المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم  كانون الثاني 2008

إنجيل القدّيس متّى .20-17:5

«لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ الشَّريعَةَ أَوِ الأَنْبِياء ما جِئْتُ لأُبْطِل، بَل لأُكْمِل. الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن يَزولَ حَرْفٌ أَو نُقَطَةٌ مِنَ الشَّريعَة حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيء، أَو تزولَ السَّماءُ والأَرض. فمَن خالفَ وَصِيَّةً مِن أَصْغَرِ تِلكَ الوَصايا وعَلَّمَ النَّاسَ أَن يَفعَلوا مِثْلَه، عُدَّ الصَّغيرَ في مَلَكوتِ السَّمَوات. وأَمَّا الَّذي يَعمَلُ بِها ويُعَلِّمُها فذاكَ يُعَدُّ كبيراً في ملكوتِ السَّمَوات. «فإِنِّي أَقولُ لكم: إِن لم يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات.

 

النقابات والاتحادات العمالية دعت الى "اوسع مشاركة في اضراب الغد": لتحقيق سياسة اقتصادية عادلة والتعبيرالسلمي عن موقف حازم من الغلاء

وطنية - 23/1/2008 (اقتصاد) دعت النقابات والاتحادات العمالية وقطاعا النقل البري والزراعي في لبنان وتجمعات الاطباء والصيادلة والمزارعين والسائقين الى اوسع مشاركة في في إضراب الغد.

النقل البري والزراعي

وفي هذا الاطار، اصدرت اتحادات ونقابات قطاعي النقل البري والزراعي في لبنان بيانا اليوم، مما جاء فيه: "حيث إنه وحتى تاريخه لم تعر السلطة أي اهتمام لصرخة العاملين في هذين القطاعين، وحيث انه لم تترك الاتحادات والنقابات وسيلة أو فرصة لتحقيق مطالبها وتخفيف الأعباء عن العاملين فيها، وحيث ان السلطة بدل ان تقوم بالحد الأدنى من واجبها تجاه هذه الصرخة، عمدت الى أسلوب التفرقة كعادتها للهروب الى الأمام، وحيث ان منطق اللامسؤولية المعلن من قبل رئيس الحكومة بموقفه بالأمس الذي يؤكد على عدم ملاقاة النقابات بصرختها بتحقيق المطالب المحقة بل تهديد اللبنانيين بالفوضى والفتنة. تعلن الاتحادات ما يلي:

أولا: التأكيد على تنفيذ الإضراب الديموقراطي والسلمي الذي كفله الدستور كخطوة اولى اعتبارا من الساعة السادسة صباحا وحتى السادسة مساء من يوم غد الخميس.

ثانيا:التوجه الى كافة العاملين في هذين القطاعين والمتضررين معهم الإلتزام الكلي بتنفيذ هذا الإضراب.

ثالثا:الطلب الى كافة المجالس التنفيذية واللجان النقابية في المناطق مواكبة فعاليات الإضراب في مناطقهم للحفاظ على سلميته.

رابعا: التوجه الى إخوتنا أبناء المؤسسات العسكرية الأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتعاون مع القيمين على تنفيذ الإضراب في المناطق للحفاظ على سلمية وديموقراطية الإضراب والتحرك.

خامسا: الإعتذار سلفا من كافة الموظفين والمستخدمين والأجراء وطلاب الجامعات والمدارس الذين إعتادوا على إستعمال مركبات النقل العمومية بكل فئاتهم بتنقلاتهم ودعوتهم الى تقدير الظروف المعيشية التي فرضت عليهم تعبيرا عن جوعهم بتنفيذ الإضراب في هذا اليوم المظلم في تاريخ إنتاجهم.

سادسا: الطلب الى كافة التعاونيات الزراعية ومصدري الفاكهة والخضار وأسواقها ومعامل الألبان والأجبان وصيادي الأسماك ومزارعي التبغ والعمال الزراعيين في الحقول والبساتين ووسائل النقل الزراعية إعتبار يوم غد يوم غضب حقيقي لسياسية الإستهتار التي تعتمد تجاه هذا القطاع والعاملين فيه.

سابعا: الطلب الى النقابات في المناطق إختيار أماكن التجمع والإعتصام التي يرونها مناسبة.

ثامنا: تحديد الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاثنين في 28/1/2008 موعدا لاجتماع القطاعين في مقر الإتحاد العمالي العام لتقييم وتحديد الخطوات اللاحقة.

تاسعا" إعتبار مقر الإتحاد العمالي العام مركزا لمسؤولي القطاعين لمتابعة فعاليات الإضراب طيلة يوم الخميس على أن يعقد مؤتمر صحافي الساعة الثالثة بعد الظهر لتقييم وإعلان الخطوات التالية.

عمال الميكانيك

وترأس نقيب عمال الميكانيك والحديد والصلب وكهرباء السيارات في لبنان، محمد شعلان اجتماعا موسعا للجان العمالية في مقر النقابة في المدينة الصناعية في البص - صور.

وحذر في كلمة ألقاها من "ثورة للعمال ضد الحكومة، لان الوضع الاقتصادي والمعيشي لم يعد يحتمل حيث بات 70 في المئة من العمال على عتبة الجوع.

ودعا الى "المشاركة الفاعلة والواسعة في الاضراب الاحتجاجي والمشاركة الكثيفة في الاعتصام النقابي والشعبي، احتجاجا على الظروف المعيشية الصعبة التي تزداد تفاقما يوما بعد يوم".

نقابة العمال الزراعيين

كما دعت نقابة العمال الزراعيين في لبنان، في بيان اليوم، بالمشاركة في الاضراب العام والشامل في القطاع الزراعي حتى تحقيق المطالب: "كدفع التعويضات للمزارعين عن اضرار عدوان تموز 2006، وخفض سعر صفيحة المازوت، ودفع ثمن سعر زيت الزيتون للمزارعين، وشمول العمال الزراعيين والمزارعين بالصندوق الوطني للضمان الصحي والاجتماعي، وحماية الانتاج الزراعي من المنافسة الاجنبية، وتثبيت الدعم على رغيف الخبز وانشاء مؤسسة عامة تسلم المزارعين الادوية والاسمدة والبذور بسعر الكلفة".

أطباء وصيادلة

وطلبت هيئة التنسيق النقابية الطبية للطب العام وطب الاسنان، بعد اجتماعها الطارىء من جميع الاطباء واطباء الاسنان "التوقف عن العمل يوم غد الخميس، لمدة ساعتين ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، باستثناء العاملين في اقسام الطوارىء والعناية الفائقة في المستشفيات، احتجاجا على نهج الافقار وسياسة الظلم الاجتماعي الذي تمارسه الطبقة السياسية الحاكمة".

كما دعت اللجنة الاجتماعية في تجمع الاطباء في لبنان جميع الاطباء الى "المشاركة الفاعلة في يوم الاضراب الاحتجاجي الوطني من خلال التوقف عن العمل في العيادات والمراكز الصحية ووالمستوصفات ولمدة ساعتين".

ودعت الهيئة التحضيرية لتجمع الصيادلة الى "المشاركة في اضراب الغد وبالتعطيل عن العمل لمدة ساعة واحدة ابتداء من الساعة الثامنة صباحا".

ودعت هيئة التنسيق المشتركة بين تجمع الممرضات والممرضين في لبنان وتجمع القابلات القانونيات الى المشاركة في الاضراب لمدة ساعة واحدة عند العاشرة من قبل ظهر غد.

لجنة المتابع الشعبية

من جهتها، اعلنت لجنة المتابعة الشعبية الى "المشاركة الكثيفة في الاعتصام النقابي والشعبي احتجاجا على الظروف المعيشية الصعبة التي تزداد تفاقما خصوصا بالنسبة لقطاعي الزراعة والنقل".

نقابة عمال البناء

وطلب المجلس التنفيذي لنقابة عمال البناء "التحرك دفاعا عن لقمة العيش، والى المشاركة مع المزارعين والسائقين في التحرك المطلبي، من اجل الحفاظ على الضمان الاجتماعي واستعادة قطاع المحروقات من يد المحتكرين وازلام السلطة وكذلك القمح ورغيف الخبز، واعادة تشغيل مصفاتي طرابلس والزهراني والعمل على تصحيح الاجور المجمدة منذ العام 1996 وتفعيل كافة اجهزة الرقابة".

المردة

من جهته، اعلن المكتب الزراعي في "تيار المرده" مشاركته بالاضراب مستنكرا "سياسة الحكومة تجاه القطاع الزراعي".

عمال البلديات

واصدر الامين العام لاتحاد نقابات عمال وموظفي البلديات في النبطية، بيانا ايد فيه الاضراب غدا، داعيا كل "موظفي وعمال البلديات التوقف عن العمل"، مستنكرا "السياسة الاقتصادية التي تعتمدها الحكومة البتراء في ادارة شؤون البلاد".

تجار عكار

ودعت جمعية تجار عكار في بيان اصدرته اليوم, جميع المؤسسات في محافظة عكار للتجاوب مع دعوة النقابات والتعاونيات الزراعية الى الاضراب غدا، وطلبت دعم "مطالب اللقاء الوطني للهيئات الزراعية وقطاع النقل البري, "كي تستقيم الامور وتتحقق المطالب من اجل عيش كريم بعيدا عن الاستجداء ولكي نرتقي بالمواطن الى حياة كريمة يطمح ان يتمتع بها".

عمال المياه في البقاع

كما اعلنت نقابة مستخدمي وعمال المياه في البقاع تضامنها مع الاضراب العام، محذرة من الاستمرار بالتمادي "بالاستهتار بلقمة عيش المواطن وخاصة ان "الرغيف ليس له طائفة ولا انتماء واذا استمرت السياسة العشوائية سوف تؤدي الى الفوضى وهو الخطر على السلم الاهلي".

اتحادات نقابات الجنوب

من جهتها، قررت اتحادات نقابات الجنوب المشاركة الواسعة في الاضراب من خلال اعتصامات ومسيرات سيارة رفضا للجوع وتلبية لنداء الاتحاد العمالي العام ونقابة سائقي السيارات العمومية ونقابة صيادي الاسماك والنقابات الزراعية"، واكدوا ضرورة "تحقيق سياسة اجتماعية واقتصادية عادلة تقوم على تحقيق مطالب نقابة العمال الزراعيين".

عمال الدهان والالمنيوم في الشمال

وأعلنت نقابات عمال دهان البناء، والالمنيوم والتبليط في الشمال، في بيان مشترك أصدرته اليوم "انها ستشارك في الاضراب وإنجاحه من خلال التوقف عن العمل في كافة القطاعات والمهن العمالية والاقفال العام. وشددت على "ضرورة التعبير السلمي عن موقف حازم من اجل الحد من الغلاء وتأمين العيش الكريم".

 

هيئة الانقاذ النقابية لن تشارك في اضراب غد ونقلت عن السنيورة متابعته الملفات الساخنة لحلها

المركزية - اعلنت هيئة الانقاذ النقابية في الاتحاد العمالي العام رفضها المشاركة في التحرك الذي دعا اليه اتحاد نقابات قطاع النقل البري والقطاع الزراعي، وأكدت تمسكها بالمطالب ومتابعة الحوار و"لن نضحي بهذا البلد في سبيل غايات سياسية اهدافها مشبوهة ولن ننجرّ الى استغلال مطالبنا". ونقلت عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة طلبه من وزير النقل الاستمرار في التفاوض مع رئيس الاتحاد العام للسيارات العمومية لمتابعة مشروع النقل العام واقراره، وان الرئيس السنيورة وعد بالعمل على دفع الـ50 في المئة المتبقية من مستحقات صناديق المدارس، وقد دعيت لجنة المؤشر لدرس نسبة ارتفاع الاسعار الى الاجتماع غدا الخميس في السراي "توصلا الى نتائج مرضية للجميع تتفق مع الامكانات المتوفرة للدولة ومع الظروف الصعبة التي تمر بها". وكان الرئيس السنيورة استقبل قبل ظهر اليوم في السراي وفدا من الهيئة مع ممثلين عن القطاع الزراعي وقطاع النقل والقطاع التربوي. وتحدث عصمت عبد الصمد بعد الاجتماع باسم الوفد فقال: الاجتماع مع دولة الرئيس كان مثمرا جدا وجديا وواقعيا وطرحت الامور بكل شفافية وصدق وواقعية وطرحنا هموم العمال والمزارعين والمعلمين وقطاع النقل، واستمع دولته بكل رحابة صدر الى كل طروحاتنا ومطالبنا.

بعد النقاش المطوّل الذي استمر اكثر من ساعتين ونصف الساعة توصلنا الى نتائج مهمة جدا انما على الشكل الآتي: في قطاع المزارعين تم اتخاذ الاجراءات وكان التصرف عمليا وجديا ووعد باجراء الاتصالات مع الجهات المسؤولة في خلال الاجتماع لتنفيذ ما تقرر وما اتفق عليه، وكلف الجيش وهيئة الاغاثة بمسح الاضرار.

وفي قطاع النقل اجرى الرئيس السنيورة اتصالا بوزير النقل وطلب منه الاستمرار في التفاوض مع رئيس النقابة العامة للسيارات العمومية لمتابعة مشروع النقل العام واقراره، ووعد بدرس الامر بكل جدية وتنفيذ الممكن. اما في قطاع التعليم فوعد الرئيس السنيورة بالعمل على دفع مستحقات صناديق المدارس، وقد دفع 50% في خلال الاسبوع الفائت وسيدفع لاحقا الـ50% المتبقية منها، وسيتم متابعة الموضوع مع وزير التربية للاطلاع على تفاصيل ومجريات التفاوض الجاري بين المعلمين وهيئة التنسيق ووزير التربية. اما في القطاع العمالي العام فالموضوع الاهم الذي كان مطروحا هو العمل على تصحيح الاجور، وفعلا كان العمل جديا ودعيت لجنة المؤشر لدرس نسبة ارتفاع الاسعار الى الاجتماع غدا في السراي، والعمل بجدية تامة توصلا الى نتائج مرضية للجميع تتفق مع الامكانات المتوفرة للدولة ومع الظروف الصعبة التي تمر بها، مع الاقرار بحاجة العمال والموظفين لزيادة الاجور وسنتابع الموضوع مع الرئيس السنيورة للوصول الى نتائج مرضية.

وأجرى الرئيس السنيورة اتصالات لاصدار مرسوم التمديد لمجالس العمل التحكيمية والمتوقفة منذ ثلاثة اشهر.

وتم الاتفاق والاعلان عن اعتماد السلة الغذائية في النصف الثاني من اذار من خلال مديرية الاحصاء المركزي بعد تغيّر الاوضاع المعيشية وقد شكلت لجنة متابعة من هيئة الانقاذ للتواصل مع لجنة المؤشر. ونأمل في ان نتوصل الى نتائج مرضية لان الحوار وحده في هذا الظرف الصعب يحل المشكلات اما النزول الى الشارع فهو خطر جدا والبلد لا يتحمل اي خضة امنية ونحن نرفض المشاركة غدا في التحرك، انما نتمسك بالمطالب ونتابع الحوار ونحن مسؤولون عن هذا البلد، نحن "ام الصبي" مثل غيرنا ولن نضحي بهذا البلد في سبيل غايات سياسية اهدافها مشبوهة ولن ننجر الى استغلال مطالبنا.

* هل اطلعتم الاتحاد العمالي العام على النتائج التي توصلتم اليها؟

- لقد دعي الاتحاد العمالي العام كما نحن الى التشاور مع رئيس الحكومة وقد رفض الاتحاد او اعتذر عن الحضور، ونتمنى ان يتجاوب رئيس الاتحاد ويحضر غدا اجتماع لجنة المؤشر.

* هل لديكم اي اتصال بالطرف الآخر لاجراء اجتماع او حوار؟

- الآن الاوضاع ضاغطة والتحرك غدا. ونحن نريد ان نستدرك الموضوع ويدنا ممدودة للجميع وليس لدينا اي مشكلة بأن نتكلم مع احد.

* هل يمكنكم ضبط الوضع غدا؟

- نحن بمَن نمثل لن نشارك في اضراب الغد.

محي الدين: اما رئيس الاتحاد الزراعي العام في لبنان يوسف محي الدين، فأدلى بالتصريح الآتي: لقد اجريت حوارا امس مع نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن الفقيه وقلنا انه عندما نتقدم بمجموعة مطالب، نتوجه بها الى الجهات المختصة وهي الدولة، ثم يتم الحوار. وبعد ذلك اما نذهب الى الاضراب او تكون المشكلة قد حلّت. ان الاتحاد العمالي العام ورئيسه شخصيا يقاطعان رئاسة الحكومة منذ اكثر من سنة وقد رفض امس باصرار شديد ان يدخل في عملية الحوار، وعندما تمت الدعوة الى الاضراب وجهت الدعوة الى هيئات نقابية ولم توجه الى هيئات نقابية اخرى وتاليا اتت الدعوة الى الاضراب احادية الجانب من طرف نقابي يعمل تحت مظلة سياسية محددة في هذا البلد ومن هذه الخلفية كان الاضراب وهذه المطالب، وكما قال الإمام علي: "كلام حق يراد به باطل".

وفي الموضوع الزراعي تنقسم مطالبنا الى شقين واحد له طابع تشريعي وهو في مجلس النواب ويطالب بانشاء قانون للعلاقات الزراعية وتعديل قانون العمل لجهة اقرار احكامه او ايجاد تشريع زراعي خاص، تشكيل الهيئة الوطنية للكوارث الطبيعية، تشكيل المجلس الزراعي الاعلى، تطبيق الضمان الاجتماعي على المزارعين، ان هذه المشاريع كلها موجودة في ادراج مجلس النواب منذ العام 1962 وهي معطلة في مكتب مجلس النواب. الشق الثاني هو اضرار حرب تموز وقد قدمت احصاءات مضخّمة للحكومة وصلت الى 400 مليون دولار. اما اتحادنا فقد اجرى مسحا ميدانيا وتبين لنا ان سقف الاضرار لا يتجاوز الـ50 مليون دولار، الشق الآخر هو اضرار موجة الصقيع الاخيرة، خصوصا في البقاع الشمالي وعكار.

اللقاء كان مثمرا جدا وحققنا قسما كبيرا من المطالب ونتمنى الوصول الى نتائج.

سمعان: اما رئيس تجمع تعاونيات جبل لبنان غابي سمعان فقال: ان المواضيع النقابية غير قابلة للتسييس وحضورنا اليوم ليس بصفة سياسية انما بصفة مطلبية، وبالنسبة الى الموضوع الزراعي، فما تحقق هو امر كبير جدا. والشرارة انطلقت من الموضوع الزراعي، وغدا الدعوة الى الاضراب انطلاقا من موضوع الزراعة، ولكن الكلام الذي يطلق هو كبير جدا، وفي الواقع هو امر صغير جدا وانا ارى ان الحكومة انصفت المزارعين بمطالبهم.

فياض: ثم تحدث مروان فياض باسم النقابة العامة لسائقي السيارات العمومية فقال: عرضنا مع الرئيس السنيورة لمشروع النقل وقد طرحنا سحب 10 آلاف لوحة سيارة عمومية، وألغيت لوحة ميني باص، وألف لوحة اوتوبيس، كما طرحنا موضوع تجديد اسطول النقل واعطاء قروض ميسرة بفائدة صفر في المئة، كذلك طرحنا ضرورة اقرار مشروع النقل على كل الاراضي اللبنانية بما فيه تجديد اسطول النقل وتحديث الخطوط في كل المناطق اللبنانية. وتم تكليف لجنة برئاسة الرئيس السنيورة تضم وزير الداخلية ووزير النقل، ونحن لدينا مشروع منذ سنة 1993 موقّع من وزيري الداخلية والنقل، وسنضيف آراءنا الى هذا المشروع ونتوقع اقراره في خلال شهرين.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 23 كانون الثاني 2008

البيرق

عدل مسؤول مضمون رده على رئيس عاصمة كبرى متحاشيا بذلك تأزيم العلاقة معه .

الشرق

حزبي لم يستبعد اعادة العمل بالخط الجوي العسكري بين لبنان وقبرص في حال تكرر قطع الطرقات لا سيما طريق مطار رفيق الحريري الدولي الذي يعتبر الشريان الجوي الوحيد للبنان مع محيطه والعالم .

مرجع روحي دافع عن موقف الرئيس امين الجميل الاخير ووصف رد فعل حزب الله عليه بانه لم يكن موفقا

مسؤول بارز امل بان تتفهم بكركي موقفه من السلطة من منطلق الحال السياسية والاجتماعية الصعبة في لبنان وليس على اساس اي تباين مذهبي .

البلد

تشهد احياء في الضاحية الجنوبية بعد منتصف الليل اطلاق نار من اسلحة رشاشة تردد انها بسبب ملاحقات امنية او تصفية حسابات غير سياسية .

جهات معارضة رأت في موقف الرئيس بري الرافض للنزول الى الشارع لمعالجة قضايا مطلبية بانه محاولة تجديد لدور وسطي .

يقال ان قيديا فلسطينيا في لبنان لم يستطع ان يفرض على الحكومة اللبنانية التعامل الجدي والسريع مع قضية نهر البارد رغم الوعود التي بحوزته .

النهار

أكد مسؤول سابق انه غير مرشح لاي موقع وان قراره نهائي ولا رجوع عنه داعياً الى ابقائه خارج التداول.

نبّه مرجع سياسي إلى الأخطار التي يمكن أن تنجم عن اللجوء الى الشارع مطالباً بتحييده عن الصراعات السياسية حفاظاً على أمن الناس والمؤسسات.

كشفت مصادر مطلعة استياء مسؤولين في عاصمة عربية معنية بالوضع في لبنان من بعض اصدقائهم ولا سيما من يتخذون مواقف محايدة من الأزمة الرئاسية.

المستقبل

تدور مشاورات عربية بعيدة من الاضواء بالنسبة الى تبني اجتماع الجامعة الأحد فكرة الدعوة الى عقد قمة استثنائية منتصف شباط في القاهرة.

عُلم ان السلطات الحدودية السورية منعت خلال اليومين الماضيين السيارات الخصوصية المتوجهة الى لبنان من تحميل مواد تموينية عائلية.

ألغى موفد برازيلي رفيع زيارة كانت مقررة له للبنان لبحث الاجتماع المقرر عقده في بوينس ايرس لوزراء خارجية الدول العربية واميركا اللاتينية الشهر المقبل تمهيداً لقمتهم المرتقبة.

اللواء

عرضت أكثر من دولة عربية استضافة الإسكوا والهيئات التابعة للأمم المتحدة والتي يعمل فيها أكثر من ألف موظف مع تقديم التسهيلات المغرية إذا خرجت من بيروت·

عادت أوساط في المعارضة تُجدد طرح أسماء قديمة في اللائحة البطريركية للرئاسة الأولى!·

عالج اتصال هاتفي بين مسؤول عربي ومرجع لبناني ذيول اللقاء الأخير الذي وُصف بأنه كان عاصفاً بينهما·

السفير

نقل وزير خارجية سابق معلومات من احدى الدول الاوروبية تتحدث عن أزمة خانقة على الأبواب , يصار بعدها الى انتخاب رئيس الجمهورية .

تبين ان عددا لا بأس به من الوزارات يفتقد المديرين العامين ومن ينوب عنهم , في حين يتعذر تعيين البدائل .

عاد مرجع سابق من دولة عربية بانطباع يفيد ان لا شيء قريبا على مستوى الاستحقاق الرئاسي .

 

المفتي الجوزو:نناشد الدول العربية عدم عقد القمة في دمشق لأنها تتآمر على العرب وقضاياهم لصالح المشروع الفارسي

"حزب الله" يريد تحويل لبنان الى مقاطعة تحكم من ولاية الفقيه ولن يصغي للارادة العربية او الدولية لأنه يتسلح ويتمول من طهران

وطنية - 23/1/2008 (سياسة) رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم ان "المعارضة قرأت مبادرة الجامعة العربية باللغة الفارسية لأنها لم تعد تؤمن باللغة العربية ولا تريد ان تفهم ما يريده الشعب اللبناني وما يريده العرب وما يريده الرأي العام الدولي".

أضاف: "لغة واحدة يفهمها "حزب الله" هي اللغة الفارسية، لقد تخلى الحزب عن العروبة والعرب، وكفر بالعروبة والعرب وأصبح جزءا لا يتجزأ من المشروع الفارسي. مشكلة الحزب ان فلسفته تقوم على قلب الحقائق، وانه يفسر التاريخ تفسيرا مذهبيا، كما يفسر المبادرات العربية والدولية تفسيرا مذهبيا، والتفسير المذهبي يقوم على قلب الحقائق والتشكيك بالمصادر الموثوق بها والتي قررت النص ونقلته الينا وأجمعت عليه ليخترع نصا جديدا يتفق مع أهوائه وتوجهاته".

تابع "تفسير التاريخ وتفسير النصوص له ترجمة خاصة عند "حزب الله" وهذا التفسير يقلب الأبيض الى أسود ثم يصدق نفسه في ما يقول ويدعي ويحاول فرضه على الآخرين كحقيقة مقدسة. يصبح الموضوع أصلا ويصبح الأصل موضوعا. وهكذا يفسرون المبادرة العربية على أساس هذا النهج. والمشكلة ان "حزب الله" يكذب على نفسه ويظن انه بهذا يستطيع خداع الجماهير، واذا بالكذب يصبح قاعدة يلتزم بها جميع الناطقين باسم الحزب".

وقال: "يرددون كالببغاوات تلك الاكاذيب ظنا منهم ان الناس تتأثر بالاعلام الكاذب، وان الناس لم تعد تفرق بين الصدق والكذب. يكذبون عمرو موسى، ويشنون حملة عليه وهو الذي كان وراء المبادرة العربية وهو الذي وضع خطوطها مع وزراء الخارجية العرب. يصبح صاحب المبادرة لا يعرف اللغة العربية ويصبح الكذبة هم أصحاب المشروع وهم الذين يفسرون حسب شهواتهم ونزواتهم وأهدافهم الخبيثة، خصوصا عند "حزب الله" وهي ترجمة فارسية اي انها تخضع للمشروع الفارسي الذي يعتمد على العميل السوري والعميل اللبناني في ترجمة المواقف حسب أهدافه الاقليمية والمذهبية التي يعمل على فرضها بالقوة وبالمال وبالسلاح على مجتمعنا العربي. هي حركة تمرد على العرب وعلى الأمة العربية وعلى حضارة العرب ودين العرب لأن الفرس هكذا يسمون الدين الاسلامي دين العرب".

أضاف: "من هنا تتضح أبعاد المشروع الفارسي، ان يصبح الدين فارسيا واللغة فارسية والسياسة فارسية. "حزب الله" يريد ان يحول لبنان الى مقاطعة فارسية تحكم من طهران، من ولاية الفقيه. لذلك لن يصغي للارادة العربية ولا للارادة الدولية لأن طهران هكذا تريد منه وهو يعيش ويتسلح ويتمول ويقوى عوده من خلال هذه الادارة. يريدون ان تنحاز الجامعة العربية الى باطلهم، ويهاجمونها اذا وقفت الى جانب الحق والعدل. من يشاركهم أحقادهم وكذبهم ودجلهم هو وطني ومقاوم، ومن يقف موقف الحق والصدق يصبح عدوا لهم. نناشد الدول العربية الا تعقد قمتها في دمشق لأن دمشق لم تعد عربية وليست أهلا للدفاع عن القضايا العربية، بل هي تتآمر على العرب والعروبة لصالح المشروع الفارسي".

 

عرض مع سفير ايطاليا للاوضاع والتقى طربيه ورأس اجتماعا للمطارنة الموارنة

صفير: مخططات كثيرة يرسمونها لنا والبعض ينفذها

المركزية - لاحظ البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ان هناك مخططات كثيرة يرسمونها لنا وان البعض ينفذها، وأمل في ان تتحسن الاحوال وان يعود لبنان الى وضع طبيعي.

