المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 31 آب/2008

إنجيل القدّيس لوقا .44-41:19

ولمَّا اقَتَربَ فَرأَى المَدينة بكى علَيها وقالَ: «لَيتَكِ عَرَفتِ أَنتِ أَيضاً في هذا اليَومِ طَريقَ السَّلام! ولكِنَّه حُجِبَ عن عَينَيكِ فَسوفَ تأتيكِ أَيَّامٌ يَلُفُّكِ أَعداؤُكِ بالمَتاريس، ويُحاصِرونَكِ ويُضَيِّقونَ علَيكِ الخِناقَ مِن كُلِّ جِهَة، ويُدَمِّرونَكِ وأَبناءَكِ فيكِ، ولا يَترُكونَ فيكِ حَجَراً على حَجَر، لِأَنَّكِ لم تعرِفي وَقتَ افتِقادِ اللهِ لكِ».

 

أوريجينُس (حوالى 185-253)، كاهن ولاهوتي

العظة 38 عن لوقا/"ولمّا اقتربَ يسوع فرأى المدينة بكى عليها"

عندما اقتربَ ربُّنا ومخلّصُنا من أورشليم، بكى عليها حين رآها: "ليتَكِ عرفْتِ أنتِ أيضًا في هذا اليوم طريق السلام! لكنّه حُجِبَ عن عينَيكِ. فسوف تأتيكِ أيّامٌ يلفُّكِ أعداؤكِ بالمتاريس"... قد يقولُ أحدهم: "إنّ معنى هذا الكلام واضح؛ في الواقع، تحقّقَتْ هذه النبوءات بشأن أورشليم؛ فقد حاصرَتها الجيوش الرومانيّة ودمّرَتها حتّى الإبادة، وسيأتي يوم حيث لا يبقى فيها حجرٌ على حجر". لا أُنكرُ أنّ أورشليم قد دُمِّرتْ بسبب عماها، لكنّني أطرحُ السؤال: ألم يكن هذا البكاء على مدينة أورشليم الخاصّة بنا؟ لأنّنا مدينة أورشليم التي بكى عليها يسوع، نحن الذين نتخيّلُ أنّنا نملكُ نظرةً ثاقبةً. بعد الإطّلاع على أسرار الحقيقة، وبعد تلقّي كلمة الإنجيل وتعاليم الكنيسة، إن ارتكبَ أحدُنا خطيئة، سيسبّبُ النحيب والبكاء، لأنّنا لا نبكي على الوثنيّين، بل على مَن كان جزءًا من أورشليم ولم يعُدْ كذلك. ستُزرَفُ الدموع على مدينة أورشليم الخاصّة بنا لأنّ الأعداء سوف يحاصرونَها بسبب خطاياها، هذا يعني القوى العدوّة والأرواح النجسة. سوف يلفّونَها بالمتاريس؛ سوف يحاصرونَها ولن يتركوا فيها حجرًا على حجر. هذا ما يحصلُ حين يسقطُ الإنسان في الخطيئة أمام مغريات الجسد، بعد أن يكونَ قد أمضى سنوات طويلة في ممارسة العفّة والتقشّف... هذه هي مدينة أورشليم التي تُزرَفُ عليها الدموع. 

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 30 آب 2008

البلد

حصلت شخصية غير مدنية على مركز من الفئة الأولى كتعويض لها عن موقع حساس لم تحصل عليه بعد تجاذب شديد.

ألغت قوى الأمن الداخلي نقطة "اوتيل لاهوياهوم" كانت اقيمت لحماية نواب الموالاة. وستتحول مهمة القوة المؤلفة من 100 رجل الى مكافحة أعمال الشغب في العاصمة.

تراقب السلطات الأمنية بقلق شديد الاحتجاجات المتنامية في عدد من المدن على التقنين القاسي لتخوفها من حصول اعتدا?ات تطاول المؤسسات العامة.

الشرق

حزبي قال انه ليس من ضرورة لحصول حادث بحكم اسقاط طوافة للجيش لافهام اوساط دولية ان "لبنان على كف عفريت"!

سفرا عرب وأجانب لم يتركوا مصدراً اخبارياً ومعلوماتياً من غير ان يسألوه عمن يتوقع ان يكون قائداً للجيش بعدما تبين لهم ان معلومات السياسيين لم يعد يركن اليها!

وزير جديد يسبق موظفي وزارته في الحضور الى مكتبه ولا يجد حرجاً في التمني عليهم ان يغادروا بعد الدوام الرسمي فوراً!

النهار

يجري زعماء اتصالات بعيدة الأضواء لتشكيل لوائح ائتلافية من مرشحين مستقلين ومن منتمين الى قوى 8 و 14 آذار .

يرى دبلوماسي اوروبي وجوب التعجيل في الاتفاق على " الاستراتيجية الدفاعية " كي يصبح للدولة اللبنانية وحدها حق اتخاذ قرار بالحرب والسلم لتجنب حصول مواجهة مع اسرائيل في غير وقتها .

يدرس وزير سابق ماروني امكانات ترشحه في بيروت .

المستقبل

عُلم ان رئيس الجمهورية يفكر في القيام بجولة اوروبية تلي زيارته الاميركية والعربية.

قالت اوساط سياسية انه تم لفت انتباه الوزير كوشنير في بيروت الى تصريحات تتحدث عن استهدافات امنية ادلى بها محسوبون على دولة اقليمية.

تلقى مواطنون لبنانيون اتصالاً خارجياً مبرمجاً يفيد عن تخصيص جائزة 50 مليون دولار، لمن لديه معلومات عن المعتقلين الاسرائيليين.

اللواء

كشف وزير معني أن الاتفاق على اسم قائد الجيش تم حسمه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع·

تجري اتصالات مكثفة مع نائب متني بارز لإعادة ترتيب تحالفات انتخابية شبيهة بتلك التي جرت عام 2005·

تستبعد مصادر مطلعة أن يتم التوصل الى نتائج قاطعة في حادث إسقاط المروحية، نظراً لحساسية هذا النوع من التحقيقات·

السفير

تردد أن إحدى الطوائف أخلت منطقة لبنانية بشكل كامل تخوفاً من ردود فعل معينة في ظل الشحن المذهبي القائم.

رفض مسؤول غير مدني زيارة أي شخصية سياسية خلال المرحلة الماضية حتى لا يتهم بأنه محسوب على أحد.

استفاقت منطقة كسروان وجبيل خلال اليومين الماضيين على ورشة تزفيت شاملة وبشكل مفاجئ.

 

القضاء"السوري يحكم على خدّام ...الى الأبد     

اعلن محام سوري لوكالة فرانس برس ان المحكمة العسكرية الجنائية الاولى بدمشق قررت الحكم غيابيا على نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام بالاشغال الشاقة المؤبدة. ويأـتي هذا الحكم بالتزامن مع إطلاق خدّام لقناة تلفزيونية فضائية معارضة تدعو الى تغيير نظام الحكم في سوريا.

وقال المحامي حسام الدين الحبش ان "المحكمة العسكرية الجنائية الاولى بدمشق برئاسة العميد القاضي محمد قدور اسد اصدرت قرارها رقم 406 تاريخ 17 آب الحالي بالاجماع بالحكم على خدام 13 حكما بالسجن لمدد مختلفة اشدها الاشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة". كما قررت المحكمة "حجره وتجريده من حقوقه المدنية ومنعه من الاقامة في محافظتي دمشق وطرطوس بلده الاصلي في حال خفضت عقوبته الوجاهية لاي سبب قانوني كان بعد تنفيذ العقوبة المقررة بحقه . ويصدر هذا الحكم ،عشية زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدمشق . ويعيش خدّام منذ إعلان انشقاقه عن النظام السوري وتوجيه تهمة إليه باغتيال الرئيس رفيق الحريري في منزله في باريس،ويتمتع بنظام حماية من السلطات الأمنية الفرنسية التي تمنعه،منذ ولاية الرئيس السابق جاك شيراك، من مزاولة أي نشاط إعلامي إنطلاقا من أراضيها. ووجهت المحكمة العسكرية الى خدام عدة اتهامات وهي "الافتراء الجنائي على القيادة السورية والادلاء بشهادة كاذبة امام لجنة التحقيق الدولية بشأن مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وكتابات وخطب لم تجزها الحكومة السورية".

كما اتهمته "بالمؤامرة على اغتصاب سلطة سياسية ومدنية وصلاته غير المشروعة مع العدو الصهيوني والنيل من هيبة الدولة ومن الشعور القومي واشدها دس الدسائس لدى دولة اجنبية لدفعها العدوان على سوريا التي عوقب عليها بالمؤبد". واكد الحبش بأن "هذه هي الخطوة الاولى لجلبه امام القضاء السوري جبرا بما في ذلك التعاون مع الانتربول الدولي لتنفيذ هذا الحكم القضائي". وحول صدور القرار منذ اسبوعين وعدم اعلانه قال الحبش ان "القرار بحاجة الى اجراءات ادارية وقضائية تلي صدوره كالنسخ والمقابلة والتدقيق والتوقيع النهائي على القرار الرسمي وعرضه على النيابه العسكرية". واكد الحبش أنه "هو من قام باقامة الدعوى وملاحقة هذه الدعوى حول التهم التي وجهت اليه من قبل المحكمة العسكرية بدمشق". وكان قد أسس في منفاه العام 2006 جبهة الخلاص الوطني التي تضم معارضين سوريين ابرزهم جماعة الاخوان المسلمين.

 

حزب الله يفضح عداءه لجيش لبناني قوي     

(يُقال.نت)

ثمة كلام خطر للغاية يُطلقه المسؤولون في "حزب الله "،عندما يكونون في حالة إسترخاء. وهذه حالة نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم على تلفزيون "المنار"مساء أمس. ما قاله الشيخ قاسم خطر للغاية لأنه ينم عن خلفية تنافسية –حتى لا نقول عدائية-تجاه الجيش اللبناني. وفي هذا السياق ،هل تعرفون لماذا "حزب الله"لا يُبدي قلقا من الوفود الأميركية التي تزور لبنان؟ لأنه وبكل بساطة،يُجيب نعيم قاسم ،لا يوجد إهتمام أميركي بالجيش اللبناني ليكون جيشا قادرا على مواجهة إسرائيل! وهذا يُفيد بأن "حزب الله" يقلق من الحركة الأميركية في حال حصل العكس أي تمّ تجهيز الجيش اللبناني بطريقة تسحب مبرر بقاء هذا الحزب على سلاحه. وفي ضوء موقف نعيم قاسم هذا ،فإن السؤال الذي يطرح نفسه :هل "حزب الله"مستاء من القرار الأميركي الذي تمّ تبليغه الى المسؤولين اللبنانيين بتسليم الجيش 12 مروحية مقاتلة من طراز "كوبرا"،وبالتالي يُصبح مفهوما أكثر لماذا تمّ اغتيال النقيب الطيّار سامر حنّا بواسطة بندقية قنص؟

وفي ما يأتي ما قاله قاسم حول موضوع "عدم القلق": "لسنا قلقين من الوفود الاميركية لانه لا يوجد اهتمام اميركي بالجيش اللبناني يوجد بروباغندا اعلامية انهم يهتمون بالجيش اللبناني. اذا كان ممنوعا ان يحصل الجيش على طائرات مقاتلة واذا كان ممنوعا ان يحصل على صواريخ ارض ارض او صواريخ ارض ـ جو ويقبلوا اعطاءه ناقلات جند ورصاص وبنادق يعني هم لا يستطيعون تقديم اي اغراءات بثمن سياسي لانه في الواقع هذه المستلزمات للجيش هي من المقدمات العادية البسيطة فقط من اجل ان يسير حركته وليس لان يكون جيشا قادراً على مواجهة اسرائيل."

أضاف :"الاميركيون يحتاطون حتى في تصريحاتهم احدهم مسؤول في الشؤون الخارجية قال اننا ساعدنا الجيش اللبناني من اجل موضوع فتح الاسلام وبعض الامور التي لها علاقة بحماية الحدود. ليس الاميركيون مهتمين بقوة الجيش اللبناني لانهم يعتبرون هذا الجيش بعقيدته الحالية يمكن ان يصبح يوما ما مؤثرا في مواجهة المشروع الاسرائيلي بشكل اكبر من الوضع الحالي وهم يتركون دائما السيطرة في المنطقة لاسرائيل."

وقلق "حزب الله"لا ينحصر بتسليح الجيش بل هو يقلق أيضا في حال وصل الصراع العربي-الإسرائيلي الى تسوية ،وهو مطمئن الى أن النظام السوري لن يصل الى أي تسوية مع إسرائيل بفعل المفاوضات غير المباشرة التي تجري بينهما . وهو قال في هذا الإطار أيضا: "لسوريا ظروفها التي  دفعتها الى اختيار التفاوض مع اسرائيل ولكن من قال إنّ هذا التفاوض سيصل الى نتيجة .نحن في اعتقادنا انه لن يصل الى اي نتيجة،ومع ذلك نحن لسنا قلقين من اي نتائج يمكن ان تصدر."

 

البطريرك صفير عرض مع وزير الداخلية وزوار الديمان التطورات الراهنة

الوزير السابق الضاهر: لوصول المسيحيين الى حد أدنى من التوافق الداخلي

وطنية - 30/8/2008(سياسة) عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير للتطورات الراهنة على الساحة اللبنانية مع وزير الداخلية والبلديات الدكتور زياد بارود، في خلوة دامت ساعة، في جناح البطريرك الخاص واستكملت على مائدة الغداء. وكان البطريرك صفير قد استقبل الوزير السابق ابراهيم الضاهر والشيخ روي عيسى الخوري وكان عرض للمستجدات الراهنة. وأشار الوزير الضاهر بعد اللقاء الى انه "لا بد من استنكار ما تعرضت له الطوافة العسكرية اللبناية واستشهاد النقيب سامر حنا، وتقديم التعازي القلبية الى قيادة الجيش وذوي الشهيد"، آملا "ان يأخذ التحقيق مجراه وان تصل التحقيقات الى تحديد المسؤوليات ومعاقبة الفاعلين". كما أبدى الضاهر ارتياحه لتعيين قائد للجيش"، متمنيا له التوفيق ، داعيا المسيحيين للوصول الى حد أدنى من التوافق الداخلي. ثم استقبل البطريرك صفير كهنة نيابة جبة بشري،في حضور النائب البطريركي المطران فرنسيس البيسري، فوفد الحركة الرسولية في رعشين - قضاء كسروان، فالامين العام السابق للجامعة الثقافية في العالم جوزف فرنسيس، فالمؤرخ والكاتب مجيد طراد الذي قدم للبطريرك نسخة من كتابه الجديد بعنوان :" برحليون: بوابة جبة بشري".

 

البطريرك لحام: نأسف لاستشهاد النقيب حنا ولا خلاص للبنان إلا بتضامن أبنائه

وطنية - 30/8/2008(سياسة) صدر عن الديوان البطريركي لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك البيان الآتي:

"أعرب البطريرك غريغوريولس الثالث لحام عن شديد حزنه وأسفه لاستشهاد النقيب الطيار سامر حنا، وتقدم من وزير الدفاع الاستاذ الياس المر والمؤسسة العسكرية، ومن اهل الضابط الشهيد ورفاقه بخالص العزاء، سائلا الله ان تكون دماؤه الطاهرة خاتمة أحزان اللبنانيين، وإكليل مجد على هامة الوطن. واعتبر غبطته ان الخلاص لا يكون الا بتضامن اللبنانيين وتوحيد جهودهم الهادفة الى إعادة بناء الوطن على أسس وطنية ثابتة، ركيزتها العدالة والولاء المطلق للبنان، منبها من المخططات التفتيتية والاحداث الامنية المتفرقة التي تطال الوطن، ومحذرا من حال التوتيرات المتنقلة التي تهدد قواعد العيش الآمن بين ابناء البلد الواحد".

ختم البيان:"ورأى غبطته ان لبنان يحتاج في هذه المرحلة خصوصا الى ارادة اهل الخير، للانتقال الى حالة الاستقرار المنشود، مشددا على ضرورة العمل للنهوض بلبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والشروع بتوطيد ركائز الوحدة الوطنية التي هي عنوان لبنان".

 

الرئيس سليمان زار منزل النقيب الشهيد حنا معزيا

وطنية- 30/8/2008 (سياسة) زار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، يرافقه رئيس الاركان في الجيش اللواء الركن شوقي المصري، منزل النقيب الشهيد سامر حنا في بلدته تنورين، حيث قدم التعازي الى أهل النقيب الشهيد منوها بما كان يتمتع به من مناقبية في المؤسسة التي نذر حياته لها.

 

الشرطة العسكرية استمعت الى شهود في حادثة الطوافة العسكرية

وطنية- 30/8/2008 (قضاء) تتابع الشرطة العسكرية تحقيقاتها في حادثة إطلاق النار على الطوافة العسكرية في اقليم التفاح، وذلك بالاستماع الى إفادات شهود تحت إشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد.

 

الرئيس سليمان استقبل العماد قهوجي وأصدر مرسوم تعيينه قائدا للجيش والتقى الرئيس الحافظ واللواء المصري وترأس اجتماعا للجنة المفقودين

الرئيس الجميل: حادثة الطوافة خطرة وتتجاوز البعدين الامني والقضائي

الرئيس الحسيني: لا بد ان يتحمل كل منا مسؤوليته تجاه وطنه لتجاوز الاخطار

وطنية- 30/8/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، الرئيس أمين الجميل وعرض معه لمجمل التطورات.

وبعد اللقاء قال الرئيس الجميل: "من الطبيعي ان نتشاور، من وقت الى آخر، مع فخامة الرئيس، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة، حيث ان الاستحقاقات كبيرة، والتطورات التي يعيشها الوطن تقتضي منا التشاور الدائم معه. وأنني اود التوقف عند الحادثة الاليمة التي حصلت في سجد، لاؤكد انها خطرة وتتجاوز البعدين الامني والقضائي، وان تم تسلم الجاني او لم يتم ذلك. هناك مبدأ معترف به هو مبدأ سيادة الدولة، فاذا ما تمت المعالجة الامنية او القضائية لهذه الحادثة، فهذا لا يعني ان المعالجة قد تمت على الصعيد الوطني او في ما يتعلق باحترام سيادة الدولة اللبنانية". اضاف: "ان ما هو حاصل في هذه المنطقة بالذات، قد نبهت منه لعدة اسابيع خلت، عندما اشرت الى ان هذه المنطقة خارجة عن سيادة الدولة. وان أي معالجة يجب ان تتم من هنا. وانني اعرف تماما ان هذا الامر غير متاح في الوقت الراهن، نظرا للظروف القائمة". وتابع: "يا للاسف، فأن هذه المشاكل تذكرنا بمرحلة السبعينات مع المقاومة الفلسطينية، حيث غالبا ما كانت تقع احداث مماثلة بينها وبين الجيش اللبناني، تحال بعدها على لجان التحقيق. ونعرف ان لجان التحقيق هي مقبرة العدل والمنطق".

وقال: "هناك ضرورة اليوم لوقفة وطنية، على الاقل من قبل من هو قادر على اتخاذها، كي يصار الى معالجة لب هذه المشكلة وليس قشورها او هوامشها. فالقضية لا تحل بتسليم الجاني. وايا كان الامر، فمن الناحية الانسانية، هذه المعالجة لا ترد النقيب سامر حنا الى اهله ولا الى والدته ولا الى خطيبته. هذه مأساة انسانية تستوجب التوقف عندها، من دون تجهيل هذا الجانب من المشكلة. فلتتم معالجة هذه المسألة بدرجة عالية من المسوؤلية، تجنبا لوقوعها مرة ثانية".

وردا على سؤال عما اذا كان وضع الرئيس سليمان في اجواء الزيارة لجزين، قال: "تحدثنا بصورة عامة حول منطقة الجنوب وجزين".

