المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم الإثنين 13 كانون الثاني 2008

إنجيل القدّيس لوقا .48-42:12
فقالَ الرَبّ: « مَن تُراهُ الوَكيلَ الأَمينَ العاقِلَ الَّذي يُقيمُه سَيِّدُه على خَدَمِه لِيُعطِيَهم وَجبَتَهُم مِنَ الطَّعامِ في وَقْتِها؟ وبى لِذلِكَ الخادِمِ الَّذي إِذا جاءَ سَيِّدُه وَجَدَه مُنصَرِفاً إِلى عَمَلِه هذا. الحَقَّ أَقولُ لَكُم إِنَّهُ يُقيمُه على جَميعِ أَموالِه. ولكِن إذا قالَ ذَلِكَ الخادِمُ في قَلْبِه: إِنَّ سَيِّدي يُبطِئُ في مَجيئِه، وأَخَذَ يَضرِبُ الخَدَمَ والخادِمات، ويأَكُلُ ويَشرَبُ ويَسكَر، فيَأتي سَيِّدُ ذلِكَ الخادِمِ في يومٍ لا يَتَوقَّعُه وساعَةٍ لا يَعلَمُها، فيَفصِلُه وَيَجزيه جَزاءَ الكافِرين. « فذاكَ الخادِمُ الَّذي عَلِمَ مَشيئَةَ سَيِّدِه وما أَعَدَّ شَيئاً، ولا عَمِلَ بِمَشيَئةِ سَيِّدِه، يُضرَبُ ضَرباً كَثيراً. وأَمَّا الَّذي لم يَعلَمْها، وعَمِلَ ما يَستَوجِبُ بِه الضَّرْب، فيُضرَبُ ضَرْباً قليلاً. ومَن أُعطِيَ كثيراً يُطلَبُ مِنهُ الكَثير، ومَن أُودِعَ كثيراَ يُطالَبُ بِأَكثَرَ مِنه 

سورية لم تعط الضوء الأخضر الى حلفائها لإنهاء الأزمة
موسى يسعى إلى "نزع الألغام" الإقليمية قبل عودته إلى بيروت

بيروت - »السياسة«: بانتظار عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت بعد غد الاربعاء, لمعاودة مساعيه الهادفة الى تطبيق بنود "خطة العمل العربية", انشغلت القوى السياسية في الموالاة والمعارضة, بتقويم نتائج الجولة الاولى من لقاءات المسؤول العربي في لبنان, وسط حديث عن امكانية العودة الى طاولة الحوار مجددا, بهدف تقريب المسافات بين فريقي 8 و14 آذار, والتوصل الى قراءة مشتركة, بشأن تفسير بنود الخطة العربية, وبما يساعد على السير قدما في تنفيذها, بعدما يكون موسى قد مهد لذلك عبر ازالة العوائق الاقليمية, التي لا تزال تحول دون ترجمة المشروع العربي الى حل على ارض الواقع, خاصة وان هناك من يشير بأصابع الاتهام الى دمشق, على انها لم تعط لغاية الآن, "الضوء الاخضر" لحلفائها في لبنان للموافقة على الخطة العربية, وهذا ما لمسه موسى خلال مباحثاته مع قادة المعارضة, الذين تجاهلوا دعوته الى انتخاب رئيس للجمهورية اولا, ومن ثم البحث في الملف الحكومي, مصرين على "الاتفاق السياسي" و"السلة الواحدة" قبل البحث بأي امر آخر.
وأكد موسى, في القاهرة, امس, أنه "متمسك بالأمل في إيجاد حل للأزمة اللبنانية", مشيرا الى ان "الوصول إلى إتفاق, أمر صعب, ولكنه ليس مستحيلا". وأوضح أن زيارته الأخيرة كانت تحضيرية, وان الزيارة الثانية, يجب أن تتضمن "خطوة إلى الإمام".
وفي حين نبه, أن "لبنان نفسه هو الذي يتعرض لتهديد, وليس المعارضة, ولا الأكثرية", أبدى الامين العام ارتياحا, لعدم وجود تراشق إعلامي بين الأطراف اللبنانية, خلال الفترة الماضية.
وكان موسى الذي اكد وجود حالة "انعدام ثقة" كبيرة بين القيادات اللبنانية, لفت الى ان بلورة رؤية للحل في لبنان, تتطلب اكثر من زيارة لتقريب وجهات النظر "المتباعدة" بين الفريقين.
في سياق متصل, نفى عضو قوى 14 آذار النائب السابق غطاس خوري, ان تكون المبادرة العربية قد انتهت, مؤكدا ان هذه المبادرة تمر في مرحلة "نزع الالغام" الاقليمية والمحلية, حيث اعتبر ان تذليل العقبات الاقليمية, والتي هي اكبر من العقبات الداخلية, "ضروري" قبل الشروع بانتخاب العماد ميشال سليمان.
واكد خوري, ان الامين العام للجامعة العربية, يحضر لاعادة احياء طاولة الحوار بين اللبنانيين, لافتا الى انه في حال فشل المبادرة العربية, فإنه سوف يكون هناك اعلان واضح وصريح عن الاسباب التي ادت الى تعطيلها.
واشار الى ان اعتراض النائب سعد الحريري, على عقد لقاء ثنائي مع العماد ميشال عون, سببه ان هناك محاولة لتصوير الامر وكأن ثمة خلافا لبنانيا-لبنانيا يعرقل الحل, في حين ان العرقلة هي بالحقيقة "اقليمية", وبدأت قبل ان يصل موسى الى بيروت.
الى ذلك, نقلت وكالة "سانا" السورية, عن مصدر في وزارة الخارجية, ان دمشق تنتظر ان يواصل الامين العام جهوده في بيروت, وان يستأنفها في اقرب وقت ممكن. واوضح المصدر, ان "الخطة العربية المتكاملة, واضحة في تبنيها موقف لا غالب ولا مغلوب, الامر الذي يضع لبنان على طريق العافية والاستقرار, لأنه سيكون وحده هو الغالب".
على صعيد المواقف, وفيما حمل النائب هادي حبيش المعارضة مسؤولية عدم حصول تقدم نحو حل الازمة, مشيرا الى ان الاكثرية تقبل بصيغة (10+10+11) اذا قبل العرب بذلك, حذر عضو "كتلة المستقبل" النائب احمد فتوح, من ان سلبية المعارضة تجاه المبادرة العربية, "يمكن ان تؤدي بالبلاد الى منزلقات خطرة جدا قد لا يعرف لها قرار", داعيا الى عدم تضييع فرصة الاحتضان العربي للقضية اللبنانية, والى عدم اللعب بمصير الوطن واستقلاله, خدمة للمشروع الاقليمي, ولفت الى ان المحكمة الدولية هي "سبب العرقلة".
في المقلب الآخر, رأى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد, انه ليس هناك من باب للخروج من الازمة الراهنة, الا بمشاركة المعارضة بالقرار السياسي, مشيرا الى ان كل ماعدا ذلك, "محاولات في غيرمحلها", وان اي مبادرة لا تنطلق من حفظ حق المعارضة في المشاركة بالسلطة "لن تجد لها طريقا للنجاح", مضيفا "المعارضة ملتزمة بموقف ثابت لن تحيد عنه, وليعطل بوش كل ماشاء من مبادرات, الا انه سيخضع في النهاية لثباتنا, هو وادواته".
من جانبه, اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله", نواف الموسوي, ان "الاميركي يقف وراء تعطيل المبادرات, وان ما يطرح اليوم من استئثار وهيمنة, سيؤدي الى زوال لبنان, لأن الاكثرية تريد ان تهيمن على البلاد, وهذا ما لن نسمح به".

من "العريضة" إلى آخر نقطة في سهل عكار و70 معبرا غير شرعي
ضبط الحدود اللبنانية . السورية يدخل مرحلة التنفيذ: أبراج مراقبة و700 رجل أمن ونقاط تفتيش ثابتة

بيروت ¯ كارلا خطار: السياسة
مع نهاية العام ,2007 تمكنت دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي اللبناني وفرع المعلومات في عكار من إلقاء القبض على شخصين كانا يحاولان عبور الحدود اللبنانية ¯ السورية براً من التابعتين النيجيرية والأثيوبية. وأشارت التحقيقات الى أنهما كانا يعيشان في لبنان منذ فترة غير قصيرة. كما تمكنت الدورية من إلقاء القبض على لبناني كان يحاول تسهيل وتأمين عملية انتقالهما.
الحدود اللبنانية ¯ السورية في الحال التي هي عليها تسمح لأي متسلل أن يهرب ليس فقط متفجرات وأسلحة خفيفة وذخيرة بل أسلحة ثقيلة مفككة كالصواريخ في شاحنات وعربات المسافرين. لكن المجتمع الدولي قرر ان يضع نهاية لما يحدث. فبعد تأجيل متكرر ومواعيد عدة, انطلقت الاسبوع الماضي, المرحلة الأولى من خطة الانتشار على الحدود اللبنانية ¯ السورية بدءا من »العريضة« وصولاً حتى جبل أكروم في آخر نقطة في سهل عكار, عند الحدود البرية مع سورية بطول نحو مئة كيلومتر. وبعد توصيات لجنة تقصي الحقائق عند الحدود اللبنانية السورية والتي أوصت بضرورة ايجاد غرفة عمليات مشتركة ومراقبة حازمة وخاصة عند الحدود الشرعية. كذلك ستقام ابراج مراقبة ونقاط ثابتة في أكثر من منطقة, مع استحداث وابتكار برامج تنمية لهذه القرى تحد من اعتمادها على موارد عمليات التهريب.
هذه الخطة ممولة من دول أوروبية عدة ومن الولايات المتحدة. ومن هذه الدول المانيا وكندا وهولندا وايطاليا وفرنسا والدانمارك. وتبلغ القيمة الأولية للخطة في الشمال نحو مليون يورو. وهي تقضي بانتشار نحو 700 عنصر في المرحلة الأولية, من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأخرى عند الحدود واقامة غرفة عمليات مع الجمارك والأمن العام وقوى الأمن الداخلي. وتقتضي الخطة أيضاً باعادة تأهيل وتجهيز معابر العريضة والعبودية والبقيعة في وادي خالد بتجهيزات الكترونية وشاشات للمراقبة, وتدعيم وتدريب الجهاز العامل فيها. كما تقضي بتسيير دوريات وتحديد نقاط لمراقبة نحو سبعين معبراً غير شرعي في هذه المناطق ابتداءً من العريضة وصولاً إلى جبل أكروم, وهي محددة. وتفعيل المراقبة الالكترونية وبمشاركة المروحيات وسواها من الوسائل لإحكام السيطرة على المعابر البرية والبحرية وضبطها بصورة دقيقة, بغية منع أعمال التهريب على أنواعها, والتسلل غير المشروع على طرفي الحدود بمختلف أشكاله وأهدافه.
كل هذه التطورات اتت نتيجة فحص نظام المراقبة اللبناني على امتداد الحدود اللبنانية السورية التي يبلغ طولها 320 كيلو مترا, فبرزت تحت الاضواء أخبار وتقارير وصور تشير كلها الى عمليات ضبط وتوقيف شاحنات أسلحة أمام عدسات الكاميرات وعيون اللبنانيين تنتقل الأسلحة من سورية الى لبنان.
الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون اكد وجود أدلة تظهر شاحنات تعبر الحدود السورية اللبنانية محملة بالأسلحة, وهو شاهد صورا لعمليات نقل الأسلحة من شاحنات الى أخرى, كما شاهد صورا لشاحنات تفرغ أسلحة.
وفي ظل اقتناع لبناني وعربي عام بأن الحدود مع سورية تشكل المصدر الرئيسي لتدفق السلاح والمسلحين الى لبنان, تصر سورية على النفي لا بل تذهب بعيداً لتهدد على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم بقطع العلاقات بين الدولتين وإقفال الحدود في حال تم نشر قوات دولية أو إرسال مراقبين لأن نشرها بالنسبة للسوريين يشكل استفزازا وتحديا.  مجلس الأمن من جهته أرسل بعثة لتقييم الوضع على الحدود وقدمت البعثة مجموعة مقترحات من شأنها تعزيز قدرات لبنان على ضبط حدوده لكن هذا غير كاف لأن سورية بدورها مطالبة بضبط حدودها. وقال وزير الثقافة اللبناني طارق متري على ان الحديث لايزال حتى الآن "مقتصرا على مساعدة لبنان على تعزيز قدراته لضبط حدوده ومطالبة سورية بالقيام بدورها من خلال ضبط حدودها أيضا, حيث يذكر مجلس الأمن في بيانه الرئاسي الجديد سورية بواجبها في ضبط الحدود".
واستكمالا لقرار مجلس الامن 1559 عن استمرار احتلال سورية ل¯180 ميلا مربعا من الاراضي اللبنانية, أي ما نسبته 4.5 في المئة من مساحة لبنان, أثار تقرير "اللجنة الدولية اللبنانية" موجة مطالبة لبنانية بضرورة ترسيم الحدود بين البلدين. التي تشهد تجاذبات تؤدي الى اقفالها من الجانب السوري كلما توترت العلاقات بين البلدين, ليس فقط اثر اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان وانما منذ عقود.
وكانت مسألة ترسيم الحدود طرحت على طاولة الحوار التي جمعت الاقطاب السياسيين في لبنان ونالت موافقة المتحاورين بالاجماع في حينه. الا ان اطلاق النار على مساح "طبوغرافي" حاول الاقتراب من الحدود السورية في مطلع العام الماضي كان رسالة سورية واضحة ردا على عملية ترسيم الحدود.
ومهما اختلفت الآراء وتعددت يبقى الطرح الأهم هو تأمين آلية مراقبة دولية تساعد على ضبط عمليات التسلل والتهريب إما عن طريق تزويد القوى الامنية والعسكرية اللبنانية بما تحتاجه من معدات وتقنيات متطورة أو عن طريق الأقمار الصناعية كذلك يجب ترسيم الحدود والتوصل الى اتفاق نهائي في شأنها.
اذن هل يعني وجود قوات دولية على الحدود أن لبنان يدول حدوده? هل يمكن لسورية ان ترفض هذا القرار? هل ستقف سورية مكتوفة اليدين في حال تم نشر قوات أمنية على الحدود مع لبنان?
وشخص تقرير الامم المتحدة الوضع ب¯ "المقلق" عازيا ذلك الى ضعف التنسيق بين الأجهزة اللبنانية الاربعة المسؤولة عن السيطرة على الحدود إضافة الى وجود مخيمات فلسطينية مسلحة في منطقة الحدود تحول دون ضبطها كما أن الميول السياسية والصلات العائلية أو العشائرية او الفساد التقليدي, تلعب دورا ايضا في ضعف ضبط الحدود. هذا الوضع الحدودي غير المنضبط ساهم في توفير الارض للارهابيين ومهد دخولهم الى لبنان فتشكلت منظمة "فتح الاسلام" وغيرها الكثير من الخلايا النائمة.  وتعود ذاكرة اللبنانيين الى العام 1976 حين أعلن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تسليح الفلسطينيين ودعمه للقوى المتحالفة معها, كما أدخل العام 1973 عناصر من الجيش السوري الى لبنان عبر عكار والبقاع »بلباس جيش التحرير الفلسطيني«, وها هو المشهد يتكرر اليوم لكن بسيناريو مختلف أكثر إرهابا. لكن الواقع أن إجماعا عربيا ودوليا على تهريب الاسلحة طغى على كل المواقف خصوصا موقفي السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ووزير خارجية سورية وليد المعلم, وظهر هذا الاجماع جليا بحسب الوزير متري من خلال البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الامن وقرار الجامعة العربية "لتأكيد تهريب السلاح والاجماع على ذلك معروف ومسلم به, بالاضافة الى ضرورة معالجة مساعدة لبنان على ضبط حدوده, تنفيذا للفقرة 15 من القرار 1701".
في هذا الاطار يقول الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري إن "الحدود المتداخلة بين البلدين تسهل تهريب المواد الغذائية في بعض الاحيان على الرغم من الانتشار الكثيف للجيش اللبناني", ولكن ما الذي يمنع "مهربي" المواد الغذائية من تهريب الاسلحة?
ترسيم الحدود
وشددت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على دعوة دمشق للرد على طلبات الحكومة اللبنانية بتوضيح حدودها المشتركة والاتفاق على إقامة علاقات ديبلوماسية رسمية, خصوصا بعدما اندلعت اشتباكات مسلحة في منطقة »الوادي الاسود« على بعد 3 كلم من الحدود اللبنانية السورية بين الجيش اللبناني وعناصر من حركة فتح الانتفاضة الموالية لسورية. وبات بذلك لبنان الساحة المباحة للتخريب الآتي من دمشق.
وسبق لمجلس الامن أن تبنى قرارا يحث دمشق على إقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود اللبنانية السورية من أجل فرض الامن ومنع النشاطات غير الشرعية التي تتم عبرها. ومرر المجلس القرار رقم 1680 بموافقة 13 عضوا, وعليه استند القرار 1701 لترسيم الحدود مع سورية. وشكل القرار رسالة للنظام السوري, الذي اعتبر أن القرار "إجراء غير مسبوق في العلاقات الدولية من حيث التدخل في صلب الشؤون السيادية والعلاقات الثنائية للدول الاعضاء في الامم المتحدة".
وأشار العميد المتقاعد والمسؤول في »القوات اللبنانية« وهبة قاطيشا الى "تواطؤ بعض عناصر الاجهزة الامنية اللبنانية مع فريق لبناني لدعم النظام السوري وإدخال الاسلحة", مضيفا أن المحاور غير الرئيسية "لا تخلو من المسالك الجبلية وتحديدا على طول النهر الكبير وشرقا الى منطقة حنيدر التي يستحيل عبورها بالآليات فيجتازها المشاة ويدخلون الاسلحة والممنوعات والذخائر". في حين عارض "إباحة المسالك الجبلية لأن الجيش اللبناني ينتشر على غالبية المعابر الجبلية وهو الآن يستعين بعناصر من قوى الامن الداخلي وهناك طرح بإنشاء قوة مشتركة من الاجهزة جميعا لزيادة الامكانيات".
قانونيا, كل دولة تشعر بخطر على أمنها القومي بإمكانها أن تتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسها خصوصا إذا كانت هذه الدولة غير قادرة على ضبط حدودها وهذا ينطبق على لبنان. وليس مستغربا أن تنتشر القوات الدولية على حدود أي دولة تطلب من الأمم المتحدة حماية حدودها. فبحسب القرار 1701 إذا رأت الدولة انها بحاجة الى مساعدة من الأمم المتحدة تستطيع أن تطلبها في مجالات عدة في البحر والبر والجو, وهذه القوات موجودة اليوم في البر على الحدود مع اسرائيل وكذلك هي موجودة في البحر يبقى هناك قسم من البر على الحدود مع سورية. ولكن هذا "غير وارد" كما يقول الوزير متري, موضحا ان "هذا الكلام ليس سوى نيات نسبت الى الحكومة اللبنانية التي لا تخطط لذلك".
في الاعلام
وقد بدأ الكلام عن نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية ¯ السورية في خطابات ل¯ »حزب الله« ولقادة سوريين تحدثوا عن نية الحكومة اللبنانية طلب انتشار قوات »اليونيفيل« على الحدود, وهدد السوريون بإقفال الحدود واعتبر حزب الله أن هذه مؤامرة خطيرة. وعلى عكس ذلك طلبت الحكومة اللبنانية التجديد لقوات اليونيفيل من دون أي تعديل في مهامها. وأكد متري أن ليس هناك "نية للحكومة اللبنانية ولا لقيادة اليونيفيل الانتشار على الحدود اللبنانية السورية".
إذا فحالة الحدود حاليا لاتمنع تهريب الاسلحة, ومن العوامل التي قللت من فعالية الرقابة على الحدود عدم وجود العديد الكافي لتوفير الرقابة إضافة الى التجهيزات. ومما ساهم في تحجيم دور الأجهزة الأمنية تحجيم مهامها ضمن إطار ممارسات القمع الداخلي والمشاحنات السياسية في زمن الاحتلال السوري, وبالتالي فإن الحاجة ملحة الى إعادة بناء جهازي الجمارك والامن العام بعد الاختراقات الامنية التي حصلت في زمن الاحتلال السوري.
ويؤكد نصري خوري الذي كرر غير مرة أنه لا ينقل موقف الحكومة السورية أن "الجانب السوري حريص على ضبط الحدود", ويعقب "يجب إنشاء قوة موحدة من الدولتين لضبط الحدود لكن الجانبين يفتقدان التجهيزات المتطورة وسورية لاتزال تنتظر الوعود التي تلقتها من عدد من الدول الأوروبية بإرسال معدات متطورة لمراقبة الحدود من الجهتين وكذلك الجيش اللبناني لدحض الشكوك".
اجراءات ووثائق
ويقول الوزير متري ان "مجلس الأمن يشجع كل من يساعد لبنان على تحسين قدراته على ضبط حدوده لكنه يشدد على أن المسؤولية تقع على عاتق كل من سورية ولبنان معا".ويضيف "الحكومة السورية قالت إنها أخذت بعض الاجراءات في هذا الاطار, لكن هذه الإجراءات غير كافية ومجلس الامن ينتظر من الجانب السوري اقتراحات إضافية كانت وعدت الأمين العام بها".
وفي حين يعلن النظام السوري أنه ليس لديه ما يقدمه في مجال ضبط الحدود لأنه حريص على ذلك, فهو يؤيد القرار العربي بوجوب تشديد المراقبة الا أنه غير معني بالخطوات لتنفيذه على الرغم من الدور الذي يجب أن يلعبه الجيش السوري في ذلك. "وحدات الهجانة المرابطة على الحدود السورية ليست جهازا عسكريا ولا مدنيا إنما جهاز مراقبة. وعناصرها قابلون للرشوة بسهولة", والكلام لقاطيشا الذي يرى ان, "السوريين يعملون على تمرير الاسلحة والذخائر والعناصر المخربة الى لبنان, من خلال قواعد تابعة للدولة السورية باسم الفلسطينيين والجبهة الشعبية تمتد داخل الاراضي اللبنانية في قوسايا وحلوى في البقاع". وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة حمل معه الى باريس العام الماضي ملفا أمنيا موثقا يتضمن خرائط عن هذه القواعد مدعمة باعترافات لموقوفي "فتح الاسلام" تبين دورهم في أعمال ومخططات ارهابية وصلتهم بالمخابرات السورية.
أما خوري فيستند الى تقرير بان كي مون لنفي أي عملية تهريب قائلا "لم يرد في تقرير الامين العام للأمم المتحدة أي وثيقة تثبت عمليات التهريب" ورأى أن موضوع الأسلحة "ليس له أي واقع على الارض ولا حاجة لتضخيمه أكثر", وأشار الى أن ما هو اكثر فعالية من السواتر الترابية هو "إعطاء الثقة للأجهزة الامنية من خلال توفير أجهزة متطورة وتفعيل تبادل المعلومات".
واستغرب قاطيشا الكلام عن »تدويل« الحدود في حال تم نشر قوات دولية عليها لأن "هذه القوات ستساعد القوات النظامية اللبنانية على ضبط الحدود فتتولى الجانب التقني من المراقبة والجانب اللوجستي , بهدف حفظ السلم".
في المقابل, تعتبر سورية ذلك عملا عدائيا, وترى ان المجتمع الدولي يواجهها بعمل عدائي. وهي تدعي بأنها تملك كل المعطيات والأدلة التي تنفي وجود أي عمليات تهريب للسلاح الى لبنان. لكن لبنان هو وحده المتضرر من فلتان الحدود, هو وحده الذي لديه الإثباتات والبراهين بالصور لدخول شاحنات محملة بالاسلحة الى أراضيه وهذا ما أكده الامين العام للأمم المتحدة. لذلك فالحديث عن معطيات وأدلة هو نظري بحت, برأي قاطيشا, ولا "يستند الى واقع ملموس وهو خال من أي معنى عسكري أو سياسي".
سورية تهدد
وإذا كانت سورية ستطبق تهديدها التقليدي بإقفال الحدود في حال نشر قوات دولية عليها, تكون بذلك تتحدى قرار مجلس الأمن الدولي الذي يلزم بقية الدول الأعضاء في المجتمع الدولي بأن تعاقب سورية بإقفال حدودها معها. وبالتالي فلا تستطيع حينئذ إقفال حدودها مع لبنان وإبقاءها مفتوحة مع الاردن ومع تركيا والعراق... وإذا قرر مجلس الأمن مساعدة دولية في الكثير والعتاد لضبط الحدود اللبنانية السورية فسيكون انتشار هذه القوة وهذا العتاد على الأراضي اللبنانية وبالتالي لا تستطيع سورية أن تتذرع بمبدأ السيادة.
غير أن خوري يرى أن »المراقبين الدوليين يجب أن ينتشروا على حدود الدولتين ويجب أن يوافق الطرفان على نشرهم«, مشيرا الى أن سورية »لا تعترض على وجود خبراء مدنيين يعملون مع الجانب اللبناني على ضبط الحدود, فيما ترفض نشر قوات دولية كما لن تقبل بنشر مراقبين دوليين وموقفها واضح وصارم«. ورأى خوري ان هذا التوتر انعكس سلبا على العلاقة بين البلدين, ولابد من إعادة الثقة لعلاقات طبيعية واضحة وصريحة«, وتابع »كل من لبنان وسورية له المصلحة أن يقيم أفضل العلاقات مع الجانب الآخر ضمن احترام السيادة والاستقلال, خصوصا ان دولا أجنبية لها مصلحة في إشعال التوتر بينهما«, معلنا أن »الحكومة السورية جاهزة للتنسيق مع الحكومة اللبنانية«.
أما فترة وجود القوات الدولية على الحدود فهي مسألة وقت. ويقول قاطيشا ان دورها رقابي ومؤقت يندرج في سياق بسط سلطة الدولة على كامل إقليمها, طالما أن الوضع متأزم في لبنان والاجهزة الامنية اللبنانية غير قادرة على الامساك بالوضع الامنى الداخلي والهدف عدم تدخل أي دولة في سياسة لبنان الداخلية والخارجية".
وأكد خوري أنه لايزال منكبا على عمل اللجان المشتركة وهو يتابع أدق التفاصيل ولو بشكل بطيء خصوصا في مسألة ضبط الحدود كما أن هناك "لجنة مشكلة برئاسة محافظ البقاع ومحافظ ريف دمشق تنسق يوميا جميع الامور المتعلقة بضبط الحدود وتداخل الاراضي لتسهيل عملية استغلال الاراضي من مزارعي البلدين, وقد جالت هذه اللجنة غير مرة على مراكز الحدود وأقامت أكثر من ساتر ترابي".
مراقبون
أما دور المراقبين الدوليين برأي قاطيشا "فسيكون بارزا لجهة الاعتراف بتهريب السلاح من خلال مراقبة حركة الحدود وبموضوعية خارج المعابر الرسمية بالاضافة الى الدوريات والاستخبارات التي ستروي الاحداث كما تحصل. وهؤلاء المراقبون هم مزيج من المدنيين والعسكريين".
وكان مجلس الأمن ارسل العام 1958 مراقبين مدنيين لمراقبة الحدود, ومثل هذا الامر لا يشكل مظهرا عسكريا استفزازيا ولا ضغطا إنما هي مسألة مراقبة فقط. أما الآن يقول قاطيشا, فسورية تعتبره استفزازا "لأن الوضع اصبح أكثر تفجيرا".
بدوره وعد مجلس وزراء الجامعة العربية بمساعدة لبنان في ضبط حدوده من دون ان يحدد كيف سيكون هذا الوعد وكيف يكون هناك مراقبون عرب اضافة الى المراقبين الدوليين, ولكن هذا الامر سجل كبيان عربي, وقد تتريث الحكومة اللبنانية بانتظار تحقيق هذا الوعد. وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عمل جاهدا على إنضاج فكرة ارسال قوة عربية من الخبراء لمراقبة الحدود, وحظي اقتراحه بتغطية عربية وبدعم من مجلس وزراء الخارجية العرب الذي كلف الجامعة دعم لبنان في مواجهة الارهاب وتحصينه في الحد من تهريب الأسلحة وقد وافقت سورية على هذا القرار. لكنها أعلنت أن الموضوع محصور بلبنان واللبنانيين ويخصهم وحدهم نافية أي علاقة لها بالامر طالما انه ترتيب من الجانب اللبناني.
أما لجهة التجهيزات فهي حتى الآن متواضعة وبحسب خوري فقد قدمت إحدى الدول لكل من لبنان وسورية آلة سكانر لكشف الشاحنات والسيارات خصوصا المخصصة منها للشحن وضبط المعابر الشمالية وفي البقاع على المعابر الرسمية".
وتشير المعلومات الى أن هذه التقنيات المتطورة متوافرة لدى الألمان الذين أبدوا استعدادهم لتزويد الجيش اللبناني بتقنيات بينها كاميرات وأبراج للمراقبة.

القاعدة" يجند مئات البريطانيين بعد أسلمتهم
لندن ¯ يو بي أي: أفادت صحيفة »سكوتلند أون صندي« الصادرة امس أن مصادر أمنية بريطانية بارزة حذرت من أن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن جند المئات من البريطانيين, بعد تحولهم إلى مسلمين, لشن حرب ضد الغرب.  وقالت الصحيفة إن المصادر الأمنية "تعتقد أن الجيش السري من الإرهابيين البيض يشكلون بشكل خاص تهديداً أكثر خطورة من أبناء الجالية الآسيوية جراء صعوبة اكتشافهم", مشيرة إلى أن الشرطة وأجهزة الأمن البريطانية حققت نجاحات بارزة على صعيد التعرف على الإرهابيين وعرقلة خططهم وإحباط مؤامراتهم منذ تفجيرات لندن في يوليو 2005.
وأضافت المصادر أن جماعات إرهابية مثل تنظيم »القاعدة« وعسكر الطيبة و»حركة المجاهدين«أُجبرت نتيجة تلك النجاحات على تغيير تكتيكاتها والتركيز على تجنيد البيض بعد تحويلهم إلى الديانة الإسلامية, مشيرة إلى أن المتطرفين الإسلاميين في السجون صاروا ماهرين في تجنيد متطوعين جدد من غير المسلمين وخاصة الشبان منهم والقابلين للتأثر بأفكار التطرف واعتناقها.  ونسبت إلى مصدر في جهاز الأمن الداخلي البريطاني قوله "إن نحو 1500 بريطاني أبيض يُعتقد أنهم تحولوا إلى الإسلام لإغراض جمع الأموال والتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية مفاجئة داخل المملكة المتحدة ويناصرون الآن قضايا المتطرفين في المملكة المتحدة ويشكلون تهديداً حقيقياً على أمننا القومي بسبب سهولة انخراطهم بالمجتمع من دون أي يثيروا أي شكوك, غير أن العدد الدقيق للمتحولين الذين يمارسون نشاطات إرهابية غير معروف لأنه ليس بالضرورة أن يصبح كل متحول متطرفاً".  وأشارت إلى أن اللورد كارلايل المكلف من قبل الحكومة البريطانية بمراجعة تشريعات مكافحة الإرهاب "أكد أن متشددين إسلاميين استهدفوا بريطانيين اعتنقوا الإسلام بينما كانوا يقضون عقوبات سجن في السجون البريطانية".  وابلغ اللورد كارلايل الصحيفة "هؤلاء الأشخاص يمثلون قضية خطيرة جداً وكانت هناك قضايا كثيرة لمسيحيين اعتنقوا الإسلام ومارسوا نشاطات إرهابية مثل ريتشارد ريد المعروف بمفجر الحذاء, ومن الطبيعي أن تولي الأجهزة الأمنية اهتماماً أكبر بقضية هؤلاء بسبب صعوبة اكتشافهم".


