سقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 27 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .23-18:18

وسأَلَه أَحَدُ الوُجَهاء: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، ماذا أَعمَلُ لِأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة؟»فقالَ لَه يسوع: «لِمَ تَدعوني صالِحاً؟ لا صالِحَ إِلَّا اللهُ وَحدَه. أَنتَ تَعرِفُ الوَصايا: لا تَزْنِ، لا تَقتُلْ، لا تَسرِقْ، لا تَشهَدْ بِالزُّور، أَكرِمْ أَباكَ وأُمَّكَ». فقال: «هذا كُلُّه حَفِظتُه مُنذُ صِباي!» فلَمَّا سَمِعَ يَسوعُ ذلِكَ قالَ له: واحِدَةٌ تَنقُصُكَ بَعدُ: بعْ جَميعَ ما تَملِك ووَزِّعْه على الفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّموات، وتَعالَ فَاتبَعْني».فلمَّا سَمِعَ ذلك اغتَمَّ لِأَنَّه كانَ غَنِيّاً جِدّاً.

 

القدّيس غريغوريوس الكبير (حوالى 540–604)، بابا وملفان الكنيسة

العظة 5 عن الإنجيل/"فيكون لكَ كنز في السموات"

عندما نرى أحدهم يتخلّى عن ممتلكات كثيرة، يجب ألاّ نقولَ: كم أودّ التمثّل بأولئك الذين يتخلّون عن هذا العالم، لكنّني لا أملكُ ما يمكنني التخلّي عنه. إعلموا يا إخوتي بأنّكم تتخلّونَ عن الكثير حين تمتنعونَ عن الرغبات الأرضيّة. فإنّ ممتلكاتنا الخارجيّة، وإن كانت صغيرة الحجم، فهي تكفي بنظر الخالق. فهو ينظرُ إلى القلب وليس إلى الثروة الماديّة. هو لا يزينُ قيمة التقدمة الماديّة، إنّما نيّة الذي يقدّمُها. إنّ ملكوت السموات لا يُقدَّر بثمن، ومع ذلك فهو يكلّفُكَ تمامًا كلّ ما تملك. لقد كلّفَ بطرس وأندراوس مجموعة من مراكب الصيد، وكلّفَ الأرملة فِلسَين (لو21: 2)؛ وكلّفَ شخصًا آخر كأس ماء بارد (متى10: 42). وكما سبقَ وقلنا، فإنّ ملكوت السموات يكلّفُكَ كلّ ما تملك. إذًا يا إخوتي، هل تجدونَ ما هو أسهل من ملكوت السموات لنَكتسب، وما هو أثمن لنَمتلك؟

لكنّنا ربما لا نملكُ كوب ماء بارد نقدّمُه إلى الفقير المُحتاج. وحتّى في هذه الحالة، فإنّ كلمة الله تُطمئنُنا: "السلام في الأرض للناس أهل رضاه!" (لو2: 14). في الواقع، إنّ اليد لا تخلو أبدًا، في نظر الله، من التقدمات إن كان باطن القلب مليئًا بالإرادة الحسنة... حتّى لو لم يكن لديّ أشياء أقدّمُها لكَ يا إلهي، غير أنّني أجدُ في داخلي ما يمكنني أن أقدّمَه أمام المذبح إكرامًا لكَ... فأنتَ يا ربّ تحبُّ تقدمات القلب.

 

ديبلوماسي أوروبي: مؤتمر الحوار اللبناني سينتهي إلى الحرب والتقسيم

تقارير إلى بان كي مون: شاحنات "شرعية" تنقل السلاح لحزب الله وبلدات مسيحية وشيعية قرب الحدود تعيش تحت القمع والتهديد

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

أعرب ديبلوماسي اوروبي في بيروت عن خشيته من ان يؤدي "مؤتمر الحوار الوطني" برئاسة ميشال سليمان واشراف الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حسب مقررات "مؤتمر الدوحة"  الى "حسم الموضوع اللبناني المستعصي على الحل بطريقة سلبية للغاية يتفرق على اثرها المجتمعون في اتجاهات مختلفة من شأنها تفجير الاوضاع الداخلية عسكريا في مدى اقصر مما هو مكتوب له, ما سيفضي الى حرب داخلية جديدة تتدخل فيها هذه المرة الاطراف الخارجية علنا وصولا الى تمزق البلاد ووقوع التقسيم الذي تمكن اللبنانيون من تلافيه طوال اكثر من ثلاثين عاما«.

ونقل الديبلوماسي عن اوساط قيادية في قوى "14 آذار" تأكيدها ان »النقطة الجوهرية« التي سيدور حولها هذا الحوار وهي ما اطلق عليها اسم »الستراتيجية الدفاعية« ستكون حتماً صاعق التفجير الكبير المرتقب لاننا لسنا مستعدين مهما كلف الأمر, للتنازل لحزب هجين هو جزء لا يتجزأ من منظومة عسكرية خارجية (ايران) عن اي جزء من سيادة الدولة وعلى حسابها وحساب جيشها ونظامها الديمقراطي, اذ اننا اولاً واخيراً وقبل وبعد لقاء الحوار لا نعترف بشيء اسمه الستراتيجية الدفاعية التي عادة ما تكون حكراً على الدول وقيادات جيوشها من دون ان يشاركها فيها حزب من هنا أو ميليشيا مسلحة من هناك«, وبالتالي فان لبنان حسب المنطق والواقع ليس بحاجة لمثل هذه الستراتيجية المفضية الى الحروب والنزاعات والخراب والدمار في الوقت الذي ألغت فيه كل الدول العربية وعلى رأسها الدولتان الاقوى مصر والمملكة العربية السعودية ستراتيجيتيهما الدفاعيتين, الاولى بتوقيع معاهدة سلام مع اسرائيل والثانية بطرحها مبادرتها في قمة بيروت عام 2002 لحل النزاع العربي -الاسرائيلي سلماً لا حرباً, ونحن متمسكون بهذين الاسلوبين في التعاطي مع مشكلاتنا واراضينا المحتلة بالوسائل الديبلوماسية وبالاحتكام الى المجتمع الدولي لاننا لمجرد وضعنا ستراتيجية دفاعية هدفها اولاً واخيراً احتفاظ ايران بسلاحها في لبنان, نكون ذاهبين الى الانتحار مهما حشدت الدولة الفارسية في بلدنا من صواريخ ومقاتلين لاستخدامنا كفأر اختبار كي تبني على نتائجه مصيرها في المنطقة وخصوصاً الى جانب وجود الدولة العبرية«.

لبنان رهينة إيران

وقال الديبلوماسي الاوروبي لـ»السياسة« في اتصال به من لندن ان »الايرانيين المعرضين للتدمير الشامل كما حدث للعراق, والذي أسالت لعابهم أكذوبة واوهام »النصر الالهي« الذي حققوه في حرب يوليو 2006 سيحاولون مجدداً استخدام لبنان ككبش فداء لترسانتهم النووية ويحددون على اساس نتائج تجربتهم الحربية الجديدة مع اسرائيل ما اذا كانوا سيستمرون في مقاومة العالم ام انهم سيتراجعون على طريقتي معمر القذافي وكيم جونغ ايل الكوري الشمالي فيستسلمون ويسلمون برنامجهم النووي الى لجنة الطاقة الذرية في فيينا, الا ان تلك التجربة ستكون حتماً على حساب لبنان واللبنانيين مرة اخرى, اذ قد يشهد العالم في حال اندلاع الحرب مع اسرائيل نهاية الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط وتوقف قلب اخر دولة نابض بالحرية والحضارة الحديثة المفتقدة في اي مكان اخر منه«.

وذكر الديبلوماسي الاوروبي انه »لمجرد قبول الاركان السياسيين والعسكريين والامنيين لاي دولة, بطاولة حوار مع طرف ميليشياوي داخلي مسلح للبحث في السياسة الدفاعية او غير الدفاعية لهذه الدولة ولقيادتيها السياسية والعسكرية, فهذا يعني القبول تحت ارهاب السلاح والتدخل الخارجي السافر بمشاركة ذلك الطرف في القرارات الخاصة بالدولة والتي يجب ألا يكون لها في اتخاذها أي شريك, وبالتالي فان التعارض مع مصالح الدولة في الشؤون الداخلية وخصوصاً الخارجية وفي العلاقات مع الدول والمجتمع الدولي, يحولها الى جمهورية موز أو دولة قاصر ممنوع عليها حكم شعب بكامله والتعاطي مع مصالح الدول الاخرى كدولة مكتملة السيادة والقرار الحر«.

ودعا الديبلوماسي الحكومة اللبنانية الى »الاتعاظ بما حل بالعراق بسبب الضغطين المسلحين الكردي والشيعي على الدولة بحيث اضطر نظام صدام حسين, والانظمة التي سبقتها الى استخدام العنف والقمع والقتل والتهجير للاكراد والشيعة كوسائل لتثبيت دعائم الدولة في وجه عمليات التمرد عليها, وما حل بدولة افريقية واميركية لاتينية وآسيوية حاولت ميليشياتها المدعومة من الخارج فرض »ستراتيجياتها« على انظمتها الشرعية القائمة والمصير الذي آلت اليه تلك الدول من حرب وتمزق واضمحلال«. وحض الديبلوماسي الاوروبي الدولة اللبنانية المدعومة دولياً وعربياً بقوة »رغم هشاشة اوضاعها« على »عدم القبول بالجلوس الى طاولة الحوار مع »حزب الله« واتباعه المرتبطين اساساً بايران وسورية حتى ولو تركت تلك الاوضاع على حالها من الاضطراب, اذ ان الاستمرار بهذه الاوضاع غير السليمة وغير المقبولة من احد يبقى افضل بكثير من الاستسلام لقوة سلاح الميليشيات التي لا يمكن ان تدوم ولمشاركة هذه الفئات المتمردة على الحكم حسب اهدافها وبرامجها ومخططاتها المفروضة عليها من الخارج«.

شاحنات »شرعية« تنقل سلاح »حزب الله«!

وكشفت اوساط في اللوبي اللبناني القوي في واشنطن النقاب امس نقلاً عن موظفين كبار في مقر الامم المتحدة بنيويورك عن ان الامانة العامة للمنظمة الدولية تدرس مجموعة من التقارير وردتها من مصادر استخباراتية تابعة لدول مشاركة في القوات الدولية »يونيفيل« في جنوب لبنان »تتحدث عن تعاون وثيق بين »حزب الله« وقيادات هذه القوات في منطقة الناقورة الحدودية الساحلية وبعض ضباط الجيش اللبناني المشرفين على عمليات التنسيق اللبنانية - الدولية العسكرية هناك بلغت حدود قيام شاحنات عسكرية بنقل اسلحة للحزب الايراني من شمال نهر الليطاني الى المنطقة المحظورة عليه في جنوبه, كما ان بعض قادة كوادر الحزب يتنقلون في المناطق المحاذية للخط الازرق الفاصل بين لبنان واسرائيل بسيارات عسكرية وان عدداً منهم يرتدي البزات العسكرية الرسمية«.

واشارت اوساط اللوبي اللبناني انها - استناداً الى معلومات موظفي الامم المتحدة وبعض ديبلوماسيي البعثات الغربية فيها وفي مجلس الامن »بعثت برسائل عاجلة الى بان كي مون شخصياً تحتوي على تلك المعلومات وعلى احداث تحصل في جنوب الليطاني تحت سمع وبصر قيادة القوات الدولية, تؤكد عدم تقيد كل الاطراف هناك ببنود القرار 1701 وان الطلعات الجوية الاسرائيلية التي تحصل يومياً تقريباً في تلك المناطق انما تقع استناداً الى نفس تلك المعلومات التي تدور كلها حول »تعاون غريب« بين قيادة يونيفيل وقيادات عسكرية لبنانية مع »حزب الله« وبطرق تكاد تكون علنية في معظم الاحيان«.

استمرار حصار البلدات المسيحية

ولفتت رسائل اللوبي اللبناني المدعومة بشهادات من بعض اعضاء لجنة الدفاع والاستخبارات في الكونغرس الاميركي نظر بان كي مون الى »استمرار حصار جماعات »حزب الله« سكان القرى المسيحية والشيعية التي انتسب بعض ابنائها  الى »جيش لبنان الجنوبي« السابق ومعاملتهم كعملاء لاسرائيل ومضايقتهم المستمرة في تسيير دوريات بلباس مدني عناصرها مسلحة علنا في شوارع تلك البلدات ورفع اعلام »حزب الله« و»حركة امل« على بعض منازلها وقرب كنائسها واطلاق تحذيرات مستمرة بوجوب عدم عودة العائدين من اسرائيل الذين خضعوا للمحاكمات ثم اطلق سراحهم الى منازلهم وعائلاتهم تحت طائلة اعتقالهم والتنكيل بهم«.

وذكرت الرسائل ان القوات الدولية والجيش اللبناني المنتشرة في تلك المناطق المسيحية تتلقى بصورة دائمة شكاوى من السكان المسيحيين حول ضغوط »حزب الله« وسيطرته المسلحة على بلداتهم وقراهم واقتياد بعض ابنائهم الى مراكز للحزب في القرى المجاورة واخضاعهم لاستجوابات دورية ولإهانات واحتجاز حرياتهم ساعات بل اياماً في بعض الاحيان قبل ان يطلق سراحهم بعد توقيعهم على اعترافات مزورة تخول استخبارات الحزب اعادة اعتقالهم مرات اخرى«.

منازل فخمة لبعض قادة »يونيفيل«

ونقلت اوساط اللوبي الى بان كي مون تقريراً وارداً من استخبارات احدى الدول المشاركة في يونيفيل يؤكد ان متمولين شيعة من بعض الدول الافريقية الفرانكفونية اهدوا بعض قادة القوات الدولية منازل فخمة في ضواحي عاصمتين أوروبيتين فيما قدموا  لاخرين سيارات سباق فخمة غالية الثمن وان هؤلاء المتمولين الشيعة معروفون بدعمهم المستمر لحركة امل و»حزب الله« في لبنان«.

 

أكد لـ"المستقبل" خوض الانتخابات في كل المناطق لكسر احتكار "حزب الله"

الأسعد: المجلس المقبل سيشهد تكتلاً من النواب الشيعة اللبنانيين

المستقبل - الاربعاء 27 آب 2008 - نانسي فاخوري

يواجه مشروع "التشيّع اللبناني" غير المتماهي لاحتكار "حزب الله" لطائفته ضغوطا أمنية وسياسية غير مسبوقة في هذه المرحلة بالذات، الا أنه يصر على وجوده ويفرض صوته الحر بتلاوين وتنويعات مختلفة، متيقنا من ان الدفاع عن التنوع والتعددية ضمن الطائفة الشيعية هو الضمانة للتنوع والتعددية على الصعيد الوطني العام، ومعاندا في وجه كل محاولات الاستئصال لها.

وتتركز الانظار مع بدء العد العكسي للانتخابات النيابية وفي ظل المعادلة الامنية المستشرية بعد 7 ايار، على الصوت الشيعي المعترض على احتكار الثنائي "حزب الله" و "امل" لتمثيل الطائفة وتسيير شؤونها. فأي موقع يشغله هذا الصوت في الخارطة السياسية التي ستكرسها الانتخابات بعد عشرة اشهر، وهل يؤمن قانون الستين مجالا اوسع أم أضيق لهذا الصوت للتعبير عن نفسه.. وربما تحقيق الخرق؟؟.

وكما في كل موسم انتخابي جنوبي يعود السؤال ليطرح نفسه عن مصائر "العصبية الاسعدية" وحجمها وتأثيرها ورؤاها. ولا يتردد أحمد الاسعد، رئيس لقاء "الانتماء اللبناني"، ونجل رئيس مجلس النواب الاسبق كامل الاسعد، في الجزم بأن "خروقاً ومفاجآت أكيدة" ستزعزع هيمنة "حزب الله" و "امل" في انتخابات ايار 2009.

الاسعد، الذي كانت له محاولات متعددة في الترشح للانتخابات النيابية مراكماً خبرة وافية في هذا المجال وفي ظل معوقات ومشكلات عديدة، يؤكد من جهة اخرى، انه "سيتحالف في الانتخابات مع كل الحيثيات الشيعية المستعدة لأن تجاهر برأيها"، مضيفاً: "اننا سنخوض المعركة الانتخابية في كل المناطق".

ويرى "ان قانون الستين غير حضاري وهو قانون المحافظة على الحصص ولا يساعد على تطوير الحياة السياسية في لبنان وضخ دم جديد في الحياة السياسية، ودفع مشروع الدولة في الاتجاه الصحيح"، معتبرا "ان قانون النسبية هو الخلاص للبنان والقانون الأنسب لكسر احتكار "حزب الله" للطائفة الشيعية".

النسبية لكسر الاحتكار

ويتوقف الاسعد عند تجربة التحالف الرباعي فيصفه بـ"الكذبة فبدلاً من أن يلبنن "حزب الله" فرسنه"، مشدداً على أنه "لا يمكن في 2009 أن يحصل تحالف رباعي فوق الطاولة أو تحته".

ويؤكد الاسعد في حديثه الى "المستقبل" أن "القانون الذي يجب أن يعتمد هو المبني على النسبية وهو الخلاص للبنان لسببين: أولاً لأن المعضلة الأساسية في الواقع السياسي في لبنان هي احتكار "حزب الله" للطائفة الشيعية، وطالما هو يحتكر هذه الطائفة ومشروعه غير لبناني، فهذا يعني أنه سيبقى لدينا مشكلة، وثانياً، لأننا بحاجة الى أن تتجه كل الطوائف الرئيسية في لبنان باتجاه بناء الدولة، والقانون الأنسب لكسر احتكار "حزب الله" على الطائفة الشيعية هو قانون النسبية".

ويوضح انه "من خلال المحافظة على أساس النسبية، يرى الناس والرأي العام أن المعارضة الشيعية ستأتي لا محال، وبالتالي يعطونها دعماً كي تأتي بقوة وتشكل تكتلات أكبر في المجلس النيابي، ونخلق حينها شريكاً شيعياً لبنانياً داخل المجلس النيابي يسير قدماً مع بقية الأفرقاء اللبنانيين لبناء الدولة اللبنانية، ففي ذلك الوقت لا يستطيع "حزب الله" احتكار وتمثيل الطائفة الشيعية".

ويتابع "النسبية مفتاح الخلاص للبنان إنما للأسف القيّمون يفكرون بمصالحهم الضيقة أكثر بكثير من مصلحة لبنان الحقيقية، ومن غير المقبول أن تبقى الطبقة السياسية نفسها سنة وراء سنة وكأنه لا يوجد رأي عام يحاسب. فالنسبية تسمح بالمحاسبة وللحيثيات الجديدة بالدخول الى المعترك السياسي وتطور في الأداء السياسي الذي نحتاج اليه في لبنان".

ويؤكد "عدم الاستسلام، مع كل مآخذنا على القانون سنخوض المعركة الانتخابية في كل المناطق كـ"انتماء لبناني" في الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت، وواثق من حصول خروق، وسنصل الى تكتل من عدد معين من النواب الشيعة اللبنانيين، لأنه ليس صحيحاً أن الشيعة في لبنان كلهم مع "حزب الله" فهم مخطوفون، إنما ضمن التحرّك والظروف التي تكون مناسبة سنرى أن هناك شريحة كبيرة ستعبّر عن رأيها بوضوح وعملية التغيير ستكون بدأت".

ويرى "أن الكذبة الكبيرة التي اسمها التحالف الرباعي لا يمكن تكرارها، وطبعاً السبب الرئيسي لمعاناتنا اليوم يعود الى هذه الكذبة التي بدأت في 2005 واسمها التحالف الرباعي". ويطمئن اللبنانيين الى "أن هذه الكذبة لا يمكن تكرارها لسبب أساسي هو أن القوى الاقليمية والدولية الصديقة لـ14 آذار لن تقبل بهذا التحالف".

ويشير الى "أن تسويق التحالف الرباعي في 2005 كان ضمن إطار أنه كفيل بلبننة "حزب الله"، وهذا كان "ضحكاً على النفس والعالم"، وبالتالي سوقنا هذه الفكرة داخل لبنان وخارجه ومراكز القرار في العالم العربي والغربي قبلت بها، لكن عندما تبيّن ان هذا التحالف بدلاً من أن يلبنن "حزب الله" فرسنه، لم يعد هناك امكانية لتسويق هذه الكذبة". واذ يؤكد انه "لا يمكن في 2009 أن يحصل تحالف رباعي فوق الطاولة أو تحته"، يرى أنه "يمكن لبعض الجهات السياسية المحسوبة على 14 آذار التصرف بشكل منفرد وفي مناطق معينة تتحالف مع الحزب إنما القصة لن تكون مبرمجة بشكل منظم ومنسق مثلما كان، إن كان فوق الطاولة وتحتها".

ويعلن "انني مرشح للانتخابات النيابية وإذا لم أترشح فالناس لن تتحمس للتعبير والمواجهة"، موضحاً "أنني أترشح مع كل الحيثيات التي تجاهر برأيها ولديها خطاب سياسي واضح والتي سترجع التشيع الى جذوره الحقيقية اللبنانية العربية، وتصرخ بالصوت العالي وتقول للبنانيين الشيعة ان مصلحتنا مثل مصلحة بقية اللبنانيين من خلال بناء الدولة لأنه مهما قدمت إيران من مال ومساعدات لن تفيد إلا شريحة صغيرة من المجتمع والشريحة الأكبر غير مستفيدة بالعكس فوضعها الى الوراء، وهذه الشريحة الأكبر مصلحتها من خلال مشروع الدولة اللبنانية التي وحدها تخلق الاستقرار والأمان المطلوب". ويؤكد "ان حظوظنا كبيرة في الانتخابات".

ويشير الى "أننا سنحمل شعار الشيعة اللبنانيين. نحن الشيعة نعتز بتشيعنا إنما مصلحتنا أولاً وأخيراً في لبنان وليس لدينا أية مصلحة لأن نكون أداة لمشروع اقليمي وخارجي".

ويلفت الى "ان برنامجنا هو بناء الدولة الحديثة الحقيقية بمفهومها العصري التي هي ضمن القرن 21"، معتبراً "أن السبب الأساسي للمشكلات الاقتصادية في لبنان عدم وجود استثمار في البلد".

ويأسف الاسعد لأن "دول الخليج لديها اليوم طفرة مالية، لا نرى منها الا القليل بسبب عدم وجود دولة القانون والأمان والاستقرار، فأية حركة اقتصادية تنشأ في أية دولة في العالم تكون من خلال تدفق الاستثمار الذي يخلق الحركة الاقتصادية التي تخلق بدورها فرص العمل والنمو الاقتصادي وبذلك تتحسن المعيشة لدى المواطن. من هذا المنطلق لا يوجد استثمارات في لبنان لأنه لا يوجد دولة لبنانية، هناك دولة "حزب الله" وبالتالي لا يمكن أن يتحسن وضع المواطن المعيشي وأن يجد فرص العمل التي يستحقها". وتوجه الى الشباب اللبناني بالقول: "كي تحصلوا على فرصكم لا بد من التغيير في الواقع الشيعي كي نصل الى واقع سياسي مغاير يعطي انطباعاً بوجود دولة في لبنان ليست تحت هيمنة طرف سياسي اسمه "حزب الله"".

ليعطنا "حزب الله" نصف أسلحته!

وعن إمكانية العمل الانتخابي في ظل السلاح، يرى الاسعد انه "في أي دولة تحترم نفسها لا يجوز وجود فريق يمارس اللعبة الانتخابية وبحوزته السلاح وفريق آخر ليس لديه سلاح، تلقائياً السلاح سيشكل نوعاً من العائق والضغط المعنوي على الناس".

واذ يتمنى على "حزب الله" الذي "يتكلم بالعدالة والانصاف ان يعطينا نصف اسلحته كي يكون هناك تعادل في موازين القوى"، يؤكد "ان هذا لن يحصل لسبب هو أن يبقى الناس الى جانبهم يصوتون لهم".

ويعتبر "ان هذه الانتخابات غير سليمة لكن في الحياة نحن نكون احياناً أمام خيارات ليست كلها إيجابية، فالواحد منا يجب ان يختار الخيارات التي فيها إيجابيات أكثر وسلبيات أقل، اليوم خيار خوض الانتخابات في ظل وجود سلاح يبقى أفضل بكثير من عدم خوض الانتخابات"، لافتاً الى انه "مهما كانت الظروف يبقى الأفضل مواجهة هذا الواقع وخوض الانتخابات، وبالتالي تاريخ البشر يعلمنا ان الحريات لا تعطى على صحن من فضة، فهي بحاجة الى وقفة عز ومواجهة".

ويشير الى " ان هناك ناراً تحت الرماد في الأوساط الشيعية ولكن هناك فزع وقمع وأساليب ترغيب وترهيب".

ويقول: "المقتنعون فعلاً بتوجه "حزب الله" فهم قلة، هناك اشخاص كثر مستفيدون نعم، لكن حمداً لله لأن إيران ليس لديها المال الكافي لشراء كل الشيعة في لبنان بل شريحة منهم والبقية "بالعين الموس"".

ويعترف الاسعد بأن "التغيير لا يمكن ان يحصل بكبسة زر والطاولة لن تقلب رأساً على عقب"، لكنه يجنح الى التفاؤل قائلاً: "هناك بداية تغيير في هذه الانتخابات وستكون هنالك بداية واضحة من خلال خروق ومفاجآت عديدة في مناطق عدة وستكون الأساس للمزيد من التغيير في المراحل المقبلة".

 

البرلمان يحيل التقسيمات إلى لجنة الإدارة والعدل 

مشادات ومحاولات تضارب بين النواب على خلفية أحداث بيروت وقانون الانتخابات 

   بيروت - "السياسة" والوكالات: في أول جلسة تشريعية له منذ 22 شهراً, التأم مجلس النواب اللبناني, أمس, للبحث في عدد من مشروعات القوانين المحالة إليه وفي مقدمها مشروع التقسيمات الانتخابية التي أقرها اتفاق الدوحة, حيث قرر تأجيل إقرار هذا المشروع وأحاله الى لجنة الادارة والعدل ومنحها مهلة لا تتجاوز 25 سبتمبر المقبل لتتقدم بمشروع قانون الانتخاب كاملاً لجهة التقسيمات والاصلاحات, وذلك تفادياً لمشكلة جديدة بين فريقي 8 و14 آذار.

وخيمت على الجلسة التشريعية أجواء الاحتقان التي لم تقف عند رغبة الغالبية في تأجيل النقاش والأقلية في إقرار التقسيمات الادارية تنفيذا لاتفاق الدوحة, وإنما زاد من حدتها الوضع الأمني المستجد في بيروت, سيما الإشكال الذي وقع, ليل اول من امس, في حي رأس النبع بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين من حركة أمل.

وألقت التطورات الأمنية بظلالها على الجلسة ووقعت مشادات كلامية بين نواب من كتلة "المستقبل" وآخرين من "حركة أمل", وشارك في جانب من المداخلات الكلامية الحادة الرئيس نبيه بري, الذي أشار الى "أنه تم الاتفاق في الماضي مع رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري على نزع الشعارات, لكن الأمر توقف لاحقاً", مؤكدا "موافقته على نزع السلاح في كل المناطق ومن كل الفئات باستثناء سلاح المقاومة".

وفي مداخلته, قال النائب عن "المستقبل" محمد قباني ان التيار الكهربائي في العام 1998 كان مؤمنا 24 ساعة على 24 ساعة, فاعترض عدد من النواب على كلامه وقالوا "فقط بيروت", وهنا وقع سجال عنيف على خلفية الاشكال الذي حصل ليل اول من امس في بيروت, وتابع قباني "يقول الجميع ان بيروت عاصمتنا, هذا الكلام يتناقض مع الشعب المتقاتل في احياء بيروت, وما حصل في منطقة رأس النبع, حيث تم الاعتداء على مواطنين كانوا يرفعون شعار رمضان المبارك", فقاطعه الرئيس بري قائلا "اخواننا الاسلاميون اتوا لعندي ليأخذ التحقيق مجراه, كان هناك أناس يعلقون صورا للامام موسى الصدر, جاء بعض الاشخاص ومنعوا ذلك, بيروت للبنان من دون استثناء, وعلينا ان نحميها جميعا", فرد قباني "هذا كلام ميليشياوي, المطلوب من قوى الامن والجيش فرض الامن, المطلوب من جميع القوى السياسية ان ترفع الغطاء السياسي, المطلوب ان تكون بيروت مدينة منزوعة السلاح, بيروت واهلها يرفضون الاعتداء على كرامات الناس والمنازل, وعلى الشوارع وعن جميع المشاغبين, واذ اننا ندافع عن بيروت استغرب ان البعض اعتبر ان الكلام موجه اليه". فقاطعه النائب أيوب حميد "كل القصة منكم انتم", ثم حصلت مشادة كلامية حادة بينه وبين النائب قباني.

