب من الوزير ميشال المر الى الوزير الياس المر وعصام فارس والمرحوم ألبير مخيبر الذي كان رجل دولة بحق فأعطى المركز موقعه ومكانته". وردا على سؤال اوضح "ان" الكتائب"أعطت رأيها بالثوابت لرئيس الجمهورية، أما تسمية قائد الجيش فنتركها للرئيس ولدينا ملء الثقة بحكمته وأنه يعرف أكثر من سواه ما تحتاجه المؤسسة العسكرية". وعما قاله الوزير جبران باسيل من أنه لا يحق للبطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير التدخل في اختيار قائد الجيش، اعتبر "أن التهجم على البطريرك صفير لم يعُد يُصرَف لا مسيحيا ولا لبنانيا. فالبطريرك له دور وطني وهو فوق الصراعات السياسية".

واشار الى ان "الكتائب " هي من مؤسسي الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم وأول من طالب بإعطاء الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني وبحق الإقتراع للمغتربين اللبنانيين".  وأعرب عن ثقته بوزير الداخلية زياد بارود "الذي كان أحد واضعي قانون فؤاد بطرس الذي يؤمن الإصلاحات الضرورية لقانون 1960 من حيث الحداثة والمكننة والبطاقة الانتخابية للمغتربين".

واعلن انه " لدينا قراءة واضحة للانتخابات في جميع المناطق اللبنانية ونسعى ليكون لنا فيها مرشحون كتائبيون وأنصار فضلا عن مرشحين مشتركين مع حلفائنا في جميع المناطق". اضاف: "سبق وحضرّنا لافتتاح مركز للكتائب في جزين الأحد المقبل ومراكز في سائر المناطق (طرابلس، القبيات...) ولنا حضورنا المعروف في كافة المناطق". وذكر بان رئيس حزب "الكتائب" امين الجميل "اول من زار المختارة في عهد الوصاية السورية وبدأت معها مصالحة الجبل ومهدت لزيارة البطريرك الى الجبل. ونعرف ما تلاها من قمع سوري للشباب حينها". وأكد "ان لا خلاف بين "الكتائب " و"القوات اللبنانية" ولا بين أي من أفرقاء 14 آذار، بل هنالك تنسيق دائم حتى لو لم يخلُ من المنافسة لتقديم الأفضل لتحقيق الأهداف نفسها. وهذا التنوع هو مصدر غنى للعمل السياسي". ولفت الى "أن هناك تقييم أسبوعي يُظهِر انسجام المواقف بين قوى 14آذار خلافا لما هي الحال بين افرقاء المعارضة، والبرهان في الرد الذي جاء من حركة "أمل" حول استرداد المناطق في الجنوب الذي تحدث عنه "التيار الوطني الحر".

 

ابو جمرا: سأمارس صلاحيات السنيورة في غيابه

المستقبل - الاثنين 25 آب 2008 -  

رأى نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرا ان "السرايا ليست وقفاً مذهبياً بل هي مركز مجلس الوزراء، ولنائب رئيس المجلس مكتب فيها، وهذا ليس انتهاك للدستور، ان يكون لنا مركز وصلاحيات، لا نستجدي احدا وسوف نمارس صلاحيات رئيس الوزراء في حال غيابه". وشدد في كلمة له خلال تمثيله رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في الاحتفال السنوي لـ"التيار الوطني الحر" في بلدة القاع امس، "اننا في المعارضة نقاوم الاستئثار بمراكز السلطة، ونقاوم الفساد والمفسدين والمحاصصة ولنضمن المصالح ونحققها، ونرفض كل قرار غير متوازن، ونسعى لتحقيق الانماء المتوازن وإيجاد فرص العمل". وقال: "البعض يتصرف على اساس انه الدولة، ويتحدث عن الدولة الرديفة لان الباب للسرقة والهدر مناسب، وكذلك رفض قبول الآخر".

 

تـحديات المقـاومة الاقتصـادية

بقلم روجــيه إدّه: رئـيس حـزب الــسلام اللبنــانــي

23 آب 2008

اللبناني إنسان إقتصادي اولاً لذلك بقي لبنان وازدهر العالم اللبناني حيث انتشر ام تشتت عبر التاريخ.

اما السياسة اللبنانية فلم تبلغ باي شكل  من الاشكال مستوى اللبنانيين الحضاري ولا مستوى نبوغهم الخلاّق في كل مضمار.  ربما لان الناخبين، وتجار السياسة  اللذين ينتخبون لم يدركوا الى اي حدّ السياسة رسالة والتزام ايماني كهنوتي. ناخبين ومنتخبين نظروا الى السياسة على انها باب مكاسب، واستثمار النفوذ وغنائم للاقتناص والتوريت على حساب الصالح العام.

السياسة تفرّق بين اللبنانيين وتخرّب بيوتهم، وتبيح دمائهم، وتسترخص انسانيتهم فضلاً عن الكرامات الفردية والوطنية. بينما الاقتصاد يوحّد اللبنانيين إذ هو، حتى في أحلك أيام حروبهم وفِتَنِهِم، كان يقطع الحواجز على تنوعها ومخاطرها بحيث تتوزع أموال المصارف وشتى السلع على سائر الانحاء اللبنانية. مثلما كانت ولا تزال تؤسّس الشركات في لبنان والخارج من لبنانيين مختلفين سياسياً ومذهبياً، متحاربين على الارض. هذا هو الواقع ولهذا الواقع اكثر من سر، بدءاً بالارث الحضاري الفينيقي في الضمير الجماعي. ثم أولوية نوعية الحياة في الطبيعة الانسانية حيث الفردية الحرّة تقوى بحوافزها المتوخاة للربح على منطق الجماعة كلما تضاربت مصلحتها الفردية مع محرّمات الجماعات في صراعاتها.

اذاً الحرية الفردية لدى اللبنانيين هي الميزة الاغلى التي كانت ولا تزال تؤهلهم لتحقيق المعجزات الاقتصادية على الصعيدين الفردي والجماعي يوماً بعد يوم وجيلاً بعد جيل.

لكن الحريات الفردية في صراع دائم مع اهل السلطة من السياسيين اللذين يتوخون تقاسم ثمار النجاح فيبالغون، ويبالغون، حتى تموت وهناً الدجاجة التي تبيض لهم الذهب والماس!

لذا نجد إن أنجح التجارب الاقتصادية تحققت بفضل رؤيا اقتصادية لدى القيادات السياسية المثقفة اقتصادياً تدرك ان مصلحتها جزء لا يتجزأ من مصلحة مجتمعها المنتج الناجح بفضل  محيطٍ ملائم من الحريات ومناخ مشجع للمبادرات الفردية وضامن للملكية الفردية التي هي اهم حقوق الانسان وجوهرة حرياته. اما العكس فنتائجه عكسية .

