المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 21 شباط 2008

إنجيل القدّيس متّى .13-10:17

فسأَلَهُ التَّلاميذ:«فلِماذا يقولُ الكتَبَةُ إِنَّهُ يَجِبُ أَن يَأتيَ إِيلِيَّا أَوَّلاً؟» فأَجابَهم:«إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ وسيُصلِحُ كُلَّ شَيء. ولكن أَقولُ لَكم إِنَّ إِيلِيَّا قد أَتى، فلَم يَعرِفوه، بَل صَنَعوا بِه كُلَّ ما أَرادوا. وكذلك ابنُ الإِنسانِ سَيُعاني مِنهُمُ الآلام». ففَهِمَ التَّلاميذُ أَنَّه كَلَّمهم على يُوحَنَّا المَعمَدان.

 

السفير هشام يوسف وصــــل الى بيروت وبـدأ اتصالاته تحضيرا للعودة الرابعة لموسى

المركزية - تمهيدا للعودة الرالابعة للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى لبنان لاستئناف مساعيه لتنفيذ بنود المبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية وتذليل العقبات امام انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية، وصل بعد ظهر اليوم الى مطار بيروت مدير مكتبه السفير هشام يوسف وكان في استقباله مدير المكتب القانوني التابع للجامعة العربية السفير عبد الرحمن الصلح. وبدأ السفير يوسف اتصالاته مع ممثلي الصف الثاني في الموالاة والمعارضة وسيلتقي في الساعات المقبلة مسؤول لجنة الاتصالات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل على ان يلتقي لاحقا كما هو متوقع عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل. وقبيل مغادرته القاهرة اشار السفير يوسف الى ان مهمته في بيروت تتضمن اجراء مشاورات مع مختلف الاطراف اللبنانية من الغالبية والمعارضة للتشاور بهدف التوصل الى نقاط تفاهم بشأن حل عقدة نسب التمثيل في الحكومة. وحض يوسف الاطراف على انجاز انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للبنان في الجلسة المرتقبة لمجلس النواب في 26 الجاري. واعلن مصدر ديبلوماسي عربي ان الامين العام للجامعة العربية سيصل الى بيروت السبت المقبل في زيارة تستغرق يومين في اطار محاولة جديدة لانجاز الاستحقاق الرئاسي واستكمال المشاورات من خلال عقد جلسة ثالثة بين ممثلي الغالبية والمعارضة في المجلس النيابي.

 

هزة ارضية بقوة 3،5 درجات ضربت صــــور ومركز الجيوفيزياء يؤكد عدم وجود اي سبب للقلق

المركزية - تعددت الاسباب التي تجعل اللبنانيين في حالة قلق وخوف مستمر، فإن لم يكن ذلك جراء الحوادث الامنية قد يكون اثر العوامل الطبيعية.

واليوم تجدد الخوف جراء الهزة الارضية بقوة 3,5 درجات على مقياس ريختر ضربت منطقة صور عند العاشرة والـ53 دقيقة، واستمرت لمدة عشر ثوان، ولم تسجل اي اضرار، انما اصيب المواطنون بالخوف والهلع. وقد شعر أهالي المناطق المجاورة ولاسيما منطقة حاصبيا وصريفا وجوارها بهذه الهزة التي هي على الفيلق نفسه الذي حصلت عليه الهزة نهار الجمعة الماضي. المركز الوطني للجيوفيزياء: ووزع المجلس الوطني للبحوث العلمية - المركز الوطني للجيوفيزياء بيانا افاد فيه الآتي:

- قوة الهزة على مقياس ريختر: 3,5.

- التاريخ: 20 من شباط 2008.

- التوقيت العالمي: الساعة 8 الدقيقة 53 الثانية 21.

- مصدر الهزة على بعد 77 كلم من مرصد بحنس.

- احداثيات الهزة: شرقا:35,344، شمالا:33,256.

- المنطقة: صور.

- العمق: 6 كلم.

- ليس هناك اي سبب لتوقع اضرار او قلق.

 

 شخصيات سياسية واغترابية واجتماعية في بكركـــــي

المركزية - اعلن المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ان الاجراءات الامنية التي اتخذت كافية لوضع حد للفلتان الامني الليلي، لافتا الى التزام القيادات برفع الغطاء عن المخلين بالامن. واعتبر ان لبنان سيبقى ساحة مفتوحة طالما ان المنطقة في حال صراع وان الوفاق السياسي يسهل المهمة الامنية.

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اللواء ريفي الذي قال بعد اللقاء: الزيارة لشكر غبطة البطريرك على تعزيته بالشهيدين الرائد وسام عيد والمعاون اسامة مرعب. وكانت مناسبة لإطلاعه على اجواء الاوضاع الامنية في البلاد والتطورات التي حصلت بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني ومديرية المخابرات والاجراءات التي اتخذناها في بيروت للحؤول دون وقوع اي حرب مذهبية او اهلية، وبرأيي ان هذه الاجراءات نالت رضا كل الاطراف الذين اكدوا عدم تغطيتهم اي حرب اهلية واكدوا ايضا انهم لن يغطوا احدا، وتاليا سنمارس دورنا كدولة سواء كجيش او كقوى امن داخلي. وردا على سؤال قال اللواء ريفي: الاجراءات التي اتخذت كافية لوضع حد للفلتان الليلي الذي كان قد بدأ يتطور تدريجا لدرجة انه أخافنا من ان يكون بداية لحرب اهلية او مذهبية.

* هل التزمت القيادات برفع الغطاء عن الذين يقومون بهذه الاعمال المخلة بالامن؟

- حتى الآن الالتزام كامل والتعاون ايضا. وعن التحقيقات في ملفات الاغتيالات قال: كل الملفات مفتوحة ويعمل عليها جديا وبشكل نوعي.

* الى اي مدى سيبقى البلد مفتوحا امنيا كما شهدنا في الاسابيع الاخيرة؟

- بكل اسف ومن رؤيتي الشخصية اقول طالما ان المنطقة هي في حال صراع اذن هناك احتمال ان يكون لبنان ساحة مفتوحة، وطالما نحن كلبنانيين لا يوجد وفاق سياسي بيننا سيبقى وضعنا مفتوحا بكل اسف، كأمنيين وعسكريين نغطي ثغرات معينة ولكن حكما نحن بحاجة الى وفاق سياسي.

اضاف: في ظل الوفاق السياسي تصبح المهمة سهلة علينا ومن دون هذا الوفاق المهمة صعبة، ونحن لن نتراجع سنبذل اقصى جهدنا، وأي غياب لوفاق سياسي يتعبنا.

واستقبل البطريرك صفير عضو لجنة المتابعة في قوى 14 اذار ميشال معوض يرافقه سعيد معوض.

فغالي: وكان البطريرك التقى قبل ذلك رئيس الاتحاد الماروني في المانيا مبارك فغالي الذي نقل اليه تحيات ابناء الجالية واستياءهم من التأخير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وكانت مناسبة لعرض الاوضاع السياسية التي يمر بها لبنان وانعكاس ذلك على الجالية في المانيا.

وقال فغالي: تطرقت مع غبطته الى موضوع قانون الانتخابات النيابية وضرورة تمثيل الاغتراب اللبناني خصوصا بالنسبة الى المغتربين الذين يتواصلون بصورة مستمرة مع وطنهم الام. واشار مدير مركز الابحاث والدراسات الاستراتيجية سيمون سعادة بعد لقائه البطريرك صفير الى انه عرض مع البطريرك لآخر القراءات والدراسات بخصوص لبنان والمنطقة في ضوء التطورات المتسارعة ةاختلاط الاوراق والصراعات الكبيرة المستمرة وتضارب المصالح وتأثيرها وانعكاساتها على الواقع الداخلي سياسيا وأمنيا واقتصاديا. ومن الزوار على التوالي: الامين العام السابق للرابطة المارونية الدكتور خليل كرم، الدكتورة شيرين صفير، ثم المدير العام السابق لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود. كما اجرى البطريرك صفير اتصالا هاتفيا بالنائب والوزير السابق الشيخ الياس الخازن مطمئنا الى صحته بعد الوعكة الصحية التي المّت به.

 

الحريري: ذاهبون الى جلسة الحوار الثالثة ملتزمين روح المبادرة ونصها وخلاف ذلك هو توجه نحو طبخة تصنع في مطابخ النظام السوري

المركزية - اعلن رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري ان قيادة 14 اذار ستذهب الى جلسة الحوار الثالثة ملتزمة روح المبادرة العربية ونصها، وخلاف ذلك هو محاولة للقفز نحو توقعات غير موجودة ونحو طبخة ما زالت تصنع في مطابخ النظام السوري. تعليقا على الاجواء وبعض المواقف التي تستبق عودة الامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى، وتحاول رسم حدود معينة للمبادرة العربية، قال رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ردا على سؤال لـ"اخبار المستقبل": ليس هناك في الاجواء وفي الاتصالات الجارية وراء الكواليس ما يشير الى انضاج اي طبخة، خصوصا وان المعارضة ما زالت توزع الادوار بين قياداتها بين اتجاهين لا يؤديان الى المخرج المطلوب. الاتجاه الاول يعلن التمسك بالثلث المعطل، ويعبر عنه العماد ميشال عون، والاتجاه الثاني يتولاه الرئيس نبيه بري بتسويق فكرة المثالثة، وهي فكرة سورية المنشأ، استهدفت منذ البداية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتتجاوز الحدود التي رسمتها المبادرة العربية.

ان قيادة 14 اذار ستذهب الى جلسة الحوار الثالثة ملتزمة روح المبادرة العربية ونصها، كما عبر عنها الامين العام عمرو موسى، وترجمها من خلال المعادلة التي لا تلغي الاكثرية ولا تعطي المعارضة حق التعطيل، ولا تضع اي شروط تتعلق بالحكومة ورئيسها وحقائبها، وخلاف ذلك هو محاولة للقفز نحو توقعات غير موجودة، ونحو طبخة ما زالت تصنع في مطابخ النظام السوري، ونحن مع سائر اللبنانيين غير ملزمين بتناول الطبخة السورية للحل.

 

 "صيغة المثالثة تشكل ارضية صالحة لحوار قصير يذلل العقبات"

خليفة: عودة موسى الى بيــــــروت هي الامل الكبيـر

المركزية - اكد الوزير المستقيل محمد جواد خليفة ان صيغة المثالثة تشكل ارضية صالحة للانطلاق بحوار قصير يذلل العقبات الاخرى، ولفت الى ان عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت هي الامل الكبير، مشيراً الى ان ما يحصل اليوم سيجعل مجمل اللبنانيين يدفعون الثمن.

كلام خليفة جاء في حديث لـ "صوت لبنان" قال فيه: "اليوم لا بد ان يأتي السيد عمرو موسى ليبدأ محادثاته من النقطة تقريبا التي انتهت عندها عشية مغادرته لبنان، وان موقف الـ 10+10+10 لا يزال يعتبر أرضية صالحة للانطلاق او للتأسيس لإنطلاق حل الازمة الحكومية ولإنتخاب رئيس للجمهورية والسير بالعملية السياسية". اضاف: ان مبادرة موسى وما حملته من طروحات حول ان المعارضة رفضت صيغة الـ 10/10/10 فإن الرئيس نبيه بري طلب في حينه تأجيل الزيارة واوضح انه يمكن لهذه الصيغة ان تكون ارضية للانطلاق منها بشكل جدي وسريع لحل هذه الازمة وهذا هو المطلوب اليوم. وكما هو معلوم ان الوضع السياسي في البلد دقيق للغاية والزيارات المتتالية للسيد عمرو موسى تكون مثقلة بهموم اخرى خصوصا ان الجلسات الاقليمية والدولية لم تكن بشكل جدي لنضوج تسوية بالوضع اللبناني.واشار الى "ان علينا كلبنانيين تنظيم هذا الخلاف والتباينات الموجودة واليوم نسمع خطوط تماس بين الاحياء ونسمع عن لجان امنية وعن قمة روحية ونسمع كل المفردات التي كانت تستخدم في خلال الفترات الماضية والواقع الأليم الذي مر به لبنان، هذا الواقع وإضافة الى ذلك ما تم من إدخال العامل الإقليمي والعامل الإسرائيلي بعد إغتيال الشهيد عماد مغنية، اذا حصلت هذه الامور لا سمح الله اللبنانيون بمجملهم سيدفعون ثمنها وليس الواقع الدولي.

