المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 20 شباط 2008

إنجيل القدّيس متّى .12-1:23

وكَلَّمَ يسوعُ الجُموعَ وتَلاميذَه قال: «إِنَّ الكَتَبَةَ و الفِرِّيسيِّينَ على كُرسِيِّ موسى جالِسون، فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه. ولكِن أَفعالَهم لا تَفعَلوا، لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون: يَحزِمونَ أَحمالاً ثَقيلَة ويُلقونَها على أَكتافِ النَّاس، ولكِنَّهم يَأبَونَ تَحريكَها بِطَرَفِ الإصبَع. وجَميعُ أَعمالِهم يَعمَلونَها لِيَنظُرَ النَّاسُ إِلَيهم: يُعَرِّضونَ عَصائبَهم ويُطِّولونَ أَهدابَهم ويُحِبُّونَ المَقعَدَ الأَوَّلَ في المآدِب، وصُدورَ المَجالِسِ في المَجامع، وتَلَقِّيَ التَّحِيَّاتِ في السَّاحات، وأَن يَدعُوَهُمُ النَّاسُ «رابي ».«أَمَّا أَنتُم فَلا تَدَعوا أَحَداً يَدْعُوكم «رابي »، لأَنَّ لَكم مُعَلِّماً واحداً وأَنتُم جَميعاً إِخوة. ولا تَدْعوا أَحداً أَباً لَكم في الأَرض، لأَنَّ لَكم أَباً واحداً هو الآبُ السَّماويّ. ولا تَدَعوا أَحَداً يَدْعُوكم مُرشِداً، لأَن لَكم مُرشِداً واحِداً وهو المسيح. وَلْيَكُنْ أَكبرُكُم خادِماً لَكم. فمَن رَفَعَ نَفَسَه وُضِع، ومن وَضَع نَفسَه رُفِع.

 

القراران السعودي والفرنسي يثيران قلق اللبنانيين من تطورات سلبية

الأكثرية تقرر استعادة زمام المبادرة وسحب "ورقة التوقيت" في ظل استمرار التعطيل السوري

بيروت - "السياسة" والوكالات: بانتظار معاودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مساعيه التوفيقية لحل الأزمة اللبنانية الخميس المقبل, من المقرر أن يصل الى بيروت في الساعات المقبلة مساعد موسى السفير هشام يوسف لتهيئة الأجواء الداخلية أمام المسؤول العربي, لحل الأزمة بين الموالاة والمعارضة, انطلاقاً من مشروع التسوية الذي أقره وزراء الخارجية العرب, في هذا الوقت رفع قرار وزارة الخارجية السعودية بالطلب الى المواطنين السعوديين بعدم السفر الى لبنان, وقرار الحكومة الفرنسية اقفال مركزين ثقافيين في مدينتي طرابلس وصيدا, من منسوب القلق والخوف لدى اللبنانيين, مما ستحمله التطورات في المرحلة المقبلة, في ضوء ما جرى في بعض مناطق العاصمة من احتكاكات طائفية, اضافة الى التهديدات التي أطلقها الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله ضد اسرائيل, بعد اغتيال المسؤول العسكري في الحزب عماد مغنية في دمشق.

وكشفت أوساط فريق الأكثرية النيابية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ), النقاب عن أن المشكلة الأساسية ما زالت على ما هي عليه, في ظل استمرار "مأزق النظام السوري" من جهة, والخلافات العربية - السورية من جهة ثانية, وهو ما يجعل الفريق الحاكم يميل للعودة الى خيار النصف زائدا واحدا في انتخاب رئيس جديد للبلاد. وأشارت هذه الأوساط الى أن معطيات جديدة "طرأت على هوامش اللعبة الداخلية اللبنانية, ليس أولها انتقال التشنج بين الموالاة والمعارضة من المجلس النيابي الى الشارع, ولا آخرها الدخول الايراني المباشر على خط الأزمة اللبنانية, بعد سلسلة الانتكاسات المتلاحقة التي تصيب "حزب الله", قائلة ان قوى 14 آذار بدأت فعلا "السير في خطتها لمواجهة الأوضاع الراهنة, وأن قرار تغيير قواعد اللعبة, وجعلها في أيدي الموالاة حصرا, اتخذ في وقت سابق اثر اجتماعات مقفلة عقدها قادة هذا الفريق". وكشفت الأوساط أن أهم ما اتفق عليه القادة "هو استعادة زمام المبادرة, من خلال فرض التوقيت الذي يلائمها, وعدم تركه في يد سورية وحلفائها في الداخل, وهي بالتالي لن تجاري المعارضة في لعبة الوقت الضائع أو المستقطع, لذلك أعيد تسليط الضوء على انتخاب العماد ميشال سليمان وفق نصاب النصف زائدا واحدا, وهو الخيار الذي بات مطروحا بجدية, وليس من باب المساومة, سيما أن كل الاتصالات التي جرت منذ مغادرة عمرو موسى لبنان في الثامن من فبراير الجاري, لم تؤد الى أي نتائج, لا على صعيد الداخل ولا على مستوى الخارج".

واشارت الاوساط الى أن الدول العربية المعتدلة ضاقت ذرعا ب¯"تصرفات سورية المعرقلة للحلول في لبنان, وباتت تؤيد أي خطوة يتخذها فريق الرابع عشر من آذار باتجاه الحسم, سواء كان هذا على مستوى تحريك الشارع في موازاة تحريك الوضع السياسي العام, أو على صعيد انتخاب سليمان الذي يحظى بمباركة عربية شاملة وفق نصاب الأكثرية". وتقول هذه الأوساط, ان ما يبرر هذا الاتجاه "اصرار سورية على الاحتفاظ بورقة التوقيت, والتصرف بها وفق مصالحها, واستخدامها عندما تقتضي حاجاتها السياسية", ووفقا لهذا التصور, فان الأكثرية ترى أن أنصار سورية "سيعمدون الى تفجير الوضع اللبناني, مع انطلاق عمل المحكمة الدولية", وتتوقع أن "يستمر الوضع اللبناني على حاله, في ظل التوقعات بفشل مسعى عمرو موسى, اذ أن كل الاتصالات تشير الى تمسك كل فريق بمواقعه السابقة, فلا المعارضة أبدت أي استعداد للتنازل عن سلة مطالبها بما فيها حصتها في الحكومة, ولا الموالاة على استعداد للتنازل عما تعتبره حقا مكتسبا, يؤهلها أن تشكل حكومة وحدة وطنية وفق منظورها, على اعتبار أنها تملك الأكثرية النيابية المخولة بالاتيان بحكومة لا تتضمن الثلث المعطل", الذي تسميه المعارضة ب¯"الثلث الضامن".

وتخلص أوساط الأكثرية الى القول: ان ثوابت موقف قوى الرابع عشر من آذار تتمثل في الابقاء على كل الاحتمالات, بما فيها الانتخاب بنصاب الأكثرية وليس الثلثين, "وذلك بعد تأمين الغطاء العربي والدولي لهذه الخطوة المدعومة علنا من واشنطن", وكذلك "عدم الرضوخ لضغط المعارضة التي تعرف جيدا, أن موازين القوى السياسية لا تصب في خانتها, وان كانت موازين القوى العسكرية تشير الى عكس ذلك".

من جانبه, رأى الوزير ميشال فرعون "أن مصير الزيارة المنتظرة للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ونتائجها, مرتبط بنيات المعارضة التي تبين أن لها "أجندة" معلنة, و"أجندات" تعطيلية معلنة أو مبطنة, تتغير وفق الأهداف, وتجتمع في محاولة لضرب المسيرة السيادية في البلاد, تحت عناوين مختلفة, منها تعطيلية تطال المؤسسات بدءا بالرئاسة الأولى وليس انتهاء باستهداف رموز وطنية على شاكلة سيد بكركي, ومنها مبرمجة من الخارج تستخدم أساليب ارهابية, وتستهدف المؤسسات الأمنية كما جرى في نهر البارد ومع القوات الدولية, في محاولة لتهديد الدول الداعمة لسيادة لبنان".

واذ اعتبر ان هناك "ظروفا جديدة", يمكن أن تؤدي الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد , بنصاب النصف زائدا واحدا, شدد فرعون على عدم قبول الأكثرية النيابية بالفراغ, معربا عن اعتقاده بأن "ظرفا واضحا في الأسابيع المقبلة, قد يؤدي حكما الى طرح خيار النصف زائدا واحدا لانتخاب الرئيس".

الى ذلك, سأل النائب عاطف مجدلاني "التيار الوطني الحر": "أين أصبحت ورقة التفاهم في ظل اعلان الأمين العام ل¯"حزب الله" حربا مفتوحة على اسرائيل, فيما تتحدث الورقة عن مزارع شبعا والأسرى, وأين يمكن للمشاركة أن تكون اذا غابت في قرار مصيري كقرار الحرب?", وأشار الى انه "لا يمكن أن نكمل بالبلاد بأسلوب "ما لنا هو لنا فقط وما لكم هو لنا جميعا", لأن ذلك يشكل الاستئثار والاستكبار والتفرد بعينه".

ورأى أنه "سيكون للبنان رئيس قبل شهر مارس المقبل", لافتاً الى أن "الاصرار على الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية ليس بريئا على الاطلاق, اذ يكمن خلفه تهديد للكيان اللبناني وتهديد للوجود المسيحي في هذا الوطن". وفي حديث لوكالة "المركزية", اكد النائب عمار حوري, ان "المبادرة العربية ستنفذ, وسينتخب سليمان رئيساً للجمهورية", واعتبر ان "امين عام الجامعة العربية عائد في 24 من الشهر الجاري, ليتفحص نتيجة الضغط العربي والدولي على النظام السوري, لتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان", لافتاً الى ان قوى الغالبية تملك الكثير من الاوراق الرابحة, التي لم تلجأ اليها حتى الساعة. ورأى ان "التحذيرات السعودية الأخيرة, هي بكل بساطة, اجراء احترازي تقوم به المملكة بسبب التشنجات السائدة في لبنان", مضيفا "نحن نتفهم هذه الاجراءات لحماية مواطنيها, فليس سراً ان هناك بؤر قلق في لبنان, ومن حق الآخرين ان يحتاطوا وينبهوا رعاياهم من التوجه اليه". وعن الجديد في عودة موسى, اكد حوري ان "الموالاة بكل اطيافها تتمسك بالمبادرة العربية", واعتبر ان "الأمين العام عائد الى بيروت ليتفحص نتيجة ضغط الشرعيتين العربية والدولية على النظام السوري, لتفعيل اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان, وذلك عبر ما سيسمعه من فريق المعارضة, اي من حلفاء سورية في لبنان", مضيفا "المبادرة العربية لن تفشل, وربما يتأخر تنفيذها, لكنها في النهاية ستنفذ وسينتخب العماد سليمان, وفقاً للاصول الدستورية رئيساً للجمهورية". واكد حوري ان "قوى الغالبية تملك الكثير من الاوراق الرابحة, تحت سقف الدستور, والتي لم تلجأ اليها حتى الآن", قائلا "سقفنا الدستور وخيارنا الاصول القانونية وهدفنا حماية الحياة السياسية في لبنان من خلال اجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها, واعادة المكانة لموقع رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية, وعودة الحياة الطبيعية في لبنان".

 

فرنسا تكشف عن مسعى سوري لفك ارتباطها بالقرار 1701

حكومة الـ 14 صيغة حل متوقعة لانتخاب الرئيس اللبناني 26 الجاري

بيروت- »السياسة«: تبدي مصادر لبنانية وعربية متابعة تفاؤلها باحتمال ان يتم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في السادس والعشرين من الجاري بعدما يذلل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي يصل الى بيروت في 24 الجاري ما تبقى من عقبات امام توافق فريقي الموالاة والمعارضة على انتخاب سليمان. واستناداً الى ما نقلته وكالة الانباء المركزية غير الرسمية عن المصادر فان موسى استبق عودته ببعض الاتصالات والمحادثات البعيدة عن الاضواء لازالة العوائق من امام المبادرة العربية, ومن المتوقع ان ينتهي اللقاء الرباعي الذي يضمه مع رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري والرئيس امين الجميل والنائب ميشال عون الى ايجابيات تفضي الى انتخاب رئيس للبلاد بعدما شغر موقع الرئاسة الأولى منذ 22 نوفمبر الماضي.

وبحسب المصادر فان صيغة الحل التي يحملها معه موسى قد تكون بديلاً لصيغة المثالثة في الحكومة المقبلة, اي عشرة وزراء لكل من الموالاة والمعارضة ورئيس الجمهورية وتقضي الصيغة الجديدة باعتماد حكومة وسطية تتألف من 14 وزيراً تكون حصة الغالبية خمسة وزراء وكذلك حصة المعارضة على ان تكون حصة الرئيس اربعة وزراء, وبهذه الطريقة تحتاج القرارات الى اجماع وتوافق, لان نسبة الثلثين زائد واحداً تبقى غير مؤمنة في حال »تحالف« او »انحاز« الرئيس الى اي من طرفي الصراع, يضاف الى ذلك ان الوزراء العشرة يكونون ممثلين لقادة طاولة الحوار التي تجتمع دورياً او عند الحاجة في قصر بعبدا لفترة تمتد الى ستة شهور وتشكل بذلك المظلة السياسية الوطنية الشاملة للحكومة العتيدة, وتواصل البحث في ما لم يتم انجازه بعد من ملفات وابرزها قانون الانتخابات النيابية الذي تجري على اساسه وفور انجازه انتخابات نيابية مبكرة, وموضوع الستراتيجية الدفاعية للبنان الذي توقف البحث فيه بعد قيام عدوان تموز العام الفائت.

واعرب المصدر عن اعتقاده انه باللجوء الى مثل هذه التشكيلة يكون الجميع موافقين على عودة قيام الدولة وعودة المؤسسات حيث سينصرف الوزراء كذلك الى اعادة ضبط اوضاع الوزراء والادارات بعد اتفاق اقطاب الحوار وتفاهمهم على رفع الغطاء السياسي عن الادارة تمهيداً لاعادة اطلاقها على اسس جديدة, بما يعيد وضع الدولة على سكة العمل الصحيح ويعيد الاستقرار السياسي والاداري بعد الاستقرار الامني الذي نجح الجيش والقوى الامنية في استمرار تأمينه في حده الأدنى على رغم الاجواء القائمة في البلد وحال الاحتقان والتشنج السائدة. وتتزامن هذه التطورات مع الجولة التي يقوم بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى عدد من العواصم العربية والدولية لبحث الملف اللبناني على ان يزور غداً باريس التي استبقت وصوله لتكشف مصادر فيها بعض جوانب المحادثات التي اجريت بين الفرنسيين والسوريين في اثناء المسعى الفرنسي عندما كان الوزير كوشنير يبذل جهوداً للمساعدة في اجراء الانتخابات الرئاسية فاوضح ان السوريين طلبوا من المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا دمشق فك ارتباطهم بالقرار 1701 اي ألا يلتزموا بنوده وتالياً الا يكونوا مجبرين على تنفيذه. واشارت المصادر الى ان فرنسا اوقفت مهمة موفديها الى دمشق بعدما لاحظت ان هناك مماطلة وتسويفا سوريين في وقت انعشت الجامعة العربية مبادرتها والتي سارعت فرنسا الى اعلان دعمها واعتبرتها تكملة للمبادرة الفرنسية وقالت باريس يومها انها مكملة او ان المبادرتين تتكاملان.

 

 إصرار النظام السوري على مواقفه يضاعف العزلة العربية من حوله

3 احتمالات سلبية تحدد مصير القمة في دمشق وقطر تسوق جيبوتي وجزر القمر كـ »ندين« للسعودية ومصر!

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

يتأرجح مؤتمر القمة العربية المحدد عقده في دمشق في 28 و29 اذار (مارس) المقبل على ثلاثة حبال مشدودة ولكن واهية قد تنقطع في اي لحظة تحت »ضخامة الاخطاء والخطايا السورية« التي مازالت تشعل الساحتين اللبنانية والفلسطينية بغض النظر موقتا عن استمرار النفخ السوري في الرماد العراقي المتأجج.

وعلمت »السياسة« في لندن امس ان مصير هذه القمة قد »يكون تحدد بثلاثة احتمالات كلها سلبية, على خلفية عدم تزحزح نظام بشار الاسد عن مواقفه المعلنة حيال لبنان« وهي:

1 - الاعلان بعد عودة عمر موسى من بيروت الى القاهرة خلال الايام القليلة المقبلة عن نقل مقر القمة من دمشق الى منتجع شرم الشيخ المصري »في تحدٍ علني لدمشق يبلغ حدود نزع الشرعية العربية عن نظامها وتركه معزولا في الزاوية الايرانية الضيقة اصلا على اصحابها«.

2 - عقد القمة في دمشق ولكن دون حضور القادة العرب السياديين امثال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك وملك الاردن عبدالله بن الحسين وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي الذين سيشذ عنهم حتما امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني صاحب العلاقات المضطربة مع اعضاء مجلس التعاون الخمسة الاخرين وعلى رأسهم السعودية بسبب تلاعبه على عدة حبال في وقت واحد.

الا ان عقد القمة في دمشق حتى دون حضور الزعماء العرب الكبار يعني ان السعوديين والمصريين تركوا كرة صغيرة لنظام الاسد كي يعبر منها »اذا استفاق من غيبوبته وحقده وشخصه غير المرتد بالانتقام من النظام اللبناني الديمقراطي المعادي له«, لكن امل هؤلاء السعوديين والمصريين »ليس كبيرا في تحول الاسد بين ليلة وضحاها من ذئب كاسر الى حمل وديع ينضم الى الحظيرة العربية المعتدلة«.

3 - في حال ارتأى هؤلاء القادة العرب عدم الدخول في مواجهة نهائية حاسمة مع الاسد حتى اشعار اخر وكي لا ترتفع حمى اعماله التخريبية في لبنان وقطاع غزة وربما في قلب بعض الدول العربية السيادية عن طريق توسيع حلقة تخريبية اليها, فإنه قد يجري الاعلان عن استبدال قمة دمشق العادية الشهر المقبل »بقمة طارئة« تعقد في مصر او حتى في السعودية, يدرك الاسد عندئذ انه غير مرغوب به فيها الا ان ذلك يترك له بعض ماء الوجه لعل وعسى يصحو على اخطائه وارتكاباته ولا يحرجه باعلان نقل القمة العادية الى شرم الشيخ انتقاما منه ولا بامتناع القادة العرب عن حضورها في العاصمة السورية.

وقال وزير  عربي يزور لندن حاليا ل¯ »السياسة« امس ان »الرياض والقاهرة مصممتان على عدم السماح للنظام السوري بالهروب بافعاله او بالانتصار على الاجماع العربي حول المبادرة العربية حيال لبنان وحول دفعه قيادة حركة »حماس« المقيمة في ظهرانيه نحو توسيع رقعة الانشقاق الفلسطيني بما يؤدي الى ضرب الجهود الدولية لاقامة الدولة العتيدة قبل نهاية ولاية جورج بوش في اواخر هذا العام اذ يعتقد نظام الاسد ان حل المعضلة الفلسطينية باقامة هذه الدولة سيترك جولانه المحتل بين يدي ايهود اولمرت وينهي احلامه واندفاعه نحو المفاوضات معه لعله يخرج من العرس الفلسطيني بالفتات«.

وقال الوزير العربي انه »لا يعقل ان تسمح اي دولة عربية بأن يسجل رئيس عربي لا في العير ولا في النفير كبشار الاسد, انتصارا على زعماء تاريخيين امثال الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك ويتعاطى معهما كما يتعاطى مع خصومه واعدائه اللبنانيين والفلسطينيين وعلى نفس المستوى من الابتزاز والتشاوف والاعتداد الفارغ بالنفس وبالحليف الايراني الاسوأ منه لذلك فإن ما تبقى من ومضات من الشرعية العربية مهدد بأن يسحب من دمشق ويتركها وحيدة مع الدوحة وطهران تصارع العزلة والحصار«.

وكشف الوزير عن جانب مما دار في لقاء المعلم مع الرئيس المصري في شرم الشيخ خلال لقائهما الاخير تحت غطاء نقله رسالة تدعوه الى القمة فأكد ان مبارك ابلغ ضيفه السوري »بأن الازمة اللبنانية يجب ان تكون منتهية قبل انعقاد القمة كي نتفرغ جميعا لمحاولة تفكيك للعقد في القضية الفلسطينية الساخنة جدا التي تؤشر الى تصاعد عنيف من قبل اسرائيل ضد قطاع غزة وكي لا تضيع جهود الزعماء العرب في زواريب بيروت وتبقى الامور المستعصية الاخرى دون حل«.

قطر تسوق للقمة!

هذا ووجهت »دولة قطر« بخذلان مرير في »سعيها الدؤوب والملح« لاقناع دول خليجية وعربية بالخروج على »طاعة« المملكة العربية السعودية ومصر في حضور اكبر عدد من قادة تلك الدول مؤتمر القمة العربي الذي بات مهددا بالانعقاد في دمشق في اواخر الشهر المقبل حتى ان الالحاح القطري لانقاذ ما تبقى من ماء وجه نظام بشار الاسد بلغ حدود ارسال وفود قطرية الى الدول الاكثر هامشية في جامعة الدول العربية مثل موريتانيا والصومال وجيبوتي وجزر القمر, ل¯ »جلب رؤسائها فخورين« الى المؤتمر لزيادة الكم لا لاختيار النوع كما بلغ حدود »تقديم مساعدات مالية مغرية لبعض تلك الدول لتأمين حضورها الذي لا يختلف كثيرا عن عدمه« حسب ديبلوماسي خليجي في القاهرة.

وقال الديبلوماسي في اتصال به من لندن يوم اول من امس الاثنين ان رئيس الوزراء القطري حمد بن جبرآل خليفة »اخذ على عاتقه امام وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة في نهاية الشهر الماضي العمل ان يؤمن »حضور مشرف« لمؤتمر القمة يرجح كفة العدد المطلوب لاستخدامه في وجه المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي الاربع الاخرى حتى ولو كان القادة الحاضرون هم من الصفين الثاني والثالث في العالم العربي الا ان الجهود التي بذلها رئيس الوزراء القطري لم تعط ثمارها المرجوة ومع ذلك مازال مستمرا في محاولات »التطبيق والاغراء« التي يبدو انها لن يكتب لها النجاح بحيث سيكون الرئيسان السوري بشار الاسد والحاكم القطري حمد بن خليفة آل ثاني الرئيسين الاوحدين اللذين »عليهما القدر والقيمة« جالسين جنبا الى جنب مع الرئيس السوداني البشير وربما اليمني علي عبدالله صالح الذي لم يبت بعد بمستوى تمثيل بلاده ورئيس الجمهورية العراقي جلال الطالباني الذي يقال ان صحته »ستتوعك«, »فتمنعه من الحضور«.

وذكر الديبلوماسي ان رئيس وزراء قطر قام الاسبوع الماضي بزيارة خاطفة غير معلنة الى ليبيا الموقوف على موقف رئيسها العقيد معمر القذافي من حضور القمة او عدمه على الرغم من انفتاح هذا الاخير المستجد على ايران »لانه اذكى من ان يصنف نفسه داخل المؤتمر الى جانب رؤساء جيبوتي وموريتانيا والصومال وجزر القمر, فيما هو يعتبر نفسه »زعيم افريقيا والعالم العربي بلا منازع«... كذلك حاول بن جبر اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ب¯ »وجاهة« حضوره المؤتمر ملوحا له بالافراج عن مبلغ ضخم من المال مرصود اصلا لحكومته في الضفة الغربية لكنه مجمد منذ (نوفمبر) الفائت بضغوط سورية وايرانية الا ان »معلوماتنا - حسب الديبلوماسي الخليجي - تؤكد ان الرئيس الفلسطيني لم يحسم أمر حضوره شخصيا حتى الان«.

وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« من القاهرة ان »الصفة التي حملها في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في فترة من الفترات« بأنه »رئيس وزراء سورية في الخارج«, »انتزعها منه حمد بن جبر ال ثاني بسبب تحوله الى الناطق الرسمي بلسان بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع وبسبب زياراته المتلاحقة العلنية والسرية الى دمشق التي لا يمر اسبوع واحد الا وينتقل اليها لسبب او لاخر خصوصا وانه يمني النظام السوري بسلسلة من الوعود العرقوبية التي يبدو من المستحيل تنفيذ بعضها وعلى رأسها فتح قنوات حوار مع الولايات المتحدة واسرائيل وتبريد الاجواء مع بعض الدول الاوروبية غير ذات الشأن وكل ذلك مصحوب بضخ هذا النظام بمئات الملايين من فائض أسعار النفط وببناء مدن ومجمعات سكنية على تخوم دمشق في المناطق السياحية الساحلية في شمال البلاد«.

 

 حزب الله" يواجه خيارات صعبة في الرد على اغتيال قائده العسكري

بيروت - "السياسة": في الوقت الذي ينتظر اللبنانيون استئناف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مساعيه بعد أيام تنفيذاً للمبادرة العربية وايجاد حل للأزمة, انشغلت الأوساط السياسية بطبيعة رد "حزب الله" المتوقع على عملية اغتيال قائده العسكري, وماذا سيكون تأثير الرد على مساعي الحل, خصوصاً وأن كثيرين في أوساط المعارضة يتحدثون عن أن المعطى الأمني الجديد غير المعادلة التي كانت قائمة, ليس اقليمياً بل داخلياً أيضاً.

وتاليا, فان الأسئلة عن كيفية الرد كثيرة, لكن أوساط "حزب الله" تتكتم عن نوايا القيادة لأسباب عديدة, يلخصها مصدر مطلع بالآتي:

أولاً: ان الحزب اتهم علناً اسرائيل بالجريمة, ولكنه سراً ما زال يتحرى لمعرفة القاتل الحقيقي, واذا كان الموساد الاسرائيلي بالفعل, فهل تلقى مساعدة من أطراف عربية أو دولية, تقاطعت مصالحها كلها عند نقطة التخلص من شخص تعتبره 42 دولة ارهابياً, ومن هي هذه الأطراف?

ثانياً: يتوقف على تحديد الجهة التي قررت ونفذت الاغتيال, شكل الرد, واذا كان من المؤكد أن الحزب لن يغير روايته واتهامه للموساد, فانه عندما يعرف من قتل مسؤوله العسكري, سيحدد المستوى الذي سيرد فيه على الاسرائيليين, حتى لو كان القاتل عربياً أو غربياً, ولكن حجم الرد على اسرائيل سيكون محدوداً.

ثالثاً: ان القرار بالرد ليس خاصاً بالحزب, فهناك سورية وايران اللتان لا يمكن تجاوزهما, لارتباط الحزب العضوي بهما, وأي خطوة سيتخذها ولو منفرداً ستنعكس مباشرة على هاتين الدولتين, وبالتالي فان هذا العامل قد يغير من طبيعة الرد وشكله وحجمه, كي لا يورط دمشق وطهران, وبالعكس فان الدولتين قد تدفعان الحزب الى مغامرة ما, ضد طرف ما (الأرجح اسرائيل), اذا اقتضت مصلحتهما ذلك.

وعلى الرغم من السرية التامة والتكتم الشديدين اللذين يفرضهما مسؤولو "حزب الله" على الموضوع, فان مصدراً اعلامياً مطلعاً على أجواء الحزب يرسم ما يشبه لائحة الممنوعات والمحظورات, وحتى الصعوبات التي ستواجه الحزب في عملية الرد, ويعرض المصدر اللائحة على الشكل التالي:

أولاً: أمام الحزب عدة خيارات للرد أولها: القيام بعملية أو عمليات أمنية (اغتيالات أو تفجيرات) خارج حدود لبنان واسرائيل, في أي من دول العالم, وهذا الخيار مستبعد لأن الحزب اتخذ قراراً ستراتيجياً منذ سنوات, بحصر صراعه مع اسرائيل على جبهات القتال, ونال بفضل هذا القرار نوعاً من الحماية الأوروبية, حيث رفضت معظم دول أوروبا ادراجه على لائحة الارهاب, رغم الحاح الولايات المتحدة الأميركية, واذا غير الحزب هذا القرار فان حلقة العزل الدولية حوله ستكتمل وتشتد, في وقت يواجه صعوبة بالغة تجاه مفاعيل القرار 1559 الداعي الى نزع سلاحه, ويؤكد المصدر أن العمليات التي نفذها عماد مغنية في الخارج, تعود الى مرحلة قديمة توقفت تماماً بقرار من الحزب.