ان كبار مفكري الليبرالية في القرن التاسع عشر لورد اكتن اختصر اولى النتائج العكسية هذه بعبارته الشهيرة:       

Power corrupt . Absolute Power corrupt absolutely

"السلطة تفسد والسلطة المطلقة فسادها مطلق". 

اما  فردريك حايك، نوبل الاقتصاد المعاصر فقد عنوَنَ الكتيّب الذي هزم به كارل  ماركس  بعبارة:serfdom      The road to "الطريق للعبودية" شارحاً كيف ان الدولة الراعية، الخانقة للحريات الاقتصادية، تُفقر وتَستَعبِد.

ان عام 1981 كان عاماً محورياً للثورة الليبرالية في الاقتصاد الدولي التي بدأت مع الرئيس رونالد ريغان والسيدة مارغريت تاتشر! وأدّت الى تضاعف نمو هائل للاقتصاد الدولي، حجماً وازدهاراً. اكثر من عشرة اضعاف. مثلما ادّت الى سقوط الاتحاد السوفياتي بدون صفعة كف تحت ضغط فشل الخيار الاشتراكي وادارة الدولة للاقتصاد بوجه الخيار الليبرالي المنتج للثروات. أوليس بالمال المال المال تربح الحروب؟!

إنتخب الاميركيون والبريطانيون "الزوجين السياسيين" ريغان وتاتشر على خلفية تضخم الدولة الراعية في كل من البلدين على حساب وهن الاقتصاد الذي ارهقته الضرائب وشلّت طاقاته وهجّرتها ضخامة النمو السرطاني للبيروقراطية ولدور الدولة المتدخّلة في كل شاردة وواردة.

كل من ريغان وتاتشر خاضا الانتخابات ببرنامج ليبرالي ثوري يهدف الى قلب سياسات ما بعد الحرب العالمية الثانية رأساً على عقب! اي تغيير سياسات "كينزيّة" تعتمد مفاهيم الدولة الراعية لمحو آثار الحرب المدمّرة وانعاش الاقتصاد بضخ الاموال وفرص العمل والتقديمات الاجتماعية عبر الدولة مباشرة. لكن النوايا الطيبة هذه ادّت بالواقع لنتائج اقتصادية عكسية اضطرت بريطانيا للتراجع عن حمل كلفة امبراطوريتها الاستعمارية في مرحلة اولى ثم لجأت الى مزيد من الاعتماد على الدولة والنقابات لادارة الاقتصاد لاسيما الصناعة والزراعة.

بعد ربع قرن من سياسات الكينيزية قاربت بريطانيا الافلاس. ضرائب مُهجّرة للطاقات البشرية والرساميل، صناعات مُتخلّفة عن ركب الصف الاول، خدمات طبيّة وتربوية وبنى تحتية لا تليق بشعب كان في قيادة العالم بالامس القريب.

اما واشنطن فكانت تعاني من ثقل النمو البيروقراطي وتَخَم التشريع وتضخّم تدخل الدولة في شؤون القطاع الخاص إدارياً وضرائبياً بحيث واجه الرئيس جيمي كارتر الازمة الاقتصادية الكبرى في نهاية عهده مع ارتفاع التضخم وارتفاع الفوائد.

 عادت تاتشر الى الثوابت الليبرالية واهمها ان الدولة ترعى المغلوب على امرهم بتمويل رعايتهم على ان يقدم الرعاية القطاع الخاص وفق شروط التزاحم وحسن الادارة والتدبير. بحيث يقرر المستهلك ان يكافئ من يقدّم الجيد من الخدمات وان يقاطع ويهدد بالافلاس من يفشل في تقديم ما يتوقع المستهلك من جودة.

بريطانيا العمّالية كانت ذات نفوذ هائل سياسياً ونقابياً بسبب مزيج حزب العمال والنقابات الاكثر تنظيماً في العالم. واجهتهما تاتشر ووقفت معها بريطانيا فكان لها ان تبدأ خطوة خطوة بتفكيك الدولة الراعية التي نكست حياة الرعية .

بدأت النتائج الايجابية تتراكم بينما الثورة الليبرالية في خطواتها الاولى. عادت لندن العاصمة المالية العالمية الاولى. هربت الرساميل اليها من كل حدب وصوب، هرب اليها كبار رجال اعمال العالم الاشتراكي الثالث وكبار رجال اعمال اوروبا، لاسيما فرنسا الاشتراكية. فتألقت بريطانيا واضحت مثالا يحتذى به. "شركات الكهرباء البريطانية التي كانت خاسرة بيد الدولة اصبحت من انجح شركات انتاج وتوزيع الكهرباء بافضل الاسعار عبر الشبكة الاوروبية. هذا وسرعان ما لحقت بالنموذج التاتشري ايرلندا الصغيرة، الفقيرة، المهجر أهلها اقتصادياً وبالمجاعات عبر الاجيال على غرار أهل لبنان فكان بين ليلة وضحاها ان حققت ايرلندا اعجوبتها الاقتصادية وبدأت تزعج كل من فرنسا والمانيا الدولتين الاكبر والاكثر إعاقة اشتراكياً. اما هولندا فاعتمدت التاتشرية بهدوء وتأنٍ وبالحيلة القانونية محققة نجاحات جعلت شركاتها الاكثر مزاحمة لالمانيا وفرنسا في اكثر من قطاع.

وهي اليوم على صغر حجمها اكبر اقتصاديا من روسيا الغنية بالمواد الاولية وبعدد السكان ونوعيتهم.

اما رونالد ريغان ، الممثل السينمائي الديمقراطي واليساري اصلاً، فقد كان بمثابة زوج مدام تاتشر السياسي ومرجعيتها الثورية إقتصادياً وجيوستراتيجياً. رونالد ريغان كان قد إنتُخب حاكماً لكليفورنيا عن الحزب الجمهوري معتمداً الفكر الاقتصادي الليبرالي.

عام 1981 ورث ريغان وضعاً اقتصادياً قيد الانهيار في فخ التضخم والفوائد العالية التي بلغت ذروتها في اخر عهد الرئيس كارتر الديمقراطي الذي سار على خطى العقد الجدي “the New Deal 

للرئيس F.D.R.  ف.د. روزفلت غداة الحرب العالمية الثانية مثلما فعل "آتلي" P.M Atlee  في بريطانيا. ذلك ان مصائب الحروب غالباً ما تبرر اللجوء الى الدولة الراعية لكن التجربة التاريخية لأغنى دول العالم الاول أثبتت ان مصائب الدولة الراعية على الشعوب هي أخبث وافظع من الحروب لجهة إفقارهم وتحويلهم لمجتمعات تستعبدها الدولة وطاقمها السياسي الحاكم الذي هو المستفيد الاوحد من الدولة الراعية. هكذا بدأ الرئيس ريغان حملة تخفيض الطاقم البيروقراطي بصرف 40 الف موظف. مثلما واجه اضراب اهم النقابات، نقابة مراقبي الاجواء بصرفهم من العمل مع عدم جواز العودة اليه. وهم بالفعل لم يُسمح لهم بالعودة الى العمل حتى اليوم. فكان الدرس قاسياً وحاسماً إذ ادّى الى تراجع النفوذ النقابي لصالح قواعد العرض والطلب في سوق العمل الحرة. هكذا انتصر ريغان على التضخم وعلى البطالة بآن واحد فانخفض كلٌ منهما لادنى المستويات عالمياً وتاريخياً.