الرئيس الحسيني

والتقى الرئيس سليمان الرئيس حسين الحسيني الذي اوضح بعد اللقاء ان الزيارة كانت لشكر فخامة الرئيس على موقفه من الاستقالة التي تقدم بها من مجلس النواب. وقال: "لقد شرحت لفخامته الظروف التي تجعلني اؤكد على الاستقالة. وقد اطلعت من فخامته على مجريات الامور. وانا اصف بالمهم ما صدر عن مجلس الوزراء من تعيين لقائد للجيش، وغيرها من التعيينات. وهذا يعني اننا بدأنا بالسير الى الامام".

اضاف: "لقد تقدمت ايضا بتعازي بالنقيب الطيار سامر حنا الذي استشهد بحادث الطوافة العسكرية".

وردا على سؤال حول نظرته الواقعية للامور، وهل هذه النظرة تتجه الى نوع من التفاؤل بالمستقبل، اجاب: "انا مؤمن بان لبنان واجب البقاء، ولكن هناك مخاطر كبيرة تعترضه. ولا بد لكل منا ان يتحمل مسؤوليته تجاه وطننا، لكي نتجاوز معا كل الاخطار".

الرئيس الحافظ

واستقبل رئيس الجمهورية كذلك الرئيس الدكتور امين الحافظ وعرض معه للتطورات الراهنة.

العماد قهوجي

الى ذلك، استقبل الرئيس سليمان القائد الجديد للجيش العماد جان قهوجي وتمنى له التوفيق في مسؤوليته الجديدة، خصوصا ان امام الجيش مهاما وتحديات كثيرة من الشمال الى الجنوب فضلا عن مواجهة الارهاب وضبط حدود الوطن والدفاع عنه.

لجنة الفقودين

وكان الرئيس سليمان، وفي اطار متابعة ما ورد في البيان المشترك الصادر عن القمة اللبنانية- السورية الاخيرة، رأس اجتماعا للجنة القضائية التي تتابع ملف المفقودين والمعتقلين وضمت القاضيين جوزف معماري وجورج رزق والعميد في قوى الامن الداخلي سامي نبهان، حيث اطلعت اللجنة الرئيس سليمان على مراحل عملها.

وقد اعطى رئيس الجمهورية توجيهاته للجنة بضرورة تكثيف اللقاءات مع الجانب السوري المماثل او مع الاهالي وتفعيل العمل من زاوية اقتراح آليات، والاجتماع مع وزير العدل في هذا الخصوص كي تتم معالجة مسألة المفقودين على المستويات المطلوبة.

ريتشارد كوك

واستقبل الرئيس سليمان المدير العام لوكالة الاونروا في لبنان ريتشارد كوك في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته في لبنان.

اللواء المصري

والتقى الرئيس سليمان رئيس الاركان في الجيش اللواء الركن شوقي المصري واثنى على جهوده في خلال الفترة التي تولى فيها قيادة الجيش بالانابة، ونوه بمناقبيته وحسن ادارته للمؤسسة.

مرسوم تعيين العماد قهوجي

من جهة ثانية، اصدر رئيس الجهورية مرسوما حمل الرقم 136 تاريخ 30/8/2008 تضمن ترقية العميد الركن جان قهوجي الى رتبة عماد وتعيينه قائدا للجيش اللبناني.

 

الوزير بارود: موضوع سقوط طائرة الجيش قيد التحقيق ولا يحق لنا إطلاق التكهنات

للتعاطي مع موضوع السلاح بجرأة والمطلوب معالجته بشكل شمولي وليس على نطاق ضيق

وطنية- 30/8/2008 (سياسة) شدد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، في حديث لبرنامج "صالون السبت" من إذاعة "صوت لبنان"، على "أن الجيش اللبناني أثبت انه المؤسسة الحامية وهو من يعطي البلد الإستقرار، وان موضوع سقوط طائرة الجيش قيد التحقيق ولا يحق لنا إطلاق التكهنات"، مشددا على "ان التحقيق في عهدة القضاء العسكري، ومشيرا الى "ان حزب الله سلم مطلق النار وأن التنسيق معه يحصل على الأرض لخدمة التحقيق". وقال: "نريد تفسيرا لما حصل والتحقيق سيعطينا إياه، هناك مسؤوليات ستنسحب عليها نتائج معينة، ومقاربة الموضوع في شكل سياسي لا تؤدي الى إعطاء تفسير. المسألة لن ندخلها من باب السجالات بإنتظار التحقيق مع الإصرار على ان يأتي موضحا ملابسات ما حصل". وأعلن الوزير بارود "أنه لم يتبلغ بعد ما إذا كان سيشرف على الإنتخابات النيابية المقبلة"، مشيرا الى "انه لن يترشح للمعركة الإنتخابية". ورأى "أنه من الطبيعي حصول نقاش في مجلس الوزراء في ظل الآراء المتنوعة، وخصوصا ان الحكومة تضم كل الفرقاء"، مشيرا الى "أن المهم هو صدور قرار تعيين قائد الجيش بقرار واضح من مجلس الوزراء"، معتبرا "ان التحفظ والإعتراض أمران إيجابيان ولا سيما أنهما تما على آلية التعيين وليست على الشخص".

وشدد الوزير بارود على "حرص مجلس الوزراء على موضوع الأمن ليكون أولوية ويبحث بعيدا عن المزايدات".

ودعا القوى السياسية الى "أن تقوم بجهد لحصول المصالحة"، وأشار الى "ان إزالة الصور والشعارات موضوع أساسي جرى التوافق عليه ويجب على الجميع المشاركة في نزع فتيل الأزمة". وقال: "نحن بحاجة ان يكون لبنان منزوع السلاح، ان موضوع السلاح يجب ان نتعاطى معه بكل جرأة ونقوم بالخيارات المطلوبة على الصعيد السياسي، والمطلوب ليس معالجة السلاح على نطاق ضيق بل بشكل شمولي".

وإعتبر "ان الإنقسام الفلسطيني يشكل مشكلة في الوصول الى حل لهذا السلاح داخل المخيمات". وشدد على "ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان جاء من التوافق وهو صورة جامعة وإتخذ مواقف واضحة من أمور أساسية"، مشيرا الى "أن المحايد يقف على مسافة واحدة من الجميع ويعني المستقل برأيه وليس من دون موقف".

وقال "إن الرئيس سليمان سهل لنا مهمتنا لأن المطلوب في الإنتخابات ان يتم الإعداد لها بصورة حيادية وموضوعية وأن تكون وزارة الداخلية على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء". اضاف: "إن لبنان يسعى لتكوين صورة جديدة بعد الهزات التي مر بها، إلا أن الهام هو أن لا تمس هذه الصيغة الأساسية التي أجمع عليها اللبنانيون". وشدد الوزير بارود على "أن الدخول الى الإنتخابات في هذا المناخ الأمني غير المستقر لا يفيد"، مشيرا الى "حرص الجميع على التوافق على تأمين الحد الأدنى من المناخ الأمني ليس بالتراضي بل بوضع خطوط عريضة". وأكد "انه لم يتبلغ بعد ما إذا كان سيشرف على الإنتخابات النيابية المقبلة أم ان هيئة مستقلة ستشرف عليها"، ورأى "انه من المبكر الحديث عن تغيرات ستحدثها العملية الإنتخابية المقبلة على صعيد المقاعد الإنتخابية"، متوقعا "الا يحصل فريق على ثلثي مقاعد المجلس النيابي".

وعن مشاركة لبنان المغترب، قال وزير الداخلية: "نحن في إنتظار جواب وزارة الخارجية". وتمنى "أن يقر الموضوع في المبدأ ليكرس هذا الحق ولو كان صعبا تطبيقه في العام 2009". ورأى "ان الإنفجار سيكون نتيجة حتمية لعدم الحوار ولفت الى ان الإنطلاقة ستكون بعدما تستكمل التحضيرات لإنجاحه".

واعتبر وزير الداخلية إنه "على الرغم من الدور الإيجابي لليونيفيل وما قدمته من تضحيات كبيرة، إلا أن ذلك لا يلغي الضغوط التي تمارس من الجانب الإسرائيلي على لبنان". كما إعتبر إنه "بعد زيارة الرئيس سليمان الى سوريا أصبحت لغة التخاطب من دولة الى دولة والأمر سينسحب على إجراءات عدة يجب أن تكون بعيدة عن التجاذبات". وأعلن إنه "إعتبارا من الخامس عشر من الشهر المقبل سيبدأ تطبيق قانون السير"، منبها المواطنين الى أن "التدابير ستكون جدية جدا". ودعا المواطنين الى "التعاون مع قوى الأمن الداخلي بإحترام". وكشف "ان خبراء فرنسيين سيصلون الى لبنان في الخامس والسادس من أيلول المقبل لتدريب عناصر السير لحصول نقلة نوعية". وفي موضوع عمل المرامل والكسارات، شدد الوزير بارود على "أن القوى الأمنية لديها توجيهات بحسم الموضوع"، لافتا الى "أن ميروبا لم تكن هي المقصودة، وأن قرار وقف العمل صادر عن مجلس الوزراء وكان يؤجل وما قمنا به هو وقف العمل بالمهل الإدارية".

وأعلن "أنه سيجتمع الأسبوع المقبل مع وزير البيئة طوني كرم وسيطرح الموضوع على مجلس الوزراء قبل 30/9 لإتخاذ التدبير المناسب". وشدد على "أن الموضوع ليس موجها ضد أحد بل لتطبيق القانون"، مشيرا الى أنه "لا يجوز الإستمرار في تشويه البيئة". وفي موضوع الحرائق، أعلن انه "سيصار الى الإعلان الأربعاء المقبل وبالتعاون مع الهيئات الإقتصادية والأفراد عن شراء طوافتين لإخماد الحرائق لأن ذلك ضرورة ملحة وليس من الكماليات"، مشددا على "أن ثمن الطائرات سيدفع من خارج خزينة الدولة"، وقال: "الحرائق قد تكون مفتعلة إلا أن ما من شيء ملموس حتى الساعة".

 

ميشال معوض: "حزب الله" لا يعرض علينا مشروع دفاع عن الوطن

بل اتفاق قاهرة جديد يشكل خطرا على السيادة اللبنانية

وطنية- 30/8/2008 (سياسة) عقد عضو الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار ميشال معوض، مؤتمرا صحافيا في اهدن تناول فيه المستجدات، وتحديدا مقتل الضابط الطيار سامر حنا. ومما قال: "منذ يومين سقط النقيب الطيار سامر حنا شهيدا في اقليم التفاح. النقيب حنا لم يسقط في مواجهة مع العدو الاسرائيلي، ولم يسقط في مواجهة الارهاب في نهر البارد أو في غير نهر البارد. لقد قتل عمدا، قتل قنصا من عناصر في حزب الله في منطقة استولى عليها الحزب بطريقة احادية، قتل بسلاح يقولون لنا انه سلاح مقاوم في مواجهة اسرائيل وللدفاع عن لبنان. سامر حنا قتل تحت شعار سوء التنسيق بين المقاومة والجيش.

طبعا هناك محاولات ولو خجولة، ولو ناقصة من حزب الله لاحتواء هذه الحادثة. فالحزب سلم احد المرتكبين للقضاء وهذا امر جيد. وأصدر بيانا أعلن فيه تعاونه الى أقصى الدرجات مع الدولة والقضاء، وهذا ايضا سنعتبره امرا جيدا، بالرغم من ان هذا البيان اتى بعد اربع وعشرين ساعة من وقوع الجريمة، وبالرغم من أنه يحتوي مصطلحات اقل ما يقال عنها انها مصطلحات ملتبسة. قرأنا في البيان كلمة أسف، وكلمة التباس، لكننا لم نقرأ ولم نسمع كلمة استنكار او اعتذار او جريمة مرفوضة. هذه المحاولات الخجولة والناقصة من حزب الله لمحاولة احتواء الجريمة لا يمكن ان تخفي عنا ان ما حدث في الوقائع وفي التبريرات يشكل تطورا نوعيا خطيرا في معركة حزب الله لقيام دولته ولمواجهة مشروع الدولة في لبنان. فبعد ما حصل في اجتياح بيروت في 7 ايار تحت شعار السلاح للدفاع عن السلاح وبعد ما يحصل كل يوم في المناطق، في طرابلس والبقاع، من فتن ممولة ومسلحة من قبل حزب الله تحت شعار سرايا المقاومة، تم يوم الخميس الاعتداء على الجيش اللبناني باغتيال احد ضباط هذا الجيش عمدا، أي قنصا تحت شعار سوء التنسيق.

ماذا يعني سوء التنسيق؟ يعني بنظر حزب الله أن هناك مناطق في لبنان يحددها هو، ان في الضاحية او في جزين، او حتى في صنين، وغدا قد يكون في بيوتنا، وهذه المناطق ممنوع على المواطنين اللبنانيين دخولها، وممنوع على الجيش اللبناني ان يدخلها، وممنوع على الدولة اللبنانية ان تدخلها، وممنوع على الشرعية ان تدخلها، وتبين من خلال هذه الحادثة انه ليس فقط ممنوع الدخول وانما ممنوع الطيران فوقها. بمعنى آخر ما يقوله لنا حزب الله ان الجيش اللبناني اصبح بحاجة الى فيزا لدخول مناطق جمهورية حزب الله.

هذا المنطق لا يمكن ان نقبل به وسنواجهه بكل امكاناتنا وقدراتنا، لان ما يعرضه علينا حزب الله ليس مشروع دفاع عن لبنان ، وليس استراتيجية دفاعية. ما يعرضه علينا اليوم هو اتفاق قاهرة جديد يشكل خطرا على السيادة اللبنانية".

وأضاف: "في الايام والاشهر الاخيرة الكل لاحظ ان هناك تواطؤا بين حزب الله واسرائيل لمحاولة اسقاط القرار 1701، كل واحد من منطقه. اسرائيل تنظم وتدرب خمس فرق للدخول الى لبنان لاسترداد معنويات جيشها، وحزب الله يهدد هذه الفرق بالتدمير لمحاولة القيام بمعركة استباقية ليحمي المشروع النووي الايراني، اي لمصالح لا علاقة لها بلبنان. فاسرائيل وحزب الله متواطئان لاسقاط القرار 1701 ولتحويل لبنان من وطن الى احدى ساحات الصراع بين اسرائيل والجمهورية الاسلامية الايرانية". ودعا "القضاء اللبناني الى ان يسرع في إعلان نتائج التحقيق لان التحقيق انتهى وكل الوقائع اصبحت واضحة، والكل يعرف هذه الوقائع. وادعو القضاء لاعلان نتائج التحقيق لكل اللبنانيين وان ياخذ الاجراءات اللازمة بحق كل الفاعلين ومن اعطى الاوامر دون مواربة، ودون محاولات تضليل، لان اي تساهل في التحقيق واي تساهل بالعقوبات ممكن ان يضرب في العمق المؤسسة العسكرية. كما ادعو فخامة رئيس الجمهورية الى تعجيل اطلاق الحوار الوطني قبل فوات الاوان، لنتمكن بالحوار من ان نقرر استراتيجية دفاعية تحت سقف القرار 1701 والشرعية الدولية، استراتيجية دفاعية تحت سقف الدولة، تعطي الدولة حصرية امتلاك السلاح وقرار السلم والحرب وادارة عملية الدفاع عن لبنان". وقال ردا هلى سؤال: "نحن اليوم نخوض معركة لبنان وكيان لبنان، وحان الوقت للعماد ميشال عون وللتيار الوطني الحر الا يشكلا غطاء لمشروع جمهورية حزب الله على حساب الدولة اللبنانية. العماد عون كان منذ اسبوع يجول في الجنوب وفي جزين يبشرنا باسترداد جزين. الم تقنعه هذه الجريمة بأنه لم يسترد شيئا وبأنه عمليا مجرد غطاء لمشروع جمهورية حزب الله، وان الجنوب مربعات امنية ممنوع على المواطنين اللبنانيين وعلى الدولة دخولها؟. استرداد جزين لايكون بزيارة العماد عون تحت رعاية حزب الله ولا بمنح العماد عون بضعة نواب من قبل حزب الله ارضاء او تضخيما لكتلته النيابية. استرداد جزين يكون بعودتها الى كنف الدولة اللبنانية".

 

جعجع أمام خريجي مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" للعام 2007-2008: ألا يدل حادث الطوافة على أن وضع لبنان غير طبيعي وخصوصا وضع الجيش؟

الحل في حوار يبحث في مسألة الاستراتيجة الدفاعية والقرار الاستراتيجي

وطنية-30/8/2008(سياسة) رفض رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع امام خريجي مصلحة طلاب "القوات" للعام 2007-2008 الدخول في حيثيات حادث اسقاط الطوافة التابعة للجيش اللبناني قبل انتهاء التحقيق. وانطلق جعجع من الافتراض الذي عرضه حزب الله في اول تعليق له على الحادث الذي وصفه "بمجرد حادث" مقدما تعازيه لذوي الشهيد والجيش اللبناني وقال:"حتى لو سلمنا جدلا بهذا الافتراض واسقطنا كل باقي التفاصيل والمعلومات من انه تم اطلاق النار على الشهيد الضابط سامر حنا في رأسه، و بغض النظر اذا كان الحادث مقصودا او غير مقصود، نسأل، حتى ولو أخذنا بإفتراض حزب الله، ألا يدل هذا الحادث على ان الوضع في لبنان غير طبيعي؟ هل هذا حادث طبيعي ممكن ان يحصل في اي دولة في العالم؟ و ألا يدل ذلك على ان وضع لبنان غير طبيعي وبالذات وضع الجيش؟ ومقابل ماذا ولماذا مستمرون بإبقاء لبنان والجيش والدولة في وضع غير طبيعي ؟".

وانتقد ما يقوله قيادي في "حزب الله" إن سبب إبقاء الوضع بهذا الشكل هو بهدف استرداد الاراضي المحتلة ولاسيما مزارع شبعا، سائلا:" هل نبقي لبنان وشعبه في ظل وضع غير طبيعي ونمنع قيام دولة طبيعية او جيش طبيعي كي نسترد مساحة 250 كيلمترا مربعا لا يقطنها احد، كل ذلك لأن البعض مصر على عدم استرجاع مزارع شبعا الا بالقوة العسكرية ولا يقبلون بأي وسيلة أخرى؟".

وأوضح أن "مزارع شبعا لم تثر يوما إلا في العام 2000 اذ كانت منذ الخمسينات كناية عن اراض سليخ يأتي اليها بعض الرعاة السوريين، وفي ما بعد تمركزت فيها قوى الامن السورية وشهدت حروبا عدة ودخلت اليها واسرائيل و لم يسأل حينها احد عنها. لم يتذكروا مزارع شبعا بالفعل الا بعد العام 2000 عندما انسحبت اسرائيل وعندما لم يكن هناك من سبب او مبرر لابقاء سلاح حزب الله اتخذوها حجة".

واكد أن "فريق 8 آذار هو من يعرقل قيام دولة فعلية في لبنان، لأنه بمجرد قيامها سيصبح للبنان صداقات دولية، الامر الذي يتيح استرداد مزارع شبعا التي تحتاج فقط الى ابراز وثيقة موقعة من الحكومتين السورية واللبنانية على خارطة واحدة وبالطرق الديبلوماسية"، مشددا على ان "هذه هي الخطوة الوحيدة والضرورية لاسترجاع مزارع شبعا، وبعدها تقدم الخريطة الى الامم المتحدة لتكريس هذا الامر رسميا خصوصا بعد موافقة الدولتين المعنيتين بهذا الترسيم. وعندها تعتبر الامم المتحدة مزارع شبعا تقع ضمن اطار القرار 425 مما يحتم على اسرائيل الانسحاب منها كما انسحبت من باقي الاراضي التي كانت مشمولة بالقرار 425".

وسأل:"ما الذي يعرقل هذا الحل الدبلوماسي حتى الآن؟ الجواب هو رفض سوريا توقيع وثيقة مشتركة مع الحكومة اللبنانية، و هنا رأي حزب الله يتطابق ورأي سوريا وبالتالي المسألة ليست مسألة عودة مزارع شبعا أم عدم عودتها بل المسألة برمتها هي ايجاد ذريعة لابقاء حزب الله مسلح بالشكل الذي نشهده اليوم، الامر الذي يسبب اهتزاز كل الوضعية اللبنانية وابقائها غير طبيعية، واستطرادا ابقاء الجيش اللبناني بوضع غير طبيعي مما يعيدنا الى الحادث الذي حصل مؤخرا".