وفي سجال آخر, طالب النائب نبيل نقولا الرئيس بري بطرح موضوع التقسيمات في القانون الانتخابي للتصويت لمعرفة من لديه نوايا سيئة بعدم التصويت, فتدخل النائب انطوان اندراوس وقال لنقولا أنت لديك نوايا سيئة, فأجاب نقولا بالقول "من لديه مسلة تحت باطو بتنعرو", الأمر الذي أثار غضب اندراوس فقال لنقولا "أسكت", فرد عليه نقولا "انت أسكت", وكاد أن يتحول الأمر الى تضارب بعد أن هجم الاثنان على بعضهما, فتدخل بعض النواب لمنع التصادم.

وبعد انتهاء مداخلات النواب, رد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مؤكداً "أن التعليمات قد أعطيت للتشدد في ضبط أية مخالفات", داعياً الجميع "إلى الإسهام في الامتناع عن التشنج والتوترات", كما أكد "أن الحكومة لم تتقدم بمشروع حول قانون الانتخاب, وستكتفي باقتراح لجنة الإدارة والعدل النيابية".

وأشار إلى أنه "سيصار إلى إصدار مرسوم لرفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص", كما أكد وزير الداخلية زياد بارود أن مجلس الأمن المركزي اتخذ قراراً بوضع حد للتجاوزات الأمنية.

 

لأن القرار 1701حماية للبنان ولأن إسرائيل تسقطه و"حزب الله" يخترقه ولأن على المجتمع الدولي تطبيقه

مقاربة الاستراتيجية الدفاعية بالعلاقة بين الدولة والشرعية الدولية

المستقبل - الاربعاء 27 آب 2008 - نصير الأسعد

لبنان أمام خطر داهم. فمنذ مدة تتوالى التهديدات الإسرائيلية بتدمير البلد كله. والعجيب في الأمر أن إسرائيل التي لم تطبّق بنود القرار الدولي 1071، تعلن من طرف واحد سقوطه. إسرائيل لم تلتزم بـ"وقف إطلاق النار" ولا بوقف الخروق والطلعات الجوية والبرية، ولم تُعِد بلدة الغجر اللبنانية ورفضت التوصل إلى حل مع الأمم المتحدة يضع مزارع شبعا في عهدة الشرعية الدولية، لكنها مع ذلك تعلن أن الـ1071 ساقط لأنه لم يعد ذا جدوى(!)

إسرائيل تسقط 1071 بذرائع من "حزب الله"

وفي الأسباب المعلنة لإسقاط الـ1071 إسرائيلياً أن "حزب الله" هو من أسقطه. فإسرائيل تقول إن "حزب الله" زاد تسلّحه بنسبة كبيرة منذ إنتهاء حرب تموز 6002. والحزب في المقابل ليس فقط لا ينفي الأمر، بل هو يؤكده بقوله أن إمكانياته اليوم أكبر بكثير مما كانت قبل سنتين. وتقول إسرائيل إن "حزب الله" أقام مواقع عسكرية في البقاع و"جهّزها" بصواريخ. والحزب لا ينفي بل يؤكد تطور "جاهزيّته".

في إعلانها سقوط القرار 1071، تتخذ إسرائيل من مضاعفة "حزب الله" لتسلّحه ومن نشره مواقع عسكرية قتالية جديدة "ذرائع".

والحال إنه بصرف النظر عما تعلنه إسرائيل، وبالإستناد فقط إلى ما يقوله "حزب الله" أو يلمّح إليه، وإلى معلومات لبنانية، فإن "حزب الله" يخرق الـ1071، لأن هذا القرار لا ينص فقط على إقامة منطقة عازلة بـ"إمرة" الجيش اللبناني و"اليونيفيل" جنوب الليطاني، لكنه يمنع التسلّح لغير الدولة اللبنانية، ويمنع وصول السلاح ـ أو تهريبه ـ إلى غير السلطات اللبنانية الشرعية، في أي مكان على الأرض اللبنانية شمال الليطاني وشرقه وغربه، مع العلم أن أحداً لا يستطيع الجزم بطبيعة الوجود العسكري والأمني لـ"حزب الله" في المنطقة العازلة نفسها، ومع العلم أيضاً أن مراقبة المطار محظورة على غير الدولة بموجب الـ1071.

تنطلق التهديدات الإسرائيلية إذاً من "ذرائع" يوفرها "حزب الله". وقبل هذه التهديدات وفي ظلها ينطلق "حزب الله" في حديثه عن الرد عليها من "ذرائع" توفرها إسرائيل. أما الفارق فهو "بسيط": إسرائيل تعلن انها في حِلّ من القرار 1071 بينما لا يرتكب "حزب الله" خطأ إنكار القرار وإن كان لا يلتزم كل "مندرجاته".

"التقاطع الإيراني"

على أن اللافت هو أن التهديد الإسرائيلي من جهة وردّ "حزب الله" عليه بالتهديد أيضاً من جهة ثانية، إنما "يتقاطعان" إيرانياً. فالتهديدات الإسرائيلية لا تتأسس على حادث ما أو مواجهة معينة أو إشتباك حاصل بين إسرائيل و"حزب الله"، بل تبدو متأسسة على اعتبار قوة "حزب الله" من ضمن قوة إيران أو من عوامل القوة الإيرانية، أي أن ثمة احتساباً لقوة "حزب الله" بوصفها احتياطاً إستراتيجياً لإيران في أي مواجهة مع إيران، إسرائيلية كانت أم أميركية. والأمر نفسه من ضفة "حزب الله" الذي لم يتردد في تهديد إسرائيل بأحد عشر ألف صاروخ عند أول طلقة باتجاه إيران.

وهكذا، فإن لبنان يبدو اليوم أمام خطر داهم بين تهديدات إسرائيلية تأخذ من إجراءات "حزب الله" ذرائع وبين تهديد "حزب الله" بمواجهة التهديدات الإسرائيلية مستنداً إلى ذرائع مقابلة. وفي هذا الوضع يبدو القرار 1071 مُسقَطاً أو معطلاً.. والحساب الإيراني قائم في الضفتين.

الإستراتيجية الدفاعية مطروحة من زاوية "أمنية"

يحصل ذلك كله في وقت من المفترض أن يدور حوار لبناني حول الإستراتيجية الدفاعية.

ومع أن الآمال اللبنانية ضئيلة بل لعلها معدومة في أن يتم التوصل إلى استراتيجية دفاعية لـ"الدولة" في زمن "مرئي" وهي آمال ضئيلة في إنعقاد طاولة الحوار أصلاً في ظل محاولات "حزب الله" وحلفائه لتعقيد الإنعقاد، فإن ثمة ما يستدعي التشديد عليه.

خلال الشهور الماضية، وبشكل أدق منذ "إتفاق الدوحة" بدا أن عنوان "الإستراتيجية الدفاعية" مطروح من زاوية "داخلية" أي من زاوية علاقة السلاح بالدولة أو "علاقة الدولة بالتنظيمات المسلحة"، وبهدف التوصل إلى تثبيت حصرية الأدوار السيادية لا سيما عسكرياً وأمنياً في يد الدولة.

يجب الإعتراف بأن هذا الطرح كان طبيعياً بعد الانقلاب المسلح الذي قاده "حزب الله" في أيار الماضي، ما أدى إلى طرح الإستراتيجية الدفاعية بهواجس "أمنية" و"داخلية".

ويجب طرحها من زاوية الشرعية الدولية

غير أنه، وعلى أهمية هذه الزاوية، فإن الزاوية الأساس التي منها لا بد من طرح الإستراتيجية الدفاعية، هي زاوية العلاقة بين لبنان ـ الدولة اللبنانية ـ والشرعية الدولية. ولا جدال في إنّ القرار 1071 هو رمز الشرعية الدولية بالنسبة إلى لبنان.

لا مفر من القول إن الـ1071 هو الإستراتيجية الدفاعية الحقيقية. فهو يتضمن كل عناصرها: الدولة هي السيدة على كل الأرض اللبنانية، القوى المسلحة الشرعية هي سيدة الأرض وتملك السلاح حصراً، الجنوب في عهدة ثنائية الجيش ـ قوات الطوارئ الدولية المعززة، إتفاق الهدنة للعام 9491 يحكم "علاقة" لبنان بإسرائيل، وكل الحدود تخضع للسيادة اللبنانية ومن حق الدولة الاستعانة بقوات "اليونيفيل".

الـ1071 هو المدخل

إذاً، إن المدخل إلى صوغ "علاقة الدولة بالتنظيمات المسلحة" بحسب "إتفاق الدوحة" وإلى تأكيد سيادة الدولة وحصرية هذه السيادة، هو الالتزام بالشرعية الدولية أي بالقرار 1071. وحقيقة الأمر أن "إختيار" مدخل آخر غير الـ1071 لا يحسم سيادة الدولة. ذلك أن سيادة الدولة تُحسم بتأكيد الإلتزام بالقرار 1071 الذي يحسم الإستراتيجية الدفاعية. وذلك تصويب لا بد منه لمقاربة مسألة الإستراتيجية الدفاعية، خصوصاً أن البيان الوزاري لـ"حكومة الوحدة الوطنية" يؤكد "الإلتزام بهذا القرار بكامل مندرجاته".

على المجتمع الدولي تطبيقه

الآن، حسناً فعل مجلس الوزراء في جلسته الأسبوع الماضي بتوجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تحيطه علماً بالتهديدات الإسرائيلية وتصاعدها.

غير أن الرسالة تستند بداهة إلى حقيقة أن التهديدات بلغت ذروتها بإعلان إسرائيل سقوط الـ1071، وتستند بداهة أيضاً إلى حقيقة أن التهديدات جدية وخطيرة، إذ بات لبنان ـ بإسقاط إسرائيل للقرار 1071 ـ مكشوفاً لأن هذا القرار هو حماية من الشرعية الدولية للبنان بل تعهد منها بحمايته، ولا يشكّل هذه الحماية سواه.

لذلك، وأمام الخطر الداهم الذي يواجهه لبنان، لا بد من مطالبة المجتمع الدولي بالتمسّك بقراره أولاً، وبتطبيقه تالياً أي باتخاذ الخطوات الكفيلة بتطبيقه على إسرائيل وعلى لبنان، وإلا أضحى لبنان بلا سقف يغطيه.

"ربما" سألت الأمم المتحدة لبنان عما لم يطبقه من الـ1071 من ناحيته. غير أن الحكومة اللبنانية، وقد أقرت بهذا القرار ونالت ثقة المجلس النيابي على أساس هذا الإلتزام، يفترض بها أن تعيد الإعتبار لمقاربة علاقة لبنان بالشرعية الدولية "إنقاذاً" للـ1071.

وإذا كان طبيعياً في مثل هذه الظروف حصول تحرك ديبلوماسي لبناني تحت لافتة الـ1071، فإن وجهاً رئيسياً لهذا التحرك الديبلوماسي هو الوجه العربي الذي لا بد منه. ذلك أن الشرعية العربية التي رعت "إتفاق الدوحة" ملتزمة هي نفسها بالشرعية الدولية وملتزمة بالقرار 1071، ولا بد من دعمها لعملية إستعادة لبنان إلى حمى هذا القرار.

 

مجلس الأمن يجدد اليوم لـ"اليونفيل" سنة بقرار تقني لا خلافات دولية حوله

المستقبل - الاربعاء 27 آب 2008 -

 يصدر اليوم مجلس الأمن الدولي قراراً يقضي بالتجديد سنة للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونفيل" ابتداء من الأول من أيلول وحتى 31 آب 2009، وذلك من دون تعديل في المهمة أو العديد. وأفادت مصادر ديبلوماسية في نيويورك لـ"المستقبل" ان مشروع القرار الذي اعدته فرنسا في هذا الشأن، وضع أمس على الورقة الزرقاء، وهي المرحلة النهائية ما قبل التصويت عليه اليوم، في جلسة رسمية لن تستمر لأكثر من ربع ساعة، بعد بدئها عند العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك، الخامسة عصراً بتوقيت بيروت. ويذكر مشروع القرار الذي وزع يوم الجمعة الماضي على الدول الـ15 الاعضاء في المجلس، بالقرارات الدولية ذات الصلة بلبنان لاسيما القرار 1701. كما يذكر برسالة الأمين العام للأمم المتحدة التي أوصى خلالها مجلس الأمن بالتمديد للقوة الدولية التي تنتهي ولايتها في 31 آب الجاري، سنة جديدة من دون تعديل في مهمتها، وعلم ان الرسالة التي جاءت بناء على الطلب الرسمي للحكومة اللبنانية إلى الأمين العام، حول التمديد، وزعت في مجلس الأمن الخميس الماضي. ونتيجة المشاورات غير الرسمية بين الدول الاعضاء، يتأكد مرة أخرى، موافقة كل الدول على التمديد ودعمها له. ويشار إلى أن مشروع القرار لم يتضمن أي عناصر سياسية أخرى، ويتصف بأنه تقني، الأمر الذي يجعل مدة الجلسة اليوم قصيرة، وسيصار إلى التصويت سريعاً على التجديد بحيث لا خلافات على هذه المسألة. وتابع لبنان أمس المشاورات الدولية الجارية في شأن التمديد، وأبلغ نص مشروع القرار الذي سيتم التصويت عليه اليوم

 

"سانا" وكوشنير

المستقبل - الاربعاء 27 آب 2008 - "أبو رامز"

بغض النظر عن جلسة المناقشة الطاحنة في المجلس النيابي لقانون الانتخاب، وما سبقها خارج جدرانه وخصوصاً في رأس النبع، وبغض النظر عن الكلام (في تلك الجلسة) الذي يفصح عن مكنونات الصدور عند النائب العزيز أيوب حميد الحريص جداً على بيروت وأهلها حرصه على بيت ليف تحديداً (ان لم يكن أكثر يا اخوان) ومصطلحاته التي يبدو انه آثر ان لا تبقى حبيسة منطق النواب الرفاق في الحزب الحاكم في الضاحية الشقيقة وحدهم دون سواهم، وبعيداً عن الأذى الفظيع الذي تلحقه الوحدات الخاصة والمجوقلة لتيار "المستقبل" في شوارع وأحياء برج البراجنة وحارة حريك وبئر العبد والغبيري والشياح والتي لا تجد رادعاً يردعها ولا صاداً يصدها عن غيّتها... وبغض النظر عن ربط تلك الاستعراضات بأي استحقاق سياسي (مهم أو غير مهم لا فرق فقد طق الشرش كما يقال)، بغض النظر عن كل ذلك وغيره، فقد لفتني كما لفت كثيرين غيري الطريقة المهنية "الرفيعة المستوى" التي واكبت فيها وكالة "سانا" السورية الرسمية للأنباء محادثات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في دمشق والكلام الذي قاله وليد المعلم عنها.

جاء كوشنير الى سوريا يحضّر لزيارة رئيسه ساركوزي اليها في مطلع الشهر المقبل وتلك الزيارة ستأتي نتيجة تفاهم مع دمشق محوره ومفصله وأوله وآخره لبنان وضرورة أن تشفى الشقيقة من عقدتها التاريخية حياله... فاذ بالوكالة الرسمية السورية تحصي من مواضيع البحث في الزيارة كل قضايا الدنيا من جورجيا خصوصاً والقوقاز عموماً، الى العراق وإيران والعلاقات الثنائية، "ونتائج الالعاب الأولمبية وتأثيرها في الصراع العربي ـ الإسرائيلي"، وأزمة مزارعي الباذنجان والفجل والبصل الأخضر في الاتحاد الاوروبي، واضراب عمال النقل في البيرو وفنزويلا، وأسباب تعثر زراعة البطاطا والملفوف في الاكوادور وجيرانها، والفيضانات في بنغلادش والهند وصولاً الى قضية القرصنة البحرية عند سواحل الصومال الشقيق وكيفية ايقاف القراصنة عند حدهم .. ولا كلمة عن لبنان (يا اخوان).. ولا كلمة.

غير ان وليد المعلم كان أفصح (من فصيح) عندما أكد في المؤتمر الصحافي المشترك مع كوشنير "ان العلاقات اللبنانية ـ السورية هي محض إرادة مستقلة للبلدين الشقيقين"، أي لا دخل لا لفرنسا ولا لغيرها في ذلك، وكوشنير جاء الى دمشق لان باريس لم تعد تطيق فراقها. ونقطة على السطر.

ما هذه "الحالة" يا اخوان؟ جائزة لمن يملك جواباً!

 

البطريرك صفير أمام زواره:آمل ان تحمل الأيام المقبلة حلولا لكل المشاكل

وطنية - الديمان - 26/8/2008 (سياسة) أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، أمام زواره اليوم في الديمان، ان "تحمل الايام المقبلة حلولا لكل المشاكل"، داعيا الى "التكاتف والتعاضد من أجل عودة الحياة الطبيعية الى لبنان". وقد استقبل البطريرك صفير، صباح اليوم، الدكتور توفيق الهندي وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد. كما استقبل وفدا من جمعية التضامن الخيرية في بسكنتا الذي طلب اليه رعاية احتفال تكريم الأخ برنار حبيقة.

ثم التقى الأب جورج خلي.

 

أبدت استياءها من محاولات الاتيان بقائد للجيش مرتبط بجهات سياسية/دوائر البطريركية المارونية تستغرب الشكوى من تدخلها في هذا الشأن

وتؤكد ارتياحهـــا لمســـار ملف العلاقــات مع سوريــــا

المركزية - تتابع دوائر الكرسي البطريركي في الديمان باهتمام بالغ مجريات الاوضاع الراهنة، وتراقب التطورات المرتبطة بها على الصعد السياسية والامنية وانعكاساتها على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية. وتركز هذه الدوائر على جملة ملفات ذات اولوية وطنية يمكن اختصارها بالآتي:

- ملف العلاقات اللبنانية - السورية وتبدي حياله الدوائر البطريركية ارتياحا للمسلك الذي اتخذته حتى الآن، وتعتبره المدخل المؤاتي لتسوية تاريخية تحفظ خصوصية العلاقة بين البلدين وخصوصية العلاقة بين البلدين وخصوصية كل منهما الداخلية. وترى العبرة في التنفيذ مع ثقة وتفاؤل بالحلول المطروحة.

- ملف استئناف مجلس النواب عمله التشريعي من خلال جلسة اليوم المخصصة بصورة بارزة لمشروع التقسيمات الادارية للانتخابات المقبلة. وترى الدوائر البطريركية ضرورة التوفيق بين طرحي قوى الموالاة والمعارضة من خلال اقرار تقسيمات قانون 1960، الذي يعتمد القضاء أو من خلال اقرار جملة البنود والضوابط الاصلاحية للعملية الانتخابية، وبصورة خاصة ما أقرته الهيئة الوطنية لقانون الانتخابات المعروفة باسم "لجنة الوزير فؤاد بطرس".

- الملف الاغترابي وقد اتخذ هذا الملف بعدا اضافيا بعد عودة البطريرك صفير من زيارته الرعوية الناجمة الى أوستراليا في 21 تموز الماضي والتي حركت الاهتمام اللبناني الرسمي والقيادي والشعبي بمسألة حقوق المغتربين على مستويي الحصول على الجنسية اللبنانية، وتوفير الآلية التنفيذية لاشراكهم في العملية الانتخابية. وتؤكد مصادر الدوائر البطريركية المتابعة لهذا الملف مضاعفة الجهود بشأنه على مختلف الاصعدة السياسية والرسمية وذلك من خلال مواقف البطريرك صفير ومجلس المطارنة ونشاط المؤسسة المارونية للانتشار والرابطة المارونية. وتعول هذه المساعي كلها على الاقرار المبدئي بحقوق المغتربين، وعلى اشارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في خطاب القسم الى هذه القضية الوطنية.

- ملف التعيينات الامنية وقد ذكر البطريرك صفير في اشارة ضمنية اليها خلال عظة أحد 17 آب الماضي، بضرورة حفظ التوازن في الوظائف العامة، والالتزام بمضمون المادة 95 من الدستور بهذا الشأن. وأبدت الدوائر البطريركية استياءها من توجه بعض القوى الى اجراء تعديلات وتعيينات على خلفية ازاحة من تعتبرهم "مزعجين" في نظرها وهم في الواقع يشكلون عقبات أمام استكمال سيطرتها على مفاصل الاجهزة الامنية والادارية.

كما استغربت كيف ان بعض الاطراف يشكو من تدخل البطريرك في اقتراح تسمية قائد للجيش. وسألت من الاولى من البطريرك الماروني باقتراح اسم مرشح لقيادة الجيش، الموقع الاول الباقي للطائفة المارونية على مستوى ادارات الدولة.

وتنظر الدوائر نفسها الى تعيين قائد للجيش كمحطة اختبار لصدق نيات اطراف سياسية عديدة سلّفها البطريرك صفير مواقف كبيرة لانقاذ مسيرة الوحدة الوطنية. وذكرت بأنه من غير المسموح لأي طرف التخطيط للاتيان بقائد للجيش مرتبط بهذه الجهة السياسية او تلك لأن من شأن ذلك ان يؤثر على دور المؤسسة العسكرية، التي تراها البطريركية ضمانة للبنان الموحد. واوردت الدوائر أمثلة تاريخية تعرض فيها الجيش للاهتزاز عندما كانت قيادته موظفة سياسيا. وشددت على موقف البطريرك الثابت في هذا المجال لجهة التمسك بالاتيان بقائد للجيش لا يراعي سوى المصلحة الوطنية الواحدة وضميره العسكري ويكون على مسافة واحدة من جميع الاطراف، وله تجارب تثبت ذلك.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 26 آب 2008

البلد

بعد الشكاوى التي تلقاها تابع وزير الداخلية زياد بارود تابع باهتمام شديد مسألة إزالة وقمع المخالفات في الضاحية الجنوبية ومراقبة تنفيذها على الجميع من دون تمييز.

تكثفت الاتصالات والمراسلات بين اعضاء وفاعليات 14 آذار بخصوص توحيد موقفهم من جلسة اليوم كرسالة لعدم اقرار قانون الانتخاب مجتزأً وبالتقسيط.

يرجئ مرجع نيابي جولته الشمالية بسبب الوضع الامني في طرابلس بعد اصراره على سلوك الطريق الساحلية ورفضه الوصول اليها عبر بعلبك.

الشرق

نائب جنوبي سابق وصف المضايقات التي يتعرض لها مع شخصيات رسمية وسياسية بأنه دليل قاطع على غياب الدولة عن المنطقة؟؟

مهرجانات حزبية نشطت في عدد من المناطق الحساسة واكدت جهات معنية فيها انها لن تتوقف قبل اجراء الانتخابات النيابية؟؟

مرجع روح نصح سياسيين على علاقة وطيدة معهم بأن مصلحتهم تكمن في تجنب كل ما من شأنه الاحتكام الى الشارع!!

النهار

يتوقع مسؤولون لبنانيون حصول تغييرات في المنطقة تكون لها انعكاسات على الوضع في لبنان قبل الانتخابات.

طلب وزراء دولة تكليفهم مهمات معينة، بحيث لا يشعرون بالضجر !

يرى اداري كبير سابق أن تتم التعيينات الادارية في ضوء رأي هيئات الرقابة في كل مرشح لوظائف الفئتين الاولى والثانية كي تأتي بهم الكفايات لا الحزبيات.

السفير

قرّر مرجع سابق عدم القيام بزيارة منطقة الجنوب بعدما كان قد اعتزم القيام بالزيارة الأسبوع المقبل.

تلقت شخصيات شمالية عدة دعوات إلى دولة عربية للبحث في أوضاع طرابلس ومحيطها.

كشف وزير حزبي أن أحد الأحزاب الحليفة بدأ يعمل بشكل مستقل انتخابياً في إحدى المناطق المشتركة.

قالت شخصية سياسية من قوى 14 آذار إنها لم تشأ تضييع وقتها بالاجتماع إلى زائر دولي للبنان.

المستقبل

بدأت فرنسا مشاورات غير رسمية مع الدول الاعضاء في مجلس الامن حول مشروع القرار الذي ستطرحه غداً الاربعاء للتصويت في شأن التجديد لليونيفيل سنة.

علم ان اركان الحكم اطلعوا على ابرز القراءات الدولية حول الوضع اللبناني من السفراء المعتمدين في الخارج الذين كانوا او لا يزالون في لبنان.

قالت اوساط ديبلوماسية انه بعد فترة بسيطة يصبح عدد القنصليات العامة التي ستشغر مناصبها نحو سبعة.

اللواء

تخشى عواصم عربية مهتمة بالوضع اللبناني من حصول تطورات أمنية في مدينة شمالية، على نحو أخطر مما حصل في الأشهر الماضية!·

يكشف نائب متني بارز عن وقوع طلاق مع حزب أرمني، قد يستمر الى ما قبل الانتخابات النيابية·

لا تزال الأسباب التي تحول دون عقد لقاء بين قيادي حزبي بارز ورئيس تيار سياسي فاعل غير مفهومة لأوساط دبلوماسية متابعة·

 

عناصر من أمل تعتدي على شبان في رأس النبع

وكالات/طوق الجيش اللبناني اشكالا وقع ليل الاثنين بين شبان من منطقة رأس النبع وآخرين لحركة امل في شارع محمد الحوت.

وتخلل الصدام تبادل اطلاق نار، واعتداء على السيارات المتوقفة في الشارع ، وكذلك تحطيم واجهات عدد من المحال مما أوقع ثلاثة جرحى، وقد سارعت وحدات الجيش في المنطقة وقوى الأمن الى تطويق الاشكال وملاحقة المتسببين به. ونقلت "المستقبل"عن شهود عيان ان الاعتداءات حصلت اثر قيام المواطنين بتعليق أعلام تحمل شعارات دينية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، الأمر الذي اعتبره عناصر حركة "أمل" استفزازاً. وأضاف الشهود ان عناصر "أمل" بادروا إلى الاعتداء على جامع ذي النورين. وعلم ايضا ان محازبين حاولوا نزع علم حزبي عن احد الاعمدة فقوبل هذا التصرف بتعليق صور واعلام في مناطق اخرى. ولم تستبعد مصادر الاكثرية ان يكون للحادث خلفية سياسية عشية جلسة مجلس النواب.

 

معلومات عن اغتيال جميل صالح القيادي في حزب الله

الدوحة –العرب/أشارت مصادر مطلعة لـ «العرب» أن أحد قياديي حزب الله الحاج جميل صالح اغتيل أمس بمدينة صور (جنوب لبنان) في ظروف غامضة. لكن مصادر حزب الله قالت لـ «العرب»: إن مقتل صالح جاء في ظروف عادية، وخلال قيامه بعمله، والحادث لم يكن اغتيالاً. هذا وقد سبق أن تعرض عدد من قياديي وكوادر الحزب لعمليات اغتيال أبرزهم القائد عماد مغنية، وعلي صالح، وغالب عوالي، وهم معنيون بملف العلاقة مع التنظيمات الفلسطينية.

 

مستشار السنيورة: عون تبنى الخطاب السياسي الكامل لـ "حزب الله"

وكالات/لفت المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة عارف العبد ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى لبنان تاتي ضمن استطلاع للاجواء اللبنانية قبل زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق على الرغم من انها تتزامن مع العديد من المحطات الهامة كالتهديدات الاسرائيلية للبنان وكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم امس بالاضافة الى الرسالة التي ارسلها الرئيس السنيورة الى الامم المتحدة.

