المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار السبت 20 يوم كانون الثاني 2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .17-13:13

أَنتُم تَدعونَني «المُعَلِّمَ والرَّب» وأَصَبتُم في ما تَقولون، فهكذا أَنا. فإِذا كُنتُ أَنا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قد غَسَلتُ أَقدامَكم، فيَجِبُ علَيكُم أَنتُم أَيضاً أَن يَغسِلَ بَعضُكم أَقدامَ بَعْض. فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضاً ما صَنَعتُ إِلَيكم. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما كانَ الخادِمُ أَعظِمَ مِن سَيِّدهِ ولا كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه. أَمَّا وقد عَلِمتُم هذا فطوبى لَكُم إِذا عَمِلتُم بِه.

 

 

الوزير فتفت: الوجود المسيحي هو العمود الفقري في لبنان

السياسة/اعتبر وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت "ان الوجود المسيحي هو العمود الفقري في هذا البلد"، مشدداً على "ان الحملة على بكركي وكان سبقها الحملة على قائد الجيش وافراغ الرئاسة هدفها جميعا نسف الدولة اللبنانية من خلال ضرب الواقع الماروني أولاً ومن ثم المؤسسات أي المجلس النيابي والحكومة"، واعتبر "ان كلام الوزير فرنجية لم يأت من فراغ، بل جاء متكاملا في سياق تسلسل تاريخي معين". وأكد فتفت في حديث إلى "إذاعة لبنان الحر" ّأن المعارضة تريد الفراغ ، مذكراً بكلام الوزير السابق سليمان فرنجية الذي تحدث عن فخامة الفراغ، إضافة إلى كلام الوزير السابق وئام وهاب في هذا المعنى . وأشار إلى "أن لا أحد من قوى 14 آذار شكك بقدرات العماد ميشال سليمان ، إنما الإعتراض السابق على قبوله كان مبدئياً لجهة رفض تعديل الدستور، وقد انتهى بعد حصول الفراغ في موقع الرئاسة ". وجدد التذكير بخطاب الرئيس نبيه بري في بعلبك الذي أكد فيه "انه بمجرد القبول برئيس توافقي فلا حاجة عندئذ لحكومة وحدة وطنية"، مشيرا الى "أننا دخلنا اليوم في نفق من الشروط وذلك للإبقاء على الوضع القائم". وأكد الوزير فتفت "أن معادلة إبقاء الفراغ في رئاسة الجمهورية، وضرب دور الجيش من خلال معركة نهر البارد واغتيال اللواء فرنسوا الحاج، إضافة إلى الحملة المنظمة على البطريركية المارونية، ليست صدفة". وشدد على "أن الخلاف في لبنان لا يدور في فلك السياسة فحسب، بل هو خلاف فكري وثقافي حول منطق العيش في البلد وكيفية العيش، في منطق ديمقراطي أو في منطق شمولي؟". وقال:"المطلوب كما يبدو هو إنهاء الدولة والقضاء على لبنان". وأعرب عن تشاؤمه في "أن يتوصل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى حلَ في ضوء الموقف السوري". وعن موضوع الحملات على رجال الدين، أكد الوزير فتفت انه "منذ عهد البطريرك الياس الحويك كان لرجال الدين دور في السياسة"، واعتبر "أن ما قاله الوزير السابق سليمان فرنجية صحيح عن أن الذي يتكلم بالسياسة يُرد عليه بالسياسة ، ولكن ليس بالشتائم والسباب". واعتبر "أن البلد لا يمكن ان يستمر إلا من خلال تسوية أو من خلال اللعبة الديمقراطية"، معرباً عن" استعداد الأكثرية للقبول باللعبة الديمقراطية وخوضها حتى النهاية".

 

بري يرفض تفسير عمرو موسى للمبادرة العربية ويطالب بتوضيحها

السياسة/رفض رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقابلة السبت مع وكالة فرانس برس تفسير الامين العام لجامعة الدول العربية لمبادرة وزراء الخارجية العرب حول لبنان داعيا اياهم الى "الاجتماع مجددا والاتيان بتفسير آخر". وقال بري وهو احد اقطاب المعارضة ان "التفسير الواقعي والحقيقي" للمبادرة العربية هو توزيع مقاعد الحكومة المقبلة على اساس المثالثة بين الاكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية. واضاف ان الخطة العربية نصت على الا يحصل اي "طرف من الاطراف على حق الترجيح او على حق الاسقاط وذلك يعني ان احدا لا يحق له اكثر من عشرة وزراء في حكومة من ثلاثين وزيرا". وكان الامين العام لجامعة الدول العربية اكد خلال زيارته الى لبنان بين الاربعاء والجمعة ان "هناك تفسيرا واضحا للمبادرة العربية (في ما يتعلق بالحكومة) فلا الاكثرية تأخذ النصف زائدا واحدا ولا المعارضة تاخذ الثلث زائدا واحدا". وتنص المبادرة العربية على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وحدة وطنية "على الا يتيح التشكيل ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح". وحصل جدل في لبنان بين المعارضة والاكثرية حول تفسير الفقرة المتعلقة بالحكومة اذ تطالب المعارضة اما بالمثالثة في التركيبة الحكومية او ب"الثلث الضامن" الذي يسمح لمن يملكه اي الثلث زائدا واحدا بتعطيل القرارات التي لا يرضى عنها. بينما ترفض الاكثرية منح المعارضة "الثلث المعطل" وكذلك المثالثة.

وقال بري لفرانس برس ان تفسير عمرو موسى "كان مطروحا من قبل في لبنان ورفض. وبالتالي اذا كانت المبادرة العربية تعتمد التفسير نفسه فما هي الفائدة من اجتماع وزراء الخارجية العرب؟". وتابع "يفترض ان يصدر وزراء الخارجية العرب بيانا مختلفا بلغة عربية اخرى" اكثر وضوحا.

وكرر ان "اي نص عندما يكتب يحتاج الى تفسير (...) البيان الذي صدر لا يفهم الا على انه يعطي كل طرف عشرة وزراء. واذا لم يكن كذلك فعليهم ان يعودوا الى الاجتماع وياتوا بتفسير آخر". واتهم الاكثرية بانها "لا تريد شركاء بل تريد الهيمنة وهذا امر لا يحدث في لبنان".

وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اعطى في مقابلة مع صحيفة الراي الكويتية في الخامس عشر من الشهر الجاري تفسيرا لهذه النقطة في المبادرة العربية يلتقي مع تفسير عمرو موسى. ومما قاله ابو الغيط "منطق هذا الحل ان هناك انتخابات جرت في نيسان/ابريل 2005 واسفرت عن غالبية واقلية وبالتالي منهج المثالثة انما يساوي بين الأقلية والغالبية في عدد الأصوات. وحقيقة الأمر أن عدد النواب عند الغالبية اكثر منه عند الأقلية وفي هذا السياق اجتمع جميع العرب على هذه الرؤية". من جهة ثانية شدد بري على ان المخرج الوحيد للازمة اللبنانية يكون بمصالحة حقيقية سورية-سعودية معتبرا ان اللقاء الذي جمع بين وزيري خارجية البلدين عند وضع المبادرة العربية لم يؤد الى مصالحة حقيقية.

وقال ان "الحل سعودي سوري (س س) مضت سنتان وانا اردد ذلك. ومن دون سوريا والسعودية لا يوجد حل" مضيفا "لا اصدق ان العرب خصوصا اخواننا السوريين والسعوديين لا يضحون بخلافاتهم من اجل لبنان". واضاف "عندما اجتمعوا اعتقدنا انهم تصالحوا اكتشفنا انهم لم يتصالحوا او انهم تصالحوا ظاهريا".

وقال بري "اذا تصالح العرب يكون لبنان بالف خير". وتابع "سنواصل العمل الى ان ننتخب رئيسا. وكل من يقول ان الوضع سيبقى على حاله لاشهر او حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة (ربيع 2009) يسعى الى دمار لبنان".ومن المرجح ان يعود موسى مساء السبت الى لبنان بعد زيارة الى دمشق بحث خلالها مع الرئيس السوري بشار الاسد الملف اللبناني. وسيتابع موسى في بيروت جولته الثانية التي بدأها الاربعاء بعد جولة اولى الاسبوع الماضي هدفها تنفيذ المبادرة العربية.

 

خطة المعارضة لاسقاط ترشيح سليمان والمحكمة والـ 1701

الشراع/عقد لقاء رباعي لقيادات المعارضة ضم رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية. هذا ما تردد وفق بعض المعلومات التي لم يتوافر تأكيد لها من المعنيين مباشرة به، وان كان حصول سلسلة من اللقاءات اجراها نصر الله مع قيادات المعارضة سواء التي ذكر انها حضرت اللقاء الرباعي او باقي القيادات، وذلك في اطار المشاورات التي اعلن امين عام حزب الله انه سيجريها للبحث في الخطوات والاجراءات التي ستتخذها المعارضة اذا فشلت الجهود والوساطات المبذولة.

وطبقاً للمعلومات الآنفة عن اللقاء الرباعي فإنه لم يتخذ اية قرارات بشأن التحرك المقبل للمعارضة، لا بل ارتؤي ابقاء ((الستاتيكو)) القائم، وعدم القيام بأية خطة للتصعيد ضد الحكومة الا اذا بادرت الاخيرة الى القيام بأفعال تعتبر ((استفزازية)) لملء الفراغ في سدة الرئاسة الاولى بمعزل عن قوى 8 آذار/مارس وشروطها او ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية. المجتمعون اصروا على الثلث ((الضامن)) او الثلث ((المعطل)) وأكدوا ان لا تسوية ممكنة لا اليوم ولا غداً الا من بعد اقرار الموالاة بمنح المعارضة هذا الثلث، كما جرى التأكيد بأن لا انتخابات رئاسية ستجري الا بعد الاتفاق على سلة كاملة تتعلق بالحكومة وبقانون الانتخاب، وجددوا تفويض العماد ميشال عون بالتفاوض باسم المعارضة مع من تسميه الموالاة.

خلال اللقاء ايضاً تحدث فرنجية باسهاب عن رأيه في ترشيح العماد سليمان للرئاسة ناقلاً وقائع اجتماعه به بحضور صهر العماد عون جبران باسيل، منتقداً رغبة سليمان بتعيين الياس المر وزيراً في اول حكومة في عهده وهو ما عاد وأكده في حواره مع محطة ((ان.بي.ان)) ليقول ان اعطاء الاكثرية 14 وزيراً في حكومة من 30 وزيراً معناه انها ستحصل على 15 وزيراً اذا كان المر من ضمن حصة سليمان. حديث فرنجية عن لقائه بسليمان فهم انه تحريض ضد ترشيحه رغم الموقف المعلن للمعارضة بتبني هذا الترشيح، علماً ان العماد ميشال عون وبعد الصدمة التي احدثها ترشيح سليمان في صفوف تياره والمعارضة، يعمل جاهداً لمنع وصول قائد الجيش الى رئاسة الجمهورية، لا بل انه يفضل أي مرشح ولو كان من 14 آذار/مارس على وصول سليمان الى بعبدا.

الفراغ اذن هو العنوان الابرز في خطة المعارضة، فهو ضمانتها لأن الجمود والشلل وانعدام وجود الدولة يتيح لها مع الوقت كما تعتقد تحقيق اهدافها المعلنة وغير المعلنة بدءاً من اسقاط ترشيح سليمان للرئاسة مروراً بالقبض على السلطة ووصولاً الى فرض ما تبتغيه من تعديلات تطال النظام اللبناني، خاصة وان هناك عدداً من نواب المعارضة بينهم النائب ابراهيم كنعان يتحدث اليوم عن ولادة ((الجمهورية الثالثة)).

وباختصار فإن المعارضة لن تقدم في ضوء هذا التوجه على أي تحرك من نوع إقفال المطار والمرافىء والمرافق العامة أو الاعتصام في محيط السفارة الأميركية في عوكر كما تردد في الآونة الأخيرة، وكما نقل عن وزير مستقيل فإنه ليس المطلوب من المعارضة ان تبادر إلى فعل شيء لأن كرة النار هي اليوم كما يرى في حضن الأكثرية، فهم اختاروا أن لا يمكنوا أنفسهم من الحكم، لا بل ان هذا الوزير يتحدث ساخراً عن واقع وزراء الحكومة أو بعضهم عندما قال ان أحدهم سأل عائلته لدى زيارتها له في مقر إقامته في السرايا الحكومية: ((ما هي صحة قساوة موجة البرد التي تعم البلاد هذه الأيام؟)) للدلالة برأي الوزير المستقيل على ما يعتبر ان وزراء الحكومة اختاروه. حكومة السنيورة موجودة، فلتستمر ولكن من دون أن تستطيع أو أن يكون بإمكانها الحكم، وإذا جربت فعل شيء فإن الرد عليها سيكون جاهزاً موضعياً وفي الإطار المحدد لما ستقوم به، لأن ذلك سيعتبر حسب المعارضة عملاً استفزازياً.

وعلى الخط نفسه فإن سياسة تقطيع الوقت تتطلع إلى عدة محطات لعل أهمها تاريخ نيسان/ابريل المقبل حيث تبدأ فعلياً الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة بعد أن يكون الحزبان المتنافسان اختارا مرشحيهما للرئاسة. وكان نصرالله واضحاً مساء الثلاثاء الماضي حين خاطب الاكثرية بالقول ان ما نطلبه اليوم منكم أي الثلث المعطل لن نقبل به بعد أشهر، مشيراً إلى انه إذا فريق الاكثرية يتوقع حدوث متغيرات فإن هذه المتغيرات لن تكون كما أضاف لمصلحة الاكثرية.

وفي هذا الانذار رهان صريح على متغيرات ستحدث، خاصة عندما يقول وزير سابق هو سليمان فرنجية انه يرى ان سوريا اليوم في المنطقة أقوى من الولايات المتحدة وفرنسا. وكل هذا السياق إنما يدل على ان فريق المعارضة بمختلف تلاوينه يتعامل في صراعه مع الشريك الآخر الذي يدعوه للمشاركة وكأنه يجسد الحضور الأميركي الذي سبق لمرشد إيران علي خامنئي ان أعلن انه سيهزمه في لبنان.

ولهذا فإن تركيز المعارضة ينصب اليوم على الترويج بأن مواجهته في لبنان هي مع الولايات المتحدة إلى درجة مثيرة للاستغراب خاصة عندما ينبري نواب مثل فريد الخازن أو نبيل نقولا إلى التحدث عن واشنطن والاكثرية بالطريقة نفسها التي يتحدث بها نعيم قاسم أو محمد رعد أو نواف الموسوي.

اللقاء الرباعي عقد قبل اجتماع نصر الله مع امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي وصف بأنه كان عاصفاً، وأوضح نصر الله بعض ما دار فيه في خطبة القاها مساء الثلاثاء الماضي بمناسبة عاشوراء وقال خلالها صراحة ان المبادرة العربية منحازة الى الموالاة، وان لا اتفاق على الرئاسة من دون حكومة يكون فيها للمعارضة الثلث المعطل. ورغم ان نصر الله لم يشر الى ما تم تناوله مع موسى وهو ((تنظيم الفراغ)) في اطار الحؤول دون انهيار الهدنة القائمة حالياً على الارض منذ احداث الخميس الاسود في منطقة جامعة بيروت العربية في شهر كانون الثاني/يناير من العام الماضي، فإنه بدا في خطبته الاخيرة كمن ينعي المبادرة العربية بعد ان قدم تفسيره الخاص لها، ليأتي كلامه رداً على حديث وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي حمل دمشق مسؤولية اعتراضات ((حلفائها)) على المبادرة العربية ودعاها الى اقناعهم بقبول الخطة العربية لحل ازمة الرئاسة.

ومع ((نعي)) المبادرة العربية عشية عودة عمرو موسى إلى بيروت لبدء جولة ثانية من الاتصالات بهدف جمع أطراف الأزمة وإيجاد مخارج للوضع سواء عبر إحياء جلسات الحوار في بيروت أو القاهرة برعاية مصرية، فإن الفراغ يبدو انه مستمر إلى أجل غير مسمى، بسبب مواصلة المعارضة لعبة كسب الوقت في إطار خطة مشتركة مع سوريا لشل المؤسسات في لبنان وتعطيل أي دور يمكن أن تؤديه.

هذا الرهان على الزمن وما يحمله من متغيرات وهو تكتيك موروث من أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد تمضي به المعارضة رغم النتائج المدمرة له على الصعيد الوطني دون أن يعرف المدى الذي ستذهب إليه سواء إلى الربيع المقبل أو إلى موعد الانتخابات النيابية في أيار/مايو من العام 2009، وهو يضمن للمعارضة وسوريا خلفها هدفين بارزين:

الأول: عدم تمكين لبنان ومؤسساته من مواكبة عمل المحكمة الدولية وتكوين متطلباتها اللبنانية. وإذا تأمنت عبر حكومة الرئيس فؤاد السنيورة فإن الصراخ سيعلو للتشكيك بما سيصدر عنها بحجة انها لا تمثل إلا فريقاً من اللبنانيين وفي ذلك خدمة للنظام السوري الذي لا يوفر جهداً إلا ويبذله لتعطيل عمل المحكمة، وصولاً إلى إسقاطها والحؤول بالتالي دون إنجاز المهمة التي أنشئت من أجلها.

الثاني: تعطيل تنفيذ القرار 1701 وقبله القرار 1559 من خلال ((الستاتيكو)) القائم وإبقاء حالة الدولة ضمن الدولة التي يفرضها حزب الله على ما هي، وصولاً إلى إسقاط القرارات الدولية لإبقاء لبنان ساحة بيد الطرفين الإيراني والسوري.