ورأى أن "المهم خلفيات الحادثة وما تعنيها ولو ان الاخيرة تستحق التوقف عندها اذ ان هذه الخلفيات برمتها هي التي تعنينا، من هذا المنطلق نركز على المشكلة ونطالب باستعراضها ومناقشتها الى ابعد حد لإيجاد الحلول اللازمة لها".

وعن مؤتمر الحوار قال جعجع:" لقد اتفقنا في مؤتمر الدوحة انه بعد اجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل اول حكومة نذهب الى مؤتمر حوار ولكن يظهر ان حزب الله غير راض عنه كونه بدأ بوضع شروط متتالية بهدف العرقلة ومنها مسألة المشاركين في الحوار"، سائلا:" لماذا لا يشارك في الحوار من شارك فقط في مؤتمر الدوحة؟ فلو طرح تغييرهم بعد الانتخابات لكنا تفهمنا ذلك باعتبار ان هناك سببا للتغيير؟ لماذا التغيير اليوم، وخصوصا اننا لسنا في صدد مؤتمر لتوزيع المكاسب على المناطق اللبنانية والحرص على تمثيل كل المناطق والأحياء والقرى والعائلات "، موضحا أن "جل ما سنطرحه هو المشكلة الاستراتيجية بين خطي 14 آذار و 8 آذار واين يكمن القرار الاستراتيجي في لبنان الامر المعروف باسم "الاستراتيجية الدفاعية" ومن هذا المنطلق مجرد وجود 8 آذار و 14 آذار في الحوار تنتفي مشكلة التمثيل". ووجه نداء الى رئيس الجمهورية كي يدعو الى طاولة حوار في اسرع وقت ممكن من اجل بحث مسألة الاستراتيجة الدفاعية والقرار الاستراتيجي في لبنان فضلا عن موضوع سيادة وسلطة الدولة على كافة اراضيها، مؤكدا ان "هذا هو الحل الوحيد لكل المشاكل التي واجهتنا والتي ممكن ان نواجهها والا سيبقى لبنان في وضع غير طبيعي، حتى ولو اعتبر البعض ان ذلك يصب في مصلحتهم على المدى القصير، ولكن بالتأكيد لن يكون كذلك على المدى الطويل، علما انه لا يجوز ان تجر فئة من الشعب اللبناني فئة اخرى الى استراتيجية او سياسة خارجية لا يريدها كل الشعب اللبناني، مجددا تأكيده ان الحل لهذا الامر لا يمكن ان يتم الا من خلال طاولة الحوار". وختم جعجع بطمأنة الطلاب المتخرجين ب"وجود لبنان الى جانب وجود القوات اللبنانية اذ ان الدور الذي لعبه حزب القوات والمسيحييون في لبنان هو مؤشر على اننا نسلك الطريق الصحيح بالرغم من المشاكل الآنية". وكان لرئيس مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية كلمة في المناسبة وكلمة اخرى للمتخريجين كما تم عرض فيلم وثائقي اختصر تاريخ القوات، اضافة الى عرض تفصيلي لمعاناة القوات اللبنانية وكوادرها.

 

النائب جنبلاط عرض الاوضاع مع سفراء دول أجنبية وتابع مع وفود شعبية قضايا خدماتية وإنمائية

وطنية- 30/8/2008 (سياسة) عقد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، في قصر المختارة، سلسلة من اللقاءات السياسية والاجتماعية والبلدية، فاجتمع مع سفراء ايطاليا، تركيا، كوريا الشمالية، اندونيسيا، تشيلي، البرازيل، بلجيكا، اليابان، الهند، باكستان، الصين، نيجيريا، بلغاريا وماليزيا، في حضور النائب نعمة طعمة ومفوض الشؤون الخارجية في الحزب التقدمي الاشتراكي زاهر رعد. وتم خلال اللقاء عرض للاوضاع والمواضيع السياسية المحلية والاقليمية، وقد استبقى النائب جنبلاط ضيوفه الى الغداء. وكان استقبل وفودا شعبية من مناطق مختلفة بحثت معه في عدد من القضايا الخدماتية والحياتية والانمائية، وأعلنت وقوفها الى جانبه، أبرزها وفد من منطقة الشمال تقدمه النائب السابق خالد الضاهر، إمام مسجد القلمون رياض عبيد، رئيس بلدية القلمون طلال دنكر وحشد من اهالي المعتقلين الاسلاميين. وتحدث دنكر باسم الوفد، فحيا "مواقف النائب جنبلاط الوطنية"، وتساءل عن "ذنب الشماليين حتى يعاقبوا"، مطالبا ب"الاسراع في إطلاق سراح الموقوفين في المحكمة العسكرية الذين لم يتبين عليهم اي جرم يستدعي توقيفهم، وتسريع محاكمة من إحيلوا الى المجلس العدلي"، مؤكدا "اننا مع الدولة والقضاء النزيه". كما استقبل النائب جنبلاط وفدا شعبيا من عائلات بلدة الجاهلية- الشوف تقدمه المشايخ والفاعليات والوجهاء، اضافة الى فوج "الكشاف التقدمي" الذي أكد "التزامه نهج النائب جنبلاط الوطني وقيادته الحكيمة". كما طالب الوفد بعدد من المشاريع التنموية ل"رفع الحرمان". ووجه النائب جنبلاط كلمة الى عناصر "الكشاف التقدمي"، داعيا إياهم الى "التركيز على تلقي العلم في المدارس والجامعات من اجل المستقبل الزاهر بعيدا عن السياسة".

واستقبل النائب جنبلاط وفدا من عرب السعديات طلب منه المساعدة في حل الإشكال الاخير الذي حصل في البلدة مع عدد من الاهالي، ووفدا من بلدة عين وزين تحدثت باسمه رئيسة البلدية نهلة الحسنية، فشكرت له رعايته مصالحة جرت بين عدد من الاهالي.

ومن زوار المختارة وفد من ميروبا تقدمه خوري الرعية بيار سمعان، وفد من المجلس البلدي في بلدة المتين في المتن الشمالي، وفد من بلدة دير بابا شكره على اهتمامه بأمور البلدة، وفد من جباع، وفد من كفرفاقود حيث قدمت اليه الطالبة لين زهر الدين تفوقها في شهادتها الاولى في البكالوريا الفرنسية وجائزة اللغة العربية في الدول الفرنكوفونية من جامعة السوربون، وقد هنأها النائب جنبلاط على ذلك. وفي المختارة ايضا وفود من دميت، لجنة سيدات آل البعيني، ونادي "الطليعة" في شحيم الذي شكره على رعايته نشاطات النادي ودعمه لشراء عقار خاص لمصلحة النادي، وفد من نادي "الطلائع" في دلهون طلب رعايته لافطار للنادي، وفد من "هيئة الخدمات الاجتماعية" برئاسة الدكتور سعيد مراد طلب ايضا رعايته إفطارا للهيئة، وفد من "النادي الثقافي" في كترمايا ووفودا بلدية واختيارية عدة.

 

عناصر مكافحة الارهاب في الشرطة العسكرية اوقفت ثلاثة متهمين باعمال نشل وسرقة

وطنية - 30/8/2008 (متفرقات) صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي:

"تمكنت بتاريخ 30 الجاري عناصر قسم مكافحة الإرهاب والجرائم الهامة في وحدة الشرطة القضائية، نتيجة للاستقصاءات والتحريات المكثفة من توقيف كل من:

- ع.ع. (مواليد 1981) لبناني، طوله حوالى 170 سنتم، معتدل البنية، شعره اسود طويل، اسمر البشرة، له ذقن وشارب خفيفين ويوجد اوشام على مختلف انحاء جسمه، إضافة إلى وشم نقطة خضراء اسفل عينه اليسرى. - ع.ن. (مواليد 1986) لبناني، طوله حوالى 170 سنتم، اسمر البشرة، كستنائي الشعر، بني العينين، له ذقن وشارب خفيفين، يوجد اوشام على مختلف انحاء جسمه، إضافة إلى وشم على شكل سيف على ساعده الأيمن ووشم نقطتين خضراوين أسفل عينه اليمنى.

- ع.ف. (مواليد 1985) لبناني، طوله حوالى 170 سنتم، اسمر البشرة، كستنائي الشعر، اخضر العينين، ذو شارب وذقن خفيفين، معتدل البنية، يوجد شامة على منتصف رقبته تحت الذقن. لإقدامهم على ارتكاب عدة عمليات نشل وسرقة وسلب في محافظتي بيروت وجبل لبنان. بالتحقيق معهم بناء لإشارة النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان، اعترفوا بقيامهم بالإشتراك مع آخرين متوارين عن الأنظار والعمل جار لتوقيفهم، بعدة عمليات سلب وسرقة ونشل وانتحال صفة أمنية في مناطق: الروشة، بئر حسن، طريق المطار، الشويفات، الحدث، خلدة، عاليه، الدورة وبرج حمود. كذلك اعترفوا بقيامهم بعمليات سلب عمال سوريين على طريق المطار - صحراء الشويفات. لذلك تطلب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من المواطنين الكرام الذين تعرضوا لعمليات مماثلة في المناطق المذكورة اعلاه، الحضور إلى مركز قسم مكافحة الإرهاب والجرائم الهامة، الكائن في الوروار - ثكنة اسعد ضاهر، أو الإتصال على أحد الرقمين: 467919/05 - 467051/05، تمهيدا لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".

 

الرئيس كرامي الى طهران الاثنين المقبل

وطنية - 30/8/2008 (سياسة) يغادر الرئيس عمر كرامي لبنان، يوم الاثنين المقبل، متوجها الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، تلبية لدعوة رسمية، ويرافقه نجله فيصل كرامي والدكتور خلدون الشريف.

 

مؤتمر صحافي ل"سوليد" لمناسبة اليوم العالمي للمخفيين ومطالبة بتشكيل لجنة وطنية مستقلة وفق المعايير الدولية

وطنية- 30/8/2008 (سياسة) عقدت لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين "سوليد" مؤتمرا صحافيا في حديقة جبران خليل جبران - رياض الصلح لمناسبة اليوم العالمي للمخفيين. وتحدثت باسم اللجنة وداد حلواني، وطالبت بالآتي:

"1- تشكيل لجنة وطنية مستقلة وفقا للمعايير الدولية، تضم ممثلن عن: عائلات الضحايا، الجمعيات الاهلية العاملة على قضية الاخفاء القسري، قضاة مشهود لهم بالاستقلالية والنزاهة، مجلس النواب، الحكومة، المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال والتي تلتزم الحيادية وتمتلك الخبرات اللازمة كالصليب الاحمر الدولي.

تعمل هذه اللجنة على حل قضية المختفين قسرا في لبنان وخارج الحدود، من لبنانيين وغير لبنايين مقيمين على الاراضي اللبنانية، بما يؤمن الافراج الفوري عن الاحياء، اينما كانوا، والاعلان عن الذين اصبحوا في عداد الموتى، بما يضمن لهؤلاء جميعا حقوقهم الانسانية وحقوق عائلاتهم المعترف بها دوليا بغض النظر عن جنسياتهم وعن جنسيات المرتكبين. ونشدد على ضرورة اعتماد المعايير الدولية لتحديد اماكن المقابر الجماعية على كل الاراضي اللبناية ولنبشها وفق هذه المعايير. وعلى هذه اللجنة ان تنشىء قاعدة معلومات للحمض النووي من خلال إجراء فحوص لجميع اهالي المختفين قسريا، كما عليها ان تسارع الى وضع برنامج متكامل لتعويض الضرر المعنوي والمادي الذي لحق بضحايا جرائم الإخفاء القسري وعائلاتهم.

وستفوض اللجنة صلاحيات واسعة لإجراء التحقيقات الجدية، ويجب أن يكون لديها صلاحيات تخولها الحصول على المعلومات من مراكز المخابرات والامن وجميع المؤسسات التي يتضمن أرشيفها معلومات عن الاشخاص المختفين قسريا وعن أماكن المقابر الجماعية، كذلك السعي للحصول على المعلومات من قادة وأفراد الميليشيات السابقة ممن يعتقد انهم قاموا بتسليم معتقلين لبنانيين الى الاجهزة السورية والاسرائيلية. وينبغي على هذه اللجنة مواكبة الاسر المعنية وإعلامها بالتقدم الذي تحققه في عملها وبالنتائج التي تتوصل اليها وجعل هذه المعلومات علنية بمتاول الرأي العام.

2- إدراج قضية ضحايا الإخفاء القسري في لبنان وما وراء الحدود على طاولة الحوار الوطني المزمع عقدها برئاسة الرئيس ميشال سليمان، وذلك من اجل تفعيل النقاش وحض السياسين على اجتراح السبل لمعالجة هذه القضية بشكل شامل وعادل وشفاف ونهائي.

3- الاعتراف الرسمي بفشل اللجنة القضائية المشتركة السورية - اللبنانية بعد ثلاث سنوات من العمل، وبالتالي تكون مهماتها قد انتقلت مباشرة الى اللجنة الوطنية المستقة الآنف ذكرها، الامر الذي يستوجب الشروع بتشكيلها بالسرعة اللازمة.

4- اتخاذ ما يلزم من اجراءات لانضمام لبنان الى المعاهدة الدولية التي أقرتها الامم المتحدة لحماية جميع الاشخاص من الإخفاء القسري والعمل الفوري على تعديل القوانين اللبنانية لتتوافق مع بنود هذه المعاهدة.

اخيرا نتمنى على الجميع ولا سيما وسائل الاعلام والاعلاميين كافة، الذين نجل ونحترم وندين لما اعطوا ويعطون من جهد ووقت وعناية لموضوع ضحايا الإخفاء القسري، ان يتم التعاطي وفق ما يتطلبه هذا الموضوع من جدية ودقة وموضوعية، بعيدا كل البعد عن السياسة. كما نعول عليهم ان يعملوا على نشر مفاهيم القانون الدولي الانساني الذي يضمن حقوق الضحايا مهما كانت صعوبة الحصول عليها، كما يضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلا".

 

المجلس الشرعي الأعلى هنأ المسلمين بحلول رمضان: على القوى الأمنية التعامل مع الخروق الأمنية بحزم

لضرورة الإسراع في بت أوضاع الموقوفين الإسلاميين

وطنية- 30/8/2008 (سياسة) عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني وحضور جميع الأعضاء، وبعد الانتهاء من جدول الأعمال أصدر بيانا تلاه عضو المجلس الشيخ الدكتور محمد أنيس الاروادي هنأ فيه "المسلمين في لبنان والعالم العربي والإسلامي بحلول شهر رمضان المبارك سائلين العلي القدير أن يكون شهر خير وبركة وسلام على وطننا لبنان وعلى العالم العربي والإسلامي".

وتوقف المجلس "بقلق شديد أمام الأحداث الأمنية المتنقلة وكان آخرها الاعتداء الذي تعرضت له مؤسسة الجيش اللبناني باستهداف مروحية عسكرية تابعة لها، ويقدم تعازيه الحارة إلى قيادته وإلى ذوي الضابط متمنيا الشفاء العاجل للجرحى ومتابعة التحقيق لكشف ظروف الاعتداء وملابساته، كما يطلب المجلس من القوى الأمنية أن تتعامل مع الخروقات الأمنية في أي منطقة كانت بالحزم والشدة وجعل مسؤولية الأمن بيدها".

ودعا المجلس الشرعي إلى "الإسراع في عقد الحوار الوطني لأنه ضرورة وحاجة لبت الأمور العالقة وخصوصا في الإستراتيجية الدفاعية الوطنية، ولوضع حد للتجاوزات والاستفزازات التي تحصل بين الحين والآخر في بيروت وكل المناطق وتغليب العقل والحكمة في الأمور الخلافية.

وأشار البيان إلى أن "المجلس يتضامن مع المرجعيات الدينية والسياسية والأمنية التي تبذل جهدا كبيرا من أجل الاستقرار والأمن في كل الأراضي، ويطلب من الجميع التجاوب مع هذه الجهود لتفويت الفرصة على أعداء الوطن"، ونوه "بالجهود المشكورة التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وجمهورية مصر العربية في المساعدة لحل المشكلات اللبنانية التي تعانيها الدولة اقتصاديا وسياسيا وذلك للمساهمة في الاستقرار لحين عودة الحياة الطبيعية إلى ربوع الوطن".

وأهاب "بالسلطات القضائية بضرورة الإسراع في بت أوضاع الموقوفين الإسلاميين ومحاكمتهم بحسب القوانين المرعية الإجراء والإفراج فورا عن الذين لم يوجه في حقهم أي تهمة أو دليل أو قرينة اتهام تستدعي توقيفهم، وإصدار الأحكام العادلة والمنصفة في حق من تثبت إدانتهم حتى لا تبقى هذه القضية موضوع تجاذب وتشكيك من احد، والمجلس سيتابع هذا الموضوع بكل الوسائل المتاحة من اجل إنهاء هذا الملف".

 

الوزير صلوخ استقبل نائب رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: نعمل على دعم وحدة الاغتراب ليكون ذخرا للبنان وعونا له في الخارج

وطنية -30/8/2008 (سياسة) استقبل وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ نائب رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم رئيس الجالية في كندا ميشال ابي مخايل والامين العام المساعد للجامعة جهاد الهاشم. وخلال اللقاء وجه الوزير صلوخ التحية الى المغتربين اللبنانيين في كندا خصوصا وفي العالم عموما وتمنى لهم التقدم في مسيرتهم الناجحة، مشددا على "تضامنهم الاخوي خدمة للبنان والاغتراب"، مؤكدا أن "الدولة ووزارة الخارجية والمغتربين خصوصا تعمل على دعم وحدة الاغتراب ليكون ذخرا وعونا للبنان في الخارج". وقال ابي مخايل:"نقلنا الى الوزير صلوخ تحيات الجالية ووضعناه في اجواء الجالية وما تقوم به في كندا، واثنينا على دور البعثات الديبلوماسية والقنصلية، وابلغناه تأييدنا ودعمنا للجهود التي يقوم بها رئيس الجامعة احمد ناصر للم الشمل الاغترابي ولا سيما الاتصالات مع الفريق الاخر، مشددين على ان الجامعة ليست سياسية بل عليها ان تكون ثقافية بامتياز". وختم:" تمنينا على معاليه أن يكون الوضع الاغترابي من ضمن اولوياته، وقد لمسنا منه كل تجاوب لدعم الاغتراب لا سيما حق الجنسية لمن يستحقها وحق الاقتراع وحملنا تحياته الى ابناء الجالية في كندا على امل لقاء قريب معهم هناك".

 

الرئيس الجميل في الذكرى السنوية ال 71 لتأسيس "قسم جبيل الكتائبي": لنتفهم بان لبنان في خطر ولا خيار أمامنا الا العودة الى كنف الدولة

وطنية - 30/8/2008 (سياسة) رعى رئيس حزب "الكتائب" الرئيس الشيخ امين الجميل حفل عشاء قسم جبيل الكتائبي الذي اقامه في "مطعم دار الازرق" في عمشيت، احتفاء بالذكرى السنوية الواحدة والسبعين لتأسيسه، وحضره الى الجميل، النائب السابق فارس سعيد، رئيس بلدية جبيل الدكتور جوزف الشامي، رئيس رابطة مختاري بلاد جبيل غطاس سليمان، الشيخ نديم بشير الجميل، اعضاء المكتب السياسي ورؤساء بلديات واندية ومخاتير وحشد من المدعوين.