ثمّ شجّع المزيد من تخصيص الكهرباء وخفّض الضرائب وأنعش خلال عام الاقتصاد بقطاعاته كافة بحيث انه إستلم الداوجونز Dow Jones  بقيمة انخفضت الى 725 $ وسلّمه اضعاف ، اضعاف، إذ هو اليوم يراوح بين الـ 11000 و 13000 دولار اي انه اثرى الاقتصاد الاميركي إثراءً منقطع النظير إضطر ورثته حتى اليساريين منهم كالرئيس كلينتون ان يتبنوا ثورته الليبرالية وهكذا فعل البنك الدولي  وسائر مؤسساته  مثلما    "العمّال  الجدد"       the New Labor  مع طوني بلير في بريطانيا. وهكذا فعلت دولة الشيلي التي كانت قيد الافلاس فانتعشت مع خبراء مدرسة شيكاغو التي أوفدهم ريغان اليها فاصبحت نموذجاً اقتصادياً اجتماعياً يحتذى به عالمياً، ونتمنى يوماً لبنانيا.

ماذا عن الاقتصاد الحر ولبنان؟

واجه الاقتصاد الحر في لبنان الحملة الاولى عليه في عهد الرئيس فؤاد شهاب وانتشار الاشتراكية القومية في المحيط والاشتراكية الديمقراطية – الكينيزية في اوروبا . النتيجة كانت ان اهم مؤسسات لبنان الناجحة من مرفأ وطيران وماء وكهرباء وحتى الكازينو والمصارف الاكثر دينامية ونجاحاً تحولت بسحر ساحر من القطاع الخاص الى القطاع العام وهي اليوم احدى اكبر مشاكل الاصلاح الاقتصادي المطلوب من خبراء العالم الساعين لمساعدة لبنان للنهوض من كبواته.. ثم كانت الحرب وبلغت ذروتها عام 1982 لدى الاحتلال الاسرائيلي. وحلّ على المعادلة الفكر الاقتصادي السعودي- الماليزي مع ثقافة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

فلا السعودية ليبرالية ولا ماليزيا نموذجاً ليبرالياً، السعودية دولة عائلة مالكة توّزع ريع البترول والمواد الاولية ودخل "الحج" والسياحة الدينية،وتوظف كدولة في البنى التحتية والمدن الصناعية لاسيما البتروكيماوية.

اما لبنان فبتروله طاقة شعبه الانتاجية وحريات شعبه الفردية، ورصيد الدولة فيه ينحصر بتقاليد وفاء الدين العام ولبنانيين يحوّلون رساميل نجاحاتهم في العالم الى بلدهم وعرب يحبّون ربوع لبنان واهل لبنان ويُقبِلون بحذر على توظيف الحد الادنى من رساميلهم في لبنان إذ انهم يؤمنون بمستقبله بفضل جماله ونوعية اهله.

دخل لبنان في المرحلة "الحريرية" ما يفوق المئة وخمسين مليار دولار قسماً منها كبير اضحى عبئ الدين العام، هذا الدين الذي يخيفنا طالما لم يستقر لبنان ولم يتجه نحو العصرنة – الليبرالية التي تأخر عن ركابها ربع قرن بينما العالم الشيوعي والاشتراكي سبقه على تبنّيها والافادة منها. 

تحدّيات عصرنة الاقتصاد اللبناني:

إن تحدّيات عصرنة الاقتصاد اللبناني كبيرة بالرغم من جاذبّية لبنان الاقتصادية وتقاليد اقتصاده الحر ونبوغ شعبه بالمبادرة الفردية التي جعلت من القطاع الخاص قطاعاً مقاوماً يقوى على اعاصير الحروب وعلى استنزافات استثمار الدولة من قبل طبقة سياسية جاهلة اقتصادياً واحزاب عقائدية توخت ضرب لبنان الاخضر ولبنان الازدهار الاقتصادي الذي أنتجته تقاليد شعبنا الليبرالية منذ قيام الكيان وعهد الرئيس كميل شمعون أب الليبرالية اللبنانية مع الاخوين ريمون وبيار اده والتشريعات التي أحدثوها في العهد الشمعوني. اهمها كانت قوانين السرية المصرفية، والحساب المشترك واحتواء ضغوط الدولة لرفع الضرائب المباشرة وغير المباشرة وخلق مناخات اجابية رفضت رفضاً قاطعاً فرض الرقابة على نقل الاموال من والى لبنان بالاضافة الى الحرص على بناء الثقة بقدرة لبنان على الاستدانة بدون حتى التفكير يوماً بالتحجج باي سبب كان لعدم وفاء الدولة بالالتزامات التي إتخذتها حيال الدائنين افراداً ودول.

لكن لبنان الذي كان في طليعة الدول المحيطة به ، لاسيما اسرائيل وقبرص لجهة دخله القومي اضحى اليوم دخله القومي خُمس دَخِل هذه الدول بسبب الحروب والتأميم وتضخيم مصاريف الدولة وتوظيفاتها غير المنتجة ، ذلك ان اسرائيل الاشتراكية تحررت اقتصادياً وخصخصت قطاعها المصرفي وعصرنة مرافق اقتصادها بالرغم من سيطرة النقابات على أهم أحزابها أعني  حزب العمال. وبالرغم من ضخامة توظيفاتها في بناء جيش يعتبر من اقوى جيوش العالم وراء الدول العظمى.

اما قبرص فعملت منذ هجرة اللبنانيين اليها لتكون فردوساً ضرائبياً جذاباً للرساميل ايداعاً في مصارفها وتوظيفا في قطاعاتها الانمائية لاسيما القطاعين العقاري والسياحي.

يضاف الى هذين النموذجين التأمل بالنموذج الخليجي الذي حلّ فعلاً محل لبنان مصرفياً واعلامياً وتقنياً وسياحياً وعقارياً بالاضافة الى ان مرفأ دبي البحري ومطاراتها ومناطقها الحرة جعلت من دبي بديلاً ناجحاً عن بيروت التي كانت في الواجهة منذ فجر التاريخ العربي المعاصر.

لبنان قادر بفضل نوعية شعبه وموقعه الجغرافي ومزاياه الجمالية ان يستعيد دوره كاملاً خلال سنوات قليلة بحيث يضاعف دخله القومي لمجاراة الدول الثلاث المذكورة التي يفوق دخل كل منها الـ120 مليار دولار بينما لبنان يكتفي بعشرين مليار اليوم ثلثها يأتي من تحويلات الهجرة اللبنانية الحيوية لتلافي الافلاس الكامل.