واعتبر "اننا اذا كنا نراهن اليوم على القمة العربية وان العرب سيختلفون الى حد القطيعة بشأن لبنان فهذه مراهنة خاطئة واذا كانت الولايات المتحدة غير جاهزة للحل في حال ارادت تغيير الوضع الحكومي او الوضع القائم في لبنان نتيجة الزيارة المرتقبة للرئيس بوش علينا ان نعرف ذلك من دون ان نرمي بالبلد الى الهلاك، هذا هو الواقع والمشهد الموجود راهنا فزيارة السيد عمرو موسى يعلق عليها امل كبير انطلاقا من الـ10/10/10 وهي لا تؤدي الى هزيمة للموالاة ولا الى نجاح للمعارضة.

اضاف: "اليوم نحن فعلا في نهاية عهد وفي بعض الاحيان نراهن على أعداد المتظاهرين وهذا ما يعني اننا نقبل بمبدأ الاستفتاء، اليوم اصبحنا ندمّر انفسنا واكبر مثل على ذلك التحقيق الذي صدر امس في جريمة عين علق كيف وجهت الإتهامات ولا اريد القول على الشق السوري كيف وجهت الاتهامات الى الداخل اللبناني، الاحزاب اللبنانية بين بعضها البعض وجاءت الامور مغايرة. اذا هذه الامور تجعلنا نعي خطورة المرحلة والوضع وان نتحرك بسرعة ويجب ان يكون ليس فقط التعويل على المبادرة العربية ولكن على الشق اللبناني وهذا هو دور السياسيين اللبنانيين ودورنا كلبنانيين في تنظيم خلافاتنا او في الإنطلاق الى وفاق داخلي".

وعن التباين حتى داخل المعارضة من موضوع المثالثة هل هذا الامر حسم خصوصا مع النائب العماد ميشال عون وحزب الله المعارضين لهذا الطرح ويطالبان بالثلث المعطل، اوضح خليفة ان الرئيس بري استبق السيد عمرو موسى عندما قال تسربت بعض المعلومات عن ان المعارضة رفضت الـ 10/10/10، انا اقول ان العشرة عشرة، عشرة، هي ارضية صالحة للانطلاق بحوار قصير يذلل العقبات الاخرى إلا اذا اردنا ان نعطل عندها لنذهب في تفسير ادق للأمور.

وتابع: "ان حل الـ 10/10/10 لم ترفضه في اللحظات الاولى بالشكل الذي سوّقت فيه الامور ولذلك لم ترفضه الموالاة بالشكل الذي ترفض فيه المبادرات، اقول من حيث المبدأ اذا كان رفضه وقبوله بالشكل الخجول اظن انه يكون ارضية صالحة يمكن ان تخرجنا من الازمة، هذا اذا كان هناك نية للخروج من الازمة، اما اذا كان هناك نية لتجميد الامور وعدم السير الى الامام يمكن اختراع ملايين الاعذار".

وعن تشكيل حكومة من 14 وزيرا قال: "هذا ما تتناقله وسائل الاعلام ولكن ماذا يغيّر في واقع الحال والوفاق عندما يحصل وفاق ويجب ان يكون هناك حكومة قوية لأن الوضع السياسي والوضع الاقتصادي وواقع الانشقاق في البلد يجب ان يؤمن اكبر مشاركة للاطراف السياسية سواء من طرف الموالاة او المعارضة والارقام عندها لا تفيد اذا كانت الامور بهذا الشكل إلا اذا حددنا ما هو الهدف من الحكومة واذا كنا نريد حكومة انتقالية لنؤمن انتخابات تكفي حكومة من سبعة اشخاص، واذا اردنا ان تكون مكملة لما تبقى من المرحلة البرلمانية لا يجب ان تكون حكومة قوية فيها مشاركة واسعة، لأن البلد بحاجة الى جهد كبير وجهد استثنائي في هذه الامور".

 

 "طرح المثالثة استمـرار لتعطيـــل الانتخابــات الرئاسية"

زهرا: النصف زائدا واحدا ليس للتهويل وتجنبناه تسهيلا للحل

المركزية - رفض عضو "كتلة القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا بشدة المثالثة في الحكومة، ورأى في هذا الطرح إستمرارا لتعطيل الانتخابات الرئاسية، معتبرا ان الحديث عن الانتخاب بالنصف زائدا واحدا ليس للتهويل. وقال زهرا في حديث اذاعي: إن إشاعة هذا الجو من قبل فريق 8 آذار وكأن المثالثة هي الحل هي بالنسبة الينا إتجاه نحو إنشاء حكومة عاجزة عن إتخاذ أي قرار الا من خلال الاجماع وتاليا نحن سنصر في التعاطي مع المبادرة العربية إيجابا على ما إنطلقت منه الجامعة العربية من ان إنتخاب رئيس للجمهورية فورا وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يعطى فيها الترجيح للغالبية كما لا يعطى التعطيل للمعارضة.

وعن الصيغة التي تقبل بها الموالاة خصوصا ان الرئيس نبيه بري اليوم أكد تمسكه بالمثالثة، أوضح النائب زهرا ان هذا التمسك لا يعني تسهيلا لمهمة الأمين العام وبرأينا أي طرح للمثالثة او للثلث المعطل لدى فريق الثامن من آذار يعني الاستمرار في الاصرار على تعطيل إنتخابات الرئاسة وإستمرار الفراغ الرئاسي وهو شيء غير مرغوب وغير مطلوب. وعن عودة الحديث عن النصف زائدا واحدا قال: النصف زائدا واحدا او النصاب القانوني هو موضوع لم يغب الحديث عنه، وان تخلينا عن إستعماله ، فذلك تسهيلا للوصول الى رئيس توافقي وتسهيلا لحل الازمة القائمة.

أضاف: اليوم لا يجرى الحديث عن النصف زائدا واحدا للتهويل وانما نعيد التأكيد اننا متمسكون بترشيح العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي ولكن اذا وصلنا الى مرحلة تولدت لنا قناعة نهائية بأن لا تسهيل من قبل فريق الثامن من آذار لانتخاب الرئيس سنفكر مجددا ليس تحديدا بالنصف زائدا واحدا لكن بأي طريقة ممكنة لانتخاب رئيس للجمهورية. وهل تلجأ الموالاة الى مجلس الامن بعد فشل المبادرة العربية أشار زهرا الى " اننا لا نزال نظن ان المبادرة العربية ستفشل وبالعكس نأمل أمام أهمية عقد القمة العربية في دمشق في نهاية الشهر المقبل الوصول الى حل لانتخاب العماد ميشال سليمان قبل ذلك التاريخ.

وعما يراه البعض ان دمشق قد تسهل انتخاب الرئيس لنجاح القمة العربية وتعرقل لاحقا الحكومة وهل يلمسون حلحلة ويتوقعون الانتخاب في 26 الجاري أعرب عن أمله بذلك فالحلحلة غير واضحة او مرئية ولكن نأمل ذلك ولا أظن اذا استطعنا إنتخاب رئيس سنعجز عن تشكيل حكومة بعد الانتخاب بل ستنطلق الآلية الدستورية وسنصل الى تشكيل حكومة جديدة عندها. وعن رؤية العماد ميشال عون بأنه يمكن لحزب الله الرد على اغتيال عماد مغنية وربما بحرب مفتوحة كيف ترون هذا الطرح، أشار الى أننا ومنذ اللحظة الاولى التي أعلن فيها السيد حسن نصرالله هذا التوجه قلنا ان لبنان غير مستعد ان يلتزم بالانجرار الى أي شيء يورطه من قبل فريق واحد، هذه قرارات كبرى يجب ان تناط بالسلطات الدستورية وبالحكومة اللبنانية وليس بأي فريق من اللبنانيين.

باريس ستدعو الرئيس السوري الى قمة المتوسط

 المركزية - أكدت باريس أمس أنها ستوجه دعوة إلى الرئيس بشار الأسد للمشاركة في القمة المقرر عقدها في تموز المقبل لإطلاق مشروع "اتحاد من أجل المتوسط"، ولو بقيت الاتصالات السياسية الرفيعة المستوى معلقة كما هي اليوم، واستبعدت بالمقابل نشوب حرب بين إسرائيل وسورية. وقالت مصادر فرنسية رسمية رفيعة المستوى الى موقع شام برس الالكتروني: "سنبعث برسالة دعوة إلى الرئيس بشار الأسد"، مشيرة إلى أن باريس تنوي دعوة كافة رؤساء الدول المعنية بالمشروع. وأضافت: "لدينا علاقات دبلوماسية مع دمشق والسفير ميشال دوكلو ينقل رسائل بشكل دائم إلى السلطات السورية، وبكل الأحوال نأمل في استئناف الاتصالات على مستوى عال مع دمشق قبل قمة المتوسط في تموز ولكن ولو لم تتحسن الأحوال فسنوجه دعوة إلى الرئيس السوري للحضور".

وبحسب صحيفة "الوطن" السورية فقد ذكرت المصادر أن باريس تستأنف الاتصالات السياسية الرفيعة المستوى مع دمشق بمجرد انتخاب رئيس لبناني.

 

الرئيس السنيورة وصل الى باريس ويلتقي الرئيس ساركوزي غدا وعرض التطورات هاتفيا مع موسى والوزيرين كوشنير والفيصل

وكالات/وصل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اليوم إلى العاصمة الفرنسية باريس ضمن جولة أوروبية وعربية له، بدأها في الكويت ثم انتقل إلى لندن ومن بعدها باريس للقاء كبار المسؤولين وعرض الأوضاع في لبنان. وفي هذا الإطار تلقى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، قبل وصوله إلى فرنسا، والذي أعرب عن أسفه لعدم تمكنه من لقاء الرئيس السنيورة في باريس، نظرا لارتباطه بحضور مؤتمر دولي لوزراء الخارجية في بوينس آيرس، مؤكدا الدعم الفرنسي للبنان حكومة وشعبا. من جهة أخرى، أجرى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفية بكل من أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وعرض معهما التطورات وآخر المعطيات المتعلقة بالوضع اللبناني. كما اتصل الرئيس السنيورة بوزير العدل شارل رزق، والموجود حاليا في بوينس آيرس، واطلع منه على الأجواء المحيطة بالمؤتمر الدولي وعرض معه التطورات. ومن المقرر أن يكون للرئيس السنيورة برنامج حافل في العاصمة الفرنسية نهار غد الجمعة، حيث سيلتقي بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون، بالإضافة إلى السفراء العرب المعتمدين في باريس ووفد من قوى 14 آذار في فرنسا، على أن يغادر صباح الجمعة إلى العاصمة الألمانية برلين للقاء المستشارة أنجيلا ميركل.

 

الحريري: فكرة المثالثة التي يسوقها بري سورية المنشأ ولن نتناول الطبخة السورية للحل

وكالات/تعليقا على الأجواء وبعض المواقف التي تستبق عودة الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى، وتحاول رسم حدود معينة للمبادرة العربية، قال رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ردا على سؤال لـ "أخبار المستقبل": ليس هناك في الأجواء وفي الاتصالات الجارية وراء الكواليس ما يشير إلى إنضاج أي طبخة، خصوصا وأن المعارضة ما زالت توزع الأدوار بين قياداتها بين اتجاهين لا يؤديان إلى المخرج المطلوب . الاتجاه الأول يعلن التمسك بالثلث المعطل، ويعبر عنه العماد ميشال عون، والاتجاه الثاني يتولاه الرئيس نبيه بري بتسويق فكرة المثالثة، وهي فكرة سورية المنشأ، استهدفت منذ البداية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتتجاوز الحدود التي رسمتها المبادرة العربية. إن قيادة 14 آذار ستذهب إلى جلسة الحوار الثالثة ملتزمة روح ونص المبادرة العربية، كما عبر عنها الأمين العام السيد عمرو موسى، وترجمها من خلال المعادلة التي لا تلغي الأكثرية ولا تعطي المعارضة حق التعطيل، ولا تضع أي شروط تتعلق بالحكومة ورئيسها وحقائبها، وخلاف ذلك هو محاولة للقفز نحو توقعات غير موجودة، ونحو طبخة ما زالت تصنع في مطابخ النظام السوري، ونحن مع سائر اللبنانيين غير ملزمين بتناول الطبخة السورية للحل ".