بعد النشيد الوطني ونشيد الكتائب وتعريف من إيلي مارون، ألقى رئيس قسم جبيل الكتائبي ميشال كريم كلمة ترحيبية، تلاه رئيس الاقليم المهندس طنوس قرداحي الذي اعتبر ان "الكتائب مدرسة نضال وتضحية وقد اعطت مقاومة لبنانية قدمت الآف الشهداء دفاعا عن لبنان وليس عن مصالح غير اللبنانيين، وكانت اصدق واشرف واكبر واعظم مقاومة واكثرها تنظيما ولم تحاسب احدا ولم تطلب شيئا لنفسها، سلمت سلاحها وانخرطت بالدولة لان مشروعها المركزي هو الدولة المدنية والحياد الايجابي واللامركزية الموسعة، ولم تطرح يوما بديلا عن هذه الدولة". وشدد على ان اهم استراتيجية دفاعية هي تسليم السلاح الى قوى الشرعية والانخراط بالدولة دولة القانون والعدالة".

وألقى الرئيس الجميل كلمة قال فيها: "ان مدينة جبيل تعيدنا الى ايام جميلة من حياة الوطن، صحيح ان الحرف قد انطلق منها لكن الصحيح ايضا انها جسدت تجربة الوحدة الوطنية والتضامن بين العائلات الروحية كلما كان الوطن بخطر، فلقد توحدت جبيل وقراها في أحلك الظروف على رغم الخلافات التي كانت موجودة من اجل ان تؤدي فعل ايمان بلبنان، وقد حققت بهذه الممارسة انتصارا لوطن الحرية والكرامة والاستقلال ، واعطت الامثولة والقدوة خلال محطات عديدة في التوحد والالفة عندما كان لبنان بحاجة الى هذه الوحدة والمحبة.

واضاف: "لنأخذ العبرة ونتفهم بان لبنان بخطر، ونناشد كل اللبنانيين ولاسيما الضالين لكي يتعظوا من امثولة جبيل عبر تاريخها والتي كانت شديدة الحرص على توحيد القلوب والكلمة من اجل ان يبقى لبنان ، هذا نداء للابناء الضالين لكي يرجعوا الى المثال الذي اعطته جبيل خلال مراحل صعبة، نحن اليوم في رحاب العهد الجديد بقيادة العماد ميشال سليمان الذي تحققت معه امنية اللبنانيين بانتخابه رئيسا للجمهورية بعد كل المساعي لتعطيل كل المؤسسات الدستورية والوطنية، فكانت وقفة الايمان من قبل المسؤولين لانتخاب الرئيس سليمان قائد مسيرة الانقاذ، فانتظمت كل المؤسسات الدستورية واعاد تفعيل مجلس الوزراء والحمد لله، كما اعيد فتح مجلس النواب، انما هذا لا يكفي، لقد جئنا الى جبيل بضيافة رئيس بلديتها ورؤوساء بلديات القرى ورئيس الاقليم والقسم انما جئنا ايضا بحماية القوى الشرعية في لبنان، بحماية الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ولم نتسلل الى اي منطقة بحماية القوى غير الشرعية حتى لا نكرس بعض السيادات الذاتية والحزبية على حساب سيادة الوطن والشرعية ومشاعر اللبنانيين، نأسف ونحن في ورشة جمع اللبنانيين واعادة بناء المؤسسات ان تكون هناك بعض القوى العاصية على الشرعية والسيادة ومشاعر الناس التواقة الى الحرية والديموقراطية".

وتابع: "نحن نلتقي انطلاقا من ايماننا بلبنان ومن اجل الاستمرار في مسيرة تحقيق امنياتنا وطموحاتنا، هناك غصة موجودة في قلب كل منا على اثر اغتيال الضابط الطيار سامر حنا، الى متى هذا الاستهتار بلبنان؟، الى متى الاستهتار بمصالحه وسيادته وامن مواطنيه حتى الذين نذروا انفسهم السهرعلى سيادة الوطن؟.

واذا التقينا في هذه الامسية رغم المآسي التي يعيشها الشعب اللبناني ورغم الحسرة الموجودة في قلوبنا، فان هذا اللقاء يعني فعل ايمان بان المسيرة مستمرة مهما كانت الصعوبات والتهديدات والاستحقاقاقات. نحن نبشر بثقافة السلام، ثقافة المحبة ايا كانت قوى الشر المحدقة بهذا الوطن المحب وطن السلام والرسالة. لقاؤنا هو فعل ايمان بلبنان الحرية والانسان وفعل تصميم بان المسيرة مستمرة من خلال الكتائب الذين كانوا بالمرصاد سنة 1943 للحفاظ على السيادة وسنة 1958 للحفاظ على الكيان وفي السبعينات لمنع التوطين ولاحقا لرفع الظلم والهيمنة عن المؤسسات والمواطنيين".

وختم الرئيس الجميل: "نحن نجدد العهد والوعد لكل اللبنانيين بالتضامن والتكافل للاستمرار من اجل توحيد الكلمة واقناع من ضل الطريق بان لا خيار الا بالعودة الى كنف الدولة ونعتبر فقط ان الجيش اللبناني - خاصة بعد تعيين قائد جديد له - ورئيس الجمهورية هم سياج الوطن والضمانة، ونحن معهم ونؤكد لهم اننا الى جانبهم وايدينا بايديهم ولا نفكر في اي لحظة بالتصرف على حساب الدولة وعلى حساب القوى الشرعية ، وستبقى الكتائب سندا للشرعية والجيش وقوى الامن الذين يسهرون دائما على السيادة الشرعية. ان المطلوب منا التوحد لينتصر لبنان السيد الحر ويبقى وطن الرسالة والانسان".

بعد ذلك وزع الرئيس الجميل وقرداحي 13 درعا على مؤسسي قسم جبيل الكتائبي وشهدائه.

 

الوزير باسيل: نأسف لاستغلال حادثة المروحية لغايات سياسية للاتعاظ مما حصل والاستفادة منه لوضع استراتيجية دفاعية وطنية

وطنية - 30/8/2008 (سياسة) أسف وزير الاتصالات المهندس جبران باسيل، في تصريح اليوم، لاستغلال حادث مروحية الجيش لغايات سياسية ومحلية صغيرة.

وقال: "انه لمبك، ان نفقد احد خيرة ضباط الجيش اللبناني، عرفنا اهله جيدا، وعرفناه بمزاياه الشخصية قبل انخراطه في المؤسسة العسكرية. وعرفناه بعد ذلك، وعرفنا عنه الكثير مما اغنى به هذه المؤسسة. وانه لمن المبكي اكثر، ان يسقط ضابط كهذا بنيران صديقة ما عرفت طريقها الا الى رأسه الشامخ". واضاف: "وانه لمن المؤسف اكثر واكثر ان يتم استغلال حادث كهذا لغايات سياسية ومحلية صغيرة امام روع الامر، الا اننا آثرنا قبل التعليق انتظار تقرير وزير الدفاع حول التباسات الحادثة، الامر الذي اعطانا بعضا من الراحة والتعزية بسبب جدية التحقيق وتعاون المعنيين معه، ما ادى الى تسليم مطلق النار، واستعدادهم الى كل ما يلزم لكشف الحقيقة من كل جوانبها ومعاقبة المخطئين على عملهم، والاهم الاتعاظ مما حصل لعدم تكراره والاستفادة منه لوضع استراتيجية دفاعية وطنية". وتابع: "اما واننا في إنتظار صدور نتائج التحقيق كاملة، فلا يسعنا سوى ان نتوجه الى اهله ومحبيه واهل بلدته العزيزة تنورين واهل منطقته الغالية البترون، بتعزية صادقة شاء الله في هذا اليوم بالذات ان يزيد عليها تعزية وطنية كبرى بتعيين قائد جديد للمؤسسة العسكرية التي ما بخلت على الوطن يوما بالابطال".

 

حزب "الاتحاد السرياني" استنكر الاعتداء على الجيش

وطنية- 30/8/2008 (سياسة) رأى رئيس "حزب الاتحاد السرياني" ابراهيم مراد بعد لقاء مع كوادر الحزب في منطقة المتن الشمالي" أن "التاريخ يعيد نفسه ففي عام 74-75 بدأت الفصائل الفلسطينية بالاعتداء على الجيش اللبناني في مراكزه وفي الطرقات والجبال بحجة حماية سلاح المقاومة الموجه الى اسرائيل، وكان الجيش ولبنان ضحية تلك المقاومة، ومنع الجيش من الرد على الاعتداءات لاعتبارات سياسية دولية واقليمية أدت الى انهيار معنوياته، وعندئذ استبيحت ارض لبنان".

وقال: "اليوم نرى المشهد نفسه من اعتداءات على الجيش ومنعه من الدخول الى مستنقعات وأماكن محظورة على الدولة"، وسأل: "هل الجيش هو عميل اسرائيلي لكي يمنع عليه الدخول او التحليق في اماكن معينة؟ هل من أطلق النار على المروحية هو احرص على لبنان وسلامة كيانه من الجيش اللبناني؟"

وطالب مراد الحكومة "بإعطاء الأوامر لقيادة الجيش بالرد بقسوة على المعتدين حفاظا على معنويات ضباط وأفراد الجيش". وتقدم من عائلة النقيب الشهيد سامر حنا بالتعازي وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

 

الدور المسيحي الجديد لميشال عون

خير الله خيرالله - الراي

ماذا ذهب النائب ميشال عون يفعل في الجنوب اللبناني، وصولاً إلى جزين حيث ألقى خطابا لا علاقة له بذلك الذي ألقاه في بنت جبيل حيث بدأ جولته؟ هل يجري اعداد الجنرال لدور جديد يتجاوز لبنان ويتمثل في جعله ممثلا لمسيحيي الشرق في سياق خدمة المحور الإيراني - السوري بصفة كونه المحور الذي يحافظ على الأقليات من منطلق أنه تحالف الأقليات؟ هل سيُستخدم الرجل في المرحلة المقبلة في تضمين لوائحه الانتخابية في لبنان «ودائع» لـ «حزب الله» والنظام السوري؟

قبل الدخول في الدور الجديد الذي يعدّ له الجنرال، لا بد من الإشارة إلى أنه كان طبيعياً أن يتناقض عون مع نفسه بين بنت جبيل وجزين. في بنت جبيل، كان عليه أن يؤكد ولاءه لـ «حزب الله» وسلاحه. وفي جزين المسيحية، كان عليه أن يظهر في مظهر الحريص على مؤسسات الدولة اللبنانية وعلى الشرعية اللبنانية، وأن يرفض كلياً مع كل ما لا علاقة له بالدولة وقيمها وأن يهاجم الذين لا يؤمنون بهوية لبنان. في جزّين، راح النائب عون يهاجم أولئك الذين يرفضون الهوية اللبنانية والكيان اللبناني، أي جميع الذين كانوا في استقباله في بنت جبيل وغيرها بدءاً بـ «حزب الله»، حزب ولاية الفقيه، وانتهاء بـ «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، مروراً بالطبع بـ «البعث» السوري الذي مرجعيته في مراكز المخابرات السورية أينما وجدت...

يعاني الجنرال بكل بساطة من انفصام في الشخصية عائد إلى اعتقاده أن في استطاعته أن يضحك على اللبنانيين الوقت كله، وأنه ليس بعيداً اليوم الذي سيضطر فيه «حزب الله» إلى وضع نفسه بتصرفه من منطلق أنه يمتلك من الذكاء ما يكفي للمناورة على كل الأطراف اللبنانية. نسي ميشال عون أمراً في غاية الأهمية هو أنه ليس قادراً سوى على لعب دور الأداة ولا شيء آخر غير هذا الدور. هذا ما أثبتته الأحداث ابتداء من العام 1988 عندما دخل قصر بعبدا بصفة كونه رئيساً لحكومة انتقالية مهمتها الوحيدة تأمين انتخاب رئيس جديد للبنان. فعل كل شيء باستثناء تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وعندما انتخب مجلس النواب الشهيد رينيه معوّض رئيساً للجمهورية بعد التوصل إلى «اتفاق الطائف»، تكفل الجنرال بمنع الرئيس من الوصول إلى بعبدا كي يسهل على النظام السوري اصطياد الرجل والحؤول دون تنفيذ «الطائف» بالصيغة المتفق عليها، أي بالصيغة اللبنانية!

الأهم من ذلك كله أن الجنرال عون ذهب إلى الجنوب بحماية «حزب الله» وزار رميش مسقط رأس الشهيد اللواء فرنسوا الحاج، مدير العمليات في الجيش اللبناني. وضع النائب عون أكليلاً من الزهر على ضريح فرنسوا الحاج الذي كان مفترضاً أن يكون اليوم في موقع قائد الجيش. لم يطرح سؤالاً في غاية البساطة هو لماذا اغتيل فرنسوا الحاج ومن اغتاله؟ ألم يكن اغتيال فرنسوا الحاج مرتبطاً بأحداث مخيم نهر البارد التي وقفت وراءها الأجهزة السورية التي جاءت بشاكر العبسي إلى شمال لبنان؟ ألم يكن اغتيال فرنسوا الحاج مرتبطاً بقرار سوري واضح كل الوضوح فحواه أنه ممنوع على الرئيس اللبناني أن يعين بنفسه قائد الجيش اللبناني بدليل أنه كان ممنوعاً، حتى على إميل لحود الابن المدلل للأجهزة السورية وصنيعتها، تعيين خليفته في قيادة الجيش في العام 1998؟ رحم الله فرنسوا الحاج الذي لم يكفه الظلم الذي تعرّض إليه بسبب مواقفه الوطنية، خصوصاً لرفضه أن يكون نهر البارد «خطاً أحمر» أمام الجيش اللبناني...

في النهاية، ذهب ميشال عون في حماية «حزب الله» الإيراني ورعايته لـ «استرداد جزين»، على حد تعبير أحد أزلامه من الصغار الصغار. السؤال لماذا هذا الحرص الذي يبديه حزب مسلح لديه ميليشيا تعتبر لواء في «الحرس الثوري الإيراني» على شخص مثل الجنرال؟ الجواب بكل بساطة، أن ميشال عون بات مؤهلاً للعب دور جديد رسمه له المحور الإيراني - السوري بعدما أثبت عن جدارة أنه قادر على تأدية المطلوب منه من دون طرح أسئلة من أي نوع كان. إنه رمز للأداة المستأجرة التي لا تنبس ببنت شفة عندما تصدر أيها التعليمات في شأن تنفيذ مهمة ما توكل أيها بغض النظر عن طبيعة المهمة أو الهدف المتوخى.

لا يمكن في أي شكل الاستخفاف بالدور الذي يقوم به ميشال عون في هذه المرحلة بالذات. تجري تهيئة الجنرال ليكون زعيماً مسيحياً يتجاوز «إشعاعه» حدود لبنان. ولذلك سيزور ميشال عون طهران قريباً. وليس مستبعداً أن يزور دمشق بعد اتخاذ خطوات عملية في اتجاه تبادل التمثيل الديبلوماسي بين البلدين الجارين، وذلك حفاظاً على ماء الوجه للجنرال. قبل ذهابه إلى دمشق، سيزور ميشال عون البقاع، كما سيزور القرى المسيحية في عكار. الهدف واضح كل الوضوح ويختصر بأن المطلوب تلميع صورة ميشال عون إلى أبعد حدود كي يكون جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية التي يعتمدها المحور الإيراني - السوري والتي تقوم على توظيف الأقليات في خدمتها. من يتذكر المراحل التي مرت بها عملية تطويع الأرمن بغية جعلهم تابعين لتلك الاستراتيجية؟ من يتذكر أن بيروت الغربية أفاقت يوماً في منتصف الثمانينات من القرن الماضي على وقع سلسلة الجرائم ارتكبت في حق المواطنين الأرمن المقيمين في رأس بيروت؟ كانت بيروت الغربية في تلك المرحلة تحت سيطرة الميليشيات المذهبية، بما في ذلك ميليشيا «حزب الله». الآن لا أحد يزايد على «الطاشناق» في ولائه للمحور الإيراني - السوري. فهم الأرمن، من خلال هذا الحزب، الرسالة جيداً... إلى حد أنهم لا يحيدون شعرة عن التعليمات. أثبتوا ذلك بالملموس في انتخابات المتن الفرعية قبل سنة.

ما الدور الذي يعد لميشال عون؟ إنه دور شبيه بدور «الطاشناق»، الحزب الأرمني الكبير، مع فارق أنه مطلوب منه أن يكون أكثر حركة وديناميكية في الدفاع عن «حزب الله» وكل ما لا يمكن الدفاع عنه، بما في ذلك ربط بقاء السلاح بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ومن النهر إلى البحر، لا فارق. المطلوب بكل بساطة أن يكون المسيحي اللبناني رأس حربة للمحور الإيراني - السوري الساعي إلى صفقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل على حساب لبنان واللبنانيين. ثمة من يقول إن ميشال عون سيستفيق يوماً، ويكتشف أنه يلعب دور الأداة في استراتيجية تتعارض كلياً مع الشعارات التي طرحها في الماضي. الجواب على مثل هذا النوع من الأسئلة أن حاسة الأداة تتفوق على كل ما عداها لدى الجنرال. متى لا يعود الرجل أداة، لا يعود هناك جنرال. ولذلك كل ما يمكن قوله: ليكن الله في عون مسيحيي لبنان عندما يقبلون بأن يمثلهم شخص يقبل أن يزور جزين بحماية «حزب الله»... بدلاً من أن يكون في كنف الدولة اللبنانية

 

السلفيّون وفرصة السنيّة اللبنانيّة

حازم صاغيّة  -  الحياة     - 30/08/08//

بديهيّ أن يكون تنامي السلفيّة مدعاة قلق، في لبنان وغير لبنان. لكن ظاهرة كهذه يصحبها، في البلد المذكور، قلق أكبر تبعاً لتكوينه التعدّديّ طائفيّاً. مع هذا، فتحويل السلفيّة وقوّتها ذريعةً لأغراض أخرى، على ما يجري اليوم، يحمل على قلق مواز. ذاك أن الظاهرة تلك محكومة بحدود دلّت إلى بعضها المحاولة البائسة الأخيرة لـ»التفاهم» مع «حزب الله».

ولنقلْ إن الحدّ الأوّل كون السلفيّين لا يزالون بعيدين جدّاً من التحوّل أصحاب مشروع. فخطرهم، بما في ذلك أعلى تجلّياته في نهر البارد، لا يزال أدنى بكثير من خطر المشاريع الجاهزة والمكتملة، فضلاً عن خارجيّته بشراً أو أدوات. فالسلفيّ اللبنانيّ لا يزال يتبدّى، مرّة، حالات فرديّة وقبضات متناثرة من المجموعات، كما يتبدّى، مرّة أخرى، قاطرة لغباء يتيح اختراق قوى، داخليّة أو خارجيّة، يهمّها أن تخترق. يكفي القول إن الصورة حين تنقلهم، فإن إطارها الضيّق يتّسع لتنظيم كامل من تنظيماتهم، أو لمعركة إرهابيّة غامضة من معاركهم.

أما الحدّ الثاني فأن السلفيّة السنّيّة اللبنانيّة لا تزال أضعف كثيراً وأقلّ راديكاليّة منها في معظم البلدان العربيّة والإسلاميّة. وهذا إذا ما عاد جزئيّاً إلى تركيب لبنان، عاد أيضاً الى الظاهرة الحريريّة. فإذا قال قائل إن الأخيرة تقاطعت، في هذه المحطّة أو تلك، مع سلفيّين، فهذا، على صحّته، لا يخلّ بالقانون اللبنانيّ العامّ الذي يفتح القنوات بين متون الطوائف، كلّ الطوائف، وهوامشها. بيد أن دور الحريريّة الكابح للتجاوز الراديكاليّ يبقى، بلا قياس، أقوى من دورها في إنعاشه. وهي الحقيقة التي يترتّب عليها أن إضعاف الحريريّة ومعه إضعاف السنّة وثقتهم بحلول معتدلة هما أقصر الطرق إلى تعزيز السلفيّة.

ومن هذا القبيل، وهذا هو الحدّ الثالث، أن وجود السلاح في يد طائفة معيّنة هو الشكل الراهن لإشعار الطوائف الأخرى بالخطر وحضّها على طلب الحلول غير المعتدلة. وهنا يلوح سلاح «المقاومة» سبباً وجيهاً لاحتمال الصعود السلفيّ السنّيّ، لا سيّما وأن السلاح ذاك مرفق بخطّة ولغة منهجيّتين في تحطيم العازل الحريريّ، ورثهما الخلف الأصوليّ عن السلف اليساريّ.