لذا علينا ان نتبنّى رؤيا اقتصادية معاصرة تعيد لبنان الى موقعه المزاحم اقليميا وعالمياً، رؤيا تعيد الطاقات المنتجة والرساميل اللبنانية لتتوظف في اقتصاد بلدها.

رؤيا تجذب الى الاقتصاد اللبناني فائض الاموال المتراكم لدى الدول البترولية اقليمياً والتي بلغت الاربعة الاف مليار دولار وهي على تصاعد سريع بفضل ارتفاع اسعار البترول وانتقال ثروات العالم المستهلك للبترول والغاز الى العالم الشرق الاوسطي المنتج لها.

الرؤيا التي نتحدث عنها عوامل جاذبيتها يتعين ان تكون واضحة في فكرنا الاقتصادي.

*اولى اولياتها، اعادة تخصيص المرافق المؤممة عبر المصرف المركزي والدولة من طيران ومرفأ  وكازينو وكامل القطاع المصرفي والقطاع التأميني بما في ذلك الضمان الاجتماعي.

*ثانياً تخصيص قطاعي الصحة والتعليم تخصيصاً كاملاً بحيث لا تساهم الدولة سوى بتمويل دعم المواطنين لكي يختاروا بين خدمات التعليم والاستشفاء التي يقدمها القطاع الخاص ، هكذا تقوم الدولة بالمساهمة التضامنية الاجتماعية لكنها تترك للقطاع الخاص إنماء القطاعين ليصبحا من اهم قطاعات انتاج الخدمات والثروات في الاقتصاد اللبناني فيكون المردود الاجتماعي كبيراً مباشرة وبصورة غير مباشرة . فبقدر ما تزدهر هذه القطاعات الخدماتية وتتحسن امكانياتها ونوعياتها بقدر بما يمكنها ان تصبح مصدّرة للخدمات اذ يأتي الى لبنان المزيد من طالبي العلم والاستشفاء كما تصبح المؤسسات الناجحة قادرة على تطوير وادارة قطاعات هذه الخدمات في مناطق انتشار العالم اللبناني.

*ثالثاً: تخصيص البنى التحتية وعلى رأسها قطاع الكهرباء والاتصالات الحيوي للصناعات والخدمات جميعها في عالمنا المعاصر .

مصانع انتاج الكهرباء في لبنان صالحة للكسر والاستبدال فوراً لان احدثها تجاوز عمره العشر سنوات ، الامر الذي يجعل آلياته الصناعية خاسرة إذ ان انتاج الطاقة بهكذا آليات قديمة مكلف للغاية إذ لا يجوز ان تفوق كلفة انتاج الكيلوات الواحد العشرة سنت بالرغم من غلاء أسعار المحروقات عالمياً. فضلاً عن الحاجة للقطاع الخاص لتوظيف الرساميل الضخمة لإنتاج الكهرباء الرخيصة الثمن على المدى الطويل إن بالاعتماد على السدود أم على الريح والشمس وتيارات المياه البحرية واخيرا وليس آخراً الطاقة النووية التي يمكننا إنتاجها إن احترمنا الشروط الدولية الملائمة. اما اليوم فالكهرباء مقننة والكيلوات يكلّفنا اكثر من 30سنتاً اي اننان ندفع أغلى فاتورة كهرباء في العالم وأغلى فواتير هاتف وانترنت، وذلك لأسوأ خدمات الكهرباء والانترنت.

عام 1994 عرضتُ في كلمة ألقيتها في مؤتمر أثينا  Athenaبمشاركة المصرفي الدولي أن أوفر للبنان انتاج ضعفي كامل طاقته للكهرباء بسعر لا يفوق الست سنتات فلم يأبه احد بعرضي إذ كان الطاقم الحاكم مهتماً بالاستدانة لتمويل صفقتين فاحت بعيداً رائحة عمولاتهما في حينه. وقد استعملت الدولة لذلك مساعدة كويتية ومساعدة المانية واستدانت ولزمت المصنعّين شمالاً وجنوباً بشروط غير مدروسة مسبقاً أدت الى بناء مصنعين بآليات كانت في حينه غير صالحة للسوق الدولية. اما ادارة المصانع فبقيت بيد القطاع العام ، وما ادراكم كم هي سيئة فعالية ادارة القطاع العام لوسائل الانتاج.

وعام 1998 حاولت أن أقيم قرية تكنولوجية في بلاد جبيل ، منطقة حرّة للاتصالات الدولية، ميديا وإنترنت سيتي، فلم أحصل على الترخيص وحقق مشروعي بتفاصيله الشيخ محمد بن راشد في دبي حيث يعمل في المشروع آلاف الاختصاصيين!!!

منذ ذلك الحين ومنذ باريس واحد واثنين وثلاثة والسياسة تعرقل وتزايد غوغائياً وعقائدياً وفئوياً حائلة دون التخصيص ودون عصرنة قطاع الانتاج الكهربائي والتوزيع ولا المواصلات ولا التكنولوجيات على غرار ما هو ناجح عالمياً ومطلوب من المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على النهوض.

هذا ولا نأمل من حكومة التسوية والهدنة الانتقالية هذه ان تحقق شيئاً في هذا المضمار . ذلك ان هم جماعة المحور الايراني-السوري هو الاستمرار بحرب اعاقة لبنان اقتصاديا للامعان في إفقاره لإستعباده.

*رابعاً: اقتصاد لبنان مرهق ضرائبياً والضرائب لا يدفعها سوى القطاع المنتج والملتزم احترام القوانين بينما الاخرون يكابرون على القوانين ولا يدفعون حتى فواتير استهلاكهم للقطاع العام الذي هو بنظهرهم "بقرة حلوب" يمتصّون من خلالها ثمار انتاجية الاخرين. ولكل ذلك خلفيات مذهبية ومناطقية وعقائدية تستهدف لبنان الحريات ولبنان الحضارة التي يمقتون ، لذا يتوجب تخفيض الضرائب غير المباشرة وعلى رأسها ضريبة القيمة المضافة التي لا يجوز ان يتجاوز الثمانية بالمئة ويجب تخفيضها تدريجياً الى اثنين ونصف بالمئة شرط تعميمها على القطاعات والمناطق جميعاً.

اما ضريبة الدخل و"الضريبة على الموت" اي ضريبة الارث فيتعيّن الغائهما الغاء كاملاً لانهما غير عادلتين لبنانياً ومردودهما يكلّف الاقتصاد والدولة اكثر مما يعطي بكثير بالاضافة الى استحالة الجباية الصحيحة القابلة للتطبيق على الجميع!!!