استقبل البطريرك صفير وفدا من المكتب التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة رئيس الرابطة الدكتور جوزف طربيه الذي قال بعد اللقاء: "تعرفون ان بكركي هي رمز للمسيحية ليس فقط في لبنان انما في المشرق، وتاليا ان الصدام مع البطريرك هو خطأ سياسي فادح يجب تجنبه لانه يثير حالا من الاستياء والغضب فليس فقط لدى المسيحيين انما ايضا لدى معظم اللبنانيين، وذلك نظرا الى دور بكركي في الكيان اللبناني وما تجسّده من قيم يشترك معظم اللبنانيين فيها، ونحن نثمّن موقف البطريرك وشجاعته وهو أظهر قدرا كبيرا من التسامح والغفران وليس ذلك مستغربا على دور الراعي الذي يريد جمع الرعية".

اضاف: "نحن سنعمل على تنقية الجو المسيحي واللبناني قدر المستطاع لان الناس ملـّت السجالات والشجارات ونعرف ان اللبنانيين مختلفون حتى على البديهيات، والوضع صعب وقد استعصى على كل المبادرات سواء أكانت داخلية او خارجية، ولكن في النهاية لا بد للبنانيين من ان يجلسوا سوياً ويعالجوا شؤونهم لان العالم في النهاية سيملّ من قضيتهم، والعالم يتقدم بينما نحن نتأخر وأصبحت السياسة بالفعل معطلة للمؤسسات الدستورية وللاقتصاد وتهجير اللبنانيين، وما يحصل يقتضي وضع حدّ له".

وعما اذا كانت الرابطة ستقوم بالاتصالات من اجل لمّ الشمل الماروني قال طربيه: "نحن على اتصال مستمر مع الجميع ونعتبر انه ليس من مصلحة أحد ان يثير أجواء التشنج، كأنه يكفينا التشنج الآتي من الخارج وينعكس على وضعنا الداخلي، وتاليا نحن في غنى عن كل صدام وتشنج، وسعينا ونسعى الى تجنب تكرار ما حصل لان لا مصلحة لأحد فيه.

وفد القوات في عكار: وأمام وفد من القوات اللبنانية في عكار برئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشا الذي اشاد بمواقف البطريرك الوطنية ومتضامناً معه ضد الحملة التي طاولت بكركي وسيدها قال البطريرك صفير: "اننا نسأل الله ان يبدل هذه الايام بغيرها لكي تكون ايام سلام ووئام، ولكن يبدو ان هناك مخططات كثيرة يرسمونها لنا والبعض منا ينفذها وهذا يجب ألا يكون، ونسأل الله ان يهدينا سواء السبيل لكي نعمل جميعا كلبنانيين يدا واحدة وقلبا واحدا في سبيل اعادة لبنان الى سابق عهده من الاستقلال والحرية والسلام الدائم".

بعدها استقبل البطريرك صفير وفدا من أهالي بلدة المجدل - جبيل برئاسة الياس يوسف عساكر لتأييد مواقف بكركي وسيدها. والقى البطريرك كلمة رحب فيها بالوفد وقال: "أتيتم ونحن نشكركم، والايام ليست فرحة والوضع في البلد هو كما تعرفون، ولكننا نأمل في ان تتحسن الاحوال وأن يعود لبنان الى وضع طبيعي وان يستقر الناس فيه وأن يوطدوا ثقتهم ببعضهم البعض وبوطنهم.

اضاف: لبنان لا يقوم به الا ابناؤه، وقد سمعناكم تقولون انكم حاضرون في حالي الحرب والسلام، نحن نريد حال سلام ولا نريد حال حرب ونحن اخوة مهما تقلبت الاحوال والاخوة يعاملون بعضهم بعضا بالمحبة وبالتساند وبالمساعدة، وهذا يجب ان يتم في ما بينكم، واننا نجدد لكم شكرنا، ونسأل الله ان يعيد الى وطننا لبنان ما عرفه ابناؤه من قبل وهو السلام والامان والمحبة".

حواط: واشار الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان حواط بعد لقائه البطريرك صفير الى انه "من الطبيعي ان نكون جميعنا حول هذا الصرح البطريركي وفي خدمته على اعتبار ان بكركي وعلى رأسها السيد البطريرك هي مرتكز الايمانين الوطني والديني".

اضاف: "ان السيد البطريرك رأس الكنيسة وهو يحمل شؤونها وشجونها والمؤتمن على عقيدتي الغفران والتسامح، يتسع صدره لكل ابنائه ورعيته ولكل لبنان".

ثم استقبل البطريرك صفير رئيس "الحركة الاجتماعية اللبنانية" المهندس جون مفرج الذي قال بعد اللقاء: "تنعكس التطورات والتداعيات تنعكس على المسيحيين، بشكل اصبح من الصعب تداركها واللحاق بها وكأنها اصبحت اقوى منهم واقوى من لبنان، هكذا نرى ان مواقع المسيحيين المميزة اصبحت في مرمى الاستهدافات، وكان اخرها الحصن الوطني واللبناني، صرح بكركي وسيدها البطريرك الذي اعطى له مجد لبنان".

اضاف: اننا ندعو الى "التضامن مع سيد هذا الصرح، خصوصا في ما خص ملء الفراغ وانتخاب رئيس جمهورية حالا ومن دون ابطاء لاقفال الباب الاكبر الذي يستغله اعداء هذا الوطن لتمرير مخططاتهم المشبوهة وابرزها مخطط هنري كيسنجر، لتهجير المسيحيين والذي يتقاطع مع ما يجري اليوم من ضرب لمقومات الوجود المسيحي بكل مواقعه الرئيسة: السياسية والعسكرية والدينية، لاكمال تفريغ لبنان من الطائفة الحامية لاستقلاله ابا عن جد، ولتسهيل تمرير مخططات اخرى مشبوهة تخدم اطرافا خارجيين، وليس التوطين سوى واحد منها وان كان ظاهرها (ظاهر المخططات) اغراء بعض الساسة المسيحيين، تمهيدا لاغراقهم جميعا عبر الهائهم بعض الشعارات والمطالب الفارغة والواهية". وقال: "من هنا انا الارثوذكسي، أطلق صرخة مدوية، علها تخترق عقول الزعماء الموارنة كافة لاقول احذروا زيادة التورّط في هذه اللعبة، فقد أكل الدبّ الابيض يوم أكل الدبّ الاسود. سفير ايطاليا: والتقى البطريرك صفير بعد ذلك سفير ايطاليا في لبنان غبريال كيكيا وتم عرض للتطورات الراهنة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ومن الزوار ايضا رجل الاعمال نصري الخوري، ثم رئيس "التيار الشيعي المستقل" الشيخ علي سعدون زعيتر، ثم البروفيسور خير الله غانم، والعميد الركن المتقاعد منير البجاني. وكان البطريرك صفير رأس اجتماعا للمطارنة الموارنة خصص لدراسة نصوص المجمع البطريركي الماروني المتعلقة بالبطريرك والمطارنة ورسالتهم.

 

الذكرى الأولى لأحداث23 كانون الثاني إذا إشتعلت الأرض فلن ينجو أحد

الهام فريحه.

اليوم 23 كانون الثاني الذكرى السنوية الأولى لأعمال قطع الطرقات في البترون وجبيل ونهر الكلب ونهر الموت ومستديرة (الصياد) وطريق المطار، حينها كاد البلد أن يتفجر لولا حكمة قيادة الجيش التي تركت الأرض تُنفِّس الإحتقان من دون أن تنفجر، ولم يُصدِّق أحدٌ يومها أن ذلك النهار إنتهى على خير من دون قطرة دم، وفهم الجميع آنذاك أن (لعبة الأرض) سيفٌ ذو حدّين، ولا أحد يخرج منها منتصراً بل هي تُحرق المطالب والشعارات والأهداف.

على مضض سُحبَت ورقة التصعيد من الأرض تمهيداً لتصعيدٍ من نوع آخر، وقبل أن يتم التفكير بهذا النوع الآخر، جاءت أحداث الجامعة العربية، فتأكد الجميع أن الأرض قنبلة موقوتة قد تنفجر في مَن يلمسها. آنذاك كان هناك رئيس جمهورية، وكانت إذا سقطت الحكومة بالإمكان تشكيل حكومة جديدة.

اليوم ماذا يجري? الذين حرّكوا الأرض منذ عام تماماً، يبدو أنهم لم يجدوا بُدّاً من إعادة تحريكها، فهل نسوا المخاطر? السبب الظاهري للإحتجاج هو إنقطاع الكهرباء، ولكن هل هذه الحكومة هي المسؤولة وحدَها? معظم الذين نزلوا إلى الشارع لا يدفعون الفواتير لأن لا عدادات لديهم، لأنهم يستهلكون التيار مجاناً، ففي أي دولة في العالم يسمح مواطنٌ لنفسه أن يستهلك التيار مجاناً ثم يحتج على الدولة لأنها قطعته عنه? هذا عن اليوم، ولكن ماذا عن الأزمة المزمنة للكهرباء ألم يكن وزير الطاقة السابق المرحوم جورج افرام صاحب مشروع لإعادة تأهيل الكهرباء وأُرغم على الإستقالة لأن مشروعه لا يتضمن هدراً? ألم يوافق كل وزراء الطاقة الذين تعاقبوا على الوزارة على (مشروع الهدر)?

لماذا لا يُحاسَب هؤلاء مع محاسبة هذه الحكومة? كم من المرات حاولت الحكومات السابقة إنهاء العقود السابقة، فهل إستطاعت?

مَن كان يتدخل آنذاك أليسوا التركيبة السابقة? لماذا لا تُقال كل هذه الحقائق للناس?وإستطراداً، هل ما جرى أول من امس في مناطق سليم سلام والضناوي وقبله في المشرفية وطريق المطار والجناح، يُصحِّح الوضع?  من التلاعب بالكهرباء إلى اللعب بالنار، لكن المسألة أكبر من ذلك بكثير، ولم يَعُد خافياً على أحد أن هناك مشروعين في البلد، وأن القرار ليس في الداخل، فهل نترك البلد يحترق ليتم ترجيح مشروع على مشروع? إتركوا الناس يعيشون ولتأخذ اللعبة السياسية مداها، ولكن أن يتم أخذ البلد رهينة إلى حين تحقيق أحد هذَين المشروعين!هذا حرامٌ لا تَقرُّه كل الشرائع السماوية. إتقوا الله، فإذا إندلعت النيران في البلد فإنها لن تستثني أحداً، حتى أولئك الذين يعتقدون بأنهم في منأى عنها.  

 

البطريرك المعوشي في رسالة الى النواب الاعزاء: كركي اضطرت الى التدخل لمصلحة الوطن

وزعت "رابطة سيدة ايليج" امس نص مذكرة حصلت عليها من الارشيف،وهي صادرة عن البطريركية المارونية خلال ايام البطريرك المعوشي موجهة الى من تصفهم ب "أبنائها النواب الاعزاء" بتاريخ 5 نيسان 1966.

وجاء في المذكرة التي نصها انذاك المطران نصرالله بطرس صفير امين سر البطريركية:

ان البطريركية المارونية التزمت خلال العشرين سنة الأخيرة من حياة لبنان الاستقلالية، موقفاً حيادياً ازاء معظم القضايا العامة، على الرغم مما القاه على عاتقها الميثاق الذي اقرّه المؤتمر الوطني المنعقد في بكركي بتاريخ 25 كانون الأول 1941 من مسؤوليات، في ما أولاها من ثقة غالية لتحقيق الأهداف الاستقلالية، والسهر على سلامة الأسس التي تراضى اللبنانيون عليها لبناء صرح الاستقلال.

واذا كانت البطريركية اضطرّت الى التدخل في بعض الظروف، فلأنها وجدت نفسها أمام حالات خطيرة، تتعلّق اما بسلامة البلاد أو بمصير الحكم، وهي في مواقفها هذه لم تستلهم سوى مصلحة الوطن، ولم تسترشد الا بخطوط الميثاق الوطني وما يفرضه من التزامات لتعزيز وحدة سليمة بين المواطنين.

وتقيداً بروح هذا الميثاق وبنوده، ورغبة في إعطاء الدليل على مدى الوفاء للعهود المقطوعة، خرجت هذه البطريركية، في ظروف معينة، على واقعها الطبيعي لأنها آمنت بأن الوحدة الوطنية، اذا توافر لها التكافؤ، تكون أنجع الضمانات لسلامة هذا الوطن العزيز واستقراره وازدهاره، وكانت البطريركية في هذا المجال تأمل ان يقدّر المؤمنون قيمة تضحياتها، وأن يدرك الناقمون حقيقة أهدافها بحيث يلتقي الجانبان على صعيد واحد من الأخوّة الحقيقية وفي مجالات الصدق بالتعاون والاخلاص للوطن.

والبطريركية في ادراك مسؤولياتها، تستوحي تقاليدها التاريخية العريقة وتتجه بأنظارها دوماً الى الغاية السامية المنشودة، وهي صيانة لبنان وكرامته ومصالحه العليا، في إطار واقعه التاريخي، ومبررات وجوده، وكل إنحراف عن هذه القاعدة الأساسية من شأنه ان يسبب فقدان التوازن التقليدي بين الفئات اللبنانية ويثير القلق والإرتياب.

فالبطريركية، مع تقديرها خطورة الموقف، تودّ مخلصة أن تظلّ أمينة لعهودها، وتتمنى أن تتاح لها الفرص للمحافظة على رسالتها، بتعزيز الوحدة والالفة والمحبة والخوّة، في أسمى المفاهيم الوطنية وأصفاها.

وقد رأت من واجبها، في هذه الظروف الدقيقة، أن تلفت أنظاركم الى خطورة الحالة، وتناشدكم تحمّل مسؤولياتكم إزاء وطنكم وضميركم، في مستوى الرسالة الوطنية الملقاة على عاتقكم، بإعتباركم الرقيب المباشر على الشؤون العامة، وهي واثقة من أنكم، في ما تتخذونه من خطوات عاجلة، ستكونون عند حسن الظّن، وأهلاً للحفاظ على الأمانة الغالية الموضوعة في عنقكم، ولن تفرطوا بها، فتعملوا بكل شجاعة وتجرّد على صيانتها، في جميع الحالات من كل خطر أو عبث أو تلاعب.

وأبواب البطريركية مفتوحة للتعاون المثمر في سبيل قيام وحدة شريفة وعادلة، تصون حقوق الجميع ومصالحهم، والله يرعاكم بعنايته ويحفظ لبنان.

بكركي في 5 نيسان 1966

امانة السر

 

زيارة سامي الجمي لمسيحيي الأطراف

الزيارة التي قام رئيس مصلحة الطلاب والشباب في حزب الكتائب الى اقصى الجنوب وتحديدا الى البلدات المسيحية في القطاع الاوسط وهي رميش وعين ابل ودبل تمثل في المعنى السياسي الزيارة الاولى التي يقوم بها قيادي مسيحي رفيع المستوى الى الشريط الحدودي منذ زمن طويل جدا، وكان اخرها استنادا الى العارفين جولة عميد حزب الكتلة الوطنية ريمون اده في ارجاء الجنوب تضامنا مع اهله ومساندة لهم في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية وتجاوزات التنظيمات الفلسطينية المسلحة التي عاثت فوضى في ارجاء الجنوب تحت لافتة "المقاومة الفلسطينية".

وزيارة سامي الجميل في تعبيراتها هي لأعادة وصل ما انقطع بين مسيحيي المركز في بيروت ومسيحيي الاطراف الاكثر بعدا عن بيروت والثقل المسيحي في جبل لبنان والشمال. ذلك ان الحضور المسيحي في الجنوب ارتبط تقليديا بالقيادة الشيعية المهيمنة سياسيا على الجنوب، اكانت زعامة تقليدية عائلية نظير آل الاسعد والخليل او حزبية محدثة مثل "حركة امل" و "حزب الله" اللذين انتقلا بالحال السياسية في الجنوب من حال التعددية السياسية بين الاقطاع والاحزاب المعارضة له مثل الحزب الشيوعي والحزب السوري القومي الاجتماعي الراسخ الحضور في الجنوب، الى ثنائية الهمينة السياسية على مختلف اوجه الحياة السياية وحتى الاجتماعية،والتي لم تتوقف عند حدود المدن والبلدات والقرى المسيحية في اقضية الزهراني وجزين ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل، بل دخلتها بقوة لتحشد المؤيدين والانصار للحزب والحركة حتى داخل الطائفة المسيحية بمختلف مذاهبها الارثوذكسية والمارونية والكاثوليكية وحتى البروتستانتية في قرية علما الشعب مثلا المجاورة لمدينة صور.

وفي هذا الاطار يمكن الحديث عن حضور كتائبي قديم جدا في مختلف الانحاء المسيحية في الجنوب، والتي يبلغ عددها 101 بلدة وقرية مختلفة الاحجام، تشكل مجتمعة على لوائح الشطب ثاني اكبر طائفة في الجنوب بعد الطائفة الشيعية. وللكتائب حضور مهم فيها يمتد على مختلف اقضية الجنوب وخصوصا في جزين وشرق صيدا ومرجعيون، ورغم وفي قضاء النبطية مثلا تنشط الكتائب في البلدات المسيحية الست وتملك اقساما نشطة في الكفور، صربا، بفروة وعزة ولديها تاريخ طويل من العمل السياسي في هذه الانحاء وهي خاضت الانتخابات البلدية الاخيرة بقوة وتمكنت بالتحالف مع العائلات وقوى اخرى من حشد نسب مهمة من اصوات الناخبين. اما في انحاء جزين والزهراني فاللكتائب حضورها ايضا وهي تتقاسم الجمهور عينه مع حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وامتدادا الى مرجعيون وحاصبيا فان للكتائب حضورها التاريخي هناك رغم قوة الروابط العشائرية داخل القرى المارونية التي تدين بالولاء تقليديا الى مؤسسة الجيش والدولة اللبنانية في شكل عام على اعتبار ان رئيس الجمهورية ماروني.

يختلف الامر في انحاء بنت جبيل المسيحية حيث تخف الروابط العشائرية وخصوصا في البلدات الكبرى مثل رميش وعين ابل والتي تدين بالولاء الى مؤسسة الجيش جريا على عادة مسيحيي الاطراف،وينخرط شبابها بكثافة في المؤسسة العسكرية، في حين يتوزع المحازبون فيها تقليديا على الاحزاب المسيحية النشطة ومنها اليوم "التيار الوطني الحر"، "القوات اللبنانية" و الكتائب والاحرار. ومن هذا الباب كانت زيارة الجميل الابن في اطار جولة واسعة بدأها على كل مناطق الاطراف بدءا من رميش الى اقصى عكار وراس بعلبك والقاع، للوقوف الى جانب المسيحيين هناك واشعارهم انهم جزء لا يتجزأ من المجتمع المسيحي ولو ابتعدوا عنه في المسافة، حسب سامي الجميل الذي يرى ان الجميع يتحدث عن المسيحيين وحقوقهم والعمل في سبيل اعلاء شأنهم، لكن احدا لا يكلف نفسه عناء الاستماع الى الاهالي على ارض الواقع وما واجهوه وما يعانون منه من مشكلات اجتماعية وانسانية وحتى سياسية.   

 

الأمين: اجتهادات المثالثة تخفي رفض المبادرة

المستقبل - الاربعاء 23 كانون الثاني 2008 - العدد 2854 - شؤون لبنانية - صفحة 3

 أعلن مفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الأمين أن "المبادرة العربية فشلت نتيجة تفسيرات واجتهادات المثالثة التي تخفي رفض المبادرة العربية من اساسها، وهي اجتهادات في وجه صاحب النص والمبادرة، وهي أكثر بشاعة وقبحا من الاجتهاد في مقابل النص المرفوض من كل العقلاء في العالم".

وقال أمام وفود شعبية ورجال دين وشخصيات زارته في دار الافتاء الجعفري في صور: "إننا نسأل الذين كانوا يفخرون بأنهم للدستور لا يخالفون وأن المهلة الدستورية لن تنتهي الا ويكون للبنان رئيس للجمهورية، أين اصبحت وعودهم؟. نحن محزونون ونشعر بمرارة من إفشال المبادرة العربية التي كانت فرصة لإخراج لبنان من ازمته الراهنة واطلاق عجلة الدولة". أضاف: "إن المبادرة العربية كانت تحمل صيغة ليس فيها خسارة لأحد والغالب هو وحده لبنان. يجب أن يكون بيننا شجعان وكبار يتنازلون عن حصص من اجل الوطن". واعتبر "أن تأجيل حل الأزمة في لبنان قد يؤدي الى التدويل الذي يفرون منه".

واشار الى "ان موعد الجلسة ذهب الى شباط وكما يقال "شباط ليس عليه رباط"".

 

طبول الحرب

مصطفى علوش(*)

المستقبل - الاربعاء 23 كانون الثاني 2008 –

"وما الحرب إلا ما عرفتم وذقتمُ وما هو عنها بالحديث المرجّم" (زهير بن أبي سلمى)

في أوائل القرن الخامس عشر، أسس الملك سيغيسموند الهنغاري أخوية "التنين" السرية لنصرة المسيحية وحماية الامبراطورية الهنغارية من هجمات الأتراك. وقد ورث "فلاد الثالث"، حاكم ولاية "ولاشيا" التي أصبحت الآن جزءاً من رومانيا، عضوية هذه الأخوية عن أبيه لشجاعته في مواجهة هجمات الأتراك المتكررة.

تضاربت المعلومات عن فلاد، ولكن معظم المراجع تجمع على أن شهرة هذا الحاكم كانت من وحشيته في اخضاع رعيته وفي مواجهته لاعدائه. ويروى انه كان يأمر بتقطيع أجساد ضحاياه ويعرضها على اوتاد في وسط المدينة لتكون عبرة لمن اعتبر.

ومع ذلك، فقد كان يتمتع بدعم الكنيسة وذلك لدوره المميز في حماية الايمان المسيحي من الأتراك، لقب فلاد بدراكولا، وهي إما نسبة إلى أخوية التنين "nogarD" او نسبة إلى الشيطان ومعناه بلغة المنطقة "دراكو".

لقد أوحت قصة فلاد للكاتب "برام ستوكر" بقصة الكونت دراكولا المشهورة.

كان من الواجب على منظمي مهرجان السيد حسن نصرالله الأخير أن يضعوا التحذير التالي على مداخل الملعب حيث حصل التجمع: "على الاطفال دون سن الثامنة عشرة والحوامل ذوي القلوي الضعيفة او من لا يتحملون المناظر المرعبة ألا يدخلوا، لأن عرض اليوم يشتمل على مشاهد أجزاء بشرية مقطعة". لو حصل ذلك لكان التجمع خسر أكثر من ثلثي كثافته لأن معظم جمهور السيد هو من الأطفال والمراهقين الذين يعدهم ليكونوا وقوداً لمشروعه الكارثي.

ولكن، وبغض النظر عن الرسالة التي كان نصرالله يريد توجيهها من خلال العرض التنكيلي بجثث الاعداء، ولا أظن انه مستمد من أصول الدين الحنيف، فان كان يريد ان يستدرج العدو إلى مبادرة حسن نية جديدة، فما كان عليه الا ان يلجأ إلى قنواته المخابراتية المعهودة، ليمرر صفقة قد تتضمن تبادل الأشلاء بتاجر السلاح السوري الأسير في اسبانيا، أو بالموقوفين في بوينس ايريس في قضية تفجير الكنيس اليهودي، أو ربما بضابط آخر من الحرس الثوري الايراني موقوف في ملف ما، في مكان ما من العالم.

ولكن الواضح من خلال هذا الاعلان الفضائحي هو انه يريد ان يستدرج العدو الاسرائيلي، في فورة من الغضب، ليشن حرباً جديدة على لبنان، يكون ضحيتها الأولى القرار 1701 والقوى الدولية في الجنوب، والأهم ضرب الجيش اللبناني اما في قوته واما في هيبته، ليعود "حزب الله" اللاعب الوحيد في الأرض، ويعود لبنان ساحة مفتوحة لنزوات القيادة الايرانية ولرسائل بشار الأسد الدموية.

أما لناحية قوله بأنه سوف يتمكن من تغيير المعادلة الاقليمية اذا شنت اسرائيل حرباً جديدة، فاذا كان يقصد انه قادر على هزيمة اسرائيل بشكل حاسم يعيد حقوق العرب المغتصبة، ويرجع القدس ويدفع المحتلين إلى البحر، فما الذي يمنعه من المبادرة بذلك دون انتظار العدو للمبادرة؟. ولكن الواقع هو ان تغيير المعادلة الاقليمية بالنسبة الى نصر الله يعتمد على تغيير الواقع القائم اثر القرار 1701 وتغيير المعادلة السياسية الداخلية التي فرضتها انتخابات 2005 النيابية.

الواقع الثاني هو ان الامين العام لـ"حزب الله" أراد الاستفادة من تفجّر المشاعر الكربلائية ودمجها بأخبار الأشلاء المقطعة وفي الوقت نفسه تجديد هجومه على الحكومة والأكثرية، ان يحضر جمهوره إلى حالة يمكن تحليل اهدار الدماء فيها من خلال ربطها بمسائل الخير والشر ومسائل الظلم التاريخي وتداعياتها في الموروث الثقافي الجماعي لجمهوره.

أما الواقع الثالث فهو ان نصر الله توقع مسبقاً فشل امكانية وضع انقلابه القادم تحت شعارات مطلبية وذلك لمعرفة الجميع بدوره ودور حزبه في تعطيل الحياة الاقتصادية وضرب مصالح الفئات الأكثر ضعفاً في خبزها اليوم، وقد اثبتت التجارب السابقة هزل قدرات هذا الحزب على الحشد تحت الشعارات المطلبية وهذا ما أثبتته السيناريوات الفاشلة السابقة.

لذلك فانه اختار وضع العناوين السياسية كشعار لمحاولاته القادمة حتى يتمكن من اكتساب مصداقية أكبر. والجدير ذكره هو ان جمهور الحزب، والمربوط مباشرة بدورة الحياة الاقتصادية الخاصة بدولة "حزب الله"، لا يتأثر عادة، ولا يؤثر بالحراك المطلبي العمالي.

أما الواقع الرابع، الذي اصبح استراتيجية ثابتة لدى "حزب الله" فهو سياسة التوتير الدائم الذي يؤدي إلى تردي الحالة الاقتصادية إلى حد الانهيار، وهذا ما يفكك ارتباط المواطن بالدولة، وفي الوقت نفسه يساهم في هجرة رؤوس الأموال، وتطفيش النخب على مختلف المستويات. ان هذا الوضع في حال استمر سوف يترك لبنان لقمة سائغة في فم الولي الفقيه. لقد قال الأمين العام لـ"حزب الله" في آخر مقابلة له إن حال لبنان لا تزال افضل من حال فلسطين والعراق وباكستان، ويبدو انه ومن خلال رؤياه سوف يسعى الى جعل لبنان، أو جزء منه، نسخة عن غزة.

لماذا هذا الكلام؟ لأنه على اللبنانيين عامة، واهل جنوبه خاصة ان يعلنوا انهم يرفضون اقحامهم في مغامرة جديدة قد تطيح أرواح آلاف جديدة من خيرة ابنائهم، وتحول البيوت الى ركام ممزوجة بأشلاء الشهداء. حواشي: "لبنان الآن يشبه ايران عام 1977، ولو نراقب ونعمل بدقة وصبر، فانه ان شاء الله سيجيء إلى احضاننا، وبسبب موقع لبنان وهو قلب المنطقة، وأحد أهم المراكز العالمية، فإنه عندما يأتي لبنان إلى أحضان الجمهورية الاسلامية، فسوف يتبعه الباقون".