وإذ يعكس هذا التوجه، أي إبقاء ((ستاتيكو)) الفراغ وجود قرار بتعطيل الانتخابات الرئاسية وعدم إجرائها إلا بعد انتخاب مجلس نيابي تكون الأكثرية فيه للمعارضة، فإن هذا القرار هو أحد تعبيرات رفض أطراف المعارضة لترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، الترشيح الذي أربكها وعملت منذ اللحظة الأولى لإعلانه على إسقاطه رغم إعلانها تبنيه. فهل تتحمل البلاد ((ستاتيكو)) الفراغ، ومن يضمن عدم تحوله إلى فوضى تتربص بلبنان الدوائر؟

 

 مصادر بكركي : لو شاءت الكنيسة منازلة هؤلاء لاحتكمت إلى الشارع

قيادات مارونية تدين تهجم فرنجية على البطريرك: "مرتزق" كل هدفه إعادة هيمنة سورية على لبنان

 الراعي: لا غفران بلا عدالة وتوبة.. وما قاله فرنجية انتهاك لقدسية الاسقفية والرتبة الكاردينالية

سركيس: ثمة مخطط لإضعاف المسيحيين بدأ برئاسة الجمهورية ووصل إلى بكركي والتطاول على سيدها

بيروت ¯ صبحي الدبيسي: السياسة

الكنيسة المارونية, التي لعبت دوراًً تاريخياً في إرساء استقلال لبنان ووحدته الداخلية, منذ أن رعى البطريرك الياس الحويك إعلان »دولة لبنان الكبير« في العام 1921 إلى اليوم لم يسبق لها أن تعرضت للتهجم وانتهاك حرماتها بهذه الطريقة الفظة الخالية من الحد الأدنى من اللياقات واحترام المقامات كما تتعرض له منذ فترة من قبل من تعتبرهم أبناءها ورعاياها, وبالتحديد من حلفاء سورية المسيحيين في لبنان.

وما أصاب البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من افتراءات على أيدي بعض القيادات المارونية, يطرح السؤال: هل أصبحت الكنيسة المارونية »مكسر عصا« لهذه القيادات? وهل المطلوب من بكركي أن تكون مسخَّرة في كل قوتها ونفوذها خدمة لمصالح هذا الفريق أو ذاك? أم المطلوب أن تكون كما هي راعية للجميع, وموجهة لهم بما يخدم مصلحة الوطن والشركاء في المواطنية من مختلف الطوائف والمذاهب التي يتشكل منها المجتمع اللبناني?

 وحول الصراع السياسي مع الكنيسة لا بد من الإشارة إلى أنه منذ استقلال لبنان تعرضت الكنيسة المارونية لبعض التجني والمواقف غير المؤيدة لسياستها خاصة أيام البطريرك عريضة وأيام البطريرك المعوشي في عهدي الرئيسين بشارة الخوري وكميل شمعون, لكنها لم تصل أبداً إلى حدود الخروج عن المألوف واللياقات المتبعة في التخاطب السياسي مع رأس الكنيسة المارونية كما هي الحال اليوم.

وبعد استبعاد القيادات المسيحية المارونية عن صدارة القرار اللبناني, بقيت بكركي المرجعية والراعية والمدافعة عن جميع الأحزاب المسيحية من دون استثناء سواء المسموح لها بالعمل السياسي أو المحظور عليها ذلك وفقاً لمتطلبات تلك الحقبة.

ومع انطلاقة »ثورة الأرز« كانت بكركي في مقدمة القوى الداعمة لاستقلال لبنان منذ تشكيل لقاء "قرنة شهوان" وصولاً إلى مطالبتها اليوم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية تأكيداً على أنها المرجعية الجامعة لكل اللبنانيين, ولكن زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون بدأ منذ توقيعه على »ورقة التفاهم« مع "حزب الله" يرسل إشارات وملاحظات إلى رأس الكنيسة المارونية استشعاراً منه بأن بكركي غير مرتاحة لتحالفاته الجديدة, لكن الخلافات في وجهات النظر ظلت محصورة في إطار الكنيسة التي وجدت أن عليها استيعاب الجميع.

ومع تطور الوضع السياسي المتأزم ودخول لبنان مرحلة الاستحقاق الرئاسي عاد التطاول على مواقف بكركي يأخذ منحىً تصاعدياً, خاصة تلك الناجمة عن بعض مواقف العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية الذي قال عن البطريرك في مرحلة سابقة كلاماً غير لائق, في معرض تعليقه لقائه7 مع سيدات منطقة زغرتا الزاوية في حضور وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض.

وبعد أن جرى استيعاب الموضوع وتمت دعوة الوزير فرنجية إلى لقاء غداء  على مائدة صفير, انتقل الهجوم على سيد بكركي من الوزير فرنجية إلى العماد عون عملاً بطريقة توزيع الأدوار, حيث اتهم عون صفير بالانحياز إلى فريق الرابع عشر من آذار, كما لم يخف تذمره من اللائحة الرئاسية التي وضعها البطريرك رغم أن اسمه كان موجوداً فيها وبعد معزوفة "إنت البطرك يا سليمان" التي ترددت على ألسنة مؤيدي فرنجية, تحول في المدة الأخيرة هذا الشعار إلى مصطلح "الرابية هي المرجعية السياسية", وعلى هذا المنوال يستمر التطاول على رأس الكنيسة المارونية ليصل في الأيام الماضية إلى اتهامه بتلقيه الأوامر من الإدارة الأميركية وفرنسا على غرار الاتهامات ضد الأكثرية النيابية بأنها تتلقى أوامرها من حكومة أولمرت وفيلتمان ومن عوكر وغيرها من الاتهامات التي أصبحت معروفة الأهداف.

»مجند لبنان«

"السياسة" استطلعت آراء عدد من المرجعيات الروحية والسياسية حيال ما تتعرض له بكركي وما يتعرض له البطريرك صفير, وقال المطران بشارة الراعي ل¯"السياسة", تعليقاً على كلام الوزير السابق سليمان فرنجية: "لم أكن أتوقع, كما كل اللبنانيين وغير اللبنانيين, أن نسمع ما سمعنا من الوزير السابق سليمان طوني فرنجية, بحق السيد البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الكلي الطوبى, أنا آسف لهذا الكلام بشكله ومضمونه".

واعتبر أن الشكل من حيث الألفاظ والتعابير لا يليق بقائله, عدا عن كونه مشيناً ومنتهكاً لكرامة شخص السيد البطريرك, ولقدسية الأسقفية البطريركية والرتبة الكاردينالية. إن القوانين الكنسية تفرض صريحاً إنزال العقوبات القانونية, لما ينطوي عليه الكلام من تحقير لشخص السيد البطريرك رئيس الكنيسة المارونية وأبيها, ولما يخلق من شكوك في نفوس جميع الناس".

ورأى الراعي "أن المضمون عارٍ تماماً من الصحة ومخالف للواقع. كان الأحرى بالوزير فرنجية أن يبحث مع صاحب الغبطة الشؤون الوطنية المعقدة وغير الواضحة وما يتجاذبها من محاور إقليمية ودولية, وهواجس ومخاوف واتهامات وتخوينات بين هذا وذاك من الفرقاء, ومصالح خاصة شخصية وفئوية, وارتباطات إقليمية ودولية, وشراءات بالمال والرشوات. وهذا ما دعوت إليه شخصياً أكثر من مرة الوزير السابق سليمان فرنجية وسواه. كما دعوته وسواه إلى جلسة مصارحة وتفكير في العمق مع صاحب الغبطة, الذي يشكل كبطريرك مرجعية وطنية مارونية تاريخية عمرها ألف وأربعمئة سنة. ما أكسبها بجدارةً وحق "مجد لبنان". فلا بد وقد تفاقمت الاتهامات, الخارجة عن كل أصول اللياقة الاجتماعية والاحترام المتبادل, من جلسة بين الأقطاب اللبنانيين للاستغفار والغفران, والبدء بصياغة تسوية سياسية تاريخية, بروح الميثاق الوطني اللبناني".

وقال: "أما السيد البطريرك فعلى مثال المعلم الإلهي يغفر ويصفح, ولكن من المعروف أن لا غفران من دون عدالة وتوبة".

بدورها ردت مصادر روحية مارونية مقربة من البطريرك صفير على كلام الوزير فرنجية بأنها لا تريد أن تصب الزيت فوق النار لكن ما يحصل من تجنٍ بحق الكنيسة المارونية وبحق غبطة البطريرك صفير شخصياً لا يمكن السكوت عنه وسيد بكركي تحمل الكثير من هؤلاء الذين لا يراعون حرمة المقامات الدينية, وإن الكنيسة لو أرادت منازلة هؤلاء, لكانت على الأقل احتكمت إلى الشارع وعندها سنرى من يكون الحق إلى جانبه, لأن الكنيسة المارونية لم تتأخر يوماً في الدفاع عن لبنان وعن جميع رعاياها دون استثناء.

والكلام الذي طاول البطريرك صفير في هذه الفترة اضافت المصادر المقربة من البطريرك ليس له ما يبرره سوى الإمعان بزيادة الأزمة تعقيداً خاصة بعد تبني البطريرك ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية منعاً للفراغ الحاصل ولعدم ضياع هذا المنصب الوحيد في منطقة الشرق الأوسط إذ لا يوجد على رأس أي دولة من دول هذه المنطقة رئيس جمهورية مسيحي-ماروني إلا لبنان وعلى هذا الأساس يجري العمل على تغيير الصيغة اللبنانية انطلاقاً من رئاسة الجمهورية التي لم تنجح المساعي بعد لإنجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعلى هذا يجري الإمعان في التعطيل, واليوم يحاولون نقل الفتنة إلى بكركي لتصوير الصراع وكأنه ماروني-ماروني بين قوى موالية لدول إقليمية وتتلقى الأوامر منها, ومن أجل ذلك يريدون أن يعطوا لأنفسهم مبرراً فيما هم يفعلون.

وشددت المصادر على أن بكركي لم ولن تتأخر عن القيام بما يمليه عليها الواجب تجاه لبنان وتجاه ما يجري من حوله وما يحاك ضده من مؤامرات. والبطريرك صفير قال بأن الوعاء ينضح بما فيه وهذا أفضل رد على هؤلاء المتطاولين الذين يوزعون الأدوار فيما بينهم للتهجم على بكركي وعلى السيد البطريرك. ويهمنا أن يعرف هؤلاء بأن بكركي لن تكون إلا إلى جانب الحق وإلى جانب لبنان, فالمسألة أصبحت معروفة بعد أن أصبحت بكركي مرجعية وطنية تخص كل الوطن وليس فئة واحدة من اللبنانيين يحاولون تهشيم هذه الصورة وأعتقد بأن للكنيسة راعياً يحميها ولن يقدر أحد على النيل منها مهما علا شأنه ومهما كانت مبرراته, وهذا يعود إلى نقص في التربية السياسية واحترام المقامات الرفيعة.

من جانبه, أكد المطران سمير مظلوم أن الخلوة الاستثنائية للمطارنة الموارنة التي عقدت اول من أمس في بكركي برئاسة البطريرك صفير تناولت الشؤون الوطنية, داعياً إلى الصلاة من أجل إنارة عقول الجميع, كاشفاً عن اجتماع آخر سيعقد اليوم لمتابعة البحث.

أما عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده فوصف موقف فرنجية "بأنه يأتي من شخص يتصرف بهذه الطريقة لأن ولاءه ليس للبنان وللكنيسة المسيحية ولا لبكركي, إنه رجل مرتزقة مطلوب منه إضعاف الكيان اللبناني وتحديداً كيان المسيحيين في لبنان, ليسهل هيمنة سورية على لبنان بكل الوسائل".

واعتبر إده "أن ما يجري اليوم هو خطوة إضافية لتهميش دور المسيحيين الذي بدأ في السبعينات, من خلال إضعافهم أو إلغائهم لكل الرموز اللبنانيين بهدف السيطرة, وأن كلام فرنجية اليوم يؤكد أن الناس لم يعد عندها ثقة لا به ولا بحلفائه ولا بالنظام السوري".

بدوره اعتبر وزير السياحة جو سركيس أن ما قاله فرنجية يندرج في إطار مخطط لإضعاف المواقع المسيحية وبالأخص المارونية في لبنان, بدءا برئاسة الجمهورية, مرورا بقيادة الجيش وصولاً إلى بكركي, فهذا المخطط يتم تنفيذه من قبل موارنة بالذات, بأمر من الخارج".

وكشف أنه يملك معلومات متوافرة تقول بأن هناك قيادات في 8 آذار وموارنة يعملون لخلق شرخ ضمن الكنيسة المارونية, لاستفراد البطريرك وحشره وعزله, هذا المخطط من المؤكد أنه لن ينجح, لأن البطريرك هو على رأس الكنيسة وعنده ثقة مطلقة من السادة المطارنة ومن الإكليروس والشعب الماروني الملتف حول سيد بكركي". كذلك أسف »التجمع الاغترابي لقوى 14 آذار,« "أن يبلغ مدى الطاعة لنظام بشار الأسد حد التطاول على المقامات والتعدي على سيد بكركي الذي لا يزال يتحمل التهجم المستمر على غبطته من قبل من باتوا عبيداً لهواجسهم التسلطية وعبيداً لأسيادهم في ريف دمشق ينفذون ما يطلب منهم ولو على حسب كرامة من كرسوا حياتهم من أجل الكيان اللبناني". وأضاف التجمع "ليست المرة الأولى التي يتطاول بها الوزير السابق سليمان فرنجية على البطريرك صفير فلقد اعتاد على هذه الممارسات كلما طلب منه ذلك من قبل أسياده في قصر المهاجرين, وفرنجية يصر على تماديه على سيد بكركي إرضاء لأسياده ضارباً بعرض الحائط كل الأصول وأدبيات التعاطي مع مرجعية دينية بمقام صفير".  من جهته, استنكر المنسق العام ل¯ »جبهة الحرية« فؤاد أبو ناضر التعرض للبطريرك صفير لما يمثله من معانٍ روحية ووطنية, ورأى أن تبرير الهجوم على شخص البطريرك واستثناء مقام البطريركية أمر غير مقبول ومدان, وذكر بأن بكركي تمثل منذ 1500 سنة مرجعية لجميع مسيحيي لبنان وسائر الشرق والكاردينال صفير وقف بوجه الهيمنة السورية, وبكركي شكلت الغطاء والملاذ لكل اللبنانيين الذين دافعوا عن حرية واستقلال لبنان. وأكد أبو ناضر أن الوجود المسيحي في الشرق يمر بمرحلة حرجة وهناك ضرورة ملحة لجمع الصفوف حالياً ولا بد من قرع جرس الإنذار للتنبه للأخطار المحدقة لهذا الوجود, وإذا كان لا بد من نقد ذاتي ومراجعة تاريخية لدور الموارنة حاضراً ومستقبلاً فيكون داخل قاعات مغلقة وبإشراك ممثلين عن مسيحيي الانتشار وبعيداً عن مرمى الاتهامات عبر وسائل الإعلام. وتوالت الردود على موقف فرنجية من معظم القيادات المسيحية وغير المسيحية محملة سورية مسؤولية الوقوف وراء الهجمة التي يتعرض لها البطريرك صفير داعية إلى رص الصفوف حول بكركي وسيدها لتفويت الفرصة على المصطادين بالمياه العكرة, لأن السكوت عن هذه التجاوزات كما حصل في الماضي قد يزيد من تفجر الأزمة ويؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه.

 

المطارنة تضامنوا مع صفير:رئيس فحكومة فقانون انتخاب

نهارنت/أهاب المطارنة الموارنة بالمسؤولين السياسيين المسارعة الى احياء المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخابات عادل،واستنكروا الحملة التي تعرض لها البطريرك الماروني نصرالله صفير معبرين عن تضامنهم الكامل مع غبطته.

وبعد التداول في الاوضاع الراهنة أصدر المجتمعون بيانا ختاميا تلاه أمين سر البطريركية المارونية المونسنيور يوسف طوق وجاء فيه:

- ان الوضع المأساوي الذي وصل اليه لبنان بكل مؤسساته الرسمية والاجتماعية يدعو الى القلق، ويتطلب من جميع اللبنانيين، أيا تكن انتماءاتهم السياسية، النظر مليا في ما وصلوا اليه، وتداركه بالحكمة والروية.

- يخشى الآباء، إزاء ما يجري في لبنان، ان تؤدي الامور الى تفريغه من مؤسساته الدستورية والاجتماعية والدينية، وذلك يقتضي من جميع اللبنانيين العودة الى ذواتهم والى وطنهم ورص الصفوف لانقاذه مما يتهدده من مخاطر.

- لا يخفى ان الوضع الاقتصادي المتدهور يدعو الجميع، لا سيما المسؤولين، الى النظر به مليا وإيجاد ما يستوجب له من حلول تنقذ الشعب اللبناني من الازمة الاقتصادية التي يتخبط فيها والتي تنتج أساسا عن الازمة السياسية الراهنة والمتمادية.

- ان الكنيسة اذ تدعو جميع اللبنانيين وبخاصة ابناءها بالتوجه الى الله لكي يستهدوا بتعاليمه تعالى، ويشدوا أواصر الاخوة في ما بينهم، ويضافروا جهودهم لدرء الاخطار التي تتهدد وطنهم، تهيب بالمسؤولين ان يسارعوا الى إعادة إحياء المؤسسات الدستورية، بدءا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتأليف حكومة وحدة وطنية، والاتفاق على قانون عادل للانتخابات النيابية يؤمن التمثيل الصحيح للجميع.

-ان الآباء المجتمعين حول السيد البطريرك، رأس الكنيسة المارونية وأبيها، اذ يعبرون لغبطته عن تضامنهم الكامل معه، وعن استنكارهم للحملات التي تطاله هو والكنيسة، يناشدون جميع ابنائهم واخوانهم اللبنانيين تناسي الخصومات السياسية، للتفكير معا، في مصير وطنهم لبنان والعمل على إعادة الوحدة والتضامن بين جميع ابنائه.

يشار ان بطريرك الأرمن نرسيس بادروس السابع عشر انضم إلى الاجتماع ايضا للتداول في آخر التطورات.

وفي خلوة الأمس (الجمعة) تمنى المطران سمير مظلوم على الجميع مواكبة الأحداث في لبنان بالصلاة، داعيا الكهنة إلى الصلاة وأن يرافقوا البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير والأساقفة بالصلاة لأجل إنارة عقول الجميع لأن لبنان لا يقوم إلا على الالفة والتسامح والعودة إلى بعضنا البعض لبناء الوطن.

وقصدت شخصيات سياسية ووفود شعبية مقر البطريركية المارونية في بكركي تضامنا مع صفير.

ورد صفير متوجها الى الوفود في كلمات مقتضبة ان الهجوم عليه "يرتد على المهاجمين"، و"الانسان مأخوذ بكلامه" و"الاناء ينضح بما فيه".