ان مجرد الغاء هذه الضرائب غير العادلة وغير المنتجة سيؤدي حتماً الى خلق جاذبية رساميل وتوظيفات تضاعف حجم الاقتصاد وتزيد بالواقع من دخل الدولة من الضرائب الاخرى المخفّضة. ذلك ان العالم الاشتراكي نفسه أدرك منذ ربع قرن ان تخفيض الضرائب يزيد من دخل الدولة لانه يزيد حجم الاقتصاد بشكل كبير وفق دراسات أرثر لافر التي اشتهرت في الثمانينات حتى ان الرئيس ميتران الاشتراكي الماركسي استشهد بها في احدى رسائله التاريخية للشعب الفرنسي.

خامساً : ان تحرير وتطوير القطاع العقاري ضرورة مثلثة الاهداف:

الهدف الاول من تحرير القطاع بيعاً وشراءً من اللبنانيين وغير اللبنانيين يؤمن ارتفاع اسعار القطاع الى المستويات الاعلى اقليمياً ولاحقاً دولياً. هكذا يتضاعف بين ليلة وضحاها مخزون لبنان من الثروة العقارية التي هي اليوم بقيمتها الادنى باستثناء بعض احياء بيروت الكبرى.

ان هذا الرخص في الاسعار العقارية يجعل اللبنانيين مضطرين لبيع عقاراتهم باسعار لا تؤمن لهم حاجاتهم الرأسمالية ولا حتى الحيوية فيضطرون لمزيد من البيع لتعليم اولادهم او الهجرة. ولان الضرورة ام الاختراع يخترعون الحيل القانونية لبيع هذه العقارات من الاجانب. يبيعون مع علمهم بان الشاريين يستعملون مالاً سياسياً تصرفه دول لاسباب "استيطانية مذهبية" ام جيوستراتيجية تستهدف طبيعة لبنان وتوازناته الداخلية، فتقوم بالشراء العقاري السياسي  بواسطة لبنانيين ام مؤسسات تملكها اسماء لبنانية فيتم البيع لتلبية الحاجة الملحة.

منع البيع والشراء بحكم القانون لم يمنع يوماً في اي مكان ام زمان التحايل على القانون وتهريب صفقات البيع بشكل او بآخر. بينما تحرير القطاع يرفع الاسعار ويكشف الاوراق ، رفع الاسعار يساعد اصحاب الملك على تسييل بعض املاكهم للحفاظ على البعض الاخر. كذلك يفسح المجال للاستدانة الرأسمالية من القطاع المصرفي بقيمة مرموقة تُكوّن رأسمالا كافيا للتثمير.

كما ان ارتفاع الاسعار والتحرير بفتح ابواب المشاركة الرأسمالية في التطوير بحيث يستفيد من التطوير صاحب الملك والمستثمر دون ان يكون مالك العقار الجهة المغبونة بمواجهة اصحاب الرساميل وتقنيات التطوير.

ان الهدف الثاني من التحرير العقاري فهو جذب الرساميل الضخمة اللازمة لتطوير قطاعات البناء والسياحة والزراعة النوعية التي في تكاملها مع قطاع السياحة قادرة ان تكون ذات انتاجية مقبولة بالمقارنة مع الزراعة والصناعة التقليدية.

لقد اكتشفت دول الخليج الصغيرة بدءاً بدبي هذه الحقيقة الاقتصادية البديهية واكتشف المواطنون في دبي كيف ان ارتفاع اسعار القطاع العقاري أدت الى قيام ثروات توزعت بشكل طبيعي أوسع توزيع فأضحوا أغنى من مواطني مناطق اخرى تتقدمهم باضعاف اضعاف دخل دبي من البترول لكنها أفقر لانها لا تزال تفتقر الى الانفتاح والتحرير في الانماء العقاري.

يقول الفرنسيون عن أب وجد، عندما يزدهر قطاع البناء كل شيء يزدهر         

(quand le bâtiment va tout va)  

أما الهدف الآخر من تحرير القطاع يجب أن يتجاوز إزالة القيود على البيع والشراء ليتّسِع لرفع القيود على البناء العامودي، إذ ان بلداً صغيراً كلبنان ثلثيه جبال، لا مبرر فيه لتقييد البناء العامودي سوى بقواعد نوعية التصميم الآمن الجذاب. هكذا نعوّض بالمساحات المبنية في الهواء عن اضاعة مساحات نادرة بسبب تطبيق غبي لقواعد إلزامية البناء الافقي الذي يلغي المساحات الخضراء ويؤدي بالواقع الى بناء بعض الطوابق بتصميم ونوعية بناء سيئة وبشعة لان المردود الاقتصادي في هذه الحال ضعيف غير صالح للتطوير ذات القيمة العالية.

لذا حذار تبني نظريات منقولة الينا من باريس ام سواها من العواصم التي تُنظّر للاخرين بينما تكتشف هي بشغف كبير حسنات ناطحات السحاب. دعونا نقول لانفسنا، سماءنا هي الحدود the sky’s are the limit  ونحرر قطاع التطوير فنتخلّص من  الابنية الرخيصة بتصميم رخيص نوعية وجمالاً.

طبعاً هذا لا يمنع ان يشترط على المتطورين ان يتركوا من كل مساحة عقارية تبنى فيها ناطحة سحاب، مساحة موازية غير مبنية وخضراء.

اما البناء الأفقي فيقضي على المساحات الخضراء كما اختبرنا في كل مكان.

الاكيد هو ان التحوّل الكبير الذي يحصل بفعل التحرير سيؤدي حتما لزوال البناء البشع غير المجدي اقتصاديا لصالح البناء المميز تصميماً ومدخولاً اقتصادياً. انها طبيعة الاقتصاد الاقوى دائما من نصائح المنظّرين !

وهكذا نأمل بجذب مئات المليارات من الدولارات لبناء لبنان القرن الواحد والعشرين بافضل نوعية من التصميم المُدُني والعمراني فنضاعف ثروتنا الاقتصادية عاماً بعد عام.

إن الشركات اللبنانية التي تتعاطى التطوير توظّف مليارات الدولارات في المحيط والعالم بينما هي مقيّدة بغباء النظريات الموروثة من هنا وهناك والتي جعلت من مناطق لبنان رجم من الباطون .

اما الدين العام المتزايد أبداً فلا حل له سوى بتكبير حجم الاقتصاد لغاية ان يصبح مردود الدولة من الاقتصاد المضاعف حجمه اكبر من خدمة الدين واكبر من حاجة الدولة السنوية للمزيد من الاستدانة لتسديد عجزها السنوي بالاضافة الى عجزها المتراكم.

نحن اليوم في حلقة افلاسية لا يمكن ان نخرج منها الا ببناء حلقة إثراء الاقتصاد  بقطاعاته المتكاملة  والفائضة الواحد على الاخرى ايجابياً.