وقال العبد لـ"اخبار المستقبل" ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون تبنى الخطاب السياسي الكامل لحزب الله خلال زيارته الى الجنوب على ابواب طاولة الحوار والانتخابات النيابية المقبلة.وتطرق العبد اى موضوع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا لافتا الى ان هذه العلاقات لطالما كانت مطلبا لبنانيا تاريخيا داعيا الجميع الى التفكير بمصالح لبنان من وراء هذه العلاقة التي ستكشف الايام عن النيات السورية تجاه لبنان.واستبعد حربا قريبة على لبنان بالتزامن مع انتهاء فترة الولاية الحالية للادارة الاميركية الحالية على الرغم من التوترات الحاصلة.

 

قندهار أم الضاحية الجنوبية؟

موقع 14 آذار/حذر النائب عن كتلة تيار المستقبل اللبناني سمير الجسر من أن هناك من يسعى لتصوير مدينة طرابلس على أنها مثل قندهار، معقل التطرف في افغانستان، مشددا على أن حزب الله الإيراني يستعد لقضم المدينة اللبنانية الشمالية. جاء ذلك في الوقت الذي حذر فيه مفتي الشمال من أن الهوية السنية مهددة بالأفول، وكل ذلك الاستهداف لطرابلس يأتي من أجل ضرب قوة أصوات الشمال اللبناني، استعدادا للانتخابات النيابية القادمة. لكن ما يعنينا هنا هو حملة تشبيه طرابلس على أنها قندهار. وما يجب قوله هو أن التطرف السني شر لا يقل عنه شر التطرف الشيعي، وهذه الآفة الطائفية التي ابتليت بها منطقتنا غذتها ورعتها السياسات الإيرانية في المنطقة، لا في لبنان وحسب، وستثبت الأيام أن أول من سيتضرر منها هو نظام طهران.

لكن لماذا المعايرة بقندهار، والتحذير من أن تتولد لنا مدن على غرارها في أوطاننا، وتحديدا في طرابلس. هل نسينا أن لدينا الضاحية الجنوبية معقل حزب الله الإيراني، أو بلاد الله الضيقة، كما وصفها الكاتب اللبناني فادي توفيق؟

التطرف كله شر، ولا يوجد تطرف حميد وتطرف خبيث، ومثلما يتم التحذير من خطورة تعميم نموذج قندهار، فيجب أن يتم التحذير وبقوة من خطورة تعميم نموذج الضاحية الجنوبية ومربعاتها الأمنية على أوطاننا. الضاحية الجنوبية نموذج لتقويض الدولة اللبنانية، وأي دولة، كما أنها دليل على خطورة توغل المال الخارجي، خصوصا «المال الطاهر» الذي يخلق ولاءات غير ولاءات الوطن، وواجبات مختلفة عن واجبات المواطنة، فالأموال الخارجية أداة حادة لشق صف الوطن، والمواطن. عندما يكون لمنطقة، على غرار الضاحية الجنوبية، داخل الدولة الأم شبكة اتصالات خاصة بها، ونظام أمني مستقل عن الدولة ومرتبط بدول خارجية، وكذلك نظام تعليمي خاص ومختلف عما هو قائم في الدولة الأم، أو مخالف لما تشرعه الدولة فهذا يعني تقويضا للدولة ككل ونموذجا أخطر من قندهار.

وعندما يكون لمنطقة مثل الضاحية الجنوبية مفهوم خاص بالدين والثقافة، حيث تقوم باغلاق دور السينما، ومنها ينطلق مركز الإمام الخميني الثقافي، خصوصا أننا نتحدث عن لبنان التعددي، فهذا خطر كبير. وعندما يتم قمع الحريات وترويع الكتاب وتفتيش منازلهم إن هم خالفوا توجهات حزب الولي الفقيه، كما حدث بعد انقلاب السابع من أيار وغزوة بيروت، فحينها تكون الضاحية مثل قندهار وأكثر سوءا.

وعندما تنتشر فرق جوالة ترصد ما هو بدعة وما هو أصيل، وتعلق محلات الحلاقة لافتات «لا لحلق اللحى»، وتغلق المطاعم بناء على فتاوى قادمة من طهران، وتعلق صور خامنئي والخميني وغيرهما من الرموز الإيرانية، وتستغل دور العبادة من أجل ترسيخ فكر الولي الفقيه، فحينها تكون الضاحية نموذجا خطرا، ورمزا لتقويض الدول، لا يقل خطورة عن قندهار. فهلا كف حزب الله الإيراني ومن خلفه ماكينة البروباغندا الإيرانية، وغيرهم، عن تصوير طرابلس على أنها قندهار، طالما أن لديهم ما هو أسوأ وأخطر من قندهار على الدولة اللبنانية، والوطن العربي؟

 

الأكثرية تتجه إلى التريث في إقرار التقسيمات الإنتخابية قبل الإنتهاء من مناقشة الإصلاحات...

كوشنير من دمشق: لبنان وسورية يتبادلان السفراء قبل نهاية السنة

بيروت، دمشق - ابراهيم حميدي-الحياة - 26/08/08//

أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد امس في دمشق، أن سورية ولبنان سيتبادلان السفراء قبل نهاية السنة 2008. وقال إنه لمس «النية الطيبة في مواصلة العملية مع تحديد موعد لتبادل السفراء قبل نهاية السنة وأنا سعيد بذلك».

وزار كوشنير دمشق، وهي أول زيارة لوزير خارجية فرنسي لسورية بعد تدهور علاقاتها مع باريس منذ العام 2003، بعد محادثات سريعة أجراها في بيروت لأقل من 18 ساعة التقى خلالها رؤساء الجمهورية العماد ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة وعدداً من أقطاب قوى 14 آذار وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون. وأعلن كوشنير قبل مغادرته بيروت الى دمشق أنه سينقل الى الرئيس الأسد «كل ما سمعته من آمال وصعوبات وإرادة جميع اللبنانيين في أن يعيشوا في لبنان ديموقراطي ومستقل».

ولفت تطرق كوشنير الى الوضع في مدينة طرابلس وحديثه عن «إشارات سلبية بدعم هذه المجموعة أو تلك فيها ومؤازرة التوتر بزيارات خارجية وتغذية التوتر من الخارج. كنا أمِلنا بأننا انتهينا من هذا». وأكد كوشنير ان زيارته دمشق هي للتحضير لزيارة الرئيس نيكولا ساركوزي في 4 أيلول (سبتمبر) المقبل.

وفي لقاءات كونشير مع قيادات قوى 14 آذار قالت مصادر الأخيرة إن همه «كان تبديد الاعتقاد لدى أوساط لبنانية بأن فرنسا تذهب الى العلاقات مع سورية بغض النظر عن العلاقة اللبنانية – السورية وان الأولوية في علاقتها مع دمشق هي للتفاوض السوري – الإسرائيلي». وأكد كوشنير مرات عدة ان فرنسا «لن تتخلى عن لبنان وان علاقة باريس مع دمشق لن تكون على حسابه»، وشدد على أن هذه العلاقة «مفتاحها لبنان».

وعلمت «الحياة» ان قيادات «14 آذار» أوضحت ان إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين إنجاز تاريخي. وأُبلغ كوشنير بمخاوف الأكثرية من أن يكون هدف سورية الإعلان عن إقامة العلاقات كسب الوقت لتمرير زيارة الرئيس ساركوزي سورية وان المطلوب تسريع إجراءات تبادل السفراء.

وفي دمشق، اكد الرئيس الاسد امس خلال لقائه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، وزير الرياضة والشباب، ان سورية «ستظل الى جانب لبنان وخطه الوطني والعروبي، وتساند وتؤيد كل ما يتفق عليه اللبنانيون بما يسهم في تحقيق ازدهار لبنان واستقراره». وقال وزير الخارجية وليد المعلم ان موضوع العلاقات الثنائية «ارادة مستقلة لبلدين شقيقين هما سورية ولبنان»، غير انه اشار الى ان دمشق «تقدر ما نسمعه من تشجيع فرنسي وغير فرنسي» في هذا المجال.

ومن جهته، اعلن كوشنير ان «عصرا جديدا» فتح في العلاقات بين دمشق وباريس سيترجم بقيام الرئيس الفرنسي بزيارة دمشق، مشيرا الى ان بلاده «لم تضع أي شروط» لتطوير علاقاتها مع سورية. واجرى كوشنير امس محادثات مع الرئيس الاسد والوزير المعلم.

وبالعودة الى الوضع الداخلي اللبناني، وعشية عقد الجلسة التشريعية للمجلس النيابي اليوم وعلى جدول أعمالها اقتراح قانون معجّل مكرر من النائب في «حزب الله» أمين شري بتبني تقسيمات الدوائر الانتخابية كما أقرها مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة، لم تنقطع الاتصالات بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأكثرية من خلال رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ممثلاً بالنائب أكرم شهيب للتوفيق بين إصرار بري على مناقشة اقتراح القانون وإقراره، وبين سعي الأكثرية الى إقرار قانون الانتخاب في شكل يدمج بين توزيع الدوائر الانتخابية والإصلاحات السياسية والإدارية المقترحة التي نص اتفاق الدوحة على الأخذ بها من المشروع الذي أعدته لجنة الوزير السابق فؤاد بطرس.

وعلمت «الحياة» ان الاجتماع المسائي الذي رأسه جنبلاط أمس لنواب «اللقاء» انتهى الى توجه لدى الأكثرية بالتريث في إقرار التقسيمات الانتخابية الى حين انتهاء لجنة الإدارة والعدل النيابية من مناقشة الإصلاحات، قبل 20 أيلول (سبتمبر) المقبل لأن من غير المنطقي إقرار قانونين للانتخاب في أقل من شهر.

وأكدت مصادر كتلة جنبلاط ان النائبين شهيب وإيلي عون كلّفا التواصل مع بري بحثاً عن مخرج لجلسة اليوم، لأن لا مبرر للاستعجال طالما أن لا مشكلة تواجه التقسيمات الانتخابية والتزام جميع الأطراف بها.

وقالت إن المشكلة «تقنية فنية وليست سياسية، مع ان البعض سارع الى تحريف موقف الأكثرية الداعي الى التريث»، في إشارة الى التهديدات التي أطلقها رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون بعد ظهر أمس محذراً الأكثرية من عدم التصويت على تقسيم الدوائر الانتخابية و «إلا ستكون قضية ثانية».

وأكد شهيب في اتصال مع بري ان الأكثرية ليست في وارد الدخول في مواجهة معه، وان دعوتها الى دمج التقسيمات بالإصلاحات ليست تحدياً لأحد وأن إقرار القانون يحتمل التأجيل الى ما بعد 15 أيلول ريثما يحال الى الهيئة العامة للتصديق عليه، بدل من إصدار قانونين. ورد بري بقوله بأنه مضطر الى إدراج اقتراح القانون الخاص بالتقسيمات على الهيئة العامة، وأن حسم الموقف من التأجيل يتم في الجلسة، وقالت مصادر بري إن أكثرية البرلمان تقرر التأجيل أو عدمه والاتصالات ستحصل قبل الجلسة وأثناءها

 

جعجع:هل يتلاءم مشروع «حزب الله» السياسي مع تطلعات القاعدة العونية؟

بيروت-الحياة  - 26/08/08//

اكد رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع «الالتزام بالتقسيمات الانتخابية التي تم الاتفاق عليها في الدوحة»، وقال: «نحن مع القضاء»، متخوفاً من اقدام الفريق الآخر على اسقاط كل الاصلاحات والاكتفاء فقط بالتقسيمات الانتخابية». وأضاف جعجع: «سنقترح غداً ان تسرّع لجنة الادارة والعدل عملها اسبوعاً او 10 ايام كأبعد حدود على ان تخرج بقانون انتخاب كامل: القضاء والإصلاحات خصوصاً حق اللبنانيين غير المقيمين بالاقتراع وفي رأيي ان البعض سيحاول التخلص من هذا البند بالذات لذلك يستعجل القضاء وحده لا غير». وأوضح جعجع انه يأخذ التهديدات الاسرائيلية «على محمل الجد»، ملاحظاً ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله قال امس «ما كنا نقوله عن الفقرة المتعلقة بالمقاومة في البيان الوزاري الحالي». وعن جولة النائب ميشال عون في الجنوب، اكتفى جعجع بالسؤال: «هل يتلاءم مشروع «حزب الله» السياسي مع تطلعات القاعدة العونية؟».

الى ذلك، كشفت منسقية «القوات اللبنانية» في منطقة جزين عن إشكال حصل خلال زيارة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون جزين أول من أمس، وأوردت في بيان ان «أثناء عودة رولان كرم من محلة «عزيبه» الكائنة على أحد أطراف المدينة، حيث كان يحضر مياه الشفة لعائلته، تتبعته سيارتا جيب، وسد ركاب إحداهما الطريق عليه، ومن ثم ترجلوا من السيارة شاهرين عليه الأسلحة الحربية، وجميعهم غرباء عن المدينة وجوارها وانهالوا عليه بالضرب، من دون أي سبب أو أي مبرر، ما أدى الى إصابته بجروح وكدمات». ودعت «القوات» في جزين «مناصريها الى ضبط النفس، محذرة من «تفريغ المنطقة من سكانها، تمهيداً لتغيير وجهها الديموغرافي

 

انتقد كلام عون عن بناء فوج مستقل للدفاع عن مدينة جزين...

جنبلاط:وعيد إسرائيل تهديد للقرار 1701 وستفشل إذا اعتدت على لبنان

بيروت- الحياة- 26/08/08//

رأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي اللبناني وليد جنبلاط أن «الوعيد الإسرائيلي يصب في إطار التهديد المباشر للقرار الدولي 1701، وهو يعكس السياسة الإسرائيلية المستمرة في تحدي إرادة المجتمع الدولي»، مؤكداً أنه في حال اعتدت إسرائيل على لبنان، فـ «ستكون الدولة برمتها في مواجهتها».

كما سأل عن «هدف إحدى المؤسسات الأمنية من شراء طائرات وطوافات وبوارج تابعة لها»، وقال: «أليس من الأجدى تحسين أوضاع السجون القائمة وبناء سجون جديدة تليق بالحد الأدنى من الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان؟»، مضيفاً: «هل سنصل إلى مرحلة نحتار فيها بإحصاء الجيوش الرسمية وغير الرسمية، المحلية منها والأجنبية في لبنان؟». وانتقد كلام رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، من دون أن يسميه عن الاحتلالات الأربعة في جزين، وآلية بناء فوج مستقل للدفاع عن جزين في ظل الاحتلال الإسرائيلي. ودعا جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» ينشر اليوم، كل القوى السياسية إلى «تحصين الساحة الداخلية من خلال استكمال بنود اتفاق الدوحة لا سيما الاستراتيجية الدفاعية التي يمكن بناؤها من خلال الحوار الجدي والمسؤول». كما علق على جولة عون في الجنوب، وقال: «لا شك في أن جولة الزائر الكبير إلى الجنوب بعد غياب طويل هي حدث تاريخي ضخم، وهو إذ رأى السلاح المتطور في معرض النبطية، فإنه حتماً كان يتحسر لو امتلك السلاح آنذاك لرد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة نظراً الى سجله الباهر في هذا المجال»، وأضاف: «لكن حبذا لو أخبرنا الزائر الكبير عن الاحتلالات الأربعة في جزين، وحبذا أيضاً لو أخبرنا عن آلية بناء فوج مستقل للدفاع عن جزين في ظل الاحتلال الإسرائيلي». من جهة ثانية، حيا جنبلاط «من يحاول فك الحصار الظالم عن قطاع غزة»، داعياً إلى «المشاركة العربية الشعبية الكثيفة في هذا السعي بهدف رفع الحصار بكل الوسائل المتاحة». كما اعتبر أنه «آن الأوان لخروج قوات حلف الأطلسي من أفغانستان»، مذكراً بأن «سقوط الأبرياء يزيد التطرف ويرفع من شعبية تنظيم القاعدة وسواه من تنظيمات التطرف

 

حزب الله يتهيأ لمرحلة مقبلة

ميسر الشمري- الحياة - 26/08/08//

معلوم أن الإخوة أبناء الطائفة الشيعية في لبنان، لديهم بناء مؤسساتي قادر على حمايتهم من الذوبان، وأن حركة أمل وحزب الله يشكلان المظلة السياسية والقتالية والعقدية للشيعة، ليس هذا فحسب، بل إنهما (حركة أمل وحزب الله) تمكّنا من توسيع النفوذ الشيعي وفرضه على الآخر، وليس هناك دليل على ذلك أصدق من اقتحام بعض من "شبان الحركة والحزب" بأمر من قادتهم العاصمة بيروت في السابع من أيار (مايو) الماضي وفرض الأمر الواقع على أهلها.

الصف الشيعي في لبنان موحّد ومتماسك، والسؤال إذاً، لماذا يوقّع حزب الله "وثيقة تفاهم" مع جمعيات سلفية لبنانية لم تضمد جراح أبنائها بعد جراء اجتياح الحزب المدعوم من قوى خارجية لمنازلهم في مايو الماضي؟!

الوثيقة التي وقّعها مسؤولون من حزب الله مع جمعيات سلفية ليست الأولى، إذ سبق للحزب أن وقّع وثيقة مماثلة مع التيار "العوني"، وهي الوثيقة التي أعطت الحزب غطاء مسيحياً في لبنان، كما سبق له (الحزب أيضاً) أن وقّع وثيقة مماثلة مع جبهة العمل الإسلامي التي يقودها الداعية (المشكوك بتوجهاته أصلاً)، فتحي يكن. شخصياً تلقيت تحذيراً مباشراً و "ودياً" من شخص مقرب من حزب الله، جمعتني به طاولة عشاء في إحدى العواصم العربية، بعدم الكتابة عن الحزب لا سلباً ولا إيجاباً، لكني، وأنا هنا أفصل بين الأشقاء من أبناء الطائفة الشيعية في لبنان وبين الحزب، أقول: إن الحزب أصبح أداة في سبيل تغيير المنطقة لمصلحة مشاريع خارجية، وبالتالي من حقي أن أكتب عنه بما يتيح لي الحفاظ على هويتي الوطنية ذات الطابع العربي الإسلامي الخالص، وأزيد رداً على تساؤلي في بداية المقال حول لماذا يوقّع الحزب وثيقة تفاهم مع جمعيات سلفية في هذا الوقت بالذات؟: إن حزب الله بدأ يعد العدة للمرحلة المقبلة. من المؤكد أن قيادة حزب الله سمعت وقرأت وربما استشيرت في استئناف المفاوضات بين سورية وإسرائيل، ومن المؤكد أيضاً، أنها أدركت عمق المأزق الذي تمر به إيران جراء السياسات الحمقاء التي يمارسها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لهذا وجدت لزاماً عليها (قيادة الحزب) أن تعطي نفسها ومن ثم الحزب هوية وطنية لبنانية بعيداً عن الصورة الطائفية التي رسمها له قادته، ولعل آخرها إعلان الأمين العام للحزب حسن نصر الله عن كونه "جندياً في حزب ولاية الفقيه" وهي الولاية التي اخترعها الشيعة الإيرانيون ويرفضها العقلاء من الشيعة العرب رفضاً مطلقاً.

قادة حزب الله يعرفون أن دمشق تريد التفاوض مع إسرائيل لفك العزلة السياسية والاقتصادية التي فُرضت عليها وأن السوريين تخلوا عن تلازم المسارين (السوري واللبناني)، وهم ماضون بحجة استعادة الجولان إلى مصافحة تاريخية لا تختلف عن المصافحات التي أجراها زعماء عرب كثر مع رؤساء وزراء إسرائيليين سابقين وحاليين ولاحقين، كما أن قادة الحزب يعرفون أيضاً، أن تصريحات أحمدي نجاد بإزالة إسرائيل من الخريطة، ليست سوى "عنتريات"، وليس أصدق على ذلك من تصريح مسؤول عسكري إسرائيلي قبل أيام بما معناه: أن تصريحات نجاد خدمت إسرائيل وجعلت العالم يتعاطف معها، وأن حكومة إسرائيل لن تجد من يخدمها في المحافل الدولية أكثر من التصريحات التي يطلقها نجاد ضدها بين الفينة والأخرى، لهذا رأت قيادة حزب الله أن التحولات السياسية في المنطقة تتطلب منها أن تتهيأ لمرحلة مقبلة ربما يصبح فيها نزع السلاح (أو منعه) أمراً وارداً، وهي بهذه التحالفات تريد أن يتحول "الحزب المقاوم" إلى "حزب سياسي" يتوحّد فيه الشيعي والسني والمسيحي والدرزي وغيرهم من الفسيفساء الاجتماعية التي أعطت لبنان لونه الخاص وتميزه المشهود في حقبة الستينات. حزب الله أدرك متأخراً أن حليفيه (سورية وإيران) ينتميان إلى الأنظمة "البراغماتية"، وأحسّ بأن المرحلة المقبلة ستشهد تطبيقاً جبرياً للجزء الثاني من قرار الأمم المتحدة 1559، ولهذا استبق المرحلة بهذه التحالفات التي تمنحه غطاء وطنياً لبنانياً

 

أبعد من التقسيمات :بري يُشرّع قرصنة شرّي     

المحرر البرلماني-"يقال.نت"

كيف يُمكن لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن يطرح على الهيئة العامة لمجلس النواب إقتراح  قانون تُعلن الأكثرية النيابية أنّه غير ناضج بعد ،ومجتزأ ،ولا يتوافق مع إرادة اللبنانيين ومع مضمون إتفاق الدوحة؟ بالفعل ،هذ واقع إقتراح القانون الذي سبق للنائب في "حزب الله"أمين شري أن تقدم به "إنفاذا لاتفاق الدوحة "،وهو المتعلّق بالتقسيمات الإنتخابية . ومنذ البداية هناك خطأ...لا بل "قرصنة ". تنفيذ اتفاق لدوحة ليس حكرا على فئة دون فئة ،ويفترض بالمنطق ألا يكون هناك فئة قادرة على العمل ضد هذا الإتفاق. وهذا يعني أنه لا يحق لنائب في "حزب الله"أو لآخر في "لمستقبل"أن يدخل في سباق مع الوقت ،من أجل "التنمير"على القوى السياسية الأخرى التي وقّعت على اتفاق الدوحة والتزمت به بعدما أن فاوضت عليه . ولكن في اتفاق الدوحة قانون الإنتخاب ليس تقسيمات دوائر  فقط، بل هو تقسيمات وإصلاحات في آن. وإذا كان "الغيورون"على التقسيمات يخشون من التمييع فيمارسوا "النصب السياسي"فإن الغيورين على الإصلاحات يخشون من التمييع فيقفون ضد "التنغيم بالتقسيم". وهنا تكمن مسؤولية كبرى على الرئيس بري،لا بل ثمة من يعتبر أنها مؤامرة من بري على فريق الأكثرية ،بحيث بدأ في فتح الناس -متجاوزا مكتب مجلس النواب-على الكثرية لمصلحة الأقلية .

ما يفعله نبيه بري يدخل في إطار إعطاء حلفائه حجة شعبوية لشن هجوم على خلفية إنتخابية ضد "خصومه". وعمليا ،إنّ أكثر من يكره قانون الستين هو نبيه بري،وأكثر المنابر التي هاجمت هذا البند من إتفاق الدوحة إعتلت منابر نبيه بري . ومن شأن ذلك أن يفيد بأن بري يريد أن يُسقط إتفاق الدوحة من خلال تقسيم الموحّد فيه ،علّه بذلك يدفع الى انقلاب من شأنه جعل لبنان دائرة واحدة ،وفق صراخ لقاء عين التينة الشهير الحليف آنذاك لوزير "قانون القضاء "سليمان فرنجية .

ويعرف نبيه بري وغيره من قوى الثامن من آذار أن أحدا لا يمكن تجاوز إتفاق الدوحة سوى مجموعتهم تحديدا ،من خلال إجتهادات عرقلة تتكئ  إما على "السلاح للدفاع عن السلاح" وإما على اتقان الخُبث . فمن يُعرقل حتى الساعة إستئناف الحوار الوطني في القصر الجمهوري من حيث انتهى اليه في الدوحة ؟إنها  مجموعة بري السياسية ،لأنها تريد أن تفرض بنود وقواعد مخالفة لاتفاق الدوحة . وبهذا المعنى ،من هو الطرف المتضرر من إجراء العملية الإنتخابية في يوم واحد ؟إنّه  "حزب الله"الذي ينقل كتلا بشرية من قضاء الى قضاء للإقتراع  بما وفّر لها من بطاقات إنتخابية

ومن هو الطرف المتضرر من إستعمال الهوية في الإنتخاب بدل البطاقة الإنتخابية ؟إنّه  حزب الطاشناق الذي طالما تقدّمت أدلة ضده أنه يسمح للموتى أن يقترعون

ومن هو الطرف المتضرر من "تنخيب" المغتربين اللبنانيين ؟إنّه  "التيار الوطني الحر" الذي فقد شعبيته في الخارج والذي يخشى كثيرون من التعامل معه خشية اتهامهم بالتعامل مع "حزب الله"المصنّف إرهابيا في بلدين اغترابيين كبيرين على الأقل هما الولايات لمتحدة الأميركية وكندا ،ناهيك ب"قرف "اللبنانيين من "المنقلب على ذاته".  وباسم اتفاق الدوحة يتكلمون عن التقسيمات ولكنهم باسم اتفاق الدوحة يُهمّشون الإصلاحات.

العماد عون يُحذر كل يوم من المال السياسي.يريد الإكتفاء بالشعار ولكن لا يريد قانونا يُجرّم المال السياسي،لأنه بدأ أصلا في استعمال المال السياسي .إسألوا أبناء المتن تعرفون .إسألوا التقارير الأمنية التي اكتشفت الدفعة على الحساب وقينتها 52 مليون دولا وقد وصلته الى منزله في الرابيه نقدا من "حزب الله".

قوى 8 آذار المعروفة بتلاعبها على العقول تخشى من استعمال الدعاية السياسية ،فمما تخشى أمن تلفزيون المستقبل الذي عليه ان يواجه منفردا المنار والشاشة البرتقالية وال"نيو .تي.في "وال"أن.بي.أن"،فيما ستقف "آ.أن.ب"و"أل.بي.سي "في أفضل الأحوال على الحياد؟

طبعا لن تُقر التقسيمات الإنتخابية في جلسة اليوم لأن مجموعة بري النيابية في مكان والأكثرية النيابية في مكان آخر ،ولكن هذا كاف لشن حملة على الأكثرية "لأنها تريد قانون العام 2000"وقد أُشبع موتا ،وسط تجاهل لإرادة الأقلية الفعلية في طمس الإصلاحات قبل اغتيالها على يد "حزب الله"صاحب السلاح والمال والإعلام والترهيب (إسألوا شيعة بعلبك-الهرمل)  

على أي حال ،ماذا ينص إتفاق الدوحة لهذه الجهة ؟

مسألة قانون الإنتخاب نظمها البند لثالث من الإتفاق وجاء فيه  الآتي:

 ثالثا: اعتماد القضاء طبقا لقانون 1960 كدائرة انتخابية في لبنان بحيث يبقى قضاءا مرجعيون ـ حاصبيا دائرة انتخابية واحدة، وكذلك بعلبك ـ الهرمل، والبقاع الغربي ـ راشيا.

وفي ما يتعلق ببيروت فيتم تقسيمها على الوجه الاتي:

ـ الدائرة الاولى: الاشرفية ـ الرميل ـ الصيفي.

ـ الدائرة الثانية: الباشورة ـ المدور ـ المرفأ.

ـ الدائرة الثالثة: ميناء الحصن ـ عين المريسة ـ المزرعة ـ المصيطبة ـ رأس بيروت ـ زقاق البلاط.

الموافقة على احالة البنود الاصلاحية الواردة في اقتراح القانون المحال الى المجلس النيابي والذي اعدته اللجنة الوطنية لاعداد قانون الانتخابات برئاسة الوزير فؤاد بطرس لمناقشته ودراسته وفقا للاصول المتبعة.

أما هذا المعطى ما العمل في مجلس النواب؟

ببساطة تامة ،يُفترض إسقاط اقتراح شري لأنه من أعمال القرصنة الموصوفة وإحالة الفقرة الثالثة من اتفاق الدوحة الى لجنة الإدارة والعدل التي تؤكد أنه لا يطل آخر شهر أيلول إلا وتكون قد صاغت مشروع قانون "فؤاد بطرس"في قالب قانوني وإصدار توصية الى اللجنة تقضي بالعمل بجهد أكبر وبتيرة أسرع من أجل إنجاز قانون متكامل للإنتخابات النيابية .