حجة الاسلام فخر روحاني سفير ايران في لبنان سابقاً صحيفة "اطلاعات" الايرانية 1984

"يجب ان نعمل على انضاج الحالة الجهادية، فعندما يكون في لبنان مليون جائع، فان مهمتنا لا تكون في تأمين الخبز، بل بتوفير الحالة الجهادية حتى تحمل الأمة السيف في وجه كل القيادات السياسية".السيد حسن نصرالله

جريدة "النهار" 27/1/1986

(*) نائب لبناني عضو كتلة "المستقبل"

 

المر: المتنيون راقون ولا يحبون النزول الى الشارع

وكالات/اكد النائب ميشال المر ان المبادرة العربية تتضمن ثلاث نقاط لصالح المسيحيين فلن ننزل الى الشارع".

وردا على سؤال في شأن مطالبة رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بإعطاء المعارضة الثلث زائدا واحدا في الحكومة المقبلة تحت طائلة النزول الى الشارع ، اجاب المر "نحن في المتن راقون ولا نحب النزول الى الشارع". وشدد المر على ضرورة التعاطي بإيجابية مع المبادرة العربية، وجدد التأييد لها قائلا "يجب أن تستمر ببنودها الأول والثاني والثالث"، مؤكداً ان بنودها واضحة. ولفت الى ان "البند الأول من المبادرة يقول بانتخاب رئيس للجمهورية فورا وهذا ما لم نفعله بل ربطناه بمواضيع اخرى، والبند الثاني يعني انه لا نصف زائداً واحداً ولا الثلث المعطل في تشكيلة الحكومة القادمة دون ذكر اي أرقام". واعتبر المر ان البعض خلق "اسطورة من الارقام" حول عدد المقاعد الوزارية، الامر الذي أدى الى ان يقرر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مغادرة لبنان. وتابع "هناك أزمة في لبنان والرئاسة شاغرة فهل يجوز أن يبقى ذلك؟". وانتقد المر بشدة "الحملة على بكركي" واصفاً الكلام الصادر عن الوزير السابق سليمان فرنجية بحق البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس ن صفير ب"العيب"، لأن البطريركية هي مرجعية وطنية وليس فقط مسيحية". وتساءل "اذا لم يمش البطريرك بنظريتنا السياسية هل نستعمل لغة الشتائم بحقه؟".

 

النائب ابي نصر بعد النائب ميشال المر: التحرك والتظاهرات لا تطعم خبزا

بعد الموقف المدوي للنائب ميشال المر اليوم،والذي تصدى فيه لطروحات عون الداعية الى تدمير لبنان وتخريبه والتطاول على القيادات المسيحية التاريخية في قيادة الجيش وبكركي صدر ايضا موقف متمايز للنائب نعمة الله ابي نصر عضو "تكتل التغيير والاصلاح"، تسأل فيه: "لماذا التظاهرات الإضافية التي توصلنا الى العنف"؟ معتبرا "أن لا مفر من طاولة حوار في المجلس النيابي للتوصل الى الحل حتى لو استمرت الإجتماعات أيام وأيام". وقال ابي نصر في حديث اذاعي له ان التحركات في الشارع "لا تطعم خبزا ولا تؤدي الى أي نتيجة، فالعنف يوصل الى العنف والخراب، وأعتقد ان إحتلال العاصمة بيروت من المعارضة هو خير تعبير عن إحتجاجها على سياسة الحكومة، فلماذا إذا التظاهرات الإضافية؟ هذا لا يعني أن هذه الحكومة ليست مسؤولة عن كل ما يحصل ويجب أن تدعو هي أم أحد الفريقين الى الحوار، ونحن امام مشكلة كبيرة اليوم إذا استقالت الحكومة في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية والمجلس النيابي لا يجتمع فإلى اين نصل؟".

 

مَن ولماذا يحاولون إحراج ميشال سليمان لإخراجه؟

السفير

كيف أجمع بري ونصر الله وجنبلاط والحريري والعرب والعالم ... على «فخامة الجنرال»؟ 

يعيش لبنان مشهداً سوريالياً متمادياً. أزمة سياسية مفتوحة منذ ثلاث سنوات والكل «يبلّ» يده فيها، ولا تتوفر المخارج، لكأن لبنان صار ساحة ومتنفساً لكل صراعات المنطقة والعالم. جاء ترشيح قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان في هذا السياق السياسي المستحيل. فجأة، صار الرجل الأكثر استبعاداً من لائحة مرشحي الأكثرية هو المرشح الأول عند أول من استبعدوه وفجأة، صار الرجل الأكثر تأييدا من جانب المعارضة، المرشح الأخير و(المشتبه» في تبنيه من الخصوم... وبلغ الأمر حد «ارتكاب» جامعة الدول العربية «سابقة دبلوماسية وسياسية» بانتخاب رئيس دولة بالإجماع قبل أن يقرر نواب بلده انتخابه.

لم يأت ترشيح سليمان في سياق سياسي ودستوري طبيعي، بل في سياق أزمة دفعت بالبلد الى فراغ الرئاسة، في مشهد مشابه لما جرى في العام ,1988 ولو أن الظروف الداخلية والخارجية المحيطة بالاستحقاق الرئاسي والمرشحين قد تغيّرت. عندما كان الأميركيون يكررون، صبحا ومساء، ومعهم بعض اركان الأكثرية، أن تعديل الدستور «خط أحمر»، بوصفه «يشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1559 ولاتفاق الطائف والدستور اللبناني»، انبرى السفير الأميركي جيفري فيلتمان وعبر برنامج «توك شو» لبناني شهير الى اعتماد توليفة جديدة للقبول بالتعديل الدستوري، كان قد سبقه اليها، البطريرك الماروني نصرالله صفير في شهر آب المنصرم بقوله لـ(السفير» من مقر إقامته في الديمان «اذا كان الانقاذ يستوجب تعديل الدستور للمجيء بقائد الجيش رئيسا للجمهورية، فلا مانع في ذلك».

لم يكن امتحان المؤسسة العسكرية اللبنانية وقائدها في «حرب» مخيم نهر البارد هو البداية، ولو أنه شكّل محطة مفصلية. في الرابع عشر من شباط ,2005 لحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي ذروة الحملة الداخلية والدولية ضد سوريا والمؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية، وصل العماد ميشال سليمان الى قصر قريطم واجتمع بآل الحريري، وتوجه الى السيدة نازك وسعد وبهاء الحريري معزياً وواضعاً استقالته بتصرفهم، قائلا لهم «أنا أتحمل مسؤولية معنوية عن الجريمة بصفتي أحد المسؤولين عن الأمن في لبنان». وقد تركت كلماته أثراً كبيراً، سرعان ما عبّرت عنه عملية تحييد المؤسسة العسكرية ولو جزئياً من سهام حملة بلغت ذروتها بإدخال «الضباط الأربعة» الى السجن. دخل الجيش اللبناني في تحدي اختبار الذات والقدرة على الإمساك بالأمن، بعد انتهاء ما أسميت «مرحلة الوصاية» وخروج الجيش السوري من لبنان. مرت تظاهرة الثامن من آذار بخير وتحت حماية الجيش وتلتها مسيرة الرابع عشر من آذار. اعتمد ميشال سليمان قاعدة ذهبية في عمل المؤسسة العسكرية: «الدستور ينص على حماية حرية التعبير، وهو أقوى من القرار السياسي، وواجبي ان أنفذ القرار السياسي للسلطة السياسية المنبثقة من الإرادة الوطنية ومقياسه دوماً المصلحة الوطنيّة العليا».

نجح الجيش في تجاوز قطوعات الداخل الأمنية الكبرى من شباط 2005 حتى يومنا هذا بكل «صولاتها وجولاتها الميدانية»، وخاصة في مطلع العام ,2007 وتمثل الاختبار الثاني، في عدم مغادرة العقيدة القتالية الثابتة للجيش منذ مطلع التسعينيات والقائمة على العداء لإسرائيل، وترجم ذلك في محطات عدة، أبرزها «حرب تموز» حيث لعب الجيش اللبناني دوراً داعماً للمقاومة، ويومها قال ميشال سليمان «كل سلاح موجه ضد اسرائيل ليس سلاحاً عدواً بل هو سلاح صديق».

وبينما كان العالم منشغلا باحتمالات ملء الفراغ الأمني والعسكري في منطقة جنوب الليطاني، سواء بنشر «اليونيفيل» أو «المتعددة الجنسيات»، تحت الفصل السادس أو السابع الخ.. ابلغ قائد الجيش الحكومة اللبنانية جهوزية الجيش اللبناني للانتشار في الجنوب، فكان القرار التاريخي الذي أعاد الجيش الى أهله وأرضه، بعد 28 سنة من الغياب وتزامن ذلك مع نشر أكثر من ثمانية آلاف جندي على طول الحدود البرية الشمالية والشرقية بين لبنان وسوريا.

دفع الجيش اللبناني ثمناً باهظاً في «الكمين البارد». أكثر من مئة وسبعين شهيداً وأكثر من ألف وخمسمئة جريح بينهم عشرات المصابين باعاقات دائمة. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تضمن تهديدا مباشرا باستهداف كل المؤسسة ورموزها وأولهم ميشال سليمان، في أمر وصف بأنه بمثابة «حكم مبرم بالإعدام»، ولم تأت جريمة اغتيال اللواء الشهيد فرنسوا الحاج الا في هذا السياق الذي يطال في استهدافاته ومخاطره كل المؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة.

لم تتوان قيادة الجيش في زمن «البارد»، عن قرع كل الأبواب، من دمشق حيث يرتبط ميشال سليمان بعلاقة صداقة مع رئيسها بشار الأسد، مروراً بكل العرب، وخاصة السعودية التي استقبلته بصفته العسكرية وكرّمته مراراً، ومصر التي كسر رئيسها قواعد البروتوكول باستقبال قائد الجيش اللبناني في نهاية الصيف الفائت، وصولا الى واشنطن ومعها عواصم غربية أخرى رأت في تجربة الجيش اللبناني الناجحة ضد الارهاب الدولي، خير بطاقة اعتماد ولاحقاً مناسبة لتزكية الترشيح عدا عن أنها لم تتوان عن تقديم ما يمكن تقديمه من دعم ولو جاء متواضعاً للجيش، خاصة بعد «الكمين البارد».

غادر الجيش منطق الاتهامات المسبقة وما كانت التحقيقات تكشفه، كان يبقى ملك الأجهزة

القضائية والأمنية، وعندما طلب الأميركيون المشاركة في استخلاص العبر والدروس المستقاة من معركة نهر البارد ضد «الإرهاب الدولي» كان الجواب بأن التقييم يحصل مع القيادة حصراً ومن غير المسموح فتح أبواب المؤسسة أمام أي جيش أجنبي. حاول كثيرون إقحام الجيش في فخ الصراع الداخلي و«حوصرت» ميزانيته بالتقشف لأكثر من سنتين وأصابه ما اصابه ولكنه لم يتقاعس، وعندما كان المسيحيون يقتربون من بعضهم بعضاً، كما فعل ميشال عون العائد من منفاه الباريسي، يوم زار سمير جعجع في سجنه في وزارة الدفاع في اليرزة، كان هؤلاء يتناسون «الجيش الضامن»، حتى أن عون زار كل القيادات السياسية، بما فيها خصومه، ولم يقم بزيارة واحدة لقيادة الجيش وهيئة الأركان ولو للتعزية بشهداء «البارد»، لا بل كان لسان حاله دائماً أن ميشال سليمان «هو مجرد موظف» في «جيشه» (...) بينما كان سمير جعجع غارقاً في ذاكرة «حرب الإلغاء» ويراهن على الخارج لإبعاد «شبح العسكر» أو يتنطح للوقوف بوجه ميشال عون وكل من يسانده (الجيش ضمناً) عندما كان يأخذ على حليفيه سعد الحريري ووليد جنبلاط في اجتماع الفينيسيا «تقاعسهما وتراخيهما في قرار الدخول في مواجهة شاملة مع المعارضة»!

ولعل العلامة الفارقة، هي العلاقة التاريخية، التي تربط قائد الجيش بالبطريركية المارونية، وساهمت «المهام» التي اضطلع بها مدير مخابرات جبل لبنان سابقاً في تعزيزها، حتى أن البطريرك صفير كان يهنئه دائماً على ترفعه «لأن المسيحيين لا يتعلمون من دروسهم وتاريخهم، وهذا ما أثبتته التجارب، بل هم يعيدون تكرار مآسيهم ودائماً بطريقة أكثر درامية»! قال ميشال سليمان مراراً، لمن يعنيهم الأمر، منذ اليوم الذي اثير فيه الاستحقاق الرئاسي، إنه حريص على خدمة وطنه وأهله في أي موقع كان «ولكن ليس على حساب وحدة الجيش اللبناني ووحدة اللبنانيين. فأنا رمز للمؤسسة الوطنية الجامعة ولن أقبل الا أن أكون كذلك، واذا لم يوفقني الله اليوم، سيأتي يوم قريب أنهي فيه خدمتي العسكرية، وعندها سأنتقل الى العمل السياسي ولن أتردد في خوض كل المعارك السياسية بالنزاهة والمناقبية نفسيهما».

لم يبرز اي تناقض جوهري بين «الماروني الطبيعي» ابن بلدة عمشيت، والذي يعود أصله الى عائلة كلاب المرتبطة بصلة نسب مع آل لحود في عمشيت، والتي لم تخرج عن انتمائها الوطني ولم تعرف بعدائية للعرب عموماً ولسوريا خصوصاً، بل كانت ابنة شرعية لمحيطها الجبيلي الذي طالما شكّل نموذجاً للعيش المشترك حتى في أصعب المراحل.

كذلك، سجل لقائد الجيش، خاصة بعد الجريمة الكبرى التي مني بها الجيش في «البارد»، ابتعاده عن نزعة شوفينية برزت لدى بعض الضباط والجنود في خضم معركة نهر البارد، حيث كان دائما يحرص على التمييز بين عصابة «فتح الاسلام» وبين الفلسطينيين ابناء المخيمات ولطالما ردد بأنه لو لم يتمكن الجيش من حسم المعركة، لكنا شهدنا فصلا من فصول التحريض العنصري بين الأهالي اللبنانيين والسكان الفلسطينيين، حيث يستحيل بعد ذلك الحديث عن عودة ومصالحة وترميم وإعمار، مع الاعتراف بحصول تجاوزات. لم يبرز أي اختلاف جوهري بين «المسيحي الطبيعي» وإيمانه بانفتاح لبنان على العالم شرقا وغربا، ولعب وزير الدفاع الياس المر، دوراً مركزياً في عدد من «الصياغات الداخلية والخارجية»، الى درجة صعب فيها على المرشح الرئاسي أن يقال عنه أنه لا يحفظ الأصدقاء، وذلك في معرض تشكيك المعارضة باختياره المر وزيراً ضمن حصته الحكومية. واستطاع سليمان أن ينسج علاقة صداقة مع سعد الحريري الذي كانت له مواقف «سبّاقة»، لولا تدخل «المحبين» خاصة مسيحيي الأكثرية وبعض مرشحيهم الذين سرعان ما تحولوا منذ اللحظات الأولى للإجماع على الترشيح الى تقديم استشارات بالطول والعرض للمرشح الماروني. وسّع ميشال سليمان مروحة «علاقات الود»، لتشمل وليد جنبلاط، بينما ظل ملتزماً بالحكومة البتراء برغم سوء تفاهم تبدى أكثر من مرة مع قراراتها ومع بعض تصرفات رئيسها الذي يسجل له أنه لم «يقلد» بعض رؤساء حكومات العالم بزيارة المؤسسة العسكرية والتضامن معها.

يرتبط ميشال سليمان بعلاقة صداقة مع الرئيس نبيه بري الذي طالما اعتبره «مرشحه الثاني» بعد جان عبيد، وقال له «ثق يا جنرال، لقد تأكدت من وطنية الرجل عندما اتهمه الأشقاء بأنه أميركي، وقال عنه الأميركيون بأنه «مرشح سوري بامتياز»!

وثمة علاقة وطيدة بين قائد الجيش والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي كان يردد في لحظة ما إن أفضل استثمار سياسي داخلي لانتصار «حرب تموز» هو وصول ميشال سليمان الى رئاسة الجمهورية، ولكن اذا تمت مفاضلتنا بين هذا الخيار وبين خيار خسارة حليفنا ميشال عون، سنضطر آسفين...».

برزت انتكاسة يتيمة في العلاقة بين المقاومة وقيادة الجيش، عندما أعلن السيد نصرالله أن الجيش خط أحمر وكذلك، فإن مخيم نهر البارد خط أحمر. يومها عتب «الجنرال» على «السيد» وجرت توضيحات متبادلة بينهما ساهمت سريعاً في ردم أزمة عابرة، ويسجل لقائد الجيش أنه واظب حتى في الظروف الأمنية الصعبة التي مرّ ويمر بها «السيد» على استمرار قنوات الاتصال مفتوحة بينهما بشكل مباشر وغير مباشر.

أما علاقة ميشال سليمان برئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فهي علاقة تاريخية، لولا الانتكاسة الأخيرة، التي أصابت تواصلهما الدائم، إثر زيارة قام بها فرنجية الى اليرزة برفقة المهندس جبران باسيل، ولم تتوج بتلبية قائد الجيش لدعوة عشاء بينه وبين عون، في مكان مشترك، اذ أعتبرها «ناقصة»، خاصة وأنه لم يتردد يوماً في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بينه وبين عون، بما في ذلك لحظة إدخال الجنرال عون الى مستشفى سان شارل قبل أيام قليلة، وكان ميشال سليمان أول المطمئنين عليه! أخذ كثيرون على ميشال سليمان أنه في الأيام الأولى من ترشيحه رسميا، وهو يدرك مدى حضور لعبة «الدول» فيها، بدا مستعجلاً، ولذلك، قال البعض من «اصدقائه» له (ربما تجاوزت بعض السقوف السياسية، ولكن هذه لعبة كبيرة، وأنت الفرصة الأولى والأخيرة للبلد، ولذلك عليك أن تبقى هادئاً ومثابراً»، وكان جواب ميشال سليمان «صدقوني، اذا توفر الإجماع حول شخص غيري سأكون أول العاملين من أجل وصوله الى سدة الرئاسة. لم يعد جائزاً وضع بلدنا على خط الزلازل. يجب أن نبني دولة. نحن نعيش في دولة بلا سقف منذ ثلاث سنوات. خدمت الجيش نحو أربعين سنة ولن أغادر المؤسسة العسكرية الا وأنا مطمئن البال الى وحدتها».

عرف العماد ميشال سليمان بحرصه على إبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية والعصبيات الطائفية والمذهبية. وهو دعا العسكريين إلى «مزيد من اليقظة والجهوزية والتشدد في ردع الاعمال المخلة بالأمن والحريات العامة». أولويته اليوم، كما دائماً، المؤسسة العسكرية، ولذلك قرر إعادة رفع معنويات الألوية والقطع والوحدات وبدأ جولة، وسط حجم كبير من المخاطرة الأمنية والشخصية، خاصة بعد تهديدات شاكر العبسي الأخيرة له وللمؤسسة العسكرية.

الصدام عنده ممنوع مع جمهور المقاومة ومع كل اللبنانيين «هؤلاء جميعاً هم أهلنا واذا نزل اي كان الى الشارع سنحمي حقه في التعبير، ولكن لن نسمح بأي إخلال بالأمن وسيبقى الجيش هو الوحيد الممسك بقرار الأمن في الشارع وما نقدره هو وعي أغلبية القيادات السياسية لمخاطر التصادم وحرصها على عدم انزلاق البلد الى المحظورات الصعبة التي سيخرج الجميع منها خاسراً». ميشال سليمان، وعلى الرغم من «الشبهات» الكثيرة التي شابت ظروف ترشيحه وتزكيته، خاصة من قبل الأميركيين، وعلى الرغم من السهام التي أصابته، خاصة «في الظهر»، ما زال يدرك أن الجيش هو «الخرطوشة الأخيرة» ولذلك قرر أن يواصل معركته من الموقع الذي جعله العنوان الوطني الجامع، بالرغم من الشهية المفتوحة للمرشحين الموارنة الذي يصلون ألف صلاة يوميا، ولا يغادرون مكاتب المنجمين لعل وعسى تأتي أعجوبة تعيدهم الى الواجهة بقدرة قادر في زمن صارت فيه العجائب مستحيلة

 

الكونغرس يتحدث عن غيوم حرب :سورية فتحت مخازن أسلحتها لعملائها

السياسة

 دعا قادة بارزون في الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب الاميركي مجلس الامن الدولي امس الى "تفعيل أكبر واكثر نجاعة للقوات الدولية التي نخرها القرار 1701 في جنوب لبنان ومياهه اذا كان ذلك القرار صدر فعلا لوضع حد لحلفاء سورية وايران في تعاطيهم الهدام مع الدولة الديمقراطية القائمة المدعومة من العالم، ولمنع السوريين والايرانيين من الاستمرار في رمي نفاياتهم الارهابية في هذا البلد الحضاري الوحيد في محيطه، او الى سحب هذه القوات (يونيفيل) فورا منه لاخراج الدول الاوروبية خصوصا المشاركة فيها بأعداد ضخمة من مخاوفها المستمرة من ان تتعرض لعمليات ارهابية باتت تشكل سيفا فوق عنقها، ما يشجع تلك الاطراف الخارجة على القوانين الدولية والمعزولة والمحاصرة من المجتمع الدولي على الامعان في ترهيب اللبنانيين وتهديدهم بالتفجير والحرب".

ونقل احد قادة اللوبي اللبناني في واشنطن عن هؤلاء النواب الاميركيين دعوتهم الحكومات الاميركية والغربية "التي اعلنت انها تضمنت الهدوء والاستقرار في لبنان عن طريق نشر تلك القوات الدولية في جنوبه لمنع وقوع حرب اخرى بين الاسرائيليين وحلفاء ايران وسورية الى سحبها من هناك او منحها أنيابا تنفيذية حقيقية على الأرض بعد توسيع صلاحياتها لتشمل الداخل اللبناني الذي بات يشكل القلق الاكبر لهذا المجتمع الدولي على الدولة المركزية اكثر مما تشكله اي حرب اسرائيلية جديدة مع "حزب الله" معربين (النواب الاميركيون) عن اعتقادهم ان يكون الدور المحدد المعطى لهذه القوات بالسيطرة على مناطق الجنوب المحاذية لحدود اسرائيل تحول الى مظلة دولية تحمي خطط سورية وايران لقلب الحكم في البلاد بعدما ازال وجودها هناك اي خطر (اسرائيل) على حلفائها وعملائها الذين استفردوا بالنظام الديمقراطي القائم لضربه واسقاطه واعادة الوصاية الاقليمية المريرة عليه".

وطالب نواب الكونغرس ادارة الرئيس جورج بوش والامم المتحدة في نيويورك بـ "تصحيح ما يمكن ان يكون خطأ فادحا ارتكباه في حصر مهمة القوات الدولية في تلك البقعة الصغيرة من لبنان (الجنوب) ووضعها تحت إمرة الجيش اللبناني المربوطة يداه خلف ظهره بسبب دقة الاوضاع الطائفية والمذهبية في البلاد، دون ان يتنبها الى ان تكون عملية الحصر هذه بمثابة اراحة "حزب الله" وجماعاته السورية والايرانية من هموم مواجهاتهم مع اسرائيل ليتفرغوا لاسقاط النظام داخليا وتحويل لبنان الى الدولة المارقة الثالثة في المنطقة بعد سورية وايران التي فيها يتجمع ارهاب المنطقة بكاملها للانطلاق فيما بعد الى الدول العربية الاخرى وحتى الى الدول الغربية التي يصفونها بالعدو الثاني الى جانب اسرائيل".

التدويل بعد التعديل

وذكر مسؤول اللوبي اللبناني القريب من الكونغرس ان هؤلاء النواب حذروا من "تدويل المسألة اللبنانية قبل ادخال تعديلات جذرية من مجلس الامن على القرار 1701 لجهة اعادة وضعه كما كان في الاصل تحت مظلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة والاخذ في الحسبان رفع عدد القوات الدولية من مستواه الراهن (15 الف ضابط وجندي) الى ثلاثين الفا مطعمين بقوات عربية، اذ ان اي قرار بالتدويل في غياب هذين الاجراءين يهدد بتقسيم فعلي للبلاد من خلال حرب طاحنة جديدة اسوأ بكثير من الحرب اللبنانية السابقة بسبب التطور النوعي للاسلحة الموجودة في ايدي اطراف الصراع، وهو امر نحاول تلافيه ويجب الا يسمح بحدوثه لان هدف التدويل عادة يكون لمنع الحروب والويلات، ويجب اتخاذ كل الاجراءات الدولية سلفا لفرض التدويل لا ان يتكرر ما حدث في البوسنة وكوسوفو واماكن اخرى من العالم، أي فرض هذا التدويل بعد تدمير تلك الدول والبلدان على رؤوس اهاليها".

غيوم الحرب!

وحذر مسؤول اللوبي اللبناني في واشنطن عبر "السياسة" امس في اتصال به من لندن من "ان تكون غيوم حرب جديدة تتجمع في سماء لبنان، استنادا الى معلومات اميركية شديدة التفصيل والتشاؤم تستعد لها سورية بشكل خاص عبر فتح مخازن مستودعات اسلحتها امام عملائها في الاراضي اللبنانية وتجهيز قوات عسكرية خاصة للانضمام اليهم متى حددت ساعة الصفر لنشر الفوضى التي ستؤدي حتما الى الاقتتال".

ونقل المسؤول عن اوساط اميركية قريبة من مكتب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ومن مستشارية الامن القومي في البيت الابيض بواشنطن حضها قيادة الجيش اللبناني على "حملة استباقية تحد من مخاطر اندلاع الحرب، فتنتقل من الاقوال والنصائح وابداء المخاوف الى الافعال، وتصدر انذارا واضحا وحاسما بوجوب وقف مسلسل التعديات والاعتداءات التي تسيطر على الشارع اللبناني، قبل ان تجد تلك القيادة نفسها عالقة في أتون الحرب، ويأتي تدخلها متأخرا لمنع وقوعها".

وقالت الاوساط ان "ما بدأت شوارع بيروت تشهده من اعمال فوضى واقفال طرقات وحرائق (في اشارة الى ما حدث اول من أمس في الاوزاعي والبسطة والخندق الغميق وشارع سليم سلام والمصيطبه وزقاق البلاد على ايدي جماعات "حزب الله" يؤذن باقتراب اندلاع نيران الفتنة، وعلى قائد الجيش المرشح الوحيد الان لرئاسة الجمهورية العماد ميشال سليمان ان يحسم امره فورا ويوجه انذارا الى اصحاب المخططات الهدامة الذين يعرفهم جيدا بالامتناع عن تكرار هذه الاعمال والا وجد نفسه وجيشه في وقت قريب موزعين في شتى انحاء البلاد لمطاردة عمليات الكر والفر المتعمدة لتشتيت فاعليتهما وقد تحولا الى شرطة سير لفتح الطرقات والشوارع لاهيبة لهما ولا حول ولا قوة".

وذكرت الاوساط الاميركية انها تراقب الاوضاع المتدهورة يوما بعد يوم عن كثب، وهي ترى ان دعوة العماد سليمان اول من امس الى "اليقظة والجهوزية والتشدد في ردع الاعمال المخلة بالامن والحريات العامة" غير كافية "لردع تلك العصابات المنظمة التي تتشبه بالشارع الثوري الايراني الذي حوله الرعاع الى ما هو عليه "الان من تطرف وقمع ودماء واشلاء، والا افلتت الامور من عقالها، ووجد الجيش نفسه أسير الفوضى غير قادر على وقف انتشارها فيما بعد". وقالت الاوساط الاميركية "ان اي تلكؤ لقيادة الجيش في اظهار تصميمها على الحسم سلفا، سيؤدي الى كسر هيبة هذه المؤسسة العسكرية التي يتطلع اليها المجتمع الدولي بعين من الاحترام بعد موقفها في حسم معاركها مع الارهابيين في نهر البارد شمال لبنان، ويشجع اعداء البلاد على اخذها الى الهاوية، بعدما تأكد اللبنانيون والعالم ان خطاب حسن نصر الله (الامين العام لحزب الله) الاخير السبت الماضي، هو بمثابة الضوء الاخضر المنتظر لاطلاق اعمال الشغب وصولا الى التفجير فالحرب

 

تشاور مع موسى في المستجدات المحليــة والعربيـة

المركزية - اجرى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالا هاتفيا بأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى وعرض معه المستجدات السياسية.