 

جعجع استقبل لوران ورئيس حركة التجدد

لحــــود: الغالبية مصممة على تسهيل مهمة موسى وانتخــاب سليمان رئيساً

المركزية - اكد رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب السابق نسيب لحود تصميم الغالبية على تسهيل مهمة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان. استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب النائب السابق لحود لنحو ساعة من الوقت وعلى الأثر أدلى لحود بتصريح للإعلاميين فقال انه أجرى والدكتور جعجع جولة أفق واسعة حول الوضع السياسي في لبنان، بالاضافة الى تقييم المشاركة الكثيفة في 14 شباط معتبراً "ان هذا التجمع الشعبي جدد ثقته بسياسات 14 آذار وبأهدافها الوطنية الكبرى وبرهن ان الشعب اللبناني متمسك بعملية الحفاظ على استقلاله وسيادته رغم المصاعب الكبرى"، واصفاً اياه بالشعب الجبار الذي لم تهزّه سنون الحرب وكل محاولات تيئيسه على مرّ السنوات الماضية. وقال لحود اننا في انتظار عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، مؤكداً ان الاكثرية مصممة على تسهيل مهمته ضمن اطار المبادرة العربية ولكن دون تحريفها او توظيفها خارج اهدافها المعلنة من قبل جامعة الدول العربية للوصول الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية ومن ثم تأليف حكومة اتحاد وطني "خالية من نوايا التعطيل."

*هل تعتقد ان الامين العام سيتمكن من احداث خرقٍ ما في جدار الأزمة؟

- نأمل ذلك ولن نوفر جهداً لتسهيل مهمة موسى وندعو المعارضة الى عدم وضع شروط تعجيزية كما حصل في الماضي لا بل ان تسهل هذه المهمة.

* في حال فشل موسى، هل انتم مستعدون للانتخاب بالنصف + 1؟

- لم نتطرق الى مسألة النصاب النصف زائداً واحداً او الى اي صيغة أخرى، مشدداً على ان الصيغة الوحيدة المطروحة أمامنا اليوم هي انتخاب العماد سليمان رئيساً بالتوافق واعطاء المبادرة العربية الفرصة للنجاح.

* أنتم دائماً تكررون دعمكم للمبادرة العربية هل هذا يعني أنكم ستقبلون أخيراً بالمثالثة؟

- ان مبدأ المثالثة هو تحريف للمبادرة العربية ويختلف عن تفسير عمرو موسى لبنودها واوضح ان جوهر المبادرة مبني على قاعدة ان لا يكون للاكثرية امكانية للحسم و ان لا يكون للأقلية امكانية التعطيل آملاً ان تتبلور عملياً على هذا الاساس.

وحول ما اذا كان العماد سليمان ما زال مرشحاً رسمياً لقوى 14 آذار أم ان اسمه اي لحود عاد ليطرح الى الواجهة، نفى لحود طرح اسمه مجدداً مؤكداً على دعمه الى جانب قوى 14 آذار العماد سليمان كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية.

* في حال استدعت التسوية السياسية بعض التعديلات في المبادرة العربية، هل انتم مستعدون للخوض في تعديلات طفيفة للمبادرة؟

- "نحن سنبدي كل مرونة في هذا الموضوع من دون الخروج عن جوهر المبادرة العربية".

كذلك التقى جعجع رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك لوران في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية جوزف نعمة حوالي 45 دقيقة غادر بعدها لوران دون الادلاء بأي تصريح. الى ذلك يطل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع على شاشة "العربية" ضمن برنامج "بالعربي" مع الإعلامية جيزيل خوري الخميس الساعة التاسعة مساء.

 

العريضي استبعد حرباً اهلية وتوقع حصول احداث اخطر

المركزية - استبعد وزير الاعلام غازي العريضي الحرب الاهلية "مع كل الغليان في الشارع، مؤكدا انه قد تحدث مشكلات أخطر مما حدث في الحرب الأهلية. وهذا كله يجب ان نتجنبه، وقال: "ليس مفاخرة ان ندفع الأمور الى التعطيل، والعماد ميشال عون اعترف في الاجتماع الخير بتعطيل الحكومة ومجلس النواب والرئاسة وكل المؤسسات". ولفت الى ان الامين العم لجامعة الدول العربية عمرو موسى "نجح في اطلاق الحوار بين الأكثرية والمعارضة، لكن المعارضة عطلت المبادرة العربية كما أعلن". وقال في حديث الى "القناة الاقتصادية السعودية": "نبدأ من الحدث الاكبر بروزا على الساحة اللبنانية هو التحذير الذي وجهته الرياض الى رعاياها بالحذر من السفر الى لبنان، وترافق ذلك مع موقف فرنسي بإقفال مركزين ثقافيين، الامر مؤلم ومؤسف جدا خصوصا ان تصل المملكة العربية السعودية الى قناعة بضرورة اللجوء الى مثل هذا القرار. الخلفيات والاسباب على الاقل الظاهرة بالنسبة الى المواطنين، هذه الحملة الظالمة التي تشن ضد المملكة العربية السعودية، وأنا اعتقد بهذا القرار في اي موقف من المملكة العربية السعودية كالمواقف التي شهدنا في الفترة الاخيرة والتي وصلت الى حد التهجم والاساءة الى قيادة المملكة ورموزها وسفيرها في لبنان واما اميز بين النقد لموقف سياسي وبين التجريح والكلام النابي الذي يوجه الى دولة والى رموز هذه الدولة، كانوا دائما الى جانب لبنان.

* من الواضح ان اميركا تحرض ايضا على المبادرة العربية من خلال رفضها لها؟

- في اميركا ارباك وضياع، السفير ساترفيلد قال في باريس لا نؤيد المبادرة العربية، خرجنا وقلنا هذا أمر يعنيه ولا يعنينا، ونحن لا نتلقى اوامر ولا نتأثر لا بتوجيهات ولا بغيرها، نحن ملتزمون المبادرة.

وردا على سؤال عن دور اميركا المؤثر في لبنان، قال: "اكثر من موقف صدر من عندهم ولم نلتزمه واكثر من

مرة بزياراتهم لبيروت قلنا لا لكثير من الأمور. وبعد ساعات من تصريحات ساترفيلد طرح أحد المسؤولين من الخارجية الاميركية وقال عكس هذا الكلام. انا لا اريد ان اكون ضحية تحريض والصورة واضحة عندنا تماما. في النهاية قرار 14 آذار متمسك بالمبادرة العربية.

* نجحت كل الأطراف في التعطيل لأن البلد واقف؟

- نعم، ولكن اعود وأقول هذا ليس مفاخرة بأن ندفع الأمور نحو التعطيل، نحن نبحث عن حل يؤدي الى تفعيل عمل المؤسسات واعادة الثقة بين اللبنانيين، سيكون حل في يوم من الأيام وفي لحظة من اللحظات، ما أتوجه به دائما الى كل القيادات السياسية: عودوا بالذاكرة الى الوراء قليلا ماذا جرى؟ لماذا هذا الخطاب التحريضي التخويني الاتهامي التشكيكي العنيف القاسي، لماذا؟ الى أين سيؤدي وما هي الخيارات المتاحة أمامنا؟ اليوم الناس تتحدث عن مخاوف من حرب ومواجهات، مع كل الغليان في الشارع، أنا لا أرى حربا أهلية، قد تحدث مشاكل أخطر مما حدث في الحرب الأهلية. وهذا كله يجب ان نتجنبه، ولكن حتى لو حصلت الحرب، لا سمح الله، ألم نتعلم منها؟ الى أين نحن ذاهبون؟ خرج أحد رموز المعارضة وقال اما الثلث المعطل او الحرب، ونحن ليس لدينا شيء نخسره في الحرب. هكذا كما قال أحد رموز المعارضة، كيف يقال هذا الكلام؟ أليس ثمة مسؤولية في مناقشة الأمور او في اطلاق المواقف؟ سألت عن وقود الحرب، وقود الحرب الناس، الناس الذي تريد ارسالهم الى الحرب ليقاتلوا اذا ماتوا أليست خسارة؟ هكذا ببساطة تقول ليس لدينا شيء نخسره؟

 

الحاج حسن رد على السنيورة وانتقد "خجله" في الافتخار بانتصار المقاومة

المركزية - رد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي تحدث عن "لبنان الساحة والانتصارات"، فقال: "الذي يتحدث عن لبنان بهذه الصيغة هو حليفك الاميركي ان لم نقل سيدك، عندما اعتبر ان دعم حكومتك من اولويات الامن القومي الاميركي، ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس قالت ان لبنان في الموقع المتقدم في مشروع الشرق الاوسط بين الاعتدال والارهاب".

وانتقد النائب الحاج حسن "خجل السنيورة في الافتخار بانتصار المقاومة ابان عدوان تموز"، وقال: "يا للاسف العدو الصهيوني يعترف بهزيمته وفريق السلطة يخجل من ذلك". كلام النائب الحاج حسن جاء في خلال محاضرة القاها في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية - صيدا نظمها مجلس فرع الطلاب لمناسبة "اسبوع المقاومة الاسلامية" واستشهاد القيادي في "حزب الله" عماد مغنية. وقال: "ان الوضع السياسي في لبنان مأزوم وتنتج عنه مشكلات اجتماعه وسياسية وامنية، والحل يكون بالشراكة وليس بالاستئثار بمساعدة الجامعة العربية وليس بالتدويل او التلويح به ولا بخطاب الفتنة والتحريض والحرب والطلاق والتقسيم، فلبنان لا يتجزأ او يقسم على أي اساس طائفي او مذهبي او مناطقي".

وسأل عن "الاسباب الحقيقية للموقف الاميركي الرافض للمبادرة العربية"، مستغربا "الصمت الفاضح لقوى الاكثرية على تصريح السفير ساترفيلد الذي كان واضحا بالاستهزاء بالمبادرة العربية ورفضها"، وقال: "ان هؤلاء لا يستطيعون الاعتراض على من يتبعون اليه ولو كان الامر ضد مصلحتهم".

واستغرب تصريحات الرئيس السنيورة عن "انقلاب المعارضة على الطائف"، وقال: "ان المطالبة بالثلث الضامن هي لحماية القرارات المصيرية ولكي نكون شركاء في المسؤولية وليس شهودا فقط". وأكد "ان المعارضة اللبنانية تطرح الشراكة في الحكم والحكومة وهي منفتحة في اطار مبادرة جامعة الدول العربية على الحلول للوصول الى هذه الشراكة والنقاش حول هذه القضايا للتوصل الى حلول، وقد كلفت العماد ميشال عون بتمثيلها، والنقاش لم يتوصل الى نتائج حاسمة حتى الان".

ودعا "فريق الموالاة الى سد النوافذ امام الرياح واغلاق الابواب امام التدخلات"، وقال: "هذا هو مطلب المعارضة وهذا ما تسعى اليه في مطلب الشراكة، وهو ما يهرب منه فريق السلطة، وهذا ما تعطله باستمرار التدخلات الاميركية وآخرها تدخل ساترفيلد وهو نذير شؤم تعاطى معه بصمم وبمحاولة الاختباء خلف اصبع واحد". وختم النائب الحاج حسن مشيرا الى "ان ما حصل في بعض احياء بيروت استفزازات ادت الى صدامات"، متمنيا "الا تتكرر"، واستبعد "حربا اهلية في لبنان لأنها ليست في مصلحة احد".

 

معوض : لا نريد للبنان ان يكون ساحة مستباحة للصراعات الاقليمية

وكالات/استقبل البطريرك صفير عضو لجنة المتابعة في قوى 14 آذار ميشال معوض، يرافقه سعيد معوض، واستبقاهما الى الغداء.

بعد اللقاء قال معوض: "تناول الحديث مع غبطته الأوضاع المستجدة في لبنان خصوصا ما قبل القمة العربية المنتظرة أواخر آذار المقبل، وما أريد قوله انه في 14 شباط الماضي كان هناك مشهدان في البلد، الأول لاكثرية الشعب اللبناني بتعدديتهم وأحزابهم المتعددة والمستقلين الأحرار، يطالبون باستقلال لبنان وسيادته وبناء الدولة والمؤسسات، ويقولون ان لبنان لن يقوم الا برئاسة جمهورية وحكومة ومجلس نيابي وجيش واحد وقوى أمنية شرعية، ولن يكون الا وطنا بحدود مرسومة ولا نريده ساحة مستباحة للصراعات الإقليمية، والى جانب هذا المشهد كان هناك مشهد آخر يدعو اللبنانيين ولبنان الى حرب مفتوحة باسم مصالح حزب".