هذا هو الحل في حال صفيت النيات ...ولكن من أين للنيات أن تصفو طالما أن أقذر لعبة سياسية تأخذ مداها ،حيث عون يُهدّدنا دائما ب..."حزب الله".

وإذا كنتم لم تقرأوا عون فالخسارة كبيرة .

أنظروا ماذا قال ...وانظروا كيف "يتمرجل "عليها بسلاح "حزب الله"؟

في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع تكتله قال : "غدا موعد إقرار التقسيمات في الدوائر الانتخابية، ويبدو أن هذا الموضوع يثير جدلا لا نفهمه. هناك اتفاق وقع عليه الجميع في حضور عشرة وزراء خارجية عرب كشهود، إضافة الى رئيس دولة قطر ورئيس حكومتها. لا نفهم لماذا يحصل الجدل حول هذا الموضوع. في مسألة الانتخابات كان هناك شقان: الأول هو تقسيم الدوائر الانتخابية، وتم الاتفاق عليه ويجب أن يوقع غدا. هذا الموضوع غير قابل للجدل، وهو سند استحق موعد دفعه، تأجل مرات عدة ونأمل في أن يدفع غدا. أما الشق الثاني فهو الإصلاحات. فليعلم الجميع أن لولانا لما تمت الإصلاحات في اتفاق الدوحة، وهي تمت ببند منفرد عن بند الدوائر الانتخابية. أذكر أن الشيخ حمد بن جاسم قال للوزير جبران باسيل يومذاك: "لا ينقصنا المزيد من العرقلة مع مسألة الإصلاحات، المهم الآن أن تمر التقسيمات الانتخابية، وتتفقون على الإصلاحات في بيروت". ولكن (الوزير) باسيل أصر على إدراج بند الإصلاحات ونجح في ذلك. فلا يزايدن علينا أحد، ولا يحاولن أحد استغلال هذه المسألة وربط تقسيم الدوائر بالإصلاحات لعرقلة إقرار الدوائر والهرب منه. أشعر بأنهم يريدون خلق مشاكل من أي نوع كان، عرقلة التصويت على تقسيم الدوائر، ومشاكل أمنية، أي أمر للتهرب من الانتخابات، والسبب معروف، فالإنسان الذي تسوء ظروفه المالية يبدأ بالهرب من دفع المستحقات عليه. أنبههم إلى أنهم لا يمكنهم الهرب، ويجب أن يتم التصويت غدا".

سئل: ماذا سيكون رد المعارضة على قرار الأكثرية بعدم فصل التقسيمات عن الإصلاحات ولماذا برأيكم يتمسكون بهذا الموقف، ما هي حجتهم؟

اجاب: "علينا أن نسألهم هم، لماذا ولماذا يطيلون الوقت؟ ولماذا يقولون إن شاء الله تحصل الإنتخابات، وان القضايا الأمنية قد توقفها".

سئل: ما السبب برأيك؟

اجاب: "هناك شيء منه. نحن نريد أن نحسم مسألة الشائعات لكي يتركز الضمير اللبناني على القانون الجديد، والناس يتحضرون لان أمامهم أقضية ودوائر إنتخابية جديدة، وهكذا يرتاح المرشحون ويعرفون بالتالي أين يصوتون وكذلك الناخبون. وهذا يمكن أن يتم بسهولة لأن الدوائر مختلفة عن الإصلاحات ومهما كانت هذه الإصلاحات سواء كانت نصف إصلاحات أو زيادة في الإصلاحات، فهذا لا يعدل أي شيء في مسألة الدوائر التي تبقى ثابتة. لذلك على الناس أن يعلموا لكي لا تعود وتتكرر تجربة البعض في تعطيل الإنتخابات ونعلق عندها في أمور سيئة لن تكون نتائجها بالطبع لمصلحة المعرقل".

سئل: وماذا ستكون ردة فعلكم؟

اجاب: "فقط سنجعل العالم يرى من وقع على الإتفاق، أن هؤلاء "زلمكم" وتدافعون عنهم وأنتم ترون كم هم يشرفون تواقيعهم. ويرى العالم عندها أيضا من يلتزم القوانين والإتفاقات ومن لا يلتزم".

سئل: هل ربط الموالاة مسألة الدوائر الانتخابية بمسألة الإصلاحات هو من باب كسب الوقت وإمكان انقلاب على اتفاق الدوحة، وهل هذا أمر ممكن؟

اجاب: "هناك من يستطيع أن يقوم بانقلابات وأكثر، لذلك نقول لهم خففوا على الناس وعلى أنفسكم. حاولوا أن ينقلبوا قبل ذلك ولكن أن ينقلبوا على الانتخابات وعلى تفاهم عربي ودولي كبير، فهذا خطر على أصحابه. لا أنفي أن يكون هناك نيات، ولكن لا أحكم أن هناك نيات، ويمكنني أن أعرف نتائجه وستكون وخيمة جدا على من يريدون الانقلاب على البلد ولن يستطيعوا التعطيل أكثر. إذا لم تحصل انتخابات وفق القانون الجديد فسيحصل أمر ما لا أعرف ما هو، لأن الطبيعة تكره الفراغ فتملأه بالموجود وأنتم استنتجوا من يمكن ملأه بمعرفتكم للواقع اللبناني".

إرجاء متوقع اليوم

ماذا سيحصل اليوم؟

أفيد بأنّ اتصالات أجراها رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والنائب بطرس حرب برئيس المجلس النيابي نبيه بري في اتجاه ايجاد مخرج يقوم على أن يتقدم رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم بشرح عن عمل اللجنة والمهلة التي تنهي فيها مسودة القانون بشقيه المتعلقين بالتقسيمات الانتخابية وبالاصلاحات ومتى يصبح في عهدة الهيئة العامة، وعلى اساس ذلك يتم التأجيل. وعلم أنّ برّي أعطى ردّاً ايجابياً على هذا "المخرج".

وكان غانم أكّد بعد اجتماع للجنة امس أنه سيتمنى على الهيئة العامة التأجيل لافتاً أنه "لا سابقة لبنانية بأن يصدر قانون إنتخاب على مرحلتين" وأن ما يطرح من تعجيل لإقرار التقسيمات الإنتخابية أولاً "سابقة للمرة الأولى في التشريع اللبناني" وهي تعني في حال اعتمادها كما يطالب "حزب الله" وحلفاؤه أنّه سيجري دمجها في "قانون الألفين الذي يبقى بذلك ساري المفعول".

وشدّد غانم على أن "إقرار التقسيمات دون الإصلاحات يؤدّي إلى صدور قانون مبتور" مبدياً استغرابه لمنطق "الإستهتار بالإصلاحات" مع أن "الأجواء مهيأة لتقبل قانون للإنتخاب مع بعض الإصلاحات".

وكشف غانم أنه "لم يبق للجنة الا بعض الأمور غير الأساسية، وهي مستعدة لتكثيف الإجتماعات" وأنها قادرة على انجاز كامل المهمة في "أسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير" وأضاف "قبل نهاية أيلول نكون أنهينا عملنا ورفعنا التقرير (..)".

وفي هذه الأثناء وإذ نسب رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون تقيّد اتفاق الدوحة بالبنود الإصلاحية إلى صهره جبران باسيل قال "لا يزايدن علينا أحد، ولا يحاولن أحد استغلال هذه المسألة وربط تقسيم الدوائر بالإصلاحات لعرقلة إقرار الدوائر والهرب منه". وإذ لم يوضح عون لما يريد تأجيل البت بالإصلاحات فإنه عاد وهدّد الأكثرية بسلاح حلفائه قائلاً لنواب 14 آذار "انبههم إلى أنهم لا يمكنهم الهرب، ويجب أن يتم التصويت غداً". وتكفّلت قناة أو.تي.في" بالتهديد بـ"تطيير الإنتخابات" إن لم تقرّ التقسيمات اليوم محمّلة مسؤولة "التطيير" لمن أسمتهم بـ"الحريريين الذين يؤسسون وزعيمهم لذلك". 

 

طريقة بسيطة تكشف كذب نظام الأسد وتضليله     

نموذجية التعاطي مع كوشنير وغرضية إستدعاء إرسلان

محرر الشؤون السورية -يُقال .نت

من حاول أن يُتابع نتائج الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لدمشق ،أمس من خلال معلومات وكالة "سانا "السورية الرسمية شعر أن رئيس الدبلوماسية الفرنسية "بلف"اللبنانيين وضيّع وقت قياداتهم ،ولكن من ذهب الى مصادر أخرى لتقصي المعلومات ومنها متابعة دقيقة للمؤتمر الصحافي الذي عقده كوشنير ونظيره السوري وليد المعلم إكتشف أن القيادة السورية تكذب على الشعب الذي تحكمه بأحادية مطلقة .

 وإذا كان الشعب السوري لا تصدمه طريقة تعاطي نظامه معه ،وهو لذلك لا يهدر كثيرا من وقته في متابعة  وسائل إعلامه لأنّها "تسويقية "وليست خبرية -وليس أدلّ على ذلك من أن افتتاحية إحدى الصحف الرئيسية السورية لا يقرأها أكثر من مائتي شخص -إلا أن هذه الطريقة تطرح علامات استفهام كثيرة حول صدقية التعاطي السوري مع الملف اللبناني ،خصوصا وأن التعبيرات الإعلامية تُظهر أن دمشق لا تزال تتعاطى مع بيروت بفوقية مرضية ،بحيث توهم الرأي العام بأن استعادة علاقتها السياسية بفرنسا تعود الى "حكمة قيادة "رئيسها بشار الأسد وليس إلى مقايضتها بتحسين السلوكية تجاه لبنان والخضوع لمطالب محددة .

وفي هذا الصدد لفت إنتباه المراقبين أن المعلم ،وفي مؤتمره الصحافي مع كوشنير حاول أن يفصل ملف العلاقة السورية اللبنانية عن ملف العلاقة السورية الفرنسية وهو قال :" "موضوع العلاقات السورية اللبنانية هو محض ارادة مستقلة للبلدين الشقيقين ونحن نقدر ما نسمعه من تشجيع فرنسي وغير فرنسي بهذه الخطوة".

وفي حال الإستناد الى "سانا "التي عرضت للقاء كوشنير -الأسد ولما سمّته هي وقائع المؤتمر الصحافي المشترك لكوشنير والمعلم ،فيكون رئيس الدبلوماسية الفرنسية لم يتحدث مطلقا عن أن تبادل السفراء بين لبنان وسوريا سيتم قبل نهاية العام 2008،ويكون أيضا وأيضا قد تحدث عن عهد جديد بين سوريا وفرنسا وليس عن ارتياحه لبدء عهد جديد في العلاقات بين لبنان وسوريا .

وعلى قاعدة عقدة التفوق المرضية ،يُمكن التوقف عند توقيت إستقبال الأسد لوزير الشباب والرياضة اللبناني طلال إرسلان ،قبل أن يستقبل الوزير الفرنسي كوشنير،بحيث يستطيع الأسد أن يوحي بذلك أن العلاقات اللبنانية -السورية يبحثها مع "فريقه اللبناني"وليس مع الطرف الفرنسي .

على أي حال دعونا نُجري مقارنة سريعة بين ما نشرته وكالة "سانا"وبين ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية حول الموضوع الواحد.

كتبت "سانا "الآتي :

"استقبل السيد الرئيس بشار الأسد بعد ظهر اليوم السيد بيرنار كوشنير وزير خارجية فرنسا وبحث معه الوضع في المنطقة ومنطقة القوقاز والمخاطر التي تحيق بالسلام المنشود في كلتا المنطقتين.

وأكد الرئيس الأسد ضرورة اعتماد الحوار والدبلوماسية كأساليب وحيدة لحل الصراعات موضحاً سيادته أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هو الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والسلام الدائمين في منطقة الشرق الأوسط.

ووجه كوشنير الشكر للرئيس الأسد على الدور البناء الذي تلعبه سورية بقيادته في البحث عن الحلول السياسية للأزمات في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف كوشنير أن فرنسا كرئيسة للاتحاد الأوروبي تحاول أن تلعب أوروبا دورها وأن تتحمل مسؤولياتها في الشرق الأوسط.

حضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية والوزيرة الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والسفيرة السورية في باريس والسفير الفرنسي في دمشق والوفد المرافق لكوشنير.

وعن اللقاء مع الأسد جاء في وكالة الصحافة الفرنسية الآتي:

قال كوشنير بعيد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد "لاحظنا ان هناك تقدما في لبنان (...) لقد وعدنا بذلك (...) عندما يصبح الوضع في لبنان افضل وانتخاب الرئيس اللبناني ممكنا، (...) وها نحن اليوم نفتح عصرا جديدا من العلاقات بين سوريا ولبنان".

والآن كيف غطّت "سانا"المؤتمر الصحافي المشترك؟

كتبت "سانا "الآتي:

التقى الوزير المعلم نظيره الفرنسي كوشنير وبحثا في زيارة الرئيس ساركوزي المقبلة إلى سورية ومن ثم عقدا مؤتمراً صحفياً أكد خلاله السيد كوشنير أن عهداً جديداً قد بدأ بين سورية وفرنسا.

وقال كوشنير إن محادثاته مع الرئيس الأسد تناولت الوضع في العراق وايران وعملية السلام في الشرق الأوسط.

كما عبر الوزير كوشنير عن تقدير بلاده للجهود التي قدمتها سورية وتقدمها لأكثر من مليون ونصف المليون من المهجرين العراقيين لديها.

من جانبه قال الوزير المعلم إن كوشنير بحث مع الرئيس الأسد التحضيرات لزيارة الرئيس نيكولا ساركوزي في الأسبوع الأول من الشهر القادم وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وفي مقدمتها سبل دفع عملية السلام إضافة إلى الوضع في لبنان والعراق وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

ورداً على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية تركية أشار الوزير المعلم إلى أن هذه المفاوضات لم تتقدم بما فيه الكفاية لتصبح مفاوضات مباشرة.

وقال إن الطرفين مازالا يبحثان في حل المسائل القائمة التي هي موضع نقاش وأبرزها توصيف خط الرابع من حزيران 1967.

يشار إلى أن القمة السورية الفرنسية التي عقدت بين الرئيسين بشار الأسد ونيكولا ساركوزي في باريس خلال شهر تموز الماضي أسفرت عن الاتفاق على إطلاق العلاقات الثنائية والتي تهدف بصورة مشتركة إلى تعزيز الصلات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين.

واتفق الرئيسان على التعاون في مجال استكشاف النفط وتوليد الطاقة الكهربائية بالإضافة للاستثمار في الطاقات المتجددة والبديلة والنقل الجوي ودعم التأهيل والتدريب في مجال الإدارة العامة.

كما تم تأكيد التزام الرئيس الفرنسي باعتباره رئيسا لمجلس أوروبا باتخاذ كل الإجراءات المناسبة بهدف التوقيع على اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وسورية وإطلاق عملية التصديق عليه في أقرب وقت ممكن.

وسيقوم الرئيس الفرنسي بزيارة سورية في النصف الأول من شهر أيلول القادم تلبية لدعوة من الرئيس الأسد.

أما وكالة الصحافة الفرنسية فكتبت عن المؤتمر الصحافي المشترك الخلاصة الآتي:

 اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاثنين في دمشق ان سوريا ولبنان سيتبادلان السفراء "قبل نهاية 2008"، وذلك اثر لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد.

وصرح كوشنير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم "لمست النية الطيبة في مواصلة عملية (تطبيع العلاقات مع لبنان) مع تحديد موعد لتبادل السفراء قبل نهاية العام. وانا سعيد بذلك".

وزيارة كوشنير لسوريا هي الاولى لمسؤول في الحكومة الفرنسية منذ قرار تجميد العلاقات على مستوى رفيع مع دمشق الذي اتخذ عام 2005. وهي تاتي بعد اعلان سوريا ولبنان في 13 اب/اغسطس اقامة علاقات دبلوماسية بينهما وتبادل السفراء للمرة الاولى منذ استقلالهما قبل حوالى 60 عاما، بعد انتهاء الانتداب الفرنسي.

وأعلن  كوشنير  "فتح عصر جديد من العلاقات بين سوريا ولبنان".

وقال كوشنير انه تطرق مع الرئيس السوري الى بعض النقاط المتعلقة بلبنان مثل "الوضع في طرابلس" في شمال لبنان بين انصار من المعارضة وآخرين من الاكثرية معتبرا ان هذا الوضع "يمكن ان يصبح خطرا وان يتفجر".

وتابع كوشنير "هناك ايضا مشكلة حزب الله الذي يسترعي اهتمامنا كثيرا، ومشكلة التصريحات اكان من الجانب الاسرائيلي او من الجانب اللبناني" في اشارة الى التهديدات الاسرائيلية الاخيرة بقصف لبنان، والرد الذي ورد على لسان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله.

واضاف كوشنير "كل ذلك يشكل مشكلة الا انني اعتقد ان الوضع افضل" في لبنان، موضحا ان هذه النقاط سيتم التطرق اليها بين الرئيسين السوري والفرنسي مطلع الشهر المقبل.

وقال كوشنير ايضا ان " فرنسا كانت متيقظة وساهرة على كل ما يحصل في هذه المنطقة، لم نكن مع سوريا في الماضي وكنا حريصين على الشعب اللبناني (...) وتحقق كل ما تكلمنا عنه لذلك اقمنا العلاقة مع سوريا".

واضاف الوزير الفرنسي "بحثنا مع المعلم الوضع في العراق وايران (...) وقضية السلام في الشرق الاوسط واهنئ سوريا على المباحثات مع اسرائيل في تركيا".

وحول مواضيع البحث بين الرئيسين السوري والفرنسي خلال زيارة الاخير الى سوريا في الثالث والرابع من ايلول/سبتمبر المقبل قال كوشنير انها ستتناول "الوضع في لبنان والسلام في منطقة الشرق الاوسط والعلاقات الاقتصادية والثقافية" بين البلدين.

ووجه كوشنير تحية الى سوريا "لاستقبالها نحو مليون ونصف مليون عراقي".

 

أبرز ما طرحته 14 آذار على كوشنير     

تفاعل إيجابي  مع المطالب وجزم بأن لبنان يبقى بوابة العبور الى سوريا

خاص -يُقال.نت

كشفت مصادر سياسية شاركت في اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الفرنسية بقادة رئيسيين في قوى الرابع عشر من آذار ،أن الجهة الفرنسية أرادته معهم من أجل  استطلاع حقيقة استنتاجاتهم حول نتائج القمة اللبنانية -السورية من جهة أولى وحول  طريقة التعاطي السوري مع لبنان في الفترة الفاصلة بين زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لفرنسا والزيارة التي يزمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القيام بها لدمشق في الرابع من أيلول المقبل،من جهة ثانية.

وقالت هذه المصادر إن الوفد المؤلف من الرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع والنائب أحمد فتفت ممثلا النائب سعد الحريري طالب بالآتي:

أولا ،ألّا تكون العلاقات الفرنسية -السورية المستجدة على حساب العلاقات اللبنانية -السورية، وقد أجاب كوشنير في اللقاء كما في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مطار الرئيس رفيق الحريري بأن العلاقات الفرنسية -السورية يستحيل أن تمر إلا عبر العلاقات الفرنسية -اللبنانية ،وتاليا فإن ّ شرط تحسين العلاقة بالأسد يقوم على شرط تحسين الأسد لعلاقته بلبنان.

ثانيا ،أثار الوفد موضوع طرابلس مؤكدين على دور اساسي لعبته المخابرات السورية في "تخريب"عاصمة الشمال ،مما يعني أن سوريا وخلافا للظنون الفرنسية لم تخرج بعد من معادلة التخريب على الإستقرار اللبناني ،لا بل أنها تجد بقعة توتر قد تتوسلها مستقبلا للعودة الى لبنان ،بحجة حماية حديقتها الخلفية !وهذا الموضوع تأكد أن كوشنير بحث فيه مع الأسد الذي أجاب بمطالعة تاريخية عن التازّم الدائم في لبنان الذي لم "يعرف الراحة إلا يوم دخل الجيش السوري إليه"،إلا أن كوشنير طالب بمساهمة سورية إيجابية تُلغي التوتر الكبير والخطر في الشمال ،وأكد أن هذا الملف  سيكون من المواضيع التي سيتضمّنها تقريره لساركوزي .

ثالثا ،إن قوى الرابع عشر من آذار لديها الكثير من القرائن التي تدفعها الى الشك بأن سوريا سوف تقدم فعلا على الإيفاء بوعودها في ما يختص بتبادل السفراء،وقد تجلّى ذلك ،أقلّه ،في تسويف آلية اتخاذ القرار في سوريا ،بحيث لم يعرف ما إذا كان مجلس الوزراء السوري قد استصدر القرار،في حين أن أي موعد لم يُحدّد لمجلس الشعب لاستصدار القرار على اعتبار ان هذا المجلس ممسوك كليا من الرئيس الأسد.

وقالت هذه القوى لكوشنير إن التبادل الدبلوماسي كمبدأ ليس إنجازا فرنسيا ،إذ إن توافقا لبنانيا حصل عليه الى طاولة الحوار الوطني في العام 2006،في حين أن الإنجاز الفرنسي يكون من خلال  وضع برنامج زمني واضح للتنفيذ.

وهذا ما قام به كوشنير في دمشق حين أعلن بعد لقاء الأسد أن تبادل السفراء يبدأ في نهاية العام الجاري.

جدير ذكره أن ساركوزي كان قد وضع شرطا لزيارة سوريا ووهو بدء العلاقات الدبلوماسية بين بيروت ودمشق.

رابعا ،أكد وفد 14 آذار أنّ  امتناع سوريا عن ترسيم مزارع شبعا ،يعني أن سوريا لا تزال تتعاطى مع لبنان بالمنهجية الخطرة السابقة ،فهي بالإضافة الى تصميمها على منع لبنان من استعادة سيادتها على كامل ترابه الوطني مع ما يُرتّب ذلك من استمرار دويلة حزب الله ضمن الدولة ،تعمل من أجل إبقاء لبنان ورقة ضغط بيدها ،فتُشعل نيرانه حين ترى مصلحة في ذلك وتُبقي بركانه خامدا كلما كانت مرتاحة الى الثمن الذي تتقاضاه.

ووفق المعلومات الوارد من دمشق فإن كوشنير فاتح الأسد بهذا الموضوع ،ولكنه ترك متابعته الضاغطة لساركوزي.

خامسا ،أفاد وفد 14 آذار بأن الطريقة التي تعاطى بها النظام السوري مع ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية معيبة للغاية ،فهي تخلط "الحابل بالنابل"حتى لا تُحل هذه المشكلة ،إذ ربطت قضية الموقوفين المحددة أسماؤهم بقضية المفقودين خلال الحرب في لبنان وبما سمّته قضية مواطنيها المفقودين في لبنان ،بحيث ألقت على عاتق السلطة اللبنانية ما امتنعت هي عن القيام به حين كانت كل السلطة اللبنانية بيدها.

 

مقاتلة تضرب ثكنات الجيش والمقار الرسمية للدولة

فرق كوماندوس عبرية تتولى تصفية قادة الحزب والحلفاء في مختلف المناطق

خطة الحرب الإسرائيلية على لبنان: غزو بري يخرج »حزب الله« ويهجر الجنوبيين إلى سورية

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

خلفت حملة التهديدات المضادة التي اطلقها الامين العام ل¯ »حزب الله« حسن نصرالله رداً على تهديدات زعماء اسرائيل غير المسبوقة ضد لبنان لدى طائفته الشيعية بشكل عام ولدى نحو 700 ألف من ابنائها من سكان الجنوب المحاذي لحدود الدولة العبرية الذين اكتووا طوال نيف واربعة عقود من الزمن بنيران المجازر والخراب والتهجير, رعباً حقيقياً من ان تقوم اسرائيل بغزو جديد للاراضي اللبنانية قد يكون اشد شراسة وهولاً من غزو عام 1982 الذي وصل الى بيروت لاخراج الفلسطينيين من كل لبنان وتشتيتهم في خمس عشرة دولة, و»الا - حسب رجال اعمال شيعيين في افريقيا وفرنسا - لما كان زعيم »حزب الله« بلغ في تهديداته تلك حدوداً لم يبلغها من قبله أي مسؤول عربي ب¯»تدمير الفرق العسكرية البرية الخمس« التي اعلن وزير الدفاع العبري ايهود باراك استعداده لارسالها الى لبنان, بل وب¯ »تدمير الكيان الصهيوني الغاصب« نفسه.

وقالت اوساط شيعية معارضة لحزب الله في بيروت امس, »ان استدراك نصر الله شططه في الذهاب بعيداً جداً في تهديداته »بتدمير الكيان العبري« بقوله انه »لا يستهين بالتهديدات الاسرائيلية ولا يستخف بها« داعياً »رعاياه« الى »عدم الخوف والقلق والهلع لانه يتعاطى معها بجدية« (كما قال), بعدما كان استرسل في وصف تلك التهديدات العدوة بانها للاستهلاك الداخلي الاسرائيلي ولتغطية الصراع على السلطة فيه, كان اكثر وقعاً على المواطنين الشيعة واشد ترهيباً من تبجحات »تدمير الكيان الغاصب« وتدمير الجيش الاسرائيلي الغازي, اذ جاء ذلك الاستدراك بمثابة تأكيد بل جزم بأن اسرائيل ستنفذ تهديداتها وبأن فرقها العسكرية الخمس لن تدمر وبأن الكيان الغاصب لن يزول, خصوصاً وان مثل هذه العبارات البعيدة عن الواقع تذكر بتصريحات صدام حسين عشية احتلاله الكويت عندما هدد بتدمير الكيان الصهيوني بصواريخه وبتهديدات محمود احمدي نجاد بازالة الدولة العبرية من الوجود, وبعبارات بشار الاسد الهوائية بان سورية ستسترد الجولان بالقوة في حال فشل استرجاعها بالديبلوماسية والمفاوضات, وهذه كلها اقوال لا يمكن الاعتداد بها او البناء عليها, في منع الآلة الحربية الاسرائيلية من تحويل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت الى ارض محروقة هذه المرة«.

خطة إسرائيل على 9 محاور

وفندت مصادر عسكرية في حلف شمال الاطلسي في بروكسل تعقيباً على التهديدات الاسرائيلية الاخيرة بغزو بري للبنان يعقب »غزوا جوياً مفرطاً في القوة«, ما ستقوم عليه خطة الحرب الاسرائيلية المقبلة على لبنان استناداً الى اخطاء حرب يوليو عام 2006 موضحة ان تلك الخطة ستعتمد تسعة محاور في شنها حرباً ناجحة تنتهي في ستة اسابيع او شهرين في أبعد تقدير هي:

1- استخدام اوسع واشد كثافة مما استخدمته اسرائيل في الحرب الماضية لسلاحها الجوي بحيث تزج في المعركة منذ بدايتها اكثر من 20 سرباً من المقاتلات والقاذفات يبلغ مجموعها ما بين 80 و120 طائرة دفعة واحدة, بعدما تبين لها في حرب يوليو ان استخدامها المقنن لسلاح الجو باعداد متواضعة وطلعات متقطعة وليست مستمرة على مدار الساعة, سمح لمقاتلي »حزب الله« حتى في القواعد الغربية من الحدود مع الدولة العبرية بالاستمرار في القتال وبتدمير عدد مهم من الدبابات, في الوقت الذي لو كانت استخدمت فيه مقاتلات اكثر لكانت معارك مارون الراس وبنت جبيل والقواعد المحيطة بها مثلاً التي شهدت مقاومة عنيفة من مقاتلي »حزب الله« قضي عليها وفتحت الطريق امام سلاح البر للتقدم بسهولة ومن دون مقاومة تذكر.

2- كانت تعليمات القيادتين العسكريتين الجوية والبرية الاسرائيليتين في الحرب الماضية تقضي بتجنب مفرط للمدنيين وبعدم استهداف القرى والمدن بشكل جماعي والتركيز فقط على المواقع العسكرية لحزب الله اولاً ثم على المنازل التي تنطلق منها الصواريخ او التي يحتمي بها المقاتلون, اما في الحرب المقبلة فلن تكون هناك قيود على الجيش الاسرائيلي في استهداف قرى برمتها, ومن هنا يأتي تأكيد ايهود باراك على ضرورة الغزو البري (خمس فرق قوامها أكثر من 30 ألف جندي) استناداً الى الارض المحروقة لجنوب لبنان التي ستدمرها الطائرات والصواريخ وتسويها بالارض.