ثانياً: الخيار العسكري المباشر على الحدود اللبنانية-الاسرائيلية, وهذا يعني اعلان حرب جديدة لن تكون ذريعتها في نظر معظم اللبنانيين أكبر وأهم من ذريعة حرب يوليو 2006, والتي جاهد ويجاهد "حزب الله" حتى اليوم في تسويقها, وما يعقد أجندة الحزب أكثر, أن لبنان لم ينته بعد من تداعيات تلك الحرب, حيث يعيش وضعا اقتصاديا واجتماعيا سيئا جدا, ناهيك عن الانقسام السياسي الحاد والذي لم يكن كذلك عشية الحرب. واذا كان الحزب وجد في العماد ميشال عون يومها حليفاً وحيداً, فانه لن يجده الآن بعد أن تغير المزاج المسيحي جذرياً, وتعرض التفاهم مع "التيار الوطني الحر" لاصابات بالغة, سيما وأن عددا من نواب كتلة "التغيير والاصلاح", أكد رفضه للحرب المفتوحة التي أعلنها نصر الله.

ثالثاً: الرد الأمني داخل اسرائيل, أي باغتيال أحد المسؤولين, أو تفجير مقر ما, وهذا الخيار شبه مستحيل تقنياً بسبب عوامل عدة, أبرزها أن أرض الداخل الاسرائيلي مجهولة تماماً للحزب, الذي لا يمتلك ولا يمكن أن يمتلك عناصر بشرية قادرة على اختراق تلك البيئة الأمنية المحصنة, أما القول بأن ذلك شبه مستحيل وليس مستحيلاً بالمطلق, فيعود الى امكان أن تتعاون عناصر فلسطينية مع الحزب لتحقيق غرضه, ومن دون ذلك لن يستطيع فعل شيء, وهذا الدخول الفلسطيني في العملية, دونه صعوبات سياسية كثيرة في ظل الوضع الفلسطيني الداخلي.

رابعاً: في صعوبة الخيار السابق, يرى المراقبون أن قيام "حزب الله" بعملية أمنية كبيرة في الداخل الاسرائيلي, سيجر عليه رداً أقسى بكثير من أي عمل حربي على الحدود, لأن اسرائيل التي فشلت في سحق الحزب في حرب يوليو, رغم زج قوات كبيرة ومعدات هائلة, ما زالت تعاني من هذا الاخفاق, واذا نجح الحزب في اختراقها بعمل أمني نوعي على أراضيها, فان كامل هيبة الدولة العربية سيكون على المحك, ولن تستطيع الرد بشكل عادي, بالتالي يتوقع أن يكون الرد شاملاً باطلاق كل فرق الاستخبارات في جميع أنحاء العالم, للرد على مسؤولي وأفراد الحزب, لذا يرجح أن يتهيب الحزب هذا النوع من الأعمال التي سبق وجربتها الجبهة الشعبية باغتيال وزير اسرائيلي, رداً على اغتيال أمينها العام السابق أبو علي مصطفى, فجاء الرد الاسرائيلي أشمل وأقسى وانتهى الأمر بأمين عام الجبهة أحمد سعدات في السجن. الخلاصة حسب مصادر متابعة, أن "حزب الله" في وضع صعب لا يُحسد عليه, لأن خياراته كلها مرة, وكان في الأساس في غنى عن استهدافه بهذا الشكل المباشر, الا اذا كان وراء الاغتيال اعتبارات أخرى, مغايرة لمنطق الصراع المفتوح بين الحزب واسرائيل, وتتصل مباشرة بالحسابات الاقليمية والدولية التي يرتبط بها هذا الحزب.

 

سورية ولبنان ومفارقة المواجهة مع اسرائيل

د. عبدالعظيم محمود حنفي -السياسة

صحيح ان سورية لم تعرف معني الاستقرار الا مقرونا بعهد حافظ الاسد حيث استطاع الحفاظ على نظامه السياسي عبر القدرات التنظيمية له ولزمرته المحيطة به واتقانه¯¯ا لاساليب التحايل وحدود وسائل القهر التي تمتلكها ومدى الاستعداد لاستخدام تلك الوسائل للحصول على ثم حماية مراكزها النخبوية الحاكمة في المجتمع السياسي. الا انه استقرار للنظام لا للمجتمع الذي يئن مثقفوه في السجون والمعتقلات ويئن احراره شوقا الى الحرية ويئن شعبه تحت وطأة الازمات الاقتصادية وليته قادر على تحرير كامل التراب الوطني الا ان هذا النظام غير مستعد أو مهيأ لتحرير الجولان لضعفه الشديد الذي تعرفه اسرائيل جيدا ثم ان تحرير الجولان ولو بالتنازلات امر غير مرغوب فيه لأنه يهدد وجوده والنظام على استعداد لدفع أي ثمن لتأمين بقائه والمحافظة على استقراره فأن تحرير الجولان ولو بتنازلات ينذر بفتح ملفات المشكلات الاقتصادية والفساد والاخفاقات المتراكمة والازمات والمشكلات السياسية والمعيشية الخطيرة

من هنا فان استمرار احتلال الجولان وخلق المشكلات  الاقليمية وعدم الاستقرار  لبنانيا هو لتحويل اهتمامات الرأي العام السوري نحو عدو خارجي وابعاد اهتمام الجماهير السورية عن مشكلات الداخل تحت مقولة ان نظام البعث السوري , باعتباره نظاما ثوريا كفاحيا يحاول تحقيق الكيان العربي الكبير وذلك كترجمة لأهداف حزب البعث العربي في الوحدة ¯ والحرية الاشتراكية .ولذا يتم اهمال اكبر واجبات ذلك النظام وهو الحفاظ على امنه الوطني وقدسية ترابه في اكثر من اختراق اسرائيلي خطير اخرها تحليق الطيران الاسرائيلي فوق قصر الرئيس في اللاذقية في يونيو 2006 واللافت ان النظام سكت وبلع الاهانة ولكن اسرائيل لم ترد له ذلك فاعلنت هي الخبر وكان الرد المعتاد ان سورية سترد في الوقت المناسب والزمان المناسب ! ثم كانت الغارة الاسرائيلية على موقع عين الصاحب في أكتوبر 2003, حيث لوحظ أيامها أن إسرائيل كانت أول من سرب أو أعلن وقوع الحادث.ثم الغارة الاسرائيلية الاخيرة وازاء الحرج لم يجد النظام في 6 سبتمبر 2007 بدا من الاعلان عن قيام مقاتلات إسرائيلية بانتهاك مجال سورية الجوي شمال البلاد وقصف مواقع داخل أراضيها وقد فاجأت الكثيرين حقيقة أن الهجوم وقع في شمال البلاد بالقرب من الحدود مع تركيا وليس في الجنوب حيث لسورية حدود مشتركة مع إسرائيل.وبعد ذلك تسربت الاخبار عن قيام مجموعة طائرات من طراز  إف15 -إي بشن الغارة بعد ان سبق ذلك بأيام قيام قوة تابعة لقوات النخبة شلداغ بمهاجمة مركز دير الزور للنفط على نهر الفرات وصادرت مواد نووية من داخل الموقع السوري وقدمته إسرائيل الى المسؤولين الأميركيين الذين منحوهم الضوء الأخضر لشن الغارة التي استهدفت مركز أبحاث زراعياً على نهر الفرات قرب الحدود التركية يعتقد  بعض المحلليين  الغربيين أن سورية تستخدمه لاستخراج اليورانيوم بمساعدة كوريا الشمالية. وكان الهجوم الإسرائيلي مرتبطاً بوصول شحنة من المواد من كوريا الشمالية قبل ذلك الغارة بثلاثة أيام وصنفت على أنها شحنة من الإسمنت. واللافت ان اسرائيل فرضت رقابة شديدة على التقارير الخاصة بالغارة, حيث ان إسرائيل تعلمت درساً من خبرتها الناتجة من تدميرها للمفاعل النووي العراقي (1981) مفاده أن التباهي بعملية يسهل لدول العالم إدانتها. و أن ما زاد في الغموض الذي يحيط بما جرى هو أن سورية اعترضت بشكل خافت على الغارة فيما عمدت كوريا الشمالية التي من النادر أن تعلق على الشؤون الدولية, الى إدانتها بسرعة.ثم التنصل الاسرائيلي من اغتيال عماد مغنية  القائد العسكري لحزب الله اللبناني في قلب دمشق وبجانب احد اهم مراكز استخباراتها والذي يعتقد انه كان مختفيا في ايران وان خروجه في هذه الفترة بالذات كان بهدف تخطيط عمليات هدفها توجيه الأنظار بعيدا عن البرنامج النووي الايراني.

ويشكل واقع قدرة أحدهم على تفجير سيارة مفخخة في دمشق, كما حدث باستهداف عماد مغنية, ضربة لسمعة الجهاز الأمني السوري, الذي يعد حجر الأساس في النظام الذي يحكم سيطرته على البلاد.كذلك يثير هذا الواقع شكوكاً وتساؤلات حول قوة "قبضة" النظام على الأمن والدولة.

ويري محللون محايدون انه "على أجهزة الأمن السورية توضيح الكثير من الأمور وتفسير كيفية تنفيذ ضربة مثل هذه في مدينة تعتبر آمنة."وجاءت عملية الاغتيال في وقت شنت فيه الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات بحق المعارضين والنشطاء من مؤيدي الديمقراطية, حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 12 ناشطاً خلال الأسابيع القليلة الماضية.

واللافت في هذا السياق خطبة السيد حسن نصر الله التي قال ضمن ما قال فيها إن اغتيال مغنية لم يحصل فوق "الأرض الطبيعية" للصراع, أي ان لبنان  البلد الصغير هو الذي أضحى قلب الصراع مع اسرائيل لا الجار  الأكبر الاقرب المحتلة أرضه تندرج خارج هذه " الطبيعية" فهو لا يعتبر سورية طرفا في الصراع مع اسرائيل او بالادق هو لا يرى لسورية دورا اصلا في الصراع بينما يرى لذلك البلد الذي لا تحتل اسرائيل الا شريطا ضيقا هو مزارع شبعا تعلن اسرائيل انه ارضا سورية لا لبنانية ولا تعلن سورية بشكل رسمي انه شريط لبناني وحين يقول ان حرب يوليو 2006 ما زالت مستمرة فمعني ذلك انه لا يعترف بالقرار الذي سبق ان وافق عليه 1701 والذي بناء عليه تفصل القوات الدولية بيته وبين اسرائيل. وفي ظل معطيات ان كل الادوات والرموز السيادية  اللبنانية مطعون في شرعيتها حيث مقعد الرئيس لا يزال شاغرا وحكومة لا يعترفون بشرعيتها  وبرلمان معطل وجيش وجهت اليه السهام بعد تظاهرات الضاحية الجنوبية فهذا معناه الالتحام المباشر مع العدو الاسرائيلي الذي لا يرغب في خوض جولة ثانية لمحو اخفاقه في حرب يوليو 2006 .والحرب الجديدة  يراد لها من الطرفين  ان تكون حرب النهايات نهاية  سطوة وسلطان حزب الله ونهاية اسرائيل كما وعد سماحة السيد. ومع ذلك ومع كل ذلك من المهم جدا , لسيادة القانون في المنطقة العربية  التي ابتليت بالطغاة و متقمصي دور المسيح المخلص او المحررين أن تمضي المحكمه الدولية قدما. وأيا كان قاتل عماد مغنية فيجب ان يبقى الضوء مسلطا على محاولات سورية لاستعادة هيمنتها في لبنان من خلال سلسلة الاغتيالات التي بدأت مع اغتيال رفيق الحريري.

* كاتب وباحث مصري مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات القاهرة

 

حديث القائمة بالأعمال الأميركية في لبنان ميشال سيسون الى الـ"LBC"

الثلاثاء 19 شباط 2008

سيسون: تعيشون في لبنان في منطقة صعبة ولمسنا هذا في جريمة الكرنتينا، ولكن من يسعى الى عرقلة أعمالنا في الديمقراطية لن يخيفنا بتهديداته.

سيسون: الجمهور الذي توجه الى ساحة الشهداء في 14 شباط وتحدى الأمطار والعواصف، جاء ليقول لا للعنف ولا للتطرف ولا للاسلوب المعتمد لتغيير وجه البلد او لتغيير السياسة فيه.

سيسون: ندعو الاطراف  السياسية كافة للعمل على ايجاد حل سريع وانتخاب رئيس للبلاد يتسلم موقعه من دون شروط.

سيسون: ندعو مجلس النواب الذي لم ينعقد منذ سنة الى تحمل مسؤولياته.

سيسون: الولايات المتحدة  كانت واضحة جدا عندما أعلنت ان الوضع الحالي لا يناسب لبنان.

سيسون: ندعم المؤسسات والحكومة الشرعية اللبنانية كما ندعم القوات المسلحة اللبنانية التي أثبتت فعاليتها مئة في المئة في معارك نهر البارد.

سيسون: العالم بحاجة لكي يرى لبنان المثل الذي يمكن الإحتذاء به، وسيتوفر لشعب لبنان ما يستحقه على عكس ما هو عليه الآن.

سيسون: ما من تقدم إقتصادي من دون استقرار وأمن.

سيسون: هناك دعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة لإخراج لبنان من الحائط المسدود.

سيسون: نريد أن نوضح أن لا تغيير في سياسة واشنطن بالنسبة الى دعم لبنان وحكومته.

سيسون: لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية بسرعة ومن دون أي تدخل خارجي.

سيسون: شهدنا مؤخراً غلياناً في الشارع ولكن القوى الأمنية نجحت في ضبط الأمور.

سيسون: عماد مغنية كان ارهابيا ومسؤولا عن اغتيال عدد من الاميركيين أكثر من اي ارهابي اخر باستثناء اسامة بن لادن.

سيسون: اعلان السيد حسن نصرالله بأن حرب تموز لم تنته بعد وان المواجهة مفتوحة مع الاسرائيليين، هي مواقف غير مسؤولة وليس هذا ما يراد للبنان.

أدخل تعليقك

يحتفظ موقع NOW Lebanon لنفسه بحق الامتناع عن نشر التعليقات التي تحتوي على شتائم أو تعصّب أعمى أو تمييز بين الرجل والمرأة أو عنصريّة أو غيرها من الآراء الخارجة عن حدود اللياقة. إنّ الآراء المنشورة كافّة تعبّر عن رأي المرسل ولا تمثّل آراء موقع NOW Lebanon أو العاملين فيه.

 

الرئيس الجميل دعا القيادات الى الالتزام بالخطاب السياسي اللائق: قوى 14 آذار ستتصدى للفراغ المدمر والمميت الذي تغرق فيه البلاد

وطنية - 19/2/2008 (سياسة) جدد الرئيس امين الجميل دعوته الى جميع القيادات للالتزام بالخطاب السياسي اللائق وعدم صب الزيت على النار لئلا يؤثر ذلك سلبا على الشارع، مؤكدا "ان البلد لا يتحمل المزيد من الاثارات والعنف والمواقف العبثية". واعتبر الرئيس الجميل في حديث الى تلفزيون لبنان "ان التشنج في الخطاب السياسي الذي سبق عودة عمرو موسى الى لبنان لا يوحي بامكانية حصول تقدم على صعيد الازمة السياسية"، مشيرا الى "ان المعارضة لم تكن خلال الزيارة الاخيرة لعمرو موسى جاهزة للحل ولاعادة الامور الى طبيعتها بدليل رفضها لكل ما قدم لها من عروض ووضعها لشروط جديدة واصرارها على بت السلة المتكاملة، ما يعني انقلابها على الدستور والميثاق واتفاق الطائف وتأسيسها لعرف وتقاليد ونظام جديد على الساحة اللبنانية". وتعليقا على الحرب المفتوحة التي اعلنها الامين العام لحزب الله، رأى الجميل "ان كلامه يؤسس لمرحلة جديدة"، وسأل "الى اي حد يحق لرئيس حزب ان يدفع بالبلد الى خيارات استراتيجية بهذا الشكل بملء ارادته ومن دون الرجوع الى المؤسسات الدستورية والاتفاق حول هذا المنحى". مشددا على انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ليكون الرئيس الجديد نقطة ارتكاز ومحور التوافق والحوار المفتوح لمعالجة كل القضايا العالقة. وأكد "ان انتخاب الرئيس سيسمح بأن يكون لبنان ممثلا في القمة العربية وسيساعد في ترطيب الاجواء بين القيادات العربية والانظمة، وعدم الانتخاب سيؤثر سلبا على علاقات لبنان مع جامعة الدول العربية وسيؤكد مدى الخلافات الجذرية بين القيادات العربية، ما سيؤثر على معالجة كل القضايا العربية الاخرى". ولفت الرئيس الجميل الى "ان قوى 14 آذار لن تترك الامور في حالة الاهتراء التي تتآكلها وستتصدى للفراغ المدمر والمميت الذي تغرق فيه البلاد".

 

النائب كنعان: نلتزم الضوابط اللبنانية لأي تحرك سياسي أو عسكري

وانتخاب رئيس من دون الاتفاق على السلة المتكاملة يدخل البلد في أزمة

وطنية19/2/2008(ساسة) علق عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان على مطالعة القاضي سعيد ميرزا في جريمة عين علق، فاعتبر ان العنف والاغتيال السياسي مرفوض، وذكر بأن جماعة "فتح الإسلام" غنية عن التعريف فهي لم تستثنِ أحدا من الاستهداف إن من الجيش اللبناني او قوى الأمن ولبنان ككل، وهي منظمة ارهابية. وقال كنعان في حديث صحافي أن الربط السياسي غير موفق في الجرائم، مشيرا إلى ما حصل في جريمة كنيسة سيدة النجاة حيث ربطت مطالعة القاضي آنذاك بين خلفية الدكتور سمير جعجع الفيدرالية وبين اتهامه بتنفيذ الجريمة، ليتبين لاحقا أنه ربما لا علاقة لجعجع نهائيا بالجريمة، مستنتجا ان التحليل السياسي لا يعني بالضرورة أهمية جدية في التحقيق. واعتبر أنه لا يملك المعطيات التي يملكها القاضي، منوها بما أنجز على صعيد التحقيق، لكنه تمنى أن يتم الوصول حتى نهاية التحقيق وصدور الحكم النهائي. وشدد على أن لا يتم توظيف الجرائم سياسيا، وان تصدر كل التفاصيل المدعومة بالدلائل، وأشار إلى أن من حق الرأي العام أن يصدر تفصيل كامل للجريمة. وإذ اعتبر ان المطالعة جديرة بالاعتبار، شدد على رفض أي جريمة خصوصا تلك التي تستهدف الرأي السياسي. كما لفت إلى أن الجميع تعاون في عملية القضاء على "فتح الإسلام"، رافضا التعليق على ما ورد في المطالعة حول الرسالة التي أراد المنفذون إيصالها إلى 14 آذار. وقال: " أدعو القضاء إلى ان لا يكون قضاء مرحلة، او قضاء السلطة، بل أن يكون كيانا مستقلا، ولنثبت اننا قادرون في لبنان أن نصل إلى كشف الجرائم، ونحن كلنا إلى جانب القضاء".

وحول كلام السيد حسن نصرالله عن الحرب المفتوحة، أوضح كنعان أن "نصرالله شدد في كلامه على التمسك بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية، وأنه قال "إذا أرادوها حربا مفتوحة فلتكن" حيث ربط كلامه ب"إذا"، كما أن العماد ميشال عون أكد أن التفاهم لم يقم خارج خارج الأطر اللبنانية والثوابت اللبنانية، وفي قول الجنرال أنه اذا اعتدي على أحد لا نستطيع منعه من الرد، أشار إلى ان حق الدفاع هو حق يقوم نتيجة اعتداء والاعتداء عندما يحصل يكون ضد كل لبنان وليس ضد فئة أو فريق بل يكون اعتداء على الدولة اللبنانية". وتابع: "نحن ملتزمون بالدستور وبمنطق الدولة ونهائية الكيان اللبناني، وفي ما يخص المقاومة نلتزم بالشروط والضوابط اللبنانية لأي تحرك سياسيا كان أو امنيا وعسكريا، ونفهم الدفاع كرد لبناني على الاعتداء بشكل متضامن".

واستطرد بالقول: "الدولة والحكومات المتعاقبة قبل التحرير في العام 2000 وبعده أعطت للمقاومة ول"حزب الله" الشرعية في العمل من خلال البيانات الوزارية، وبالتالي فلماذا يطلبون منا أن ننكر على المقاومة حقها في حين اعطوها هذا الحق في بيان الوزاري للحكومة الحالية؟". وقال: "يسألون اين أصبحت ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وهم لم يعترفوا بها أصلا، فكيف يطالبون بتطبيق التفاهم وهو لا يعترفون به"، وقال: "غير صحيح ان "حزب الله" هو خارج إطار الدولة، لأن الحكومات والسلطة شرعته وفق منطقها، وهذا يدل على تناقض في مواقفهم، في حين اننا لم نكن ولسنا اليوم جزءا من هذه السلطة".

وسأل: "لماذا عند كل استحقاق يضعون كل المسائل الخلافية جانبا ويذهبون في تسوية آنية؟"، واعتبر أن موقف التكتل من "المبادرة العربية واضح، فهي تتحدث عن ثلاث بنود من ضمنها حكومة وحدة وطنية وقانون الانتخاب"، وأشار إلى ما صدر عن "الرئيس أمين الجميل حول أن قوى 14 آذار لا تريد تقديم المزيد من التنازلات ولن تفاوض إلا على بند انتخاب الرئيس، ثم خرج الوزير غازي العريضي ليتحدث عن السلة المتكاملة"، واعتبر كنعان ان "الأكثرية تناور، وبالتالي لا يمكن معرفة الموقف الحقيقي للأكثرية قبل الوصول إلى طاولة اللقاء الرباعي".

وأكد أن "موقف التكتل هو التمسك بالسلة المتكاملة، حيث لا يمكن الدخول في حكومة وحدة وطنية لا تعطيل فيها ولا ترجيح من دون الدخول في التفاصيل"، لافتا إلى أن "انتخاب رئيس من دون الاتفاق على السلة المتكاملة قد يدخل البلد في أزمة جديدة". وتساءل: "هل يمكن ان يتحمل لبنان بعد ازمة رئيس جمهورية غير قادر على الحكم؟"، وقال: "نحن لا نضع شروطا بل نريد تحصين الرئاسة والمؤسسات الدستورية، وعدم تفويت آخر فرصة لتفعيل النظام السياسي". ولم يستبعد أن يتم التوصل إلى حل مع عودة أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، رافضا وصف هذا الحل بالتنازل.

 

القاضية عويدات اصدرت قرارا بمنع شربل ابي عقل من دخول ال LBCI لرفضه ترك عمله رغم فسخ عقده

وطنية- 19/2/2008 (قضاء) أصدرت قاضية الامور المستعجلة المنتدبة في جونيه الرئيسة رنا عويدات بتاريخ اليوم 19 شباط 2008, قرارا حمل الرقم 2008/23، قضى بمنع المسؤول السابق عن جهاز الحماية في "المؤسسة اللبنانية للارسال - LBCI"، السيد شربل أبي عقل من دخول حرم الشركة، وأحالت القرار المذكور للتنفيذ الى فصيلة درك غزير. وجاء القرار نتيجة رفض السيد أبي عقل ترك مركز عمله السابق في الشركة وبقائه عنوة داخلها رغم إبلاغه اصولا قرارها بفسخ عقد عمله، ورغم الملاحقة الجزائية الجارية بحقه من قبل الشركة أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان.

 

وفاة الفتى عباس عباس بعد اصابته برصاص الهجانة السورية عند النهرالكبير

وطنية- 19/2/2008(امن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" منذر المرعبي "أن الفتى عباس عباس (13 عاما),الذي اصيب مساء اليوم برصاص الهجانة السورية عند الضفة اللبنانية للنهرالكبير, توفي متأثرا بجروحه البالغة في مستشفى سيدة السلام في القبيات - عكار".

 

بعد الخطوات الامنية المريحة الساحة السياسية تنتظر الافراج عن الاستحقاق

اقتراح حكومة 14 مظللة بعودة طاولة الحوار كحل امثل يصل الــى موسى ومصدر ديبلوماسي يرجح ان تؤدي الاتصالات الخارجية الى الانتخاب

المركزية - مع بدء الارتياح القيادي والشعبي للخطوات التي اتخذتها القيادات العسكرية والامنية على اثر اجتماع مساء الاحد الفائت في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وبدأت القوى العسكرية والامنية تنفيذها، تترقب الساحة اللبنانية ان ينجح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تحقيق اختراق نوعي في المشاورات التي سيجريها مع ممثلي المعارضة والغالبية يكون مدخلا الى انتخاب قائد الجيش في السادس والعشرين من الجاري رئيسا وفاقيا توافقيا وانقاذيا للجمهورية. ذلك ان موسى المنتظر وصوله الى بيروت في الرابع والعشرين من الجاري لعقد لقاء ثالث يضم الرئيس أمين الجميّل ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري عن قوى الغالبية ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون عن المعارضة، مهّد لعودته بسلسلة اتصالات اقليمية ودولية اجراها مع وزراء خارجية عرب واجانب بهدف طلب المساعدة في ازالة العوائق من امام مبادرته بما يمكنه من ايجاد تفاهم على البند الثاني من المبادرة العربية المتعلق بنسب تمثيل القوى في الحكومة العتيدة.

لا غالب ولا مغلوب": وكشف مصدر سياسي مطلع لـ "المركزية" ان الاقتراحات التي يحملها موسى في شأن نسب التمثيل باتت محصورة بعدد مواز للوزراء من الغالبية والمعارضة تنفيذا لشعار " لا غالب ولا مغلوب" الذي تطرحه سوريا بقوة، على ان ينحصر البحث في توزيع الحقائب السيادية والاساسية والتركيز على "الفيتو" المتبادل المطروح من القوى المتقابلة حيال بعض الاسماء، خصوصا في حقائب الخارجية والداخلية والمالية.

وأشار المصدر الى انه اذا كان اقتراح المثالثة أي 10-10-10 دونه بعض الصعوبات، فإن اقتراحا تم درسه وربما اصبح لدى الامين العام للجامعة، يشكل الحل الامثل في الظرف الراهن، ويقضي باعتماد حكومة وسطية من 14 وزيرا تكون حصة الغالبية خمسة وزراء وكذلك حصة المعارضة على ان تكون حصة الرئيس اربعة وزراء، وبهذه الطريقة تحتاج القرارات الى إجماع وتوافق، لان نسبة الثلثين زائدا واحدا تبقى غير مؤمنة في حال " تحالف" او "انحاز" الرئيس الى اي من طرفي الصراع. يضاف الى ذلك ان الوزراء العشرة يكونون ممثلين لقادة طاولة الحوار التي تجتمع دوريا او عند الحاجة في قصر بعبدا لفترة تمتد الى ستة شهور وتشكل بذلك المظلة السياسية الوطنية الشاملة للحكومة العتيدة، وتواصل البحث في ما لم يتم انجازه بعد من ملفات وابرزها قانون الانتخابات النيابية الذي تجرى على اساسه وفور انجازه انتخابات نيابية مبكرة، وموضوع الاستراتيجية الدفاعية للبنان الذي توقف البحث فيه بعد قيام عدوان تموز العام الفائت.

وأعرب المصدر عن اعتقاده انه باللجوء الى مثل هذه التشكيلة يكون الجميع موافقين على عودة قيامة الدولة وعودة المؤسسات، حيث سينصرف الوزراء كذلك الى اعادة ضبط اوضاع الوزارات والادارات بعد اتفاق اقطاب الحوار وتفاهمهم على رفع الغطاء السياسي عن الادارة تمهيدا لاعادة اطلاقها على اسس جديدة، بما يعيد وضع الدولة على سكة العمل الصحيح ويعيد الاستقرار السياسي والاداري بعد الاستقرار الامني الذي نجح الجيش والقوى الامنية في استمرار تأمينه في حده الادنى على رغم الاجواء القائمة في البلد وحال الاحتقان والتشنج السائدة. وكشف مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت لـ"المركزية" اليوم انه وعلى رغم الاجواء التي لا تزال متشنجة في الداخل، فان الحركة الخارجية الكثيفة ولا سيما منها العربية تجاه سوريا وكذلك تجاه ايران، قد تشكل العامل المرجح والمطلوب محليا وخارجيا من اجل انتخاب العماد سليمان الثلثاء المقبل واقفال ملف الازمة اللبنانية.