الأمين العام للجامعة يأمل بمتغيرات مع عودته الأربعاء و«حزب الله» يصر على تفويض عون
مبارك يحذّر من خطورة الوضع في لبنان وموسى يسعى إلى جمع أقطاب الحوار
بيروت - الحياة - 13/01/08//
توقع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى متغيرات قد تحصل خلال بضعة أيام، كما أعلن عند مغادرته بيروت بُعيد ظهر أمس، معلنا أنه سيعود إليها الأربعاء المقبل. وعلمت «الحياة» أن الخطوة التالية التي ينوي تحقيقها هي عودة أقطاب مؤتمر الحوار الوطني الـ 14 الى الاجتماع برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري وربما في حضور موسى، من أجل الاتفاق على وضع خطة الحل العربي لسد اللفراغ الرئاسي موضع التنفيذ والبحث في الضمانات لتسلسل خطوات هذه الخطة بانتخاب فوري لقائد الجيش العماد ميشال سليمان ثم بالاتفاق على تشكيل حكومة يكون للرئيس الجديد فيها كفة الترجيح على أن تقر هذه الحكومة بعدها قانوناً جديداً للانتخاب.
وفيما غادر موسى بيروت غداة تأجيل بري جلسة البرلمان التي كانت مقررة أمس الى الاثنين في 21 الجاري، كان للرئيس المصري حسني مبارك موقف لافت أمس إذ حذر من أنه «إذا لم تكن المبادرة العربية التي أقرتها الدول العربية بلا استثناء ستسير (ستنفذ)، فأعتقد أن كل واحد سينفض يده عن لبنان ويمكن أن يضيع هذا البلد ولا أحد يدري كيف سيكون مستقبله».
واعتبر مبارك أن لبنان أصبح «قصة فريدة في العالم ولم يبق سوى المبادرة العربية». وإذ دعا اللبنانيين الى «أن يجدوا حلاً لأنهم سيدمرون لبنان إن لم تجلس كل الأطراف وتتفق... وإن لم يعملوا على إنجاحها أتوقع موقفاً خطيراً جداً بالنسبة الى لبنان والمحيطين به وللمنطقة...». لكنه أكد أن الأولوية هي التوجه نحو انتخاب الرئيس والتفاهم حول الحكومة.
وكان موسى، الذي حرص على تجنب الحديث عن التشاؤم أو التفاؤل في نهاية جولته على فرقاء الأكثرية، وتحدث عن «حلحلة كخطوة نحو الحل»، قال رداً على سؤال: «طبعاً الوضع خطير ولذلك سأعود الى لبنان خلال أيام معدودة». وأوضح «اننا نعتمد على تفهم الجميع خطورة الوضع في لبنان...». ونبّه موسى بدوره من «خطورة تدهور الأوضاع في لبنان وتحميل من يقوم بذلك المسؤولية...». وقال إنه ينوي زيارة سورية قريباً ووصفها بأنها «جزء من المبادرة العربية ودورها إيجابي».
وعلمت «الحياة» أن موسى أثار مع الرئيس بري خلال أحد لقاءاته به ما يتردد عن أن المعارضة تنوي القيام بتحركات احتجاجية ضد الحكومة على الأرض، سبق لقادة المعارضة أن تحدثوا عنها وقالوا انهم يتدارسونها. وأوضحت مصادر واكبت لقاءات موسى خلال الأيام الأربعة الماضية أن بري وعد موسى بإجراء اتصالات مع قيادة المعارضة في هذا الصدد لضمان استمرار التهدئة على الأرض.
وكان موسى استكمل لقاءاته قبل مغادرته بيروت، فاجتمع أمس مع شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن، ثم وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ وعاد فزار زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري للمرة الرابعة خلال جولته الأخيرة وأجرى اتصالاً مع بري قبل مغادرته لبنان. وكان موسى التقى ليل أول من أمس معاون الأمين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل، بعد أن كان التقى السيد حسن نصر الله ليل الخميس الماضي.
دعوة الاقطاب
وعلمت «الحياة» أن موسى يأمل بعد عودته، بإنجاح فكرة دعوة أقطاب مؤتمر الحوار الوطني الى الاجتماع من أجل الاتفاق على التفسير العربي لخطة الحل التي أقرها وزراء الخارجية العرب، وعلى مخارج لتنفيذ الخطة وانتخاب العماد سليمان رئيساً، إزاء المخاوف من أن يؤدي اقتراح زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون أن يعقد لقاء بينه وبين الحريري، في حضور بري وإمكان مشاركة العماد سليمان فيه، الى عرقلة عملية التنفيذ.
وقالت مصادر في الأكثرية لـ «الحياة» إن الحريري لم يرفض الفكرة بالمطلق، لكنه سأل: «ماذا لو اختلفنا. العماد عون وأنا؟ سيصبح الموضوع اننا اجتمعنا ولم ننجح ويصبح تنفيذ خطة الحل العربي في مرتبة ثانية من الأهمية في وقت نعتبر أن له الأولوية الآن. فلنجمع على الخطة قبل أي شيء». وقال الحريري في تصريح أدلى به بعد ظهر أمس الى تلفزيون الكويت: «لم نرفض (لقاء العماد عون) لكن في رأينا أن هناك مبادرة عربية واضحة لا تحتمل التأويل ونتمنى على المعارضة أن نعمل معاً لانتخاب رئيس للجمهورية فلبنان بلدنا وبلدهم ويهمنا سد الفراغ في الرئاسة. وإذا كانوا مقتنعين، وهم كذلك، لجهة إنهاء حال الفراغ يجب أن نسير في عملية الانتخاب». وأضاف: «لا يوجد إقفال للأبواب والهدف تطبيق المبادرة».
وقالت مصادر مطلعة أن الحريري كان إيجابياً حيال فكرة عقد اجتماع لأقطاب مؤتمر الحوار الوطني بل انه كان لمح إليها في لقائه الثاني مع موسى الخميس الماضي كبديل من لقاء ثنائي بينه وبين عون غير مضمون النجاح.
«حزب الله»
وكان موسى التقى ليل أول من أمس المسؤول السياسي في «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، إضافة الى حسين الخليل الذي كرر القول ان العماد عون هو المكلف من المعارضة التفاوض مع الأكثرية وأصر على ان تتحاور الأكثرية معه منتقداً إياها لرفضها لقاءه.
وأعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النائب محمد رعد ترحيبه مجدداً بالمبادرة العربية، لكنه قال ان المشكلة في لبنان «ليست في انتخاب رئيس للجمهورية... وإذا اعترف الفريق الآخر بحاجته الى شراكة المعارضة في القرار السياسي فستحل المشكلة». وإذ أمل أن يتوصل موسى الى حل «وإن لم يقدر فهذا ليس نهاية الكون»، أكد أن المعارضة «لن تخرج عن الحدود التي رسمتها لنفسها لمصلحة البلد والناس». وكرر اتهام الأميركيين بأنهم وراء إفشال المبادرات. وقال: «نحن سنصبر ومن يتعب قبل الآخر يسلّم أوراقه ونحن قوم لا نتعب فلدينا قضية كبيرة 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد والتقى شخصيات سياسية ووفودا: يغرقنا البعض بالكثير من المعميات قد تجر الى ما لا تحمد عقباه
وقديما قيل ان الحرب أولها كلام وقانا الله شر الكلام والحروب
هناك معوقات كثيرة لكن يبقى علينا ان نسعى قدر جهدنا لكي نذللها ليعود لبنان الى وضع طبيعي ويستقر فيه الامن والطمأنينة والسلام
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران شكرالله حرب, القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري والاب اندريه مهنا في حضور حشد من المؤمنين.
العظة
بعد الانجيل المقدس, ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "لكي... يعترف كل لسان ان الرب يسوع المسيح هو في مجد الله الآب", قال فيها:"نبدأ اليوم الكلام عن كتاب قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس السادس عشر، الجديد الصادر في أيار من السنة الفائتة، وعنوانه: يسوع الناصرة، وهو يتحدث عن يسوع من العماد في الأردن حتى التجلي. وسيليه لاحقا جزء ثان. وحديثنا اليوم عن مقدمة هذا الكتاب.
يقول قداسته ان هذا الكتاب عن يسوع، الذي نشر منه أول جزء، هو ثمرة مسيرة داخلية طويلة. لقد نشرت، طوال سني الشباب بين العقد الثالث والرابع، كتب كثيرة عن يسوع المسيح. ورسمت هذه الكتب صورة عن يسوع ابتداء من الأناجيل. ورسمته عائشا على الأرض بوصفه انسانا، وهو بهذه الصفة، حمل الله الى الناس، الله الذي يؤلف معه، بوصفه ابنا، كائنا واحدا. وهكذا بفضل يسوع الانسان، صار الله مرئيا، كما أن صورة الانسان البار صارت مرئية، انطلاقا من الله.ولكن الوضع تغير منذ السنوات الخمسين. واتسعت الهوة بين "يسوع التاريخي"، "ويسوع الايمان". وتباعد الوجهان بسرعة. ولكن ما معنى الايمان بيسوع المسيح، بيسوع ابن الله الحي، ما دام الانسان يسوع مختلفا عن يسوع الذي ترسمه الأناجيل، وعن يسوع الذي تنادي به الكنيسة انطلاقا من الأنجيل؟ ان التقدم الذي أحرزه البحث التاريخي النقدي أفضى الى فوارق دقيقة بين ما يقوله التقليد الذي في النهاية أصبحت معه صورة يسوع، التي لا بد من أن يعود اليها الايمان، غير واضحة، وحتى متبخرة. وفي الوقت عينه، ان اعادة تركيب صورة يسوع التي يجب البحث عنها في تقاليد الانجيليين ومصادرهم، ظهرت متناقضة: فمن جهة نرى الثوري المقاوم للرومان، الساعي الى تقويض السلطات القائمة والذي مني بالفشل، ومن جهة ثانية نرى يسوع النصوح الوضيع الذي يقبل بكل شيء، ويتسبب فجأة لنفسه بفشله دون ان يفهم أحد سبب هذا الفشل. وعندما نقارن بين هذه الصور، نرى أنها تعكس صور المؤلفين ومثلهم أكثر منها صورة المسيح، التي أصبحت متبخرة. وفي التالي، ان الحذر بالنسبة الى صور يسوع هذه المختلفة، تعاظم، بينما صورة يسوع أمعنت في التباعد عنا.
وفي نتيجة هذه المحاولات الطبيعية، يبدو أننا لا نعرف الا القليل الموثوق به عن يسوع، وأن الايمان بألوهته هو الذي صاغ صورته بعدئذ. وفي الوقت عينه، ان هذا الانطباع دخل عميقا في ضمير المسيحية الجماعي. وهذا الموقف هو مأساوي بالنسبة الى الايمان، لأن نقطة الارتكاز الصحيحة التي يستند اليها كل شيء، -أي الصداقة الحميمية مع يسوع - تبقى غير مؤكدة.وقد شعر أحد شراح الكتاب المقدس الكاثوليك الألمان المشاهير في القسم الثاني من القرن العشرين في أواخر حياته، بالخطر الذي يتهدد الايمان، خاصة بما في الكتب المنشورة عن جميع صور يسوع المسيح "التاريخية" من نقص، فوضع كتابه القيم:"شخص يسوع المسيح في مرآة الأناجيل الأربعة". وقد وضع هذا المؤلف في خدمة المؤمنين المسيحيين، الذين داخلهم الشك من جراء الأبحاث التاريخية، في ما خص قدرتهم على المحافظة على الايمان بشخص يسوع المسيح، مخلص العالم. وفي ختام كتابه، أوجز حياته التي أنفقها في البحث، بقوله: "ان البحث العلمي الذي يلجأ الى الوسائل التاريخية النقادة يصعب عليه ابراز صورة ترضي عن يسوع التاريخي، وان الجهود التي بذلها الشرح العلمي لنخل التقاليد تدخلنا في نقاش دائم عن التقاليد، والدرس التاريخي المتعلق بالصياغة، وهو نقاش لن يتوقف أبدا.
وان ما يمثله هذا الكاتب عن صورة يسوع، من جراء اتباعه صيغة البحث التي لا بد منها تبقى دائما ناقصة، ولا يمكنها أن تتحرر من بعض تناقض داخلي. ان المؤلف يظهر لنا صورة يسوع كما أظهرتها لنا الأناجيل، لكنه يراها من خلال تقاليد كثيرة لا يمكننا أن نرى يسوع الا من خلالها، ولا يمكننا أن نتبين وجه يسوع الحقيقي الا من بعيد. ولا بد قاعدة تاريخية، ولكن صورة الايمان التي هي صورة الأناجيل تحمل على تخطيها. وهذا ما لا يشك به أحد، ولكن حدود هذه القاعدة التاريخية تبقى هشة. والمؤلف أبرز النقطة الأساسية، فجعل منها معطى تاريخيا: وهي العودة الى الله، والرباط الحميم بالله اللذين يتميز بهما يسوع. "أن لم نرس في الله شخص يسوع المسيح، فهو يبقى غير واضح، وهيوليا، وغير قابل للشرح". وهو حجر الزاوية من كتابي. فهو يرى يسوع من خلال مشاركته الآب الذي هو مرتكز شخصيته. ودون هذه المشاركة، لا نفهم شيئا، وبفضلها، يجعل المسيح نفسه حاضرا بالنسبة الينا حتى اليوم.وفي وصف شخص السيد المسيح الواقعي، لقد حاولت الذهاب الى أبعد من المؤلف المشار اليه. وان ما أجده من ترابط غير وثيق بين العلاقة التي يحددها هذا المؤلف، وبين العلاقات التقليدية والأحداث التاريخية، يظهر واضحا، بحسب ما أرى، في العبارة التالية: ان الأناجيل "تريد، اذا صح التعبير، الباس صورة المسيح ابن الله السرية جسدا، وهو الذي تراءى على الأرض". وفي ما يتعلق بهذا الأمر، تبدو لي، يقول قداسته، وجهة نظر، وهي التالية: "ان الأناجيل لم تكن في حاجة الى الباس المسيح جسدا، لأنه كان قد أخذ جسدا في الواقع. يبقى أن نرى اذا كان مستطاعا أن نجتاز هذه الغابة من التقاليد لنجد هذا الجسد.
وقد اعترف هذا المؤلف بأنه مدين للطريقة التاريخية النقدية التي تكلمت عنها الرسالة الباباوية التي عنوانها: "الروح الألهي الذي هب"، و ظهرت سنة1943، وأجازت استعمالها في اللاهوت الكاثوليكي .وقد حددت هذه الرسالة مرحلة هامة بالنسبة الى شرح الكتاب الكاثوليكي. وقد ظهرت في داخل الكنيسة الكاثوليكية وخارجها، منذ بدء النقاش حول الصيغة المعتمدة لشرح الكتاب، طرق جديدة هامة لتفسير الكتاب المقدس، وهو شرح يتعلق بالعمل التاريخي، وما له من علاقة باللاهوت، وبالطريقة التاريخية. وقد اتخذت وثيقة الفاتيكان الثاني: "كلمة الله"، المتعلقة بالوحي الالهي، خطوة جديدة حاسمة في ما خص "الوحي الألهي". وهناك، ما عدا ذلك، ايضاحات جاءت ثمرة تفكير عميق في الجهود المبذولة لشرح الكتاب، ظهرت في الوثيقتين اللتين أصدرتهما لجنة الكتاب المقدس الحيرية: تفسير الكتاب المقدس في الكنيسة، والشعب اليهودي، وكتبه المقدسة في التوراة المسيحية.وأود على الأقل، بالخطوط العريضة، أن اشير الى ما هي التوجهات النابعة من هاتين الوثيقتين اللتين قادتا عملي في كتابة هذا الكتاب. والوجه الأول، وهو أنه من الناحيتين اللاهوتية والايمانية في جوهرهما، نجد ان الطريقة التاريخية ذاتها وتبقى بعدا لا بد منه لعمل التفسير. ومن الجوهري للأيمان الكتابي أن نستطيع العودة الى أحداث تاريخية حقا. فهي لا تروي أساطير كرموز الى الحقيقة تذهب الى أبعد من التاريخ، لكنها تقوم على تاريخ جرى على تراب هذه الأرض. فالواقع التاريخي ليس بالنسبة اليها صورة رمزية يمكن استبدالها، انه تراب هذه الأرض. التراب الذي يتألف منها. لقد تجسد، ونحن بهذه الكلمات نعترف بدخول الله حقا في تاريخ البشر.واذا استبعدنا هذا التاريخ، فان الايمان المسيحي يكون باطلا في حد ذاته، ويذوب في صيغة دينية أخرى. وما دام التاريخ الواقعي يشكل جزءا من جوهر الايمان، فعلى هذا الايمان أن يواجه الطريقة التاريخية. ان الدستور المجمعي في الوحي الألهي يقول ذلك بوضوح في العدد 12 ويصوغ في هذا السياق عدة عناصر اسلوبية حسية جديرة بالاحترام. وان وثيقة اللجنة الكتابية المخصصة لشرح الكتاب المقدس هي من الدقة بحيث نجدها في الفصل المعنون "طريقة تفسير ومقاربة".
من المستحيل، نكرر ذلك، أن نستغني عن الطريقة التاريخية النقدية بسبب هيكلية الايمان المسيحي. غير أنه يجب أن نضيف أمرين: ان هذه الطريقة، فيما هي أحد الأبعاد الأساسية للتفسير، لا تستغرق عمل التفسير بالنسبة الى الذين يرون في الكتابات التوراتية الكتاب المقدس وهم يعتقدونها موحاة من الله. وهذا ما سنعود اليه لاحقا.
والعنصر الثاني المهم، هو أنه يجب أن نميز حدود الطريقة التاريخية النقدية ذاتها. وبالنسبة الى من يشعر أنه معني بالتوارة، ان أول حد هو أن تضع الطريقة الكلمة في الماضي. وهي، بوصفها طريقة تاريخية، تدرس نص الحدث الذي رأى مولد النصوص. وهي تسعى الى معرفة الماضي واكتناهه بقدر ما يمكن من الدقة، مثلما كان في حد ذاته، قبل أن يكون الكاتب ما استطاع وأراد أن يقوله في ذاك العهد، على وجه التحديد، في نطاق تفكيره والأحداث. وعلى الطريقة التاريخية، لتبقى وفية لذاتها، لا أن تبحث فقط عن الكلمة في ماضيها، يجب أيضا أن تتركها في الماضي. وفي امكانها أن ترى فيها نقاط تماس في الحاضر، وفي الواقع، وفي امكانها أن تسعى الى تطبيقها على الحاضر، ولكنها لا تستطيع أن تجعلها حاضرة، وهذا يتعدى النطاق الموضوع لها. وفي الواقع، ان هذه الدقة في تفسير الماضي هو في وقت معا يشكل ما لها من قوة، وحدود.
ان الكلام عن يسوع المسيح الأله - الانسان، ليس بالأمر السهل. وهو كلام يصعب فهمه،ان لم يتداركنا الله بنعمة منه، تقودنا الى فهمه. ولا يعلم حقيقة الله الا الله، على ما قاله أحد المفكرين. وهذا ما توجه به يسوع عينه في الانجيل المقدس الى أبيه السماوي بقوله: "لقد أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء، وأظهرتها للأطفال".
فما قولنا عما يغرقنا به بعضهم في هذه الأيام من أقوال فيها الكثير من المعميات، قد تجر الى ما لا تحمد عقباه. وقديما قيل: ان الحرب أولها كلام. وقانا الله شر الكلام والحروب".
استقبالات
بعد القداس, استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.
كما التقى وفدا من اتحاد بلديات كسروان - الفتوح برئاسة القائمقام ريمون حتي, والقى رئيس الاتحاد كلمة هنأ فيها البطريرك صفير بالاعياد, مشيدا ب"الحكمة التي يتميز بها في ادارة الشأن الوطني والديني للمسيحيين واللبنانيين عموما", معتبرا "ان هذا الصرح هو صرح معني في شكل مباشر بلبنان ومستقبله وغده", داعيا البطريرك الى "عدم اليأس مما يجري وهو الذي لا يدخل الى قلبه اليأس في وقت يعيش فيه اللبنانيون في ضيق وقلق وخوف من الآتي".
البطريرك صفير
ورد البطريرك صفير بكلمة رحب فيها بالوفد وقال: "نشكر لمن تكلم باسمكم على ما خصنا به, واننا نحاول ان نقوم بما علينا من واجب تجاه ابناء شعبنا في هذه الايام الصعبة التي طال امدها علينا جميعا, ولكننا نأمل ان الله يسهل امورنا بحيث ان بلدنا يرجع الى وضع طبيعي, ولا اجر لنا في ذلك لان هذا واجبنا, وان ما دعانا الله اليه ان نكون رأسا لهذه الكنيسة ولهذه الطائفة المارونية الكريمة التي هي في اساس لبنان. نسأله تعالى ان يتم علينا نعمته وان نسعى مع الساعين لاخراج البلد من هذه المحنة الطويلة التي يتخبط فيها".
اضاف: "اننا نأمل ان يمدنا الله تعالى جميعا بالعون والحكمة لكي نسير بما تقتضيه الحالة في بلدنا, وعلينا جميعا ان ننهض به, واذا كان ابناء الوطن لا ينهضون به فمن في امكانه ان ينهض به, وهناك معوقات كثيرة وصعوبات وعراقيل تعيشونها ونعيشها معكم, ولكن يبقى علينا واجب وهو ان نسعى قدر جهدنا لكي نذلل كل هذه العراقيل ليعود لبنان الى وضع طبيعي ويستقر فيه الامن والطمأنينة والسلام".
وقال: "طبعا علينا ان نستنجد بغيرنا, ولكن علينا ان نستنجد بنفوسنا قبل غيرنا, ولا يمكننا ان نترك غيرنا يحقق ما نصبو اليه من آمال، الناس يساعدوننا ولكنهم يساعدون نفوسهم قبل ان يساعدوننا، والاتكال على اللبنانيين, وعليهم اولا وآخرا ان يسعوا الى خير بلدهم دون ان ينظروا الى هذا او ذاك من الناس الذين يساعدونا، لأنهم في غالب الاحيان يساعدوننا على حسابنا وليس على حسابهم, لانهم يسعون الى مآربهم الخاصة قبل ان يسعوا الى ما نصبو اليه نحن، وعلينا نحن ان ننظر في وضعنا وان نسعى الى ما في استطاعتنا ان نحصنه لكي تستقر الامور، ولكننا ما دمنا مرتبطين بغيرنا دونما النظر الى قضايانا الشخصية فلا يمكننا ان نأمل بأن يتحسن وضعنا".
اضاف: "لا يمكننا ان نعيش في يأس, ولا ان نقطع الامل, انما علينا ان نأمل دائما ان وضعنا سوف يتحسن واننا نقوم بما علينا من واجب تجاه بعضنا البعض وجميعا تجاه بلدنا", وختم بالقول: "نسأل الله ان يبارككم وان يوفقكم الى كل خير".
واستقبل وفدا من كاريتاس منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا برئاسة رئيس المنطقة المحامي جوزف فرح, وضم الوفد ممثلين عن كاريتاس في البلدان الاوروبية وهيئة الاغاثة الكاثوليكية في الولايات المتحدة الاميركية في حضور رئيس كاريتاس في العراق سامي توما.
واطلع الوفد البطريرك صفير على نتائج اجتماعاتهم التي عقدت في لبنان خلال الايام الثلاثة الماضية من "اجل دعم الشعب العراقي في الداخل والخارج لاسيما البلدان التي تهجر اليها العراقيون ومنها سوريا ولبنان والاردن".
واثنى البطريرك صفير على عمل كاريتاس التضامني على المستوى الكوني من اجل الضعفاء والمهجرين والمعوزين متمنيا لكاريتاس "الاطلاع دوما بالدور التضامني بين الشعوب من اجل الانسان والاوطان".
ومن الزوار ايضا: اللجنة الادارية والاعضاء للرابطة الاجتماعية لبقنايا - جل الديب برئاسة جورج منصور، الدكتور دانيا باسيل, الدكتور انطوان صفير، وفد من بلدية دير الحرف ولجنة الوقف في البلدة في حضور المطران رولان ابو جودة، رئيس الهيئة الثلاثية في حزب حراس الارز جوزف طوق الذي اطلع البطريرك على قرار القضاء الذي قضى باعلان براءة كل من اعضاء اللجنة المحامي ناجي عودة وحبيب يونس وطوق في الاتهامات الموجهة ضدهم, رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير, الى وفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.
 

المطران الراعي خلال قداس لراحة نفس الشهيد اللواء الحاج في معاد: دماؤك تستحق ان يجلس المسؤولون لاتخاذ قرار تاريخي وتسوية سياسية
وطنية- جبيل- 13/1/2008 (سياسة) أقامت رعية مار شربل في معاد- قضاء جبيل قداسا لراحة نفس شهيد لبنان والجيش اللبناني اللواء الركن فرنسوا الحاج، ترأسه راعي الابرشية المطران بشاره الراعي في كنيسة دير مار عبدا، عاونه فيه رئيس الدير الاب طنوس زيادة ولفيف من الرهبان والكهنة، وحضره العميد جورج زخم ممثلا قائد الجيش العماد ميشال سليمان، النائب شامل موزايا ممثلا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، عضو المكتب السياسي المهندس روكز زغيب ممثلا الرئيس امين الجميل، الدكتور جو مخلوف ممثلا الوزير السابق سليمان فرنجية، شربل ابي عقل ممثلا رئيس الهيئة التنفذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، النائب السابق فريد الخازن، جورج اده ممثلا عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس اده، الزميل ابراهيم الصياح ممثلا محافظ جبل لبنان القاضي انطوان سليمان، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل غطاس سليمان، المحامي جان حواط، منسق "التيار الوطني الحر" في جبيل المهندس طوني ابي عقل، اهالي الشهيد وحشد من ابناء بلدتي رميش ومعاد. انشد التراتيل الافرادية الفنان طوني حنا.
المطران الراعي
بعد الانجيل القى المطران الراعي عظة قال فيها: "نحن نجتمع بدعوة من ابناء معاد التي منها اصل اسرة الحاج الكريمة لكي نحيي ذكرى فقيد لبنان اللواء الركن فرنسوا الحاج، ونقدم هذه الذبيحة لراحة نفسه وعزاء لاسرته والجيش وشعب لبنان لكي نلتمس من الرب، وقد امتزجت دماء الشهيد بدمائه، بان يقبل ذبيحته من اجل لبنان وخلاص هذا الوطن من محنته الكبيرة، ومن اجل ان يكون هذا الدم الثمين الغالي على مستوى مسؤولية اللبنانيين، وبخاصة المسؤولين، حتى نخرج من المآسي ويستتب السلام والاستقرار ونضع حدا للتعديات على الحياة البريئة". اضاف: "باسم ابناء معاد الذين يبكونه مثل كل اللبنانيين نلتمس لكم العزاء وانتم تشعرون في عمق قلوبكم انكم قدمتم اعز ما عندكم وقد سمعت انكم ترضون بهذه الذبيحة اذا كانت حقا في سبيل لبنان، وكلنا نرتضي ان تستحق دماء الشهيد اللواء فرنسوا بان يجلس المسؤولون في لبنان حول طاولة ويتخذون قرارا تاريخيا وتسوية سياسية تخرجنا مما نعاني. هذه الامنيات التي ذكرتها اسرة الشهيد فرنسوا، نسأل الرب بحق هذه الذبيحة المقدسة ان تمس ضمائر المسؤولين لكي يدركوا خطورة ما يجري وان تكون المسؤولية وينبغي ان تكون امينة وحكيمة".
وتابع: "لقد حافظ العزيز فرنسوا على وديعة الحياة فجملها بالايمان والتربية والثقافة ومخافة الله، وادرك ان الحياة مقدسة فكان غنيا بشخصه ونفسه وقلبه وعقله واتصف بالحب والعطاء والبذل والتفاني، هكذا عاش في الجيش حريصا على شريعة الله وشريعة الضمير واستمد كل هذه القوة من سماع كلام الله في قداس الاحد نورا لعقله وقوة لارادته تجلت عبر المسؤوليات التي تحملها في المؤسسة العسكرية. انتم تعرفون كيف احب الجيش ولبنان، واضعا نفسه على خط النار دوما من اجل حماية لبنان وشعبه وسيادته وكيانه ومؤسساته، وادرك ان المسؤولية تقتضي كما يقول الرب الامانة والحكمة، الامانة لله ليرضيه في عمله وامانة للشعب ليعيش سعيدا وكريما".
وقال: "يا فرنسوا ايها المسؤول الامين، صلي من اجلنا ومن اجل كل مسؤول لكي يكون امينا كما انت كنت، وبنوع خاص للمسؤولين السياسيين في لبنان الذين تتطلع اليهم اعين اللبنانيين واعين العالم لكي يعيشوا مسؤولياتهم ولكي يعودوا الى الله فتأتي المسؤولية بالخير والحق لهذا الشعب الذي يهجر ويفتقر ويقهر ويموت ويصطاد كالعصافير ويتخبط بالهواجس في ظل هذه المسؤولية السياسية اليوم. ليس مسموحا ان يكون العمل السياسي عندنا خرابا لارض وشعب وانسان، وهذه الحالة لا تتحمل اي تأجيل. فاذا وضع المسؤولون الانسان في اولياتهم يتغير كل شيء ويستحقون عندئذ ان يكونوا حكماء. لكن هل عندنا حكماء؟ اسارع الى القول بالفم الملآن وبوجع، ليس عندنا اليوم حكماء ينظرون من منظار الله من اجل سعادة الانسان. الحكيم كان فرنسوا ولهذا كان كل عمل قام به كمسؤول جميلا وعادلا ومحقا". وختم: "في مطلع هذا العام الذي يأتي علينا موجعا ومؤلما، ننظر الى المسيح القائم من الموت الذي صلب لكي نحيا، وننظر الى استشهاد فرنسوا لكي نعيش انسانا جديدا ونشهد ولادة وطن جديد".
الاب زيادة
بعد القداس القى رئيس الدير الاب بطرس زيادة كلمة قال فيها: "شهادتك نداء كالسحر ينطلق من قلبك المحب الى نبضات قلوب اللبنانيين ليقول لهم: لا تكفروا بجبل هو الواحة في صحراء هذا الشرق الممعن في الكابة حتى الجفاف، ومدرسة الاخوة والتلاقي والعيش المشترك، وسط لهيب دنيا العصبيات والنزاعات، الله منحكم نعمة الانتماء الى لبنان، فما بالكم تكفرون بالنعمة".
رشا
والقت رشا كريمة الشهيد اللواء الحاج كلمة عبرت خلالها عن اشتياقها الى والدها وشكرته على "ما زرعه في نفوس العائلة من حب للوطن والعلم والثقافة"، كما شكرت اهالي معاد على "هذه اللفتة الكريمة".
نصار
والقى رئيس "جمعية انماء معاد" المربي طنوس نصار كلم ركز فيها على "ضرورة الوقوف الى جانب الجيش اللبناني الذي بات يشكل الحل الوحيد للازمة".

 اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 13 كانون الثاني 2008
النهار
اسرار الآلهة : لوحظ ان أي رد فعل لم يحصل حيال الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الايراني لليبيا ووقع خلالها سلسلة اتفاقات بين البلدين.
من المسوؤل : يعتقد مرجع غير مسيحي ان الموارنة ظُلموا في الطائف وان منح الرئيس الثلث المرجّح في مجلس الوزراء يؤمن المشاركة المتكافئة في الحكم.
لماذا : لم يُطلع العماد ميشال عون "تكتل الاصلاح والتغيير" على الاجتماع السري الذي عقد في مقر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وحضره عدد محدود من اركان المعارضة وتقرر فيه تكليفه مفاوضة الاكثرية.
البلد
لفت المراقبينقول موسى المتكرر عن الساعة 11 0الخحطر الاقصى بالهجة المصرية واستبعاد حصول أي فوضى على الارض معتبرا ان هذا الامر مسؤولية كبرى
لاحظ المراقبون ان التغطية الاعلامية المرئية لزيارة عمرو موسى كانت انتقائية من حيث البث المباشر لها ووفقا للمرجعيات التي زارها
المستقبل
بدأت اتصالات بين مجموعة عواصم عربية استعداداً للاجتماع المقرر في 27 الجاري في الجامعة العربية والمخصص لمتابعة تنفيذ قرار الجامعة حول لبنان في حال الإخفاق في انتخاب رئيس للجمهورية.
يدور نقاش داخلي في الأمم المتحدة حول مسألة اعلان البدء "بمحكمة لبنان" في ضوء ما تحقق من اجراءات تأسيسية باتت شبه كاملة حتى الآن.
لفت مصدر ديبلوماسي اوروبي الى ان زيارة جيرار بابت الى دمشق كانت قيد الاعداد قبل الموقف الفرنسي من الحوار مع سوريا وانه غير محسوب على الحكم في فرنسا.
 

المفتي الجوزو:هناك مخطط جديد لوضع اليد على الدولة باكملها لموقف عربي جازم لان الموقف السوري يهدد الامة العربية كلها
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) اتهم مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "حزب الله" و "أمل" ب"الانسحاب الكامل من الهوية العربية، والانتقال بلبنان الى الهوية الفارسية، وقال: "اني اتهم النظام السوري بالانسحاب من الجامعة العربية للانضواء تحت المظلة الفارسية، اني اتهم "حزب الله" و"أمل" بالعمل على ضرب القرار العربي والاجماع العربي لاشعار العرب ان ايران وحدها هي التي تقرر الشأن اللنباني، وان العرب لم يعد لهم تأثير على الساحة اللبنانية".
اضاف: "لبنان اليوم في خطر والكيان اللبناني في خطر والعروبة في لبنان في خطر، سوريا تمردت على القرار العربي والاجماع العربي بعدما تظاهرت بالموافقة عليه، لان مصالحها المادية والمذهبية ليست عند العرب بل عند الفرس والعجم، ولذلك فالتنسيق قائم على قدم وساق من اجل افشال القرار العربي، لاشعار العرب ان لبنان لم يعد عربيا ولم يعد جزءا من الامة العربية بل اصبح رهينة بيد سوريا وايران، وان المرجعية ليست هي الجامعة العربية، بل اضحت المرجعية خارج حدود الامة العربية". تابع: "الان هناك مخطط جديد هو وضع اليد على الدولة باكملها، على رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة الحكومة والحكومة، قائد الجيش، مدير المخابرات والوظائف كافة. وهنا الخطر ان تلغي طائفة واحدة الطوائف كافة، وان يصبح "حزب الله" هو الدولة والجيش والمقاومة".
وقال: "وهنا بعد فشل الوساطتين الفرنسية والعربية لا بد من ان يكون هناك موقف عربي حاسم وجازم، لان الموقف السوري يهدد الامة العربية كلها وليس لبنان وحده". وختم المفتي الجوزو: "هناك اعلام فاجر وكاذب يحاول ان يخدع الناس بالاتهامات والافتراءات والاكاذيب، وهو يعمل على قتل الشعب اللبناني وذبحه من الوريد الى الوريد. على العرب ان يحاسبوا ويعاقبوا من يخرج على الاجماع العربي والا فان المشروع الفارسي قد تحقق".
 

النائب شهيب: هل سيبقى لموسى بعد تصريح النائب رعد هامش لمهمة ننتظرها
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) أدلى عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب أكرم شهيب بالتصريح الآتي:"واخيرا قالها محمد رعد بالفم الملآن "ان المشكلة بلبنان ليست في انتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكدا "انهم قوم لا يتعبون ولديهم قضية كبرى". ماذا ينتظر اللبنانيون والعرب اكثر من ذلك، فلقد انكشفت اللعبة، والمسرحية اصبحت معلومة، لقد أعلن السيد رعد بصراحة، ان "حزب الله" ألقى القبض على البلد وأخذه رهينة، ولبنان بنظرهم يجب ان يبقى ساحة حرب، ليس فيه مواطنون ولا قوانين، لا قواعد ولا دستور، ان جاع الناس او هاجروا او سقط اقتصادهم ودمرت مؤسساتهم فهذا خير لحزبه.آخر همهم الناس بدءا من اهل الجنوب لانه حسب قوله "لديهم قضية كبرى"، فقضيتهم بعد العام 2000 اصبحت استهداف الصيغة اللبنانية. لقد اعلن بالامس من حيث يدري او لا يدري، ان الصيغة هي الهدف وكل ما يملكونه من مال وعتاد وسلاح وصواريخ وتنظيمات رديفة في المناطق والطوائف هي لخدمة هذا الهدف. من هو الرئيس ومن هو رئيس الوزراء ومن هم الوزراء. "العدلية تذكرنا بالمحكمة والداخلية تؤكد خطتهم بمصادرة الامن"، بعد ان طالبوا بوضوح بتسمية قائد الجيش ومدير المخابرات الخ.فاما دولتهم او لا دولة بلبنان، أليس السيد حسن نصر الله هو القائل "انه لو أتى العالم كله لن يأخذ منا السلاح" فمهمة السلاح والخيم والاعتصامات بعد "ورقة تفاهم مار مخايل" كلها وسائل وادوات لتحقيق هذا الهدف. هذا الاعتراف الصريح برسم اللبنانيين اولا. ومن وقع ورقة تفاهم مار مخايل ثانيا. والقادة العرب وجامعتهم العربية ثالثا. والمجتمع الدولي والامم المتحدة رابعا. والسؤال، هل سيبقى لعمر موسى بعد هذا الاعتراف هامش لمهمة ننتظرها ونتمنى لها النجاح؟!

 "حركة التغيير": عون يضع العصي في الدواليب امام كل طرح انقاذ رئاسة الجمهورية هو فرصة المسيحيين لوقف استنزافهم
وطنية- 13/1/2008 (سياسة) اعتبر رئيس "حركة التغيير" عضو قوى 14 آذار المحامي ايلي محفوض في مؤتمره الصحافي "المخطط السوري لامتلاك القرار اللبناني" أن "النائب ميشال عون استطاع ان يجر جمهوره وبشكل أعمى الى معادلة جديدة وغريبة عن مفهومنا في النظرة تجاه سوريا، وهو كان له المراد من خلال عملية مسح كامل وشطب مبرمج عبر وسيلة سيكولوجية يطلق عليها اصطلاحا عبارة غسل دماغ". وقال: "هل هي صدفة ان يلعب الشخص ذاته دور تشتيت المسيحيين وتفتيتهم والتسبب بهجرتهم؟هل هي صدفة ان يلعب الشخص ذاته دور جعل رئاسة الجمهورية خالية من سيدها. ففي عام 1988 تم تكليف الرجل بحكومة انتقالية للتحضير لانتخابات رئاسة الجمهورية، وكلكم تعلمون ماذا حصل في تلك الفترة، خلال سنتين ثلاثة حروب، 300 الف لبناني معظمهم مسيحيون هاجروا، آلاف من الشهداء والقتلى والجرحى والمعوقين، زيادة عدد المعتقلين في السجون السورية، وهذا سؤال استطرادي لسعادة نائب كسروان، هل حاولت بواسطة حلفاء سوريا في لبنان، حلفاؤك اليوم، ان تضغط ولو لمعرفة مصير ابنائنا اللبنانيين المخطوفين في سوريا ام انك تكتفي بمجرد الاعلان لتلفزيون "نيو .تي. في" ان التيار الوطني الحر لا يوجد له معتقلون في السجون السورية؟"
أضاف: "ليست صدفة ان يقوم الشخص ذاته بلعب دور محدد على مدى سنوات طويلة والقصة، قصة علاقة الرجل بالسوريين تعود الى ما قبل توليه قيادة الجيش. واذا ما تعمقنا في خلفية تكليف النائب عون التحدث باسم المعارضة، يتبين لنا سريعا ان الرجل يضع العصي في الدواليب امام كل طرح، ولكن تذكروا جيدا ان فاروق الشرع هو الذي مهد للتعطيل لكونه سبق الجميع عندما نعى الحلول في لبنان، وبذلك عادت سوريا الى الساحة اللبنانية، وهي وان غابت لفترة، الا انها تعلمت من المختبر اللبناني وتوصلت الى نتيجة مفادها ان المشكلة تكمن في تطويع وترويض المسيحيين وخصوصا الموارنة، والمشكلة السورية مع لبنان كانت دائما مع الموارنة العصاة والمتمردون على تركيعهم".
وتابع: "ايقنت سوريا بعد زوال احتلالها للبنان وحكمها المباشر له بضرورة امتلاك القرار اللبناني، ولكن كيف السبيل لذلك، كيف بامكان سوريا ان تمسك بلبنان؟ توصلت سوريا الى نتيجة وقناعة مفادها انه يجب ضرب الوجدان المسيحي في لبنان، ويجب تحطيم الوجود المسيحي الحر، ولا يمكن النجاح الا عبر المسيحيين بذاتهم لا بل عبر زعيم الاكثرية المسيحية في البرلمان، ولانجاز هذه المهمة بنجاح كان مطلوبا وبشكل ملح ضرب المرجعية الوطنية والروحية الاولى في لبنان والمقصود بكركي، ومن غير النائب عون يتبرع ويتطوع للقيام بتحطيم المرتكز الاساسي للوجود المسيحي الحر وخصوصا ان للرجل باعا طويلا وخبرة تخوله لعب مثل هذا الدور".
وختم محفوض: "لزام علينا ان نعبر فورا الى الاستحقاق الرئاسي، وبغير هذا العبور نكون في خطر تحويل لبنان الى بؤرة للارهاب والفوضى مما يعني مزيدا من الاغتيالات والهجرة وتدمير الاقتصاد. الفرصة الوحيدة امام اللبنانيين والمسيحيين لوقف هذا الاستنزاف المسيحي هو بانقاذ رئاسة الجمهورية التي وحدها بامكانها رد الاعتبار الى المسيحيين".

 وليد فارس لـ "السياسة": إيران رفعت دعمها لحزب الله إلى بليون دولار
الحرس الثوري اغتال اللواء فرانسوا الحاج لمنعه من إسقاط المخطط الإيراني في لبنان

 
لندن - من حميد غريافي: السياسة
قال كبير الباحثين في »مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات« في واشنطن البروفسور وليد فارس ان »الحرس الثوري الايراني (باسدران) هو الذي اصدر اوامره الى عملائه في لبنان لاغتيال اللواء الركن فرانسوا الحاج الشهر الماضي لكونه المرشح الاول لخلافة العماد ميشال سليمان في قيادة الجيش الذي بامكانه نزع سلاح حزب الله ومقاومة المخطط الايراني - السوري في لبنان«.
واكد فارس ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن امس السبت ان المعلومات الصحافية التي نشرتها جريدتا »السياسة« الكويتية ثم »الشرق الاوسط« السعودية قبل اسابيع عن حدوث تغييرات دراماتيكية في قيادة حزب الله وتقدم نعيم قاسم لتسلم القيادة العسكرية في الحزب والابقاء على حسن نصر الله أمينه العام, »جرى التحقق اخيرا من صدقيتها, الا ان هذه التغييرات لم تحدث بسبب الصراع بين قيادات الحزب او ان قرار علي اكبر خامنئي في طهران بفرضها على دبيبه في لبنان وانما بسبب الاستعدادات الجارية بسرعة لسيطرة حزب الله على مواقع اكثر تقدما في الحكم اللبناني ولاحتمالات دخوله في نزاع مسلح مع الحكومة اللبنانية (الجيش) ومع الأمم المتحدة (قوات يونيفيل في جنوب لبنان(.
وقال فارس مدير مشروع »مستقبل الارهاب« في الولايات المتحدة والمحاضر في جامعتي »سانت جوزف« و»اتلانتيكة« في فلوريدا وفي جامعة »الدفاع الوطني« ان التقارير »الواردة الينا من طهران ولبنان« تؤكد ان هناك سببا جوهريا اخر ادى الى هذه التفجيرات في هرمية قيادة حزب الله هو استعداد قيادته الحقيقي والمأمور به من طهران ودمشق, لدحر معارضيه من قوى السلطة الحاكمة في بيروت (14 اذار) وبسط هيمنته على جميع مفاصل لبنان تمهيدا لانتقاله فيما بعد للقيام بعمليات ارهابية في مختلف انحاء العالم ضد الدول الديمقراطية والدول العربية المعتدلة«.
وكشف فارس ل¯ »السياسة« النقاب - استنادا الى خبراء لبنانيين وغربيين - عن ان النظام الايراني في طهران »رفع مبلغ دعمه السنوي لحزب الله في موازاة التغييرات الحاصلة من 400 مليون دولار الى بليون دولار لتوسيع نطاق عملياته من الداخل اللبناني الى مناطق مختلفة من العالم اضافة الى شراء سياسيين لبنانيين داخل طوائف السنة والدروز والمسيحيين المعارضين , تمهيدا للقيام بالانقلاب على ثورة الارز وحكومتها المنتخبة ديمقراطيا«.
وقال فارس ان نفقات حزب الله على وسائل الاعلام التي بات يمتلكها من صحف وفضائيات واذاعات ورشوة صحافيين في الجهات المقابلة حتمت عليه مضاعفة انفاقه السنوي مرة او مرتين فيما ارتفعت نسبة الرواتب الشهرية التي يدفعها لعناصر شيعية غير محسوبة عليه لاطباق قبضته بشكل نهائي على الطائفة من الجنوب الى البقاع وكذلك الرواتب الشهرية التي يدفعها الى عناصر غير مدنية في المؤسسات الحكومية الرسمية .
وتساءل فارس: »اذا كانت ال¯ 400 مليون دولار سنويا حولت حزب الله الى احد اهم القوى السياسية والعسكرية في لبنان فماذا سيفعل البليون دولار سنويا?« ويجيب فارس نقلاً عن هؤلاء المراقبين: »يمكنه ان يفعل كل شيء وفي كل مكان«.
ووصف اغتيال اللواء الركن الحاج على ايدي »الحرس الثوري« في لبنان بأنه شبيه الى حد بعيد باغتيال تنظيم القاعدة القائد الافغاني مسعود شاه شمال افغانستان على ايدي صحافيين عرب مزيفين عشية وقوع احداث الحادي عشر من سبتمبر ,2001 لان مسعود شاه لو بقي حيا لربما غير وجه الحرب الافغانية بتصميمه على القضاء على القاعدة وقائدها اسامة بن لادن.
وقال فارس ان حزب الله »يستعد لشن ام المعارك ليس في لبنان ضد الحكم القائم فحسب بل دفاعا عن ستراتيجية محمود احمدي نجاد النووية في كل مكان ومبلغ البليون دولار لا مبرر له سوى ذلك«.

 سعيد: تأخير انتخاب الرئيس لن ينتج سوى فكرة التخلي عن الضمانة للمسيحيين
المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - رأى النائب السابق فارس سعيد "أن مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى كانت مهمة تنفيذية وليست مهمة تفاوضية"، واعتبر أنه "إذا كانت الرئاسة الأولى هي الضمانة بالنسبة الى المسيحيين علينا أن نسهّل مرور انتخاب الرئيس لأن التأخير لمدّة سنة أو أكثر لن ينتج سوى فكرة التخلي عن هذه الضمانة من قبل الآخرين واستبدالها بأطر أخرى أو نظام آخر
". وأكد "ان من ينفذ القرار 1701 ومن خاض معركة نهرالبارد ومن وقف الى جانب 14 آذار و8 آذار والذي أمّن وحدة مسلمي عكار ومسلمي الضنيّة وطرابلس حول هذا الجيش لا يحتاج الى الضمانات والنصائح كي يتعاطى مع الناس". وقال في حديث ضمن برنامج "نهاركم سعيد" من المؤسسة اللبنانية للارسال أمس: "ان مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى كانت مهمة تنفيذية وليست مهمة تفاوضية، وهو ليس بحاجة الى الاقتراب أكثر من الوضع اللبناني كي يشعر والجامعة العربية أن تعقيدات الوضع الداخلي والاقليمي حول موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان هي هائلة، وربما لن يكون من خلال التفاوض مع الفرقاء اللبنانيين الداخليين، فأتى عمرو موسى بمهمة واضحة تنفيذية لقرار صدر عن وزراء الجامعة العربية، وتالياً هو ليس بحاجة الى الاستشعار لا عن بعد ولا أن يشعر عن قرب، وكان متوقعاً أن لا تؤدي الزيارة الى نتائج فورية لأن اللاعبين في موضوع انتاج أو تسهيل مرور انتخاب رئيس جمهورية في لبنان ليسوا اللاعبين الداخليين".
وتمنى "ان لا يؤدي موضوع استحقاق رئاسة الجمهورية من ضمن المبادرة الفرنسية مروراً الى وزراء الخارجية العرب الى عدم الوصول غداً الى تدويل هذا الوضع، في حال فشل وزراء الخارجية العرب".
ورأى أنه "سينتج عن مهمة موسى في بيروت ثلاثة تقارير: واحد الى الجامعة العربية وثان الى الأمين العام لمجلس الأمن والثالث الى المجموعة الأوروبية، وتالياً بالعودة الى حديث الرئيس نبيه بري الذي قاله قبل وصول موسى الى بيروت، عندما حذّر من فشل التعريب وأن هذا الأمر سيؤدي بنا الى التدويل، والمسؤولية هنا متفاوتة سواء كانت خارجية أو اقليمية، فهم ينقلون مهمة رئيس الجمهورية من موضوع داخلي كان ربما لدى اللبنانيين القدرة على التفاهم عليه في مرحلة استحقاق رئاسة الجمهورية".
وعما إذا كانت المهمة التنفيذية فشلت على الأقل في المرحلة الأولى، اعتبر "ان المرحلة الأولى فشلت ولكن هذا الأمر لا يعني أن المبادرة فشلت وأن عمرو موسى ومؤتمر وزراء الخارجية العرب والجامعة العربية فشلوا"، لافتاً الى "ان المهمة الأولى أو المرحلة الأولى من هذه المبادرة لن تؤدي الى النتائج وستتقاذف الطبقة السياسية اللبنانية الاتهامات يميناً ويساراً، وهذا الأمر قد بدأ".
اضاف: "يمكن تجزئة هذا الموضوع الى ثلاثة مستويات: مستوى مسيحي وآخر لبناني والثالث اقليمي وأعني بذلك التدخل السوري الإيراني في الشأن الداخلي اللبناني، وعلى المستوى المسيحي لا نفهم معنى الحديث عن أن الضمانة الوحيدة والأساس هي رئاسة الجمهورية المسيحية في هذه المنطقة من العالم نضيف عليها ضمانات أخرى هي قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان والأمن العام وغيره، وفي الأمس اجتمع نحو نصف المسلمين في القاهرة وأعلنوا أنهم مع رئيس جمهورية للبنان يدعى ميشال، في وقت تسجل أطراف مسيحية في لبنان موقفها اللفظي وتقول إنها مع هذا الانتخاب إنما سنرى كيف تحسّن الامور".
ورأى "ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "يتعاطى مع موضوع رئاسة الجمهورية من خلال المبادئ التي تقول إنه مع انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وإن هذا الأمر كان حقاً له وتخلّى عنه وتالياً قدّم تنازلات وتضحيات من أجل لبنان"، ولفت الى "ان عون ربما ليس هو المعرقل إنما كل ما يرفضه حزب الله يُطلب من عون رفضه وكل ما تطلبه سوريا يكلف عون من موقعه المسيحي أن يعبّر عنه".
وعن طرح عون فكرة عقد حوار مع رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري لدى استقباله موسى ورفض قوى 14 آذار والقوى المسيحية تحديداً هذا الأمر، أشار الى "ان هذا الأمر يعود الى أسباب عدّة منها، أن سوريا كانت تقول منذ البداية حتى في مرحلة المبادرة الفرنسية إن المشكلة ليست سورية في موضوع تسهيل مرور الرئيس إنما المشكلة هي مسيحية، وما نقوله في المقابل إن المشكلة هي سورية ـ إيرانية وربما سوريّة فقط وإن ما تريده سوريا من خلال استحقاق الرئاسة هو تحسين ظروفها ووضع اليد على لبنان وأن تعود الى لبنان سياسياً بعدما خرجت منه عسكرياً وأمنياً منذ العام 2005".
ورأى "ان العقدة ليست مسيحية وهي ليست في بكركي كما أعلن السوريون في السابق، وهي ليست لدى عون كما يقولون اليوم"، وقال: "العقدة سوريّة بامتياز بدليل أن المبادرة الفرنسية لم تبدأ عند عون إنما في دمشق، ووزير الخارجية القطري يسعى من خلال الزيارات المكثفة الى دمشق لتذليل العقد وتالياً الاجتماع الذي جمع وزير الخارجية السعودية ووزير خارجية سوريا لم يضم عون اذن لماذا هذا الإصرار السوري لتحميل جانب من الجوانب المسيحية أو قيادة بارزة من القيادات المسيحية أو موقع أساس في داخل هذه الطائفة الذي هو العماد عون مسؤولية عرقلة انتاج أو تسهيل مرور الرئيس، في وقت لدينا الإصرار الكامل أن هذه المعركة ليست معركة مسيحية
".