واستقبل الرئيس بري ظهر اليوم في عين التينة ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي الذي قال: "نقلت رسالتين من الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية ومن السيد سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطسيني الى الرئيس بري حول ما نمر به في فلسطين بوضع استثنائي صعب ونادر الحدوث نتيجة مواصلة الهجمات الاسرائيلية الواسعة سواء على الضفة الغربية او على قطاع غزة هذا القطاع الذي دخل في الظلام هذا لا يعني اننا نشكو من الظلام، ولكن ان انقطاع التيار الكهربائي يقضي على كل المواد الغذائية، ويصيب ايضا المستشفيات والمرضى، وفي الوقت نفسه يخلق وضعا صحيا صعبا وكارثة بيئية نتيجة المياه العادمة، وايضا يتناول كل مرتكزات الحياة، وهذا ناتج عن هذا الحصار الظالم الذي فرضته اسرائيل".

اضاف: "نقلت الى الرئيس بري المساعي والاتصالات التي اجراها الرئيس محمود عباس والتي اسفرت عن اجتماع للجامعة على مستوى المندوبين وايضا الانتصار لفكرته عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الذي نأمل ان ينتهي من اعماله اليوم، كما نقلت اليه الاتصالات التي اجريت سواء مع دول عدم الانحياز او منظمة الوحدة الافريقية والمؤتمر الاسلامي. وطلبنا من الرئيس بري ان يجرى كل الاتصالات، كما كان ذلك مع وزير الخارجية ومع عدد من المسؤولين في هذا البلد للمساعدة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني".

وختم: "الاوضاع في منتهى الخطورة وتبادلنا كافة الهجوم والقضايا المشتركة سواء على صعيد فلسطين او لبنان".

واستقبل الرئيس بري رئيس حزب الكتائب المستقيل كريم بقرادوني الذي قال: "اجتماعي شبه دوري مع الرئيس بري لأنه كلما احتجنا الى استشراف المرحلة بشكل صحيح، فلا بد من ان نأتي لجس النبض عند الرئيس بري، ولكن الاهم انه لسوء الحظ، وانا من المتفائلين وليس من المتشائمين ولا احب ان اكون متشائماً، ولكن من اجل مصارحة اللبنانيين لا يجوز في اي وقت من الاوقات الاعتقاد بأن الحل قريب لا بل يمكن ان نقول انها ازمة لأجل غير مسمى، وبالتالي ما نعتقد من مبادرة عربية ومن اجتماع عربي، وحتى من قمة عربية لا ارى ان هناك بوادر حل لأن اعتقادي ان المشكلة عندنا في الداخل، وان لا حل الا بين اللبنانيين وعبر اللبنانيين والاتكال على حل عربي يعني الاتكال على المشكلة العربية والدخول في النزاعات العربية الكبيرة، اضافة الى ذلك القول بالتدويل اذا لم ينجح التعريب اعتقد انها هرطقة لا معنى لها، لا تدويل في وضع الانتخابات الرئاسية، فلا مجلس الامن يستطيع ان يحل محل مجلس النواب، ولا تقدر اي قوة ان تحمل مجلس النواب على التصويت رغما عنه، في احسن الاحوال يستطيع ان يصدر قرارا ويتمنى كما صدر احيانا في مشكلات ببعض الدول الافريقية حيث يتمنى مجلس الامن اجراء الانتخابات وبالتالي اريد ان اقول وبكلام واضح التعريب متعثر، المبادرة العربية متعثرة جدا، التدويل مستحيل وبالتالي اما نعود الى اتفاق لبناني - لبناني فنحل المشكلة واما الازمة مستمرة لأجل غير مسمى.

 

المسؤولون المعنيون يبلغون الى الافرقاء محاذير تخطي سقوف التعبير عن الرأي

الساحة الداخلية أمام اختبار الشـارع ونيات التعاطي المتبادل في انتظار اجتماع القاهرة الاحد وموسى يبلغ الى بري عودته مطلع الاسبوع

المركزية - في انتظار اجتماع وزراء الخارجية العرب الاحد المقبل في القاهرة لتقويم نتائج المشاورات التي أجراها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع القادة اللبنانيين وتقرير توجهات المرحلة المقبلة، تعيش الساحة الداخلية سلسلة من الخطوات والمواقف التي تعكس التباينات وعلى وقع التلويح بالنزول المتبادل الى الشارع من أجل الضغط على الطرف الآخر في سياق لعبة الكباش القائم بين طرفي الموالاة والمعارضة.

وفي وقت، وبحسب معلومات لـ "المركزية" من مصادر مواكبة لهذا الوضع برمته، كان قائد الجيش العماد ميشال سليمان ابلغ الى المعنيين خطورة خروج أي طرف يعبّر عن رأيه عن السقوف والنصوص التي يكفلها الدستور، وفي موازاة تأكيدات تبلغها بهذا الخصوص، تشهد الساحة غدا الخميس اضرابا عاما دعت اليه نقابة السائقين العموميين ونقابة المزارعين وأيدته قطاعات عاملة اخرى، منها بالتجاوب الكامل بالاضراب ومنها بالتوقف لبعض الوقت عن العمل تضامنا، وفي وقت قد يشهد بعض المناطق تحركات احتجاجية مواكبة للاضراب، حيث اعدت القوى العسكرية والامنية خطة تتضمن الاحتياطات اللازمة لمنع اي تعديات قد يقوم بها البعض ضد الممتلكات الخاصة والعامة وإبقاء التحرك في اطار التعبير عن الرأي الذي يكفله الدستور.

مصادر بري: وقال مصدر مقرب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ "المركزية" اليوم ان المرحلة مرحلة انتظار ما سيؤول اليه الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة بعد الاطلاع على نتائج مهمة موسى في لبنان.

وكشف المصدر نفسه ان الرئيس بري تلقى اكثر من اتصال من موسى اخيرا، وتركز التشاور بينهما على تهدئة الاجواء في الداخل وعدم السماح بتوتيرها لتبقى تحت سقف الضبط وعدم الانفلات من ضوابطها.

وأشار الى ان موسى قال لرئيس المجلس ان ليس المهم التفسير العربي لبنود المبادرة ولا سيما منها البند المتعلق بالحكومة، مقدار ما ان المهم هو النية في اتفاق اللبنانيين خصوصا وان القرار العربي غير ملزم وهو مسعى ومبادرة للمساعدة في اجتياز هذه الازمة.

ولفت الى ان الرئيس بري تبلغ من موسى امكان عودته هو، لا مدير مكتبه هشام يوسف الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل للمساهمة والمساعدة في ضبط الامور والتحركات في الشارع كي لا تتعدى اطار التعبير عن موقف سياسي ليس أكثر، خصوصا وان المعارضة ستجتمع في الرابية في خلال الايام القريبة المقبلة على مستوى الصف الثاني لوضع خطط تحركها للمرحلة المقبلة.

وقال المصدر ان موسى اذا لم يتمكن ان يوفر اتفاقا على البنود الثلاثة للمبادرة العربية فانه سيسعى الى التأكيد على التهدئة الامنية وتحديدا تحييد الملف الاقتصادي والمعيشي عن الصراع السياسي الدائر.

أجواء الغالبية: وأفاد مصدر نيابي في الغالبية لـ "المركزية" اليوم ان " المذكرة التي تنوي قوى الموالاة رفعها الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في 27 الجاري تتضمن وصفا للمصاعب التي واجهت المبادرة العربية وحالت دون تطبيقها، وتشدّد على أهمية انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

وقال: " اننا اليوم في مرحلة انتظار وكل الامور تنتظر تعطيل، التعطيل السوري لحلحة الازمة في لبنان".

وأشار الى ان "التحركات الاخيرة التي حصلت هي رسالة سورية واضحة الى وزراء الخارجية العرب بأن سوريا ما زالت قادرة على التعطيل وأخذ لبنان كرهينة بهدف التصعيد.

وقال: قد تكون سوريا اليوم تمارس سياسة حصر الخسائر وليس محاولة جني أرباح وهي تحاول الحفاظ على ما بقي لها عن اوراق قديمة.

ولفت الى ان "الدولة حسمت خيارها بمواجهة الشغب وكذلك الجيش والقوى الامنية وأي تصرّف خارج الاطار اليموقراطي وخارج اطار القوانين غير مسموح، ونحن ندعم الجيش والقوى الامنية في المسعى لحفظ الامن".

واعتبر ان "الرد على كل ما يحصل هو في الاسراع في الانتخاب الرئاسي والتمسك بمنطق الدولة والشرعية والقوانين".

اختبار الغد: ولفتت تقارير ومعلومات واردة الى بعض الدوائر المعنية الى ان الاضراب النقابي المقرر غدا سيشكل "بروفة" واختبارا لخطة التحرك الموسع الذي تلوّح المعارضة بتنفيذه على الارض بعد انسداد افق الحل وفشل المبادرات نهائيا بحيث تختبر ردة الفعل الشعبية والامنية اولا وكيفية تعاطي الموالاة معه وفي ضوء ذلك تحدد برنامج التحرك الذي اعلنت انها ستشرع بتنفيذه بعد 27 الجاري موعد انعقاد الاجتماع العربي في القاهرة.

ولفتت المعلومات الى ان المعارضة لن تتحرك ابدا قبل هذا الموعد لان اي تحريك للشارع الآن ينعكس سلبا عليها.

وفي السياق نفسه، كشف مصدر في المعارضة انه خارج اطار التحرك الشعبي الذي يؤكد انه سيشمل الاراضي اللبنانية كافة وسيشل قدرات الحكم والحكومة فإن قادة المعارضة يدرسون خطة تحرك سياسي باسلوب جديد يقضي بعرقلة مبرمجة لقرارات الحكومة من خلال الوزراء المستقيلين بحيث يعمد هؤلاء الى وقف أي قرار صادر عن مجلس الوزراء يتعلق بوزاراتهم ويعطلونه ما يدفع الحكومة الى الاستقالة.

من يمثل لبنان: وفي جانب متصل، تشير المصادر الى توجه لدى بعض المعارضة لارسال وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ الى القاهرة لتمثيل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وفي وقت لم يصدر حتى الساعة اي قرار عن مجلس الوزراء بشأن الوفد الذي سيمثل لبنان فإن اوساط وزارة الخارجية اكدت انها حتى الساعة لم تتبلغ اي قرار بهذا الشأن وهي تاليا في حال ترقب وانتظار.

اتصالات موسى: اما على خط التهدئة والمبادرات فقد أكدت اوساط سياسية متابعة لـ "المركزية" ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يجري اتصالات كثيفة مع الرئيس بري وعدد من القيادات اللبنانية بهدف ارساء اجواء من التهدئة خصوصا بعد المواقف التي صدرت اثر مغادرته بيروت وانتقد بعضها التفسير العربي الذي حملة موسى لنص المبادرة العربية وطالبه بتصحيحه ، كذلك كان تأكيد على متابعة موسى المهمة المكلف بها عربيا.

وتوقعت الاوساط ان ينحو الموقف العربي المتوقع صدوره عن القمة يوم الاحد المقبل في اتجاه تبريد الاجواء وليس التصعيد في محاولة لاحتواء مفاعيل الازمة وعدم تفجرها في الشارع والمحت الى امكان عودة موسى الى بيروت بعد الاجتماع لمتابعة التطورات.

قوى 14 آذار: في هذا الوقت استغرب مصدر في قوى 14 آذار الحملة المفاجئة التي تشنها المعارضة على قائد الجيش أكان عبر ترويج معلومات عن البحث في اسماء اخرى مرشحة للرئاسة او من خلال الاشارة الى انها لم تتبن رسميا ترشيح العماد سليمان، وتتساءل كيف يمكن المعارضة ان تتصرف على هذا النحو بعدما كانت تطالب مرارا وتكرارا بترشيحه كشخصية وفاقية وحيادية فتقلب مواقفها بين ليلة وضحاها رأسا على عقب لتحول العماد سليمان الى مرشح غير توافقي وغير حيادي وغير انقاذي. واذ شددت الاوساط نفسها على ان لا تراجع ابدا عن تبني ترشيح العماد سليمان للرئاسة وعدم استعداد الغالبية للدخول مجددا في بازار الاسماء الرئاسية فإنها تضع حملة المعارضة الجديدة على قائد الجيش في سياق تخفيف الضغط عنها وعن سوريا للخروج من حال الارباك الذي تعيشه بعد انكشاف مواقفها على حقيقتها وأهدافها المبيتة والتي تجلّت برفض ومحاولة عرقلة المبادرة العربية بدليل الانتقادات المحلية والخارجية من أكثر من جهة ودولة والتي حملت المعارضة وسوريا مسؤولية الاخفاق في حل الازمة وتعطيل الانتخابات الرئاسية.

 

دعت اللبنانيين الى ممارسة حياتهم طبيعيــاً بعيدا من الاضرابات

"14 آذار" تحذر من عواقب خروج التحركات عن القواعد القانونية

المركزية - وجهت الامانة العامة لقوى 14 آذار دعوة الى اللبنانيين "الى عدم الانصياع الى جو التهويل والتخويف وممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعيدا من دعوات الاضراب التي تقف وراءها قوى المحور السوري - الايراني".

وحذرت من العواقب الوخيمة التي قد تترتب عن خروج هذه التحركات عن القواعد القانونية والدستورية، كذلك دعت الجميع الى التحفز لحماية المسيرة الاستقلالية بكل عزم من ضمن ثوابت التمسك بالنظام العام والحفاظ على السلم الاهلي والى وقف الاستغلال الرخيص للمطالب الاجتماعية.

عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا اليوم حضره كل من: كميل زيادة، مصطفى علوش، الياس ابو عاصي، نادر الحريري، ميشال مكتف، وائل ابو فاعور، انطوان حداد، سمير فرنجية، الياس عطاالله، ادي ابي اللمع، فارس سعيد، مروان صقر. وقرر المجتمعون الآتي:

اولا: بالتوازي مع إفشال المبادرة العربية لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية وتحضيرا للضغط على الاجتماع المقبل لمجلس الجامعة العربية الاحد المقبل في القاهرة، لجأت القوى التابعة للمحور السوري - الايراني الى اطلاق حملة تهويل اعلامية - سياسية مركزة، مستغلة المطالب الاجتماعية والمعيشية الناتجة عن الاوضاع الصعبة التي يمرّ بها المواطنون والتي تنجم في معظمها عن شلّ الحركة الاقتصادية بواسطة الاحتلال الجائر المتواصل للوسط التجاري وسياسة إحلال الفراغ والتعطيل على كل المستويات الدستورية والسياسية والاقتصادية والمعيشية.

ان قوى 14 آذار تدعو اللبنانيين الى عدم الانصياع الى جو التهويل والتخويف وممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعيدا من دعوات الاضراب والتي تحمل قناعا مطلبيا فيما تقف وراءها فعليا قوى المحور السوري - الايراني، وتحذر من العواقب الوخيمة التي قد تترتب عن خروج هذه التحركات عن القواعد القانونية والدستورية المعروفة والتي تتحمّل مسؤوليتها تلك القوى السياسية.

ثانيا: ان شرائح واسعة من اللبنانيين لن تتسامح مع اي انقلاب على المسيرة الاستقلالية وعلى ركائز النظام العام والسلم الاهلي وفق ما توحي به العنتريات الوهمية لمن فشل حتى اللحظة في اسقاط الحكومة الاستقلالية او تحقيق اي انجاز لما يسمّى بالمعارضة التي ستفشل مجددا كما سبق وفشلت في مسعاها الانقلابي، لذلك ندعو الجميع الى التحفز لحماية المسيرة الاستقلالية بكل عزم وشجاعة من ضمن ثوابت التمسك بالنظام العام والحفاظ على السلم الاهلي وعلى الطابع السلمي والديموقراطي للحركة الاستقلالية.

ثالثا: تؤكد قوى 14 آذار مجددا ان مسؤولية المصاعب والازمات المعيشية تقع بالدرجة الاولى على اولئك الذين يحتلون الوسط التجاري منذ سنة ونيّف وتسببوا بذلك باقفال المؤسسات الانتاجية وتسريح عمالها ودفعهم الى الهجرة، فضلا عن تعطيل امكان الافادة من العديد من مكونات برنامج باريس -3 الذي أظهر ان حرص العالم على لبنان يفوق يا للاسف الشديد حرص بعض ابنائه عليه.

رابعا: تشيد قوى 14 آذار بالحوار المسؤول بين الحكومة اللبنانية وعدد من النقابات الجدية والمسؤولة في سبيل وصولها الى نتائج تتجاوب مع المطالب الاجتماعية المحقة، وتستنكر موقف بعض الهيئات النقابية الفاقدة للشرعية والمطعون بتمثيلها والتي كانت ولا تزال تأتمر بأوامر حزبية او مخابراتية على حساب القضايا النقابية التي دأبت على المتاجرة بها سياسيا من دون الالتفات الى مسؤوليتها الاخلاقية امام من يفترض بها تمثيلهم. لذلك تدعو قوى 14 آذار الى اعادة صياغة هيكلية نقابية جديدة تمثل فعليا مصالح وطموحات اللبنانيين لا سيما الفئات العاملة منهم.

وتدعو فورا الى وقف الاستغلال الرخيص للمطالب الاجتماعية من قبل قوى تستند الى موارد مالية خاصة فيما غالبية اللبنانيين ينتظرون بصير قيام الدولة حتى تستقيم اوضاعهم السياسية والاقتصادية والامنية في ظلها.

 

لا عن بكركي بل عن لبنان...

جورج ناصيف     

من يطالب الكنيسة المارونية، بشخص بطريركها، بأن تتحدث بالالهيات فقط وتدع الشأن السياسي للسياسيين وحدهم، جاهل بتاريخ الموارنة، بتاريخ كنيستهم، بتاريخ اجتماعهم السياسي والاجتماعي والثقافي، جاهل بدور بطريركيتهم، بتاريخها، بخصوصياتها، وجاهل بكل ما صدر عن اجتماعات مجامعها المقدسة، وخصوصا مجمعها الاخير الذي خرج بوثيقة عنوانها "الكنيسة المارونية والسياسة" تشكّل نصاً بالغ الثراء.للذين لم يقرأوا حرفا عن تاريخ كنيستهم (هل قرأوا شيئا آخر؟) نذكّر بما جاء في وثيقة المجمع: "لقد تميز الموارنة بتعاطيهم المباشر في السياسة، على مستويات ثلاثة: داخل الاطار الكنسي برعاية البطريركية المارونية، وعلى مستوى السياسيين، ولا سيما النافذين منهم، وعلى المستوى الشعبي". وبعد ان تشرح الوثيقة خصائص الحقب الزمنية لجهة ممارسة الكنيسة الشأن السياسي، تؤكد ان "الكنيسة استمرت تقوم بمهمات القيادة، وترشد الشعب في الامور الروحية والزمنية". وفي جميع المراحل الممتدة منذ تأسيس لبنان الكبير (عند قيامه، عند الاستقلال، خلال مواجهات 1958، إبان صدام الدولة مع المنظمات الفلسطينية، طوال الحرب الاهلية، قبل الطائف وبعده، وصولا الى بيان 20 ايلول 2000 الذي اطلق الموج الاستقلالي) استمرت الكنيسة تؤدي دورها السياسي في حماية الكيان والاستقلال، والدفاع عن قيم الحرية، ربما هي قيم ملازمة لنشأة لبنان.

لقد تميّز تاريخ الكنيسة الارثوذكسية عن تاريخ الكنيسة المارونية لجهة التعاطي المباشر بالشؤون السياسية، لاعتبارات لاهوتية وتاريخية واجتماعية وجغرافية شتى.

ربما كان التماهي المطلق بين المارونية ولبنان ما قبل الكيان السياسي وبعده، وبين الكنيسة والطائفة، وطغيان البعد السياسي في احيان كثيرة على البعد الروحي، محل انتقاد لاهوتي ارثوذكسي يرى في الكنيسة المارونية صورة مصغرة عن "الامة"، مما يضعف البعد الكنسي لحساب البعد الطائفي.

لكن منتقدي البطريرك الماروني لا ينطلقون بداهة من هذا التمايز  اللاهوتي، وليسوا معنيين من قريب او بعيد بهذه المسألة اللاهوتية – الثقافية، بل يطلع نقدهم من مكان آخر تماماً. انه الاعتراض على الصوت الاستقلالي لبكركي، على نبرتها البنوية في الدفاع عن لبنان السيد، على التزامها الدفاع عن ثوابت لبنان في الاستقلال والحرية. كثيرون ينتقدون البطريرك الماروني ويعيبون عليه سلوكاً ما او موقفاً ما، وذلك شرعي وصحي. لكن منتقدي اليوم لا ينتقدون من اجل تفتح الكنيسة المارونية ونمو ابنائها على درب الرب، بل من اجل كتم صوت بكركي وافقاد لبنان صخرة يتكئ عليها احراره.

لا يريدون، هم واولياؤهم، بكركي التي نهض عليها لبنان الرأس المرفوع، بل بطريركية مائعة، مذعورة، خفيضة الصوت، لا تتجرأ على من يحسبون انفسهم سلاطين. لسنا نريد لبكركي ان تحل محل الاستقلاليين. ولا ان تمارس السياسة محل السياسيين. نريدها الهاماً، صوتا صارخا، شحنة روحية عليا وحصناً لا يهدّ أسواره أحد. لا نريدها موقعا سياسيا، بالمعنى اللبناني الضيق والمتوتر، بل موقعا وطنيا عالي القامة. نريدها حكيمة وصلبة في آن. حكيمة في ادارة الشأن الوطني، وصلبة في الدفاع عن اساسيات الكيان والصيغة والدور. تعليقاً على مقال الاسبوع الماضي، ابلغني كثيرون من الطلاب اليساريين والديموقراطيين في الجامعة الاميركية (اليسار الديموقراطي و"حركة التجدد الديموقراطي") ان لا خشية على الجامعة، دورا ومساحة حرية وتعدد وحوار، وان حضورهم ونتائجهم في الانتخابات الطالبية كانت مشرّفة. الامر يبهجني، نحن الذين نذرنا اول العمر وآخره من اجل لبنان حر، وديموقراطي، وعلماني.

 

ردّ من اللواء عصام أبو جمرة

النهار

"رداً على ما ورد في الصفحة الرابعة من جريدتكم بتاريخ 2/1/2008 في ما كتبه السيد راشد فايد تحت عنوان "والتجنيس يا جنرال" نوضح ما يلي:

اولا: ان ما كان في حقيبة المرحومة زوجة احد اركان العماد عون اثناء انتقالها مع اولادها الاربعة الى المنفى لم يكن "ملايين من الدولارات". لكنه بلغة اسياد كاتب المقال: ثمن فنجان قهوة يتقاضاه بدل اخباره. ثانيا: لقد اقامت السيدة المعنية دعوى على الدولة ورجال امنها في حينه وحكمت لها المحكمة بداية واستئنافا، بالمبلغ المحجوز وفائدته تعويضا لها عن العطل والضرر الناجم عن التعدي عليها بالسطو على ما كان في حقيبتها دون وجه حق. ثالثا: حيث ان هذا الحكم نشر في جريدة "النهار" وغيرها عند صدوره نقول لكاتب المقال راشد فايد احد محرريها انه لن يكون موضوع مساءلة امام القضاء على اساءته هذه، لكننا نأمل من صاحب الجريدة ورئيس تحريرها اجراء المقتضى للمحافظة على صدقيتها في دقة ما ينشره محرروها. ونطلب نشر هذا الرد في المكان الذي نشر فيه المقال المذكور من الصفحة ذاتها.في 22/1/2008

اللواء عصام ابو جمرة/نائب رئيس حكومة ووزير سابق"

 

العماد سليمان ليس "المنقذ"

مايكل كولي     

فخ جديد يُنصب وخيبة اخرى تتهيأ فمع تطلع اللبنانيين الى مخرج من ازماتهم السياسية، برز هذه المرة اجماع على قائد الجيش اللبناني ليكون الرئيس "المنقذ". واستطاعت بذور هذا الاجماع ان تحصد التأييد العربي والدولي لخيار التوافق على الرئيس الذي سرعان ما هتفت له الجماهير مستبشرة وناثرة رايات الترحيب به مخلصا. فاللبنانيون سئموا حال الاحتضار التدريجي، وتعبوا من تحمل تكاليف الاختلاف على السلطة الباهظة الذي دمر مختلف جوانب حياتهم. كثير من الناس لم يعودوا قادرين على الصبر كما اعتادوا، ويعاودهم الآن شعور افتقدوه هو شعور الانتماء الى وطن حقيقي. ان لهم الحق كاملا في الحياة وفي الحلم. حقهم ان يحلموا وان يتحقق حلمهم، فمطلبهم ليس تعجيزيا، بل هو بالغ التواضع، جل ما يصبون اليه هو ان يُنقذ بلدهم من الوقوع في هاوية الحرب والدمار مرة اخرى، وان تعود حياتهم الى طبيعتها، ليتمكنوا من العيش الهنيء في بلدهم مع اولادهم. اكثير على اللبنانيين هذا الامل؟ أمل يغتال كل يوم لكنه يعود الى الحياة فيُغتال مجددا. فاذا اغتيل الامل الحالي فهل يعاود الحياة؟

وفي رحلة الامل المتجددة يتعلقون بعناوين، واحيانا بشعارات، وفي هذه المرحلة العنوان هو رئيس الجمهورية. وحق لهم؛ فالرئيس، كونه ممثل السلطة ورأسها، رمز اساسي للاستقرار والامان والحماية ووضوح الرؤية والتوجيه والوفرة، ولن يضعف هذه الرمزية حجم صلاحياته او الجدل حولها.

وبافتقار لبنان المضامين التي يرمز اليها الرئيس، تشتد الحاجة اليه ويعظم التعويل عليه. فالمرحلة بالغة الحرج؛ الافرقاء السياسيون منقسمون انقساما حادا، والحوار انقطع، ولغة التخاطب في ما بينهم خلعت استار الهدوء وتسلحت بالالفاظ النابية والاتهامات الجريئة الى حد التهور، والنبرات المرتفعة اقرب الى الصراخ، حتى حركات الوجوه والايدي والاصابع صارت تشبه الوعيد والتهديد، إن لم نقل الشتائم، وكل واحد تمترس في مواقفه وعباراته وخطاباته وشوارعه ومنطقته وطائفته وجمهوره وحلفائه في الداخل والخارج. والجو لبدته غيوم القلق التي ألجأت اللبنانيين للبحث عن "أب" يستظلون فيئه ويتمسكون بطرف ثوبه، ولا سيما المسيحيين الذين افتقدوا "أباهم" منذ زمن واشتاقوا رجوعه اليهم.

وعلى قدر الآلام تأتي الآمال، والامل فسحة فسيحة، وواحة رحبة، لا يستطيع احد ان يحصرها او يحظرها. ولكن ثمة اخطارا تكمن في مراتع الآمال، ومن ادهاها ان يتوهم اللبنانيون ان الامور ستتحسن فور وصول الرئيس الى قصره، فالاغتيالات والانفجارات ستتوقف، والامن سيستتب، والاقتصاد سيتعافى، ويعود اللبنانيون الى "سابق" لحمتهم، ليتمكنوا اذذاك من استدراك الفرص التي فوتوها، ويلحقوا ركب التنمية والمشاريع التي تعود على الوطن بالخير والوفرة وتعيد اليه ابناءه ليمنحوه ألق الحياة، بعدما اصابه قلق الموت.