ان الدولة الاقوى هي الدولة التي تتفرّغ لاولوياتها الامنية والاجتماعية والتنظيمية الضامنة بينما تترك للقطاع الخاص خلق الثروات وتترك للاسواق المالية اللبنانية والدولية دورها التصحيحي والانمائي.

اخيراً إن أسواقنا المالية ستبقى وهنة غير قادرة على مد إقتصادنا بالدورة الدموية اللازمة من رأسمال لينتعش وينمو طالما لم نلجأ  الى افضل  قواعد الاقتصاد الحر النموذجي لكن هذا ليس الفكر الغالب اليوم  لا لدى اهل السياسة ولا لدى الرأي العام ، وأسفاه !!!

واجبنا رفع تحدّي إقناع اللبنانيين اولاً بأن الطريق التي يسلكون هي طريق العبودية وان طريق الازدهار والانقاذ على كل صعيد هي طريق الحريّات الاقتصادية والسياسية الاكثر ليبرالية.

 

 

افرام: لتمثيل الاقليات في هيئة الحوار حتى لا تشعر انها مهملة

وطنية - 25/8/2008 (سياسة) ناشد رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، في رسالة له، "ان يلتفت الى الطوائف المسيحية الست التي يظلمها النظام اللبناني بدءا من تسميتها بأقليات، الى عدم اعطائها اي مركز وزاري منذ الاستقلال، الى عدم تمثيلها نيابيا حسب حضورها (فقط مقعد واحد لست طوائف عن خمسين الف ناخب)، الى غبن دائم في الادارة والمؤسسات والمراكز، الى نقل حق هذا المقعد الوحيد الى الدائرة الثالثة من بيروت حيث تنتفي اي منافسة وحيث تلغى اصواتنا". وطالب افرام "بأن تتمثل الاقليات في هيئة الحوار الوطني حتى يسمع الافرقاء اللبنانيون صوتها وضميرها وحقوقها، وحتى لا تشعر اي فئة انها مهملة، وحتى تشارك في صناعة القرار الوطني، من ايماننا ان وحدتنا كلبنانيين هي ضمانة مستقبلنا، وان الحوار المزمع ان تدعو اليه وتترأسه هو المدخل الى تثبيت اولوياتنا". وشدد على "الدعم التام والتأكيد المطلق لنهج الرئيس في ادارة شؤون البلاد، واضعين دائما كل امكاناتنا في تصرفكم، حتى يبقى هذا الموقع منارة في الشرق". وختم: "اننا على ثقة بأن فخامتكم هو حامي الدستور وحامي حقوق كل مواطن وكل فئة".

 

اللقاء الديموقراطي" اجتمع برئاسة النائب جنبلاط وناقش التطورات

وطنية - 25/8/2008(سياسة) عقد "اللقاء الديموقراطي" اجتماعا اليوم, برئاسة النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو, وناقش المجتمعون التطورات على الساحة السياسية. حضر الاجتماع اعضاء اللقاء الوزيران غازي العريضي ووائل ابو فاعور والنواب السادة: فؤاد السعد, علاء الدين ترو , ايلي عون, ايمن شقير, مروان حماده, اكرم شهيب, انطوان اندراوس, هنري حلو, فيصل الصايغ, عبد الله فرحات, انطوان سعد ونعمة طعمة. كما حضر الاجتماع امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض.

 

الشيخ قاووق: من يراهن على عدم إجراء الانتخابات أو تأجيلها لم يدرك بعد حجم التغيرات في الداخل

وطنية - 25/8/2008 (سياسة) شدد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على "ضرورة العمل لإقرار قانون الانتخابات كأولوية وطنية تنفيذا لاتفاق الدوحة من دون قيد أو شرط"، معتبرا "أن من يراهن على قطع الطريق على إجراء الانتخابات أو تأجيلها، لم يدرك بعد حجم التغيرات التي حصلت في الداخل ولم يعتد على أن القرار بعد اتفاق الدوحة وبعد حكومة الوحدة الوطنية إنما هو قرار الشراكة الوطنية".

وكان الشيخ قاووق يتحدث في احتفال أقامه "حزب الله" في بلدة فرون، لمناسبة ذكرى الانتصار الذي تحقق في حرب تموز 2006، والذكرى السنوية لشهداء الوعد الصادق وشهداء البلدة، في حضور رؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين وفاعليات وحشد من الاهالي.

وأكد الشيخ قاووق "أن مصلحة لبنان تكمن في أن تكون المقاومة في موقع القوة والاقتدار للدفاع عن السيادة واستكمال التحرير"، لكنه رأى "أن أميركا لا تريد للبنان أن يكون قويا وأن تكون لديه مقاومة أو جيش قوي بل تريد على العكس أن يكون في موقع الضعف والاستباحة أمام إسرائيل".

وأبدى الشيخ قاووق أسفه ل"وجود فريق لبناني يمعن بعد سماعه التهديدات الإسرائيلية للوطن والمقاومة والدولة والشعب، في خطاب توتيري إعلامي مذهبي سياسي لمصلحة حسابات انتخابية وداخلية ضيقة"، منبها إلى "أن استراتيجية التوتير السياسي والإعلامي لأجل مصالح انتخابية هي استراتيجية فاشلة لأنها لا تغير في المعادلات السياسية والانتخابية شيئا، إذ إن الأحجام الانتخابية معروفة".

وقال:"إن من يظن أن الخطاب التوتيري يمكن أن يستدرجنا إلى تنافس في الصراخ والسباب والشتائم وإلى تنافس في الضجيج والعصبيات المناطقية أو المذهبية أو الطائفية هو واهم ، لأن الصراخ والخطاب المتوتر هو حال العاجز والضعيف، أما المقاومة المطمئنة والواثقة من المعادلات السياسية والانتخابية، فليست مضطرة الى أن ترد على التوتر بتوتر". أضاف:"أما إذا كان يراد من إثارة مناخ سياسي متوتر تأخير إقرار قانون الانتخابات فليس مسموحا المماطلة أو التسويف أو محاولة الابتزاز في ذلك". وإذ أكد "أن حزب الله أثبت أنه في الموقع المتقدم والحريص على التفاهم والتلاقي بين اللبنانيين والتهدئة الداخلية"، شدد على "وجوب أن تكون هناك في المقابل يد ممدودة من أجل العمل على الحوار الصادق بين اللبنانيين وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة". ورأى قاووق أنه "كلما تصاعدت التهديدات الإسرائيلية، أصبح من الواجب على المقاومة ان تعزز قدراتها أكثر فأكثر، وهو ما يفرض عليها حماية الوفاق الوطني بأن تكون الساحة الداخلية، هادئة كي لا ينفذ العدو الإسرائيلي الى الداخل ولا يطمع بالبلد من كثرة الانقسامات الداخلية". وتخلل الاحتفال كلمة لعوائل الشهداء ومجلس عزاء حسيني.