3 - ان الخطة البرية الجديدة ستتجنب الخطأ الفادح الذي ارتكبته خطة الاقتحام البري للقرى المحاذية للحدود في الحرب السابقة, اي ان سلاح الدبابات وفرق المشاة البرية لن تدخل مارون الراس وسواها من المواقع التي شهدت مقاومة مستميتة من مقاتلي »حزب الله« ولن تعرض الآليات للقذائف الحديثة المضادة للدروع التي ابلت بلاء حسنا في تلك المعارك السابقة, وانما سيجري تطويقها مع استمرار تقدم الدبابات من دون خوض معارك برية عنيفة, لان الطيران سيتولى الأمر هذه المرة بشكل مكثف جداً, فيما يستمر التقدم البري على ثلاثة محاور: شمالاً نحو عمق البقاع, وجبلاً للسيطرة على قواعد الحزب في البقاعين الاوسط والشمالي وصولاً الى الجبال المشرفة على بعلبك وضواحيها, وساحلا لتطويق بيروت ودخول الضاحية الجنوبية بعد تحويلها الى خراب وتفريغها من سكانها المدنيين.

النزوح هذه المرة إلى سورية

4 - ستعمد قوات الجو والبر العبرية منذ اللحظة الأولى للحرب الى سد كل المنافذ الواصلة بين شمال نهر الليطاني وجنوبه, وكذلك سد المنافذ والطرقات بين البقاع الغربي وشمال الليطاني لمنع وصول اي امدادات عسكرية الى »حزب الله« وانزال قوات مجوقلة فوق مناطق ومعابر سلسلة الجبال الشرقية اللبنانية الفاصلة بين لبنان وسورية لمنع اي تسريب للسلاح والصواريخ.

5 - تعتمد خطة الجيش الاسرائيلي الجديدة على رفض المناطق السنية والدرزية والمسيحية استقبال المهجرين الشيعة البالغ عددهم نحو 700 ألف كما فعلت في حرب يوليو الاخيرة بسبب التأثيرات النفسية التي خلفها اجتياح »حزب الله« في مايو الماضي لبعض تلك المناطق والتنكيل بأهاليها وإذلالهم, ما سيدفع بهذه الكتلة البشرية الهائلة الى النزوح نحو سورية من البقاعين الاوسط والشمالي حيث سيترك الجيش الاسرائيلي بعض معابر العبور اليها مفتوحة عن قصد.

ضرب الجيش وقياداته

6 - تلحظ خطة الحرب الاسرائيلية الجديدة تدمير معظم ثكنات الجيش اللبناني في الجنوب والبقاع وبيروت والساحل, ولن تستثني ضرب قيادة الجيش ووزارة الدفاع في شمال - شرقي العاصمة (منطقة اليرزة) كما ان القصر الجمهوري في بعبدا والسراي الحكومي في قلب العاصمة ومبنى مجلس النواب قد تكون من بين اهداف القصف الأولى وكذلك مراكز سكن قادة »حزب الله« و»حركة امل« والاحزاب والتيارات الحليفة لها في بيروت والضواحي وفي طرابلس وصيدا وصور بعد اعتبار الدولة اللبنانية برموزها المؤيدة لحزب الله شريكة له في كل ما يتخذه من خطوات.

7- ستعمد فرق مشتركة من قوات »غولاني« الاقوى في الجيش العبري, وهي فرق كومندوس مجربة في عمليات اغتيال في بيروت وتونس واوغندا ومناطق اخرى من العالم, ومن الاستخبارات العسكرية العبرية الى اقتحام اكبر عدد من منازل وملاجئ قادة »حزب الله« و»حركة امل« و»الحزب السوري القومي الاجتماعي« و»التيار العوني« وحلفائهم في طرابلس والبقاع وزغرتا والجنوب لاعتقالهم او قتلهم, بعد فتح »طرقات هروب« الى آلاف العناصر من جماعتهم الى سورية مع توجيه انذارات الى قادة في »14 آذار« الحاكمين بالامتناع عن مساعدة أو ايواء أي من هؤلاء القادة تحت طائلة المصير نفسه.

8 - تتوقع خطة الحرب الاسرائيلية الجديدة سقوط ما بين 800 و1400 قتيل وجريح في صفوف القوات البرية الاسرائيلية في هذه الحرب كما تتوقع سقوط ما بين 350 و650 قتيلاً وجريحاً داخل اسرائيل من جراء تساقط صواريخ »حزب الله« في الايام العشرة الأولى لبدئها (رئيس كتلة الوفاء للمقاومة البرلمانية التي تمثل »حزب الله« في مجلس النواب محمد رعد هدد الاثنين الماضي باطلاق احد عشر الف صاروخ على اسرائيل).

9 - تتوقع تقديرات الخبراء العسكريين الاسرائيليين والاطلسيين والغربيين ان تستمر الحملة العسكرية الاسرائيلية المتوقعة خلال الاسابيع القليلة المقبلة ما بين 50 و60 يوماً اذ ان عنف الهجوم غير المسبوق سيحدد مصير المعركة خلال اسبوعين فقط, والباقي سيكون لتنظيف المناطق من المقاتلين«.

 

حساباته الانتخابية نتائجها مقلوبة وتصعيد "حزب الله" يحرجه 

عون مضطر "لبلع السكين" ونصر الله يدفعه إلى الخسارة 

 بيروت - "السياسة":

أراد "حزب الله" أن يطلق أمينه العام السيد حسن نصر الله خطابه الأخير عالي النبرة إلى أبعد الحدود, بالتزامن مع جولة العماد ميشال عون في الجنوب, فالاحتفال الذي تحدث فيه نصر الله حصل قبل أيام في الخامس عشر من شعبان, وجولة عون كانت أيضاً مقررة سلفاً ومعلن عنها قبل أيام, فلماذا هذا التزامن?

مصدر مطلع على أجواء الطرفين أكد أن التزامن ليس صدفة, وأن نصر الله أراد من خطابه تحقيق أمور عدة, خارجية وداخلية, على الصعيد الخارجي يبدو مشروعاً للرد على التهديدات الإسرائيلية بتدمير البنى التحتية اللبنانية واستهداف كل الدولة ومؤسساتها, كذلك يبدو مشروعاً لاستخدام الحرب النفسية من جانب "حزب الله" مقابل حرب مماثلة تخوضها إسرائيل, هذا في المبدأ.

أضاف المصدر "لكن نصر الله استخدم الأسلوب الإسرائيلي نفسه, وكذلك الاستهداف, وحين قال إن التهديدات الإسرائيلية هي نوع من المزايدات الداخلية الإسرائيلية وهم على أبواب استحقاقات هامة, والمقصود الانتخابات, فإنه وقع في فخ كلامه, إذ كشف أن "حزب الله" أيضاً على أبواب استحقاق مهم, وهو الانتخابات النيابية, وأن تصعيد الخطاب له هدفان مزدوجان مترابطان: الأول رد الصاع صاعين لإسرائيل, وتحذير الداخل, حيث الكثير من الفرقاء يسألون عن دور السلاح في الانتخابات, من أن الحزب القادر على "تدمير دولة إسرائيل" لا يُسأل عن سلاحه من فرقاء ضعفاء غير قادرين على حماية أنفسهم".

أما عون الذاهب إلى الجنوب طمعاً باسترداد عدد من المقاعد النيابية المسيحية (في جزين خصوصاً) من حلفائه, وجد نفسه محاصراً بأمرين, الأول أن هؤلاء الحلفاء أعدوا برنامج الزيارة وأشرفوا عليه, ورافقوه في كل محطة من محطاته, حتى بدا فاقد الاستقلالية في الحركة وفي التعبير فذهب في خطابه الداعم للمقاومة إلى أبعد الحدود, لأنه فهم أن معركة استرداد المقاعد لن تكون سهلة ولن يقدم له الحلفاء هبة مجانية.

الأمر الثاني الذي حاصر عون هو خطاب نصر الله الذي ارتفع سقفه إلى أعلى من سقف عون بدرجات كمية ونوعية, إذ أن الجنرال من دعاة السلام مع إسرائيل شرط انسحابها من لبنان وعدم تكرار الاعتداءات عليه, في حين أن "حزب الله" هو من رافضي السلام ومن دعاة تدمير إسرائيل, وهكذا فإن عون وجد نفسه, وسيجد دائماً نفسه مضطراً لبلع "السكين", لأن "حزب الله" الذي دعمه في معركة تأليف الحكومة وجعله ينال 5 مقاعد وزارية, وسيدعمه في الانتخابات النيابية المقبلة, يقايضه مقابل ذلك بتغطية الموقف العسكري للحزب, فهل يستطيع عون مجاراة "حزب الله" في هذه المقايضة حتى النهاية?

مصادر مطلعة في المناطق المسيحية المختلفة (خارج الجنوب) تؤكد أن شعبية عون في تراجع مستمر, ومع كل خطاب تصعيدي لنصر الله يخاف المسيحيون أكثر ويقلقون على المصير أكثر, وتلفت المصادر إلى أن عون لم يدرك حتى الآن, ربما بسبب نشوة انتصاره الانتخابي مسيحياً في العام 2005, أن هذا الانتصار له سبب واحد وهو ردة فعل مسيحية عارمة على تحالف "تيار المستقبل" و"اللقاء الديمقراطي" مع "حزب الله" (ومع حركة أمل), فاندفع الناخبون المسيحيون نحو عون يمنحونه أصواتهم للتصدي للحزب وحلفائه.

واليوم يدفع عون ثمن عدم الإدراك هذا, ويخسر من قاعدته المسيحية التي رفضت في العام 2005, وترفض اليوم تحالفاً يغطي مغامرات "حزب الله", لذا تراه المصادر المطلعة مندفعاً إلى الجنوب بحثاً عن عدد من المقاعد النيابية المتفرقة, أملاً في الحصول عليها بقرار من حلفائه, ليعوض بها خسارته المحتملة في جبل لبنان وغيره. عون "يلحس المبرد", وإذا صعد "حزب الله" موقفه, لسبب أو آخر, دفاعي أو هجومي, لا فرق, فإن الجنرال وحده من سيدفع الثمن

 

عجيبة!...

المستقبل - الثلاثاء 26 آب 2008 - (أبو رامز)

وانتقد "البيان الزيارات التي يقوم بها بعض الديبلوماسيين والتي تتنافى مع الأصول والعلاقات بين الدول والتدخل في قضايا داخلية وتحريض فئة على أخرى ودعم أفعال لا تخدم المصالح الوطنية". ... أما بعد (يا اخوان) فان هذا لم يصدر عن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال زيارته لبيروت ولم يصدر عن مجلس الأمن ولا عن الامانة العامة لثورة الارز ولا عن سفير سويسرا في لبنان ولا عن زميله سفير السويد ولا حتى عن "منظمة فرسان مالطا" بل صدر وبالحرف عن القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بعد اجتماع عقدته برئاسة الوزير السابق فايز شكر.

"اصول العلاقات بين الدول"، "تدخل في قضايا داخلية"، "تحريض فئة على أخرى" كلها ومصطلحات اخرى من العيار ذاته (الأخاذ يا اخوان) جاءت لتضعنا وجهاً لوجه امام مدرسة متكاملة (وليس درساً واحداً فحسب) في فن تلبُّس لغة الآخرين وتكبير التهمة للغير لنفيها عن الذات... والأهم توزيع شهادات في الفن الديبلوماسي وكيفية تعامل الدول المتحضرة مع بعضها البعض.

لا شك ان في الامر نكتة ما، ولا شك ان الرفاق في القيادة القطرية ما كانوا يقصدون ان يؤخذ كلامهم على محمل الجدّ والرصانة والا لكانوا استفاضوا اكثر في إعادة تذكيرنا بأصول الممارسة الديموقراطية الفذة والعلاقات الديبلوماسية الرصينة التي اتحفتنا بها الشقيقة على مدى ثلاثة عقود وأكثر بدءاً من عنجر وأحياء باب التبانة مروراً بالبورياج وصولاً الى ضهور الشوير وغيرها... كُتب بأكلمها كان يمكن الاستعانة بها من اجل تعليمنا تلك الاصول الآنفة الذكر وتدعيم وجهة نظرهم اكثر ودفعنا نحو المزيد من التعمق فيها. اما ايراد فقرة واحدة فحسب في أمر جلل كهذا، فذلك ما يدفعنا الى افتراض ان في الامر نكتة ما وان تلك النكتة للأسف الشديد غير موفقة. من قال ان الدنيا لم تتغير بعد اتفاق الدوحة والتفاهمات المشروطة التي وضعتها الديبلوماسية الفرنسية مع سوريا من اجل لبنان، ومن قال ان الدنيا لم تتغير بعد قرار قيام العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق؟ على العكس. ها هي قد تغيرت وجذرياً وبدأت واحدة من عجائبها تطفو على السطح شيئاً فشيئاً وتضعنا وتضع البلد برمته في مواجهة وقائع لن نتمكن من التقاط انفاسنا في متابعتها... والبيان المذكور دليل على ما نقول. أليس كذلك يا اخوان؟!!

 

مفارقة إستقالة الحسيني وتقسيمات الدوحة الانتخابية

المستقبل - الثلاثاء 26 آب 2008 - أكرم حمدان

بينما تتجه الأنظار اليوم إلى فحوى ونتائج النقاش الذي سيدور تحت قبّة البرلمان بشأن اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى اعتماد القضاء دائرة انتخابية والمدرج على جدول أعمال الجلسة التشريعية على خلفية ما جرى الاتفاق عليه في الدوحة بشأن تقسيم الدوائر الانتخابية، وفيما تتناقض المواقف بين مؤيد للسير بالاقتراح دون انتظار خلاصة مناقشات لجنة الإدارة والعدل البرلمانية للإصلاحات الواردة في مشروع الوزير السابق فؤاد بطرس، وبين داع إلى انتظار اتنهاء الإصلاحات وإقرار القانون كسلة كاملة وموحدة. لا بد من الحديث بالنظام حول ما ستشهده الجلسة في بدايتها بشأن استقالة الرئيس حسيني الحسيني من مجلس النواب والتي كانت شكلت المفاجأة المدوية في جلسة مناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة بالحكومة في الثاني عشر من الجاري.

ولأن الحديث بالنظام، فالرئيس الحسيني الذي أعلن الاستقالة على خلفية انتهاك الدستور والتنكيل بالطائف بقي مصرّاً عليها رغم كل الاتصالات والتدخلات التي جرت معه لثنيه عن موقفه، واستكمل منذ اليوم الأول للاعلان عن الاستقالة كل الإجراءات التي يوجبها النظام الداخلي لمجلس النواب في هذه الحالة ولاسيما المادة 16 التي تقول: "للنائب أن يستقيل من النيابة بكتاب خطي صريح يقدم إلى رئيس المجلس، فإن وردت الاستقالة مقيدة بشرط تعتبر لاغية"، وبناء عليه فهو أرسل كتاب الاستقالة الخطي إلى رئيس المجلس وفقاً للأصول وبالتالي فإن الرئيس نبيه برّي وبالنظام ووفقاً لنص المادة 17 من النظام الداخلي عليه أن يُعلم المجلس بالاستقالة لكي تصبح نافذة ونهائية. فالآلية الشكلية قد أنجزت والمضمون الفعلي يترجم اليوم وفق نص المادة 17 الذي يقول: "على الرئيس أن يُعلم المجلس بالاستقالة بأن يتلو كتاب الاستقالة في أول جلسة علنية تلي تقديمها وتعتبر الاستقالة نهائية فور أخذ المجلس علماً بها". وبالتالي لا خيار أمام الرئيس برّي سوى تلاوة كتاب الاستقالة إلا إذا وجد في مضمونها ما يعتبره مقيد بشرط وفقاً لنص المادة 16 لتصبح لاغية. أما في حالة نفاذها فإن البلاد تصبح أمام واقع نص المادة 41 من الدستور، هذا إذا كان هناك من التزام واحترام لنصوص الدستور، والتي تقول: "إذا خلا مقعد في المجلس يجب الشروع في انتخاب الخلف في خلال شهرين، ولا تتجاوز نيابة العضو الجديد أجل نيابة العضو القديم الذي يحل محله. أما إذا خلا المقعد في المجلس قبل انتهاء عهد نيابته بأقل من ستة أشهر فلا يعمد إلى انتخاب خلف". وبما أننا لا نزال أمام مهلة تتجاوز الأشهر الستة من عمر المجلس النيابي فإن مفعول الفقرة الثانية من المادة 41 لا يسري ويجب العمل بمضمون الفقرة الأولى لجهة اجراء الانتخابات الفرعية وهو الأمر الذي لم يحصل حتى الآن في انتخاب خلف للنائب الشهيد انطوان غانم.

تبقى المفارقة وبالنظام ان الجلسة التي ستحول استقالة "أبو الطائف" إلى حيز التنفيذ الفعلي إذا حصلت اليوم، ستكون هي نفسها التي ستناقش التقسيمات الانتخابية وفقاً للدوحة تمهيداً لتحويلها إلى التنفيذ والتي يُقر الجميع بأنها مخالفة للطائف.

 

لبنان بين مطرقة إسرائيل وسندان الجار الشقيق

المستقبل - الثلاثاء 26 آب 2008 - أديب طالب (*)

في 20/8/2008 ردّ رئيس النظام السوري بشار الأسد على سؤال لصحيفتي "كومير سانت" و"غازينا" الروسيتين حول اتهام سوريا بالتدخل في شؤون لبنان الداخلية ودعم "حزب الله" وفي شؤون دول أخرى.. ردّ الأسد: "سوريا دولة مهمة في المنطقة ولدينا علاقات مع غالبية القوى الناشطة في المنطقة ولا سيما العراق ولبنان وفلسطين ونحن نقيم حواراً علنياً وصريحاً معها، وإن رؤيتنا للمشاكل شبيهة بتقييمنا لما يجري بين روسيا وجورجيا.... والغرب يعتبر ذلك تدخلاً، وقد حاولوا عزل سوريا ولكنهم عزلوا أنفسهم". ونقلت نفوستي عن الأسد موافقته على نشر صواريخ روسية في سوريا لتعزيز الأمن الروسي. وكانت وسائل الإعلام الروسية قد ذكرت في 10/8/2008 أن روسيا تخطط لنشر صواريخ (إسكندر)، أرض ـ أرض مداها 285 كلم، وقال رسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات: "إن سوريا تشتري منا أنظمة "بان تسير" المضادة للطائرات وأنظمة "بول أم " الشبيهة بالباتريوت. أكد بوخوف أن الأسد سيعرض علينا إقامة قاعدة عسكرية بحرية روسية في ميناء طرطوس".

لبنان فوق سندان الجار الشقيق

يستقوي النظام السوري بالروس، بحجة تعزيز أمنهم أولاً. وبذريعة التشاور بين الحالة: روسيا ـ جورجيا والحالة: سوريا ـ لبنان، ثانياً، وهو هنا لا يقلد الروس، كما ذهب بعض المحللين، ولعل الروس قلّدوه بحكم خبرته العريقة التالية للهيمنة على لبنان لدرجة الاحتلال، والتي استمرت أكثر من ربع قرن، وتحت حجة بعض الذرائع المتشابهة بين الحالتين.

أما ثالثاً فيعتبر أن ما فعله في لبنان والعراق وفلسطين ليس تدخلاً البتة وإنما حوار علني وصريح وعلاقات ناشطة. وبالتأكيد ليس تدخلاً إنما هو أكبر من ذلك بكثير.

في العراق نصف الأميركيين والعراقيين القتلى ماتوا بسببه وبفعله.

وفي لبنان، اغتيالات، تفجيرات، تعطيل للحياة النيابية والرئاسية والوزارية، تحضير مستمر لحرب أهلية، كل هذه الكوارث بسببه وبفعله. في فلسطين تمزق الفلسطينيون أشلاء في ظل رعايته الحكيمة لقيادتهم.

يرى النظام السوري أن سوريا مهمة كروسيا، ومن حق المهمّين فرض مصالحهم، ولا يحق لأحد أن يتهمهم بالتدخل حتى ولو أخذ التدخل شكل الاحتلال العسكري كما حدث في جورجيا. ولو أخذ شكل التدمير المنظم لأمن لبنان واستقراره. كل هذا لا يزيد برأي الأسد عن (علاقات مع غالبية القوى الناشطة في المنطقة).

إن النظام السوري يرى أن ميزان القوى في المرحلة الراهنة لصالحه. أميركا وإسرائيل في حالة انتقالية ولا تملكان القرار الحاسم الفوري. الداخل اللبناني، بعد غزوة بيروت غيره قبل غزوة بيروت، وكأن الحرب الخاطفة الروسية على جورجيا تماثل الحرب الخاطفة على بيروت، فلا "دوحة" ولا ما يحزنون، ولا قرار 1559 ولا قرار 1701 وما يسألون، والسفارة السورية في لبنان غرفة عمليات للمخابرات لا أكثر ولا اقل. على ذلك فإن على الطائفة السنية ان تتنازل جبراً أو طوعاً عن حقها لصالح طائفة اخرى تفاهمت مع عون، هذا ولو خلّفنا الطائف وراءنا.

حجة النظام السوري مصالحه المشروعة في لبنان كحجة الروس في اجتياح جورجيا، فمصالحهم مشروعة ايضاً. لبنان فوق السندان السوري وعليه أن ينتظر صامتاً مؤدباً سحقه بالمطرقة الاسرائيلية والتي تبحث عن توقيت.

لبنان تحت المطرقة الاسرائيلية

في 19ـ 8 ـ 2008 قال أولمرت: إن اسرائيل ستتحرك من دون اي قيود عسكرية في حال تحول لبنان الى دولة لحزب الله، وفي حال اندلعت حروب جديدة، فلن تتواصل الحياة في المدن الكبيرة، وكأن شيئاً لم يكن.

في 20 ـ 8 ـ 2008 قال جدعون عذرا وزير البيئة الاسرائيلي للاذاعة الاسرائيلية: "اعتباراً من اللحظة التي أعطت فيها الحكومة اللبنانية "شرعية لـ "حزب الله"، يجب أن ندرك أن كل الدولة اللبنانية تشكل هدفاً. في حرب تموز، لم نفعل ذلك، على اعتبار أن اللبنانيين آنذاك ليسوا مسؤولين جميعهم، أما الآن فلا".

أولمرت وجدعون وأكثر من ثلثي الاسرائيليين يرون أن من حق الدولة العبرية أن تتعامل مع صيغة (الشعب، الجيش، المقاومة) والتي وردت في البيان الوزاري لحكومة السنيورة كذريعة لحرب صاعقة ماحقة لكل لبنان. انهم يرون أن ثمة اتجاهاً لغلبة دولة حزب الله ـ عون على الدولة الشرعية اللبنانية، ولا مكان هنا "لدوحة" ولا القرار 1559 ولا القرار 1701. ولعلهم في تلك الرؤية بسبب أن بيروت بعد الغزوة ليست بيروت قبل الغزوة وأن الدولة أقل تمكناً، وانّ الدويلة أكثر فعلاً، وان ثلاث وزارات سيادية في الحكومة اللبنانية الشرعية، الخارجية، الداخلية، الدفاع هي في يد حزب الله ـ عون أو على الأقل غير قادرة على الوقوف تصدياً أو حياداً أو دفاعاً عن الدولة الشرعية اللبنانية السيدة والحرة المستقلة. وأن دولة حزب الله ـ عون الغالبة حالياً ترى أن اسرائيل هدفٌ كلها، مسترشدة ـ هذه الدويلة ـ بنيّة وتصريحات وعقيدة الرئيس الإيراني بإزالة اسرائيل من الوجود.

فبعد إن وإن وإن، فإن الاسرائيليين مقتنعون بأن من حق أولمرت وجدعون وباراك أن يروا الشعب اللبناني كله والأرض اللبنانية كلها هدفاً لا بدّ من سحقه وتدميره.

أميركا ليست نمراً من ورق. واسرائيل ليست أضعف الآن مما كانت عليه بعد حرب تموز، بل أقوى. روسيا لن تكون قطباً ثانياً. ذهبت الامبراطورية القيصرية والشيوعية الى غياهب التاريخ ولن يقدر (بوتن) مهما أمتلك من طموح امبراطوري أن يعيد التاريخ الى الوراء.

هذا كلام يعرفه جيداً النظام السوري، وكل ما يريده هو أن يرفع سعره لدى الأميركان، وعلى الأقل أن تسمح أميركا واسرائيل له بأن يفتح دكاناً مرخصة في السوق الاقليمية، وان يتكرّم العم سام ويمسك بيده عصا الراعي الاصيل في مفاوضاته مع اسرائيل.

في خاتمة هذا المقال، هل نستطيع أن نقول الآن، إن لبنان كما كان سيف الدولة الحمداني في الماضي، بين عدوين، الروم من الأمام، وأعداء الداخل من الوسط والخلف؟؟؟ قال سيدنا المتنبي: وسِوى الرومِ خلفَ ظهركِ رومُ فعلى أيِّ طرفٍ من جانبيك تميل.

هل نستطيع القول إن لبنان بين مطرقة اسرائيل وسندان النظام السوري والإيراني وإن الجميع سيتنازعونه حتى يصبح أشلاء؟؟؟

هل الانتخابات اللبنانية القادمة ـ إن لم تؤجل ـ ستحسم كل شيءح الله أعلم!

(*) معارض سوري

 

الطيبة شيء وفقدان الوعي أو الذاكرة شيء آخر

المستقبل - الثلاثاء 26 آب 2008 - سعد الدين حسن خالد

ينظر بعض أهل السياسة في لبنان الى القواعد الشعبية الموالية لهم أو المتموضعة حيادياً على مقربة منهم على أنها قابلة للتعاطي الايجابي معهم وفي شكل دائم وبلا سؤال في كل ما يصدر عنهم من مواقف وآراء وما يقومون من أعمال وأفعال، معتمدين في ذلك على معرفتهم بذلك النوع من الطيبة الذي يميز الشعب اللبناني ويجعله غفوراً متسامحاً الى أبعد حدود التسامح والغفران.

غير أن الطيبة شيء وفقدان الوعي أو فقدان الذاكرة شيء آخر، وهذا ما يجب أن يعرفه السياسيون لكي يضعوه دائماً في حسابات الربح والخسارة التي لا بد أنهم يراعونها كثيراً في هذه الأيام، خصوصاً مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية التي من المؤكد أنهم يعولون على نتائجها كثيراً في عملية تحقيقهم لطموحاتهم السياسية وتمنياتهم السلطوية.

الطيبة شيء وفقدان الوعي أو فقدان الذاكرة شيء آخر، والشعب اللبناني لم يفقد وعيه أو ذاكرته في أي يوم من الأيام بالرغم مما مر به من ظروف قاهرة وأوضاع مأسوية، وهو بالتالي لن يفقدها اليوم تحت أي ظروف مصطنعة أو مختلقة في قهرها أو في تجييشها للعواطف والغرائز بحثاً عن جدال عقيم ومعقد يطال موضوع صلاحيات يستنفر الطوائف ويعرف الجميع بأنها لم تكن في أي من الأيام موجودة في كل ما عرفته دساتير الجمهورية في لبنان وقوانينها من مراسم وطقوس وممارسات وأفعال.

من حق أي طائفة من الطوائف اللبنانية أو مجموعة من المجموعات السياسية أن تطالب من خلال المؤسسات الديموقراطية بما تراه مناسباً لحفظ حقوقها أو حقوق الوطن، ويدخل في هذا الإطار مشروعية السعي الى تولي المواقع والمناصب والعناية بالصلاحيات، وهذا ما يحدث في مختلف المجتمعات السياسية المتقدمة التي تبحث دائماً عن الأفضل وتعمل من أجل الوصول إليه، وهذا ما يمكن أن يتفهمه ويحترمه أي عاقل حريص على أن يبقى مجتمعه الوطني متنعماً بأجواء الحضارة والهدوء بعيداً عن أجواء التشنج والتوتر التي لم تقدم حلاً ناجعاً لأي مشكلة أو أزمة عصفت بهذا الوطن.