ومن الانصاف التنبيه الى ان مثل هذا التوهم الساذج ليس حكرا على شعب بعينه، فالدراسات التاريخية للمجتمعات تظهر ان افكار الشعوب والمنظومات تشبه في براءتها وبساطتها تفكير الاطفال، ولكن الخطير في هذا الحلم ان يكون حجم المبالغة فيه مفرطا بحيث يُجافي المنطق ويبتعد عن الواقعية، وان هؤلاء الحالمين الذين استرسلوا وراء آمالهم فلم يحسنوا قراءة الحالة الراهنة ولا تشخيصها بشكل صحيح، هم في الحقيقة يعدّون انفسهم لخيبة امل جديدة، تكون في كل مرة اقسى من سابقاتها. فعلى اللبنانيين جميعا ان يدركوا ان حجم التعقيدات في قضيتهم اكبر من ان يمكن لشخص واحد ان يحلها او ينهض بالبلد وحده ولو كان رئيسا وعمادا. والاخطر في هذا التصور ما يضمره الوعي الجماعي فيه، فالابحاث الاكاديمية تشير الى ان هذه الآمال العراض المعلقة على شخص واحد، او فريق ما، ليست اكثر من آلية تهرب يبتكرها المجتمع او المنظومة لتجنب العمل work avoidance وهم يشبّهون المنظومة بالماء التي تبحث عن اسهل الطرق. وتسبق هذه الآلية نمط من التصرف حيث تتبرأ المنظومة اولا من اي مسؤولية في ما آلت اليه الامور وتبحث عن شماعة تعلق عليها الاخطاء، وتحملها المسؤولية كاملة، واكثر ما يريح المنظومة نظرية المؤامرة او القاء اللائمة على العدو الخارجي. وفي حال لم تف هذه النظرية بالغرض، يبدأ البحث عن اشخاص في موقع المسؤولية، يُحمّلون الاخطاء وينعتون بالتقصير والخيانة والتفريط، ويكونون كبش المحرقة لترتاح المنظومة من الشعور بالذنب او التقصير وبهذا تتجنب العمل الصعب المطلوب لمواجهة الحقيقة المرة للذات.

والواقع ان نظريات المؤامرة التي تلقى رواجا في احاديث الناس وكذلك فرضيات اتهام الزعماء والمسؤولين وشتمهم، لا تستطيع اطلاقا ان تبرئ افراد المجتمع او ان تعفيهم من مسؤوليتهم مما حصل سابقا او مما سيحصل لاحقا، فهذه الامور لم تكن لتحصل لو لم يسمح اللبنانيون في حصولها، او يشاركوا فيها. فمعظم الاحداث جذورها داخلية ولو كان بعضها انعكاس لمشاكل الخارج، وهي حدثت بايدي اللبنانيين انفسهم، وباندفاعهم هم، والزعماء يمثلون جمهورهم بشكل دقيق، بكل هواجسه ورغباته، فكما تكونون يولى عليكم، وهذا الجمهور يبارك، بصمته او فعله، سائر خيارات الزعماء ويدعمهم فيها، رغم تذمره السطحي والمسرحي بين الحين والآخر، وكثيرا ما يطالبهم بخيارات اشرس واشد. ومن الضروري الاشارة الى ان الزعماء في بعض الاحيان يؤدون دورا ايجابيا في كبح تطرف الجمهور، ويروّضون تطلعاته في اطر اضيق مما يطلب وضمن منطق المعقولية وبعد النظر.

وهذا التحلل من المسؤولية الفردية والجماعية يُفضي في نهاية الامر الى اعفاء المنظومة من القيام باي دور في تصحيح احوالها وانقاذ الوطن فتكتفي بالنظر الى ما تفعله الطبقة السياسية او انتظاره. وها هي المنظومة الآن تعد العدة لاختيار ضحية جديدة تحمّلها مسؤولية اصلاح تراكم عقود من اخطاء المجتمع عبر الإغراء بالمناصب والالقاب، (فخامة الرئيس، المنقذ، البطل، المخلص، القائد...).

من هنا تأتي ضرورة ان يرفض الرئيس الجديد لقب العماد "المنقذ"، ويسعى ليكون سليمان "الحكيم"، والحكيم يدرك جيدا انه يستحيل على شخص واحد ان يقوم بمفرده بعملية الانقاذ، وانه لنجاح هذه العملية يجب ان تتضافر جهود كل المنظومة، وان يشترك الجميع كل من موقعه ومن خلال الالتزام بمسؤولياته ودوره. واي خطاب خارج هذه الرؤية هو خطاب تغريري خداع، والتاريخ البعيد والقريب يشهد ان الاشخاص الذين تطوعوا للشأن العام وقرروا انقاذ المجتمع "ببطولة"، واجهوا الفشل وشتمهم في النهاية الاشخاص انفسهم الذين هتفوا لهم في البداية، الا القليل النادر من الذين كانت لهم مقاربة قيادية ناضجة اشركوا من خلالها جميع افراد المجتمع في مشروع الانقاذ ووضعوهم فعلا امام مسؤولياتهم، ومع ذلك لم يسلم منهم الا اقل القليل، واوضح برهان على ذلك ان نعرف كيف انتهت حياة الكثير من الانبياء والمصلحين.

وعليه، فان اي انسان يتسلم المسؤولية الرئاسية في لبنان يجب ان يتجه منذ اليوم الاول ليوضح للجميع انهم مشتركون اساسا معه في المسؤولية، وشركاء في النجاح والاخفاق على حد سواء، فان شاؤوا فليعملوا ليتحسن حالهم، وإن شاؤوا فليتقاعسوا ويلعنوا دهرهم ومن شاؤوا، ويتحملوا هم وابناؤهم من بعدهم ما كسبته ايديهم، لينشد اولادهم مع المعري: "هذا ما جناه ابي علي".

وانطلاقا من الادب القيادي، اقترح في ضوء ما قدمت ان تكون اول كلمات الرئيس الجديد في ما يسمى "خطاب القسم" قريبة من روحية النص الآتي:

"ايها اللبنانيون، لقد ولد للبنان اليوم امل جديد. وها هي امامكم فرصة غالية لتثبتوا  للعالم انكم ووطنكم تستحقون الحياة. اريد اولا ان اخبركم بصراحتي التي اتمنى ان تعتادوا عليها، ما يقول عنكم الآخرون، وكيف يقيمون حظوظكم في النجاح. انهم يقولون انكم متخلفون، ولا يغير في هذا كونكم انيقين، ويقولون انكم مجموعات طائفية ومذهبية منقسمة ومتقاتلة، حجزت نفسها في غياهب واعباء قضايا التاريخ الحزينة، بينما يتسارع العالم من حولها نحو المستقبل والتطور ليلاقي غدا سعيدا.

ويقولون ايضا انهم قد ملوا قصصكم وإن اي مجهود يبذل لمساعدتكم معنويا كان ام ماديا هو اهدار وهباء، فانتم قد اثبتم مرارا انكم لا تستطيعون ان تسيروا اموركم ولا ان تستقلوا في شأنكم، وفي حين يضحي عدد من الشعوب في العالم بالكثير للحصول على وطن، تتفننون انتم بتدمير وطنكم الذي يصفه الكثيرون بانه جنان الارض. واعلموا انهم عندما ينعتونكم بهذا كله لا يفرقون بينكم اطلاقا، فحتى لو اعتبرتم انفسكم متميزين عن بعضكم البعض فان العالم يراكم لبنانيين متشابهين.

لقد كان قدرنا في هذه الحياة ان نعيش سويا، وهذا امر علينا ان نعيه تماما وان نقبله قناعة ابدية. ان مصيرنا واحد، فنحن جسد واحد وروح واحدة، ولو تنوعت خصوصياتنا، وقد كتب لنا ان كل ما قد يصيبنا فانه سيصيبنا سويا. فان غرقت سفينتنا هلكنا في الموت معا. وإن صعدنا بالقيامة فسنحيا معا. اما ان نحيا معا واما ان نفشل معا. ادعوكم اليوم ليقود كل واحد منكم مسيرة قيامتنا معا لنثبت للجميع ان توقعاتهم ورهاناتهم على فشلنا خاسرة واننا قادرون ان نحيا سويا، بل اننا لا يمكن ان يستغني بعضنا عن بعض او عن وطننا. ايها اللبنانيون. ان شعاري بسيط: اذا لم ننجح نحن في بناء وطن للحياة، فعلينا الا نلوم اسلافنا، وان لا يلوم بعضنا بعضا، وان لا نلوم الآخرين، وان نتوقف عن لوم الاعداء الذين يفعلون ما يجدر بنا ان نفعله نحن، وهو ان نضع مصلحة بلدنا قبل كل شيء، وعلينا الا نلوم حتى المتآمرين لان الاحتراز هو واجبنا نحن. ان مسؤولية اعادة انطلاقة بلدنا نحو التقدم والحياة المستقرة والهانئة والمبدعة والرغيدة والكريمة، هي مسؤوليتنا نحن اولا واخيرا. انها مسؤوليتي كما هي مسؤولية الجميع بدون استثناء وعلى كل فرد منا ان يقوم بانقاذ وطننا كل حسب طاقته وقدراته، ومن خلال موقعه ودوره، فالافراد والمجموعات والمجتمع المدني وقطاعات المال والاعمال والإعلام والاحزاب والنخب والطبقة السياسية والرسمية والمؤسسات الروحية والتربوية والاقتصادية كلها مدعوة اليوم لواجب الانقاذ. ان مساهماتنا مشتركين بلا استثناء هي التي سوف تحدد ما اذا كنا سننجح او سنفشل. ودعوني اؤكد لكم اننا اذا لم ننجح في العمل سويا لخير بلدنا فسوف نجد انفسنا نتفرج على العالم من حولنا يتسابق في تطوير حياته، بينما نضيع نحن في التقاتل والاضمحلال. ايها اللبنانيون، اجدني اليوم احمل الى جانب رسالتي اليكم، رسالة اخرى للعالم، اقول له فيها:  نحن لسنا متخلفين او عبثيين او هامشيين، نحن شعب يعشق الحياة والمعرفة والابداع والجمال والفرح والكرامة، وسنثبت للجميع اننا نستحق شرف الانتماء لبعضنا ولهذه الارض الطيبة. اعدكم باني سأقوم بواجبي بكل ما اوتيت من حزم وعزم وثبات واخلاص، ولكني اطلب منكم كلكم ان تقوموا انتم ايضا بواجبكم بجد وامانة والتزام لنبني وطنا نحبه لكي يبادلنا الحب ويهتم لامرنا، وطنا يفخر به اولادنا واحفادنا والعالم اجمع... وطن للرحمة وللانسان. عشتم وعاش لبنان".

مايكل كولي     

(رئيس سابق لـ"رويترز" الشرق الأوسط ومتخصص في القيادة الاستراتيجية من جامعتي هارفرد وبرنستون الأميركيتين.

 

لبنان، بعدك لا وطن

عبود يعقوب بوغوص      

(ممثل الطائفة الارمنية الكاثوليكية لدى اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية. كلمة القاها في مناسبة اليوبيل الذهبي للنشاطات الثقافية للمونسنيور انترانيك غيرانيان واطلاق كتابه "اثلام الامس" على مسرح جامعة القديس يوسف)       

لا تأسف ابونا انترانيك انك لم تتمكن من جلب حفنة من تراب الارض الارمنية كما تقول في احدى قصصك وقد امتزج في وجدانك الترابان الارمني واللبناني. فالاباء واحد، والخير واحد، والجمال واحد، والحب واحد. انت القائل "سنعيش مع هذا الشعب الابي الجميل، وعلى هذه الارض الخيرة بالحب وحده".

بوركت يا دير بزمار، تحت صورة سيدتك، وبين جدرانك، وتحت ظلال اشجارك، نما ايمان، وفلسفة، وادب ابونا انترانيك. هناك تجلت وطنيته فقال "اريد ان امارس حريتي في بلدي لبنان الذي رضعت منه النقاء... فافعل انت ما يحلو لك، اما انا فاريد ان ابقى وافنى في لبنان".

لقد عاش هذا الكاهن لبنان بافراحه واتراحه. واكب الحرب منذ بدايتها بمقالاته اليومية، فوصفها "طوفانا سار على لبنان باقدام من حديد". تكلم عن عبث الغرباء من داخل الحدود وخارجها، وعن الخطف على الهوية وتناثر الجثث على الطرق وهجرة اغنيائه قبل فقرائه. ومن يصدق انه تكلم عن حماية الكرسي الرئاسي الماروني منذ عام 1976؟

ككل لبناني تراه يتنقل في الحرب اللبنانية بين أقصيين. من اقصى درجات اليأس عندما يروي لك قصة ابي ميناس الذي ظل يسلم سجّان ميناس المال، واللباس، وأطباق الطعام المفضلة لدى ابنه يوميا مدة شهور. ولكن هيهات لأبي ميناس المفجوع ان يرى ابنه. فميناس قد صفي وغيب، والسجان كان يستولي على كل شيء.

ثم يرتد الى اقصى درجات الامل عندما يذكرنا "ان عيد الاموات لدى الارمن يلي عيدهم"، يوم الاموات ليس للحزن واليأس والانحدار، انه تمجيد لمعنى الخلود وانبعاث الانسان والاوطان. نعم ابونا ان ميناس قد صفي جسديا. لكن القضية الارمنية لن تموت ولبنان لن يندثر.

اننا نربط في ضمائرنا القضية الارمنية ومصير لبنان. وطن عملت المجزرة على الغائه فجاء ابناء الشهداء ومن بعد احفادهم الى وطن احبوه بكل عواطفهم فتجذروا فيه واصبحوا جزءا لا ينفصل عنه. فهم لبنانيون من اصل ارمني لكنهم لبنانيون لبنانيون.

هاجسم ان يكون الوطن متماسكا، سيدا، ديموقراطيا، تمارس على ارضه حرية القول والفكر والدين والاعلام والاقتصاد. طوائفه جميعها مصونة، لا تستأثر واحدة بحقوق اخرى باسم الدين، او المال السياسي، او السلاح، او الطغيان العددي. كل مواطن له فضل على هذا الوطن بمقدار حبه له. "ولكن ليس على طريقة من الحب ما قتل" حسبما يقول الابونا. فأين نحن من كل هذا؟! تناهشتنا الانانيات والمصالح الشخصية فرأى اعداء لبنان الفرصة سانحة لقتله حيث الساحة مفرغة، فأصبح الكيان في خطر. يخاطب الرب اليوم لبنان بلسان حزقيال النبي "فمررت بك ونميت وكبرت وبلغت ذروة الجمال... لكنك زنيت وسكبت فواحشك على كل عابر".

نعم، فبعد النعم، والازدهار، والتألق عربيا وعالميا، تألم لبنان، جاع اهله، هاجر اصحاب الادمغة والسواعد من شبابه، تمزقت ارضه، فرغت رئاسته وذهبنا نستجدي الحلول من الخارج. وقد صدر لبنان الى العالم رؤساء جمهوريات عديدين. فلنعنف انفسنا نحن اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، ولنكف عن البحث عن الفضائل في اقطار الارض، وفي المحافل الدولية. فالفضائل الحقة والقيم الحقة حاضرة في نفوسنا، لكنها مستلقية، مخدرة، وفي سباتها العميق متحسرة الى من يهزها كي تستفيق.

ان بقاء لبنان منارة التعايش، والحرية، والثقافة، والفن، والجمال، لهو انتصار للعالم اجمع، فليس لبنان وحده في اعناقكم، بل الشرق الاسلامي والغرب المسيحي – ولست مبالغا اذا قلت – والعالم كله في اعناقكم فحافظوا عليه. اوصلوا لبنان الى ميناء الخلاص، افرحوا قلوب طيبي شعوب الارض. اما اذا سقط لبنان وضاع فلسوف يحزن هؤلاء جميعا وحينها ترقص الشياطين طربا وتكون ملائكة السماء في حداد. اقرأوا التاريخ جيدا ايها اللبنانيون واوقفوا مؤامرة ازالة لبنان، فبعد المجزرة الارمنية، وما رافقها في حق السريان والكلدان والاشوريين، بقيتم انتم خميرة هذا الشرق، فلتكن خميرة اصيلة ونقية ومتجددة، فالعجين من دونها فاسد والخبز المقدم لا يليق ببني الانسان. هذه هي فلسفتنا اللبنانية، هكذا نحن الارمن في لبنان.

 

 البطريركيـة المارونيـة: قيادة روحية وزمنية دائماً

مارون يوسف يزبك     

في التاسع عشر من شهر نوار عام 1945 عقد في بكركي مؤتمر برئاسة البطريرك عريضة حضره لفيف من بطاركة واساقفة الطوائف المسيحية واصدروا بيانا جاء فيه:"ان الغرض من اجتماعنا نحن رؤساء الطوائف المسيحية المجتمعين في الصرح البطريركي الماروني في بكركي يوم التاسع عشر من شهر ايار سنة 1945 تحت رئاسة مار انطون بطرس عريضة بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى، انما كان للبحث والتفاوض في مسائل عديدة يفرضها علينا واجبنا الرعائي والوطني ونتوخى من تحقيقها مصلحة وطننا اللبناني. وقد قر الراي على النقاط الآتية:

1- تأييد استقلال لبنان وسيادته التامة.

2- التعاون الصادق مع الدول المجاورة.

3- حفظ العلائق الودية مع الدول الحليفة التي اعترفت باستقلال لبنان وسيادته راجين من دولة فرنسا وباقي الدول الحليفة تأييد استقلال لبنان.

4- توطيد الالفة والسلام ما بين جميع الطوائف والعناصر اللبنانية.

5- تأييد حكومتنا اللبنانية في كل الامور العائدة الى خير لبنان وازدهاره.

6- عقد معاهدة مع دولة فرنسا تتفق مع مصالح لبنان ومصالح فرنسا.

وقد رجونا غبطة السيد البطريرك مار انطون بطرس عريضة الكلي الطوبى ان يتابع اهتمامه لتحقيق هذه الاماني".

ان العارفين بتاريخ لبنان المعاصر يقدرون فحوى هذه المقررات ويعرفون لماذا طلب الى البطريرك الماروني بالذات ان "يتابع اهتمامه لتحقيق هذه الاماني" وهي الاماني الوطنية الاستقلالية التي كان يطمئن اليها كل اللبنانيين.

انتقادات مؤتمر بكركي والرد عليها

ولأسباب لا مجال لذكرها هنا، ارتفعت بعض الاصوات تنكر على المجتمعين في بكركي حق ابداء الرأي في الشؤون الوطنية.

أثارت هذه المواقف حمية المؤرخ المرحوم الاب اغناطيوس طنوس الخوري، الراهب اللبناني. فكتب مقالا في مجلة "البشير" بتاريخ 3 حزيران 1945 ينتقد الذين ينكرون على البطريرك الماروني وسائر البطاركة ورؤساء الطوائف المسيحية حق الاجتماع والتداول في مصلحة البلاد "واناطوا هذا الحق بمرجع آخر يملك تمثيل الشعب". وقد اكد الكاتب انه "اذا كان من تمثيل صادق لجميع عناصر الشعب اللبناني، منزه عن كل غرض وتزييف، واذا كان من تمثيل يقبل عليه الشعب اللبناني برمته وبمطلق اختياره وارادته، لا ضغط يكرهه ولا مال يغريه ولا دسائس تفسده وترهقه، انما هو تمثيل بطريرك لبنان لشعب لبنان. واذا كان من زعامة يقدسها شعب لبنان، ويجمع عليها حرا مختارا، فهي زعامة البطريرك اللبناني على الشعب اللبناني.

وهذه الاسماء: "عميد لبنان"، "البطريرك اللبناني"، "شيخ لبنان" ، "سيد لبنان"، "الجبل اللبناني"، وغيرها، الحافلة بها صحف لبنان وسائر البلدان، والمتدفقة بها افواه الخطباء في الظروف الحرجة والازمان الدهياء، هذه الاسماء يعرفها جميع عناصر لبنان لمسمى واحد فقط لا غير، هو البطريرك الماروني...

وما حلم كبير ولا زعيم حتى الآن، ان يزاحم صاحب هذه الاسماء والالقاب على واحد منها.

هذه الزعامة وهذا التمثيل لم يشترهما البطريرك الماروني شراء، ولا بذل لكسبهما مالا ولا سعيا، ولا عمد الى اية محاولة للحصول عليهما، بل ان الشعب اللبناني بأجمعه سار اليه، والقى بمقاليده بين يديه، من تلقاء نفسه وخلاء عن كل رشوة ومساومة، واكراه ومناورة.

هذه الزعامة لم تكن وليدة الساعة والمساعي، بل هي بنت الثقة والاخلاص والدهور والاجيال".

رحم الله الاب اغناطيوس وما اشبه اليوم بالامس.

المآثر البطريركية دفاعا عن الوطن

في المقال نفسه يسرد الكاتب بعض الاحداث التاريخية التي تثبت زعامة البطريرك الماروني اللبناني وتمثيله الشعبي الاجماعي.

فالدور الاول مثله البطريرك الاول القديس يوحنا مارون يلتفّ حوله ابناؤه المردة، "اصحاب لبنان الاوائل ومنشؤو كيانه واستقلاله تحت راية البطريرك وزعامته يستئمّون شخصيته ويستنيمون لقيادته". حتى جعلوا لبنان دولة مستقلة، عصية على الامويين في الشرق وعلى الروم في الغرب.

وبعد ان اندحر الصليبيون وأتت جحافل المماليك تكتسح لبنان وتنكل باللبنانيين ولاسيما بسكانه الشيعة والعلويين والموارنة، صمد لها البطريرك دانيال الحدشيتي، فجمع اللبنانيين وتولى قيادتهم بذاته، فخلص لبنان من مخالب المماليك.

وفي القرن التاسع عشر، لما اندفعت نيران الفتنة في دوراتها الثلاث، وقد اشعلتها اياد اجنبية، رامية الى ملاشاة النصرانية في لبنان وفي هذا الشرق، "فهب البطريرك يوسف حبشي هبة الرئبال يجابه الحال ويرأب الصدع"، وأخذ يوفد من ديوانه نائبه المطران طوبيا عون، يعالج الامور ويفاوض القناصل والباشاوات ويطالب بالحقوق والمسلوبات، يشد ازره قناصل فرنسا في بيروت وسفراؤها لدى الآستانة، حتى تكللت مساعيه بالنجاح. وانتهى المطاف بأن قضي على المؤامرة المدبّرة للقضاء على المسيحيين، وتمتع لبنان بعدئذ بنعيم امين.

ولما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها عام 1819، قام شعب لبنان بجميع طوائفه، المسلمون في مقدمة المسيحيين، يسلمون مقاليدهم الى البطريرك الياس الحويك، واوفدوه عنهم الى مؤتمر فرساي فحقق مطالبهم، وأسس للدولة اللبنانية في حدودها الحالية.

السوريون أيضاً

لم تقتصر هذه المآثر على الوطن اللبناني. فلطالما استنجدت الشقيقة الكبرى سوريا ببكركي في أيام عصيبة، لاسيما في عهد البطريرك عريضة حيث جاء زعماؤها البطريركية المارونية يحكّمونها في أمورهم. ففي عام 1935 امت بكركي وفود سورية تستوسط البطريرك لحل أزماتها مع المنتدب الفرنسي، وقد اعلنته ممثلا لها بعد أن رفعت صوره في شوارع دمشق. وعلى إثر اجتماع ضم كبار الزعماء السوريين طيّر هؤلاء برقية الى البطريرك وقعها باسمهم زكي بك سكر، جاء فيها: "زعماء دمشق وممثلو أحيائها المجتمعون اليوم، كلفوني ان أرفع الى غبطتكم شكر دمشق على موقفكم الطيب ورفعكم الصوت إحتجاجاً على السياسة الضارة، وإعلانكم تأييد دمشق في الدفاع عن حقوق البلاد ومصالحها".

وكذلك في 1936 يوم نكب الطوفان سوريا، سارع عريضة الى نجدة المنكوبين وأرسل اليهم آلاف اكياس الطحين. ومن شدة حزنه خلع ثوبه الأرجواني وارتدى ثوباً أسود وجوارب سوداء حزناً على الحالة السوداء. فتغنى الخطباء باسم البطريرك في الجامع الأموي وتليت من على المنابر رسالة غبطته الى المنكوبين، على ألوف المصلين. وبالعودة الى لبنان، لا بد ان نذكر في هذا المجال ما حصل في آخر عام 1941 حين أصر الجنرال كاترو، مندوب فرنسا الحرة، على تعطيل الدستور وإبقاء الحكم في يد الفرنسيين. فقد جاء في مذكرات الشيخ بشارة الخوري "حقائق لبنانية" التي أصدرها عام 1961 بمعاونة يوسف ابرهيم يزبك: "رأى اللبنانيون في هذا الانتقاص تنكراً لأمانيهم وهبّ الدستوريون ومعهم نفر كبير من المواطنين يطالبون بإعادة الدستور والحقوق السياسية التي اهلها بانتخابات حرة ثم اشتدت معارضتهم للوضع الشاذ وتنادى كثيرون الى الأمر على اختلاف طوائفهم، وجسّ البعض نبض البطريرك الماروني فلقوا لديه كل استعداد حسن لتأييد المطالب اللبنانية. فألفنا وفداً كبيرا من ذوي الرأي والوجاهة الى بكركي حيث عقدنا مؤتمراً وطنياً يوم عيد الميلاد (25 كانون الاول 1941)، وألقى غبطته خطاباً رائعاً وضع فيه أسس المطالب القومية"... في ذلك اليوم أقبلت على بكركي وفود اللبنانيين مؤلفة من جميع الأنحاء والمذاهب وعلى رأسهم الشيخ بشارة الخوري (لم يكن قد صار رئيساً للجمهورية بعد) والأميران مجيد ارسلان وخالد شهاب وكاظم بك الخليل والشيخ فريد الخازن وغيرهم وغيرهم... وفدوا يجددون لغبطة البطريرك عريضة مبايعة الزعامة اللبنانية العليا والتمثيل الشعبي هاتفين بحياته وواضعين بين يديه أمانيهم ومطالبهم.

بطريرك العرب

وإن ننس لا ننس المواقف الحكيمة والبطلة للمثلث الرحمات البطريرك بولس المعوشي يوم وقف بكل شجاعة يدافع عن وحدة لبنان وعروبته زمن التغيرات الكبرى التي عصفت بالعالم العربي أواسط القرن المنصرم فأجمع القادة العرب والزعماء اللبنانيون على مبايعته "بطريركاً للعرب".وكيف لنا ان ننسى مواقفه المدافعة عن الحرية والديموقراطية في وطننا يوم كانت الآلاف المؤلفة تؤم الصرح مستنجدة بسيد بكركي ليحول دون ان يصبح لبنان في مصاف الانظمة الديكتاتورية التي هيمنت في الستينات على العالم الثالث. فساعد بوطنيته وصلابته لبنان على المحافظة على طابعه المميز بوحدة أبنائه ونظامه الديموقراطي وانفتاحه على الآخرين.