سامي الجميل جال على بعض القرى الجنوبية والتقى عددا من الاهالي: لا سبيل لخلاصنا الا بالاتحاد سويا بصرف النظر عن انتماءتنا السياسية
وطنية-13-01-2008(سياسة) قام رئيس مجلس الشباب والطلاب في حزب الكتائب اللبنانية بجولة على بعض القرى في الجنوب اللبناني، إستهلها بوضع إكليل من الزهر على ضريح الشهيد المقدم المغوار إبراهيم سلوم الذي إستشهد في معارك نهر البارد، وشارك بعدها في الذبيحة الإلهية عن راحة نفسه في كنيسة البلدة.
وبعد تقديم واجب العزاء لأهل الشهيد، توجه الجميل مع الوفد المرافق إلى بلدة الرميش الحدودية حيث قدم واجب العزاء لأهل الشهيد العميد فرنسوا الحاج ووضع إكليلا من الزهر على ضريحه. المحطة الثالثة من الجولة كانت أمام ضريح كيروز بركات القيادي الشهيد في حزب الكتائب حيث كان بإنتظاره المئات حيث وضع اكليلا من الزهر على ضريحه، من ثم توجهوا سويا إلى مقر إقليم بنت جبيل الكتائبي في بلدة عين إبل، حيث عقد إجتماعا كتائبيا حضره جميع أبناء البلدة.
إستهل الإجتماع بالنشيد الوطني، وكان لرئيس منطقة الجنوب الكتائبية كلمة ترحيبية بالمناسبة أثنى فيها على "الجهود الذي يبذلها الشيخ سامي الجميل في سبيل القضية اللبنانية". بعدها توجه الجميل إلى الحضور قائلا: "أنه لشرف عظيم لي أن أقف اليوم هنا، معكم على هذه الأرض المقدسة، الممزوجة بدم الشهادة منذ مئات السنين، لأتوجه إليكم بأحر التقدير لتضحياتكم وصمودكم في هذه القرى الأبية التي رفضت أن تنحني لأي كان والتي صمدت طوال هذه السنين أمام جميع المخاطر لتحافظ على تاريخها وحضارتها التي نفتخر بها".
تابع: "ومن هذا المنطلق، نحن كمسيحين نريد أن يتم الإعتراف بجميع فئات هذا المجتمع كما نحن نعترف بالجميع، وهذا الإعتراف له شرطان أساسيان: أولا، لا يمكن أن يكون هذا الإعتراف ناقصا أو مشروطا، فإما أن يكون إعترافا كاملا أو لا يكون. لذلك على الآخرين الإعتراف بنا وبتاريخنا وحضارتنا وهويتنا وتضحياتنا من دون أي تجزئة، ثانيا، هذا الإعتراف لا يمكن أن يكون بالقوة بل يجب أن ينبع من إرادة ذاتية". وعن الوضع المسيحي - المسيحي، قال الجميل: "لم يعد من مبرر لعدم وقوفنا جنبا إلى جنب. فما يجمعنا أكبر بكثير من ما يفرقنا، لقد جمعتنا الرسالة التاريخية التي أديناها في هذا الشرق و التي منها كونا ثقافتنا ولأجلها قدمنا التضحيات فكان لنا هذا الوجود الحر من دون منة أحد، وطريقة عيشنا وعاداتنا وتقاليدنا. وللحفاظ على كل ذلك يجب علينا نحن جيل الشباب تحمل مسؤولياتنا، وليس هناك من سبيل لخلاص المسيحيين سوى الإتحاد سويا مهما كانت إنتماءاتنا السياسية والحزبية، للعمل على أساس المحبة والثقة. هذا على الصعيد المسيحي العام فكيف بالأحرى المناطق الحساسة كالقرى الحدودية؟" وختم: "كونوا على يقين بأن الكتائب اللبنانية معكم وإلى جانبكم، فما جدوى الأحزاب المسيحية كلها إذا توانت عن لعب الدور المطلوب منها في هذه المناطق خصوصا بعد إنسحاب الإحتلال السوري، ونؤكد لكم بأننا منفتحون على الجميع شرط عدم التفريط بالثوابت الأساسية".
 

المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء: على اللبنانيين وضع ثقتهم بجهود الجامعة العربية وانتخاب رئيس جديد يجب إن يكون الهم الأساسي للجميع
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) أصدر المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء، مساء اليوم، البيان التالي: "مع مغادرة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى لبيروت، بعد جولة من الاتصالات مع الاطراف المعنية، على أمل إن يعود الى لبنان خلال الايام المقبلة لاستئناف جهوده من اجل وضع مقررات مجلس الجامعة العربية موضع التنفيذ وصولا الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة اتحاد وطني جديدة، يهم المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء أن يشدد:
اولا: على ضرورة إن يضع اللبنانيون كامل ثقتهم بجهود الجامعة العربية من اجل اخراج لبنان من المأزق الراهن، فقد كان الاحتضان العربي للبنان في السابق فاتحة خير وهو اليوم سيبقى الطريق الى الخلاص من المازق.
ثانيا: على ضرورة إن يكون انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية هو الهم الاساسي لدى كل الاطراف، والحكومة ساعية الى الاسهام في تحقيق هذا الهدف كأولوية مطلقة. كما يهم المكتب الاعلامي أن يؤكد أن خلاص اللبنانيين لا يكون الا بوفاقهم الوطني وبتعاونهم في التصدي لكل التدخلات الخارجية وفي مواجهة جميع الاخطار".

 لشيخ قاسم: مهما حاولوا ان يضيقوا علينا سيبقى حزب الله صادقا في تبيان الحقائق
وطنية- 13/1/2008 (سياسة) القى نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة أمس في الليلة الرابعة من ليالي عاشوراء في قاعة ثانوية شاهد- طريق المطار، جاء فيها: "مهما حاولوا ان يضيقوا علينا، وان يتهمونا بتهم مختلفة، فإن حزب الله سيبقى واضحا وصريحا في مخاطبته لجماهيره وصادقا في تبيان الحقائق حتى لو كانت مرة، لأننا ما اعتدنا يوما أن نتحدث مع الناس إلا على أساس أنهم يفهمون، ومن حقهم أن يتعرفوا على الحقائق والوقائع، وأن يعرفوا صديقهم من عدوهم وأن يحددوا مسارهم، وهذا ما فعلناه من اليوم الاول، كنا دائما نقول إسرائيل عدو، لأنها احتلت الارض ولأنها تعتدي على الناس، ولأنها تقتل وتأسر، ولأنها تخترق أجواءنا ولأنها تريد أن تفرض وجودها بالقوة على حساب شعبنا ومنطقتنا، وقال الآخرون أن إسرائيل قوية لا نستطيع أن نواجهها، ومعها أمريكا والدول الكبرى ومجلس الامن، إذا علينا أن نكون قنوعين فنقبل بها، قلنا لهم أن هذا خطأ لأن الناس من حقها أن تكون عزيزة في أرضها، وأن تستعيد حقوقها فقالوا لنا: لكن هؤلاء الناس سيدفعون ثمنا كبيرا ونحن نريد إراحتهم، فأجبناهم أن الثمن الذي ندفعه من أجل استرداد حقوقنا ببعض الشهداء هو أقل بكثير من ثمن الذل الذي تريدوننا عليه، وهذه تجربة احتلال اسرائيل لفلسطين ولعدد من بلدان المنطقة العربية، رأينا أن اسرائيل خلال 60 سنة من المفاوضات، ومن خلال الاستكبار ومن خلال العودة إلى عدم إثارة اسرائيل وازعاجها قد بقي احتلالها، وأثر أثرا سلبيا على المنطقة، بينما عندما انطلقت المقاومة الفلسطينية والاسلامية والعربية، وأدت دورها وتجسدت في نهاية المطاف في التجربة الرائدة لحزب الله في لبنان، استطاعت هذه المقاومة أن تحقق انجازات مهمة، وأول وأعظم إنجاز كان التحرير سنة 2000 وثاني انجاز كان في اخراج إسرائيل من أرضنا في الانتصار الالهي الكبير في تموز 2006، مما يدل على أن الصدق مع الناس يجب أن يكون حاضرا، وأن في الناس خيرا ونستطيع من خير الناس أن نحقق المعجزات فلماذا نخاف ولماذا نتراجع"؟

 لبعريني:من واجب الجميع على الساحة اللبنانية تسهيل الحل العربي
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) رأى رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني في بيان اليوم، "ان واجب الجميع على الساحة اللبنانية ان يسهلوا مسار الحل العربي لجهة الارتباط بين الانتخاب الرئاسي وصيغة الحكومة العتيدة وقانون الانتخاب". وقال: "ان الحل العربي مطلبنا ونمنحه التأييد والدعم ونطالب جماعة التدويل باخذ موقف من تقرير لارسن التدويلي ومن التدخلات الاجنبية التي لا تجلب الا الويلات"، ودعا "الحلفاء في المعارضة الى العمل لعقد لقاء تشاوري موسع يتم في خلاله عملية وضع رؤية موحدة للامور، خصوصا تحديد ما هو المطلوب كي يكون اي تحرك مقبل وفي شكل ديموقراطي في اتجاه ما هو متفق عليه بما يؤمن حلا وطنيا عربيا". وختم البعريني، داعيا الى "ضرورة التنبه لاي تحرك او طرح تحصل منه حالات فئوية طائفية او مذهبية او مناطقية".

 مكي: لنبذ كل دعوات الشقاق وبناء البيت اللبناني بالتفاني
وطنية - النبطية - 13/1/2008 (سياسة) احيت بلدة حبوش - النبطية ذكرى اسبوع زينب نعمة باحتفال اقيم في النادي الحسيني، تحدث فيه امام البلدة العلامة المفتي في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى السيد علي مكي، داعيا الى "نبذ كل دعوات الشقاق ولو كانت تحت اي عنوان وتحت اي جسم"، وقال: "ان من يعمل في هذه الايام لجعل عاشوراء مادة للشقاق لن ينتمي الى الحسين ولا الى محمد، عاشوراء باب اجتماعنا وباب قوتنا ومقاومتنا، عاشوراء باب جهاد كل الطوائف ولا جهاد من دون تلاق ووحدة وحب". اضاف: "علينا ان نركز على صياغة البيت اللبناني من خلال التفاني والتفاعل مع الاخر وتقديم النفس قربانا على مذبح القضية والوفاء من اجل الاخر. حرام علينا في هذا الوطن ان نؤسس للشقاق الذي هو عدو الشرائع".  

النائب فتوح: سلبية المعارضة يمكن أن تودي بالبلاد إلى مزالق خطرة
وطنية- 13/1/2008 (سياسة) اعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتوح أمام وفد يمثل أندية بقاعية زاره في منزله في شتوره أن "سلبية المعارضة تجاه المبادرة العربية يمكن أن تودي بالبلاد إلى مزالق خطرة جدا لا يعرف لها فرار"، وأسف "لعدم تجاوب المعارضة مع رغبة الشعب بانتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية كخطوة أساسية تمنع استمرار الفراغ ومن ثم الانطلاق بورشة عمل تطال الملفات كافة، ولكن يبدو أن هذا الفريق اختار الفراغ عن سابق تصور وتصميم". وقال: "علينا ألا نضيع فرصة الاحتضان العربي للقضية اللبنانية لأن مصير بلدنا على المحك، وعلى البعض ألا يتماهى باللعب بمصير لبنان واستقلاله خدمة للمشروع الإقليمي المتوثب لتحقيق مكاسب يعزز من خلالها استمراريته في السلطة، ويحقق أطماعه السياسية والاقتصادية. العرب وفي مقدمهم السعودية ومصر ومعهم المجتمع الدولي المتعاطف مع استقلال لبنان وحريته، يعلم أن سبب العرقلة ليس له علاقة بالشعارات المتداولة داخليا ولا سيما منها تلك التي ترفعها المعارضة لتضلل المواطنين، بل بموضوع المحكمة الدولية". أضاف: "على العرب والمجتمع الدولي الاستمرار باحتضان المحكمة الدولية وتوفير كل ما من شأنه الإسراع بإطلاق عملها من أجل محاسبة قتلة الرئيس رفيق الحريري وشهداء انتضافة الاستقلال ومحاكمتهم، فالمحكمة ضمانة أساسية لانتصار ثقافة الحياة على ثقافة الموت، ونحن الاستقلاليون سنبقى أوفياء لثقافة الحياة ولن نتخلى عن تعميمها مهما كثرت الصعاب ومحاولات نسف المبادرات الخيرية وآخرها المبادرة العربية التي نأمل أن تنجح بإزالة العقبات التي وضعتها المعارضة في وجهها".  

الوزير متري غادر الى مدريد بدعوة من الرئيس الاسباني
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) غادر إلى مدريد وزير الثقافة الدكتور طارق متري للمشاركة في "المنتدى العالمي لتحالف الحضارات" تلبية لدعوة رئيس الوزراء الإسباني خوزيه لويس ساباتيرو، وسيشارك الوزير متري أيضا في إجتماع أصدقاء تحالف الحضارات الذي يحضره وزراء وشخصيات سياسية وثقافية من سبعين بلدا ومنظمة دولية. ويعمل تحالف الحضارات الذي تأسس بمبادرة من إسبانيا وتركيا، تحت كنف منظمة الأمم المتحدة وقد عين أمينها العام رئيس البرتغال السابق خورخي سامبايو ممثلا شخصيا له يشرف على أعماله.  

النائب رعد: أي مبادرة لا تنطلق من حفظ حق المعارضة في المشاركة بالسلطة لن تنجح
وطنية- النبطية- 13/1/2008 (سياسة) رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال مجلس عاشورائي أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة الزرارية، "أن ليس هناك من باب للخروج من الازمة الراهنة الا بمشاركة المعارضة في القرار السياسي، وكل ما عدى ذلك هو محاولات في غير محلها، وأن أي مبادرة لا تنطلق من حفظ حق المعارضة في المشاركة في السلطة لن تجد لها طريقا للنجاح", وقال: "ان المعارضة ملتزمة بموقف ثابت لا تحيد عنه، وليعطل بوش كل ما شاء من مبادرات الا أنه سيخضع في النهاية لثباتنا هو وادواته". اضاف: "ان الرئيس الأمريكي بوش يعمل على تعطيل كل المبادرات التي تنطلق من حفظ حق المعارضة بالمشاركة في السلطة. ان كل العالم سوف يعترف في النهاية بوجود معارضة في لبنان ولا يمكن لسلطة ان تحكم من دون مشاركتها. لماذا تريد المعارضة ان تشارك، لان من هم الان في السلطة ليسوا اهلا لتسلم امانة البلاد، ولسنا واثقين من اداء كل هؤلاء الذين يشكلون اليوم فريق السلطة, ولذلك حتى نطمئن على امن اهلنا وعلى حقوقهم وعلى مصلحة بلدنا وعلى سيادته واستقلاله وعلى عدم انصياعه وخضوعة للوصايات الاجنبية، يجب ان نشارك في القرار السياسي في هذا البلد, هذا موقف نهائي ثابت لن نحيد عنه وهذا الثبات تعلمناه من كربلاء".
وتطرق النائب رعد الى موضوع توطين الفلسطينيين، فقال: "ان بوش وعد الفلسطينيين باقامة دولة فلسطينية غير معروفة الحدود وغير معروفة السيادة, لكن مقابل هذا الوعد يجب ان يتخلى الفلسطينيون عن حقهم في العودة الى ارضهم, هذا ما يريده كبير الطغاة بوش، ان يوطن الفلسطينيين خارج ارضهم وان يعوض عليهم بالمال عن الارض وان يكرس يهودية اسرائيل كدولة معترف بها وان يفرض على العرب واللبنانيين والمسلمين الاعتراف بالدولة العبرية المحتلة والغاصبة للقدس وفلسطين". واسف النائب رعد "ان يكون بعض زعماء العرب الذين أضاعوا كل المقاييس لكي يرضى عنهم بوش ويبقيهم في مواقعهم عملوا سابقا على ترويج هذه الاكاذيب وهم تناسوا انهم جزء من هذه الامة".
 

حايك: من يعرقل اللقاءات الثنائية مسؤول عما ستؤول اليه المبادرة العربية
وطنية - الزهراني - 13/1/2008 (سياسة) اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" جميل حايك، في احتفال تأبيني في بلدة الزرارية، "ان الفريق الآخر يدخل المبادرة العربية في دهاليز الارقام علما انها واضحة ولا تحتاج لاي تأويل او تفسير، والمطلوب ازالة العوائق التي تبرز كلما حصل تقارب وخطونا خطوة في اتجاه الحل. وهذه العوائق تتجلى اشارات بعدم الرغبة في التسهيل دون الالتفات الى خطر المشروع الاميركي - الاسرائيلي وما يخطط للمنطقة حيث كل الدعم للكيان الصهيوني دون سواه، وعلى الجميع الحذر لان العدو يخطط للاستفادة من هذا الدعم على الساحتين اللبنانية والفلسطينية". ورأى حايك "ان من يعرقل ويرفض اللقاءات الثنائية يتحمل مسؤولية ما ستؤول اليه المبادرة العربية وان دفء العلاقات العربية - العربية لا سيما العلاقات السورية - السعودية ينعكس ايجابا على الساحة اللبنانية". وختم محذرا من نتائج جولة الرئيس جورج بوش ورؤيته للحل في المنطقة واسقاطه لحق عودة الفلسطينيين الى ارضهم مقابل الدعم الكامل للكيان الصهيوني واثر ذلك سلبا على مجمل الوضع اللبناني.  

فضل الله: لتوديع الرئيس الأمريكي كمجرم حرب ورمز إرهابي سنوات حكمه هي الأكثر دموية وسوداوية ومجازر في منطقتنا
وطنية- 13/1/2008 (سياسة) علق السيد محمد حسين فضل الله في تصريح اليوم على زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، وأشار إلى أن "الشعوب العربية والإسلامية تابعت زيارة الرئيس الأمريكي التي تأتي في وقت بدأت تتكشف أكثر أهداف لعبة المحافظين الجدد في المنطقة ومخاطرها، كما بدأ الكثير من هذه الأهداف يتساقط بفعل رفض شعوبنا لسياسة هذه الإدارة وشعور الأمريكيين أنفسهم بأن إدارة الرئيس بوش باتت تمثل الخطر على مستقبلهم وأن هذا الرئيس هو الأكثر فشلا في تاريخ الرؤساء الأمريكيين، وبالتالي فإن محاولات تجميل صورته عبر هذه الزيارة لن تفلح ولن يفلح معها سعي الرئيس الأمريكي نفسه لتلميع صورة رئيس وزراء العدو الذي ينتظر مصيره في ضوء التقرير النهائي للجنة فينوغراد".
وقال: "كانت سنوات حكم الرئيس الأمريكي هي أكثر السنوات دموية وسوداوية في حق البشرية كلها منذ الحرب العالمية الثانية، وهي الأكثر ظلما وقتلا ومجازر في منطقتنا وخصوصا في العراق وأفغانستان وفلسطين، كما أنها كانت سنوات شؤم استطاع خلالها بوش وإدارته المحافظة، تدمير السلام العالمي ونشر الفوضى والقتل والدمار الاقتصادي والأمني واللااستقرار السياسي في أكثر بلداننا، وباتت بلدانا إسلامية كبيرة كباكستان عرضة للتمزيق والانقسامات وموجات الفوضى الأمنية السياسية والقلق الاجتماعي والنفسي بفعل السياسة الخارجية الأمريكية التي غذت حركات التطرف ونمتها ودعمتها، ثم أطلقت يد الحكومات لشن الحروب ضدها تحت عنوان محاربة الإرهاب". أضاف: "نعتقد أن البضاعة التي يحاول بوش تسويقها في المنطقة، وهو على أبواب السنة الأخيرة له في البيت الأبيض، هي بضاعة كاسدة وغير قابلة للتسويق، كما نعتقد أن الشعوب العربية والإسلامية التي خبرت إدارته المحافظة تدرك جيدا بأن فاقد الشيء لا يعطيه، وأن ما يتحدث عنه بوش من "دولة قابلة للحياة" في فلسطين المحتلة لا يعدو عن كونه سجنا فلسطينيا حقيقيا داخل الجدار العازل وجزرا أمنية وجغرافية مقطعة الأوصال تتناحر في ما بينها وتسلك طريق الفتنة الداخلية قبل أن تحظى بالرضى الأمريكي والإسرائيلي، فتأخذ عنوان الدولة غير القابلة للحياة بعد شطب مسألة عودة اللاجئين وإسقاط القدس من التداول وإعلان إسرائيل دولة يهودية خالصة لا مكان فيها للعرب إلا إذا تهودوا أو تصهينوا". ورأى أن "ما يقدمه بوش للعرب والمسلمين هو السم الزعاف فيما يحاول إنقاذ جيشه المحتل للعراق وأفغاستان وإنقاذ الاحتلال الإسرائيلي بعد الضربات المتلاحقة للمقاومة وبعد عجز إسرائيل عن لي ذراع الشعب الفلسطيني على الرغم من المجازر واستقبال الزعماء العرب له على وقع التهديدات السياسية والاقتصادية وتحجيم الأدوار ومحاصرة حركتهم السياسية إذا شذت عن القاعدة الأمريكية المرسومة سلفا".
وقال: "كنا ولا نزال، ننتظر أن تنطلق أصوات عربية صريحة تقول للرئيس الأمريكي إن محاولاته الرامية للتخويف من إيران وتقديمها كعدو استراتيجي للعرب هي محاولات فاشلة، وإن اختلاق أعداء للمسلمين من داخلهم لتسويق مبيعات الأسلحة الأمريكية في المنطقة هو من الأمور التي باتت مكشوفة وخصوصا بعدما بدأت حركة الصداقة العربية الإيرانية في قلب العنوان الإسلامي تتلمس طريقها لوضع أسس متينة لعلاقات تتجاوز المسألة السياسية، إلى الجانب الفكري والثقافي والأمني وما إلى ذلك، وإن محاولات بوش لخلق عناصر جديدة للمواجهة مع إيران هي محاولات تنطوي على مخاطر تطاول الواقع العربي والإسلامي كله، وينبغي التصدي لها من الجميع". وختم فضل الله: "نريد لشعوبنا العربية والإسلامية أن تودع الرئيس الأمريكي بما يليق به من المواقف الحاسمة التي تعلن أنه شخصية غير مرغوب فيها ويمثل الجريمة بكل عناوينها الأمنية والاقتصادية والسياسية، وأن سيرته في حركة الجريمة ضد شعوبنا تقتضي العمل السريع لتقديمه للمحاكمة كمجرم حرب ورمز بارز من رموز ترويج الإرهاب في المنطقة والعالم".
 

عباس شدد على ضرورة الحوار والتفاهم لخلاص لبنان من محنته
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) شدد عضو قيادة "حركة أمل" في الجنوب عباس عباس على "ضرورة الحوار والوحدة والتفاهم لخلاص لبنان من محنته وليكون قويا امام تحديات الكيان الصهيوني الغاصب". كلام عباس جاء خلال احتفال تأبيني للفقيدة الشابة سلوى عز الدين في بلدة باريش نظمته حركة "أمل" واهالي البلدة في حسينية البلدة في حضور حشد من المعزين. أضاف: "ان الظروف التي يعيشها لبنان هي ظروف تخدم منطق تشتيت قوة لبنان واضعافه, والضغط على المقاومة, وان اسرائيل تحاول ان تعرقل كل ما هو لصالح لبنان". كما ألقى القاضي الشيخ حسين درويش كلمة شدد في خلالها على "الصراع الفكري والثقافي ومحاولات نشر الافكار الغربية والمنحرفة". قدم للاحتفال سليم عز الدين, كما أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري معزيا بالفقيدة.  

النائب فضل الله: المبادرة تواجه محاولات تعطيل اميركية بأيد داخلية
وطنية- 13/1/2008 (سياسة) اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله في احتفال تأبيني في حداثا في حضور النائب ايوب حميد ومعزين، ان "المبادرة العربية تواجه محاولات تعطيل اميركية تنفذ بأيد داخلية من خلال تصعيد الشروط ووضع التغيرات والتعقيدات في وجه هذه المبادرة التي نريد لها النجاح".
وقال:"أوضحنا للأمين العام للجامعة العربية ان المعارضة فوضت العماد ميشال عون ليفاوض باسمها وهي مفنتحة على كل نقاش وان مرتكزات الحل واضحة من خلال التفاهم السياسي على السلة الكاملة التي قدمتها المبادرة العربية من دون زيادة او نقصان، وهذا التفاهم السياسي يحتاج في بنده الاساسي، اي الحكومة، الى ضمانات جدية وواضحة لاننا فقدنا الثقة في كل التزام محلي مع هذا الفريق الذي تعود الانقلاب على كل تفاهم".
وأكد أن "مرتكزات الحل التي تريدها المعارضة من خلال البنود الثلاثة اي الرئيس التوافقي الذي اتفقنا عليه وحكومة الشراكة الوطنية وقانون الانتخابات هي مرتكزات الحل التي تحتاج الى تفاهم سياسي بين الموالاة والمعارضة وهذا التفاهم يحتاج بدوره الى ضمانات جدية وواضحة، ومن خلال هذه الصيغة التفاهمية نضع القطار على السكة الصحيحة ونمضي جميعا الى اعادة تشكيل هذه السلطة السياسية بعيدا عن التعطيل والعرقلة الخارجية الاميركية التي تريد للبنان ان يبقى تحت وصايتها وهيمنتها لتستطيع هذه الادراة ان تنفذ ما تريد فيه، ولكن في هذا البلد معارضة وشعب ابي لا يسمح لها بأن تحقق بالسياسة ما عجزت عنه في الحرب العسكرية الاسرائيلية".
والقى الامين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب عضو المكتب السياسي في حركة "امل" بلال شرارة كلمة اعتبر فيها ان "سلام لبنان سلام ابيض يتأسس من دون غالب او مغلوب وخارج الفئوية والاحادية"، وقال: "نحن الذين خرجنا، نطلب الاصلاح في وطننا ونرحب بالمبادرة العربية من منطق عروبتنا المدعومة بكل تعبيرات المقاومة ونفهم اللغة العربية تماما وعربيتنا غير مؤسسة بلغات التعريب. نقول في تفسيرنا اننا مع ترشيح العماد سليمان وانتخابه وفق التفسيرات الدستورية التي اعلنها دولة الرئيس نبيه بري إنما من منطلق عدم ثقتنا ببعض اطراف الاكثرية نريد ان نعرف مسار الامور وتحديداتها كما نريد حكومة وحدة وطنية متفق على مهامها وتشكيلها وفق ما جاء في بيان الجامعة العربية بحيث لا يمتلك اي طرف الارجحية ولا يمكنه التعطيل، وانما وزراء رئيس الجمهورية يشكلون الارجحية".
وأكد ان "التفاوض على مطالب المعارضة منوط بالعماد عون ولا نقبل من الذين فاوضوه في باريس والرابية بالامس ان يضعوا الفيتو عليه اليوم".
والقى رئيس البلدية محمد عسيلي كلمة تحدث فيها عن مزايا الراحل.

الحاج: لماذا يصرون على ان تكون لهم الكلمة العليا في القرارات المصيرية؟
وطنية- النبطية- 13/1/2008 (سياسة) اعتبر عضو المجلس السياسي في "حزب الله" مصطفى الحاج، خلال المجلس العاشورائي الذي أقامه الحزب في بلدة حومين الفوقا، "ان المعارضة تستحق اكثر مما تطالب به بكثير، فهي تمثل بشهادة الجميع اكثر من 65 في المئة من الشعب اللبناني"، وسأل "لماذا يصرون دائما على الاستئثار بكل شيء وعلى ان تكون لهم الكلمة العليا في القرارات الاساسية والمصيرية"؟ ورأى "ان المقاومة ستبقى في دائرة الاستهداف من الادارة الاميركية لانها هي التي تحول دون تمكين اميركا واسرائيل من نقل لبنان من موقع المقاومة والممانعة الى موقع الذلة والخضوع للولايات المتحدة الاميركية". وختم بالقول: "اصغوا الى ما قاله بوش في فلسطين تعلمون ما هي معالم المشروع الاميركي المعطاة للبنان وللمنطقة وتعلمون اي التزامات مقدمة ولماذا يعطل الاميركي دائما اي حل او مبادرة ويقطع الطريق اذا ما كانت التسوية ستكون وطنية حقيقية".

 النائب الحاج حسن: لن نذهب الى انتخابات رئاسة الجمهورية من دون حل سياسي يضمن الشراكة الحقيقية في القرار والحكومة
وطنية- 13/1/2008 (سياسة) دعا النائب حسين الحاج حسن "قوى 14 آذار للرد على الرئيس الاميركي جورج بوش في موضوع التوطين وتقديم التعويضات على الفلسطينيين ورفض ما قاله خلال زيارته الى فلسطين المحتلة", معتبرا "ان الفريق الحاكم همه الاساسي هو كيفية مواجهة المعارضة وكيف يعطل المبادرات في لبنان, وليس كيف يواجه الاخطار التي تهدد لبنان والمنطقة". اضاف: "ان الخلاف بيننا وبينهم هو موضوع الشراكة في الحكومة ويرفضون ان نكون شركاء في القرار والوطن وما يخشاه هؤلاء تخشاه اميركا وما يرفضه هؤلاء ترفضه اميركا، عندما يكون للمعارضة شراكة في القرار سوف يتعطل القرار الاميركي ونحن نعرف ماذا تريد اميركا في لبنان, وفي التالي نعرف ما يفترض ان ينفذ فريق 14 شباط من السياسات الاميركية في لبنان, ونعرف ان اميركا تريد لبنان منصة لسياستها في مواجهة المقاومة في لبنان, وفي التالي فريق 14 شباط ينفذ سياسة اميركا في مواجهة المقاومة في لبنان, وفي مواجهة سوريا ايضا وفي مواجهة المقاومة في فلسطين وايران وفي مواجهة حق العودة للفلسطينيين".
وتابع: "لذلك نحن في المعارضة لا نريد ساحة لاميركا ولا لسوريا ولا لايران نحن حلفاء ايران وسوريا في مواجهة سياسات اميركا, ولسنا اتباع ايران وسوريا ولكن هم اتباع اميركا". اضاف: "ان قوى 14 شباط هم الذين عطلوا اللقاء الثنائي مع النائب العماد ميشال عون لانهم لا يريدون الشراكة, ولكنهم يريدون تنفيذ سياسة اميركا, وان هذا الفريق لا يقول ماذا يريد, ولكن نحن في المعارضة لن نذهب الى انتخابات رئاسة الجمهورية من دون حل سياسي يضمن الشراكة الحقيقية في القرار والحكومة, ومفتاح الحل يكمن لديهم الا اذا همس المسؤولون الاميركيون في آذانهم ان ينتظروا تطورات اقليمية قبل ان يتوافقوا على تسوية في لبنان، اذا كان هذا ما ينتظرونه, نقول لهم ان المشروع الاميركي معطوب وسيسقط يوما من الايام, ولن نتهاون في المشروع الاميركي, ونحن وحلفاؤنا في المنطقة سوف نسقط المشروع الاميركي كما اسقطناه عدة مرات". وقال: "نحن يدنا ممدودة للحل, ولكن في نهاية المطاف هم المسؤولون عن تعطيل الحلول وفي حال كان له تداعيات فهم الذين يتحملون مسؤولية هذه التداعيات واننا ننتظر الايام المقبلة لنرى ماذا يمكن ان يحصل". كلام النائب الحاج حسن جاء خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة عين التينة - البقاع الغربي في حضور فاعليات منطقة البقاع الغربي واهالي البلدة.

 لشيخ قبلان:للابتعاد عن كل تشنج واجتناب كل مايشرذم اللبنانيين واستلهام العبر والدروس من ذكرى عاشوراء بأبعادها الانسانية
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان جميع القوى في لبنان الى الابتعاد عن كل حساسية وتشنج والى اجتناب كل ما يشرذم اللبنانيين لا سيما في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن. وقال قبلان ما دام الجميع متفق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية لماذا التنكر للشراكة والوحدة وهل في لبنان من هو لبناني ومن هو غير لبناني؟. الشيخ قبلان الذي كان يتحدث في حفل تأبين المرحوم الدكتور كامل سليمان في بلدة البياض - قضاء صور - قال ان لبنان لجميع اللبنانيين ولا يجوز لأحد أن يزايد على الآخر في محبة لبنان وقدرنا جميعا بل شرفنا أن نعيش معا موحدين ومتعاضدين من أجل أن نحفظ بلدنا من الازمات الحادة التي يمر بها والتي بأغلبها من صنع بعض أبنائه ليبقى لبنان صخرة منيعة تتكسر عليها كل المؤامرات والاستهدافات ونفوت الفرصة على كل المصطادين بالماء العكر مشيدا بالتضحيات الجسام التي قدمها الجيش اللبناني والمقاومة ليبقى لبنان محروسا وقويا.
وختم قبلان داعيا رجال الدين الى التركيز على الدعوة للوحدة والمحبة والى كل ما يقرب بين اللبنانيين كما دعا الى استلهام العبر والدروس من ذكرى عاشوراء بأبعادها الانسانية ومعانيها السامية لأن الحسين قدم نفسه وأهله قرابين على مزيج الحرية ومن أجل البشرية جمعاء ومن أجل الاصلاح في المجتمع.

 لسيد صفي الدين: اي محاولة للعدوان على لبنان فاشلة امام تجربة المقاومة
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) أكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين في احتفال تأبيني، حضره النائب المستقيل محمد فنيش والنائب محمد حيدر، "ان أي محاولة للعدوان على لبنان مهما كان مصدره او نوعه ستكون حتما محاولة فاشلة وخائبة أمام تجربة المقاومة التي أضحت مقاومة شعب بأكمله يستحيل على أي قوة في العالم مهما كان جبروتها وطغيانها ان تنال منها". وشدد على "ان أي محاولة من اجل إعادة استهداف المقاومة وسلاحها وشعبها سنرد عليها بكل قوة وعزم لان مقاومينا ما زالوا في الثغور يتربصون اللحظة لمواجهة أي اعتداء يمكن أن يفكر به العدو الإسرائيلي ومن معه ومن وراءه ومن يدعمه".
اضاف:"اذا كان كيان العدو ومعه اميركا ما زال يحتمل ان هناك إمكانية لهزيمة المقاومة بعد حرب تموز 2006 فلن نقول انه مخطىء وواهم فقط بل غبي وأحمق".
ووصف السيد صفي الدين زيارة "بوش" للمنطقة بأنها "زوبعة إعلامية وسياسية كأنها لم تحصل". وقال: ان "بوش" يحاول ان يستخدم أساليب سياسية بالية وبائدة من خلال جمع ما يصطلح عليه ب "المعتدلين" في مواجهة محور المقاومة والممانعة في منطقتنا وامتنا، وهذه احدى أدلة غبائه وضعفه وحمقه. واذا كان "بوش" يعتقد ان التعويضات المالية بإمكانها أن تحل عقدة التوطين فهو مخطىء كثيرا وواهم جدا، لان الوقائع والمعادلات التي فرضت بالدماء والتضحيات لا يمكن ان تتغير". وشدد على "ان لبنان قد اتخذ خيارات سياسية مقاومة وممانعة ليس بإمكان "بوش" وكل العالم أن ينقله منها".

 درغام: لمبادرة العربية آخر المطاف
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) حذر الاخ محمد درغام رئيس مجلس قيادة المرابطون، من مناورات مسؤولين في حزب الله الذين يوزعون الأدوار للاشادة والتعليل بالأمل من جهة وفي نعي المبادرة العربية في حفلة انفصام سياسي خطير من جهة ثانية : وقال في تصريح اليوم:"بعد مغادرة السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، بدأت تظهر مناورات قيادة حزب الله موزعة الأدوار بين مسؤوليها، فمنهم من يشيد بالمبادرة ويعلل النفس والأمل فيه كفرصة أخيرة لحل هاديء، ومنهم من بدأ ينعيها. واشارالى ان عمق المشكلة واضح، هو الأجندة التكتيكية الايرانية-السورية في لعبة الشرق الأوسط، ولبنان كما العراق وفلسطين باتوا أرضا للبازارات، هذه ظاهرة أليمة لكنها واقعة، تتجسد آثارها واضحة في تعنت مجموعة 8 آذار التي تريد الانقلاب على الطائف لزرع الفوضى، تريد استمرار الفراغ الرئاسي لكي تبقى الدولة اللبنانية معطلة تمهيدا لتغييبها.
اضاف":ان لبنان، هذا الوطن الصغير، لايملك لا مساحات شاسعة ولا ثروات ولا مواد أولية، تستعر فيه المواجهة السياسية والأمنية وأحيانا العسكرية (حرب تموز 2006) بهذه الشراسة، هذا ما يدفعنا الى السؤال الكبير الذي يفوق خطر التوطين الذي فجروا بسببه حرب 1975، أليس الهدف هو فرسنة المنطقة من خلال تحالف في ظاهره علوي- شيعي، لكن باطنه هو ضرب العرب والعروبة خدمة لاسرائيل ؟.
وقال:ان الأحرار في الطائفة الشيعية لن يسيروا بمخطط الفتنة المذهبية التي تحاك في لبنان، وهذا ما يجب أن يكون بمعلوم قيادة ثورة الأرز، لن يسير معهم الشارع الشيعي ضد فكرة لبنان الوطن، هذا يدغدغ رؤوس المتشددين . وتابع":ان المبادرة العربية وعلى لسان رئيس أكبر دولة عربية، الرئيس المصري محمد حسني مبارك، هي آخر مطاف هذا العذاب السياسي السادي، لا مجال لها الا النجاح، ولو ان الدبلوماسية والتفاؤل فرضا على الرئيس مبارك الا يذكر عواقب الفشل، فنحن نقول لتجمع 8 آذار ولحزب الله تحديدا العاقبة هي حرب داخلية.قد لا تنفجر الحرب اليوم أو غدا، لكنها ستقع، لأن البديل عن النظام هو الفوضى وأمن ذاتي في وجه أمن ذاتي، وشارع بوجه شارع، فهل تعتقدون انها لعبة؟ ربما انها لعبة كبار جديدة لكن حتما لن يفهمها الشباب الصغار.ان الواجب الوطني والديني الشرعي، يدعو كل الشرفاء المؤمنين في لبنان وبلبنان، ان يكونوا صفا واحدا خلف مؤسسات الدولة الشرعية السياسية والأمنية، لانجاح استكمال الاستحقاق الرئاسي وكل الاستحقاقات اللاحقة.ليس من العدل والمنطق التعصب لسلطة الرئيس نبيه بري وموقعه الدستوري المعطل بسبب قراره اغلاق مجلس النواب، مستفيدا من دعم نسبة هامة في طائفته، ثم يخرج على وسائل اعلام 8 آذار، صبية وصبايا يمعنون تطاولا على شخص الرئيس فؤاد السنيورة بدون احترام النسبة الساحقة المؤيدة له في طائفته. وختم":ان الاستكبار السياسي لو أخفى في طياته مآرب أو مصالح خاصة للطائفة الشيعية الكريمة كنا تراجعنا، على قاعدة من العب للجيبة، لكن هذه الغطرسة والاستعصاء هو أمر عمليات من رأس الفتنة، وهي الطغمة الحاكمة في ايران التي تحلم بزرع الفوضى في العالم العربي والاسلامي انتقاما لعرش فارس، فمن واجبنا الشرعي أن نقاوم.