ودعا اللبنانيين الى "رص الصفوف وشبك الايدي" لان "لبنان في خطر". 

 

موسى بحث الموضوع اللبناني مع الرئيس السوري ونائبه ووزير الخارجية

وتأكيد على أهمية تحقيق التوافق بما يضمن وحدة لبنان وأمنه واستقراره

وطنية - دمشق - 19/1/2008 (سياسة) استعرض الرئيس السوري بشار الاسد مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، اليوم، مستجدات الاوضاع في لبنان والتطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر على ابناء الشعب الفلسطيني.

وعرض موسى للتطورات السياسية على الساحة اللبنانية والمشاورات التي اجراها لحل المشاكل العالقة بين الاطراف اللبنانية في اطار الخطة العربية المتكاملة التي اقرها وزراء الخارجية العرب لحل الازمة اللبنانية. وجرى التأكيد خلال اللقاء على أهمية تحقيق التوافق بين اللبنانيين بما يضمن وحدة لبنان وأمنه واستقراره. والتأكيد أيضا على وجوب اتخاذ الخطوات اللازمة عربيا ودوليا لاجبار اسرائيل على ايقاف عدوانها على الشعب العربي الفلسطيني. كما تم استعراض الترتيبات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة في دمشق. كما التقى موسى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. ووصف محادثاته مع الرئيس السوري بأنها "كانت مهمة وايجابية تماما"، معربا عن ارتياحه لنتائجها. وقال موسى فى تصريحات للصحافيين: "بحثت مع الرئيس الاسد والمسؤولين السوريين، آخر التطورات فى الشأن اللبناني، واستمعت الى وجهة نظر سوريا في هذا الخصوص"، مشيرا الى ان سوريا "جزء من المبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية وان جميع الدول العربية معنية بموضوع لبنان، كما ان جهود الجامعة العربية تتركز حاليا على خلق ديناميكية فى الاتصال بين الاطراف اللبنانية وربط كل النقاط وصولا الى رؤية مشتركة يتوافق عليها اللبنانيون". وحول ربط البعض بين عقد القمة العربية في دمشق وحل الازمة اللبنانية، قال موسى انه "لا يمكن الربط بين الموضوعين"، مشيرا الى ان القمة العربية العشرين "تقرر عقدها في دمشق فى شهر اذار المقبل، في قمة الرياض الماضية".

 

نصر الله يؤكد حيازة "اشلاء عدد كبير" من الجنود الاسرائيليين

نهارنت/اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان حزب الله لديه "اشلاء عدد كبير من الجنود الاسرائيليين" جمعهم خلال الحرب التي شنتها ضده اسرائيل صيف العام 2006. وقال نصر الله في خطاب القاه في نهاية مسيرة عاشوراء في ضاحية بيروت "لا اتحدث عن اشلاء عادية ،الجيش الاسرائيلي ترك اشلاء لعدد كبير من جنوده" خلال الحرب التي استمرت 33 يوما. واضاف "لدينا رؤوس وايدي وارجل ولدينا جثة شبه مكتملة الرأس وحتى وسط البدن" مضيفا "ماذا قال الجيش لعائلة هذا الجندي". وشدد نصرالله على أن الحزب يثق بمن يمثله في الحوار حول المبادرة العربية مؤكداً أن المعارضة لن تختبئ وراء مطالب اجتماعية ومعبشية كما يظن البعض ولن تتخلى عن مطالبها كما أنها تملك الشجاعة للتحرك تحت عنوان الهدف السياسي الواضح لافتاً إلى أن المعارضة ستتحمل مسؤولياتها في حال فشل الوساطات وانسداد الأفق. وأضاف نصرالله في كلمته أن العالم كله لن يستطيع أن يفرض رأيه على شعب يرفض الأمر مشيراً إلى أن تدويل الأزمة اللبنانية لن يجدي نفعاً. وانتقد الامين العام لحزب الله ضمنا العرب، الذين يقومون بوساطة لحل الازمة في لبنان، باعتبارهم منحازين للاكثرية مجددا التمسك بثوابت المعارضة وابرزها "الشراكة الحقيقة" في الحكومة المقبلة.

وقال "استغرب كيف يتحدث المسؤولون العرب عن الاكثرية والاقلية الشعبية والديموقراطية" في لبنان. وقال امام عشرات الالوف من انصاره "هنا الاكثرية والاقلية الشعبية واضحة انظمة العرب لا تعرف لا الاكثرية ولا الاقلية ولا الديموقراطية". واضاف "الجد ان تسعى الوساطة العربية ليل نهار لانجاز تسوية داخلية حقيقية تقوم على الشراكة وليس على اساس الضغط على فريق من اجل ان يستسلم ويعترف باستئثار فريق اخر لادارة البلاد". واتهم نصر الله الاكثرية بالسعي لتدويل الازمة اللبنانية وذكرها بالقرار 1559 الذي صدر عام 2004 ولا يزال حبرا على ورق خصوصا بالنسبة للبند الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية ،حزب الله، وغير اللبنانية اي الفلسطينيين. وقال "اذا كنتم تراهنون على ضعف المعارضة او تراجعها او تخليها عن حقها واهدافها انتم واهمون. من يريد ان يدفع بالازمة الى التدويل ليرى مصير القرار 1559".

وكان نصر الله شارك اليوم السبت شخصيا في مسيرة عاشوراء في ضاحية بيروت الجنوبية في اول ظهور له في مناسبة علنية منذ العام 2006 بعيد انتهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان. ووصل نصر الله فجأة وسط اجراءات امنية مشددة من احدى الطرقات الفرعية وتقدم المسيرة التي تجوب شوارع الضاحية الجنوبية، معقل الحزب الشيعي، ويشارك فيها عشرات الالاف من انصاره. ولدى وصول الامين العام نشر الحراس على الفور حواجز حديدية لتأمين مروره بين المشاركين الذين اشتعلت اكفهم بالتصفيق وحناجرهم بالهتاف "بالله يالله احفظ لنا نصر الله".

وانطلقت المسيرة من مجمع سيد الشهداء تتقدمها لافتة حمراء كبيرة حملت عبارة "هيهات منا الذلة" وصور عملاقة لنصر الله ويلوح المشاركون فيها برايات الحزب الصفراء.وتقدمت المسيرة على جادة هادي نصر الله، التي تحمل اسم نجل الامين العام الحزب الشيعي الذي قتل قبل سنوات في عملية ضد الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان. وقد انضم نصر الله الى المسيرة، بدون اعلان مسبق، بعد نحو ثلاثة ارباع الساعة على انطلاقها. ومنذ الحرب التي شنتها اسرائيل على حزب الله في تموز/يوليو وآب/اغسطس عام 2006 حضر نصر الله مرة واحدة احتفالا شعبيا في الضاحية اقيم بعد اسابيع قليلة على انتهاء العمليات العسكرية. ومنذ ذلك الحين امتنع نصر الله، الذي تهدد اسرائيل باغتياله، عن المشاركة شخصيا في احياء عاشوراء او مناسبات دينية وسياسية اخرى واكتفى باطلالات على مناصريه من خلال شاشة عملاقة. 

 

الكشف عن خطط استعدادا لإعلان عصيان مدني

نهارنت/عرضت تقارير توافرت لجهات أمنية عن خطط لضرب الإستقرار وزعزعة الوضع الأمني في موازاة محاولات لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة . وأشارت مصادر وزارية إلى أن التقارير تحدثت عن استعدادات لإعلان عصيان مدني وسواه من الخطوات الميدانية بغية محاولة إسقاط الحكومة وفرض أمر واقع معين في البلاد. وقد عقد مجلس الوزراء جلستين متعاقبتين أمس الاولى عادية والثانية بصفته يتمتع بمهمات رئاسة الجمهورية واستأثر الوضع السياسي والامني في البلاد جانبا من المناقشات في الجلسة الثانية

 

 

 اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السبت 19 كانون الثاني 2008

 

ورد في الصفحات الداخلية للصحف هذه الاسرار

 

الاخبار

كشف احد اقطاب قوى 14 اذر ان اللقاء الذي عقد في قريطم عشية اللقاء الرباعي شهد رفضا من بعض المشاركين فيه لاقتراح كان يقول بمشاركة مرشحي هذه القوى الى رئاسة الجمهورية حرب ولحود الى جانب الحريري مع العماد عون ووصف احد المشاركين في اللقاء ان مثل هذا الاقتراح بالسلبي للغاية على خلفية تفسيره على انه تجاوز للاكثرية لترشيحها العماد سليمان

 

اسف احد الديبلوماسيين اللبنانيين في عاصمة دولة غربية لسؤال احد الوزراء في الحكومة الحالية اياه عن موقف السفارة في حال تاليف حكومتين او في حال حدوث انقلاب على السلطة وما سيكون عليه موقف السفارة وممن ستاخذ التعليمات مؤكدا ان السؤال تكرر على اكثر من سفير خلال هذه المرحلة

***

اللواء

أبلغ مرجع رسمي معارض الأمين العام للجامعة العربية أنه ينطلق من 5 ثوابت إحداها التمسك بترشيح العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً·

 

نقل عن مصدر رسمي على خط الاتصالات اعتقاده أن الوقت لم يحن بعد، للإفراج عن انتخابات الرئاسة اللبنانية·

 

ساهم أحد المطارنة بترطيب الأجواء بين مرجع روحي وشخصية معارضة، من دون حدوث تقدّم في معالجة أصل الأزمة!·

***

السفير

كادت جلسة مجلس الوزراء تلغى أمس بسبب عدم اكتمال النصاب، ما دفع رئيس الحكومة الى الطلب من احد الوزراء العودة من الخارج على جناح السرعة.

 

قال مسؤول غير مدني انه نقل الى عدد من ممثلي الدول، صورة صعبة عن لبنان، طالباً إليهم التدخل لأن السفراء والدبلوماسيين فشلوا في تأمين الحل.

 

وردت معلومات من واشنطن تفيد ان السفيرة الاميركية الجديدة في لبنان ستتبع خطة تحرك مغايرة للخطة التي اتبعها السفير جيفري فيلتمان.

***

المستقبل

علم أن سفراء أجانب بدأوا يستفسرون من مسؤولين في لبنان حول سبل حصول التدويل لحل الأزمة الراهنة وطريقة ذلك وظروفه.

 

تبدي أوساط ديبلوماسية عربية تخوفاً من إيجاد طرق بديلة لتعطيل الاستحقاق الرئاسي إذا ما تم التفاهم بين الأكثرية وعون والحصول على موافقته على بنود المبادرة العربية للحل.

 

لوحظ أن اللجنة الإدارية في وزارة الخارجية والمغتربين لم تجتمع منذ نحو سنة وأن مصير التشكيلات والمناقلات للديبلوماسيين في الفئتين الثانية والثالثة والمستحقة لا تزال مجمّدة.

***

النهار

يدرس نواب تكتل معارض وضعهم الانتخابي قبل ان يتخذوا قرارا بالبقاء فيه او الخروج منه

 

تردد ان اسبابا امنية دفعت بكركي الة طلب التوقف عن التظاهر الشعبي في اتجاهها للتعبير عن التاييد لها

 

يقول ديبلوماسي اوروبي ان ما يجعل سوريا تغير سلوكها حيال لبنان هو كون المجتمع العربي والمجتمع الدولي يتعاطيان مع العصا السورية وليس مع حاملها

***

البيرق

ابلغ قطب كبير دبلوماسيا عربيا ان تحالفه مع قيادي بارز لا يمكن ان تنفك عراه مهما كلف الامر

***

البلد

تاجل صدور بيان عن مرجعية روحية في انتظار ما ستقوله شخصية شمالية ليبنى على الشيء مقتضاه

 

توقعت مصادر مواكبة للاستحقاق الرئاسي ان أي تاجيل لجلسة انتخاب الاثنين يجب الا يتعدى 26 الجاري والا فلن يحصل في المدى المنظور

 

لخص ديبلوماسي عتيق الوضع اللبناني بثلاث لاءات : لا للنصف+ 1 ولا للثلث +1 ولا للدولة بلا رئيس

 

 

 

 

 

النائب زهرا:الحملة على البطريرك صفير تهدف الى اسقاط لبنان

 

واتفاق الطائف في سياق تدمير المؤسسات الضامنة لقيام الوطن

 

وطنية- 19/1/2008(سياسة) اعلن عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا "ان هناك من يعمل في هذه المرحلة على تحييد بكركي في الحد الأدنى واستبدال البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير بسواه في الحد الأقصى".

 

وقال في مداخلة على "إخبارية المستقبل" أنّه" في حال كان صحيحاً أنّ هناك من كتب في العام 2000 ليطلب تنحية البطريرك فهذا الموضوع - إذا كان صحيحاً- لم يكن موضوعاً إعلامياً أو تشهيراً شخصياً بل بسبب تقدم البطريرك في السن وهناك من ارتأى أنّ يستقيل البطريرك أسوةً بالقانون الذي يسري على المطارنة. وأنا، لا أدافع عن هذا الرأي لأنّ البطريرك صفير الذي هاجمه الوزير السابق سليمان فرنجيه وتحدّث عن تقدّمه في السن،ّ وكل من يلتقي بالبطريرك يتأكد من أنّه يتمتّع بحضور ذهني وكفاءة تفوق الأصغر منه سناً وحتى الشباب وفي عز تألّق ذاكرتهم وصحّتهم لا يجارون السيد البطريرك وبالتالي فهذا الموضوع ساقط أصلاً وليس هو موضوع الحملة على البطريرك، فالحملة تهدف الى إسقاط لبنان واتفاق الطائف ومن ضمن سياق تدمير كل المؤسسات الضامنة لقيام هذا الوطن واستمراره في الشكل الذي نحن نريده والذي يبرر وجوده واستمراره".

 

ورأى زهرا "أنّ ما شهدته بكركي أول من أمس من تقاطر شعبي كان عملية عفوية حيث تجمّع العشرات وأحياناً المئات خلال ساعتين أو ثلاث ولم تكن عملية إستغلال أو تنظيم أو إستثمار سياسي، بل هي ردة فعل طبيعية على التطاول على بكركي والإسفاف في الكلام عنها وعن سيّدها، والقوى السياسية والشعبية والنقابية وكل الهيئات المسيحية التي كانت تحضّر لمشهد شعبي كبير يسقط حجة أنّ هناك " همس" عند نصف أو ثلاثة أرباع الطائفة... وكل الكلام الذي ليس له معنى والذي تفوّه به الوزير السابق سليمان فرنجيه. وهدف المشهد كان أن يرى الجميع أين المسيحيون وما هو رأيهم، وأنّ هذا الصرح الذي عمره 1400 سنة أكبر من الجميع وفوقهم وممنوع تناوله بهذه الطريقة من أي طرف كان. وبمجرّد أن قالت بكركي لا، استجبنا كي لا يفسّر الأمر وكأننا نظهّر موقفاً سياسياً، وما كنا نسعى لتظهيره هو أننا أولاً رعية وراعينا هو البطريرك وموقع بكركي ليس للتناول بهذه الطريقة وأنّنا نرفض هذا الكلام من أي جهة أتى. وبالتالي فموقعنا السياسي لا يتعلّق بموقع بكركي التي قد نرضى عن مواقفها أو لا نرضى ولكنّ هذا لا يبرر لأحد التطاول على الصرح، والمؤمن يعرف أنّ ما يصدر عن بكركي ليس فقط عمل البطريرك بل هو "بفعل الروح" وإلاّ فما معنى كل سعيه للمحافظة على الكنيسة وعلى شعبها".

 

 

 

النائب فرنجية: الحملة على بكركي مبرمجة وسوريا أعطت الضوء الاخضر لشنها

 

إذا لم تأخذ سوريا ضمانة بان المحكمة لن تطالها فلن تقدم شيئا في لبنان

 

وطنية- 19/1/2008 (سياسة) وصف النائب سمير فرنجيه في حديث لبرنامج "صالون السبت" من إذاعة "صوت لبنان" الحملة التي تعرضت لها بكركي ب"المبرمجة من اجل تعطيل آخر مرجعية قادرة على المساهمة في حل الازمة اللبنانية بعد هجوم دموي على الجيش اللبناني من خلال إغتيال اللواء الركن فرانسوا الحاج والحملة على قائد الجيش العماد ميشال سليمان".

وإذ اشار الى "ان سوريا أعطت الضوء الاخضر لشن هذا الهجوم على بكركي"، قال النائب فرنجيه "ان الحملة بدأها النائب ميشال عون بشكل مضحك من خلال إعلانه ان رجل الدين لا يحق له ان يتعاطى بالسياسة".

وسأل "كيف يحق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وهو رجل دين ان يقود المعارضة بكاملها ولا يحق للبطريرك صفير ان يعطي رأيا".

ورأى "ان المعارضة تعمل على إفشال المبادرة العربية وذلك من خلال الكلام الواضح لنصر الله وعون حول الثلث المعطل".

وقال "ان سوريا بدأت بهجوم إستباقي على بكركي لتعطيل دورها كطرف داخلي وحيد قادر على أخذ المبادرة لفرض إنتخاب رئيس للجمهورية بعد ان تكون دمشق قد أفشلت المبادرة العربية".

وإذ نفى "ان تكون بكركي كانت تنوي القيام بخطوة ما"، اكد "انها الطرف اللبناني الوحيد القادر على إتخاذ مبادرة إنقاذية في ما يتعلق بالوضع الداخلي كون المركز الذي يجري عليه الصراع هو مركز ماروني"، لافتا الى "ان الكنيسة ليست طرفا حزبيا، وبالتالي لا ينوي البطريرك صفير السماح بإستمرار الامور على هذا الشكل".

وشدد على "ان ازمة الوزير السابق سليمان فرنجيه تكمن في قلة الوفاء السوري لفرنجيه وإستعماله كأداة وليس لديه الجرأة لمواجهة دمشق بذلك".

وأشار الى "ان الذي ورطه هو الذي عينه وزيرا للداخلية وتم يومها إغتيال الرئيس رفيق الحريري وقال كان الاجدى بسليمان فرنجيه ان يزور بشار الاسد ليسأله لماذا ورطتموني سائلا كيف يورطوه حلفاؤه باهم جريمة من دون علمه"؟

وشدد على انه لو كانت دمشق صادقة في علاقتها مع فرنجيه لما كان يجب ان تدخله في الحكومة ولا سيما كوزير للداخلية".