أضاف: "حتى لو كنا نعتبر جميعا كلبنانيين ان اغتيال عماد مغنيه عمل مدان لأننا لا نقبل ان يكون الإغتيال السياسي جزءا من ثقافة لبنان والمنطقة، ولكن هذا لا يعطي حزب الله أو غيره الحق في أن يجر اللبنانيين الى حرب مفتوحة، لأن قرار الحرب والسلم هو للدولة اللبنانية ومجلس الوزراء بأكثرية الثلثين كما ينص اتفاق الطائف، وما أريد ان اقوله انه بعد 14 شباط 2008 لن يكون مثل ما قبله، لأن ارادة الشعب اللبناني أصبحت مسؤولية على عاتقنا، وبعد 14 شباط سيكون هناك انتخاب لرئيس جديد للجمهورية، لأن لبنان لا يستطيع أن يبقى وطنا معلقا، بل سيصبح وطنا حقيقيا، والمدخل الى ذلك هو انتخاب رئيس جديد، وهذا يجب ان يحصل قبل القمة العربية، أو لن تكون القمة، واذا لم تحصل القمة فلكل حادث حديث".

وردا على سؤال قال معوض: "نقول بكل وضوح إن المبادرة العربية هي أقصر الطرق لمدخل الحل في لبنان، على أساس انتخاب العماد ميشال سليمان فورا رئيسا للجمهورية، وهذا الموضوع مطروح لبنانيا وعربيا ودوليا، فانطلاقا من هنا، ثمة معادلة واضحة، إما أن يفك النظام السوري أسر حلفائه في لبنان كي يتم انتخاب العماد سليمان كرئيس توافقي قبل القمة العربية، وإما أن يكون هناك قرار جديد لقوى 14 آذار، لأنها لن تقف مكتوفة الأيدي على عملية تعطيل كل المؤسسات اللبنانية والضامنة لوجود الكيان اللبناني الحر".

سئل: بعد عرقلة المبادرة العربية، لماذا لا تزال القيادات توهم اللبنانيين بحلول؟

أجاب: "نحن لا نوهم أحدا، وكل ما نقوله ان المعادلة هي الآتية: سنعطي كل امكاناتنا وتضحياتنا لإنجاح المبادرة العربية قبل إنعقاد القمة العربية، لأن المبادرة العربية هي الحل الأقل كلفة على اللبنانيين لإعادة بناء دينامية الدولة ولبنان السيد الحر والمستقل. أما اذا كان الفريق الآخر وعلى رأسه النظام السوري يعرقل انتخاب رئيس، فنحن نقول إن القمة العربية هي الحد الفاصل، وسندعمها كما هي قبل انعقادها توصلا الى إنتخاب رئيس كمدخل للحل هو ميشال سليمان، أما ما بعد القمة فلن نتفرج، ولن نسمح بجر لبنان الى حرب مفتوحة نيابة عن اللبنانيين او باسمهم ونيابة عن النظامين السوري والإيراني وبقاء البلد بدون رئيس للجمهورية".

 

احمدي نجاد يجدد هجومه على اسرائيل معتبرا انها "حيوان متوحش"

وكالات/شن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء هجوما جديدا على اسرائيل واصفا اياها بانها "جرثومة قذرة" و"حيوان متوحش", فيما تواصل الدولة العبرية التحذير من اخطار البرنامج النووي الايراني. وقال خلال تجمع في مدينة بندر عباس في كلمة بثها التلفزيون الرسمي ان "قوى العالم انشأت جرثومة قذرة سوداء تدعى الكيان الصهيوني واطلقت لها العنان كحيوان متوحش على دول المنطقة". وكان احمدي نجاد الذي انتخب رئيسا في 2005, اثار ضجة في العالم حين توقع ان يكون مصير اسرائيل الزوال. واتهم احمدي نجاد القوى العظمى كذلك بتسليح اسرائيل بمليارات الدولارات بهدف انشاء "فزاعة" تهدف الى تخويف دول المنطقة والهيمنة عليها. واتى هذا الكلام بعد اسبوع على اغتيال عماد مغنية احد ابرز قادة حزب الله العسكرييين في دمشق. واعتبرت طهران مغنية "شهيدا كبيرا" اغتالته اسرائيل. ونفت اسرائيل ان تكون ضالعة في قتل مغنية لكنها رحبت باغتياله. وقال الرئيس الايراني "انهم يغتالون رجالا اطهارا واتقياء ويحتفلون بعدها بفعلتهم كما حصل مع ابن لبنان هذا الذي قاوم عدوان الصهاينة الوحشي وكسر شوكتهم". وتتهم الولايات المتحدة ايران حليفة سوريا الرئيسية في المنطقة بتسليح حزب الله وتمويله وبالسعي الى زعزعة استقرار لبنان. لكن ايران تصر على ان دعمها لحزب الله هو سياسي وغير عسكري. من جهة اخرى, جدد احمدي نجاد في خطابه التأكيد ان ايران لن تتخلى عن برنامجها النووي في حين تعتبر اسرائيل ان طهران تسعى الى تصنيع قنبلة نووية تحت ستار برنامج مدني يمكن ان تهدد وجودها. وقال "على قوى العالم ان تدرك ان الامة الايرانية تعتبر الطاقة النووية حقها الثابت ولن تقبل باي املاءات او اي احكام اضافية ظالمة". وترفض ايران تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم رغم قرارين لمجلس الامن الدولي نصا على فرض عقوبات عليها مع امكان اصدار قرار ثالث. وقال دبلوماسيون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران اختبرت اجهزة طرد مركزي من طراز "بي 2" اكثر تطورا وفاعلية من اجهزة "بي وان" التي تملكها في موقع التخصيب في نطنز (وسط). واضاف الرئيس الايراني في خطابه الاربعاء "حتى النهاية, سيظل شعار الشعب هو نفسه: الطاقة النووية هي حقنا المطلق". وتابع مخاطبا القوى الكبرى "اذا بدأتم لعبة جديدة (...) فستواجهون هذا الشعب نفسه". واكد احمدي نجاد ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "جاؤوا واطلعوا على انشطتنا واعدوا تقريرا واعلنوا ان كل انشطتنا قانونية ومطابقة للقواعد ولا تنطوي على اي انحراف" نحو غرض عسكري. ويصدر المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي خلال الايام المقبلة تقريرا جديدا حول البرنامج النووي الايراني والتعاون بين طهران والوكالة. ونصح احمدي نجاد القوى الكبرى بقبول "خلاصات التقرير (...) للخروج من المأزق".

 

دعوى ضد نائبين شيعيين لتنظيمهما تجمعا تابينيا لعماد مغنية في الكويت

وكالات/رفع اربعة محامين كويتيين الاربعاء دعوى قضائية ضد نائبين شيعيين لتنظيمهما تجمعا تابينيا للقائد العسكري في حزب الله عماد مغنية المتهم باختطاف طائرة كويتية.والدعوى قدمت ضد النائبين عدنان عبدالصمد الذي القى كلمة في التجمع واحمد لاري كما انها مقدمة ايضا ضد الوزير السابق عبدالهادي الصالح والنائب السابق عبدالمحسن جمال وعضو المجلس البلدي فاضل صفر حسبما افاد المحامي ضيدان المطيري لوكالة فرانس برس.

وقال المطيري بعد لقائه المدعي العام "اتهمنا هؤلاء الاشخاص بانهم مؤسسين واعضاء في حزب الله الكويت وانهم عملوا على شق الوحدة الوطنية واعلنوا ولاءهم لحزب الله". واضاف المحامي ان القانون الكويتي ينص على عقوبات لهذه التهم. وليس هناك فرع معرف لحزب الله الشيعي اللبناني في الكويت الا ان البعض يعتقد ان هذا التنظيم يعمل بشكل سري في البلاد وهو يعرف باسم "حزب الله الكويت". وقال المطيري "من المفترض الان ان تقوم النيابة العامة بجمع المعلومات حول هؤلاء الاشخاص وان تستجوبهم". ولا يمكن اعتقال او استجواب النواب في الكويت قبل ان يرفع عنهم البرلمان الحصانة وذلك يمكن ان يتم بموجب طلب من النيابة العامة. وفي ظل تدابير امنية مشددة حضر مئات الشيعة الكويتيين السبت تجمعا لتابين مغنية الذي قتل الاسبوع الماضي في تفجير بسيارة مفخخة استهدفه في دمشق.

وكان عبدالصمد وصف مغنية في التجمع بانه "شهيد بطل" نافيا ضلوعه في اختطاف طائرة كويتية في 1988 ضمن عملية اسفرت عن مقتل كويتيين رميت جثتيهما على مدرج مطار لارنكا القبرصي. وندد نواب وناشطون سنة بمنظمي التجمع التابيني مطالبين الحكومة بملاحقتهم كما طالب بعض النواب عبدالصمد بالتنحي عن مقعده البرلماني. وكانت "كتلة العمل الشعبي" المعارضة في مجلس الامة الكويتي جردت النائبين عبدالصمد ولاري من عضويتهما فيها الاربعاء.

ونددت الكتلة بمشاركة النائبين في تابين "الارهابي عماد مغنية".

ودعت السلطات الكويتية الاثنين القوى السياسية الكويتية الى التعقل في ما يتعلق بالبلبلة التي اثارها تابين مغنية. وقال فيصل الحجي نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء "آمل من كافة وسائل الاعلام والمواطنين أن يتركوا هذا الموضوع للجهات الرسمية الحكومية حيث انها باشرت وسوف تستمر في اتخاذ التدابير القانونية التي تحفظ للمجتمع الكويتي أمنه واستقراره". واكد الحجي ان مجلس الوزراء عبر عن "شجبه واستنكاره لمظاهر التأبين والتمجيد التى قام بها البعض بمناسبة مقتل إرهابي تلوثت يداه بدماء الشهداء الابرياء الطاهرة وكان وراء العديد من العمليات والجرائم الارهابية وترويع الآمنين في مختلف بقاع العالم". واضاف "بذلك تحقق القصاص الرباني العادل لتطمئن روح شهيدي (الطائرة الكويتية) عبدالله الخالدي وخالد ايوب" اللذين قضيا في عملية الاختطاف التي استمرت 16 يوما. وهي المرة الاولى التي تشير الكويت رسميا الى مغنية على انه منفذ عملية الاختطاف. وكانت تلك الطائرة ثاني طائرة يختطفها ناشطون شيعة للمطالبة بالافراج عن 17 شيعيا معتقلين في السجون الكويتية بتهمة تنفيذ عمليات تفجير ضد السفارتين الاميركية والفرنسية في الكويت عام 1983. وفر هؤلاء مع الاجتياح العراقي للكويت في اب/اغسطس 1990. ويبلغ تعداد الكويتيين نحو مليون نسمة اغلبهم من السنة ولكن نحو ثلثهم من الشيعة وهم ممثلون باربعة نواب في البرلمان الذي يضم 50 نائبا.

 

تلخيص سياسّي حولَ معطيات "المرحلة" لـ 19/2/2008

1-على خلفيّة قرب إنطلاق المحكمة الدوليّة بحسب "الأجواء" المتوافرة، يهدّد النظام السوريّ عبر "صغاره" في لبنان بحرب بحرب أهليّة تطال تداعياتها "اليونيفيل" تارة وبتفجير إقليميّ متبجحاً بقدراته العسكريّة في مواجهة إسرائيل تارة أخرى.

2-غير انّ النظام السوريّ فتح – بالتوازي مع التهديدات – خطاً تفاوضيّاً مع إسرائيل:

a- تفاوض عبر تركيّا وآخره زيارة ايهود باراك إلى تركيّا.

b- وتفاوضٌ عبر إبراهيم سليمان مع مسؤولين إسرائيلين.

c- وغنيّ عن القول انّ نظام بشار يسعى مع إسرائيل كي تلعب دوراً في إسقاط المحكمة الدوليّة.

3- قد يبدو في الظاهر انّ ثمّة تناقضاً بين خط تفاوضيّ مع إسرائيل من جهة والتهديد بمواجهة مع إسرائيل من جهة ثانية:

a- هذا في الظاهر.

b- في العمق، لا يمكن أن يستبعد أحدٌ أن يكون التهديد بالحرب من أجل "مساعدة" إسرائيل لتطلب إسقاط المحكمة بحجّة "سلامة الوضع الإقليميّ".

c- وفي مطلق الأحوال، يستطيعُ النظام في دمشق أن يفجّر إقليمياً بواسطة غيره.

d- وقد لا يتردّد كخيار أخير في فتح مواجهة معيّنة كي يعلن نفسه بطلاً قومياً وليس نظاماً مطلوباً للعدالة الدوليّة.