 

 "ندعم المبادرة العربية ولا يجوز ابقاء لبنان بلا رئيس"

مصدر فرنسي رفيع يوضح لـ"المركزية" موقف بلاده: سوريـــا طلبت منا فك ارتباطها بتنفيذ القرار 1701

باريس - من مراسل الوكالة

المركزية - عشية بدء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة زيارته لفرنسا تحدث مصدر رفيع مقرب من قصر الاليزيه الى مراسل "المركزية" في باريس عن الموقف الفرنسي من القضايا اللبنانية قبل بدء الرئيس السنيورة زيارته الرسمية لفرنسا والتي يلتقي في خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة فرنسوا فيون ووزير الخارجية برنار كوشنير ويوقع على بروتوكول تنفيذا لمقررات باريس - 3 والتزام فرنسا تنفيذه. وأوضح المصدر ان فرنسا ستؤكد للرئيس السنيورة الذي هو راهنا مع مجلس الوزراء مجتمعا رأس السلطة في لبنان بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية حيث تتولى الحكومة مجتمعة الرئاسة، دعم فرنسا للبنان وقضاياه والتزامها مقررات باريس - 3 واستعداد فرنسا لدفع ما يتوجب عليها. واشار المصدر الى عزم فرنسا على القيام بالتزاماتها ولن تخل بها بسبب الازمة الراهنة التي تحمل فرنسا على تعزيز الدعم والتأكيد اكثر على التزامها الواضح ودعمها للبنان قوي. اضاف: نحن ندعم المبادرة العربية وكنا نحن بدأناها واستلمتها الجامعة العربية ونراقب الآن التطورات مع دعمنا الكامل لهذه المبادرة ونساعد في التنفيذ لأن لبنان هو البلد الوحيد في المنطقة من دون رئيس جمهورية وهذا امر غير مقبول ويفترض ان يكون له رئيس ولا يبقى الفراغ قائما.

وكشف المصدر بعض جوانب المحادثات التي اجريت بين الفرنسيين والسوريين في اثناء المسعى الفرنسي عندما كان الوزير كوشنير يبذل جهودا للمساعدة في اجراء الانتخابات الرئاسية فأوضح ان السوريين طلبوا من المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا دمشق فك ارتباطهم بالقرار 1701 اي ان لا يلتزموا بنوده وتاليا ان لا يكونوا مجبرينت على تنفيذه. واشار الى ان هذا الموقف كان مستغربا ولافتا، موضحا في هذا الاطار موضوع "التشابك" الذي حصل بين الاليزيه والخارجية والذي اشارت اليه وسائل الاعلام مجددا التأكيد على ان المبادرة الفرنسية قامت على التعاون بين الرئاسة ووزارة الخارجية وقد قمنا معا بالسعي لانجاح المبادرة الا ان الرئيس ساركوزي وبعد فترة اراد وضع حد لهذا التحرك واوقف مهمة موفديه الى دمشق بعدما لاحظ ان هناك مماطلة وتسويفا سوريين في وقت انعشت الجامعة العربية مبادرتها والتي سارعت فرنسا الى اعلان دعمها واعتبرتها تكملة للمبادرة الفرنسية وقالت باريس يومها انها مكملة او ان المبادرتين تتكاملان.

واضاف: نحن لا نزال ندعم لبنان ونقف الى جانبه وننتظر نتائج جهود الجامعة.

واشار المصدر نفسه الى ان القيادات اللبنانية كانت على بينة من التحرك الفرنسي حيث عندما ذهبنا الى دمشق كانت الاطراف العربية على اطلاق على ما نقوم به وأن العرض الذي تم تقديمه الى الجامعة على اثر زيارة موسى لدمشق هو نفسه الذي قدمته سوريا الينا بعدما اكد الرئيس بشار الاسد للموفدين السوريين استعداده للتعاون وكان ما تعرفونه في هذا المجال. وقال: ونحن لا نزال نتمسك بمسعانا وندعم المبادرة العربية ونترقب النتائج التي نرجو ان تكون ايجابية لأننا حريصون على ان يتم اجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن ولا يبقى لبنان من دون رئيس.

ونفى المصدر ان تكون هناك مبادرة فرنسية - بريطانية ترمي الى نقل ملف لبنان الى الامم المتحدة كما اعلن وزير خارجية بريطانيا وقال: هذا رأي الحكومة البريطانية. اضاف: اننا نتهيأ لاستقبال الرئيس السنيورة وسنؤكد له في خلال الاجتماعات معه التزامنا المبادرة العربية وضرورة اجراء انتخابات في اسرع وقت ممكن والتزامنا "باريس - 3" وتنفيذ مقرراته فحكومة الرئيس السنيورة هي حكومة شرعية ونتعاطى معها من هذا المنطلق.

وختم: الاجراءات التي اتخذت لاقفال المركز الثقافي في صيدا وطرابلس هي احترازية موقتة اتخذت بسبب الجو العام الذي لا يوحي بالطمأنينة، نافيا ان تكون هناك تهديدات خاصة وجهت الى المصالح الفرنسية في لبنان.

 

"عكاظ" تتحدث عن الضمانات التي سيقدمها موسى للطرفين:دعم حق المقاومة حقيبة المالية للمعارضة والداخلية والعدل ورئيس الحكومة للاكثرية

المركزية - كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لصحيفة "عكاظ" السعودية ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيركز مباحثاته في خلال الزيارة المرتقبة لبيروت يوم 24 شباط على الضمانات التي من الممكن ان تقدم للطرفين في لبنان وتبعث الطمأنينة لهواجسهما.

وقالت المصادر ان موسى لن يعمل على البحث في تفسير جديد للمبادرة العربية ولا على رؤية جديدة بل إن ما سيطرحه يقوم على التفسير الوحيد الذي سبق له أن عرضه عبر وسائر الإعلام والقاضي بأن تبقى الاكثرية اكثرية في الوزارة من دون أن تملك حق القرار والاستئثار والأقلية أقلية من دون ان تملك حق التعطيل.

اضافت المصادر ان الضمانات التي سيقدمها الامين العام للمعارضة تشمل أولاً الحفاظ على الصيغة نفسها التي وردت في البيان الوزاري للحكومة الراهنة في ما يتعلق بحق المقاومة ودعمها وهو ما يرضي حزب الله، إضافة الى منح المعارضة حقيبة وزارة المال بخاصة أن مجمل القرارات الوزارية تحتاج إلى توقيع وزير المالية لتصبح نافذة، فيما الضمانات التي ستقدم للأكثرية ان يكون رئيس الحكومة منها إضافة الى وزارتي الداخلية والعدل. واشارت مصادر "عكاظ" الى ان الوسائل التي يحاول ان يبتدعها الامين العام للجامعة العربية مرتبطة بالرؤية الإقليمية للحل في لبنان، فإن كان هناك تسهيل إقليمي لانتخاب رئيس فسيحصل ذلك وإلا فإن الوضع العربي برمته متجه الى التصعيد.

 

شمعون يتفهم القــــرار السعودي الاخير ويستغربه ويطالب بإجراء فحوص الـ DNA للتأكد من جثة مغنية

المركزية - ابدى رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون تفهمه لنصيحة وزارة الخارجية السعودية المواطنين السعوديين بعدم السفر الى لبنان في ظل الظروف السياسية والامنية غير المستقرة التي يمر بها لبنان راهنا، وذلك ضماناً لأمنهم وسلامتهم وعدم تعرضهم لأي مكروه. لكنه استغرب هذه الخطوة السعودية وقال لـ "المركزية": "انني اذ اتفهم قلق المملكة العربية السعودية على رعاياها في لبنان وخوفها عليهم ألفت الى انها تقول وبطريقة غير مباشرة، للنظام السوري انك نجحت في خطتك بإيصال لبنان الى الحالة التي وصل اليها، بدل ان تتخذ اجراء عقابيا في حق هذا النظام، وكأن المملكة تخدم هذا النظام من دون ان تدري".

اضاف شمعون: "على المملكة ان تتخذ قرارات ضد النظام السوري كمثل ان تمنع رعاياها حتى الذهاب الى سوريا، وحصول نوع من المقاطعة الاقتصادية عليها لأنها سبب الويلات في لبنان". وعلق شمعون على موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المتعلق بالحرب المفتوحة على اسرائيل وقال: "قبل الذهاب الى هذه الحرب يجب ان يجرى فحص الـ DNA على جثة عماد مغنية للتأكد من انها عائدة له، اذ من يؤكد لنا انه هو من قتل في الانفجار الذي حصل في دمشق اخيرا لا سيما وان مغنية، كما يقال، قد خضع لعمليتي تجميل لتمويه شكله، ونعرف جميعا انه كان طوال حياته يعمل في الظل، فهل تأكد احد ان الجثة تعود لمغنية؟ فقبل ان يوصلنا "حزب الله" الى حرب بسبب جثة مجهولة الهوية، علينا التأكد من هويتها وعلى الطبيب الشرعي قبل إعطاء شهادة الوفاة طلب اجراء فحوص الـ DNA". وشدد شمعون على ان الكلام على حرب مفتوحة ممنوع واكد ان لبنان ليس ملكاً لحزب الله.

 

ثلوج العاصفة اقفلت طرقات الشوف الجبلية وقطعت الكهرباء

وطنية - 19/2/2008 (متفرقات) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الشوف عامر زين الدين أن العاصفة الثلجية في منطقة الشوف أدت الى تساقط الثلوج ابتداء من ارتفاع 800 مترا وما فوق ما ادى الى قطع الطريق بين نيحا، جباع، مرستي، الخريبة، المعاصر، بطمة والباروك وصولا الى عين زحلتا ومنطقة عاليه.

ومنذ الصباح عملت الجرافات على فتح الطرق، الاَّ ان استمرار العاصفة حال دون ذلك، خصوصا وان جرافة واحدة تعمل لفتح الطرق .وفي هذا الاطار ناشد اهالي قرى الشوف الاعلى المعنيين توفير المزيد من الآليات والجرافات لوصل القرى ببعضها، بعدما عزلهاالثلج عن المحيط. اما بالنسبة الى الطرق المتوسطة ابتداء من باتر مرورا بالمختارة وبقعاتا وبيت الدين وديرالقمر وبعقلين، فبقيت مفتوحة امام السيارات في ظل شلل كامل للحركة وتوقف العمل في الاسواق والقطاعات المختلفة والمدارس. وترافقت العاصفة ايضا مع انقطاع في التيار الكهربائي بسبب تقطع بعض الاسلاك واحتراق محولات كهربائية وبعض خطوط الهاتف.

 

قمة اسلامية روحية الخميس المقبل في مقرالمجلس الشيعي

وطنية - 19/2/2008 (سياسة) تعقد نهار الخميس المقبل، عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل الظهر، قمة اسلامية روحية، في مقر المجلس الاسلامي الشيعي - طريق المطار، بعد توافق رؤساء الطوائف الاسلامية على عقد هذه القمة، للبحث في الاوضاع والمستجدات الاخيرة على الساحة المحلية.

 

اصابة فتى برصاص الهجانة السورية عند الضفة اللبنانية للنهر الكبير

وطنية- 19/2/2008(امن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" منذر المرعبي "أن فرقة من الهجانة السورية أطلقت النار على الفتى عباس أحمد عباس البالغ من العمر 13 عاما على الضفة اللبنانية للنهر الكبير, فأصيب إصابات بالغة ونقل الى مستشفى سيدة السلام في القبيات - عكار وسط استنكار شعبي كبير.

 

الاتحاد الأوروبي: ضرورة انتخاب رئيس دون تدخل خارجي

وكالات/أكد بيان صادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي عقب اختتام مجلس المساعدات الأوروبي اللبناني ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية وتطبيق المبادرة العربية دون تأخير. وذكر البيان أن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب التطورات السياسية في لبنان، معرباً عن قلقه ازاء التأجيل المتكرر لجلسات البرلمان المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدا ضرورة عقد انتخابات رئاسية حرة ونزيهة دون تدخل خارجي مع استمرار الاتحاد في جهوده لايجاد اتفاق بين الفرقاء اللبنانيين.

ورحب بالمبادرة العربية التي أقرها وزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماعهم في القاهرة في السادس من يناير الماضي وبجهود أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى لحل الأزمة السياسية اللبنانية مناشدا جميع الأحزاب اللبنانية تطبيق تلك المبادرة دون تأخير. وذكر الاتحاد الأوروبي أن الدول الأعضاء في الاتحاد خلال عام 2007 شاركت في المساعي الدبلوماسية التي تهدف الى المساعدة في الخروج من الأزمة السياسية اللبنانية التي ظهرت منذ تشرين الثاني عام 2006. وأشار في هذا السياق الى الزيارت التي قام بها منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد خافيير سولانا الى المنطقة والتي أكد خلالها الدعم الكامل من الاتحاد للحكومة الشرعية اللبنانية والزيارات العديدة التي قام بها مسؤولون في دول الاتحاد الى المنطقة وخاصة لبنان. وجدد البيان مساندة الاتحاد الأوروبي للحكومة اللبنانية الشرعية والديمقراطية بقيادة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ومساعيها والجيش اللبناني لاستقرار البلاد. وأكد دعمه الكامل للجنة التحقيق الدولية التي تم اقرارها وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1595 و 1636 و 1644 وتقديره لعملها. وجدد دعوته الى اسرائيل لايقاف انتهاك المجال الجوي اللبناني والذي يعد خرقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 كما ناشدها بتزويد الأمم المتحدة بجميع الأسلحة والقنابل التي خلفت ابان الاعتداءات الاسرائيلية خلال عام 2006 مع انسحابها من القرى التي لاتزال تحتلها منذ تلك الاعتداءات. 

 

الجيش شرع في تنفيذ تدابير مرئية وسرية لضبط الوضع في بيروت

 وكالات/ذكرت صحيفة "النهار" ان قوى الجيش والاجهزة الامنية شرعت في الساعات الاخيرة في تنفيذ تدابير مرئية وسرية لضبط الوضع في بيروت ومنع تجدد الصدامات داخل بعض المناطق والاحياء وسط تجاوب سياسي من القوى المعنية التي تمثلت في اجتماع وزارة الدفاع مساء الاحد. وتشير المعلومات، حسب "النهار"، الى خطة انتشار مدروسة للجيش في المناطق والمفاصل التي شهدت صدامات والتي بات يعرف سلفا مدى الحساسيات التي ولدتها فيها هذه الصدامات، فيما يعمم الافرقاء السياسيون على انصارهم وجوب تجنب اي نوع من الاستفزازات والتجمعات تحت طائلة رفع الغطاء الحزبي تماما عن المخالفين وترك مهمة تعقبهم وتوقيفهم للجيش والاجهزة الامنية. واكدت ان لا وجود على الاطلاق لما سمي "لجنة ارتباط" او لجنة امنية – سياسية مشتركة، وان ممثلي الفرقاء الثلاثة توافقوا على اعتبار الجيش وقوى الامن المرجع الامني الوحيد، فيما بدأت في المقابل وحدات معززة لقوى الامن الداخلي تكثيف دورياتها في المناطق لمنع المخالفات.

 

 تجارة السلاح تزدهر في لبنان وسط مخاوف من تجدد الحرب الأهلية

وكالات/بائع: أحد أهم طرق تهريب الأسلحة تمر عبر سوريا

مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أهلية عززتها الاشتباكات المسلحة التي جرت مؤخرا بين أنصار الأكثرية والمعارضة؛ ارتفعت أعداد اللبنانيين الذين أرادوا مواجهة المخاطر باقتناء رشاش كلاشنكوف، أو بندقية إم-16، أو بندقية دراغونوف التي تستخدم للقنص. ويؤكد تاجر أسلحة لبناني بأن الخوف من عودة الحرب الأهلية التي عانى منها اللبنانيون طيلة 15 عاما (1975-1990)، وأسفرت عن مقتل نحو 150 ألف شخص وآلاف المفقودين "دفع بالأفراد والمجموعات الذين يريدون أن يشعروا بأمان أكبر إلى شراء الأسلحة". ويقول -طالبا عدم الكشف عن هويته- "قبل عام واحد كانت بندقية الكلاشنكوف تباع في السوق السوداء بسعر يتراوح بين 100 و150 دولار، وهي تباع حاليا بنحو 1000 دولار، كما ارتفع سعر بندقية القنص من 800 دولار إلى 2700 دولار "مشيرا إلى أن الإقبال الأوسع هو على بنادق الكلاشنكوف الروسية الصنع وعلى بنادق إم -16 الأمريكية الصنع. ويلفت البائع إلى أن أحد أهم طرق تهريب الأسلحة تمر عبر سوريا، ويقول بأن شراء الأسلحة يتم في العراق، ثم يجري نقلها برا في الشاحنات عبر "حمولة شرعية". يذكر أن اتفاق الطائف للوفاق الوطني (1989) نص على نزع سلاح الميليشيات باستثناء سلاح حزب الله، باعتباره حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن الخبراء يعتبرون أن العديد من الميليشيات احتفظت فعليا بأسلحتها الخفيفة. وأكد مؤخرا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المناهض لسوريا "أن بعض المجموعات في الجبل ومناطق أخرى عززت مؤخرا ترسانتها عبر الطرف الرئيس الذي يزودها بالأسلحة، في إشارة إلى دمشق، وذلك لتنفيذ هجمات ضد الجيش وقوى الأمن الداخلي".

ورغم أن التقاليد في لبنان تقضي بأن يحتفظ غالبية المواطنين بسلاح فردي في منزله، فقد عمد بعضهم مؤخرا إلى تجديد سلاحه، كما يؤكد رجل أعمال مسيحي من بيروت، وهو يدل بيده بفخر على بندقية جديدة مزودة بمنظار ليلي دفع ثمنها 1250 دولار. ويقول استخدمت "كلاشنكوف العائلة القديم" مؤخرا لألقن ابني وهو في التاسعة عشرة من عمره "كيفية إطلاق الرصاص".

ويلخص رجل الأعمال الأربعيني هذا، والذي رفض الكشف عن هويته، الوضع بقوله "إذا دخلت عصابات مسلحة إلى أحيائنا واقتحمت مبانينا لتحطم وتسرق يجب أن نكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا". ويعرب فادي فاضل الخبير القضائي في شؤون التسلح، والأستاذ في الجامعة الأنطونية (قرب بيروت) عن خشيته من ازدياد الإقبال على الأسلحة الخفيفة التي تستخدم في 90% من حالات النزاع الأهلي في العالم. ويقول "المشكلة أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى وضع اتفاق دولي ملزم بشان بيع الأسلحة، وأن أبرز الدول المنتجة لهذه الأسلحة هي من الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن الدولي" (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا). ويتساءل رجل أعمال كان سابقا عضوا في ميليشيا القوات اللبنانية "الحرب الأهلية" لقد انخرطنا فيها بشكل ما، وما زال علينا أن نعرف أي شكل ستتخذه هذه الحرب". ويضيف طالبا عدم الكشف عن هويته "الصراع هو بين الشيعة والسنة الذين يمسكون بالحكومة، لكنه يتم عبر المسيحيين المنقسمين" بين مناصرين للنائب ميشيل عون المتحالف مع حزب الله، وبين مناصرين لسمير جعجع المتحالف مع التنظيمات السنية.

 

اسلاميون يوزعون صور مخيمات تدريب لـ"حزب الله الكويتي"

وكالات/حسم مجلس الوزراء الكويتي الجدل الدائر في الكويت الذي أعقب اغتيال القائد العسكري في «حزب الله» عماد مغنية الأسبوع الماضين بتقديمه إعلاناً رسمياً بمسؤولية مغنية عن خطف طائرة «الجابرية» وسقوط شهداء كويتيين، معتبراً انه «ارهابي تلوثت يداه بدماء الشهداء الأبرياء الطاهرة» ومنددا بما قامت به «قلة محدودة من تصرفات مشينة استفزت بها مشاعر كل الكويتيين» من خلال التأبين الذي حصل. واحتل حفل التأبين لمغنية الذي أقيم في الكويت وشارك فيه النائبان الشيعيان عدنان عبد الصمد وأحمد لاري اللذان غادرا الكويت في زيارة خاصة إلى ألمانيا لم يعلن عنها، صدارة الأحداث السياسية في الكويت على مدى الأيام الماضية، حيث ولّدت هذه المشاركة عاصفة من ردود الفعل النيابية والمدنية والسياسية المستنكرة، أبرزها من كتلة العمل الشعبي البرلمانية التي ينتمي إليها عبدالصمد ولاري التي أعلنت "رفضها الأكيد" لهذا التأبين، ومن تجمع ثوابت الأمة، الاسلامي التوجه، الذي وزع صوراً قال انها لمخيمات تدريب لـ"حزب الله الكويتي" في منطقتي الوفرة والعبدلي، فيما دعا أمينه العام محمد هايف المطيري الحكومة إلى "عدم ترك حزب الله الكويتي الذي أسسه مجموعة ممن درسوا في الحوزة العلمية في قم ولهم علاقة بالحرس الثوري أن يحول الكويت إلى لبنان آخر».وفي مؤتمر صحافي عن «حزب الله الكويتي» قال المطيري إن عبد الصمد والنائبين السابقين عبد المحسن جمال و ناصر صرخوه والسيد محمد المهري «هادنوا السلطة من خلال عملهم السياسي وأخفوا أفكارهم حيث استغلوا فترة الثمانينات للدفاع عن مقاتليهم". وقال: "ان عدنان عبدالصمد يريد ان يحول نفسه الى حسن نصر الله في الكويت".

ووصف المطيري السيد المهري بأنه «الإرهابي الأول» وقال ان صمت الحكومة «هو من جرأ عدنان عبد الصمد على التطاول على شرعيتها وهو الذي يتخذ من عضويته في كتلة العمل الشعبي حماية له» مطالبا «بطرده من الكتلة والنائب أحمد لاري وبسحب جنسيتيهما، إذ ليس من العدالة سحب جنسية (المسؤول في تنظيم القاعدة) سليمان بوغيث، وإن كنا نختلف مع أفكاره». على الصعيد الحكومي قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي، ان "المجلس عبر عن شجبه واستنكاره لمظاهر التأبين والتمجيد التي قام بها البعض بمناسبة مقتل ارهابي تلوثت يداه بدماء الشهداء الأبرياء الطاهرة وكان وراء العديد من العمليات والجرائم الارهابية وترويع الآمنين في مختلف بقاع العالم»، مضيفا «بذلك تحقق القصاص الرباني العادل لتطمئن روحا شهيدي (طائرة الجابرية) عبدالله الخالدي وخالد أيوب رحمهما الله في قبريهما الطاهرين وتهدأ نفوس ذويهما والشعب الكويتي الأبي الذي كان يتابع فصول جريمة «الجابرية» وما زال يستذكر تفاصيلها البشعة بكل مشاعر الغضب والألم».

وأعلن الحجي: «ان مجلس الوزراء اذ يشجب ماقامت به قلة محدودة من تصرفات مشينة استفزت بها مشاعر كل الكويتيين، فان الحكومة ستباشر كافة التدابير والاجراءات اللازمة في شأن هذه القضية". وأصدرت كتلة العمل الشعبي بيانا رفضت فيه أي مظهر من مظاهر التأبين والتمجيد «لكل من تورط بالتعدي على الكويت وأمنها وتلطخت يداه بدماء الكويتيين الأبرياء أيا كانت التبريرات والملابسات والظروف». وأعلنت الكتلة "رفضها الأكيد لاقامة مراسم التأبين لعماد مغنية التي جرحت مشاعر أبناء الشعب الكويتي عامة". وفي الاطار نفسه أكد منسق كتلة العمل الوطني النائب مشاري العنجري أن "لدى معظم الشعب الكويتي يقينا راسخا أن عماد مغنية هو من خطط لجريمة محاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح ، وهو من قاد جريمة خطف طائرة «الجابرية» وهذا اليقين «لا يمكن أن تبدده كلمة من هنا وكلمة من هناك بطلب الاثبات بأن مغنية هو الفاعل».

أما النائب مبارك الخرينج فتساءل عن "سكوت بعض النواب وممثلي التكتلات عن تأبين مغنية «وهل يعتبر علامة الرضا؟».

ودعا النائب الدكتور علي العمير الحكومة الى اتخاذ اجراءاتها ازاء «من تطاول على الشعب الكويتي ولم يحترم مشاعرهم عندما أقدم على اقامة حفل تأبين للمجرم عماد مغنية الذي تلطخت يداه بدماء الكويتيين الأبرياء».واستنكر النائب عادل الصرعاوي اقامة مجلس عزاء لعماد مغنية «ما يمثل قفزا على جراح اهل الكويت» وشدد على التمسك بالوحدة الوطنية «التي تمثل حصنا منيعا بعد الله سبحانه وتعالى في مواجهة كل التحديات التي من شأنها أن تمس الكويت التي جبلت على التكاتف والتعاون». وانتقد النائب حسين مزيد اقامة مجلس تأبين لمغنية ودعا وزير الداخلية الى التحرك وفق ما يستدعيه الحس الوطني والعمل على وقف مثل هذه المناسبات التي استفزت الشعب الكويتي، وشدد على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية التي تعتبر «طوق النجاة لنا جميعا».

وقال مزيد ان الانسان قد يحيد عن جادة الصواب «وهو ليس خطأ ان عاد ولكن الخطأ ان استمر في طريق الخطأ» داعيا من أساء الى الكويت والكويتيين الى الاعتذار". وحذر الأمين العام للحركة السلفية بدر الشبيب من خطر تحويل الكويت الى لبنان آخر «ليعبث فيه حزب الله الكويتي بالقتل والفساد».

ودعا الشبيب وزير الداخلية الى القيام بمسؤوليته تجاه القائمين على التأبين «وان كان عاجزا عن أداء دوره فليترك للشعب الكويتي أن يقول كلمته في حق النواب الذين حضروا التأبين في ساحة الصفاة ليعرفوا مدى حق أهل الكويت عليهم».ووصف النائب غانم الميع عماد مغنية بالمجرم والارهابي الذي استباح دماء المسلمين والعرب وقال ان من يصف مغنية بغير ذلك فهو «يجدد جراح الكويتيين وأهالي الشهداء في حادثتي تفجير موكب الأمير الراحل وخطف طائرة (الجابرية)».أما وكيل المراجع الشيعية لدى الكويت السيد محمد المهري فاكتفى بالقول «أنا كما تقول القيادة السياسية وليس لدي تعليق غير ذلك».

 

 مسؤول سابق للموساد في بيروت: عملية اغتيال مغنية كانت معقدة والعشرات متورطون

وكالات/إعتبر الرئيس الأسبق لعملاء الموساد في بيروت اليعازر تسافرير، ان اغتيال القائد في المقاومة عماد مغنية تطلب على الأرجح سنوات من العمل الاستخباراتي المتواصل من قبل عشرات العملاء. وقال تسافرير (74 عاما) الذي تقاعد من عمله كعميل للموساد في العام 1992 "رغم ان اسرائيل والولايات المتحدة هما المشتبه فيه الاول، الا ان دولا مثل فرنسا والمانيا والسعودية لها حسابات لم تصفها مع مغنية ايضا". وقال "لا بد ان عملية اغتيال مغنية كانت معقدة وتطلبت سنوات عديدة من العمل الاستخباراتي وأشهرا من التخطيط وعشرات الاشخاص". وتابع تسافرير في مقابلة صحافية له "عملية كهذه تحتاج الى نسبة كبيرة من العمل الاستخباراتي من خلال الأفراد وليس الالكترونيات، الامر يحتاج الى ايجاد الاشخاص، وتفحص المكان، وضع العبوة والهروب، وهي مسألة ليست بسيطة في عاصمة معادية".واضاف "العملاء قد يكون تم تجنيدهم او ادخالهم الى المنظمة او الاثنين معا، لكن لا بد ان هناك العشرات من المتورطين علما ان لا احد يعلم ما الذي يفعله الآخر، كل شخص يعلم ما يتوجب عليه ان يعرفه فقط".

وردا على سؤال حيال سياسية الموساد تجاه اشخاص مثل مغنية، يشير تسافرير الى الحادثة التالية "في العام 1972 بعدما قتل فلسطينيون من فرقة ايلول الاسود 11 رياضيا اسرائيليا خلال دورة ميونخ للالعاب الاولمبية، اعطت رئيسة الوزراء غولدا مئير امرا بقتل هؤلاء الذين كانوا مسؤولين عن عملية القتل او الذين يخططون للقيام بعمليات قتل جديدة". وتابع "عملاء الموساد علموا بوجود مغنية في اوائل الثمانينات، عقب الاجتياح الاسرائيلي لبيروت. واوضح ان الموساد عمل الى جانب الجيش الاسرائيلي في لبنان، مشيرا الى انه كان على علاقة قوية بالزعماء المسيحيين الذين تحالفوا مع اسرائيل.