لا يعني ذلك أن «تيّار المستقبل» يعفي نفسه من اللوم في مجرّد امتناعه عن إنتاج السلفيّة. ذاك أن المطلوب منه التقدّم لتوليد وعي جديد ربّما كان هو أقدر التجمّعات الطائفيّة على إنتاجه.

فالحريريّة سنّيّة طبعاً، لكنها أقلّ سنيّة مما حزب الله شيعيّ، أو مما العونيّة والقوّاتيّة مسيحيّتان، أو مما الجنبلاطيّة درزيّة. وهي في زمن تراجع المضمون الطبيعيّ والزراعيّ للوطنيّة، مقابل تقدّم المضمون الذي يرتبط بطريقة الحياة تجارةً ومصالح، أشدّ القوى الطائفيّة تأهيلاً لدور كهذا.

وهذا، فضلاً عن مواصفات أخرى، يهيّء الطائفة السنّيّة لإكمال المشروع اللبنانيّ، المعاق راهناً، والذي كانت الطائفة المارونيّة مؤسّسته قبل أن تفقد زخمها.

والحال أن الطائفة الشيعيّة، قبل أن يختطفها حزب الله، وقبل اغتيال رفيق الحريري، كانت تملك أكثر من سواها مواصفات هذا الدور. فهي الطائفة اللبنانيّة الأولى لناحية كونها نتاج الدولة والإدارة اللبنانيّتين، تملك مما يملكه المسيحيّون مرجعيّة المكان - الوطن، من غير أن تملك النزوع الرومنطيقيّ «الانعزاليّ» الذي عُرفوا به، وتملك مما يملكه السنّة البُعد الثقافيّ المتجاوز ضيقَ الرقعة، من دون أن تئن تحت وطأة العروبة والقوميّة.

وهذا ما تغيّر تماماً لينيط المهمّة بالسنّة شرط أن ينووا القيام بذلك. لكنّ الحريريّة، كيما تنوي وتحزم أمرها، ستكون مدعوّة لأن تتجاوز وعيها التقنيّ - الشكلانيّ وسلوكها السياسيّ الموسميّ، وهما مما حكمها منذ ولادتها. وأهمّ من هذا، عدم الاكتفاء بالعيش على مركّب يحوي، من جهة، مخلّفات الانتاج الإيديولوجيّ المارونيّ، ومن جهة أخرى، «عروبة عبد الناصر». فبهذا «الكولاج»، يبقى لدى السنّة وعيان انفجاريّان يتعايشان من دون أن يؤسّسا وعياً جديداً يواكب إعادة التأسيس اللبنانيّ. والحقّ أن العزوف عن ذلك يمكن أن يرقى حينذاك إلى واحد من مصادر تقوية السلفيّة

 

خامنئي يحسم معركة الرئاسة!

الياس حرفوش-  الحياة   - 30/08/08//

اذا كان أحد ينتظر معركة رئاسية في ايران في العام المقبل من نوع المعارك التي يتنافس فيها المرشحون من اتجاهات مختلفة وأفكار متضاربة حول السياسة والاقتصاد وطريقة إدارة الشأن الاجتماعي، ثم يذهب الناخبون الى صناديق الاقتراع فيدلون بأصواتهم لمصلحة هذا المرشح او ذاك، اذا كان احد ينتظر ذلك من ايران في ظل ادارتها الحالية، فإن المرشد الأعلى علي خامنئي خيّب الظن  وقطع الطريق على هذه الفرصة، خلال لقاء مع الرئيس محمود احمدي نجاد واعضاء حكومته، طالباً من نجاد «التصرف كما لو انك ستظل رئيساً لخمسة اعوام... لا تعتقد ان هذا العام سيكون عامك الأخير على رأس الحكومة»! كما استفاد خامنئي من المناسبة ليشن هجوماً على الحكومات السابقة بالقول ان احمدي نجاد «اوقف بشكل حاسم العملية الخطيرة المتمثلة بتسلل الطابع الغربي والعلماني الى الجسم الحاكم في البلاد»، مما اعتبر تلميحاً الى الادارة «المنفتحة» لايران على العالم في ظل محمد خاتمي.

مر الكلام الذي نُقل عن رأس الهرم الايراني من دون كثير تعليق في الصحافة العربية، وخصوصاً منها تلك المحسوبة على نظام طهران او الموالية لأفكاره، ومن دون انتباه الى ان موقفاً من هذا النوع يمثل استخفافاً بكل «القيم» التي تقول الثورة الايرانية انها قامت بهدف تصحيحها لإعادة القرار الى المواطن الايراني، الذي كان «محروماً» منها من قبل، فجاءت تلك الثورة لتعيد إليه كرامته ولتمنحه الصوت الذي يستحقه في طريقة ادارة بلده.

ليس منصفاً القول إن ايران في المرحلة التي اعقبت حكم الشاه، الذي لم يكن معروفاً بميوله الديموقراطية، كانت دائماً على الشاكلة التي يقترحها لحكمها اليوم «المرشد الأعلى» علي خامنئي وتلميذه النجيب احمدي نجاد. طبعاً أكلت الثورة الايرانية معارضيها من شيوعيين وليبراليين ومتهمين باستمرار الولاء للنظام البائد، لكن وباستثناء الحرب على بعض الوجوه الدينية، وابرزها آية الله حسين منتظري الذي تجرأ على الوقوف في وجه الخميني، فإن القيادة الدينية للثورة تجنبت خوض معارك مباشرة مع الأئمة الايرانيين، لما يمكن أن توفره هذه المعارك من زاد خصب للذين يتهمون هذه الثورة بخيانة من يفترض انها جاءت للحكم باسمهم. غير أن المرحلة الحاضرة، مع تولي احمدي نجاد الرئاسة بدعم مباشر من خامنئي، شهدت صراعاً مباشراً مع عدد من رجال الدين البارزين، من بينهم رئيس مجلس الخبراء الحالي ورئيس ايران الأسبق هاشمي رفسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي ورئيس حزب «اعتماد ملي» الاصلاحي مهدي كروبي أحد ابرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد تجنب هؤلاء توجيه انتقادات مباشرة الى خامنئي بسبب الحماية التي يوفرها لنجاد في قضايا تشكل مصدر جدل داخلي، وخصوصاً منها مسألة التضخم التي باتت هماً يومياً للمواطن بعد ان تجاوزت 26 في المئة في العام الماضي، الى جانب طريقة اسلوب ادارة الملف النووي. الا ان مواقفهم كانت واضحة في اعتبارها ان حماية خامنئي هي التي توفر للرئيس الايراني الغطاء الذي يستظل به في وجه خصومه.

لم تغير الانتخابات البرلمانية الأخيرة في الربيع الماضي شيئاً على صعيد صناعة القرار، لا في المسألة النووية ولا في سواها، بعد ان تم استبعاد عدد كبير من المرشحين الاصلاحيين بعد اتهامهم بأنهم «اعداء للثورة»، وهو ما يعطي فكرة عن معنى الشورى ذات اللون الواحد، التي يمكن أن يوفرها «مجلس الشورى» الايراني في اطار هذا النظام! كذلك لا ينتظر ان تغير الانتخابات الرئاسية المقبلة الكثير، رغم الغليان الداخلي، وخصوصاً بعد التصريحات الاخيرة لخامنئي التي طمأنت نجاد الى عدم جدوى هذه المعركة، وأكدت مدى استخفاف المرشد الايراني بحجم المعارضة الداخلية، سواء كانت معارضة السياسيين او رجال الدين.

في كل حال، هي نموذج لمعنى «التعددية» الذي تعد به الثورة الايرانية مجتمعها، مثلما يعد به حلفاء ايران والسائرون على هديها مجتمعاتهم

    

النائب صولانج بشير الجميل في حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني

علّقت النائب صولانج بشير الجميل في حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني على الاعتداء الذي طال المؤسسة العسكرية والذي أدى إلى استشهاد النقيب الطيار سامر حنا، فقالت: "لن أساير في موضوع خطير جداً على مستقبل لبنان وديمومته، ولن أوافق أو أجاري وأشارك في مؤامرة طمس الحقائق وامتصاصها في قضية في هذه الخطورة على سيادة واستقلالية قرار الدولة اللبنانية". أضافت: "أن ما حصل هو تعد سافر وليس خطأ على الجيش اللبناني، العمود الفقري للاستقلال والنظام، وهو عملية إجرامية كبرى أدت إلى اغتيال ضابط طيار كان يقوم بواجبه الوطني، كما هو إطلاق نيران غزيرة مجرمة على مروحية لبنانية وليس اسرائيلية". وتابعت الجميل: "ان تحويل هذه القضية إلى لجان تحقيق هو مقبرة للحقيقة لأنني أعلم منذ الآن ان التحقيق المسيّر لن يصل إلى أي نتيجة بل هو طريقة لامتصاص النقمة العارمة التي حصلت، وقد سبق لنا ان حوّلنا قضايا هامة إلى التحقيق والقضاء ولم نصل ولأننا لا نريد ان نصل إلى الحقيقة كون السلاح غير الشرعي هو صاحب السيطرة على كل المؤسسات". ونبهت الجميع من أن إحالة هذه الجريمة الكبرى التي لا تغتفر إلى لجان تحقيق الهدف منها امتصاص النقمة وقد بدأ مع الأسف امتصاصها على حساب الشهيد الطيار سامر حنا، وعلى حساب هيبة الجيش مرة أخرى وعلى حساب السيادة على الـ10452 كلم².

 

حلّوا عن ظهره

زيان/يبدو جليّاً أن المتضررّين من عودة الدولة والمؤسَّسات والنظام والقانون، لن يدعوا الجهود المحليّة والعربيَّة والدوليَّة تمرّ بسلام، لتحقٍّق هدف استرجاع لبنان من فم التفككَ والتفتُّت والضياع. من متابعة الأحداث والتطورات التي تحمل طابعها معها، يتَّضح بما لا يدع مجالاً للشك أن ثمة مَنْ يستهدف مؤسَّسة الجيش بصورة خاصة، وبتركيز ومثابرة، منذ لاحت في الأفق اللبناني احتمالات توافق لبناني عربي دولي لوقف النزف والمواجهات والصراعات، وعودة الحياة الطبيعيَّة الى بلد لم يعرف الاستقرار منذ ما يقارب العقود الاربعة.

فاستهداف الجيش، من أيَّة جهة كانت، هو دليل على ان اطراف المواجهة في لبنان والمنطقة لا يزالون يرفضون قيام دولة ومؤسسات ونظام في لبنان، مثلما يرفضون أي هدوء وسلام وأمان. ولا يزال بعضهم يسعى الى تحقيق مشروعه، وعلى حساب الدولة، وعلى ظهرها، وعلى أساس تغييب دور مؤسَّسة كبرى مهمّتها الأساسيّة توفير الظروف والاجواء الملائمة لقيام الدولة، وتثبيت كيانها، وحدودها، ووحدتها، وسيطرتها التامة على كامل اراضيها، ووحدها دون سائر الدويلات والميليشيات. لا أحد يتعذَّب ويسأل مَنْ أسقط طوّافة الشهيد سامر حنا، ومَنْ حرضَّ "فتح الاسلام" على ذبح الجيش في نهر البارد، ومَنْ قتل الضبّاط والجنود تباعاً، وزرافات ووحداناً، وعامداً متغّمداً. كذلك، لا أحد يتعذَّب ويسأل لماذا يتُمّ ايقاظ العصبيّات المذهبيّة وتأطيرها من جديد... لتتهيَّأ مرة أخرى وتنضوي في ميليشيات موزَّعة فوق الأراضي اللبنانيّة، ثم تتحول دويلات في مواجهة الدويلة الموجودة منذ سنوات، لتتواجه لاحقاً وتتصارع وتتحارب في ما بينها، وبأجساد الأبرياء.

إنهم المتضررّون من عودة الدولة، وعودة الروح الى الدور اللبناني الذي غيَّبته الأحداث منذ نيسان العام 1975.

سؤال يفرض نفسه على اللبنانييّن، ثم على الحلفاء والمندفعين في اتجاهات مختلفة: أتريدون قيام الدولة بكل مؤسساتها ومسؤولياتها، أم أنكم تعملون لقيام دويلاتكم ضمن مشاريع مترامية الاطراف والأهداف؟ اذا كنتم تريدون الدولة فعلاً لا قولا، فعليكم ان تتخلّوا بصراحة عن المنحى الطائفي والمذهبي، وان تفكّوا، بالتالي، أيّ ارتباط آخر. سؤال مماثل يُوجَّه الى الدول الشقيقة والدول الصديقة: هل تعتقدون حقاً ان في استطاعة لبنان تحمّل صراعاتكم فوق ساحاته وعَبْر أطيافه؟

الواقع يقول لكم كلا وألف كلا، فحلّوا عن ظهره إذاً.

 

سامر حنا. وماذا بعد ؟

علي حماده     

بالامس قتلوا النقيب الطيار سامر حنا وهو يؤدي واجبه الوطني على ما ورد في البيان الرسمي للجيش، ولكنهم كانوا بدأوا قبل وقت بعيد باغتيال الجيش، وفي كل يوم يغتالون الشرعية، تارة بخروجهم عليها، وطوراً باعتدائهم عليها، وتارة ثالثة باستيلائهم على مفاصلها، وتارة رابعة بسلوكهم الميليشيوي ضد الشعب على مرأى ومسمع من الجيش... ولا حسيب او رقيب!

بالامس اغتالوا النقيب سامر حنا، وكل ذنبه انه آمن يوما بأن لا "شرعية" فوق الشرعية، ولا شرعية لكل ما يناقض الشرعية التي خدمها، ومات لاجلها. قتلوه من دون ان يرف لهم جفن. قتلوه لأنهم توهموا انهم صاروا الشرعية، وصاروا الاقوى، وان لا بشر امامهم.

هؤلاء هم القتلة، ونشدد على عبارة "القتلة" ولا نقول القاتل الذي تسلمه القضاء العسكري، ولا نلتفت اليه، ولا الى البندقية التي اطلق منها رصاصات الغدر كما احسن وصفها ذات يوم النائب وليد جنبلاط الذي فهم يوم اغتيل جبران تويني من كان في الحد الادنى يناصر قتلة ابطال الاستقلال من غير ان يرف له جفن.

لا نلتفت الى القاتل، ولا نعيره اهتماما فهو مسيّر وليس مخيّراً، وقد سمموا عقله عندما زرعوا فيه اوهاما جعلته يظن انه صار فوق القانون، والاعراف، والحق في الاختلاف، وحق الآخرين في الحرية، وانه فوق الشرعية، والدولة، لا بل صار فوق البشر له عليهم حق الحياة والموت. أليس هذا هو معنى التمسك بقرار الحرب والسلم ؟ لا نعير الفرد القاتل اهتماماً، لا بل اننا لا نوجّه اليه التهمة بالقتل. بل نوجه اصابع الاتهام الى العقل الواقف خلف ذلك العنصر المغرر به، الى درجة تكاد تجرده من انسانيته. ونتّهم في الوقت نفسه العقلية، والايديولوجيا، والاجندة، وفلسفة تقديم السلاح على البشر. ونتهم هذه العنصرية في الوطنية التي تمارس تارة بالخطاب المعسول، وطورا بالشتائم التي تنهال على اللبنانيين متى اعلنوا انحيازهم الى الاستقلال، والحرية.

لا نقيم وزنا للقاتل كفرد، ولا يهمنا ان كان جرى تسليمه لأن المطلوب ليس تسليم قاتل النقيب الشهيد عن حق سامر حنا، بل المطلوب "تسليم" ذلك المشروع الذي قتل ويقتل اللبنانيين منذ وقت طويل، والذي يحتل عاصمة لبنان بيروت، ويحاول ترهيب المناطق من الجبل الى البقاع الى الشمال لدفع الناس الى الخضوع. وهذا ما لن يحصل لا اليوم ولا غداً، وحتى لو هادن من هادن، او خاف من خاف! ان المطلوب التصدي لذلك المشروع الذي يعمل على تفكيك بلدنا، واخضاعنا افرادا وجماعات. أليس الهجوم على الجيش مرات ومرات، ومعه على بقية الاسلاك الامنية محاولة لفرض سيادة تلك الميليشيا المسلحة لإنتزاع شرعية لن تكون؟ ألم نتعلم بعد من دروس اغتيال فرنسوا الحاج، ووسام عيد؟ٍ بالامس ارادوا توجيه رسالة دموية فقتلوا سامر حنا.وماذا بعد؟ متى يفيق النائمون؟ ومتى ينتفض الخائفون؟

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

"يديعوت أحرونوت": إسرائيل اتخذت قرارها وستضرب إيران النووية وحدها خلال سنة ونصف

رندى حيدر/النهار/نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس تقريراً جاء فيه أن اسرائيل حسمت أمرها وقررت التصدي للسلاح النووي الايراني وحدها. ومما جاء فيه: "دولة اسرائيل اتخذت قرارها: ايران النووية خط احمر. ولا يمكن إسرائيل القبول بحصول نظام آيات الله الإيراني على السلاح النووي. جاء هذا القرار بعد مناقشة استراتيجية شارك فيها متخذو القرارات وكبار المسؤولين العسكريين. ومعنى ذلك واضح، فلقد حُسم الجدل القائم بين من يعتقدون بأن على اسرائيل القيام بضربة عسكرية لمنع ايران من الحصول على القنبلة النووية وبين من يظنون ان في الإمكان القبول بايران نووية.

وهناك مدلول آخر تفصيلي: في حال لم يسقط نظام آيات الله في السنة المقبلة ولم يوجه الأميركيون ضربة عسكرية الى ايران، واذا لم تقض العقوبات الإقتصادية على المشروع النووي الايراني، فالمطلوب من اسرائيل ان تتحرك وحدها. وهذا يعني ان الاعداد للخيار العسكري بات اليوم في ذروته، وانه خلال سنة او سنة ونصف يُحتمل اندلاع مواجهة اقليمية...

 لا شيء جيداً يحدث على مثلث طهران – القدس - واشنطن. تسعى اسرائيل جاهدة الى الحصول على موافقة اميركية لمهاجمة ايران ولكن من دون جدوى. وعلى النقيض من ذلك، فالسبيل الوحيد لوصول الطائرات الاسرائيلية الى ايران هو العبور فوق العراق الذي يسيطر عليه الأميركيون. لكنها تحتاج الى الحصول على موافقة للعبور والى معرفة الشيفرات، الأمر الذي لم يحصل لغاية الآن. تطالب اسرائيل بالحصول على سلاح هجومي وبدل ذلك تحصل على منصات لمنظومات دفاعية. ويقول لها الأميركيون نساعدك في الدفاع عن نفسك وليس للهجوم...

اعداد اسرائيل للخيار العسكري هو السبب الذي من اجله تتفاوض مع سوريا. ثمة اهمية كبيرة الآن تحديداً لتحييد سوريا عن دائرة الصراع قبيل اندلاع مواجهة محتملة. ويدرك السوريون هذا الأمر جيداً. فلقد قال الأسد لأولمرت في مجالس مغلقة أنه ذكي وحذر ويعلم تماماً ما الذي يجب أن يفعله وما يجب الامتناع عنه. ولديه القدرة على ضبط النفس ولا ينتمي الى عالم الإسلام الأصولي...

في حال هاجمت اسرائيل ايران وعلى افتراض ان سوريا لم تتدخل، ماذا سيحدث؟ الايرانيون يشكلون الخطر المباشر الأقل خطورة. فعشرات صواريخ "شهاب" التي تملكها ايران سيجري اعتراضها. المشكلة ستنشأ في الشمال والجنوب. "حزب الله" سيطلق الصواريخ الكثيرة الموجودة لديه وكذلك "حماس" وستصيب الحصة الأكبر منها حيفا وأشدود وكذلك تل أبيب...