وبما أننا في مجال التاريخ ولا نتعاطى السياسة الآنية، فلن نتكلم عن سيدنا نصرالله صفير بطريركنا الحالي. حسبنا القول ان التاريخ سينصفه ويجعله في مصاف كبار البطاركة. يعلق الأب اغناطيوس طنوس الخوري على بعض من هذه المحطات التاريخية التي أوردناها، (وتذكر انه كان يكتب عام 1945 منتقداً الذين أنكروا على البطاركة والأساقفة حقهم بعقد مؤتمر في بكركي دفاعاً عن استقلال الوطن وسيادته)، فيقول: "أفيدونا كيف صح ان يكون البطريرك الماروني "عميد لبنان" وحق له ان يتكلم باسم لبنان، وتقرير مصيره عند مفترق الطرق، ويتولى قيادته عند إدلهلام المخاطر والخطوب، ويفصل في شؤونه الفصل الاخير، منذ الف وثلاثمئة سنة، وشعب لبنان راض وواثق بعميده الأعلى وأبيه الأكبر؟ كيف صح ذلك قبل اليوم، ولا يصح الآن؟ أو هل نزع هذا الحق وهذه السلطة الشعبية من البطريرك؟ ومن الذي نزعها؟ ومتى نزعها؟ ولماذا نزعها؟".

رحم الله الأب اغناطيوس. وما أشبه اليوم بالأمس.

مارون يوسف يزبك/استاذ جامعي

    

بـل اذهبــي وغنّــي

سمير عطاالله     

قد وصلنا اخيراً الى ساعة الخيار: ليس في اي وطن نريد ان نعيش، بل في ظل اي قيم نريد ان نحيا، وما هي هذه القيم حقاً، ان كان هناك في الاساس اي شيء منها؟ عندما نحدد هذه القيم يمكن ان نحدد، ان كانت تستحق العمل في سبيلها، ونستطيع ان نحدد موقع لبنان ومكانه في العالم الثالث، وهو مجموعة من الدول والمجتمعات التي نفضت عن نفسها مجموعة القيم التي تحت اسمها خاضت الحرب ضد الاستعمار: الحرية والعدالة والتقدم والدولة القابلة للبقاء.

هذه المسألة لا علاقة لها بالغرب والشرق. هذه مسألة تقررها الشعوب. لقد انهارت للتو ديكتاتوريتان قمعيتان يدعمهما الغرب منذ زمن: كينيا وباكستان. والحقيقة ان الغرب – اي اميركا بصورة خاصة – لم يكن يدعم مجموعة القيم والاخلاقيات التي تقوم عليها الدول الحرة، بل كان يدعم ديكتاتوريين فاسدين يؤمنون مصالحه الاستراتيجية على حساب شعوبهم واوطانهم ويقيمون ديموقراطية شكلية هزلية، لقد هتكت ثروات كينيا في ربع القرن الاخير، ووقع احد اجمل بلاد الارض في ظل فاسد يدعى اراي موي نهب الينابيع واهمل الناس ولم يهزه في يوم ان بلاده تضم اكبر تجمع للفقراء في مكان واحد. منذ ساحة كالكوتا الاسطورية.

هناك قضايا غير مطروحة اطلاقاً في العالم الثالث: البطالة، الفقر، الكرامة البشرية، الحرية، الصحة، الضمان، العلم. الخ. ومنذ سنوات ولبنان ينقلب بسرعة الى هذه الدائرة. وقد حزنت كثيراً وما فوجئت ابداً عندما اتصلت بي سيدة جاءت الى دبي لتجمع المساعدات "لاهل الشوارع". قبل الحرب كان هناك نفر ضئيل من الشحاذين التقليديين في بيروت. وبعدها بدا ان العدد ازداد قليلاً. لكن عملية التفقير القائمة ادت الى نشوء طبقة كاملة من البؤساء الذين لم يعد في امكانهم الاختفاء خلف اي جدار. ولا اي ستر. احب ان اقول، وليصحح الخبراء، ان لبنان في اسوأ حاجة اقتصادية منذ الحرب العالمية الاولى، والذين يقيمون الاحصاءات على اساس مطاعم بيروت، اناس افظاظ بلا قلوب وبلا مشاعر وكذابون وبطاشون.

تسقط ستارة العوز الاخيرة عندما تسقط القيم الباقية. والجدل السياسي المنزلق الآن الى الجدل الحربي، ليس فيه مكان للقيم: يموت لبنان او يحيا بسبب بضع حقائب وبضعة مقاعد. لا مكان في كل هذه الطروحات لشيء اسمه القانون او الانصاف او الحرية او منع لبنان من السقوط في الفئات المنحطة من مجتمعات العالم الثالث، مثل كينيا او جزر سليمان او بلاد روبرت موغوابي الذي بدأ مناضلاً في سجون البريطانيين وانتهى خرفاً يربح كل شيء حتى جائزة اليانصيب الكبرى.

المفزع في هذه الحرب ان لا قيم مطروحة فيها، حتى من قبيل التخفي بالشعارات المملة. لا احد يتحدث او يكتب عن اي قضية، صغيرة او كبيرة، وطنية او اجتماعية. لا في مجلس النواب ولا في الصحف ولا خلف غابات الميكروفون. نتحدث فقط عن ارقام وعن نسب وعن رجال. ونحن ذاهبون الى الحرب، امام جميع الامم، بسبب بضعة ارقام وجذرها النسبي وبسبب بضعة رجال، نتقاتل حولهم. لا خروج من عالم الغوغاء.

ازلام الغرب واميركا وفرنسا ويمثلهم نصرالله صفير ومطارنته، وقادة الشرق، ويمثلهم سليمان فرنجية ونبيل نقولا وسليم عون. وكم اشعر بحسرة وانا اتمنى سماع صوت غسان مخيبر الذي جاء من مكانين: هارفارد وبيت البر مخيبر، وفريد الخازن الذي جاء من عمدة كلية العلوم السياسية في الجامعة الاميركية، قاعة شارل مالك واميل البستاني وجبرائيل عبد النور وانطوان غطاس كرم وصائب سلام وعادل عسيران وسعيد تقي الدين.

عندما ندرك اننا امام خيار القيم، نعرف انه لا يعود من الممكن الوقوف على الحياد. هذه ليست مسألة اكثريات واقليات تتغير كل اربع سنين، هذه الآن مسألة انتماء في المصير الآتي: هل يمكن التوافق حول قيم اخلاقية وطنية متقابلة، يعيش اولادنا في ظلها، ام سوف نترك لهم ارضاً سائبة لا تنبت فيها سوى الحروب ولا يعيش فيها سوى الحقد والكره ولا مكان فيها لاي قيمة بشرية، خصوصاً اخلاقيات الوفاء واحكام الانتماء.

اذا لم نقرر ما هي قيمنا المشتركة سوف نظل غير خليقين – كما نحن الآن – بدولة او بوطن. ولن يبقيا، لا الدولة بما ترسب منها، ولا الوطن بما لا يزال يرشح منه. وقبل ان يتحول الى مجرد ذاكرة مبكية، على الاكثرية الحقيقية ان تنهض وان تقول كلمتها في حالة النزع التي يدفع اليها البلد في مفاجرة لا سابقة لها حتى هنا.

سوف تفيقون غداً وتدركون ان صمتكم عن الجريمة الوطنية كان الجريمة الاخيرة في حق لبنان والطعنة الاخيرة في قلبه. او كما قال نزار قباني عام 1975 "سوف تقتلونه وتندمون". وعندما حملها اليّ قبل النشر قلت: دعك منها. سوف يقام عليك حد الثورة! وكان جوابه بسيطاً: "اريد ان ارفع مسماراً واحداً عن نعش لبنان".

كان يقصد نعش بيروت. ففي واقع الامر ليس هناك شيء اسمه لبنان. القرى والمدن ذات اللون الواحد ليست اوطاناً. بيروت هي الوطن، من "حي السريان" الى احياء الارمن، الى الكنيسة الانجيلية على درج سامي الصلح، الى حي الاكراد، الى من نسميهم "الاقليات" الذين كانوا في الواقع "كريما" النخب اللبنانية، مسيحيين ومسلمين، أليس مذلاً ان الراحل باسل فليحان كان مقيداً، في حسابات اللبنانيين، على الاقليات؟

لم تعد المسألة هي النظام. فهو نظام معتل في اي حال ومثقوب ولا يستطيع مواجهة الطغاة الصغار الذين يشرشحون قضاءه او سمعته ويعطون البلد صورة الوطن القائم على الاقطاعات المتهادنة والمواكب المسلحة والفجة. المسألة الآن هي ان كنا سنقف في وجه تدمير بقية القيم، او اننا سوف نفعل ما فعلناه في حرب 1914: نغلق بيروت كمدينة ونفتحها كمرفأ رحيل.

هناك فرق لا يقبل المقارنة بين تدمير النظام وتدمير المجتمع: اغلاق بيروت، تدمير للمجتمع، ولو شارك فيه العائدون من انتصار الجنوب. وتدمير بكركي عن طريق التحقير تدمير للمجتمع، ولو على لسان الرجل الذي رفع جده شعار "وطني دائماً على حق". وتطويق الجيش عن طريق محاصرة العماد ميشال سليمان، هو ضرب في زوايا المجتمع اللبناني. والتهديد كل يوم بالعنف هو ابتزاز للمجتمع وسلامه ورغيفه. واذ يدعونا سليمان فرنجية الحفيد للذهاب الى الشرق، يجب ان نتذكر ان هذا البلد كان درة الشرق، وان الشرق – مع الاعتذار من سعيد عقل – هو الذي انتمى الى القيم التي رفعها لبنان، فيما كان هو غارقاً في حيرة التبعية. ويجب ان نتذكر انه كان القدوة التي يطلبها الشرق، عندما تضافرت عليه القوى واشعلت حربه.

هناك 230 تريليون دولار عربية تبحث عن مكان. الدول الخليجية تنقذ، بعشرات المليارات، اهم مصارف سويسرا واميركا وبريطانيا. المال العربي يحلّق فوق رؤوسنا متجهاً الى اندونيسيا والصين. ألم يكن الوضع كذلك عشية 1975 عندما تقرر ان يدمّر لبنان لكي تنتعش مصارف اوروبا؟ ألم يسافر وفد مصرفي لبنان الى الجزائر، بلد النفط والمساحات، "ليدرس حاجياتها" عام 1974، بدعوة من حكومتها؟

من اجل من نغلق قلب بيروت؟ هل حقاً تستحق مناكدة فؤاد السنيورة والسادة ازعور ومتري وحداد، اغلاق بيروت؟ نحن في حالة غضب مرعب والغضب عماء كامل. وقد فقدنا مقياس القيم الذي كان مبرر قيام هذه العشرة آلاف كيلومتر. واذا اهتزت الدولة امكن ترميمها. لكن اهتزاز المجتمع هو رجّة في العقل والفكر والقلب. وفي حالة اليباب هذه يصبح ممكناً ان يرفع البعض شعاراً من نوع "على كل لبناني ان يقتل فلسطينياً". او ان تدعو صحيفة محترمة ومليئة بالاقلام الذكية مثل "الملحق"، فيروز الى الامتناع عن الغناء في دمشق. هل يصح ان تخلو العلاقة مع سوريا حتى من جمالياتها الاسمى؟ ألم تكن دمشق أول من رفع فيروز على الراحات؟ ألم تكن هي من جعل فارس الخوري رئيساً للوزراء واميراً في بيت الحكم؟ لا. اذهبي وغني. وعندما تكونين على مسارح لندن وباريس اذهب دائماً الى خلف المسرح واطلب منك ان تغني "بيقولوا صغيّر بلدي". ولي طلب اضافي: "سائليني. يا شآم".

 

روزنامة المعارضة محددة الأهداف والمناطق الحيوية والضوء الأخضر ينتظر وزراء الخارجية العرب

هيام القصيفي     

لعلها ليست مصادفة ان تحل الذكرى السنوية الاولى للتظاهرات التي عمت لبنان العام الماضي، وشكلت محطة دامية وجارحة في قلب المجتمع اللبناني، ولا سيما المسيحي منه، في وقت تستعد المعارضة لسلسلة تحركات شعبية واقتصادية متنقلة في عدد من المناطق. وبحسب المعلومات التي افادت بها مصادر المعارضة المسيحية فان روزنامة التحرك لن تكون معلنة، بل ستكون مفتوحة بدءا من 27 من الجاري، بعد الاطلاع على تقرير الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومعرفة توجه اجتماع وزراء الخارجية العرب. ولكن بدا واضحا ان نوعية التحرك ستكون مختلفة عن العام الماضي، وخصوصا في المناطق المسيحية، حفاظا على جوهر التحرك وفاعليته، ومنعا لاستفادة اي طرف سياسي منه. ومعلوم ان التحرك يطول هذه السنة اهدافا معروفة، تشكل رأس حربة بالنسبة الى خطة المعارضة، وفي مناطق محددة. وفي اعتقادها ان ما حصل في اليومين الاخيرين من تحركات مطلبية، وان لم يكن تحت غطاء المعارضة الكلي، الا انه يشكل نموذجا عما يمكن ان تشهده بيروت من ضربات خاطفة ومتنقلة، تشل الحركة وتوصل الرسائل السياسية بوضوح كلي، تبعا للاهداف المختارة.

ويأتي هذا التحرك المنتظر ليضاف الى تحركات عمالية تبدا غدا، وينتظر ان تسبب شللا اضافيا للقطاعات الحيوية، وهذا ما عززته امس الاجراءات السورية على الحدود مع لبنان. لكن المعارضة، ورغم ما تعتبره حقا لها باسقاط الحكومة لاسباب سياسية ومعيشية، فانها خلافا للعام الماضي، تقوم بحركتها وهي فاقدة لعدد من الارصدة من حساباتها، الداخلية والدولية والاقليمية. وهي حسابات تختلف باهميتها، لكنها تتوازن بثقلها المعنوي.

فالتحرك الذي قام به موسى في ظل المبادرة العربية، اظهر تخليا واضحا عن التحفظ الذي كان لا يزال يتحكم في الدور السعودي والمصري ومحاولة البلدين اقامة نوع من التوازن في علاقاتهما مع طرفي المعارضة والاكثرية. والواقع ان مجرد اعلان موسى تمسكه بالتفسير العربي للمبادرة، عكس لدى المعارضة التوجه العربي الجديد، الذي بدا يحدد بوضوح مسار المرحلة العربية المقبلة، في تعاملها مع الازمة في لبنان. ومن الواضح ان ثمة خطا عربيا تمثله السعودية ومصر والاردن الى حد كبير، في تشكيل قوة ضغط على سوريا والمعارضة، في مواقف لا تحمل اي التباس. ويأتي هذا التحول العربي، ليظلل اي خطوة يمكن ان تتخذها المعارضة في الشارع، او حتى سوريا، من خلال اي تحرك، مهما يكن نوعه، على الحدود مع لبنان. والتخلي العربي عن التحفظ المعتاد، يأتي معاكسا لما كانت المعارضة تحتمي به، حتى الساعة، وخصوصا انها نزلت الى الشارع العام الماضي، متسلّحة بنتائج حرب تموز، والتضامن العربي الشعبي معها على اثرها، وهو الامر الذي ساهم في اطفاء جذوة المواجهات السنية الشيعية التي اندلعت في الخامس والعشرين من كانون الثاني الماضي، وما تبعها من توتر اثر مقتل الزيادين.

ويوازي غياب الرعاية العربية للمعارضة غياب الاهتمام الفرنسي، الذي بدأ مع تولي الوزير برنار كوشنير جولة مكوكية من اجل حل متوازن بين المعارضة والاكثرية، مع "حبة سكر زيادة" لمصلحة المعارضة، كما كانت تتهمه الاكثرية. لكن كلام كوشنير امس، بعد كلام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قلب الطاولة الفرنسية وافقد المعارضة خطا كانت بدأت تنسج معه علاقات ثقة بعد انتهاء عهد الرئيس جاك شيراك.

في المقابل، فان المعارضة تضع خطة تحركها الميداني، وهي تفقد حماية بكركي للفريق المسيحي فيها. فبكركي حرصت العام الماضي على توجيه رسائل تهدئة الى الفريقين المسيحيين اللذين تواجها في جبيل والشمال وساحل بيروت والمتن، وانتقدت حينها ما سمّته "تشبث الموالاة والمعارضة بمواقفهما، سواء أكان ذلك صواباً أم خطأ، فيما البلد يتفتت ويذوب والناس كادوا يكفرون به وبالمسؤولين عن مقدراته”. لكن المعارضة المسيحية خسرت هذه السنة ورقة بكركي، مع العلم انها كانت اول من بادر الى توقيع وثيقة الثوابت المارونية بالتزامن مع فترة التظاهرات. والواقع ان ايام الصمت الثلاثة التي طلبتها بكركي برعاية فاتيكانية، لم تهمد النار تحت الرماد، بل ان استمرار البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير في انتقاده المعارضة المسيحية امام وفود "قواتية"، لم تنظر اليه قيادات في المعارضة المسيحية امس بكثير من الارتياح، تماما كما بالنسبة الى تعيين امين عام لبكركي، واستمرار البطريرك الماروني في نسب مواقف الى المعارضة لم تعلنها. ولعل هنا مكمن توجه هذه المعارضة الى عدم تكرار تجربة العام الماضي في نوعية تحركها، توجسا من اي محاولة لزعزعة الشارع المسيحي، وقطع شعرة معاوية في شكل نهائي بينها وبين بكركي.

وتستعد المعارضة للنزول الى الشارع، محاولة تحييد الجيش، وعدم الدخول معه في مواجهات ميدانية في الشارع، لكنها لا تحيّد قائده المرشح الرئاسي العماد ميشال سليمان. والمفارقة انه في مثل هذه السنة كان سليمان يتعرض لانتقاد قاس من جانب قوى الاكثرية بسبب ما اعتبروه حينها انكفاء من الجيش عن منع المتظاهرين عن اقفال الطرق، الامر الذي جعل اسم سليمان يسقط كمرشح رئاسي حينها، الى ان حصلت المتغيرات المعروفة. لكن الصورة تبدو اليوم معكوسة، فالمعارضة بدأت تطلق حملة اعلامية وسياسية لتطويق ترشيح سليمان، معددة الاخطاء التي ارتكبها منذ ان تبنت الاكثرية ترشيحه. وذهبت الى القول ان اسمه لم يعد مطروحا كاولوية، ناسبة الى الفرنسيين اعادة طرحهم اسماء مرشحين رئاسيين آخرين، من اللائحة البطريركية ومن خارجها.

هيام القصيفي     

 

 آذار تعتمد شرح لاريجاني وطهران لن تفصل المسار اللبناني عن مصيرها النووي والدول العربية أمام امتحان التبعية السورية

عندما يُصبح فهم اللغة العربية بحاجة الى القاموس الفارسي

المستقبل - الاربعاء 23 كانون الثاني 2008 - فارس خشّان

ثمة عاصمة واحدة يمكن الركون اليها لاستخراج "إفادة" اتقان اللغة العربية: إنّها طهران.

لا القاهرة تنفع ولا الرياض ولا الدوحة ولا أبو ظبي ولا الكويت ولا الجزائر ولا حتى بيروت.

ففي هذه المرحلة، من المستحيل فهم اللغة العربية من دون القاموس الفارسي الذي يرتفع حالياً في احتفاليات دمشق ـ الثقافة.

ويبدو أن فريق الثامن من آذار ـ بكل أطيافه ـ محق بكل ما يقوله عن اللغة العربية إرتباطاً بالمبادرة العربية، لأن فهمه لها جاء في ضوء مشاركة علي لاريجاني في صوغها بالإشتراك مع وليد المعلم، ومستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية "دام ظله" هو بالذات من تكفّل بإفهامها الى النائب علي حسن خليل و"الحاج" حسين خليل، عندما استدعاهما الى دمشق ليكونا في حضرته، بمواكبة اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، حيث تمّ وضع اللمسات الأخيرة على مشروع المبادرة العربية.

وفي الفهم الإستراتيجي لموقعها، فإن دمشق في المسألة العربية، ليست أحسن حالاً من فريق الثامن من آذار، فهي أيضاً تستند الى القاموس الفارسي، لأن تكليفها بإدارة الملف اللبناني متصل بقرار إيراني، ولأن علاقتها بالعالم العربي مرتبطة بوظيفتها الإيرانية.

ومن يُدقق بالمعلومات التي كانت ترد الى لبنان سابقاً، يدرك ان القاموس الإيراني حاسم لحُسن ترجمة ما تعنيه المبادرات على أنواعها. ففي زمن المبادرة الفرنسية، كان الإيرانيون يؤكدون أنها لن تمر، "إذ كيف يُعقل ان ينجح الرئيس نيكولا ساركوزي في بيروت وهو من دعاة الحصار على إيران". وفي زمن المبادرة العربية كان الإيرانيون يجزمون بأن عمرو موسى سيفشل "إذ كيف يعتقد العرب أنهم قادرون على حصد نتيجة إيجابية في بيروت وهم يرفضون الإعتراف بالدور الإيراني؟"، لا بل أنهم ذهبوا أبعد من ذلك عندما استعيبوا "انتخاب" قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية "فالرجل بات من الزمن العربي القديم، تماماً كما أصبح موقع مصر ـ جمال عبد الناصر".

الإيرانيون واضحون في رسمهم للواقع اللبناني: "حزب الله" لنا، هذا يعني ان كل فريق الثامن من آذار لنا. نحن نوفر للعماد ميشال عون طموحاته الشخصية فهو بذاته بالكاد يستطيع ان يمون على نعمة الله أبي نصر، ونحن أيضاً نؤمن للنظام السوري نفوذه في لبنان، لأن "فريقه" لوحده قادر فقط على إحداث اضطرابات، ولكنه غير قادر على تعطيل المسار إلا من خلال نفوذ "حزبنا" وأمواله.

وما يريده الإيراني من لبنان معروف: هزيمة الولايات المتحدة الأميركية، وتهديد الدول العربية باستقرارها، وإعطاء وظيفة متقدمة للنظام السوري الى جانب فصائل فلسطينية وفصائل لبنانية، ليتمكن من إضفاء المصداقية المطلوبة على تهديداته القائمة على معادلة تفجير المنطقة كلها إن تجرأت واشنطن على المس به.

ووفق هذا القاموس الإيراني، لم يحن بعد وقت الحلحلة في لبنان، فيما مجلس الأمن يواصل النظر في الملف النووي وفي فرض العقوبات التي تفاقم المصاعب الإقتصادية عند شعب مدعو في آذار المقبل الى اختيار مجلسه النيابي.

وفي هذا السياق أيضاً، فمن يُدقق في إطلالات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله العاشورائية يتأكد أن "هذا العربي القح" لا يُغيّب، لأي سبب كان، الملف الإيراني لا عن جدول كلماته ولا عن قائمة تهديداته. ولأن المسألة كذلك، فلم يكن عجيباً أن يدعو العلامة محمد حسين فضل الله، من أجل حل الأزمة اللبنانية، الى حلف إيراني ـ مصري في مواكبة لدعوة الرئيس نبيه بري الى صفقة سورية ـ إيرانية.

وبناء عليه، ففريق الثامن من آذار لا يعني التدقيق اللفظي بالمبادرة العربية عندما يشكو الدول العربية عمرو موسى إنما يعرب عن استيائه لأن العرب "مش عم يفهمو عربي"، وفق مرامي المثل الشعبي. وبهذا المعنى، فالعرب لم يفهموا بعد أن الدخول الى لبنان ممنوع من دون المرور بالبوابة الإيرانية ومن خلالها بالبوابة السورية، فإن فعلوا نجحت مبادرتهم في لبنان، وإن لم يفعلوا فليس لهم سوى مواجهة الفشل.

وبهذا المعنى أيضاً، فإن الأزمة اللبنانية هي أزمة فرعية مرتبطة عضوياً بالأزمة الكبرى، أي المواجهة الإيرانية مع المجتمع الدولي، بعربه وعجمه.

وعلى هذا الأساس، فالأزمة اللبنانية التي هي أزمة "مدوّلة" بطبيعتها، وتالياً فهي، وفق القاموس الفارسي، أمام احتمالين، إما ان تكون في عداد المواجهة الشاملة أو تكون في عداد الحل الشامل، ولكن ممنوع رفد عناصرها الداخلية بأي معونة عربية أو دولية حقيقية، تحت طائلة إستعجال "عرقنتها".

أمام هذا الواقع، ماذا سيفعل اللبنانيون المستهدفون بهذا الربط التفجيري لمصيرهم وماذا سوف تفعل الدول العربية؟

على المستوى اللبناني، فقرار الصمود متخذ. لا خوف في دوائر القرار من أي تطورات ميدانية. فتحريك الشارع من جهة سوف يستدعي تحريك شارع من الجهة المقابلة، وكلا الطرفين محمي بشارعه، وبهذا المعنى ثمة من يحيل السائلين عن النتيجة الى أن تخريب الثالث والعشرين من كانون الثاني 2007 أنتج انتفاضة الخامس والعشرين منه، تماما كما ان الرد الطبيعي على الثامن من آذار 2005 أنتج ذاك الرابع عشر من آذار. أكثر من ذلك أيضا، فإن محاولة السيد حسن نصرالله تشويه صورة المسؤولين اللبنانيين ليرد عنه تهمة التسبب بمآس فظيعة لشعبه بفعل ارتباطاته بمشروع غير مشروع، أسقطت عنه كل هيبة، وهو الأدرى ماذا حلّ بصورته بفعل "حروب الشوارع" التي تسبّب بها.

وعلى المستوى العربي، ثمة إدراك عميق أن نجاح المشروع الإيراني في لبنان يعني نجاح هذا المشروع على المستوى العربي الشامل، وأن الآمال التي تمّ تعليقها على سيناريو فصل سوريا عن إيران اصطدمت بالواقع الدقيق الذي يُثبت أن النظام السوري في المشروع الكبير ليس أهم من "حزب الله" في تبعيته.

وإذا كان اللبنانيون الذين يناوئون مشروع إلحاقهم كأضحية بالمحور الإيراني ـ السوري قد حسموا قرار المواجهة بالصمود، فإن التوجه العربي لا يبدو أنه قد تمّ حسمه بعد، لا على مستوى البحث في الإنتاجية اللبنانية وتالياً العربية من التهويل بعزل النظام السوري بعد "الحرد" منه، ولا على المستوى الإعلامي، حيث غياب الإستراتيجية في التعامل مع نظام إسقاط المناعة العربية ـ وهنا تبرز أيضا هزالة الإستراتيجية الإعلامية اللبنانية التي إن تعاملت مع المعارضة السورية إنما تتعامل معها على قاعدة الشفقة هنا ورفع العتب هناك ـ ولا على المستوى الإقتصادي، بحيث لا تزال التدفقات المالية على جريانها، ولا على المستوى الديبلوماسي، حيث لا تزال البعثات الديبلوماسية في مكانها و...مكانتها. بالأمس، فشلت المبادرة الفرنسية فكان أن أخذت الدول العربية مكانها، وسط تهديدات غير مسبوقة للفريق السوري ـ الإيراني الراقص على وقع الإغتيالات المستمرة، واليوم "أهينت" المبادرة العربية فكيف يكون الرد على قوى تتكئ على قوة التخريب لنصرة شعاراتها؟.

 

بعد تعطيل المبادرة العربية تحالف حزب الله ـ عون ماذا يريد؟ الثلث المعطل أم إلغاء وثيقة الطائف؟!

المستقبل - الاربعاء 23 كانون الثاني 2008 - الشيخ خلدون عريمط

على مدى خمسة عشر عاماً من الحروب العبثية على أرضه، دفع لبنان عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وخاصة في عاصمته بيروت التي مزقها الميليشيات وأمراؤها، فتحول قلب المدينة ركاماً، وأزقتها أوكاراً، واشتهرت عاصمة المعرفة في هذا الشرق بصناعة الموت المجاني، فغدت ساحة لتوجيه الرسائل الحارقة بين الأنظمة العربية الباحثة عن دور لتغطية عجزها من جهة، وبين الثوريين العرب ومنظماتهم والكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين من جهة أخرى.