وأضاف أن العمليات التي قام بها مغنية كانت تحمل طابعا شخصيا، اذا ان اخاه، وهو مسؤول عسكري، بالكاد نجا من التفجير الذي استهدف الجيش الاسرائيلي في العام 1983 في صور. كما ان ابنه، وهو قائد دبابة، كان على حافة الموت بعد تفجير خطط له مغنية ايضا واستهدف دورية اسرائيلية في جنوب لبنان في العام 1987. وقال تسافرير ان العملاء الاسرائيليين في لبنان صدمتهم تكتيكات مغنية، مشيرا بذلك الى العمليات الاستشهادية. وقال "سألنا انفسنا: كيف يمكن ان يحدث هذا؟ واستخلصنا ان الشيعة طائفة متطرفة لذا يمكن ان يقوموا بهذه الأمور. سألنا أنفسنا ايضا اذا كان من المحتمل ان يحاكي الفلسطينيون طرقهم، فاستنتجنا انه لا يمكن ان يحدث ذلك بما ان الفلسطينيين هم من السنة وهم اكثر اعتدالا. لقد كنا مخطئين". وتحدث تسافرير عن الطيار الاسرائيلي المفقود رون آراد فقال "في كل مرة كنا نبحث عنه، كان اسم مغنية يظهر".

 

عشرون سؤالاً سخيفاً وحاقداً حول اصطياد "الثعلب"

شاكر النابلسي

ايلاف

كان لقب عماد مغنيّة "الثعلب" في إيران. وقد خُلع عليه هذا اللقب لذكائه، ولتمكنه النجاة من عدة مصائد نصبت له في الماضي من قبل الغرب ومن قبل أمريكا وإسرائيل وفرنسا، ومخابرات 42 دولة كان لها ضحايا من جرّاء عمليات "الثعلب" التي توصف بـ "الإرهاب"، و"الجهاد" و"الحرب" على الاستعمار.. الخ.

ورأس عماد مغنيّة أو "الحاج رضوان" كما كان يُطلق عليه في أوساط "حزب الله" (وهو الحزب الوحيد في التاريخ البشري والإسلامي المُسمى بهذا الاسم، فلم يسبق للمسلمين في الماضي أن أقحموا اسم الله المبارك في النجاسة السياسية بهذا الشكل، وتلك هي الشعوذة كما قال النحاس باشا لأحمد حسين) كان مطلوباً من قبل أمم وشعوب كثيرة. وعندما تمَّ اغتياله في دمشق بالأمس ضاع دمه بين شعوب وأمم كثيرة، لها ثأر دموي فيه. ونحن هنا لا نريد أن نسرد حياة "الثعلب" فقد كفته الصحافة العربية والفضائيات العربية و"حزب الله" حقه في ذلك. ولكن المهم أن معظم من سمع خبر اصطياد "الثعلب" يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء الماضي، دارت في رأسه عدة أسئلة حائرة، كما لم تدر تجاه أية حادثة اغتيال أخرى للثعالب العربية، ومن هؤلاء مؤلف الكتاب الوحيد عن عماد مغنيّة وهو المصري مجدي كامل صاحب كتاب "عماد مغنيّة: الثعلب الإيراني" الذي شكك في مقتل مغنيّة لسبب بسيط جداً، وهو أن لا أحداً يعرف له صورة، فقد كان يعيش كالشبح، ويتنقل كالشبح. ولذلك عجزت مخابرات العالم عن اصطياده.

ويطرح مجدي كامل عدة أسئلة في تعليقه على مقتل "الثعلب" تشكك كلها في مقتله، وأن "مسرحية" قتله ما هي إلا من أجل أن تكفَّ مخابرات 42 دولة في العالم عن ملاحقته، وترفع سوريا وإيران وحزب الله عن أنفسهم مسؤولية تهمة إيوائه وحمايته وشراكته. فتعددت الأسباب والموت الكاذب واحد. وتعددت الأسئلة حول هذا الموت، ومنها:

1- لماذا تمَّ اصطياد "الثعلب" في دمشق وليس في بيروت، رغم أن دمشق – كما يقال- هي الحصن الحصين لكل الممانعين والمانعين والناعمين والمنعمين الثوار، وموقدي النار، ومثيري الغبار. ففيها يتقي ويتحصّن زعماء "حماس"، وزعماء "الجهاد الإسلامي"، وأحمد جبريل وعسكره، ومجموعة من القادة العراقيين البعثيين السابقين، وهي بوابة إيران إلى لبنان، وطريق الحرير لسلاح حزب الله، وإليها تحجُّ كل يوم مجموعات من زعماء المعارضة اللبنانية (كان حسن فضل الله النائب عن حزب الله، وعلي حسن الخليل النائب عن حركة أمل مجتمعين مع وزير الخارجية السوري في دمشق أثناء الانفجار، الذي يقال أنه أودى بحياة عماد مغنيّة)، ويعودون سالمين غانمين، وفي عروة (جاكيت) كل واحد منهم عِرقُ ياسمين، من ياسمين دمشق المشهور؟

2- لماذا لم يتمَّ اصطياد "الثعلب" في لبنان، سيما وأن الصياد الصهيوني "الموسادي" قد اصطاد زعماء لبنان من السياسيين والإعلاميين 2006، و 2007 - كما تدعي قوى المعارضة و"حزب الله" -دون أن يرفَّ له جفن عين؟

3- لماذا كان "الثعلب" هو الوحيد الذي قتل من خلال عملية تفجير سيارته؟ ألم يكن معه حرسه ومرافقوه؟ ثم كيف تترك سيارة "ثعلب" مشهور كهذا "الثعلب" بدون حراسة مشددة، وبدون سيارات حراسة ترافقه في حلِّه وترحاله؟

4- لماذا تمَّ اختيار قتل "الثعلب" بعد يومين من انسحاب القوة العسكرية القطرية (213) من قوة "اليونيفل" الدولية في جنوب لبنان، هل لفسح المجال أمام "حرب مفتوحة" بين "حزب الله" وإسرائيل كما أعلن حسن نصر الله؟

5- لماذا تمَّ قتل "الثعلب" قبل يومين من الاحتفال بالذكرى الثالثة لمقتل رفيق الحريري، ولكي يتم دفن الثعلب في يوم الخميس 14 شباط، وهو نفس يوم تجمُّع قوى 14 آذار، دون تأجيل دفن "الثعلب" إلى يوم الجمعة أو السبت، لإعطاء الموالاة في لبنان الفرصة الكافية والوقت والمكان الملائم والكافي للاحتفال بهذه المناسبة وإحياء هذه الذكرى السنوية؟

6- لماذا لم يُذَعْ خبر مقتل "الثعلب" مباشرة بعد الحادث، وانتظرت دمشق 24 ساعة لإعلان الخبر، في حين أن كافة حوادث الاغتيال في عامي 2006 و 2007 تمَّ نشرها وإذاعتها بعد دقائق من وقوعها مباشرة، فهل لإنَّ الإعلام اللبناني أقوى من الإعلام السوري؟ كذلك قال أحد القراء على أحد مواقع الانترنت في تعليقه على الحادث: "أن شهود عيان أفادوا لموقع Now Lebanon أن السلطات الأمنية السورية سارعت ليل الثلاثاء الماضي، إلى مسح معالم الجريمة التي ذهب ضحيتها عماد مغنيّة، وتنظيف المكان بعد نصف ساعة فقط على وقوعها. وكان لافتاً عدم ذكر بيان "حزب الله" الذي نعى فيه مغنيّة للمكان الذي وقعت فيه جريمة الاغتيال ولا ذكر حتى أن الحادث وقع في سوريا. وكانت وسائل الإعلام المعتمدة في سوريا قد ذكرت أن السلطات السورية، وفور وقوع الحادث، فرضت طوقاً أمنياً محكماً ومنعت أياً من الصحافيين من الاقتراب من المكان، وقامت فوراً بنقل السيارة التي تم تفجيرها إلى مكان مجهول. كما أشارت إلى أن الانفجار لم يكن قوياً واستهدف فقط السائق، إذ تهشمت السيارة فقط من الوسط فيما بقيت المقدمة والمؤخرة بحالة سليمة!"

7- كيف يتسنى لإسرائيل أن تخترق الأمن السوري وتغتال "الثعلب"، ولا يتسنى لها اختراق هذا الأمن نفسه واغتيال قادة "حماس" و قادة "الجهاد الإسلامي" وأحمد جبريل، وغيره من المطلوبين بشدة للموساد وللمخابرات الأمريكية؟

8- كيف تسنى لإسرائيل أن تغتال "الثعلب"، وهو موجود في دوائر أمنية واستخبارتية عتية، واختارت الطريق الصعب، بدلاً من تغتاله في بيروت، أم أن المخابرات السورية في لبنان أقوى منها في سوريا نفسها؟

9- وما دامت إسرائيل والموساد بهذه القوة الاختراقية لأجهزة الأمن السورية فلماذا لم تغتل خالد مشعل، ورمضان شلّح، وأحمد جبريل وغيرهم من قبل، وهل سنشهد قريباً مزيداً من الاختراقات الإسرائيلية الموسادية لقوى الأمن السوري؟

10- هل قتلت المخابرات الأمريكية "الثعلب" انتقاماً لما تتعرض له في العراق من الجيش الثوري الإيراني، وأنهم - أي الأمريكان- لم يقدروا على (أحمدي نجاد) (فتشاطروا) على (البردعة) (الثعلب)؟

11- عهدنا بيروت مزرعة للمخابرات من كل فج عميق، فمتى كانت دمشق مزرعة للمخابرات الإسرائيلية ترتع فيها كما تشاء، وتصطاد الأهداف كالخراف، وهي في حضن الشوّاف؟

12- رغم أن عملية اغتيال "الثعلب" كانت هزة قوية في الشرق الأوسط، وتصدعاً لجدران سوريا وإيران وحزب الله الأمنية، إلا أننا لم نقرأ، ولم نسمع، ولم نشاهد، تفاصيل ما حدث، وكيف حدث، أم أن "الثعلب" شهيد قدسي ومقدس، لا يجوز لأحد أن يسأل كيف مات، ولماذا مات؟

13- لماذا اختارت إسرائيل "المتحالفة" مع قوى 14 آذار - كما تدعي المعارضة اللبنانية - اغتيال "الثعلب" قبل يومين فقط من حلول الذكرى الثالثة لمقتل رفيق الحريري، ودفن "الثعلب" في اليوم نفسه لهذه الذكرى، لكي تُخرِّب وتمحو أثر هذه الذكرى السياسي في لبنان، وكأن إسرائيل متحالفة مع المعارضة - كما تدّعي المعارضة - وليس مع الموالاة؟

14- من المعروف أن المخابرات الإيرانية والمخابرات السورية ومخابرات حزب الله.. كل هذه القوى الأمنية العاتية في بلاد الشام، كانت لحماية "الثعلب"، ولهذا كان "الثعلب" طوال هذه السنوات، ومنذ أن فجَّرَ عام 1983 قوات المارينز الأمريكية في بيروت، يصول، ويجول، ويقتل، ويخطف الطائرات، وينسف السفارات، ويختطف من يشاء، دون أن تستطيع مجموعة المخابرات الإسرائيلية - الأمريكية اصطياده، فكيف تمَّ اصطياده هذه المرة، وفي الحصن الحصين للمخابرات السورية؟

15- وما دامت إسرائيل والموساد على هذه الدرجة من النفاذ في سوريا، فهم إذن قادرون على اغتيال مجموعة من رجال الحكم السوري لو أرادوا، ولكن يبدو لإسرائيل مصلحة في بقاء نظام الحكم السوري، ورجاله ولذلك لم يتعرّضوا لهم بأذى؟

16- هل شعر "حزب الله" مؤخراً بالحرج من الشعب اللبناني والعرب والعالم لتمسكه بسلاحه "المقدس"، لذا أراد أن يختلق سبباً جديداً للاحتفاظ بهذا السلاح وإلى الأبد، خاصة وأن حسن نصر الله أعلن في الأسبوع الماضي وبعد مقتل "الثعلب"، بأنه أعلنها "معركة مفتوحة" مع إسرائيل، وأن يوم مقتل مغنيّة هو يوم وجوب تأريخ مرحلة بدء سقوط إسرائيل؟ ولم يقل لنا متى وكيف سيُنهي هذه المعركة، وما هي مدة فتح هذه المعركة، التي ستجلب على لبنان الخراب الأخير. فـ "حزب الله" سيضرب إسرائيل لكي يزيلها من الوجود كما قال نصر الله، وقطع عهداً على نفسه أمام مئات الآلاف. وإسرائيل بالتالي ستضرب لبنان وتدمره، وربما تضرب سوريا وإيران. وسوف يشتعل الشرق الأوسط من جديد، ونعود إلى أيام 1956 وأيام 1967. وسيعتبر حزب الله نفسه رابحاً، حيث احتفظ بسلاحه، بل ربما زاد في سلاحه وعتاده، لأن معركته لم تعد تحرير الأرض اللبنانية وإنما إزالة دولة إسرائيل من الوجود، وهو ما هدد به أحمدي نجاد من قبل. وهذا سبب مهم لكي يحتفظ "حزب الله" بسلاحه.

17- هل لتوقيت اغتيال أو اختفاء "الثعلب" على هذا النحو، له علاقة مباشرة بالمحكمة الدولية التي ستبدأ أعمالها هذا الصيف؟

18- وهل اختفاء "الثعلب" على هذا النحو، يشير إلى علاقة ما – الله والمحققون أعلم بها – بحوادث القتل في عامي 2006، 2007، في لبنان، لمجموعة من السياسيين والإعلاميين اللبنانيين، باعتباره من الشهود الرئيسين في هذه الحوادث؟

19- لماذا ذهب "الثعلب" إلى دمشق، وماذا كان يفعل في دائرة المخابرات السورية التي اغتيل بقربها؟

20- وأخيراً، هناك بعض الخبثاء والحاقدين من عملاء الموساد، والمخابرات الأمريكية، وكتّاب المارينز، والطابور الخامس، وعملاء الصهيونية، وأنصار المحافظين الجدد، وعبدة البيت الأبيض، والعلمانيين الكفرة الفجرة، وقابضي الدولارات الخضراء، وأعداء الإسلام والعروبة بالتالي، يتساءلون:

هل اغتيل حقاً عماد مغنيّة بهذه السهولة، أم أنه لم يُقتل، وأنه حي يرزق حتى الآن، وسوف يحتجب عن أنظار الإعلام تماماً من الآن وحتى يتوفاه الله، ويُدفن سراً في القبر نفسه الذي دُفنت فيه "الدمية" الآن.

فمن يجزم أن من مات هو "عماد مغنية" كما قال مؤلف الكتاب الوحيد في العالم "الثعلب الإيراني" مجدي كامل، في حديثه لإحدى الفضائيات؟

فهل أن كل ما جرى في الأسبوع الماضي عبارة عن "مسرحية مضحكة" من مسرحيات المخابرات السورية و"حزب الله" والمعارضة اللبنانية، لإعلان الحرب على إسرائيل من جديد، وتبرير بقاء سلاح حزب الله بالتالي، وحرق لبنان مرة أخرى، ورفع تهمة حماية وإيواء "الثعلب" من قبل سوريا وإيران، وتفويت فرصة إظهار قوة جماعة 14 آذار السياسية في الذكرى الثالثة لاغتيال الحريري، وإخفاء شخصية عماد مغنيّة (الميت الحي) – وهذا هو الأهم - الذي من المحتمل أن يُستدعى كشاهد رئيس في المحكمة الدولية، التي ستبدأ أعمالها في صيف هذا العام، بعد أن تأمّنت لها الميزانية المالية اللازمة، فينتصب ميزان العدالة، وينفضح الطابق، وتقوم القيامة؟

وهكذا فكما كان "الثعلب" لغزاً في حياته، فسيظل لغزاً في مماته.

 

من منع الفتنة الى صنع التسوية

رفيق خوري

ليس قدراً لا يُرد أن تقود (الحوربة) التي نراها الى الحرب التي نخشاها. فلا حرب من دون قرار كبير يتصور أصحابه أنهم قادرون على تحقيق أهداف سياسية كبيرة بالقوة. ولا السلاح هو ما يصنع الحرب بمقدار ما تصنعها حسابات باردة تأتي بالسلاح والتمويل. فضلاً عن أن خريطة أية حرب جديدة تختلف كثيراً عن خريطة الحرب الماضية. وفضلاً أيضاً عن الاختلاف الجذري بين وظائف كل حرب. ذلك أن من وظائف تلك الحرب أن يضمن اللاأمن واللااستقرار في لبنان الأمن والاستقرار في المنطقة. أما اليوم، فإن تجدد الحرب يقود الى اشتعال النار في المنطقة على خلفية الطابع الطائفي والمذهبي للانقسام الجيوبوليتيكي في رقعة تمتد من المتوسط الى ما وراء الخليج. لا بل في رقعة مضروبة بالاحتلالات والانقسامات في العراق وفلسطين، ومصابة بخلل في النظام العربي، ومملوءة بطموحات إيران وتركيا واسرائيل، ومحكومة بسياسات امبراطورية أميركية تواجه تحديات من القوى الصاعدة في العالم. لكن من الصعب تجاهل المثل القائل إن (أول الرقص حنجلة) وسط معرفة الجميع بقول شاعر عربي قديم إن (الحرب أولها كلام). وما أكثر الحنجلة والكلام المسموم في هذه الأيام. ألم تتحول ليالي بيروت كوابيس يومية مخيفة أليست الصدامات في الشوارع تعبيراً عن مناخ من الشحن والاحتقان بألسنةالقيادات السياسية.

صحيح أن هناك قراراً بمنع الفتنة خوفاً من انعكاساتها الخطيرة في الداخل والخارج. لكن الصحيح أيضاً أن هذا القرار المهم ينقصه قرار أكثر أهمية هو صنع التسوية. وأخطر ما في ليالي بيروت - الكوابيس أنها مفتوحة على الانزلاق في حرب، بالخطأ أو بالفعل وردّ الفعل، ومغلقة على فجر الخلاص بالتسوية أو حتى على حلم التسوية. فلا المبادرة العربية متعثرة في بيروت وحدها، الى حد القول إننا في حلقة تصعيدية من المواجهة السياسية بين المحاور العربية وامتداداتها الإقليمية والدولية. ولا القيادات اللبنانية تتصرف على أساس أن واجبها الوطني هو التفاهم على إنقاذ البلد عبر هامش لبناني للتحرك، مهما تكن المؤثرات الخارجية قوية، أقله بسبب الخوف من الفتنة والانهيار إن لم يكن بفعل الأمل.

وليس من المعقول أن نرمي كل أثقالنا على الجيش الذي يقوم بواجبه الوطني من دون غطاء سياسي. فنحن نتقاتل في الزواريب متكلين على أن الجيش سيأتي ويوقف الاشتباكات وأعمال الشغب. وإذا كان من الظلم وسوء التقدير إرهاق الجيش، فإن من سوء النيات ما يمكن أن يؤدي الى تعطيل قدرته على التدخل الفاعل.

 

الأمثولة من شوارع بيروت العودة الإلزامية إلى الجيش

الهام فريحه

فظيعةٌ هذه المفارقة: منذ نحو عشرين يوماً كان (المطلوب) توريط الجيش اللبناني في أحداث الشياح، بما عُرِف بـ(الأحد الأسود)، فكان تشهيرٌ به إلى درجة أن بعض التصريحات وصفت عناصره بـ(المجرمين)! ماذا تبدَّل اليوم ليتوقَّف التشهير ويعود الجيش اللبناني نقطة استقطاب وملاذاً للجميع? هل تأكد الجميع أن ما حصل ويحصل (ويمكن أن يتكرر في أي لحظة)، لا يستطيع أحدٌ إيقافه سوى الجيش اللبناني? ولنتصوَّر أن الفتنة المتنقِّلة تمادت من دون أن تكون هناك مؤسسة تضبطها، فماذا سيجري في هذه الحال? لقد ثَبُت بالوقائع أن مؤسسة الجيش اللبناني هي الثابت الوحيد بين كل (المتحوِّلين) وثبُت للجميع أن الفوضى تُولِّد الفراغ وأن الفراغ إذا ما ملأته قوى الأمر الواقع فهذا يعني أننا عدنا إلى أجواء السبعينات. لم يكتفِ الجيش اللبناني بأن تجاوز قطوع (الأحد الأسود) بل امتصَّ الصدمة والنقمة وعاد إلى لعب دوره المحوري متجاوزاً ثلاثة قطوعات في غاية الأهمية: - نتائج أحداث نهر البارد. - مفاعيل اغتيال مدير العمليات اللواء فرنسوا الحاج. - مضاعفات أحداث (الأحد الأسود).. وفوق ذلك استردَّ المبادرة فعادت (قوى الشارع) الى اللجوء إليه بعدما ثبت لديها أنه يستحيل تحقيق الإستقرار من دونه.

هل لهذه المعطيات الجديدة تأثيرات في ما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسي

يعتقد بعض المتابعين أن محاولات وضع شروط على قائد الجيش العماد ميشال سليمان، إنقلبت على واضعيها إلى درجة أن سليمان، وبعد الأحداث المتلاحقة والمتمادية صار هو مَن يضع الشروط. أما إذا لم يقتنع الآخرون بهذه المعطيات الجديدة، فإن قائد الجيش يستطيع الإنتظار لأنه نجح في إعادة قراءة ماجرى وفي تقويم القطوعات التي مرَّت بها المؤسسة العسكرية، وثبت للجميع أن الآخرين هم الذين تصدَّعت قواهم وليس المؤسسة العسكرية.

قد تكون شوارع بيروت هي (الممر الإلزامي) لوصول العماد سليمان إلى قصر بعبدا بعدما نجح في اجتيازها بأقل خسائر ممكنة وفي تجنيب البلد خسائر كان يمكن أن تكون محققة.

 

موفد الجامعة يمهد لعودة موسى ... وعون يربط المثالثة بشروط و«المستقبل» يتهمه بـ«توزيع أدوار» ...

تدابير أمنية مشدّدة في النقاط الساخنة من بيروت والسعودية تنصح رعاياها بعدم السفر إلى لبنان

الرياض, بيروت - ناصر الحقباني- الحياة - 19/02/08//

بدأ الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي أمس تنفيذ إجراءات أمنية مشددة في أحياء بيروت التي شهدت صدامات متنقلة بين أنصار «حزب الله» وحركة «أمل» من جهة وأنصار تيار «المستقبل» من جهة ثانية، بين يومي الخميس والأحد الماضيين، أدت الى سقوط العديد من الجرحى، بعضهم بإطلاق نار، فضلاً عن حالات ذعر سببتها للسكان والمتنقلين على الطرقات. ورفع ذلك درجة الاحتقان السياسي والمذهبي، الناجم أصلاً عن حدة الخطاب في سياق الأزمة السياسية المتمادية التي يعيشها لبنان وتسعى الجامعة العربية الى معالجتها، برعاية اتفاق بين الأكثرية والمعارضة على إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

في تطور لافت على خلفية الوضع الأمني، نصحت وزارة الخارجية السعودية المواطنين السعوديين بعدم السفر الى لبنان في ظل الظروف السياسية والأمنية غير المستقرة التي يمر بها هذا البلد، وذلك ضماناً لأمنهم وسلامتهم وعدم تعرضهم لأي مكروه.

وأوضح مصدر مأذون له في وزارة الخارجية، لـ «وكالة الأنباء السعودية»، ان ذلك يأتي «انطلاقاً من حرص الحكومة السعودية على سلامة جميع مواطنيها ممن يرغبون في السفر الى الخارج». وأشار الى أن الوزارة دعت المواطنين السعوديين الموجودين في لبنان الى توخي الحيطة والحذر في تحركاتهم.

ونفى السفير السعودي لدى لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة، استهداف السعوديين بعينهم على الأراضي اللبنانية، مشيراً الى أن الوضع الأمني في لبنان «معقد». وقال خوجة في اتصال هاتفي مع «الحياة» من الرياض «إن السعوديين ليسوا مستهدفين، والدولة نصحت المواطنين لحرصها على سلامتهم من الانفلات الأمني في الأراضي اللبنانية، الذي يؤدي، لا سمح الله ، الى وفاة سعوديين في طريقة غير مقصودة». واضاف خوجة إن الوضع الأمني في لبنان خلال الفترة الأخيرة «معقد» من كل النواحي، ومن المفترض عدم السفر اليه، ملاحظاً: «أن كل شخص مطلع على الأحداث اللبنانية التي تجري في المنطقة»، فضلاً عن التوتر الحاصل بين إسرائيل و «حزب الله». وأكد أن عدد السعوديين في لبنان لا يتجاوز الآن ألفي مواطن، منهم 400 يتلقون تعليمهم في المدارس والجامعات، و500 شخص من العائلات التي تقطن في العاصمة بيروت، وهناك مجموعات تتوافد على لبنان في شكل متقطع للسياحة أو اجتماعات عمل.

وقال خوجة عن تحذير الخارجية السعودية ان «من المستحسن ألا يحمّل هذا التحذير أكثر مما يحتمل». وقال لقناة «أخبار المستقبل» ان «الوضع المؤسف في لبنان يدعو الى بعض القلق، والمملكة حريصة على الأخوة في لبنان بمقدار حرصها على رعاياها الذين يحبونه ويرغبون في الإقامة فيه». وزاد: «من هنا رأت وزارة الخارجية ان تدعوهم الى الحيطة والحذر، وليس في الأمر ما يستدعي الذهاب بعيداً في الاستنتاجات التي قد يشاء البعض ان يربطها بما لا علاقة لها فيه».

وينتظر أن يصل الى بيروت غداً مدير مكتب الأمين العام للجامعة الدكتور هشام يوسف للتمهيد لمجيء الأمين العام عمرو موسى، عشية الاجتماع المقرر بينه وبين ممثل المعارضة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون وممثلي الأكثرية الرئيس السابق أمين الجميل وزعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، المقرر الأحد في 24 الجاري، قبل يومين من موعد الجلسة النيابية لانتخاب الرئيس الجديد في 26 الجاري

وفيما بدأ الجيش والقوى الأمنية وضع نقاط ثابتة وتسيير دوريات في النقاط الساخنة من العاصمة، بعد الاجتماع الذي رعته مديرية المخابرات والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بين الفرقاء الثلاثة ليل أول من أمس، واتفق فيه على تجنب الاحتكام الى الشارع وعلى حصرية تولي الأجهزة الأمنية حفظ الأمن والاستقرار، ساد الترقب الأوساط اللبنانية في شأن التداعيات المحتملة لاغتيال القائد العسكري في «حزب الله» عماد مغنية (الحاج رضوان)، خصوصاً أن معظم التقديرات المحلية، والخارجية، ولا سيما الاسرائيلية يشير الى ان الحزب سيرد على العملية، وفقاً لما أعلنه أمينه العام السيد حسن نصرالله عن الاستعداد للحرب المفتوحة إذا أرادتها اسرائيل، واتهامه الدولة العبرية بأنها تجاوزت الحدود باغتيال مغنية في دمشق.

وفي موازاة ذلك اعتبر العماد عون ان اغتيال مغنية جاء «في سياق توسيع رقعة الخلاف والصراع المسلح الى خارج الأراضي اللبنانية وإشراك فرقاء جدد وإسقاط شروط اللعبة». وحول ما تردد عن إمكان قبول الأكثرية بصيغة المثالثة في حصص الوزراء بين الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية، أوضح ان السؤال طرح في الاجتماع الرباعي الذي عقد قبل أسبوعين وسألنا هل هذا عرضكم فقال (الحريري) لا». وأضاف: «لم نتخل عن 11 وزيراً (الثلث +1) ولم نقبل بطرح العشرة... وهناك شروط معينة يمكن القبول معها بالثلاث عشرات... وإن لم نكن فاعلين (في الحكومة) لن نشترك في الحكم».