ومن البديهي القول إن وجود المناصب أو المواقع في أي منظومة سياسية حاكمة أو إدارية، وبمعزل عن الدولة التي تنتمي إليها، هو أمر متلازم مع وجود الصلاحيات التي تبين لأصحابها مجال الاختصاص الذي عليهم التحرك في إطاره والعمل من خلاله وإلا ما مبرر وجود تلك المناصب والمواقع في الأصل؟.

كما أنه من البديهي القول أيضاً في هذا المجال إن عدم وجود الصلاحيات في أي منصب أو موقع من المناصب أو المواقع التي يمارس أصحابها شؤون الحكم أو الإدارة، أو التي هم على تماس مع من يمارسوها، هو أمر في غاية السلبية ويتسبب بعدد من المشكلات لكل من صاحب المنصب أو الموقع وللمنظومة السياسية الحاكمة أو الإدارية التي يدخل المنصب أو الموقع في إطارها، كما أنه يشكل مادة امتعاض للطائفة أو للمجموعة السياسية التي يكون المنصب أو الموقع من نصيبها.

وبديهية الأمور تقضي في هكذا نوع من الحالات المعقدة بأن يُعطى صاحب الحق فرصته الكاملة في أن يطالب ويسعى في شكل حضاري من أجل أن يرى مطلبه موضع التنفيذ في شكله النهائي غير القابل للاعتراض من أي جهة من الجهات التي من الممكن أن تجد نفسها متضررة من حصول هذا الأمر.

غير أن المطالبة بالحق شيء وإيهام القواعد الشعبية بوجود الحق شيء آخر، إذ أن المطالبة بالحق تحمل في الشكل نوعاً من الأخلاقية الحضارية، وتحمل في المضمون نوعاً من المشروعية التي تحتاج الى توافق وطني شامل مساند لها لكي تدخل حيز الفعل والتنفيذ الذي يجعلها واقعاً، فيما يحمل الإيهام بوجود الحق ـ ووضعه في صورة الحق المعتدى عليه من الآخرين ـ في طياته نوعاً من المخاطر التي قد تتسبب بقصد أو من دون قصد من أصحابها بإشاعة نوع من التحريض الطائفي والتضليل السياسي الذي لا يمكن أن يؤدي سوى الى تشتيت المواطنين وحجب الحقائق عنهم في شكل آني وموقت لن يلبث أن يزول.

لقد وصل المجتمع اللبناني الى مرحلة من المأساة لا يحسده أحد عليها ولم يعد يليق به أن يوضع مجدداً في أتون الدوران في الحلقات المفرغة داخل سلسلة من عمليات التجييش وشحن الغرائز تحت عناوين براقة متنوعة يُخشى أن يتسبب أمر رفعها في هذا الزمن الخطير العابق بروائح الموت المتنقل في الداخل والخارج والمثقل بهموم الطوائف والتحديات ببث نوع من التساؤلات المخيفة التي ستتمحور حتماً حول حقيقة ما يدور في هذا الوطن الحزين من أحداث، وما يمكن أن ينتظره من استحقاقات ومتغيرات...

إن المكاسب الانتخابية أو السياسية هي من الأمور الشرعية والجيدة التي يبحث عنها جميع السياسيين في سعيهم لتقوية نفوذهم وتوسيع آفاق انتشاره، غير أن المكاسب الانتخابية أو السياسية تفقد جودتها حتماً عندما يتم الوصول إليها من خلال التعامل الخاطئ مع عواطف المواطنين ومشاعرهم الصادقة، ومخطئ من يعتقد بأنه قادر على تحقيق غاياته الانتخابية أو السياسية بهذه الطريقة التي لا تنم عن تحلي أصحابها بقدر واسع من الروية والتحليل.

فالتعامل الخاطئ مع العواطف النبيلة والمشاعر الصادقة سيواجه حتماً في النهاية من خلال الوعي الموجود لدى جميع المواطنين، بما فيهم أولئك الطيبون الذين يعول كثيراً على طيبتهم والذين يستطيعون ساعة يشاؤون العودة بذاكرتهم قليلاً الى الوراء لكي تسعفهم في مسألة الفصل ما بين كل الأمور التي تبحث عن إجابات والتي قد تكون أخذت مكاناً لها في أذهانهم بفعل الضخ الإعلامي والسياسي المنظم والموجه.

وعندما يصل هؤلاء المواطنون الى هذا الحد سيعلمون بأن وجود مشكلة في مسألة صلاحيات نائب رئيس الحكومة في لبنان هو أمر لا يقع على عاتق رئيس الحكومة الحالي في لبنان، ولا على عاتق أي رئيس آخر للحكومة كان سبقه في ممارسة الحكم وإدارته، كما أنه لا يقع على عاتق طائفة رئيس الحكومة أو عاتق أي مجموعة سياسية هو منتمٍ إليها أو متحالف معها، كما أنه لا يقع على عاتق أي طوائف أو مجموعات سياسية أخرى، بل إن المشكلة هنا تقع على عاتق الطريقة التي كان يتبعها اللبنانيون في انتاجهم وتظهيرهم لسلة مشاركة طوائفهم بالحكم بكل ما فيها من مقاييس وأوزان وأحجام وحساسيات، والتي لا شك في أنها كانت ماثلة دائماً في تفاهماتهم الوطنية والتي يمكن أن نراها بوضوح في اتفاق الطائف وفي جميع الاتفاقات الوطنية التي كانت قد سبقته ورسمت معه تفاصيل الدستور الذي يستظلون اليوم سقفه ويحترمون كل ما فيه من بنود وقواعد وعناوين.

وعندما يصل هؤلاء المواطنون الى هذا الحد سيدركون أن أي بحث جديد أو مطالب جديدة أو اقتراحات جديدة من ذلك النوع الذي يجري الحديث عنه لن يُكتب لها الحياة على أرض الواقع إلا من خلال تعديلات دستورية جديدة من النوع الاستثنائي والحساس الذي له علاقة بسلة حصص الطوائف داخل المنظومة السياسية الحاكمة بكل ما فيها من حسابات وموازين بالغة الدقة والحذر، وهذا أمر يتطلب إعادة نظر حساسة في بعض بنود الدستور، مع ما يعني ذلك من احتمالات فتح الأبواب مجدداً أمام جميع مكونات المجتمع وشرائحه لكي تعبر عن آرائها ورغباتها في كل ما تريد وما لا تريد على هذا الصعيد.

وعندما يصل هؤلاء المواطنون الى هذا الحد سيتذكرون أمراً بالغ الأهمية وهو أن فتح الملف الدستوري بما يتعلق بحسابات الطوائف ورغباتها أو طموحاتها غالباً ما كان يحدث اثر الأوقات الأكثر صعوبة من تاريخ لبنان والأكثر يأساً وقهراً وحزناً في تاريخ العلاقات المشتركة بين اللبنانيين.

عندها سينتفض هؤلاء على عواطفهم ومشاعرهم ويتذكروا أن الطيبة شيء وفقدان الوعي أو فقدان الذاكرة شيء آخر.

عندها سيتذكرون ويسألون ربما عن ما هو أهم من صلاحيات نائب رئيس الحكومة وأهم من صلاحيات رئيس الحكومة وأهم من أي صلاحيات دستورية أخرى واقعية أو وهمية، ألا وهو صلاحيات الدولة اللبنانية في حكم شعبها في شكل حصري وحر، بعدالة وبلا خوف وبلا أي نوع من التدخلات والتداخلات التي تأتي من الخارج، والتي تكاد تأخذ بفعل التجارب المريرة المتوارثة صفة الصلاحيات المباحة والاختصاص المشروع.

 

جعجع: ما نراه من سوريا لا يشجّع ونظرة "حزب الله" إلى الاستراتيجية تزيد الأخطار

النهار/قال رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "القوات" تأخذ التهديدات الاسرائيلية على محمل الجد، متوقفاً عند "توجيهها مباشرة الى الدولة اللبنانية في حين ان الدولة لم تعط حزب الله حق اطلاق الحرب ضد اسرائيل". واذ اعتبر ان للتهديدات "علاقة كبيرة بأنظمة الدفاع الجوي الجديدة التي سيحصل عليها" الحزب، شدد على ان "الرجل هو من يتجنب المشكل وليس من يجهّز له، ويكبّره اكثر ليصبح حتميا".

ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى "طرح الاسم الذي يراه مناسبا على مجلس الوزراء، من اجل الى تعيين قائد جديد للجيش هذا الاسبوع، وهذا يشد لحل كل الوضع الامني". في حديث الى "وكالة الانباء المركزية"، اعتبر جعجع ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "سياسية لكن دافعها الاساسي هو التزام الفرنسيين قضايا لبنان (...). وابلغنا اليه ان ما نراه حتى الآن ليس مشجعا كثيرا فسوريا ما زالت تربط موضوع العلاقات الديبلوماسية بموافقة مجلس الشعب، ولم اسمع مرة ان السوريين انتظروا مجلس الشعب لكي يوافق على اي شيء. ثم ان التمسك السوري بالمجلس الاعلى اللبناني – السوري يقلل من قيمة العلاقات الديبلوماسية ما دام سيكون هناك اطار آخر تحصل من خلاله العلاقات الديبلوماسية. وفي ما يتعلق بباقي النقاط كمزارع شبعا وملف المفقودين فراوح مكانك. كما ان مخيمات التدريب لها طابع فلسطيني ظاهريا لكنها سورية بجوهرها، مثل مخيمات حلوي وقوسايا والسلطان يعقوب والناعمة وهي ثكن عسكرية بأمرة المخابرات العسكرية السورية. اوضحنا كل هذه النقاط واستنتجنا ان الانتخابات الرئاسية في لبنان حصلت وتحلحلت ملفات رئيسية عالقة بين لبنان وسوريا، ولكن التقدم بطيء جدا وغير مشجع".

واذ اكد انه يأخذ التهديدات الاسرائيلية على محمل الجد، قال جعجع ان "نظرة حزب الله" الى الاستراتيجية الدفاعية تزيد الاخطار على لبنان"، مشدداً على ان "الرجل هو من يتجنب المشكل وليس من يجهّز له، ويكبّره اكثر واكثر ليصبح حتميا. ولا احد ينكر نيات اسرائيل العدوانية ولكن ان نؤمّن لها الظروف المناسبة كي تستطيع ترجمة نياتها حيال لبنان، فهذا اصبح بحثا آخر".

وعن قانون الانتخاب، استغرب اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على "ان يكون لفريق لبناني دون غيره. تصريحه في مكان ما ملغوم وآسف لذلك.

نحن لا نرفض القضاء دائرة انتخابية، لكن ما نرفضه هو ان يقر قانون انتخابي مبتور لا يحتوي على الاصلاحات التي تحدثنا عنها في الدوحة والتي ناقشتها لجنة الادارة والعدل اليوم، والجميع يعرف بمن فيهم الرئيس بري انها ستنهي مناقشاتها خلال ايام قليلة (...). اكرر اننا مع القضاء مئة في المئة ولا يحاولن احد تحوير مطالبتنا بإدخال اصلاحات مع التقسيمات الادارية في قانون انتخابي واحد، ليوحي للرأي العام كأننا ضد القضاء".

وعن جولة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في الجنوب، قال جعجع: "هل يتلاءم مشروع حزب الله السياسي مع تطلعات القاعدة العونية؟ التقويم اتركه لكل عضو في "التيار الوطني الحر" ولكل مواطن مسيحي وكل مواطن لبناني".

واكد ان حزب "القوات اللبنانية" سينزل "بقوة كبيرة في الانتخابات في كل المناطق اللبنانية، بالتحالف الكامل مع 14 آذار"، لافتا الى ان "الماكينة الانتخابية بدأت العمل وتحضيراتنا على كل المستويات جارية على قدم وساق". واوضح ان "القداس السنوي لشهداء القوات اللبنانية في 21 ايلول سيكون هذه السنة في باحة مجمع الرئيس فؤاد شهاب في جونيه بدل بازيليك سيدة لبنان – حاريصا، وسيكون القداس برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وسألقي فيه كلمة"

 

الأسد استقبل إرسلان على رأس وفد: نساند كل ما يتفق عليه اللبنانيون

أبلغ الرئيس السوري بشار الاسد امس الى وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان ان "سوريا ستظل تقف دوما بجانب لبنان". وافادت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان الاسد اكد لدى استقباله ارسلان على رأس وفد من قيادة الحزب الديموقراطي اللبناني "ان سوريا ستظل تقف بجانب لبنان وخطه الوطني والعروبي وانها تساند وتؤيد كل ما يتفق عليه اللبنانيون بما يساهم في تحقيق ازدهار لبنان واستقراره". وقالت ان الاسد عرض مع ارسلان "آفاق العلاقات بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان وخصوصا بعد زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان لسوريا" في 12 الجاري. واضافت ان ارسلان اعرب عن "امتنانه العميق للسيد الرئيس ولسوريا لوقوفها الى جانب لبنان وعروبته وللجهود الحثيثة التي بذلتها لحل الازمة السياسية في لبنان". كما اشاد الرئيس السوري بمواقف ارسلان "الوطنية وحرصه الكبير على العلاقات السورية – اللبنانية". ي ب أ 

 

أوباما يخشى ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران 

 ايوا (الولايات المتحدة) - رويترز: حذر مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية باراك أوباما, امس, من انه يتعين على العالم ان يمارس ضغوطا على ايران على نحو جاد بشأن برنامجها النووي "قبل ان تشعر اسرائيل بالاضطرار الى التعامل مع الوضع بنفسها".

وقال اوباما في رده على سؤال من احد الناخبين في حملة انتخابية, ان "دوري كرئيس سيكون محاولة الاطمئنان الى اننا نضيق الخناق ديبلوماسيا على ايران, واننا حشدنا المجتمع الدولي لملاحقة برنامج ايران على نحو جاد, ومن اجل تطبيق العقوبات حتى تبدأ ايران في القيام بحسابات صعبة".

واضاف "علينا ان نقوم بهذا قبل ان تستشعر اسرائيل الحرج", داعيا واشنطن الى التصرف بقوة وفعالية اكبر لاحتواء الطموحات النووية لإيران.

 

كيم إيل عون

راشد فايد     

بعيدا عن فنون "الزوم إن" و"الزوم آوت" التي لفتنا إلى لعبتها الأمين العام الاشهر في خطابه الشهير في الثامن من آذار 2005، يمكن القول إن المشاهد التي بثتها محطات التلفزة، حتى الثماني آذارية منها، من جولة العماد ميشال عون في رعاية "حزب الله" في الجنوب، لا تسر الصديق ولا تغضب العدو، والعكس صحيح بالتأكيد. فالحضور الجماهيري الهزيل لم يكن في مستوى سطوع الشمس التي افترض بيان "التيار الوطني الحر"، قبل يوم من "الزيارة العاجلة"، انها ستكون "أكثر ضياء على الجنوب – الذي  سيدخل – هيكل ثقافة الحياة". فقد غابت "سعف الترحيب"، وندرت اللافتات التي "تسابق الخطاطون" - بحسب موقع التيار – على كتابتها، لكن حضرت دلالات كثيرة، ليس أبرزها أن الاجواء التي أحيطت بها الزيارة ذكرتنا بقراءاتنا في السبعينات لأدبيات الانظمة الشمولية، لا سيما عن إطلالات الرفيق كيم إيل سونغ "المحبوب لقلوب أربعين مليون كوري" والتي كانت تمنح الشمس مزيدا من السطوع وتبارك بطون الحوامل وتمنح الخصوبة للرجال والأمومة للعاقرات .

1 - أراد الجنرال من الجولة، في ما أراد، "استرداد جزين" كما قال الوزير جبران باسيل الذي أقر، ضمنا، بولاية "حزب الله" على الجنوب.

2 - وأراد الحزب من بيان "العلاقات الاعلامية" فيه الذي رسم للجنرال خطوات زيارته العاجلة (لماذا عاجلة أصلا وما الذي عجل بها؟) أن يقول إنه حامل مفتاح الجنوب وإن الدخول اليه لا يكون إلا من بوابته، من دون أن يغفل مسايرة حليفه رئيس مجلس النواب وحركة "أمل" بإعطائه دورا هو استئذان الجنرال له باتصال هاتفي و"وضعه في أجواء الزيارة".

3 - لم يرحم الجنرال حتى حليفيه، في سعيه الى شد العصب الطائفي عله يساعده على "نجاح دفتري" في الانتخابات المقبلة، فاعتبر صهره الوزير جزين تحت احتلال يستوجب استردادها (طبعا بالوثيقة التفاهمية)، لكنه أحرج الحليف الأضعف واقعيا فاستنفر نائب "كتلة التنمية والتحرير" علي بزي الذي عكس خوفا من أن يصبح مسيحيو الجنوب خارج عباءة "أمل" بعدما سحب الحزب من تحتها، أو كاد، جل شيعة الجنوب بمحافظتيه.

4 - اثبت الجنرال استعداده الطيب لنجدة حليفه الأكبر عند الحاجة. فبعد اكثر من ثلاث سنوات على عودته من المنفى، وأكثر من سنتين على توقيع الوثيقة الشهيرة تذكر زيارة الجنوب وتحديدا بعد الغيبوبة التي دخلتها الوثيقة الثانية في سجل الحزب، وهو ما كشفه في كلمته في بنت جبيل حيث أراد أن يطيّب خاطر حليفه باتهام الآخرين بمحاربة نياته الوطنية الطيبة، لكأن الدولة تبنى بالتفاهمات بين المجموعات المتناحرة وليس بالتسليم لهذه الدولة بسلطتها على الوطن والمواطنين.  

الدلالات تتنافس مع الوقائع في "تزيين "الزيارة: 

1 - اكد النائب حسن فضل الله، ربما من دون أن يتنبه، أن الجنرال كان على تفاهم مع "حزب الله"منذ ما قبل عودته الى بيروت وقبل الانتخابات النيابية وقبل خلوة مار مخايل الشهيرة. أي أن كل ما روّجه في تلك الانتخابات عن "الذئب" الذي يريد "أكل" المسيحيين لم يكن الا لاستنفار الغرائز الطائفية واستدرار خوف الناخبين.

2 - رفض الجنرال، في حديث مع أحد المواطنين، استرجاع مزارع شبعا (وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من الغجر) مصرا على أن يكون ذلك بالتحرير، أي بالعمل العسكري، ناسيا أنه في زيارة الى الجنوب وأنه سيعود مساء الى الرابية ولن يبقى في جزين أو رميش.

3 - تبرأ الجنرال من المسؤولية عن إعادة اللبنانيين الفارين الى اسرائيل محيلا الموضوع على رئيس الجمهورية ومتجاهلا أنه بنى على مأساة غالبيتهم "مجد" وثيقته مع الحزب.

4 - لم يحمل الجنرال في "زيارته" الى أهل الجنوب المسيحيين إلا هدية واحدة هي التخويف من الآخر: الآخر الذي يشتري الاراضي في جزين، بحسب زعمه. والآخرون الذين لا يعترفون بالآخر. والآخرون الذين "مع الخطوط التي لا تعترف بالهوية اللبنانية ولا بالحدود اي الوطن اللبناني".

لكن الأهم هو تجاهل النائب عون أنه كان يجول في منطقة يرشحها "حزب الله" باستمرار لتكون منصة لايران، وحاجزا يرد عنها أثمان طموحاتها الاقليمية.

وبينما كان العماد يجول تحت علم الحزب وفي حماية عناصر انضباطه، كان رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد يعلن من إقليم التفاح المجاور والملاصق لجزين أن "ايران مصممة على أن ترد الصاع بألف صاع لكل من تراوده أوهام الاعتداءات عليها، وأول طلقة تطلق من الكيان الصهيوني في اتجاه أيران ينتظرها رد بــ 11 الف صاروخ". وأضاف: "هذا ما يؤكده القادة العسكريون في الجمهورية الاسلامية".

قد يكون للجنرال مبرر في عدم الانتباه الى مغزى كلام رعد. فالأخير لم يحدد عن أي صواريخ يتحدث. هل هي الـ 11 ألف صاروخ التي يملكها حزبه؟ الاجابات ليست متعددة، ولا تلغي سؤالا آخر لم يجب عنه الجنرال: هل يذكر كلامه السابق أيام المنفى على أن حزبه الحليف لا يملك قراره ويأتمر باوامر سوريا؟

 

من أرشيف العلاقة الرمادية بين جماعات "المعارضة"

"العونيون" و"السوريون القوميون": قصة "انتقام وغرام"

جهاد عون ، السبت 23 آب 2008

بين "العونيين" و"القوميين السوريين" قصة "غرام وانتقام" قلَّ ان شهد مسرح السياسة اللبنانية مثيلاً لها، خصوصاً حينما يتعمق المرء في البحث في جذور هذه العلاقة الهجينة. فرغم عنوان "المعارضة" العريض الذي يجمع الحزبين في مواجهة قوى 14 آذار وشعاراتها، إلا أن حزبيي الطرفين، وخصوصاً العونيين منهم يحاذرون الاقتراب من "السوريين القوميين" والتعامل العلني معهم، لأسباب شتى، في مقدمها الصلة الوثيقة التي تربط "السوريين القوميين" بالنظام السوري، وعدم رغبة العونيين وزعيمهم في التعامل علناَ مع رموز الهيمنة السورية على لبنان.

الفرق كبير بين الطرفين، فالحزب "السوري القومي الاجتماعي" يؤمن بصرامة بالعقيدة "السورية القومية الاجتماعية" أو وحدة سوريا الكبرى التي أرسى فلسفتها مؤسس الحزب وزعيمه الوحيد انطون سعادة الارثوذكسي الآتي من بلدة ضهور الشوير في المتن، والذي وجد في العلمنة واقتراح عقيدة المدرحية ديناً لسورياه الموعودة، وهذه نظرية تقوم على الجمع بين المسيحية والاسلام واعتبار ان لا خطر على هذه "الامة السورية ووحدتها إلا اليهود" الذين يشدّد سعادة على كونهم أعداء الدين والوطن. وهكذا ذهب سعادة ومن بعده محازبوه الى مداخلات طويلة حول وحدة بلاد الشام ورفض الكيان اللبناني، رغم ان سعادة نفسه لم يجد مفرًّا من الاعتراف بخصوصية هذا اللبنان.

وعلى نقيض "الحزب السوري القومي" شديد التنظيم والولاء العقائدي والفكري، تجتمع في التيار العوني اتجاهات عدة من بقايا اليسار والقوميين العرب والقوميين اللبنانيين من بقايا حزب "حراس الارز" و"التنظيم اللبناني"، وحتى من الخارجين من "الحزب السوري القومي الاجتماعي" لأسباب مختلفة. لكن الفكرة الرئيسة التي يستند اليها "التيار" هي القومية اللبنانية التي وجدت في ادب الرحابنة ومسرحياتهم، اضافة الى الشاعر سعيد عقل والاديبة الراحلة مي المر، ضالتها في القومية اللبنانية التي تمجد طبيعة لبنان وفكرته وتنطلق منها الى التعامل مع التاريخ اللبناني كسياق متكامل لنشوء الامة اللبنانية التي تمثل هذا الوطن "العظيم".

لكن محاولات التيار العوني في التوصل الى سلم مبادئ واضح ينظم "ايديولوجيا التيار" على اسس واضحة لم تفلح ولم تصل الى نتيجة واضحة،، واقتصر الأمر على اعتماد خطاب النائب ميشال عون نموذجاً للاقتباس لدى جمهور المحازبين، لذا يردد العونيون حرفياً ما يعلنه قائدهم. فإذا تقرب من رأس الكنيسة المارونية في بكركي بادروا في اليوم التالي الى زيارة الصرح البطريركي وترداد عبارات التأييد. واذا أعرب عون عن حسن نوايا تجاه "حزب الله" وتوقيع مذكرة تفاهم مع الحزب الإلهي، خرج العونيون الى تمجيد فعلة القائد الملهم دون إعمال العقل كثيراً في أسباب ونتائج هكذا تفاهم ومردوده السلبي او الايجابي. أما الجهود المضنية التي بذلها "التيار العوني" لبلورة فكرة ما تجمع مناصريه من خلال مدرسة الإعداد الفكري والتي أوكل أمرها الى الدكتور بسام الهاشم الآتي من فرنسا، فقصرت عن تحقيق أي من اهدافها، واستغلها الهاشم لتعزيز موقعه في "التيار" استعداداً للترشح لانتخابات ربيع 2009.

إذاً، لا شيء يجمع في الأصل بين العونيين والقوميين. فمن جهة هناك فكرة قومية سورية متكاملة تريد إلغاء لبنان واستتباعه لسوريا في سبيل وحدة بلاد الشام والهلال الخصيب الموعود. وفي المقابل هناك شذرات فكر سياسي ـ طائفي يتمحور حول شخص القائد السابق للجيش، النائب ميشال عون وخطابه الذي يترنح بين أقصى القومية اللبنانية والطائفية. فهو يعلن لمناصريه في "يوم العودة" من المنفى سنة 2005 قائلاً :"اذا تحدثت طائفياً فانبذوني". لكنه بعد حين أخذ يكيل الانتقادات والاتهامات المذهبية للطائفة السنية متهماً اياها بالاعتداء على حقوق المسيحيين ومصادرة دورهم ومحاولة الهيمنة على البلاد والاستئثار بها.

وهكذا توحد العونيون والقوميون على التحرك معاً ضد السنة وتحديداً قائدهم "تيار المستقبل"، ونزل العونيون بأعلامهم البرتقالية و"السوريون القوميون" بأعلام الزوبعة معاً الى اعتصام ساحة رياض الصلح تحت شعار اسقاط حكومة فؤاد السنيورة وما تمثل. ونسي العونيون تماماً فعلة "الحزب السوري القومي الاجتماعي" الذي اراد اغتيال قائدهم التاريخي ميشال عون واسقاط طوافته العسكرية في قبرص اثناء ذهابه الى تونس. ونسي العونيون تماماً او تناسوا فعلة "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، الذي شارك في اجتياح المناطق المسيحية الواقعة تحت سيطرة الجيش اللبناني في 13 تشرين الأول 1990 وخصوصاً على محاور العيرون والدوار وبكفيا وعين التفاحة حيث تقدم "السوريون القوميون" مع جحافل الجيش السوري الغازي وقاموا باعتقال العسكريين الموالين لعون وتسليمهم الى السوريين. لكن الأهم ان العونيين وقائدهم نسوا تماماً فعلة ارسال "السوريين القوميين" عشرات السيارات المفخخة، الى المناطق المسيحية في الثمانينات من القرن الماضي، وقتل المئات ضحية الرغبة السورية في زعزعة امن المناطق المسيحية وخصوصاً اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل وابنته مايا وتفجيرات ساحل المتن الكثيرة. ويذكر قدامى العونيين جيداً افعالاً جرمية كثيرة اقترفها "الحزب السوري القومي" ضد الجيش اللبناني وقائده ميشال عون، لكنهم يقفزون عنها الى وقائع اخرى، منها، على سبيل المثال لا الحصر، التعاون بين "الحزب السوري القومي" والعونيين خلال "حرب الإلغاء" بين "القوات اللبنانية" ووحدات الجيش المؤيدة لعون. وذلك عندما تولى عميد الدفاع حينها في "الحزب السوري القومي" اسعد حردان تزويد قوات عون بالمؤن والامدادات وخصوصاً القذائف المدفعية الثقيلة من عياري 120 و103 ميلليمتر. هذا مع العلم ان هذه "المساعدة" كانت تهدف الى إذكاء نار الحرب المسيحية ـ المسيحية، بغية تدمير المجتمع المسيحي وتقويض مناعته الداخلية في مواجهة الاحتلال السوري.

وذهب عون آنذاك بعيداً في رد الجميل الى "الحزب السوري القومي الاجتماعي" ومن ورائه القيادة السورية بالإفراط في إظهار عبارات التأييد إلى حد الحديث عن إلغاء الحدود المصطنعة بين دول الشرق الأوسط، والتي رسمتها برأيه اتفاقية سايكس ـ بيكو بين الفرنسيين والانكليز عقب الحرب العالمية الأولى. وروى احد المستشارين السابقين ان العماد ميشال عون ذهب في احدى مراسلاته السرية مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد صيف 1988 الى اشتهاء ان يكون جندياً في جيش الشام العظيم، وكتب عون حرفياً: "إنني عسكري وبهذه الصفة فإنني أتمنى أن يعتبرني القائد الكبير حافظ الأسد ضابطاً صغيراً في جيشه (...). إنني أقدر كل التقدير ما قدمته دمشق للبنان عامة وللمسيحيين خاصة، وواجبي إذا ما حظيت بتأييد سوريا أن أرد لها الجميل، وعلى هذا أنا مستعد لأن اقدم أي تعهد يطلب مني لضمان أمن سوريا في لبنان(...). وأنا مستعد لعقد أي اتفاقات أمنية إضافة إلى تمتين العلاقات المميزة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. أعرف بحكم موقعي أن لسوريا خصوماً يناهضونها في لبنان وأنا على استعداد لقطع دابرهم (...)".