 لوزير قباني رعى حفل المقاصد بمناسبة نيلها جائزة الشارقة للعمل التطوعي: الاوطان تقوم على الانتماء الوطني الجامع الذي يعلو فوق الانتماءات الفئوية
وطنية- 13/1/2008(متفرقات) رعى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني الحفل الذي أقامته جمعية المقاصد بمناسبة نيل وحدة المتطوعين المقاصديين المرتبة الأولى في مجال الطفولة والشباب، ضمن جائزة الشارقة للعمل التطوعي الدورة الأولى عربياً 2007، وذلك في معهد التمريض العالي الوطني، بحضور رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق، أمين السر العام لجمعية المعلمين في دولة الإمارات عبد الله كتارة، نقيب المعلمين في لبنان نعمة محفوض، ممثل المنظمة العربية في المنظمة الدولية للتطوع ميلو غصين، أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب مروان فارس، ممثل عن الشيخ سامي أبو المنى رئيس مؤسسة العرفان التربوية وممثلين عن رؤساء المؤسسات التربوية والجمعيات الكشفية وحشدٍ من الشخصيات. استهل الحفل بعرضٍ لنشاطات وحدة شئون المتطوعين، ثم ألقت منسقة الوحدة كارينا نقاش كلمةً شكرت فيها كل من ساهم في نيل هذه الجائزة، ثم قدمت الجائزة لرئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق. وتحدثت ملكة جمال لبنان نديم نجيم عن أهمية العمل التطوعي في لبنان.
كتارة
وألقى أمين السر العام لجمعية المعلمين في الإمارات عبد الله كتارة كلمةً جاء فيها: "العمل التطوعي هو سلوك إنساني وإن الذي يعيش من أجل الآخرين يرى الحياة متسعة اتساع الكون، تبدأ منذ خلق آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هكذا هي الحياة بالنسبة لمن يقوم بخدمة الآخرين ويعيش من أجل الآخرين، والذي يعيش من أجل نفسه يرى الحياة ضيقة تبدأ بولادته وتنتهي بوفاته، هذا ما قاله الحكماء في مجال التطوع والعمل التطوعي، وقالوا أيضاً: ليست العبرة في أن تضيف سنوات إلى حياتك، وإنما العبرة أن تضيف حياة إلى سنواتك، ووالله لا تضاف الحياة إلى السنوات إلا أن يعمل الإنسان من أجل الآخرين".
الداعوق
ولفت رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق أن نيل الجائزة جاء باكورة 130 عاماً على تأسيس الجمعية، وأكد أن العمل التطوعي عامل أساسي في بناء المجتمعات، ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين، وهو ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معنى الخير والعمل الصالح، معتبراً أن العمل التطوعي الاجتماعي من الأمور الأساسية والمهمة التي تسعى إليها كافة المجتمعات من خلال توظيف طاقات الشباب وتوجيهها نحو انتمائهم ومشاركتهم ومساهمتهم بفعالية في إنماء وتطوير مجتمعهم وبنائه. وقال: إننا نهدف في تربيتنا المقاصدية لإنماء شخصية الفرد إنماءً كاملاً وإلى تعزيز احترام الإنسان والحريات الأساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة والتضامن، وفهم واحترام الآخر وثقافته وحضارته وقيمه، كما نعلّم أبناءنا ثقافات التطوع والمواطنية والسلام والمساواة، وصون التراث الثقافي للإنسانية، لذلك نجد أبناء المقاصد طليعةً متقدمة في صفوف أترابهم متميزين في شتى المجالات. وتوجه إلى الوزير قباني بالقول: لقد أنرت وزارة التربية بالوهج الذي تستأهله، فهي وزارة الأجيال الطالعة، هي الغد الحتمي للبنان، هي من يحضِّر المواطن الصالح منذ نعومة أظفاره. تابعتَ كل ذلك يا معالي الوزير، كما في كل ما تقوم به، بإخلاص مثالي، كما يُنتظر من مواطن صالح، وإننا نتضرع إلى المولى تعالى بأن تزول هذه الغيمة السوداء وأن تَظهر الحقيقة عن أداء حكومتنا الجيد والأمين والمخلص لهذا الوطن، والذي تقومون به من حول ومع دولة الرئيس الأستاذ فؤاد السنيورة... لبناننا حقيقة ملموسة وكبيرة وليس سلعة للمتاجرة به وبنظامه وكيانه . وقدم الداعوق الشكر والتقدير إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والشيخة جواهر القاسمي ولمجلس أمناء الجائزة وعلى رأسها وزير الصحة الإماراتي الأستاذ حميد القطامي والجهات الداعمة.
الوزير قباني
ثم ألقى الوزير خالد قباني كلمةً استهلها بالقول : كان ليفتخر بكم كثيراً أيها المتطوعون لو كان حياً، إنه دولة رئيس مجلس الوزراء المرحوم صائب سلام، وكان أيضاً ليفتخر بكم كثيراً من احتضن المقاصد ووضعها في قلبه، دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري،إنه يفتخر بكم كثيراً ويعتز بكم أيها المتطوعون، إنه دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة. وأكد أن المقاصديين هم نور المجتمع وحملة المشاعل التي أضاءها سلف صالح تطوع لحمل رسالة التربية على العلم والإيمان يوم لم يكن للدولة مدارس رسمية تواكب تطور العلوم والمعارف الحديثة وفي زمنٍ كانت الحاجة ماسة كما هي اليوم إلى التنشئة على الإيمان الذي ينبع من فطرة الدين لا عصبية فيه ولا تطرف بل تسامح واعتدال وانفتاح. أضاف: لقد أثبتت المقاصد جدواها وتميزها وقدرتها على نشر وتعميم فكرة التبادل والتعاون في مجالات العمل الاجتماعي بين الشباب وتنمية العمل الجماعي لدى المتطوعين وتدريبهم على مفاهيم وتقنيات العمل التطوعي وتوطيد العلاقات مع الجمعيات الأهلية المحلية والمنظمات الحكومية، وأقامت شبكة من العلاقات مع الدول المتوسطية والأوروبية من خلال المشاركة في البرنامج الشباب المتوسطي الأوروبي ونشاطاته المتنوعة من دورات تدريبية ومؤتمرات شبابية والمساهمة في برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين وبرامج المنظمة الدولية للجهود التطوعية، لذلك استحقت وحدة شئون المتطوعين المقاصدية عن جدارة جائزة الشارقة للعمل التطوعي لهذا العام التي تُمنح تقديراً للقائمين على دعم وإرساء الجهود التطوعية في سائر المجالات، وذلك بنيلها المرتبة الأولى في مجال الطفولة.
فهنيئاً لوحدة المتطوعين المقاصدية ولجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، ولتكن هذه الجائزة حافزاً لوحدة المتطوعين وللجمعية الأم للاستمرار في حمل الرسالة المقاصدية للتربية على العلم والإيمان والوطنية التي نحن أحوج ما نكون إليها اليوم.
وختم بالقول: العلم هو السلاح الأمضى الذي نزود به شبابنا لمواجهة المستقبل ومواكبة التطورات المتسارعة للعلوم والمعارف تشكل أخطر تحدٍ يواجه أجيال المستقبل للمشاركة في مسيرة الحضارة الكونية وإلا سيقذف بنا التاريخ خارج الزمن والإيمان بالله الواحد الأحد هو الذي يجمع بين الأديان السماوية بكل طوائفها ومذاهبها، وهو مبني على المحبة ومكارم الأخلاق والألفة والتسامح والاعتدال لا على العصبية والأحقاد التي تمزق وحدة المجتمع وتقيم حواجز الفرقة والشرذمة بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد، أما الوطنية والانتماء الوطني الجامع الذي يعلو فوق كل الانتماءات الفئوية فهو الشرط الأساس الذي تقوم عليه الأوطان والدول، ومن دونه لا أمل في الاستقرار وبقاء الدولة والوطن.
 

الشيخ عريمط: آن الأوان لاحتضان المبادرة العربية وتطبيقها لان لبنان لم يعد يحتمل العراقيل والمواقف الباطنية المتعددة
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) أعلن الشيخ خلدون عريمط، في تصريح له، اثر لقاء دوري مع العديد من العلماء والمشايخ والفعاليات البيروتية، أنه "آن الأوان لكل الاطراف والقوى على الساحة اللبنانية ان تبادر لاحتضان المبادرة العربية، وتطبيقها، والعمل على تنفيذها لانقاذ لبنان، لان لبنان وشعبه لم يعد يحتمل هذه العراقيل والمواقف الباطنية المتعددة التي تمارسها بعض قوى المعارضة المسيرة من خارج الحدود".
وقال: "المبادرة العربية واضحة لا تحتاج الى مناورات او تفسيرات، ومدخلها انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا لانهاء حالة الفراغ في سدة الرئاسة فورا، للانطلاق بعدها الى حكومة الوفاق الوطني بالاطر الدستورية المعتمدة، والمباشرة باعداد قانون جديد للانتخاب، ليصار بعد ذلك الى تفعيل دور الدولة ومؤسساتها وانهاء الدويلات ومشاريعها المحتضنة والمدعومة ماديا وعسكريا من النفوذ الايراني وحلفائه عربيا ومحليا". اضاف: "وعلى الذين يراهنون على التلاعب بالساحة البيروتية خصوصا واللبنانية عموما، لتغيير قواعد اللعبة السياسية، وخلط الاوراق بضرب الشرعية الشعبية المتمثلة بتيار "المستقبل" وقيادة الشيخ سعد الحريري لها، ان يدركوا ان بيروت والقوى الاسلامية والوطنية لن تكون حصان طروادة للنفوذ الايراني او الاميركي في المنطقة، وهي حتما ليست بحاجة لشاهدة بالوطنية او العروبة او معاداة الكيان الصهيونية في فلسطين، فبيروت وابناؤها والمسلمون فيها تحديدا هم الذين اطلقوا الرصاصة الاولى لتفجير المقاومة في وجه العدو الصهيوني، وهم الذين اعادوا بناء العاصمة والوطن، وحسموا خياره العربي، وجابهوا كل المشاريع الاستعمارية والمذهبية والطائفية، وكانوا على الدوام وما زالوا اصحاب الخيار الوطني، العربي، الاستقلالي، ودفعوا دما ودموعا ومعاناة لانجاح مشروع الدولة ومؤسساتها حيث لا سلطة لقوى الامر الواقع ولا مربعات امنية خارج سلطة الدولة وحكومتها وقواها الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني والقوى الامنية الداخلية الاخرى".
 

"المرابطون": نحذر من خطورة اللعب بما يمس قضية اغتيال الحريري
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) أصدرت هيئة الأمن المركزي في "المرابطون"، بيانا ردت فيه مطالبة النائب السابق ناصر قنديل لرئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري بفتح ملف الضباط الأربعة، مستغربة "توقيت" هذا الطلب، ومحذرة "من خطورة اللعب بكل ما يمس قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالمبدأ، ومن خطر المناورات الهادفة الى تعطيل الحل العربي".  

قنديل دعا الرئيس بري الى التحرك لتحديد الواقع القانوني للضباط الاربعة: اعتقالهم كان لوضع اليد على الاجهزة والمؤسسات الامنية وتلبية لفيتزجيرالد
فريق السلطة ينفذ قرارا دوليا لمعاقبة عون بسبب موقفه اثناء عدوان تموز وبوابة الحل في لبنان كانت وستبقى التفاوض مع الرمز المسيحي الاول
التوطين لم يعد فزاعة بل هو وراء الباب ونسأل رئيس الحكومة عن خطته لمنعه
وطنية - 13/1/2008 (سياسة) ناشد النائب السابق ناصر قنديل، في مؤتمر صحافي عقده اليوم، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والنائب العماد ميشال عون وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، "التحرك لتحديد الواقع القانوني للضباط الاربعة. ودعا كل الحريصين على ان يكون في لبنان دولة، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية او موقفهم من المرحلة السابقة او تقيمهم لمدى تورط الضباط الاربعة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، الى اطلاق هيئة وطنية لحماية ميزان العدالة، تطلب توصيفا قانونيا واضحا لواقع هؤلاء المعتقلين الذين اعتبرهم معتقلين سياسيين، لأنني وحسب تجربتي أشهد ان كل التحقيق كان قائما على أكاذيب وكيد سياسي". واعتبر النائب قنديل "ان الواقع السياسي اللبناني يعيش نقصا في المناعة نحو قضايا الحرية والعدالة، وان هناك خللا خطيرا على المستوى الاخلاقي قد أصاب جسمنا السياسي والثقافي والروحي تجاه قضية العدالة. ولفت الى انه "منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري شنت حملة سياسية اعلامية داخلية وخارجية انجزت التحقيق والمحاكمة قبل ان تبدأ لجنة التحقيق الدولية اعمالها، وجرى سوق الضباط الاربعة الى التوقيف بتهمة التورط في الجريمة ومعهم لبنانيون اخرون"، مشيرا الى "ما أعلنته لجنة التحقيق الدولية والمستشار القانوني للامم المتحدة بان أمر الضباط الاربعة وزملائهم الاخرين هو بيد القضاء اللبناني، فيما وزير العدل اللبناني يعلن بان امر هؤلاء هو بيد المدعي العام للمحكمة الدولية بعد تعيينه". واشار قنديل الى اننا "امام فضيحة اخلاقية"، لافتا الى "ارهاب فكري وسياسي واعلامي مورس علينا واننا خضعنا لهذا الارهاب كلبنانيين، قادة للرأي وروحيين وسياسيين واعلاميين".
وذكر قنديل "بالحملة التي نظمت لسمير جعجع من سجنه وهو المدان بحكم قضائي، حيث شاركت مرجعيات روحية بهذه الحملة رغم انه مدان بقتل رئيس وزراء لبنان". واكد "اننا في قضية الضباط الاربعة امام احتجاز تعسفي لا مبرر قانوني له"، لافتا الى "اننا امام مسألة لا يوجد فيها اتهام ولا ادانة وفق الاصول القضائية". وأشار الى "ان الطريقة المذلة التي خرج بها قاضي التحقيق الياس عيد من مسؤوليته، كانت الغاية منها القول لكل اللبنانيين الذي يجرأون على طرق باب هذا الملف من زاوية قانونية صرفة ولا يخضعون للارهاب السياسي والاعلامي انهم سيلقون نصيب القاضي عيد"، معتبرا ذلك "رسالة ارهابية لكل الجسم القضائي اللبناني كي لا يتجرأ على القيام بمقاربة الموضوع". ودعا نقيب المحامين ومجلس نقابة المحامين الى "التحرك من اجل فصل البعد القضائي عن البعد السياسي"، مذكرا "بالتحرك من اجل الذين اعتقلوا بتهمة التجسس لاسرائيل، حيث برزت حركة تقول بوجوب التعاطي مع الامر من ناحية انسانية".
واكد قنديل "ان الجميع يريد معرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ويريد سير العدالة في متابعة الجريمة، لكننا نطالب ان يجري التعامل مع الموقوفين وفق موازين العدالة في متابعة الجريمة، لكننا نطالب ان يجري التعامل مع الموقوفين وفق موازين العدالة، واستغرب عدم امتلاك أحد الجرأة لطرح هذا الامر وتجاهله والتغافل عنه"، لافتا الى "اننا بذلك نتحول الى دولة شمولية يحكمها السلطان، ومن يتجرأ على الوقوف بوجه السلطان ليدعو الى القانون هو قاتل".
واذ لفت قنديل الى تجربته السابقة في هذا المجال، وانه كان "اولى ضحايا هذا الارهاب السياسي والاعلامي القائم على التلفيق والتزوير والكيد السياسي الرخيص، ذكر انه لم يكن قد استقبل من قبل لجنة التحقيق عندما قرأ على شاشة التلفزة اعلامه على لسان رئيس حكومة يفترض به ان يصون سر التحقيق انه مشتبه به. وقال: "ولولا انني تحديتهم وجئت لكنت ضاربا في اصقاع الدنيا، وقابلتهم بلغة التحدي، واكتشفت ان لا ملف بين ايديهم وان القضية سياسية من اجل التشويه والاساءة، لخلاف سياسي او لتحقيق غايات مخابراتية كانت تريد من وراء اسلوب ميليس انه بوجودي في سوريا، ان سوريا مطالبة ومتهمة وبالتالي على مجلس الامن التحرك ضدها". وقال انه "يتحدى ان يفتحوا ملفات المرحلة الماضية، فهم يعرفون من كان مسؤولا عن الفساد، واين هو تلازم الفسادين الذي كان يقاتل تلازم المسارين"، ودعا نقابة المحامين الى تشكيل لجنة قانونية لبنانية - عربية - دولية لتقييم وضع الموقوفين. كما توجه الى بكركي، التي سبقت الاخرين في تناول هذا الموضوع ولو لمرة يتيمة، بان تعامل الضباط بالعين ذاتها التي عاملت من كانت تنحاز له اي سمير جعجع"، كما دعا قنديل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى "للخروج عن صمته ودار الفتوى التي تحركت من اجل قضية معتقلي الضنية ان تطالب بتطبيق معايير العدالة فقط".
وتساءل قنديل، "هل تستقيم العدالة اذا كانت محكومة بالكيد والانتقام والعشوائية والتعسف، ام ان المعيار الحقيقي في اقامة العدالة هو في اقامة مجتمع اخلاقي قابل للحياة وان نتضامن مع من نختلف معهم في السياسة عندما يكونوا عرضة للظلم والكيد والافتراء". كما دعا قنديل نقابتي الصحافة والمحررين العريقتين في الدفاع عن حقوق الانسان والحرية الى ان تقولا كلمة فصل، واشار الى "ان الجرأة في مقاربة الملفات الصعبة في مرحلة الوجود السوري في لبنان كانت اعلى بكثير منها اليوم، وكنا نسمع الاصوات من اعلى المنابر". واعتبر "ان توقيف الضباط الاربعة كان من اجل وضع اليد على المؤسسات والاجهزة الامنية، وبناء لتوصية بيتر فيتزجيرالد الذي كان يريد تفكيك لبنان واخذه الى حرب اهلية.
وتطرق قنديل الى الوضع السياسي، فرأى "ان قبول الموالاة في ترشيح العماد سليمان كان للانتقام من العماد ميشال عون وليس حبا وثقة وايمانا بالعماد سليمان". واتهم "فريق السلطة بانه ينفذ قرارا دوليا لمعاقبة العماد عون بسبب موقفه اثناء عدوان تموز في وجه اسرائيل والى جانب المقاومة".
وأكد "ان بوابة الحل في لبنان كانت وستبقى التفاوض مع الرمز المسيحي الاول الذي وقف الى جانب المقاومة". وأشار الى "ان التوطين لم يعد فزاعة بل هو وراء الباب"، سائلا رئيس الحكومة عن خطته لمنع التوطين، "لان صداقته لن تمنع التوطين في وقت يعلن فيه الرئيس الاميركي ان لا حل لقضية اللاجئين الا بالتوطين". وكشف عن "اجتماع عقد في باريس بين الوزير مروان حمادة وتيري رود لارسن انتجت فيه عبقريتهما نسخة منقحة عن التوطين تقوم على تدبير اداري يمكن ان يقره مجلس الوزراء بالاغلبية العادية". 

مـن يــهـــمّــش الــمـســيــحـــيـيــن ؟
صالح المشنوق     
نه العاشر من آب 2006. يجلس أحد المتحدثين باسم التيار الوطني الحر على احدى الشاشات اللبنانية قبيل خوض مرشحهم للانتخابات الفرعية في المتن. في سياق عرضه للاسباب الموجبة التي دفعت حزبه لخوض الانتخابات في وجه والد شهيد مسيحي أتى المتحدث على ذكر عبارة "مسيحيين" أكثر من ستين مرة خلال ساعة أي بمعدل مرة كل دقيقة. المنافس الوحيد لهذا الاسلوب التعبوي هو "حزب الله" الذي حوّل انسحاب وزرائه من الحكومة الى مؤامرة دولية على "الشيعة" ودورهم ووجودهم وسلاحهم وحتى لقمة عيشهم. الاسطوانة المروج لها في هذا الاطار هي أن أهل السنة بدءاً بالطائف ووصولاً الى "استيلاء" حكومة السنيورة على صلاحيات الرئيس يُحيكون مؤامرة كبرى على المسيحيين في لبنان ولا امكان للتصدي لها الا عبر "بطولات" العماد عون بالتحالف مع المكون الثالث "الحيادي" أي "حزب الله".
فقد خاض التيار الوطني الحر منذ العام 2005 أكبر عملية تعبئة طائفية شهدها التاريخ اللبناني الحديث. فعبارات كحقوق المسيحيين وتهميش المسيحيين واعادة المسيحيين الى السلطة وتمثيل المسيحيين وضرب الوجود المسيحي وردت على لسان المتحدثين باسم العماد عون بمعدل يفوق العشر مرات في اليوم الواحد. وقد قامت عملية التعبئة هذه على عدم تمثيل التيار في الحكومة ورفض الأكثرية انتخاب العماد عون رئيساً، وعلى وقع مسلسل ترويع للمسيحيين بتسويق قرب قدوم مشروع وهمي عنوانه التوطين.
أما المضحك في عملية التعبئة هذه فمشاركة سياسيين لم يكن لهم يوماً علاقة بالمسيحيين وحقوقهم في الترويج لها على اساس وحدة موقف المعارضة. حتى ان غالبية هؤلاء المتمثلين بالقوى الشيعية الاساسية يحملون مشروعاً معاكساً تماماً لمبدأ تقوية الدور المسيحي في الدولة اللبنانية وهو مشروع المثالثة داخل النظام بحيث تعكس الكتل النيابية والوزارية التغيّر الديموغرافي كماً ونوعاً منذ الاستقلال حتى اليوم. والمضحك ايضاً ان العماد عون يرى في مشروع المثالثة استقامة لدوره السياسي بحيث يصبح هو زعيم احدى القبائل الثلاث وبالتالي يحصل على ثلث تجمع الزعامات الوطنية. ولكن هذا لا يعني أن الساحة السياسية اللبنانية لم تشهد تهميشاً للمسيحيين في السنوات الثلاث الاخيرة؟
ستة عناوين للتهميش
...
ان احساس الموارنة في لبنان بأن حقوقهم قد انتهكت منذ جلاء القوات السورية عن لبنان ليس ضرباً من الخيال. فان "حزب الله" ومن خلفه العماد عون أشرف على تنفيذ ستة بنود يمكن وصفها بعناوين لما سُمي اخيراً التهميش المسيحي.
العنوان الاول يكمن في المضمون الحقيقي لمشروع "حزب الله" في ما خصّ النظام السياسي اللبناني أي التوصل الى صيغة المثالثة في الحكم. وهنا تظهر هشاشة التحالف السياسي الذي يجمع بين العماد عون و"حزب الله" بحيث يسعى الاول للانقلاب على الطائف تحت شعار استعادة صلاحيات رئيس الجمهورية بينما الثاني معادٍ للطائف لرغبته الحادة في التقدم بمشروع المثالثة الى الامام. تعتقد قوى شيعية في لبنان ان صيغة المحاصصة التي وُلدت في غياب قوى شيعية فاعلة على الساحة اللبنانية ما عادت صالحة، وقد حان الوقت لفرض صيغة تنزع من المسيحيين منطق المناصفة وتعكس الواقع الديموغرافي والسياسي المتمثل بوجود ثلاثة مكونات للمجتمع السياسي اللبناني، سني وشيعي وماروني. وقد بدا ذلك واضحاً في تعاطي "حزب الله" مع الفقرة الموجودة في مقدمة الدستور والتي تلحظ ان لا شرعية لسلطة لا تراعي العيش المشترك على أنها تلحظ ثلاثة مكونات وليس اثنين كما تصوّر واضعو الفقرة، على الرغم من النفي المتكرر لهذه الرغبة.
العنوان الثاني هو "الاختلاس المنظم" الذي أجرته القوى الشيعية المتمثلة في الحكومة لمناصب سياسية رفيعة المستوى لطالما اعتُبرت من حصة المسيحيين في الدولة اللبنانية. المنصب الاول هو وزارة الخارجية التي حرصت الادارة السورية على نزعه من المسيحيين وتسليمه الى أول وزير خارجية شيعي وهو محمود حمود عام 2000. بعد انسحاب القوات السورية من لبنان اصرّت القوى الشيعية على ضمان استمرار هذا "العرف" الجديد وقد خاضت معركة سياسية بدت وكأنها مصيرية للابقاء على هذا المنصب. المنصب الثاني يتمثل بامساك القوى الشيعية بمنصب الامين العام لمديرية الامن العام اللبناني منذ أن تولى اللواء السيد هذا المنصب بالحاح من الادارة الامنية السورية وقد حرص "حزب الله" على استمرارية عملية الالغاء هذه عند تشكيل حكومة الاستقلال الاولى عام 2005. وتتصرف هذه القوى اليوم على أن هذه المناصب حقوق مكتسبة نتيجة عرف مكرس "تاريخياً". فعندما حاول النائب الحريري في مفاوضاته مع الرئيس بري اعادة المنصب الى المسيحيين اجابه الأخير: "لا مشكلة في التخلي عن هذا الموقع وهل تعطينا بالمقابل وزارة الداخلية؟".
العنوان الثالث يكمن في الطروحات السياسية للمعارضة في ما خص انتخابات رئاسة الجمهورية. الطرح الاول هو انتخاب رئيس مباشرة من الشعب ما يمثل عمليا بداية اقصاء المسيحيين عن منصب رئاسة الجمهورية بحيث تستطيع الغالبية المطلقة من اللبنانيين المتمثلة بالسنّة والشيعة انتخاب رئيس مسلم للجمهورية عند اول منعطف تاريخي يلحظ تراجعاً مارونياً. الطرح الثاني هو انتخاب رئيس لسنتين ليستقيل الرئيس من بعدها وفق اتفاق سياسي مسبق مما يفتح المجال واسعا امام التلاعب السياسي الدائم بمدة ولاية رئيس الجمهورية والاستخفاف بتبعات استقالة رئيس للجمهورية من دون سبب شعبي او دستوري موجب لذلك. الطرح الثالث هو مبدأ تعيين رئيس للجمهوية وكأنه موظف من الفئة الثالثة بالادارة المدنية اللبنانية بحيث يصبح بمثابة رئيس المجلس السياسي للتيار الوطني الحر بدل ان يكون رئيسا للجمهورية اللبنانية، الطرح الرابع هو مبدأ الغاء الانتخابات الرئاسية واستبدالها بضرورة عقد صفقة سياسية لمجيئه الى سدة الرئاسة وكأنه مدين لكل فريق سياسي بحصة من رئاسته لمدة ستة اعوام. اليس عقد صفقة على رئيس معين لمدة مختصرة مهينا للموقع المسيحي الاول في الدولة اللبنانية؟
العنوان الرابع هو المشاركة بالاضعاف المبرمج للمرجعية المسيحية الدائمة الوحيدة اي البطريركية المارونية. ابرز دليل على ذلك ضغط قوى المعارضة بتعليمات من دمشق على البطريرك للتعاون مع الفرنسيين لاستصدار لائحة من ستة مرشحين ثلاثة منهم فقط للانتخاب بحيث تختار المعارضة اسمين على الاقل وكذلك الاكثرية ومن بعدها ينزل النواب الى المجلس لانتخاب الرئيس المتفق عليه. فكانت النتيجة ان "حزب الله" انقلب على الاتفاق برفضه لروبير غانم وميشال خوري وقبوله لميشال اده رئيسا مختصرا لسنتين. وبذلك تحول البطريرك ومعه الفرنسيون الى مراجع ضعيفة غير ضامنة لخطواتها وغير مؤتمنة على نجاحها. الدليل الثاني هو التهجم والشتيمة الدائمة الموجهة ضد بكركي من العماد عون والتي وصلت الى حد اعلان نفسه مؤخرا بطريركا سياسيا قائلا للمقربين منه انه سيجعل "النبات في حديقة بكركي يعلو من قلة الزائرين
".
العنوان الخامس هو الجهد الذي بذلته القيادة السورية للابقاء على اميل لحود في سدة الرئاسة ثلاث سنوات اضافية مع انهم ادركوا مبكرا مدى قدرة اميل لحود على التقليل من شأن هذا المنصب وتحويله الى محط هجوم قوى الاستقلال في لبنان على بقايا الادارة الامنية السورية. وقد ادرك العماد عون ايضا ان المشروع الاستقلالي في لبنان يستدعي تخطيا مرحليا لصلاحيات رئاسة الجمهورية تماما كما تطلّب الانسحاب السوري اقتلاعا جذريا لرئيس الوزراء المسلم آنذاك عمر كرامي. فهل يعقل مثلاً ان تنتظر قوى الاستقلال في لبنان موافقة اميل لحود على المحكمة الدولية وهي التي وضعت رئيس حرسه الجمهوري في السجن بتهمة المشاركة في التخطيط للجريمة؟
العنوان السادي وربما الاهم هو اصرار "حزب الله" ومن ورائه العماد عون على اطالة امد الفراغ الرئاسي حتى بعد ان رشحت قوى الرابع عشر من آذار من كان يعتبر المرشح الاول لـ"حزب الله" اي العماد ميشال سليمان. يجري ذلك كما جرت العادة عند قوى المعارضة تحت شعار الشروط السرية والرغبة المعلنة بطرح حلول تضمن لهذه القوى السيطرة الكاملة على الدولة اللبنانية. بحيث تصبح اول اقلية برلمانية في التاريخ تحصل على الحصة الاكبر في رئاسة الجمهورية والحصة الكاملة في رئاسة المجلس والحصة المقررة في مجلس الوزراء وتعين قائد الجيش ورؤساء القوى الامنية وتضع البرنامج السياسي المعد سلفا وتضع فيتو على المرشح الابرز لرئاسة الحكومة. أوليس تشكيل الحكومة وتعيين قائد الجيش وادارة الحوار اللبناني من صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي الذي يسعى "حزب الله" لنزعها عنه بالتهديد باستمرار الفراغ؟
ثلاثة عناوين للتعبئة
اما في المقلب الآخر فقد جسدت ثلاثة عناوين الخديعة الكبرى التي روج لها العماد عون ومن ورائه "حزب الله" من اجل تعبئة المسيحيين في وجه "المؤامرة" التي يقودها اهل السنة عليهم والتي يستعد العماد عون دائما لمواجهتها
.
العنوان الاول يدّعي ان اتفاق الطائف "سلب صلاحيات المسيحيين" واعطاها لرئيس الوزراء السني وبذلك اكتملت اول فصول المؤامرة. الحقيقة الموضوعية الاولى هي ان صلاحيات رئيس الجمهورية انتقلت منه الى مجلس الوزراء مجتمعا ونصف اعضائه من المسيحيين وليس الى رئيس الحكومة بشكل فردي. الحقيقة الثانية هي ان رئيس الجمهورية اللبنانية وبحسب الدستور ما زال يتمتع بصلاحيات اكبر، كفرد، من رئيس الوزراء. الحقيقة الثالثة هي ان انتقال بعض صلاحيات رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء الذي يحظى بالمناصفة هو أقل الواجب (من دون حق التطرق الى التغيرات الديموغرافية ولو بكلمة!) نظراً الى طبيعة السلطة المطلقة التي كان يحظى بها الرئيس الماروني قبيل الطائف والتي يجمع معظم المؤرخين على انها كانت احد السببين الرئيسيين لاندلاع الحرب الاهلية في لبنان. وهل نصف المجلس ونصف مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية (من دون حتى التطرق - مجدداً - الى قائد الجيش ومدير المخابرات ورئيس البنك المركزي لانها طبعاً "مسلّمات") اجحاف الطائف بحق المسيحيين؟ أما في ما خص "استيلاء" الحكومة على صلاحيات الرئيس فكذبة لا تحتاج لصدّها الا الى قراءة بسيطة للدستور ومن يعترض على الممارسة "الواسعة" للصلاحيات ليس عليه الا الهرع لانتخاب مرشحه العماد سليمان رئيساً!
العنوان الثاني هو اعتبار رفض الاكثرية لترؤس عون للجمهورية (وليس لترشحه للرئاسة!) تهميشاً للمسيحيين على اعتبار انه أكثر تمثيلاً عندهم. الحقيقة الاولى المتمثلة بانتخابات المتن ونقابة الاطباء والانتخابات الطالبية هي ان العماد عون لا يتجاوز حجم تمثيله نصف المسيحيين خصوصاً باعتبار ان أهم عضو في كتلته يدعم علناً شخصاً آخر للرئاسة أي العماد سليمان. الحقيقة الثانية هو انه لا يوجد لا قانون ولا عرف يفرض انتخاب الاكثر شعبية في طائفته للمناصب الرئاسية الثلاثة. حتى أن السنة والشيعة لم ينتخبوا النائب الحريري والسيد حسن نصرالله بل اختاروا - وبالتوافق مع الفريق الآخر الى حد الاجماع - من هو مناسب لتسلم الرئاستين الثانية والثالثة نظراً الى مجموعة من الظروف آنذاك. ليس صحيحاً على الاطلاق أن السنة والشيعة اختاروا رؤساءهم والمسيحيون اختاروا زعيمهم لكنه مُنع من الرئاسة. بل الحقيقة ان السنة والشيعة والمسيحيين مجتمعين اختاروا الرئيسين بري والسنيورة واقله السنة ونصف المسيحيين ونصف الشيعة رفضوا انتخاب عون رئيساً!
العنوان الثالث الذي يتحدث عنه العماد عون كلما فرغ المضمون السياسي الجدي لحديثه هو وهم التوطين (واحياناً الوهم الآخر أي "التقسيم"!) كأداة للترويع الدائم والفاعل. الحقيقة هنا هي أنه لا توجد أي من المعطيات الموضوعية لتوطين الفلسطينيين في لبنان ليس لأن العماد عون يرفض ذلك بل لاربع اسباب جدية وعامة. السبب الاول هو ان الدستور اللبناني واضح في رفضه لمسألة التوطين. السبب الثاني هو أن الشيعة والمسيحيين لا يرضون بذلك لاسباب ديموغرافية. السبب الثالث هو ان الفلسطينيين أنفسهم الذين ما زالوا يحتفظون بتلك المفاتيح العريضة لمنازل أجدادهم يؤمنون وعن حق بعودتهم الى الدولة الفلسطينية المرتقبة ولم يبدوا أي رغبة بالتسوية على هذا المفهوم. السبب الرابع وربما الاوضح هو ان حتى الاسرائيليون والاميركيون لم يتحدثوا في عروضهم وأهمها في طابا عن توطين للفلسطينيين بل عرضوا مبلغ ثلاثين مليار دولار لتجنيس الفلسطينيين غير الراغبين بالعودة الى الضفة في الولايات المتحدة وكندا. عندما كان العالم بأسره يعمل للتوطين ومعه نصف اللبنانيين لو عن غير قصد لم يتوطن احد في لبنان فكيف الحال الآن؟
المؤامرة الحقيقية على المسيحيين ثلثها في مشروع "حزب الله" للمثالثة وثلثها في ممارسات وطروحات العماد عون وثلثها الاخير يُصرف دفاعاً عن النظام السوري. فهل يكتفي المتباكون على "حقوق المسيحيين" بذلك أو يبدأ المسلمون بالمطالبة "بحقوقهم"؟

مبارك يحذّر من عدم تنفيذ المبادرة العربية:لبنان يمكن أن يضيع والكل سينفض يده منه
 حذّر الرئيس المصري حسني مبارك امس من ضياع لبنان ومن وضع "خطر جداً" في المنطقة إذا حدث ذلك، مشيراً إلى أن العرب "سينفضون أيديهم" منه في حال عدم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بينما أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد التزام دمشق بيان وزراء الخارجية العرب حول لبنان واستعدادها لتسهيل مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وقال مبارك لدى تفقده محافظة قنا في صعيد مصر إنه من الضروري "تنفيذ المبادرة العربية الخاصة بلبنان لأنها صادرة عن قناعة الدول العربية بلا استثناء... إذا لم تنفذ، فان الكل سينفض يده عن لبنان، ويمكن أن يضيع هذا البلد ولا يدري أحد كيف سيكون مستقبله". وأضاف: "لا بد أن يجدوا (اللبنانيون) حلاً لأزمتهم لأنهم في حال عدم اتفاقهم يدمرون لبنان". وأكد "أننا لا نؤازر أحداً أو جانبا على آخر في لبنان، ولكن ليس من المعقول أن يظل هذا البلد بهذا الشكل الذي لا يرضي أحداً ويجعله مسرحاً لصراعات كثيرة". 
وتساءل: "هل يرضى الرأي العام في لبنان أن يبقى الوضع على ما هو عليه حاليا؟"، مشدداً على أهمية اتفاق الأطراف اللبنانيين على اختيار رئيس الجمهورية. وأشار إلى أن لبنان "يُعتبر قصة فريدة في العالم، فلم تنجح المبادرة الأميركية ولا الأوروبية، ولم يبق سوى المبادرة العربية". وكرر التحذير من انه إذا لم يعمل اللبنانيون على إنجاح المبادرة العربية، فإن "الموقف سيكون خطيراً جداً بالنسبة إلى لبنان والمنطقة حوله"
المقداد
وفي المقابل، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريحات نشرتها صحيفة "تشرين" لدى استقباله
  مستشار وزير الخارجية النروجي والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الاوسط سفين سيفييه "التزام سوريا البيان الذي اصدره وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير ازاء لبنان". وشدد على "استعداد سوريا لتسهيل الجهود التي يبذلها الامين العام لجامعة الدول العربية لتنفيذ ما ورد في البيان".وكذلك أكد "حرص سوريا على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة والقائم على ضرورة التزام قرارات الشرعية الدولية وتطبيقها وبشكل خاص قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام".
وأوردت "تشرين" ان الجانبين السوري والنروجي اتفقا على "متابعة الاتصالات وتبادل الآراء بينهما لما فيه تحقيق السلام في المنطقة واستقرارها".
*
في بروكسيل، أسفت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي لإرجاء انتخابات الرئاسة إلى 21 كانون الثاني بعدما كانت مقررة امس. وطالبت في بيان الأطراف بـ"العمل خلال هذه الفترة للتوصل إلى اتفاق يسمح بانتخاب رئيس في إطار احترام الأعراف الدستورية والهيئات الديموقراطية اللبنانية من دون تدخل من الخارج". وأكدت أهمية قرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701 أش أ، ي ب أ، وص ف     

 التفاؤل" بانتخابات رئاسية تسبق القمة العربية في دمشق تناقضه وقائع حالية وتاريخية راسخة وعوامل إيرانية  
مهمة موسى محكومة بقواعد سورية عطّلت مهمة كوشنير

المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - فارس خشّان
 أكثر النظريات المتفائلة في لبنان تتحدث عن أن الإنتخابات الرئاسية لن تجري قبل آذار المقبل، وتحديدا عشية الموعد المقرر لانعقاد القمة العربية في دمشق.
في اعتقاد أصحاب هذه النظرية أن النظام السوري يستحيل أن يسمح للقمة العربية بأن تنعكس سلباً عليه، من خلال تسجيل قطيعة واسعة تقودها المملكة العربية السعودية التي جزمت بأنها لن تذهب الى قمة دمشق إذا لم يذهب القصر الجمهوري اللبناني الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان.
ويرى هؤلاء أن النظام السوري يتوسل الإنفتاح العربي والأوروبي والدولي لبسط هيبته على شعبه الذي يتعرض لواحدة من أقسى عمليات القمع على يد "المافيا الإستخباراتية".
ولكن هؤلاء يشيرون الى أنّ النظام السوري، ووفق التجارب، يرجئ دائما الإستحقاقات التي عليه الى "اللحظة الأخيرة" وتالياً هو يستفيد من الوقت الفاصل بين "الوعد والموعد" في محاولة منه لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب.
في مقابل هذه الفئة "المتفائلة" تبرز فئة أخرى لا ترى أي حل ممكن بموافقة النظام السوري، لا في آذار ولا بعده، في حال بقيت الأمور عند هذا الحد من التعاطي العربي والدولي مع دمشق.
وتستند وجهة النظر هذه الى المعطيات الحالية كما الى دروس التاريخ.
ماذا، بداية عن المعطيات الحالية؟
خلافاً لكل "البروبغندا" التي هدفت منذ تمّ فتح الملف الرئاسي في لبنان، لا يبدو ان العماد ميشال سليمان هو الشخصية التي ترغب دمشق بوصولها الى رئاسة الجمهورية اللبنانية، لأن تجارب النظام الأمني السوري مع قائد الجيش اللبناني "غير مشجعة" على الإطلاق، إذ تصطدم بشخصية لم تتنازل حتى في عزّ الوصاية عن إقامة توازن دقيق بين ضرورتين ملحتين: العلاقات الممتازة مع سوريا والحماية المميّزة للإستقرار اللبناني
.
وهذا النهج يستحيل أن تقبل به دمشق، لا بل أنها تفضّل ألف مرة شخصية صدامية وعدائية تعطيها مبرر الإنقضاض على لبنان، على شخصية تعمل لحماية مصالح لبنان العليا من خلال "تهدئة الخواطر".
وفي الذاكرة اللبنانية، ان النظام السوري لم يتعاط بعداء سافر إلا مع هذه النوعيات من القادة اللبنانيين، فالرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يكن سوى رائد من رواد هذا النهج، وكذلك الرئيس الشهيد رينيه معوض، من دون المرور على "نصائح" شخصيات سياسية كبيرة لا تزال على قيد الحياة وبعضها يلعب دوراً مؤثراً في المسار اللبناني الحالي.
ولعل البعض الذي يعود الى مبررات انتخاب الرئيس السابق اميل لحود ومن ثم التمديد له، يتوقف عند الكلام الكثير الذي قيل عن إن لحود "لا شريك لسوريا فيه"، فهو رجلها مئة بالمئة. وفي روايات النائب السابق لرئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام أن نجم لحود بدأ يصعد في سماء الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عندما قال قائد الجيش اللبناني للموفدة الأميركية الى لبنان دانيال بلاتكا التي كانت تعترض على سطوة دمشق على لبنان: "يا سيدتي، أنا لا أعتبر نفسي سوى جندي صغير في جيش حافظ الأسد".
ميشال سليمان ليس كذلك، بدليل وقوفه الصارم في الثامن والعشرين من شباط 2005 ضد قرار حكومة عمر كرامي الممهور بتوقيع سليمان فرنجية، والرامي ليس الى منع تجمع اللبنانيين في ذاك اليوم في ساحة الشهداء، بل الإقدام قبل ذلك على نزع الخيمة المحاذية لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بالقوة، أي بسفك الدماء.
وقد كان لافتاً لانتباه الكثيرين في نيسان 2005، الكلام الساخر من قائد الجيش الذي قاله المخابراتي رستم غزالي وهو ينسحب من لبنان "لنر الآن كيف سيتمكن ميشال سليمان من حماية الإستقرار في لبنان. هؤلاء مجانين، سيدفعون الثمن".
إذاً، وبهذا المعنى فالعماد سليمان ليس من النوعية التي تجذب النظام السوري، لأنه الترجمة الحرفية لما يُعاديه هذا النظام في لبنان: الإستقرار.
ولو كان النظام السوري يرتضي بهكذا نهج في لبنان، لما كان قد تجاوز كل الضغوط العربية والدولية وأقدم على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا بل لما كان في الأساس قد وقف هذه الوقفة النازية من أجل تمديد ولاية الرئيس السابق أميل لحود.
وتأسيسا على هذه التجربة، ثمة من يقول إن النظام السوري يُفضل إدارة صراع كبير مع الدول العربية ومع المجتمع الدولي على رؤية لبنان يتعافى بعيدا من سطوته المباشرة أو غير المباشرة، وهذا ما حصل منذ بداية العام 2004 حتى الأمس القريب.
وفي هذا المجال، يستحيل على اي مراقب للواقع اللبناني أن يتخطى بسهولة ثلاثة أحداث مؤثرة، أولها اغتيال "اليد اليمنى" لسليمان اللواء الشهيد فرانسوا الحاج، ثانياً ثبوت ان مطالبة قوى الثامن من آذار بالثلث المعطل على الرغم من إعطاء "الرئيس" الصوت الوازن في القرار ليس سوى تأكيد اللاثقة بسليمان، ثالثاً تماهي الكلام المنسوب الى "المطلوب" شاكر العبسي مع "اميركية" سليمان مع كلام قاله كثيرون في قوى الثامن من آذار عن قائد الجيش اللبناني عندما رفض التعاطي مع مخيم نهر البارد على أساس أنه "خط أحمر" بل مجرد مأوى لمجموعة إرهابية قاتلة.
وهنا بالذات، وبعيدا عن التوقف عند الثمن الإيراني المطلوب أيضا لتوكيل النظام السوري بالملف اللبناني، تبرز المعطيات التاريخية، فالتجربة مع هذا النظام السوري تُظهر أنه يستطيع ان يرضى بحل للبنان، بالشراكة مع أحد، عربياً كان أم دولياً، لذلك دخل لبنان حرباً ضروساً تحت شعار سوري معروف "لا للتعريب ولا للتدويل"، وجل ما يمكن أن تقبل به سوريا، في حال الإضطرار، هو أن ترعى هي، وبما يناسبها، أي تصور عربي أو دولي للحل، وفق ما حصل في اتفاق الطائف، ووفق ما حصل عند إدخال قوات الردع العربية الى لبنان.
وتأسيساً على ذلك، يبدو واضحاً ان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيُمنى بفشل تلو الفشل في لبنان، تماما كما حصل مع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير.
كيف يكون الحل إذاً؟
هناك طريقان، إما الإستسلام لدمشق بإدخال سوريا مباشرة على خط الإتصالات العلنية و"المشرعة" مع كل القوى اللبنانية، وإما الإستعداد للسيناريو التركي الذي انتهى بتسليم عبد الله أوجلان
.
 