4- على أيّ حال، لا يزال تركيز نظام الأسد حتى الآن على الخط التفاوضيّ مع إسرائيل. وعلى هذا الخط جرى إغتيال عماد مغنيّة في سوريّا:

a- قدّم النظام السوريّ رأس مغنيّة هديّة إلى إسرائيل، ليعطي نفسه "مصداقيّة" انّه ملتزم بالتعاون معها إذا كان الثمن إسقاط المحكمة.

b- ويعرف انّ "حزب الله" سيردّ على الإغتيال، أي سيردّ على إسرائيل.

c- وبالفعل فقد أعلن الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله "الحرب المفتوحة" في كل زمان وفي كلّ مكان من العالم على إسرائيل.

d- بذلك ضمَن النظام السوريّ: بيع مغنيّة لإسرائيل من ناحية وهيّأ للتفجير الإقليميّ عبر "حزب الله".

e- ومن المفيد "على الهامش" الإشارة إلى تصريح رئيس وكالة الإستخبارات الأميركيّة الذي اتهّم سوريّا أو "حزب الله" بإغتيال مغنيّة.

5- إذاً، يمكن بناءً على كلّ ما تقدّم الحديث عن "مرحلة":

a- مرحلة يبدو فيها لبنان مهدّداً بحرب أهليّة.

b- ومرحلة يبدو فيها لبنان – والمنطقة – مهدّدين بتفجير إقليميّ.

6- حيالَ ذلك، يُفترض أن تتمسّك 14 آذار بالآتي:

a- في ظلّ أخطار من الداخل والخارج معاً، لا يجوز أن يستمرّ الفراغ وأن تستمرّ الفوضى.

b- لبنان بحاجة إلى "سلطة" لمواجهة هذه الأخطار ب"الدولة".

c- المبادرة العربيّة هي الحلّ ونتمسّك بها حرفيّا على قاعدة إنتخاب ميشال سليمان رئيساً، وحكومة وحدة وطنيّة لا نأخذ فيها النصف +1 ولا تأخذ "المعارضة" الثلث +1.

d- غير انّه في حيال إستمرّ التعطيل، وهذا ما هو مؤكد، يجب الذهاب إلى إنتخاب رئيس الجمهوريّة.

e- ليس علينا أن نقول إنّنا سننتخب الرئيس بالنصف +1، لأن الإنتخاب عندما سيحصل سيكون بالتأكيد أكثر من النصف +1.

f- ذلك انّه لا يمكن التنبؤ بمصير بعض الكتل من الآن حتى الإنتخاب.

g- والأهمّ انّ إنتخاب سليمان يجب أن يكون قراراً لبنانياً – عربياً – دولياً مشتركاً.

h- القرار اللبنانيّ عبّر عنه مليون ونصف المليون في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري الخميس الماضي.

i – القرار العربيّ "آخذ" في التبلور على قاعدة ما تمّ إعلانه حتى الآن لجهة "لا رئيس للبنان لا قمّة عربيّة"، أي يُفترض أن يغطيّ القرار العربي القرار اللبنانيّ. والموقف الدوليّ يتصاعد لإنتخاب الرئيس.

7- إنّ الترجمة الفعليّة للإنتقال من الصمود إلى المبادرة هي:

a- إعطاء الفرصة للمبادرة العربيّة في الأيّام المقبلة.

b- التشدّد في طلب تنفيذها ووضع أيّ اجتماع برعاية عمرو موسى تحت عنوان تنفيذيّ.

c- إنتخاب ميشال سليمان بعدَ ذلك.. بل خلال آذار.

8- وإذا كان إنتخاب سليمان "سيكون" بقرار لبنانيّ – عربيّ – دوليّ مشترك، فانّ ذلك يقتضي داخلياً تغطية البطريرك. ولا مبالغة في القول إنّ تغطية البطريرك يمكنُ تأمينها بعد 3 أشهر من الفراغ وفي ظلّ الأخطار المحدقة. وكذلك فانّ "على" العماد سليمان أن يقدّر انّ مليوناً ونصف المليون هتفا لإنتخابه في ساحة الحريّة.

9- وإذا كانت بنودٌ سابقة من هذا التلخيص لفتت إلى حرب النظام السوريّ على المحكمة الدوليّة، وإلى طلبه دعم إسرائيل لإسقاطها، فليس معنى ذلك انّ المحمكة لن تقوم:

a-استكملت كلّ إجراءات إنشائها.

b- وتمويلها.

c- وتعيين القضاة اللبنانيين.

d- والإنتقال إلى الادعاء أسرع ممّا نتوقع.

e- ولذلك فانّ النظام السوريّ سيواصل حربه.. لكن من يبدأ الحرب لا يعرف بالضرورة كيفَ تقف.

10- كانت تعليقات قوى 14 آذار اليوم على تأييد عون لردّ "حزب الله" على إغتيال مغنيّة، جيّدة ودقيقة. والمطلوب موقف تضامنيّ مع المملكة العربيّة السعوديّة، أي "تجيير" الموقف الذي دعت به مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان لصالح تأكيد انّنا والمملكة نواجه معاً حرباً سوريّة – وإيرانيّة – على النظام العربيّ.

 

الأكثرية تخشى صفقة بين دمشق وواشنطن بدايتها اغتيال مغنية

النظام السوري يطوق المبادرة العربية ويوعز إلى حلفائه "إفشال" مهمة موسى

بيروت  -  "السياسة": بلغت الاتهامات المتبادلة بين فريقي الأكثرية والمعارضة نقطة اللارجوع, ما يفرض على أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى, القيام بجهد مضاعف اذا ما أراد للمبادرة العربية النجاح, وبحسب أوساط مطلعة فان الاتصالات التي سيقوم بها موسى لانجاز حل للأزمة اللبنانية, لا يجوز أن تقتصر على القيادات اللبنانية وحدها, بل عليه تكثيف اتصالاته ومشاوراته مع دول عربية واقليمية وحتى دولية ذات صلة بالأزمة اللبنانية, خاصة وأن مهمة المسؤول العربي هذه المرة تأتي في غمرة الاستعدادات السورية لعقد القمة العربية العادية في دمشق أواخر مارس المقبل, ولا يجوز أن تعقد هذه القمة بغياب لبنان, لما سيكون لهذا الغياب من تأثير على نجاحها أو فشلها, سيما وأن بعض الدول العربية المعنية بالأزمة اللبنانية, تربط حضور هذه القمة بالدور السوري المطلوب لتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان, وتأتي في مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية ومصر.

وفي وقت يحاول موسى طمأنة سورية والدول العربية المستعجلة عقد هذه القمة, بعدم الربط بين الأزمة اللبنانية وموعد ومكان انعقاد القمة, أفادت أوساط مطلعة ل¯"السياسة", "أن انعقاد القمة في ظل الأجواء المتأزمة لبنانياً وعربياً, قد يؤدي الى اضعاف الموقف العربي, وتقويض المبادرة العربية تجاه لبنان, الذي بات وضعه مفتوحاً على كافة الاحتمالات, سيما في ظل تصاعد حدة الخطاب السياسي الداخلي, خاصة وأن قيادات لها شأنها في الأكثرية ترى استحالة التعايش مع "حزب شمولي" يقرر ساعة يريد الحرب على اسرائيل, وتعريض لبنان مرة جديدة للدمار والخراب.

مصادر في الأكثرية النيابية أكدت ل¯"السياسة", أن القيادة السورية تستعجل عقد القمة على أرضها, قبل أن يتمكن لبنان من انتخاب رئيس جمهورية, في حال تعذر التوافق على السلة الواحدة التي تطالب بها المعارضة, والذي أعاد العماد عون التذكير بشروطها التي تتلخص ب¯11 وزيراً للمعارضة و10 وزراء للأكثرية و9 وزراء لرئيس الجمهورية, أو من خلال اعتماد المثالثة.

ومن شروط المعارضة التي أصبحت معلومة أيضاً, عدم الموافقة على اسناد رئاسة الحكومة لا للنائب سعد الحريري ولا للرئيس فؤاد السنيورة, وتميل المعارضة الى تأييد الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة, في حال تعذر الموافقة على الرئيس عمر كرامي, أو أي شخصية لا تكون محسوبة على فريق 14 آذار, كما أن المعارضة ترفض الموافقة على اسم النائب السابق تمام سلام, احتجاجاً على مواقفه المؤيدة للنائب سعد الحريري, بالاضافة الى التمسك بالوزارات السيادية كالخارجية, والعدل, والمالية, والعمل, والطاقة.

وعلى هذا الأساس, بدأت وسائل اعلام النظام في سورية, ووسائل اعلام المعارضة, بنعي مبادرة موسى, قبل أن تستأنف في الرابع والعشرين من الجاري. ورأت هذه المصادر, أن أهم ما يسعى اليه النظام السوري هو عودة الفوضى للبنان قبل القمة العربية, لوضع العرب أمام مسؤولياتهم, اما باعادة تكليف سورية حفظ الأمن في لبنان, أو الفوضى تمهيداً لتقسيمه واضطرار دمشق للوقوف الى جانب حلفائها, وهذا ما تؤكده المناوشات الليلية التي تحصل في الأحياء المختلفة منذ مدة, والتي بدأت تتوسع لتشمل مناطق جديدة, ما ينذر بفتنة مذهبية قد تندلع في أي لحظة, ما استدعى استعادة قيادة الجيش زمام المبادرة, والعمل على جمع الأضداد وتحميلهم مسؤولية ما يجري, خشية أن يحصل في لبنان ما حصل في عام 1975, وتسبب باندلاع الحرب الأهلية التي استمرت 15 سنة.

أما "حزب الله", فقد اعتبرت المصادر عينها, أن أهم ما يسعى اليه في هذه الفترة هو اسقاط القرار 1701, وعودة الجنوب ساحة لانطلاقة العمليات العسكرية ضد اسرائيل, مشيرة الى ان المرحلة المقبلة قد تكون مرحلة الاعتداء على القوات المتعددة الجنسيات ومواقع الجيش في الجنوب, لأنه في حال اندلاع الفتنة المذهبية, قد يضطر هذا الجيش الى سحب قواته المتمركزة جنوباً, للمساعدة على تهدئة الوضع في العاصمة وضواحيها.

وأكدت المصادر أن القيادة السورية, مطمئنة لانعقاد القمة العربية في دمشق, حتى في ظل غياب الدولتين الأكثر نفوذاً في المنطقة العربية مصر والسعودية لأسباب تتعلق بالوضع في لبنان, نظرا لاستفادة دمشق من المناخ الشرق أوسطي المستجد حيال استمرار التهديدات الغربية ضد ايران, وفرض عقوبات ضد سورية وتجميد أصول بعض قادة النظام السوري, ولهذا السبب يأتي تحرك بعض الدول الخليجية مثل الكويت ودولة الامارات, على خط معالجة الأزمة وتقريب وجهات النظر بين سورية من جهة وكل من مصر والسعودية من جهة ثانية, خاصة وأن ايران هددت باحراق المنطقة في حال تعرضها لعدوان أميركي-غربي, لأن القواعد الأميركية الموجودة في منطقة الخليج, لن تكون بمنأى عن الهجوم الايراني, ولهذا السبب فان الدول الخليجية معنية بما يجري من حولها, وهي تقوم بحركتها ضمن هذه القاعدة. في سياق متصل, رأت هذه المصادر أن عدم انتخاب رئيس جمهورية, يعني عدم توجيه الدعوة للبنان لحضور القمة العربية, لأن القيادة السورية ترفض توجيه الدعوة الى الرئيس فؤاد السنيورة, وهي لا تمانع من تكليف أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ايجاد الصيغة المناسبة لتأمين البديل, الذي قد يكون الوزير المستقيل فوزي صلوخ, من خلال توجيه الدعوة اليه عبر الجامعة العربية, وعلم أن موسى رفض مفاتحته بهذا الموضوع, لأنه محض لبناني, وليس من حقه أن يقرر عن الحكومة اللبنانية, ما يمكن أن تفعله حيال القمة العربية.

وعلى هذا الأساس, بدأت القيادة السورية بتطويق مبادرة موسى, ونعي مهمته قبل انعقاد الاجتماع الرباعي في الرابع والعشرين من الجاري قبل يومين من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية, وأن التعليمات أعطيت كذلك للمعارضة للهجوم على مبادرة موسى بهدف افشالها, خاصة وأن الأخير يحاول منذ أيام الاتصال بالرئيس نبيه بري ولم يوفق حتى اللحظة, في وقت أوضح فيه مستشاره النائب علي حسن خليل بأنه أنهى والعماد ميشال عون وضع تصور لطبيعة الحوار المقبل مع ممثلي الأكثرية النائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميل, ما يؤكد بأن سورية غير راغبة بتسهيل مهمة موسى, ولا المعارضة على ما يبدو مستعجلة لحل الأزمة بالطريقة التي أشار اليها الجميل وتقضي بانتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية أولاً, وبعدها ينتقل البحث للمواضيع الأخرى, وعلى هذا الأساس بدأت قيادة الأكثرية التلويح بخيار النصف زائداً واحداً.