وإذ وصف كلام المعارضة بالنزول الى الشارع ب"الهوبرة"، رأى "ان ليس هناك إستعداد لدى المواطنين بالنزول الى الشارع ضد بطركهم".

واكد ان وظيفة ميشال عون وحزب الله من إحتلال وسط بيروت تحويل مداخيل الفورة النفطية من لبنان الى سوريا"، سائلا "ماذا يستفيد حزب الله من ذلك"؟

واكد "ان ضرب بكركي لصالح المحور السوري– الايراني".

وعن المبادرة العربية رأى النائب فرنجيه "ان الأمين العام للجامعة العربية يقوم بمهمته من خلال محاولته بكل الوسائل إيجاد مخرج للأزمة"، مشيرا الى "انه مضطر الى تقديم تقريره الى وزراء الخارجية العرب ليقول انه لم يترك وسيلة الا وإستخدمها".

وأوضح "ان المبادرة العربية لا تتضمن أي لقاء او حوار إنما تتطلب سطرا واحدا يقول: نحن المعارضة او نحن الاكثرية نوافق او نعارض هذه المبادرة".

ولفت الى "انه حتى اللقاء مع العماد عون الذي تم بمشاركة الرئيس الجميل والنائب الحريري جاء بناء على طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية والحاحه".

وأعلن "انه في الإجتماع الرباعي كان العماد عون المحاور من قبل المعارضة والرئيس أمين الجميل من قبل الأكثرية والنائب سعد الحريري حضر تلبية لرغبة عمرو موسى"، موضحا "ان الأكثرية رشحت الرئيس الجميل لتمثيلها في هذا اللقاء".

وشدد النائب فرنجية على "ان الثمن السوري لتسهيل نجاح المبادرة العربية هي المحكمة الدولية وليس اي شيء آخر"، وقال: "إذا لم تأخذ سوريا ضمانات من ان هذه المحكمة إما ستتعطل او لن تطالها فهي لن تقدم أي شيء في لبنان".

ورأى "انه إذا إجتمعت الاكثرية ورشحت بشار الاسد فلن يكون هناك إنتخابات"، معتبرا "ان هناك عملية مقايضة على حالة الفراغ الموجودة في لبنان وهي الورقة الاخيرة التي يملكونها، حسب نظرهم، للمفاوضة حول مسألة المحكمة".

وأشار الى "ان السوريين يعتبرون ان المحكمة تهدد نظامهم"، معتبرا "ان النظام السوري لا يستطيع تحمل صدور القرار الظني بجريمة إغتيال الرئيس الحريري". وقال: "نحن لا نحاور النظام السوري حول المحكمة".

وإعتبر "ان ما كشف لعبة المعارضة هو ترشيح العماد سلميان"، ووصفه ب"رئيس جمهورية لبنان مع وقف التنفيذ، وإنتخب دوليا وعربيا ومن أكثرية الشعب اللبناني مع وقف التنفيذ، وبالتالي الفراغ قد إنتهى"، مشيرا الى "ان ما يجري اليوم هو محاولة كسب الوقت الى ان تحسم الامور في المنطقة كما قال السيد نصر الله المتفائل بالنص ويريد ترك الامور معلقة".

كما إعتبر "ان المعارضة ليس لديها جماهير"، مشددا على "انه بعد إنتهاء المبادرة العربية ستقوم الاكثرية بإنتخاب رئيس وهذا الخيار التعطيلي يمثل اقلية في الشعب اللبناني"، نافيا "ان يكون خيار الطائفة الشيعية ولاية الفقيه".

ورأى "ان الامور ليست مفتوحة وفي حال فشل الوساطة العربية هناك تحرك آخر سيتم"، معتبرا "ان الوضع اليوم افضل مما كان عليه في 23 تشرين الثاني".

وقال "ان هناك إتجاها عاما بإن البلد يحتاج الى رئيس للجمهورية ونريد إنتخابه وننتظر إنتهاء هذه المبادرة لنقرر كيف وأين وبأي شكل"، موضحا "ان تفاصيل هذه الامور تعطي الإنطباع بأننا نعرقل هذه المبادرة ويجب إعطاؤها مجالا نظرا لوجود ضغط عربي كبير على سوريا وقد يكون هذا هو الرهان الفعلي لعمرو موسى".

وقال: "لقد قمنا بنصف الطريق في عملية الإنتخاب ويبقى النصف الآخر وذلك من خلال الدستور وإحترام القوانين".

 

 

 

 

بيضون: الاحتكام الى بنود اتفاق الطائف يبقى الاساس في اي حل للازمة

المطلوب اليوم الحفاظ على الدولة بوجه التيارات الطائفية والمذهبية

وطنية- 19/1/2008 (سياسة) رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون "ان طرفي الازمة الحالية في لبنان لا يملكان بديلا عن اتفاق الطائف ولم يطرح اي منهما حتى الآن اي صيغة مشروع اصلاحي متكامل يستطيع ان يحل مكان هذا الاتفاق، ولذلك فان الاحتكام الى بنود هذا الاتفاق يبقى الاساس في اي حل للازمة، ولذلك فان المطلوب عدم الانزلاق في المناقشات التي تجري برعاية الامين العام للجامعة العربية الى ما هو مخالف لاتفاق الطائف او الى ما يمثل ارتدادا الى الوراء عن البنود الاساسية فيه".

واعتبر بيضون "انه لا يجوز لاتفاقات محاصصة وتقاسم للنفوذ ان تكون على حساب الاصلاحات الاساسية والتوازنات الدقيقة التي أرساها اتفاق الوفاق الوطني في العام 1989 كما يحصل اليوم من شروط وشروط مضادة للاطراف ومن خروج على نص الاتفاق في ما يتعلق بقانون الانتخاب ومواضيع الصلاحيات المطروحة على طاولة البحث".

وأكد بيضون من ناحية ثانية "ان جوهر المبادرة العربية هو إجراء الانتخابات الرئاسية فورا كما ينص الدستور وليس رعاية حوار يكون ذريعة لنسف هذه الانتخابات او تأخيرها بانتظار تغييرات في موازين القوى الاقليمية والدولية، فالرئاسة تبقى أولا وأخيرا ضمانة للبنان ورمزا للهوية الوطنية، وبغيابها تتقدم الهويات الطائفية والمذهبية القاتلة على الهوية الوطنية الجامعة، وبذلك يبقى لبنان ساحة حروب وفقا لتبدل موازين القوى. فالحوار المطلوب اذا يجب ان يتركز على آلية الوصول لانتخاب الرئيس التوافقي العماد سلمان دون الخروج على الدستور ودون فتح باب الطلبات والاشتراطات التي لا تنتهي والتي تطال نقاط أساسية وجوهرية في اتفاق الوفاق الوطني وثوابت العيش المشترك".

ورأى بيضون "ان هنالك قوى وأطرافا تريد تقديم المحاصصة على الولاء للوطن وللمصالح الوطنية الاساسية وكأن وطنية كل مجموعة ترتبط بحصتها في الوزارة ووجود البلد نفسه مرتبط بنوعية توزيع الحصص وليس بالدستور والمؤسسات الدستورية. ان هذا المرض صار يفتك بالجسد اللبناني وبجميع فئاته وبالاخص صار واضحا من الخلافات والسجالات داخل كل مجموعة ان المصالح الخاصة والنفعية تقدمت على مصلحة الدولة والشعب وبدأت الحملة لإسقاط المرجعيات الوطنية لحساب المرجعيات التحاصصية وهذا ما يفسر الاستهتار بموضوع الفراغ الرئاسي وعدم الشعور بالمسؤولية عن هذا الفراغ".

وختم بيضون بالتأكيد على "ان المطلوب اليوم الحفاظ على الدولة بوجه التيارات الطائفية والمذهبية التي تحاول إسقاطها من خلال تعطيل المؤسسات وتعطيل الهوية الوطنية".

 

 

 

 

المكتب الاعلامي للرئيس بري نفى صدور اي بيان عنه

وطنية - 19/1/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري ما يلي:" لم يصدر اي بيان عن المكتب الاعلامي للرئيس بري كما يدعي السيد سعد الحريري. وبالتالي، فعلا، لم ننزل لمستواه".

 

 

 

الخازن دعا الى عدم استغلال المشكلة بين البطريركية وفرنجية:

إنها مشكلة بين الاب وابنه وهي تحل داخل المنزل وليس في الشارع

وطنية- 19/1/2008 (سياسة) دعا الوزير السابق فريد الخازن "الجميع الى عدم استغلال المشكلة التي كانت قائمة بين البطريركية المارونية والوزير السابق سليمان فرنجية"، معتبرا "انها مشكلة بين الاب وابنه وهي تحل داخل المنزل وليس في الشارع"، مؤكدا "ان الامور تسير في شكل ايجابي ومواقف البطريركية الاخيرة كانت حكيمة".

كلام الخازن جاء إثر لقائه رئيس "تيار المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية في دارته في بنشعي والذي حضره الوزير السابق اسطفان الدويهي، كما حضر عن "تيار المردة" المحامي شادي سعد والسيد انطوان مرعب.

وقال الخازن إثر اللقاء:

"لقد حاولنا وتوفقنا وراقت الاجواء بين البطريركية المارونية والوزير السابق فرنجية. والبيان الذي صدر عن خلوة المطارنة نؤيده جملة وتفصيلا ونحن نستنكر الذي حصل، بالنسبة لنا كما ترون انا ابن عائلة مارونية اسمها يلتصق باسم البطريركية المارونية, وكلنا اي كل اللبنانيين والمسيحيين والوزير فرنجية ايضا, تمثل بكركي بالنسبة الينا جميعا خطا احمرا, ولا نقبل ان يستمر اي خلاف داخل البيت, لذلك نحن نؤكد من هنا من منزل الوزير فرنجية ان الامور تسير في اتجاه ايجابي. ونأمل الا يستغل الخلاف من قبل احد لتأجيجه, لان المشكلة هي بين الاب وابنه. وفي هذه الحالة من العار ومن المعيب استغلال المشكلة ونشرها في الشارع, لانها مشكلة تحل داخل المنزل".

 

اضاف:" سألتقي صاحب الغبطة بعد الخلوة, وقد وصلت الاصداء الى غبطته اول من أمس من خلال الاتصالات التي قمنا بها مع اصحاب السيادة المطارنة الموارنة, ولقد كان متجاوبا والموقف الذي أعلن عن أمانة سر البطريركية كان موقفا حكيما وأثبت ان بكركي ستبقى مرجعا وطنيا كبيرا لكل اللبنانيين".

 

النائب جنبلاط عرض الاوضاع الخدماتية مع وفود شعبية زارته في المختارة

وطنية - 19/1/2008 (سياسة) عرض رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة اليوم مع الوفود الشعبية التي زارته امورا عامة واوضاعا خدماتية مختلفة, ومن ابرز الوفود التي زارته وفد شعبي كبير من المسلخ -الكرنتينا زاره في الذكرى ال 32 لشهداء المسلخ - الكرنتينا ضم وجهاء العرب والفاعليات والاهالي. وأكد الوفد للنائب جنبلاط وقوفه الى جانبه في كل المواقف الوطنية التي يتخذها، وتكلم باسمه محمد الراشد، ووضع الوفد اكليلا من الزهر على ضريح الشهيد كمال جنبلاط في المختارة. واستقبل النائب جنبلاط وفدا من "جمعية سيدات المنتدى الاجتماعي الاهلي" في بعلشميه، وآخر من بلدة جباع - الشوف، ومن الجامعة اللبنانية - الاميركية قدم اليه الانتصار الذي حققه تحالف قوى 14 آذار في الانتخابات الطالبية في الجامعة", مؤكدا "الاستمرار في المسيرة الاستقلالية الذي يجسدها هذا التحالف". وتخلل اللقاء حوار بين النائب جنبلاط والطلاب تطرق الى الاوضاع الراهنة. وزارت المختارة وفود من المتن، والبقاع والشويفات ووفود بلدية مختلفة.

 

ساركوزي: أزمة لبنان تتغذى من الخارج فهي اذا لن تنتهي

نهارنت/اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان أزمة لبنان لا تنتهي لأنها تتغذى من الخارج، وقال "يجب تسمية الأمور بمسمياتها"، في اشارة واضحة الى سوريا. وأشار في خطاب أمام السفراء الأجانب المعتمدين في باريس، إلى الخطة التي تبنتها جامعة الدول العربية، فقال: "الجامعة العربية تبنت بالإجماع خطة لحل الأزمة تقترب من الأفكار التي قدمتها فرنسا، ويجب أن يتحمل كل فريق مسؤوليته على أساس هذه الخطة في داخل لبنان وخارجه، وستحكم الأسرة الدولية على كل لاعب بناء على تصرفاته". وأكد أن "فرنسا تبقى ملتزمة إلى جانب اللبنانيين، كل اللبنانيين"، وذكر بأن لبنان مثالا للتنوع وأن "ما يتقرر في لبنان يذهب أبعد من لبنان نفسه". من جهة ثانية، نقلت احدى الصحف التابعة للمعارضة عن مصادر دبلوماسية فرنسية ان الجانب الفرنسي استأنف اتصالاته مع الجانب السوري حول لبنان في خطوة لم تعرف أبعادها، فيما رفضت مصادر رسمية سورية في دمشق التعليق على الأمر. الى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم الأليزيه ديفيد مارتينون عن دعم فرنسا المطلق للمبادرة العربية. 

 

موسى اقترح صيغة 13 + 10 + 7 لكن عون فضل العودة إلى حلفائه

نهارنت/تردد ان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى موسى طرح صيغة تقضي بتوزيع المقاعد الوزارية على أساس 13 وزيراً للأكثرية بدل 14 كما قيل في السابق و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية. إلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب أن العماد عون قال لموسى انه وحلفاءه فهموا الحل العربي على أساس المثالثة وإن عليه العودة الى هؤلاء الحلفاء قبل اتخاذ موقف من تفسير الأمين العام لتوزيع الحصص. وأوضحت مصادر لبنانية ان موسى ابلغ عون ان التفسير العربي لمبادرة القاهرة يعني عدم إعطاء المعارضة أكثر من الثلث لكنه لا يعني المساواة بين الفرقاء لأنه يعني إلغاء مبدأ الأكثرية والأقلية.

ورد رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري والرئيس الأعلى لحزب الكتائب امين الجميل على موقف عون هذا بالقول "لكن قيل إنك مفوض بالتفاوض عن المعارضة"، فأجاب عون "التفويض له حدود". وقد اقترح موسى ان يتم التفكير بإقامة "مساحة من الضمانات والتطمينات" بين الفريقين لعلها تزيل العقبات من أمام التوافق على تشكيل الحكومة وفق ما نقلت مصادرصحفية دون أن توضح ماهية هذه الضمانات، غير انها رأت ان الخروج من الاجتماع الثاني المنتظر عقده غداً الأحد بعد عودة موسى من دمشق بنص مكتوب عن الاتفاق قد يكون احدى هذه الضمانات، واقترح عون في إطار الضمانات، التوافق على ان تشكل أي حكومة مقبلة، وفي حال حصول تغيير حكومي، على الأسس نفسها لجهة توزيع الحصص.

غير ان المعارضة ابلغت مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف في اجتماع الرابية الذي ضم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والنائب علي حسن خليل ومسؤول العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إضافة إلى يوسف، لومها على الموقف الذي أعلنه عمرو موسى بعد اجتماع ساحة النجمة لأنه حوّله الى طرف "فإذا كان موقفه يعبر عن موقف الجامعة رسميا فبمقدور المعارضة الرد عليه رسميا اما اذا كان يجتهد في تفسير موقف الجامعة، فإنه قد انحاز الى فريق لبناني".

في حين جدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري جدد أمام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تمسكه بتفسيره للمبادرة، رافضا ضمنا التفسير الذي قدمه الأمين العام، ولكنه ترك ل عون أن يعلن عن موقف المعارضة خلال الإجتماع المقرر اليوم أو غداً.

وقال بري لموسى "الموضوع هو الحكومة وليس الرئيس. لقد توافقنا على العماد ميشال سليمان والمسألة التي يجب أن ننجزها هي الحكومة، والمعارضة متمسكة بتفسيرها الذي قدمه العماد عون (10+10+10) وهو الذي سيشكل الضمانة خاصة في ضوء تجربة الحلف الرباعي والضمانات التي تم التوافق عليها وكيف انتهى الموضوع الى ما نحن عليه اليوم".

ودعا بري موسى الى التركيز مجددا على موضوع العلاقات السورية السعودية، وقال له "في امكانك أن تنقل الى قيادتي البلدين موقفي الداعي الى توافقهما من أجل لبنان وإذا كان متعذرا اجتماع قيادتي البلدين في هذه اللحظة، لتجتمعا على مستوى وزيري الخارجية من أجل التوافق من أجل لبنان".

وكان موسى بعيد وصوله الى دمشق امس الجمعة تحدث عن "تقدم" في الوساطة التي يقوم بها لحلّ الأزمة السياسية في لبنان والتي سيبحثها مع المسؤولين السوريين.

وقال موسى للصحافيين في دمشق "لا نستطيع أن نقول اننا وصلنا الى حلّ للأزمة اللبنانية لكننا بدأنا نحدث تقدما ً في حلّ هذه الأزمة".

وفي دمشق سيلتقي الأمين العام اليوم السبت الرئيس السوري بشار الأسد قبل أن يعود الى بيروت الأحد.

وكان موسى توجه بعد الظهر الى دمشق مشيرا الى ان زيارته لسببين، "أولهما لاختيارها عاصمة للثقافة العربية، والثاني للبحث في الملف اللبناني مع المسؤولين السوريين الكبار" . وقبيل توجهه الى دمشق جال موسى على عدد من المسؤولينن ولفت بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، الى أن "هناك إختلافاً يمكن أن يعالج عن طريق طرف ثالث، إنما على هذا الطرف ان يسهل، خصوصا اذا كان عربيا والذي يعتبر نفسه مسؤولا عنه والمهتم بالمسألة اللبنانية"، مشيراً الى أن "المشكلة ليست في العدد والنسب، المشكلة في الارادة السياسية للحل".