ربط التعقيدات في مبادرته بتنقية الأجواء العربية والرهان السوري على انتهاء ولاية بوش

 موسى سيشاور مراجع المبادرة حول نتائج جولته الأولى تمهيداً للثانية
المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - ثريا شاهين
يمهد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للجولة الثانية من مسعاه مع الفرقاء اللبنانيين لتطبيق المبادرة العربية لحل مأزق الانتخابات الرئاسية، منتصف الأسبوع المقبل، بتحركين بعيدين عن الأضواء وهما
:
ـ اجراء اتصالات عربية، خصوصاً مع وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، والمصري أحمد أبو الغيط، وعدد آخر من المسؤولين العرب الذين أدوا دوراً كبيراً في التوصل الى المبادرة العربية حول الموضوع اللبناني. بحيث سيطلعهم مباشرة على تطور الموقف في لبنان في ضوء زيارته اليه ولقاءاته مع القادة فيه وشرحه لهم المبادرة بكل ابعادها، والتفويض العربي الذي يحمله للتحدث باسم العرب لتكريس هذه المبادرة بحرفيتها على الأرض، ومحاولته بلورة بنودها في اطار تفاصيل ما يتصل بإرساء موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومن ثم تشكيل حكومة متوازنة ووفاقية، تمهيداً، لاقرار قانون جديد للانتخابات النيابية.
التشاور حول التشاطر
ـ التشاور مع هذه الدول في ما يمكن أن تقوم به في ضوء حصيلة زيارته للبنان، لاعادة تعبيد الطريق مجدداً أمامه عبر اتصالات ومساعي حميدة أو متابعة لضغوط معينة، حيال تشاطر اطراف داخلية أو اقليمية وتزاكيها في مسألة تقديم ايجابيات وتسهيلات لتطبيق المبادرة. اذ ان هناك رغبة لدى موسى، استناداً الى مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، في استكمال محاولته، والاستمرار في خلق الظروف الايجابية التي تحولها مرجعية واقعية، على الرغم من ان الأمين العام لم يسجل افراطاً في التفاؤل أو في التشاؤم، لدى وضعه الانطباع في تقريره حول نتائج الزيارة الأولى. لكن زيارته المرتقبة تبدو أكثر حسماً كونها تقترب من موعد السابع والعشرين من كانون الثاني، حيث ستنعقد الجامعة لتقويم تحرك موسى، وتنفيذ ا لمبادرة، واتخاذ الموقف المناسب من التقرير الذي سيقدمه خلال الاجتماع
.
وأفادت المصادر، ان عدم احراز موسى تقدم جدي لدى البحث في سبل تطبيق المبادرة مع الفرقاء في لبنان، يعود الى عوامل عدة ابرزها:
ـ ان حيثيات الموقف السوري من الطرح العربي لدى تكوين عناصر المبادرة في القاهرة انعكس بشكل واضح على مواقف اركان المعارضة في لبنان لدى استقبالهم لموسى واستماعهم اليه.
والذي كان بمثابة توزيع الأدوار في ما بين اركانها، للإيحاء أولاً بأن موقفها غامض وغير مفهوم. ومن ثم عمل "حزب الله" في الوقت نفسه عبر وضع رئيس كتلة التغيير والاصلاح النيابية النائب ميشال عون كمرجع للنقاش لإبعاد نفسه عن ما يثير الفتنة الطائفية لدى البقاء في واجهة الموقف باستمرار، أخذاً في اطار البحث في المسألة الرئاسية. ذلك، انه بحسب المصادر، تمكنت الديبلوماسية السورية التي لديها في الواقع رهانات تفوق نجاح القمة العربية اهمية، في تمرير عاصفة الضغوط العربية الكثيفة التي واجهتها خلال انعقاد الاجتماع الاستثنائي للجامعة الأحد الماضي، بتليين الموقف مع العرب ورمي نتائج المبادرة على اللبنانيين أنفسهم في الوقت نفسه.
فنجح العرب في اصدار المبادرة، ولم تظهر دمشق خلال وضع عناصرها انها معرقلة لها، وجلس وزير خارجيتها وليد المعلم مع الفيصل في اللقاء الذي انعقد مع موسى في منزله، من دون ان يحصل تقديم تنازلات لكسر الجليد بين البلدين، مع حيازة دمشق من جراء مرونتها على الدعم في مسألة انجاح القمة لكن لدى التنفيذ، لا سيما في مسألة الحكومة "المتوازنة" و"الوفاقية" حيث تدرك دمشق وعبر المامها الواسع بالملف اللبناني الداخلي، ان هذه المسألة ستكون في حد ذاتها عقدة العقد امام مسعى موسى، لتطبيق المبادرة، وكان هناك ايعاز ايراني ـ سوري لأركان المعارضة بعدم التنازل عن أي مطلب سابق، متذرعين بمسألة انه من يضمن استكمال تنفيذ المبادرة بالكامل بعد انتخاب سليمان رئيساً، على الرغم من كل الدعم الذي لقيته المبادرة من الأكثرية النيابية.
كسر الجليد ليس سهلاً، حصلت محاولات جدية من جانب المعارضة اللبنانية لربط المبادرة العربية وتسهيل تطبيقها، بتنقية الجامعة للأجواء العربية لا سيما الأجواء السعودية ـ السورية، وتذليل التعقيدات من الأجواء المصرية ـ السورية، على أساس ان هذا المطلب يصب في مصلحة لبنان وفي الدعم الصافي العربي لهذه المصلحة، من اجل أن يتم الدعم الكامل للمبادرة ونتائجها. كما جرت محاولات للربط بين تنفيذ المبادرة، وتنقية الأجواء العربية والاقليمية، أي العربية ـ الايرانية تحديداً، ومن ثم العمل لتنقية الأجواء العربية ـ الاقليمية الدولية وخصوصاً الأميركية، وذلك على اعتبار ان كل اتفاق عربي ـ عربي، وعربي ـ اقليمي، وعربي ـ اقليمي ـ دولي ينعكس على لبنان بصورة ايجابية، ولا أحد يمكنه اغفال أهمية هذا الاتفاق وايجابياته على الوضع الداخلي، لكن ترى المصادر، ان هذا الربط المباشر يؤدي الى انحراف المبادرة عن مسارها لا سيما الموضوعي. في حين ان كسر الجليد العربي السعودي تحديداً مع سوريا ليس أمراً سهلاً ويحتاج الى مقومات عديدة.
وكسر الجليد هي مرحلة مبتدئة لتنقية العلاقات، والتي تتطلب بدورها مقومات اضافية. وهذا المنحى ينطبق ايضاً على العلاقات السورية ـ الدولية وخصوصاً الأميركية، هذا بمعزل عن الملف الايراني ـ الدولي والعربي والذي يتطلب وحده، مقومات أخرى وكبيرة.
ـ هناك شعور عربي بأن دمشق تحاول مجدداً كسب الوقت دولياً، على أساس ليس لديها ما تخسره الآن. فوافقت على المبادرة العربية وتركت نتائجها بيد العرب لكي لا تفشل قمتها العربية، ولو في الشكل ومستوى الحضور، لكن الرهانات السورية لا تقف عند حدود القمة، بل ان كسب الوقت الذي تمارسه، سيستمر حتى انتهاء عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الذي بدأ العد العكسي له، حيث سيتم انتخاب خلَف له في تشرين الثاني المقبل اي بعد اقل من سنة. والرهان السوري، بحسب الشعور العربي، هو على رئيس جديد لديه توجه بالحوار المباشر مع سوريا حيال مسائل المنطقة ومن بينها لبنان.
وهذا الحوار قد يوفر لدمشق ضمانات حول مستوى الجرم سياسياً، والذي سينتج عن المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحول عدم تهديد وجود النظام، وحول تفعيل عملية الانسحاب الاسرائيلي من الجولان، بعدما اعتبرت دمشق ان مؤتمر انابوليس لم يقدم اليها نتائج كافية.
ـ تراهن دمشق خلال هذا الوقت على استكمال بناء ايران للتكنولوجيا النووية غير العسكرية في الربيع المقبل. وكانت لزيارة لاريجاني الى دمشق في التوقيت نفسه لاجتماع الجامعة مدلولات كبيرة على مستوى التنسيق الثنائي. كما كان سابقاً لتعيين نائب رئيس الجمهورية الايراني سفيرا لايران لدى سوريا رداً على المبادرة الفرنسية، نظراً للمنصب الأساسي لهذا السفير.

 قبلان: كيف تكون المشاركة من دون إعطاء الشيعة وزارة المال؟
المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان السياسيين "بالتصدي للمؤامرات التي تغزو بلادنا وتتهدد منطقتنا
".وقال خلال درس التربية والأخلاق الذي ألقاه أمس، في مقر المجلس: "لماذا التسويف في حل المشكلات والتقصير في حفظ الوطن وأهله؟ كنا نتمنى ألا يعود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى كما جاء بخفي حنين، ولقد طالبنا السياسيين بالتعاون مع المبادرة العربية، فما دام العرب وضعوا سلة الحل فلماذا التقصير عن حل الأزمة ولقد طالبونا سابقاً أن نقبل بالمحكمة الدولية في مقابل تشكيل حكومة وحدة وطنية فنحن قبلنا ولكنهم لم يقبلوا بتشكيل حكومة الوحدة، وعندما اتفقنا جميعاً على العماد ميشال سليمان كرئيس للجمهورية فلماذا لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية؟ ولماذا لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية؟".أضاف: "لماذا لا نبادر الى الحل ونسرع بإنجازه؟ أدعو اللبنانيين الى حل الأزمة قبل ضياع الفرص فيتعاونون على حل المشكلات. نحن نطالب بالشراكة واستعادة وزارة المال للطائفة الشيعية فكيف تكون المشاركة من دون إعطاء الطائفة الشيعية وزارة المال مع أن هناك اتفاقاً بأن تكون وزارة المال من حق الطائفة الشيعية. أود أن أذكر بأننا تنازلنا عن موقع نائب رئيس الجمهورية قبل إقرار اتفاق الطائف التزاماً للتوافق آنذاك، فلماذا لا يعمل السياسيون على حل المشكلة الحالية بالتوافق ولا سيما أن لبنان مهدد بالاندثار الذي يصيب الجميع؟ لذلك لا ينبغي أن نعود الى ما قبل الطائف، فنطالب الجميع بالإنصاف وتحقيق الشراكة بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية".ورأى أن "هناك من أراد إشغالنا في لبنان حتى يتمم بوش رحلته الى المنطقة، وانتقل الى الكويت وكأن هذا الرجل فيه رائحة تقديس عند بعض الحكام العرب في المنطقة الذين يحرصون على الترحاب به وأخذ بركاته".واستقبل قبلان الوزير السابق ناجي البستاني وبحثا في الأوضاع المحلية والإقليمية. والتقى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا على رأس وفد.

 من وحي إعلان فلسطين لبنان 
المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - مصطفى علوش(*)
 "
ولجسمي قصة أخرى... وفي الحلم نريد الياسمين... عندما وزعنا العالم قبل سنتين... كانت الجدران تستعصي على الفهم... وكان الاسبرين... يرجع الشباك والزيتون والحلم الى أصحابه... وكان الحنين... لعبة تلهيك عن فهم السنين"
محمود درويش
في مذكرات تيودور هرزل، بعيد مؤتمر بازل سنة 1896، قال "قد ينعتني الناس بالحالم إذا قلت أنني اليوم أرسيت الأسس للدولة اليهودية". والواقع هو أن الحركة الصهيونية، منذ بداية إنشائها، أقنعت إنكلترا بجدوى قيام كيان يهودي متحالف معها، يقسم العالم العربي على أساس رؤيا وضعها، وحاول أن ينفذها نابليون قبل مئة عام. ولعل من أبرز الدلالات على الربط الاستراتيجي بين أهداف الحركة الصهيونية وأهداف بريطانيا ما ذكرته صحيفة مانشستر غارديان سنة 1916: "إذا انتهت هذه الحرب (العالمية الأولى) بالقضاء على الإمبراطورية التركية في بلاد ما بين النهرين، وأدّت الحاجة الى تأمين جبهة دفاعية في مصر الى تأسيس دولة يهودية في فلسطين فسيكون القدر قد دار دورة كاملة
".ولم يكن العامل العسكري هو العامل الوحيد ولكن اللجنة الملكية البريطانية لهجرة الغرباء كانت حينها بحاجة الى توجيه العدد الكبير من اليهود الهاربين من المجازر والاضطهاد في أوروبا الشرقية وروسيا. لذلك فقد دعت هرزل للشهادة أمامها، واستنتجت مما قاله بوجوب توجيه المهاجرين الجدد الى وطن جديد، وكان أحد المواقع المقترحة هي أوغندا. هذا الواقع هو ما دفع هرزل الى التصريح بأن المجتمعات الأكثر "لاسامية" هي من ستكون الداعم الأكبر لإقامة الكيان اليهودي وذلك للتخلص من وجود اليهود ضمن مجتمعاتها.وبعد أخذ ورد حول موقع هذا الكيان وجه اللورد آرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية البريطاني الى اللورد ليونيل دي روتشيلد، أحد كبار وجهاء اليهود في إنكلترا هذا نصها:
وزارة الخارجية 2/11/1917
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته: "إن حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى، وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح
".
لماذا هذا الكلام الآن؟
لأن واقع تتابع الأحداث، والطغيان الإعلامي والعسكري الذي مورس على منطقتنا، تمكن من إبدال وقائع الأمور فسمّيت القضية "المشكلة الفلسطينية" في حين أن التوصيف الدقيق هو "مشكلة وجود دولة إسرائيل على أرض فلسطين". ومع الوقت، أصبحت القضية الفلسطينية مسألة معزولة عن التاريخ وعن الجغرافيا، وأصبحت بالنسبة للعالم في البداية قضية شعب من دون وطن، ومن ثم تحولت الى معضلة شعب إرهابي متعصب هدفه تدمير دولة مسالمة اسمها إسرائيل
.
لذلك، فلا يمكن طرح الواقع الفلسطيني وتعقيداته في لبنان من دون إعادة ربطه مع أصول القضية وتحليل محطاتها.
لم يبع الشعب الفلسطيني أرضه لليهود، وإن حصل ذلك في حالات معزولة، فلم يكن لهذا العنصر أي تأثير يذكر على واقع النكبة سنة 1947. لقد هجر الشعب الفلسطيني بالقوة وتحت وطأة الإرهاب والمجازر بعد أن قاوم هذا الواقع منذ انطلاقة ثورة عزالدين القسام سنة 1931.
ولكن هذا الشعب كان يواجه مشروعاً دولياً وقواةً مسلحة ومنظمة وصل عددها الى 60 ألفاً ففاقت المنظمات الصهيونية في عددها وعديدها قدرات كل الجيوش العربية التي شاركت في جيش الإنقاذ. لقد كان نكسة 1948 نتيجة حتمية لاختلال موازين القوى وفقدان العزيمة وفقدان الإرادة لدى الحكومات العربية، وفقدان الحيلة لأهل فلسطين.
وهذا ما أدى الى لجوء قسري لنحو مئة ألف فلسطيني تبعتها موجة أخرى إثر هزيمة 1967.
لقد صدر بعدها القرار الدولي 194 الذي نص على حفظ حق العودة، ولكن هذا القرار بقيَ حبراً على ورق في غياب الإرادة الدولية، وفي واقع تواطؤ محلي من أنظمة محرجة من عجزها، وغارقة في مشاكل داخلية لا حصر لها.
ورغم كل العوائق، فإن مقاومة الاحتلال انطلقت باكراً، وإن كانت مبعثرة، وذات طابع فردي أحياناً. ولكن الانطلاقة المنظمة كانت سنة 1957 في الكويت، وبتحريك مباشر من أبو عمار ورفاقه.
لقد لاقت هذه الظاهرة، ومنذ بداياتها الأولى، الكثير من الإعاقات من قِبَل الأنظمة العربية، وبالأخص التي كانت تسمي نفسها بالقومية والتقدمية.
في هذا الوقت، كانت الجماهير العربية مأخوذة بأوهام "المارد العربي" الذي يعد العدّة لزحف جبار يقوده أحد أشباه الأنبياء، جامعاً الأمة تحت راية واحدة من المحيط الى الخليج، فيدفع الصهاينة بجبروت الملايين الى البحر.
ولكن هزيمة 1967، ضربت وهم الخلاص عن طريق قيادات الأنظمة الآتية من العسكر، وراحت الجماهير تبحث عن نبي جديد. لذلك، فقد شكّلت الأشهر التي تلت هزيمة 1967 فرصة كبرى لمختلف القوى الفلسطينية للانطلاق في عملها السياسي والتنظيمي والعسكري، خصوصاً بعد أن تحرّرت موقتاً وجزئياً من الضوابط التي فرضتها عليها الأنظمة العربية، الراغبة كل منها في وضعها تحت وصايتها.
وكان من الطبيعي أيضاً أن تحاول هذه التنظيمات زرع قواعدها وكوادرها، ومراكز انطلاقها في البلدان التي لها حدود جغرافية مع فلسطين لضرورات الكفاح المسلّح، وهذا ما حصر الخيارات في أربعة بلدان عربية.
في المحصلة، فقد كانت إمكانية الانطلاق بأنشطة حرة للعمل الفدائي شبه معدومة في مصر وسوريا وذلك لطبيعة النظامين المزايدة والقابضة في نفس الوقت على كل الأنشطة على أرضها. وقد انتهت معظم محاولات انطلاق الثورة الفلسطينية من هذين البلدين الى اعتقالات أو اغتيالات أو تخوين لأصحاب المبادرات.
وقد أنشئت ألوية عسكرية نظامية للفلسطينيين تحت اسم جيش التحرير، تابعة بشكل كامل لقيادة هذه الدول. أما تجربة الأردن، ومع الخاصية الفلسطينية الديموغرافية فيه، فقد انتهت الى مأساة أيلول 1970، وأدت الى هجرة قيادات منظمة التحرير الى لبنان كملاذ أخير.
طبعاً، لم تبدأ قصة لبنان مع العمل الفدائي في سنة 1970، فقد أجبر هذا البلد الرازح تحت انقسامات بنيوية حادة في تركيبته السكانية تتمحور حول الرؤى الوطنية الأساسية. ابتداء بالانتماء القومي والتوجه الثقافي ولا تنتهي حتى بمسألة الحدود الوطنية الجغرافية.
لذلك، فإن الوجود الفلسطيني بحجمه السياسي والبشري والعسكري الثقيل، تفاعل بشكل سلبي مع الواقع اللبناني على مختلف المستويات.
ومع أن الكثيرين من اللبنانيين انخرطوا في العمل الفدائي انطلاقاً من قناعات سياسية قومية، فإن قسماً من اللبنانيين اعتبروا هذا الوجود وسيلة لإصلاح موازين القوى مع الفئات الأخرى ووسيلة للاستقواء السياسي والطائفي عليها، ومقدمة لنقض التسوية التي بنيت عليها الشراكة الوطنية الأولى سنة 1943.
وفي الوقت نفسه، فقد استخدم الفريق الآخر هذا العنصر كوسيلة لرفض مطالب المشاركة وإصلاح النظام. وكانت الأنظمة العربية في تلك الفترة واقعة تحت صدمة فقدان ماء الوجه وفقدان الهيبة وفقدان وسائل استدراك نتائج الكارثة، فكان أحد المخارج هو إجبار الدولة اللبنانية على توقيع اتفاق القاهرة سنة 1969، والتي أدت عملياً الى تخلّي الدولة عن سيادتها على كامل أراضيها.
وبهذه الطريقة، وضع مصير الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني فيه أمام مسار كارثي على مختلف الأصعد. وقد استدرج اللبنانيون الفلسطينيين، وتجاوبت قيادتهم، فأصبحوا جزءاً من أتون الحرب الأهلية والتي لم تتوقف حتى بعد خروجهم سنة 1982، ولكن هذا الوجود أدى الى خلق ظروف أساسية لاستمرارها.
لقد كانت الانتفاضة الأولى سنة 1987 والمعروفة بثورة الحجارة، وهي الإضاءة الأساسية التي نوّرت مسار العودة، ورغم كل ما قيل وأشيع عن اتفاقية أوسلو، فقد كانت مفاعيلها أكبر وأهم من كل الغوغاء والفوضى العسكرية والسياسية والشعاراتية التي حكمت المسار الفلسطيني على مدى أربعة عقود.
لقد أدت الانتفاضة الغير المسلحة الى إنتاج هذا الاتفاق، وأدى هذا الاتفاق الى بداية إرساء دولة فلسطينية على أرض فلسطين سوف يكون للمستقبل رسم معالمها، ولكنها أصبحت حقيقة ثابتة لشعب كان في السابق غير موجود على الخارطة الدولية.
لذلك، فإنه على اللبنانيين، ومن مختلف توجهاتهم، أن ينظروا بعين الترحيب والرضى الى إعلان فلسطين في لبنان والنظر الى الماضي بمنطق الموضوعية والتعالي، على أساس أن الشعبين اللبناني والفلسطيني كانا شريكين في التضحية في قضية واحدة. وعلى هذا الأساس، فعلينا البناء على هذه الروحية للمستقبل مع الدولة الفلسطينية، واعتبار المواطنين الفلسطينيين رعايا لهذه الدولة في وجود قسري وموقت في لبنان يرعاه القرار 194. لذلك فإنه لا يجب التعامل معهم على أساس مشكلة يجب التخلّص منها أو رميها على عاتق الآخرين، بل يجب العمل على دعمهم للمطالبة بحق العودة بمختلف الوسائل.
لذلك، واستناداً الى ما تقدم نعلن ما يلي:
أولاً: إن لبنان لن يتزحزح عن التزامه بحق العودة والتأييد للشعب الفلسطيني.
ثانياً: نرحب بتأكيد الإخوة الفلسطينيين الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله في ظل الشرعية اللبنانية في جميع مكوّناتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، من دون أي تدخل في شؤونه الداخلية، ونعتبره مقدمة للمساهمة في السلم الأهلي وعاملاً مساعداً على تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان.
ثالثاً: نرحب أيضاً بما جاء بالنسبة لإخضاع السلاح الفلسطيني في لبنان لسيادة الدولة اللبنانية، ونعتبره مقدمة لإلغاء الجزر الأمنية التي أدت الى كوارث على الشعبين، وليست كارثة أهلنا في مخيم نهر البارد إلا مظهراً من مظاهرها، والتي أدت الى خسارة شهداء الجيش اللبناني وإلى استثارة محيط المخيم بشكل عنصري أحياناً.
رابعاً: يجب أن نؤكد أن حصول الإخوة الفلسطينيين على حقوقهم الإنسانية الأساسية بالعمل والانتقال والتملّك المحدود عملاً بالقوانين الخاصة بالموضوع لا يؤدي الى التوطين، بل على العكس فإنه يعطي للشعب الفلسطيني القدرة الأمثل على التعبير والمطالبة بحقه، ونوافق أيضاً على أن لا تكون مسألة السلاح مقايضة بهذه الحقوق. كما أننا نعتبر أن تحسين الظروف المعيشية للإخوة سوف يساعد في إزالة أو حصر أحد أهم عوامل التوتير التي أدت الى كوارث على المجتمع اللبناني بشكل عام.
إن هذا الإعلان يجب أن يكون مقدمة لعمل دستوري في الحكومة اللبنانية المقبلة لتشريع القوانين الملائمة لتحقيق هذه الأهداف، مترافقة مع حملة لدعم هذه التوجهات ضمن مؤسسات المجتمع المدني والنقابات.
إن وجود الإخوة الفلسطينيين في لبنان هو وجود قسري وموقت، والوسيلة الوحيدة لتقصير هذه المعاناة هي دعمهم للمطالبة بحقهم الأساسي في العودة.
 (*)
نائب لبناني عضو في كتلة "المستقبل"

الإنتخاب قرار خارجي. غير ناضج فلا تنتظروا شيئاً
 
الهام فريحه
الشعب اللبناني ذكي وواعٍ، (لا يُضحَكُ عليه) ولا تجري المياه بين أرجله من دون أن يشعر، وإذا كان سياسيوه يعتقدون بأنه (مُصدِّق) ومقتنع بما يسمع ويقرأ ويشاهد من (فذلكات) دستورية وهرطقات سياسية و(خزعبلات قانونية)، فإن حضرات السياسيين مخطئون. هل يُريدون أن يُقنعونا بأن الفراغ الحاصل على مستوى الرئاسة، منذ شهرين، و(الفراغ العملي) الحاصل على مستوى الحكومة منذ ثلاثة عشر شهراً، و(الفراغ الفعلي) الحاصل على مستوى رئاسة مجلس النواب، ومجلس النواب لثلاث دورات عادية متتالية، هو بسبب الخلاف على وزير يمكن أن يُشكِّل عدد وزراء الثلث المعطِّل، أو بسبب الخلاف على وزير يمكن أن يُشكِّل عدد وزراء الثلثين?
كفى ضحكاً على الناس، أو محاولة ضحك عليهم، فالناس يعرفون إنكم إما عاجزون وهذا الأصح وإما مكبّلون وإما تنتمون الى الخارج، وإما كل هذه الصفات مجتمعةً، وإذا كنتم تستطيعون إخفاء واحدة منها في وقت محدَّد فإنكم لا تستطيعون إخفاءها كلها في كلِّ الأوقات.
أما إذا كنتم غير ذلك، فما رأيكم أن تخضعوا للإختبار التالي:
المعارضة تريد الثلث المعطِّل لأنها تخشى من قرارات ستتخذها الحكومة وتُعتبر لا تُناسِب مصلحة البلد فلتُعلِن المعارضة ما هي هذه القرارات التي ترتاب منها ولتضعها (وديعةً) في عهدة الرأي العام، فإذا كانت مُحقّة أيدها الشعب، أما إذا كانت للتخويف فالشعب سينبذها، ومن الآن نقول يجب طرح الأمور بدقّة وشفافية وليس بأسلوب (العموميات). في المقابل، الأكثرية ترفض إعطاء الثلث المعطِّل لأنها ترتاب من أن تُقِدم المعارضة على تعطيل قرارات معينة، فلتقُل ما هي هذه القرارات التي ترتاب من أن تُعطِّلها المعارضة، ولتطرحها على الشعب مباشرة، كذلك بكل شفافية الغاية من هذا الإختبار كشف حقيقة مواقف الأكثرية و المعارضة على حدٍّ سواء لئلا نبقى في دوامة الردود والردود المضادة، وليكتشف الشعب أن هواجس السياسيين ومخاوفهم ليست إلا خوفاً على المناصب والمقاعد والسلطة وليس خوفاً على مصالح الناس.
وإذا شئنا أن نكون أكثر صراحة وأكثر شفافية لوجُب علينا أن نصارح الشعب اللبناني بما لا يجرؤ سياسيوه على مصارحته به وهو أن إنتخابات الرئاسة في لبنان قرارٌ خارجي وآليته التنفيذية داخلية، وطالما أن القرار الخارجي غير ناضج وغير جاهز وغير متوافق عليه قبل مهلة طويلة من الزمن، فعبثاً إيهام الناس مرّةً بعد مرة وموعداً بعد موعد أيها اللبنانيون، سياسيوكم أفلسوا (سياسياً طبعاً وليس أي شيء آخر) فصدِّقوا هذا الكلام الصريح والواضح والجريء وتصرفوا على هذا الأساس.

من يخاف من (الوضع الخطير جداً
رفيق خوري
الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى غادر بيروت مع وعد بالعودة. فهو محكوم باستمرار المهمة. وسواه يتحكّم باستمرار الأزمة. لا (الوضع الخطير جداً) دفعه الى اليأس او الى إعلان اليأس من التوصل الى (إنقاذ لبنان في الساعة الحادية عشرة). ولا تصرف اشباه الآلهة في لبنان كأنهم لا يسمعون (دقات الساعة) ولا يبدل الوضع الخطير في حساباتهم والمواقف قاده الى التعبير عن الغضب. ما يتوقعه هو (متغيرات) يتصور كثيرون انها مطلوبة في عواصم أخرى قبل بيروت. وما يستنجد به جاءت طليعته من الرئيس حسني مبارك بالقول انه (لم يبق بعد فشل الجهود الأميركية والاوروبية سوى المبادرة العربية، واذا لم يعمل اللبنانيون على انجاحها فان الموقف سيكون خطيراً جداً على لبنان والمنطقة من حوله). لكن تحذير الرئيس المصري من ان (الكل سينفض يده من لبنان الذي يمكن ان يضيع اذا لم يتم تنفيذ المبادرة)، يقع في آذان صمّاء. لا بل ان في الداخل والخارج اطرافاً تنظر بحذر وشكوك الى الجهود العربية وسواها وتراهن على نفض اليد من لبنان، لكي تنفرد في التحكم به. ذلك ان عمرو موسى جاء الى بيروت في مهمة محددة: التشاور حول تنفيذ (الخطة المتكاملة) الصادرة بالإجماع عن المجلس الوزاري العربي، وليس التفاوض من نقطة الصفر. وما حدث هو العكس. فالأمين العام وجد نفسه وسط مفاوضات لا محدودة يدور خلالها على مراجع وشخصيات لا حصر لها، بحيث جعل هؤلاء دوره اشبه بدور الكونت برنادوت في (المفاوضات عن كثب) على اتفاقات الهدنة بين العرب واسرائيل. لا هو استطاع دفع الأطراف الى اجراء حوار مباشر. ولا العقدة الداخلية للأزمة قابلة للحل في معزل عن العقدة الخارجية، ان لم تكن مجرد قناع لها يخفي الوجه الحقيقي. والمشكلة ليست في الخطة المتكاملة التي يسعى لتنفيذها سياسي وديبلوماسي محنّك مثل عمرو موسى، ولا حتى في ذهاب البعض الى وضع الحل العربي والوسيط العربي في خانة (الانحياز) الى طرف واحد. انها في التناقض بين اغراق مساعي الحل في التفاصيل والزواريب الضيقة وبين التركيز في حسابات الأزمة على الصورة الواسعة. الصورة الكبيرة للأزمة في لبنان وما يراد منها على مستوى النظام انطلاقاً من استمرار الفراغ. والصورة الأكبر للصراع الاقليمي والدولي على لبنان والشرق الأوسط، حيث الرهان على الوقت والهزائم والانتصارات المفترضة.
ومن الطبيعي ان يتحدث موسى عن (حلحلة على طريق الحل). لكن قطع المسافة بينهما يحتاج الى معجزة وسط العجز.


لبنان على الساعة 11?
عمر حبنجر
عندما يستعين المتصرف بالحل العربي للازمة اللبنانية عمرو موسى بأدعية المفتي وصلوات البطريرك، يعني هذا ان الخطورة التي تحدث عنها الامين العام للجامعة ليست مجرد تقدير او استنتاج، وان الوضع اللبناني بلغ الساعة 11، حسب تعبير موسى، اي انه على حافة الهاوية، او في آخر اوقاته...
وكان صوت موسى صارخاً عندما حمّل اللبنانيين مسؤولية ما ينتاب بلدهم، لكنها صرخة في واد، مع الأسف، فالموالاة تعتبر انها تنازلت اكثر مما يجب في الموضوع الرئاسي، والمعارضة تعتبر نفسها مغبونة، وتبحث عن جنازة كي تلطم فيها، حزناً على المشاركة المفقودة والمثالثة المرفوضة، الى كافة المطالبات التي ترى فيها الاكثرية مجرد قنوات لربط الحل اللبناني بالتوقيت الخارجي.
ويظهر من الاستقبال التفجيري الذي اعد لعمرو موسى يوم وصوله الى بيروت، من صاروخي (الكاتيوشا) اللذين تزعم اسرائيل انهما انطلقا من الجنوب، الى المتفجرة التي استهدفت سيارة دولية تابعة للمجموعة الايرلندية، واخيراً الى التعقيدات على المعابر اللبنانية - السورية في البقاع والشمال، ان مهمة الرجل اصعب مما يتصور. فما هو الموعد الثاني عشر لانتخاب رئيس الجمهورية سيمر كالعادة بالتأجيل.
ومع صدور التهديدات للجيش وقائده، من قبل شاكر العبسي - ما غيرو - يكتمل النقل بالزعرور، وبالتالي يتبدى أن هناك من يتحدث الى الجارة كي تسمع الكنة، من يكابر بإنكاره السمع، لن يغير وجه الحقيقة.
والراهن ان محادثات عمرو موسى في بيروت، كانت بمثابة اختبار للنوايا الحقيقية للاطراف الداخلية والاقليمية من المبادرة التي تخطت عتبة الاجماع العربي الى الدعم، الدولي الشامل.
وفي رأي مصدر قريب من المعارضة، ان الموقف العربي من تنفيذ المبادرة معياره سوريا، والترجمة العملية الدقيقة للموقف السوري، تُقرأ ايجابياتها في مواقف الرئيس نبيه بري، وتظهر سلبياتها في اطلالات كثيرة معبرة عن الغضب.
اما عن موقف حزب الله فيقول المصدر ان الحزب متضامن مع العماد ميشال عون، وفي رأي المصدر عينه ان دمشق تمون على حزب الله، لكنها لا تستطيع فرض أمر على رئيس كتلة التغيير والاصلاح!..
وعلى مستوى العماد عون مفوض المعارضة لمفاوضة الاكثرية، والمعلق المهمة من جانب الاكثريين فقد نصحه الامين العام موسى بتوقيع شيك الحل لأن الرصيد متوفر ... وكان ضمن مقترحات موسى عقد اجتماع على مستوى الاقطاب في بيروت يضم اليه الرئيس بري، والعماد عون والنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط، والرئيس أمين الجميل، ويقول احد المتابعين ان المشكلة تكمن في استحالة اعطاء العماد عون نصيحة بموقف يدنو عن مستوى الموقع الذي يراه لنفسه، كي يتسنى التوصل معه الى حل...
وهل معنى ذلك ان الحل العربي مهدد بالفشل? المصدر المعارض رأى ان فشل الحل العربي في لبنان يعني فشل القمة العربية في سوريا، والعكس صحيح، رغم اعلان الوزير السوري المعلم بان دمشق ستهتم بمصالحها، اكثر من اهتمامها بمصير هذه القمة، عند الضرورة، اقتناعاً بان الوقت الدولي يعمل لصالحهم خصوصاً على صعيد الادارة الاميركية التي بدأت الانشغال التام بانتخاباتها الرئاسية. من هنا عدم ميل دمشق لاستعجال انتخاب رئيس استناداً الى المبادرة العربية التي هي في الاساس مبادرة مصرية - سعودية. وهذا الموقف بات واضحاً للقاصي والداني منذ هبطت طائرة عمرو موسى في مطار بيروت وحتى اقلاعها منه ولا أمل بالعودة عنه، الا بظهور مواقف اقليمية او دولية محرجة.
ويقول المصدر القريب من المعارضة ان المبادرة العربية لم تتطرق الى المثالثة او المرابعة في الحكومة العتيدة، والتي اختبأ وراء ارقامها البعض، حسب تعبير عمرو موسى.
بالمقابل نجد الاكثرية النيابية على موقفها من المبادرة العربية ومن التبني المطلق لترشيح العماد سليمان، الذي لا بديل له كمرشح توافقي لموقع يتطلب مثل شخصيته الوطنية النقية، والقادرة على الاحتفاظ بالموقع الوسطي بين مختلف الاطراف رغم بعض مظاهر الجذب او التدفيش.
وبمعزل عن عدم وضوح موعد اجراء الانتخاب الرئاسي بحكم التجاذبات السياسية الفوضوية الراهنة، فان المواطن اللبناني الخالص الولاء المتحرر من الارتباطات الملزمة، بات يتعامل مع العماد سليمان كرئيس للجمهورية، وليس كمرشح، ولئن كان ما يزال في اليرزة...
ووجود سليمان الرئيس مع وقف التنفيذ في اليرزة، يستمر وجود الرئيس فؤاد السنيورة في السراي الكبير، بكامل سلطته التنفيذية. وهذا يعني ان الرهان على الوقت، بالمماطلة او التعطيل، ريثما يتدخل هذا او يبادر ذاك، ليس الا لمصلحة الفراغ...
وقديماً قيل: أعقل الناس من اتعظ بغيره...

مـن يــهـــمّــش الــمـســيــحـــيـيــن ؟

صالح المشنوق     

نه العاشر من آب 2006. يجلس أحد المتحدثين باسم التيار الوطني الحر على احدى الشاشات اللبنانية قبيل خوض مرشحهم للانتخابات الفرعية في المتن. في سياق عرضه للاسباب الموجبة التي دفعت حزبه لخوض الانتخابات في وجه والد شهيد مسيحي أتى المتحدث على ذكر عبارة "مسيحيين" أكثر من ستين مرة خلال ساعة أي بمعدل مرة كل دقيقة. المنافس الوحيد لهذا الاسلوب التعبوي هو "حزب الله" الذي حوّل انسحاب وزرائه من الحكومة الى مؤامرة دولية على "الشيعة" ودورهم ووجودهم وسلاحهم وحتى لقمة عيشهم. الاسطوانة المروج لها في هذا الاطار هي أن أهل السنة بدءاً بالطائف ووصولاً الى "استيلاء" حكومة السنيورة على صلاحيات الرئيس يُحيكون مؤامرة كبرى على المسيحيين في لبنان ولا امكان للتصدي لها الا عبر "بطولات" العماد عون بالتحالف مع المكون الثالث "الحيادي" أي "حزب الله".