وأبدت مصادر الأكثرية خشيتها من أن يكون اغتيال عماد مغنية في هذا الوقت, في ضوء التكتم الشديد الذي يحيط ملابسات هذه الجريمة, صفقة في مكان ما, قد يستفيد منها نظام دمشق لاعادة الحوار المنقطع مع الولايات المتحدة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري, علما أن قادة النظام في دمشق يرغبون بفتح حوار مباشر مع الادارة الأميركية, ولا يهم اذا تم ذلك في وقت قريب أي مع ادارة الرئيس الحالي بوش, أو مع الادارة التي ستتولى شؤون الولايات المتحدة الأميركية بعد الانتخابات المقبلة, وعلى هذا الأساس يجري العمل على ابقاء أزمة الرئاسة في لبنان قائمة, حتى معرفة مجريات الرياح الغربية المقبلة على المنطقة.

ويبقى السؤال: هل ينتظر "حزب الله" طوال هذه المدة لمعرفة الجهة التي خططت لاغتيال مغنية, وماذا سيكون مصير التهديدات التي أطلقها نصر الله, وقوله بأن حرب تموز لم تنتهِ, وأن بداية نهاية اسرائيل قد بدأت, فهل تسمح الولايات المتحدة بأن يقوم "حزب الله" وايران بحرب عنوانها ازالة اسرائيل من الوجود, أم أن هذه التهديدات ستبقى ارتداداتها محصورة في الداخل اللبناني, على قاعدة محاربة حلفاء أميركا واسرائيل, قبل التحول الى الجهاد الأكبر?

وفيما لفتت المصادر عينها الى أنه سيكون للأكثرية ستراتيجية مواجهة جديدة, انطلاقاً من اعادة تكليف قواعدها الشعبية من خلال حضورها الحاشد في 14 شباط بمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الحريري, ما يفرض عليها عدم التنازل, اذ يكفيها ما قدمته من تنازلات تسهيلاً لحل الأزمة. الى ذلك, بدأت الأكثرية تشعر أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة جداً, وأن احتمالات عودة مسلسل الاغتيالات لم تسقطه من حساباتها, وأن قدر الشعب اللبناني التواق للحرية والسيادة والاستقلال, أن يصمد أكثر في أخطر مرحلة يمر بها لبنان.

 

يوسف في بيروت تمهيدا لموسى .. وحكومة 14 قيد التداول الجدي

بيروت - "السياسة": وصل مدير مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى, السفير هشام يوسف, الى بيروت امس, لاجراء الاتصالات بالقادة المعنيين في قوى الغالبية والمعارضة, تمهيدا لزيارة موسى وعقد الاجتماع الثالث في المجلس النيابي, الذي يضم الرئيس أمين الجميل ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري, ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون, من أجل استكمال البحث من حيث توقف, في الاجتماع الثاني الذي عقد بينهم مع موسى منذ نحو اسبوعين. وكشف مصدر مطلع لوكالة "المركزية", ان صيغة المثالثة في الحكومة التي تركت ردودا بين طرفي الصراع على السواء, خصوصا لجهة اعتبار قوى الغالبية انها تناقض اتفاق الطائف وتنسفه, قد لا تعود هي الصيغة الفضلى للخروج من الازمة على أساس السلة المتكاملة من التفاهم, مشيرا الى ترجيح البحث في صيغة حكومة اتحاد وطني من اربعة عشر وزيرا, يتقلص فيها شكلا ومضمونا حجم المشكلات والمطالب, خصوصا ان مصادر بري اعتبرت ان هذه الصيغة قد تشكل الحل الأمثل للخروج من المأزق الراهن, على قاعدة التساوي في المقاعد بين الغالبية والمعارضة, خمسة مقاعد لكل طرف, على ان تكون حصة رئيس الجمهورية اربعة وزراء, وبهذه الصيغة تقول مصادر رئيس المجلس لا يكون هناك غالب ومغلوب, ولا يكون هناك معطل او مستأثر, وان انحياز رئيس الجمهورية الى اي طرف لا يؤمن الثلثين زائدا واحدا, ما يعني ان التوافق هو عنوان العمل في الحكومة العتيدة. واعتبر المصدر, ان الامين العام للجامعة سيحصر تشاوره مع ممثلي المعارضة والغالبية في نص المبادرة العربية, خصوصا بالنسبة الى البند المتعلق بالحكومة, ولن يتم البحث في اي امر اشتراطي آخر, كمعرفة مَن سيكون رئيس هذه الحكومة او التعيينات الامنية, معتبرا ان ذلك يتم لاحقا بين القادة اللبنانيين انفسهم, خصوصا أن هناك رأيا لرئيس الجمهورية في الموضوع يفترض اخذه في الاعتبار.

 

السنيورة: الحرب المفتوحة لا تخدم القضايا العربية والاسلامية

بيروت - أ ش أ: أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة, امس, أن تصريحات الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله, حول الحرب المفتوحة مع اسرائيل, لن تخدم القضايا العربية أو الاسلامية, وقال في تصريح لراديو هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي", ان هذه التصريحات يمكن أن تزيد من حدة حالة التشنج التي تمر بها المنطقة, معربا عن اعتقاده بأن نصر الله لم يكن يعني حربا مفتوحة مع اسرائيل. وأضاف السنيورة "للأسف هناك من يركز بحسن نية أو بسوء نية, على كلمة الحرب المفتوحة التي أطلقها نصر الله", كما طالب الدول العربية والمجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهود الاستثنائية, لحل الأزمة اللبنانية في اطار المبادرة العربية. وحول التحذير الذي أطلقته المملكة العربية السعودية لمواطنيها بعدم السفر الى لبنان, اعتبر ان "هذا القرار مجرد تحذير للمواطنين السعوديين, لاتخاذ الحيطة, وليس موقفا سعوديا للانسحاب من البلاد", مؤكدا حرص المملكة على حل الأزمة اللبنانية.

 

وجه نداء إلى القوى المؤثرة لتسهيل تنفيذ المبادرة العربية

الفيصل: المتطرفون أوصلوا لبنان إلى شفير الحرب الأهلية

بوينس يريس - ا ف ب, كونا: وجه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل, في بوينس ايرس, امس, نداء الى "كل الاطراف المؤثرين" ليسهلوا تطبيق المبادرة العربية, بهدف ايجاد حل للأزمة السياسية في لبنان, مؤكدا ان هناك اطرافا خارجية لا تريد استقرار لبنان. وقال الوزير السعودي في افتتاح اجتماع وزراء خارجية الدول العربية ودول اميركا اللاتينية, "اوجه نداء الى جميع الاطراف المؤثرين لتسهيل نجاح المبادرة العربية" في لبنان, واضاف "ان المبادرات السابقة للجامعة العربية, لم تحقق النجاح المرجو بسبب المتطرفين, الذين وضعوا لبنان على شفير الحرب الاهلية". ولفت الى ان جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى, الرامية الى تسوية الأزمة السياسية المتأججة في لبنان, لم تسفر عن أية تنازلات بسبب "قوى خارجية لا ترغب في رؤية الاستقرار في لبنان".

الى ذلك, دعا الفيصل, الى مضاعفة الجهود العربية والدولية من اجل احلال السلام في منطقة الشرق الأوسط, وفقا لقرارات الشرعية الدولية, واكد انه يتعين على العرب بذل كافة المساعي الممكنة, لتحقيق السلام بين طرفي النزاع الاسرائيلي والفلسطيني, ابتداء من مؤتمر مدريد للسلام الى مؤتمر انابوليس.

وفيما يتعلق بالملف العراقي, رأى انه على الرغم من احراز بعض التقدم على الصعيد الأمني, الا انه يتعين بذل المزيد من الجهود, لتحقيق المصالحة الوطنية القائمة على العدالة والمساواة. ودعا وزير الخارجية السعودي, طهران الى الاستجابة بشكل ايجابي لمتطلبات المجتمع الدولي, فيما يتعلق بملف برنامجها النووي, والعمل مع الدول العربية من اجل اخلاء منطقة الشرق الأوسط, من اسلحة الدمار الشامل.من جانبه, قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى, على هامش هذا الاجتماع, ان "لبنان ليس فقط مشكلة داخلية, بل ايضا مشكلة اقليمية خطيرة جدا", معتبرا ان الحل يكمن في "مصالحة توافق عليها الجامعة العربية والعالم", كما شدد على وجوب ان يعمل الرئيس الجديد على "تأمين علاقة صحية ومتوازنة مع سورية".

 

الأكثرية تخشى صفقة بين دمشق وواشنطن بدايتها اغتيال مغنية

النظام السوري يطوق المبادرة العربية ويوعز إلى حلفائه "إفشال" مهمة موسى

بيروت  -  "السياسة": بلغت الاتهامات المتبادلة بين فريقي الأكثرية والمعارضة نقطة اللارجوع, ما يفرض على أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى, القيام بجهد مضاعف اذا ما أراد للمبادرة العربية النجاح, وبحسب أوساط مطلعة فان الاتصالات التي سيقوم بها موسى لانجاز حل للأزمة اللبنانية, لا يجوز أن تقتصر على القيادات اللبنانية وحدها, بل عليه تكثيف اتصالاته ومشاوراته مع دول عربية واقليمية وحتى دولية ذات صلة بالأزمة اللبنانية, خاصة وأن مهمة المسؤول العربي هذه المرة تأتي في غمرة الاستعدادات السورية لعقد القمة العربية العادية في دمشق أواخر مارس المقبل, ولا يجوز أن تعقد هذه القمة بغياب لبنان, لما سيكون لهذا الغياب من تأثير على نجاحها أو فشلها, سيما وأن بعض الدول العربية المعنية بالأزمة اللبنانية, تربط حضور هذه القمة بالدور السوري المطلوب لتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان, وتأتي في مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية ومصر.

وفي وقت يحاول موسى طمأنة سورية والدول العربية المستعجلة عقد هذه القمة, بعدم الربط بين الأزمة اللبنانية وموعد ومكان انعقاد القمة, أفادت أوساط مطلعة ل¯"السياسة", "أن انعقاد القمة في ظل الأجواء المتأزمة لبنانياً وعربياً, قد يؤدي الى اضعاف الموقف العربي, وتقويض المبادرة العربية تجاه لبنان, الذي بات وضعه مفتوحاً على كافة الاحتمالات, سيما في ظل تصاعد حدة الخطاب السياسي الداخلي, خاصة وأن قيادات لها شأنها في الأكثرية ترى استحالة التعايش مع "حزب شمولي" يقرر ساعة يريد الحرب على اسرائيل, وتعريض لبنان مرة جديدة للدمار والخراب.

مصادر في الأكثرية النيابية أكدت ل¯"السياسة", أن القيادة السورية تستعجل عقد القمة على أرضها, قبل أن يتمكن لبنان من انتخاب رئيس جمهورية, في حال تعذر التوافق على السلة الواحدة التي تطالب بها المعارضة, والذي أعاد العماد عون التذكير بشروطها التي تتلخص ب¯11 وزيراً للمعارضة و10 وزراء للأكثرية و9 وزراء لرئيس الجمهورية, أو من خلال اعتماد المثالثة. ومن شروط المعارضة التي أصبحت معلومة أيضاً, عدم الموافقة على اسناد رئاسة الحكومة لا للنائب سعد الحريري ولا للرئيس فؤاد السنيورة, وتميل المعارضة الى تأييد الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة, في حال تعذر الموافقة على الرئيس عمر كرامي, أو أي شخصية لا تكون محسوبة على فريق 14 آذار, كما أن المعارضة ترفض الموافقة على اسم النائب السابق تمام سلام, احتجاجاً على مواقفه المؤيدة للنائب سعد الحريري, بالاضافة الى التمسك بالوزارات السيادية كالخارجية, والعدل, والمالية, والعمل, والطاقة.

وعلى هذا الأساس, بدأت وسائل اعلام النظام في سورية, ووسائل اعلام المعارضة, بنعي مبادرة موسى, قبل أن تستأنف في الرابع والعشرين من الجاري. ورأت هذه المصادر, أن أهم ما يسعى اليه النظام السوري هو عودة الفوضى للبنان قبل القمة العربية, لوضع العرب أمام مسؤولياتهم, اما باعادة تكليف سورية حفظ الأمن في لبنان, أو الفوضى تمهيداً لتقسيمه واضطرار دمشق للوقوف الى جانب حلفائها, وهذا ما تؤكده المناوشات الليلية التي تحصل في الأحياء المختلفة منذ مدة, والتي بدأت تتوسع لتشمل مناطق جديدة, ما ينذر بفتنة مذهبية قد تندلع في أي لحظة, ما استدعى استعادة قيادة الجيش زمام المبادرة, والعمل على جمع الأضداد وتحميلهم مسؤولية ما يجري, خشية أن يحصل في لبنان ما حصل في عام 1975, وتسبب باندلاع الحرب الأهلية التي استمرت 15 سنة.