هذا هو السبب وراء تحدث كثيرين عن حكومة طوارئ وطنية. فالأيام العصيبة المقبلة تتطلب توحيد القوى الصهيونية في خندق واحد. انها حرب حياة او موت، بين الظلمة والنور، وبين الاسلام الأصولي النووي وبين من يؤمنون بالتعايش وبحل الدولتين لشعبين وبحقوق الانسان وحرية التعبير وحق المراة في الخروج سافرة...".

 

إسرائيل: خلايا لـ"حزب الله"في فنزويلا

المستقبل - السبت 30 آب 2008 - اتهمت اسرائيل امس "حزب الله" بأنه يعد لعميات ضد أهداف اسرائيلية في أميركا الجنوبية من خلال خلايا تابعة له في فنزويلا. وقال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إن معلومات وصلت لإسرائيل في الأشهر الأخيرة تشير الى وجود خلايا لـ"حزب الله" في فنزويلا بهدف تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في أميركا الجنوبية. ونقلت صحيفة "هآرتس" أمس عن جهات رسمية في أجهزة "مكافحة الإرهاب"، قلقها المتزايد حيال إمكانية سعي "حزب الله" لانشاء خلايا بغية تنفيذ عمليات في أميركا الجنوبية. وقال المسؤول الإسرائيلي إن المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل تشير إلى أن "حزب الله" أنشأ خلايا في منطقة شبه جزيرة غواخيرة عند الحدود بين فنزويلا وكولومبيا حيث يوجد سكان مسلمون، وعلى ما يبدو فيها نشطاء تابعون له. لكن المسؤول الإسرائيلي أضاف أن التقارير التي تملكها إسرائيل حول هذا الموضوع قليلة ويجري التدقيق فيها حالياً. ويذكر أن إسرائيل تتحسب من عمليات ينفذها "حزب الله" خارج حدود الشرق الأوسط منذ اغتيال أحد قادته العسكريين عماد مغنية في شهر شباط (فبراير) الماضي في دمشق، واتهم يومها الحزب الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف الاغتيال. وأشارت "هآرتس" في هذا السياق إلى أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله أقسم بالانتقام لمقتل مغنية وأن قياديين في الحزب تحدثوا اخيراً عن أن الحزب أصبح جاهزاً لتنفيذ عمليات كهذه. وتابعت أن ثمة قلقاً في إسرائيل منذ فترة طويلة حيال نشاط إيران في فنزويلا ومن "الحلف الناشئ بين الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد"، ومن أن النشاط الإيراني المكثف في فنزويلا سيؤدي إلى "نشاط إرهابي مشترك لإيران و"حزب الله"".

 

إنه زمن القتلة بامتياز!

بول شاوول

المستقبل - السبت 30 آب 2008 - إسرائيل كعادتها تهدد لبنان بتدميره على رؤوس أهله وتدمير "البنية التحتية". إيران تهدد إسرائيل بصواريخ يصل مداها الى كل أرجاء الدولة العبرية. عال! إسرائيل تهدد أيضاً إيران ثم تهدد حزب الله لا سيما بعد "تيقنها" بأنه ينصب صواريخ تعرض طيرانها للخطر (في لبنان طبعاً).. ومحمد رعد هدد إسرائيل أيضاً بأن حزب الله (اللبناني) سيرشقها بـ11 ألف صاروخ عند أول رصاصة تطلق على إيران (التصريح لبناني ومن لبنان). حزب الله يشيد بالجيش ليعطله ثم ليستوعبه في مفاصله وقيادته الأمنية والعسكرية الاستراتيجية الدفاعية ضد إسرائيل على طاولة لا نعرف إذا كانت "ستنصب" في خيمة أم على سطح. قانون الانتخابات "يسلك" في فصله الأول (وزعل جنرال الهزائم ميشال هللويا). وميشال هللويا ما غيرو هدد بدوره بانقلاب يغير الواقع (وهو مع حلفائه ما زالوا أقلية)، طبعاً بأذرع وأطراف وأعضاء سواه!

يضاف الى كل ذلك أخبار عن تدفق أسلحة عبر الحدود السورية آتية من بلاد "الغواصات" الجديدة والقنبلة النووية العتيدة والصواريخ العملاقة بعيداً عن بلاد فارس وغير فارس. طرابلس مهددة بحروب وتقسيمات واعتداءات ودمار وتخريب. الجيش اللبناني لم يستكمل عديده ولا عدته ولا ربما جهوزيته ولا قراراته ولا "ثقافته" ولا دوره. الميليشيات المظفرة التي تركت "المقاومة" ها هي تعبث بشوارع بيروت وسعدنايل والشمال بسلاح المقاومة نفسه.

إنها اللحظة غير اللبنانية بامتياز التي ترخي زمنها على لبنان. كمّاشات وكلاّبات ونار تحاصره: من الخارج (عبر بعض "أبناء" الداخل البرَرَة)، ومن الداخل (عبر عملاء الخارج)، على مساحات ملتبسة من الشحن المذهبي والطائفي والمناطقي.

إن الحروب المعلنة على لبنان من الخارج (إسرائيل)، تواكبها (ربما تنسيقاً أو تواطؤاً أو مصادفة موضوعية!) حروب تُهيأ من الداخل: المنقلبات مستمرة منذ ثلاث سنوات، وكل يوم بطريقة "مبتكرة" جديدة لكنها من خلف الكواليس واحدة! بحيث يمكن القول أن الأيادي البرانية في صناعة هذه الحروب والأيادي الجوانية موصولة في محاولة تدمير الدولة والاقتصاد والسيادة والاستقلال والمجتمع ووحدة المؤسسات والشعب. فحزب الله الذي يطالب (لفظياً) باستراتيجية دفاعية ضد العدو، يقرر وحده "قصف" إسرائيل إذا تعرضت أمَتُه إيران للاعتداء. ولكي يستبقي هذا القرار، عليه أن يُعطل كل ما هو متماسك في القرار اللبناني، وينفي كل إرادة مختلفة عنه، سواء كانت الحكومة أو الجيش أو الأكثرية أو حتى بعض حلفائه. فله مصلحة إذاً أن يوسع دائرة توزيع سلاحه، على أفراده "المقاومين" في بيروت والى الأحزاب والشلل المياومة لديه، والأجاويد، وهكذا، يستطيع أن "يبتكر" كل يوم بؤراً مؤججة طائفية موجهة خصوصاً وحتى إشعار آخر الى الجمهور الذي يعارض هيمنته في طرابلس وبيروت، إذاً لم يعد سلاح حزب الله مقتصراً على "أفواجه" الإلهية المعلنة وغير المعلنة، ولا في بعض البؤر الكانتونية، ولكنها بحمده تعالى "كسرت" كانتونها المقدس (تذكروا معي الكانتونات المقدسة التي "صُنعت" أيام الميليشيات السابقة بعد السبعينات: مقدسة بمقدسة: إلهية بإلهية، ومحميات بمحميات) في بعض المناطق المسورة لتبني "كانتونات" شبيهة بكانتونها في بعض المناطق الأخرى، كخطوط تماس، وحدود فاصلة و"جمهوريات" موز وخس وبرغل بدفين مصغرة (بيروت محاصرة، وطرابلس قيد مشروع تقسيمي!).

وإيران هي إيران (لم تحارب اليهود عندما كانت "فارسية" بل حاربت العرب، ولم تحارب إسرائيل وهي في كنف الشاه ولا في الولاية الشاهنشاهية الفقهية، اليوم). توزع الأدوار بين "آلائها" و"مصطفيها"، واحد يمتدح صداقة إسرائيل، وآخر يريد أن يدمرها! (يقال أن النظام الإيراني براغماتي!)، واحد يميز بين النظام الأميركي والشعب، وآخر يدين الغرب كله ويعلن "ثورة شاملة" لتغيير العالم كله! واحد يهاجم الأكثرية في لبنان ويتهمها بالعمالة، وآخر من بني ساسان يطالب اللبنانيين بالحفاظ على وحدتهم وبالتوافق!

والنظام السوري يفاوض إسرائيل (وممنوع على لبنان أن يفاوض على مزارع شبعا فيتهم بالعمالة (إسمعوا ميشو عون حليف الإسرائيليين السابق الذي قال ما قال بعد مجزرة قانا وعدوان "عناقيد الغضب" وبدّك مين يهدّي عن المقاومة: مقصّر ومخّو حامي!)، ضمن مفاوضات ثنائية، ويسعى الى اتفاق سلمي معها، لاسترجاع الجولان (أو غير الجولان). وله، أيضاً، كما لإيران مصلحة في أن يتحول البلد من جديد ساحة له ولسواه لتحسين شروطه من حيث المحاكمة، أو التقرب من أميركا، أو من إسرائيل! ولكي يستمر البلد معبراً لهذه الحروب، يلعب اللعبة المزدوجة: لعبة ترضي فرنسا أو غير فرنسا بتسهيل الأمور في لبنان (شكلياً) ولعبة مخفية توتر الأجواء وتغذي التسلح والمجموعات الخارجة على القانون.

أما إسرائيل فلها المصلحة الأبدية والدائمة في تخريب لبنان، لأنه "حصرمة في عينها العنصرية"، ولأنه الوحيد في المنطقة الذي يدحض ادعاءاتها بأنها البلد الديموقراطي الوحيد (بخلفية فاشية طبعاً) والمركز الاقتصادي الحر، والجسر الى الغرب... والمتعدد: كل هذا يزعج الدولة العنصرية، فتلتقي، وبطرق عديدة كل الذين يسعون الى تدمير لبنان واستقلاله ودوره وتميزاته! "وكما تراني يا جميل أراك!" لقاء الأضداد إذاً ضد هذا البلد الصغير (ولم لا لقاء الاحلاف من وراء الاسلاف والاعلاف!) وضد هويته (المتعددة طبعاً)، وضد دولته، وحتى وجوده. والغريب، انه كلما اشتد وطيس الكلام على حرب بين إسرائيل وإيران مثلاً، أو بين إسرائيل وسوريا، أو بين إسرائيل وحزب الله، يقع "انقلاب" ما في لبنان، ويتعرض لغزوة داخلية: غريب! ينتظر أحياناً لبنان العدو من وراء الحدود، (أقصد إسرائيل) فإذا به فريسة حرب من داخل الحدود. فمثلاً كانوا يقولون في أيار الماضي أن أميركا أو إسرائيل ستوجهان ضربة لإيران (وأحياناً لسوريا)، وقبل أن يجف ماء هذا الكلام، تندلع في أيار غزوة بيروت. فكأن تخريب لبنان بديل من أي حرب بين "المتنازعين" (إيران وسوريا) بل وكأن الكلام وشدته وهيجانه وزجلياته عن حرب إقليمية، هو تمويه لحرب يهيئها بعض هذا الخارج ضد لبنان، ومن جوانيته: ففي أيار مثلاً تمّت غزوة بيروت والجبل... وكلام الحروب الإقليمية الأخرى محاها النهار. إنها أسئلة غريبة، تقع أحياناً في حدود الالتباس. وعندما يكثر الكلام مثلاً عن احتمال انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا من مصادر متعددة، يعمد أهل "الآلهة" والمصابون بالألوهة عندنا (والألوهة الدعية مرض نفسي وانتروبولوجي وكيميائي)، الى رفض انسحاب إسرائيل من المزارع وتسليمها الى اليونيفيل، فكأنهم بذلك "يستدرّون" "عطف" إسرائيل لترفض هي (ومن موقعها المعادي طبعاً وبإذنه تعالى) الانسحاب. وإذ وبعد "حين" (وما أدراك ما الحين والأحيان) تعلن إسرائيل أنها لن تنسحب من المزارع المحتلة. برافو! القرار 1701، ايضاً، الذي يعطله أهل 8 آذار "الميمونون" ببيوت المال والذخائر والانقلابات، فعلياً، ويؤيدونه "لفظياً" وها هي إسرائيل تهاجم القرار 1701 وتخترقه. وهكذا يلتقي الأضداد في رفض القرار المذكور: فيا للمصادفة العجيبة، وللمعجزة!

وإذا تناولت موضوع الجيش نجد وبكل صفاقة أن إسرائيل ترفض وبكل الوسائل أن يمتلك الجيش اللبناني أي أسلحة دفاعية قوية من طائرات حربية أو سفن أو أسلحة متطورة، بذريعة أن مثل هذا السلاح للجيش اللبناني من شأنه أن يهدد "أمنها": إذاً فليبق الجيش كما هو أو كما كان أيام النظام الأمني السابق: كشافة مجرد كشافة، أو مجرد رديف لجيش حزب الله! عال! وفي المقابل، ينظر حزب الله بحذر الى تسلّح الجيش بإشارات كثيرة، وينظر بعين حمراء الى نموه، فيبعث له برسائل معروفة كانت الأخيرة إسقاط هيليكوبتر في "حزب الله ـ إيران لاند" في الجنوب، ليفهم الجميع أن لا صوت يعلو فوق صوت "المعركة"، ولا سلاح يعلو السلاح الإيراني في الجنوب، ولا يفكّرن أحد بمشاطرة الحزب أي تصد أو مقاومة أو مشاركة فعلية أو حتى شكلية على "أرض الكنانة" الفارسية في إقليم التفاح (نتذكر ما جرى في الثمانينات في هذا الإقليم والضاحية!)، بل ولا يفكرن أحد باقتناء سلاح يمكن أن يكون "فاعلاً" في حضرة السلاح الإلهي الذي بات مجرد وسيلة للهيمنة الداخلية وللسيطرة، ولترهيب اللبنانيين، وإشعال الفتن، وترسيخ حدود بؤر تقسيمية جديدة بحد القتل، والسيف والحديد...

ويكفي أن نتابع "وقائع" محاولات (أقول محاولات) تعيين قائد جديد للجيش، لتدرك الى أي مدى يريد حزب إيران "اللبناني" ضرب هذه المؤسسة، وجعلها "مؤسسة" حزبية، تماماً كما كان "مؤسسة أمنية" تابعة لأجهزة المخابرات الإقليمية.

فإذا كان حزب الله ضد استقلال لبنان، فكيف يريد جيشاً مستقلاً عن إرادته الخارجية. وإذا كان حزب الله ضد سيادة لبنان، فكيف يمكن أن يقبل جيشاً يحمي السيادة؟ وإذا كان حزب الله يساهم في سبي الحدود فكيف نريد منه أن يقبل بجيش يحمي الحدود. وإذا كان حزب الله يريد أن يلعب دور توزيع الكانتونات شمالاً وضاحية وجنوباً، فكيف يمكن أن يقبل قيام جيش يوحد البلاد؟ وإذا كان حزب الله فوق إرادة الدولة والمسمار الذي يدك كل يوم في خشبها، فكيف يمكن أن يقبل جيشاً يحمي الدولة. وإذا كان حزب الله يسخر من "الديموقراطية" (اتهم محمد رعد الديموقراطية اللبنانية بأنها أميركية: خوَّن رعد الديموقراطية. خوّن رعد الحرية. فبراو! ومن قال لك ان ديموقراطيتنا أميركية. أو لم تقولوا انها توافقية؟)، فهل يقبل أن يقوم الجيش بحراسة هذه الديموقراطية (التي انتُخب محمد رعد على أساسها نائباً)، وإذا كان حزب الله يرفض الحريات الفردية، والمجتمع المتعدد، والمدني، والخصوصيات الثقافية، والهوامش الحية، (وربما الحياة نفسها! إزاء ثقافة الموتى التي يروّج لها)، فهل نريد منه أن يعترف بجيش يعزز أدوات المجتمع وحقوقه المدنية والسياسية!

إذاً الجيش إشارة خضراء بالنسبة إليه: يسلكه ويقتحمه ويخترقه متى يشاء. وحمراء بالنسبة الى الدولة والشعب والنظام: ممنوع دعمه! براو! (اسألوا زملاءكم يا حزب الله، من أحزاب الآلهة السابقين منذ 1969، ماذا حلّ بهم عندما فككوا الجيش. اسألوهم! لأن سؤالكم اليوم سيكون سؤالاً غداً ربما عندما يفوت أوان "الآلهة" الصغار!).

إذاً الجيش محك الدولة على محطات و"حكاكات" الحزب الايراني في لبنان. وكما تعرض لاعتداءات وأشعلت فيها الخطوط الحمر اعتدى عليه سابقة، ابتداء بشاكر العبسي (العضو غير المنتسب الى 8 آذار)، وما جرى في كانون الثاني، وما جرى في بيروت، فسيتعرض لمثل هذه الاعتداءات اليوم وغداً (تذكروا فرنسوا الحاج! وإسقاط الهيليكوبتر في "حزب الله لاند")، (أو جمهورية الملالي الجنوبية). وما توزيع الأسلحة والتدريبات وإنشاء الفرق الخاصة التابعة للوصايتين، سوى استكمال محاصرة الجيش والدولة والناس إذ لا يلتقي بالنسبة الى "استجماعات 8 آذار" أن يكون حزب الله أقوى من الجيش بل أيضاً القوى الميليشيوية التي تفرَّخ في طول البلاد وعرضها، لكي يبقى الجيش هو الأضعف حتى بالنسبة لهذه المجموعات المرتزقة المعنونة بشعارات من فبركة المخابرات، وليكون الحزب وهذه المجموعات أداة تحطيم الارادة الأكثرية الشعبية ومعاقبتها (على نزعاتها الاستقلالية)، وترويع الناس، وتخريب الوشائج، والتفرد بقرارات الحرب والسلم والاقتصاد وربما السياحة والرياضة.

إذاً لبنان اليوم، يريدونه أن يكون في لحظة غير لبنانية. أي "لبنان أخيراً"، أو "لبنان في المؤخرة"، أو لا "لبنان" وأخيراً، ولا لبنان في المؤخرة... وطبعاً لا لبنان أولاً (يعاقبون أهل طرابلس وبيروت لأنهم أول من رفع شعار "لبنان أولاً" في الحركة الاستقلالية العظيمة التي "أدمت قلوب الاستبداديين والالهيين والطغاة الصغار (وكل طاغية هو صغير بإذنه تعالى مهما نُفِّخ كالبالون أو كُبِّر كالبلاستيك أو مُدِّد كالمطاط! إسألوا الطغاة السابقين!).

إذاً لبنان الأكثرية الاستقلالية. لبنان الدولة. لبنان السيادة. لبنان التعدد. لبنان الديموقراطية. لبنان العروبة (غريب كم يكرهون العروبة: ألم يعلقوا يافطات في الثمانينات تقول: "العروبة والصهيونية وجهان لعملة واحدة". وقد نسوا أن يكتبوا أن المذهبية والصهيونية وجهان في وجه واحد" بإذنه تعالى. لبنان الدور، مهدد بقوى الشر والارتزاق وأصحاب "المشاريع الانتحارية": هيمنوا على جدران بيروت في غزوتهم لا على الناس، وها هم يهيئون للهيمنة ربما على طرابلس وعكار في "إطار كانتوني" شبيه بكانتونات الضاحية لكسر المنحى الاستقلالي عند الاستقلاليين. فهل إسقاط الطوافة العسكرية في "إيران لاند" في الجنوب، بمثابة إنذار للجيش بإجباره على التواطؤ مع مشاريع حروبهم الداخلية، وغزواتهم، واشكال عدوانهم؟ وهل يعني ذلك أن يشعر أهل لبنان (الأكثرية) بأنهم عُزَّل، وبلا حماية ليستسلموا للمغاولة الجدد. إشارات كثيرة تنذر بغيوم من معدن ودم لا سيما في طرابلس وربما في الليطاني...

سيناريو المنقلبات مستمر، لمحو "اللحظة اللبنانية" واللحظة الاستقلالية، و"اللحظة الديموقراطية" ومن ضمن هذا السيناريو أن يستمر حزب الله في الكنف الفارسي (مجموعة وكلاء بالجملة والمفرق) وان تستمر الدولة بالوَهَن، وأن تستمر "هوية" لبنان المتعددة بالذوبان في أتون الأحادية الأيديولوجية النرجسية والمرضية والجنونية والتافهة، ويستمر استنزاف الجيش على مرمى البندقية الايرانية في لبنان، وفي الجنوب.