فقد خاض التيار الوطني الحر منذ العام 2005 أكبر عملية تعبئة طائفية شهدها التاريخ اللبناني الحديث. فعبارات كحقوق المسيحيين وتهميش المسيحيين واعادة المسيحيين الى السلطة وتمثيل المسيحيين وضرب الوجود المسيحي وردت على لسان المتحدثين باسم العماد عون بمعدل يفوق العشر مرات في اليوم الواحد. وقد قامت عملية التعبئة هذه على عدم تمثيل التيار في الحكومة ورفض الأكثرية انتخاب العماد عون رئيساً، وعلى وقع مسلسل ترويع للمسيحيين بتسويق قرب قدوم مشروع وهمي عنوانه التوطين.

أما المضحك في عملية التعبئة هذه فمشاركة سياسيين لم يكن لهم يوماً علاقة بالمسيحيين وحقوقهم في الترويج لها على اساس وحدة موقف المعارضة. حتى ان غالبية هؤلاء المتمثلين بالقوى الشيعية الاساسية يحملون مشروعاً معاكساً تماماً لمبدأ تقوية الدور المسيحي في الدولة اللبنانية وهو مشروع المثالثة داخل النظام بحيث تعكس الكتل النيابية والوزارية التغيّر الديموغرافي كماً ونوعاً منذ الاستقلال حتى اليوم. والمضحك ايضاً ان العماد عون يرى في مشروع المثالثة استقامة لدوره السياسي بحيث يصبح هو زعيم احدى القبائل الثلاث وبالتالي يحصل على ثلث تجمع الزعامات الوطنية. ولكن هذا لا يعني أن الساحة السياسية اللبنانية لم تشهد تهميشاً للمسيحيين في السنوات الثلاث الاخيرة؟

ستة عناوين للتهميش...

ان احساس الموارنة في لبنان بأن حقوقهم قد انتهكت منذ جلاء القوات السورية عن لبنان ليس ضرباً من الخيال. فان "حزب الله" ومن خلفه العماد عون أشرف على تنفيذ ستة بنود يمكن وصفها بعناوين لما سُمي اخيراً التهميش المسيحي.

العنوان الاول يكمن في المضمون الحقيقي لمشروع "حزب الله" في ما خصّ النظام السياسي اللبناني أي التوصل الى صيغة المثالثة في الحكم. وهنا تظهر هشاشة التحالف السياسي الذي يجمع بين العماد عون و"حزب الله" بحيث يسعى الاول للانقلاب على الطائف تحت شعار استعادة صلاحيات رئيس الجمهورية بينما الثاني معادٍ للطائف لرغبته الحادة في التقدم بمشروع المثالثة الى الامام. تعتقد قوى شيعية في لبنان ان صيغة المحاصصة التي وُلدت في غياب قوى شيعية فاعلة على الساحة اللبنانية ما عادت صالحة، وقد حان الوقت لفرض صيغة تنزع من المسيحيين منطق المناصفة وتعكس الواقع الديموغرافي والسياسي المتمثل بوجود ثلاثة مكونات للمجتمع السياسي اللبناني، سني وشيعي وماروني. وقد بدا ذلك واضحاً في تعاطي "حزب الله" مع الفقرة الموجودة في مقدمة الدستور والتي تلحظ ان لا شرعية لسلطة لا تراعي العيش المشترك على أنها تلحظ ثلاثة مكونات وليس اثنين كما تصوّر واضعو الفقرة، على الرغم من النفي المتكرر لهذه الرغبة.

العنوان الثاني هو "الاختلاس المنظم" الذي أجرته القوى الشيعية المتمثلة في الحكومة لمناصب سياسية رفيعة المستوى لطالما اعتُبرت من حصة المسيحيين في الدولة اللبنانية. المنصب الاول هو وزارة الخارجية التي حرصت الادارة السورية على نزعه من المسيحيين وتسليمه الى أول وزير خارجية شيعي وهو محمود حمود عام 2000. بعد انسحاب القوات السورية من لبنان اصرّت القوى الشيعية على ضمان استمرار هذا "العرف" الجديد وقد خاضت معركة سياسية بدت وكأنها مصيرية للابقاء على هذا المنصب. المنصب الثاني يتمثل بامساك القوى الشيعية بمنصب الامين العام لمديرية الامن العام اللبناني منذ أن تولى اللواء السيد هذا المنصب بالحاح من الادارة الامنية السورية وقد حرص "حزب الله" على استمرارية عملية الالغاء هذه عند تشكيل حكومة الاستقلال الاولى عام 2005. وتتصرف هذه القوى اليوم على أن هذه المناصب حقوق مكتسبة نتيجة عرف مكرس "تاريخياً". فعندما حاول النائب الحريري في مفاوضاته مع الرئيس بري اعادة المنصب الى المسيحيين اجابه الأخير: "لا مشكلة في التخلي عن هذا الموقع وهل تعطينا بالمقابل وزارة الداخلية؟".

العنوان الثالث يكمن في الطروحات السياسية للمعارضة في ما خص انتخابات رئاسة الجمهورية. الطرح الاول هو انتخاب رئيس مباشرة من الشعب ما يمثل عمليا بداية اقصاء المسيحيين عن منصب رئاسة الجمهورية بحيث تستطيع الغالبية المطلقة من اللبنانيين المتمثلة بالسنّة والشيعة انتخاب رئيس مسلم للجمهورية عند اول منعطف تاريخي يلحظ تراجعاً مارونياً. الطرح الثاني هو انتخاب رئيس لسنتين ليستقيل الرئيس من بعدها وفق اتفاق سياسي مسبق مما يفتح المجال واسعا امام التلاعب السياسي الدائم بمدة ولاية رئيس الجمهورية والاستخفاف بتبعات استقالة رئيس للجمهورية من دون سبب شعبي او دستوري موجب لذلك. الطرح الثالث هو مبدأ تعيين رئيس للجمهوية وكأنه موظف من الفئة الثالثة بالادارة المدنية اللبنانية بحيث يصبح بمثابة رئيس المجلس السياسي للتيار الوطني الحر بدل ان يكون رئيسا للجمهورية اللبنانية، الطرح الرابع هو مبدأ الغاء الانتخابات الرئاسية واستبدالها بضرورة عقد صفقة سياسية لمجيئه الى سدة الرئاسة وكأنه مدين لكل فريق سياسي بحصة من رئاسته لمدة ستة اعوام. اليس عقد صفقة على رئيس معين لمدة مختصرة مهينا للموقع المسيحي الاول في الدولة اللبنانية؟

العنوان الرابع هو المشاركة بالاضعاف المبرمج للمرجعية المسيحية الدائمة الوحيدة اي البطريركية المارونية. ابرز دليل على ذلك ضغط قوى المعارضة بتعليمات من دمشق على البطريرك للتعاون مع الفرنسيين لاستصدار لائحة من ستة مرشحين ثلاثة منهم فقط للانتخاب بحيث تختار المعارضة اسمين على الاقل وكذلك الاكثرية ومن بعدها ينزل النواب الى المجلس لانتخاب الرئيس المتفق عليه. فكانت النتيجة ان "حزب الله" انقلب على الاتفاق برفضه لروبير غانم وميشال خوري وقبوله لميشال اده رئيسا مختصرا لسنتين. وبذلك تحول البطريرك ومعه الفرنسيون الى مراجع ضعيفة غير ضامنة لخطواتها وغير مؤتمنة على نجاحها. الدليل الثاني هو التهجم والشتيمة الدائمة الموجهة ضد بكركي من العماد عون والتي وصلت الى حد اعلان نفسه مؤخرا بطريركا سياسيا قائلا للمقربين منه انه سيجعل "النبات في حديقة بكركي يعلو من قلة الزائرين".

العنوان الخامس هو الجهد الذي بذلته القيادة السورية للابقاء على اميل لحود في سدة الرئاسة ثلاث سنوات اضافية مع انهم ادركوا مبكرا مدى قدرة اميل لحود على التقليل من شأن هذا المنصب وتحويله الى محط هجوم قوى الاستقلال في لبنان على بقايا الادارة الامنية السورية. وقد ادرك العماد عون ايضا ان المشروع الاستقلالي في لبنان يستدعي تخطيا مرحليا لصلاحيات رئاسة الجمهورية تماما كما تطلّب الانسحاب السوري اقتلاعا جذريا لرئيس الوزراء المسلم آنذاك عمر كرامي. فهل يعقل مثلاً ان تنتظر قوى الاستقلال في لبنان موافقة اميل لحود على المحكمة الدولية وهي التي وضعت رئيس حرسه الجمهوري في السجن بتهمة المشاركة في التخطيط للجريمة؟

العنوان السادي وربما الاهم هو اصرار "حزب الله" ومن ورائه العماد عون على اطالة امد الفراغ الرئاسي حتى بعد ان رشحت قوى الرابع عشر من آذار من كان يعتبر المرشح الاول لـ"حزب الله" اي العماد ميشال سليمان. يجري ذلك كما جرت العادة عند قوى المعارضة تحت شعار الشروط السرية والرغبة المعلنة بطرح حلول تضمن لهذه القوى السيطرة الكاملة على الدولة اللبنانية. بحيث تصبح اول اقلية برلمانية في التاريخ تحصل على الحصة الاكبر في رئاسة الجمهورية والحصة الكاملة في رئاسة المجلس والحصة المقررة في مجلس الوزراء وتعين قائد الجيش ورؤساء القوى الامنية وتضع البرنامج السياسي المعد سلفا وتضع فيتو على المرشح الابرز لرئاسة الحكومة. أوليس تشكيل الحكومة وتعيين قائد الجيش وادارة الحوار اللبناني من صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي الذي يسعى "حزب الله" لنزعها عنه بالتهديد باستمرار الفراغ؟

ثلاثة عناوين للتعبئة

اما في المقلب الآخر فقد جسدت ثلاثة عناوين الخديعة الكبرى التي روج لها العماد عون ومن ورائه "حزب الله" من اجل تعبئة المسيحيين في وجه "المؤامرة" التي يقودها اهل السنة عليهم والتي يستعد العماد عون دائما لمواجهتها.

العنوان الاول يدّعي ان اتفاق الطائف "سلب صلاحيات المسيحيين" واعطاها لرئيس الوزراء السني وبذلك اكتملت اول فصول المؤامرة. الحقيقة الموضوعية الاولى هي ان صلاحيات رئيس الجمهورية انتقلت منه الى مجلس الوزراء مجتمعا ونصف اعضائه من المسيحيين وليس الى رئيس الحكومة بشكل فردي. الحقيقة الثانية هي ان رئيس الجمهورية اللبنانية وبحسب الدستور ما زال يتمتع بصلاحيات اكبر، كفرد، من رئيس الوزراء. الحقيقة الثالثة هي ان انتقال بعض صلاحيات رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء الذي يحظى بالمناصفة هو أقل الواجب (من دون حق التطرق الى التغيرات الديموغرافية ولو بكلمة!) نظراً الى طبيعة السلطة المطلقة التي كان يحظى بها الرئيس الماروني قبيل الطائف والتي يجمع معظم المؤرخين على انها كانت احد السببين الرئيسيين لاندلاع الحرب الاهلية في لبنان. وهل نصف المجلس ونصف مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية (من دون حتى التطرق - مجدداً - الى قائد الجيش ومدير المخابرات ورئيس البنك المركزي لانها طبعاً "مسلّمات") اجحاف الطائف بحق المسيحيين؟ أما في ما خص "استيلاء" الحكومة على صلاحيات الرئيس فكذبة لا تحتاج لصدّها الا الى قراءة بسيطة للدستور ومن يعترض على الممارسة "الواسعة" للصلاحيات ليس عليه الا الهرع لانتخاب مرشحه العماد سليمان رئيساً!

العنوان الثاني هو اعتبار رفض الاكثرية لترؤس عون للجمهورية (وليس لترشحه للرئاسة!) تهميشاً للمسيحيين على اعتبار انه أكثر تمثيلاً عندهم. الحقيقة الاولى المتمثلة بانتخابات المتن ونقابة الاطباء والانتخابات الطالبية هي ان العماد عون لا يتجاوز حجم تمثيله نصف المسيحيين خصوصاً باعتبار ان أهم عضو في كتلته يدعم علناً شخصاً آخر للرئاسة أي العماد سليمان. الحقيقة الثانية هو انه لا يوجد لا قانون ولا عرف يفرض انتخاب الاكثر شعبية في طائفته للمناصب الرئاسية الثلاثة. حتى أن السنة والشيعة لم ينتخبوا النائب الحريري والسيد حسن نصرالله بل اختاروا - وبالتوافق مع الفريق الآخر الى حد الاجماع - من هو مناسب لتسلم الرئاستين الثانية والثالثة نظراً الى مجموعة من الظروف آنذاك. ليس صحيحاً على الاطلاق أن السنة والشيعة اختاروا رؤساءهم والمسيحيون اختاروا زعيمهم لكنه مُنع من الرئاسة. بل الحقيقة ان السنة والشيعة والمسيحيين مجتمعين اختاروا الرئيسين بري والسنيورة واقله السنة ونصف المسيحيين ونصف الشيعة رفضوا انتخاب عون رئيساً!

العنوان الثالث الذي يتحدث عنه العماد عون كلما فرغ المضمون السياسي الجدي لحديثه هو وهم التوطين (واحياناً الوهم الآخر أي "التقسيم"!) كأداة للترويع الدائم والفاعل. الحقيقة هنا هي أنه لا توجد أي من المعطيات الموضوعية لتوطين الفلسطينيين في لبنان ليس لأن العماد عون يرفض ذلك بل لاربع اسباب جدية وعامة. السبب الاول هو ان الدستور اللبناني واضح في رفضه لمسألة التوطين. السبب الثاني هو أن الشيعة والمسيحيين لا يرضون بذلك لاسباب ديموغرافية. السبب الثالث هو ان الفلسطينيين أنفسهم الذين ما زالوا يحتفظون بتلك المفاتيح العريضة لمنازل أجدادهم يؤمنون وعن حق بعودتهم الى الدولة الفلسطينية المرتقبة ولم يبدوا أي رغبة بالتسوية على هذا المفهوم. السبب الرابع وربما الاوضح هو ان حتى الاسرائيليون والاميركيون لم يتحدثوا في عروضهم وأهمها في طابا عن توطين للفلسطينيين بل عرضوا مبلغ ثلاثين مليار دولار لتجنيس الفلسطينيين غير الراغبين بالعودة الى الضفة في الولايات المتحدة وكندا. عندما كان العالم بأسره يعمل للتوطين ومعه نصف اللبنانيين لو عن غير قصد لم يتوطن احد في لبنان فكيف الحال الآن؟

المؤامرة الحقيقية على المسيحيين ثلثها في مشروع "حزب الله" للمثالثة وثلثها في ممارسات وطروحات العماد عون وثلثها الاخير يُصرف دفاعاً عن النظام السوري. فهل يكتفي المتباكون على "حقوق المسيحيين" بذلك أو يبدأ المسلمون بالمطالبة "بحقوقهم"؟

 

مبارك يحذّر من عدم تنفيذ المبادرة العربية:لبنان يمكن أن يضيع والكل سينفض يده منه

 حذّر الرئيس المصري حسني مبارك امس من ضياع لبنان ومن وضع "خطر جداً" في المنطقة إذا حدث ذلك، مشيراً إلى أن العرب "سينفضون أيديهم" منه في حال عدم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بينما أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد التزام دمشق بيان وزراء الخارجية العرب حول لبنان واستعدادها لتسهيل مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

وقال مبارك لدى تفقده محافظة قنا في صعيد مصر إنه من الضروري "تنفيذ المبادرة العربية الخاصة بلبنان لأنها صادرة عن قناعة الدول العربية بلا استثناء... إذا لم تنفذ، فان الكل سينفض يده عن لبنان، ويمكن أن يضيع هذا البلد ولا يدري أحد كيف سيكون مستقبله". وأضاف: "لا بد أن يجدوا (اللبنانيون) حلاً لأزمتهم لأنهم في حال عدم اتفاقهم يدمرون لبنان". وأكد "أننا لا نؤازر أحداً أو جانبا على آخر في لبنان، ولكن ليس من المعقول أن يظل هذا البلد بهذا الشكل الذي لا يرضي أحداً ويجعله مسرحاً لصراعات كثيرة". 

وتساءل: "هل يرضى الرأي العام في لبنان أن يبقى الوضع على ما هو عليه حاليا؟"، مشدداً على أهمية اتفاق الأطراف اللبنانيين على اختيار رئيس الجمهورية. وأشار إلى أن لبنان "يُعتبر قصة فريدة في العالم، فلم تنجح المبادرة الأميركية ولا الأوروبية، ولم يبق سوى المبادرة العربية". وكرر التحذير من انه إذا لم يعمل اللبنانيون على إنجاح المبادرة العربية، فإن "الموقف سيكون خطيراً جداً بالنسبة إلى لبنان والمنطقة حوله"

المقداد

وفي المقابل، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريحات نشرتها صحيفة "تشرين" لدى استقباله  مستشار وزير الخارجية النروجي والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الاوسط سفين سيفييه "التزام سوريا البيان الذي اصدره وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير ازاء لبنان". وشدد على "استعداد سوريا لتسهيل الجهود التي يبذلها الامين العام لجامعة الدول العربية لتنفيذ ما ورد في البيان".وكذلك أكد "حرص سوريا على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة والقائم على ضرورة التزام قرارات الشرعية الدولية وتطبيقها وبشكل خاص قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام".

وأوردت "تشرين" ان الجانبين السوري والنروجي اتفقا على "متابعة الاتصالات وتبادل الآراء بينهما لما فيه تحقيق السلام في المنطقة واستقرارها".

* في بروكسيل، أسفت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي لإرجاء انتخابات الرئاسة إلى 21 كانون الثاني بعدما كانت مقررة امس. وطالبت في بيان الأطراف بـ"العمل خلال هذه الفترة للتوصل إلى اتفاق يسمح بانتخاب رئيس في إطار احترام الأعراف الدستورية والهيئات الديموقراطية اللبنانية من دون تدخل من الخارج". وأكدت أهمية قرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701.  أش أ، ي ب أ، وص ف     

 

 التفاؤل" بانتخابات رئاسية تسبق القمة العربية في دمشق تناقضه وقائع حالية وتاريخية راسخة وعوامل إيرانية 

مهمة موسى محكومة بقواعد سورية عطّلت مهمة كوشنير

المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - فارس خشّان

 أكثر النظريات المتفائلة في لبنان تتحدث عن أن الإنتخابات الرئاسية لن تجري قبل آذار المقبل، وتحديدا عشية الموعد المقرر لانعقاد القمة العربية في دمشق.

في اعتقاد أصحاب هذه النظرية أن النظام السوري يستحيل أن يسمح للقمة العربية بأن تنعكس سلباً عليه، من خلال تسجيل قطيعة واسعة تقودها المملكة العربية السعودية التي جزمت بأنها لن تذهب الى قمة دمشق إذا لم يذهب القصر الجمهوري اللبناني الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان.

ويرى هؤلاء أن النظام السوري يتوسل الإنفتاح العربي والأوروبي والدولي لبسط هيبته على شعبه الذي يتعرض لواحدة من أقسى عمليات القمع على يد "المافيا الإستخباراتية".

ولكن هؤلاء يشيرون الى أنّ النظام السوري، ووفق التجارب، يرجئ دائما الإستحقاقات التي عليه الى "اللحظة الأخيرة" وتالياً هو يستفيد من الوقت الفاصل بين "الوعد والموعد" في محاولة منه لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب.

في مقابل هذه الفئة "المتفائلة" تبرز فئة أخرى لا ترى أي حل ممكن بموافقة النظام السوري، لا في آذار ولا بعده، في حال بقيت الأمور عند هذا الحد من التعاطي العربي والدولي مع دمشق.

وتستند وجهة النظر هذه الى المعطيات الحالية كما الى دروس التاريخ.

ماذا، بداية عن المعطيات الحالية؟

خلافاً لكل "البروبغندا" التي هدفت منذ تمّ فتح الملف الرئاسي في لبنان، لا يبدو ان العماد ميشال سليمان هو الشخصية التي ترغب دمشق بوصولها الى رئاسة الجمهورية اللبنانية، لأن تجارب النظام الأمني السوري مع قائد الجيش اللبناني "غير مشجعة" على الإطلاق، إذ تصطدم بشخصية لم تتنازل حتى في عزّ الوصاية عن إقامة توازن دقيق بين ضرورتين ملحتين: العلاقات الممتازة مع سوريا والحماية المميّزة للإستقرار اللبناني.

وهذا النهج يستحيل أن تقبل به دمشق، لا بل أنها تفضّل ألف مرة شخصية صدامية وعدائية تعطيها مبرر الإنقضاض على لبنان، على شخصية تعمل لحماية مصالح لبنان العليا من خلال "تهدئة الخواطر".

وفي الذاكرة اللبنانية، ان النظام السوري لم يتعاط بعداء سافر إلا مع هذه النوعيات من القادة اللبنانيين، فالرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يكن سوى رائد من رواد هذا النهج، وكذلك الرئيس الشهيد رينيه معوض، من دون المرور على "نصائح" شخصيات سياسية كبيرة لا تزال على قيد الحياة وبعضها يلعب دوراً مؤثراً في المسار اللبناني الحالي.

ولعل البعض الذي يعود الى مبررات انتخاب الرئيس السابق اميل لحود ومن ثم التمديد له، يتوقف عند الكلام الكثير الذي قيل عن إن لحود "لا شريك لسوريا فيه"، فهو رجلها مئة بالمئة. وفي روايات النائب السابق لرئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام أن نجم لحود بدأ يصعد في سماء الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عندما قال قائد الجيش اللبناني للموفدة الأميركية الى لبنان دانيال بلاتكا التي كانت تعترض على سطوة دمشق على لبنان: "يا سيدتي، أنا لا أعتبر نفسي سوى جندي صغير في جيش حافظ الأسد".

ميشال سليمان ليس كذلك، بدليل وقوفه الصارم في الثامن والعشرين من شباط 2005 ضد قرار حكومة عمر كرامي الممهور بتوقيع سليمان فرنجية، والرامي ليس الى منع تجمع اللبنانيين في ذاك اليوم في ساحة الشهداء، بل الإقدام قبل ذلك على نزع الخيمة المحاذية لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بالقوة، أي بسفك الدماء.

وقد كان لافتاً لانتباه الكثيرين في نيسان 2005، الكلام الساخر من قائد الجيش الذي قاله المخابراتي رستم غزالي وهو ينسحب من لبنان "لنر الآن كيف سيتمكن ميشال سليمان من حماية الإستقرار في لبنان. هؤلاء مجانين، سيدفعون الثمن".

إذاً، وبهذا المعنى فالعماد سليمان ليس من النوعية التي تجذب النظام السوري، لأنه الترجمة الحرفية لما يُعاديه هذا النظام في لبنان: الإستقرار.

ولو كان النظام السوري يرتضي بهكذا نهج في لبنان، لما كان قد تجاوز كل الضغوط العربية والدولية وأقدم على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا بل لما كان في الأساس قد وقف هذه الوقفة النازية من أجل تمديد ولاية الرئيس السابق أميل لحود.

وتأسيسا على هذه التجربة، ثمة من يقول إن النظام السوري يُفضل إدارة صراع كبير مع الدول العربية ومع المجتمع الدولي على رؤية لبنان يتعافى بعيدا من سطوته المباشرة أو غير المباشرة، وهذا ما حصل منذ بداية العام 2004 حتى الأمس القريب.

وفي هذا المجال، يستحيل على اي مراقب للواقع اللبناني أن يتخطى بسهولة ثلاثة أحداث مؤثرة، أولها اغتيال "اليد اليمنى" لسليمان اللواء الشهيد فرانسوا الحاج، ثانياً ثبوت ان مطالبة قوى الثامن من آذار بالثلث المعطل على الرغم من إعطاء "الرئيس" الصوت الوازن في القرار ليس سوى تأكيد اللاثقة بسليمان، ثالثاً تماهي الكلام المنسوب الى "المطلوب" شاكر العبسي مع "اميركية" سليمان مع كلام قاله كثيرون في قوى الثامن من آذار عن قائد الجيش اللبناني عندما رفض التعاطي مع مخيم نهر البارد على أساس أنه "خط أحمر" بل مجرد مأوى لمجموعة إرهابية قاتلة.

وهنا بالذات، وبعيدا عن التوقف عند الثمن الإيراني المطلوب أيضا لتوكيل النظام السوري بالملف اللبناني، تبرز المعطيات التاريخية، فالتجربة مع هذا النظام السوري تُظهر أنه يستطيع ان يرضى بحل للبنان، بالشراكة مع أحد، عربياً كان أم دولياً، لذلك دخل لبنان حرباً ضروساً تحت شعار سوري معروف "لا للتعريب ولا للتدويل"، وجل ما يمكن أن تقبل به سوريا، في حال الإضطرار، هو أن ترعى هي، وبما يناسبها، أي تصور عربي أو دولي للحل، وفق ما حصل في اتفاق الطائف، ووفق ما حصل عند إدخال قوات الردع العربية الى لبنان.

وتأسيساً على ذلك، يبدو واضحاً ان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيُمنى بفشل تلو الفشل في لبنان، تماما كما حصل مع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير.

كيف يكون الحل إذاً؟

هناك طريقان، إما الإستسلام لدمشق بإدخال سوريا مباشرة على خط الإتصالات العلنية و"المشرعة" مع كل القوى اللبنانية، وإما الإستعداد للسيناريو التركي الذي انتهى بتسليم عبد الله أوجلان.

 ربط التعقيدات في مبادرته بتنقية الأجواء العربية والرهان السوري على انتهاء ولاية بوش

 

 موسى سيشاور مراجع المبادرة حول نتائج جولته الأولى تمهيداً للثانية

المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - ثريا شاهين

يمهد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للجولة الثانية من مسعاه مع الفرقاء اللبنانيين لتطبيق المبادرة العربية لحل مأزق الانتخابات الرئاسية، منتصف الأسبوع المقبل، بتحركين بعيدين عن الأضواء وهما:

ـ اجراء اتصالات عربية، خصوصاً مع وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، والمصري أحمد أبو الغيط، وعدد آخر من المسؤولين العرب الذين أدوا دوراً كبيراً في التوصل الى المبادرة العربية حول الموضوع اللبناني. بحيث سيطلعهم مباشرة على تطور الموقف في لبنان في ضوء زيارته اليه ولقاءاته مع القادة فيه وشرحه لهم المبادرة بكل ابعادها، والتفويض العربي الذي يحمله للتحدث باسم العرب لتكريس هذه المبادرة بحرفيتها على الأرض، ومحاولته بلورة بنودها في اطار تفاصيل ما يتصل بإرساء موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومن ثم تشكيل حكومة متوازنة ووفاقية، تمهيداً، لاقرار قانون جديد للانتخابات النيابية.

التشاور حول التشاطر

ـ التشاور مع هذه الدول في ما يمكن أن تقوم به في ضوء حصيلة زيارته للبنان، لاعادة تعبيد الطريق مجدداً أمامه عبر اتصالات ومساعي حميدة أو متابعة لضغوط معينة، حيال تشاطر اطراف داخلية أو اقليمية وتزاكيها في مسألة تقديم ايجابيات وتسهيلات لتطبيق المبادرة. اذ ان هناك رغبة لدى موسى، استناداً الى مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، في استكمال محاولته، والاستمرار في خلق الظروف الايجابية التي تحولها مرجعية واقعية، على الرغم من ان الأمين العام لم يسجل افراطاً في التفاؤل أو في التشاؤم، لدى وضعه الانطباع في تقريره حول نتائج الزيارة الأولى. لكن زيارته المرتقبة تبدو أكثر حسماً كونها تقترب من موعد السابع والعشرين من كانون الثاني، حيث ستنعقد الجامعة لتقويم تحرك موسى، وتنفيذ ا لمبادرة، واتخاذ الموقف المناسب من التقرير الذي سيقدمه خلال الاجتماع.

وأفادت المصادر، ان عدم احراز موسى تقدم جدي لدى البحث في سبل تطبيق المبادرة مع الفرقاء في لبنان، يعود الى عوامل عدة ابرزها:

ـ ان حيثيات الموقف السوري من الطرح العربي لدى تكوين عناصر المبادرة في القاهرة انعكس بشكل واضح على مواقف اركان المعارضة في لبنان لدى استقبالهم لموسى واستماعهم اليه.

والذي كان بمثابة توزيع الأدوار في ما بين اركانها، للإيحاء أولاً بأن موقفها غامض وغير مفهوم. ومن ثم عمل "حزب الله" في الوقت نفسه عبر وضع رئيس كتلة التغيير والاصلاح النيابية النائب ميشال عون كمرجع للنقاش لإبعاد نفسه عن ما يثير الفتنة الطائفية لدى البقاء في واجهة الموقف باستمرار، أخذاً في اطار البحث في المسألة الرئاسية. ذلك، انه بحسب المصادر، تمكنت الديبلوماسية السورية التي لديها في الواقع رهانات تفوق نجاح القمة العربية اهمية، في تمرير عاصفة الضغوط العربية الكثيفة التي واجهتها خلال انعقاد الاجتماع الاستثنائي للجامعة الأحد الماضي، بتليين الموقف مع العرب ورمي نتائج المبادرة على اللبنانيين أنفسهم في الوقت نفسه.

فنجح العرب في اصدار المبادرة، ولم تظهر دمشق خلال وضع عناصرها انها معرقلة لها، وجلس وزير خارجيتها وليد المعلم مع الفيصل في اللقاء الذي انعقد مع موسى في منزله، من دون ان يحصل تقديم تنازلات لكسر الجليد بين البلدين، مع حيازة دمشق من جراء مرونتها على الدعم في مسألة انجاح القمة لكن لدى التنفيذ، لا سيما في مسألة الحكومة "المتوازنة" و"الوفاقية" حيث تدرك دمشق وعبر المامها الواسع بالملف اللبناني الداخلي، ان هذه المسألة ستكون في حد ذاتها عقدة العقد امام مسعى موسى، لتطبيق المبادرة، وكان هناك ايعاز ايراني ـ سوري لأركان المعارضة بعدم التنازل عن أي مطلب سابق، متذرعين بمسألة انه من يضمن استكمال تنفيذ المبادرة بالكامل بعد انتخاب سليمان رئيساً، على الرغم من كل الدعم الذي لقيته المبادرة من الأكثرية النيابية.

كسر الجليد ليس سهلاً، حصلت محاولات جدية من جانب المعارضة اللبنانية لربط المبادرة العربية وتسهيل تطبيقها، بتنقية الجامعة للأجواء العربية لا سيما الأجواء السعودية ـ السورية، وتذليل التعقيدات من الأجواء المصرية ـ السورية، على أساس ان هذا المطلب يصب في مصلحة لبنان وفي الدعم الصافي العربي لهذه المصلحة، من اجل أن يتم الدعم الكامل للمبادرة ونتائجها. كما جرت محاولات للربط بين تنفيذ المبادرة، وتنقية الأجواء العربية والاقليمية، أي العربية ـ الايرانية تحديداً، ومن ثم العمل لتنقية الأجواء العربية ـ الاقليمية الدولية وخصوصاً الأميركية، وذلك على اعتبار ان كل اتفاق عربي ـ عربي، وعربي ـ اقليمي، وعربي ـ اقليمي ـ دولي ينعكس على لبنان بصورة ايجابية، ولا أحد يمكنه اغفال أهمية هذا الاتفاق وايجابياته على الوضع الداخلي، لكن ترى المصادر، ان هذا الربط المباشر يؤدي الى انحراف المبادرة عن مسارها لا سيما الموضوعي. في حين ان كسر الجليد العربي السعودي تحديداً مع سوريا ليس أمراً سهلاً ويحتاج الى مقومات عديدة.

وكسر الجليد هي مرحلة مبتدئة لتنقية العلاقات، والتي تتطلب بدورها مقومات اضافية. وهذا المنحى ينطبق ايضاً على العلاقات السورية ـ الدولية وخصوصاً الأميركية، هذا بمعزل عن الملف الايراني ـ الدولي والعربي والذي يتطلب وحده، مقومات أخرى وكبيرة.

ـ هناك شعور عربي بأن دمشق تحاول مجدداً كسب الوقت دولياً، على أساس ليس لديها ما تخسره الآن. فوافقت على المبادرة العربية وتركت نتائجها بيد العرب لكي لا تفشل قمتها العربية، ولو في الشكل ومستوى الحضور، لكن الرهانات السورية لا تقف عند حدود القمة، بل ان كسب الوقت الذي تمارسه، سيستمر حتى انتهاء عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الذي بدأ العد العكسي له، حيث سيتم انتخاب خلَف له في تشرين الثاني المقبل اي بعد اقل من سنة. والرهان السوري، بحسب الشعور العربي، هو على رئيس جديد لديه توجه بالحوار المباشر مع سوريا حيال مسائل المنطقة ومن بينها لبنان.

وهذا الحوار قد يوفر لدمشق ضمانات حول مستوى الجرم سياسياً، والذي سينتج عن المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحول عدم تهديد وجود النظام، وحول تفعيل عملية الانسحاب الاسرائيلي من الجولان، بعدما اعتبرت دمشق ان مؤتمر انابوليس لم يقدم اليها نتائج كافية.

ـ تراهن دمشق خلال هذا الوقت على استكمال بناء ايران للتكنولوجيا النووية غير العسكرية في الربيع المقبل. وكانت لزيارة لاريجاني الى دمشق في التوقيت نفسه لاجتماع الجامعة مدلولات كبيرة على مستوى التنسيق الثنائي. كما كان سابقاً لتعيين نائب رئيس الجمهورية الايراني سفيرا لايران لدى سوريا رداً على المبادرة الفرنسية، نظراً للمنصب الأساسي لهذا السفير.

 

 قبلان: كيف تكون المشاركة من دون إعطاء الشيعة وزارة المال؟

المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان السياسيين "بالتصدي للمؤامرات التي تغزو بلادنا وتتهدد منطقتنا".وقال خلال درس التربية والأخلاق الذي ألقاه أمس، في مقر المجلس: "لماذا التسويف في حل المشكلات والتقصير في حفظ الوطن وأهله؟ كنا نتمنى ألا يعود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى كما جاء بخفي حنين، ولقد طالبنا السياسيين بالتعاون مع المبادرة العربية، فما دام العرب وضعوا سلة الحل فلماذا التقصير عن حل الأزمة ولقد طالبونا سابقاً أن نقبل بالمحكمة الدولية في مقابل تشكيل حكومة وحدة وطنية فنحن قبلنا ولكنهم لم يقبلوا بتشكيل حكومة الوحدة، وعندما اتفقنا جميعاً على العماد ميشال سليمان كرئيس للجمهورية فلماذا لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية؟ ولماذا لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية؟".أضاف: "لماذا لا نبادر الى الحل ونسرع بإنجازه؟ أدعو اللبنانيين الى حل الأزمة قبل ضياع الفرص فيتعاونون على حل المشكلات. نحن نطالب بالشراكة واستعادة وزارة المال للطائفة الشيعية فكيف تكون المشاركة من دون إعطاء الطائفة الشيعية وزارة المال مع أن هناك اتفاقاً بأن تكون وزارة المال من حق الطائفة الشيعية. أود أن أذكر بأننا تنازلنا عن موقع نائب رئيس الجمهورية قبل إقرار اتفاق الطائف التزاماً للتوافق آنذاك، فلماذا لا يعمل السياسيون على حل المشكلة الحالية بالتوافق ولا سيما أن لبنان مهدد بالاندثار الذي يصيب الجميع؟ لذلك لا ينبغي أن نعود الى ما قبل الطائف، فنطالب الجميع بالإنصاف وتحقيق الشراكة بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية".ورأى أن "هناك من أراد إشغالنا في لبنان حتى يتمم بوش رحلته الى المنطقة، وانتقل الى الكويت وكأن هذا الرجل فيه رائحة تقديس عند بعض الحكام العرب في المنطقة الذين يحرصون على الترحاب به وأخذ بركاته".واستقبل قبلان الوزير السابق ناجي البستاني وبحثا في الأوضاع المحلية والإقليمية. والتقى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا على رأس وفد.

 

 من وحي إعلان فلسطين لبنان

المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - مصطفى علوش(*)

 "ولجسمي قصة أخرى... وفي الحلم نريد الياسمين... عندما وزعنا العالم قبل سنتين... كانت الجدران تستعصي على الفهم... وكان الاسبرين... يرجع الشباك والزيتون والحلم الى أصحابه... وكان الحنين... لعبة تلهيك عن فهم السنين"

محمود درويش

في مذكرات تيودور هرزل، بعيد مؤتمر بازل سنة 1896، قال "قد ينعتني الناس بالحالم إذا قلت أنني اليوم أرسيت الأسس للدولة اليهودية". والواقع هو أن الحركة الصهيونية، منذ بداية إنشائها، أقنعت إنكلترا بجدوى قيام كيان يهودي متحالف معها، يقسم العالم العربي على أساس رؤيا وضعها، وحاول أن ينفذها نابليون قبل مئة عام. ولعل من أبرز الدلالات على الربط الاستراتيجي بين أهداف الحركة الصهيونية وأهداف بريطانيا ما ذكرته صحيفة مانشستر غارديان سنة 1916: "إذا انتهت هذه الحرب (العالمية الأولى) بالقضاء على الإمبراطورية التركية في بلاد ما بين النهرين، وأدّت الحاجة الى تأمين جبهة دفاعية في مصر الى تأسيس دولة يهودية في فلسطين فسيكون القدر قد دار دورة كاملة".ولم يكن العامل العسكري هو العامل الوحيد ولكن اللجنة الملكية البريطانية لهجرة الغرباء كانت حينها بحاجة الى توجيه العدد الكبير من اليهود الهاربين من المجازر والاضطهاد في أوروبا الشرقية وروسيا. لذلك فقد دعت هرزل للشهادة أمامها، واستنتجت مما قاله بوجوب توجيه المهاجرين الجدد الى وطن جديد، وكان أحد المواقع المقترحة هي أوغندا. هذا الواقع هو ما دفع هرزل الى التصريح بأن المجتمعات الأكثر "لاسامية" هي من ستكون الداعم الأكبر لإقامة الكيان اليهودي وذلك للتخلص من وجود اليهود ضمن مجتمعاتها.وبعد أخذ ورد حول موقع هذا الكيان وجه اللورد آرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية البريطاني الى اللورد ليونيل دي روتشيلد، أحد كبار وجهاء اليهود في إنكلترا هذا نصها:

وزارة الخارجية 2/11/1917

يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته: "إن حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى، وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح".

لماذا هذا الكلام الآن؟

لأن واقع تتابع الأحداث، والطغيان الإعلامي والعسكري الذي مورس على منطقتنا، تمكن من إبدال وقائع الأمور فسمّيت القضية "المشكلة الفلسطينية" في حين أن التوصيف الدقيق هو "مشكلة وجود دولة إسرائيل على أرض فلسطين". ومع الوقت، أصبحت القضية الفلسطينية مسألة معزولة عن التاريخ وعن الجغرافيا، وأصبحت بالنسبة للعالم في البداية قضية شعب من دون وطن، ومن ثم تحولت الى معضلة شعب إرهابي متعصب هدفه تدمير دولة مسالمة اسمها إسرائيل.

لذلك، فلا يمكن طرح الواقع الفلسطيني وتعقيداته في لبنان من دون إعادة ربطه مع أصول القضية وتحليل محطاتها.

لم يبع الشعب الفلسطيني أرضه لليهود، وإن حصل ذلك في حالات معزولة، فلم يكن لهذا العنصر أي تأثير يذكر على واقع النكبة سنة 1947. لقد هجر الشعب الفلسطيني بالقوة وتحت وطأة الإرهاب والمجازر بعد أن قاوم هذا الواقع منذ انطلاقة ثورة عزالدين القسام سنة 1931.

ولكن هذا الشعب كان يواجه مشروعاً دولياً وقواةً مسلحة ومنظمة وصل عددها الى 60 ألفاً ففاقت المنظمات الصهيونية في عددها وعديدها قدرات كل الجيوش العربية التي شاركت في جيش الإنقاذ. لقد كان نكسة 1948 نتيجة حتمية لاختلال موازين القوى وفقدان العزيمة وفقدان الإرادة لدى الحكومات العربية، وفقدان الحيلة لأهل فلسطين.

وهذا ما أدى الى لجوء قسري لنحو مئة ألف فلسطيني تبعتها موجة أخرى إثر هزيمة 1967.

لقد صدر بعدها القرار الدولي 194 الذي نص على حفظ حق العودة، ولكن هذا القرار بقيَ حبراً على ورق في غياب الإرادة الدولية، وفي واقع تواطؤ محلي من أنظمة محرجة من عجزها، وغارقة في مشاكل داخلية لا حصر لها.

ورغم كل العوائق، فإن مقاومة الاحتلال انطلقت باكراً، وإن كانت مبعثرة، وذات طابع فردي أحياناً. ولكن الانطلاقة المنظمة كانت سنة 1957 في الكويت، وبتحريك مباشر من أبو عمار ورفاقه.

لقد لاقت هذه الظاهرة، ومنذ بداياتها الأولى، الكثير من الإعاقات من قِبَل الأنظمة العربية، وبالأخص التي كانت تسمي نفسها بالقومية والتقدمية.

في هذا الوقت، كانت الجماهير العربية مأخوذة بأوهام "المارد العربي" الذي يعد العدّة لزحف جبار يقوده أحد أشباه الأنبياء، جامعاً الأمة تحت راية واحدة من المحيط الى الخليج، فيدفع الصهاينة بجبروت الملايين الى البحر.