أفادت هذه الوقائع "الحزب السوري القومي الاجتماعي" الذي تحرك بعض أركانه لترتيب زيارات ممثلين عن التيار العوني إلى قيادة الاستخبارات السورية في عنجر. ومن المعروف أن رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية غازي كنعان كان قد حدد موعداً للقاء يتم مع ممثلين عن التيار العوني مثل بيار رفول ورفاقه صبيحة 13 تشرين الاول 1990. ولكن بدلاً من اللقاء حصل الاجتياح العسكري السوري، والمجازر والدمار وهرب عون الى السفارة الفرنسية لاجئاً كي لا يقع في قبضة القوات الخاصة السورية.

بعد استتباب الأمر للسوريين وإمساكهم الكامل بمقدرات السلطة، كان نصيب "الحزب السوري القومي الاجتماعي" كبيراً من المغانم، فتمكن للمرة الأولى في تاريخ لبنان من تشكيل كتلة نيابية مهمة. وتعاقب قياديو الحزب على تولي مناصب حكومية مؤثرة إضافة الى دورهم الكبير في تركيب بنى المؤسسات اللبنانية على نحو يخدم النظام السوري واهدافه. وترأس "السوري القومي" نصري خوري "المجلس الاعلى السوري ـ اللبناني" الذي انصرف الى وضع مشاريع الاتفاقات والقوانين التي تستتبع لبنان نهائياً الى النظام السوري وتزيله عن خريطة الكيانات، دستورياً.

وفي المقابل كان العونيون بين 1990 و 2005 يخوضون صراعاً عنيفاً بالتعاون مع معارضي سوريا في لبنان لمواجهة هذا الوضع. ولطالما اعتبر النظام الأمني السوري هذه المعارضة تهديداً له وحاول قمعها بأشكال عدة، ما أدى إلى اعتقال مئات العونيين والزج بهم في السجون، فيما كانت مديريات "الحزب السوري القومي" وفروعه ومنظماته الطلابية ظهيراً قوياً للاستخبارات السورية في التعامل بشدة مع العونيين. لكن هذه الاوضاع أخذت تتغير تدريجاً مع بداية التحولات الكبيرة في مواقف القيادات اللبنانية، السنية منها والدرزية، وتحديداً رفيق الحريري ووليد جنبلاط. وفي هذه الأثناء بادر السوريون إلى إطلاق خيار التعاون مع ميشال عون، وبادر ميشال سماحة وفايز القزي وإيلي حبيقة وإيلي الفرزلي الى تمهيد الطريق امام استعادة العلاقات الجيدة بين النظام السوري وعون. وفي هذا السياق أخذ انصار سوريا يرددون أنهم يفضلون الحوار مع خصم شريف (المقصود عون) على التعامل مع صديق غدار (المقصود الحريري وجنبلاط). لكن هذا الغزل لم ينسحب على "السوريين القوميين" الذين حافظ عون على مسافة منهم الى حين عودته إلى بيروت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري.

رفض ميشال عون التحالف مع "السوريين القوميين" في انتخابات 2005 علناً، وذلك بعد حسابات بسيطة مفادها أنه يريد مواجهة الحلف الرباعي، وحصد نتيجة ذلك تأييداً كبيراً لدى المسيحيين الذين يخشون العودة السورية إلى لبنان ولو بواسطة حلفائها، لكن عون لم يجد بداً من التحالف مع "السوريين القوميين" في انتخابات 2007 الفرعية في المتن بعدما تراجعت نسبة مؤيديه بدرجة كبيرة، ولولا أصوات "السوريين القوميين" لكان عون مني بشر هزيمة امام منافسه اللدود ورئيسه السابق امين الجميل. أما اليوم فيجد ميشال عون نفسه امام جملة وقائع صعبة خصوصاً على المستوى الداخلي في "التيار" حيث نجح "السوريون القوميون" في التسرب الى بنيته التنظيمية في مناطق مختلفة وخصوصاً في جبل لبنان والكورة وعكار. ويردد أهالي المناطق المسيحية كثيراً أخباراً عن أن فلاناً كان "سوريًا قومياً" لكنه أصبح عونياً. ولا يتردد بعض مسؤولي "التيار" في الإعراب عن خشيتهم مما آلت إليه أمور تيارهم وتوزعه شيعاً ومراكز قوى تتبع التنظيمات الاخرى، وخصوصاً "السوري القومي" و"المردة" وانصار الوزير السابق الراحل ايلي حبيقة، لكن الخشية هي على مصير العونيين بعد قائدهم ميشال عون وتوزعهم شللاً متناحرة. والمشكلة الاكبر لدى عون، هي كيفية التعامل مع حليفه اللدود أي "الحزب السوري القومي" في انتخابات 2009 وماذا سيفعل العونيون اذا أصر القوميون على الحصول على مقعد نيابي في المتن مثلاً أو في عكار أو في مرجعيون حيث "يسن العونيون أسنانهم" للفوز بالتمثيل المسيحي عن هذه المناطق.

إنها قصة "انتقام وغرام" المؤكّد فيها أنّ "السوريين القوميين" لم يذهبوا الى العونييين ولا تبنوا نظرياتهم، بل ذهب عون بالعونيين الى تبني سياسات "الحزب السوري القومي" ورؤيته في الكثير من الأمور...

 

نديم الجميّل في لقاء مع فعاليات الرميل: الكتائب سيكون لها مرشحاً في الأشرفية وعلينا منع زرع الشقاق والفرقة بين المسيحيين

 أكد الشيخ نديم الجميّل في لقاء شعبي مع كتائبيي منطقة الرميل في بيروت "أن الكتائب سيكون لها حتماً مرشحاً كتائبياً في دائرة بيروت الاولى، يمثل جميع فصائل المقاومة اللبنانية التي دافعت عن بيروت الحرّة أثناء الاحتلال السوري والفلسطيني لأجزاء منها، وسيكون الممثل الحقيقي لأبناء الاشرفية والرميل والصيفي من أجل أن يعبّر عن مشاعر ورغبات المواطنين في تلك الدائرة.

وقال:"على هذا المرشح أن يكون نظيف الكف، يتمتع بأخلاق عالية وخاصة أن يكون سيّد قراره يناضل من أجل السيادة والحرية والتحرير الكامل مثلما كان بشير الذي أحببتموه وما زلتم تلتزمون مبادئه وخطابه السياسي".

وقد جاء هذا اللقاء الذي عقد في بيت الكتائب في منطقة الرميل مساء أمس تلبية لدعوة من اللجنة التنفيذية للمنطقة حضره حشد كبير من أبناء المنطقة والكتائبيين الذين ضاقت بهم الساحات والطرقات المحيطة، كما حضره أيضاً عدد من أعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي للحزب ورؤساء أقسام ومخاتير وفعاليات المنطقة. وأشرفت على الاعداد الانسة يمنى الجميّل رئيسة محافظة بيروت الكتائبية.

بعد النشيد الوطني ، دقيقة صمت اكراماً لشهداء الحزب والمقاومة اللبناية فكلمة ترحيب مؤثرة لرئيس منطقة الرميل الكتائبية السيد نبيه صوايا أحد رفاق النضال مع بشير الجمّيل.

استهل الشيخ نديم الجميّل كلمته بتوجيه تحية الى شهداء المنطقة التي قدمت خيرة شبابها للدفاع عن بيروت وعن كل لبنان، كما وجّه تحية الى رؤساء المنطقة السابقين الذين حافظوا عليها وعلى روحية التضامن فيها.

وقال:" تحّرُكنا اليوم هو من أجل إعادة تفعيل الحركة في الحزب ليستعيد دوره وموقعه، بعد أن استعاد ذاته ومبادءه الاساسية بقيادة جديدة وعلى رأسها الشيخ أمين، بعد خروج الجيش السوري من لبنان ورغم الوجود المخابراتي الذي ما زال موجوداً.

ودعا الكتائبيين الى الانفتاح على الجميع ليكونوا القدوة في العمل الوطني والاجتماعي والابتعاد عن الصراع المسيحي المسيحي الذي يحاول البعض أن يدفعنا اليه عبر تركيب "أسافين" بين بعضنا البعض.

وتساءل:" لماذا هذه الفرقة وعلى ماذا نختلف؟ لقد كنا بالامس نناضل سوية في نفس الخندق مطالبين بالسيادة وبخروج جيش الاحتلال السوري من أراضينا. لذا علينا اليوم أن نعمل على منع زرع الشقاق والفِرقة بين المسيحيين، من أجل الحفاظ على حضارتنا وتعاليمنا وثقافتنا التي تُعلمنا المحبة والتسامح".

وقال:" علينا الاّ نضيّع أهدافنا الاساسية والتلهي بالقشور. لقد استشهد من رفاقنا الالاف للدفاع عن الحرية والحضارة التي نمثلها كمجتمع. ورهاننا اليوم هو على تفعيل خطابنا السياسي عبر أهداف ثورة الارز، التي راهنت على إخراج الجيش السوري من لبنان وبناء دولة  جديدة قوية مبنية على نموذج جديد من القيم والمبادىء. لقد عرفتم بشير والبعض منكم ناضل معه والى جانبه لأن بشير كان سيّد قراره وحرّ بقراره، وهكذا نريدكم أن تكونوا، أن تنتموا الى أخلاق ورهان ومبادىء بشير."

وأضاف:" خياركم اليوم لن يكون بين أشخاص، بل بين تيارين وموقفين: عليكم أن تختاروا بين مَن يؤمّن لكم فقط الخدمات الشخصية وبين مَن يؤمّن لكم الامن والحرية لكم ولمجتمعكم أولاً ، وبعدها تأتي الخدمات التي يجب تأمينها دون منّة من أحد. نريد أن نبني معكم دولة قوية وعصرية بعيداً عن "الميكروب" الذي عشش فيها طول زمن. وهناك أيضاً مَن يريد أن يلغي لبنان الحضارة والمنارة والرسالة الحضارية وعلينا أن نواجه كلنا متحدين للحفاظ على كل مكونات هذا الوطن. فالانسان الذي لديه كرامة وقديسين أمثال القديس شربل لا يمكن أن يُشرى ويُباع. لقد تهدمت أبنية أثناء الحرب، فأعدنا بناءها. ولكن عندما نفقد الانسان، فهذه خسارة لا تُعوّض."

وقال: "أردد ما قاله بشير في إحدى خطبه الرئاسية : نريد أن ننتهي من دولة المزرعة. وعلينا نحن الشباب أن نتعاون مع كل الشرفاء لنبني الدولة الجديدة. لذا، أدعوكم لتحمّل المسؤولية بكل اخلاص وجديّة. عندها نكون قد بدأنا ببناء دولة الغد.

وأنهى الجميّل : "يحكى ويروّج اليوم أن سوريا بدأت تفكّر بالعودة الى لبنان استناداً لما حصل بين جورجيا وروسيا. أقول لكم : ان سوريا ليست روسيا، ولبنان ليس جورجيا. لقد استعدنا سيادتنا وحريتنا ولن نسمح لأي كان بالعودة بالقوة الى أرضنا للتحكّم بنا من جديد.

وفي هذا السياق نأمل عودة المعتقلين والمفقودين من السجون السورية وعلى رأسهم الرفيق بطرس خوند. وان الحزب اليوم بقيادة الرئيس أمين الجميّل يعمل بكل جهد في هذا الاطار لعودة هؤلاء الى أهلهم، وقد طال انتظارهم.

ختاماً النشيد الكتائبي.

 

الأمن والتنصت وغياب استقالة الحسيني نجوم جلسة الأمس

مجلس النواب يرجئ بت التقسيمات الانتخابية إلى أواخر أيلول والسنيورة يؤكد وجود نظام داخلي لمجلس الوزراء منذ الـ 1992

المستقبل - الاربعاء 27 آب 2008 -  أكرم حمدان

لم تفلح كل المحاولات التي جرت في جلسة الأمس النيابية التشريعية في فصل التقسيمات الاتنخابية عن الإصلاحات التي يفترض أن تترافق معها لانجاز اقتراح أو مشروع قانون الانتخابات النيابية.

وأثبتت وقائع اليوم التشريعي الذي أنجز 24 مشروعاً واقتراح قانون كان أبرزها تمديد مفعول قانون الايجارات حتى نهاية شهر حزيران من العام 2009، ان القضايا الأساسية في البلد لا يمكن أن تنجز إذا لم يسبقها التوافق السياسي، وبالتالي استجاب رئيس مجلس النواب نبيه برّي لرغبة الأكثرية النيابية في تأجيل بت التقسيمات الانتخابية حتى نهاية شهر ايلول إفساحاً في المجال أمام لجنة الإدارة والعدل البرلمانية لاستكمال دراسة الإصلاحات الواردة في مشروع لجنة الوزير السابق فؤاد بطرس ودمجها بالتقسيمات في اقتراح قانون متكامل يفترض أن تنجزه اللجنة في مهلة أقصاها 25 ايلول المقبل تمهيداً لرفعه إلى الهيئة العامة للمجلس النيابي لمناقشته وإقراره ربما في جلسة تعقد قبل أو بعد عيد الفطر السعيد.

إلا أن مسار جلسة الأمس الذي شهد بعض المطبات والمناوشات الكلامية بين النواب اثبت مرة جديدة ان عامل الثقة بين الأطراف السياسية لم يرمّم بعد في ظل استمرار الأحداث الأمنية المتنقلة التي أرخت ظلالها على أجواء الجلسة.

وإذا كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قد أضفى على الجلسة جواً من الحيوية والدينامية لجهة ترحيبه بعودة المؤسسات والحياة الدستورية والديموقراطية إلى طبيعتها ومناقشة قضايا واحتياجات المواطنين ضمن هذه المؤسسة. فإن الرئيس برّي الذي ساهم في إيجاد المخرج المناسب لمسار اقتراح قانون الانتخابات وتقسيمات الدوائر، قد لوّح بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية على خلفية إعادة طرح موضوع التنصّت وتلميح الوزراء المعنيين إلى العمل به خارج الاطر القانونية، لاسيما وأن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أكد انه منذ توليه المسؤولية لم يعرض عليه أي أمر يتعلق بهذا الموضوع إطلاقاً. وحسم السنيورة الجدل بشأن صلاحيات نائب رئيس الحكومة بإعلانه عن وجود نظام داخلي لمجلس الوزراء منذ العام 1992، كما أعلن ان الحكومة بصدد إصدار مرسوم تصحيح الأجور في القطاع الخاص وإعداد مشروع قانون لتصحيح الاجور في القطاع العام وإحالته على مجلس النواب.

وبين التنصّت والأمن والكلام في الأوراق الواردة حول المطالب الإنمائية والمناطقية مرت الجلسة من دون أن تعبرها رسالة أستقالة الرئيس حسين حسيني، وذلك على خلفية أنها لم تصل إلى رئاسة المجلس لكي تُعلم بها الهيئة العامة وفقاً لنص المادة 17 من النظام الداخلي.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإنّ تدنّي مستوى التخاطب السياسي والنيابي كان له حصة لا بأس بها في مسار الجلسة كما حصة النظام الداخلي ومواده التي ركز عليها النائب بهيج طبارة في أكثر من مداخلة وخصوصاً أثناء مناقشة صفة الاستعجال المكرّر لاقتراح قانون التقسيمات الانتخابية وتحديداً المادتان 110 و111 اللتان تتحدثان عن إرفاق المشروع أو الاقتراح بمذكرة معللة وعن حق الحكومة في طلب إرجاء البحث بالموضوع المعجل.

لكن ما فات بعض النواب، الذين كانوا متحمسين أمس لإقرار التقسيمات الانتخابية وأصيبوا ببعض حالات التوتر، هو ان هذا الموضوع لا يمكن أن يمر من دون التوافق السياسي أولاً، وأن طرحه في جلسة الأمس وعدم التصديق عليه يعني سقوط الاقتراح وبالتالي عدم تمكن المجلس النيابي من إعادة طرحه ثانية قبل بدء العقد العادي الثاني في أول يوم ثلاثاء يلي الخامس عشر من تشرين الأول المقبل وذلك وفقاً لنص المادة 38 من الدستور التي تقول: "كل اقتراح قانون لم ينل موافقة المجلس لا يمكن ان يُطرح ثانية للبحث في العقد نفسه".

وإلى جلسة تشريعية مقبلة يكون جدول أعمالها الخطابي أقل توتراً وأكثر انتاجية في مجال القوانين.

بدأت الجلسة العاشرة والنصف في المجلس النيابي برئاسة الرئيس بري وحضور الرئيس السنيورة وعدد من الوزراء والنواب. وافتتحت بتلاوة اسماء النواب المتغيبين بعذر وهم: نبيل البستاني، ابراهيم كنعان، نائلة معوض، باسم الشاب ومحمد رعد. ثم تلي المرسوم الرقم 15 والمتعلق بدعوة مجلس النواب الى عقد استثنائي. وأعطى الرئيس بري الكلام بالأوراق الواردة.

عون

وكانت الكلمة الأولى للنائب ايلي عون الذي قال: "دولة الرئيس، يطول الكلام هنا على موضوع يقيني انكم تدركون ابعاده، وتدركون انه قد اصبح في الامر افراطا اكيدا. لذا اكتفي بالقول، اننا في هذا المجلس وأنتم على رأسه نطمح الى أن يكون لنا دور ريادي يتخطى الواقع الاليم الذي كشفته جلسات البيان الوزاري. ولأن صداقتنا للحق أشد وللناس أقوى أجد اننا معنيون بالتكافل والتضامن بالاعتذار للناس الذين سمعونا وشاهدوا مهاتراتنا. هؤلاء يسألون اين نحن؟ هل نحن حقيقة في لبنان الذي نتغنى بحضارته ومنارته الثقافية ام نحن في مكان ما من مجاهل الارض المتوحشة؟. لذلك ارجو تدوين كلامي هذا على انه اقتراح يتبناه المجلس اذا كنا نؤمن بالفعل اننا دولة حضارية".

أضاف: "مهما تعددت القراءات بشأن المهاترات التي سادت جلسات المجلس خلال مناقشة البيان الوزاري رغم المداخلات المشكورة للرئاسة التي هدفت للملمة الاجواء، فإن الانعكاس السلبي قد سلك طريقه عبر الترف السياسي الذي شهدناه ولا ينتظر التصحيح. عذرا اذ لا اسمح لنفسي ان اردد ما يتناقله الناس عنا وحولنا من نعوت وأوصاف لسنا جميعا مسؤولين عنها لمجرد ان البعض منا انزلقت به مشاعره الى الخروج بالكلام عن أطره السياسية. لقد صفق الناس لاستقالة دولة الرئيس الحسيني، ليس لأنهم جميعا معنيون بهذه الاستقالة بطريقة او باخرى، بل جلهم احتجاجا لا بل تأييدا للرصاصة التي أطلقها الرئيس الحسيني على نفسه، اعتراضا. هكذا يا دولة الرئيس تتصرف الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها".

هاشم

ثم تحدث النائب قاسم هاشم فقال: "لقد مل اللبنانيون من السجالات السياسية والتحريض، فاللبنانيون لا يزالون ينتظرون الوعود الكثيرة حول عدد من الامور خصوصا الازمة الاقتصادية المعيشية، فهم ينتظرون معالجة هذا الامر ويسألون عن موضوع تصحيح الاجور، فأين اصبح هذا الموضوع، وأين خطة الحكومة لمواجهة الخطة الاقتصادية والمعيشية والتربوية؟ بالرغم من كل التهديدات الاسرائيلية فالبعض لا يزال يتلهى بمسألة هنا ومسألة هناك، فأين لبنان، وأين اللبنانيون مما يجري حول لبنان؟ اين هي الخطة الاقتصادية لمعالجة قضايا الناس؟".

غانم

وقال النائب روبير غانم: "الحكم استمرارية، ونحن نذكر انه منذ العام 1995، اكثر من وزير للطاقة وتعهد ان الكهرباء ستعود قبل آخر السنة، ونحن اليوم نعاني من انقطاع الكهرباء، وفي منطقة راشيا والبقاع الغربي، الكهرباء تأتي فقط 4 ساعات ونحن قادمون على شهر رمضان، نحن نلفت النظر ونتمنى ان يهتم الوزير بهذا الموضوع، ويعالج، كما لدي تمنٍّ لوزير الاشغال، لمعالجة طريق بيروت ـ ـ المصنع، وانشاء طريق خاص للشاحنات من المصنع الى بيروت".

طبارة

وسأل النائب بهيج طبارة عن قانون الانتخابات، وقال: "اسأل الوزراء الذين يحضرون اجتماعات لجنة الادارة، هل يعبّرون عن رأي الحكومة ام عن آرائهم الشخصية؟".

وتطرق الى موضوع المجلس الدستوري، متسائلاً "هل الحكومة تحترم القانون 250 لجهة التعيين وشروط التعيين او القانون الذي صدر في 15/8/2006؟ سؤالي للحكومة عن اي قانون تتحدث، كما هناك موضوع يتعلق بصندوق تعاضد القضاة، وورد في البيان الوزاري ان الحكومة ستعيد النظر بموضوع بعض القرارات، لكن المراسيم التطبيقية المتعلقة بالتخابر الدولي حذرت منذ 3 سنوات. سؤالي الى وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، انها كانت شرط الا تتناول النواب ولا الوزراء فهل تبلغت الهيئة القضائية المشرفة على تطبيق القانون؟ هل يوجد في لبنان اليوم عملية تنصت وفقا للقانون الذي صدر؟. آمل ان نحصل على اجوبة في جلسة اليوم، واذا لم نحصل على اجوبة، سأضطر لأقدم اسئلة خطية بهذا الشأن".

فتوش

وأثار النائب نقولا فتوش، مسألة الرتب والرواتب، وقال: "نحن نقدر ظروف البلد، لكن الناس الذين يذهبون، لا نستطيع ان ندفع لهم تعويضات، نتمنى ان نعدل المادة التي تتعلق بتعويضاتهم، ارجو من الحكومة ضمن رحابة صدرها، ان تأخذ هذا الامر في الاعتبار بالنسبة الى الموظفين الذين يتركون عملهم".

نقولا

وسأل النائب نبيل نقولا "كيف يمكن ان يكون هناك تلزيم حول اسم الدواء واسم الشركة المستوردة؟ وبالنسبة الى مشاريع منطقة المتن الشمالي، هناك طريق طرابلس القديمة، يجب الانتهاء من العمل بها الا اذا حولت الاموال الى مشاريع اخرى، اين اموال هذا المشروع، خصوصا ان المنطقة بحاجة الى هذا المشروع؟".

هاشم

وتمنى النائب عباس هاشم "اعلان منطقة جبيل منطقة منكوبة، وأن يتم التواصل مع هذه المنطقة حتى لا تتحول الى منطقة معزولة". ودعا الى "وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء، لنتحول الى منطق الحداثة".

وتطرق الى "وضع خطة لمعالجة مشكلات السيول والكوارث"، وسأل عن "التحضيرات لمواجهة الكوارث التي تحصل في فصل الشتاء".

ـ الرئيس بري: يعني بدّن يوقفوا الزلزال.

ـ النائب محمد قباني قال: "ان التيار الكهربائي في العام 1998 كان مؤمنا 24 ساعة على 24 ساعة". واعترض عدد من النواب على كلامه وقال: "فقط بيروت".

ـ قباني: "يقول الجميع ان بيروت عاصمتنا، هذا الكلام يتناقض مع الشغب المتنقل في احياء بيروت، وما حصل ليل امس (الأول)في منطقة رأس النبع، حيث تم الاعتداء على مواطنين كانوا يرفعون شعار رمضان المبارك، طلع السيف فكروه سيف السعودية".

ـ بري: اخواننا الاسلاميون أتوا لعندي، ليأخذ التحقيق مجراه، كان هناك ناس تعلق صوراً للإمام موسى الصدر، جاء بعض الاشخاص ومنعوا ذلك. بيروت للبنان من دون استثناء وعلينا ان نحميها جميعا.

ـ وتابع قباني مدافعا، وقال للرئيس بري: "اهلا وسهلا بك في بيروت".

ـ ايوب حميد معترضا: هذا كلام غير مقبول.

ـ قباني: هذا كلام ميليشياوي، المطلوب من قوى الامن والجيش فرض الامن، المطلوب من جميع القوى السياسية ان ترفع الغطاء السياسي، بيروت المطلوب ان تكون مدينة منزوعة السلاح، بيروت واهلها يرفضون الاعتداء على كرامات الناس والمنازل، وعلى الشوارع". واستغرب كيف ان "البعض اعتبر ان الكلام موجها له".

ـ حميد: كل القصة منكم انتم.

ـ بري: ماذا يفيد هذا الكلام.

وهنا حصلت مشادة كلامية حادة بين النائبين قباني وحميد.

ـ بري: سنعود الى كلمة ايلي عون، ليس هذا من ضمن الاوراق الواردة.

ـ النائب عمار حوري أثار ما حدث أول من امس في بيروت، وقال: "يهمنا ان يقوم الجيش وقوى الامن بواجبهما ويهمنا الا يحصل اعتداء على المواطنين، ونتمنى التجاوب مع هذا الامر وإعلان بيروت منزوعة السلاح والشعارات الحزبية ".

ـ بري: موضوع رفع الشعارات، 90% يكون سببها رفع الشعارات والصوَر، منذ فترة طويلة أزلنا كل الشعارات من بيروت قاطعة صار هناك تفاهم على هذا الامر وعقدت اجتماعات وأتى ناس من الجيش وقوى الامن الداخلي، وتحددت بيروت الادارية كلها، حتى يصير نزع لكل الصور، بعد ذلك توقف الامر، اتمنى ان تسأل انت كيف توقف الامر، هذا المطلب مطلب حق، ويوفر الكثير من الاشكالات.

ـ فتفت: الشعارات والسلاح.

ـ بري: السلاح كله ما عدا سلاح مقاومة اسرائيل.

شهيب

* وأثار النائب اكرم شهيب موضوع الحرائق ودعا الى وضع خطة لمواجتها، وتمنى على الوزراء تشكيل هيئة لمعالجة الوضع، معتبرا انه "خلال 60 يوما نستطيع حل كل المسائل والتنسيق بين الجيش والبلديات والمجتمع المدني لمعالجة الحرائق".

* وسأل النائب سليم عون عن "عدم تنفيذ المشاريع الانمائية في زحلة، وهل لان زحلة ليست لفئة معينة متحدثا عن بعض المراسيم المتعلقة بهذا الشأن".

* وانتقد النائب سمير الجسر في اطار الاوراق الواردة "طريقة التوزيع في التيار الكهربائي والتقنين الذي يطال مناطق دون اخرى"، داعيا الى "العدالة في طريقة التوزيع".

* ودافع النائب مروان حمادة عن الحقبة التي تولاها في حقيبة الاتصالات. وأوضح انه "لم يشارك في الادارة المدنية في موضوع التنصت، انما في حماية التخابر"، لافتا الى ان "التشنجات السياسية التي كانت قائمة في العام 2006 و2007 هي التي حالت دون تطبيق قانون التنصت".

* وهنا طلبت النائب غنوة جلول الكلام، وطالبت "باجراء التحقيقات في احداث الشغب والاشكالات التي وقعت امس (الاول) في رأس النبع وقبلها في طريق الجديدة"، لافتة الى ان "هناك تعديات مستمرة في حق الاهالي في بيروت وفي طريق الجديدة تحديدا".

وطالبت الجيش اللبناني بأن "يقف الى جانب الاهالي"، ودعت الى "تغيير قائد الفوج الامني العامل في هذه المنطقة لتكريس الثقة وتقويتها بالجيش اللبناني".