وما قتل النقيب الطيار سامر حنا عمداً، وإسقاط طائرته عمداً، سوى إعلان عمومي واضح لمطامع حزب الله الايراني للاستيلاء على لبنان، بالقوة، والاغتصاب، والاعتساف. ولا بد هنا من أن نوجه تحية للشهيد الطيار الذي قتله بعض أهل الداخل، ونعزي أهله والجيش والأكثرية، داعين أن تقطع اليد المجرمة العميلة التي أردته ونبتهل لكي يلقى الطغاة... مصير الطغاة! وإن غداً لناظره قريب!

وبشّروا القاتل (ولا مفتراً ثغره، أو مقطباً جبينه، أو في لبوس البراءة) بالقتل ولو بعد حين!

إنه زمن القتلة بامتياز مُبين!

بول شاوول

 

الجيش تحت مقصلة السيناريو الذي استهدف "الأمن والمعلومات"وسلوكية الإسفنجة التي طوّقت "مار مخايل" ظهرت نتائجها في بيروت

اغتيال حنّا: حذف أبرع مدرّب طيران مع وصول "كوبرا"

فارس خشّان

المستقبل - السبت 30 آب 2008 - لم يطلب "حزب الله" من اللبنانيين في ضوء تداعيات تصدي وحدة من الجيش اللبناني لأعمال الشغب في ساحة مار مخايل المتاخمة لذاكرة عين الرمانة التاريخية أن يتريّثوا في تفسيراتهم وأحكامهم، وأن يتحلّوا بالأخلاق الأفلاطونية التي تحول دون "استغلالهم" لما حدث، كما فعل في بيانه الصادر تعليقا على اغتيال النقيب الشهيد سامر حنّا برصاصتي قنص غادرتين، واحدة أصابته في قلبه والثانية فجّرت دماغه.

في ملف مار مخايل كان العكس هو الصحيح. لم يترك "حزب الله" توصيفاً جرمياً إلا وأطلقه على الجيش اللبناني، ولم يستثن تفسيراً سياسياً "تخوينياً" إلا وألصقه بهذا الصدام الدامي الذي بقي مُفجّره ـ قاتل المسؤول في حركة "أمل" ـ مجهول الهوية على الرغم من أنّه معلوم جداً.

ونجحت، يومها حملة "حزب الله" في تحقيق ما صبت إليه، فقيادة الجيش بإحالتها ضباط قادة على التحقيق فالسجن على خلفية إصدارهم أوامر التصدي لأعمال الشغب التي كان يمكن أن تؤدي الى صدام طائفي، تكون قد وافقت على فتح الطريق أمام "حزب الله" ليتصرّف في الشارع على هواه، وهذا ما عاد وظهر جليا، الى حد الفضيحة، في السابع من أيار الماضي وأيام الغزوة التي تلته.

وبالفعل فإن التدقيق في الواقع الميداني بين اضطرابات مار مخايل وبين غزوة بيروت تُظهر أن "حزب الله" نسي "شهداءه الفقراء"، كما أن "جنوده الفقراء" تمكنّوا من أن يكبتوا الغضب الذي كان يتفجّر عصر كل يوم في شارع من شوارع لبنان "الحسّاسة"، وذلك بعدما تمّ الوصول الى ما جرى التخطيط له، فالجيش اللبناني الذي تعهّد التصدي لأعمال الشغب حماية للمدنيين والسلم الأهلي، عاد فحيّد نفسه كنتاج بديهي لمحاكمة كل من تصدّى وأمر بالتصدي.

وإذا كان "حزب الله" قد فعل ما فعله كردة فعل على ما حصل في مار مخايل، فإن دعوته الى إهمال ما حصل في إقليم التفاح على قاعدة وجوب تركه للتحقيق يستحيل أن تستقيم حتى ولو كان هناك شبه بين الحالتين، في حين أن الوقائع المأخوذة من نتائج التحقيق العسكري تؤكد أن المقارنة بين مار مخايل وبين إقليم التفاح، هي كالمقارنة بين وفاة ناجمة عن حادثة صدم وبين وفاة ناجمة عن جريمة قتل عمدية، أي أن الحالة الأولى معزولة عن أي دافع فيما الحالة الثانية كانت إبنة الدافع.

فماذا في الدوافع؟

بطريقة غير مباشرة أقرّ "حزب الله" في بيانه الرسمي بمسؤوليته عن استشهاد النقيب الطيّار سامر حنّا، بعدما كانت مصادره قد قالت بوضوح في اتصال مع موقع "لبنان الآن" الإلكتروني إن الحزب هو من أقدم على إطلاق النار لأن المروحية تجاوزت "الخط الأحمر".

وتبيّن التحقيقات التي قامت بها ثلاثة أجهزة في الجيش اللبناني فور "عملية" إقليم التفاح، أن النقيب حنّا إستشهد بفعل إصابته برصاصتين موجّهتين من بندقية قنص. الرصاصة الأولى في القلب والثانية في الرأس.

وهذا التوصيف لكيفية حصول الوفاة، يؤكد أن النقيب حنّا كان هو الهدف، على اعتبار أن الملازم عبّود والتقنيين الذين كانوا برفقته لم يُصبهم أيّ مكروه لولا الإصابات الناجمة عن تطاير زجاج مروحية "غازال" غير المسلّحة وغير المزوّدة بكاميرات والممهور على ذنبها الطويل رسم كبير لعلم لبنان.

فمن هو، والحالة هذه، النقيب الشهيد سامر حنّا؟

تُفيد "إضبارته" العسكرية أنّه طليع دورته ومتميّز جدا في قيادة المروحيات العسكرية، بحسب شهادات مدارس عالمية متخصصة، وقد اعتمده سلاح الجوّ اللبناني على الرغم من صغر سنّه، وبفعل توصية إختصاصيين دوليين، مدرّبا للطيّارين المنتمين الى سلاح الجو في الجيش اللبناني، وهو لدى استشهاده كان يُدرّب الملازم عبّود، على التحليق والهبوط في المناطق الجبلية الوعرة، وتحديدا في النقطة التي اعتمدتها قيادة الجيش لهذا النوع من التمارين.

وهنا يُطرح سؤال: هل يُعتبر النقيب سامر حنّا حاجة ملحة في هذه المرحلة للمؤسسة العسكرية؟

ويأتيك الجواب القاطع من الوقائع التي لا تزال غائبة عن عموم اللبنانيين. وفي هذه الوقائع تأكيد لبناني لا يرقى إليه الشك بأن واشنطن أبلغت وزارة الدفاع الوطني، قبل مدّة وجيزة، أنّها وافقت على تقديم إثنتي عشرة مروحية من طراز كوبرا الى الجيش اللبناني، وهي ستكون جاهزة للتسليم في الشهر الأخير من السنة الحالية، طالبة من المؤسسة العسكرية أن تُنمّي قدرات طيّاريها الشباب، من أجل أن يتمكنّوا بسرعة من التعامل مع هذا النوع المهم من المروحيات العسكرية. وهذا بالضبط ما كان يتولاه النقيب الشهيد سامر حنّا.

وتأسيسا على هذه المعطيات، يتبيّن أن اغتيال حنّا يكاد يُلامس بمراميه إغتيال الرائد الشهيد وسام عيد الذي كان أبرع ضباط قوى الأمن الداخلي في تقفي الجريمة المنظمة من خلال متابعة الإتصالات الهاتفية والشيفرات الإلكترونية، كما اغتيال اللواء الشهيد فرانسوا الحاج الذي كان مرشّح العماد ميشال سليمان الوحيد لخلافته في منصب قائد الجيش فيما كان العماد ميشال عون يُطالب على سبيل المثال بالعميد شربل برق لهذا المنصب والفريق السوري في لبنان بالعميد مروان بيطار (وهو المطلب الذي تكرّر طرحه، وعيدا وترهيبا، على عدد من المسؤولين المعنيين عشية جريمة إقليم التفاح).

وهذا يعني أن اغتيال النقيب الشهيد سامر حنّا هو أكثر من مجرد رسالة. يكاد يكون جزءا من مؤامرة تستهدف تفريغ المؤسسة العسكرية من طاقاتها الواعدة، كما من ثقة ضباطها بسلامتهم، بعدما ظهر لهم بالعين المجردة أنهم يتحرّكون على أرضية غير آمنة، وفق السيناريو نفسه الذي شلّ الى حد كبير فرع الأمن والمعلومات في قوى الأمن الداخلي بعد محاولة إغتيال المقدم سمير شحادة ومغادرته لبنان الى كندا واغتيال الرائد الشهيد وسام عيد، بحيث اقترن الهجوم السياسي ـ الإعلامي على هذا الفرع بجدية الدماء المسفوكة.

من هنا بالتحديد، تبدو مسؤولية المؤسسة العسكرية ووزير الدفاع الياس المر ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وسائر المسؤولين والقيادات اللبنانية كبيرة للغاية، فإن هم تراخوا وارتضوا بمخرج هدفه حفظ ماء الوجه سيقودون وطنهم لاحقا الى واقع مرير بحيث يأتي اليوم الذي تنتقل فيه الإستراتيجية الدفاعية من مبدأ دمج المقاومة بالجيش الى مبدأ دمج الجيش بالمقاومة.

وفي مطلق الأحوال، فإن جميع المسؤولين من دون استثناء يعرفون أن الطريق التي فتحتها "سلوكية الإسفنجة" في مار مخايل أوصلت البلاد الى السابع من أيّار، ولذلك فهم أمام تحدي معرفة الهدف الذي ستقود إليه الطريق التي فتحتها جريمة إقليم التفاح إن عادوا فرضخوا لـ"سلوكية الإسفنجة" مرة أخرى

 

صواريخ..!

"أبو رامز"

المستقبل - السبت 30 آب 2008 -

طالما أن الجيوش العربية المحيطة بإسرائيل تدأب على الاعتماد على الصواريخ في ترساناتها الحربية وطالما أن حزب الله وإيران لمسا لمس اليد أهمية ذلك السلاح وفعاليته، وطالما أن إسرائيل قررت فعلياً الاستعداد للمواجهة في "الجبهة الداخلية" من خلال اتخاذ احتياطات استثنائية تحسباً من تلك الصواريخ، قررت العائلة أي أنا وأم رامز ورامز ورمزية الاشتغال فعلياً في هذا المجال والاستعانة بمراكز المعلومات الكثيرة المنتشرة عبر الانترنت لتقديم ما يلزم في المجهود الصاروخي العربي.

طبعاً هناك أسرار كثيرة لا يسعنا الإفصاح عنها، لكنني بحكم ضرورة تعبئة هذه الزاوية قررت بكامل وعي أن أعلن عن عناوين فقط لذلك الجهد. وهكذا أستطيع ان أقول أننا تمكنا من إنتاج دفعة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى، وهي كلها ستوضع في تصرف "ميليشيا تيار المستقبل" وما حدا أحسن من حدا يا اخوان..!

أول تلك الصواريخ "رامز ـ 1" وهو مضاد للفتنة، "أم رامز ـ 7" مضاد للتحريض الطائفي والمذهبي، "رمزية ـ 4" مضاد للجهل وقلة الأدب، "أبو رامز ـ 15" مخصص لدعم التحصيل الجامعي والدراسات العليا، "أم رامز ـ 27" مخصص لدعم مشروع الدولة الواحدة الموحدة، "رمزية ـ 5" مخصص لتوسيع مجال الرؤية وإضاءة العقول والقلوب، "رامز ـ 9" مخصص لدعم السلم الأهلي ومشاريع التنمية على تنوعها...

طبعاً قد يقول أحد خبراء الأسلحة غداً أن هذه الصواريخ منسوخة عن أنظمة قائمة في العلم العسكري مثل نظام الدفاع الجوي الروسي المعروف باسم "اسكندر"... و"أس.أح.أف ـ 17" لكنني أستطيع أن أجزم وأنا مسؤول عن فعل الجزم هذا (يا اخوان) أن كل إنتاجنا من صنع محلي ـ بيتي... صحيح أننا "استفدنا" من خبرة من سبقنا من أجيال المخترعين العتاة لكننا تمكنا نحن وبإرادة عائلية وتصميم لا يلين، من التوصل الى النتائج الباهرة التي عرضتها وأعرضها أمام العموم.

ومن بديهيات الأمور أن أقول أننا لا نتحدى أحداً، ولا نكبّر رأسنا أمام أي كان، وآلينا على أنفسنا أنا وأم رامز ورامز ورمزية أن نوظف تلك الإمكانات الصاروخية في الوضع الداخلي اللبناني وأن نخضع لكل آليات الحوار الوطني العتيد من أجل وضع إمكاناتنا وطاقاتنا في إطار الاستراتيجية الدفاعية الموعودة... وبكل طيبة خاطر. يبقى أن أقول، إننا نعمل حالياً، أي راهناً، على إنتاج صاروخ صغير من طراز "رموزتي ـ 1" (نسبة الى حفيدي) مخصص لدعم حضانات الأطفال وتشجيع الاستماع الى الموسيقى، وأعدكم بأنني سأعلن النتيجة (الناجحة بإذن الله) عندما تكتمل... والسلام

 

سوريا ولبنان بين حربين.. باردة وساخنة
أديب طالب (*)

المستقبل - السبت 30 آب 2008 - وفق احتماليّة نهاية القطب الواحد في العالم (أميركا + اسرائيل + الاتحاد الأوروبي الصديق المتطاول أحياناً)، واحتماليّة ولادة عالم الأقطاب في تراتبية من الأعلى إلى الأسفل (أميركا، اسرائيل، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الصين، الهند، البرازيل ..الخ). ووفق هاتين الاحتماليتين واللتين أشار إليهما كلينتون أمام الكونغرس سابقاً وساركوزي حالياً أمام سفرائه ووفق احتمالية حرب باردة جديدة أو حرب حارة جداً وسريعة جداً، وفق هذا الكم من الاحتمالات، يطرح المحللون السياسيون المعنيون بالشرق الأوسط سؤالين مهمين:

السؤال الأول:

ما هو موقع بلد صغير جداً، إلا انه مؤثر جداً بحكم نوافذه الجيوستراتيجية، شرق المتوسط أولاً، وعلى تركيا ثانياً، وعلى العراق (المحتل) والموصل لإيران ثالثاً وعلى الأردن واسرائيل وفلسطين رابعاً، وبحكم نوافذه العربية والكردية والاسلامية وحتى الطائفية والمذهبية، وبحكم أبوابه المشرعة على مصاريعها دائماً ومن تسعين سنة على لبنان (يا قطعة سما) السؤال: ما هو موقع هذا المعروف باسمه الأول سوريا.. هذه السوريا.. ما هو موقعها في عالم متعدد الأقطاب؟؟، راهناً انتقالياً، ومستقبلاً واقعاً وحاسماً فيما بعد.

السؤال الثاني:

إلى أيّ مدى ستكون هذه السوريا قادرة على الدخول والخروج إلى ومن لبنان عبر أبوابه المشرعة تلك؟، وكأن هذا اللبنان وكالة من غير بواب.. إلى متى؟

في الإجابة على السؤال الأول نقول:

يستطيع الأسد الابن أن يعلن انخراطه بالحرب الباردة المقبلة. ويستطيع أن يقول لروسيا انه سيزرع لها سوريا صواريخ، وسيهبها الموانئ بحرية عسكرية. وحتى نفهم مدى الجد والهزل في إعلاني الأسد المدفوعي الأجر، علينا أن نتذكر خمسة حقائق معلومة جيداً عند السوريين والمتتبعين بدقة لتاريخ الأسد الأب. الحقيقة الأولى أن الأسد الأب كان لا يضحك حتى تبدو نواجذه إلا اذا قابل مطلق سياسي أو صحفي أو ديبلوماسي أميركي. والأسد الابن سر أبيه بلا تردد. الحقيقة الثانية أن الأسد الأب العربي المسلم، ما دعي إلى حلف مع أميركا لإخراج صدام العربي المسلم من الكويت حتى لبى واستجاب بحرارة واندفاع ما كانا معهودين عنه في سلوكه السياسي. الحقيقة الثالثة أن الأسد الأب لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه اسرائيل، مذ بدأ فصل القوات في كانون الثاني 1974 وحتى وفاته، وقد رفع هذه الراية المسالمة نجله الأسد الابن وكانا عند وعدهما الصادق الأمين باحترام وقدسية لذلك الفصل كهدنة أراحت طرفيها عبر أربع وثلاثين عاماً. الحقيقة الرابعة: في حرب تموز على لبنان 2006، تبادل الأسد الابن وأولمرت عشرات المدائح والتطمينات العلنية والسرية بأن أحدهما لن يرمي الآخر ولو بحجر من ورق.

الحقيقة الخامسة، في حرب تموز وعندما كان لبنان يحترق، كان المفاوض السوري ابراهيم سليمان يشرب الأنخاب مع المفاوض الإسرائيلي آلون ليئيل فوق الطاولة وتحت الطاولة. وانتهت حرب تموز وما تزال الأنخاب ترفع تباعاً على المائدة التركية، وغالب الأمر أنها ستستمر في الرفع حتى تأذن أميركا لتحديد ليلة عرس السلام الإسرائيلي ـ السوري.

على ضوء الحقائق الخمس الماضية، فإن قول الأسد حول الصواريخ والقواعد لا أكثر من صراخ في أذن واشنطن، والمجيبة دائماً: (تحدثوا جدياً مع ابن العم (جاركم العبري) وهذا هو ما يجدي، وهو ما يسمعنا صوتكم بوضوح، وأي حديث أو صراخ في أي اتجاه خلاف وصفنا فتأكدوا أنكم ستجدون إرسالاً ضعيفاً أو شبكة ميتة.

نحن لسنا ضد مساعيكم في تعقيل إيران ونعرف أنكم لن تفلحوا. ونحن لسنا ضد هدايا وهبات إيران لكم، ولكن حذار ثم حذار أن تردوا الهدايا والهبات بمثلها أو أحسن منها، فالأدب والكرم السوريين الغبيين ـ واعذرونا على اللفظ ـ يجرانكم إلى غباء أكثر قد تغرقون في كوارثه، وقوانيننا لا تحمي المغفلين).

وفي الإجابة على السؤال الثاني نقول:

لن يبقى لبنان وكالة من غير بواب، إذا قُدّر له أن ينخرط في مفاوضات مع إسرائيل. وشرط هذا الانخراط أن يطرأ تحول نوعي على الذراع السياسية والعسكرية الإيرانية الممتدة فيه بإحكام. تحول نوعي كيفي يعيد تلك الذراع يعيد تكوينها سياسياً محضاً ولبنانياً خالصاً، كما كانت قبل استلام "حزب الله" راية المقاومة استلاماً حصرياً.

ولعل هذا أفضل من أن لا تكون هذه الذراع أبداً، وقد لا يكون لبنان أيضاً!!!

إن الانخراط وفق الشرط السابق سيوفر للبنان ثمار البقاء والاستقرار كوجود وشعب ودولة ديموقراطية متحضرة، وعلى الأقل وفي أكثر الرؤى تشاؤماً فإن هذا الانخراط سيوفر للبنان مزايا قريبة جداً مما حصل للجارة الشقيقة "سوريا" وعندها (ما في حدا أحسن من حدا وكلنا بالهوا سوا)، وما يُحكى عن عقدة عمرها تسعون عاماً ملونة بالأحمر السوري الوهمي الممانع والأزرق اللبناني المتساهل، عقدة بالغة التشابك في العلاقات السورية ـ اللبنانية سيصبح طيّ النسيان وستكون السفارات أولوية ولكنها في أسفل السلم.

وختاماً لكل هذه التوقعات نقول: إن هذه (السوريا) البلد الصغير المؤثر وهذا (اللبنان) البلد الصغير المؤثر أيضاً، لن يكونا في الحرب الباردة إن قامت ـ وأظنها لن تقوم ـ أكثر من عروتين في القميص الأميركي ـ الاسرائيلي أو في القميص الروسي ـ الإيراني.