ولكن هزيمة 1967، ضربت وهم الخلاص عن طريق قيادات الأنظمة الآتية من العسكر، وراحت الجماهير تبحث عن نبي جديد. لذلك، فقد شكّلت الأشهر التي تلت هزيمة 1967 فرصة كبرى لمختلف القوى الفلسطينية للانطلاق في عملها السياسي والتنظيمي والعسكري، خصوصاً بعد أن تحرّرت موقتاً وجزئياً من الضوابط التي فرضتها عليها الأنظمة العربية، الراغبة كل منها في وضعها تحت وصايتها.

وكان من الطبيعي أيضاً أن تحاول هذه التنظيمات زرع قواعدها وكوادرها، ومراكز انطلاقها في البلدان التي لها حدود جغرافية مع فلسطين لضرورات الكفاح المسلّح، وهذا ما حصر الخيارات في أربعة بلدان عربية.

في المحصلة، فقد كانت إمكانية الانطلاق بأنشطة حرة للعمل الفدائي شبه معدومة في مصر وسوريا وذلك لطبيعة النظامين المزايدة والقابضة في نفس الوقت على كل الأنشطة على أرضها. وقد انتهت معظم محاولات انطلاق الثورة الفلسطينية من هذين البلدين الى اعتقالات أو اغتيالات أو تخوين لأصحاب المبادرات.

وقد أنشئت ألوية عسكرية نظامية للفلسطينيين تحت اسم جيش التحرير، تابعة بشكل كامل لقيادة هذه الدول. أما تجربة الأردن، ومع الخاصية الفلسطينية الديموغرافية فيه، فقد انتهت الى مأساة أيلول 1970، وأدت الى هجرة قيادات منظمة التحرير الى لبنان كملاذ أخير.

طبعاً، لم تبدأ قصة لبنان مع العمل الفدائي في سنة 1970، فقد أجبر هذا البلد الرازح تحت انقسامات بنيوية حادة في تركيبته السكانية تتمحور حول الرؤى الوطنية الأساسية. ابتداء بالانتماء القومي والتوجه الثقافي ولا تنتهي حتى بمسألة الحدود الوطنية الجغرافية.

لذلك، فإن الوجود الفلسطيني بحجمه السياسي والبشري والعسكري الثقيل، تفاعل بشكل سلبي مع الواقع اللبناني على مختلف المستويات.

ومع أن الكثيرين من اللبنانيين انخرطوا في العمل الفدائي انطلاقاً من قناعات سياسية قومية، فإن قسماً من اللبنانيين اعتبروا هذا الوجود وسيلة لإصلاح موازين القوى مع الفئات الأخرى ووسيلة للاستقواء السياسي والطائفي عليها، ومقدمة لنقض التسوية التي بنيت عليها الشراكة الوطنية الأولى سنة 1943.

وفي الوقت نفسه، فقد استخدم الفريق الآخر هذا العنصر كوسيلة لرفض مطالب المشاركة وإصلاح النظام. وكانت الأنظمة العربية في تلك الفترة واقعة تحت صدمة فقدان ماء الوجه وفقدان الهيبة وفقدان وسائل استدراك نتائج الكارثة، فكان أحد المخارج هو إجبار الدولة اللبنانية على توقيع اتفاق القاهرة سنة 1969، والتي أدت عملياً الى تخلّي الدولة عن سيادتها على كامل أراضيها.

وبهذه الطريقة، وضع مصير الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني فيه أمام مسار كارثي على مختلف الأصعد. وقد استدرج اللبنانيون الفلسطينيين، وتجاوبت قيادتهم، فأصبحوا جزءاً من أتون الحرب الأهلية والتي لم تتوقف حتى بعد خروجهم سنة 1982، ولكن هذا الوجود أدى الى خلق ظروف أساسية لاستمرارها.

لقد كانت الانتفاضة الأولى سنة 1987 والمعروفة بثورة الحجارة، وهي الإضاءة الأساسية التي نوّرت مسار العودة، ورغم كل ما قيل وأشيع عن اتفاقية أوسلو، فقد كانت مفاعيلها أكبر وأهم من كل الغوغاء والفوضى العسكرية والسياسية والشعاراتية التي حكمت المسار الفلسطيني على مدى أربعة عقود.

لقد أدت الانتفاضة الغير المسلحة الى إنتاج هذا الاتفاق، وأدى هذا الاتفاق الى بداية إرساء دولة فلسطينية على أرض فلسطين سوف يكون للمستقبل رسم معالمها، ولكنها أصبحت حقيقة ثابتة لشعب كان في السابق غير موجود على الخارطة الدولية.

لذلك، فإنه على اللبنانيين، ومن مختلف توجهاتهم، أن ينظروا بعين الترحيب والرضى الى إعلان فلسطين في لبنان والنظر الى الماضي بمنطق الموضوعية والتعالي، على أساس أن الشعبين اللبناني والفلسطيني كانا شريكين في التضحية في قضية واحدة. وعلى هذا الأساس، فعلينا البناء على هذه الروحية للمستقبل مع الدولة الفلسطينية، واعتبار المواطنين الفلسطينيين رعايا لهذه الدولة في وجود قسري وموقت في لبنان يرعاه القرار 194. لذلك فإنه لا يجب التعامل معهم على أساس مشكلة يجب التخلّص منها أو رميها على عاتق الآخرين، بل يجب العمل على دعمهم للمطالبة بحق العودة بمختلف الوسائل.

لذلك، واستناداً الى ما تقدم نعلن ما يلي:

أولاً: إن لبنان لن يتزحزح عن التزامه بحق العودة والتأييد للشعب الفلسطيني.

ثانياً: نرحب بتأكيد الإخوة الفلسطينيين الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله في ظل الشرعية اللبنانية في جميع مكوّناتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، من دون أي تدخل في شؤونه الداخلية، ونعتبره مقدمة للمساهمة في السلم الأهلي وعاملاً مساعداً على تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان.

ثالثاً: نرحب أيضاً بما جاء بالنسبة لإخضاع السلاح الفلسطيني في لبنان لسيادة الدولة اللبنانية، ونعتبره مقدمة لإلغاء الجزر الأمنية التي أدت الى كوارث على الشعبين، وليست كارثة أهلنا في مخيم نهر البارد إلا مظهراً من مظاهرها، والتي أدت الى خسارة شهداء الجيش اللبناني وإلى استثارة محيط المخيم بشكل عنصري أحياناً.

رابعاً: يجب أن نؤكد أن حصول الإخوة الفلسطينيين على حقوقهم الإنسانية الأساسية بالعمل والانتقال والتملّك المحدود عملاً بالقوانين الخاصة بالموضوع لا يؤدي الى التوطين، بل على العكس فإنه يعطي للشعب الفلسطيني القدرة الأمثل على التعبير والمطالبة بحقه، ونوافق أيضاً على أن لا تكون مسألة السلاح مقايضة بهذه الحقوق. كما أننا نعتبر أن تحسين الظروف المعيشية للإخوة سوف يساعد في إزالة أو حصر أحد أهم عوامل التوتير التي أدت الى كوارث على المجتمع اللبناني بشكل عام.

إن هذا الإعلان يجب أن يكون مقدمة لعمل دستوري في الحكومة اللبنانية المقبلة لتشريع القوانين الملائمة لتحقيق هذه الأهداف، مترافقة مع حملة لدعم هذه التوجهات ضمن مؤسسات المجتمع المدني والنقابات.

إن وجود الإخوة الفلسطينيين في لبنان هو وجود قسري وموقت، والوسيلة الوحيدة لتقصير هذه المعاناة هي دعمهم للمطالبة بحقهم الأساسي في العودة.

 (*) نائب لبناني عضو في كتلة "المستقبل"

 

الإنتخاب قرار خارجي. غير ناضج فلا تنتظروا شيئاً

 الهام فريحه

الشعب اللبناني ذكي وواعٍ، (لا يُضحَكُ عليه) ولا تجري المياه بين أرجله من دون أن يشعر، وإذا كان سياسيوه يعتقدون بأنه (مُصدِّق) ومقتنع بما يسمع ويقرأ ويشاهد من (فذلكات) دستورية وهرطقات سياسية و(خزعبلات قانونية)، فإن حضرات السياسيين مخطئون. هل يُريدون أن يُقنعونا بأن الفراغ الحاصل على مستوى الرئاسة، منذ شهرين، و(الفراغ العملي) الحاصل على مستوى الحكومة منذ ثلاثة عشر شهراً، و(الفراغ الفعلي) الحاصل على مستوى رئاسة مجلس النواب، ومجلس النواب لثلاث دورات عادية متتالية، هو بسبب الخلاف على وزير يمكن أن يُشكِّل عدد وزراء الثلث المعطِّل، أو بسبب الخلاف على وزير يمكن أن يُشكِّل عدد وزراء الثلثين?

كفى ضحكاً على الناس، أو محاولة ضحك عليهم، فالناس يعرفون إنكم إما عاجزون وهذا الأصح وإما مكبّلون وإما تنتمون الى الخارج، وإما كل هذه الصفات مجتمعةً، وإذا كنتم تستطيعون إخفاء واحدة منها في وقت محدَّد فإنكم لا تستطيعون إخفاءها كلها في كلِّ الأوقات.

أما إذا كنتم غير ذلك، فما رأيكم أن تخضعوا للإختبار التالي:

المعارضة تريد الثلث المعطِّل لأنها تخشى من قرارات ستتخذها الحكومة وتُعتبر لا تُناسِب مصلحة البلد فلتُعلِن المعارضة ما هي هذه القرارات التي ترتاب منها ولتضعها (وديعةً) في عهدة الرأي العام، فإذا كانت مُحقّة أيدها الشعب، أما إذا كانت للتخويف فالشعب سينبذها، ومن الآن نقول يجب طرح الأمور بدقّة وشفافية وليس بأسلوب (العموميات). في المقابل، الأكثرية ترفض إعطاء الثلث المعطِّل لأنها ترتاب من أن تُقِدم المعارضة على تعطيل قرارات معينة، فلتقُل ما هي هذه القرارات التي ترتاب من أن تُعطِّلها المعارضة، ولتطرحها على الشعب مباشرة، كذلك بكل شفافية.  الغاية من هذا الإختبار كشف حقيقة مواقف الأكثرية و المعارضة على حدٍّ سواء لئلا نبقى في دوامة الردود والردود المضادة، وليكتشف الشعب أن هواجس السياسيين ومخاوفهم ليست إلا خوفاً على المناصب والمقاعد والسلطة وليس خوفاً على مصالح الناس.

وإذا شئنا أن نكون أكثر صراحة وأكثر شفافية لوجُب علينا أن نصارح الشعب اللبناني بما لا يجرؤ سياسيوه على مصارحته به وهو أن إنتخابات الرئاسة في لبنان قرارٌ خارجي وآليته التنفيذية داخلية، وطالما أن القرار الخارجي غير ناضج وغير جاهز وغير متوافق عليه قبل مهلة طويلة من الزمن، فعبثاً إيهام الناس مرّةً بعد مرة وموعداً بعد موعد.  أيها اللبنانيون، سياسيوكم أفلسوا (سياسياً طبعاً وليس أي شيء آخر) فصدِّقوا هذا الكلام الصريح والواضح والجريء وتصرفوا على هذا الأساس.

 

من يخاف من (الوضع الخطير جداً

رفيق خوري

الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى غادر بيروت مع وعد بالعودة. فهو محكوم باستمرار المهمة. وسواه يتحكّم باستمرار الأزمة. لا (الوضع الخطير جداً) دفعه الى اليأس او الى إعلان اليأس من التوصل الى (إنقاذ لبنان في الساعة الحادية عشرة). ولا تصرف اشباه الآلهة في لبنان كأنهم لا يسمعون (دقات الساعة) ولا يبدل الوضع الخطير في حساباتهم والمواقف قاده الى التعبير عن الغضب. ما يتوقعه هو (متغيرات) يتصور كثيرون انها مطلوبة في عواصم أخرى قبل بيروت. وما يستنجد به جاءت طليعته من الرئيس حسني مبارك بالقول انه (لم يبق بعد فشل الجهود الأميركية والاوروبية سوى المبادرة العربية، واذا لم يعمل اللبنانيون على انجاحها فان الموقف سيكون خطيراً جداً على لبنان والمنطقة من حوله). لكن تحذير الرئيس المصري من ان (الكل سينفض يده من لبنان الذي يمكن ان يضيع اذا لم يتم تنفيذ المبادرة)، يقع في آذان صمّاء. لا بل ان في الداخل والخارج اطرافاً تنظر بحذر وشكوك الى الجهود العربية وسواها وتراهن على نفض اليد من لبنان، لكي تنفرد في التحكم به. ذلك ان عمرو موسى جاء الى بيروت في مهمة محددة: التشاور حول تنفيذ (الخطة المتكاملة) الصادرة بالإجماع عن المجلس الوزاري العربي، وليس التفاوض من نقطة الصفر. وما حدث هو العكس. فالأمين العام وجد نفسه وسط مفاوضات لا محدودة يدور خلالها على مراجع وشخصيات لا حصر لها، بحيث جعل هؤلاء دوره اشبه بدور الكونت برنادوت في (المفاوضات عن كثب) على اتفاقات الهدنة بين العرب واسرائيل. لا هو استطاع دفع الأطراف الى اجراء حوار مباشر. ولا العقدة الداخلية للأزمة قابلة للحل في معزل عن العقدة الخارجية، ان لم تكن مجرد قناع لها يخفي الوجه الحقيقي. والمشكلة ليست في الخطة المتكاملة التي يسعى لتنفيذها سياسي وديبلوماسي محنّك مثل عمرو موسى، ولا حتى في ذهاب البعض الى وضع الحل العربي والوسيط العربي في خانة (الانحياز) الى طرف واحد. انها في التناقض بين اغراق مساعي الحل في التفاصيل والزواريب الضيقة وبين التركيز في حسابات الأزمة على الصورة الواسعة. الصورة الكبيرة للأزمة في لبنان وما يراد منها على مستوى النظام انطلاقاً من استمرار الفراغ. والصورة الأكبر للصراع الاقليمي والدولي على لبنان والشرق الأوسط، حيث الرهان على الوقت والهزائم والانتصارات المفترضة.

ومن الطبيعي ان يتحدث موسى عن (حلحلة على طريق الحل). لكن قطع المسافة بينهما يحتاج الى معجزة وسط العجز.

 

 

لبنان على الساعة 11?

عمر حبنجر

عندما يستعين المتصرف بالحل العربي للازمة اللبنانية عمرو موسى بأدعية المفتي وصلوات البطريرك، يعني هذا ان الخطورة التي تحدث عنها الامين العام للجامعة ليست مجرد تقدير او استنتاج، وان الوضع اللبناني بلغ الساعة 11، حسب تعبير موسى، اي انه على حافة الهاوية، او في آخر اوقاته...

وكان صوت موسى صارخاً عندما حمّل اللبنانيين مسؤولية ما ينتاب بلدهم، لكنها صرخة في واد، مع الأسف، فالموالاة تعتبر انها تنازلت اكثر مما يجب في الموضوع الرئاسي، والمعارضة تعتبر نفسها مغبونة، وتبحث عن جنازة كي تلطم فيها، حزناً على المشاركة المفقودة والمثالثة المرفوضة، الى كافة المطالبات التي ترى فيها الاكثرية مجرد قنوات لربط الحل اللبناني بالتوقيت الخارجي.

ويظهر من الاستقبال التفجيري الذي اعد لعمرو موسى يوم وصوله الى بيروت، من صاروخي (الكاتيوشا) اللذين تزعم اسرائيل انهما انطلقا من الجنوب، الى المتفجرة التي استهدفت سيارة دولية تابعة للمجموعة الايرلندية، واخيراً الى التعقيدات على المعابر اللبنانية - السورية في البقاع والشمال، ان مهمة الرجل اصعب مما يتصور. فما هو الموعد الثاني عشر لانتخاب رئيس الجمهورية سيمر كالعادة بالتأجيل.

ومع صدور التهديدات للجيش وقائده، من قبل شاكر العبسي - ما غيرو - يكتمل النقل بالزعرور، وبالتالي يتبدى أن هناك من يتحدث الى الجارة كي تسمع الكنة، من يكابر بإنكاره السمع، لن يغير وجه الحقيقة.

والراهن ان محادثات عمرو موسى في بيروت، كانت بمثابة اختبار للنوايا الحقيقية للاطراف الداخلية والاقليمية من المبادرة التي تخطت عتبة الاجماع العربي الى الدعم، الدولي الشامل.

وفي رأي مصدر قريب من المعارضة، ان الموقف العربي من تنفيذ المبادرة معياره سوريا، والترجمة العملية الدقيقة للموقف السوري، تُقرأ ايجابياتها في مواقف الرئيس نبيه بري، وتظهر سلبياتها في اطلالات كثيرة معبرة عن الغضب.

اما عن موقف حزب الله فيقول المصدر ان الحزب متضامن مع العماد ميشال عون، وفي رأي المصدر عينه ان دمشق تمون على حزب الله، لكنها لا تستطيع فرض أمر على رئيس كتلة التغيير والاصلاح!..

وعلى مستوى العماد عون مفوض المعارضة لمفاوضة الاكثرية، والمعلق المهمة من جانب الاكثريين فقد نصحه الامين العام موسى بتوقيع شيك الحل لأن الرصيد متوفر ... وكان ضمن مقترحات موسى عقد اجتماع على مستوى الاقطاب في بيروت يضم اليه الرئيس بري، والعماد عون والنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط، والرئيس أمين الجميل، ويقول احد المتابعين ان المشكلة تكمن في استحالة اعطاء العماد عون نصيحة بموقف يدنو عن مستوى الموقع الذي يراه لنفسه، كي يتسنى التوصل معه الى حل...

وهل معنى ذلك ان الحل العربي مهدد بالفشل? المصدر المعارض رأى ان فشل الحل العربي في لبنان يعني فشل القمة العربية في سوريا، والعكس صحيح، رغم اعلان الوزير السوري المعلم بان دمشق ستهتم بمصالحها، اكثر من اهتمامها بمصير هذه القمة، عند الضرورة، اقتناعاً بان الوقت الدولي يعمل لصالحهم خصوصاً على صعيد الادارة الاميركية التي بدأت الانشغال التام بانتخاباتها الرئاسية. من هنا عدم ميل دمشق لاستعجال انتخاب رئيس استناداً الى المبادرة العربية التي هي في الاساس مبادرة مصرية - سعودية. وهذا الموقف بات واضحاً للقاصي والداني منذ هبطت طائرة عمرو موسى في مطار بيروت وحتى اقلاعها منه ولا أمل بالعودة عنه، الا بظهور مواقف اقليمية او دولية محرجة.

ويقول المصدر القريب من المعارضة ان المبادرة العربية لم تتطرق الى المثالثة او المرابعة في الحكومة العتيدة، والتي اختبأ وراء ارقامها البعض، حسب تعبير عمرو موسى.

بالمقابل نجد الاكثرية النيابية على موقفها من المبادرة العربية ومن التبني المطلق لترشيح العماد سليمان، الذي لا بديل له كمرشح توافقي لموقع يتطلب مثل شخصيته الوطنية النقية، والقادرة على الاحتفاظ بالموقع الوسطي بين مختلف الاطراف رغم بعض مظاهر الجذب او التدفيش.

وبمعزل عن عدم وضوح موعد اجراء الانتخاب الرئاسي بحكم التجاذبات السياسية الفوضوية الراهنة، فان المواطن اللبناني الخالص الولاء المتحرر من الارتباطات الملزمة، بات يتعامل مع العماد سليمان كرئيس للجمهورية، وليس كمرشح، ولئن كان ما يزال في اليرزة...

ووجود سليمان الرئيس مع وقف التنفيذ في اليرزة، يستمر وجود الرئيس فؤاد السنيورة في السراي الكبير، بكامل سلطته التنفيذية. وهذا يعني ان الرهان على الوقت، بالمماطلة او التعطيل، ريثما يتدخل هذا او يبادر ذاك، ليس الا لمصلحة الفراغ...
وقديماً قيل: أعقل الناس من اتعظ بغيره...

 مـن يــهـــمّــش الــمـســيــحـــيـيــن ؟
صالح المشنوق     
نه العاشر من آب 2006. يجلس أحد المتحدثين باسم التيار الوطني الحر على احدى الشاشات اللبنانية قبيل خوض مرشحهم للانتخابات الفرعية في المتن. في سياق عرضه للاسباب الموجبة التي دفعت حزبه لخوض الانتخابات في وجه والد شهيد مسيحي أتى المتحدث على ذكر عبارة "مسيحيين" أكثر من ستين مرة خلال ساعة أي بمعدل مرة كل دقيقة. المنافس الوحيد لهذا الاسلوب التعبوي هو "حزب الله" الذي حوّل انسحاب وزرائه من الحكومة الى مؤامرة دولية على "الشيعة" ودورهم ووجودهم وسلاحهم وحتى لقمة عيشهم. الاسطوانة المروج لها في هذا الاطار هي أن أهل السنة بدءاً بالطائف ووصولاً الى "استيلاء" حكومة السنيورة على صلاحيات الرئيس يُحيكون مؤامرة كبرى على المسيحيين في لبنان ولا امكان للتصدي لها الا عبر "بطولات" العماد عون بالتحالف مع المكون الثالث "الحيادي" أي "حزب الله".
فقد خاض التيار الوطني الحر منذ العام 2005 أكبر عملية تعبئة طائفية شهدها التاريخ اللبناني الحديث. فعبارات كحقوق المسيحيين وتهميش المسيحيين واعادة المسيحيين الى السلطة وتمثيل المسيحيين وضرب الوجود المسيحي وردت على لسان المتحدثين باسم العماد عون بمعدل يفوق العشر مرات في اليوم الواحد. وقد قامت عملية التعبئة هذه على عدم تمثيل التيار في الحكومة ورفض الأكثرية انتخاب العماد عون رئيساً، وعلى وقع مسلسل ترويع للمسيحيين بتسويق قرب قدوم مشروع وهمي عنوانه التوطين.
أما المضحك في عملية التعبئة هذه فمشاركة سياسيين لم يكن لهم يوماً علاقة بالمسيحيين وحقوقهم في الترويج لها على اساس وحدة موقف المعارضة. حتى ان غالبية هؤلاء المتمثلين بالقوى الشيعية الاساسية يحملون مشروعاً معاكساً تماماً لمبدأ تقوية الدور المسيحي في الدولة اللبنانية وهو مشروع المثالثة داخل النظام بحيث تعكس الكتل النيابية والوزارية التغيّر الديموغرافي كماً ونوعاً منذ الاستقلال حتى اليوم. والمضحك ايضاً ان العماد عون يرى في مشروع المثالثة استقامة لدوره السياسي بحيث يصبح هو زعيم احدى القبائل الثلاث وبالتالي يحصل على ثلث تجمع الزعامات الوطنية. ولكن هذا لا يعني أن الساحة السياسية اللبنانية لم تشهد تهميشاً للمسيحيين في السنوات الثلاث الاخيرة؟
ستة عناوين للتهميش
...
ان احساس الموارنة في لبنان بأن حقوقهم قد انتهكت منذ جلاء القوات السورية عن لبنان ليس ضرباً من الخيال. فان "حزب الله" ومن خلفه العماد عون أشرف على تنفيذ ستة بنود يمكن وصفها بعناوين لما سُمي اخيراً التهميش المسيحي.
العنوان الاول يكمن في المضمون الحقيقي لمشروع "حزب الله" في ما خصّ النظام السياسي اللبناني أي التوصل الى صيغة المثالثة في الحكم. وهنا تظهر هشاشة التحالف السياسي الذي يجمع بين العماد عون و"حزب الله" بحيث يسعى الاول للانقلاب على الطائف تحت شعار استعادة صلاحيات رئيس الجمهورية بينما الثاني معادٍ للطائف لرغبته الحادة في التقدم بمشروع المثالثة الى الامام. تعتقد قوى شيعية في لبنان ان صيغة المحاصصة التي وُلدت في غياب قوى شيعية فاعلة على الساحة اللبنانية ما عادت صالحة، وقد حان الوقت لفرض صيغة تنزع من المسيحيين منطق المناصفة وتعكس الواقع الديموغرافي والسياسي المتمثل بوجود ثلاثة مكونات للمجتمع السياسي اللبناني، سني وشيعي وماروني. وقد بدا ذلك واضحاً في تعاطي "حزب الله" مع الفقرة الموجودة في مقدمة الدستور والتي تلحظ ان لا شرعية لسلطة لا تراعي العيش المشترك على أنها تلحظ ثلاثة مكونات وليس اثنين كما تصوّر واضعو الفقرة، على الرغم من النفي المتكرر لهذه الرغبة.
العنوان الثاني هو "الاختلاس المنظم" الذي أجرته القوى الشيعية المتمثلة في الحكومة لمناصب سياسية رفيعة المستوى لطالما اعتُبرت من حصة المسيحيين في الدولة اللبنانية. المنصب الاول هو وزارة الخارجية التي حرصت الادارة السورية على نزعه من المسيحيين وتسليمه الى أول وزير خارجية شيعي وهو محمود حمود عام 2000. بعد انسحاب القوات السورية من لبنان اصرّت القوى الشيعية على ضمان استمرار هذا "العرف" الجديد وقد خاضت معركة سياسية بدت وكأنها مصيرية للابقاء على هذا المنصب. المنصب الثاني يتمثل بامساك القوى الشيعية بمنصب الامين العام لمديرية الامن العام اللبناني منذ أن تولى اللواء السيد هذا المنصب بالحاح من الادارة الامنية السورية وقد حرص "حزب الله" على استمرارية عملية الالغاء هذه عند تشكيل حكومة الاستقلال الاولى عام 2005. وتتصرف هذه القوى اليوم على أن هذه المناصب حقوق مكتسبة نتيجة عرف مكرس "تاريخياً". فعندما حاول النائب الحريري في مفاوضاته مع الرئيس بري اعادة المنصب الى المسيحيين اجابه الأخير: "لا مشكلة في التخلي عن هذا الموقع وهل تعطينا بالمقابل وزارة الداخلية؟".
العنوان الثالث يكمن في الطروحات السياسية للمعارضة في ما خص انتخابات رئاسة الجمهورية. الطرح الاول هو انتخاب رئيس مباشرة من الشعب ما يمثل عمليا بداية اقصاء المسيحيين عن منصب رئاسة الجمهورية بحيث تستطيع الغالبية المطلقة من اللبنانيين المتمثلة بالسنّة والشيعة انتخاب رئيس مسلم للجمهورية عند اول منعطف تاريخي يلحظ تراجعاً مارونياً. الطرح الثاني هو انتخاب رئيس لسنتين ليستقيل الرئيس من بعدها وفق اتفاق سياسي مسبق مما يفتح المجال واسعا امام التلاعب السياسي الدائم بمدة ولاية رئيس الجمهورية والاستخفاف بتبعات استقالة رئيس للجمهورية من دون سبب شعبي او دستوري موجب لذلك. الطرح الثالث هو مبدأ تعيين رئيس للجمهوية وكأنه موظف من الفئة الثالثة بالادارة المدنية اللبنانية بحيث يصبح بمثابة رئيس المجلس السياسي للتيار الوطني الحر بدل ان يكون رئيسا للجمهورية اللبنانية، الطرح الرابع هو مبدأ الغاء الانتخابات الرئاسية واستبدالها بضرورة عقد صفقة سياسية لمجيئه الى سدة الرئاسة وكأنه مدين لكل فريق سياسي بحصة من رئاسته لمدة ستة اعوام. اليس عقد صفقة على رئيس معين لمدة مختصرة مهينا للموقع المسيحي الاول في الدولة اللبنانية؟
العنوان الرابع هو المشاركة بالاضعاف المبرمج للمرجعية المسيحية الدائمة الوحيدة اي البطريركية المارونية. ابرز دليل على ذلك ضغط قوى المعارضة بتعليمات من دمشق على البطريرك للتعاون مع الفرنسيين لاستصدار لائحة من ستة مرشحين ثلاثة منهم فقط للانتخاب بحيث تختار المعارضة اسمين على الاقل وكذلك الاكثرية ومن بعدها ينزل النواب الى المجلس لانتخاب الرئيس المتفق عليه. فكانت النتيجة ان "حزب الله" انقلب على الاتفاق برفضه لروبير غانم وميشال خوري وقبوله لميشال اده رئيسا مختصرا لسنتين. وبذلك تحول البطريرك ومعه الفرنسيون الى مراجع ضعيفة غير ضامنة لخطواتها وغير مؤتمنة على نجاحها. الدليل الثاني هو التهجم والشتيمة الدائمة الموجهة ضد بكركي من العماد عون والتي وصلت الى حد اعلان نفسه مؤخرا بطريركا سياسيا قائلا للمقربين منه انه سيجعل "النبات في حديقة بكركي يعلو من قلة الزائرين
".
العنوان الخامس هو الجهد الذي بذلته القيادة السورية للابقاء على اميل لحود في سدة الرئاسة ثلاث سنوات اضافية مع انهم ادركوا مبكرا مدى قدرة اميل لحود على التقليل من شأن هذا المنصب وتحويله الى محط هجوم قوى الاستقلال في لبنان على بقايا الادارة الامنية السورية. وقد ادرك العماد عون ايضا ان المشروع الاستقلالي في لبنان يستدعي تخطيا مرحليا لصلاحيات رئاسة الجمهورية تماما كما تطلّب الانسحاب السوري اقتلاعا جذريا لرئيس الوزراء المسلم آنذاك عمر كرامي. فهل يعقل مثلاً ان تنتظر قوى الاستقلال في لبنان موافقة اميل لحود على المحكمة الدولية وهي التي وضعت رئيس حرسه الجمهوري في السجن بتهمة المشاركة في التخطيط للجريمة؟
العنوان السادي وربما الاهم هو اصرار "حزب الله" ومن ورائه العماد عون على اطالة امد الفراغ الرئاسي حتى بعد ان رشحت قوى الرابع عشر من آذار من كان يعتبر المرشح الاول لـ"حزب الله" اي العماد ميشال سليمان. يجري ذلك كما جرت العادة عند قوى المعارضة تحت شعار الشروط السرية والرغبة المعلنة بطرح حلول تضمن لهذه القوى السيطرة الكاملة على الدولة اللبنانية. بحيث تصبح اول اقلية برلمانية في التاريخ تحصل على الحصة الاكبر في رئاسة الجمهورية والحصة الكاملة في رئاسة المجلس والحصة المقررة في مجلس الوزراء وتعين قائد الجيش ورؤساء القوى الامنية وتضع البرنامج السياسي المعد سلفا وتضع فيتو على المرشح الابرز لرئاسة الحكومة. أوليس تشكيل الحكومة وتعيين قائد الجيش وادارة الحوار اللبناني من صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي الذي يسعى "حزب الله" لنزعها عنه بالتهديد باستمرار الفراغ؟
ثلاثة عناوين للتعبئة
اما في المقلب الآخر فقد جسدت ثلاثة عناوين الخديعة الكبرى التي روج لها العماد عون ومن ورائه "حزب الله" من اجل تعبئة المسيحيين في وجه "المؤامرة" التي يقودها اهل السنة عليهم والتي يستعد العماد عون دائما لمواجهتها
.
العنوان الاول يدّعي ان اتفاق الطائف "سلب صلاحيات المسيحيين" واعطاها لرئيس الوزراء السني وبذلك اكتملت اول فصول المؤامرة. الحقيقة الموضوعية الاولى هي ان صلاحيات رئيس الجمهورية انتقلت منه الى مجلس الوزراء مجتمعا ونصف اعضائه من المسيحيين وليس الى رئيس الحكومة بشكل فردي. الحقيقة الثانية هي ان رئيس الجمهورية اللبنانية وبحسب الدستور ما زال يتمتع بصلاحيات اكبر، كفرد، من رئيس الوزراء. الحقيقة الثالثة هي ان انتقال بعض صلاحيات رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء الذي يحظى بالمناصفة هو أقل الواجب (من دون حق التطرق الى التغيرات الديموغرافية ولو بكلمة!) نظراً الى طبيعة السلطة المطلقة التي كان يحظى بها الرئيس الماروني قبيل الطائف والتي يجمع معظم المؤرخين على انها كانت احد السببين الرئيسيين لاندلاع الحرب الاهلية في لبنان. وهل نصف المجلس ونصف مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية (من دون حتى التطرق - مجدداً - الى قائد الجيش ومدير المخابرات ورئيس البنك المركزي لانها طبعاً "مسلّمات") اجحاف الطائف بحق المسيحيين؟ أما في ما خص "استيلاء" الحكومة على صلاحيات الرئيس فكذبة لا تحتاج لصدّها الا الى قراءة بسيطة للدستور ومن يعترض على الممارسة "الواسعة" للصلاحيات ليس عليه الا الهرع لانتخاب مرشحه العماد سليمان رئيساً!
العنوان الثاني هو اعتبار رفض الاكثرية لترؤس عون للجمهورية (وليس لترشحه للرئاسة!) تهميشاً للمسيحيين على اعتبار انه أكثر تمثيلاً عندهم. الحقيقة الاولى المتمثلة بانتخابات المتن ونقابة الاطباء والانتخابات الطالبية هي ان العماد عون لا يتجاوز حجم تمثيله نصف المسيحيين خصوصاً باعتبار ان أهم عضو في كتلته يدعم علناً شخصاً آخر للرئاسة أي العماد سليمان. الحقيقة الثانية هو انه لا يوجد لا قانون ولا عرف يفرض انتخاب الاكثر شعبية في طائفته للمناصب الرئاسية الثلاثة. حتى أن السنة والشيعة لم ينتخبوا النائب الحريري والسيد حسن نصرالله بل اختاروا - وبالتوافق مع الفريق الآخر الى حد الاجماع - من هو مناسب لتسلم الرئاستين الثانية والثالثة نظراً الى مجموعة من الظروف آنذاك. ليس صحيحاً على الاطلاق أن السنة والشيعة اختاروا رؤساءهم والمسيحيون اختاروا زعيمهم لكنه مُنع من الرئاسة. بل الحقيقة ان السنة والشيعة والمسيحيين مجتمعين اختاروا الرئيسين بري والسنيورة واقله السنة ونصف المسيحيين ونصف الشيعة رفضوا انتخاب عون رئيساً!
العنوان الثالث الذي يتحدث عنه العماد عون كلما فرغ المضمون السياسي الجدي لحديثه هو وهم التوطين (واحياناً الوهم الآخر أي "التقسيم"!) كأداة للترويع الدائم والفاعل. الحقيقة هنا هي أنه لا توجد أي من المعطيات الموضوعية لتوطين الفلسطينيين في لبنان ليس لأن العماد عون يرفض ذلك بل لاربع اسباب جدية وعامة. السبب الاول هو ان الدستور اللبناني واضح في رفضه لمسألة التوطين. السبب الثاني هو أن الشيعة والمسيحيين لا يرضون بذلك لاسباب ديموغرافية. السبب الثالث هو ان الفلسطينيين أنفسهم الذين ما زالوا يحتفظون بتلك المفاتيح العريضة لمنازل أجدادهم يؤمنون وعن حق بعودتهم الى الدولة الفلسطينية المرتقبة ولم يبدوا أي رغبة بالتسوية على هذا المفهوم. السبب الرابع وربما الاوضح هو ان حتى الاسرائيليون والاميركيون لم يتحدثوا في عروضهم وأهمها في طابا عن توطين للفلسطينيين بل عرضوا مبلغ ثلاثين مليار دولار لتجنيس الفلسطينيين غير الراغبين بالعودة الى الضفة في الولايات المتحدة وكندا. عندما كان العالم بأسره يعمل للتوطين ومعه نصف اللبنانيين لو عن غير قصد لم يتوطن احد في لبنان فكيف الحال الآن؟
المؤامرة الحقيقية على المسيحيين ثلثها في مشروع "حزب الله" للمثالثة وثلثها في ممارسات وطروحات العماد عون وثلثها الاخير يُصرف دفاعاً عن النظام السوري. فهل يكتفي المتباكون على "حقوق المسيحيين" بذلك أو يبدأ المسلمون بالمطالبة "بحقوقهم"؟

مبارك يحذّر من عدم تنفيذ المبادرة العربية:لبنان يمكن أن يضيع والكل سينفض يده منه
 حذّر الرئيس المصري حسني مبارك امس من ضياع لبنان ومن وضع "خطر جداً" في المنطقة إذا حدث ذلك، مشيراً إلى أن العرب "سينفضون أيديهم" منه في حال عدم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بينما أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد التزام دمشق بيان وزراء الخارجية العرب حول لبنان واستعدادها لتسهيل مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وقال مبارك لدى تفقده محافظة قنا في صعيد مصر إنه من الضروري "تنفيذ المبادرة العربية الخاصة بلبنان لأنها صادرة عن قناعة الدول العربية بلا استثناء... إذا لم تنفذ، فان الكل سينفض يده عن لبنان، ويمكن أن يضيع هذا البلد ولا يدري أحد كيف سيكون مستقبله". وأضاف: "لا بد أن يجدوا (اللبنانيون) حلاً لأزمتهم لأنهم في حال عدم اتفاقهم يدمرون لبنان". وأكد "أننا لا نؤازر أحداً أو جانبا على آخر في لبنان، ولكن ليس من المعقول أن يظل هذا البلد بهذا الشكل الذي لا يرضي أحداً ويجعله مسرحاً لصراعات كثيرة". 
وتساءل: "هل يرضى الرأي العام في لبنان أن يبقى الوضع على ما هو عليه حاليا؟"، مشدداً على أهمية اتفاق الأطراف اللبنانيين على اختيار رئيس الجمهورية. وأشار إلى أن لبنان "يُعتبر قصة فريدة في العالم، فلم تنجح المبادرة الأميركية ولا الأوروبية، ولم يبق سوى المبادرة العربية". وكرر التحذير من انه إذا لم يعمل اللبنانيون على إنجاح المبادرة العربية، فإن "الموقف سيكون خطيراً جداً بالنسبة إلى لبنان والمنطقة حوله"
المقداد
وفي المقابل، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريحات نشرتها صحيفة "تشرين" لدى استقباله
  مستشار وزير الخارجية النروجي والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الاوسط سفين سيفييه "التزام سوريا البيان الذي اصدره وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير ازاء لبنان". وشدد على "استعداد سوريا لتسهيل الجهود التي يبذلها الامين العام لجامعة الدول العربية لتنفيذ ما ورد في البيان".وكذلك أكد "حرص سوريا على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة والقائم على ضرورة التزام قرارات الشرعية الدولية وتطبيقها وبشكل خاص قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام".
وأوردت "تشرين" ان الجانبين السوري والنروجي اتفقا على "متابعة الاتصالات وتبادل الآراء بينهما لما فيه تحقيق السلام في المنطقة واستقرارها".
*
في بروكسيل، أسفت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي لإرجاء انتخابات الرئاسة إلى 21 كانون الثاني بعدما كانت مقررة امس. وطالبت في بيان الأطراف بـ"العمل خلال هذه الفترة للتوصل إلى اتفاق يسمح بانتخاب رئيس في إطار احترام الأعراف الدستورية والهيئات الديموقراطية اللبنانية من دون تدخل من الخارج". وأكدت أهمية قرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701 أش أ، ي ب أ، وص ف     

 التفاؤل" بانتخابات رئاسية تسبق القمة العربية في دمشق تناقضه وقائع حالية وتاريخية راسخة وعوامل إيرانية  
مهمة موسى محكومة بقواعد سورية عطّلت مهمة كوشنير
المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - فارس خشّان
 أكثر النظريات المتفائلة في لبنان تتحدث عن أن الإنتخابات الرئاسية لن تجري قبل آذار المقبل، وتحديدا عشية الموعد المقرر لانعقاد القمة العربية في دمشق.
في اعتقاد أصحاب هذه النظرية أن النظام السوري يستحيل أن يسمح للقمة العربية بأن تنعكس سلباً عليه، من خلال تسجيل قطيعة واسعة تقودها المملكة العربية السعودية التي جزمت بأنها لن تذهب الى قمة دمشق إذا لم يذهب القصر الجمهوري اللبناني الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان.
ويرى هؤلاء أن النظام السوري يتوسل الإنفتاح العربي والأوروبي والدولي لبسط هيبته على شعبه الذي يتعرض لواحدة من أقسى عمليات القمع على يد "المافيا الإستخباراتية".
ولكن هؤلاء يشيرون الى أنّ النظام السوري، ووفق التجارب، يرجئ دائما الإستحقاقات التي عليه الى "اللحظة الأخيرة" وتالياً هو يستفيد من الوقت الفاصل بين "الوعد والموعد" في محاولة منه لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب.
في مقابل هذه الفئة "المتفائلة" تبرز فئة أخرى لا ترى أي حل ممكن بموافقة النظام السوري، لا في آذار ولا بعده، في حال بقيت الأمور عند هذا الحد من التعاطي العربي والدولي مع دمشق.
وتستند وجهة النظر هذه الى المعطيات الحالية كما الى دروس التاريخ.
ماذا، بداية عن المعطيات الحالية؟
خلافاً لكل "البروبغندا" التي هدفت منذ تمّ فتح الملف الرئاسي في لبنان، لا يبدو ان العماد ميشال سليمان هو الشخصية التي ترغب دمشق بوصولها الى رئاسة الجمهورية اللبنانية، لأن تجارب النظام الأمني السوري مع قائد الجيش اللبناني "غير مشجعة" على الإطلاق، إذ تصطدم بشخصية لم تتنازل حتى في عزّ الوصاية عن إقامة توازن دقيق بين ضرورتين ملحتين: العلاقات الممتازة مع سوريا والحماية المميّزة للإستقرار اللبناني
.
وهذا النهج يستحيل أن تقبل به دمشق، لا بل أنها تفضّل ألف مرة شخصية صدامية وعدائية تعطيها مبرر الإنقضاض على لبنان، على شخصية تعمل لحماية مصالح لبنان العليا من خلال "تهدئة الخواطر".
وفي الذاكرة اللبنانية، ان النظام السوري لم يتعاط بعداء سافر إلا مع هذه النوعيات من القادة اللبنانيين، فالرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يكن سوى رائد من رواد هذا النهج، وكذلك الرئيس الشهيد رينيه معوض، من دون المرور على "نصائح" شخصيات سياسية كبيرة لا تزال على قيد الحياة وبعضها يلعب دوراً مؤثراً في المسار اللبناني الحالي.
ولعل البعض الذي يعود الى مبررات انتخاب الرئيس السابق اميل لحود ومن ثم التمديد له، يتوقف عند الكلام الكثير الذي قيل عن إن لحود "لا شريك لسوريا فيه"، فهو رجلها مئة بالمئة. وفي روايات النائب السابق لرئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام أن نجم لحود بدأ يصعد في سماء الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عندما قال قائد الجيش اللبناني للموفدة الأميركية الى لبنان دانيال بلاتكا التي كانت تعترض على سطوة دمشق على لبنان: "يا سيدتي، أنا لا أعتبر نفسي سوى جندي صغير في جيش حافظ الأسد".
ميشال سليمان ليس كذلك، بدليل وقوفه الصارم في الثامن والعشرين من شباط 2005 ضد قرار حكومة عمر كرامي الممهور بتوقيع سليمان فرنجية، والرامي ليس الى منع تجمع اللبنانيين في ذاك اليوم في ساحة الشهداء، بل الإقدام قبل ذلك على نزع الخيمة المحاذية لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بالقوة، أي بسفك الدماء.
وقد كان لافتاً لانتباه الكثيرين في نيسان 2005، الكلام الساخر من قائد الجيش الذي قاله المخابراتي رستم غزالي وهو ينسحب من لبنان "لنر الآن كيف سيتمكن ميشال سليمان من حماية الإستقرار في لبنان. هؤلاء مجانين، سيدفعون الثمن".
إذاً، وبهذا المعنى فالعماد سليمان ليس من النوعية التي تجذب النظام السوري، لأنه الترجمة الحرفية لما يُعاديه هذا النظام في لبنان: الإستقرار.
ولو كان النظام السوري يرتضي بهكذا نهج في لبنان، لما كان قد تجاوز كل الضغوط العربية والدولية وأقدم على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا بل لما كان في الأساس قد وقف هذه الوقفة النازية من أجل تمديد ولاية الرئيس السابق أميل لحود.
وتأسيسا على هذه التجربة، ثمة من يقول إن النظام السوري يُفضل إدارة صراع كبير مع الدول العربية ومع المجتمع الدولي على رؤية لبنان يتعافى بعيدا من سطوته المباشرة أو غير المباشرة، وهذا ما حصل منذ بداية العام 2004 حتى الأمس القريب.
وفي هذا المجال، يستحيل على اي مراقب للواقع اللبناني أن يتخطى بسهولة ثلاثة أحداث مؤثرة، أولها اغتيال "اليد اليمنى" لسليمان اللواء الشهيد فرانسوا الحاج، ثانياً ثبوت ان مطالبة قوى الثامن من آذار بالثلث المعطل على الرغم من إعطاء "الرئيس" الصوت الوازن في القرار ليس سوى تأكيد اللاثقة بسليمان، ثالثاً تماهي الكلام المنسوب الى "المطلوب" شاكر العبسي مع "اميركية" سليمان مع كلام قاله كثيرون في قوى الثامن من آذار عن قائد الجيش اللبناني عندما رفض التعاطي مع مخيم نهر البارد على أساس أنه "خط أحمر" بل مجرد مأوى لمجموعة إرهابية قاتلة.
وهنا بالذات، وبعيدا عن التوقف عند الثمن الإيراني المطلوب أيضا لتوكيل النظام السوري بالملف اللبناني، تبرز المعطيات التاريخية، فالتجربة مع هذا النظام السوري تُظهر أنه يستطيع ان يرضى بحل للبنان، بالشراكة مع أحد، عربياً كان أم دولياً، لذلك دخل لبنان حرباً ضروساً تحت شعار سوري معروف "لا للتعريب ولا للتدويل"، وجل ما يمكن أن تقبل به سوريا، في حال الإضطرار، هو أن ترعى هي، وبما يناسبها، أي تصور عربي أو دولي للحل، وفق ما حصل في اتفاق الطائف، ووفق ما حصل عند إدخال قوات الردع العربية الى لبنان.
وتأسيساً على ذلك، يبدو واضحاً ان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيُمنى بفشل تلو الفشل في لبنان، تماما كما حصل مع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير.
كيف يكون الحل إذاً؟
هناك طريقان، إما الإستسلام لدمشق بإدخال سوريا مباشرة على خط الإتصالات العلنية و"المشرعة" مع كل القوى اللبنانية، وإما الإستعداد للسيناريو التركي الذي انتهى بتسليم عبد الله أوجلان
.
 