وحول مجيء وزراء الخارجية العرب الخمسة الى بيروت كما طلب الرئيس بري، قال موسى: "أنا امثل الجامعة العربية، وأتحدث باسمهم ومفوض منهم بالموقف الرسمي العربي الكامل من المبادرة العربية، نحن نتكلم في حل المسألة اللبنانية وسأعود بإنطباعي وبما لدي من معلومات اليهم، الى مجموعة "القطامية" والى كل مجلس الوزراء العرب في 27 الجاري، نحن نريد ان نعمل هنا وليس للاستعراض".

وبعد لقائه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السراي الكبير، لفت موسى الى أن "هناك أجواء من الارتياح"، آملاً أن "يتم انتخاب رئيس للجمهورية يوم الاثنين المقبل". كما اجتمع موسى بالرئيس نجيب ميقاتي.

 

الأمين العام انتقل إلى سورية... وفرنجية هدد بتظاهرات إلى البطريركية المارونية عون يعلن ان تفويضه من المعارضة «له حدود» ...

ودمشق تساوي الأكثرية بالأقلية في الثلث الحكومي

دمشق , بيروت - ابراهيم حميدي - الحياة - 19/01/08//

نقل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حصيلة الجولة الثانية من جهوده في بيروت من أجل تنفيذ خطة الحل العربي بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على قانون جديد للانتخاب، الى دمشق بعد ظهر أمس، فيما ظهر تقارب بين التفسير السوري للبند المتعلق بالاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتفسير المعارضة له، إذ أن دمشق رأت عدم إعطاء الثلث المعطل للأكثرية أسوة بالمعارضة مقابل مطالبة الأخيرة بتوزيع الحصص في الحكومة في شكل متساو أي 10 للأكثرية و10 للمعارضة و10 وزراء للرئيس الجديد، بينما ابلغ موسى زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في الاجتماع الذي جمعهما أول من أمس مع الرئيس السابق أمين الجميل وزعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري في المجلس النيابي، ان تفسير الوزراء العرب الذين أقروا الخطة العربية هو ألا تحصل المعارضة على الثلث المعطل في الحكومة وألا تحصل الأكثرية على النصف +1 من الوزراء، وترك كفة الترجيح لرئيس الجمهورية.

ومع شح المعلومات عما دار في الاجتماع، أوضحت مصادر لبنانية اطلعت على نتائجه أمس ان موسى أبلغ عون ان التفسير العربي هذا يعني عدم إعطاء المعارضة أكثر من الثلث لكنه لا يعني المساواة بين الفرقاء لأنه يعني إلغاء مبدأ الأكثرية والأقلية. وتردد ان موسى طرح صيغة تقضي بتوزيع المقاعد الوزارية على أساس 13 وزيراً للأكثرية (بدل 14 كما قيل في السابق) و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية. إلا أن العماد عون قال للأمين العام للجامعة إنه وحلفاءه فهموا الحل العربي على أساس المثالثة وإن عليه العودة الى هؤلاء الحلفاء قبل اتخاذ موقف من تفسير موسى لتوزيع الحصص. ورد النائب الحريري والرئيس الجميل على موقف عون هذا بالقول: «لكن قيل إنك مفوض بالتفاوض عن المعارضة»، فأجاب عون: «التفويض له حدود».

وفيما كرّس الاجتماع بين الجميل والحريري من جهة وعون من جهة ثانية التوافق على انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية من دون الاتفاق على الصيغة الدستورية للانتخاب، توافق الفريقان على اعتماد القضاء دائرة انتخابية في قانون الانتخاب.

وفي وقت قالت مصادر الأكثرية ان لا مشكلة لديها في القضاء، أوضحت مصادر المعارضة ان الجميل والحريري مع موافقتهما عليه يفضلان عدم النص عليه في أي اتفاق الآن. لكن الاجتماع، بحسب المصادر التي اطلعت على نتائجه، كرّس أيضاً استمرار الخلاف على موضوع الحكومة. وعلمت «الحياة» ان موسى اقترح بعد أن طلب عون مراجعة حلفائه في شأن التفسير الذي قدمه موسى باسم الوزراء العرب (بمن فيهم الوزير السوري وليد المعلم)، ان يتم التفكير بإقامة «مساحة من الضمانات والتطمينات» بين الفريقين لعلها تزيل العقبات من أمام التوافق على تشكيل الحكومة. لكن المصادر لم توضح ماهية هذه الضمانات، غير انها رأت ان الخروج من الاجتماع الثاني المنتظر عقده غداً الأحد بعد عودة موسى من دمشق بنص مكتوب عن الاتفاق قد يكون احدى هذه الضمانات، واقترح عون في إطار الضمانات، التوافق على ان تشكل أي حكومة مقبلة، وفي حال حصول تغيير حكومي، على الأسس نفسها لجهة توزيع الحصص. إلا أن الحريري اعتبر ان عون يسعى الى تكريس هذه الصيغة التي يتم اعتمادها كمخرج من الأزمة «كأن البلد سيبقى متأزماً على الدوام».

ومع ان الأوساط السياسية والمراقبة (وموسى نفسه) اعتبرت ان مجرد حصول اللقاء بين عون والجميل والحريري خطوة إيجابية تكسر الجليد، فإن ساعات لم تكن مضت على اللقاء حتى حصل إشكال جديد. فقد اصدر المكتب الإعلامي للحريري مساء أمس بياناً جاء فيه ان عون أدلى بحديث الى محطة تلفزة إيرانية، وقام بتوزيع وثيقة «يزعم انها صادرة عن الأمن العام اللبناني في العام 2000، وتتهم بدورها الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأنه قال في حينه «انه لا يرى امكانية للهروب من التوطين وأن مصلحة البلاد هي في مزيد من الاستدانة لأن كل الديون ستمحى عندما يفرض واقع التوطين الفلسطيني على لبنان».

أضاف بيان الحريري: «بغض النظر عن أن ما ورد في الوثيقة عار عن الصحة جملة وتفصيلاً، فمن الواضح أن ميشال عون يريد إغلاق أبواب الحوار الذي يزعم المطالبة به بأي شكل من الأشكال، مستخدماً أي وسيلة، بما فيها استحضار وثيقة من إعداد وتركيب أجهزة المخابرات في عهد الوصاية السورية».

وفي دمشق، توقعت أوساط مطلعة لـ«الحياة» ان يحض المسؤولون السوريون موسى على التواصل مع مصر والسعودية كي تستثمرا تحالفهما لتليين مواقف قوى 14 آذار للوصول الى «التزام روح الخطة العربية، القائم على إبقاء كفة الترجيح في حكومة الوحدة في أيدي رئيس الجمهورية»، الأمر الذي يعني عدم إعطاء الثلث المعطل لأي من المعارضة أو الغالبية.

ويتوقع ان يلتقي موسى اليوم الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع. ومن المقرر ان يغادر موسى دمشق بعد المشاركة في افتتاح احتفالات «دمشق عاصمة للثقافة العربية» مساء اليوم، عائداً الى بيروت، مع تردد معلومات عن زيارة دول عربية أخرى.

وفيما قالت المصادر ان الجانب السوري سيشدد على «ترك التفاصيل للأطراف اللبنانية»، أشارت أوساط أخرى الى أن دمشق «ستحض موسى على التواصل مع الرياض كي تمارس دورها بهدف تليين مواقف قوى 14 آذار باعتبار ان سورية «تدرك وجوب ممارسة كل الأطراف العربية دورها للوصول الى حل توافقي»، مع الإشارة الى وجود اعتقاد سوري بأن المعارضة أظهرت مرونة كبيرة في التنازل عن موضوع «الثلث الضامن» في حكومة الوحدة.

لكن الأوساط السورية اشارت الى ان التفسير الموضوعي للخطة يقوم على عدم توفير الثلث المعطل لأي طرف، لا للمعارضة ولا للموالاة، بحيث تكون المقاعد المخصصة لرئيس الجمهورية هي المرجحة في حكومة الوحدة الوطنية لمنع أي طرف من التعطيل. وقال أحد الخبراء السوريين ان «توافر الثلث المعطل للغالبية يعني إمكان تعطيل أي توجه يمكن ان يقوم به الرئيس المنتخب باتجاه المقاومة».

ويتوقع ان يبحث موسى مع المسؤولين السوريين في التحضير للقمة العربية المقررة في دمشق في نهاية آذار (مارس) المقبل على أساس ضرورة «عدم ربط نجاحها بحل الازمة اللبنانية»، وتأكيد وجوب ان يكون «نجاح القمة هدف عربي عام».

وكان موسى أجرى سلسلة لقاءات في بيروت قبل مغادرته الى دمشق عصراً، فيما نشطت جهود سفير الفاتيكان في بيروت لويجي غاتي للتخفيف من حدة التوتر الذي شهدته الساحة المسيحية بفعل هجوم الوزير السابق سليمان فرنجية على البطريرك الماروني نصر الله صفير. وعقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعاً ورأس صفير صلاة «من أجل إنارة عقول الجميع». وعقد فرنجية مؤتمراً صحافياً قال فيه: «إذا صعدت بكركي (البطريركية) سنصعد بالتأكيد». وطالب البطريركية بـ «الحفاظ على هيبتها... وعليها ألا تتطاول على كرامات الناس». وهدد فرنجية بتظاهرات الى بكركي رداً على تظاهرات التضامن معها التي نظمتها «القوات اللبنانية» وزيارات بعض قيادات قوى 14 آذار لتأييد مواقف صفير. وهو ما أدى الى تحرك للسفير غاتي منعاً للصدامات.

ومساء قال رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع: «لن يستطيع أحد مهما علا أو قلّ شأنه، فكيف لو قل شأنه، أن يفرض على البطريرك أوراق اعتماد أو خضوع». وأسف «لأن من يمارس هذه الضغوط على البطريرك ليست السلطنة العثمانية بل بعض أبناء الطائفة المسيحية. ولا مجتمع إلا ويمرّ في زمن رديء وهذه بعض مؤشراته».

وعقد مجلس الوزراء اجتماعاً برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي أدلى بمداخلة أشار فيها الى خطف القوات الاسرائيلية مواطناً لبنانياً أمس. وتناول التفجير الذي وقع في منطقة الكرنتينا يوم الثلثاء الماضي، داعياً الى تضافر جهود اللبنانيين من «جيش وقوى أمنية ومواطنين من أجل ردع هذه الزمرة الإرهابية ومن يقف وراءها والتي تعبث بأمن البلاد والعباد». وتحدث السنيورة عن تداعيات استمرار الازمة السياسية والفراغ الرئاسي، وتحدث عن الحملة هلى صفير، ملاحظا انها «سابقة لم نعهدها من قبل وان كانت امتداداً لظاهرة ثقافة التخوين والاتهام والتي أصبحت لغة وطريقة وهذا لا يمكن أن يقبل به اللبنانيون». وقال ان موقع البطريركية المارونية «واحد من أهم المرتكزات الأساسية التي ساهمت في قيامة لبنان... فهذا المقام كان جبلاً وسيبقى ولن تؤثر فيه هذه التخرصات». وامتدح السنيورة نزاهة صفير ودوره في الحفاظ على سيادة لبنان وصدقيته في محيطه وفي العالم

 

موسى سجل اختراقاً وتخوف من تحوّل مهمته الى التهدئة لتعذّر الحل ...

عون طرح صيغاً لا تتفق وتفسير موسى للمبادرة والجميل والحريري تمسكابصوت الرئيس المرجح

بيروت – محمد شقير- الحياة - 19/01/08//

أبرز ما تميّز به الاجتماع الذي رعاه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بين الرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس امين الجميل ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري، من جهة ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من جهة ثانية، يكمن في ان الأول خرج عن صمته في شأن تفسير مجلس وزراء الخارجية العرب خطة العمل التي اقترحوها لحل الأزمة في لبنان، خصوصاً لجهة فهمه لتطبيق البند الثاني فيها، المتضمن الدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية على ألا يتيح التشكيل ترجيح قرار أو إسقاطه بواسطة أي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح.

فموسى أراد، بحسب مصادر سياسية مواكبة لاجتماع أقطاب الأكثرية والمعارضة في البرلمان، من خلال تفسيره المقصود في البند الثاني من المبادرة العربية، ان يضع النقاط على الحروف، ليس لوقف مسلسل الاجتهادات في تفسيرها فحسب، وإنما لدعوة الأطراف اللبنانيين الى التوافق على تفسير موحد على قاعدة ان الأكثرية لا تتمثل في الحكومة العتيدة بثلثي أعضائها لقطع الطريق على تفردها في اتخاذ القرارات في مقابل عدم تمثيل المعارضة بالثلث الضامن فيها لمنع تعطيل جلسات مجلس الوزراء وإسقاط قراراته.

وعلى رغم ان موسى نجح في جمع الأضداد في الأكثرية والمعارضة تحت قبة البرلمان ما اتاح له تفعيل تحركه لتطبيق المبادرة العربية، فإنه لا يزال يأمل بأن تقوده هذه الخطوة الى تسجيل اختراق لمصلحة إنهاء الأزمة في لبنان.

إلا ان اجتماع الجميل – الحريري – عون الذي لم ينته الى نتائج ملموسة، أتاح لهم تداول الرأي في كيفية إنجاح المبادرة العربية والتزام الأطراف بتفسير موحد للبنود الواردة فيها، اضافة الى انه شهد نقاشاً كان الأبرز بين موسى وعون على قاعدة تفسير الجامعة العربية لمضمون خطة العمل العربية، إضافة الى تبادل الأحاديث بين عون والجميل الذي سأل مراراً وتكراراً عن حماية الموقع الأول للمسيحيين في لبنان أي رئاسة الجمورية ما يترتب الإسراع في انتخاب الرئيس قبل أي بحث آخر، لأن إنجاز هذه الخطوة من شأنه ان يسرّع في بحث القضايا الأخرى والاتفاق عليها.

وبالعودة الى ما دار في لقاء الجميل – الحريري – عون برعاية موسى، كشفت مصادر سياسية بارزة لـ «الحياة» ان مستلزمات الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية كانت حاضرة بامتياز، علماً ان ذلك يتطلب التوافق على الآلية الدستورية لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان.

وفي هذا السياق، طلب الجميل والحريري من عون تحديده للآلية الدستورية التي تؤمن الإسراع في انتخاب الرئيس، ورأى الأخير ان من غير الجائز إنجاز العملية الانتخابية باعتماد المادة 74 من الدستور التي يمكن من خلالها انتخاب سليمان من دون الحاجة الى تعديل الدستور واصفاً إياها بالهرطقة الدستورية التي من غير الممكن السير فيها مخالفاً موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري في هذا الشأن.

ورد الحريري – بحسب المصادر عينها – بأن هناك مخارج دستورية أخرى لا تشكل خرقاً للدستور والالتزام بها «يرضينا ويرضيكم، لأن ما يهمنا في نهاية المطاف تأمين انتخاب سليمان لنتجاوز بانتخابه هذه الصفحة ونفتح صفحة أخرى».

وقال عون: «جئنا الى الاجتماع للتفاوض على موضوع الحكومة الجديدة والمفاوضات في شأن تعديل الدستور تجرى مع بري».

ثم انتقل المجتمعون الى البحث في موضوع توزيع الوزراء في الحكومة الجديدة وكانت لموسى مداخلة حسم فيها الجدل حول مسألة التأليف انطلاقاً من تفسيره للبند الثاني من المبادرة العربية على أساس ان الأكثرية لا تعطى النصف زائداً واحداً في مقابل تمثيل المعارضة بـ 10 وزراء. بينما اقترح عون اعتماد صيغة من اثنتين: إعطاء الثلث الضامن للمعارضة أو توزيع الوزراء مثالثة بينها والأكثرية ورئيس الجمهورية.

وعاد موسى الى الرد على ما اقترحه عون مؤكداً ان الصيغتين غير مقبولتين نظراً الى تعارضهما مع تفسير الجامعة العربية للبند الثاني من مبادرتها، معتبراً ان استمرار البحث في هذا الموضوع يعني العودة بالنقاش الى نقطة الصفر وبالتالي لا بد من التوافق على صيغة جديدة انسجاماً مع تفسير وزراء الخارجية العرب لها وأن الأمر متروك للأطراف اللبنانيين للتفاهم عليها.

ونقلت المصادر عن موسى قوله: «إذا كانت هناك ملاحظات على هذه الصيغة فلا مانع من الحديث عن الضمانات التي يجب ان تتوافر من الطرفين، خصوصاً في ضوء تأكيد الجميل والحريري ان الأكثرية في حاجة الى ضمانات بغية تبديد ما لديها من هواجس».

وأشارت الى ان حواراً طويلاً جرى حول البحث في مساحة الضمانات المطلوبة من الطرفين، ونفت ما أشيع عن ان موسى اقترح صيغة في هذا الخصوص ترمي الى عدم عقد جلسات مجلس الوزراء في حال كانت مخصصة للبحث في قضايا أساسية من دون توافق جميع الأطراف على مبدأ عقد الجلسة.

وتابعت ان البحث عن صيغة للضمانات تمحور حول ضمان عدم تناقضها مع الدستور على قاعدة ان الحل في تطبيقه وإذا كان البحث هو عن هذه الصيغة فلا يعني ان احداً مع تعطيل الدستور أو تعليقه.

لكن عون لمح الى وجود مخاوف لدى المعارضة من احتمال توافق الرئيس مع الأكثرية بما يؤدي الى إلغائها. بينما رأى الجميل والحريري ان هذا السؤال يجب ان يوجه الى مكان آخر، خصوصاً إذا كانت النية تكمن في تعطيل فكرة الصوت الوازن للرئيس.

كما اقترح عون صيغة أخرى تتعلق بتمثيل المعارضة بـ 13 وزيراً في مقابل 17 وزيراً للأكثرية وكأنه يريد الالتفاف على تفسير موسى لتشكيل الحكومة، لكن الحريري رفض مجرد البحث فيها، بحجة أنها تتعارض في الأساس مع روحية البند الثاني من المبادرة التي نصت على ان يكون الصوت الراجح في مجلس الوزراء لرئيس الجمهورية.

ونقلت عن الجميل والحريري قولهما: «اننا في قوى 14 آذار وافقنا على التخلي عن الثلثين ومن ثم عن النصف زائداً واحداً لإنجاح المبادرة العربية لأننا نريد حلاً، وبالتالي على الفريق الآخر ان يبادلنا بالمثل أي ان يتنازل عن مطلب الثلث الضامن».