وعلى صعيد الموقف من جهود معالجة الأزمة السياسية، استغربت مصادر قيادية في تيار «المستقبل» ما أشيع أخيراً ويوحي بأن النائب سعد الحريري وافق على المثالثة في توزيع الوزراء بين الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية. وقالت المصادر لـ «الحياة» ان الحريري «طرح مسألة المثالثة في توزيع الوزراء من باب الافتراض لاستكشاف موقف المعارضة وتبيّن للأمين العام للجامعة العربية في جلسة الحوار الأخيرة ان المعارضة وبلسان العماد عون لديها شروط أخرى أبرزها الإصرار على الثلث الضامن في الحكومة والاتفاق على اسم رئيس الحكومة الجديد والتفاهم على توزيع الحقائب السيادية، وهذا يتعارض مع روحية البنود الواردة في المبادرة العربية». واتهمت المصادر عون بأنه «ملتزم توزيع الأدوار متناغماً مع الموقف السوري الذي يشجع على بقاء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى».

السنيورة: لسنا قشرة موز

في لندن التي وصل اليها أمس في إطار جولة عربية – أوروبية، نفى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن يكون استمرار حكومته معتمداً على الدعم الخارجي. وقال في حديث الى «الحياة – أل بي سي» و «المستقبل»: «لا نعتمد على الغرب من أجل بقائنا. نحن لسنا كقشرة موز يمكن سلخها في لبنان، هذه الحكومة منبثقة من تأييد اللبنانيين وهذا ما عبروا عنه في شكل كاسح. الى جانب ذلك وهو الأساس، هناك التأييد العربي الذي منحته كل الدول العربية للحكومة اللبنانية، وهي بنظرهم الحكومة الشرعية والدستورية. وفي المرتبة الثالثة نعتمد على تأييد أصدقائنا في العالم وكل دولة عبرت بطريقة أو بأخرى». وأضاف: «عندما نسعى الى تفسير مواقفنا، نسعى الى زيادة حجم التأييد من هذه الدول للبنان، أكان ذلك في المحافل السياسية أم على صعيد المحكمة ذات الطابع الدولي، أم على صعيد الإقناع والتواصل، أم لجهة تقديم الدعم الاقتصادي للبنان كله وما نعمل من أجله ليس من أجل فريق من اللبنانيين، ولا نأخذ الدعم لفريق منهم».

وذكر السنيورة أن «لبنان يقول دائماً انه يريد أن يكون على علاقة جيدة مع كل دول العالم باستثناء اسرائيل التي نصنفها كبلد عدو. أما بقية البلدان فهي الشقيقة بما فيها سورية، والصديقة بما فيها إيران التي نريد أن تكون بيننا وبينها علاقات فيها الكثير من الود، ولكن المبنية على الاحترام المتبادل بين دولة ودولة، ولا نريد أن يكون تعاملها مع لبنان على أنه ساحة للتقاتل أو للنزال بين بلد وآخر

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 19 شباط 2008

البيرق

فشلت مساع لعقد اجتماع لمرجعيات بسبب خلاف على طريقة التعاطي مع شأن حساس , بسبب تصريحات متشنجة طاولت جهات مؤثرة في الواقع السياسي .

الشرق

ديبلوماسي اوروبي قال عن التصعيد السياسي - الكلامي لاحد اقطاب المعارضة ان من يكون قادرا على تنفيذ مشاريعه وطموحاته لا يحتاج الى ان يكشف عن ذلك .

سياسي بارز في تكتل خاضع لمزاجية احد الحزبيين اكد انه باق على استقلالية تصرفه ونهجه وقد سبق له الاعلان عن ذلك صراحة .

نائب اكثري وصف تهديدات نائب سابق بانه تأكيد متكرر ان الرجل فقد موقعه واعصابه ولم يعد يملك سوى الكلام الذي لا طائل منه .

البلد

اثناء انعقاد اجتماع اليرزة حاول ملثمون مسلحون اقتحام مركز حزبي في منطقة النويري لكن اتصالات اجريت ادت الى سحبهم قبل التنفيذ .

ذكرت مصادر توثيقية ان الاغتيالين اللذين طاولا المجاهدين غالب عوالي وعلي صالح كانا بسبب عملهما في الملف الفلسطيني من ضمن الاهتمامات الخارجية للحزب .

ذكرت مراجع اقليمية ان زيارة عمرو موسى المرتقبة في 24 الجاري تأتي بعد موجة صقيع وثلج قطبيتين عسى ان يكون " بعد كل ثلجة فرجة " .

النهار

تقرر أن يسافر موظفو الفئة الأولى في مهمات رسمية في الدرجة الاقتصادية بعدما كانوا يسافرون في الدرجة الأولى.

حالت الأزمة والاعتبارات الأمنية دون تشكيل وفد نيابي يمثل مرجعاً بارزاً للمشاركة بواجب سياسي.

يعتقد ديبلوماسي أوروبي أن صورة الوضع في لبنان لن تتوضح إلا بعد صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

السفير

أبدت دولة خليجية انزعاجها من احد الوزراء الذين وعدوا بتنفيذ قرار يعنيها على الساحة اللبنانية، لكنه لم يستطع الوفاء بوعده كما يبدو.

قال مرجع سابق ان جولة رئيس الحكومة في الخارج من دون ان يرافقه أي وزير هي انتهاك للاعراف.

طرح سؤال على أحد الوزراء في باريس عن موقف لبنان اذا ثبتت براءة سوريا من الاغتيالات فقال: نكون قد اضعنا سنوات من عمر لبنان.

المستقبل

تقول مصادر ديبلوماسية غربية ان التدقيق ضروري في "أسباب" إعلان "حزب الله" عن استشهاد الحاج عماد مغنية كما في ظروف الاغتيال نفسه.

 لفتت أوساط متابعة الى الحرج الكبير الذي وجد تيار "معارض" نفسه فيه بعد إعلان المرجع الأول للحزب الذي يقود "المعارضة" عن "الحرب المفتوحة" مع اسرائيل.

تساءلت مصادر معنية عن "لغز المكان" الذي يزوره مرجع نيابي في هذه الأيام.

اللواء

تساءلت أوساط سياسية عن معنى مصادفة سفر عدد من قيادات الصف الأول في وقت تشهد فيه الأزمة محطات خطيرة!·

نقلت القائم بالأعمال الأميركي في بيروت رسائل مغايرة لبعض الشخصيات التي التقتها مفسّرة ومُغايرة للموقف الذي أعلنه مسؤول أميركي بارز من المبادرة العربية·

كشف ملحق عسكري غربي عن معلومات أن إسرائيل اتخذت إجراءات دفاعية ولوجستية في حيفا تحسباً لتدهور الوضع·

 

خلوة للمجلس العالمي لثورة الارز في واشنطن دعت الى مواجهة الارهاب

ولقاءات مع مسؤولين في البيت الابيض والكونغرس والخارجية الاميركية

وطنية-19/2/2008 (سياسة) عقدت اللجنة التنفيذية للمجلس العالمي لثورة الأرز ثلاثة أيام من المؤتمرات في العاصمة واشنطن "من أجل التصدي للتهديدات التي تواجه ثورة الأرز وضرورة قيام تحرك دولي لإنقاذ الديموقراطية والحرية في لبنان مقابل تحديات الإرهاب."

عقد المجلس العالمي لثورة الأرز ندوة في فندق ماديسون برئاسة رئيسه جو بعيني وحضور وفود من لبنان، كندا، استراليا، أميركا اللاتينية، أوروبا والولايات المتحدة ناقشت خلاله تطور الوضع في لبنان وخرجت بمذكرة موجهة إلى الحكومة الأميركية في واشنطن وإلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك. وقد ناقشت الحلقة الدراسية مختلف التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية على كافة المستويات في لبنان. وقرر المجلس إعادة تنشيط المبادرة الدولية لدعم لبنان والتي بدأت مع التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي 1559 في أيلول 2004.

وأخذت اللجنة التنفيذية مقررات عدة تتعلق بهيكلية المجلس في لبنان ستعلن في وقت لاحق من قبل الرئيس.

المنتدى في الكونغرس

من جهة ثانية، استضاف رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأدنى في مجلس النواب الأميركي، عضو الكونغرس غاري اكرمان -(د- نيويورك)، منتدى في الكونغرس الأميركي بالاشتراك مع المجلس العالمي لثورة الأرز لمواجهة التهديدات الإرهابية في لبنان. وحضر المنتدى عدد كبير من المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام ومسوؤلون في ثورة الأرز بالإضافة إلى أربعة أعضاء في مجلس نواب الولايات المتحدة. من بين المشاركين الأب كيث رودريك، مدير التحالف من اجل الدفاع عن حقوق الإنسان (56 منظمة)، اندي كوكرن، مدير مؤسسة مكافحة الإرهاب، فريق من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فريد الغادري رئيس حزب الإصلاح السوري، مدير المركز السعودي لحقوق الإنسان، ووفد من المركز اللبناني للمعلومات بقيادة ادغار نهرا.

وبعد مقدمة موجزة من قبل المحامي جون الحجار، مدير المجلس الوطني لثورة الأرز في الولايات المتحدة، أبلغ الرئيس اكرمان المنتدى أن الكونغرس والإدارة الأميركية "لن يتخليا أبدا عن لبنان وثورة الأرز وانهما سيعارضان عودة الاحتلال السوري والسيطرة على لبنان. "اكرمان قال أن النظامين الإيراني والسوري يحاولان هدم الاستقلال اللبناني منذ سنوات ولكن شعب لبنان الحر تحرك للمطالبة بحريته. وقال:"إن على قوى الإرهاب في المنطقة أن تفهم أنه بغض النظر عن من يأتي إلي البيت الأبيض في العام القادم، ديموقراطي أم جمهوري فإن سياسة الدعم لثورة الأرز ستتواصل". وقال أكرمان:"هذه هي السياسة الأميركية، وليست سياسة حزب معين".

كما قدم مستشار السياسة الخارجية لعضو الكونغرس سو ميريك - (ج - كارولنا الشمالية) وهي رئيسة لجنة مكافحة الإرهاب في الكونغرس (110 أعضاء تمثل الحزبين)السيد أ.ك. كيمبال بعض الملاحظات حيث ذكر أن الكونغرس الأميركي يقف بحزم إلى جانب الدول التي تكافح ضد الإرهاب وسيواصل تقديم الدعم لتنفيذ قرارات مجلس الأمن 1559 و 1701. وشدد على أن ثورة الأرز تمثل شعبا حرا يهاجم من قبل الإرهاب ومن واجب أميركا والمجتمع الدولي أن يهبا لمساعدته.

وعبر النائب نك رحال (د- وست- فيرجينيا) أمام المنتدى عن تحيته وتقديره "لشجاعة الشعب اللبناني الذي وقف بحزم من أجل الحرية." وأصر على أن الولايات المتحدة ستدعم لبنان بغض النظر عن اي حزب في الإدارة. وقال عضو الكونغرس داريل عيسى (ج - كاليفورنيا):"إن إدارة الرئيس بوش دعمت حرية لبنان لسنوات وتمكنت من الحصول على قرار مجلس الأمن 1559 لتمكين البلد من تقرير مصيره. ونحن ملتزمون بمواصلة هذا الدعم في الحاضر والمستقبل". وكرر عضو الكونغرس شارل بستاني (ج - لوزيانا) دعمه أمام المنتدى لثورة الأرز في لبنان. وقال أنه لن يكون في النهاية مسؤولا عن أمن لبنان إلا القوات المسلحة التابعة للدولة. وقد أكد المشرعون اللبنانيون- الأميركيون الثلاثة انهم سوف يتأكدون من أن الكونغرس الأميركي والإدارة سيعملان مع المجتمع الدولي لضمان تنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة.

ثم أدارالبروفسور وليد فارس من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات المنتدى وقدم عدد من المتحدثين وأجاب عن الأسئلة حول الإرهاب والحرب التي يخوضها ضد لبنان. وشملت قائمة المتحدثين جو بعيني رئيس المجلس، روجيه اده رئيس حزب السلام في لبنان، طوني نيسي منسق لجنة 1559 وعضو المجلس، الاستاذ لوكمان سليم، فضلا عن غيره من المتكلمين. وقد شدد المنتدى على ضرورة تنفيذ قرارت مجلس الأمن 1559 و 1701 تحت الفصل 7 من ميثاق الأمم المتحدة.

اجتماع في البيت الأبيض

ثم توجه وفد من المؤتمرين إلى البيت الأبيض ضم السيد جو بعيني، المهندس طوم حرب، المحامي روجيه اده، المهندس طوني نيسي، المحامي جون الحجار، الكولونيل شربل بركات، والسيد نجيب زوين، حيث استقبل من قبل كبار المسؤولين في مكتب نائب الرئيس ديك تشينى ومجلس الأمن القومي ومنهم الدكتورة سامنتا رافيتش، السيد روبرت كرم، والسيدة اميلي هاردن الذين رحبوا بالوفد واستعرضوا معه الأزمة في لبنان. وقد شدد المسؤولون في المجلس الوطني على حقيقة ما يجري في لبنان منذ بدء الحرب الإرهابية التي يرعاها المحور السوري-الإيراني ضد المجتمع المدني في لبنان ومؤسساته السياسية والدفاعية. وأصر الوفد على بقاء آلة عسكرية إرهابية للقتل وإشاعة الفوضى في البلاد بعد ثلاث سنوات من انسحاب معظم القوات النظامية السورية".

وابلغ المسؤولون في البيت الأبيض الوفد "أن حكومة الولايات المتحدة تتابع عن كثب الأحداث المأساوية التي تقع في لبنان، وأكدوا للقادة اللبنانيين "أن الولايات المتحدة لن تسمح لقوات الإرهاب بالاستيلاء على هذا البلد". وقال نجيب زوين أحد أعضاء الوفد وممثل مكتب التنسيق الوطني في بيروت(bccn) "حرصنا على وضع المسؤولين في البيت الأبيض في أجواء آخر المستجدات على أرض الواقع في لبنان". كما قام الكولونيل شربل بركات بتلخيص الوضع الأمني على أرض الواقع بينما لخص طوني نيسي الوضع على الحدود السورية اللبنانية التي ما زالت مفتوحة لتدفق الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، وفي نهاية اللقاء قدم الوفد وثيقة تدعو إلى تنفيذ الفصل السابع أعدها للمجلس العالمي لثورة الارز البروفسور وليد فارس.

اجتماع وزارة الخارجية

وفي هذا الاطار قام وفد من المجلس العالمي لثورة الارز برئاسة جو بعيني ومشاركة روجيه اده، طوم حرب، جون الحجار، ابلان فارس نجيب زوين، طوني نيسي وكارول السخن بزيارة وزارة الخارجية الأمركية واجتمع مع مسؤولين بينهم النائب الأول لوزير الخارجية السفير جفري فيلتمان، كنت باتن، وأوين كيربي. وخلال الاجتماع استعرض الوفد آخر التطورات في لبنان وخصوصا الحملة الإرهابية التي كانت استهدفت النواب والسياسيين وضباط الجيش والأمن، فضلا عن قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل). ونقل الوفد إلى المسؤولين الأميركيين القرار الذي اتخذه المجلس العالمي وعدد من المنظمات غير الحكومية اللبنانية والذي يرمي إلى رفع إثارة مسألة الفصل السابع على كافة الأصعدة الدولية. وقال جو بعيني:"إن الحكومة اللبنانية هي تحت الكثير من الضغوط الإرهابية حتى باتت غير قادرة على الدعوة لمساعدة دولية. ولذلك يجب على المجتمع الدولي مساعدة لبنان على رغم أن حكومته لم تطلب مثل هذه المساعدة. وقال طوم حرب:"من واجب المجتمع الدولي أن يعمل فورا, فإن قوات الإرهاب قد قتلت الممثلين المنتخبين ديموقراطيا من الشعب اللبناني، واغتالت القادة المولجين الدفاع عن المدنيين ضد هذا الإرهاب". وطلب الوفد من حكومة الولايات المتحدة المضي قدما في تنفيذ الفصل السابع.

من جانبهم، أكد المسؤولون الأميركيون أمام الوفد "أن واشنطن وقفت إلى جانب المجتمع المدني اللبناني وستفعل كل ما في وسعها في ظل القانون الدولي لمواجهة الإرهاب في جميع أنحاء العالم وفي لبنان. وابلغ السفير فيلتمان الوفد "أن السنوات التي قضاها في لبنان وفرت له افضل تجربة لماهية التحديات في هذا البلد. هذه التجربة من شأنها أن تزيد من قدرة الولايات المتحدة على مساعدة لبنان".

اجتماعات مع أعضاء الكونغرس

وعقب الاجتماع في وزارة الخارجية، زار الوفد عدد من مكاتب النواب بما فيهم السناتور ميل مارتينيز، وعضو الكونغرس روبرت ويكسلر، حيث رفعت الوثيقة الداعية إلى تدويل الأزمة اللبنانية. وقال طوم حرب بعد اللقاءات أن جماعة الضغط اللبنانية في الخارج تحرز تقدما في اتجاه تنفيذ الفصل السابع وأن المشرعين الأمريكيين والأوروبيين يجري تثقيفهم فيما يتعلق بضرورة هذا التحرك. " وأضاف حرب "لقد وجدنا تقبلا كبيرا من جانب النواب الأمريكيين من الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء فيما يتعلق بمبدأ مساعدة الشعب اللبناني بموجب القانون الدولي". كما نوقش أيضا ملف تلفزيون "الحرة" الذي تموله الولايات المتحدة، وتأثيره في لبنان.

وفي اجتماع مع عضوي الكونغرس غريغوري ميكس وروس كارنهان، قدم عضو الوفد كمال البطل ملفا عن انتهاك حقوق الإنسان والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. كما لخص البطل انتهاكات حقوق الإنسان التي لا تزال تجري في لبنان على يد عناصر مؤيدة لسورية.

اجتماع في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية

هذا وقد قام وفد من المؤتمر بزيارة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والتقى مسؤولين من شعبة البحوث وبرامج الديمقراطية. وأوضحت الآنسة كارول السخن عضوة الوفد ضرورة تطوير برامج لتثقيف الكوادر في لبنان من أجل تفعيل العملية الديمقراطية.

عشاء ثورة الأرز

أقام الوفد مساء الثلاثاء عشاء في نهاية أنشطة المؤتمر في واشنطن وذلك قبل توجهه إلى نيويورك في اليوم التالي للاجتماع مع بعثات مجلس الأمن في الأمم المتحدة. وكان المتحدث الرئيسي في العشاء عضو الكونغرس طوم فيني (ج - فلوريدا) الذي أصر على دعم أمريكا الكامل لثورة الأرز التي تجسد طموحات الشعب اللبناني. وقال فيني "عندما طرحت الولايات المتحدة - مع فرنسا - نص قرار مجلس الأمن 1559 ومن ثم واصلت دعم لبنان كان ذلك دعما للشعب اللبناني أولا. وانها سوف تستمر في دعمها لهذا المجتمع المدني. ولا يسعنا إلا أن نساعد اللبنانيين في مواجهة الأخطار المتزايدة والإرهاب المتنامي". وبعد الخطاب جرى نقاش مع اثنين من المتكلمين، البروفيسور وليد فارس والخبير في شؤون الشرق الأوسط ، المسؤول السابق في البنتاغون ديفيد شنكر. ثم ألقى الرئيس جو بعيني كلمة الشكر معلنا انتهاء العشاء شاكرا أصدقاء لبنان في الولايات المتحدة.

 

النائب مجدلاني سأل "الوطني الحر" أين أصبحت ورقة التفاهم

بعد إعلان الأمين العام ل"حزب الله" حربا مفتوحة على اسرائيل؟

وطنية - 19/2/2008 (سياسة) اعتبر النائب عاطف مجدلاني في حديث الى جريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ان "من اتخذ دور رمز الوصاية السابق اميل لحود بإخافة الناس وزرع الرعب بوصفهم أغناما تقاد الى المسلخ، خسر رهانه بعدما برهن الشعب اللبناني انه شعب حر وليس غنما كما برهنوا ان ولا وجود للمسالخ لأنهم شعب راق وحضاري ملتزم بمبادئ سامية لا تراجع عنها". وسأل "التيار الوطني الحر": "أين أصبحت ورقة التفاهم في ظل اعلان الأمين العام ل"حزب الله" حربا مفتوحة على اسرائيل فيما تتحدث الورقة عن مزارع شبعا وعن الاسرى. وأين يمكن للمشاركة ان تكون اذا غابت في قرار مصيري كقرار الحرب". وأشار الى انه "لا يمكن ان نكمل بالبلاد بأسلوب "ما لنا هو لنا فقط وما لكم هو لنا جميعا"، فهذا هو فعلا الاستئثار والاستكبار وهذا هو التفرد بعينه".

ورأى انه "سيكون للبنان رئيس قبل شهر آذار المقبل، لافتا الى ان الاصرار على الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية ليس بريئا على الاطلاق، اذ يكمن خلفه تهديد للكيان اللبناني وتهديد للوجود المسيحي في هذا الوطن". من جهة أخرى، أكد النائب مجدلاني ان "خروج الكتيبة القطرية من القوات الدولية ظاهرة لافتة تضع علامات استفهام كثيرة على القرار 1701 وعلى وجود القوات الدولية في جنوب لبنان، كما يفتح باب التكهنات على مصراعيه".

 

البطريرك صفير عرض مع زوار الصرح تطورات الاوضاع الداخلية

وطنية - 19/2/2008 (سياسة) إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في الصرح البطريركي في بكركي قبل ظهر اليوم، وفدا من حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" برئاسة الدكتور محمد درغام الذي أكد دعم الحركة لمواقف البطريرك صفير "التي تؤكد الثوابت الوطنية وتحفظ لبنان وشعبه في هذه المحنة". كما إستقبل البطريرك صفير الدكتور حارث البستاني، ثم المدير العام السابق للقصر الجمهوري كارلوس خوري.

 

الرئيس السنيورة واصل زيارته لبريطانيا وأجرى محادثات مع وزير خارجيتها

وطنية- لندن- 19/2/2008 (سياسة) واصل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اليوم لقاءاته في العاصمة البريطانية لندن التي وصلها أمس، حيث استقبل في مقر إقامته في فندق "دورشستر" السفراء العرب المعتمدين في لندن، في حضور سفيرة لبنان في بريطانيا إنعام عسيران وأعضاء الوفد اللبناني المرافق. وجرى بحث في مختلف جوانب الأزمة السياسية اللبنانية والأوضاع المحيطة بالمنطقة، وخطورة استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان. وخرج السفراء العرب من الاجتماع مؤكدين الأجواء الإيجابية ومعربين عن تفهمهم الكامل للقضية اللبنانية وضرورة مساعدة لبنان في دعم المبادرة العربية لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة ممكنة.

وزير الخارجية البريطاني

بعد ذلك زار الرئيس السنيورة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند وأجرى معه جولة

محادثات في حضور مدير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية كيم هاولز وسفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس ماري غاي والسفيرة عسيران والمستشارين محمد شطح ورولا نور الدين، وجرى خلال الاجتماع تمهيد للقاء الرئيس السنيورة بنظيره البريطاني غوردن براون بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت، كما كان تركيز على الوضع في لبنان والأجواء المحيطة بالمنطقة.

احتفال في السفارة اللبنانية

وكان الرئيس السنيورة قد لبى مساء أمس دعوة إلى استقبال أقامته على شرفه وعقيلته السيدة هدى السنيورة، السفيرة عسيران في حضر حشد من أبناء الجالية اللبنانية في بريطانيا، حيث كانت كلمة للرئيس السنيورة أمام الحشود، وقال: "منذ أيام قليلة احتفلنا بالذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واللبنانيون شيبة وشبانا نزلوا بهذه الحشود الهائلة رغم كل العوامل المانعة، ليس فقط عهدا بالوفاء للرئيس الشهيد ولمن سقطوا معه وبعده دفاعا عن لبنان، لم يمشوا فقط اعترافا بهذه المحبة التي كانوا يكنونها لرفيق الحريري، بل قالوا آن الأوان لتسقط جمهورية الخوف في لبنان، وليرسل اللبنانيون رسالة بأنه لا يمكن أن يستمر بلد تسقط فيه هذه السلسلة من الشهداء دون أي محاسبة. كما أنهم نزلوا ليقولوا بوضوح إنهم يريدون انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو العماد ميشال سليمان، ولا يريدون هذا التردي في الخطاب السياسي ولا هذا الهجوم على تلك الرموز الأساسية في لبنان، ولا سيما البطريرك صفير. وكانت هذه المناسبة بمثابة استفتاء جديد ل14 آذار، للقول إنهم لا يريدون الفتنة ولا الحرب الداخلية، لأن اللبنانيين عرفوها وذاقوا ويلاتها. قالوا أيضا إننا نؤيد المبادرة العربية بعدما جرت محاولات ومبادرات عديدة ومد اليد وبشكل احتضاني من أجل الوصول إلى حل، بحيث يستطيع هذا اللبنان أن يكون له دولة تؤمن الاحترام للانسان ويطمئن المواطن الى حاضره ومستقبله، لا أن يعيش في دويلات، وذلك عبر التعاون بين المواطنين وليس من خلال السباب والشتائم وإحراق الدواليب واستعمال رغيف الخبز من أجل إمرار حسابات أو أهداف أخرى".

ورأى الرئيس السنيورة "أن هناك في لبنان من لا يزال يريد أن يستعمل هذا البلد ساحة لتصفية الحسابات، لبنان وطن وليس ساحة، ولا يقبل اللبنانيون أن يستمر بلدهم ساحة لتصفية المعارك أو ساحة للنزال يريدها البعض من أجل تحقيق انتصارات على دول أو منظمات. لبنان لم يتخل يوما عن انتمائه العربي ولم يكن يوما في موقع تستطيع أي دولة عربية أخرى أن تزايد عليه في انتمائه العربي، لكنه آن الأوان أن يستطيع لبنان ألا يرهن حاضر ومستقبله بأشياء لا يعرف متى تنتهي. لذلك عندما شنت إسرائيل حربها في تموز الماضي ومن خلال النقاط السبع التي وافق الجميع عليها، بالصوت وبالصورة، من السيد حسن نصر الله إلى الرئيس نبيه بري وغيرهما، أن لبنان حريص على استرجاع الأرض التي ما زالت محتلة وهي مزارع شبعا، ولكن أيضا حريص على أن يعود جيشه الوطني إلى الجنوب، وهو قد عاد، وأنه ملتزم مبادرة السلام العربية وحريص على تطبيق القرارات الدولية بما فيها العودة إلى خط الهدنة. كما أن لبنان أكد مرات عديدة أنه آخر من يسالم وفي طليعة من يحارب إذا أراد العرب ذلك، لكن أن يرمى على لبنان كل كاهل هذا الأمر فإنه أصبح من المتعذر على اللبنانيين بعد أن عانوا على مدى الثلاثين عاما الماضية من سبعة اجتياحات إسرائيلية. لا نقول ذلك تفلتا من التزاماتنا العربية، ولسنا في حاجة كلبنانيين لعملية فحص دم بين يوم وآخر حتى نثبت لبنانيتنا وعروبتنا. أما بالنسبة الى المبادرات الأخيرة فقد شهدنا كل ما قدمته الأكثرية من تنازلات واستعدادات طيبة للاحتضان ولحل المشكلة ولكنها كانت دائما عند كل مبادرة تواجه حواجز واعتراضات وعوائق وكان آخرها المبادرة العربية، والتي هي في قسمها الأول، وبعد ذلك في ما جرى من تأكيد عليها، كانت واضحة لتقول إن الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية بما يأخذ البلد بعيدا عن حافة الهاوية، إلى المكان الذي يستطيع فيه اللبنانيون أن يجلسوا سوية ويبدأوا بحلحلة كثير من النقاط والمسائل التي تفتح مجالا للشكوك في ما بينهم، فيكون لرئيس الجمهورية الدور في أن يجمع ويكون حكما ومرجعا لجميع اللبنانيين، وقالت بمفهوم واضح ودون الدخول بالأرقام أنه حتى نجد حلا علينا أن نأخذ من الأكثرية الإمكانية على فرض قراراته منفردة، أي ألا يكون لها 16 وزيرا إذا كانت الحكومة ثلاثينية، وألا يكون الأقلية القدرة على التعطيل، أي لا يكون لديها 11 وزيرا لكي لا تستطيع في أي وقت تريد، ليس فقط أن تستقيل، بل أن تمنع انعقاد جلسات مجلس الوزراء. ونحن نقول هذا الكلام بعدما دخلنا موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية لأننا البلد الوحيد الذي بقي فيه مجلس النواب معطلا بعد ستة عشر شهرا، ونحن ندخل الآن الشهر الرابع دون انتخاب رئيس للجمهورية، ولدينا حكومة يجري النيل منها يوميا، ومن الغرابة بمكان أننا نشكك فيها يوميا ونتهمها ونخاصمها ونطلب منها كل شيء، يبقى هذا وجاب الحكومة تجاه كل اللبنانيين دون استثناء، أن تقف إلى جانبهم وتلبي حاجاتهم ضمن ما تسمح به الإمكانات، ما دام مجلس النواب معطلا، وهو معطل لأنه المؤسسة الدستورية التي تتم عبرها كل عمليات التشريع، ولكن أيضا محاسبة الحكومة. وبعد ما جاءت به المبادرة العربية، جاء من يقول بمبدأ 10+10+10، ولكن هذا البلد توافق في اتفاق الطائف على أمر مهم وأساسي في موضوع المناصفة، لا أن نعطي مدلولات جديدة لمعان مستقبلية تطيح هذه الصيغة الفريدة التي استطعنا الوصول إليها، وهي المناصفة، وما يؤلمنا ويشعرنا بعد الارتياح هو الحديث عن موضوع المثالثة، فهذا الأمر لا تتحمله صيغة لبنان ولا اللبنانيون يريدونه".