ربط التعقيدات في مبادرته بتنقية الأجواء العربية والرهان السوري على انتهاء ولاية بوش

 موسى سيشاور مراجع المبادرة حول نتائج جولته الأولى تمهيداً للثانية
المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - ثريا شاهين
يمهد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للجولة الثانية من مسعاه مع الفرقاء اللبنانيين لتطبيق المبادرة العربية لحل مأزق الانتخابات الرئاسية، منتصف الأسبوع المقبل، بتحركين بعيدين عن الأضواء وهما
:
ـ اجراء اتصالات عربية، خصوصاً مع وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، والمصري أحمد أبو الغيط، وعدد آخر من المسؤولين العرب الذين أدوا دوراً كبيراً في التوصل الى المبادرة العربية حول الموضوع اللبناني. بحيث سيطلعهم مباشرة على تطور الموقف في لبنان في ضوء زيارته اليه ولقاءاته مع القادة فيه وشرحه لهم المبادرة بكل ابعادها، والتفويض العربي الذي يحمله للتحدث باسم العرب لتكريس هذه المبادرة بحرفيتها على الأرض، ومحاولته بلورة بنودها في اطار تفاصيل ما يتصل بإرساء موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومن ثم تشكيل حكومة متوازنة ووفاقية، تمهيداً، لاقرار قانون جديد للانتخابات النيابية.
التشاور حول التشاطر
ـ التشاور مع هذه الدول في ما يمكن أن تقوم به في ضوء حصيلة زيارته للبنان، لاعادة تعبيد الطريق مجدداً أمامه عبر اتصالات ومساعي حميدة أو متابعة لضغوط معينة، حيال تشاطر اطراف داخلية أو اقليمية وتزاكيها في مسألة تقديم ايجابيات وتسهيلات لتطبيق المبادرة. اذ ان هناك رغبة لدى موسى، استناداً الى مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، في استكمال محاولته، والاستمرار في خلق الظروف الايجابية التي تحولها مرجعية واقعية، على الرغم من ان الأمين العام لم يسجل افراطاً في التفاؤل أو في التشاؤم، لدى وضعه الانطباع في تقريره حول نتائج الزيارة الأولى. لكن زيارته المرتقبة تبدو أكثر حسماً كونها تقترب من موعد السابع والعشرين من كانون الثاني، حيث ستنعقد الجامعة لتقويم تحرك موسى، وتنفيذ ا لمبادرة، واتخاذ الموقف المناسب من التقرير الذي سيقدمه خلال الاجتماع
.
وأفادت المصادر، ان عدم احراز موسى تقدم جدي لدى البحث في سبل تطبيق المبادرة مع الفرقاء في لبنان، يعود الى عوامل عدة ابرزها:
ـ ان حيثيات الموقف السوري من الطرح العربي لدى تكوين عناصر المبادرة في القاهرة انعكس بشكل واضح على مواقف اركان المعارضة في لبنان لدى استقبالهم لموسى واستماعهم اليه.
والذي كان بمثابة توزيع الأدوار في ما بين اركانها، للإيحاء أولاً بأن موقفها غامض وغير مفهوم. ومن ثم عمل "حزب الله" في الوقت نفسه عبر وضع رئيس كتلة التغيير والاصلاح النيابية النائب ميشال عون كمرجع للنقاش لإبعاد نفسه عن ما يثير الفتنة الطائفية لدى البقاء في واجهة الموقف باستمرار، أخذاً في اطار البحث في المسألة الرئاسية. ذلك، انه بحسب المصادر، تمكنت الديبلوماسية السورية التي لديها في الواقع رهانات تفوق نجاح القمة العربية اهمية، في تمرير عاصفة الضغوط العربية الكثيفة التي واجهتها خلال انعقاد الاجتماع الاستثنائي للجامعة الأحد الماضي، بتليين الموقف مع العرب ورمي نتائج المبادرة على اللبنانيين أنفسهم في الوقت نفسه.
فنجح العرب في اصدار المبادرة، ولم تظهر دمشق خلال وضع عناصرها انها معرقلة لها، وجلس وزير خارجيتها وليد المعلم مع الفيصل في اللقاء الذي انعقد مع موسى في منزله، من دون ان يحصل تقديم تنازلات لكسر الجليد بين البلدين، مع حيازة دمشق من جراء مرونتها على الدعم في مسألة انجاح القمة لكن لدى التنفيذ، لا سيما في مسألة الحكومة "المتوازنة" و"الوفاقية" حيث تدرك دمشق وعبر المامها الواسع بالملف اللبناني الداخلي، ان هذه المسألة ستكون في حد ذاتها عقدة العقد امام مسعى موسى، لتطبيق المبادرة، وكان هناك ايعاز ايراني ـ سوري لأركان المعارضة بعدم التنازل عن أي مطلب سابق، متذرعين بمسألة انه من يضمن استكمال تنفيذ المبادرة بالكامل بعد انتخاب سليمان رئيساً، على الرغم من كل الدعم الذي لقيته المبادرة من الأكثرية النيابية.
كسر الجليد ليس سهلاً، حصلت محاولات جدية من جانب المعارضة اللبنانية لربط المبادرة العربية وتسهيل تطبيقها، بتنقية الجامعة للأجواء العربية لا سيما الأجواء السعودية ـ السورية، وتذليل التعقيدات من الأجواء المصرية ـ السورية، على أساس ان هذا المطلب يصب في مصلحة لبنان وفي الدعم الصافي العربي لهذه المصلحة، من اجل أن يتم الدعم الكامل للمبادرة ونتائجها. كما جرت محاولات للربط بين تنفيذ المبادرة، وتنقية الأجواء العربية والاقليمية، أي العربية ـ الايرانية تحديداً، ومن ثم العمل لتنقية الأجواء العربية ـ الاقليمية الدولية وخصوصاً الأميركية، وذلك على اعتبار ان كل اتفاق عربي ـ عربي، وعربي ـ اقليمي، وعربي ـ اقليمي ـ دولي ينعكس على لبنان بصورة ايجابية، ولا أحد يمكنه اغفال أهمية هذا الاتفاق وايجابياته على الوضع الداخلي، لكن ترى المصادر، ان هذا الربط المباشر يؤدي الى انحراف المبادرة عن مسارها لا سيما الموضوعي. في حين ان كسر الجليد العربي السعودي تحديداً مع سوريا ليس أمراً سهلاً ويحتاج الى مقومات عديدة.
وكسر الجليد هي مرحلة مبتدئة لتنقية العلاقات، والتي تتطلب بدورها مقومات اضافية. وهذا المنحى ينطبق ايضاً على العلاقات السورية ـ الدولية وخصوصاً الأميركية، هذا بمعزل عن الملف الايراني ـ الدولي والعربي والذي يتطلب وحده، مقومات أخرى وكبيرة.
ـ هناك شعور عربي بأن دمشق تحاول مجدداً كسب الوقت دولياً، على أساس ليس لديها ما تخسره الآن. فوافقت على المبادرة العربية وتركت نتائجها بيد العرب لكي لا تفشل قمتها العربية، ولو في الشكل ومستوى الحضور، لكن الرهانات السورية لا تقف عند حدود القمة، بل ان كسب الوقت الذي تمارسه، سيستمر حتى انتهاء عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الذي بدأ العد العكسي له، حيث سيتم انتخاب خلَف له في تشرين الثاني المقبل اي بعد اقل من سنة. والرهان السوري، بحسب الشعور العربي، هو على رئيس جديد لديه توجه بالحوار المباشر مع سوريا حيال مسائل المنطقة ومن بينها لبنان.
وهذا الحوار قد يوفر لدمشق ضمانات حول مستوى الجرم سياسياً، والذي سينتج عن المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحول عدم تهديد وجود النظام، وحول تفعيل عملية الانسحاب الاسرائيلي من الجولان، بعدما اعتبرت دمشق ان مؤتمر انابوليس لم يقدم اليها نتائج كافية.
ـ تراهن دمشق خلال هذا الوقت على استكمال بناء ايران للتكنولوجيا النووية غير العسكرية في الربيع المقبل. وكانت لزيارة لاريجاني الى دمشق في التوقيت نفسه لاجتماع الجامعة مدلولات كبيرة على مستوى التنسيق الثنائي. كما كان سابقاً لتعيين نائب رئيس الجمهورية الايراني سفيرا لايران لدى سوريا رداً على المبادرة الفرنسية، نظراً للمنصب الأساسي لهذا السفير.

 قبلان: كيف تكون المشاركة من دون إعطاء الشيعة وزارة المال؟
المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان السياسيين "بالتصدي للمؤامرات التي تغزو بلادنا وتتهدد منطقتنا
".وقال خلال درس التربية والأخلاق الذي ألقاه أمس، في مقر المجلس: "لماذا التسويف في حل المشكلات والتقصير في حفظ الوطن وأهله؟ كنا نتمنى ألا يعود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى كما جاء بخفي حنين، ولقد طالبنا السياسيين بالتعاون مع المبادرة العربية، فما دام العرب وضعوا سلة الحل فلماذا التقصير عن حل الأزمة ولقد طالبونا سابقاً أن نقبل بالمحكمة الدولية في مقابل تشكيل حكومة وحدة وطنية فنحن قبلنا ولكنهم لم يقبلوا بتشكيل حكومة الوحدة، وعندما اتفقنا جميعاً على العماد ميشال سليمان كرئيس للجمهورية فلماذا لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية؟ ولماذا لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية؟".أضاف: "لماذا لا نبادر الى الحل ونسرع بإنجازه؟ أدعو اللبنانيين الى حل الأزمة قبل ضياع الفرص فيتعاونون على حل المشكلات. نحن نطالب بالشراكة واستعادة وزارة المال للطائفة الشيعية فكيف تكون المشاركة من دون إعطاء الطائفة الشيعية وزارة المال مع أن هناك اتفاقاً بأن تكون وزارة المال من حق الطائفة الشيعية. أود أن أذكر بأننا تنازلنا عن موقع نائب رئيس الجمهورية قبل إقرار اتفاق الطائف التزاماً للتوافق آنذاك، فلماذا لا يعمل السياسيون على حل المشكلة الحالية بالتوافق ولا سيما أن لبنان مهدد بالاندثار الذي يصيب الجميع؟ لذلك لا ينبغي أن نعود الى ما قبل الطائف، فنطالب الجميع بالإنصاف وتحقيق الشراكة بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية".ورأى أن "هناك من أراد إشغالنا في لبنان حتى يتمم بوش رحلته الى المنطقة، وانتقل الى الكويت وكأن هذا الرجل فيه رائحة تقديس عند بعض الحكام العرب في المنطقة الذين يحرصون على الترحاب به وأخذ بركاته".واستقبل قبلان الوزير السابق ناجي البستاني وبحثا في الأوضاع المحلية والإقليمية. والتقى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا على رأس وفد.

 من وحي إعلان فلسطين لبنان 
المستقبل - الاحد 13 كانون الثاني 2008 - مصطفى علوش(*)
 "
ولجسمي قصة أخرى... وفي الحلم نريد الياسمين... عندما وزعنا العالم قبل سنتين... كانت الجدران تستعصي على الفهم... وكان الاسبرين... يرجع الشباك والزيتون والحلم الى أصحابه... وكان الحنين... لعبة تلهيك عن فهم السنين"
محمود درويش
في مذكرات تيودور هرزل، بعيد مؤتمر بازل سنة 1896، قال "قد ينعتني الناس بالحالم إذا قلت أنني اليوم أرسيت الأسس للدولة اليهودية". والواقع هو أن الحركة الصهيونية، منذ بداية إنشائها، أقنعت إنكلترا بجدوى قيام كيان يهودي متحالف معها، يقسم العالم العربي على أساس رؤيا وضعها، وحاول أن ينفذها نابليون قبل مئة عام. ولعل من أبرز الدلالات على الربط الاستراتيجي بين أهداف الحركة الصهيونية وأهداف بريطانيا ما ذكرته صحيفة مانشستر غارديان سنة 1916: "إذا انتهت هذه الحرب (العالمية الأولى) بالقضاء على الإمبراطورية التركية في بلاد ما بين النهرين، وأدّت الحاجة الى تأمين جبهة دفاعية في مصر الى تأسيس دولة يهودية في فلسطين فسيكون القدر قد دار دورة كاملة
".ولم يكن العامل العسكري هو العامل الوحيد ولكن اللجنة الملكية البريطانية لهجرة الغرباء كانت حينها بحاجة الى توجيه العدد الكبير من اليهود الهاربين من المجازر والاضطهاد في أوروبا الشرقية وروسيا. لذلك فقد دعت هرزل للشهادة أمامها، واستنتجت مما قاله بوجوب توجيه المهاجرين الجدد الى وطن جديد، وكان أحد المواقع المقترحة هي أوغندا. هذا الواقع هو ما دفع هرزل الى التصريح بأن المجتمعات الأكثر "لاسامية" هي من ستكون الداعم الأكبر لإقامة الكيان اليهودي وذلك للتخلص من وجود اليهود ضمن مجتمعاتها.وبعد أخذ ورد حول موقع هذا الكيان وجه اللورد آرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية البريطاني الى اللورد ليونيل دي روتشيلد، أحد كبار وجهاء اليهود في إنكلترا هذا نصها:
وزارة الخارجية 2/11/1917
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته: "إن حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى، وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح
".
لماذا هذا الكلام الآن؟
لأن واقع تتابع الأحداث، والطغيان الإعلامي والعسكري الذي مورس على منطقتنا، تمكن من إبدال وقائع الأمور فسمّيت القضية "المشكلة الفلسطينية" في حين أن التوصيف الدقيق هو "مشكلة وجود دولة إسرائيل على أرض فلسطين". ومع الوقت، أصبحت القضية الفلسطينية مسألة معزولة عن التاريخ وعن الجغرافيا، وأصبحت بالنسبة للعالم في البداية قضية شعب من دون وطن، ومن ثم تحولت الى معضلة شعب إرهابي متعصب هدفه تدمير دولة مسالمة اسمها إسرائيل
.
لذلك، فلا يمكن طرح الواقع الفلسطيني وتعقيداته في لبنان من دون إعادة ربطه مع أصول القضية وتحليل محطاتها.
لم يبع الشعب الفلسطيني أرضه لليهود، وإن حصل ذلك في حالات معزولة، فلم يكن لهذا العنصر أي تأثير يذكر على واقع النكبة سنة 1947. لقد هجر الشعب الفلسطيني بالقوة وتحت وطأة الإرهاب والمجازر بعد أن قاوم هذا الواقع منذ انطلاقة ثورة عزالدين القسام سنة 1931.
ولكن هذا الشعب كان يواجه مشروعاً دولياً وقواةً مسلحة ومنظمة وصل عددها الى 60 ألفاً ففاقت المنظمات الصهيونية في عددها وعديدها قدرات كل الجيوش العربية التي شاركت في جيش الإنقاذ. لقد كان نكسة 1948 نتيجة حتمية لاختلال موازين القوى وفقدان العزيمة وفقدان الإرادة لدى الحكومات العربية، وفقدان الحيلة لأهل فلسطين.
وهذا ما أدى الى لجوء قسري لنحو مئة ألف فلسطيني تبعتها موجة أخرى إثر هزيمة 1967.
لقد صدر بعدها القرار الدولي 194 الذي نص على حفظ حق العودة، ولكن هذا القرار بقيَ حبراً على ورق في غياب الإرادة الدولية، وفي واقع تواطؤ محلي من أنظمة محرجة من عجزها، وغارقة في مشاكل داخلية لا حصر لها.
ورغم كل العوائق، فإن مقاومة الاحتلال انطلقت باكراً، وإن كانت مبعثرة، وذات طابع فردي أحياناً. ولكن الانطلاقة المنظمة كانت سنة 1957 في الكويت، وبتحريك مباشر من أبو عمار ورفاقه.
لقد لاقت هذه الظاهرة، ومنذ بداياتها الأولى، الكثير من الإعاقات من قِبَل الأنظمة العربية، وبالأخص التي كانت تسمي نفسها بالقومية والتقدمية.
في هذا الوقت، كانت الجماهير العربية مأخوذة بأوهام "المارد العربي" الذي يعد العدّة لزحف جبار يقوده أحد أشباه الأنبياء، جامعاً الأمة تحت راية واحدة من المحيط الى الخليج، فيدفع الصهاينة بجبروت الملايين الى البحر.
ولكن هزيمة 1967، ضربت وهم الخلاص عن طريق قيادات الأنظمة الآتية من العسكر، وراحت الجماهير تبحث عن نبي جديد. لذلك، فقد شكّلت الأشهر التي تلت هزيمة 1967 فرصة كبرى لمختلف القوى الفلسطينية للانطلاق في عملها السياسي والتنظيمي والعسكري، خصوصاً بعد أن تحرّرت موقتاً وجزئياً من الضوابط التي فرضتها عليها الأنظمة العربية، الراغبة كل منها في وضعها تحت وصايتها.
وكان من الطبيعي أيضاً أن تحاول هذه التنظيمات زرع قواعدها وكوادرها، ومراكز انطلاقها في البلدان التي لها حدود جغرافية مع فلسطين لضرورات الكفاح المسلّح، وهذا ما حصر الخيارات في أربعة بلدان عربية.
في المحصلة، فقد كانت إمكانية الانطلاق بأنشطة حرة للعمل الفدائي شبه معدومة في مصر وسوريا وذلك لطبيعة النظامين المزايدة والقابضة في نفس الوقت على كل الأنشطة على أرضها. وقد انتهت معظم محاولات انطلاق الثورة الفلسطينية من هذين البلدين الى اعتقالات أو اغتيالات أو تخوين لأصحاب المبادرات.
وقد أنشئت ألوية عسكرية نظامية للفلسطينيين تحت اسم جيش التحرير، تابعة بشكل كامل لقيادة هذه الدول. أما تجربة الأردن، ومع الخاصية الفلسطينية الديموغرافية فيه، فقد انتهت الى مأساة أيلول 1970، وأدت الى هجرة قيادات منظمة التحرير الى لبنان كملاذ أخير.
طبعاً، لم تبدأ قصة لبنان مع العمل الفدائي في سنة 1970، فقد أجبر هذا البلد الرازح تحت انقسامات بنيوية حادة في تركيبته السكانية تتمحور حول الرؤى الوطنية الأساسية. ابتداء بالانتماء القومي والتوجه الثقافي ولا تنتهي حتى بمسألة الحدود الوطنية الجغرافية.
لذلك، فإن الوجود الفلسطيني بحجمه السياسي والبشري والعسكري الثقيل، تفاعل بشكل سلبي مع الواقع اللبناني على مختلف المستويات.
ومع أن الكثيرين من اللبنانيين انخرطوا في العمل الفدائي انطلاقاً من قناعات سياسية قومية، فإن قسماً من اللبنانيين اعتبروا هذا الوجود وسيلة لإصلاح موازين القوى مع الفئات الأخرى ووسيلة للاستقواء السياسي والطائفي عليها، ومقدمة لنقض التسوية التي بنيت عليها الشراكة الوطنية الأولى سنة 1943.
وفي الوقت نفسه، فقد استخدم الفريق الآخر هذا العنصر كوسيلة لرفض مطالب المشاركة وإصلاح النظام. وكانت الأنظمة العربية في تلك الفترة واقعة تحت صدمة فقدان ماء الوجه وفقدان الهيبة وفقدان وسائل استدراك نتائج الكارثة، فكان أحد المخارج هو إجبار الدولة اللبنانية على توقيع اتفاق القاهرة سنة 1969، والتي أدت عملياً الى تخلّي الدولة عن سيادتها على كامل أراضيها.
وبهذه الطريقة، وضع مصير الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني فيه أمام مسار كارثي على مختلف الأصعد. وقد استدرج اللبنانيون الفلسطينيين، وتجاوبت قيادتهم، فأصبحوا جزءاً من أتون الحرب الأهلية والتي لم تتوقف حتى بعد خروجهم سنة 1982، ولكن هذا الوجود أدى الى خلق ظروف أساسية لاستمرارها.
لقد كانت الانتفاضة الأولى سنة 1987 والمعروفة بثورة الحجارة، وهي الإضاءة الأساسية التي نوّرت مسار العودة، ورغم كل ما قيل وأشيع عن اتفاقية أوسلو، فقد كانت مفاعيلها أكبر وأهم من كل الغوغاء والفوضى العسكرية والسياسية والشعاراتية التي حكمت المسار الفلسطيني على مدى أربعة عقود.
لقد أدت الانتفاضة الغير المسلحة الى إنتاج هذا الاتفاق، وأدى هذا الاتفاق الى بداية إرساء دولة فلسطينية على أرض فلسطين سوف يكون للمستقبل رسم معالمها، ولكنها أصبحت حقيقة ثابتة لشعب كان في السابق غير موجود على الخارطة الدولية.
لذلك، فإنه على اللبنانيين، ومن مختلف توجهاتهم، أن ينظروا بعين الترحيب والرضى الى إعلان فلسطين في لبنان والنظر الى الماضي بمنطق الموضوعية والتعالي، على أساس أن الشعبين اللبناني والفلسطيني كانا شريكين في التضحية في قضية واحدة. وعلى هذا الأساس، فعلينا البناء على هذه الروحية للمستقبل مع الدولة الفلسطينية، واعتبار المواطنين الفلسطينيين رعايا لهذه الدولة في وجود قسري وموقت في لبنان يرعاه القرار 194. لذلك فإنه لا يجب التعامل معهم على أساس مشكلة يجب التخلّص منها أو رميها على عاتق الآخرين، بل يجب العمل على دعمهم للمطالبة بحق العودة بمختلف الوسائل.
لذلك، واستناداً الى ما تقدم نعلن ما يلي:
أولاً: إن لبنان لن يتزحزح عن التزامه بحق العودة والتأييد للشعب الفلسطيني.
ثانياً: نرحب بتأكيد الإخوة الفلسطينيين الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله في ظل الشرعية اللبنانية في جميع مكوّناتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، من دون أي تدخل في شؤونه الداخلية، ونعتبره مقدمة للمساهمة في السلم الأهلي وعاملاً مساعداً على تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان.
ثالثاً: نرحب أيضاً بما جاء بالنسبة لإخضاع السلاح الفلسطيني في لبنان لسيادة الدولة اللبنانية، ونعتبره مقدمة لإلغاء الجزر الأمنية التي أدت الى كوارث على الشعبين، وليست كارثة أهلنا في مخيم نهر البارد إلا مظهراً من مظاهرها، والتي أدت الى خسارة شهداء الجيش اللبناني وإلى استثارة محيط المخيم بشكل عنصري أحياناً.
رابعاً: يجب أن نؤكد أن حصول الإخوة الفلسطينيين على حقوقهم الإنسانية الأساسية بالعمل والانتقال والتملّك المحدود عملاً بالقوانين الخاصة بالموضوع لا يؤدي الى التوطين، بل على العكس فإنه يعطي للشعب الفلسطيني القدرة الأمثل على التعبير والمطالبة بحقه، ونوافق أيضاً على أن لا تكون مسألة السلاح مقايضة بهذه الحقوق. كما أننا نعتبر أن تحسين الظروف المعيشية للإخوة سوف يساعد في إزالة أو حصر أحد أهم عوامل التوتير التي أدت الى كوارث على المجتمع اللبناني بشكل عام.
إن هذا الإعلان يجب أن يكون مقدمة لعمل دستوري في الحكومة اللبنانية المقبلة لتشريع القوانين الملائمة لتحقيق هذه الأهداف، مترافقة مع حملة لدعم هذه التوجهات ضمن مؤسسات المجتمع المدني والنقابات.
إن وجود الإخوة الفلسطينيين في لبنان هو وجود قسري وموقت، والوسيلة الوحيدة لتقصير هذه المعاناة هي دعمهم للمطالبة بحقهم الأساسي في العودة.
 (*)
نائب لبناني عضو في كتلة "المستقبل"

الإنتخاب قرار خارجي. غير ناضج فلا تنتظروا شيئاً
 الهام فريحه
الشعب اللبناني ذكي وواعٍ، (لا يُضحَكُ عليه) ولا تجري المياه بين أرجله من دون أن يشعر، وإذا كان سياسيوه يعتقدون بأنه (مُصدِّق) ومقتنع بما يسمع ويقرأ ويشاهد من (فذلكات) دستورية وهرطقات سياسية و(خزعبلات قانونية)، فإن حضرات السياسيين مخطئون. هل يُريدون أن يُقنعونا بأن الفراغ الحاصل على مستوى الرئاسة، منذ شهرين، و(الفراغ العملي) الحاصل على مستوى الحكومة منذ ثلاثة عشر شهراً، و(الفراغ الفعلي) الحاصل على مستوى رئاسة مجلس النواب، ومجلس النواب لثلاث دورات عادية متتالية، هو بسبب الخلاف على وزير يمكن أن يُشكِّل عدد وزراء الثلث المعطِّل، أو بسبب الخلاف على وزير يمكن أن يُشكِّل عدد وزراء الثلثين?
كفى ضحكاً على الناس، أو محاولة ضحك عليهم، فالناس يعرفون إنكم إما عاجزون وهذا الأصح وإما مكبّلون وإما تنتمون الى الخارج، وإما كل هذه الصفات مجتمعةً، وإذا كنتم تستطيعون إخفاء واحدة منها في وقت محدَّد فإنكم لا تستطيعون إخفاءها كلها في كلِّ الأوقات.
أما إذا كنتم غير ذلك، فما رأيكم أن تخضعوا للإختبار التالي:
المعارضة تريد الثلث المعطِّل لأنها تخشى من قرارات ستتخذها الحكومة وتُعتبر لا تُناسِب مصلحة البلد فلتُعلِن المعارضة ما هي هذه القرارات التي ترتاب منها ولتضعها (وديعةً) في عهدة الرأي العام، فإذا كانت مُحقّة أيدها الشعب، أما إذا كانت للتخويف فالشعب سينبذها، ومن الآن نقول يجب طرح الأمور بدقّة وشفافية وليس بأسلوب (العموميات). في المقابل، الأكثرية ترفض إعطاء الثلث المعطِّل لأنها ترتاب من أن تُقِدم المعارضة على تعطيل قرارات معينة، فلتقُل ما هي هذه القرارات التي ترتاب من أن تُعطِّلها المعارضة، ولتطرحها على الشعب مباشرة، كذلك بكل شفافية.  الغاية من هذا الإختبار كشف حقيقة مواقف الأكثرية و المعارضة على حدٍّ سواء لئلا نبقى في دوامة الردود والردود المضادة، وليكتشف الشعب أن هواجس السياسيين ومخاوفهم ليست إلا خوفاً على المناصب والمقاعد والسلطة وليس خوفاً على مصالح الناس.
وإذا شئنا أن نكون أكثر صراحة وأكثر شفافية لوجُب علينا أن نصارح الشعب اللبناني بما لا يجرؤ سياسيوه على مصارحته به وهو أن إنتخابات الرئاسة في لبنان قرارٌ خارجي وآليته التنفيذية داخلية، وطالما أن القرار الخارجي غير ناضج وغير جاهز وغير متوافق عليه قبل مهلة طويلة من الزمن، فعبثاً إيهام الناس مرّةً بعد مرة وموعداً بعد موعد.  أيها اللبنانيون، سياسيوكم أفلسوا (سياسياً طبعاً وليس أي شيء آخر) فصدِّقوا هذا الكلام الصريح والواضح والجريء وتصرفوا على هذا الأساس.

من يخاف من (الوضع الخطير جداً
رفيق خوري
الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى غادر بيروت مع وعد بالعودة. فهو محكوم باستمرار المهمة. وسواه يتحكّم باستمرار الأزمة. لا (الوضع الخطير جداً) دفعه الى اليأس او الى إعلان اليأس من التوصل الى (إنقاذ لبنان في الساعة الحادية عشرة). ولا تصرف اشباه الآلهة في لبنان كأنهم لا يسمعون (دقات الساعة) ولا يبدل الوضع الخطير في حساباتهم والمواقف قاده الى التعبير عن الغضب. ما يتوقعه هو (متغيرات) يتصور كثيرون انها مطلوبة في عواصم أخرى قبل بيروت. وما يستنجد به جاءت طليعته من الرئيس حسني مبارك بالقول انه (لم يبق بعد فشل الجهود الأميركية والاوروبية سوى المبادرة العربية، واذا لم يعمل اللبنانيون على انجاحها فان الموقف سيكون خطيراً جداً على لبنان والمنطقة من حوله). لكن تحذير الرئيس المصري من ان (الكل سينفض يده من لبنان الذي يمكن ان يضيع اذا لم يتم تنفيذ المبادرة)، يقع في آذان صمّاء. لا بل ان في الداخل والخارج اطرافاً تنظر بحذر وشكوك الى الجهود العربية وسواها وتراهن على نفض اليد من لبنان، لكي تنفرد في التحكم به. ذلك ان عمرو موسى جاء الى بيروت في مهمة محددة: التشاور حول تنفيذ (الخطة المتكاملة) الصادرة بالإجماع عن المجلس الوزاري العربي، وليس التفاوض من نقطة الصفر. وما حدث هو العكس. فالأمين العام وجد نفسه وسط مفاوضات لا محدودة يدور خلالها على مراجع وشخصيات لا حصر لها، بحيث جعل هؤلاء دوره اشبه بدور الكونت برنادوت في (المفاوضات عن كثب) على اتفاقات الهدنة بين العرب واسرائيل. لا هو استطاع دفع الأطراف الى اجراء حوار مباشر. ولا العقدة الداخلية للأزمة قابلة للحل في معزل عن العقدة الخارجية، ان لم تكن مجرد قناع لها يخفي الوجه الحقيقي. والمشكلة ليست في الخطة المتكاملة التي يسعى لتنفيذها سياسي وديبلوماسي محنّك مثل عمرو موسى، ولا حتى في ذهاب البعض الى وضع الحل العربي والوسيط العربي في خانة (الانحياز) الى طرف واحد. انها في التناقض بين اغراق مساعي الحل في التفاصيل والزواريب الضيقة وبين التركيز في حسابات الأزمة على الصورة الواسعة. الصورة الكبيرة للأزمة في لبنان وما يراد منها على مستوى النظام انطلاقاً من استمرار الفراغ. والصورة الأكبر للصراع الاقليمي والدولي على لبنان والشرق الأوسط، حيث الرهان على الوقت والهزائم والانتصارات المفترضة.
ومن الطبيعي ان يتحدث موسى عن (حلحلة على طريق الحل). لكن قطع المسافة بينهما يحتاج الى معجزة وسط العجز.


لبنان على الساعة 11?
عمر حبنجر
عندما يستعين المتصرف بالحل العربي للازمة اللبنانية عمرو موسى بأدعية المفتي وصلوات البطريرك، يعني هذا ان الخطورة التي تحدث عنها الامين العام للجامعة ليست مجرد تقدير او استنتاج، وان الوضع اللبناني بلغ الساعة 11، حسب تعبير موسى، اي انه على حافة الهاوية، او في آخر اوقاته...
وكان صوت موسى صارخاً عندما حمّل اللبنانيين مسؤولية ما ينتاب بلدهم، لكنها صرخة في واد، مع الأسف، فالموالاة تعتبر انها تنازلت اكثر مما يجب في الموضوع الرئاسي، والمعارضة تعتبر نفسها مغبونة، وتبحث عن جنازة كي تلطم فيها، حزناً على المشاركة المفقودة والمثالثة المرفوضة، الى كافة المطالبات التي ترى فيها الاكثرية مجرد قنوات لربط الحل اللبناني بالتوقيت الخارجي.
ويظهر من الاستقبال التفجيري الذي اعد لعمرو موسى يوم وصوله الى بيروت، من صاروخي (الكاتيوشا) اللذين تزعم اسرائيل انهما انطلقا من الجنوب، الى المتفجرة التي استهدفت سيارة دولية تابعة للمجموعة الايرلندية، واخيراً الى التعقيدات على المعابر اللبنانية - السورية في البقاع والشمال، ان مهمة الرجل اصعب مما يتصور. فما هو الموعد الثاني عشر لانتخاب رئيس الجمهورية سيمر كالعادة بالتأجيل.
ومع صدور التهديدات للجيش وقائده، من قبل شاكر العبسي - ما غيرو - يكتمل النقل بالزعرور، وبالتالي يتبدى أن هناك من يتحدث الى الجارة كي تسمع الكنة، من يكابر بإنكاره السمع، لن يغير وجه الحقيقة.
والراهن ان محادثات عمرو موسى في بيروت، كانت بمثابة اختبار للنوايا الحقيقية للاطراف الداخلية والاقليمية من المبادرة التي تخطت عتبة الاجماع العربي الى الدعم، الدولي الشامل.
وفي رأي مصدر قريب من المعارضة، ان الموقف العربي من تنفيذ المبادرة معياره سوريا، والترجمة العملية الدقيقة للموقف السوري، تُقرأ ايجابياتها في مواقف الرئيس نبيه بري، وتظهر سلبياتها في اطلالات كثيرة معبرة عن الغضب.
اما عن موقف حزب الله فيقول المصدر ان الحزب متضامن مع العماد ميشال عون، وفي رأي المصدر عينه ان دمشق تمون على حزب الله، لكنها لا تستطيع فرض أمر على رئيس كتلة التغيير والاصلاح!..
وعلى مستوى العماد عون مفوض المعارضة لمفاوضة الاكثرية، والمعلق المهمة من جانب الاكثريين فقد نصحه الامين العام موسى بتوقيع شيك الحل لأن الرصيد متوفر ... وكان ضمن مقترحات موسى عقد اجتماع على مستوى الاقطاب في بيروت يضم اليه الرئيس بري، والعماد عون والنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط، والرئيس أمين الجميل، ويقول احد المتابعين ان المشكلة تكمن في استحالة اعطاء العماد عون نصيحة بموقف يدنو عن مستوى الموقع الذي يراه لنفسه، كي يتسنى التوصل معه الى حل...
وهل معنى ذلك ان الحل العربي مهدد بالفشل? المصدر المعارض رأى ان فشل الحل العربي في لبنان يعني فشل القمة العربية في سوريا، والعكس صحيح، رغم اعلان الوزير السوري المعلم بان دمشق ستهتم بمصالحها، اكثر من اهتمامها بمصير هذه القمة، عند الضرورة، اقتناعاً بان الوقت الدولي يعمل لصالحهم خصوصاً على صعيد الادارة الاميركية التي بدأت الانشغال التام بانتخاباتها الرئاسية. من هنا عدم ميل دمشق لاستعجال انتخاب رئيس استناداً الى المبادرة العربية التي هي في الاساس مبادرة مصرية - سعودية. وهذا الموقف بات واضحاً للقاصي والداني منذ هبطت طائرة عمرو موسى في مطار بيروت وحتى اقلاعها منه ولا أمل بالعودة عنه، الا بظهور مواقف اقليمية او دولية محرجة.
ويقول المصدر القريب من المعارضة ان المبادرة العربية لم تتطرق الى المثالثة او المرابعة في الحكومة العتيدة، والتي اختبأ وراء ارقامها البعض، حسب تعبير عمرو موسى.
بالمقابل نجد الاكثرية النيابية على موقفها من المبادرة العربية ومن التبني المطلق لترشيح العماد سليمان، الذي لا بديل له كمرشح توافقي لموقع يتطلب مثل شخصيته الوطنية النقية، والقادرة على الاحتفاظ بالموقع الوسطي بين مختلف الاطراف رغم بعض مظاهر الجذب او التدفيش.
وبمعزل عن عدم وضوح موعد اجراء الانتخاب الرئاسي بحكم التجاذبات السياسية الفوضوية الراهنة، فان المواطن اللبناني الخالص الولاء المتحرر من الارتباطات الملزمة، بات يتعامل مع العماد سليمان كرئيس للجمهورية، وليس كمرشح، ولئن كان ما يزال في اليرزة...
ووجود سليمان الرئيس مع وقف التنفيذ في اليرزة، يستمر وجود الرئيس فؤاد السنيورة في السراي الكبير، بكامل سلطته التنفيذية. وهذا يعني ان الرهان على الوقت، بالمماطلة او التعطيل، ريثما يتدخل هذا او يبادر ذاك، ليس الا لمصلحة الفراغ...
وقديماً قيل: أعقل الناس من اتعظ بغيره...