وفي هذا السياق، تردد ان عون لمح الى إمكان التعاون بين الأكثرية والمعارضة سائلاً: «من أين أوتي بالصوت المرجح لرئيس الجمهورية؟» لكن الجميل والحريري رفضا مجرد البحث في اقتراحه لأنه يشكل نسفاً للمبادرة العربية وتعارضاً مع إعطاء الرئيس الصوت المرجح في مجلس الوزراء.

ورداً على سؤال أوضحت المصادر ان عون حاول، مـن حين الى آخر، الخروج عن جدول الأعمال لكن موسى كان يتدخل متمنياً على الجميع الـتقيد به باعتبار ان المبادرة وحدها تشكل خريطة الطريق لــحل الأزمة في لبنان.

وفي هذا الشأن، علمت «الحياة» ان عون تطرق الى علاقته بالولايات المتحدة الأميركية إضافة الى تناوله بكلام سريع قضية توطين الفلسطينيين في لبنان والموقف من سلاح المقاومة. ولفتت المصادر الى ان عون استحضر وهو يتحدث عن قضية تشكيل الحكومة الجديدة تجربته عندما كلفه الرئيس الجميل في نهاية ولايته عام 1988 رئاسة الحكومة العسكرية وكيف ان البلد انقسم الى حكومتين وأن تسيير الأمور كان يتم من خلال التوقيع على المراسيم الجوالة بين حكومته والحكومة التي كان يرأسها آنذاك الرئيس سليم الحص.

وقالت ان الرئيس الجميل اضطر الى التدخل قائلاً: «لا نريد العودة الى جهنم».

واعتبرت مصادر مواكبة للاجتماع في البرلمان ان الأخير أنجز خطوة مهمة يجب المراهنة عليها، لكن يبقى السؤال هل تستمر مثل هذه الاجتماعات وإلى متى؟ ام ان مهمة موسى الذي انتقل أمس الى دمشق ليعود مساء اليوم الى بيروت ستواجه اهتماماً من نوع آخر يتمثل في تكريس التهدئة لضمان استمرار الحد الأدنى من الاستقرار طالما ان لا أمل عنده بالحل؟ وهل المطلوب تطويق أية محاولة للجوء المعارضة الى البدائل التي كانت تحدثت عنها وقررت التريث في الإعلان عن الخطوات التي ستقوم بها بفسح المجال أمام تطبيق المبادرة العربية لإنهاء الأزمة، لا سيما ان تفسير موسى لها يتعارض كلياً مع ما ذهبت إليه قيادات في المعارضة بتقديمها على أنها تعني تطبيق المثالثة في توزيع عدد الوزراء

 

فرنسا: اللقاء الرباعي خطوة مهمة جدا

نهارنت/نفت فرنسا انحسار الدور الفرنسي في لبنان، مؤكدا ان لبنان كان في صلب محادثات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاخيرة في المنطقة وكان حاضرا في كل تحركاته ولقاءاته. وجدد الناطق باسم قصر الاليزيه دافيد مارتينون التأكيد ان باريس متمسكة بقوة بلبنان واستقلاله وسيادته وهي تدعم بقوة المبادرة العربية التي يحملها الامين العام للجامعة، وتؤيد انطلاقا من ذلك الاسراع في انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية. ووصف مارتينون الاجتماع الذي ضم أقطاب من الموالاة والمعارضة بـ"الخطوة المهمة جدا" في سبيل حل الأزمة السياسية. وأكد مارتينون أن بلاده تبقى "متمسكة أكثر من أي وقت آخر بانتخاب رئيس لبناني"، مشددا على أن فرنسا تقدم كل دعمها لعمرو موسى في جهوده لإعادة إطلاق الحوار بين الأطراف اللبنانية، وقال: "إننا ندعو كافة الأطراف إلى تحمل مسؤولياتهم".

 

إلى الدكتور إيلي الزايك لن أنسى أبداً !

النهار/لن أنسى أبداً بداياتنا كمقاتلين ضمن فرقة "ب.ج." حيث كنا نحاول دفع معارفنا وقدراتنا الى اقصى الحدود لنلحق بكبارنا. وكي نصل الى تلك المرحلة المتقدمة، كان علينا ان نشارك في التدريبات الليلية في غوسطا بالاضافة الى نهايات الاسبوع، وخصوصا مساعدة القدامى في تدريبات المنتسبين الجدد في المناطق المختلفة. لذلك كنا مجبرين على التغيب ليلا واحيانا على التغيب عن المدرسة.

وكم مرة، بغية تبرير هذا الغياب الدوري المتكرر، اضطررنا الى القول لاهلنا انك كنت قادما للدرس في بيتي وانني ذاهب للدرس في بيتك؛ لحسن الحظ، لم يفكّروا قط في الاتصال ببعضهم هاتفيا والا كنا سنعتبر من اكبر الكاذبين!

لن انسى ابدا معمودية النار التي خضناها في الدكوانة عام 1974 والليلة الشهيرة في شباط 1975 عندما حظينا بشرف التعرف الى ياسر عرفات بعد توقيفنا على يد رجال الميليشيا التابعين له في البربير؛ واجبرنا في ذلك المساء على مشاهدة تدمير سيارتك امام عينينا. ومن ثم تلت ذلك سنتا 1975 – 1976 المظلمتان اللتان شهدتا رحيل عدد كبير من رفاقنا. ولن انسى بالتأكيد تلك الليلة الجليدية في كانون الثاني 1976 في اثناء عودتي من مهمة في اسواق بيروت القديمة، عندما أُصبتُ للمرة الاولى فيما كنت انتَ على بعد بضعة امتار مني. كنت انتَ من وضع لي الضمادات لوقف النزف وخاطرتَ لنقلي الى المستشفى فيما كان العدو يحاول محاصرتنا. كانت تلك هي المرة الاولى التي اراك فيها تفقد برودة اعصابك وتبلّد حسك اللذين اصبحا اسطورة بعد ذلك. كنت تخاف الى درجة الوسواس الا اصل الى المستشفى في الوقت المناسب.

لن انسى ابدا تلك الليلة في الاول من ايار 1976 عندما كان علينا القيام بهجوم مرتد بأي ثمن في منطقة المرفأ، لوقف تقدم العدو. ناداك بشير انت آخر "ب.ج." بقي واقفا (حيث كان بقية عناصر الفرقة اما جريحا او قتيلا)، وذلك لتقود ذلك الهجوم. كان في حاجة الى قائد مؤثر ليرفع معنويات الفرقة التي كانت قد وصلت الى الحضيض. فقد كان الجميع يحترمونك وكنت قادرا على جر المنتسبين الجدد وراءك. هم كانوا يثقون بك. وفي ذلك المساء، نجحتَ انت متخطيا اقصى آمالنا. فقد سددت الخرق الذي احدثه العدو وثبتّ الجبهة بشكل حاسم ونهائي! ومرة اخرى، كان الثمن الذي دُفع باهظا ثقيلا. فقد سقط عدد كبير من رفاقنا من امثال ميشال يارد، اما انت فأُصبتَ بجرح في ساقك ولكنك رفضتَ ان يتم اجلاؤك فورا قبل ان تطمئن الى وصول من يتسلم موقعك للمحافظة على المكتسبات الميدانية ولتفادي اي ذعر قد ينتشر في صفوف الشبان. وجاء دوري انا في ذلك الصباح كي اقودك الى المستشفى واقوم بالمهمة الصعبة والكريهة هي الذهاب لاعلام نينا باصابتك وباحضارها لرؤيتك. نسيتُ ان اقول لك انه في فجر ذلك الصباح، كانت نينا منتظرة على النافدة طوال الليل، كانت تنتظر الذي سينقل اليها الخبر السيئ المتعلق بك؛ وكانت قد استيقظت من نومها بفعل حس منذر بالشؤم تتمتع به "الامهات"، وقد تحقق ويا للاسف هذا الاحساس لاحقا. فقد شاء القدر ان اكون انا من ينقل اليها هذا الخبر السيئ ويتحمل بداية برودة نينا الجليدية! ولكنك كنت حيا، وبالنسبة الينا، كان هذا هو المهم!

لن انسى ابدا يوم 6 ايلول 1983، خلال معركة الجبل، عندما علمتَ انني أُصبتُ في الجبهة، فقررت الخروج من المستشفى حيث كنت تقضي فترة نقاهة بعد خضوعك للعملية الجراحية الثانية في ساقك. كنتَ قد فهمتَ كل شيء بمفردك. يجب الا تتزعزع معنويات الجنود، كما يجب المحافظة، باي ثمن، على زخم المعركة لانشاء الرابط الجغرافي سريعا مع فرقتنا التي كانت تقاتل في منطقة بحمدون. لقد تم انجاز هذه الوصلة بفضلك انت وبفضل حضورك الشخصي في الميدان. لم ننفك نروي كيف كنتَ تنتقل على الجبهة مع "حمّاليك" اللذين كانا ينقلانك على كرسي لانك لم تكن قادرا الى السير الذي لم يكن مسموحا لك اصلا! وعلى الرغم من آلامك الجسدية، عرفت كيف تحافظ على حس الدعابة لديك حتى في اكثر اللحظات دقة وصعوبة. كانت هذه القوة الهادئة المنبعثة منك تمنح الشباب السكون والصفاء والشجاعة والقدرة على تجاوز المحن.

لن انسى ابدا حس الواجب لديك، وتفانيك، ووفاءك لرفاقك، واستقامتك، وريشتك، وطريقتك في العطاء بلا حساب، طريقتك في قبول الادوار الاكثر جحودا بابتسامة، وتواضع، وشجاعة، وخصوصا بايمانك بقضيتنا الذي لا يتزعزع. لا أنفك اكرر الكلمات التي كتبها لك بشير في رسالته اليك في زحلة خلال معركة 1981 الشهيرة.

ولكن ما لن انساه ابدا، عزيزي ايلي، هو يوم رحيلك! كيف لي ان اتصور انك ستسقط في الاشرفية، بفعل اغتيال جبان! كيف كنتُ سأشرح لنينا ومايا وميراي وجورج وجوزف ولاصدقائك، سبب موتك الشديد الغموض والظلم؟

في بلدنا، يغتالون الابطال بدلا من تمجيدهم، ويتلقى القتلة المكافأة!

بعد اغتيالك بثماني عشرة سنة، ما زلت حاضرا بيننا.

لن انسى ابدا!

(•) قائد سابق لـ"القوات اللبنانية" واحد مؤسسي "جبهة الحرية".

بقلم الدكتور فؤاد أبو ناضر(•)     

 

عن هجاء بطريرك الموارنة

حازم صاغيّة- الحياة - 19/01/08//

لوهلة، يوشك الوزير اللبنانيّ السابق سليمان فرنجيّة أن يدغدغ مشاعر البَرِمين بالتركيب التقليديّ وبتلك اللغة الميّتة في توقير المراجع الدينيّة والمراتب على أنواعها. فهو من يصدر عنه، مرّة بعد مرّة، الكلام غير المتوقّع ولا المألوف الذي يكاد مواطنون كثيرون أن يتفوّهوا به قبل أن يقمعهم نظام روادع داخليّ بالغ الرسوخ ومن طبيعة الأشياء في لبنان.

لكن هذا التقدير لا يصمد أمام التدقيق إذ تُضعفه طعون كثيرة. ففرنجيّة، حين يتجرّأ على بطريرك الموارنة، لا يفعل انطلاقاً من تصوّر أكثر زمنيّة وحيويّة للسياسة، بدليل أنه، هو نفسه، نتاج إحدى أكثر التراتبيّات جموداً وتقليديّة وبُعداً عن الحداثة في لبنان. وأغلب الظنّ أن شيئاً من الرثاثة العاميّة يملي عليه نقده ويحرّكه، بحيث يطغى عنده العداء للمؤسّسة، حتى لو كانت دينيّة، على العداء لدينيّة المؤسّسة أو لتخشّب الهرميّة التي تنهض عليها. فكأن في النقد المذكور، أو بالأحرى الهجاء المذكور، ما يذكّر بالتهجّم على الدين من موقع الوثنيّة أكثر مما من موقع العلمنة أو الإلحاد.

وتتمّة هذا الموقف نجدها عند حليفه ميشال عون الذي يكيل، بدوره، الضربة تلو الضربة، للبطريرك صفير وما يسمّيه بعض اللبنانيّين «مرجعيّة بكركي». وخلف التوجّه العونيّ ذاك ميل يصعب كتمانه الى إلغاء التعدّديّة في الرأي والقرار المسيحيّين. ذاك أن الجنرال الذي لا يموّه رغبته في قضم رئاسة الجمهوريّة، وهي تعريفاً تعني طوائف عدّة، لن يموّه رغبته في قضم زعامة الطائفة التي يصرّ على كونه ممثّلها السياسيّ الأوحد.

والمنحى هذا إنما ينطوي على رجوع الى الوراء، لا على تقدّم الى أمام، خصوصاً أن الزعامات الشعبويّة المارونيّة التي سعت الى توحيد طائفتها وراءها، من يوسف كرم الى ميشال عون، مروراً بكميل شمعون وبشير الجميّل، كانت دائماً أشدّ تطرّفاً من رؤساء الكنيسة وأقلّ استعداداً منهم للتعايش مع جماعات الوطن وأطرافه الأخرى.

وحين نستعيد تركيب لبنان الطائفيّ، ونقيس به هجمات فرنجيّة وعون على صفير، لا يفوتنا إلاّ المقارنة بالغضب الذي اكتسح بعض الشوارع البيروتيّة بعد بثّ حلقة تلفزيونيّة اعتُبرت مسيئة للسيد حسن نصرالله، وهو، كما نعلم جميعاً، أمين عام لحزب سياسيّ وليس المرجع الدينيّ الأوّل في طائفته، الطائفة الشيعيّة. وهذا ليس للمطالبة باستبعاد النقد ما دامت القدرة على ممارسته محصورة بجماعة واحدة، مهيضة الجناح الى هذا الحدّ أو ذاك، بل للتنبيه الى دلالات النقد المذكور في ظرف سياسيّ بعينه. ذاك أن الشروط التاريخيّة التي جعلت الموارنة «طائفة الكيان»، يبادرون الى تصليبه وإكسابه المناعة الاستقلاليّة في مواجهة الإلحاق والاستتباع الخارجيّين، آن زمن إنهائها. وفي مهمّة الإنهاء ينشط عون وفرنجيّة، كلّ بطريقته، حين يهاجمان من قيل، بلغة عتيقة ومبالغة، إن «مجد لبنان أعطي له».

ومن ضمن العمليّة ذاتها، عمليّة اجتثاث ديناميّات الاعتدال والتسويات، يُضرب «الحلّ العربيّ»، ويُطعن دور لبنان الوسيط مع الغرب في تقسيم عمل باهر بين الممانعين في بيروت ودمشق وطهران وحليفيهم عون وفرنجيّة

 

أوهام لبنانية

مصطفى زين - الحياة- 19/01/08//

«لا غالب ولا مغلوب»، شعار يرفعه اللبنانيون كلما بحثوا عن حل لأزماتهم المتعاقبة. تحت هذا الشعار أيضاً أطلقت المبادرة العربية لتسوية الأزمة الجديدة. لكن أي تحليل سياسي أو تاريخي لصيرورة الواقع اللبناني يتبين أن هذا الشعار وهم، كي لا نقول إنه كاذب يستخدم لتغطية غلبة هذا الفريق على الفريق الآخر. وبتعبير أدق لغلبة هذه الطائفة على تلك.

وباستطاعتنا الذهاب بعيداً في التاريخ. الى الحرب الأهلية عام 1860 التي تؤكد أن الطائفة المارونية استطاعت لأسباب كثيرة، ليس هنا المجال لتعدادها، الانتصار على الاقطاع الدرزي، وتشكيل نواة لبنان الحديث، بالتعاون مع فرنسا.

بعد الاستقلال أقيمت السلطة اللبنانية على أساس غلبة طائفة على أخرى. أنيطت رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والأمن العام والسياسة الخارجية بالمسيحيين، خصوصاً الموارنة، لطمأنتهم الى أن المسلمين لن يعودوا الى المطالبة بالانضمام الى سورية، أو بالانقلاب على السلطة الجديدة.

منذ ذلك التاريخ رفع المسلمون شعار الشراكة في الحكم، وخاضوا، تحت هذا الشعار، «ثورات» وحروباً كثيرة:

* عام 1958، أي في أوج المد القومي العروبي القادم من مصر عبر سورية، كان هذا الشعار يتقدم أي مبادرة أو محاولة للتسوية بين الطوائف المتخاصمة، الى أن انتهى الأمر بتسوية تحت شعار «لا غالب ولا مغلوب» المرفوع منذ ذلك الوقت. لكن في واقع الأمر كانت الغلبة، بالمفهوم اللبناني الطوائفي، للتيار العروبي الناصري الذي عزز مواقعه في السلطة. وحصل على تعهد من قائد الجيش فؤاد شهاب الذي أصبح رئيساً للجمهورية بعدم الوقوف ضد الوحدة، السورية - المصرية.

* بعد عشر سنوات (عام 1968) وبعد فشل الوحدة العربية وحرب 1967 رفع المسلمون واليسار شعار المشاركة، مستندين الى القوة العسكرية الفلسطينية للحصول على ما يعتبرونه حقهم. وانتهت الاشتباكات بين الجيش والمسلحين الفلسطينيين باتفاق القاهرة الذي ينص على حق الفلسطينيين بالمقاومة انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، وإقامة قواعد ثابتة في الجنوب، في ما عرف بـ «فتح لاند». أي أن هذه الأحداث انتهت أيضاً بغالب ومغلوب.

* طوال الفترة الممتدة من 1968 الى 1975، أي تاريخ اندلاع الحرب الأهلية (فعلياً) كان الصراع تحت شعار «المشاركة وعدم استئثار فريق بالحكم» واستطاع الفريق «المستأثر» الانتصار في الحرب وتشكيل سلطة بالتعاون مع اسرائيل، وايصال رئيسين الى سُدّة الحكم، اغتيل أحدهما (بشير الجميل) عشية تسلمه الحكم، فانتخب اخوه أمين بعد أيام، وارتكبت في هذه الأثناء مجازر صبرا وشاتيلا. وعلى رغم ذلك رفع شعار «لا غالب ولا مغلوب»، بينما كانت الغلبة واضحة.