وأضاف: "على أي حال، المبادرة العربية هي اليوم الصيغة الوحيدة الموجودة على الطاولة، وهي الصيغة التي تؤمن تلاقي اللبنانيين مجددا وليس الطلاق. ولكن أخيرا، سمعنا لائحة طويلة من الكلام المسف والشتائم التي لا توصل الى أي مكان، وبعدها كانت محاولات لاستغلال رغيف خبز الناس لاستعماله وسيلة في الصراع السياسي، والكل يعلم كم الفرص التي أضعناها على أنفسنا في السنوات الماضية من نمو وتنمية في كل المناطق اللبنانية. فلبنان، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، كان عليه أن يحقق على الأقل وبشكل تراكمي نسبة نمو حقيقي بأكثر من 25 في المئة، لكن لبنان لم يتمكن من أن يحقق أكثر من 3 في المئة على مدى السنوات الثلاث الماضية. في كل حال، ما نتمسك به في هذه المرحلة ليس وزيرا بالزائد أو بالناقص، بل أهمية الحفاظ على صيغة لبنان كصيغة للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وبين كل الفئات، فهذا التنوع ليس مقتصرا على الطوائف المتعددة، بل إن التنوع موجود داخل كل طائفة وكل مذهب. نحن الآن في وضع دقيق للغاية ولذلك يجب أن يستمر إيماننا بالبلد، وكما قيل سابقا إن لبنان أصغر من أن يقسم وأكبر من أن يبتلع. وعلينا أن نثق بأن اللبنانيين والعرب وأصدقاءنا في العالم مؤمنون بهذه الصيغة. ونحن حين أردنا أن تخرج سوريا من لبنان لم يكن ذلك لأننا نريد الخلاف مع سوريا أو العداء لها، ولم نرد أن تخرج سوريا من لبنان لنستبدلها بوجود أميركي أو فرنسي أو مصري أو سعودي أو إيراني، أردنا أن تخرج سوريا من لبنان ونبقى على علاقة جيدة معها، ولكن على أساس الاحترام الحقيقي لاستقلال لبنان وسيادته. والأيام تثبت أكثر فأكثر أن لبنان البلد المستقل قادر على أن يكون في خدمة نفسه وفي خدمة قضايا العرب وفي خدمة سوريا بالذات، أكثر بكثير من لبنان التابع لسوريا. أما بالنسبة الى إيران، فإني كنت أول وزير يذهب إلى إيران من بداية التسعينيات، موفدا يومها من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك عام 1994، وكنت أقول إنه آن الأوان لإجراء المصالحة التاريخية بين العرب وإيران، إيران على حدودنا ونريد أن نكون على علاقة جيدة جدا معها، ولكن العلاقة تكون بين الدول وليس بين دول وأفراد بما يؤدي إلى ضرب الاستقرار في لبنان. ونحن لا نرضى بضرر يحيط بإيران ولا يمكن أن نقبل بضربة عسكرية ضد إيران، لكن لا يمكن أن نقبل بهيمنة إيرانية على لبنان أو أي بلد عربي آخر، هذا هو موقف لبنان اليوم بعدما امتنع على لبنان في فترة من الفترات أن تكون له سياسة خارجية واضحة المعالم لأنه كان دائما يتلقى التعليمات من خارج الحدود، ولكن الآن نحن واثقون من أن هذه السياسة التي ينتهجها لبنان فيها مصلحة له، حتما فيها معاناة ولكن وجع يوم ولا وجع كل يوم".

 

الشيخ حسن اتصل بمفتي الجمهورية والشيخ قبلان وعزى بمغنية: يجب تضافر جهود كل القوى السياسية للحد من التوتر والتشنج

وتحكيم لغة العقل لتلافي تدهور الأمور وخروجها عن السيطرة

وطنية- 19/2/2008 (سياسة) جدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في تصريح اليوم، على "ضرورة تضافر جهود كل القوى السياسية بهدف الحد من التوتر والتشنج وتحكيم لغة العقل والحكمة لتلافي تدهور الأمور نحو الأسوأ وخروجها عن السيطرة لا قدر الله". واعتبر "أن المرحلة الحسَّاسة والحرجة التي يمر بها لبنان تستوجب التحلي بروح المسؤولية وعدم السماح بالانجرار نحو مواقع تتناقض بالمطلق مع تطلعات اللبنانيين وطموحاتهم بمستقبل زاهر واستقرار دائم"، داعيا "جميع المواطنين الى إدراك أخطار الانزلاق نحو المواجهات في الشارع وأخطارها على حياتهم وممتلكاتهم ومؤسساتهم". وقال: "لقد دلت التجارب الحية على أن الشارع لا يقدم الحلول بل يفاقم المشاكل السياسية ويعطل الحلول الاقتصادية والاجتماعية ويزيد مآسي اللبنانيين ومصاعب عيشهم". وجدد الشيخ حسن الدعوة الى "تسهيل تنفيذ المبادرة العربية التي تشكل مدخلا للحل السياسي عبر الانتخاب الفوري لمرشح التوافق قائد الجيش العماد ميشال سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يكون فيها الغلبة لفريق أو التعطيل لفريق آخر". وأضاف: "إن التأخير المتمادي في إيجاد الحلول للأزمة السياسية المتفاقمة سيفتح الباب أمام تداعيات خطرة لا تحمد عقباها، ولا بد من العمل للتهدئة والحد من التوتر السياسي لأن ذلك يؤدي إلى تهيئة الأجواء الملائمة نحو التوصل إلى الحلول المنتظرة والتي تعبر عن الرغبة الجامحة لدى اللبنانيين في قيام دولة المؤسسات والحق والقانون، وهي الدولة التي يستطيعون الاحتماء في ظلها والعيش باستقرار وأمان تحت رعايتها".

اتصالات واستقبالات

من جهة أخرى، أجرى الشيخ حسن اتصالين بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وتم تداول الأوضاع الراهنة. كما تقدم بالتعزية من الشيخ قبلان والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله بالشهيد عماد مغنية. واستقبل في دار الطائفة في بيروت وفدا من حكومة الظل الشبابية وعددا من المسؤولين والشخصيات من أبناء الطائفة.

 

النظر في دعوى العماد عون ضد خشان و شاوول في 11 آذار

وطنية-19/2/2008(قضاء) حدد قاضي التحقيق في بيروت ماجد مزيحم تاريخ 11 آذار لمباشرة النظر في دعوى العماد ميشال عون ضد الصحافيين في صحيفة "المستقبل" فارس خشان وبول شاوول في جرم القدح والذم.

 

جعجع عرض ولينا جبران نشاطات جمعية "كن هادي"

وطنية - 19/2/2008 (متفرقات) استقبل رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع، اليوم في مقره في معراب، السيدة لينا جبران من جمعية "كن هادي".

وقد اطلعته على "نشاطات الجمعية وانجازاتها والخطط التى تنوي القيام بها في المستقبل، وابرز هذه المشاريع حملة توقيع العريضة التى سترفع الى الامم المتحدة لتحسين وضع الطرقات في لبنان للحد من حوادث السير, وهذا المشروع هو بالتعاون مع Fia-foundation".

 

المطران عودة عرض الاوضاع مع رئيس صندوق المهجرين و محفوض

البستاني: لعمل كل ما يمكن لتحقيق وحدة الصف بين أبناء الوطن

وطنية - 19/2/2008 (سياسة) إستقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده الوزير السابق ناجي البستاني الذي قال بعد الزيارة: "كانت مناسبة كالعادة للتداول في مختلف المستجدات على الساحة اللبنانية لاسيما في هذا الظرف الدقيق لا بل الخطر جدا الذي يمر فيه الوطن، والذي يفترض لا بل يفرض، تضافر الجميع والتعالي عن المصالح والاوضاع الشخصية ووضع غاية واحدة هي مصلحة الوطن والخروج من هذا المأزق الذي يمر فيه، ووجوب العمل في كل ما يمكن ان يحقق الوحدة، وحدة الصف بين جميع ابناء هذا الوطن وان يؤمن الاستحقاق المطلوب باسرع ما يمكن وبما يتوخاه كل مواطن مخلص في هذا الوطن وبالنتجية ما يرفع جميع المخاطر التي تمر، ليس فقط يوميا، بل على مدار الساعة كما نشهد كل يوم". ثم استقبل المطران عودة رئيس حركة "التغيير" ايلي محفوض ترافقه مسؤولة العلاقات العامة كارولين زين الدين، ثم رئيس الصندوق الوطني للمهجرين المهندس فادي عرموني.

 

الشيخ قبلان تمنى على السعودية العودة عن قرار منع رعاياها زيارة لبنان

وطنية - 19/2/2008 (سياسة) استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان النائب السابق ناصر قنديل، وجرى التداول في الأوضاع الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية. وقال قنديل بعد اللقاء: "لبنان على أبواب أحداث كبرى وخطيرة، نعتقد ان حربا اميركية - إسرائيلية تقف وراء الباب، وهي استمرار لحرب تموز التي أعلن الإسرائيليون أنها لم تتوقف بعد، وللأسف يبدو ان ذات الدول التي قامت بتخطيط وتمويل وتنفيذ عدوان تموز تقف وراء استمرارية هذه الحرب في حلقاتها الجديدة، نستغرب هذا التزامن بين اغتيال الشهيد عماد مغنية وبين إعلان مجموعة من الدول عن منع رعاياها من المجيء الى لبنان، كأن المريب يكاد ان يقول خذوني، نحن نطمئن كل جاليات هذه الدول انه حتى ولو كانت حكوماتها متورطة في التآمر على لبنان فإن المقاومة والمعارضة والشعب اللبناني يمدون أيدي الإخوة والمحبة لرعايا هذه الدول الذين لا يؤخذون بوزر ما تفعل حكوماتهم، على كل حال ان هذه مؤشرات خطيرة إلا أن قرار الحرب قد اتخذ، وعلى كل حال نحن نأمل ان تحسب القيادات اللبنانية جيدا قبل ان تتورط في اخذ لبنان الى حرب أهلية جديدة تمهد ليكون أرضا محروقة امام الحلقة المقبلة من الحرب الإسرائيلية". واضاف: "سماحة الشيخ قبلان هو ضمانة من ضمانات الوحدة الوطنية، وضمانة من ضمانات تماسك المجتمع السياسي والأهلي في لبنان في وجه ما يخطط ويدبر، ونحن على ثقة بأنه يقوم بكل ما يساعد في رص الصفوف ووحدتها في مواجهة المخاطر الآتية".

من جهة ثانية اجرى الشيخ قبلان اتصالا هاتفيا بسفير المملكة العربية السعودية في لبنان الدكتور عبد العزيز خوجه تمنى خلاله على المملكة العربية السعودية حث رعاياها على زيارة لبنان. وأدلى الشيخ قبلان بتصريح عن نصيحة السعودية لرعاياها بعدم زيارة لبنان فقال: "فوجئنا اليوم بقرار من المملكة العربية السعودية بمنع رعاياها بالمجيء الى لبنان، هذا الخبر ملفت للنظر لان السعودية من جلالة ملكها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى كل القادة فيها والرعايا تحسب على لبنان الذي يعتبر البلد الثاني للمملكة العربية السعودية، وعليها ان تعامل الشعب اللبناني كما تعامل شعبها، ونحن بدورنا نثمن للمملكة ما قدمته للشعب اللبناني من خدمات ومساعدات واهتمام، نطالبها ان تبقى مع لبنان في خندق المواجهة تدافع عنه وتعمل لمصلحة بنيه وتوحد صفوفه وتبتعد عن كل ضرر يصيبنا ويصيبها، فهي المرجع العربي، لذلك نتمنى ان تعود عن قرارها لان أللبنانيين يحفظون دورها ويقدرون خدماتها، وهم على استعداد للتعاون معها، فكل ما يصيبها يصيبنا وما يؤذيها يؤذينا، لذلك نطالبها بالعودة عن هذا القرار ولتجعل لبنان جزءا منها، ولبنان جزء من الامة العربية، وعلينا ان نحفظ لبنان".

وأضاف: "نطالب جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز ان يبقى ساهرا، وعينا مراقبة لحفظ لبنان وشعبه، و نتمنى للسعودية كل الخير، ولا نريدها ان تكون كالدول الغربية التي ستقوم كذلك بمنع رعاياها من زيارة لبنان، ولا نريدها الا ان تبقى مع لبنان دولة وشعبا ومؤسسات، فالمقاطعة ممنوعة ومرفوضة، ونحن نعتبر أنفسنا جند مجندة لهذه الأمة العربية لقتال اسرائيل، وعلينا ان نبقى مع المقاومة لحفظ الامن والاستقلال والسيادة، نطالبكم بإصرار ايها الأخوة السعوديون بالمجيء الى لبنان لتكونوا مع إخوانكم وأهلكم ولتنعموا بجمال لبنان في رحاب ثلج لبنان ومناخه وجغرافيته ونعيش سويا بأمن وأمان وسلم واطمئنان".

 

الوزير رزق وصل الى الارجنتين ظهر اليوم على رأس وفد ديبلوماسي

لتمثيل لبنان في مؤتمر وزراء الخارجية العرب ودول اميركا الجنوبية

وطنية - 19/2/2008 (سياسة) وصل وزير العدل الدكتور شارل رزق ظهر اليوم إلى الأرجنتين لتمثيل لبنان في المؤتمر الأول لوزراء الخارجية العرب ودول أميركا الجنوبية على رأس وفد ديبلوماسي يضم سفير لبنان في الأرجنتين الدكتور هشام حمدان وسفير لبنان في المكسيك السيد نهاد محمود.

وتبدأ أعمال المؤتمر غدا الأربعاء في العاصمة الأرجنتينية " بيونس أيرس " في حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى وعدد من وزراء الخارجية العرب ودول أميركا اللاتينية، بكلمة لرئيسة الأرجنتين السيدة كريستينا فرننداز كيرشنير، كما سيلقي الوزير رزق في المؤتمر كلمة لبنان يؤكد فيها على " أهمية التعاون العربي مع دول أميركا اللاتينية" و "دور لبنان الجسر الحضاري والإنساني بين هذه المنطقة ومجتمعنا العربي " وتقديره للجهود التي يمكن أن تلعبها الدول المشاركة في المحافل العربية والدولية لمساعدة لبنان للخروج من محنته. وسيعرض المؤتمرون ورقة عمل سميت " إعلان بيونس أيرس " تمت مناقشتها في مؤتمر وزراء الخارجية العرب والاتحاد الأوروبي الذي عقد مؤخرا في مالطا والاجتماعات العربية ـ الأميركية الجنوبية التي شهدتها كلٌ من القاهرة وسانتا كروز (بوليفيا) العام الماضي. وينتظر أن يتم الاتفاق على هذا الإعلان الذي سيؤكد " التضامن مع لبنان وتأييده لمبادرة جامعة الدول العربية لحل الأزمة اللبنانية ".

وسيجري الوزير رزق لمناسبة زيارته سلسلة من الاتصالات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى وعدد من وزراء الخارجية العرب، كما ستشكل الزيارة فرصة للقاء أفراد الجالية اللبنانية في الأرجنتين لتعزيز الروابط بين أبناء الجالية والوطن الأم لما يولي الوزير رزق من أهمية ودور للانتشار اللبناني في الخارج.

 

الوزير فرعون:لفتح الحوار وعدم ربط لبنان بالعناصر الإقليمية وتعريضه للهزات

لا مجال للمزيد من التنازلات والخضوع لشروط جديدة تبدأ في مكان ولا نعرف أين تنتهي

وطنية - 19/2/2008 (سياسة) حيا وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون، في تصريح اليوم، "الجهد الذي قام به الجيش وقوى الأمن الداخلي على صعيد الحفاظ على الأمن، بالرغم من الصعوبات والاستفزازات"، كما حيا "المبادرات التي تهدف الى جمع القوى وتوعيهم وتحذيرهم من انعكاسات أي عمل مخرب، ورفع الغطاء عن المشاغبين". ودعا الجميع الى "ضبط النفس، ونزع فتيل الفتنة والمؤامرات الهادفة الى ضرب الوحدة والاستقرار، ورفض الانجرار وراء مخطط أعداء سيادة لبنان، ووراء الطابور الخامس والمحرضين والذين يصطادون في المياه العكرة، لأن ما حصل اخيرا لا يليق ببيروت وأهلها خصوصا ولا بصورة لبنان عموما، ولأن الناس تريد السلام والعيش باطمئنان"، معتبرا أن "حل المسائل السياسية لا يكون في الشارع".

ورأى "ان مصير الزيارة المنتظرة للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ونتائجها مرتبط بنيات المعارضة التي تبين ان لها "أجندة" معلنة، و"اجندات" تعطيلية معلنة أو مبطنة تتغير وفق الأهداف، وتجتمع في محاولة لضرب المسيرة السيادية في البلاد تحت عناوين مختلفة، منها تعطيلية تطاول المؤسسات بدءا بالرئاسة الأولى وليس انتهاء باستهداف رموز وطنية على شاكلة سيد بكركي، ومنها مبرمجة من الخارج تستخدم أساليب إرهابية وتستهدف المؤسسات الأمنية كما جرى في نهر البارد ومع القوات الدولية، في محاولة لتهديد الدول الداعمة لسيادة لبنان".

واشار الى انه "الى ذلك تتداخل الأهداف الداخلية مع الأهداف الخارجية لضرب الاستقرار بالتزامن مع إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، وتحويل لبنان الى ساحة صراع، الأمر الذي ينعكس بدوره على الوضع الإقليمي الذي هو في غاية الدقة والحساسية ولا سيما مع اقتراب موعد القمة العربية، ما يستدعي تشاورا مكثفا على الصعيد الدولي، واستمرار المساعي والضغط على من يعرقل الحل في لبنان ويعرض استقراره ووحدته الداخلية للخطر".

ولفت الى "ان الأكثرية التي عبرت بنبرة عالية عن استنكارها للمسلسل الإرهابي ولمحاولات التعطيل في 14 شباط بعد أشهر من التنازلات، تعود وتدعو الى فتح الحوار والى الهدوء، والى عدم ربط لبنان بالعناصر الإقليمية وتعريضه للمزيد من الهزات، كما تبين بعد الاغتيال، الذي ندينه والذي طاول أحد رموز المقاومة، بالعمل على تطبيق القرارات الدولية التي تبقى الضمانة لتحصين سيادة لبنان، أما سقف المبادرة فقد أصبح واضحا، ولا مجال للمزيد من التنازلات والخضوع لشروط جديدة تبدأ في مكان ولا نعرف أين تنتهي". وشدد الوزير فرعون على "منحى ترابط الأوضاع الداخلية والإقليمية لا سيما مع اقتراب القمة العربية التي لا مجال لانعقادها في ظل أجواء طبيعية دون انتخاب وحضور رئيس للجمهورية اللبنانية".

واعتبر "ان مواقف معظم الدول العربية واضحة في هذا المجال، لا سيما موقفي جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، الأمر الذي ينعكس توترا عربيا، مع إمكانية استعمال أساليب إرهابية ضاغطة في هذا الصراع، لذلك من جهة نأسف شديد الأسف لما يجري، ونتفهم حذر المملكة من جهة أخرى لإجراء منع السفر لرعاياها الى لبنان بالرغم من الوضع الأمني الذي لا يزال ممسوكا، والذي نأمل ان يكون موقتا حتى موعد انعقاد القمة".

وأكد عدم القبول بالفراغ، متحدثا عن "وقوع ظرف واضح في الأسابيع المقبلة والذي سيكون فيه خيار النصف زائدا واحدا مطروحا لانتخاب الرئيس بعد السادس والعشرين من الجاري، إضافة الى وجود خيارات أخرى بتفعيل عمل المؤسسات بشكل أو بآخر وفقا للتنسيق والتشاور بين فريق الرابع عشر من آذار".

 

الاتحاد الكاثوليكي للصحافة دعا الى وقف تغطية الحوادث الأمنية

وانتقد بيان وزراء الاعلام العرب حول تنظيم البث الفضائي

وطنية-19/2/2008 (سياسة) أيد المرصد الإعلامي التابع للاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة-لبنان (أوسيب لبنان) في بيان أصدره دعوة مديرية التوجيه في الجيش اللبناني وسائل الإعلام إلى عدم تغطية الحوادث الأمنية, "لأن من شأن ذلك إثارة البلبلة لدى اللبنانيين، وهذا لا يعني التكتم عن الأخبار والحقائق بل التعامل معها بمسؤولية وعقلانية". واعتبر المرصد "ان النقل المباشر الذي تعتمده المحطات ليس الحقيقة كما يعتقد البعض، إنما هو صورة مجتزأة أو مضخمة لا تمثل سوى وجها مبتورا لا يعكس وضع البلاد العام". ودعا وسائل الإعلام إلى وقف "التغطية المباشرة" للعمليات الإرهابية المتنقلة في الوطن لأنها لا تقدم شيئًا ذا قيمة للمشاهد، بينما هي تخدم أهداف المخططين والمنفذين من حيث إشاعة الرعب في النفوس، وتثبيط العزائم وتعميم ثقافة الموت والاستخفاف بالحياة والمؤسسات".

ووضع المرصد سلسلة ملاحظات حول مقررات وزراء الإعلام العرب حول " تنظيم البث الفضائي" الذي أصدروه بعد اجتماعهم في 13 شباط الجاري، فأشار إلى الأمور التالية: "تضمن البيان النهائي مجموعة مقررات منها يندرج في إطار الأخلاق الإعلامية، ومنها ما له ارتباط بقوانين الإعلام، وآخر مرتبط بالقيم والعادات الاجتماعية السائدة في كل بلد. لذلك لا بد من الفصل بينها بحيث لا تتضارب مع قوانينه وأنظمته وتحترم الخصوصية الاجتماعية لكل بلد".

وتابع:" لقد غابت قيم أساسية عن المقررات وهي قيم الحرية والديمقراطية التي هي في أساس رسالة الإعلام ودوره. فما قيمة وسائل الإعلام إذا لم تحمل هذه القيم. لذلك من شأن هذه المقررات أن تعود بالإعلام العربي إلى الوراء بدلا من دفعه إلى الأمام.

ولفت الى "أن البيان قد اعتراه الغموض فيما يخص الشؤون السياسية، الأمر الذي يفتح الباب أمام تفسيرات عديدة. فما معنى عبارة "عدم التأثير سلبا على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية" ؟ فهل كشف فضيحة حكومية مثلا تندرج في هذا الإطار ويجب السكوت عنها؟ وهل يجب السكوت عن إنفاق الأنظمة العربية المبالغ الطائلة على التسلح والمخابرات، فيما نسبة الأمية فيها ما تزال تتجاوز في بعض الأحيان ال 50% من أبناء شعبها؟ ونسبة العائشين منهم تحت خط الفقر هي من بين الأكثر عددا في العالم". ورأى"إن المنطق التهديدي الذي تضمنه البيان بمصادرة تجهيزات ومعدات المحطات المخالفة لم يعد مقبولا ولا ممكنا في عصر الفضاء المفتوح. فإن الحكومات العربية الراهنة لا تستطيع العودة بالتقدم التكنولوجي إلى الوراء. وبالتالي فإن الحلول التي تطرحها ليست مجدية في الأوضاع القائمة".

وتمنى المرصد "أن يتم وضع شرعة أخلاقية مفصلة للصحافيين العرب تعمم على كل وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، تشكل ورقة عمل مشتركة للإعلاميين العرب، على أن تترك الأمور القانونية لكل دولة على حدة تبعا لنظامها السياسي ولأعرافها الاجتماعية المختلفة". كما كرر الاتحاد دعوته إلى الحكومات العربية "الاقتداء بالدول الديموقراطية التي ألغت وزارات الإعلام وأحالت ميزانياتها إلى وزارات التربية والثقافة والعلوم. وهذا ما يملي عليها تحرير هذه الوزارات من السياسة، وربط النشاط الإعلامي والثقافي بهيئات مستقلة عن الحكومات منعا للاستغلال والهيمنة, إن مهمة الإعلام جليلة ومقدسة في تكوين الضمائر والنفوس فلا يجوز تركها في أيدي السياسيين وحدهم".

 

العلامة فضل الله أبدى خشيته من وقوف جهات يهودية مرتبطة بالصهيونية

وراء مسألة الرسوم المسيئة التي أعيد نشرها في 17 صحيفة دانماركية

وطنية-19/2/2008 (سياسة) أبدى العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في رسالة بعث بها إلى الحكومة الدانماركية ـ عبر سفارة الدانمارك في لبنان "خشيته من أن تكون بعض الجهات اليهودية المرتبطة بالصهيونية العالمية، هي التي تقف وراء مسألة الرسوم المسيئة التي أعيد نشرها في عدد من الصحف الدانماركية". وقال العلامة فضل الله في رسالته: "لقد كنا نظن أن صفحة الرسوم المسيئة قد طويت إلى غير رجعة، وأن ما اعترى العلاقة بين الدانمارك والحكومة الدانماركية، وشعوب العالم الإسلامي والجاليات الإسلامية في أوروبا وأميركا وأوستراليا، من تداعيات تسببت بها هذه الأزمة، أصبح وراء ظهورنا، وبالتالي فإن استئناف العلاقات بالطريقة الطبيعية هو مطلب الطرفين، لا بل هي القضية التي يسعى الجميع نحوها لردم الهوة ومنع المصطادين في الماء العكر من العودة بالأمور إلى الوراء. ولكننا فوجئنا بأن ثمة 17 صحيفة دانماركية قد أعادت نشر الرسوم المسيئة إلى النبي محمد، وأعادت معها إلهاب مشاعر المسلمين بالغضب، وكل ذلك تحت حجج واهية، من بينها أن الشرطة الدانماركية كشفت مخططا لاغتيال الرسام الذي رسم هذه الصور، والتي نشرت في أيلول من العام 2005م.

إننا نتساءل، كما يتساءل الكثيرون، عن السبب الذي يدفع بهؤلاء إلى العمل على تعقيد العلاقات بين العالم الإسلامي والدول الاسكندنافية والدانمارك على وجه الخصوص، ولاسيما أن الجميع يعرفون أنه ليست هناك مشاكل أو ملفات سابقة بين الدانمارك والمسلمين يمكن أن تنتج مشكلة بهذا الحجم، وليس هناك من قضايا حارة أو أمور تاريخية من شأنها أن تضع الدانمارك في الموقع المعادي للإسلام والمسلمين، وخصوصا أن فيها جالية إسلامية كبيرة تحترم قوانينها وتحظى برعاية الدولة وحمايتها.

أمام هذا الواقع الجديد الذي أعيد فيه نشر الرسوم بطريقة انفعالية استفزازية، نخشى أن تكون بعض الجهات التي سبق لها ودخلت على الخط في أكثر من قضية من هذا النوع، قد عملت فعلا على تحفيز بعض الموتورين لإعادة هذه القضية إلى الواجهة، ولإيجاد شرخ واقعي بين المسلمين والعالم العربي، وفي الدول الاسكندنافية تحديدا، لأننا نعتقد أن ثمة جهات يهودية تحركها أجهزة مرتبطة بالصهيونية العالمية، تعمل دائما على تعقيد العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وبين العالم الإسلامي والدول الغربية، لأنها تخشى من أن يمثل الحوار الإسلامي ـ المسيحي، والتنسيق العملي والميداني بين المسلمين والمسيحيين في البلدان الغربية، تحديدا، وسيلة عملية تحبط ما تحدَّث به البعض عن صدام الحضارات، وتؤكد أن التعايش والانفتاح بين المسلمين وأهل الكتاب، وخصوصا المسيحيين منهم، هي مسألة أكدها القرآن وأكدها تاريخ العلاقة بين المسلمين وغيرهم بشكل حاسم.