 

أبو زينب: القوة الاساسية في لبنان هي للخط الوطني المتمثل بالمقاومة

وطنية - 25/8/2008 (سياسة) أقام "حزب الله"، احتفالا في بلدة المروانية، لمناسبة ولادة الامام المهدي، حضره عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب وفاعليات سياسية واجتماعية وحشد من الاهالي. وتحدث أبو زينب، فقال:" لقد تم الاتفاق على ان يكون قانون الانتخاب هو قانون القضاء، واليوم نسمع البعض، هذا موافق وهذا متحفظ، الكل يدلو بدلوه، لا يريد ان يذهب نحو التطبيق او الموافقة في مجلس النواب على قانون الانتخاب الذي تم الاتفاق عليه".

أضاف:"نحن نقول، انه يوجد لدينا نماذج سابقة في الوزارة، كان البعض قد وضع الفيتو على الوزير علي قانصو والبعض الاخر كان يريد للوزارة شيء والبعض ذهب الى الاعتراض على البيان الوزراي والاعتراض على المقاومة، ومع ذلك استطعنا بقليل من الجهد ان نجهض كل هذه المحاولات التي يقوم بها البعض".

وقال:"ان الأمور في لبنان تغيرت، الواقع السياسي في لبنان تغير، لم يعد لأميركا واسرائيل او لمن يريد ان يسير في ركابها لم يعد له موقع قوة، القوة الاساسية في لبنان، هي للخط الوطني الذي تمثله المقاومة".

 

محمد آل زلفة: إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة

الأحد 24 أغسطس - إيلاف

تركي العوين من الرياض: اعتبر عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور محمد آل زلفة في حديث خاص لـ"إيلاف" أن إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة. كما انتقد ممارسات إيران ضد جيرانها العرب من خلال احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ورفضها للتفاهم مع الدول الخليجية، أو عرض القضية على التحكيم الدولي على الأقل، كما طالبت الإمارات.

 وأوضح أن إيران تمارس نفس الدور الذي تمارسه إسرائيل, إسرائيل تحتل أرض عربية وتعمل نفس الأسلوب الذي تعمله إيران.  وشن آل زلفة هجوما عنيفا على إيران متهمها  بأنها دولة جارة لا تحترم شروط الجوار وما للجار من حقوق, بدليل أنها تحتل الآن الجزر العربية وترفض التحكيم والتفاهم.

 وقال إن إيران دولة مستهترة بحقوق جيرانها لأنها لا تنظر لهم حتى بموقف الندية, وتصريحات المسئولين الإيرانيين استفزازية حيث أنهم ينظرون باستخفاف إلى مواقع جيرانهم, وآخره تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني قبل فترة والتي قال فيها إنه لا راحة للمنطقة إلا إذا تخلصنا من الأنظمة التقليدية الأنظمة الحاكمة في منطقة الخليج.

 وكانت إيران قد جددت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تأكيدها بأن جزيرة أبو موسى جزء لا يتجزأ من إيران موضحة أن سوء الفهم حول هذه الجزيرة يمكن تسويته في إطار الحوار الثنائي ومذكرة تفاهم عام 1971، وذلك في إطار الرد على إدانة مجلس التعاون الخليجي للإجراءات التي اتخذتها إيران بافتتاح مكتبين في الجزيرة.

 وأفادت وكالة أنباء فارس نقلا عن الإدارة العامة للإعلام والصحافة التابعة لوزارة الخارجية أن حسن قشقاوي المتحدث باسم الوزارة أعلن ذلك ردا على ما أطلقه مسئول بوزارة الخارجية الإماراتية.

 وشدد على أن إيران أعلنت دائما أن أي سوء فهم فيما يخص الترتيبات التنفيذية في جزيرة أبو موسي يتم تسويته عبر الحوار الثنائي وفي إطار مذكرة التفاهم التي أبرمت في عام 1971.

 وأستغرب الزلفة مواقف بعض الدول والأنظمة العربية الذين يرون في إيران المحرر الوهمي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين, بينما يتغاضون عن الدور الذي تمارسه إيران في احتلال أرض عربية وهو دور مشابه للدور الإسرائيلي.

 مؤكدا أن أجندة إيران واضحة وربما تمدد احتلالها من خلال بعض عملائها في العراق ومناطق أخرى ومن هنا تنبثق خطورة الموقف الإيراني في عدم احترام جيرانها أو الرضوخ لحل المشاكل الناجمة عن سياساتها.

 وأشار إلى أن طهران لا تأبه إطلاقا بموقف دولة الإمارات ودول الخليج وبأي موقف تمثله الجامعة العربية والموقف الدولي الرافض لاحتلال إيران للأراضي العربية بالقوة وممارسة السيادة على أرض لا يزال النزاع قائما حولها.

 وتابع أن إيران المتشدقة بأنها نصير للقضايا العربية رغم معرفة الجميع أنها تقول هذا استغلالا للمواقف العربية الضعيفة وتعمل على مواقفها التوسعية في الأراضي العربية, بحاجة لموقف عربي قوي وموحد ليردعها حيال احتلالها للجزر العربية واتخاذها لخطوات أحادية الجانب.

وفسر عضو مجلس الشورى السعودي إقدام إيران على هذه الخطوة وفي هذه الظروف تجاه قضية مازالت محل نزاع, بأنها تريد أن تكون هذه المواقع طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى مواقع متقدمة لإيران لمهاجمة الدول المجاورة أو للمزيد من الضغوط على الدول المجاورة في حال تصاعد الضغوط الدولية على إيران, لأن إيران ليس لديها مشكلة للأسف حتى أخلاقيا لأنها مستعدة أن تواجه صراعاتها المفتعلة مع الغرب والعالم بأسره بتهديد مصالحها في المنطقة, وهذه ليست مصالح الدول الغربية بل مصالح أبناء المنطقة أنفسهم وثرواتهم واقتصادهم ومنشأتهم. وأعرب الدكتور محمد الزلفة عن قناعته أن إيران جاءت لجزيرة أبو موسى بعملاء وأسلحة ومتفجرات تريد من خلالها أن تفسد الملاحة في الخليج العربي, بخلاف ما أعلنت عنه وهو افتتاح مكتبين إداريين.

 وأدانت دول مجلس التعاون الخليجي الإجراءات التي اتخذتها طهران بافتتاحها مكتبين في جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة.

  وعبر عبد الرحمن بن حمد العطية، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن إدانته الشديدة لما قامت به إيران من افتتاح لمكتبين إداريين في جزيرة أبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمحتلة من قبل إيران .

 وأكد العطية أن هذا الإجراء من قبل السلطات الإيرانية «يعد انتهاكا صارخا وعملا غير مشروع على جزء لا يتجزأ من إقليم دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها دولة مستقلة ينبغي احترام سلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها..» داعيا إيران إلى «إلغاء أي تدابير أو إجراءات نفذتها في جزيرة أبو موسى».