* استمرت الحرب الأهلية واستولدت حروباً الى أن استطاع السوريون السيطرة على الوضع وإعادة تأسيس السلطة حسب توجهاتهم. أبعدوا عنها من أبعدوا وولّوا من ولّوا. وتوج ذلك باتفاق الطائف المعروف الذي أنهى حقبة «الاستئثار» فانتزع صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني لمصلحة مجلس الوزراء. وكان ذلك تحت شعار «لا غالب ولا مغلوب».

الآن، وبعد الخروج السوري من لبنان، تعيد المبادرة العربية رفع هذا الشعار. وفي واقع الأمر ان الصراع الداخلي، وهو امتداد للصراع الخارجي، خصوصاً بين اسرائيل وأميركا من جهة، وسورية وايران من جهة أخرى، سيفرز، من جديد، غالباً ومغلوباً. وما زيارة الرئيس جورج بوش الأخيرة للشرق الأوسط ودعمه المتواصل للحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة سوى مؤشر جديد الى أن غالباً ومغلوباً سيولدان في لبنان، وإلى أن التاريخ يبنى على الواقع وليس على الوهم. والواقع يؤكد ان البيت الأبيض غير مستعد للسماح لحلفاء سورية، خصوصاً «حزب الله»، بأي نوع من المشاركة الفاعلة في الحكم، حتى لو اضطر للجوء الى مجلس الأمن.

 

المكتب الاعلامي للنائب الحريري رحب بنفي الرئيس بري: حبذا لو صدر قبل تعميم البيان في وكالة "أخبار لبنان"

صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس "كتلة المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، ما يأتي: "حسنا فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري في نفي صدور اي بيان عن مكتبه الاعلامي، وحبذا لو صدر هذا النفي قبل تعميم البيان في وكالة "اخبار لبنان" التي قدمته في نشرتها بتاريخ 18/1/2008 في الصفحة الثالثة تحت عنوان صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس بري من عين التينة، ولا ينحدر بالتالي الى مستوى التخاطب الذي ورد في البيان إياه".

 

الحوري: "عيب يا جنرال تلقي التعليمات وتنفيذها بأسلوب سخيف فاشل"

وكالات/سأل عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار الحوري عن الإصرار "دائما على تسويد وجه العماد (ميشال) عون، تارة باعطائه صورة مزورة عبر الفوتو شوب ليعرضها ثم يعتذر، وتارة اخرى بالزامه بعرض ورقة مدعيا انه استلمها بالبريد ثم مغيرا أقواله ليدعي غير ذلك"، معتبرا، في تصريح، أنه "في الحالتين يصر على التطاول على الرئيس الشهيد رفيق الحريري. عيب ان يوصل العماد عون نفسه الى هذا الدرك، وهو صاحب البيت الزجاجي الهش. عيب ان يقبل لعب هذا الدور ليكون أداة بيدهم. عيب ان يحاور في النهار وفي الليل يعود لتلقي التعليمات وتنفيذها بأسلوب سخيف فاشل، عيب يا جنرال".

 

 

 المكتب الإعلامي للنائب الحريري: ما وزعه العماد عون من وثيقة عن التوطين عار من الصحة

أصدر المكتب الاعلامي للنائب سعد الحريري بيانا جاء فيه: "قام العماد ميشال عون اليوم خلال حديث أدلى به إلى قناة تلفزة إيرانية، بتوزيع وثيقة على الإعلام يزعم أنها صادرة عن الأمن العام اللبناني في العام 2000، وتزعم بدورها اتهام الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأنه قال في حينه "أنه لا يرى امكانية للهروب من التوطين، وأن مصلحة البلاد هي في مزيد من الاستدانة، لأن كافة الديون ستمحى عندما يفرض واقع التوطين الفلسطيني على لبنان".

بغض النظر عن أن ما ورد في الوثيقة عار من الصحة جملة وتفصيلا، فمن الواضح أن ميشال عون يريد اغلاق أبواب الحوار الذي يزعم المطالبة به بأي شكل من الأشكال، مستخدما أي وسيلة، بما فيها استحضار وثيقة من إعداد وتركيب أجهزة المخابرات في عهد الوصاية السورية.

إن الوثيقة التي يوزعها عون، مزورة جملة وتفصيلا، ونحن نكتفي بتهنئة العماد ميشال عون على هذا الاعتراف المتأخر من قبله بنظام المخابرات اللبناني - السوري المشترك الذي جهد خصوصا في العام 2000 على تنظيم أوسع الحملات المغرضة والكاذبة ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ونحيل ما أعلنه العماد ميشال عون إلى الرأي العام اللبناني، واثقين بأن اللبنانيين سيجدون في دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اغتاله هذا النظام نفسه، الجواب الكافي على أقوال ميشال عون".

 

 فتفت اعتبر ورقة عون عن التوطين واحدة من الاساليب المبتذلة لنسف الحوار

وكالات/إعتبر وزير الشباب والرياضة أن فريق المعارضة كسر الهدنة الاعلامية بصعود رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون "بشكل إستفزازي وأظهر ورقة من الامن العام سنة 2000 حين كان جميل السيد مدير عام الامن العام، وكلنا نعلم السيناريوهات التي كان يبتكرها السيد حينها".

وتابع فتفت في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" قائلاً: "من الواضح أن هناك طرفاً لا يريد التفاوض وإيجاد حل للأزمة، وورقة عون عن التوطين أسلوب من الاساليب المبتذلة لنسف الحوار". وجدد فتفت تحذيره من صيغة المثالثة وقال: "نبهنا الى خطورة فلسفة سياسية جديدة قادمة علينا هي المثالثة، هذه الصيغة نسف للمعارضة ونسف للطائف"، معتبراً أنه بعد "الكلام السوري وصيغة المثالثة، تبدو الآفاق مسدودة وقد لا ينجح أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في مهمته".

 

الجنرال يمد قدمه"

وكالات/تحت عنوان "الجنرال يمد قدمه" هاجم الكاتب سعيد السريحي في صحيفة "عكاظ" السعودية الصادرة صباح اليوم، رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون من دون تسميته واتّهمه بتهيئة لبنان للحرب والحداد بعد أن أفشل المساعي الوفاقيّة في لبنان حسب تعبير الكاتب الّذي قال:

"حين قفز من وراء مدرعة ليحتل كرسي الرئاسة قبل عقدين من الزمن اشتعلت الارزة وغادرت طيور الاور جبل صنين واعلنت بيروت الحداد على القتلى اقتلعوه من على كرسي الرئاسة اقتلاعا لتخرج لبنان من مقبرة الحرب اللبنانية الاهلية وتدخل في النظام وهاهو يعود اليوم يسند ظهره الى الخلافات ويمد قدمه فتتعثر محاولات التوفيق بين المختلفين وتهيئ بيروت ثياب الحداد وتضع يدها على الزناد".

 

"البطريركية هي المرجعية الوطنية والروحية في اوقات الازمات الحادة"

الخازن: التاريخ سيذكر بعض الموارنة الذيــــن اضاعوا البوصلة

المركزية - اسف النائب الدكتور فريد الخازن لانحدار السجال السياسي في لبنان الى هذا المستوى، معتبرا ان التاريخ سيذكر ان بعض موارنة هذا الزمن اضاعوا البوصلة في معمعة مشكلاتهم الضيقة وتناحرهم المدمر. وأكد ان بكركي وعلى رأسها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير هي المرجعية الروحية والوطنية في اوقات الازمات الحادة. صدر عن النائب الخازن البيان الآتي: من المؤسف والمحزن ان ينحدر السجال السياسي في لبنان الى هذا المستوى من الاسفاف. فالضغائن لا تبني اوطانا ولا تصنع امجادا، بل تزيد الناس ضياعا وتخدرهم موقتا فيستفيقون متأخرين لمواجهة حالهم السيئة.

المؤسسة التاريخية الوحيدة عند الموارنة هي الكنيسة، وعلى رأسها راعيها، غبطة البطريرك، وهي المرجعية الروحية والوطنية خصوصا في اوقات الازمات الحادة، كما هي الحال اليوم، ولبنان لم يتعافَ من جراح الماضي ومآسي حروب الداخل والخارج ومن السيطرة والوصاية على انواعها. وفي ما عدا ذلك فجميعنا الى زوال. فبدل من ان نتلهى برمي الاتهامات وتسجيل النقاط للاستهلاك الاعلامي، وبدل من ان يتحول كل حدث او سجال مادة للاستغلال السياسي الرخيص، فلمَ لا نوحد صفوفنا على اساس ثوابت تجمعنا، ثوابت بكركي التاريخية وهي التي كانت في اصل نشوء لبنان. اضاف: سيذكر التاريخ ان بعض موارنة هذا الزمن اضاعوا البوصلة في معمعة مشكلاتهم الضيقة وتناحرهم المدمر للذات في وطن منكوب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفي دولة معلقة ومجتمع منقسم. عندئذٍ، ويا للاسف، لن يبقى حجر على حجر لكي تبنى كل الامجاد.

 

تمرين مشترك للبحرية اللبنانية والفرنسية والايطالية من صور الى الناقورة

وطنية - 19/1/2008 (أمن) نفذت وحدات من البحرية اللبنانية والفرنسية والايطالية تمرينا مشتركا قبالة الشاطىء الممتد من صور حتى الناقورة, في مجال ابرار العسكريين وانزال العتاد, بواسطة كل من السفينة الفرنسية سيروكو والسفينة الايطالية سان جورجيو, في حضور قائد قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان اللواء كلاوديو غرازيانو وقائد قطاع جنوبي الليطاني العميد الركن بولس مطر وقائد القوات البحرية اللبنانية العميد الركن البحري بطرس ابي نصر وعدد من ضباط الجيش واليونيفيل, اضافة الى التحقق من جهوزية الوحدات المشاركة وحسن التنسيق في ما بينها.

 

قائد الجيش التقى السفير فيلتمان في زيارة وداعية

وطنية - 19/1/2008 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة, السفير الاميركي في لبنان السيد جيفري فيلتمان، في زيارة وداعية.

 

السيد نصر الله شارك شخصيا في إحياء العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية: أحذر الاسرائيليين وأنا جاد من أننا لن نسكت طويلا على الاعتداء على مواطنينا/ العدو لا يملك قيادة سياسة ولا عسكرية ولا جيشا مؤهلا لشن حرب جديدة على لبنان ولو فعل فإننا نعده مجددا بحرب ستغير مسار المعركة ومصير المنطقة بأكملها/ أقول للصهاينة: لدينا رؤوس جنود اسرائيليين وأيد وأرجل وجثة شبه مكتملة/على الوساطة العربية العمل ليلا نهارا لانجاز تسوية حقيقية تقوم على الشراكة وليس على أساس الضغط على فريق ليستسلم ويعترف باستئثار الفريق الآخر/إذا فشلت الوساطات لن نقف عند الحائط المسدود وواهم من يراهن على تراجعنا/المعارضة ستتحمل مسؤوليتها وتملك شجاعة التحرك تحت العنوان السياسي لا المطلبي/استغرب كيف يحدثنا بعض المسؤولين العرب عن الأكثرية والأقلية والديموقراطية خصوصية بلدنا انه لا يقوم إلا بالتعاون والتكامل والتكاتف لا الاستئثار والالغاء/نؤكد التزامنا بالمقاومة في لبنان ودعمها في فلسطين وتأييدها في العراق

وطنية - 19/1/2008 (سياسة) شارك الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، شخصيا، في الاحتفال المركزي الذي أقامه الحزب في الضاحية الجنوبية لمناسبة اليوم العاشر من محرم، وذلك في ظهور نوعي نادر منذ إطلالته في "مهرجان الانتصار" بعد عدوان تموز 2006.

وألقى السيد نصر الله، كلمة استهلها بالحديث عن المناسبة، معتبرا أن "واقعة كربلاء كانت درسا وموقفا خالدا في التاريخ وللتاريخ عندما وقف ابن رسول الله "ص" ليواجه الطاغوت ويعمل لإحقاق الحق وإزهاق الباطل وإصلاح الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووضع بين خيارين. في كل يوم من عاشوراء من كل عام نستذكر هذا الموقف الخالد عندما وضعنا بين خيارين بين الذلة، بين الاستسلام المهين والخضوع لإرادة الطاغوت والمتجبرين والقبول بفسادهم وظلمهم ومنكرهم وانحرافهم، وبين المواجهة والقتال التي كان مآلها بشكل طبيعي في ذلك الزمان الى الشهادة والى القتل، اختار الحسين "ع" المواجهة بملء ارادته ووعيه ومعرفته، اختارها من موقع العارفين ومن موقع العاشقين والمشتاقين الى لقاء الله عز جلاله، اختارها من موقع المعرفة بأن احقاق الحق بات في حاجة الى هذا الدم الزكي على الاستسلام".

أضاف: "الا ترون، قال الحسين "ع"، الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فاني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما. عندما وضعوه بين الخيارين كان عليه ان يختار اختار لنفسه واختار لدينه ولامته ولكل الأجيال آلاتية في المستقبل رسم لها طريق الخيار الصحيح. عندما قال الامام الحسين "ع" يوم العاشر "ألا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة (يعني القتال والحرب) والذلة وهيهات منا الذلة. يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت ونفوس ابية وانوف حمية من ان نؤثر ر طاعة اللئام على مصارع الكرام" وكان الخيار هو الشهادة التي كانت نتيجة الصمود ونتيجة المقاومة ونتيجة الوقوف".

 

وقال: "اليوم، ايها الإخوة والأخوات، أمتنا تواجه هذا العدو المتجذر المتغطرس الذي يضعها بين خيارين بين السلة والذلة. وفي زيارة (الرئيس الأميركي) جورج بوش الاخيرة، رأس هذا النظام الطاغي والمستبد والمتجبر وضع الأمة امام خيارين اما ان تتخلى عن ارضها ومقدساتها وتعترف بقيام دولة يهودية عنصرية في ارض فلسطين المحتلة وتتخلى عن مقدساتها وتقبل بالتهجير النهائي لنصف شعب فلسطين خارج أرضه وحقه ودياره, وان نقبل بهيمنته على بلادنا وثرواتنا وخيراتنا وان نقبل باحتلاله للعراق ارض المقدسات بعشرات السنين وان نقبل بتمزيقه لبلادنا وشعوبنا وافتتان هذا الشعوب لتتقاتل في ما بينها تحت عناوين وهمية وعداوات مصطنعة يريد بوش ان يقنع بها حكامنا وحكوماتنا وشعوبنا ليحمي هيمنته ومصالحه وكيانه السرطاني المزروع في قلب الامة في فلسطين.

إما ان نقبل بهذا الاستسلام المذل، وإما ان نرفض ونواجه ونقاوم ونتهم بالإرهاب ونلاحق في كل مكان في لبنان، في قطاع غزة، في الضفة الغربية، في العراق، ويهدد كل موقع للممانعة في ايران، في سوريا، في أي مكان فيه مقاوم ممانع لنقتل ونشرد ونهجر وتهدم بيوتنا وتمارس على كل حركات المقاومة وشعوب المقاومة ابشع صور الحرب النفسية والإعلامية والأمنية والعسكرية".

 

وأضاف: "وضعنا بين خيارين، وهذا ليس امرا جديدا ومنذ عقود من الزمن والأمة بين خيارين وكان عليها ان تختار، نحن في لبنان منذ عام 1982، عندما كان الاجتياح الإسرائيلي لبلادنا اخترنا بملء وعينا وإرادتنا ومعرفتنا طريق ابي عبد الله الحسين "ع" فقلنا للجيوش الغزاة الصهاينة المحتلين الذين دخلوا العاصمة بيروت وتمددوا الى الجبل والبقاع بعد الجنوب: لقد دخلتم الى الأرض الخطأ، في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ لأننا امامكم سنواجه بشعار واحد هيهات منا الذلة، وقامت المقاومة في لبنان تحمل فكر كربلاء وروح كربلاء ووعي كربلاء وعزم كربلاء وارادة الاستشهاد في كربلاء ورفض الذل ونفسية اباء الضيم، فكانت المقاومة في كل عملياتها الاستشهادية والجهادية واقتحامها للمواقع، في كل كمائنها في كل واد وفي كل جبل، تستلهم الحسين وتستحضر الحسين وبكل كيانها ولسانها ورصاصها وقبضاتها كانت تجدد نداء النصرة للحسين: لبيك يا حسين".

 

وتابع: "باسمه اقتحمنا المواقع وبروحه فجر استشهاديون اجسادهم لترتفع الى الله، بدمه انتصرنا على السيف، أي سيف؟ اعتى سيف في هذه المنطقة وأقوى قوة في هذه المنطقة. وعلى مدى 18 عاما استمرت المقاومة صنع الله لها انتصارها بعدما أثبتت إخلاصها ووفاءها وثباتها، وفي عام 2006 عندما جاء العالم كله يقف خلف إسرائيل ليقضي على هذه المقاومة، على رجالها ونسائها، على شعبها، على الحضن الذي يحتضنها ويحفظها ويحميها، جاء سلاح الجو الإسرائيلي ومعه مخازنه التكتيكية والاستراتيجية ومن خلفه مخازن أمريكا وجاء الدعم الدولي.

وكانت حرب الابادة على المقاومة وشعب المقاومة، لم نترك السلاح ولم نتخلى عن السلاح ولم نغادر ولم نهرب ولم نستسلم ولم نقبل بالشروط المذلة. ورفضنا الذل والهوان، وقاتلنا اياما واسابيع و33 يوما بدون ان ترتجف لنا قدم او يد او قلب، وختم الله لنا بالنصر فكنا في كل يوم نقاتل فيه مع كل شهيد يسقط لنا مع كل بيت يهدم لنا مع كل جرح ينزف لنا، كنا نستحضر الحسين ونقول له يا ابا عبدالله كنا نبايعك في كل عام في ايام محرم في يوم عاشوراء ها هنا اليوم في حرب تموز وآب نفي لك بالبيعة ونقاتل عدوك وعدونا وعدو الأنبياء والشعوب والإنسانية، قاتلنا بروحه وبدمه وبإرادته وبفكره وعزمه، نعم كان شعارنا في حرب تموز: هيهات منا الذلة".