إننا نربأ بالحكومة الدانماركية أن يعتريها الصمت أمام عودة هذه القضية إلى الواجهة، أو أن تحاول تبرير هذه الإساءة مجددا تحت عناوين حرية الرأي والتعبير، وأن القوانين الدانماركية لا تمنع من الإساءة إلى مقدسات ما يفوق على مليار مسلم، حتى لو تفاقمت الأمور وأدت إلى إحداث مشكلة كبيرة بين الدانمارك وكل دول العالم الإسلامي، ولا يمكننا أن نتصور أن قانونا يسمح بتدمير علاقات الدولة بجزء كبير من العالم، لأن من المفترض بهذا القانون أن يحمي الدولة وشعبها ومصالحها العليا، في الوقت الذي نلاحظ أن الدول الغربية تمنع أي شكلٍ من أشكال معاداة السامية. فهل إن معاداة الإسلام مبررة في هذا المجال، ما قد يفسح في المجال لتساؤل آخر: هل إن حرية التعبير مقصورة على ما يتعلق بالهجوم على مقدسات المسلمين، بحيث لا يجرؤ أي صحافي غربي على مهاجمة اليهود أو البحث العلمي في قضية "الهولوكوست"؟. إننا نتساءل: هل إن الخطة تقتضي أن يبتعد المسلمون في حركتهم اليومية عن الاندماج في المجتمعات الغربية، في الوقت الذي يزعم البعض ذلك، مع أنهم (المسلمون) أثبتوا للقاصي والداني أنهم "تعايشيون"، وأنهم يحترمون أصول الضيافة والدول التي تستضيفهم، ويرفضون الإساءة إلى قوانينها، وأن من يفعل عكس ذلك يصبح منبوذا منهم قبل أن تنبذه السلطات؟.

إننا ندعو الحكومة الدانماركية إلى اتخاذ كل الإجراءات المناسبة التي من شأنها منع العودة إلى هذه الأساليب غير الحضارية، وإلى وأد الفتنة في مهدها، لأننا نخشى من دخول الكثير من الموتورين على الخط، كما نخشى، في ظل هذه الأوضاع الانفعالية، من أن تتحرك المسألة في خط المقاطعة للبضائع الدانماركية مجددا، بما يطل بالأزمة على تعقيدات أكبر في المستقبل، وربما يؤدي إلى تعقيد خطير في العلاقات بين المسلمين وبين الشعب الدانماركي، وهو ما يفترض بالجميع أن يتنبهوا له، لقطع الطريق على كثير من الخطوات والتعقيدات".

 

الوزير سركيس علق على ما جاء في كلمة لممثل الرئيس كرامي: المؤسف ان صغار النفوس لا يجدون سوى الحقد ليورثوه لأبنائهم

وطنية - 19/2/2008 (سياسة) رد وزير السياحة المهندس جو سركيس على ما جاء في كلمة ألقاها فيصل كرامي نيابة عن والده الرئيس عمر كرامي، خلال مناسبة حزبية، بالبيان الآتي: "غالبا ما يتوهم بعض الصغار في السياسة والأخلاق أنهم عندما يتطاولون على الكبار في تمثيلهم وحضورهم إنما يضعون أنفسهم في مصاف هؤلاء الكبار. والمؤسف أن صغار النفوس هؤلاء لا يجدون سوى الحقد والضغينة والتبعية ومنطق الارتهان للوصايات على انواعها ليورثوه الى أبنائهم، وكأنهم لم يعودوا يملكون شيئا يذكرون به على هامش الحياة السياسية في لبنان غير السباب والشتائم، بعدما أدى بهم ارتهانهم الى شطبهم من المعادلات السياسية ومن الوجدان الشعبي لجمهورهم، فراحوا يستجدون الحضور الإعلامي بقرع طبول الاستنجاد بشعارات المقاومة والمعارضة، وهم على ما تعرفه ناسهم عنهم من صفات التبعية والارتهان والاستزلام لكل ما هو غير لبناني من مشاريع". أضاف: "إن ما يدأب الرئيس عمر كرامي على النطق به تارة بلسانه نيابة عن زمن الوصاية السورية، وتارة أخرى بلسان نجله الذي لم يبق له والده من الإرث السياسي سوى قرع طبول التهديد والوعيد بملفات زمن الوصاية والاحتلال، لن ينفع في استعادة زعامة خسرها اصحابها على طاولة المقامرة بسيادة لبنان واستقلاله وكرامة شعبه وتطلعه الدائم الى الحرية والتحرر". تابع "أما الأحجام فيقررها الشعب اللبناني الذي أثبت أكثر من مرة أنه لفظ من تخلوا عنه وباعوه، وبايع من ضحوا وقاوموا وعاشوا ما عاشه هو من قهر وظلم أشرق مع ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال زمنا جديدا أعطى كل ذي حق حقه فأنصف المظلومين وأعاد المستقوين بالاحتلال السوري ووصاية أجهزته الاستخباراتية الى أحجامهم كمرتزقة يعيشون على أقدام أسيادهم".

 

النائب بزي:المبادرة العربية تشكل حلا واقعيا للأزمة الراهنة والعماد عون مفوض من قبل المعارضة لإدارة الملف السياسي

وطنية-19/2/2008(سياسة) اعتبر النائب علي بزي في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" "ان المبادرة العربية تشكل حلا واقعيا للأزمة السياسية الراهنة في لبنان, لافتا الى انها عبارة عن سلة او خطة او حل متكامل غير مجتزأ لبنود الأزمة اللبنانية". وأبدى إعتقاده بأنه تم تضييق الكثير من الفجوات او الاختلافات في المستويات السياسية لكثير من الملفات والقضايا, متحدثا عن إقرار الجميع بالإلتزام بمقررات مؤتمر الحوار الوطني, وباريس 3 , وبالبيان الوزاري الراهن, وبإحترام القرارات الدولية, وبالإتفاق على العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

ولفت الى ان "العقد تبقى في موضوع حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت هذا الحيز الكبير من النقاش الطويل , وانه من خلال التفسير الذي قدم للبند الثاني من المبادرة العربية بإمكان الجميع ان يشعر بأنه فعلا قد إقترب من النهايات السعيدة للأزمة" .

ورأى "ان المبادرة بحاجة الى ترجمة فعلية ووطنية وحقيقية لكامل بنودها من خلال الإتفاق على هذه السلة المتكاملة ومن ثم يتم الإتفاق على التدرج في تنفيذ المبادرة في الأيام القليلة المقبلة في حال تم الإتفاق على ما ورد فيها من بنود وتحديدا في ما يتعلق بحسم موضوع حكومة الوحدة الوطنية".

واشار الى "ان الرئيس نبيه بري قد اعطى رأيا على الملأ في ما يتعلق بصيغة المثالثة لانه التفسير الأقرب الى المنطق والى مكونات الأزمة السياسية بحيث لا يعطى الترجيح او التعطيل لأي خرق من الاطراف الموجودة كما ورد في البند الثاني من المبادرة العربية بل يعطى الى رئيس الجمهورية المقبل" .

وردا على سؤال قال:" ان العماد ميشال عون هو المفوض السياسي من قبل المعارضة لإدارة الملف السياسي على مستوى اللقاءات والإتصالات", مؤكدا "ان المعارضة بكل أطيافها متفقة على مقاربة الأزمة السياسية الراهنة بالطرق التي يشعر فيها الجميع انه قد إنتصر على هذه الأزمة وليس الإنتصار على فريق".

 

 تلخيص سياسّي حول آخر التطوّرات ليوم 18 شباط

1- برز اليوم الموقف السعوديّ الذي "ينصح" رعايا المملكة بعدم الذهاب إلى لبنان في ظلّ التوترات في البلد، والوضع الأمنيّ غير المستقرّ:

a-  في هذا الموقف توصيفٌ لواقع الحال اللبنانيّ.

b- لكنّه مؤشر إلى إحتدام الصراع العربيّ – السوريّ، السعوديّ – السوريّ على أبواب القمّة العربيّة المقبلة.

c- وليس مستبعداً أن يكون هذا الموقف مؤشراً إلى "شيء اقليميّ". فمن جهة قائد "الحرس الثوريّ الايرانيّ" يعلن في برقيّة إلى الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله انّه "يتوّقع تدمير إسرائيل قريباً بأيدي مقاتلي حزب الله"، وانّ إستشهاد عماد مغنيّة "سيعرّز تصميم المسلمين الثوريين"، ومن جهة ثانية ثمّة "معطيات" عن انّ النظام السوريّ الذي يتوّقع "إقلاع" المحكمة الدوليّة في الأيام المقبلة ويرى انّ أفق أيّ مساومة أصبح مسدوداً، قد يُقدم على قلب الطاولة ب"تفجير إقليميّ".

2- تزامناً، من الواضِح انّ الموقف العربيّ بالنسبة إلى الوضع اللبنانيّ، يتشدّد حيالَ النظام السوريّ:

a- فالمعادلة التي يلتزمها الموقف العربيّ، أي موقف الدول الرئيسيّة في النظام العربي هي "لا رئيس في لبنان إذاً لا قمّة.. في دمشق".

b- هذا الموقف يتبنى فعلياً نظرة 14 آذار إلى الرئاسة والمسار الدستوريّ، أي يعتبر الرئاسة – المارونيّة – مسألة "كيانيّة" لبنانيّة، ويرفض إستبقاء لبنان "كياناً معلقاً"، ويرفض انعقاد قمّة تكرّس "تعليق" الكيان اللبنانيّ.

c- إحتمالان بالنسبة إلى النظام السوريّ: إمّا تغليب أولويّة القمّة وتجنب العزلة ف"تسهيل" لإنتخاب الرئيس، وإمّا إقتناع بانّ القمّة ليست مجالاً للتفاوض على لبنان – بغيابه – أو على المحكمة الدوليّة فتأكيدٌ لأولويّة التعطيل.

3- في هذا السياق، من "المنطقيّ" أن يتطوّر الموقف العربيّ من صيغته الحاليّة "لا رئيس في لبنان لا قمّة.. في دمشق" إلى صيغة "رئيسٌ للبنان حتماً"، أي أن ينتقل الموقف العربيّ إلى "حماية" إنتخاب الرئيس، خاصة في وجه "تفجير" سوريّ – إيرانيّ ضدّ لبنان وضدّ المنطقة.

4- وليس بعيداً من التوترّات، بل في صميم الأحداث الأمنيّة في العاصمة بيروت، عقد مساء أمس الإجتماع الرباعي بين "المستقبل" و"أمل" و"حزب الله" والجيش والقوى الأمنيّة:

a-  الإجتماعُ – من جانب "تيّار المستقبل" – هو لمساعدة الجيش والقوى الأمنيّة و"ترييحهم".

b- وهو للتأكيد على دور الجيش والقوى الأمنيّة في حماية المواطنين والسلم الأهليّ.

c- وهو ل"محاولة" تنفيس الأجواء، ولتحميل الفريق الآخر المسؤوليّة عن "الشحن".

d- وكما قال "تيّار المستقبل" في بيانه اليوم ليس ثمّة عودة إلى "لجان أمنيّة مشتركة"، بل تأكيد على "الأمن الشرعيّ".

e- سياسياً، لم يكن حضور الإجتماع خطأ، ففي النتيجة "تيّار المستقبل" لا يعدّ لفتنة ولا 14 آذار تعدّ لفتنة.

5- واليوم "نطقَ" ميشال عون:

a-  برّأ النظام السوريّ من اغتيال مغنيّة إذ إعتبر مغنيّة خسارة للبنان ولحزب الله وسوريّا.

b- وأعطى "حزب الله" حقّ الرّد على الإغتيال "الذي تفذته إسرائيل" إذ "لا يمكن مطالبة المستهدفين بعدم الرّد".

c- وتحدّث عن "الثلاث عشرات" بصيغة "رفع عتب"، بعنوان انّ "المعارضة تريد دوراً تقريريّاً".

d- على أيّ حال، إنّ عون "تفصيل مخابراتيّ صغير" في الصراع الدائر.

 

اغتيال مغنية: مسار جديد في المواجهة

رنده حيدر     

بعد مرور خمسة ايام على اغتيال المسؤول العسكري في "حزب الله" عماد مغنية في انفجار سيارة مفخخة في دمشق وتنصل اسرائيل من مسؤوليتها عما حدث، بدأت التقارير الصحافية الغربية تتحدث أكثر فأكثر عن وقوف عملاء لـ"الموساد" وراء العملية، مما يكرر الى حد بعيد ما جرى في أيلول من العام الماضي عندما أنكرت اسرائيل بشدة أن طائراتها قامت بعملية القصف للمنشأة المشتبه بها في دير الزور وتركت لوكالات الأنباء الأجنبية الكشف عن تفاصيل العملية وأهدافها.

ولكن من يتتبع بدقة ما نشرته الصحف الاسرائيلية ومراكز الأبحاث الاستراتيجية على انواعها منذ حرب تموز 2006 والتعليقات الكثيرة التي ظهرت في الأيام التي أعقبت عملية الإغتيال تتكون لديه صورة قاتمة ولكن من ناحية أخرى واضحة الدلالة وكلها تشير الى ان مساراً جديداً من المواجهة والصراع بدأ منذ انتهاء المعارك، وان المسؤولين الأمنيين الاسرائيليين بصدد التفكير بوسائل أخرى لحسم الصراع مع "حزب الله" بعدما تبين فشلهم واستحالة تحقيق هذا الحسم بالوسائل التقليدية القتالية وفق ما تكشفت عنه نتائج حرب تموز.

وهنا من المفيد العودة الى دراسة نشرها مركز دراسات الأمن القومي في اسرائيل، وضعها داني باركوفيتش (وعرضتها صفحة "قضايا النهار" في تاريخ سابق) تحدث فيها عن ضرورة استخدام أساليب جديدة ضد "حزب الله" مقدماً عدداً من المقترحات في طليعتها العودة الى أسلوب الاغتيالات ضد قادة الحزب الكبار الذين يسميهم المؤلف بـ"رأس الأفعى". ولم يقتصر الأمر على التنظير الاستراتيجي وانما في شهر كانون الأول من عام 2006 اتخذت محكمة العدل العليا في اسرائيل قراراً يسمح للحكومة الاسرائيلية القيام بعمليات اغتيال محدودة ضد شخصيات معينة وذلك كجزء من "حرب اسرائيل الوقائية ضد الارهاب". ووضعت الحكومة سلسلة من الشروط على أمثال هذه العمليات مثل ألا تكون انتقاماً لعمليات ارهابية ماضية وانما ضد عمليات يجري التخطيط لها في المستقبل، وان تكون الشخصية المستهدفة متورطة بصورة دائمة ومستمرة بعمليات ارهابية وليس من وقت الى آخر، والأهم ان تهدف العملية الى احباط عمليات يجري التخطيط لها.

من هنا ووفقاً لما نشرته التقارير الغربية ان "الموساد" استهدف مغنية لأنه "كان يخطط لعمليات ارهابية ضد اسرائيل" انتقاماً للإعتداء الذي قامت به الطائرات الاسرائيلية ضد سوريا، يبدو ان عماد مغنية كان مستوفياً كل الشروط المذكورة أعلاه.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم لماذا  اختار "الموساد" تنفيذ عمليته الآن وليس من قبل لا سيما ان الصحف الاسرائيلية ذكرت في الأيام الماضية ان أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية رصدت للمرة الأولى وجود مغنية في الجنوب اللبناني بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 أثناء جولة له على المراكز التي اخلاها الجيش الاسرائيلي، وكما يبدو ان الفرصة كانت متاحة في ذلك الوقت لتنفيذ العملية، ولكن رئيس الحكومة الاسرائيلية آنذاك ايهود باراك لم يشأ اعادة اشعال الحدود الشمالية وتوتير الوضع على الحدود من جديد كي لا يلقي الأمر ظلاله على الانسحاب الأحادي الذي تعهد لناخبيه القيام به.

ويبدو مما نشر ان الاستخبارات الاسرائيلية كانت تلاحق وتطارد كلاً من الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله وعماد مغنية في الوقت عينه خلال المعارك في حرب تموز، التي كما يبدو كان مغنية يديرها وهو المخطط لعملية اطلاق صاروخ على البارجة الحربية الاسرائيلية خلال الحرب الى جانب الكثير من الأمور الأخرى.

ويتضح مرة أخرى مما نشرته الصحف ان الاعداد للإغتيال استغرق نصف سنة وليس من المستبعد أن تكون أجهزة استخبارات أجنبية شاركت في العملية.

كل ذلك ان دل على شيء فهو يؤكد بوضوح مدى التخطيط والاعداد المسبق الذي قامت به أجهزة المخابرات الاسرائيلية التي أخذت الضوء الأخضر من رئيس الحكومة ووزير الدفاع اللذين على الأرجح وضعا في الصورة رغم وجودهما في الخارج فور وقوع الاغتيال. ومن يدري ان تكون الزيارتان الرسميتان اللتان كان يقوم بهما أولمرت الى ألمانيا وباراك الى تركيا مخططاً لهما ايضاً لإبعاد الشبهات الفورية عن مسؤوليتهما عن العملية.

من هنا فاسرائيل هي التي كانت سباقة في تغيير قواعد اللعبة، وباغتيالها عماد مغنية في دمشق بالذات تحت أنظار السوريين والإيرانيين انما أرادت القيام بعملية ذات طابع استراتيجي بعيد المدى يعيد خلط كل الأوراق ويشرع الأبواب على مختلف الاحتمالات. والعملية وقعت بعد ان اتخذت السلطات الأمنية في اسرائيل كل اجراءاتها الاحترازية حتى قبل الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصر الله في تشييع الحاج مغنية وتهديده اسرائيل بالحرب المفتوحة، وهذه الاحتمالات واسعة وعريضة من امكان ضربة يقوم بها "حزب الله" في الخارج ضد أهداف اسرائيلية او يهودية الى عمليات خطف لشخصيات او مفاجأة كبيرة قد يعدها الحزب لإسرائيل على صورة طائرة من دون طيار محملة بالذخائر تنفجر فوق هدف عسكري او مدني في اسرائيل او عملية نوعية قد ترد للحزب اعتباره وتحقق له أمنيته في الانتقام.

المثير للقلق لمن يراجع ما ينشر في الصحافة الاسرائيلية أن الأصوات المنتقدة للعملية، لأنها في رأي البعض تهدد أمن اسرائيل، أصوات ضعيفة وتكاد لا تسمع، وسببها ليس الاعتراض على هدف العملية وانما الشك في قدرات الحكومة الاسرائيلية الحالية وفي صحة حساباتها أكثر بكثير من اي شيء آخر.

ومثلما شكل اغتيال عماد مغنية نقطة تحول تاريخية بالنسبة لـ"حزب الله" وبداية لمرحلة مختلفة ، فهو ايضاً كذلك بالنسبة لإسرائيل. وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات لاسيما بعد ان يتضح الموقف السوري بعد الكشف عن مجريات التحقيق فنسمع كيف ستفسر سوريا الاغتيال وكذلك ايران؛ بعد ذلك فقط يمكن ان ترتسم أمامنا الصورة الكاملة، وربما حينها سنرى ما اذا كان لبنان مرة أخرى سيستخدم "كساحة حرب احتياطية" في المواجهة الإقليمية بين اسرائيل وسوريا وايران بواسطة "حزب الله".

 

حوار بالعمق مع نائب الشمال والعقل الاستراتيجي في قوى 14 آذار يتجاوز التفاصيل الى أبعاد الأزمة ومفاصلها الإقليمية والدولية

النائب سمير فرنجية لـ"اللواء": لا قمة عربية بدمشق ما لم ينتخب رئيس للبنان

اللولء 19/شباط 2008

الجماهير التي نزلت الى ساحة الشهداء رفضت الثورة المضادة والعودة الى ما قبل 14 آذار 2005

 لمشاركة المسيحية أطاحت بظاهرة عون المصنوعة سورياً كدفرسوار في الوسط المسيحي

التفويض المسرحي لعون تغطية لأطراف أخرى وعرقلة للحل والقرار ليس عنده

الحرب المفتوحة التي أعلنها السيد نصر الله مرفوضة ولا مبرر لسلاح حزب الله عند المسيحيين بعد القرار 1701

اليد الممدودة التي أعلنها الحريري تعبير صادق عن مشاعر اللبنانيين بعد اغتيال الشهيد عماد مغنية

نرفض استهداف قيادات "حزب الله" ونقول له لنوحد الدم من أجل لبنان

الرئيس انتخب دولياً وعربياً وبالأكثريتين النيابية والشعبية والعقدة الدستورية مفروضة وسترفع بعد 26 شباط

نائب زغرتا والشمال العضو البارز في قوى 14 آذار المفكر والباحث سمير فرنجية، الحوار معه له نكهة خاصة وأبعاد خاصة أيضاً، يأخذ محاوره الى عمق الأزمة وأبعادها وارتباطاتها الاقليمية والدولية، كما يرفض دائماً لمفكر استراتيجي الاهتمام بالتفاصيل·

دائماً لديه قراءة خاصة لمسار الأزمة ومحطاتها، ولذلك يصوب الحوار للشروع في جوهر الأزمة وأسبابها وعواملها وليس تفاصيلها ونتائجها الآنية·

بعد مرور ثلاث سنوات على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وبعد الحدث الثالث للقاء جماهير 14 آذار في ساحة الشهداء· "اللواء" التقت النائب سمير فرنجية من أجل قراءة ما حدث في 14 شباط في ساحة الشهداء، والى أين ستأخذ الأزمة هذا البلد الجميل الذي يتكالب عليه الآخرون·

أكد فرنجية ان "الجماهير التي نزلت الى ساحة الشهداء في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري رفضت الثورة المضادة بجميع محطاتها ورفضت العودة الى ما قبل 14 آذار 2005"·

وقال: "المشاركة المسيحية الكثيفة في لقاء وتجمع ساحة الشهداء اطاحت بظاهرة ميشال عون التي صنعتها سوريا كدفرسوار في الوسط المسيحي"·

وقال: "ان المشاركة المتنوعة في ساحة الشهداء أكدت ان قضية الرئيس الشهيد ليست خاصة بمذهب او طائفة وإنما قضية وطنية لبنانية شاملة"·

وأعلن: "المسيحيون يرفضون ما يحاول عون تسويقه بأنهم أهل ذمة يتوسلون الحماية من حزب الله، فالدولة هي التي تحمي الجميع وليس غيرها"· وان "التفويض المسرحي لعون بالتفاوض كان لتغطية الأطراف الأخرى ولعرقلة الحل السياسي وظهر أن القرار ليس عنده"· وقال: "بعد صدور القرار 1701 لم يعد من مبرر لدى المسيحيين لبقاء سلاح حزب الله فهو بات يهدد السلم الأهلي، وأن الحرب المفتوحة التي اعلنها السيد حسن نصر الله مرفوضة من المسيحيين والمسلمين"·

وقال: "ان اليد الممدودة التي أعلنها سعد الحريري تعبير صادق عن مشاعر اللبنانيين الواحدة بعد اغتيال عماد مغنية، وهي موقف أخلاقي ووطني ونرفض استهداف قيادات حزب الله بالاغتيال ونقول له: لنوحّد الدم من أجل بناء لبنان"·

وقال: "الرئيس انتخب دولياً واقليمياً وبالأكثريتين الشعبية والنيابية والعقدة الدستورية مفروضة بالقوة وسترفع بعد 26 شباط"·

كان الحوار مع النائب سمير فرنجية شاملاً وغنياً وجاءت وقائعه على الشكل التالي:

الذكرى الثالثة للرئيس الحريري

{ بعد مرور ثلاث سنوات على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الجماهير نزلت بكثافة الى ساحة الشهداء، كيف تقرأ التطورات؟ وماذا أكدت هذه الحشود؟·

- مظاهرة 14 آذار 2008 في ساحة الشهداء وضعت حداً للثورة المضادة التي بدأت مع خروج الجيش السوري، والتي شهدنا محطاتها المتواصلة منذ لحظة خروج الجيش السوري حتى أمس الخميس· محطاتها كانت محاولة لإعادة البلد الى ما قبل 14 آذار 2005، تمثلت بالاعتصامات وبحرب تموز وبحملة الاغتيالات والتصفيات، وبمحاولة اقامة امارة اسلامية في الشمال، وبأمور عديدة وبانتقال فريق سياسي من 14 آذار الى 8 آذار، هذه الثورة المضادة والمتعددة الأوجه، الخميس أتي شعب لبناني يؤكد ان هذه الثورة المضادة لن تمر، الخميس كان هناك اعادة و صل ما بين 14 شباط 2008 و14 آذار 2005 · أهمية ما حدث البارحة هو انه انطوت لبنانياً صفحة الثورة المضادة ومن مظاهر هذا الأمر انتهاء الظاهرة العونية التي هي كانت ربما أهم انجاز قام به السوريون في الفترة السابقة، هو عندما أتوا بشخص وصوّروا للناس انه يشكل حركة تصحيحية داخل 14 آذار، اخذت المسألة وقتاً طويلاً حتى اكتشف الناس انه لا يشكل حركة تصحيحية في داخل 14 آذار ولكن يُشكل "دفرسوار" لـ8 اذار في الوسط المسيحي·

جماهير ساحة الشهداء

{ هل تفاجأتم الخميس بتدافع الناس بهذه الكثافة الى ساحة الشهداء بالرغم من رداءة الطقس والوضع الأمني؟·

- أكيد، لأن الظروف التي حصلت فيها المظاهرة هي ظروف صعبة جداً، اولاً التهديدات والاشاعات التي صدرت من العماد عون وصولاً الى النائب السابق ناصر قنديل الذي هدّد بحوادث امنية· واللافت للانتباه ان هذه المظاهرة كانت مظاهرة بجانب كبير منها عائلي، اي أن الناس لم تخف وبالرغم من ان الظروف الطبيعية لم تساعد، المفاجأة أننا نرى الناس أتت بأولادها معها· العبرة منها ان الناس ليست آتية بجو من الخوف ولا بجو تحدٍ وضغط، على العكس الناس آتية لتقول كلمة بسيطة وهي هذا البلد بلدنا ونريد المحافظة عليه، ومن واجب كل واحد منا المحافظة عليه·

الجانب الآخر، صحيح ان الماكينات الانتخابية عملت، ولكن هذا الحشد هو حشد مواطنين، أي انه أتى من خلال حسّ لديها بأن عليها في هذا اليوم أن تقدّم مساهمتها في حماية هذا الوطن الذي هو وطنها·

الحريري والبلد: ثورة في العمق

{ برأيك، الناس ماذا كانت تقول الخميس؟·

- لقد حصل هناك ربط ما بين صورة الرئيس الحريري بصورة البلد ربطاً كاملاً أي انه ليس هناك من أحد في العالم بعد 3 سنوات على تاريخ اغتيال الحريري، ينزل نصف الشعب اللبناني مؤكداً وفاءه لهذا الشخص· لم تحدث هذه في التاريخ، الشيء الاستثنائي الذي حدث في لبنان هو ربط الشخص بالقضية· أي أنه يُذكر اسم رفيق الحريري كل يوم في كل المناسبات، فهذا شيء فظيع أي انه بعد 1100 يوم على اغتيال رفيق الحريري كأن الاغتيال تم قبل 24 ساعة، هناك ظاهرة فعلاً تتطلب دراسة، كيف جرى دمج الصورتين، صورة البلد وصورة الشخص وهاتين الصورتين اندمجتا بشكل حضاري وهادئ· أي أن هذا الشخص يُمثّل هذا البلد في نمط حياته وعيشه والبلد وجَد في هذا الشخص رمزاً في نمط حياته وعيشه·

وأيضاً شيء مهم هو أن هذا الشخص لم يعد مُلك فريق في لبنان أو طائفة معينة حتى أنه لم يعد مُلك اللبنانيين بل أصبحت قضية اغتيال رفيق الحريري هي قضية عربية ودولية بامتياز، وأصبحت مسألة محاكمة القتلة، المدخل الذي لا بد منه لبناء دولة الحق· اليوم، اذا لم تحدث هذه المحكمة لا يمكننا اقناع أحد في لبنان أو في العالم العربي بأن المرجع اصبح القانون والعدل وليس المرجع شيء آخر، ليس المرجع عدد الصواريخ الذين يملكهم هذا الفريق أو ذاك· هناك ثورة في العمق جارية مستمرة منذ ثلاث سنوات·