دمرت بنية الدولة وانهار الاقتصاد، وهاجر النخبة والشباب الواعد، وأضحى لبنان وشعبه موبئاً ومتنفساً لأورام وأمراض وأدران المنطقة، وشاءت إرادة الله ان تتحرك بقية المصلحة العربية، والارادة الدولية لإخراج لبنان من مستنقع الموت المجاني، فتداعى العرب وجامعتهم وانتدبت منهم وباسمهم، المملكة العربية السعودية وسوريا والجزائر، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين آنذاك، فدعي النواب اللبنانيون بكل أطيافهم لعقد لقائهم التاريخي في مدينة الطائف رغم التهديدات والحصار الذي فرضه آنذاك العماد عون بصفته مغتصباً لقصر بعبدا. ولعب الرئيس الشهيد رفيق الحريري دوراً محورياً وصامتاً بين الأطراف اللبنانية من جهة، وبين المملكة العربية السعودية وسوريا والجزائر من جهة أخرى، وبعد أيام طويلة من اللقاءات والنقاشات والمطالب، والمطالب المضادة، والشروط والشروط المقابلة، تمت ولادة وثيقة الوفاق الوطني، التي عرفت آنذاك بوثيقة الطائف، أعيد من خلالها توزيع السلطة التشريعية والتنفيذية بين مكوّنات الشعب اللبناني. وحده العماد ميشال عون رفض وثيقة الطائف مشترطاً قبولها بوصوله الى السلطة بانتخابه رئيساً للجمهورية، ولما لم يتحقق حلم العماد المهوّس بالسلطة افتعل معركتي الالغاء والتحرير، وكانت النتيجة استكمال تدمير بيروت والعديد من المناطق اللبنانية، وخاصة داخل المجتمع المسيحي، بحجة دعمه لقيام الدولة والغائه الميليشيات، وما أعقبها من هزيمة للعماد ومشروعه السلطوي.

فهل يكرر العماد عون المشهد السياسي من جديد، وان كان الان بتحالفه من خلال وثيقة التفاهم مع النفوذ الايراني المتمثل بحزب الله، والذي وجد هذا النفوذ حصان طروادة، لإعادة النظر بوثيقة الطائف كما أشار بذلك وزير الخارجية الايراني، بحيث تصبح المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، مثالثة طائفية ومذهبية بين السنة والشيعة والموارنة، أما بقية الأطياف والطوائف فلها فتات ما تبقى من هذه المحاصصة المفخخة. والمتتبع لمسار الأحداث والمفاوضات واللقاءات الثنائية اللبنانية والمبادرات العربية والأوروبية وآخرها مبادرة الجامعة العربية وأمينها العام الذي جاء بتفسير واحد.

موحّد، يجد أن قضية تحالف عون ـ حزب الله، ليست قضية أكثرية أو أقلية، وحتماً هي ليست قضية ثلث ضامن، أو معطل أو سلة كاملة، مليئة أم فارغة، وإنما الهدف الأساسي لتحالف عون ـ حزب الله وخلفهما المحور الاقليمي الداعم، هو تعطيل المحكمة الدولية وإغلاق ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإلغاء وثيقة الطائف، وإعادة تركيب السلطة من جديد، وجعل النظام اللبناني نظاماً تابعاً لشمولية الحزب الواحد، أو لنظرية ولاية الفقيه، بحجة ان لبنان هو ساحة الصراع، لهزيمة الشيطان الأكبر الأميركي، كما عبّر عن ذلك مرشد الثورة الايرانية السيد علي خامنئي، أو كما أشار الى تغيير خريطة المنطقة من خلال لبنان، المرشد الأعلى لدولة حزب الله في لبنان السيد نصرالله، بحجة محاربته وتصديه للأفعى الصهيونية في فلسطين، مستفيداً من ضعف النظام العربي، ومن تمدد النفوذ الايراني في كل من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، واستمرار الزحف الأميركي بقواعده المنتشرة في بلاد العرب والاسلام، لحماية الطاقة والحفاظ على الكيان الصهيوني في فلسطين. وكان الأحرى بتحالف عون ـ حزب الله وملحقاته أن يكشف عن حقيقة ما يريد، وخاصة بعد محاصرته المبادرة العربية، ليعلن للرأي العام العربي والدولي، انه أكبر من الدولة ومشروعها، وطموحه إعادة صياغة وتركيب النظام اللبناني بسلطاته التنفيذية والتشريعية والقضائية لاخراج لبنان، من محيطه العربي، الى فضاء حزب الله ونظرية ولاية الفقيه، المنطلقة من طهران وقم، والممتدة نحو بلاد العرب

 

دمشق تحض موسى على تقريب وجهات النظر في العناوين السياسية وليس الأرقام ...

 لبنان: التحركات الإحتجاجية في الشارع تثير مخاوف من إحتكاكات مذهبية

بيروت، دمشق     الحياة     - 23/01/08//

طغت المخاوف من تحركات احتجاجية في الشارع، المدعومة من فرقاء في المعارضة اللبنانية، تحت عنوان القضايا المعيشية والتقنين في التيار الكهربائي، على الوضع السياسي، وسط الخشية من أن تؤدي هذه التحركات الى احتكاكات بين جمهوري الأكثرية والمعارضة وتأخذ طابعاً مذهبياً، في وقت يترقب المسؤولون ما سيرافق الإضراب الذي دعا اليه سائقو السيارات العمومية غداً الخميس، من تحركات من جانب قوى المعارضة التي تدعم هذا الإضراب.

وفي ظل استمرار السجال بين أركان المعارضة ورموز الأكثرية حول الأزمة السياسية والخلاف في تفسير خطة الحل العربي لمعالجة الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، دعت مصادر سورية مطلعة في دمشق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى «استئناف جهوده لحل الأزمة» على اساس هذه الخطة، و«تقريب وجهات النظر حول العناوين السياسية بدلاً من الدخول في لعبة الأرقام حول تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية».

وزار دمشق أمس نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف وأجرى محادثات مع كل من نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، وينتظر ان يجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين اليوم في بيروت.

وأعربت أوساط الأكثرية عن خشيتها من أن يكون هدف التحركات التي حصلت ليل أول من أمس تحت عنوان الاحتجاج على تقنين الكهرباء، خصوصاً انه يطاول المناطق اللبنانية كافة، استدراج الجيش والقوى الأمنية الى صدامات تؤثر في التوافق على ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان للرئاسة. وقال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان «المشاكل السياسية لا تحل إلا بالحوار ولنعمل على تحييد لقمة العيش». وأضاف: «التوتر يوصلنا الى الخراب والتشنج، والفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها». ورأى السنيورة ان المبادرة العربية «فرصة طيبة والذي يفسرها هو من وضعها»، مؤكداً أن الخطوة الأولى هي انتخاب رئيس للجمهورية «ثم خلق الثقة بيننا ما يوصلنا الى الحل». ونوه السنيورة بموقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري من التحركات الاحتجاجية في الشارع وقوله ان معالجة موضوع الكهرباء بهذه الطريقة لا تحل المشكلة. واتصل السنيورة بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الوضع في قطاع غزة.

وقال وزير الإعلام غازي العريضي كلاماً مشابهاً فأكد ان الحكومة تريد انتخاب رئيس للجمهورية لتسليمه الأمانة، لكنه أشار الى ان هناك قراراً بتعطيل الانتخابات. وسأل: «لماذا قبلت المعارضة بترشيح العماد سليمان إذا كانت لا تثق به». واعتبر أن «تدويل الأزمة ليس في مصلحة أحد وبالحوار مع سورية تعالج كل المشاكل بيننا انطلاقاً مما أقره اتفاق الطائف».

وكان نواب ورموز من الأكثرية انتقدوا التحرك الذي قام به معارضون في الشارع ليل أول من أمس، فاعتبر وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت ان ما حصل «عملية منظمة في شكل شبه عسكري». لكنه قال ان «قوى 14 آذار لن ترد في الشارع. لكن هذا لا يعني أن الأهالي لن يتصدوا لمن يقطع طريق رزقهم...».ونفت قيادات في المعارضة أن تكون اتخذت أي قرار بتحرك على الأرض كان قادتها لوحوا به، إزاء انسداد أفق الحلول. وقالت مصادر نيابية وقيادية في المعارضة ان مشاورات تجرى بين أطرافها لكن أي قرار لم يتخذ بعد في هذا الصدد. وقال النائب في كتلة «حزب الله» حسين الحاج حسن ان المعارضة جاهزة للتحرك تحت العناوين السياسية. وكانت مؤسسة كهرباء لبنان أعلنت أن أحد أسباب انقطاع الكهرباء هو التعليق على محولات الكهرباء في شكل غير شرعي. وهاجم رموز في المعارضة تصريحات عدد من قادة الأكثرية ضد ما تضمنه خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في عاشوراء. واتهم النائب الحاج حسن الأمين العام للجامعة العربية بالانحياز في تفسيره للمبادرة العربية. وهاجم رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع. كما هاجم نواب آخرون من الحزب تصريحات الرئيس السابق أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط ضد المعارضة ونصر الله لحديثه عن أشلاء الجنود الاسرائيليين. ورأى رئيس الحكومة السابق عمر كرامي أنه طالما هناك مساع أخوية ومحلية فإن المعارضة ستبقى تفاوض حتى آخر لحظة لكن كل التفسيرات (للخطة العربية) «لا تجدي إذا لم تكن هناك مشاركة فعلية». وكان البطريرك الماروني نصر الله صفير انتقد أمس «مزاجية بعض الوزراء في ممارسة مهماتهم وإقفال المجلس النيابي واستهداف البعثات الديبلوماسية والقوات الدولية والجيش اللبناني». وقال ان «قصتنا كبيرة وطويلة ونحن نعيش أقسى تجربة

 

حمادة: المبادرة العربية لم تنته والغالبية لن تعطي المعارضة 11 وزيرا

المركزية - أكد وزير الاتصالات مروان حمادة ان المبادرة العربية لم تنته وان العرب سيصرّون على تفسيرهم وعلى ضرورة حصرها ببندها الاول وهو انتخاب رئيس الجمهورية، وطمأن النائب العماد ميشال عون ان الغالبية لن تعطي المعارضة 11 وزيرا ولفت الى ان قوى الرابع عشر من اذار تدرس كل الاحتمالات في حال أصرّت المعارضة على النزول الى الشارع. وقال في حديث اذاعي اليوم: "مذكرة الغالبية الى الاجتماع الوزاري العربي هي قيد الاعداد، وأكدنا بعد اجتماع الامس الاصرار على ان تكون الانتخابات الرئاسية في طليعة الاولويات المطلقة في حل الازمة اللبنانية ثم نتوجه الى معالجة القضايا الاخرى.

اضاف:" ما سنصر عليه لدى الاشقاء العرب هو ان يعفى عن هذا القيد الموضوع على لبنان في منعه من انتخاب رئيس للجمهورية، اضافة الى مراجعة تفصيلية لكل المبادرات، ومنذ ان بدأت المعارضة تخرج عن الوفاق اللبناني وتحاول ضربه تارة باغلاق المجلس النيابي وطورا بالاعتصام في وسط بيروت او بافتعال الحوادث في الشارع وأخيرا بافشال المبادرة الفرنسية ثم العربية.

واعتبر حمادة ان الطريقة التي عالج فيها الجيش اللبناني والقوى الامنية الحوادث التي حصلت اول من امس كانت ناجحة وابدى فيها الجيش حرصه على عدم امتداد الاستفزازت، وقد أعلن قائد الجيش العماد ميشال سليمان ان لا تهاون مع المخلين بالامن وهذه المسألة واضحة الى الجميع، واشار الى انه ليست الغالبية هي التي تقوم بهذا التهاون ومن يمارسه على الارض علما انها لا تفتقد لا المساحة الشعبية ولا القدرات الشعبية وهذا ما سيظهر في الايام والاسابيع المقبلة اذا اضررنا الى مواجهة شعبية مع المعارضة في الشارع. وقال:" نحن ندرس كل احتمالات التعبير الديموقراطي، لدينا نقابات واتحادات طالبية ولدينا كل وسائل وادوات التعبير عن شعبيتنا، وأظن ان كل مؤشرات الانتخابات في نقابات المهن الحرّة او الاتحادت الطالبية تدل اين يتوجه اليوم المناخ الشعبي اللبناني وهذا ما سيظهر في 14 شباط وفي 14 آذار. اضاف:" المبادرة العربية لم تنته والعرب سيصرون عليها وعلى تفسيرها.مطمئنا العماد ميشال عون ان الغالبية لن تعطي المعارضة 11وزيرا.

 

 شباب من كل البلدان يلتقون صفير في سيدني في تموز المقبل

مؤتمر عن تحضيرات لقاء الشبيبة المارونية العالمــي الاول

المطران اسكندر: حدث يستحق ان نبذل جهودا كبيرة لإنجاحـه

المركزية - عقدت اللجنة الاسقفية للقاء الشبيبة المارونية العالمي الاول وامانتها العامة مؤتمرا صحافيا في بكركي في حضور المطرانين عاد ابي كرم وجورج ابو جودة، الاب خليل علوان والامين العام للجنة طانيوس شهوان في حضور مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم تم في خلاله عرض لتحضيرات لقاء الشبيبة المارونية العالمي الاول في سيدني - اوستراليا. وغاب عن المؤتمر رئيس اللجنة الاسقفية المطران جورج اسكندر، بسبب تعذر وصوله لانقطاع الطرقات بالثلوج.

بداية القى الخوري ابو كسم كلمة شكر فيها للاعلاميين حضورهم، ولفت الى انه منذ تسلم راعي الابرشية المارونية في اوستراليا المطران عاد ابي كرم مهامه دأب على التعاون مع الشبيبة هناك ليجعل منها ابرشية شبابية حية تتفاعل مع كنيستها ووطنها ورجاء القيامة.

اسكندر: بعدها القى المطران جورج ابو جوده كلمة المطران اسكندر وفيها: يسعدنا ان نطلعكم اليوم، بطريقة عرضية، على ما يقوم به وينتظره قسم من شبيبة كنيستنا، استعدادا للايام العالمية للشبيبة، التي ستنعقد هذه السنة في سيدني اوستراليا، في تموز المقبل، والتي يلتقي فيها، كما تعلمون، شابات وشبان ومرشدون من جميع البلدان، مع قداسة البابا وعدد كبير من مطارنة الكنيسة، ان استعداداتنا لهذا الحدث جيدة. فالشباب يتحضرون له كما يجب: فكريا وروحيا وثقافيا واجتماعيا على الرغم من ارتفاع كلفة الاشتراك فيه، نظرا لضغوط اوضاع لبنان الاقتصادية السيئة عليهم، ولبعد المسافة في السفر. لكن الامر الجديد والابرز الذي نركز عليه في حديثنا معكم اليوم، هو لقاء الشبيبة المارونية العالمي، الذي يتزامن مع الحدث الاول ويكمّله بالنسبة الى هذه الشبيبة.

رأت كنيستنا المارونية، وهي تنظر باهتمام الى ابنائنا الشابات والشبان خصوصا في مجمعها البطريركي الاخير الذي خصهم بلفتة مميزة، ان اليوم العالمي للشبيبة في اوستراليا، بامكانه ان يكون مناسبة فريدة توفر للشبيبة المارونية، الوافدة اليه من انحاء العالم سهولة في اللقاء الذي تفكر في اقامته، وقد حثّ مجمعها عليه.

على هذا الاساس، وافق صاحب الغبطة مار نصرالله بطرس صفير، مع مجمع الاساقفة الموارنة، على مبدأ القيام بهذا اللقاء في سيدني، وعلى تأليف لجنة ترعاه وترعى التحضيرات اللازمة له. سيشارك في اللقاء عدد كبير من المطارنة الموارنة، يحضرون الى سيدني، برفقة صاحب الغبطة البطريرك، ليكونوا معه الى جانب اولادهم الشبان والشابات الذين يحبونهم ويعتبرونهم امل كنيستهم وربيعها.

الغاية الاساس من اقامة اللقاء هي، كما نصت عليه التوصية الثالثة من النص الحادي عشر للمجمع البطريركي الخاص بالشبيبة، "تعميق العلاقة ما بين الشبيبة المارونية، من كل انحاء العالم، مقيمين في لبنان وفي النطاق البطريركي وفي سواهما من بلدان الانتشار".

هذه الغاية تقتضي تعارفا وتعرّفا من قبل الشبيبة: يتعرّف الواحد على الآخر والمجموعة على الاخرى، ويتعارف ابناء الابرشية والاوطان المختلفة ما بينهم، وايضا يتعرف الجميع على تاريخ كنيستهم وعلى هويتهم المارونية وعلى اوضاع ابناء هذه الكنيسة في كل مكان.. فيزداد تعلقهم بها وايمانهم برسالتها ورجاؤهم بديمومتها ومحبتهم لها، ويعبّرون عن رغباتهم وتطلعاتهم يقدمونها لرعاتهم ليتشاركوا جميعا من اجل "آفاق جديدة لكنيسة جديدة".

لذلك ستوضع بين ايديهم دراسات قيمة عن الكنيسة المارونية، ويطلب اليهم اقامة لقاءات تحضيرية، قبل اللقاء، وحوارية اثناءه، وعملية بعده، تساعدهم على بلورة انتمائهم وهويتهم، وعلى تعميق التزامهم بكنيستهم وكل ابنائها.

هذا الحدث الاول من نوعه في تاريخ كنيستنا المارونية، يستحق ان نبذل في سبيل انجاحه جهودا كبيرة. اننا ننتظر من شبيبتنا، المشاركة في اللقاء وتلك غير المشاركة، جدية في هذا النشاط وفي مرافقته. وننتظر من الاعلاميين دعم عملنا الحضاري هذا، الذي ولا شك سيعود على لبنان وكنيسته بالخير، ناظرين الى غبطة ابينا البطريركن الذي لن يبالي بتعب السفر والمشاركة، رغبة منه في تشجيع ابنائه الشبان والشابات على التقارب من رعاتهم وعلى التزام وفيّ بكنيستهم وانجيلهم ورسالتهم، ومن اجل ان يعبّر عن محبة الكنيسة لهم وفي رجائها بحبهم.

ابي كرم: بعدها القى المطران ابي كرم كلمة شرح فيها هدف اللقاء الماروني العالمي الاول ومما قال: ايام الشبيبة المارونية العالمية التي تستعد لاستقبالها الابرشية المارونية في اوستراليا من 10 الى 13 تموز 2008 شغلت الابرشية وابناءها منذ اكثر من سنة.. لقد اغتنمنا فرصة الاحتفال بيوم الشبيبة العالمي في مدينة سيدني لنحقق توصية صادرة عن المجمع الماروني باحياء لقاء جامع لشبيبة الانتشار الماروني ونفتخر باننا سنكون اول مَن يطبقها على الارض.

والايام العالمية هذه - كما بلغكم - ليست مهرجانا فولكلوريا او لقاء تراثيا فحسب، انما هي - وهذا هو الاهم - مناسبة رائدة لاقامة منتدى فكري عالمي يرئسه غبطة ابينا البطريرك، رمز الوحدة المارونية في العالم، ويشارك فيه الى السادة الاساقفة وعدد من المسؤولين الكنسيين، خبراء ومندوبون عن كل الابرشيات المارونية في لبنان والعالم واساتذة من جامعة سيدني الكاثوليكية.

وتشهد على اهمية هذا المنتدى علميته ومنهجية عمله وقد تبنته اكاديمية جامعة سيدني الكاثوليكية التي حرصت على مواكبته، تحضيرا وابحاثا ودراسات ومنشورات، وهي المهتمة - كما الحكومة الاوسترالية ذاتها - بشؤون الاتنيات ومستقبلها ولا سيما ان موضوع الهوية وانثقافها سيكون محور هذا المنتدى.

واهمية هذا المنتدى ايضا تكمن في شموليته التي تطال كل الشبيبة المارونية الآتية من كل حاضرة وبلد، ومن كل حضارة وثقافة، والتناغم الذي نحرص عليه بين تراث وتاريخ واصالة، من جهة، وارتقاء وتطلع نحو آفاق وازمنة جديدة، من جهة اخرى.. ومَن اولى من الشباب انفسهم وأجدر في رسم ملامح المارونية بعد عشرين سنة وخمسين ومئة؟ اوليسوا هم مَن سيعيشون وينقلون وديعتها الى مَن سيأتي بعدهم؟

اما اليوم الاخير من الايام المارونية فيفتتح بقداس حبري برئاسة ابينا البطريرك يشاركه فيه الاساقفة ونحو عشرين الف شخص بحسب توقعاتنا. والى القداس معرض عالمي يبرز امام الزائرين حالة المارونية في العالم اليوم، تشترك فيه كل ابرشياتنا ورهبانياتنا فتقدم ما عندها من احصاءات ونشاطات، بالاضافة الى خريطة مضاءة تبرز الوجود الماروني في الكرة الارضية. ويتوّج هذا اليوم بمهرجان ماروني لبناني وهو ذو بعدين: عامودي يغوص في المارونية وجذورها وعلاقتها بالارض اللبنانية من خلال ابعادها التاريخية والليتورجية والاجتماعية والحياتية والتراثية والكنسية والروحية واللاهوتية، وأفقي يدعو الى التعرف على الانثقاف الماروني في حضارات العالم وثقافاته المتنوعة.

لجنة شهوان: بعدها عرض الامين العام للجنة طانيوس شهوان لبرنامج اللقاء واهدافه.

واشار الى ان اللجنة المنظمة تتشكل على الشكل الآتي:

- المطران جورج اسكندر رئيس اللجنة، واصحاب السيادة: عاد ابي كرم، جورج بو جودة، وقدس الاب خليل علوان، وقد كلف السيد طانيوس شهوان بمهام الامانة العامة. تعمل هذه اللجنة بالتعاون مع اساقفة الابرشيات المارونية والرؤساء العامين والرئيسات العامات على انجاز هذا الحدث. اما لجان عمل الامانة العامة فهي: لجنة التحضيرات الفكرية والروحية، لجنة التحضيرات الليتورجية، لجنة التحضيرات الاعلامية والاعلانية، لجنة تسجيل المشاركين لجنة السكرتاريا الادارية، لجنة الشؤون المالية، واللجنة اللوجستية. ولفت الى ان المنتدى ينعقد تحت عنوان: "كنيسة الآفاق الجديدة للازمنة الجديدة" على ضوء نصوص المجمع البطريركي الماروني. واوضح ان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يرئس المنتدى ويشارك فيه عدد مهم من الاساقفة الموارنة. وينتدب المجلس البابوي للعلمانيين ممثلا عنه للمشاركة في المنتدى. اما المشاركون الشباب فيكونون: شابان من كل ابرشية مارونية، راهبان او راهبتان من بين الشباب في الرهبانيات المارونية، راهب او راهبة من الشباب الموارنة في الرهبانيات الغربية في لبنان، شاب او شابة من الشباب الموارنة في كل حركة رسولية علمانية، وتتوقع الامانة العامة ان يشارك في المنتدى نحو المئة وخمسة وسبعون شخصا.

برنامج المنتدى: يبدأ المنتدى مساء يوم الاربعاء 9 تموز 2008 بالذبيحة الإلهية الافتتاحية في كنيسة سيدة لبنان في سيدني. وينعقد من بعدها في جامعة سيدني الكاثوليكية ايام 10 و11 و12 تموز. اما اقسامه فثلاثة:

- القسم الاول، ويقوم على معاينة واقع تصور الشباب الماروني لهويتهم.

- اما الثاني فيرتكز على تعليم الكنيسة المارونية في شأن هويتها ودعوتها ورسالتها بالاستناد الى نصوص المجمع البطريركي الماروني.

- ويقوم القسم الثالث على رصد آفاق التعاون المستقبلية بين الشباب الموارنة وكنيستهم. ويختتم المنتدى ببيان ختامي يعرض للخبرة التي عاشها المشاركون وللنداءات التي يوجهونها الى الكنيسة المارونية وشبابها.

واعلن ان اللجنة الاسقفية ليوم الشبيبة المارونية العالمي الاول تقوم بعرض موضوع الدراسة على المركز الماروني للتوثيق والابحاث والذي يعمل على دعوة الجامعات المارونية لاشراكها في هذه الدراسة. هذا من جهة. من جهة اخرى، تباشر اللجنة الاسقفية اتصالاتها بجامعة سيدني الكاثوليكية وتعمل على تنسيق الشراكة على مستوى الدراسة بين الجامعة المذكورة والمركز الماروني للدراسات والتوثيق والجامعات المارونية. على ان تتوزع كلفة الدراسة على المركز الماروني والجامعات المارونية وجامعة سيدني الكاثوليكية.

عرض نتائج الدراسة ونشرها: أ - عرض نتائج عمل كل مجموعة عمل على مستوى كل بلد في مؤتمر خاص واصدار كل تقرير في كتيب خاص.

ب - عرض نتائج التقرير النهائي عن الدراسة في مؤتمر خاص واصداره في كتاب خاص (ترجمة التقرير وطباعته الى اللغات الفرنسية والانكليزية والاسبانية والبرتغالية).

 

الشيخ قاسم: هدف خطاب السيد نصرالله تحقق بالكامل في الكيان الاسرائيلي

أي اعتداء سيقابل بالمقاومة والرد المناسب لان الدفاع لا يحتاج الى إذن احد

وطنية - 23/1/2008 (سياسة) اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" في مقابلة مع قناة "المنار" وإذاعة "النور" ردا على سؤال حول تداعيات خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في الوسط الاسرائيلي :"ان هدف خطاب سماحة الأمين العام قد تحقق بالكامل في الكيان الاسرائيلي، لأن المطلوب هو إيصال مجموعة من الرسائل، وهذه الرسائل أدت غرضها، فأولا كشفت أن العدو الاسرائيلي يعاني من ثغرات كثيرة، وأن جيشه الذي يدعي القوة ما هو إلا جيش واهن، يكذب على أهل القتلى والمصابين في المعارك، وبالتالي هو لا يعطي الصورة الحقيقية، وما يدعيه من بطولة تعتبر فارغة، خصوصا عندما انكشف أيضا أن اليومين الأخيرين في مجزرة الدبابات في مواجهة الاسرائيليين لم تؤثر في مسار القرار 1701 كما كان يدعي أولمرت، إذا تقاطع هذا الأمر مع خطاب سماحة الأمين العام، ليتبين بالدليل الملموس مستوى هذا العدو، فكان خطاب سماحة السيد كاشفا لهذا الموضوع عند الاسرائيليين".

اضاف:"الأمر الثاني أن هذا العدو لا يستطيع أن يدعي بأنه يعد نفسه من أجل أن يهول علينا وعلى لبنان، لأن استعدادات المقاومة استعدادات مهمة، وبالتالي إذا قارنا بين ما حصل في حرب تموز وبين ما يمكن أن يحصل فالمقارنة تكون غير سليمة، لأن هناك تداعيات كثيرة يمكن أن تحصل إذا فكر العدو بأي عدوان على لبنان". وتابع: "الأمر الثالث أن هناك صورة مشرقة جدا للمقاومة وشعب المقاومة وهي صورة متفاعلة وقوية، ولا بد أن تكون قد تظهرت بشكل واضح على الهلع الذي أصاب المسؤولين الاسرائيليين عندما رأوا هذا المشهد وسمعوا هذا الخطاب، فيمكننا القول أن خطاب سماحة الأمين العام وصل إلى أهدافه المطلوبة، ونتوقع أن تزداد النتائج أكثر فأكثر، وهذا يثبت مجددا أننا في الموقع القوي وأننا في الموقع المؤثر حتى في مجريات السياسة الاسرائيلية بالتأثير على عقليته وطريقة تفكيره، ويجب أن يفهموا دائما أننا في موقع القوة ولسنا في موقع الضعف مهما حصل من تطورات".