 

وأردف: "في مواجهة كل الاخطار وكل التحديات، يبقى الشعار هو الشعار، لن نغير موقفنا ولم نبدل موقعنا ولن نخلع جلدنا ولن نتخلى عن تاريخنا ولن نسقط آمالنا ولا ثقتنا بالله سبحانه وتعالى، ولا بالأفق البعيد الذي ننتظره وينتظرنا، نعم نحن نواصل من هذا الموقع، ولذلك في ما نواجهه من قضايا اليوم بوضوح كامل:

 

أولا: في مواجهة جولة بوش واملاءاته وشروطه ورؤاه الشيطانية الذي يريد فرضها على فلسطين والمنطقة، نقول الأمة كلها مدعوة للرد على هذه الجولة من خلال التمسك بخيار المقاومة وفعل المقاومة ودعم حركات المقاومة في كل ارض فيها مقاومة، دعما سياسيا وإعلاميا ومعنويا وماديا وعسكريا، وفي كل مجال، ان يقدم فيه دعم لحركات المقاومة.

 

ثانيا: ان يكون رد الأمة المزيد من التمسك بالأرض ورفض التهجير وبالتالي رفض التوطين والتمسك بالمقدسات فمقدساتنا ليست للبيع ولا للشراء ولا للتنازل.

 

ثالثا: الرد بالتأكيد على هوية العدو الحقيقي ومعرفة الصديق فلا يشتبه علينا أمر، يريد بوش ان يقنع حكامنا وشعوبنا ان ايران هي العدو وهي الخطر والتهديد، واما إسرائيل فهي الاخ الصديق الحبيب المطمئن والجار الذي يجب ان نمد له يد السلام، هل هناك تزوير وتضليل ونفاق أعظم من هذا النفاق؟

التأكيد على هوية العدو والتأكيد على هوية الصديق، وبالتالي ان ترفض حكوماتنا وشعوبنا الانجرار مع بوش في حروبه التي لن تخدم الا مصالحه وكيانه السرطاني في فلسطين والتي سوف تؤدي الى دمار بلادنا، وقتل شعبنا من خلال هذه الحروب العبثية التي لا تعني لامتنا وقضايانا شيئا على الإطلاق".

 

أضاف: "المسالة الثانية: ان اخطر ما نواجهه هذه الأيام وبالأخص بعد زيارة بوش وما يتعرض له اهلنا وإخواننا في فلسطين المحتلة وخصوصا قطاع غزة، في كل يوم غارات وبالا مس استخدم الطيران الحربي وهذا تطور خطير، وبالأمس سدت كل المعابر وكل الطرق واحكم الحصار على قطاع غزة وهو في المواجهة الدامية يقدم الشهداء والتضحيات ويصبر على الجوع والظلمة والحصار، ولكن ما هي مسؤولية الحكام؟ وما هي مسؤولية شعوب هذه الأمة؟ هل بترك قطاع غزة لمصيره؟ ما هو جواب الأمة؟ في حرب تموز وآب خرجت في اكثر من مناسبة وقلت للعرب وللمسلمين نحن لا نريد منكم شيئا ولا نطلب منكم شيئا، نحن هنا في لبنان سنقاتل وسنواجه بالامكانات المتاحة لدينا. ولكنني اليوم في عاشوراء الحسين "ع" أقف لأطالب العرب والمسلمين، من حكومات وشعوب، بأن يقفوا الى جانب قطاع غزة المحاصر من كل الجهات، والذي يتعرض للمذبحة وللابادة الجماعية. إن أبسط الأمور هي ان يفك الحصار عن قطاع غزة، وإن استمر الحال كما هو في قطاع غزة بدون ان يحرك احد في هذه الأمة ساكنا، فهذه الامة تشهد على نفسها بالذل والهوان والسكينة والتخلي عن إنسانيتها وعن دينها وعن عروبتها لأنه لا يجوز بان يترك هؤلاء الناس لهذا المصير يتحكم بهم طاغية يريد ان يحتفظ بكرسيه ويريد ان يدافع عن احتلاله واغتصابه للأرض من خلال أشلاء النساء والأطفال والرجال والأبرياء في قطاع غزة، الأمة كلها مدعوة الى موقف حقيقي وجدي، لا يجوز الصمت والسكوت، ولا يختبئن احد خلف اصبعه".

 

لبنانيا، بدأ بالحديث عن "الخروقات الإسرائيلية للبنان والتي كادت تتحول الى امر عادي، غير الخروقات الجوية في ما يتعلق بالاعتداء على المدنيين وخطف المدنيين واعتقال مدنيين وينتهي الأمر في ان يطلق سراحهم بعد ساعات. انا أريد ان اسأل اللبنانيين والعالم، لو قام بعض اللبنانيين، لا أتحدث عن حزب الله والمقاومة، من أهل القرى الأمامية بخطف راع او فلاح او مزارع إسرائيلي على الحدود، ماذا يمكن ان يحصل؟ سيجتمع مجلس الأمن الدولي، ستقوم الدنيا ولا تقعد، سيعطى لإسرائيل حق بان تشن حربا على لبنان، أما ام يبقى المزارعون والرعاة والفلاحون والصيادون في معرض الخطر وتحت أعين الأمم المتحدة والعالم، هذا لا يمكننا ان نسكت عليه طويلا وانا احذرهم، وانا جاد في هذا الأمر، فهم يعرفون جديتنا في هذا النوع من المسائل، اننا نشعر ان الاعتداء على المدنيين على الحدود اللبنانية هو إذلال لوطن ولشعب وليس لهذا الفلاح او المزارع، وهذا الأمر لا يجب السكوت عليه ويجب ان يواجه في يوم من الايام".

 

وتابع: "أما التهديد بين الحين والأخر بأن الإسرائيليين يريدون الاعتداء على لبنان او بشن حرب جديدة على لبنان، انا لا اعتقد في الوقت الحاضر ان الاسرائليين يملكون القيادة السياسية والقيادة العسكرية والجيش المؤهل لقيام حرب من هذا النوع، ولكن لا يجوز ان نفاجأ في المقابل، وكما في كل مناسبة، وهذه المناسبة هي الأحق والأولى ان أؤكد فيها التزامنا بالمقاومة واعلاننا جهوزية المقاومة الحقيقية وما قلته لكم في 14 اب من العام الماضي في احتفال ذكرى الانتصار لم يكن لا لحظة غضب ولا انفعالة حماس ولا لاثارة عواطفكم او ثقتكم، وانا اعرف عاطفتكم وثقتكم، قلت في ذلك اليوم، واليوم اعيد، في ذلك اليوم بين يدي شهداء الوعد الصادق، واليوم بين يدي شهداء كربلاء: لو شنت إسرائيل على لبنان حربا جديدة فإننا نعدهم بحرب ستغير مسار المعركة ومصير المنطقة بأكملها, في كل يوم هم يتأكدون من صدقية ما أقوله لهم وما أتهددهم به، نحن لا نريد حربا ولكن نرفض ان يشن احد حربا على بلادنا وعلى مدننا وعلى قرانا".

 

ثم تناول موضوع الأسرى في السجون الاسرائيلية، قائلا: "في كل يوم عاشر أؤكد التزامنا بقضية الأسرى وباستعادة كل الأسرى الى أهلهم وديارهم، هذا الإسرائيلي يماطل لأنه ضعيف، لانه هزيل، لانه لا يستطيع ان يقدم ألاثمان الطبيعية والإنسانية الطبيعية, اليوم لا أريد ان ادخل في مفاوضات مع العدو من خلال وسائل الإعلام وانما أريد ان أقول لكم ولمجتمع هذا العدو ان جيشه الذي كان يعرف في السابق لدى شعبه بالصدقية وبالدقة، كشفت حرب تموز عن تضليله وعن كذبه وعن عدم نقله للوقائع الحقيقية والصحيحة. واليوم أود ان اؤكد على ما اشرت اليه في اخر مقابلة تلفزيونية لاقول: أيها الصهاينة ان جيشكم يكذب عليكم، جيشكم هذا الذي كان يفاخر دائما في انه عندما يدخل ساحة ينتصر وعندما يخرج منها لا يترك اجساد قتلاه ولا جرحاه في الأرض، وهذا جزء من ثقافته وبنيته، أقول لهم ولكم لقد ترك جيشكم أشلاء جنوده في قرانا وحقولنا وكان مجاهدونا يقاتلون ويواجهون هؤلاء الصهاينة يقتلونهم ويجمعون أشلاءهم، انا لا أتحدث عن أشلاء عادية انا أقول للاسرائيليين لدينا رؤوس من جنودكم ولدينا ايدي وأرجل هناك أيضا جثة شبه مكتملة او ثلاث أرباع جثة من رأس الى صدر الى وسط الى قدم. ماذا قال الجيش لعائلة هذا الجندي؟ وماذا قدموا لهم من أشلاء او من أعضاء؟ الجيش الإسرائيلي الذي أعلن نفيا سريعا عندما تحدثت عن وجود أشلاء لجنود الصهاينة في ارض الجنوب، ولكنه سرعان ما تراجع لأنه يعرف أننا لا نكذب وأننا لا ندعي وأننا لا نقول الا الحقيقة".

 

وأردف: "أنا لا أريد هنا ان أثير هذا الموضوع للتفاوض، وإنما لأشير الى ان هذا الجيش الصهيوني فقد حتى صدقيته التي كان يدعي انه يتمتع بها، وكان ضعيفا وهزيلا في الميدان الى الحد الذي ترك أشلاء لعدد، وليس لواحد او اثنين او ثلاثة، بل لعدد كبير من جنوده الذين قتلوا بأيدي واقدام مجاهديكم وإخوانكم في المقاومة الإسلامية".

 

أضاف: "في هذا السياق، لا بد ان اذكر بقضية الامام السيد موسى الصدر، مؤسس المقاومة وقائد المقاومة وامام المقاومة، ورفيقيه، لا لأنال من احد، وإنما لأجدد المناشدة للجميع في يوم الانتصار للمظلوم ويوم الانتصار للأسير، العمل على اعادته الى ساحة جهاده وعطائه وعمله".

 

وعن الوضع اللبناني الداخلي، قال: "نحن نطالب بالعدالة وبالإنصاف، نرفض ان نستأثر نحن او ان يستأثر احد. هذا البلد قيامته بوحدته الوطنية، انا استغرب كيف يتحدث وينظر الينا بعض المسؤولين العرب ويحدثوننا عن الأكثرية والأقلية وعن الديموقراطية وما هو مقبول في الديموقراطية ومرفوض فيها، وأنظمتهم هي أنظمتهم التي تعرفونها. لا أكثرية ولا أقلية ولا ديموقراطي ولا ولا ولا. في لبنان تركيبة خاصة، في هذا المجتمع اليوم اذا كنتم تريدون الأغلبية والأكثرية الشعبية فمكانها واضح ومحدد، لكن نحن نتحدث هنا عن بلد لا يقوم بالاستئثار، لا يقوم بالإلغاء، لا يقوم بشطب أي فئة من فئاته الصغيرة او الكبيرة، عن بلد خصوصيته انه لا يقوم الا بالتعاون وبالتكامل وبالتكاتف. اليوم هناك من يضيع الوقت، وهذا الوقت يضيع من الوطن ومن اللبنانيين، من الشعب اللبناني. ما هي فائدة ان تتهم الموالاة المعارضة بالتعطيل؟ تعطيل المبادرة العربية مثلا؟ او ان تتهم المعارضة الموالاة بتعطيل المبادرة العربية؟ نحن الطرفان نعمل على إضاعة الوقت. الجد هو ان تسعى الوساطة العربية في الليل وفي النهار لإنجاز تسوية داخلية حقيقية تقوم على أساس الشراكة وليس على أساس الضغط على فريق من اجل ان يستسلم وان يعترف باستئثار فريق آخر بإدارة البلاد. نحن رحبنا بالمبادرة العربية والوساطة العربية، وانا اليوم اجدد الترحيب بها واحيي اللقاءات التي يمكن ان تحصل بين ممثلي الطرفين ونحن نؤكد ثقتنا الكبيرة والكاملة بمن يمثلنا في هذه المفاوضات وفي هذا الحوار، ونأمل ان تصل هذه المساعي الى النتيجة المطلوبة".

 

وتوجه الى "كل من يضيع الوقت" بالقول: "اذا كنتم تراهنون على ضعف المعارضة او تراجع المعارضة او تخلي المعارضة عن حقها واهدافها فانتم واهمون، ومن يريد ان يدفع بالأزمة اللبنانية الى التدويل لن يجديه نفعا". وذكر هنا بالقرار 1559 "وكم سنة مضى على صدوره من العام 2004 ولم ينفذ"، مضيفا: "لا يستطيع العالم كله ان يفرض قرارا على شعب او على حركة شعبية استقلالية وطنية حقيقية اذا كانت ترفض واذا كانت مستعدة للصبر والمواجهة. ولكل الذين يذهبون الى التدويل، أقول لهم اذا كنتم تظنون ان بامكانكم إخضاعنا او إذلالنا، فاسمعوا نداء هؤلاء الناس الذين اجتمعوا تحت عنوان واحد: هيهات منا الذلة".

 

وتابع: "وكما قلت سابقا، اذا فشلت الوساطات والمبادرات لن نقف عند الحائط المسدود، المعارضة ستتحمل مسؤوليتها، واقول لكم بصراحة لن نختبئ خلف المطالب المعيشية والاجتماعية كما يظنون، لن نختبئ لا خلف رغيف الخبز الذي بات يشبه رغيف الخبز ولن نختبئ خلف انقطاع الكهرباء والتمييز الكهربائي بين المناطق، وهم يظنون ان بعض التحركات التي تحصل هنا وهناك هي بخلفية سياسية، كلا هي بخلفية شعبية حقيقية، سوف نترك هذه الأمور للاتحادات العمالية والنقابات هي تتحمل مسؤولية. المعارضة تملك شجاعة ان تتحرك تحت العنوان السياسي الواضح والهدف السياسي الواضح، ولن نختبئ لا خلف جوع الناس ولا خلف عطشهم. ونحن نعرف ان معالجة الجوع والعطش والفقر والمديونية والبطالة والحرمان والإهمال يبدأ من تكوين السلطة العادلة وسلطة الشراكة وسلطة وطنية تتحمل مسؤولية كل الطوائف وكل المناطق.

 

المدخل لمعالجة كل هذه الأزمات، هو في تكوين سلطة تنظر الى شعبها بعين وليس بعينين، فالسلطة التي تفكر بالوطن على شاكلة الشركة الخاصة او البنك الخاص لا يمكن ان تعالج أي أزمة من أزماته الداخلية، فضلا عن ان تتمكن من ان تحفظ هذا البلد في مواجهة الأعاصير والأنواء التي تهب في منطقتنا وعالمنا، لذلك ولان مطلبنا السياسي في المعارضة هو مطلب حق وعدالة وانصاف ولا نخجل به، لن نختبئ خلف شعارات اجتماعية. بل سنواجه بالشعار السياسي، بالحق السياسي وبالمطلب السياسي. ولن نترك لبنان لا للمشروع الأميركي ولا للادارة الأميركية ولا ليستأثر به احد على حساب احد".

 

وختم: "كما في ختام كل عاشوراء من كل عام، نقف مع الحسين لنجدد بيعتنا، ونجدد تأييدنا لكل المظلومين والمضطهدين والمعذبين في هذا العالم، نقف من ارض المقاومة، من ارض الضاحية الجنوبية التي شاهدها العالم على مدى 33 يوما تقصف وتدمر ولكن لم تدمر أرادتها ولم يدمر رجالها ولا نساؤها، من ارض الضاحية الجنوبية نؤكد التزامنا بالمقاومة في لبنان ونؤكد دعمنا للمقاومة في فلسطين، نؤكد تأييدنا للمقاومة في العراق، ونؤكد دعمنا لكل مقاوم في بلد يتعرض للاحتلال. ونقول للحسين "ع" كما قلنا له بالأمس: نحن في هذا العاشر يا سيدنا نتوجه اليك ونقول لك الحقيقة التي تعرفها عن إيماننا والتزامنا ووعينا وإرادتنا، لن نقول لك ولن نعدك ونقول لك لو هدموا بيوتنا سنبقى معك بل نقول لك لقد هدموا بيوتنا وكنا معك وسنبقى معك.

لن نقول لك لو قتلوا اطفالنا ونساءنا وشيوخنا سنبقى معك، بل نقول لك على مدى 25 عاما، وخصوصا في حرب تموز، لقد ذبحوا أطفالنا وقتلوا نساءنا وشيوخنا ورجالنا وكنا معك وسنبقى معك والى الابد سنبقى معك.

في يوم عاشوراء نعدك رجالا ونساء شيبا وشبانا وصبية وصغارا، بأننا سوف نبقى في خطك وطريقك ونلبي نداءك، نحن في الموقع الذي وضعنا فيه المتجبر المتغطرس بين خيارين، بين السلة والذلة، وليس أمامنا خيار آخر، نحن يا ابا عبد الله كلنا سنردد كلمتك: ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، الدعي ابن الدعي اليوم هو جورج بوش واولمرت الذي يدعي الانتساب الى أنبياء الله من بني إسرائيل، هؤلاء ركزوا بين اثنتين، بين السلة والذلة، ماذا تقولون للحسين في يوم الحسين: هيهات منا الذلة.

يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت، وحجورنا طابت، ونفوس ابية، ونفوسنا ابية، وانوف حمية، وانوفنا حمية، من ان نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، فكان مصرع (الأمين العام السابق للحزب) السيد عباس (الموسوي) وام ياسر (زوجة السيد الموسوي) وطفلهما (اللذين استشهدا معه) وكان مصرع الشيخ راغب وشهداؤنا في الحروب والمعارك والمواجهات، ولم نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.

في يومك يا ابا عبد الله نقول لك ونؤكد لك ونعاهدك ونقسم لك قسم الصادقين الأوفياء: سنواجه كل طغيان وكل طاغوت وكل ظلم وكل ظالم، لن يكون بيننا ذليل ولن يكون بيننا وضيع ولن نقبل بالهوان ولن نتراجع الى الخلف ولن نتطلع الى الخلف، سوف تبقى عيوننا مشدودة الى الإمام، نلبي نداءك عبر التاريخ لنصله بحفيدك صاحب الزمان، واليك منا كما في نهاية كل محرم وعاشوراء من اعماق قلوبنا وجوارحنا والى الابد: لبيك يا حسين".