مع الآخر في الوطن

{ ان الخطابات والشعارات لم تكن مُستفزة للشق الآخر، باستثناء البعض، هل هذا توجه منكم، وكذلك كانت الشعارات مختلفة؟· - ليس هناك لدى جمهور 14 آذار الذي يطالب بالمحافظة على البلد وعلى نمط الحياة في هذا البلد، ليس لديه نية إلغاء الآخر· رد الفعل الآتي هو على محاورات الآخر، فرض عليه نظام قيم ليست من نظام قيمه ونمط حياة ليست من نمط حياته وتغيير أساسي في معالم البلد، بتوجهاته·

الصورة، ليست أن هناك معركة بيننا وبين جمهور حزب الله، ليس لدينا نية الغاء حزب الله، لدينا نية جعل حزب الله يتعاطى بايجابية مع واقع البلد الذي هو متواجد فيه· لا نطالب نحن باستيراد نمط حياة وقيم من أي بلد في العالم· نحن نقول، لنؤكد على قيمنا وعلى نمط حياتنا، انما لدى حزب الله الأمر ليس كذلك، هناك محاولة لفرض نظام قيم على اللبنانيين ليس هو نظام قيمِه· قد يكون هذا النظام للقيم متماشياً في ايران، وهذا من حق الشعب الايراني ان يحدد كيف يريد التعاطي معه· ولكن هذه الصورة التي يعطيها حزب الله ليست موجودة لا في وعينا ولا في تاريخنا ولا في تقاليدنا· هذا الأسلوب بالتعاطي مع الآخر، في تخويفه وإلغائه وقتله رمزياً، هذا ليس اسلوبنا في التعاطي·

عون كذبة والمرجعية بكركي

{ كيف شعرت بالمشاركة المسيحية في هذه المناسبة، وكيف تقرأها؟·

- الخميس كانت المشاركة كثيفة وغير متوقعة بهذه الكثافة، اي انه شارك المسيحيون بقوة لسببين· أولاً للقول بأن هذه المعركة ينبغي ان تستمر وهم شركاء فيها· وأيضاً، للقول بأن هذه الكذبة التي مثّلها العماد ميشال عون، لم تعد تنطلي على أحد· الخميس تبين انه بجزء كبير من المهرجان حصل، وأنه أتى ليؤكد ان المرجعية الأولى لدى المسيحيين هي مرجعية بكركي· قيل هذا الكلام في الخطب واليافطات وبصور البطريرك التي كانت موجودة على آلاف السيارات الآتية وشكّلت مظاهرة الخميس نوعاً من الانقلاب السلمي· هناك صورة انتهت وهي صورة ميشال عون، وهناك صورة أعيد التأكيد على أهميتها هي صورة البطريرك صفير·

مشاركة المسيحيين

{ هل لديكم توجه باستعادة جمهور عون واحتضانه بما ان صورة العماد عون برأيكم انتهت؟·

- أعتقد انه ليس نحن الذين نستقطب الجمهور، المفارقة هي انه ليس هذا التحول هو نتاج عملنا، هذا التحول هو نتاج وعي الناس والذي يحملنا مسؤولية الاستمرار· في لحظة، ما، حدثت هناك ازمة ما بين الجمهور المسيحي و14 آذار، سبب هذه الأزمة عدة امور منها انه أعطي شعور وكأن المسيحيين في 14 آذار 2005 همّشوا مع الاتفاق الرباعي ومع عودة الخلافات حول مقعد نيابي من هنا ومقعد وزاري من هناك· الصورة التي أعطتها 14 آذار في لحظة ساهمت بتشويش الموقف المسيحي· في هذه اللحظة بالذات أتى من يقطف أزمة الثقة هذه ما بين قسم من الجمهور المسيحي و14 آذار، وعرض نفسه كأنه يشكل حركة تصحيحية لهذا الوسط المسيحي· المسيحيون اكتشفوا بأن هذه كذبة، وبالتالي فان هذا الشخص الذي زَعَم بأنه حركة تصحيحية لـ14 آذار هو الناطق الرسمي اليوم باسم قوى 8 آذار· هذا الجمهور رجع بقوة لجمهور 14 آذار، أساساً هذا الجمهور لم يترك 14 آذار· ربما أخطأ قسم منه باعتبار ميشال عون 14 آذاري، ولكن هذا الجمهور هو جمهور 14 آذار، أي أن هذا الجمهور يعرف أن معركة الاستقلال بدأت بنداء بكركى الأول عام 2000 ·

معركة الاستقلال هي التي دفعت الى اعادة الوصل مع المسلمين رغم كل الضغوط السورية التي مُورست، هذا الجمهور يعرف ما اهمية استشهاد الرئيس الحريري في انجاح هذه الحركة الاستقلالية وإعادة استقلال البلد· لقد حدث تشويه، سوء تفاهم، استغلال، وتخويف لهذا الجمهور خلال فترة، وظهرت الظاهرة العونية كأنها ظاهرة مَـرَضية· أحداث مار مخايل محطة النهاية { ولكن القداس الذي حدث في مار مخايل والمقابلة المشتركة مع السيد حسن نصر الله التي أكدوا فيها على وثيقة التفاهم بأنها ما زالت موجودة وقائمة وبأنها الوسيلة الأفضل للتعايش داخل المجتمع اللبناني·

- اخر الأحداث التي حدثت أى في الأحد الأسود، كانت النهاية الميدانية لميشال عون، بمعنى أن حزب الله و8 آذار واجهوا الجيش وخلقوا مشكلة في منطقة حساسة جداً، فهي برمزيتها تشير الى الحرب، حاولوا لملمتها بقداس في مار مخايل وهذا القداس لم يستطع ان يحقق الغاية منه، لأن المشاركة المسيحية كانت معدومة·

ثانياً، هناك رفض عند المسيحيين للمنطق الذي يحاول ميشال عون تعميمه، وهو عودة المسيحيين الى حالة أهل ذمة· أي أن المسيحي هو بحاجة الى فريق طائفي في لبنان لحمايته· أي أنه ليست الدولة هي التي تحمي كل اللبنانيين، بل اصبحنا نريد توسل حمايتنا لدى فريق طائفي، هذا منطق مهين ويرفضه الناس· أنا لا أريد ان يؤمن حمايتي أي فريق في لبنان، لست بحاجة· واذا كنت بحاجة ان تتأمن حمايتي عبر وضع نفسي تحت جناح طائفة من طوائف لبنان، كلا، عندها أفضل أن أترك البلد، هناك شيء مُذل لكرامة الإنسان· أنا حمايتي تؤمنها دولة مشارك أنا في تكوينها· حمايتي تؤمنها دولة أحدد أنا قوانينها وهذه الحماية واحدة لي وله· وفي المقابلة التلفزيونية تبيّن وكأنهما الأستاذ وتلميذه· ليس هناك شيء يجبرنا على اعتماد هذا المنطق، وبدليل ان الناس رافضة لهذا المنطق، الناس نهار الخميس هذا كانت من أهم لحظة مضت منذ 3 سنوات حتى اليوم· ولا مرة الوضع المسيحي تحرك كما تحرك نهار الخميس، وهذا أمر جديد· فعلاً، كانت نهاية للتيار العوني، يبقى على قيد الحياة ويبقى كما هو باق الحزب القومي في الوسط المسيحي· هناك مجموعة قومية عمرها 50 سنة ان كان في المتن أو الكورة أو في مناطق مسيحية أخرى، ولكن كظاهرة في الوسط المسيحي، لم تعد موجودة·

القرار ليس عند عون

{ ولكن تكليف العماد ميشال عون كمفاوض عن 8 آذار، ألم يعطه هذا دفعاً في الوسط المسيحي؟·

- أولاً، هذا التفويض هو تفويض مسرحي، هل هناك أحد في الوسط المسيحي صدّق أن صاحب القرار في المفاوضة هو ميشال عون؟! لقد أُعطي هذا التفويض لتغطية مواقف الأطراف الأخرى الأساسية في هذا التحالف، وبالتحديد موقف حزب الله·

وثانياً، التغطية عن الموقف السوري الذي هو الموقف الرئيسي· وتبين ذلك، عندما سأل امين عام الجامعة العربية لميشال عون سؤالاً، فطلب أن يقوم باتصال هاتفي·

المواقف التي يتخذها هو على المحطات الرئيسية، ليس هناك من فارق بينه وبين حزب الله، لقد اعتبر ان سلاح حزب الله هو سلاح مقدّس، وبحسب ما ورد في ورقة التفاهم، هو ضد المحكمة ومع خروج الضباط الأربعة المعتقلين، ويعتبر أن لا دخل لسوريا في لبنان· على أي بند من البنود مختلف مع حزب الله أو تبين ان هناك تمايزاً بينه وبين مواقف باقي 8 آذار؟!· لو كان هذا التمايز قائماً، لما تعيّن هو ناطقاً باسم هذا التحالف· اليوم ميشال عون هو ناطق رسمي بالمفاوضات باسم التحالف بين 8 آذار والآخرين· في المقابلة التلفزيونية على مدى 3 ساعات لم يبرز اي تعارض في الرأي ما بين السيد نصر الله وميشال عون؟ فهذا يعني ان الاثنين على الموقف نفسه·

المسيحيون وسلاح حزب الله

{ لقد برز مستجد أساسي أعلنه السيد نصر الله وهو الحرب المفتوحة على "اسرائيل"، فهذه بكل ابعادها كيف انعكست على الشارع المسيحي وكيف يقرأها؟·

- لم يعد في الشارع المسيحي من أحد يعتبر ان حزب الله يقاتل من أجل الأرض اللبنانية، ما بعد القرار 1701، هناك اجماع في اوساط المسيحيين على ان سلاح حزب الله لم يعد له من مبرر على الاطلاق، وأن استمرار وجود هذا السلاح هو تهديد للسلم الداخلي وأن هذا السلاح يستخدم في الداخل اليوم، ولم يعد يستخدم في الخارج· وفي كلام السيد نصر الله اكد هذا الأمر، بما انه قال لن استخدم السلاح في لبنان ضد "اسرائيل" وسأستخدم السلاح الخارجي، عمليات وإلخ··· من أمور· بالتالي، السؤال الذي يطرحه كل الناس في الوسط المسيحي حول مسألة هذا السلاح هو لماذا هذا السلاح باقٍ؟·

- اذا لم يكن هناك من امكانية لاستخدامه في الداخل ضد "اسرائيل"، لماذا هذا الإصرار من قبل حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه؟ ولماذا اصرار حزب الله على زيادة تجهيزاته العسكرية· وقد صرّح السيد نصر الله بأن هذا السلاح لن يستخدم ضد "اسرائيل" انطلاقا من لبنان· المسألة، ان المواجهة بين حزب الله و"اسرائيل" لم تعد قائمة على أرض لبنان، بالتالي السؤال يبقى هو هو، لماذا الاحتفاظ بهذا السلاح؟·

{ برأيك، هل كان هناك خطابان سياسيان في ساحة الشهداء؟·

- كلا، هناك شيء خاص بكل خطيب اذا اردنا القول، وهذه طبيعة وجزء من التنوع الطبيعي الموجود في 14 آذار· نحن لسنا كتلة حزبية، تُعمّم عليها الشعارات نفسها والكلام نفسه، كل واحد يُعبّر بشكل مختلف وهذه هي جماليتها، وهذه التي تعطي اطمئناناً بأنه ليس هناك من مشروع كلي مطروح على لبنان·

اليد الممدودة واغتيال مغنية

{ كيف تقرأ، اليد الممدودة التي اعلنها النائب سعد الحريري في خطابه؟·

- فكرة اطلاق اليد الممدودة أتت بعد اغتيال الحاج عماد مغنية، المسؤول العسكري لحزب الله في الشام· أعتقد ان كلام النائب سعد الحريري كان واضحاً حول هذا الموضوع، وهو كلام يُعبّر عن مشاعر كل اللبنانيين دون استثناء بعد اغتيال الشهيد عماد مغنية·

هذا شخص قُتل في دمشق، في منطقة أمنية، دخل على سوريا قبل ساعات بحسب المعلومات الصحفية الواردة، وجرى اغتياله بالطريقة ذاتها التي جرى فيها اغتيال سمير قصير وجورج حاوي، بالأسلوب ذاته، وعلى مقربة من اهم مركز للمخابرات السورية، وفي المنطقة التي يعرفونها على الأقل بأنها منطقة امنية بامتياز· هذا حول المكان· أما بالنسبة للزمان، تزامن اغتيال عماد مغنية لحظة وجود وزير الدفاع الاسرائيلي في انقرة يفاوض مع الأتراك حول العلاقة السورية - الاسرائيلية، وتزامن هذا الاغتيال مع اكتمال العدة للاعلان عن المحكمة الدولية· هذه ظروف الاغتيال من حيث الزمان·

هذا يعني، ان هناك شعوراً - من المؤكد أن لا أحد منا لديه معلومات - ولكن هناك شعوراً عاماً بأن هناك مشاركة سورية، أو أن هناك معلومات سورية حول عملية الاغتيال· لا أحد يستطيع ان يقنعنا بأن هذا الشخص الذي اسمه عماد مغنية الذي لا أحد يعرف وجهه ويأخذ تدابير امنية كبيرة وربما هو اكثر شخص في العالم مطلوب رأسه، أن يُقتل في الشام وأن يصدر بيان من حزب الله بعد ساعات على الاغتيال يقول ان اسرائيل هي التي قتلت عماد مغنية· وأن سوريا تبقى أكثر من 24 ساعة من دون توجيه اي اتهام لأحد والتعاطي مع المسألة وكأنها مسألة تقنية· البيان الأساسي الذي صدر عن وزير الداخلية السوري بأن الانفجار الذي وقع في دمشق استهدف شخصاً واحداً، وكأن المسألة هي مسألة عادية جداً· هناك اسئلة عديدة، على الأقل هناك اسئلة علنية·

عندما يحدث اغتيال في لبنان، تصدر مطالبة بتحميل الحكومة مسؤولية بعدم منع حصول مثل هكذا عمليات، لماذا في سوريا لم تصدر اي مطالبة؟ لماذا لم يُطلب من وزير الداخلية مثلاً بأن يشرح ما هو سبب هذا الحادث· هل ان سوريا مخترقة ولبنان غير مخترق؟! على هذه القاعدة، رسالتنا جميعاً لحزب الله هي الآتية: الضحايا كُثر، القاتل واحد· إدانة اغتيال

{ اليد ممدودة برأيك ماذا سيكون أثرها فيما يخص انتخابات رئيس الجمهورية وخاصة في جلسة 26 شباط، هل من الممكن أن يكون استئناف للحوار الداخلي؟

- هذه اليد الممدوة، هي أولاً موقف أخلاقي من قوى 14 آذار· ليكن ما يكن خلافنا مع حزب الله، ليس من الممكن أن نوافق ولا بشكل من الاشكال على الأسلوب الذي يعتمد تجاه حزب الله· التصفية الجسدية مرفوضة بأي ظرف كان·

ثانياً، هو موقف وطني، إننا نقول لحزب الله لنوحّد الدم، وتوحيد الدم مهم نحن عرضنا عليهم توحيد الدم في اليوم الثاني من إقرار المحكمة الدولية وقلنا لنوحد محطتين في تاريخ لبنان· محطة تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ومحطة الاستقلال واستعادة السيادة من سوريا· في وقتها رفضوا· اليوم أصبحوا مادة للبيع والشراء من قبل النظام · إننا نجدد عرضنا· عرضنا لهم لتأتوا ولنبني هذا البلد، خارج أي ارتباط بسوريا·تعالوا واحموا نفسكم، ولنبن بلداً قادرين على العيش فيه سوية بحرية· لا نريد إلغاء حزب الله، نحن مأخذنا على حزب الله هو ارتباطه بهذا النظام وليس أي أمر آخر· الرسالة واضحة من هذه الناحية ونحن مصرّون عليها· وتاريخ لبنان خلال الثلاثين سنة الماضية، هو تاريخ تصرّف النظام السوري مع كل الاطراف اللبنانية دون تمييز وبالإضافة ايضاً مع الطرف الفلسطيني· لا أحد ذبح الفلسطينيين في لبنان على قدر ما ذبحهم النظام السوري· لا أحد ذبح المسيحيين في لبنان على قدر ما ذبحهم النظام السوري·

مقايضة المحكمة بقيامة الدولة

{ يوم 26 ماذا سيجري بتقديرك؟

- برأيي، بالنسبة للسوريين ما زال الموقف هو نفسه، المقايضة بين الجمهورية اللبنانية والمحكمة الدولية· بالتالي لا قيام للدولة اللبنانية ومؤسساتها طالما أن هناك محكمة الدولية· والمنطق السوري واضح وهو >لن نقبل بقيام نظام في لبنان إذا كان نظامنا مهدد من قبل المحكمة الدولية<·

وجماعة سوريا في لبنان يشرحوه بأشكال مختلفة، بلحظة يريدون حكومة وثلث معطل، بلحظة يريدون انتخاب وتعيين قائد جيش· الشروط لن تتوقف·

القمة والانتخابات الرئاسية

{ في يوم 26 هناك جلسة لانتخاب رئيس جمهورية، في أواخر آذار مؤتمر قمة في دمشق وهناك مشادة عربية حول قضية الازمة اللبنانية والقمة العربية·

هل نحن ذاهبون الى القمة العربية؟

- إذا لم يكن هناك رئيس جمهورية في لبنان، لن يكون هناك قمة عربية·

لن تقعد قمة عربية بغياب رئيس جمهورية لبنان· وبالتالي الخيار لسوريا، هل تريد قمة عربية عليها أن ترفع يدها عن البلد وتسمح بانتخاب رئيس للجمهورية· هذا القرار يتخذه هذا النظام· وفي حال الإصرار على عدم الانتخاب، ستقدم الأكثرية على انتخاب رئيس للجمهورية ولن أدخل في التفاصيل· ولكن هناك قرار بانتخاب رئيس للجمهورية، سنعط للمبادرة العربية، كل الوقت اللازم·

الانتخاب بالنصف + واحداً

{ ولكن الموقف الدولي ضغط عليكم بعدم الذهاب الى الانتخاب بالنصف + 1؟

- الموقف الدولي والعربي يحاولان رفع آخر عقبة أمام انتخاب، يمكنني القول أن هذا الانتخاب حصل - هناك رئيس للجمهورية في لبنان بالقوة، علينا أن نجعله رئيساً بالفعل· بالقوة، بمعنى أن هذا الرئيس انتِخب دولياً عربياً من قبل الاكثرية النيابية ومن قبل الاكثرية الشعبية· يبقى هناك عقدة دستورية، هذه العقدة دستورية مفروضة بالقوة من قبل نظام لا يعترف بأي شكل من أشكال الدساتير، هذه العقدة سترفع، كيف وأين، هذا حديث يبقى لما بعد 26 شباط·

أنا لا أطلب أي ضغط مرحلي، أنا أقول في 14 آذار 2005، القرار كان اللبنانيين، ما بعد 14شباط 2008، القرار سيعود اللبنانيين والعالم سيتفاهم مع قرارانا· لن نتفاهم نحن مع قرار العالم، هذا هو الفارق الكبير الذي حصل في مظاهرة الخميس، والمظهر والصورة ليستا فقط للبنانيين بل هي صورة للعالم العربي وللمجتمع الدولي، بأن اللبنانيين مصرين على الحفاظ على بلدهم· وبتقديري، نلاقي تجاوباً كبيراً ولكن لم نعد بانتظار إذن من أحد·

مع المبادرة العربية

نحن لنا مصلحة أن نعطِ للمبادرة العربية التي وافقنا عليها وقتها، وهذا الوقت ينتهي في 26 شباط· والعنوان الرئيسي في المظاهرة كانت الانتخاب، لأن الانتخاب هو المدخل للحفاظ على البلد· الذي شاهدناه في المرحلة السابقة هو تدمير منهجي لكل المؤسسات، مؤسسات الدولة الدستورية من حكومة، مجلس، رئاسة جمهورية تدمير منهجي للمؤسسات الامنية، جيش وقوى أمن، وكنا نشهد تدمير للمؤسسات الروحية وبالتحديد للكنيسة المارونية التي هي تشكل مؤسسة تأسيسية للكيان اللبناني· كان هناك خطة موضوعة بدأها ميشال عون، وأكملها سليمان فرنجية، هدفها ضرب المؤسسة الكيانية الاولى في لبنان التي هي الكنيسة· ذهبت الامور، ليس فقط الى المؤسسات الدستورية والامنية، ولكننا انتقلنا الى المؤسسات الكيانية·

هذه في 14 شباط 2008 قلنا، لا، وقلنا إن القرار للبنانيين وهذه هي أهمية المظاهرة يوم الخميس· أريد أن أعود للتذكير بأمر، في 13 أذار 2005 كان الاتفاق قد تمّ في الخارج بأن الجيش السوري سوف يعيد انتشار قواته بعد 6 أشهر، في 14 آذار، قبلنا هذا الاتفاق والجيش السوري خرج من كل لبنان· فبالتالي، نحن أصحاب القرار في هذا البلد· الشعب اللبناني هو صاحب القرار· لسنا بحاجة لأي ضوء أخضر مع احد· وبرأيي، العالم كله يتفاعل معنا إذا نحن اتخذنا القرار·

سوريا فرضت الفراغ الرئاسي

{ ظاهرة عدم انتخاب رئيس جمهورية في بلد في العالم والفراغ مستمر لأكثر من شهرين· كيف تقرأ هذا الامر· هل سيستمر الفراغ؟ هل هذه من طبيعتنا في لبنان؟

- كلا، هذه مفروضة علينا من قبل سوريا· نحن نعيش ظروفاً غريبة· لبنان وسوريا هما الدولتان الوحيدتان بين كل الدول العربية ليس بينهما علامات دبلوماسية· آخر بلد في العالم يُطالب بضم بلد آخر له هي سوريا· ليست موجودة هذه الأمور في أفريقيا أو بأميركا اللاتينية: هناك أمور، لم يعد اللبناني يتقبلها· لن يقبل اللبناني بأن رئاسة جمهورية لبنان يجري البحث بها في سوريا· نحن لا نتدخل بانتخاب رئيس جمهورية سوريا، كلبنانيين لا نتدخل· فلم نعد نقبل أن يتدخل أحد في انتخاب رئيس جمهوريتنا·

نحن لا نربط اعترافنا بدولة، اي دولة في العالم، بأن يكون أجماع لابناء هذه الدولة على حكومتهم· فلم يعد نقبل ان يتعاطى أحداً معنا على هذه الطريقة· فبالتالي، الكلام الذي يصدر عن إيران وغيرهم بأنهم مع الاجماع اللبناني، هذا كلام مرفوض· لاننا لسنا مشترطين لكي نبعث سفيرنا الى ايران ليكون هناك اجماع إيراني على أحمدي نجاد، هذا شأن داخلي إيراني· نحن بهذه المعركة، نعود ونرسم الحدود· خارج هذه الحدود، ليس هناك امكانية للتفاهم كيان لبنان قام قبل كيان سوريا واستقلال لبنان شكل الكيان اللبناني الجمهورية اللبنانية قبل الجمهورية السورية، ونلنا استقلالنا قبل عدد كبير من الدو ل العربية·

عون والرئاسة ودمار لبنان

{ ما ردّك علي كلام العماد عون الذي قال لا تقلقوا على المنصب الاول للمسيحيين· سيتم انتخاب رئيس للجمهورية بعد شهر، شهرين أو سنة، سنتين؟

- هذا كلام شعبوي· ميشال عون يحاول إيجاد مخرج لطموح شخصي برئاسة الجمهورية· ظاهرة مرضية· باستمرار، لديه حجة لكي يقول لماذا هذه الدولة ينبغي أن لا تقوم طالما هو ليس آخذاً حقه بين هلالين بأن يصل الى رئاسة الجمهورية· هذا الامر حصل في العام 1988 وكان يقول قبل ان يصل الى الرئاسة بأن مهمته هو تحرير لبنان من الاحتلال السوري·

اليوم يقول بأن مهمته هو تأكيد هذا الاحتلال أو تأمين عودة هذا الاحتلال قبل انتخاب الرئيس· في الحالتين، الخطاب السياسي غايته تغطية هذا الموقف· أي أنه يريد أن يكون رئيساً للجمهورية· في فترة كان ضد سوريا في العام 1988 وأعلن حرب التحرير واليوم يقف ضد الاستقلال ليغط الطموح نفسه، والذي هو رئاسة الجمهورية· المسألة في لبنان، ليست مسألة صلاحيات رئيس الجمهورية وأهم مرجع ماروني وهو الكنيسة أصدر في رسالة الصوم والكلام واضح: >التمسك باتفاق الطائف تطبيقه نصاً وروحاً والتوجه نحو إقامة دولة مدنية حديثة، وهذا هو الموقف السليم·

14 آذار عربياً

{ برأيك هل سيستمر الدعم العربي للبنان؟

- في الوضع الحالي الذي نعيشه، لبنان اليوم هو مؤشر للمستقبل العربي·

المعركة التي تخاض في لبنان، تخاض نيابة عن كل الدول العربية، إذا سقط لبنان سقطت المنطقة· بالتالي، الاهتمام العربي بلبنان، الذي نجح بالقيام به لبنان هو أن 14 آذار لم تعد 14 آذار لبنانية بل أصبحت 14 آذار عربية· و 8 آذار هي 8 آذار عربية أيضاً · اليوم، المنطقة كلها مقسومة على هذين الخطين· في فلسطين، محمود عباس 14 وهنية والزهار 8، هناك نفس آخر خُلق انطلاقاً من لبنان· وأقول لك أكثر من ذلك، في إيران يوجد 14 و 8· اليوم، ا هتمامنا نحن بانتخابات إيران وكأنها مسألة تعنينا بالمباشر وهي لا تعنينا· أتمنى أن نكون نتدخل بالمسألة الإيرانية، نكون بذلك نرد لأحمدي نجاد القليل من تدخله في لبنان· مع الاسف لقد وصلنا في لبنان بأن هناك لغتين· أهمية لبنان في هذه القمة هي أهمية حاسمة، لذلك يقولون بأنه لن تكون هناك قمة اذا بقي الحال في لبنان على ما هو عليه·

حصص العشرات

{ في المرة الأخيرة التي أتى بها عمرو موسى، تبيّن أن المشكلة هي الحكومة وقالوا بأن الحكـومة هـي 10 + 10 + 10، هل أنتم مستعدون للتوافق على حكومة من 3 عشرات؟

- تبيّن خلال اللقاء الرباعي الاخير، عندما اجتمع السيد عمر موسى مع الرئيس الجميل وسعد الحريري والعماد عون، تبيّن أنه طرحت من باب التساؤل أنه إذا سارت الاكثرية في حكومة 3 عشرات، تبيّن أن هناك خلاف في المعارضة· وأيضاً تبيّن أن هناك شررط لم تكن ظاهرة في الاجتماعات السابقة· تبيّن أن هناك تناقض في موقف العماد عون، فالعماد عون كان موافقاً على حكومة 3 عشرات، ومن ثم عاد ليطالب الثلث المعطل· وشروط جديدة وُضعت منها رئاسة الحكومة والحقائب·· عمرو موسى قناعته بأن ليس هناك حل ولكن عمرو موسى بحكم موقعه كأمين عام مضطر، لأن يأتي بتقرير وبالتالي لن يترك محاولة أو باب إلا ويفتحه·

موقف بري متميز

موقف الرئيس نبيه بري يتميّز عن موقف عون وحزب الله وهذا الأمر واضح ومن الواضح أن الوكالة التي كانت معطاة له، عادت وأعطيت لميشال عون وواضح بأن هناك شيء غير طبيعي بالعلاقة بينه وبين بقية أطراف المعارضة· وبدليل غيابه عن الساحة غياب شبه كامل على المستوى السياسي، كان للرئيس بري كل الدور الرئيسي خلال كل المرحلة السابقة·

هناك تساؤلات مطروحة اليوم، أين هو الرئيس بري؟ وقد زادت هذه التساؤلات بعد سفرته غير المتوقعة لحضور مؤتمر حول حقوق الإنسان في ألمانيا· ولكن لا أتصور، أن الامين العام للجامعة العربية سيتطيع الوصول الى أية نتيجة مع معارضة غايتها البحث عن قرارات لموقف مأخوذ خارجها وهو مأخوذ في سوريا· وبالتالي ليس هناك مجال للتفاوض الفعلي·