ولقد ظننا انها لن تقوم لأن الحرب الباردة السالفة والمأسوف على شبابها من قبل أصحاب الدماء الحارة من القومجيين واليساريين، تلك الحرب الباردة ما قامت إلا بين قوتين يحكمهما توازن العنف وعلى الأصح توازن الرعب، والأكثر صحة توازن الرعب النووي وذلك زمن المعادلة المتساوية رغم تعقيدها البالغ بين أميركيين وسوفيات ومن بقي عداهما هوامش وأطراف. ما قد يحصل حرب باردة تحت الجذر، محدودة جداً وزمنها قصير جداً بالقياس لتلك الحرب الباردة المقبورة.

أما في حال حرب حارة جداً جداً وسريعة جداً جداً، فالشرط حتى يكون هذان البلدان (السوريا) و(اللبنان) باقيين فاعلين مؤثرين في دولة الحضارة البشرية رغم صغرهما هو شرط أميركي إسرائيلي، أما ألا يكونا فشرطه أن يردا الكرم الروسي الإيراني بكرم مثله أو أكثر منه، وهذا هو الغباء المهلك.

قد تبدو هذه الرؤية السياسية سطحية ومباشرة ومتسرعة ومكشوفة أكثر مما ينبغي أو يحتمله محلل سياسي واثق من مصادره، ومع هذا فهي اجتهاد لا أكثر، ومن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد، ومن صمت فالصمت عار في أغلب الأحيان وفي بعضها موقف مشبوه أو موقف مؤقت لا قيمة له إلا بالكلام الذي يليه. وفي آخر الختام الله أعلم.

(*) معارض سوري

 

مجلس الوزراء عيَّن قهوجي قائداً للجيش بعد اعتراض جنبلاطي على الآلية

ارتياح الى تسليم احد مطلقي النار على المروحية ومتابعة لـ"الاختراق السوري"

كتبت هدى شديد:النهار

أخرج مجلس الوزراء تعيين قائد الجيش من عنق الزجاجة بالموافقة على اقتراح وزير الدفاع الياس المر تعيين العميد جان قهوجي، بعد مناقشة وتسجيل اعتراض من وزيري "اللقاء الديموقراطي" غازي العريضي ووائل ابو فاعور، "ليس على شخص القائد المعيَّن بل على آلية التعيين"، على ما اكد كل منهما.

وعلم ان العريضي وابو فاعور ركزا في مداخلتيهما على ضرورة تحديد معيار واضح في التعيين باعتماد الكفاءة والجدارة او باعتماد المعيار السياسي، واكدا ان "كل وزير الى طاولة مجلس الوزراء هو شريك، ولا يجوز ان نختار شخصا ونجول به على السياسيين، كما لا يجوز ان يجول ضباط على القوى السياسية". وسجلا اعتراضهما على آلية التعيين.

ورافقت تعيين العميد قهوجي قائدا للجيش بعد ترقيته الى رتبة عماد، تعيينات في القصر الجمهوري قضت بنقل السفير ناجي ابي عاصي من سفارة الفاتيكان وتعيينه مديرا عاماً للقصر الجمهوري مكان العميد سالم ابو ضاهر الذي عيّن مستشاراً في الرئاسة، كما وافق مجلس الوزراء على تعيين مدير المخابرات العميد جورج خوري سفيرا من خارج الملاك على ان يتم اعتماده لاحقاً مكان ابي عاصي في الفاتيكان، ولم يعلن ذلك رسميا في انتظار ارسال اوراق اعتماده الى الكرسي الرسولي ونيل الموافقة على هذا الاعتماد.

وفي السياق تقرر تجديد تعيين السفراء المعينين من خارج الملاك. وهذه السلة من التعيينات طرحها رئيس الجمهورية من خارج جدول الاعمال، بعدما كان تشاور في شأنها مع رئيس الحكومة خلال خلوة نصف الساعة قبل الجلسة.

وخيمت الأجواء القاتمة التي تركتها حادثة تعرض المروحية العسكرية على جلسة مجلس الوزراء التي افتتحها رئيس الجمهورية بطلب الوقوف دقيقة صمت اجلالاً لاستشهاد النقيب سامر حنا. ودارت مناقشة طويلة شارك فيها رئيس الجمهورية والحكومة وجميع الوزراء الذين عبّروا عن أسف والم للحادثة. وتحدّث عدد من الوزراء عن استنكارهم لما حصل، معتبرين ان فيه ضرباً لهيبة الجيش وتطاولاً على عمله، وابلغ مجلس الوزراء خلال الجلسة ان "حزب الله" سلم احد المتهمين باطلاق النار الى القضاء العسكري. وتحدّث وزير العمل محمد فنيش معرباً عن الأسف للحادثة وأكد تعاون الحزب الكامل من اجل الوصول بالتحقيق الى نتيجة واضحة، ومعالجة الحادثة في القضاء. واشارت مصادر وزارية الى ان مجلس الوزراء اعلم بأن الحادثة تأخذ حقها كاملاً في القضاء، وان الحزب يتعاون في شكل كامل من أجل الوصول الى نتيجة واضحة خلال 48 ساعة". وثمة موضوع آخر أثاره الوزير ابو فاعور ونال حيزاً واسعاً من المناقشة هو اختراق الحدود اللبنانية من الجانب السوري نحو مئة متر، وحفر آبار ارتوازية في الاراضي اللبنانية في منطقة دير العشائر الحدودية. وأفادت المصادر الوزارية أن الرئيس ميشال سليمان تعهد متابعة الموضوع، وان اقتضى الامر اجراء اتصالات على اعلى المستويات لمعالجة هذه المسألة.

وكان الوزير المر تحدث قبل الجلسة الى الصحافيين عن قرار تعيين قائد الجيش، قال: "قائد الجيش يُعين بالتوافق، بل يطرح اسمه بقرار من وزير الدفاع، والجولة التي قمت بها لم تكن الا لاطلاع المسؤولين على الاجواء التي يحضر فيها قرار تعيين قائد الجيش، وللتأكيد ان الغاية الاساسية من هذا التعيين ان يكون القائد على مسافة واحدة من الجميع. ليس هناك احد اسمه قائد جيش توافقي بل هناك قائد للجيش على مسافة واحدة من الجميع ولم يكن يوماً توافقياً بل كان يتم اختياره دائماً على اساس المعايير العسكرية وقدرته على ادارة المؤسسة، وهذا الأمر حرصت على تأمينه للمؤسسة العسكرية. وأوكد مجدداً ان اقتراح اسم قائد الجيش كان عنوانه الاساسي في الجولة تأكيد وضعه ومسافته من جميع الاطراف". وعن الاعتداء على المروحية قال: "هناك تحقيقات على صعيدي الشرطة العسكرية والامن العسكري في الجيش. وبالتأكيد نحن كمؤسسة ووزارة دفاع وقيادة جيش نعتبر ان تسليم الفاعل وتوقيفه هما الحد الادنى الذي نقبل به".

المعلومات الرسمية

وقرابة العاشرة الا ربعا ليلا، انتهت الجلسة واذاع وزير الاعلام طارق متري المقررات الرسمية: "عقد مجلس الوزراء جلسة عند السادسة مساء في القصر الجمهوري في بعبدا، برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء، والوزراء الذين غاب منهم: جان اوغاسابيان، نسيب لحود، يوسف تقلا، وايلي ماروني. بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت حدادا على النقيب الشهيد سامر حنا، واطلع فخامة الرئيس المجتمعين على المعلومات المتوافرة عن حادث اطلاق النار على المروحية العسكرية، ولا سيما تسليم احد مطلقي النار الى السلطات اللبنانية، وشدد على ضرورة التعجيل في العملية القضائية التي بدأت تأخذ مجراها. وتحدث فخامة الرئيس عن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان. فقال: “سمعنا كلاما من الرئيس عباس يؤكد رفض التوطين، وبذله الجهود لتطبيق قرارات الحوار الوطني حول السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وتحدث فخامة الرئيس مع الرئيس الفلسطيني عن اعادة اعمار مخيم نهر البارد وعن الجهود التي بذلت خلال المعركة العسكرية هناك في العام الماضي، وعن الجهود التي بذلت لتفادي التدمير والحاق الاذى بالمدنيين، وشدد على ان اعادة اعمار مخيم نهر البارد ليست مسؤولية لبنانية فحسب، بل مسؤولية لبنانية ودولية، وللفلسطينيين دور كبير فيها لجهة حض الاسرة الدولية على تحمل مسؤولياتها. كما اطلع الرئيس عباس سليمان على آخر ما استجد على صعيد المفاوضات التي يجريها الجانب الفلسطيني مع الجانب الاسرائيلي.

واطلع فخامة الرئيس مجلس الوزراء على زيارتيه لكل من قطر الاثنين المقبل، والامم المتحدة في 23 ايلول للمشاركة في اعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة ، والقاء كلمة لبنان وتلبيته دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش لزيارة واشنطن في 25 من ايلول.

وتحدث بعد ذلك دولة رئيس مجلس الوزراء، فأكد ان ما تعرض له الجيش اللبناني مستنكر ومؤلم، وابرز اهمية تسليم احد مطلقي النار، وشدد على الحاجة الى تحقيق كامل ودقيق وشفاف، ورأى ان ما جرى يمثل تحديا لسلطة الدولة وليس مجرد حادث عابر، وان هذا الحادث يزيدنا اصرارا على دعم اجهزتنا العسكرية.

وعايد فخامة الرئيس ودولة الرئيس من بعده، اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا باقتراب حلول شهر رمضان المبارك، اعاده الله على الجميع باليمن والبركات.

واستمع مجلس الوزراء الى تقارير قدمها السادة الوزراء عن زياراتهم الى كل من المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وجامعة الدول العربية وجمهورية غينيا الاستوائية، وقدم معالي وزير الدفاع آخر ما توافر له من معلومات عن حادث اطلاق النار على مروحية الجيش، والذي ادى الى استشهاد النقيب سامر حنا. وشدد بدوره على اهمية ان يستكمل القضاء دوره بسرعة حتى تتكشف الحقيقة كاملة.

وجرى الحديث في مجلس الوزراء عن التعدي على الاراضي اللبنانية في بلدة دير العشاير، من خلال حفر بئرين ارتوازيتين داخل الاراضي اللبنانية في ممتلكات خاصة لمواطنين لبنانيين، وابلغ فخامة الرئيس مجلس الوزراء انه يتابع  اتصالاته بهذا الخصوص، وهو ينتظر اجابة وافية عنها.

وناقش مجلس الوزراء جدول اعماله المؤلف من 66 بندا، لكنه بحث عددا من المسائل من خارج جدول الاعمال واتخذ بشأنها المقررات التالية:

1 – تعيين السفير ناجي ابي عاصي مديرا عاما لرئاسة الجمهورية.

2 – تعيين العميد سالم ابو ضاهر مستشارا في رئاسة الجمهورية.

3 – تعيين العميد جان قهوجي قائدا للجيش.

4 – الموافقة على تجديد تعيين السفراء: نواف سلام في بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة، رامز دمشقية في المانيا، مروان زين في المملكة العربية السعودية، خالد زيادة في مصر وجامعة الدول العربية، فاسكين كالمكيان في كازاخستان، وخضر حبيب في غينيا كوناكري.

5 – الموافقة على مشروع القانون المتعلق بترقية ضباط قوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة والضابطة الجمركية لاعوام 2006 – 2007 – 2008".

حوار

ودار بين الوزير متري والصحافيين الحوار التالي:

سئل: هل كان هناك من تحفظات من الوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور على تعيين العميد قهوجي؟ اجاب: جرت مناقشة طويلة في هذا الشأن، وسجلت كل التحفظات في المحضر، الا ان الامر انتهى بتعيين العميد قهوجي قائدا للجيش، قد يعترض بعض الوزراء على قرارات المجلس احيانا، ويتحفظ عنها البعض، لكن القرار كان بتعيين العميد قهوجي.

سئل: ما هي الاسباب؟ اجاب: جرت مناقشة صريحة لكل هذه المسائل، لكن الاهم هو الخلاصة، ومداولات مجلس الوزراء سرية، والمهم ان المجلس قرر تعيين العميد قهوجي قائدا للجيش.

سئل: هل كانت هناك مواقف واضحة في شأن الجهة التي اطلقت النار على الطوافة وهل اعلن وزير الدفاع رسميا من هي؟

اجاب: تحدث وزير الدفاع عما توافر لديه من معلومات تفصيلية عن الحادثة وطريقة وقوعها ومكان حصولها، وبات الامر معروفا للجميع. وتحدث عن اهمية تسليم احد مطلقي النار الى القضاء، وعن اهمية السير بالعملية القضائية، والاستعداد عند الفئات المعنية بتسهيل عمل القضاء.

سئل: بالنسبة الى بند رفع الاجور، كان المنتظر بحثه في الجلسة، فما سبب عدم بحثه؟ اجاب: لم يكن هذا البند في جدول الاعمال، وهذه الجلسة تقررت صباح (اول من) امس، واكد لنا دولة الرئيس والوزيران المعنيان ان مسألة تصحيح الاجور والحد الادنى للاجور سوف تبت في القريب العاجل، والارجح في الجلسة المقبلة.

 

 العماد جان قهوجي

العماد قهوجي. (م. ت.)

وزعت مديرية التوجيه في قيادة الجيش مساء أمس السيرة الذاتية لقائد الجيش الجديد العماد جان قهوجي، هنا نصها:

- معلومات عامة:

- تاريخ ومكان الولادة: 23/9/1953 – عين إبل - قضاء بنت جبيل.

- مكان الإقامة: صربا – قضاء كسروان.

- اللغات التي يتقنها: الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية.

-  متأهل من السيدة مارلين صفير، ولهما ثلاثة أولاد .

- ترقياته:

- تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط، وألحق بالمدرسة الحربية اعتباراً من 1/10/1973.

-  رقي الى رتبة ملازم اعتباراً من 1/7/1976.

-  تدرج في الترقية حتى رتبة عميد ركن اعتباراً من 1/7/2002، بعدما  نال قدماً للترقية لأعمال حربية باهرة.

- رقي الى رتبة عماد، وعين قائداً للجيش في تاريخ 29/8/2008.

- تشكيلاته:

-  نقل إلى كتيبة الشرطة العسكرية اعتباراً من 21/2/1977. 

-  عين آمراً لسرية الشرطة العسكرية في منطقة جبل لبنان اعتباراً من 7/12/1982.

- نقل إلى لواء المشاة الرابع، آمراً للسرية 422، اعتباراً من 28/9/1983.

- نقل إلى المدرسة الحربية، مدرباً، اعتباراً من 4/3/1984.

- نقل إلى اللواء العاشر المجوقل، قائداً للكتيبة 103، اعتباراً من 1/11/1987.

- عين قائداً للفوج المجوقل اعتباراً من 12/10/1992.       

-  عين قائداً لفوج التدخل الثالث اعتباراً من 22/1/1996.

-  عين  رئيساً لأركان لواء المشاة الحادي عشر اعتباراً من 31/7/1999.

-  عين مساعداّ لقائد للواء  المشاة السابع اعتباراً من 22/8/2001.

-  عين قائداً للواء المشاة الثاني اعتباراً من 29/7/2002.

-  الدورات الدراسية:

تابع دورات عدة في الداخل والخارج، أهمها:

- دورة عسكرية في الولايات المتحدة الأميركية -  عام 1980.

-  دورة عسكرية في اسوج - عام 1995.

-  دورة عسكرية في إيطاليا - عام 1999.

- دورة عن ديبلوماسية الدفاع في بريطانيا - عام 2003.

-  دورة عن مكافحة الإرهاب في ألمانيا - عام 2006.

- الأوسمة والتناويه والتهانىء:

ـ وسام الجرحى.

- وسام الحرب (ثلاث مرات) .

- وسام الاستحقاق اللبناني (من الدرجات الثالثة والثانية والأولى).

- وسام الوحدة الوطنية.

- وسام فجر الجنوب.

- وسام الأرز الوطني (من رتبة فارس، ورتبة ضابط).

- وسام التقدير العسكري.

- وسام الفخر العسكري.       

-  تنويه العماد قائد الجيش  (8 مرات).

- تهنئة العماد قائد الجيش   (28 مرة)".

 

المتواطئون مع حزب الله

الشرق الأوسط/ طارق الحميد

جرائم حزب الله الإيراني بحق لبنان، واللبنانيين، لا تنتهي. لكن المؤسف أن هناك من النواب والساسة اللبنانيين من يجبنون أو يتقاعسون حتى عن التعليق على أفعال الحزب الإيراني، إما بدافع الخوف، أو التواطؤ. وأبسط دليل على ذلك عملية إسقاط طائرة الجيش اللبناني في الجنوب.

ميليشيا حسن نصر الله التي تحتل لبنان فعليا، وبقوة السلاح، لم تكتف بإنشاء مربعات أمنية على الأراضي اللبنانية، بل شرعت برسم مربعات جوية، فإذا كان حزب الله الإيراني يملك حق النقض داخل الحكومة اللبنانية، ويملك المربعات الأمنية جويا وأرضيا، ويسيطر على المطار، وله اتصالاته الخاصة، فما الذي بقي في لبنان؟!

حزب الله الإيراني الذي احتل بيروت بقوة السلاح، وهذا أمر لم تفعله من قبل إلا إسرائيل، واليوم يسقط طائرة للجيش اللبناني بقوة السلاح في مشهد لم تفعله إلا إسرائيل أيضا من قبل، فما الذي بقى من جرائم لم يفعلها الحزب بحق لبنان الدولة والمواطن.

لقد أصبح حزب نصر الله أكثر خطرا على لبنان، دولة ووحدة، ومواطنين، من إسرائيل وسلاحها، ورغم ذلك يخرج نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان ليقول معلقا على إسقاط طائرة الجيش اللبناني إن «مندسا يعمل لحساب إسرائيل أطلق الرصاص على الطائرة».

تعليق نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لا يعني شيئا إلا التواطؤ مع حزب الله الإيراني ضد الدولة اللبنانية والجيش، وإلا أفلا يعلم الشيخ قبلان، خصوصا أن لا سر على الإطلاق في لبنان، بأن الحزب لم يطلق النار وحسب على الطائرة المروحية التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا مرديا أحد طياريها قتيلا بعد أن أصابته الطلقة النارية في الرأس، بل إن المعلومات تشير إلى أن الحزب الإيراني أصر على استجواب الطيار المصاب الآخر قبل أن يسمح بإتمام عملية إسعافه!

جرائم حزب حسن نصر الله لا تنتهي، وواضحة للعيان، لكن المؤسف هو تواطؤ بعض القيادات مع الحزب ضد الدولة والجيش، وكلنا يذكر تصريحات الرئيس اللبناني السابق إميل لحود بحق الجيش وقدراته إبان حرب يوليو (تموز) 2006، والتي أطلقها من أجل الدفاع عن حزب الله الإيراني، قائلا إن الجيش ليس مؤهلا لمواجهة إسرائيل.

عندما نقول تواطؤا فلسبب بسيط وهو أن حزب الله ما هو إلا خلية إيرانية تعمل وفقا لتعليمات الولي الفقيه، لا من أجل مصلحة لبنان. ويكفي التذكير بالتصريحات الإيرانية الأخيرة التي تقول إن حلفاء إيران الشيعة في العالم العربي سيتولون الرد على أي عمل عسكري تتعرض له طهران، وسبق لحسن نصر الله أن فاخر بكونه فردا في حزب الولي الفقيه.

وبعد كل ذلك ما زال بعض اللبنانيين، ومن أجل الصراع على السلطة، يسلمون لبنان، واللبنانيين، قربانا لإيران وأطماعها في المنطقة، على الرغم من أن الحزب لم يدخر سلاحا إلا واستخدمه ضد لبنان، واللبنانيين، يوم احتلال بيروت، واليوم بالاعتداء على الجيش الذي كثيرا ما كان نصر الله يقول إنه رمز لوحدة لبنان.

لكن ما أكثر ما قال السيد، وما أكثر ما انقلب على ما قاله كما انقلب على بيروت في السابع من مايو (أيار)!