أما "حزب الله", فقد اعتبرت المصادر عينها, أن أهم ما يسعى اليه في هذه الفترة هو اسقاط القرار 1701, وعودة الجنوب ساحة لانطلاقة العمليات العسكرية ضد اسرائيل, مشيرة الى ان المرحلة المقبلة قد تكون مرحلة الاعتداء على القوات المتعددة الجنسيات ومواقع الجيش في الجنوب, لأنه في حال اندلاع الفتنة المذهبية, قد يضطر هذا الجيش الى سحب قواته المتمركزة جنوباً, للمساعدة على تهدئة الوضع في العاصمة وضواحيها.

وأكدت المصادر أن القيادة السورية, مطمئنة لانعقاد القمة العربية في دمشق, حتى في ظل غياب الدولتين الأكثر نفوذاً في المنطقة العربية مصر والسعودية لأسباب تتعلق بالوضع في لبنان, نظرا لاستفادة دمشق من المناخ الشرق أوسطي المستجد حيال استمرار التهديدات الغربية ضد ايران, وفرض عقوبات ضد سورية وتجميد أصول بعض قادة النظام السوري, ولهذا السبب يأتي تحرك بعض الدول الخليجية مثل الكويت ودولة الامارات, على خط معالجة الأزمة وتقريب وجهات النظر بين سورية من جهة وكل من مصر والسعودية من جهة ثانية, خاصة وأن ايران هددت باحراق المنطقة في حال تعرضها لعدوان أميركي-غربي, لأن القواعد الأميركية الموجودة في منطقة الخليج, لن تكون بمنأى عن الهجوم الايراني, ولهذا السبب فان الدول الخليجية معنية بما يجري من حولها, وهي تقوم بحركتها ضمن هذه القاعدة. في سياق متصل, رأت هذه المصادر أن عدم انتخاب رئيس جمهورية, يعني عدم توجيه الدعوة للبنان لحضور القمة العربية, لأن القيادة السورية ترفض توجيه الدعوة الى الرئيس فؤاد السنيورة, وهي لا تمانع من تكليف أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ايجاد الصيغة المناسبة لتأمين البديل, الذي قد يكون الوزير المستقيل فوزي صلوخ, من خلال توجيه الدعوة اليه عبر الجامعة العربية, وعلم أن موسى رفض مفاتحته بهذا الموضوع, لأنه محض لبناني, وليس من حقه أن يقرر عن الحكومة اللبنانية, ما يمكن أن تفعله حيال القمة العربية.

وعلى هذا الأساس, بدأت القيادة السورية بتطويق مبادرة موسى, ونعي مهمته قبل انعقاد الاجتماع الرباعي في الرابع والعشرين من الجاري قبل يومين من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية, وأن التعليمات أعطيت كذلك للمعارضة للهجوم على مبادرة موسى بهدف افشالها, خاصة وأن الأخير يحاول منذ أيام الاتصال بالرئيس نبيه بري ولم يوفق حتى اللحظة, في وقت أوضح فيه مستشاره النائب علي حسن خليل بأنه أنهى والعماد ميشال عون وضع تصور لطبيعة الحوار المقبل مع ممثلي الأكثرية النائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميل, ما يؤكد بأن سورية غير راغبة بتسهيل مهمة موسى, ولا المعارضة على ما يبدو مستعجلة لحل الأزمة بالطريقة التي أشار اليها الجميل وتقضي بانتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية أولاً, وبعدها ينتقل البحث للمواضيع الأخرى, وعلى هذا الأساس بدأت قيادة الأكثرية التلويح بخيار النصف زائداً واحداً.

وأبدت مصادر الأكثرية خشيتها من أن يكون اغتيال عماد مغنية في هذا الوقت, في ضوء التكتم الشديد الذي يحيط ملابسات هذه الجريمة, صفقة في مكان ما, قد يستفيد منها نظام دمشق لاعادة الحوار المنقطع مع الولايات المتحدة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري, علما أن قادة النظام في دمشق يرغبون بفتح حوار مباشر مع الادارة الأميركية, ولا يهم اذا تم ذلك في وقت قريب أي مع ادارة الرئيس الحالي بوش, أو مع الادارة التي ستتولى شؤون الولايات المتحدة الأميركية بعد الانتخابات المقبلة, وعلى هذا الأساس يجري العمل على ابقاء أزمة الرئاسة في لبنان قائمة, حتى معرفة مجريات الرياح الغربية المقبلة على المنطقة.

ويبقى السؤال: هل ينتظر "حزب الله" طوال هذه المدة لمعرفة الجهة التي خططت لاغتيال مغنية, وماذا سيكون مصير التهديدات التي أطلقها نصر الله, وقوله بأن حرب تموز لم تنتهِ, وأن بداية نهاية اسرائيل قد بدأت, فهل تسمح الولايات المتحدة بأن يقوم "حزب الله" وايران بحرب عنوانها ازالة اسرائيل من الوجود, أم أن هذه التهديدات ستبقى ارتداداتها محصورة في الداخل اللبناني, على قاعدة محاربة حلفاء أميركا واسرائيل, قبل التحول الى الجهاد الأكبر? وفيما لفتت المصادر عينها الى أنه سيكون للأكثرية ستراتيجية مواجهة جديدة, انطلاقاً من اعادة تكليف قواعدها الشعبية من خلال حضورها الحاشد في 14 شباط بمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الحريري, ما يفرض عليها عدم التنازل, اذ يكفيها ما قدمته من تنازلات تسهيلاً لحل الأزمة. الى ذلك, بدأت الأكثرية تشعر أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة جداً, وأن احتمالات عودة مسلسل الاغتيالات لم تسقطه من حساباتها, وأن قدر الشعب اللبناني التواق للحرية والسيادة والاستقلال, أن يصمد أكثر في أخطر مرحلة يمر بها لبنان.

 

أكد تمسك طهران ببرنامجها النووي

أحمدي نجاد: الكيان الصهيوني »جرثومة قذرة وحيوان متوحش«

طهران - د ب أ, أ ف ب: شن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد, أمس, هجوما جديدا على اسرائيل, واصفا اياها بانها »جرثومة قذرة«, و»حيوان متوحش«, وجدد التأكيد ان ايران لن تتخلى عن برنامجها النووي. وقال أحمدي نجاد خلال تجمع في مدينة بندر عباس في كلمة بثها التلفزيون الرسمي ان »قوى العالم انشأت جرثومة قذرة سوداء تدعى الكيان الصهيوني, واطلقت لها العنان كحيوان متوحش على دول المنطقة«, متهما القوى العظمى كذلك بتسليح اسرائيل ببلايين الدولارات بهدف انشاء »فزاعة« تهدف الى تخويف دول المنطقة والهيمنة عليها.

وقال الرئيس الايراني »انهم يغتالون رجالا اطهارا واتقياء ويحتفلون بعدها بفعلتهم كما حصل مع ابن لبنان, هذا الذي قاوم عدوان الصهاينة الوحشي وكسر شوكتهم«. في اشارة الى اغتيال عماد مغنية, احد ابرز قادة »حزب الله« العسكريين في دمشق, والذي اعتبرته طهران »شهيدا كبيرا« اغتالته اسرائيل, التي نفت بدورها ضلوعها في قتله, لكنها رحبت بالعملية. من جهة اخرى, جدد احمدي نجاد في خطابه التأكيد ان ايران لن تتخلى عن برنامجها النووي, بقوله: »على قوى العالم ان تدرك ان الامة الايرانية تعتبر الطاقة النووية حقها الثابت ولن تقبل باي املاءات او اي احكام اضافية ظالمة«, مضيفا »حتى النهاية, سيظل شعار الشعب هو نفسه: الطاقة النووية هي حقنا المطلقة. وتابع مخاطبا القوى الكبرى «اذا بدأتم لعبة جديدة (...) فستواجهون هذا الشعب نفسه», كما اكد ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "جاءوا واطلعوا على انشطتنا واعدوا تقريرا واعلنوا ان كل انشطتنا قانونية ومطابقة للقواعد ولا تنطوي على اي انحراف نحو غرض عسكري".

وجاء هذا الخطاب قبل يومين من اصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية أحدث تقرير لها عن برامج ايران النووية. من ناحية ثانية, ذكرت صحيفة "كردستاني نوي" أمس, أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد سوف يزور اقليم كردستان خلال زيارته المرتقبة الى العراق, في اول مارس المقبل. ونقلت الصحيفة الصادرة عن مكتب الاعلام المركزي ل¯ "الاتحاد الوطني الكردستاني", عن مصدر مطلع لم تذكر اسمه "ان الرئيس الايراني سوف يجري اجتماعات عدة مع القيادة الكردستانية", واعتبرت الصحيفة زيارة أحمدي نجاد "خطوة مهمة وتاريخية للعلاقات الايرانية مع حكومة اقليم كردستان" ووصفتها ب¯ "الخطوة الديبلوماسية الأولى من نوعها.

من جانبه, اعلن كبير المفاوضين سابقا في الملف النووي الايراني علي لاريجاني, ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لديها ما يكفي المعلومات حول البرنامج النووي الايراني.وانتقد لاريجاني ايضا في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" امس, الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي, والمانيا, متهما اياها بتحضير قرار ثالث ضد ايران قبل ان يقدم مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريره الحاسم المرتقب قبل نهاية الشهر الحالي.

وقال لاريجاني الذي استقال من منصبه في اكتوبر الماضي "ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المهمة بالنسبة الينا, لقد انتهى بنا الامر بالرد على كل اسئلتها".

 

صراعات على القمة ولبنان في الهاوية

رفيق خوري

العرب يحتاجون الى التضامن أكثر من أي وقت مضى. فالتحديات أمامهم هائلة. وهي لم تعد محصورة في الصراع العربي - الاسرائيلي بمقدار ما اتسعت أفقياً وتعمّقت عمودياً. من المأزق الخطير في لبنان الى الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني والانفصال بين غزة والضفة الغربية. ومن (ثنائية) الرهان على الدور الأميركي والخوف من السياسات الأميركية الى التبدّل الجغرافي - السياسي الذي أحدثه الاحتلال الأميركي للعراق. من مواجهة التيارات الأصولية الى مخاطر اللعب بالانقسام المذهبي. ومن انحسار الدور العربي في المنطقة الى (الخلل في النظام العربي) وغياب (السياسة العربية الاقليمية) والحاجة الى ترتيب العلاقات العربية - الايرانية عبر (الأمن الاقليمي) حيث (ايران ليست وحدها لتقرر السياسات الاقليمية، ونحن لسنا وحدنا)، كما قال الأمين العام للجامعة عمرو موسى في حديث نشرته صحيفة (الشرق الأوسط). لكن السؤال هو: هل نحن على الطريق الى قمة التضامن العربي في آذار أم الى قمة الانقسام والمواجهة وبلورة المحاور العربية? وهل تنطبق على قمة دمشق القاعدة العامة للقمم، وهي إجراء المصالحات وتسوية الخلافات داخل القمة أم تكون المصالحات والتسويات شرطاً لحضور القمة على مستوى الملوك والرؤساء? الظاهر، حتى إشعار آخر، ان هناك خمس دول مؤثرة تشترط تسوية الأزمة في لبنان لكي يحضر قادتها القمة. وحجر الأساس في التسوية هو انتخاب رئيس للجمهورية يمثل لبنان في القمة. فما يطلبه القادة العرب من سوريا هو تسهيل انتخاب الرئيس، في حين تقول دمشق ان العرقلة من واشنطن. وهو ايضاً ما تطلبه اوروبا وتضعه شرطاً للانفتاح على سوريا وتنفيذ اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي. ولا شيء يوحي، حتى الآن، ان المبادرة العربية لها حظ في النجاح، وان كانت اللعبة الوحيدة في المدينة. وما أكثر الإشارات التي توحي ان الانقسام العربي يتعمّق ومعه الانقسام اللبناني، وسط اندفاع الصراع الاقليمي والدولي نحو مرحلة بالغة الخطورة. فضلاً عن أن موقع الوطن الصغير في القمة، ولو صار له رئيس، يبدو خارج السقف العربي الذي حددته قمة بيروت وجدّدته قمة الرياض. فالعرب جميعاً يقفون تحت سقف السلام مع اسرائيل مقابل الانسحاب من الأرض المحتلة عام 1967، على أساس ان السلام (خيار استراتيجي). ولبنان وحده مطلوب منه ان يكون ساحة حرب، لا فقط لتحرير مزارع شبعا بل ايضاً لما توقعه قائد الحرس الثوري الايراني، وهو (تدمير الوجود السرطاني في المستقبل القريب لاسرائيل على يد مقاتلي حزب الله الأقوياء والأكفياء).