وشبهت دول مجلس التعاون الخليجي احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

 وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن مبدأ الاحتلال الذي تقوم به إيران مبدأ مرفوض ولا يجوز أن تحتل أراضي الغير كما هو معروف في حالة النزاع العربي الإسرائيلي

 وفي سياق حديثه ل"إيلاف" شبه الزلفة إيران بقطاع الطرق حيث أنهم يقولون في الوقت الراهن أما أن تعطونا كذا وإلا سأفعل كذا, إذا هذا هو هدف إيران من التواجد حاليا في جزيرة أبو موسى وهو تهديد المصالح الغربية بتهديدها دول مجلس التعاون.

 مضيفا أن الأمر الثاني هو عدم وجود أي اعتبار أو احترام لدولة الإمارات من قبل الإيرانيين وكأنها تقول من أنتي, إن باستطاعتي التقدم إلى دبي وأبو ظبي وأفعل ما أريد لأني لا انظر لكم شي, وحذر الزلفة العرب من الطموحات الإيرانية وقال يجب أن يكونوا متيقنين لما ترسمه حكومة الملالي في طهران من طموحات توسعية في الإقليم, وقال إن إيران تقول أنها لن تخرج من لبنان ولن تترك سوريا حتى تحرر مزارع شبعا, وهي التي لا تأتي نصف مساحة طنب الكبرى أو طنب الصغرى. , ورغم ذلك تجد كتاب ومثقفين وأفكار وجيوب من العرب يقفون إلى جانب إيران.

ومواقف بعض المثقفين العرب الذي غسلت أدمغتهم من إيران وعملائها في المنطقة بكل أسف أنهم يصفقون لإيران من أجل المواقف الوهمية تجاه المواقف العربية, بينما يتغاضون عن ما يشكله الخطر الإيراني على المنطقة العربية في الوقت الحاضر وعلى المدى البعيد.

 وأدانت جامعة الدول العربية "الإجراءات أحادية الجانب" من قبل إيران فيما يتعلق بقضية "الجزر الإماراتية" في الخليج، محذرة من أن مثل تلك الإجراءات من شأنها أن تزيد التوتر في المنطقة، داعية إلى تسوية القضية من خلال الوسائل الدبلوماسية.

 ودعت الأمانة العامة للجامعة "إلى وقف هذه الإجراءات أحادية الجانب، وإلى التجاوب مع المساعي الحميدة، الرامية إلى إيجاد حل سلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، وذلك عن طريق المفاوضات المباشرة، أو من خلال التحكيم الدولي، بما يسمح بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة."

 وبشأن دعوات إيران المتكررة لتسوية الخلاف عبر الحوار الثنائي قال آل زلفة في حديثه ل"إيلاف" هذا كلام تكرره  إيران منذ قيام ثورتها الإسلامية وهي غير جادة في إطلاق مثل هذه الدعوات, حيث ذهب مسئولون إماراتيون مرارا إلى طهران بغية التوصل لتفاهم ثنائي وحل الإشكالية القائمة دون جدوى.

 وأشار إلى أن إيران تسوف بالكلام لأن المخططين للسياسة الإيرانية غير متحدين وتدفعهم دوافع عجيبة جدا, أما مفاهيم دينية متعصبة أو أحلام دينية وأوهام دينية. وقال إن بعض المسئولين الإيرانيين ينتظرون ويحلمون أنهم يتحدثون مع المهدي حول ماذا يقررون تجاه هذه المنطقة ولم يأتيهم الفرج بعد؟

 موضحا أن ولاية الفقيه مشكلتها عدم قدرتك على التفاهم معهم على أي مستوى لأنهم لا يستطيعون أن يتصرفوا تصرفات لا توصل إلى شي.

 وأكد محمد الزلفة أن الإمارات طالبت طهران بضرورة حل هذه المعضلة من خلال الحوار وقالت عن هناك اتفاق عام 1971م والذي ينص على بقاء الجزر المتنازع عليها على ماهي عليه حتى حل النزاع.

 إلا أن طهران تجاوزت كل الوعود’ حيث أن لها وجود ثابت على هذه الجزر (والثابت بكل الوثائق والدلائل التاريخية بأنها جزر عربية وأقرب ما تكون إلى السواحل العربية رأس الخيمة والشارقة وغيرها من الكيانات السياسية الكونية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

 وحول رفض إيران المستمر للتحكيم الدولي أوضح آل الزلفة إن عقيدة الإيرانيين تقول لهم أن الناس كلهم ضدكم فهذه هي عقيدتهم لأنهم لابد أن يبحثوا لهم عن خصم فهذه العقيدة الدينية انسحبت على مواقفهم السياسية والدليل برنامج إيران النووي وموقفها من المنظمات الدولية (فإيران لا تؤمن إلا بما تؤمن به هي فقط, لا تؤمن بأي شي تقوله اتفاقات دولية ولا معاهدات دولية ولا احترامات لاتفاقات ثنائية, بسبب أنها تستخدم التقية في مواقفها السياسية ولذلك ربما هروبها من الاحتكام الدولي أنها تقول أن لديها هاجس أن الناس كلهم ضدها, إذ من المحتمل أن يحكم القضاة بأحقية الإمارات في جزرها وممارسة حقها السيادي عليها.

 وردا على سؤال ل"إيلاف" حول مصير اتفاقية الإدارة المشتركة لجزيرة أبو موسى بعد افتتاح إيران لمكتبيين إداريين, أكد عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور محمد آل زلفة  أن إيران بهذا التصرف تضع دولة الإمارات ودول الخليج والدول العربية أمام الأمر الواقع وكأنهم يقولون ماذا لديكم لتفعلوه.

 وشكك الزلفة في صحة تأكيد إيران أن ما تم افتتاحه في أبو موسى مكاتب إدارية وتساءل  لو طلبت الإمارات من المجتمع الدولي النظر في ما يفعله الإيرانيون على هذه الجزر هل ستقبل طهران؟ مضيفا أن إيران سترفض رفضا قاطعا أي محاولة لمعرفة ما يحدث في هذه الجزر ولهذا أقدمت القيادة الإيرانية على هذا الفعل.

 وكانت طهران سيطرت على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى الواقعة قرب مضيق هرمز إثر رحيل القوات البريطانية من الخليج عام 1971.

 وترفض إيران باستمرار مطالبة الإمارات بحقها في الجزر، كما ترفض إحالة هذا الخلاف إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

 وتتهم أبو ظبي الجمهورية الإسلامية بأنها لم تحترم مذكرة التفاهم حول الجزيرة، عبر قيامها عام 1992 بتعزيز وجودها العسكري فيها.

 وتبلغ مساحة أبو موسى 12 كلم وتقع على مسافة شبه متقاربة من إيران والإمارات، وازدادت أهميتها انطلاقا من موقعها الإستراتيجي واحتياطيها النفطي.