ـ وهنا تدخل الرئيس بري داعيا الى "عدم الدخول في التفاصيل لان هناك امورا اكثر الحاحا نريد مناقشتها تخص المواطنين".

* وقال النائب غسان مخيبر: "ما نشهده في الخطاب السياسي والخطاب الاعلامي يجب تصويبه والالتزام بوثيقة شرف لالتزام الخطاب الهادئ". كما تناول "التعتيم الذي يطال مدينة زحلة التي لا تصلها التغذية سوى ثلاث ساعات من 24 ساعة".

وتناول مسألة المعتقلين والموقوفين في السجون اللبنانية والسورية، وسأل "كيف لنا ان نتجاوز هذا الاستمرار في عدم التجاوب مع هذا الملف؟". وتطرق الى قضية مزارع شبعا، متسائلاً: "ما هي سياسة الحكومة في الموضوع". ورأى ان "تجاوز هذا الملف باظهار أوراق ملكية هذه المزارع".

وهنا لفت الرئيس بري الى "ضرورة الالتزام بالثلاث دقائق للاوراق الواردة وانه سيعطي في نهاية الجلسة ساعة لرد رئيس الحكومة".

* وقال النائب علي خريس: "ثلاث ارباع الشركات توقفت عن العمل في نزع الالغام والقنابل العنقودية المزروعة في الجنوب بسبب عدم التمويل".

حرب

ودعا النائب بطرس حرب الى "الابتعاد عن الخطاب التشنجي والتوقف عن الخطاب العنيف والى الاستماع الى بعضنا بعض ضمن النظام والهدوء". وتوجه الى الرئيس بري طالبا منه وممازحا ان "يوزع على النواب حبوبا لتهدئة الاعصاب".

كما تناول "موضوع شبكة مياه الشرب في منطقة البترون"، لافتا الى "حالات التسمم والخطر بسبب تسرب مياه المجارير الى شبكة المياه".

* النائب عاصم عراجي أثار موضوع تكرار حوادث السير المميتة في نقطة المصنع وآخرها عائلة بكاملها. وسأل "كم تدفع وزارة الصحة من مبالغ؟"، متمنيا ان "تخصص هذه المبالغ لمعالجة الطرقات التي تسبب في حوادث السير".

* وقال النائب كميل المعلوف: "يجب تعزيز القضاء وتفعيله". وحذر "من الطابور الخامس الذي يمكن ان يكون من المخابرات التي تفتعل الفتنة بين اهالي بيروت". وتناول "الاشكالات التي وقعت في زحلة. اما في موضوع حوادث السير فنحن نتشدد بحملة التوعية والالتزام بقوانين السير وقمع المخالفات وتعزيز مفارز السير".

رد السنيورة

ورد رئيس الحكومة على مداخلات النواب في اطار الاوراق الواردة. وعندما تناول مكبر الصوت من نائب رئيس الحكومة عصام ابو جمرا علت الاصوات والضحك وعلق الرئيس بري قائلا: "بتقول ما في مشاركة؟".

ثم رد الرئيس السنيورة فقال: "هناك امور في الشارع اللبناني لا تزال تشهد توترا"، واعدا بالتشدد في ضبط اي مخالفة.

اضاف: "يجب ان تسهم القوى السياسية في الامتناع عن لغة التشنج والتوتر التي ليست من مصلحة احد، وأعتقد ان ما قيل اليوم من اعلان عن رفع الشعارات من شوارع بيروت هي بداية وعلينا ان نتابع لنعطي صورة مشرقة عن لبنان. طرح السادة النواب عددا من المسائل التي يمكن ان نتناولها، ففي الموضوع الاول موضوع الانتخابات فالحكومة ستكتفي بقانون الانتخابات الذي تدرسه لجنة الادارة والعدل والهيئة الوطنية لقانون الانتخابات. اما في موضوع تعيين المجلس الدستوري فنحن ننتظر ان يعين المجلس حصته".

ـ بري: هناك تعديلات حصلت وسيعين المجلس النيابي انما على الحكومة درس الموضوع ليرى المجلس على اي اساس سيتم التعيين.

وتابع السنيورة: "في موضوع التنصت لم يعرض علي اي موضوع من هذا الامر".

ـ بري: التنصت قائم على قدم وساق من دون حسيب او رقيب.

ولفت السنيورة الى ان "الانفاق كبير في لبنان خصوصا في الملف الصحي".

ووعد "بتصحيح الاجور وفقا للزيادة والغلاء الناتج عن عوامل خارجية"، مؤكدا "انصاف الناس. لكن بعد الاستقرار المالي والنقدي"، وقال: "الحكومة ستعمل على وضع مرسوم تصحيح الاجور وارسال المشروع الى المجلس النيابي بما يخص العاملين في القطاع العام والمتقاعدين".

ولفت الى ان "الدولة اللبنانية تتعامل مع المتقاعدين مقارنة مع اي دولة في العالم من تقديمات اجتماعية مع الحرص على عدم تحميل انفسنا ما لا طاقة لنا به، اما المبالغ المتراكمة منذ العام 1996 وحتى اليوم فقد جرى درسها وهذا المبلغ يزيد عن المليار دولار. وأتمنى لمَن يريد انصاف الناس انصافهم حقيقة من دون اشعال نسب تضخم هائل وأعني ذلك بكل وضوح ومن دون اي لبس لكن لنرَ النتائج وسنتصرف بواقعية ومسؤولية في موضوع المفعول الرجعي".

وأشار الى ان "هناك لجنة شكلت ستعنى بالمناطق النائية والاهتمام بها. اما بالنسبة الى المياه والكهرباء فالعمل قائم ومعلوم ان لبنان يعاني من الشح بسبب زيادة الطلب وافتقاد المعدات وعلينا ان نبني بطريقة او بأخرى لتوفير 1500 ميغاوات حتى تأمين التجهيزات. اما بالنسبة لدعم المازوت فهو محور قرار سيتخذه مجلس الوزراء. وبالنسبة الى العلاقات اللبنانية ـ ـ السورية فهناك مراجعة لكل الاتفاقات يتولاها الوزراء المعنيون. وبالنسبة الى موضوع الألغام فالحكومة تعمل لتأمين التمويل اللازم".

بارود

وقال وزير الداخلية زياد بارود: "ان الوزارة تعمل لوضع خطة عملية وما يحصل من اشكالات في بيروت

(التتمة ص 5)

 

فله علاقة بالمصالحة التي لم تحصل، اما في موضوع الحرائق فنحن نعمل مع خبراء والجهود أنتجت امكانية شراء طوافات وسيارات اطفاء وسيتم ذلك في تشرين الاول المقبل". ونوه بالمطالبة "برفع الشعارات الحزبية من العاصمة بيروت". وأشار إلى أن موضوع التنصت والهيئة المعنية لم تنطلق في عملها من ناحية فعلية بعد.

باسيل

ورد وزير الاتصالات جبران باسيل فقال: "لا شيء يمنع وزارة الاتصالات من تطبيق القانون 140 المتعلق بصون سرية التنصت وبدأنا باجراءات عملية في موضوع التنصت، لكن هناك عملية خطرة تتخطى هذا الامر وهي التنصت غير الصوتي انما تتبع حركات المتصل وسأقوم الاجراءات اللازمة لوقف تزويد اي جهة بأي معلومات الا وفقا للقانون 140".

* وهنا اعلن الرئيس بري انه في "صدد تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في هذا الموضوع الذي يشكل خطرا حقيقيا على المواطنين".

المشاريع

وأعلن بري المباشرة "بدرس جدول الاعمال فطرح البند الاول من جدول الاعمال المتضمن مشروع القانون المتعلق بالاجازة للحكومة ابرام الميثاق العربي لحقوق الانسان فصدق معدلا بعد اضافة نص قانون اقترحه وزير العدل ابراهيم نجار عليه".

ثم طرح مشروع القانون الوارد الرامي إلى الاجازة للحكومة ابرام اتفاق قرض بين الجمهورية اللبنانية والوكالة الفرنسية (DFA) لبرنامج المياه ومعالجة المياه المبتذلة الخاص بمؤسسة مياه لبنان الشمالي. فصدق كما ورد.

وصدق كما ورد ايضا مشروع القانون الوارد المتعلق بالاجازة للحكومة الانضمام الى اتحاد الدول الاسلامية للاتصالات السلكية واللاسلكية والمصادقة على نظامه الاساسي.

كذلك صدق كما ورد مشروع القانون الرامي إلى الاجازة للحكومة الانضمام الى اتفاق قرض اضافي وتعديل اتفاق القرض الرقم 620 (المبرم بموجب القانون الرقم 337 تاريخ 2/8/2001)، بين الجمهورية اللبنانية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية.

وصدق كما ورد مشروع القانون الرامي إلى الاجازة للحكومة ابرام البروتوكول الاختياري للاتفاق المتعلق بسلامة موظفي الامم المتحدة والافراد المرتبطين بها.

وصدق كما ورد مشروع القانون الرامي إلى الاجازة للحكومة ابرام اتفاق وكالة بين حكومة الجمهورية اللبنانية والبنك الاسلامي للتنمية لتنفيذ اعمال وتجهيزات كليتي الهندسة والعمارة في اطار مشروع الجامعة اللبنانية في طرابلس.

وصدق كما ورد مشروع القانون المتعلق بالاجازة للحكومة ابرام اتفاق التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة سلطنة عمان.

وصدق مشروع القانون الرامي إلى الاجازة للحكومة ابرام اتفاق استصناع بين حكومة الجمهورية اللبنانية والبنك الاسلامي للتنمية لتنفيذ اعمال وتجهيزات كليتي الهندسة والعمارة في اطار مشروع الجامعة اللبنانية في طرابلس.

وصدق كما ورد مشروع القانون المتعلق بالاجازة للحكومة ابرام اتفاق تأسيس المؤسسة الدولية الاسلامية لتمويل التجارة.

وصدق كما ورد مشروع القانون الرامي إلى الاجازة للحكومة ابرام اتفاق بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة جمهورية ايران الاسلامية حول التعاون الاداري المتبادل في القضايا الجمركية.

وصدق مشروع القانون المتعلق باستبدال الترجمة العربية لاتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة مملكة اسبانية المبرمة بموجب القانون رقم 632 تاريخ 23/2/1997.

وصدق مشروع القانون المتعلق بالاجازة للحكومة الانضمام الى البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية او اللاانسانية او المهنية.

وصدق مشروع القانون المتعلق بالاجازة للحكومة ابرام اتفاقية فرض بين حكومة الجمهورية اللبنانية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي للمساهمة في تمويل مشروع التطوير الاداري.

وصدق مشروع القانون الرامي إلى الاجازة للحكومة الانضمام الى اتفاقية حظر او تقييد استعمال اسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر او عشوائية الاثر بروتوكولاتها الثلاثة.

وصدق مشروع القانون الرامي إلى الاجازة للحكومة ابرام اتفاق بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة الجمهورية الايطالية بشأن تطبيق مشروع تعاون حول بنية تحتية آمنة لتكنولوجيا المعلومات.

وصدق معدلا مشروع القانون المتعلق بالاجازة للحكومة ابرام اتفاقية قرض بين حكومة الجمهورية اللبنانية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي للمساهمة في تمويل مشروع اعادة اعمار البنى التحتية الاساسية المتضررة.

ثم طرح مشروع القانون المتعلق باعادة تحفيز التعامل بسندات السحب والسندات لامر. فطلبت الحكومة سحبه لإعادة النظر في بعض تفاصيله فأعيد الى الحكومة.

ثم طرح مشروع القانون المتعلق بأحداث مديرية الدين العام في مديرية المالية العامة في ملاك وزارة المالية .فلفت النائب نقولا فتوش الى ان عنوان هذا المشروع معالجة الدين العام انما في المضمون هو لخدمة الشركات المالية طالبا التريث واعطاء الوقت دراسته. كما طالب النائب بطرس حرب بإعادة صياغته القانونية.

وقال النائب ياسين جابر لقد تأخر المجلس النيابي في اصدار مثل هذا القانون نظرا للتطورات المالية العالمية وطلب النائب انور الخليل ثصحيح بعض العبارات اللغوية المتعلقة بهيكليته. ثم طرح المشروع على التصويت فصدق بعد تلاوة مواده فصدق معدلا.

ثم طرح مشروع القانون المتعلق بإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس.

وطالب النائب امين شري بأن يشمل طرابلس والبقاع ايضا.

ـ بري: ممكن اضافة البقاع الى القانون.

ـ حرب: يجب ان يعاد الى اصدار توصية خاصة وليس فقط اضافة كلمة.

الجسر: البقاع في مشروع آخر مستقل.

الصفدي: ليكن هذا المشروع الاول وننطلق منه الى كل المناطق.

فنيش: مع قانون اطار يحدد المناطق عبر مرسوم.

ـ الحاج حسن: لا خصوصيات لمنطقة طرابلس بعد قراءة متأنية للقانون نحن نؤيد المشروع ولكن لا نستطيع اعطاء خصوصيات. اريد مشروعا واضحا لإنماء بعلبك ـ الهرمل وخلال فترة تلتزم بها الحكومة ومحددة لا تتعدى الثلاثة اشهر". ثم طرح المشروع على التصويت فصدق كما عدلته اللجنة المنبثقة من اللجان المشتركة بعد اكثر من ساعة من النقاش.

ثم طرح مشروع القانون الرامي الى تعديل بعض احكام المرسوم الاشتراعي رقم 46/83 "نظام شركات الاوف شور" فدافع رئيس الحكومة عن المشروع لما له من منفعة عامة للبلد وبصورة خاصة للمحامين. كما تحدث في الموضوع وزير العدل فلفت الى اهمية المناقشة بين الدولة اللبنانية وشركات "الاوف شور" وذلك بزيادة رأسمال الشركات بقيمة 50 مليون ل.ل. ثم طرح المشروع على التصويت فصدق بالمناداة بالاسماء.

ثم طرح مشروع القانون المتعلق بتعديل القانون الرقم 642 تاريخ 2/6/ 1997 إحداث وزارة الصناعة لجهة اضافة مصلحتين اقليميتين جديدتين. فشرح وزير الصناعة اهداف المشروع ولفت ردا على استفسار النائب مصطفى هاشم الى أن هاتين المصلحتين انشئتا بعد استحداث المحافظتين.

ثم طرح مشروع القانون الرامي الى استبدال اسم قرية عارية قضاء جزين ـ محافظة لبنان الجنوبي باسم قرية عاراي: فصدق.

ثم طرح مشروع القانون المتعلق بإعفاء جميع شركات الطيران النظامية والعامة العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي ـ بيروت من بدلات الهبوط والانارة والايواء وبدلات الاشغال فصدق بعد ان شرح رئيس الحكومة اهداف المشروع الذي يشمل كل الاضرار والحصار.

ثم طرح اقتراح القانون الرامي الى تعديل المادة 87 من المرسوم الاشتراعي رقم 612 تاريخ 12/6/1959 نظام الموظفين: وشرح النائب روبير غانم اهداف الاقتراح الذي تمت مناقشته عام 2004 وهو يسمح ويتيح فرص عمل للبنانيين.

* ولفت النائب نقولا فتوش الى ان "النص يخلط بين اللبناني والاجنبي ولا ينسجم مع نفسه فاذا اردنا تطبيق القوانين لاسيما مجلس الخدمة المدنية فلا يمكن تطبيقه على الاجنبي".

* ولفت مقدم الاقتراح الوزير محمد فنيش الى ان "هناك التباسا في فهم النص لجهة الادارة العامة هناك تعاقد وبغياب هذا النص يتم التعاقد من خلال مباراة يجريها مجلس الخدمة المدنية وحاليا يختار الوزير التعاقد مع اشخاص بناء على علاقاته الشخصية معهم، اما هذا النص فهو يلزم الادارة باجراء مباراة في مجلس الخدمة المدنية وينظم العقود قبل اجراء التعاقد".

وهنا طلب الرئيس بري احالته مجددا على لجنة الادارة والعدل لاعادة النظر به وتوضيح ما تم التباسه.

ولفت وزير التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين الى "اهمية اعادة درسه".

واقترح النائب حسين الحاج حسن شطب كلمة "اجانب على ان يعاد طرحه على التصويت". فرد الرئيس بري قائلا: "هذا كان رأيي، فقبل اقتراح الحاج حسن وتم تعديل الاقتراح بشطب كلمة اجانب".

ثم طرح اقتراح القانون الرامي الى تعديل المادة السادسة من القانون الرقم 12/81 تاريخ 13/5/1981 احكام مختلفة تتعلق ببعض انظمة الجامعة اللبنانية، فاقترحت وزيرة التربية التريث باقرار هذا الاقتراح. فقبل اقتراحها وأرجئ الى جلسة مقبلة.

ثم طرح اقتراح القانون الرامي الى تنظيم علاقة المالك بالمستأجر على اثر تنظيم الاحداث الحاصلة اعتبارا من 12/7/2006 فاقترح مقرر لجنة الادارة والعدل النائب نوار الساحلي رده الى لجنة الادارة والعدل لمزيد من البحث". اما رئيس لجنة الادارة فرأى انه "لا ضرورة لإعادته الى اللجنة لأنه اشبع درسا وهناك ضرورة ملحة له ويتعلق بشريحة واسعة من اللبنانيين".

* ولفت رئيس لجنة الاشغال النائب محمد قباني الى موضوع تسوية مخالفات البناء.

* فرد رئيس المجلس بأن "المتضررين قدموا طلبات لتسوية مخالفات البناء. ومَن شمله هذا القانون وهدم منزله سيعاد بناؤه حتى ولو كان مشادا في بناء مخالف خصوصا انه سبق ودفع رسوم تسوية المخالفات ولا يمكن تحميل المواطن الذي دفع رسوم التسوية مزيدا من الرسوم".

وهنا قال الوزير فنيش: "هناك خلط بين التسويات على المشاعات العامة والتسويات الخاصة والمواطن الذي دفع الرسوم وانتظر التسوية".

وبعد جدال مستفيض تقرر اعادته الى لجنة الادارة والعدل لمزيد من البحث وكذلك الى لجنة الاشغال قبل اعادة طرحه مجددا على الهيئة العامة للمجلس.

ثم طرح اقتراح القانون الرامي الى تجميد تملك المشاعات بوضع اليد، فتناول هذا الموضوع النائب نقولا فتوش فلفت الى انه يتعرض لقوانين موجودة متعلقة بالقوانين العقارية، وطلب من مقدم الاقتراح شرح الاسباب الموجبة لهذا الاقتراح.وبعد نقاش مستفيض جرى رد الإقتراح .

ثم طرح اقتراح القانون المعجل المكرر المقدم من النائب امين شري والرامي الى اعتماد القضاء دائرة انتخابية وفقا لما تم الاتفاق عليه في الدوحة.

وبعد تلاوة الاقتراح طلب النائب بهيج طبارة الكلام فلفت الى المادة 110 من النظام الداخلي للمجلس والتي تتحدث عن المذكرة المعللة والاسباب الموجبة لصفة الاستعجال التي توجب عرضه فورا على الهيئة العامة كما تناول المادة 111 التي تقول ان للحكومة وحدها رفع صفة الاستعجال اذا طلبت تأجيله لكن هذا الاقتراح يوجب على المجلس طرح صفة الاستعجال مع الاسباب الموجبة له، متمنيا البت بهذه القضية ولو كانت شكلية.

وهنا لفت الرئيس بري الى وجود الوفد البلجيكي برئاسة وزير الدفاع البلجيكي فرحب بالوزير الضيف والوفد المرافق له وصفق النواب.

ولفت النائب بطرس حرب الى ان "الحكومة بإمكانها رد الاقتراح اذا لم يكن متضمنا الاسباب الموجبة". فرد بري قائلا: "المادة 111 تقول بالمعجل المكرر وليس بالمعجل".

وهنا طلب النائب روبير غانم رئيس لجنة الادارة والعدل باسم اللجنة وبعيدا عن السياسة "عدم تجزئة قانون الانتخابات وأن يصدر بشكل كامل متكامل"، لافتا الى انه "للمرة الاولى بالتاريخ يصدر مجلس النواب قانونا مجزءا، ولا ارى ضرورة للاستعجال في هذا الامر خصوصا انه لا يلزمنا سوى ثلاثة اسابيع لانجاز الاصلاحات ودمجها بالقانون ليأتي متكاملا وتعهد بانجازها قبل نهاية ايلول". وأيده بذلك النائب جورج عدوان داعيا الى "الذهاب الى المشكلة المطروحة اليوم وهي تخوف البعض من العودة او التراجع عن اتفاق الدوحة".

فردّ بري قائلا: "لا اشك ان أي فريق لا يريد العودة عن اتفاق الدوحة"، واستغرب هذه "الضجة التي يثيرها النواب اولا الرئاسة لا تستطيع منع نائب من طرح اقتراح يحمل صفة المعجل المكرر فالرئاسة مضطرة لطرحه، عندما كنا في الدوحة اتفقنا على ان تقر هذه التقسيمات بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة وبناء على تمني وطلب من النائب سعد الحرير ثم تأجيله اسبوع لكن لم تعقد جلسة تشريعية سوى اليوم، والقرار يعود للهيئة العامة فاذا كان هناك توافق فيقر الاقتراح والا الامر يعود للهيئة العامة بالتصويت اولا على صفة الاستعجال ثم طرح الاقتراح على التصويت".

وعاد النائب جورج عدوان ودعا النواب الى "الالتزام بمدة محددة والعودة الى اقراره".

ولفت النائب حسين الحاج حسن الى ان "البعض يظهر وكأن هناك من يطالب بالاصلاحات وهناك من هو ضدها وتحت هذا العنوان سيتم التهرب من التقسيمات الانتخابية، وهناك اليوم فرصة للقول ان النواب وافقوا على التقسيمات وبعد ثلاثة اسابيع يتم التصويت على الاصلاحات والموضوعان لا يتناقضان"، داعيا الى "تثبيت اتفاق الدوحة وبعده التصويت على القانون".

ولفت النائب عباس هاشم الى ان "من اهم ما تم الاتفاق عليه في الدوحة ان يأتي التفاهم في سلة واحدة وكما هو وارد في النص فقد تم فصل التقسيمات الادارية الانتخابية عن الاصلاحات في النص الوارد في الصيغة التي اعدتها الهيئة الوطنية التي يتطلب بعضها تعديلا دستوريا لجهة تخفيض سن الاقتراع. ولا يجوز ان يتم سلق الاصلاحات الادارية تحت ضغط اقرار التقسيمات الانتخابية".

وقال النائب بطرس حرب: "ما من احد منا لديه رغبة في اعادة النظر في الالتزام السياسي الذي تم في الدوحة، فاذا كان هناك خوف لدى لجنة الادارة والعدل من سلق هذا الموضوع عليها ان تتعهد ان تنجز الاصلاحات في مهلة اقصاها شهرا ونحن نلتزم ادبيا وواقعيا بالحفاظ على ما تم الاتفاق عليه وأن يأخذ هذا الاقتراح مداه في لجنة الادارة والعدل وبعد مهلة الشهر يمكن لرئاسة المجلس اعادة طرحه مجددا على التصويت".

عمار

وقال النائب علي عمار: "انا سأتجنب فنون الاغواء والإغراء وسأتكلم بلغة العقل والوجدان وبعيدا عن اللغة السياسية. ليس المهم القول اننا ملتزمون باتفاق الدوحة والجميع يعلم كم حصل من تسويف ومماطلة سواء بانتخاب رئيس الجمهورية وبإعداد البيان الوزاري الخ، لقد اخذ السادة النواب علما ببعض الوقائع الواقعة عندما شكلت الهيئة الوطنية برئاسة الوزير فؤاد بطرس وهذه المنظومة لا تُجزأ لكن في مؤتمر الدوحة قسمنا هذه المنظومة وانسلخت عن صيغة الهيئة الوطنية، اما في موضوع الاصلاحات فهناك ما هو متعلق بالتعديل الدستوري وازالة الهواجس على هذا المنوال نكون بذلك نعر ض اجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها".

بولس

وقال النائب جواد بولس، ان "قانون الانتخابات هو دوائر نظام انتخابي، فاذا اتفقنا في الدوحة على تقسيم الدوائر بقيَ علينا الاتفاق على الاصلاحات"، وتمنى "اقرار القانون بشكل متكامل".

وأيده بذلك النائب أحمد فتفت، كما أيده بذلك النائب سمير الجسر ولفت الى انه "لم يتم الاتفاق في الدوحة باقرار التقسيمات في جلسة الانتخابات لانها جلسة انتخابية". ودعا الى "عدم الاظهار بأننا نتمسك بالتقسيمات ونترك الاصلاحات".

وقال النائب نبيل نقولا: "اعتقد ان اتفاق الدوحة هو اتفاق معنوي اكثر مما هو سياسي فاذا كنا نريد فعلا المحافظة على الوحدة الوطنية واظهار مصداقيتنا امام الدول العربية والدول الصديقة فلنعمل على التصويت على هذا الاتفاق".

وقال النائب سليم عون: "طالما ان هناك التزاما سياسيا باتفاق الدوحة على التقسيمات فلماذا ربطه بالاصلاحات؟". وسأل: "لماذا لا نخرج من هنا متفقين طالما جميعا ملتزمون سواء بالاصلاحات او بالتقسيمات".

وأيده بذلك النائب غسان مخيبر فأكد على اقتراحه الذي قدمه مع زميله النائب غسان تويني والذي تبنى صيغة الهيئة الوطنية العليا. ولفت الى ان "ما حصل في الدوحة هو فصل التقسيمات الانتخابية عن الاصلاحات الادارية".

وسأل النائب سيرج طورسركيسيان: "ماذا يقصد الزميل، هل يريد السير بالاصلاحات ووقف درس التقسيمات؟".

وقال النائب بهيج طبارة: "انا كنت لفت الى بت موضوع صفة الاستعجال اولا لكن ما يحصل الان هو مناقشة الموضوع قبل التصويت على صفة الاستعجال".

ـ بري: هذا ما اقوله للزملاء.

ـ طبارة: "نسمع اليوم كلاما متناقضا عما حصل في الدوحة الذي اصبح اتفاقا معلنا ولا يعنينا ما حصل من اتفاقات من تحت الطاولة، انما ما يعنينا هو الاتفاق الموقع والمعلن داعيا الى استكمال شروط الاقتراح المقدم من الزميل امين شري".

وهنا قال الرئيس بري بعد كل ما سمعناه: "ما من شك ان الجميع ملتزمون بما تم الاتفاق عليه في الدوحة وملتزمون ايضا في موضوع الاصلاحات وطرح اقتراحا باعادة الاقتراح الى لجنة الادارة والعدل لاقرار التقسيمات الادارية في اول جلسة أو ان تتعهد خلال شهر برفع الاقتراح الى الهيئة العامة بعد ان تكون انهت الاصلاحات الادارية وتأتينا به يوم الخميس في 25 ايلول المقبل".

فاعترض على الموضوع النائب نبيل نقولا الذي أصر على "التصويت على التقسيمات في هذه الجلسة لاننا نشتمّ نيات سيئة وهكذا تكشف النوايا".

فرد النائب انطوان اندراوس على نقولا وكاد الامر ان يتحول الى اشتباك بالأيدي لولا تدخل النواب الذين فصلوا بين الاثنين.

ـ ثم نادى الرئيس بري النائب نقولا ودعاه الى "التزام الهدوء"، واستغرب النائبان نقولا وسليم عون "طالما لا تعديل ولا تغيير باتفاق الدوحة فلماذا لا يتم اقراره الان". وهنا رد الرئيس بري "بالحرص على إظهار أجواء الودّ بين الزملاء تجاه الخارج"، وأكد انه "اذا لم تلتزم لجنة الادارة والعدل بما تعهدت به في 25 ايلول المقبل فان الرئاسة ستطرحه مباشرة لاقراره في الهيئة العامة. وفي هذه الاثناء خرج نواب كتلة "التغيير والاصلاح" في حين صفق نواب "القوات اللبنانية" وبعض نواب كتلة "المستقبل". ثم طرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تمديد مفعول قانون الايجارات الرقم 160/92 حتى نهاية منتصف العام 2009 ثم طرح صفة الاستعجال وطرح على التصويت فصدّق.ثم تليَ محضر الجلسة وصدّق ورفعت الجلسة وكانت الساعة تشير الى الرابعة الا عشر دقائق.