  وليس هذا التناقض سوى واحد من الوجوه التي تجعل الجمهورية والرئاسة على الهامش.

 

بعد مرحلة (الفراغ) هل بدأت مرحلة (التفريغ)

الهام فريحه

ماذا يعني أن تُحذِّر المملكة العربية السعودية مواطنيها من المجيء إلى لبنان، وأن تطلب من السعوديين الموجودين في لبنان بالتزام جانب الحيطة والحذر

وماذا يعني أن تُقفِل السفارة الفرنسية المركز الثقافي الفرنسي في صيدا وماذا يعني أن تُحذِّر السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بالتزام الحذر

ليست مصادفة أن تتزامن هذه التحذيرات مع تطورين: الأوَّل اغتيال عماد مغنية والثاني الاضطرابات المتنقِّلة في بيروت، فبالنسبة إلى التطور الأوَّل يأتي الإغتيال في لحظة خلافات عربية - عربية مستحكمة، وتحديداً خلاف سعودي - سوري حول الكثير من القضايا والملفات ليس آخرها قضية الإنتخابات الرئاسية في لبنان، وتعرف المملكة أكثر من غيرها أن الإتهامات تذهب في أكثر من اتجاه، وهي التقطت (اشارات اعلامية) سواء في بعض الصحف العربية وفي بعض مواقع الانترنت التابعة للأنظمة، تُكثِّف كتابات مغرضة في حقِّها، فهمت الرسائل وقررت أن لا يدفع مواطنوها الثمن، هذا عدا عن تقارير يمكن أن تكون قد وردت إليها وتتحدث عن استهدافات يمكن أن تطاولها. وما ينطبق على المملكة بالنسبة إلى لبنان يمكن أن ينطبق على واشنطن وباريس ولا سيما العاصمة الأولى خصوصاً بعد التهديدات التي طاولتها علناً وكذلك الإتهامات. هذا الوضع يضع لبنان في دائرة حرجة في لحظة تاريخية مفصلية، فهذا البلد يمر في أقسى أزمة في تاريخه المعاصر، والفراغ الواقع فيه يمكن أن يؤدي في لحظة معيَّنة إلى مضاعفات سلبية جداً، فماذا لو نفَّذ حزب الله تهديداته أين يمكن أن يُنفِّذها ما هي انعكاساتها على الداخل اللبناني. إن أي ردٍّ من حزب الله، وهو متوقَّع، سيستدعي من دون شك رداً اسرائيلياً، وعليه ماذا ستكون عليه مضاعفات هذه الحرب المفتوحة وهل تكر سبحة تحذيرات العواصم لرعاياها في لبنان وهل يتم (تفريغ) لبنان من الأجانب في عهد )الفراغ) إنها أسئلة مقلِقة، ولكنها مبرَّرة، والأكثر قلقاً في هذا المجال أن يكون ما يشهده لبنان مخططاً له عن سابق تصور وتصميم للوصول به الى هذا الوضع من (الفراغ والتفريغ)، عندها ليس باليد حيلة، ويصير أقصى ما يمكن فعله هو الحد من الخسائر لا توقُّع الإنجازات والمخارج والحلول.

 

مرور الزمن على السيادييّن والإصلاحييّن

الأب فادي فاضل     

النهار/ان حَلِمنا بلبنان جديد نبنيه على مستوى تطلعاتنا وآمالنا وتوقّعاتنا نضع أنفسنا في حقل ألغام، الا وهو كيفية إعادة تأهيل هذه المساحة الوطنية المشتركة وذات الهوية الخاصة.

في هذا الصّدد، يغلب على الخطابات السياسيّة السياديّة أو الاصلاحيّة فكرة إعادة بناء دولة قانونٍ قويّة وصارمة، لا بل "مستبدّة". بيد أنّه يغيب عن بالنا، عن قصدٍ أو عن غفلة، أنّ تركيبة الدولة-الأمّة في القرن الحادي والعشرين لم تعد تشبه تركيبتها في القرن الماضي، أو ما سبقه. نحن اذاً أمام دولة تتبدّل باستمرار أكان على صعيد عناصرها التأسيسيّة أم على مستوى أبعادها المتعلّقة بهويّتها الخاصّة. من هنا يأتي تعدّد المميزات التّي توصف بها الدولة حاليًّا: "زاخرة"، "أكل عليها الدهر وشرب"، "متواضعة"، "المتعدّدة"، "المتنافسة"، "المستضعفة"، "الهشة" أو حتّى "المبتذلة".

أولاً، نلاحظ انّ اختبار التعارض منذ زمنٍ بعيد بين "العامّ" و"الخاصّ" أدّى الى خضوع كلٍّ من المحيطين لأنظمة قيمٍ ولأجهزةٍ معياريّة مختلفة. الاّ أنّ هذه التأكيدات تسودها التسويات بفعل تشويش الحدود وتقليل الاشارات المميّزة التي طبعت خصوصيّة العامّ. فبالنسبة لجاك شوفالييه، ان رمزية الكيان للدولة باتت على المحك.

والجدير ذكره أنّ التعارض المتعارف عليه في الدرجة الأولى بين المصلحة العامّة والفائدة الخاصّة يميل الى الاختفاء. ففي اطار الليبراليّة السياسيّة وفي سياق الدول الليبراليّة، لم تعد المصلحة العامّة تعتبر نتاجًا لجيلٍ عفويّ: فإننا نجد المصالح الخاصّة للأفراد والمجموعات أساساً لتشكيل المصلحة العامة. لذا، لم يعد من فارقٍ جذريّ بين المصلحة العامّة والمصالح الخاصّة.

في ضوء هذا التطور، تؤدّي المعادلة الجديدة للمصلحة العامّة الى علاقاتٍ وثيقة مع مجموعاتٍ تربطها المصالح الاجتماعيّة: انّها عملية تفاعل بين المصالح الخاصّة كافّةً التّي من خلالها تنبثق المصلحة العامّة، دون أن يغيب عن بالنا أنّ علاقات توافق وتبادل تنزع إلى أن تقوم باستمرار بين العامّ والخاصّ.

من ناحية ثانية، ووسط هذا التطوّر الانطولوجيّ للمصالح، لا يسعنا سوى القول انّ "إدارة الشأن العام" (Gestion publique) الموضوعة في خدمة المصلحة العامّة، والتّي لم يكن بوسعنا تقويمها وفقاً لفاعليتها، باتت خاضعة للنهج التقويمي الحديث، بحيث أنّ الدولة ملزمة، على غرار الشركات الخاصّة، بتحسينٍ مستمرّ لمهاراتها وبخفض الكلفة، وبالتالي الدين العام. لا مجال للمرافق العامّة الادّعاء أنّها لا تخضع للحركة التي تحض الشركات والمؤسسات الخاصة على زيادة مردودها وانتاجها. تمّ تعزيز هذا الضغط بالانتقال الى الاقتصاد المفتوح، فيزول عندئذٍ الخطّ الفاصل الذي رُسم سابقاً بين العامّ والخاصّ. بما أنّه يمكن نقل نماذج التنظيم والتخطيط والادارة، فعلى الدولة نسخ طرقها وفقاً لطرق قطاعٍ خاصّ ملزم، بحكم ضغط المنافسة، أن يتجدد باستمرار.

ثالثًا، لا بد من التذكير ان كيانات قانونيّة دوليّة تطوّرت خلال السنين الأخيرة على هامش الكيان "العاديّ" ألا وهو الدولة، والتي "تنافسه" ان كان على الصعيد الدوليّ أو وفقاً للسلّم المحليّ - عبر تأثيرات العلاقات الدوليّة على الشؤون الداخلية. يتعلّق الأمر بالمنظّمات الدوليّة التي نشأت وفقاً لاتّفاقات ما بين الدول وشكّلت نظاماً دوليّاً سيطرت عليه الدول السياديّة. بيد أنّ هذه المنظّمات، على غرار منظّمة الأمم المتّحدة والاتّحاد الأوروبيّ وحلف شمال الأطلسي الخ... التي تندرج ضمن نظامٍ أوسع عرفت ديناميّة تطوّر تحملها الى استقلاليّةٍ متنامية: لا تحكمها تراكيب ولا تحرّكها عناصر وُضعت للدفاع عن مصالحها المشتركة فحسب، بل انّ منطق التفاعل الذي ينمو في كنفها أدّى الى تأثيرات نوعية.

وفقاً لما يعلنه م. س. سموتس، تميل هذه المنظّمات، بالفعل، الى مأسسة ذاتها (اضفاء طابع المؤسّسة عليها) بتطويرها استراتيجيّاتٍ خاصّة بها. بمعنىً آخر، تظهر هذه المنظّمات كمصادر تابعة لنظامٍ عابر الحدود (Transnational) يسود الدول. انطلاقاً من المستوى الاقتصاديّ، حيث تحيط منظّمة التجارة العالميّة بالتبادلات الدوليّة ضمن إطار نظامها الخاص، ومنظّمات بروتون وودز التّي تصبّ ودائعها الماليّة في برامج اصلاح صعبة، ومروراً بالنطاق السياسيّ الذي من خلاله وجدت منظّمة الأمم المتّحدة نفسها توكَل مسؤوليّاتٍ واسعة على صعيد حفظ السلام واعادة نشره، لا بل فرضه، نشهد ترسيخاً مستمرّاً لوضعيّة هذا الكيان الجديد المنافس. بيد أنّ هذا الترسيخ يعبّر عن ظهور ميلٍ تناقصيّ لسيادة الدول.

حرصاً على الدقّة والاختصار، تناولنا هذه الأمثلة الثلاثة (المصلحة العامّة/المصالح الخاصّة، ادارة عامّة حديثة والمنظّمات الدولية) لتسليط الضوء على أنّ نطاق بناء دولة سيّدة أو اصلاحية يتوجّب أن يأخذ في الاعتبار التطوّرات الضروريّة والتي لا مناصّ منها لأفضل نموذج دولةٍ حديثة. الاّ أنّ هناك أمثلة أخرى توضح أيضًا الحدود المفروضة أو التي تقوم الدول بفرضها على نفسها من أجل اندماج أفضل وانتاجٍ متنام على الصعيدين الوطنيّ والدوليّ، كالاتّحادات الاقليميّة والعدالة الدوليّة الخ...

انّ وضع هويّة الدولة لا يخلو بالطبع من تأثيرات على صعيد المنطق الديموقراطيّ بما أنّ الدولة هي الغلاف الجامع للعلاقة السياسيّة. بمعنىً آخر، لتطوّر هويّة الدولة آثار وعواقب على تطوّر الهويّة الوطنيّة في مجتمعٍ معيّن.

بما أنّ تركيبة المجتمع اللّبنانيّ المتعدّد شديدة التعقيد، فمن غير الجادّ البدء بتطوير العناصر التأسيسيّة "المتبقيّة" من هذه الهويّة اللّبنانيّة. مع ذلك، وبين تعدّدية العناصر وميزات الهويّة اللّبنانيّة التي تجعلها صعبة التحديد (المجتمعيّة، الطائفية، المذهبيّة، القبليّة، المناطقية، الزبائنيّة، الشرقيّة، الغربيّة، العربيّة، الساميّة الخ)، نستخرج خاصيّة ترافق اعادة تأهيل الدولة الحديثة ألا وهي "القدرة على التسوية".

في سياق هذا "التزاوج المختلط" للمجتمع اللّبنانيّ، تعجز ادارة الخلافات والتشنّجات الخفيّة عن التوصّل الى حلول ومقرّرات موقّتة أو على المدى البعيد الاّ اذا اعتمدت الحوار الذي يوصل "إلى التسوية". لا يسعنا أن نلحق بهذا التطوّر الخاص بالهويات الوطنية وبالنطاقين العامّ والخاصّ والمحافظة على تعدّدية لبنان الاّ بهذه الطريقة وحدها. هكذا فقط نتشجّع للمضي قدماً بغية نهضة لبنان. 

(دكتور في القانون العامّ  وأمين عام الجامعة الأنطونيّة)