وردا على سؤال حول ردات الفعل التي صدرت عن بعض القيادات اللبنانية؟

اجاب: "جاء الهلع اللبناني المنسجم مع الهلع الاسرائيلي سريعا جدا، بل التعابير التي استخدمها الاسرائيلي عن الاشمئزاز هي التعابير نفسها التي استخدمها بعض جماعة 14 شباط في لبنان، وهذا التماهي أراد الأميركي منه أن يخفف الوطأة عن الاسرائيليين، لكن في الحقيقة قد أصاب مقتلا في جماعة 14 شباط، لأنهم انفضحوا أمام الرأي العام اللبناني لأنهم يكررون العبارات الاسرائيلية ويتحدثون عن الأهداف الاسرائيلية ويتعاطفون مع الرؤية الاسرائيلية، الأمر الآخر أن قوة المقاومة لا تزعج الاسرائيليين فقط وإنما تزعجهم أيضا لأنها عصية على أخذ لبنان إلى الوصاية، وأيضا أنهم في موقع الأدوات حيث أنهم مضطرون للاسراع في اتخاذ الموقف بسبب فشلهم المتكرر في مواقف متعددة، وعادة الفاشل يكثر من الصراخ حتى يعوض عن فشله، وهم يفعلون هذا. نحن في الواقع سنترك التحليل للرأي العام، لأننا إذا تركنا الرأي العام يسمع ما يقولون وما يقول الاسرائيلي، سيجد الربط الكافي، وسيأخذ الانطباعات الحقيقية، وهذا سيكون لمصلحة كشف زيف ما يدعون أنهم يعملونه لمصلحة لبنان وسيادة لبنان".

وقال ردا على سؤال عن كيفية بناء شراكة مع فريق تتقاطع أهدافه مع دولة عدوة هي إسرائيل: "نحن سنعمل جاهدين من أجل أن نكشف هذه الحقائق، وعلى كل حال هي تنكشف يوما بعد يوم بالوسائل المختلفة من أجل ردع هؤلاء إذا أرادوا أن يبنوا وطنا، وإذا أرادوا أن يعملوا شعبهم، ونحن سنبقى بالمرصاد لمثل هذه الرؤى المنحرفة والخاطئة التي تصب في الوصاية الاميركية، وعلى العموم نحن نشعر بالألم الاميركي من الفشل المتكرر، وبالألم الاسرائيلي من عدم القدرة على تجييش الواقع لمصلحتهم، وبالتالي سنكون واضحين وصريحين: أي تفكير إسرائيلي باعتداء على لبنان سيقابل بالمقاومة وبرد فعل يتناسب مع هذا العدوان، فالدفاع لا يحتاج إلى إذن أحد، حتى لو قال من قال، وصرخ من صرخ، فهذه مسألة لها علاقة بحماية النفس والأرض والعرض والكرامة، وليس لها علاقة بتسليم الامور لأولئك الذين أثبتوا أنهم غير جديرين بحفظ أمانة الأرض اللبنانية والشعب اللبناني والقضايا المتصلة بها في هذه المرحلة".

وقال ردا على الدعوات لاغتيال الأمين العام ل"حزب الله" فقال: "هم يعلمون تماما أن المس بسماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه الله، ستكون له عواقب غير محسوبة وغير خاضعة للضوابط التي يفكرون بها، نحن نحذرهم ونحذر الأذناب الذين يروجون لمثل هذا الاتجاه، فالمسألة لا تتعلق بتهديد، وإنما تتعلق بنظرة خاطئة للأمور. على كل حال نحن مطمئنون من رعاية الله لهذه المسيرة، وهذه المسيرة منصورة وعزيزة، وبالتالي نتفهم موقف الخانعين هنا وفي أي مكان في المنطقة من الذين يعيشون حالة الهلع والارباك، بسبب إنجازات المقاومة وإرادة المقاومة في المنطقة. وهنا لا بد أن نوجه تحية لنساء غزة وشباب غزة الذين وقفوا موقفا بطوليا في مواجهة الحصار، وكانوا أهلا للمقاومة كما عودونا، ونقول لهم بأن المقاومة منصورة إن شاء الله في كل مكان، والأمر يحتاج إلى صبر، وكل هذه الادعاءات التي تأتي من إسرائيل وغيرها ما هي إلا فقاقيع، وستثبت الأيام ذلك".

 

الامانة العامة للمدارس الكاثولكية:ابواب المدارس مفتوحة غدا

وطنية - 23/1/2008 (متفرقات) صدر عن الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان البيان الآتي:

"لا توجد أي دعوة إلى إضراب عام أو إقفال عام أو حداد عام يوم 24 كانون الثاني الحالي، لا من جهة رسمية ولا حزبية ولا نقابية ولا تربوية. إن بعض الإتحادات العمالية لها مطالب وتريد أن تعبر عن موقفها، وعليه، فإن أبواب المدارس الكاثوليكية مفتوحة كالمعتاد، على أن تتعاطى كل إدارة مدرسية مع هذا الموضوع بحسب موقعها الجغرافي".

 

الرئيس السنيورة عرض الاوضاع مع نائب وزير الخارجية الروسي

وطنية 23/1/2008(سياسة)أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم جولة مباحثات مع نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف بحضور السفير الروسي في لبنان سيرغي بوكين والمستشارين محمد شطح ورولا نور الدين، تناولت الأزمة السياسية القائمة في لبنان والأوضاع في المنطقة. بعد اللقاء الذي دام ساعة ونصف الساعة، خرج سلطانوف دون الإدلاء بأي تصريح.

 

المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء رد على كلام النائب رعد: إطلاق الشتائم يزيد الكراهية التباعد بين الإخوة في الوطن الواحد

وطنية - 23/1/2009 (سياسة) وزع المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء بيانا رد فيه على كلام النائب محمد رعد أمس في مدينة النبطية، في حق رئيس المجلس فؤاد السنيورة، جاء فيه: "يهمنا أن نلفت عناية النائب الكريم والإخوة في قيادة "حزب الله"، أن الاستمرار في إطلاق الشتائم والسباب والاهانات للآخرين، يساهم يوما بعد يوم في زيادة الشقاق والتباعد بين الإخوة في الوطن الواحد والتشجيع على الكراهية، وليكن النائب رعد متأكدا أنه بهذه اللغة التي يستعملها، إنما لا يعبر إلا عن مكنوناته التي لا يشاركه فيها ذلك إلا قلة هو منهم. وسنكتفي اليوم بما ورد على لسان الإمام الشافعي حيث قال:

يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا"

 

النائب الحاج حسن: قادة 14 شباط يثابرون في تقديم أوراق اعتمادهم لدى سيدهم الأميركي في حملة ردودهم المتلاحقة على السيد نصرالله

وطنية- 23/1/2008 (سياسة) أصدر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسين الحاج حسن البيان الآتي : "لقد أصبح واضحا أن القادة والمسؤولين في جماعة 14 شباط يثابرون في تقديم أوراق اعتمادهم لدى سيدهم الأميركي في حملة ردودهم المتلاحقة على خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. لكن الجديد هو تنافسهم على أداء الدور الذي حدده لهم الإسرائيليون بالقيام بحملة على سماحة السيد في موضوع أشلاء جنود العدو الذين كانوا يقتلون أطفالنا وقتلوا على يد المقاومة، ليتناغموا بذلك مع ردة الفعل الإسرائيلية في إشارة واضحة إلى وحدة التوجيه الأميركي لإشاعة هذا المناخ.

ولكن على ما يبدو لم يكتف أركان جماعة 14 شباط بأداء دور الأدوات الأميركية، بل ارتضوا لأنفسهم القيام بمهمات التخفيف من الألم الإسرائيلي، وشارك فيها كبارهم وصغارهم، ومنهم حديث النعمة النائب مصطفى علوش الذي يحاول أن يحجز لنفسه دورا صغيرا من خلال تطاوله المستمر على رموز لم يكن يحلم بأن يسمع صوته أحد أو يقرأ ما يكتبه أحد لولا أنه مكلف عبر وسائل الإعلام المأجورة أداء دوره أمام أسياده. ولم يكتف مدعي التاريخ المقاوم بالإسفاف في مقالته، بل تجاوز ذلك إلى فضح مكنونات صدره ممثلا رئيسه السيد سعد الحريري من حقد على المقاومة، بل فضح غضبهم وأسفهم من جراء انتصار المقاومة على العدو الصهيوني، مما أدى إلى فشل مشاريعهم السلطوية المأجورة للأميركيين، ومن وراء ذلك التواطؤ المفضوح مع الشرق الأوسط الجديد، وبما يتضمن من تهجير جديد للفلسطينيين وتوطين ومشاريع فتنة وتقسيم. تستطيع يا سيد سعد أن تتكلم مباشرة بما تريد بدل أن تختبئ وراءهم، وعلى كل حال يعرف الناس تماما معادن الرجال الأشراف ويميزونهم عن غيرهم".

 

الانتماء اللبناني": من شأن الدعم العربي للاحتضان الدولي تشكيل مظلة تحمي الكيان اللبناني من الانهيار المحتم

وطنية-23/1/2008(سياسة) عرض لقاء "الانتماء اللبناني " في اجتماعه الدوري الأوضاع السياسية الراهنة واصدر بيانا حمل فيه "النظام السوري وقوى 8 آذار المسؤولية الكاملة والمباشرة لتفشيل المبادرة العربية، وذلك بعدما اصطدمت مهمة الأمين العام للجامعة العربية بحائط التسويفات والشروط. وأكبر دليل على ذلك هو استغراب عمرو موسى لدقة استنساخ الكلام والحجج التي سمعها شخصيا" من كل من المسؤولين في دمشق وممثلي المعارضات في بيروت".

وطالب "مجلس وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في 27 الحالي بموقف حازم وجريء وعدم الاكتفاء بتسمية المعرقلين فحسب، بل معاقبتهم من خلال قرارات واضحة وصارمة". ورأى البيان "ان تقرير الجامعة العربية الذي سيصدر أواخر هذا الشهر يتوجب تضمينه، دعوة مجلس الأمن للانعقاد فورا، وذلك لتحمل مسؤوليته التاريخية حيال لبنان, فالمطلوب ليس الاكتفاء بدعوة مجلس الأمن فقط، إنما حثه على استصدار قرارات جدية مع آليات حاسمة، لوضع لبنان على سكة الحل، وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن, وفي المقابل على مجلس الجامعة العربية تبني تلك القرارات الدولية الصارمة بشكل فوري وواضح لا لبس فيه".

واشار الى "ان من شأن الدعم العربي للاحتضان الدولي، تشكيل مظلة تحمي الكيان اللبناني من الانهيار المحتم إذا بقيت الأمور على ما هي عليه, وهذا الاحتضان سيحفظ المجتمع اللبناني ويجعله بمنأى عن التداعيات الاقتصادية الأخيرة التي تهز الأسواق العالمية, ومن شأن ذلك الحد من الانعكاسات الكارثية على الوضعين الاقتصادي والمالي في لبنان". ولفت البيان الى انه " بات واضحا، أن النظام في سوريا، ومعه المعارضات في لبنان، لا يريدون انتخابات رئاسية، ولا دولة بمؤسساتها، ولا حتى كيانا لبنانيا واحدا , وأن غايتهم الوحيدة هي الإبقاء على وضع "اللا دولة" القائم، وذلك حسب مصلحة وأجندة المحور الإقليمي".

وندد "بالخضات الأمنية المتنقلة، تارة بتوجيه مباشر، وطورا بإيحاء مشبوه" ونبه "إلى أن هذه الخضات تشكل في الحقيقة خطة مدروسة لتفريغ لبنان مما تبقى فيه من مؤسسات دولية مختلفة. فالغاية هنا هي تخويف هذه المؤسسات وجعلها تفقد ثقتها الكاملة بالاستقرار الأمني، مما يرغمها على الرحيل من لبنان". ورأى البيان "أن هذه الخطة تقضي بالوصول بلبنان إلى "غيتو" مساحته 10452 كلم2، ليتخبط المجتمع الدولي فيه، وصولا" إلى الغرق في وحول هذا "الغيتو", والهدف من كل ذلك هو تركيع المجتمع الدولي وجعله يتفاوض ويتنازل مرغما مع المحور الإقليمي".

 

نواب بيروت الارمن اسفوا "للحملة على مبادرة الجامعة العربية": العنف والاستفزاز يولدان الانفجار ولن يكونا في مصلحة اللبنانيين

وطنية - 23/1/2008 (سياسة) عقد نواب بيروت جان اوغاسبيان، اغوب قصارجيان، يغيا جرجيان وسيرج طورسركيسيان اجتماعا اليوم، تداولوا خلاله في الاوضاع العامة، وتوقفوا، حسب بيان صدر "عند ما يحصل في بيروت من قطع الطرقات والتظاهرات وعمليات الفوضى الجارية تحت عناوين معيشية ونقابية مفتعلة، تستغل معاناة اجتماعية محقة لتصل الى تخريب المؤسسات والاقتصاد الوطني. وابدوا الاستعداد للمواجهة بكل الوسائل السياسية والقانونية والشعبية التي توجبها مقتضيات الدفاع عن لبنان وحماية السلم الاهلي، منبهين من مغبة مواصلة الاستفزازات في الشارع، لان العنف والاستفزاز لن يولد الا الانفجار الذي لن يكون في مصلحة اللبنانيين مع الاصرار دائما على ان تبقى بيروت مثال العيش المشترك". واسف المجتمعون "لما آلت اليه مبادرة جامعة الدول العربية، والحملة التي تعرضت لها مساعي الامين العام للجامعة السيد عمرو موسى"، وكرروا "تمسكهم بالمبادرة التي هي خشبة الخلاص"، كما اسفوا "لكل ما يؤدي الى تعطيل الجهود الرامية الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية واعادة المسار الطبيعي للدولة ومؤسساتها الدستورية". ودانوا "بشدة الحصار الاسرائيلي حول قطاع غزة والشعب الفلسطيني من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي"، ودعوا الى "اوسع تضامن لبناني وعربي ودولي مع الشعب الفلسطيني في محنته ونضاله".

 

القوات اللبنانية-البترون دعت للمشاركة في قداس لراحة نفس رياض أبي خطار:

المواجهات الوطنية المشهودة أوصلتنا الى ثورة الأرز وخروج الاحتلال والوصاية

وطنية - 23/1/2008 (سياسة) اصدرت القوات اللبنانية - منطقة البترون بيانا اليوم لمناسبة إستشهاد رياض أبي خطار جاء فيه: "لا يمكن أن تمر ذكرى استشهادك، أيها الرفيق البريء والمظلوم من دون أن نستحضر أسباب الشهادة وظروفها، وأن نصلي معك من عليائك للبنان المصلوب على خشبة، لا تتركنا قوى الشر نخلصه وننهي مأساته، ولا نتركها تصيب منه القلب ولو كلفنا الأمر تضحيات وشهادات تعودنا على بذلها وتقديمها فداء للبنان كي يبقى ويستمر.

في ذلك اليوم المشؤوم كنا معا نسعى للضغط على القوى الأمنية كي تفتح الطرقات التي أقفلها "قطاع الطرق"، كنا مسالمين لا نحمل إلآ إيماننا وعزيمتنا وإرادتنا في أن تكون المناسبة مدخلا كي تتولى القوى الشرعية مسؤولية أمن الجميع من دون تفرقة أو تمييز، وكانوا يخططون لما صار اليوم مشهدا مكشوفا لسيناريو الشر السوري الذي استهدف المواقع الثلاثة التي عليها قام واستمر لبنان: رئاسة الجمهورية، وقد أفرغوها من الرئيس الماروني بحجة رفع التهميش عن المسيحيين، والجيش، وقد منعوا قائده من الوصول الى سدة الرئاسة وينهكون قواه اليوم في عملية كر وفر جوالة تهدف الى تحييده وتاليا تعطيل دوره الوطني، وأخيرا بكركي التي مجد لبنان لسيدها أعطي، ويسعون اليوم الى التطاول عليه كمقدمة ضرورية لإسقاط لبنان الكيان والنظام والطائف والعيش المشترك. وكما يوم استشهادك، نستمر اليوم يا رياض في صمودنا والمواجهة، ومعنا كل أطياف 14 آذار الذين خضنا الى جانبهم المواجهات الوطنية المشهودة التي أوصلتنا الى ثورة الأرز وخروج الاحتلال والوصاية على الرغم من أننا لم ننجح في استكمال ما بدأناه وما دمنا حتى الساعة نسعى الى إنجازه، وهذا وعدنا لك ولكل الرفاق الشهداء وسنسعى الى تحقيق الوعد والعهد ولو طال بنا الزمان وكثرت التضحيات".

ودعا البيان "الى مسيرة بالشموع تنطلق من باحة مكتب النائب أنطوان زهرا الى الموقع الذي سقط فيه الشهيد خطار, الاحد المقبل عند الساعة نفسها التي سقط فيها حيث تتلى الصلوات وتقام رتبة رفع البخور لراحة نفسه".

 

الاحزاب والقوى": تصريحات الجميل وجعجع تصب في خانة الرغبة في تدويل المسألة اللبنانية وإخضاع لبنان للوصاية الدولية

وطنية- 23/1/2008 (سياسة) توقف "لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية" عند التصريحات التي أدلى بها الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معرض تعليقهما على كلام الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء، ورأى اللقاء "ان هذه التصريحات ليست غريبة عن امراء الحرب الذين تسببوا بخراب لبنان وتهجير أهله وهجرة أبنائه منذ الاستقلال الى اليوم، بسبب سياساتهم التي كانت ولا تزال خاضعة لمصالح الخارج على حساب مصلحة الوطن، والمتواطئة اليوم مع الاملاءات الاميركية - الاسرائيلية دعما للامتيازات الطائفية على حساب وحدة الهوية الوطنية، والداعمة لحالة التشتت والتسيب وعدم الاستقرار التي تعيشها البلاد على حساب بناء الدولة العادلة والقادرة على حماية قرارها الوطني، بعيدا من الاملاءات الخارجية بفعل الانتصار الذي حققته المقاومة على اسرائيل، وخصوصا أن تلك التصريحات لم تطل من خطاب سيد المقاومة سوى مسألة اشلاء الجنود الذين تركهم العدو وراءه عند هروبه من الارض اللبنانية أمام ضربات المقاومين، والذي اتى سماحته على الاشارة اليهم لكي يربك العدو ويكشف ضعفه، ولكي تكون تلك الاشلاء موضع مقايضة محتملة مع اسرى لبنانيين وعرب لا يزالون حتى اليوم في سجونه".

وأكد اللقاء "أن تصريحات الجميل - جعجع تصب في خانة الرغبة الواضحة والصريحة في تدويل المسألة اللبنانية، وبمعنى أصح إخضاع لبنان للوصاية الدولية لكي يكون جزءا من عملية هدر الحقوق والانجازات الوطنية، إلحاقا بمحاولات هدر الحقوق الوطنية الفلسطينية وحق عودة الشعب الفلسطيني الى ارضه ودياره، تمهيدا لتوطينهم في أماكن وجودهم ومنها لبنان".

واستنكر "تلك التصريحات اللاوطنية والمكشوفة الاهداف والصادرة عن أصحاب مشاريع الفدرلة والتقسيم والقتل والتهجير"، منبها الى "خطورة التعبئة الفئوية التي يمارسها هؤلاء خدمة لمشاريع التفتيت في المنطقة بهدف إجهاض الانجازات الوطنية التي حققتها المقاومة على العدو الاسرائيلي وأعوانه في كل مكان".

 

جعجع: فريق 8 آذار هو المسؤول الأول والأخير عن عدم وجود رئيس وخلفية التحرك هي خلفية سياسية بامتياز وليست مطلبية أو نقابية وعون يخدم مصالح النظام السوري في لبنان ويا للأسف

موقع القوات/أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أن فريق 8 آذار هو المسؤول الأول والأخير عن عدم وجود رئيس في لبنان، لافتا إلى أنه أمامنا أحداث كثيرة وصعبة لذا علينا أن نواجهها بطريقة متأنية وهادئة. وتطرق إلى الدعوة إلى الاضراب الخميس، فأشار إلى أن الاتحادات النقابية التي دعت إلى الاضراب هي اتحادات وهمية جرى استخدامها إبان سلطة الوصاية السورية من أجل تكبير الحجم العمالي للسلطة آنذاك. وسأل: "اذا كان فعلا النقابات العمالية تريد الاضراب لتحقيق مطالبها فلمن سيتوجهون ومن سيحقق لهم مطالبهم اذا كانوا يريدون إسقاط الحكومة؟، معتبراً أن أقل شيء يمكن فعله هو إعطاء الثقة للحكومة الحالية اذا فعلا يريدون منها أن تحقق مطالبهم، مؤكداً أن خلفية التحرك غدا هي خلفية سياسية بامتياز، وليست مطلبية أو نقابية.

جعجع، وفي حديث إلى تلفزيون "المستقبل"، دعا جميع المواطنين غدا إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. وكشف عن وجود معلومات أن هناك فانات ستقوم بقطع المفاصل الأساسية للطرقات، مشددا على ان الرد على ذلك يكون من خلال الجيش والقوى الأمنية التي يجب أن تتحمل المسؤولية في هذا الاطار. 

واعتبر ان الوضع من الناحية السياسية الشرعية اليوم أفضل مما كان في 23 و 25 كانون الماضي، موضحاً أن بعض الأطراف يتصرفون ببلدهم وكأنه ليس لهم. وقال: "نحن من يجب أن ننزل إلى الشارع لأن هناك فراغ في الرئاسة". أضاف: "شئنا أم أبينا هناك حرب لبنانية داخلية باردة".

وأعرب عن عدم اعتقاده ان يعمد شباب التيار الوطني الحر الدخول في عمليات شغب أو مخططات خربطة الأمن والدليل هو ان نقاط التجمع التي وزعت للحركة النقابية كثيرة في مناطق الجنوب وبعلبك والشمال بينما في المنطقة هنا هناك نقطتين على الدورة والمكلس، معتبرا ان هذا مؤشر  عل عدم تجاوب شباب التيار مع الموضوع. كما تطرق إلى بعض المواقف التي صدرت أخيرا من بعض نواب تكتل التغيير والاصلاح مثل ميشال المر ونعمة الله أبي نصر.

وردا على الردود التي طاولته، ذكر جعجع بالذين اغتيلوا على يد "حزب الله" كالعقيد مظلوم الذي قتل على طريق أبلح في العام 1985، والملازم أول جورج شمعون الذي اغتيل في تشرين الثاني 1985، والعقيد ميشال زيادة رئيس أركان اللواء الأول، والكولونيل غوتيار الفرنسي الذي اغتيل سنة 1986، والنقيب كاظم درويش ضابط في ثكنة صور، حسين المروي، سهيل طويلة، وخليل نعوس، ميشال واكد، وداوود داوود، محمد فقيه، حسين سبيتي. وقال: "اذا كانوا يريدون الاستمرار بهذه الطريقة فنحن مستعدون".

واكد أن هناك انطباعا خاطئا أن قوى 14 آذار مستسلمة، مشيرا إلى أن هناك مواجهة كبيرة نخوضها ونعرف جميعا مدى حجمها الداخلي والاقليمي والدولي ويجب الانتباه إلى كل هذه المنعطفات. أضاف: "مخطئ من يقول إننا خسرنا في خضم هذه المواجهة الكبيرة". وتابع جعجع: "نحن أقوى من أي وقت مضى وعلى الجميع أن يرى النتائج ولينظروا إلى الانتخابات الطالبية التي جرت أخيرا".

ولفت إلى انه عمدما طرح انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا واجهتنا معارضة البطريرك صفير وعدد من الأكثرية، مذكراً أنه من الداعين إلى الانتخاب بالأكثرية العادية. وأعلن أن الخلاصة التي وصلت اليها قوى 14 آذار هي أن المعارضة ليست في وارد الاتفاق على شيء، معتبراً أنه من رابع المستحيلات الوصول إلى تسوية مع الفريق الآخر ونحن في مواجهة مشروع آخر.

وذكر جعجع بمبادرة الرئيس نبيه بري في بعلبك التي كان عمادها تخلي الأكثرية عن النصف زائدا واحدا في انتخاب الرئيس، مقابل تخلي المعارضة عن مطلب حكومة الوحدة الوطنية، فقبلنا، وعندما طرحنا اسم قائد الجيش كمرشح توافقي وقعوا في الفخ وبانت نواياهم.

وأكد أنهم يريدون استمرار التعطيل كي يصلوا إلى استلام البلد بالكامل والجميع أصبح يرى أن 14 آذار ذهبت بالتوافق إلى النهاية ومن يعطل عملية الانتخاب، مشددا أنه علينا الذهاب نحو المستقبل وتبني انتخاب العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي.

وجدد التذكير أن قوى 14 آذار ذهبت إلى أبعد الحدود في الايجابية ونحن ننتظر الموقف الذي ستتخذه الجامعة العربية الأحد المقبل وعلى أساس هذا الموقف سنتخذ القرارات ولكن لا يفكرن أحد أننا لن نكمل هذه المواجهة إلى نهايتها. وأضاف: "أقول لكل قواعدنا الموجودة من عكار حتى القليعة أنه يجب قراءة الأمور بتأن".

وأكد جعجع أنه في هذه المرحلة بالذات الثلث الضامن هو الثلث المدمر. ولفت إلى المشاركة عن حق هي بطرح الامور كلها على طاولة النقاش ومنها المشاركة في قرار محاربة اسرائيل، وسأل: "عندما ترد اسرائيل فهل ترد فقط على حزب الله وعلى الشيخ حسن أو على كل اللبنانيين؟ مشددا على ان الدولة هي وحدها التي تضع قواعد الاشتباك وليس السيد حسن نصرالله. واعتبر ان المشاركة في الدستور واضحة وهي بين المسلمين والمسيحيين ولا يمكن أن نصنع دستورا لفئة معينة بحسب أهوائها، مشيرا إلى أن منطق يا "أشرف الناس" لا يبني بلد وعلى حزب الله الاعتراف بالآخرين.

 وكشف جعجع أن الجيش ساعد "حزب الله" في حرب تموز وهو من أعطاه الاحداثية لضرب الباخرة الاسرائيلية.

ودعا إلى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية والأمور الباقية تأتي فيما بعد، معتبرا أنه لا يجوز اعتبار العماد سليمان من قوى 14 آذار فهذا خطأ. وطلب أن يحضر العماد عون وحلفاؤه اقتراح قانون بتعديل الدستور وإعطاء صلاحيات إضافية لرئيس الجمهورية والقوات أول من سيوقع عليها.

وعن الحملة التي وجهت ضد البطريرك صفير، قال: "عندما وصلني خبر تعدي الوزير السابق سليمان فرنجية على البطريرك ذهلت كثيرا لأنني أعتبر أن هناك حدودا يجب على أي كان ان لا يتعداها"، موضحاً أن لا أحد في العالم كله يسمح لنفسه بأن يهين رجل دين أو مقامات عالية، لافتا إلى أنه اذا أراد ان يرد على البطريرك فليرد عليه بالسياسة. 

وأضاف: "من يصدق أن البطريرك صفير يقبل معاش (راتب) من أي شخص على هذه الأرض؟. شئنا أم أبينا البطريرك صفير يمثل البطريرك والدويهي وتاريخ الموارنة كله".

وأشار إلى أن مواقف العماد ميشال عون تخدم النظام السوري في لبنان، عن قصد أو عن غير قصد هذا موضوع آخر والتاريخ سيظهر هذا الأمر. وقال: "ليس بقليل أن يردد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أصدقاء سوريا في لبنان ويذكر اسم العماد عون من بينهم، للأسف".

واعتبر جعجع أن قانون القضاء ليس أفضل قانون انتخابات على المستوى الوطني والمسيحي بل هي الدائرة الوسطى مع النسبية.

وأكد أننا بحالة مواجهة كبرى تتعلق بوجه وبطبيعة وبهوية لبنان وباستراتيجيته. إما عودة النفوذ السوري أو البقاء من دونه، مشيراً إلى أن "حزب الله"  يريد عودة النفوذ السوري إلى لبنان لتحقيق استراتيجيته وهذا أمر مرفوض من قبلنا.